Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
1
وقد قدم ال النساء في هذه الية على غيرها لنها أخطر وأشد فقد قال
":ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء "
() 1
وقال ":حجبت النار بالشهوات ،وحجبت الجنة بالمكاره "
2
( )
وقال " :من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة "
والشهوات متنوعة ولكن أشدها وأخطرها شهوة الفرج أو ما يسمى
بالمصطلح المعاصر " شهوة الجنس " وهذه الشهوة أوجدها ال عز وجل
لحكمة وهي بقاء العنصر البشري ،ويبتلي ال بها عباده ،فكم من شاب
كانت له عائقاً من سلوك الهداية وكم شاب كانت المسبب في انحرافه
وضللة ،وال المستعان ،وعليه التكلن ول حول ول قوة إل بال .
أول ً :عقوبة متبع الشهوة .
-1العقاب الخروي .
قال تعالى" والذين ل يدعون مع ال اله آخر ول يقتلون النفس التي حرم
ال إل بالحق ول يزنون ومن يفعل ذلك يلقى آثاما * يضاعف له العذاب
يوم القيامة ويخلد فيه مهانا "
وقال ":رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة ..
فانطلقنا على مثل التنور ،فإذا فيه لغط وأصوات .قال :فاطلعنا فيه فإذا
فيه رجال ونساء عراة ،وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ،فإذا أتاهم ذلك
() 3
اللهب ضوضوا " ..فسأل عنهم فقيل " الزناة والزواني "
-2سوء الخاتمة .
أخي الشاب أل تحذر من سوء الخاتمة فالتعلق بالشهوة من أكبر أسباب
سوء الخاتمة ،يقول مجاهد -رحمه ال ": -ما من ميت يموت إل مثل له
- )(1رواه البخاري ( . )6487
)(2رواه البخاري ( )6474
-) )(3البخاري ( )386
جلساؤه " ،يروى أن رجلً عشق شاباً يسمى ( أسلم ) واشتد كلفه به ،
وتمكن حبه من قلبه حتى وقع ألماً به ولزم الفراش بسببه ،وتمنّع ذلك
الشخص عليه واشتد نفاره عنه ،فلم تزل الوسائط يمشون بينهما حتى وعده
بأن يعوده فأخبره بذلك الناس ففرح واشتد فرحه وانجلى غمه ،وجعل
ينتظره للميعاد الذي ضرب له ،فبينما هو كذلك إذ جاءه الساعي بينهما ،
فقال إنه وصل معي بعض الطريق ورجع ..فلما سمع البائس أسقط يده
وعاد إلى أشد مما كان به ،وبدت عليه علئم الموت فجعل يقول في تلك
الحال :
ويا شفاء المدنف أسل ُم يا راحة البال
النحيل العليل
من رحمة الخالق رضاك أشهى إلى
الجليل فؤادي
فقيل له :يا فلن اتق ال .فقال :قد كان ،فما أن جاوز باب داره حتى
سمع صيحة الموت .
وآخر كان واقفًا إزاء داره ،فمرت به جارية لها منظر فقالت :أين الطريق
إلى حمام منجاب ؟ فقال :هذا حمام منجاب ،فدخلت الدار فدخل ورائها ،
فلما علمت بالمر أظهرت له البشرى والفرح وقالت :يصلح أن يكون معنا
ما يطيب به عيشنا وتقر به عيوننا ،فخرج وتركها في الدار ولم يغلقها ،
فأخذ ما يصلح ورجع فوجدها وقد خرجت وذهبت ،فهام الرجل وأكثر
الذكر لها وجعل يمشي في الطريق وهو يقول :
كيف الطريق إلى حمام يا رب قائلة يوماً وقد
منجاب تعبت
فبينما هو يومًا يقول ذلك ،أجابته جارية من طاق :
ل جعلت سريعاً إذا ظفرت حرزًا على الدار أو قفلً على هّ
الباب بها
فزاد هيمانه بها ،حتى حضرته الوفاة ،فكان آخر كلمه من الدنيا هذا
()1
البيت ولم ينطق بالشهادة .
-3فقدان محبة ال .
أخي الحبيب محبة ال و محبة ما يحبه ل تجتمع مع محبة الشهوات
والتعلق بها فأي المحبتين تريد ؟!
-4الوقوع في المراض الجنسية .
- )(1انظر الجواب الكافي عن سأل عن الدواء الشافي العاقبة ص 171وما بعدها .
قال " يا معشر المهاجرين خصال خمس إذا أبتليتم بهن وأعوذ بال أن
تدركوهن :لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إل فشا فيهم الطاعون
والوجاع التي لم تكن مضت في أسلفهم الذين مضوا ،ولم ينقصوا
المكيال والميزان إل أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ،ولم
يمنعوا زكاة أموالهم إل منعوا القطر من السماء ،ولول البهائم لم يمطروا ،
ولم ينقضوا عهد ال ورسوله إل سلط ال عليهم عدوهم من غيرهم ،
فأخذوا بعض ما كان في أيديهم ،وما لم تحكم أئمتهم بكتاب ال عز وجل
()1
ويتحروا فيما أنزل ال إل جعل ال بأسهم بينهم "
وقد جاء في إحصائية لعام 1977م عن المصابون بمرض الزهري 50
مليون فرد سنوياً .أما السيلن فخمسة أضعاف 250مليوناً سنوياً .وفي عام
1981م بلغ عدد المصابين بمرض الهربس 20مليونًا في الوليات المتحدة
وحدها.
أما مرض اليدز ففي عام 1981م بلغ عدد المصابين في الوليات المتحدة
( )252فرداً .
وفي عام 1986م ( )17001و %73من المصابين بهذا المرض هم من
الذين يعملون عمل قوم لوط (.)2
-2أن الجزاء من جنس العمل .
فهي قاعدة شرعية ل تتغير يقول الشافعي رحمه ال :
كان الوفاء من أهل بيتك إن الزنا دين فإن
فاعلم أقرضته
إن كنت يا هذا لبيباً فافهم من يزن يزن به ولو
بجداره
فبعد هذا أخي الشاب ،تعلن أن من يتجرأ على انتهاك أعراض الخرين
معرض أن يرى ذلك في ابنته أو أخته أو أحد محارمه .
-4حرمان الطاعة وشؤم المعصية .
فيا أخي الحبيب ..إن للطاعة نوراً ،وللمعصية ظلمة وآثاراً أليمة فمن تلك
الثار :
-1حرمان العلم .
-2الوحشة بينك وبين ال .
ج -الوحشة بينك وبين الناس .
- )(1رواه ابن ماجه ( )4019وقال في الزوائد هذا حديث صالح للعمل به وصححه اللباني في
السلسلة الصحيحة ( )106
- )(2انظر كيف تواجه الشهوة لمحمد الدرويش ص 11
فقد حذر من الجلوس في الطريق الذي قد يكون سبب في نظر الحرام ،
وقال ذلك في زمنه حيث لم تكن شوارع المدينة تعج بالفتن كحالنا اليوم فقال
عنِن أَبِي سَعِي ٍد ا ْلخُدْرِيّ َرضِي اللّهم عَنْهم َ عْإياكم والجلوس في الطرقات َ
علَى الطّ ُرقَاتِ َفقَالُوا مَا لَنَا جلُوسَ َ سلّ َم قَالَ "إِيّاكُمْ وَالْ ُ علَيْهِ َو َصلّى اللّهم َ النّبِيّ َ
س َفأَعْطُوا الطّرِيقَ ل الْ َمجَالِ َ
ل َفإِذَا أَبَيْتُ ْم إِ ّ
ث فِيهَا قَا َبُ ّد إِنّمَا هِيَ َمجَالِسُنَا نَ َتحَ ّد ُ
ض الْ َبصَرِ وَكَفّ الَْذَى وَرَدّ السّلَمِ َوأَمْرٌ ق قَالَ غَ ّ ق الطّرِي ِ حقّهَا قَالُوا وَمَا حَ ّ َ
()1
ن الْمُنْكَرِ "بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٌ عَ ِ
فالشاب الذي يريد السلمة ل بد أن يبتعد عن الصور ،والفلم ،والنساء
المتبرجات ،والغاني الساقطة ،والمواقع الهابطة ،ول يرتاد السواق
النسائية و أماكن تجمع النساء إل عند الضرورة ،فمن حام حول الحمى
يوشك أن يقع فيه.
-5التساهل في الحرام .
يظهر ذلك أن عدد من الشباب كان السبب في وقوعهم في الشهوة والفاحشة
هو التساهل في النظر إلى صورة أو إلى أمرد أو الوقوع في محادثة قد
تكون في البداية بحسن قصد لكن الشيطان ثالثهما ،وكذلك التساهل
والهمال في شأن السائقين والخدم وغيرهما من المور التي يجب على
النسان أن يبتعد عنها .
ثالثــا ً :علج مشكلة الشهوة .
-1التسلح باليمان
() 2
فالنبي يقول :ل يزن الزاني حين يزني وهو مؤمن "
فمن عمر قلبه اليمان فلن يتجرأ على محارم ال ،ولو وقع سرعان ما يعود
إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون
واليمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي فلبد من الكثار من الطاعات
كتلوة القرآن والنوافل وغيرها من الطاعات التي تزيد اليمان .
-2الوقاية خير من العلج
أخي الشاب أغلق الباب الذي تشم منه رائح الشر ،فالبعد عن المثيرات
والصور ومشاهدة الفلم والبحث عن المواقع الهابطة عبر شبكة النترنت
والتساهل في قضايا مشاهدة الصور والمحادثات وتبادل الرسائل
اللكترونية وغيرها من أبواب الشر ول يخفى عليك قاعدة سد الذرائع .
-3الزواج .
في زمنه مع قلة ففكر أخي الشاب بالزواج تفكيرًا جاداّ فقد حث عليه
المغريات والفتن فما بالك في هذا الزمن الذي كثرت فيه الشرور فقال
في حديث ابن مسعود "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ..
()1
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "
وتذكر أن ال عز وجل قال وأنكحوا اليامى منكم والصالحين من
عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم ال من فضله
-4ل تحتقر صغيرة .
()2
فقد قال " إياكم ومحقرات العمال فإن لها من ال طالباً "
فالصغيرة تضعف اليمان وضعف اليمان سبب من أسباب الوقوع في
الشهوات .
فاعلم أخي الشاب أن النظر هو طريق الزنا فغض بصرك ول تقل هذه
نظرة بسيطة فهذه النظرة سيتبعها نظرات ،فاقطع الشر من بدايته .
-5تذكر مراقبة ال لك .
تذكر أخي الحبيب قوله عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال فلو
استحضرت هذه الية لما وقعت في معصية يقول الشاعر:
وإذا خلوت بريبة في غفلة والنفس داعية إلى
العصيان
إن الذي خلق الظلم فاستحي من نظر الله
يراني وقل لها
-6صاحب الخيار .
أخي الشاب إنك علمت أن -قرين السوء هو الذي أوقعك في المعصية .فهل
فكرت بجد وأنت تريد طاعة ال أن يكون لك قرين خير فالصاحب كما يقال
ساحب إما إلى خير وإما إلى شر ،يقول تعالى :الخلء يومئذ بعضهم
لبعض عدو إل المتقين
-7الدعاء
َ
ب لَك ُ ْ
م ج ْست َ ِم ادْعُونِي أ ْ ل َربُّك ُ ُإنه سلح المؤمن عند الشدائد وَقَا َ
َ َ
ن
خرِي َ م دَا ِ جهَن َّ َ
ن َخلُو َ سيَد ْ ُعبَادَتِي َ ن ال ّذِي َ
ن يَسْتَ ْكبِرُون عَن ِ إِ ّ
قال رب وتذكر يوسف عليه السلم حين واجهته الفتنة وهو في سن الشباب قال
السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإل تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن
وأكن من الجاهلين
-8تذكر نساء الجنة
)(1رواه البخاري ( )1905ومسلم ( )1400
- )(2رواه ابن ماجه ( )4243قال في الزوائد اسناده صحيح ورجاله ثقات .