Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
ة
الشيخ /عبدالعزيز
السويدان
بسم ال الرحن الرحيم
المد ل القائلِ ف كتابه الكري (( :فاستجاب لم ربم أن ل أضيع عمل عامل منكم من ذكر
أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا و أخرجوا من ديارهم و أوذوا ف سبيلي و قاتلوا و
قتلوا لكفرن عنهم سيئاتم و لدخلنهم جنات تري من تتها النار ثوابا من عند ال و ال
عنده حسن الثواب ))
صرَةِ الذّاب ِة
خّكانت تشي ف السوق مِشيةً مثيةً متكسّرة ،مزه ّوةً بقوامها و عباءتِها الميل ِة الُ َ
جدا ،والت أبرزت معالِ َم جِسْمِها ،وأضفتْ على قَوامِها نُعوم ًة ورِقّة ..ول فُستان سهرة !! ،
فمرّت بأختٍ لا من النساء ،فتحسّرت تلك الخرى و هي ترى ما تلبّست به أختُها من معالِ
الفتن ِة و الغراءِ و ج ْذبِ النظار ،فخافت عليها من عقاب ال ،نعم ..خافت عليها من عقابِ
ال ،و أشفقت عليها من سَخَطِه ،فلم تستطع إلّ أن تُبا ِدرَها قائلةً لا ( :يا أخت ..ياأخت
ل عل ّي و عليك ف الدنيا و الخرة ) ،فسبحان من أوقع كلمَها ف سويداءِ قلبِ تستّري ستر ا ُ
تلك الرأة ،فطأطأت رأسَها و قالت ( :إل هذه الدرجة !!؟؟ ) ،قالت ( :إي و ال ..أل
ترين نظراتِ الرجال ؟ ) ،فتلفّتت حولا فما هو إلّ كما قالت ،ث التفتت إليها و قالت :
( أتدرين أنكِ أوّ ُل واحدة تقول ل مثلَ هذا الكلم ؟ ..ل أمّي ،ول أب ،ول أَحَدَ من أهلي ،
ول حت صديقات قدّموا إلّ هذه اللحظة !! ) ( ،ربا استحوْا ِمْنكِ ؟) ( ،ل بالعكس ..هم
ض اللوان إللّي اختارها ،لكن العباءة ..ول مرّة .. ينتقدون بعض الفساتي إللّي ألبسْها ،وبع َ
،حتّى اللّي ما يَلْبَسون نوعيّة هاذي العباءة ول مرّة قالوا شيْ !! ) ( ،تتوقعي إنّ هاذي العباءة
حرام ؟؟) ( ،ياأخت أنا متأكّدة إنا حرام ..لن هاذي العباءة صُمّمَت أصلً لتُعطي إللي تلبسها
نعومة وجال وإثارة ،وهاذي المور ..يب على الرأة أن تسترها ..ولّ تُظ ِهرْها وتشي با بي
الرجال ؟؟) ( ،لكن ..أنا ما أقصد إظهارها للرجال) ( ،أنا عارفة ياأخت ..لكن الث أحيانا
يكون على القصد السّيّء ،وأحينا يكون على العمل نفسِه ولو ل يكن القصد سيّء ) ( ،سبحان
ل ما فيها خي ، ال ..صحيح هذا الكلم ؟؟!!) ( ،نعم ،شوف يا أخت ، ..هاذي العباءة وا ِ
وما تيب إلّ الشرّ ، ..وأحلفْ لِك إ ّن الرّجال ،يترمون الرأة اللي تلبس عباية الرأس العاديّة ،
ب ،حتّى الفسّاق أهلُ أكثرْ من اللي تلبس العباءة الخصّرة أوالغربية أو مثلَها من أنواع العِ ّ
جرَئون على إزعاجها ،ث لتنسي ياأخت ..إ ّن هناك رب ،وحساب ،وجنّة العاكسات ما يَ ْ
ونار ..ال يعلن ويا ِك من أهل النة ،ويِْبعِدْن وإياكِ عن أهل النار ) ( ،وال كلمِك صحيح
..ال يزيكِ خي ..ال يزيكِ خي ..استغفر ال العظيم وأتوب إليه ،استغفر ال العظيم وأتوب
إليه )
( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من
الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين * وما لنا ل نؤمن بال وما جاءنا من
الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين)[ 84 ، 83المائدة ]
أخت الكرية ..مشه ُد النّصيحةِ هذا ..ب ِودّي لو يتكرّر ،ب ِودّي لو تنصحُ ك ّل مسلمةٍ أختَها ،
ب ِودّي لو تنصحي أنتِ كلّ مسلمةٍ ..سواءً كنتِ امرأةً متزوجة ،أو كنتِ طالبةً ف الدرس ِة ،أو
ف الكلية ،تنصحي من ترين أنا تستدعي النّص َح من َأخَواِتكِ الؤمنات ،فالؤمنون والؤمنات ،
كما قال ال تعال ،أولياء يتعاونون على الب والتقوى ( و الؤمنون والؤمناتُ بعضُهم أولياءُ
بعض يأمرون بالعروف وينهون عن النكر ويقيمون الصلة ويؤتون الزكاةَ ويُطيعون ال
ورسوله أولئك سيحهم ال إن ال عزيزٌ حكيم )أخت العفيفة ..حتّى مت نُ ْ
سرِفُ على أنفسنا ؟
ب صلى ال عليه وسلم من
،استمعي إل ما قالته أمّ سلمة رضي ال عنها ، ..قالت (استيقظَ الن ّ
الليل وهو يقول :ل إل َه إل اللّه!! ،ماذا أُْنزِ َل الليلةَ منَ الفت؟ ،ماذا أُنزِ َل من الزائن؟من
يوقظُ صواحبَ الُجُرات؟ [يقصِد زوجاتِه (صلى ال عليه وسلم)]كم من كاسيةٍ ف الدنيا عاريةٌ
يومَ القيامة) ،ولحظي لفظة ( كم من ) ف قوله ( :كم من كاسيةٍ ف الدنيا عاريةٌ يوم القيامة
) فهذه الّلفْظة تعن الكَثْرة ،يعن :أن النساءَ العارياتِ يوم القيامة كثياتٌ جدّا ( نسأل ال
السّْترَ والسلمة ) ،إذن فالسألة ليست ِزيّا تلبسينه وانتهى المر ، ..ل ،ليس بذه البساطة !!
،هناك مراقبةٌ لكل ِفعْل ،وتسجي ٌل لكل حركة ،وماسبة ،وعقاب ،وثواب ،ولذلك ..
انظري كيف كان إيا ُن الصحابيات وش ّدةُ تأّث ِرهِ ّن بالحاديث ،يقول الزّهري :وكانت هند بنتُ
الارث(رضي ال عنها) ،وهي الت روت الديث عن أم سلمة ،كانت لا أزرارٌ ف كُمّيْها بي
أصابعها ،والعن ،أنا كانت تشى أن يبدو من جَسَدِها شيء بِسَببِ سَعةِ كُمّيْها ،فكانت
تُز ّررُ ذلك لئل يبدوَ منه شي ٌء ،خوفا من أن تدخلَ ف قولِه (صلى ال عليه وسلم) (كاسيةٍ ف
الدنيا عاريةٌ يوم القيامة) . ،قال الافظ بنُ حجر ف شرحه للحديث :أنه (صلى ال عليه وسلم)
حذّر النساء من لِباس الرقيقِ من الثيابِ الواصفةِ لجسامهن ،لئل َي ْعرَيْنَ ف الخرة ،واخْتلَ َ
ف
العلماءُ ف الُرادِ بقوله« :كاسية وعارية» ،وإن كانت الحصّل ُة وخيم ًة على أيّ حال ،اختلفوا
على أوجه ،أ َحدُها :كاسيةٌ ف الدنيا بالثياب لوجود الغِنَى ،عاري ٌة ف الخرة من الثّواب ،
لعدم العمل على طاعة ال وتركِ مساخطه ف الدنيا ،ثانيها :كاسيةٌ بالثياب نعم ..لكنها ثيابٌ
شفافةٌ أو رقيقةٌ أوضيّقة تُبدي مفاتِنَها ،فتُعاَقبُ ف الخرة بالعُري جزاءً على ذلك ،ثالثها :
كاسي ٌة جسدَها ،لكنها تشُ ّد خارَها من ورائها ،فيبدو صدرُها ،فتصي عاريةً ،فتُعاقب ف
الخرة ،الاصل أنّ اللفظة ..وإن َو َر َدتْ ف أزواج النب (صلى ال عليه وسلم) ،لكن العبة
بعموم اللفظ ،قال العلماء :فأراد (صلى ال عليه وسلم) تذيرَ أزواجِه من ذلك كلّه ،وكذا
تذيرَ غيِهن مّمن َبلَغه ذلك ،ولذلك تقول أم سلمة (رضي) «لَمّا َنزََلتْ {ُيدَنِيَ َعلَ ْيهِ ّن مِنْ
جَلَبِيِبهِنّ} َخرَجَ نِسَاءُ الْنصَارِ َكأَنّ َعلَى رُؤو ِسهِنّ اْل ِغرْبَا َن مِنَ الكْسَِيةِ».وهو ما حَمَل
عائشةَ(رضي)لن تُثنَ على نساء النصارِ بذلك وتقولُ فيما ورد (( :إن نساءَ قريشٍ َل ُفضَلء ،
ل ما رأيتُ أفض َل من نساء النصارِ أش ّد تصديقا بكتاب ال ول إيانا بالتنيل ،يعن
ولكن وا ِ
لّا َنزَلت آياتُ المرِ بالجاب ،بادرْن إل اللتزامِ بالجابِ كّلهُنّ بل استثناء مباشرةً دون
تردد ،تقول :ما منهن امرأة ..ما منهن امرأة إل قامت إل ِمرْطها [ وهو الكساءُ من
الصوف ] يعن استترْن بتلك الكسية ،فأصبحن يصلي الصبح معتجِرات [ أي بتلك الكسية ]
كأن على رؤوسهن الغِربان» ،أخت الكرية ..أنا وأنتِ نتّفق أنّ الُ تعال هو العلمُ بعبادِه كما
جاء ف الية ( :هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الرض ) ،فهو سبحانه يعلم ،أنّ الرأةَ هي أضرّ
فتن ٍة على الرجال ،كما قال (صلى ال عليه وسلم) ( :ما تركت بعدي فتن ًة أضرّ على الرجال
من النساء ) ،ولذلك ص ّح أنه (صلى ال عليه وسلم) قال ( :الرأةُ عورة إذا خرجت [ يعن من
بيتها ] استشرفها الشيطان ) [أي زينها ف نظر الرجال ليفتنهم با ]ولذلك قال المام بن البارك
( :الرأة عورة ،وأقربُ ما تكونُ إل ال ف َق ْعرِ بيتها ،فإذا خرجت استشرفها الشيطان، ).
ق والنافقي أذيّ َة النساء الفرّطاتِ بالجاب ،لنّوالُ تعال يعلم أيضا ،أنّ من طبيعةِ الفسّا ِ
الستهانةَ بالجاب ،أو بيئ ِة الجاب ،يدعو السّفل َة والفُسّاقَ التسكّعي ف السواق
والطرقات ،إل التّع ّرضِ و الذى و النظر بشهوة ،وهذا من الفساد !! و ال ل يبّ الفساد ،
فقال تعال ُمرْشدا وآمرا ( :يا أيها النب قل لزواجك وبناتك ونساء الؤمني يدني عليهن من
جلبيبهن ذلك أدن أن يعرفن فل يؤذين[يعن من قِبَ ِل الفُسّاق] وكان ال غفورا رحيما ) ،
فكانت تلك الستجابةُ العظيمةُ من نساءِ الصّحابة كما وصفت أمّ الؤمني السيدة عائشة رضي
ال عنها ،أخت العفيفة ..ونن نسي نو حالٍ أرشد ،ومستوىً إيانّ أفضل ،سنقفُ أنا
وأنتِ اليوم إن شاء ال تعال وَقفَاتٍ مهمّة ،وناول أن نتأمّلَ عند كلّ َو ْقفَة ،ونوضّحَ بعضَ
الفاهي َم والثّوابتَ الهمّة ،ث نُق ّررُ سويّا [إن شاء ال] أهّّيةَ العنايةِ با ،وهكذا نصنعُ عند كلّ
وقفة ..حت َنصِلَ إل َب ّر المانِ.
الوقفةُ الول :
(عِلّةُ الحياة)
طالا قرأنا قوله تعال ( :وما خلقت الن والنس إ ّل ليعبدون ) لكننا ل نتأمّل بشكلٍ جاد ف
مدى مطابقة واقعنا لذه الية العظيمة ،ربا لو سألُتكِ :ما العِلّةُ من إيادكِ ف هذه الياة ؟
لبادرْتِ قائلةً بكل بساطة :لعبادة ال تعال ، ..أليس كذلك ؟ ،أقول بلى هو كذلك ، ..
لكنْ هذه الجابةُ السطحيّة ليست مقصودةً ف هذا القام ،فلسنا ف مدرسةٍ ول ف قاعةِ
امتحان ، ..إذن ما القصود من السؤال ؟ ،القصود من السؤال هو استشعار أبعادِ الجابةِ
النفة ، ..لعبادة ال تعال ،استشعار مقتضياتِها ،استشعار معناها القيقي ،استشعار
صرُ مفهومُ العبادةِ ف أذهاننا على الصلةِ
الانب العملي الواسع لفهومِ العبادة ، ..هل يا ُترَى َيقَْت ِ
و الزكاةِ والصومِ والج ،أم إ ّن للعباد ِة مفهوما أوسع ؟؟ ،ومَن أفص ُح وأصدقُ من القرآن
لُيجِيبَ على هذا التّساؤل ..يقول ال تعال ( :قل إ ّن صلت ونسكي ومياي ومات ل رب
العالي ل شريك له وبذلك أمرت وأنا أول السلمي ) ،لحظي المع بي الصلة والياة ،
ل رب العالي ،فلئِن َتبَا َدرَ إل الذّهن عند ذِ ْكرِ العبادة..
صلت..ث قال ..ومياي ،فكلها ِ
جزِي دونا الياةَ بأكْمَلِها ..فإنا أيضا لِ رب العالي ،الصلةُ ل ،والياةُ "الصلة" ..فل ْت ِ
ط تقومي به ف ل ،بل حتّى الماتُ ل!! ،والياة ..أخت الكرية ..تشمل كلّ نشا ٍ
ك ،حت إماطةُ الذى عن الطريق ،الذي بعتِب ُر ُه مُعظَمُ الناس مُج ّردَ سلوكٍ حضاريّ ..هو حياِت ِ
ل القلب كلّها عبادات أيضا ل ،أي أنّه عبادة كما صح ف الديث ،بل حت الشاعرُ وخوا ُ
يب أن ُتصْرف ل لشريك له ،فالبّ والبغض ،والوالة والعاداة ،والوف والرجاء ،
والرغبةُ والرهبة ،والضوعُ والتوكل ..كل هذه الشاعرِ القلبية عباداتٌ عظيمة ،وليس الصلة
والصوم فقط ،ويب أن تكون كلّها خالص ًة ل ،ول تتصوّري أ ّن هناك تعقيدا أو صعوب ًة ف
هذا الفهوم أو ف مارسته ،أبدا..أبدا ..المر فقط يتاجْ إل حضور قلب ونيّة ،فمُمارسةْ هذا
الفهومِ الشّامل إذا ،هي العبادةُ بعينها ،بل إنّ العب َد [وأقصدْ بالعبد ،الرّجُل والرأة على حدّ
سَواء]العبد ،ل يكونُ عبدا ُحرّا من كلّ قيْد ُ … ،حرّا من ك ّل قيْد ،من ك ّل قيد أقول ، ..
ج ّردَ هذه الشاعرَ القلبيةَ لِ وحدَه ل شريكَ له ،فل يمع بي التضادّات ف قلبه ول ف حت يُ َ
ل ..يقول ( :أنا أحبّ ال وحده لشريك له ،وأنا مُخلِص سلوكه ،فيزعُمُ إخلصَ الحبةِ لِ مث ً
ف ُحبّي لربّي [وإخلصُ الحبّةِ أعظ ُم عبادة] ث بعدَ كُلّ هذا التعبي الازم والتأكيد على مّبةِ ال..
صرّ عليها..كيف؟ ،أين إخلصُ الحبّةِ لِ إذن
يُجا ِهرُ بعصيته ، !!..كيف؟ ،ويباهي با ، ..وُي ِ
،أين ؟؟ ،لن التعارفَ عليه ..أ ّن مِن مقتضياتِ الحبّ ِة الكاملةِ الالصة ..طاعةَ الحبوب ،إذا
أحببتِ بإخلص ..ما الذي ترصي عليه ..؟ إرضاءُ من تُحِبّي أم إسخاطُه ؟؟ ،طاعتُه أم
معصيتُه ؟؟ ،ث بِناءً على مّبِتكِ ل ..من وماذا تبي ؟ ،فإذا كان الواب :لنّي أُ ِحبّ ال ،
فإنّي أحبّ ما يبّه ال !! .. ،نقول هذا الكلم جيل !!..لكن إذا كان ف قلِبكِ مكانٌ للفسق ِة ،
والعُصاةِ الجاهرين بالعاصي ،فتحبّي الطربة الفلنية ،وتُعجَبي بالطرب أو المثّل الفلن ،
حبّ فينبغي مراجعةُ كلمِكِ السابق ،فالتناقض ،والزدواجيّة بي ضِدّين أ ْمرٌ مرفوض ،فإنّ الُ ِ
خطُ حبيبَه ،فالعبة إذن ليست ف مّبةِ الِ عزّ الصّادق ،ل يَخِلطُ ف مبّتِه بي حبيِب ِه ومن يُس ِ
حبّ الُ جلّ وعل من العمال ، وج ّل ، ..فك ّل يدّعي مّبةَ ال ،ولكنّ العبةَ ف مبّةِ ما ُي ِ
واليئات[ أي الشكال] ،والقوال ... ،ولذلك امتحن ال الناسَ رجالً ونساءً بذه العبادةِ
العُظمى قائلً ( :قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال) ،فالتباع ،والضوعُ لمر الِ
ورسولِه ،هو برهانُ الحبّة ،وقال تعال ( :قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم
وعشيتكم وأموا ٌل اقترفتموها وتار ٌة تشون كسادها ومساكنُ ترضونا أحبّ إليكم من ال
ورسوله وجهادٍ ف سبيله فتربّصوا حت يأتَ ال بأمره و ال ل يهدي القوم الفاسقي ) ،ووالِ
يا أخت ..إنّ السعادةَ القيقة ،ل السعادةَ الوهي َة النيّ َة الادعة..ل ، ..هذه يشترك فيها معظمُ
الناس ،العصاة ،الفجرة ،بل حتّى ال ُكفّار ،يضحكون مِلءَ أفواههم اليوم ،ويسَبون أنّهم
سُعداء ..ث يق ّط ُعهُم البكا ُء من الغد !! ،ل ..ل ، ..أنا أتكلّم عن شيءٍ آخر ،أنا أتكلّم عن
السعادة القيقية ،سعادةِ اليان ،السعادة الت تدينها عندما تنف ِردِين بنفسِك ،ما معكِ أحدٌ
ص عليكِ هذا شعُري َن بسعادةِ مناجاتِه والُنسِ به تبارك ف عُله ،ول تدين ما يَُنغّ ُ إلّ ال َ ، ..فتَ ْ
ي قلِبكِ وبي من تُحبّي بكُلّ ع العاصي ،ويتحقّقُ اتّصا ٌل مُباشر ب َ الُنسَ والنشراح من أنوا ِ
ك وبي ال ،هذه هي السّعادةُ الت أعنيها ،السعادة صدقٍ وإخلص ،اتّصالٌ مباشرٌ بي قلِب ِ
المتدّة عب هذه الياةِ القصية إل ما َبعْدَ هذه الياة ،السعادة الزليّة الت ل تنتهي ،ل تنتهي ،
سرّا ِء والضّرّاء ،ف الغِن والفقر ،ف
فهي معكِ حيثُما كُنتِ ،وحيثُما تقّلبَ ِبكِ الزّمان ،ف ال ّ
الصِحّة والرَض ،إنّه السّرور الذي تدينه ف الياة ،وأثناءَ الحتضارِ عند توديعِ الياة ،وبعد
الوتِ وأنتِ ِلوَحدِكِ ف القب ،وعند النشور ف يومِ الع ْرضِ الكب ،يومِ الساب ،كما قال الُ
تعال مُبشّرا ( :فأمّا من أوت كتابه بيمينِه فسوف يُحاسَب حسابا يسيا وينقلِبُ إل أه ِلهِ
مسرورا) هذا السرور وهذه السعادة ، ..ل تتحقق إلّ بتجري ِد العبوديّ ِة كلّها ل تعال كما
ذ َكرْتُ آنِفا ،فالياةُ الطّيّبة ،الت هي حياةُ الطّمأنينة ،وراحةِ البال ،وراحةِ الضمي ،ل
يُمكِن أن تتحقق إ ّل بتجريد الشاعرِ والفعالِ ل تعال ،كما قال تعال ( :من عمل صالا من
ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ،
نعم ..حياةً طيبةً ف الدنيا ،و حياةً أطيبَ منها ف الخرة ،والن أعود وأسأل ..هل تصوّر ِ
ت
هذا الفهومَ الواسعَ للعبادة لّا أجْبتِ على السؤا ِل التقدّم ،لّا سألُتكِ ف ُق ْلتُ :ما ال ِعلّةُ من إيادِك ؟
فقلتِ :عبادةَ ال ،هل تصوّرتِ هذا الفهومَ الواسعَ للعبادة لّا أجْبتِ على السؤال ؟ ،فإن
كانت الجابة ( ل..ل أتصوّر هذا الفهومَ الواسع ) في ْل َز ُمكِ استدراكُ اللل ،واستكما ُل مفهوم
العبادة بشك ٍل شاملٍ وعمل ّي ،ومسوس ،راجعي أخت ..راجعي ،راجعي مدى مطابقةِ
سلوكيّاتِك لا يتويهِ قلُبكِ من مشاعرِ العبادة ،عسى الُ أن ُيعِيَنكِ ويأ ُخذَ بي ِدكِ .. ،وأمّا إن
كانت الجابة ( نعم ..كنت أتصور هذا الفهوم ) ..فالمد ل إذن ،ولْنَنْطلِقْ ف طريقنا نو
التطبيق العملي ..وهو السلوك ..