Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
•
•* المسؤولون الجزائريون والنابيب ...والتعجيل بالموت
•* أسرار المرض وخوف السوفيات ...وحسم الزعيم
•* حكومات وأطباء وخصومات في اللحظات الخيرة
•
• وبغض النظر عن تعليقات الطباء وتصريحاتهم ،فإن الهتمام الذي أولته الدولة الجزائرية للحالة
الصحية للزعيم الراحل يمثل مفخرةً ،مما يبعد الشك الذي ساد إلى حينٍ من الوقت وتركز حول قناعة
البعض من أن أطرافاً جزائرية ساهمت في اغتياله ،إن لم يمكن بشكلٍ مباشر فبطريقةٍ غير مباشرة ،من
ذلك عدم الهتمام بصحته.
•
•المتهمون الثلثة
بومدين وبراءة المسؤولين في الدولة ،بل وخوفهم على حياة بومدين ،ل ينفي • الرؤية السابقة لمرض
أقوالً أخرى رُوّجممت ،قممد تكون صممحيحةً فممي مجملهمما وإن كانممت غيممر ذلك فممي التفصمميلت ،مممن هذه
القوال:
• -اضطر مسؤولون مؤثرون في صناعة القرار ،وهم ثلثة ،بعد أن دخل بومدين في غيبوبة طويلة
وصار ميئوسًا من شفائه إلى اتخاذ موقفٍ جريءٍ ربما لم يكونوا هم أنفسهم راضين عنه ،وهو نزع
النابيب التي كانت تمد بومدين باستمرارية البقاء على قيد الحياة.
• إن صحت هذه القوال فإننا نجد أنفسنا اليوم أمام السؤال التالي :ماذا يفعل المسؤول أو الراعي إذا
كان من مصلحة الدولة التعجيل بوفاة قائدٍ ما؟ ...ل شك أن للمسألة بعداً دينياً وهي متروكة لذوي
الختصاص ،هذا إذا سلمنا أن المر في حالة بومدين مقصو ٌد به إنقاذ الدولة وليس التعجيل بالستيلء
على الحكم.
• ل تزال لحظة نزع النابيب مؤثرةً إلى أبعد حد ولدرجة البكاء لولئك الذين عاشوا اللحظات الخيرة
لوفاة بومدين ،وعليّ أن أؤكد هنا أنّي لست طرفاً في هذا الموضوع لن راوي القصة شخص واحد،
ولم يتسنّ لي أن أقابل المعنيين بالمر أو حتى أطرح عليهم الموضوع لسببين رئيسيين :الول :أنني
تعهدت للشاهد بأن ل أذكر أسماءهم حسب طلبه ،والثاني :خوفًا عليه وأيضاً خوفاً على علقة السلطة
ونمطها في الدولة الجزائرية من أن نعود مرة أخرى لفتح ملفات باتت بحكم الواقع ماضٍ ،والناس اليوم
في بلدنا يهمهم الحاضر كما أنهم يرفضون أن يظلوا تحت رحمة ذكريات الماضي.
• المهم أن السلطات الجزائرية وفي أعلى المستويات اهتمت بمرض بومدين لدرجة تبعد عنها أي اتهامٍ
بالتراخي أو التخاذل ،ومع ذلك فإنها لم تستطع أن تكون بعيدة عن الصدام بين الغرب والشرق في
مجال الطب.
•
•شهادة »يافاجيني«
الرئيممس الروسممي السممابق »ميخائيممل جورباتشوف« قممد أثرت سمملباً على • وإذا كانممت »بروسممترويكا«
بلده ،فإنهما ممن ناحيةٍ أخرى كشفمت عمن أسمرا ٍر تعلقمت بالعلقات الدوليمة ،مما كان لنما أن نعرفهما لول
السمقوط المروّع لتلك المبراطوريمة ،ممما سماعد على معرفمة كثيمر ممن السمرار وممن بينهما تلك المتعلقمة
بصحة الرؤساء والقادة ،وهو ما يظهر جلياً في كتاب »شازوف يافاجيني« كبير أطباء الكريملن والذي
نشره تحمت عنوان »السملطة والصمحة« ...يهمّنما هنما الجزء الخاص بمرض الرئيمس هواري بومديمن،
والذي نُشِر في صحيفة »النباء« الكويتية بتاريخ 25نوفمبر ،1992وقامت بترجمته الدكتورة »إيمان
يحيى«.
• فقد ذهبت الصحيفة »النباء« الكويتية ،للقول إلى أن ما ذكره البروفيسور يافاجيني يعد إحدى
مفاجآته ،ورأت أن ما تضمنه الكتاب عن وفاة بومدين فتح الباب واسعاً للملبسات السياسية التي
أطاحت بالزعيم الجزائري من تاريخ بلده والمنطقة العربية ،ويضع أمام الجميع مسؤولية فتح ملفات
موت ومرض الرئيس الجزائري من جديد.
• بعد هذا التعليق تترك الصحيفة شازوف يتحدث عبر مقاطع ترجمتها من كتابه حيث يقول» :واجه
الدارة الرابعة التابعة لوزارة الصحة السوفياتية على الصعيد الداخلي إحباط ،سعت دوائر معينة في
الشرق والغرب للستفادة منه لتحقيق أهدافها السياسية ...ولقد سادت في الحداث غُربةٌ ،رغم أنني
خبرت خلل عملي كافة النوازع النانية والشريرة للزعماء السياسيين ومراعاة المصالح القومية بين
الدول المتنازعة ،وكانت قمة ما حدث لمرحلة علج الرئيس السبق هواري بومدين واحدة من هذه
الحباطات والحداث الغريبة التي تكشف عن اللّأخلقية التي تنطوي عليها الصراعات السياسية
أحياناً«.
ي كبير من• وأضاف شازوف» :كانت قمة المأساة في محاولة استغلل مرض واحتضار زعيمٍ عرب ٍ
أجل غاياتٍ سياسية خسيسة ،ولزعزعة الثقة بيننا وبين الجزائر وبث الكراهية من خلل التشكيك في
الطب الروسي«.
• السؤال هنا ما هي اللّأخلقية التي يتحدث عنها الطبيب شازوف وكيف استغل مرض بومدين من
طرف الغرب ،وهل فعلً زعزع مرضه الثقة بين السوفيات والجزائريين ،وهل الصراع بين الشرق
والغرب يشمل كل المجالت بما في ذلك النسانية والتي منها المرض والعلج؟.
•
•»كوسيجين« وغيوم سبتمبر
• قد نجد إجابات السئلة السابقة ،أو بعضًا منها ،في أقوال وشهادات البروفيسور شازوف ،الذي يواصل
حديثه قائلً:
•»تبدأ القصممة أيام شهممر سممبتمبر الملبّد بالغيوم عام ...1978اتصممل بممي »أليكسممي كوسمميجين« رئيممس
الوزراء السوفياتي آنذاك ،وقال بينما جاء صوته مضطرباً عبر الهاتف:
• -لقد وصلتني للتو برقية من الجزائر تخبرنا بأن الرئيس »هواري بومدين« قد استقلّ الطائرة صباح
اليوم متجهاً إلى موسكو للعلج.
•توقف لحظةً كوسيجين وأضاف وفي نبرة صوته الدهشة:
ج لبومدين.• -الغريب أن هذا الطلب جاء مفاجئاً ،إذ لم تطلب الجزائر من قبل تنظيم رحلة عل ٍ
•ثم سألني كوسيجين:
• -ربما تعرف شيئًا عن هذا الموضوع...
•أجبته :إنني مثله تماماً أسمع بالنبأ للمرة الولى.
• ثم يضيف شازوف قائلً:
• -أتذكر أن كوسيجين أضاف قائلً في المكالمة الهاتفية ذاتها :يبدو أن شيئًا غير طبيعي حدث!
•وأشار إلى أنه من غير المستبعد أن يكون بومدين مريضاً وأن المسؤولين في الجزائر يحاولون إخفاء
طبيعة مرض زعيمهم كما يحدث في البلد العربية عادة ،وأن دبلوماسيين في الجزائر لم يتابعوا
الموقف جيداً ليعرفوا ماذا حدث.
• انتهت مكالمة كوسيجين بتكليف شازوف باستقبال بومدين لدى هبوطه في المطار ونقله للعلج فوراً،
واقترح أن يقيم بومدين في مستشفى شارع »ميننستورنسكي« في موسكو ،حيث القليل من المرضى
مما يمكن السوفيات من الحفاظ على سرية رحلة الرئيس الجزائري وإخفاء شخصيته.
• يضيف شازوف :لسوء حظ الطباء الروس بدا وكأن الرئيس بومدين ذهب إلى التحاد السوفياتي في
صحة طيبة أو على أسوإ تقدير مصاب بمرض ضعيف ،وبعد شهرين عاد إلى بلده في حالةٍ خطيرة
تصحبه مجموعة من الطباء السوفيات ،غير أن الذين روّجوا لهذا التصور لم يسألوا أنفسهم لماذا
اضطر بومدين لقطع آلف الميال بطائرة للعلج في التحاد السوفياتي؟ وهل كانت تلك الرحلة
المضنية لمجرد الستشفاء من مرضٍ بسيط كالزكام مثل؟ً ...ألم يكن باستطاعة الرجل حينئذ أن يستريح
في منزله بضعة أيام؟!
• يواصل شازوف :بعد إجراء الفحوص الولية لم يعد لدينا أي شك في أن الرئيس الجزائري يعاني من
ض شديد ،قد يكون ذا طبيعية فيروسية ،وتمثلت مضاعفات المرض في التهاب وتسمم الكبد. مر ٍ
• بدا للوهلة الولى وكأن المرض يتراجع نتيجةً للعلج ،كما بدأت أمراض وعلمات التهاب الكبد في
الختفاء ،ولكن قلقنا استمر لن جسد الرئيس الجزائري لم يتخلص بعد من هزاله ودرجة حرارته تعاود
تسجيل ارتفاعٍ خفيف ،وكرات الدم البيضاء تتزايد هي الخرى وإن كان ذلك ليس تزايداً شديد
الرتفاع ،كما لحظنا تغيرات مختلطة باختلل جهاز المناعة ،وظهر ذلك الختلل بصورة واضحة
على مادة الجلوبيولين الطرفية.
•
•السوفيات ورهبة الموت
• لنتوقف قليلً هنا أمام ما قاله البروفيسور شازوف ،حيث بدت حالة بومدين آخذة في التدهور بعد أن
بدأ علجه في موسكو ،وقد أرجع الطباء ذلك إلى اختلل في جهاز المناعة ،وهذ الختلل هو الذي
يرجح اغتياله بالسم كما سنرى لحقاً ،لذا من الضروري أن نتساءل هنا :لماذا يريد الطباء السوفيات
التأكيد على أن بومدين كان في حالةٍ خطيرة حين وصل إلى العلج لدرجة أن السلطات الجزائرية
أبلغتهم حضوره دون انتظار الرد؟
• يبدو أنهم إلى الن يشعرون بالذنب تجاه بومدين حين عجزوا عن إنقاذه ،مع أن المر يتجاوزهم،
وأيضاً لشعورهم بعقدة نقصٍ أمام الطب الغربي ،مع أن الطباء الغربيين حضروا للجزائر ولم
يستطيعوا فعل أي شيء.
• الحساس السابق نجده واضحاً في ما كتبه كبير أطباء الكريملن حول علج بومدين بقوله:
•»لقد شارك في التوصل إلى تشخيص حالة بومدين ووضع نظام العلج لها أفضل الطباء السوفيات،
وجرت جميع المداولت والمشاورات في حضور الزملء من الطباء الجزائريين ،كما كانت زوجة
الرئيس الجزائري تتابع الموقف أولً بأول ،حيث وصلت معه على الطائرة ذاتها ...وأتذكر كذلك أننا
لجأنا إلى طريق ٍة حديثةٍ للعلج تدعى »بلزما فورسيس« كسلح لمواجهة تراكم المواد الضارة في الدم
بعد أن تجادلنا وتشاورنا باستفاضة ،ولكن شبح رحيل بومدين في أي لحظةٍ بسبب نزيف المخ أو
احتشاء القلب أو تغيراتٍ خطيرة تصيب الرئتين كان ماثلً أمامنا بقوة.
• واضح من شهادة كبير أطباء الكريملن أن القيادة السوفياتية لم تكن تنظر إلى علج بومدين من ناحيةٍ
إنسانيةٍ فقط لجهة نجاحها أو فشلها ،وإنما ربطتها بعلقتها المتميزة مع الجزائر ،لذلك فضلت أن يتم
إكمال علج بومدين في بلده لدرجة جعلت شازوف يحذر قيادة بلده من وفاة بومدين في موسكو ،وقد
أيده »أليكسي كوسيجين« بالرد السريع حين قال:
•»من الفضل الستمرار بالعلج في الجزائر ،ويمكننا أن نبعث بأفضل الطباء والعقاقير والجهزة
اللزمة إلى هناك ،لن رحيل بومدين وهو فوق أراضي التحاد السوفياتي من شأنه أن يحدث ردود
فعل سلبية في الجزائر والعالم العربي ،وقد يضيف المزيد إلى أوضاعٍ غايةً في التعقيد بين موسكو
والدول العربية«.
•
•شجاعة »بومدين« ورغبة »أنيسة«
حيرةٍ من أمرها وتساءلت كيف لي أن أطلب من بومدين العودة • واضح أن القيادة السوفياتية كانت في
إلى بلده لتمام العلج ،وما هو مستقبل العلقة بيننا وبين الجزائر في حالة وفاته في أي لحظة،
وأنقذها بومدين مما هي فيه وذلك حين تصرف وكأنه في كامل صحته ،إذ قبل أن يبادر السوفيات إلى
هذا الطلب سارع هو إليه ،حيث يقول شازوف:
• ...لحسن الحظ كانت وجهة نظر الرئيس بومدين نفسه مطابقة لرأي الزعامة السوفياتية ،فقد أدرك أن
غيابه عن وطنه وتزايد القاويل حول مرضه العضال داخل الجزائر قد يؤدي لعواقب غير مأمونةٍ...
كما أن زوجته أنيسة شجعت قراره بالعودة إلى الجزائر ،واشترط بومدين علينا قبل العودة أن يصحبه
فريق من الخصائيين السوفيات ،وأن يبقى الفريق في الجزائر لمواصلة العلج وهو ما وافقنا عليه.
• شهادة شازوف السابقة تطرح العديد من التساؤلت لعل أهمها:
• -لماذا شجعت زوجته أنيسة قرار العودة؟ وهل باتت ومعها الدولة الجزائرية تشكان في العلج
الروسي؟
• -وإذا كان المر كذلك فهل نسيت أنيسة أن بومدين هو الذي فضل العلج في التحاد السوفياتي؟
• -هل أن بومدين حين طالب بالعودة أحسّ بقرب أجله ففضل أن يموت في بلده؟
• -هل اشتراطه مرافقة الطباء الروس وبقائهم يكشف عن قناعته بقدرتهم؟
• بغض النظر عن الجابات فإن الواضح أن الدولة الجزائرية لحظت تدهور صحة الزعيم ،فحاولت
إنقاذه مهما كانت التكلفة ،وهذا يتطلب اتساع الحركة وسرعتها أيضاً.
• وتوضح لنا مقاومة بومدين للمرض اتخاذه للقرارات الصائبة حتى في لحظات اللم ،فقد مهد لتخاذ
قرار العودة بإصراره ،إبعادًا لدولته عن الحرج وإنقاذاً للتحاد السوفياتي من الخوف الذي انتاب قادته،
لذلك تأثر به الروس عند مغادرته لبلدهم ،حتى أن شازوف يقول عن تلك اللحظات المؤلمة:
• ...لن أنسى لحظات وداع بومدين لدى إقلع طائرته من التحاد السوفياتي ،كان لتلك اللحظات تأثير
خاص في نفسي ...كنت على استعداد لعمل كل شيء وأي شيء لجل هذا الرجل ،الذي جمعتني به
أواصر صداقة وتعاطف مع آلمه تمت بقوة أثناء العلج ،إل أنني في الوقت نفسه كنت على وعيٍ
بعجز الطب أمام حالته الخطيرة ،وكان بومدين كذلك متعكر المزاج في تلك اللحظات ...لحظات وداعه
للتحاد السوفياتي«.
• المهم أن بومدين عاد إلى الجزائر في صحبة مجموعة من كبار أساتذة الطب السوفيات ،وبعدها بأيامٍ
قليلة وصلت من سفارة التحاد السوفياتي بالجزائر إلى موسكو أنباء مقلقة على الروح العدائية التي
تحيط بالطباء السوفيات قد تصل إلى حد تهديد حياتهم ،المر الذي لم تؤكده أية وثائق جزائرية ،كما
أبلغ السوفيات بأن الوضع الصحي لبومدين ازداد حرجًا مع ظهور أعراض اختلل الدورة الدموية في
المخ ،التي بدأت عقب عودته إلى الجزائر ،المر الذي دفع بالجزائر لستدعاء الطباء من كل مكان،
وهنا دخل الطب الغربي في تنافسٍ واضح مع الطب السوفياتي.
•
•للمريكيين حضو ٌر ونصيب
الموقف محرجا وصعبا للطباء السوفيات ،خصوصًا بعد • بقدوم الطباء من كل حدبٍ وصوب أصبح
أن حاول ممثلو الطممب الغربممي وبالذات الفرنسمميون أن يسممفّهوا التشخيممص الذي توصممل إليممه الطباء
السوفيات.
• وكان للطباء المريكيين حضورٌ واسعٌ ،ففي 21نوفمبر وصل إلى الجزائر خمسة أطباء عسكريين
أمريكيين تابعين للحلف الطلسي ،ويقيمون في ألمانيا الغربية ومعهم أجهزة إنعاشٍ جديدة.
• في اليوم التالي حمل أربعة اختصاصيين من مستشفى »ماسومتوميتش« في بوسطن أجهزة أخرى
للنعاش معهم إلى الجزائر ،وأتبع هؤلء بعد ذلك بعشرة اختصاصيين أمريكيين آخرين.
• بعد أيامٍ قليلة لحق بهؤلء اختصاصيان شهيران من تونس وآخر من لبنان ،ثم لحق بهم أربعة أطباء
إنعاش بريطانيين وأربعة اختصاصيين يوغوسلف وسويديان وخمسة يابانيين وألمانيين وثمانية
اختصاصيين صينيين.
• وأرسلت ألمانيا الغربية جهاز كاميرا تعمل بأشعة جاما فضلً عن سكانير ،وذهبت الوليات المتحدة
المريكية إلى أبعد حد عندما أرسلت طائرة شحن عسكرية عملقة تحمل مختبرًا نقالً مزوداً بجهاز
سكانير للمخ شديد التطور.
• ولم يكن هذا العدد من الطباء مفيدًا لبومدين لطبيعة الصراع الذي وقعت بين الطباء الغربيين
والطباء الروس ،حتى أن »سورا« ،الطبيب الروسي الشهير الذي كان ضمن الفريق الطبي ذهب إلى
القول:
•»" كانت المناقشات في الكونسلتو حامية الوطيس ،لكن أحداً من الطباء لم يقترح أية إضافة جديدة
لنظام العلج الذي كنا قد وضعناه في موسكو«.
• بعد مداولت ومتابعة ومراقبة انتهى ذلك العدد الهائل من الطباء الذي كان ضمنه رجل متقدم في
السن من دولة السويد هو الطبيب الشهير »والدنستروم« ،الذي سمي المرض باسمه في حالتٍ سابقة،
ولم يكن معه إل مرافق واحد وخبرته السابقة ،الذي استطاع اكتشاف المرض ،وكانت النتيجة معروفة
مسبقا حين يدخل المريض مرحلته الخيرة ،وكان بومدين قد دخلها بالفعل.
• لقد وضع تفسير الطبيب السويدي حداً لجميع التفسيرات والتأويلت التي تضاربت بين الفرق الطبية،
فكيف تم له ذلك؟ وأين كان بوتفليقة في هذا الوقت؟ وما قصة رسالة ديستان لبومدين ورسالة بومدين
للملك الحسن الثاني؟ ...نتابع ذلك في الحلقة المقبلة.
•
•
•في الحلقة المقبلة:
•اغتيال بومدين ...الشهادات والوقائع ()3-4
و»الحسن الثاني« ملكاً •يوم أن كان »بوتفليقة« وزيراً و»ديستان« رئيساً
• تصريحات بوتفليقة في زمن المرض.
• بومدين وديستان :الرسالة واللغز.
• رسالة بومدين الخيرة للحسن الثاني.