Vous êtes sur la page 1sur 99

‫أم المؤمنين تأكل أولدها‬

‫نبيل فياض‬
‫ملحظة ‪:1‬‬
‫عنوان هذا الكتاب مستم ّد من الحكاية التالية‪:‬‬
‫دخلت أم أوفى العبدية على عائشة بعد وقعة الجمل‪ ،‬فقالت لها‪ :‬يا أم المؤمنين‪ ،‬ما تقولين في امرأة قتلت ابنًا‬
‫لهصا صصغيراً؟ قالت‪ :‬وجبصت لهصا النار! قالت‪ :‬فمصا تقوليصن فصي امرأة قتلت مصن أولدهصا الكابر عشريصن ألفًا فصي صصعيد‬
‫واحد‪ .‬قالت‪ :‬خذوا بيد عدوة ال!!!‬

‫‪ ،‬ذكر خاتمة وقعة الجمل‪.‬‬ ‫ابن عبد ربه‪،‬‬


‫لبن قتيبة ‪202 : 1‬‬

‫ملحظة ‪:2‬‬
‫لقصد آثرنصا أن نسصتعين ببعصض المراجصع الشيعيصة الثنصي عشريصة فصي تحضيرنصا لهذا الكتاب؛ لكصن بمصا أن عملنصا‬
‫موجصه للسصنّة أولً‪ ،‬كان اسصتئناسنا بالشواهصد الشيعيصة يقتصصر على الهامصش ليصس إل‪ .‬وهذه المراجصع أسصاسًا هصي‪:‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪.‬‬

‫كلما ازدادت الفكرة هشاشة‬


‫كلما ازداد إرهاب أصحابها‪ ،‬في الدفاع عنها‬
‫‪ ،‬الذي أشار فيصه‬ ‫هذا الكتاب ليصس ردّا على مصا جاء فصي كتاب البوطصي‬
‫صاحبه‪ ،‬مرات كثيرة‪ ،‬إلينا‪ ،‬دون ذكر السم ‪ -‬بأسلوبه الباطني البالي‪ .‬وهكذا‪ ،‬فنحن لن نذكر البوطي في كتابنا‪ ،‬ل‬
‫من قريب ول من بعيد‪ ،‬لنه ل يستحق أن يذكر في كتاب أخذ من الجهد «العلمي» و «البحثي» ما ل طاقة ‪ -‬ول‬
‫وقت ‪ -‬للبوطي على تحمله‪.‬‬
‫» ويلحصصظ كصصم الشتائم ‪ ²‬واللفاظ غيصصر‬ ‫إن مصصن يقرأ كتاب البوطصصي «‬
‫المهذبة والتهامات غير الموثقة الواردة فيه‪ ،‬لن يندهش أبدًا إذا ما عرف أن هذا البوطي إنما يأخذ مثا ًل له وقدوة‬
‫أم المؤمنيصن السصيدة عائشصة التصي ل تق ّل عنصه شتائمًا وسصبابًا واتهامات وافتراءات‪ :‬هذا مصا تخبرنصا بصه ‪ -‬على القصل ‪-‬‬
‫تلك العمال الصفراء التي يعتبرها البوطي مصادره ومراجعه ‪ :‬نحن ل تعنينا بأي شيء‪ ،‬بل كنا نتمنى لو أن شاة‬
‫عائشصة ‪ -‬أو دويبتهصا أو دجاجتهصا‪ ،‬بحسصب المرجصع المعتمصد ‪ -‬التصي أكلت آيصة رضاع الكصبير أكلتهصا كلهصا‪ :‬فارتاحصت‬
‫وأراحت‪.‬‬
‫بقي أن نذكر‪ ،‬أن الذين اخترعوا أسطورة البوطي وسوقوها بين العامة والحشوية‪ ،‬سيسألون ذات يوم حين‬
‫يكتشصف هذا الوطصن ذاك الكصم مصن الدجصل والتزييصف والتطرّف والباطنيصة الذي دلف مصن هذه السصطورة‪ .‬والزمصن ل‬
‫يرحم! والتاريخ ل يرحم‪.‬‬
‫نبيل فياض‬
‫صفحة لبد منها‬
‫قبل الدخول في « ساحة وغى » هذا الكتاب الشائك‪ ،‬لبد من التوقف عند بعض التوضيحات الذاتية لزالة كل‬
‫لبصس أو شصك أو ريبصة مصن نفوس الموضوعييصن‪ ،‬وإغلق أبواب الدّس على المغرضيصن‪ ،‬الذيصن نالنصا مصا يكفصي مصن‬
‫سهامهم بعد كل كتاب نقدم عليه أو نقترفه؛ ونبدأ ذلك بسرد الحادثة الشخصية التالية‪ :‬فقبل سنوات‪ ،‬وكنت أعمل‬
‫على تلخيص مايهمني من أمهات كتب التراث السلمي في واحدة من أشهر المكتبات العامة في دمشق ‪ ،‬تفاجأت‬
‫بأحد القائمين على العمل في تلك المكتبة ممسكًا بأحد أعمالي‪ ،‬محاو ًل التأكد من صدقية مصادري‪ .‬تعرفت بالرجل‪،‬‬
‫الذي ينتمصي الى التيار السصلفي؛ دارت بيننصا حوارات غيصر مطولة‪ ،‬لكنهصا مفيدة‪ ،‬أوحصت إلي بضرورة السصتمرار فصي‬
‫نبصش التراث السصلمي لنصه المسصؤول الول والخيصر عصن تشويهنصا دينًا وحضارة ونفوسصًا وتاريخاً؛ وفصي أحصد تلك‬
‫الحوارات‪ ،‬أبديصت اسصتغرابي مصن السصاءات التصي تلحقهصا كتصب التراث بالنصبي محمصد وأهله وأصصحابه‪ ،‬وأشرت تحديدًا‬
‫إلى حوادث مصن نمصط قتصل العرنييصن بعصد سصمل أعينهصم وقطصع أيديهصم وأرجلهصم أو قتصل بعصض الشخاص رغصم تعلّقهصم‬
‫بأسصتار الكعبصة أو التصصرفات الخلقيصة أو الجنسصية المشينصة ‪ -‬المعزوة كلهصا زوراً‪ ،‬برأينصا‪ ،‬للنصبي! وكان رد السصلفي‬
‫المثقصف بأنكصم‪ ،‬معشصر اليسصار‪ ،‬تريدون نصبيّا على شاكلة جماعات الخضصر والبيئة والديمقراطيصة وحقوق النسصان!!‬
‫ونبيّنصا لم يكصن كذلك !! نبيّنصا كان يقتصل ويسصمل العيصن ويحصب النسصاء ‪ ...‬نبيّنصا ليصس كمصا ترون!!! وراح الرجصل يكيصل‬
‫التهصم بأن مصا نقوله هصو ادعاء حصق يراد بصه باطصل!! فنحصن‪ ،‬برأيصه‪ ،‬ل نريصد الدفاع عصن النصبي بقدر مصا نريصد الطعصن‬
‫بالتراث السلمي!!‬
‫الن‪ ،‬ومع تزايد الخبرة وتراكم الطلع‪ ،‬يمكننا القول‪ ،‬إن البحث عن إبرة حقيقة في جبل القش الذي يسمونه‬
‫التراث السلمي ضرب من الخيال!! وتصوّرنا للمسألة يمكن إيجازه بالقول إن المؤامرة الوحيدة الكبيرة التي هزت‬
‫السلم هي وصول المويين إلى الحكم‪ ،‬فهؤلء لم يكونوا مسلمين بأية حال‪ :‬بل كانوا‪ ،‬بمعنى ما‪ ،‬أعداء للسلم!!‬
‫ومنصذ أن تلقفهصا معاويصة تلقصف الكرة‪ ،‬راح وسصللته‪ ،‬يعمصل على النتقام مصن محمصد وهاشصم بكصل حقصد القبلي وعنفصه‪.‬‬
‫وزمصن الموييصن كانصت بدايات التدويصن لمصا يسصمى بالتراث السصلمي وازدهار تجارة الحديصث‪ ،‬وهكذا بدأت صصيرورة‬
‫الختلق التشويهية لكل رموز السلم العظيمة‪ :‬إذا كان أبو سفيان فشل في القضاء على الدعوة المحمدية خارجياً‪،‬‬
‫فل بأس من نسف سللته لها داخلياً‪ ،‬عبر تقزيم كل ما هو عملق فيها ‪ -‬صار مؤسس أول دولة عربية في التاريخ‬
‫ذكرًا ل هم له إل النساء والطعام؛ صار الذي جاء لتمام مكارم الخلق زوجًا يحرّض زوجاته على بعضهن بالسباب‬
‫ل يمكن للشيطان أن يلقي على لسانه بآياته؛ صار الذي عصمه‬ ‫والشتائم؛ صار النبي الذي ل ينطق عن الهوى رج ً‬
‫ال كائنًا يستطيع حتى اليهود أن يسحروه‪...‬وكانت السيدة عائشة الضحية الولى للحملة الموية‪ .‬فقد حاول هؤلء‬
‫الفراط فصي إضفاء القداسصة على أم المؤمنين لكثر مصن غاية‪ :‬فمن جهة يمكن لنوار هالة القداسة إعماء البصصيرة‬
‫عن تفعيل العقل في ما ينسبه المويون للسيدة عائشة من أحاديث مختلقة؛ ومن جهة أخرى يمكن لهكذا إفراط في‬
‫القداسصة أن يكسصف أنوار قداسصة فعلية لكبر أعداء التوجه الموي والذي حاربتصه أم المؤمنيصن ذاتهصا ‪ :‬علي بن أبصي‬
‫طالب!! ولعب الزمن والعباسيون الدور السوء في تقديس الكاذيب وإسقاط الحقائق!‬
‫وهكذا‪ ،‬فنحن ل نؤمن بحرف واحد مما تحبل به التراثيات السلمية‪ ،‬بما في ذلك ما يرد في هذا الكتاب؛ أما‬
‫تقديمنصا لهذه الكاذيصب‪ ،‬بحسصب اعتقادنصا على القصل‪ ،‬فصي عمصل نأمصل أن يكون باكورة لشياء بعده‪ ،‬فهصو يدخصل أو ًل‬
‫وأخيرًا تحصصت عنوان ‪ :‬إمصصا تقديصصس النصصبي والجماعصصة السصصلمية الولى أو تقديصصس التراث؛ ومصصا لهجتنصصا المفعمصصة‬
‫بالسخرية والنقد إل لتحريض أعنف مشاعر السخط عند المتلقي!!!‬

‫كلمة البداية‬
‫هل الله‪ ،‬كما تصوّره تلك الديان التي نشأت في منطقة الشرق الدنى‪ ،‬في ك ّل تجلّياته ومفاهيمه التي ل نملك‬
‫ل «مادياً» على ما هو الكثر منطقية بينها‪ :‬أقوى أم النسان؟‬ ‫دلي ً‬
‫هل الله‪ ،‬كما تعارفت على تصويره تلك الديان‪ ،‬هو الذي يحمي النسان‪ :‬أم العكس؟ وهل يحتاج إلى وصاية‬
‫بشرية عليه‪ ،‬ككائن ضعيف‪ ،‬قاصر‪ ،‬ل حول له ول قوة؟‬
‫الله‪ ،‬كمصا نتلمّسصه فصي مفاهيصم غالبيصة السصلميين الحالييصن وتصصوراتهم‪ ،‬أضعصف مصن أي كائن بشري‪ ،‬مسصلمًا‬
‫كان أم غيصصر مسصصلم ‪ -‬لذلك فهصصو بحاجصة إليهصصم كصصي يدافعوا عنصصه‪ ،‬بحميتهصصم المعهودة‪ ،‬وعنفهصصم التقليدي‪ ،‬وصصصيحات‬
‫انتصارهم المخيفة‪.‬‬
‫السلميون عمومًا على استعداد الن لن يق صّوا ك ّل لسان يتحدّث عن إلههصم بما ل يعجبهم ‪ -‬أن يكسروا ك ّل‬
‫يد‪ ،‬يقطعوا ك ّل رقبة‪ ،‬يحطّموا ك ّل قلم‪ ،‬يمزقوا ك ّل صفحة!‬
‫ل اعتياديًا شتم أمهات‬
‫السلميون عمومًا يبيحون لنفسهم شتم ك ّل المعتقدات ‪ -‬وليس هذا بغريب‪ ،‬إذا كان فع ً‬
‫المؤمنين‪ ،‬زوجات النبي‪ ،‬إحداهن الخرى ‪ -‬والراء التي ل تنتمي إلى دوائرهم؛ لكنهم يصادرون على الخر أدنى‬
‫حصق بانتقادهصم‪ ،‬بمصا فصي ذلك الشارة إلى مصا فصي ركامهصم الصفر الورقصي مصن فضائح ومؤامرات وإرهاب ممنهصج‪ :‬ل‬
‫يحق للباطل‪ ،‬أي الخر‪ ،‬القتراب من الحق السلمي‪ ،‬حتى من داخله‪.‬‬
‫الله‪ ،‬فصي نهايصة المصر‪ ،‬فكرة تتجسصد على نحصو مختلف بحسصب الزمان والمكان‪ .‬وإيمان المرء بهذا التجسصيد‬
‫دون غيره يعتمصد أو ًل وأخيرًا على ظروف هذا المرء الحياتيصة‪ .‬فهصل يعقصل أن يُنحصر النسصان على مذبصح الفكرة؟ وهصل‬
‫توجد فكرة في هذا العالم‪ ،‬مهما بدت عظيمة ورائعة‪ ،‬أهم من النسان؟ وكيف ‪ -‬ومتى‪ ،‬وأين ‪ -‬أعطى الله إسلمييه‬
‫هذا الحق؟ من الذي وكّلهم‪ ،‬عن الله‪ ،‬كي ينفذوا تلك الحكام التي يعتقدون أنه أعطاها‪ ،‬بطريقة ما‪ ،‬للبشرية؟‬

‫الصحوة السلمية‪ ...‬وقوة الصورة المتداولة للسلم‪:‬‬


‫فصي وسصائل العلم المموّلة بنقود أكصبر كارثصة عرفهصا العرب فصي تاريخهصم‪ ،‬النفصط‪ ،‬يُتداول مصصطلح تفوح منصه‬
‫رائحصة الرهاب والمصصادرة‪« :‬الصصحوة السصلمية»‪ .‬وكثيرًا مصا نرى رموز السصلميين ‪ -‬خاصصة المصصريين الذيصن‬
‫اشتهروا على م ّر العصور بتسويق أفكار من يدفع جيدًا ‪ -‬في محطات التلفاز النفطية تسوّق‪ ،‬بنوع من الهتياج غير‬
‫المعقلن‪ ،‬هذا المصصطلح‪ ،‬لترفصع سصوية الذاتيصة عنصد مسصتمعيهم‪ ،‬فصي وطصن أمّي‪ ،‬مسصتلب‪ ،‬مقهور‪ ،‬مقموع ‪ -‬داخليًا‬
‫وخارجياً‪ -‬إلى درجتهصصا القصصصوى! وغالبًا مصصا تربصصط تلك الرموز بيصصن الصصصحوة المزعومصصة وقوة الصصصورة المتداولة‬
‫للسصلم أيديولوجياً‪ .‬بالمقابصل‪ ،‬هنالك حديصث مم ّل فصي تكراريتصه‪ ،‬مزعصج فصي ل علميتصه‪ ،‬حول تراجصع الديان الخرى‬
‫وانكماشهصصا عالمياً‪ ،‬نتيجصصة لضعفهصصا أيديولوجيًا وتضعضعهصصا بنيوياً‪ .‬لكصصن‪ :‬هصصل قوة الصصصورة المتداولة للسصلم فصصي‬
‫أيديولوجيتها‪ ،‬أم في أشياء أخرى؟‬
‫ك ّل المؤشرات فصي مصا يسصمّى بالعالم السصلمي تد ّل على أن قوة الصصورة المتداولة للسصلم تكمصن فصي سصيفها‬
‫وإرهابها‪ :‬وبالتالي فإن أي حديث عن قوتها اليديولوجية هو «حديث خرافة يا أم عمرو»! وإل‪ :‬فكيف نف سّر هذه‬
‫المصادرات ‪ -‬للفكار ‪ -‬المنتشرة كالسرطان في ك ّل العالم السلمي‪:‬‬
‫مثال شخصي أول‪:‬‬
‫هصل يوجصد علم ديصن مقارن فصي الدبيات السصلمية؟ ل! بصل إنّص محاولتنصا البسصيطة فصي هذا الحقصل قوبلت‬
‫باهتياج شديصصد فصصي الكويصصت‪ ،‬واتهمصصت أعمالي الثلثصصة المتعلقصصة بالموضوع بالمس صّ بالذات اللهيصصة! لكصصن لماذا‬
‫يتهمون كتصصب الديصصن المقارن بالمصصس بالذات اللهيصصة؟ الديصصن المقارن ل يمس صّ الذات اللهيصصة لنهصصا‪ ،‬مفاهيمياً‪،‬‬
‫عصية على الم سّ؛ وهم يصادرونها لنها‪ ،‬في اعتقادنا‪ ،‬تكشف‪ ،‬دون لبس‪ ،‬أن الغالبية العظمى مما يقدسونه‬
‫مصن أفكار جاء مصن الخزانصة الحاخاميصة التصي ل ينفكون يسصيئون إلى سصمعتها ويلطخون تاريخهصا ويشتمونصه‪ .‬ول‬
‫نقصصد بالخزانصة الحاخاميصة التوراة‪ ،‬بصل التلمود أولً والمدراش ثانياً‪ .‬وحيصن يشتصم السصلمي الصصغير حاخامصه‬
‫العظصصم‪ ،‬فذلك لن ينجيصصه مصصن مأسصصاة واقصصع أنصصه لو نُخصصز إصصصبعه بدبوس‪ ،‬لمصصا تقطّر مصصن ذاك الصصصبع إل الدم‬
‫الحاخامي‪.‬‬
‫مثال شخصي ثان‪:‬‬
‫» في‬ ‫هل يمكن أن أنسى شخصيًا ما حدث لكتابي «‬
‫أقطار عربية‪ ،‬مع أن العمل ل يعدو كونه أكثر من جمع‪ ،‬من هنا وهناك ‪ -‬كلّها مصادر إسلمية من الدرجة الولى ‪-‬‬
‫لخبار حول الصراعات السلمية الداخلية التي أعقبت وفاة محمد حتى معركة الجمل؟ ولماذا يتهمون العمال التي‬
‫تتناول التاريصخ السصلمي بالتآمصر على السصلم وأهله‪ ،‬إذا كانصت مصصادر أصصحاب تلك العمال هصي التراث السصلمي‬
‫ذاتصصه‪ ،‬وإذا كانصصت الصصصورة المتداولة للسصصلم تنضصصح بالمؤامرات بحصصق؟ ومصصن أحاط هؤلء المقدّسصصين بتلك الهالت‬
‫الملئكية‪ ،‬إذا كانوا هم أنفسصهم‪ ،‬كما يخبرنصا بذلك التراث السلمي ذاتصه‪ ،‬فصي تعاملهم بين بعضهم‪ ،‬أبعد ما يكونون‬
‫عن القداسة وهالت الملئكة؟‬
‫لقصد ضاعصت الحدود‪ :‬امتزج الله‪ ،‬بأنصبيائه‪ ،‬بأصصحابهم‪ ،‬بأتباعهصم‪ ،‬بمشايخهصم على مصر العصصور ‪ -‬حتصى صصار‬
‫س أغبى رجل دين مسّا بالذات اللهية‪ ،‬يستحق صاحبه القتل أو الزجر أو ما شابه! رموز التيار السلمي الفاعلة‬
‫م ّ‬
‫على الساحة الن‪ ،‬تعرف أفضل من غيرها بكثير‪ ،‬مصائب تاريخها وفضائحه ومآسيه ‪ -‬لذلك فهي تحيط بالسيوف‬
‫ي يد تمتد إليه بغير الطريقة التي ترغب بها تلك الرموز‪ ،‬كي‬
‫هذا التاريخ وتحاول‪ ،‬بكل ما لديها من وسائل‪ ،‬قطع أ ّ‬
‫ل تشكّك العامة والحشوية بالسس التي تعتمد عليها هذه الرموز في بناء مجدها المادي أو ًل والمعنوي ثانياً‪.‬‬
‫السصيوف فصي ك ّل مكان ‪ -‬والعقصل وحده هصو المطلوب! الديصن المقارن محظور حتصى ل يُلقصى بالشصك على مصصادر‬
‫العقيدة والشرع وقصصص النصبياء‪ !!!..‬النقديصة التاريخيصة ممنوعصة حتصى ل يُلقصى بالشصك على حيوات أولئك الملئكصة‬
‫المقدسصصين‪ !!!..‬الراء والتيارات الجديدة محظورة‪ ،‬أو تقدّم بمصصا يشوههصصا فصصي عيون العامصصة‪ ،‬حتصصى ل ينجذب إليهصصا‬
‫المؤمنون ‪ -‬والشيطان حاضر! فهل القوة في العقيدة‪ :‬أم في السيف الذي يحميها؟‬
‫السلميون‪ ...‬والتاريخ‪:‬‬
‫في ظل الخرافية العمياء التي يعيشها المجتمع العربي‪ ،‬ونحن على أبواب القرن الحادي والعشرين ‪ -‬هل هي‬
‫ردّة فعل على جنون التقدم التقني والحضاري في دول العالم الول؟‪ -‬صار رجال الدين المسلمون مرجع العامة في‬
‫ي السؤال في الطب‪ ،‬رجع إلى شيخه؛ ولو أراد التفقه في الفلسفة‪ ،‬سأل شيخه؛ ولو أراد‬ ‫ك ّل المور‪ .‬فلو أراد العام ّ‬
‫التبحّر فصي علم الفلك‪ ،‬عاد إلى شيخصه؛ بصل لقصد تفاجأنصا بتزاحصم الشيوخ‪ ،‬وكأنهصم على أبواب الجنّة ورضوان يحاول‬
‫تنظيمهم‪ ،‬للدلء بآرائهم في مسألة الستنساخ‪ :‬تحوّلوا كلهم‪ ،‬بقدرة قادر‪ ،‬إلى مراجع في الهندسة الوراثية بكافة‬
‫ضروبها وفروعها‪ .‬فهل يعقل‪ ،‬إذاً‪ ،‬أن يتركوا لغيرهم «فسحة أمل» في إمكانية مقاربة عقلنية للتاريخ السلمي‪،‬‬
‫الذي يعتبرونه ملكهم أصلً؟!‬
‫«ما دام رجل الدين هو المعيار في مسألة الصح والخطأ ‪ -‬لن تكون هنالك إمكانية لمعرفة‬
‫الجابة على سؤال‪ :‬ما هي الحقيقة؟»‪.‬‬
‫رجال الدين المسلمون ل يكتبون في علم التاريخ‪ ،‬بل يستخدمون التاريخ لتسويغ عقائدهم وتوزيعها‪ ،‬كالخبز‪،‬‬
‫بين العامصة والحشويصة‪ .‬التاريصخ عنصد رجال الديصن المسصلمين ليصس غرضًا للدراسصة بح ّد ذاتصه‪ ،‬بصل وسيلة تمرّر عبرهصا‬
‫أفكار بعينهصا‪ ،‬تسصاعد فصي ترسصيخ قبضصة هؤلء الرجال على رقاب العامصصة والحشويصصة‪(.‬هصل قرأتصصم كيصصف تقدّم كليصصة‬
‫الشريعة في جامعة دمشق العقائد المخالفة لتلميذها‪ ،‬الذين ‪ ،‬كما يُفترض‪ ،‬سيصبحون قادة شعبيين مستقبليين ذات‬
‫)!‬ ‫يوم؟ اقرأوا إذًا كتاب الشتائم الكاديمي‬
‫ل يوجصد علم تاريصخ عنصد المسصلمين‪ :‬توجصد دفاعيات عقائديصة؛ مصع ذلك‪ ،‬وكصي نكون منصصفين‪ ،‬فالسصنّة‪ ،‬فصي مقاربتهصم‬
‫للتاريخ‪ ،‬يختلفون تمامًا عن الشيعة‪.‬‬

‫السنّة‪ ...‬ومقاربة التاريخ!‬


‫منصذ أن سصقط المعتزلة وسصاد التيار الشعري بيصن السصنّة‪ ،‬اسصتشهد العقصل على مذبصح الخرافصة‪ ،‬وصصار التفكيصر‬
‫التهمصصة البرز التصصي يمكصصن أن تودي بصصصاحبها إلى التهلكصصة‪ .‬وهكذا فالسصنّة‪ ،‬عموماً‪ ،‬يتحاشون التفكيصصر‪ ،‬لنصصه أقوى‬
‫أعدائهصصم‪ .‬لذلك فهصصم يقمعون أيصصة محاولة لعمال العقصصل فصصي أيصصة مسصصألة‪ ،‬ويجدون مصصبرّرات لك ّل الخطاء والجرائم‬
‫والمؤامرات والتناقضات التي تتحاشد في كتب التراث السلمي ‪ -‬حتى لو كانت بمستوى الجمل أو صفين أو الحرّة‬
‫أو كربلء! التاريصخ كلّه سصنّي؛ فالتاريصخ‪ ،‬بالنسصبة للسصنّة‪ ،‬كلّه جيصد‪ .‬ورجال التاريصخ‪ ،‬بالنسصبة للسصنّة‪ ،‬كلّهصم قديسصون‬
‫وملئكصة تمشصي على الرض ‪ -‬حتصى لو كانوا مصن نمصط يزيصد بصن معاويصة أو الوليصد الثانصي أو الميصن أو المتوكصل حتصى‬
‫آخر تلك السلسلة السيئة السمعة‪ ،‬النتنة الرائحة! اقطعوا اليد التي تمتد اليوم إلى يزيد بن معاوية والمتوكل «على‬
‫ال» والوليد الثاني والمين ‪ -‬حتى ل تمتد غدًا إلى معاوية وهارون‪ ،‬وبعد غد إلى الزبير وطلحة‪ ،‬والسبوع القادم‬
‫إلى عمصر بصن الخطاب وعائشصة‪ . !!!...‬هذا هصو منطصق رجصل الديصن السصنّي‪ ،‬الذي ينصصّب ذاتصه أيضًا باحثًا فصي علم‬
‫التاريصخ ‪ -‬ويحظصر على غيره ذلك! اقطعوا اليصد التصي ته ّز رموز هذا التاريصخ‪ ،‬لنهصا سصته ّز بالتالي أسصسنا نحصن‪ .‬إرمٍص‬
‫بعقلك‪ ...‬وامضِ!‬
‫‪Credo quia absurdum esse‬‬
‫الشيعة‪ ..‬ومقاربة التاريخ‪:‬‬
‫يصصدم الشيعصة‪ ،‬بقدراتهصم الجدليصة الفائقصة التصي اكتسصبوها عصبر الزمان كأقلّيصة مسصتضعفة تصصارع أغلبيصة‬
‫إرهابيصة‪ ،‬السصنّي العامصي التقليدي بأدلتهصم الدامغصة وحججهصم القويصة‪ :‬يعتقصد المرء‪ ،‬للوهلة الولى‪ ،‬أن مسصاحة‬
‫العقل في الدائرة الشيعية أوسع منها في الدائرة السنّية ‪ -‬يفرح المرء!!!‬
‫يجد المرء الشيعة يكدّون ويجتهدون ويطاردون الزمان في البحث عن أدلّة تؤكّد صحة آرائهصم واعتقاداتهم‪،‬‬
‫وتؤكّد عمق مفاهيمهم ومعانيهم‪ -‬يفرح المرء!!‬
‫يتفاجصأ المرء بالشيعصة يكفرون يزيصد بصن معاويصة ويجرّمون الحجاج ويطعنون فصي شرف أم معاويصة وأم عمرو‬
‫بن العاص وينتقدون طلحة وعثمان والزبير وعائشة‪ ،‬وينتقصون من خلفة أبي بكر وعمر‪ -‬يفرح المرء!‬
‫لكصن الفرحصة ل تدوم ‪ :‬فالزمصن‪ ،‬وحده‪ ،‬كاف لن يجتثهصا مصن جذورهصا؛ فهؤلء الشيعصة الذيصن ينقّبون التاريصخ‬
‫باحثيصن عصن خصبر صصغير يديصن خصصومهم العقائدييصن ‪ -‬فيلمّعونصه ويكبّرونصه ويقدّمونصه لعامتهصم لحمايتهصم عقائديًا مصن‬
‫المعسكر الخر ‪ -‬يتفهمون ذلك الركام الكبير من النصوص التي تدين رموزهصم وتشير إليها بالتهامات ذاتها التي‬
‫يشيرون بها إلى رموز أعدائهصم العقائديين ويحاولون الطعصن به‪ ،‬بأسلوبهم الكلمي الجدلي الشهير‪ ،‬الذي ل تنطلي‬
‫ن الشيعة يستخدمون بعض الحاديث التي كانت في الصل لدانة بعض رموزهم‪ ،‬في‬ ‫حيلة هشاشته على أحد؛ بل إ ّ‬
‫إدانصة رموز أعدائهصم العقائدييصن‪ .‬مصن ذلك‪ ،‬مثلً‪ ،‬اسصتخدام حديصث محمصد‪« ،‬فاطمصة بضصع منصي فمصن أغضبهصا فقصد‬
‫أغضبني»‪ ،‬والذي قيل أساسًا بحق علي‪ ،‬للطعن على أبي بكر حين أغضب فاطمة ‪ -‬ماديًا ‪ -‬حين رفض إعطاءها‬
‫فدك‪!..‬‬

‫«إذا كان السنّة يكرهون القتراب من الحقيقية ويحرّمون ذلك‪ ،‬فالشيعة يقدّمون وهم‬
‫الحقيقة على أنه جوهر الحقيقة»‪.‬‬

‫لقصد أظهرت الوقائع التصي أفرزتهصا ثورة الخمينصي وتجلّياتهصا فصي لبنان والعراق وغيرهمصا‪ ،‬أنّص الحريصة التصي كان‬
‫الشيعصة يندبونهصا ‪ -‬وهصم سصادة الندب ‪ -‬حيصن كانوا مقموعيصن مصن السصنّة‪ ،‬صصارت بحاجصة إلى ندّابيصن أكثصر خصبرة مصن‬
‫الشيعصة فصي ظ ّل تلك النظمصة أو شبصه النظمصة ذات النَفَس الشيعصي‪ :‬التكفيصر السصنّي العتباطصي الشهيصر‪ ،‬صصار تكفيرًا‬
‫منهجيًا مثقفًا عنصصد الشيعصصة؛ اعتقال حريصصة المرأة‪ ،‬بكافصصة أشكاله‪ ،‬الس صنّي الشهيصصر‪ ،‬صصصار اعتقا ًل للنوثصصة فصصي ظصصل‬
‫الثيوقراطية الشيعية الصارمة؛ المركزية الدينية المهلهلة عند السنّة‪ ،‬صارت كهنوتية محاكم ‪ -‬تفتيشية‪ ،‬تقحم أنفها‬
‫فصي ك ّل شيصء‪ ،‬عنصد الشيعصة ‪ -‬ك ّل ذلك مغلّف بقشرة وهصم عقلنيصة زائفصة حفاظًا على تماسصك المضمون فصي عيون‬
‫العامة والحشوية¯ ‪.‬‬
‫لكن العلمانية تتفشى‪ ،‬وإن ببطء‪ ،‬في صفوف السنّة!! ‪ -‬صرخ الشيوخ في مصر والسعودية‪ ،‬قارعين أجراس‬
‫الخطر على المستقبل‪ .‬ما هو الحل؟ أعيدوا إخراج التاريخ! كيف؟ ق صّوا من كتب التراث ك ّل تلك الحوادث التي قد‬
‫تشكّك الشخص العادي بتاريخه ورموزه؛ عقموه؛ طهروه! لكن‪ :‬ماذا سيتبقى أخيراً؟!!!‬
‫إن عمليات «المونتاج» المدروسة التي تت ّم على كتب التاريخ عمومًا في مصر والسعودية هي أكبر‬
‫عملية تزييف عرفها التاريخ ‪ -‬لكنها غير مفيدة‪ ،‬ما دام أعداء هؤلء العقائديين يمتلكون نصوصًا‬
‫أصلية ومطابع ونقود ونفط!!!‬
‫محمد البراغماتي‪ ...‬وعلي الدوغماتي!‬
‫ي بشدّة‪ ،‬حين حاول الخير‪ ،‬وكان شابًا يتفجّر‬ ‫كما أشرنا‪ ،‬وكما قالت كتب التاريخ‪ ،‬فقد اعترض محمد على عل ّ‬
‫حيويصة وجنسصاً‪ ،‬أن يتزوج امرأة ثانيصة ‪ -‬وكانصت الزوجصة الولى فاطمصة بنصت محمصد ذاتصه‪ .‬وتعدّد الزوجات‪ ،‬كمصا هصو‬
‫معروف‪ ،‬كان تقليدًا شائعًا في ذلك الزمن‪ .‬بالمقابل‪ ،‬فقد سمح محمد لذاته‪ ،‬وكان آنئذ يقارب الستين‪ ،‬أن يتزوج ك ّل‬
‫من وصفت له بالجمال أو الصبا‪ ،‬حتى تجاوز عدد اللواتي دخل بهن‪ ،‬خمس عشرة امرأة‪.‬‬
‫ي اعتراض محمد لنه دوغماتي‪ .‬وحلّل محمد لنفسه ما حرّمه على غيره لنه براغماتي‪ .‬وبراغماتية‬ ‫َقبِل عل ّ‬
‫محمد هي التي أدّت به‪ ،‬في نهاية المر‪ ،‬إلى وضع أسس أول دولة عربية في التاريخ؛ في حين أوصلت الدوغماتية‬
‫عليّا ‪ -‬مقابل ميكافيلية معاوية ‪ -‬إلى الستشهاد «في سبيل العقيدة»‪.‬‬
‫ن محمدًا قطع يد إحدى النساء من بني أسد لنها سرقت‪ ،‬بغض النظر ما إذا‬ ‫تحكي المصادر التاريخية أيضاً‪ ،‬أ ّ‬
‫كانت سرقتها قد تمّت تحت وطأة مرض نفسي أو حاجة مادية‪ ،‬وقال جملته الشهيرة حين حاول بعضهم مراجعته‬
‫ن قومًا أغاروا على‬ ‫ن فاطمة بنت محمد سرقت‪ ،‬لقطعت يدها»‪ .‬وتخبرنا المصادر التاريخية أيضاً‪ ،‬أ ّ‬ ‫في ذلك‪« :‬لو أ ّ‬
‫لقاح لمحمد‪ ،‬فأخذهم‪ ،‬فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ورماهم تحت الشمس حتى ماتوا‪.‬‬
‫بالمقابصل‪ ،‬فحيصن أغار خالد بصن الوليصد على بنصي جذيمصة وقتصل منهصم الكثيصر‪ ،‬وكانوا آنئذ مسصلمين‪ ،‬ل لسصبب‪ ،‬إل‬
‫لنهم قتلوا عمّه الفاكه بن المغيرة زمن الجاهلية‪ ،‬اكتفى محمد بأن رفع يديه إلى السماء‪ ،‬حتى «بان بياض إبطيه»‬
‫‪ -‬يبدو أن هذه المسألة هامة جدًا إسلميًا ‪ -‬وقال‪« :‬اللهم إنّي أبرأ إليك مما صنع خالد!!!»‪ ،‬قالها ثلثاً‪.‬‬
‫لماذا قطع محمد يد تلك المرأة المسكينة التي سرقت‪ ،‬ومثّل بالعرنيين وقتلهم صبرًا لنهم أغاروا على لقاحه‪،‬‬
‫في حين اكتفى فقط بأن تبرّأ إلى ال مما فعل خالد‪ ،‬الذي قتل بعض المسلمين‪ ،‬دون أدنى ذنب‪ ،‬سوى أن تلك القبيلة‬
‫‪ -‬بنو جذيمة ‪ -‬قتلت عمّه في الجاهلية؟‬
‫كان خالد بن الوليد قائدًا هامًا جدًا في جيش محمد‪ .‬والبراغماتية‪ ،‬عند الخير‪ ،‬فوق الدوغماتية‪ .‬لذلك‪ ،‬ل بأس‬
‫من تقريع بسيط لسيف ال المسلول‪ ،‬دون غمده‪.‬‬
‫ي لم يكن كذلك‪ - .‬وهذا سر إعجابنا بهذا الرجل‪ ،‬الذي ل يمكن مقارنته‪ ،‬شخصًا وفكرًا ونتاجًا أدبيًا بكل ما‬ ‫عل ّ‬
‫عرفصه السصلم الولي مصن شخوص وأفكار ونتاجات أدبيصة ‪ -‬دون أدنصى اسصتثناء‪ .‬والذيصن ل يفهمون لبّص إعجابنصا‪،‬‬
‫ي والتشيع‪ ،‬فيشيعون علينا تهمة التشيع‪ .‬عل يّ‪ ،‬برأينا‪ ،‬شيء‪ :‬والتشيع شيء آخر! عل يّ‪ ،‬برأينا‪،‬‬ ‫يخلطون بين عل ّ‬
‫شيء‪ :‬والسلم الذي يتداول في السوق هذه اليام‪ ،‬كالمسواك وكتب الجن‪ :‬شيء آخر‪.‬‬
‫كان محمصصد ‪ ،‬كمصصا يصصصفه التراث السصصلمي‪ ،‬براغماتيًا ‪ -‬وليصصس هذا بغريصصب‪ .‬فالسصصلم لم يأتصصه إل بعصصد أن بلغ‬
‫ي بن أبي طالب‪ ،‬الذي رضع حليب السلم منذ الطفولة ‪ -‬فرسخ في قلبه ولوعيه منذ‬ ‫الربعين¯‪ .‬في حين أن عل ّ‬
‫البدايصة الولى ‪ -‬لم يعرف حقيقصة غيصر السصلم‪ :‬وهصو مصا أهّله لن يكون الدوغماتصي بل منازع‪ ،‬فصي جماعصة السصلم‬
‫الولى‪ .‬عليّص بصن أبصي طالب‪ :‬المؤمصن الول والخيصر‪ .‬وحيصن دفصن عليصّ‪ ،‬دفصن معصه اليمان فصي السصلم‪ ،‬وظ ّل وجصه‬
‫معاوية القبيح وسللته المبتذلة‪ ،‬المعادية للسلم‪ ،‬يزين جدران المساجد وأبواب التكايا! وللسف‪ ،‬فنسخة السلم‬
‫الموية وحدها التي تباع الن في أروقة الزهر وشوارع قم وبسطات الجامع الموي‪.‬‬
‫القسم الول‬
‫عائشة في البيت النبوي‬

‫‪I‬‬
‫الزوجة ‪ -‬الطفلة‬
‫ولدت عائشة في السنة الرابعة ‪ ،‬بعد البعثة‪ .‬وأبوها‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬أوّل خليفة‪ ،‬كان اسمه عبد ال بن أبي قحافة‬
‫بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم القرشي‪ .‬أمّا أمّها فهي أم رومان بنت عامر بن عويمر‪ .‬ل يوجد اتفاق‬
‫شامل حول تاريخ زواج محمّد منها‪ ،‬وربما أنّه تزوجها قبل هجرته بسنتين(‪.)1‬كذلك فالرجح أنّه بنى بها في شهر‬
‫شوال‪ ،‬فصي الشهصر الثامصن عشصر بعصد الهجرة‪ ،‬بعصد معركصة بدر‪ .‬وهكذا‪ ،‬فقصد عاشصت معصه ثمانيصة عشصر عامًا تقربباً‪.‬‬
‫وكانت وفاتها ليلة الثلثاء‪ ،‬لسبع عشر خلون من رمضان‪ .‬لكن سنة وفاتها مختلف فيها‪ :‬سبع وخمسون أو ثمان‬
‫وخمسصون(‪ )2‬أو تسصع وخمسصون للهجرة‪ .‬وصصلّى عليهصا أبصو هريرة‪ ،‬وكان قصد خلف مروان بصن الحكصم‪ ،‬والي المدينصة‬
‫آنذاك‪ ،‬في إحدى غيباته عن ذاك المصر‪.‬ودفنت في البقيع بوصية منها مع غيرها من نساء محمد(‪. )3‬‬
‫زواجها‪:‬‬
‫لنمتلك معلومات كثيرة(‪ )4‬حول عائشة قبل دخولها البيت النبوي ‪ -‬وهذا طبيعي‪ :‬لنّها لم تكن قبل ذلك سوى‬
‫طفلة‪ .‬لكن الخبار تتزاحم فجأة عند ذكر نبأ زواجها وبعده‪ .‬ورغم بعض التناقضات البسيطة بين خبر وآخر‪ ،‬إ ّل أنّها‬
‫ن التي ذكرتها للنبي هي خولة بنت حكيم(‪)5‬؛ وأ ّ‬
‫ن أبا بكر رفض الفكرة في البداية‪ ،‬متذرعًا ‪ ،‬من‬ ‫تتفق جميعًا في أ ّ‬
‫ن محمدًا رفض ك ّل ذلك‪ ،‬وأص ّر‬
‫ن النبي أخوه‪ ،‬من ناحية أخرى‪ .‬لك ّ‬
‫ناحية‪ ،‬بأنّه وعد بها المطعم بن عدي لبنه؛ وبأ ّ‬
‫على زواجه من عائشة‪ .‬يقول الطبري‪« :‬لم يتزوج رسول ال على خديجة حتى مضت لسبيلها‪ .‬فلمّا توفيت‪ ،‬تزوج‬
‫بعدهصا؛ فاختلف فيمصن بدأ بنكاحهصا منهصن بعصد خديجصة‪ .‬فقال بعضهصم‪ :‬كانصت عائشصة بنصت أبصي بكصر؛ وقال بعضهصم‪ :‬بصل‬
‫كانت سودة بنت زمعة‪ ...‬فأمّا عائشة‪ ،‬فكانت يوم تزوجها صغيرة ل تصلح للجماع‪ ،‬وأمّا سودة فإنّها كانت امرأة‬
‫ثيباً‪ ،‬قصد كان لهصا قبصل النصبي (ص ) زوج‪ ،‬وكان زوجهصا السصكران بصن عمرو‪ ...‬مصن مهاجرة الحبشصة‪ ...‬مات‪ ،‬فخلف‬
‫ن رسول ال (ص) بنى بسودة قبل عائشة»(‪.)6‬‬ ‫عليها رسول ال (ص) وهو بمكّة‪ ...‬ول خلف أ ّ‬
‫‪ ،‬يف صّل أحمد نبأ زواج النبي من عائشة وسودة‪ ،‬فيقول‪« :‬لمّا هلكت خديجة‪ ،‬جاءت خولة‬ ‫في‬
‫(‪)7‬‬
‫بنصت حكيصم ‪ ،‬إمرأة عثمان بصن مظعون‪ ،‬قالت‪ :‬يصا رسصول ال! أل تزوج؟ قال‪ :‬مصن؟ قالت‪ :‬إن شئت بكرًا وإن شئت‬
‫ثيباً! قال‪ :‬فمن البكر(‪)8‬؟ قالت‪ :‬ابنة أحب خلق ال ‪ -‬ع ّز وجل ‪ -‬إليك! عائشة بنت أبي بكر! قال‪ :‬ومن الثيب؟ قالت‪:‬‬
‫سودة بنت زمعة‪ ،‬قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول! قال‪ :‬فاذهبي‪ .‬فاذكريهما علي!‪.‬‬
‫ت بيت أبي بكر‪ ،‬فقالت‪ :‬ماذا أدخل ال ‪ -‬ع ّز وج ّل ‪ -‬من الخير والبركة! قالت[أم عائشة]‪ :‬وما ذاك؟ قالت‪:‬‬ ‫فدخل ْ‬
‫أرسلني رسول ال (ص) أخطب عليه عائشة! قالت‪ :‬انتظري أبا بكر‪.‬‬
‫فجاء أبو بكر‪ ،‬فقالت‪ :‬ماذا أدخل ال عليكم من الخير والبركة؟ قال‪ :‬وما ذاك؟ قالت‪ :‬أرسلني رسول ال (ص)‬
‫أخطصب عليصه عائشصة! قال‪ :‬وهصل تصصلح له(‪)9‬؟! إنمصا هصي ابنصة أخيصه! فرجعصت إلى رسصول ال (ص)‪ ،‬فذكرتْص له ذلك‪،‬‬
‫قال‪ :‬ارجعي فقولي له‪ :‬أنا أخوك‪ ،‬وأنت أخي في السلم‪ ،‬وابنتك تصلح لي‪.‬‬
‫فرجعتصْ‪ ،‬فذكرت ذلك له؛ قال‪ :‬انتظري! وخرج‪ .‬قالت أم رومان‪ :‬إن مطعصم بصن عدي قصد كان ذكرهصا على ابنصه‪،‬‬
‫فوال ما وعد موعدًا قط فأخلفه‪...‬‬
‫فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي‪ ،‬وعنده امرأته‪ ،‬فقالت‪ :‬يابن أبي قحافة! لعلك مصب صاحبنا [ابنها] مدخله‬
‫في دينك الذي أنت عليه إذا تزوج إليك! قال أبو بكر للمطعم ابن عدي‪ :‬أقول هذه تقول؟ قال‪ :‬إنها تقول ذلك! فخرج‬
‫من عنده‪ ،‬وقد أذهب ال ‪ -‬ع ّز وجل ‪ -‬ما كان في نفسه من عدته التي وعده‪ .‬فرجع‪ ،‬فقال لخولة‪ :‬ادعي لي رسول‬
‫ال! فدعته‪ ،‬فزوجها إياه‪ ،‬وعائشة يومئذ بنت ست سنين!‪.‬‬
‫ثصم خرجتصْ‪ ،‬فدخلتْص على سصودة بنصت زمعصة‪ ،‬فقالت‪[ :‬كمصا قالت لبصي بكصر وزوجتصه]؛ فقالت [سصودة]‪ :‬وددت‬
‫ادخلي إلى أبي فاذكري ذاك له! وكان شيخًا كبيرًا قد أدركه السن‪ ،‬قد تخلّف عن الحج‪ .‬فدخلت عليه‪ ،‬فحيته بتحيّة‬
‫الجاهلية‪ ،‬فقال‪ :‬من هذه؟ فقالت‪ :‬خولة بنت حكيم! قال‪ :‬فما شأنك؟! قالت‪ :‬أرسلني محمد بن عبد ال أخطب عليه‬
‫سصودة! قال‪ :‬كفصء كريصم؛ ماذا تقول صصاحبتك؟ قالت‪ :‬تحصب ذاك! قال‪ :‬ادعهصا لي! فدعيتهصا؛ قال‪ :‬أي بنيّة؛ إن هذه‬
‫تزعصم أن محمصد‪ ...‬قصد أرسصل يخطبصك‪ ،‬وهصو كفصء كريصم ‪ -‬أتحصبين أن أزوجصك بصه؟! قالت‪ :‬نعصم! قال‪ :‬ادعيصه لي! فجاء‬
‫رسول ال (ص) إليه‪ ،‬فزوجها إياه‪ ،‬فجاءها أخوها عبد بن زمعة من الحج‪ ،‬فجعل يحثي في رأسه التراب! فقال بعد‬
‫أن أسلم‪ :‬لعمرك إني سفيه! يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول ال (ص) سودة بنت زمعة!‪.‬‬
‫قالت عائشة(‪ :)10‬فقدمنا المدينة‪ ،‬فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج في السنح‪ .‬فجاء رسول ال (ص)‪ ،‬فدخل‬
‫بيتنا‪ ،‬واجتمع إليه رجال من النصار ونساء‪ .‬فجاءتني أمي‪ ،‬وإني لفي أرجوحة بين عذقين ترجح بي‪ ،‬فأنزلتني من‬
‫الرجوحصة ولي جميمصة‪ ،‬ففرقتهصا‪ ،‬ومسصحت وجهصي بشيصء مصن ماء‪ ،‬ثصم أقبلت تقودنصي‪ ،‬حتصى وقفصت بصي عنصد الباب‪،‬‬
‫وإنصي لنهصج‪ ،‬حتصى سصكن مصن نفسصي‪ .‬ثصم دخلت بصي‪ ،‬فإذا رسصول ال (ص) جالس على سصرير فصي بيتنصا‪ ،‬وعنده رجال‬
‫ونساء من النصار‪ ،‬فأجلستني في حجره‪ ،‬ثم قالت‪ :‬هؤلء أهلك‪ ،‬فبارك ال لك فيهم‪ ،‬وبارك لهم فيك! فوثب الرجال‬
‫ي شاة‪ ،‬حتى أرسل‬ ‫ي جزور ول ذبحت عل ّ‬ ‫والنساء‪ ،‬فخرجوا‪ ،‬وبنى بي رسول ال (ص) في بيتنا‪ ،‬ما نحرت (‪ )11‬عل ّ‬
‫إلينصصا سصصعد ابصصن عبادة بجفنصصة‪ ،‬كان يرسصصل بهصصا إلى رسصصول ال (ص) إذا دار إلى نسصصائه (‪ ،)12‬وأنصصا يومئذ بنصصت تسصصع‬
‫سنين»(‪.)13‬‬
‫من مكة إلى المدينة‪:‬‬
‫(‪ ،)14‬إنصه فصي السصنة الهجريصة الولى‪« ،‬بعصث النصبي (ص) إلى بناتصه وزوجتصه (‪ )15‬سصودة‬ ‫يقول‬
‫بنت زمعة‪ ،‬زيد بن حارثة وأبا رافع‪ ،‬فحملهن من مكة إلى المدينة»‪.‬‬
‫يروي ابصن سصعد(‪ )16‬الحديصث‪ ،‬نق ً‬
‫ل عصن عائشصة ذاتهصا‪ ،‬فيقول‪« :‬لمصا هاجصر رسصول ال (ص) إلى المدينصة‪ ،‬خلّفنصا‬
‫وخلّف بناته؛ فلما قدم المدينة‪ ،‬بعث إلينا زيد بن حارثة‪ ،‬وبعث معه أبا رافع موله‪ ،‬وأعطاهما بعيرين وخمسمائة‬
‫درهم‪ ،‬أخذها رسول ال (ص) من أبي بكر‪ ،‬يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر‪ ،‬وبعث أبو بكر معهما عبد ال‬
‫بصن أريقصط الديلمصي ببعيريصن أو ثلثصة؛ وكتصب إلى عبصد ال بصن أبصي بكصر‪ ،‬يأمره أن يحمصل أهله‪ :‬أمصي أم رومان‪ ،‬وأنصا‪،‬‬
‫وأختي أسماء‪ ،‬امرأة الزبير! فخرجوا مصطحبين‪ ،‬فلما انتهوا إلى قديد‪ ،‬اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمئة ثلثة‬
‫أبعرة‪ ،‬ثم رحلوا من مكة جميعاً‪ .‬وصادفوا طلحة بن عبيد ال‪ ،‬يريد الهجرة بآل أبي بكر‪ ،‬فخرجنا جميعاً‪ ،‬وخرج زيد‬
‫بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة‪ .‬وحمل زيد أم أيمن وأسامة بن زيد؛ وخرج عبد ال بن‬
‫أبي بكر بأم رومان وأختيه؛ وخرج طلحة بن عبيد ال‪ ،‬واصطحبنا جميعاً؛ حتى إذا كنّا بالبيض من منى‪ ،‬نفر بعيري‬
‫وأنا في محفّة معي فيها أمي‪ ،‬فجعلت أمي تقول‪ :‬وابنتاه! واعروساه! حتى أدرك بعيرنا‪ ،‬وقد هبط من َلفْت‪ ،‬فسلّم‬
‫ال عصز وجصل! ونزل آل رسصول ال‪ ،‬ورسصول ال (ص) يومئذ يبنصي المسصجد وأبياتًا حول المسصجد‪ ،‬فأنزل فيهصا أهله‪.‬‬
‫ومكثنصا أيامًا فصي منزل أبصي بكصر‪ ،‬ثصم قال أبصو بكصر‪ :‬مصا يمنعصك مصن أن تبنصي بأهلك؟ قال رسصول ال (ص)‪ :‬الصصداق!‬
‫فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أوقية ونشاً‪ ،‬فبعث بها رسول ال (ص) إلينا‪ ،‬وبنى بي رسول ال في بيتي هذا الذي‬
‫أنا فيه‪ ،‬وهو الذي توفي فيه رسول ال (ص)‪ ،‬وجعل رسول ال لنفسه بابًا في المسجد‪ ،‬وجاه باب عائشة‪ .‬وبنى‬
‫رسول ال (ص) بسودة في أحد تلك البيوت التي إلى جنبي‪ ،‬فكان رسول ال (ص) يكون عندها»‪.‬‬
‫المرأة الطفلة‪:‬‬
‫كانت عائشصة في علقتها بالنبي‪ ،‬أقرب ما تكون إلى طفلة وجدّهصا‪ .‬ويبدو أنصه أدرك ذلك جيداً‪ ،‬فتركهصا تمارس‬
‫طفولتها كما تشاء ‪ -‬وكان لهذا نتائجه الخطيرة على نفسيتها لحقاً‪.‬‬
‫تحدّثنصا عائشصة عصن أيام زواجهصا الولى‪ ،‬فتقول (‪« :)17‬دخلت عليصه وإنصي للعصب بالبنات [الدمصى] مصع الجواري‪،‬‬
‫فيدخصل‪ ،‬فينقمصع منه صصواحبي‪ ،‬فيخرجن‪ .‬فيخرج رسصول ال (ص)‪ ،‬فيسصرّبهن علي»(‪ .)18‬وتقول أيضاً‪« :‬إنهصا كانصت‬
‫مصصع النصصبي فصي سصصفر؛ قالت‪ :‬فسصصابقته‪ ،‬فسصصبقته على رجلي؛ فلمصصا حملتُص اللحصصم‪ ،‬سصصابقته‪ ،‬فسصبقني‪ ،‬فقال‪ :‬هذه بتلك‬
‫السصصبقة»(‪ .)19‬ويروي أبصصو داود(‪ )20‬عصصن عائشصصة‪ ،‬قولهصصا‪« :‬قدم رسصصول ال (ص) مصصن غزوة تبوك أو خيصصبر‪ ،‬وفصصي‬
‫سصهوتها سصتر‪ ،‬فهبصت الريصح‪ ،‬فكشفصت ناحيصة السصتر مصن بنات لعائشصة لعصب‪ ،‬فقال‪ :‬مصا هذا يصا عائشصة؟ قالت‪ :‬بناتصي!‬
‫ورأى بينهصن فرسصًا له جناحان مصن رقاع؛ فقال‪ :‬مصا هذا الذي أرى وسصطهن؟ قال‪ :‬فرس! قال‪ :‬ومصا هذا الذي عليصه؟‬
‫ل لها أجنحة؟ فضحك حتى رأيت نواجذه»‪.‬‬ ‫قالت‪ :‬جناحان! قال‪ :‬فرس له جناحان! قالت‪ :‬أما سمعت أن لسليمان خي ً‬
‫عصصن عائشصصة أيضاً‪ ،‬يروى الحديصصث التالي (‪« :)21‬دخصصل علي ّص رسصصول ال (ص)‪ ،‬وعندي جاريتان تغنيان بغناء‬
‫بعاث(‪ ،)22‬فاضطجصصع على الفراش‪ ،‬وحوّل وجهصصه؛ ودخصصل أبصصو بكصصر‪ ،‬فانتهرنصصي‪ ،‬وقال‪ :‬مزمارة الشيطان عنصصد النصصبي‬
‫(ص)؟! فأقبصل عليصه رسصول ال (ص)‪ ،‬فقال‪ :‬دعهصا! فلمصا غفصل‪ ،‬غمزتهمصا‪ ،‬فخرجتصا‪ .‬وكان يوم عيصد يلعصب السصودان‬
‫بالدرق والحراب‪ ،‬فإما سألت النبي‪ ،‬وإما قال‪ :‬تشتهين تنظرين؟! فقلت‪ :‬نعم! فأقامني وراءه‪ ،‬خدّي على خدّه‪ ،‬وهو‬
‫مسلم(‪ ،)23‬تقول‪:‬‬ ‫يقول‪ :‬دونكم يا بني أرفدة! حتى إذا مللت‪ ،‬قال‪ :‬حسبك؟ قلت‪ :‬نعم! قال‪ :‬فاذهبي»‪ .‬وفي‬
‫«رأيت رسول ال (ص) يسترني بردائه‪ ،‬وأنا إنظر إلى الحبشة وهم يلعبون ‪ -‬وأنا جارية»‪ .‬وفي رواية أخرى(‪،)24‬‬
‫تقول‪« :‬جاء حبصش يزفنون فصي المسصجد‪ ،‬فصي يوم عيصد‪ ،‬فدعانصي النصبي (ص)‪ ،‬فوضعصت رأسصي على منكبصه‪ ،‬فجعلت‬
‫أنظر إلى لعبهم‪ ،‬حتى كنت أنا التي انصرفت»(‪.)25‬‬
‫الزوجة الثيرة‪:‬‬
‫تتحدّث روايات كثيرة ‪ -‬كلّهصا تقريبًا منقولة عصن عائشصة ‪ -‬عصن حصب النصبي الكصبير لعائشصة‪ ،‬وتفضيله إياهصا على‬
‫سصائر زوجاتصه‪ .‬فهصي تقول‪ ،‬على سصبيل المثال‪« :‬كان رسصول ال إذا سصافر‪ ،‬يسصهم بيصن نسصائه‪ ،‬فكان إذا خرج سصهم‬
‫غيري‪ ،‬عرف فيه الكراهية؛ وما قدم من سفر قط‪ ،‬فدخل على أحد من أزواجه‪ ،‬أوّل مني‪ ،‬يبتدئ القسم فيما يستقبل‬
‫مصن عندي»(‪ .)26‬ويذكصر الزمخشري(‪ )27‬أن النصبي «كان يقسصم بيصن نسصائه‪ ،‬فيعدل(‪ ،)28‬ويقول‪ :‬هذه قسصمتي(‪ )29‬فيمصا‬
‫أملك‪ ،‬فل تؤاخذني فيما تملك ول أملك ‪ -‬يعني المحبة ‪ -‬لن عائشة كانت أحبهن إليه»‪ .‬ويقال إن عمرو بن العاص‬
‫سأل النبي مرة‪ « :‬أي الناس أحب إليك؟ قال‪ :‬عائشة‪ .‬فقلت‪ :‬من الرجال؟ قال‪ :‬أبوهصا‪ .‬قلت‪ :‬ثم من؟ قال‪ :‬عمر بن‬
‫الخطاب »(‪. )30‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فحيصن «جعله نسصاؤه فصي حلّ‪ :‬يؤثصر مصن يشاء منهصن على مصن يشاء ‪ -‬كان يؤثصر عائشصة وزينصب» (‪. )31‬‬
‫وكان يقول عنها‪« :‬كمل في الرجال كثير‪ ،‬ولم يكمل في النساء إل ثلث‪ :‬مريم بنت عمران‪ ،‬وآسية امرأة فرعون‪،‬‬
‫وخديجة بنت خويلد ‪ -‬وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام»(‪. )32‬‬

‫‪II‬‬
‫أخلق عائشة‪ ...‬والنبي‬
‫يبدو أن فارق السصصن بيصصن النصصبي وعائشصصة‪ ،‬وإمكانيات هذه المرأة على كافصصة الصصصعدة‪ ،‬جعلهصصا الثيرة عنده‬
‫ل سصهلً‪ ،‬فإذا هويصت [عائشصة]‬
‫ل معهصا؛ يقال‪« :‬كان رسصول ال (ص) رج ً‬ ‫والقرب إلى قلبصه‪ ،‬وجعلتصه بالمقابصل متسصاه ً‬
‫شيئاً‪ ،‬تابعهصا عليصه‪ ..‬أخرجصه مسصلم»(‪ .)1‬لكصن هذا لم يكصن ينطبصق على سصائر نسصائه‪ .‬فقصد قال عمصر بصن الخطاب‪ ،‬ذات‬
‫يوم‪ ،‬لبنته حفصة‪« :‬ل يغرنّك حب رسول ال عائشة وحسنها أن تراجعيه بما تراجعه به عائشة»(‪ ،)2‬أو‪« :‬لعلّك‬
‫تراجعين النبي بمثل ما تراجعه عائشة ‪ -‬إنه ليس لك مثل حظوة عائشة‪ ،‬ول حسن زينب» (‪ - .)3‬وهذا التساهل أدّى‬
‫بعائشة إلى التطاول على النبي‪ ،‬ووصل المر أحيانًا إلى حدود ل تليق بإنسان عادي‪ :‬فكيف بنبي؟‬
‫ففي إحدى المناسبات‪« ،‬قال رسول ال (ص) لبي بكر‪ :‬يا أبا بكر‪ ،‬أل تعذرني في عائشة؟ فرفع أبو بكر يده‪،‬‬
‫فضرب صصدرها ضربصة شديدة‪ .‬فجعصل رسصول ال‪ ،‬يقول‪ :‬غفصر ال لك‪ ،‬يصا أبصا بكصر‪ ،‬مصا أردت هذا»(‪ .)4‬وفصي مناسصبة‬
‫أخرى‪ -‬ربمصا تكون الروايتان تتعلقان بالحدث ذاتصه‪ -‬تروي عائشصة أنهصا قالت للنصبي‪« :‬أليصس تزعصم أنصك رسصول ال؟‬
‫ت تزعم أنك رسول ال؟ فهل عدلت! فسمعني أبو بكر‪ ،‬وكان‬
‫فتبسّم‪ ،‬وقال‪ :‬أوفي شك أنت يا أم عبد ال؟ فقلت‪ :‬ألس َ‬
‫ن الغيران ل تبصر أسفل‬
‫ل يا أبا بكر‪ ،‬إ ّ‬
‫حدّة‪ ،‬فأقبل عل يّ‪ ،‬ولطم وجهي! فقال رسول ال (ص)‪ :‬مه ً‬
‫فيه عرب‪ ،‬أي‪ِ :‬‬
‫الوادي من أعله‪ ...‬أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي»(‪.)5‬‬
‫تروي نصصوص كثيرة‪ ،‬عصن عائشصة‪ ،‬أنهصا قالت للنصبي‪« :‬أقصصد! فرفصع أبصو بكصر يده‪ ،‬فلطمنصي‪ ،‬قال‪ :‬تقوليصن‪ ،‬يصا‬
‫بنت فلنة! لرسول ال (ص)‪ :‬أقصد»(‪ .)6‬وفي مناسبة أخرى‪ .‬قيل إنه «كان بينها وبين النبي (ص) كلم‪ ،‬فقال لها‪:‬‬
‫من ترضين بيني وبينك؟ أترضين بعمر؟ قالت‪ :‬ل أرضى ‪ -‬عمر قط! عمر غليظ! قال‪ :‬أترضين بأبيك بيني وبينك؟‬
‫قالت‪ :‬نعصم! فبعصث إليصه رسصول ال (ص)‪ ،‬فقال‪ :‬إن هذه مصن أمرهصا كذا ومصن أمرهصا كذا! فقلت‪ :‬اتقِص ال ول تقصل إل‬
‫حقاً‪ ...‬فرفصع أبصو بكصر يده‪ ،‬فرثصم أنفهصا»(‪ .)7‬ويروى أنهصا قالت له‪« :‬أنصت الذي تزعصم أنصك نصبي ال! »(‪ .)8‬ويذكصر ابصن‬
‫ماجصة(‪ ،)9‬عصن عائشصة‪« ،‬أن رسصول ال (ص)‪ ،‬إنمصا آلى لن زينصب ردّت عليصه هديصة‪ ،‬فقالت عائشصة‪ :‬لقصد أقمأتصك!‬
‫فغضب‪ ،‬فآلى منهن»‪ .‬ومرّة‪« ،‬جاء أبو بكر يستأذن على النبي (ص)‪ ،‬فسمع عائشة (رض)‪ ،‬وهي رافعة صوتها‬
‫على النصصبي (ص)‪ ،‬فأذن له‪ ،‬فدخصصل‪ ،‬فقال‪ :‬يصصا بنصصت أم رومان! أترفعيصصن صصصوتك على رسصصول ال؟ وتناولهصصا أبوهصصا‬
‫(رض)‪ ،‬فحال النصصبي (ص) بينصصه وبينهصصا‪ ،‬فلمصصا خرج سصصيدنا أبصصو بكصصر (رض)‪ ،‬جعصصل رسصصول ال (ص) يقول لهصصا‪،‬‬
‫يترضاهصا‪ :‬أل تريصن أنصي حلت بينصك وبيصن الرجصل؟ ثصم جاء سصيدنا أبصو بكصر (رض)‪ ،‬فاسصتأذن عليصه‪ ،‬فوجده يضاحكهصا‪،‬‬
‫فأذن له‪ ،‬فقال‪ :‬يصا رسصول ال‪ ،‬أشركانصي فصي سصلمكما‪ ،‬كمصا أشركتمانصي فصي حربكمصا» (‪ .)10‬وكثيرًا مصا كانصت عائشصة‬
‫ت عني راضية‪ ،‬وإذا‬ ‫تغضب من النبي‪ :‬يذكر مسلم(‪ )11‬نق ً‬
‫ل عنها‪« :‬قالت‪ :‬قال لي رسول ال (ص)‪ :‬إني لعلم إذا كن ِ‬
‫كنتِص عنصي غضصبى! فقلت‪ :‬ومصن أيصن تعرف ذلك؟ قال‪ :‬أمصا إذا كنتِص عنصي راضيصة؛ فإنصك تقوليصن‪ :‬ل وربّص محمصد؛ وإذا‬
‫(‬
‫ت غضبى‪ ،‬قلت‪ :‬ل ورب ابراهيم‪ .‬قلت‪ :‬وال يا رسول ال ما أهجر إل اسمك»‪ .‬ولم يذكر بعضهم جملتها الخيرة‬
‫كن ِ‬
‫‪.)12‬‬
‫وفصي نص هام آخر‪ ،‬يقال‪« :‬إن رسول ال (ص)‪ ،‬كان يقول لهصا‪ :‬إنصي أعرف غضبك إذا غضب تِ‪ ،‬ورضاك إذا‬
‫رضيصت! قالت‪ :‬وكيصف تعرف ذلك يصا رسصول ال؟ قال‪ :‬إذا غضبتصِ‪ ،‬قلت‪ :‬يصا محمصد!‪ .‬وإذا رضيتصِ‪ ،‬قلت‪ :‬يصا رسصول‬
‫ال»(‪ -.)13‬فهل كان غضبها يحجب عنها ايمانها بنبوته؟ بالمقابل‪ ،‬كان النبي بدوره يغضب منها‪ .‬يذكر ذكوان مولى‬
‫ي النبي (ص) بأسير‪ ،‬فلهوت عنه‪ ،‬فذهب‪ .‬فجاء النبي (ص)‪ ،‬فقال‪ :‬ما فعل السير؟‬ ‫عائشة‪ ،‬عنها قولها‪« :‬دخل عل ّ‬
‫قالت‪ :‬لهوت عنصه مصع النسصوة‪ ،‬فخرج! فقال‪ :‬مالكصِ‪ ،‬قطصع ال يدك أو يديصك!!! فآذن بصه الناس‪ ،‬فطلبوه‪ ،‬فجاءوا بصه‪،‬‬
‫ت عل يّ! فأنا أقلّب يد يّ‪ ،‬أنظر أيهما يقطعان! فحمد ال‪،‬‬
‫ي وأنا أقلّب يد يّ‪ ،‬فقال‪ :‬مالك‪ ،‬أجننت! قلت‪ :‬دعو َ‬
‫فدخل عل ّ‬
‫وأثنى عليه‪ ،‬ورفع يديه مدّا‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر‪ ،‬فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه‪،‬‬
‫فاجعله له زكاة وطهوراً»(‪.)14‬‬
‫ي رسول‬ ‫ظل سوء الخلق والحدّة يلزمانها‪ ،‬في علقتها مع النبي‪ ،‬حتى أيامه الخيرة‪ .‬تقول عائشة‪« :‬رجع إل ّ‬
‫ال (ص) ذات يوم من جنازة بالبقيع‪ ،‬وأنا أجد صداعًا في رأسي‪ ،‬وأقول‪ :‬وارأساه! قال‪ :‬بل أنا‪ ،‬ورأساه! قال‪ :‬ما‬
‫ت قبلي‪ ،‬فغسلتك وكفنتك‪ ،‬ثم صليت عليك‪ ،‬ودفنتك؟! قلت‪ :‬لكأني بك ‪ -‬وال ‪ -‬لو فعلت ذلك‪ ،‬لقد رجعت‬ ‫ضرّك لو م ِ‬
‫إلى بيتي‪ ،‬فأعرست فيه ببعض نسائك! فتبسّم رسول ال (ص)‪ ،‬ثم بدئ بوجعه الذي مات فيه»(‪.)15‬‬
‫ال‪ ...‬يسارع في هواك‪:‬‬
‫فصي إشارتهصا إلى غيرة عائشصة العنيفصة‪ ،‬حيصن تزوج النصبي زينصب بنصت جحصش‪ ،‬ذكرت بنصت الشاطصئ‪ ،‬أن عائشصة‬
‫قالت له‪ ،‬بعدمصا صصدّق القرآن على هذا الزواج مصن زينصب‪ ،‬التصي كانصت اشترطصت بدورهصا أن يتدخصل ال بذاتصه حتصى‬
‫ق يقال‪ ،‬لم نجد ما يؤكد صحة مزاعم بنت الشاطئ هذه في‬ ‫توافق‪« :‬ما أرى ربّك إل يسارع في هواك»!‪ .‬لكن‪ ،‬والح ّ‬
‫المصادر السلمية المعروفة‪ .‬لقد وجدنا قول عائشة للنبي‪« :‬ما أرى ربك إل يسارع في هواك»‪ ،‬لكننا لم نجد ربطًا‬
‫بينه وبين حدث زواج النبي من زينب بنت جحش‪ .‬وهنالك احتماليتان‪ :‬إما أن تكون بنت الشاطئ وجدت هذا الربط‬
‫فصي عمصل لم نحصظ بمصصادفته حتصى الن‪ ،‬المر الذي يعنصي أن جملة عائشصة الشهيرة تلك كانصت ردة فعصل اعتياديصة لهصا‬
‫على أي زواج ل يعجبهصا؛ أو أن تكون بنصت الشاطصئ أخطأت فصي تقديرهصا‪ ،‬فالروايات الشهيرة فصي التراث السصلمي‬
‫تربصط هذه الجملة حصصرًا باللواتصي كصن يمنحصن أنفسصهن للنصبي‪ .‬وتبقصى غيرة عائشصة العارمصة القاسصم المشترك بيصن‬
‫الحتماليتين‪ - .‬أي‪ :‬المضمون واحد‪ -‬ينزل القرآن يأمر بتلبية إحدى رغبات النبي الجنسية‪ ،‬فتفسّر ذلك عائشة‪ ،‬بأن‬
‫ل عنهصا ‪« :‬كنصت أغار على اللئي وهبصن أنفسصهن‬ ‫البخاري(‪ ،)16‬نق ً‬ ‫ال يسصارع له فصي هواه‪ .‬وهكذا‪ ،‬يروي‬
‫لرسصول ال (ص)‪ ،‬وأقول‪ :‬أتهصب المرأة نفسصها؟! فلمصا أنزل ال تعالى‪« :‬ترجصئ مصن تشاء منهصن وتؤوي إليصك مصن‬
‫تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فل جناح عليك»‪ ،‬قلت‪ :‬ما أرى ربك إل يسارع في هواك»(‪ .)17‬وفي نص‬
‫(‪20‬‬
‫مسلم(‪ ،)18‬تقول‪« :‬وال ما أرى ربك إل يسارع لك في هواك»(‪ .)19‬وفي نص آخر‪ ،‬من‬
‫) ‪« :‬كانصت [عائشصة تقول]‪ :‬أمصا تسصتحي مصن امرأة تهصب نفسصها لرجصل؟» أو‪« :‬أوتهصب الحرة نفسصها» ؛ أو‪« :‬أل‬
‫(‪)21‬‬

‫تستحي المرأة أن تعرض نفسها بغير صداق»(‪.)22‬‬


‫أخلقها مع الخرين‪ ...‬والنبي‬
‫ط نقد النبي باستمرار‪ .‬وإذا ما غضينا الطرف عن تلك الحدّة في تعاملها‬ ‫كانت حدّة عائشة‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬مح ّ‬
‫ن أحدًا لم ينج من تلك الحدّة‬
‫مع نسائه الخريات لننا سنناقش المسألة تفصيليًا لحقاً‪ ،‬يمكن لنا أن نتل ّم‍س بوضوح أ ّ‬
‫‪ -‬بما في ذلك الحيوانات‪.‬‬
‫(‪)23‬‬
‫‪ ،‬على سصصبيل المثال‪ ،‬أن عائشصصة‪ ،‬قالت‪« :‬أتصصى النصصبي (ص) أناس مصصن‬ ‫يذكصصر مسصصلم فصصي‬
‫اليهود‪ ،‬فقالوا‪ :‬السصام عليصك‪ ،‬يصا أبصا القاسصم! قال‪ :‬وعليكصم‪ .‬قالت عائشصة‪ :‬قلت‪ :‬بصل عليكصم السصام والذام! فقال‬
‫رسول ال (ص)‪ :‬يا عائشة! ل تكوني فاحشة! فقالت‪ :‬ما سمعت ما قالوا؟ فقال‪ :‬أوليس قد رددت عليهم الذي‬
‫قالوا ‪ -‬قلت‪ :‬وعليكصم»‪ .‬وفصي نصص آخصر(‪« : )24‬ففطنصت بهصم عائشصة‪ ،‬فسصبتهم!!! فقال رسصول ال (ص)‪ :‬مصه‪ ،‬يصا‬
‫عائشصة‪ ،‬فإن ال ل يحصب الفحصش والتفحصش! وزاد‪ :‬فأنزل ال عصز وجصل‪« :‬وإذا جاءوك حيوك بمصا لم يحيصك بصه‬
‫ال» ‪ ،‬إلى آخصصر اليصصة؛ وفصصي نصصص ثالث(‪ ،)25‬نجدهصصا تقول‪« :‬وغضصصب ال إخوان القردة والخنازيصصر ‪ -‬أتحيون‬
‫رسول ال بما لم يحيه به ال»‪.‬‬
‫ل اسصتأذن على النصبي (ص)‪ ،‬فقال‬ ‫(‪ )26‬عصن عائشصة الحديصث التالي‪« :‬إن رج ً‬ ‫بالمقابصل‪ ،‬يروي‬
‫النصبي (ص)‪ :‬بئس أخصو العشيرة! فلمصا دخصل‪ ،‬انبسصط إليصه رسصول ال (ص)‪ ،‬وكلّمصه‪ .‬فلمصا خرج‪ ،‬قلت‪ :‬يصا رسصول ال‪،‬‬
‫لمّا استأذن‪ ،‬قلت‪ :‬بئس أخو العشيرة! فلما دخل انبسطت إليه! فقال‪ :‬يا عائشة‪ ،‬إن ال ل يحب الفاحش المتفحش؛‬
‫[أو]‪ :‬إن من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء ألسنتهم»(‪.)27‬‬
‫أحمد(‪« ،)28‬أنه سرق ثوب لها‪ ،‬فدعت على صاحبها‪ ،‬فقال [النبي]‪ :‬ل تسبخي عليه»‪.‬‬ ‫وفي‬
‫ل مرة‪« ،‬فلعنتصه‪ ،‬فقال لهصا النصبي (ص)‪ :‬ل تركصبيه»(‪ .)29‬وفصي روايصة أخرى(‪ ، )30‬تقول‪:‬‬ ‫وركبصت عائشصة جم ً‬
‫«كنت على بعير صعب‪ ،‬فجعلت أضربه‪ ،‬فقال لي رسول ال (ص)‪ :‬عليك بالرفق‪ ،‬فإن الرفق ل يكون في شيء إل‬
‫زانه‪ ،‬ول ينزع من شيء إل شانه»‪.‬‬
‫سلوك النبي بحسب عائشة‪:‬‬
‫كانصت اليهود تقول عصن النصبي «انظروا إلى هذا الذي ل يشبصع مصن طعام‪ ،‬ول وال ماله همصة إل النسصاء»(‪.)31‬‬
‫وإذا كنا سنحكي عن مسألة شغف النبي بالجنس‪ ،‬كما تصوّر ذلك أحاديث عائشة‪ ،‬في فصل «عائشة‪ ...‬والجنس»‪،‬‬
‫فسوف نحاول الن أن نظهر أن عائشة‪ ،‬في أحاديث لها كثيرة‪ ،‬صوّرت النبي شغوفًا بالطعام أيضاً‪ .‬من ذلك‪ ،‬قولها‪:‬‬
‫«كان رسول ال (ص) يعجبه من هذه الدنيا ثلثة‪ :‬الطعام والنساء والطيب»(‪ .)32‬ومن ثم تؤكّد‪« :‬كان النبي (ص)‬
‫يحصب الحلواء والعسصل»(‪)33‬؛ وتقول‪« :‬كان رسصول ال (ص) يأتصي القدر‪ ،‬فيأخصذ الذراع منهصا‪ ،‬فيأكلهصا!!!‪ ،‬ثصم يصصلّي‬
‫ول يتوضأ»(‪ .)34‬وتخبرنا أيضًا أنه «كان يأكل البطيخ بالرطب»(‪ ،)35‬و «كان ل يجد اللحم إل غباً»(‪.)36‬‬
‫إضافصة إلى مصا سصبق‪ ،‬نجصد أن النصبي فصي أحاديثهصا‪ ،‬قابصل لن يُسصحر‪« :‬سصحر رسصول ال‪ ،‬فمكصث كذا وكذا يومًا‬
‫يخيصل إليصه أنصه يأتصي أهله‪ ،‬ول يأتصي؛ قال سصفيان‪ :‬هذا أش ّد مصا يكون مصن السصحر»(‪ .)37‬وفصي نصّص لهصا آخصر‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫«سصحر حتصى كان يخيصل إليصه أنصه صصنع شيئًا ولم يصصنعه» (‪ .)38‬والغريصب أن يهود بنصي زريصق هصم الذيصن كانوا قصد‬
‫سحروه(‪.)39‬‬
‫وهصو كثيصر الشتصم‪ :‬تروي عائشصة أنّص رجليصن دخل على « النصبي (ص)‪ ،‬فأغلظ لهمصا وسصبّهما‪ ،‬فقلت‪ :‬يصا رسصول‬
‫ال‪ ،‬لمن أصاب منك خيراً‪ ،‬ما أصاب هذان منك خيراً! فقال‪ :‬أوما علمت ما عاهدت عليه ربي عز وجل‪ ،‬قلت‪ :‬اللهم‬
‫أيما مؤمن سببته أو جلدته أو لعنته‪ ،‬فاجعلها له مغفرة وعافية وكذا وكذا»(‪.)40‬‬
‫ن أمداد العرب كثروا على رسول ال (ص) حتى غمّوه‪ ،‬وقام إليه‬
‫وتؤكّد عائشة على مسألة اللعن‪ ،‬فتقول‪« :‬إ ّ‬
‫المهاجرون والنصصار‪ ،‬يفرجون دونصه‪ ،‬حتصى قام على عتبصة عائشصة فرهقوه‪ ،‬فأسصلم رداءه فصي أيديهصم‪ ،‬ووثصب على‬
‫العتبصة‪ ،‬فدخصل وقال‪ :‬اللهصم العنهصم! فقالت عائشصة‪ :‬يصا رسصول ال‪ ،‬هلك القوم! فقال‪ :‬كل وال يصا بنصت أبصي بكصر! لقصد‬
‫اشترطصصت!!! على ربصصي ‪ -‬عصصز وجصصل ‪ -‬شرطًا ل خلف له‪ ،‬فقلت‪ :‬إنمصصا أنصصا بشصصر أضيصصق بمصصا يضيصصق بصصه البشصصر‪ ،‬فأي‬
‫المؤمنين بدرت إليه مني بادرة‪ ،‬فاجعلها له كفارة»(‪.)41‬‬
‫وهو ينشغل عن صلته بأبسط المور؛ تروي عائشة‪« :‬صلّى رسول ال (ص) في خميصة لها أعلم‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬شغلتني أعلم هذه‪ ،‬اذهبوا بها إلى أبي جهم‪ ،‬وأتوني بأنبجانية»(‪.)42‬‬
‫كانصت عائشصة تقول‪« :‬اشربوا ول تسصكروا» (‪ .)43‬وتقول أيضاً‪« :‬كنصا ننبذ للنبي (ص) فصي سصقاء‪ ،‬فنأخصذ قبضصة‬
‫ب عليهصا الماء ليلً‪ ،‬فيشربصه نهاراً‪ ،‬أو نهاراً‪ ،‬فيشربصه‬
‫مصن زبيصب أو قبضصة مصن تمصر‪ ،‬فنطرحهصا فصي السصقاء‪ ،‬ثصم نصص ّ‬
‫ليلً»(‪.)44‬‬
‫ل إلى فهمه أو تبريره؛ تقول‪« :‬إن رسول ال‬
‫أخيراً‪ ،‬تحدثنا عائشة عن سلوك للنبي‪ ،‬قبيل وفاته‪ ،‬لم نجد سبي ً‬
‫(ص) كانصصت تأخذه الخاصصصرة‪ ،‬فيشتصصد بصصه جداً‪ ،‬فكنصصا نقول‪ :‬أخصصذ رسصصول ال (ص) عرق الكليصصة! ل نهتدي أن نقول‪:‬‬
‫الخاصرة! ثم أخذت رسول ال (ص) يوماً‪ ،‬فاشتدت به جداً‪ ،‬حتى أغمي عليه‪ ،‬وخفنا عليه‪ ،‬وفزع الناس إليه فظننا‬
‫أن به ذات الجنب‪ ،‬فلددناه‪ ،‬ثصم سري عن رسول ال (ص) وأفاق‪ ،‬فعرف أنه قد ُلدّ‪ ،‬ووجصد أثر اللدود‪ ،‬فقال‪ :‬ظننتم‬
‫أن ال عز وجل سلّطها عل يّ؟ ما كان ال يسلّطها عل يّ! والذي نفسي بيده‪ ،‬ل يبقى أحد في البيت إ ّل ُل ّد ‪ -‬إ ّل عمي!‬
‫ل رجلً‪ ...‬وبلغ اللدود أزواج النصبي (ص)‪ ،‬فلددن امرأة امرأة‪ ،‬حتصى بلغ اللدود امرأة منصا؛ قال‬
‫فرأيتهصم يلدّونهصم رج ً‬
‫ابن أبي الزناد‪ :‬ل أعلمها إل ميمونة؛ وقال بعض الناس‪ :‬أم سلمة! قالت‪ :‬إني وال صائمة! فقلنا‪ :‬بئسما ظننت أن‬
‫نتركك‪ ،‬وقد أقسم رسول ال (ص)! فلددناها وال‪ ...‬وإنها لصائمة»(‪.)45‬‬
‫كل هذا التناقض!!!‬
‫ظلت هذه الحدة متمكنصة مصن عائشصة حتصى مراحصل متأخرة مصن حياتهصا‪ .‬فقصد روي‪ ،‬على سصبيل المثال‪ ،‬أن «ابصن‬
‫أبي عتيق‪ ،‬دخل على أم المؤمنين عائشة‪ ،‬وهو مشتمل على قرد‪ ،‬وقال لها‪ :‬يا أمه‪ ،‬بركي مني! فقالت‪ :‬بارك ال‬
‫فيصك! قال‪ :‬وفيمصا معصي! قالت‪ :‬وفيمصا معصك! فتكشصف لهصا عنصه‪ ،‬فقالت‪ :‬لقصد هممصت أن أدعصو عليصك بدعوة تدخصل معصك‬
‫قبرك»(‪.)46‬‬
‫إن ك ّل ما سبق‪ ،‬وغيره كثير‪ ،‬يدفعنا حتمًا إلى التساؤل‪ :‬هل يمكن أن تكون عائشة بالفعل أحب الناس إلى قلب‬
‫النصبي‪ ،‬أو أن يكون أمصر حقًا أن يأخصذ المسصلمون شطصر دينهصم عنهصا؟ وهصل قال فصي الواقصع‪ :‬إنّص فضلهصا على النسصاء‪،‬‬
‫كفضل الثريد على الطعام؟‬
‫سصنروي هنصا بعصض الخبار التصي تشكصك فصي مصا هصو متعارف عليصه مصن أن النصبي كان يحبهصا ‪ -‬ويفضّلهصا ‪-‬‬
‫ل عصن عائشصة ذاتهصا‪« ،‬إن رسصول ال (ص) أهديصت له قلدة‬ ‫على سصائر أهصل عصصره‪ .‬تقول إحدى الروايات‪ ،‬نق ً‬
‫جزع‪ ،‬قال‪ :‬لدفعنهصا إلى أحصب أهلي إليّص ! فقالت النسصاء‪ :‬ذهصب بهصا إلى ابنصة أبصي قحافصة [عائشصة]‪ .‬فعلّقهصا فصي‬
‫عنق أمامة بنت زينب بنت رسول ال (ص)»(‪.)47‬‬
‫البخاري‪« :‬قام النصبي (ص)‪،‬‬ ‫أمصا بشأن مصا يُنظصر إليهصا كأحصد أهصم مراجصع الديصن‪ ،‬فقصد ورد فصي‬
‫فأشار إلى مسصصصكن عائشصصصة‪ ،‬فقال‪ :‬ههنصصصا الفتنصصصة! ههنصصصا الفتنصصصة! حيصصصث يطلع قرن الشيطان»(‪ )48‬؛ وورد فصصصي‬
‫مسصصلم‪« :‬خرج رسصصول ال (ص) مصصن بيصصت عائشصصة‪ ،‬فقال‪ :‬رأس الكفصصر مصصن ههنصصا حيصصث يطلع قرن‬
‫الشيطان»(‪)49‬؛ وروي عن أبي حاتم أن النبي‪« ،‬قال‪ :‬أطعمينا يا عائشة؟ قالت‪ :‬ما عندنا شيء! فقال أبو بكر‪:‬‬
‫إن المرأة المؤمنة ل تحلف أن ليس عندها شيء وهو عندها‪ .‬فقال النبي‪ :‬وما يدريك أنها مؤمنة!!! إن المرأة‬
‫المؤمنة كالغراب البقع بين الغربان»(‪.)50‬‬
‫‪III‬‬
‫أخلق عائشة‪ ...‬ونساء النبي‬
‫إذا كانصصت عائشصصة بهذه الحدّة وتلك الخلق فصصي تعاملهصصا مصصع النصصبي‪ ،‬فكصصم بالحري أن تزداد تطرفًا فصصي حدّتهصصا‬
‫وعنفهصا فصي التعامصل مصع زوجاتصه‪ ،‬اللواتصي كصن ينافسصنها فصي ك ّل شيصء‪ .‬ولمصا كانصت أخبار عائشصة مصع نسصاء النصبي‬
‫الخريات كثيرة وهامصة‪ ،‬ارتأينصا أن نقدّمهصا بشيصء مصن التفصصيل والتصصنيف‪ ،‬فنجعصل لكصل زوجصة مصن زوجاتصه الهامات‬
‫ل مستقلً‪ ،‬ثم نجمل الباقيات الثانويات في فصل واحد‪.‬‬ ‫فص ً‬
‫أن النصصبي تزوج بإحدى وعشريصصن امرأة‪ ،‬وقيصصل ثلثًا وعشريصصن‪ .‬وهصصن‪:‬‬ ‫يذكصصر اليعقوبصصي فصصي‬
‫خديجة‪ ،‬سودة‪ ،‬غزية أم شريك‪ ،‬حفصة‪ ،‬زينب بنت خزيمة‪ ،‬أم حبيبة‪ ،‬زينب بنت جحش‪ ،‬أم سلمة‪ ،‬جويرية بنت‬
‫الحارث‪ ،‬صفية‪ ،‬ميمونة بنت الحارث‪ ،‬مارية أم ابراهيم؛ أما اللواتي لم يدخل بهن فهن‪ :‬خولة بنت الهذيل وشراف‬
‫أخصت دحيصة الكلبصي وسصنا بنصت الصصلت اللواتصي متصن قبصل وصصولهن اليصه‪ ،‬ريحانصة بنصت شمعون‪ ،‬أسصماء بنصت النعمان‪،‬‬
‫قتيلة بنت قيس‪ ،‬عمرة بنت يزيد‪ ،‬العالية بنت ظبيان‪ ،‬وجونية أخرى غير أسماء‪.‬‬

‫آ‬
‫عائشة وخديجة‬
‫رغم أن عائشة لم ت َر خديجة قط ولم تدركها‪ ،‬إ ّل أن ذكر النبي إياها كان غالبًا ما يجعلها محط غيرة عائشة‪،‬‬
‫(‪ )1‬عصن عائشصة‪ ،‬قولهصا‪« :‬مصا غرت على أحصد مصن أزواج‬ ‫وبالتالي تعابيرهصا القاسصية‪ .‬ورد فصي‬
‫النصبي‪ ،‬مصا غرت على خديجصة [نلحظ تكرار هذا القول بالنسصبة لكثصر مصن واحدة مصن نسصاء النصبي]‪ ،‬ومصا بصي أن أكون‬
‫أدركتها‪ ،‬وما ذاك إل لكثرة ذكر رسول ال (ص) لها‪ ...‬ذكرها يومًا من اليام‪ ،‬فأدركتني الغيرة‪ ،‬فقلت‪ :‬هل كانت إل‬
‫أحمد(‪ ،)2‬ورد قولها عن‬ ‫عجوزاً‪ ،‬أبدلك ال خيرًا منها؟ فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب»‪ .‬وفي‬
‫خديجصة‪« :‬لقصد أعقبصك ال‪ ،‬يصا رسصول ال‪ ،‬مصن عجوز مصن عجائز قريصش‪ ،‬حمراء الشدقيصن‪ ...‬فتغيصر وجصه رسصول ال‬
‫(ص) تغيرًا لم أره إل عنصصد نزول الوحصصي أو عنصصد المخيلة حتصصى يعلم رحمصصة أو عذاب»‪ .‬وفصصي نصصص آخصصر(‪ )3‬مصصن‬
‫‪ ،‬نجصد النصبي يقول عصن خديجصة‪« :‬مصا أبدلنصي ال خيرًا منهصا؛ آمنصت بصي إذ كفصر بصي الناس‪،‬‬
‫وصصدّقتني إذ كذّبنصي الناس‪ ،‬وواسصتني بمالهصا إذ حرمنصي الناس‪ ،‬ورزقنصي ال ‪ -‬عصز وجصل ‪ -‬ولدهصا‪ ،‬إذ حرمنصي أولد‬
‫النساء»‪ - .‬ويبدو أن الجملة الخيرة تختصر أحد أسباب غيرة عائشة‪ ،‬غير المبرّرة(‪.!)4‬‬
‫(‪ ،)5‬نصصادف عائشصة تقول‪« :‬مصا حسصدت امرأة مصا حسصدت خديجصة‪ ...‬وذلك أن‬ ‫فصي‬
‫رسول ال (ص) بشّرها ببيت في الجنة‪ ،‬ل صخب فيه ول نصب»‪ .‬ويضيف ابن ماجة (‪« ،)6‬من قصب‪ ،‬يعني من‬
‫ذهب»‪ .‬وفي سياق حديثها عن غيرتها‪ ،‬تذكر عائشة أيضاً‪ ،‬أن النبي «كان يذبح الشاة فيتتبع بها صدائق خديجة‪،‬‬
‫فيهديها لهن»(‪)7‬؛ وتضيف‪« :‬ربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة‪ ،‬فربما قلت له‪ :‬كأنه‬
‫لم يكن في الدنيا امرأة إل خديجة! فيقول‪ :‬إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد»(‪.)8‬‬
‫يبدو أن سصببًا آخصر لغيرة عائشصة مصن خديجصة هصو أن النصبي لم يتزوج عليهصا حتصى ماتصت! فكثيرًا مصا نجدهصا تكرر‬
‫هذه المقولة‪« :‬لم يتزوج النبي (ص) على خديجة حتى ماتت»(‪.)9‬‬
‫أخيراً‪ ،‬تذكر عائشة أنه حين «استأذنت هالة بنت خويلد‪ ،‬أخت خديجة‪ ،‬على رسول ال (ص)‪ ،‬فعرف استئذان‬
‫خديجصة‪ ،‬فارتاع لذلك‪ ،‬وقال‪ :‬اللهصم هالة! فغرت‪ ،‬فقلت‪ :‬مصا تذكصر مصن عجوز مصن عجائز قريصش‪ ،‬حمراء الشدقيصن‪،‬‬
‫هلكت في الدهر‪ ،‬وأبدلك ال خيرًا منها»(‪« .)10‬وقال ابن التنين في سكوت النبي على هذه المقالة دليل على أفضلية‬
‫عائشصة على خديجصة‪ ،‬إل أن يكون المراد بالخيريصة هنصا حسصن الصصورة وصصغر السصن»(‪ .)11‬ويبدو أن ابصن التنيصن لم‬
‫يصادف إل هذا النص الذي لم نجد فيه ردّا للنبي على تلفظات عائشة!!!‬
‫ب‬
‫عائشة وسودة‬
‫رغصم اتفاق الروايات على أن زواجصي النصبي مصن سصودة وعائشصة لم يفصصل بينهمصا زمصن طويصل‪ ،‬فالختلف بيصن‬
‫تلك الروايات كصبير فصي تحديصد التواريصخ على نحصو دقيصق‪ .‬مصع ذلك‪ ،‬يمكصن أن نسصتشف مصن أخبارة سصودة فصي التراث‬
‫السصلمي أن تلك المرأة كانصت مجرّد أرملة أقرب إلى السصذاجة‪ ،‬متقدّمصة فصي السصن‪ ،‬مقارنصة بعائشصة أو جويريصة أو‬
‫صفية‪ ،‬لكنها ليست أكبر من النبي‪ ،‬ضخمة‪ ،‬غير جميلة إلى حد ما‪ .‬وقد تزوجها النبي في مرحلة صعبة‪ ،‬حرجة من‬
‫حياته ‪ -‬إضطراريًا ربما ‪ -‬قبيل انتقاله من مكة إلى المدينة؛ أي‪ :‬في مرحلة التحول من الدوغماتية إلى البراغماتية‪.‬‬
‫ل نمتلك سصوى معلومات ضئيلة عصن سصودة‪ ،‬مقارنصة بغيرهصا مصن نسصاء النصبي البارزات‪ .‬وأهصم ذلك أنهصا كانصت‬
‫ضمن حزب عائشة‪ ،‬المواجه للحزب الخر الذي تزعمته الزوجة البارزة الخرى ‪ ،‬أم سلمة‪ .‬من المور المعروفة‬
‫عصصصن سصصصودة‪ ،‬أن النصصصبي‪ ،‬لمصصصا أسصصصنّت‪ ،‬طلقهصصصا‪ ،‬أو أراد طلقهصصصا‪ ،‬فوهبصصصت «ليلتهصصصا» لعائشصصصة‪ ،‬فراجعهصصصا‪ .‬يذكصصصر‬
‫(‪ ، )12‬على سبيل المثال‪« ،‬أن رسول ال (ص) طلّق سودة‪ ،‬فجعلت يومها لعائشة‪ ،‬فراجعها»‪ .‬أما‬
‫(‪ ، )13‬فيذكر أن سودة «وهبت يومها وليلتها‪ ،‬لما أسنّت‪ ،‬لعائشة (رض)‪ .‬وجاء أنه ‪ -‬عليه الصلة‬
‫والسصلم ‪ -‬أراد فراقهصا‪ ،‬فلمصا رغبصت إليصه ‪ -‬عليصه الصصلة والسصلم ‪ -‬فصي إمسصاكها‪ ،‬وتجعصل يومهصا وليلتهصا لعائشصة‪ ،‬لم‬
‫(‪ )14‬يزعم أنها «وهبت يومها وليلتها لعائشة‪ ،‬تبتغي بذلك رضا رسول‬ ‫يفارقها»‪ .‬لكن‬
‫ال (ص)»‪.‬‬
‫روي أيضاً‪ ،‬أن النبي «كان يسوّي مع ما أطلق له وخيّر فيه‪ ،‬إ ّل سودة‪ ،‬فإنها وهبت ليلتها لعائشة‪ ،‬وقالت‪ :‬ل‬
‫تطلّقني حتى أحشر في زمرة نسائك»(‪ . )15‬وفي حديث ابن عبّاس‪ ،‬أن «سودة خشيت أن يطلّقها رسول ال (ص)‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬يصا رسول ال‪ ،‬ل تطلّقني‪ ،‬وامسصكني واجعلنصي حتى أحشر فصي زمرة نسائك» (‪ . )16‬وفي حديصث عائشة‪« :‬مصا‬
‫كان رسول ال (ص) يفضّل بعضنا على بعض في القسم‪ .‬وكان ق ّل يوم إ ّل وهو يطيف بنا ويدنو من ك ّل واحدة منا‬
‫مصن غيصر مسصيس‪ ،‬حتصى ينتهصي إلى التصي هصي يومهصا‪ ،‬فيصبيت عندهصا‪ .‬ولقصد قالت له سصودة بنصت زمعصة‪ ،‬وقصد أراد أن‬
‫ل عن عائشة‪:‬‬ ‫يفارقها‪ :‬يومي منك ونصيبي لعائشة! فقبل ذلك منها» (‪ . )17‬يقدّم ابن سعد(‪ ، )18‬تفاصيل أخرى‪ ،‬نق ً‬
‫«كانصت سصودة بنصت زمعصة قصد أسصنّت‪ ،‬وكان رسصول ال (ص) ل يسصتكثر منهصا‪ ،‬وقصد علمصت مكانصي مصن رسصول ال‬
‫(ص)‪ ،‬وأنه يستكثر مني‪ ،‬فخافت أن يفارقها‪ ،‬وضنّت مكانها عنده‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬يومي الذي يصيبني‬
‫لعائشصصة‪ ،‬وأنصصت منصصه فصصي حلّ‪ .‬فقبله النصصبي (ص)‪ ،‬وفصصي ذلك نزلت‪« :‬وإن امرأة خافصصت مصصن بعلهصصا نشوزًا أو‬
‫تفاصصيل أخرى‪ ،‬فيقول‪« :‬قال رسصول ال (ص)‬ ‫إعراضاً» (نسصاء ‪ . )19(»)128‬يذكصر‬
‫لسصودة بنصت زمعصة‪ :‬اعقدي! فقعدت له على طريقصه ليلة‪ ،‬فقالت‪ :‬يصا رسصول ال! مابصي حصب الرجال‪ ،‬ولكنصي أحصب‬
‫أن أبعث في أزواجك‪ ،‬فأرجعني‪ .‬فأرجعها رسول ال (ص)»(‪ . )20‬وفي رواية أخرى أن «النبي (ص) بعث إلى‬
‫سصودة بطلقهصا‪ ،‬فلمصا أتاهصا‪ ،‬جلسصت على طريقصه لبيصت عائشصة‪ ،‬فلمصا رأتصه‪ ،‬قالت‪ :‬أنشدك بالذي أنزل عليصك كتابصه‬
‫واصصصطفاك على خلقصصه! لم طلقتنصصي؟ ألموجودة وجدتهصصا فيصصّ؟ قال‪ :‬ل! قالت‪ :‬فإنصصي أنشدك بمثصصل الولى‪ ،‬أمصصا‬
‫راجعتنصي‪ ،‬وقصد كصبرت‪ ،‬ول حاجصة لي فصي الرجال‪ ،‬ولكنصي أحصب أن أبعصث فصي نسصائك يوم القيامصة‪ .‬فراجعهصا النصبي‬
‫(ص)‪ .‬قالت‪ :‬فإنصي قصد جعلت يومصي وليلتصي لعائشصة‪ ،‬حبصة رسصول ال (ص)»(‪ . )21‬وفصي نصّص آخصر يقال‪« :‬لمصا‬
‫أسنت سودة عند رسول ال (ص)‪ ،‬همّ بطلقها؛ قالت‪ :‬ل تطلّقني‪ ،‬وأنت في ح ّل من شأني»(‪ . )22‬وهكذا‪« ،‬كان‬
‫رسصول ال (ص) يقسصم لعائشصة يوميصن‪ :‬يومهصا ويوم سصودة»(‪ . )23‬فكانصت عائشصة تقول‪« :‬مصا رأيصت امرأة أحصب‬
‫إليّص أن أكون فصي مسصلخها مصن سصودة بنصت زمعصة‪ :‬امرأة فيهصا حدّة‪ ،‬فلمصا كصبرت‪ ،‬جعلت يومهصا مصن رسصول ال‬
‫(ص) لعائشة»(‪ . )24‬وفي رواية أخرى‪ ،‬تقول عائشة عن سودة‪« :‬إنها امرأة فيها حسد»(‪. )25‬‬
‫فلماذا طلّق(أو أراد طلق) النبي سودة‪ ،‬وهل كانت بالفعل مسنّة؟‬
‫(‪)26‬‬
‫من المتعارف عليه أن سودة بنت زمعة «توفيت سنة أربع وخمسين بالمدينة‪ ،‬في خلفة معاوية» ‪ .‬هذا‬
‫يعني أنها عاشت بعد النبي أربعين عامًا على القل‪ :‬ونعرف أن النبي توفي في السنة الحادية عشرة للهجرة‪ .‬ولو‬
‫أنها توفيت وعمرها مئة عام‪ ،‬فالنتيجة الحتمية التي ل مفر من الوصول إليها هي أنها لم تكن تتجاوز الستين من‬
‫العمر حين توفي النبي ‪ -‬أي‪ :‬كانت أصغر منه‪ .‬إذن‪ ،‬لم تكن سودة مسنة مقارنة بالنبي‪ ،‬خاصة إذا ما أخذنا بعين‬
‫العتبار زواجه الطويل من خديجة التي كانت تكبره بحوالي خمسة عشر عامًا ‪ -‬فلماذا طلقها؟‬
‫إضافة إلى «الحدّة» و «الحسد»‪ ،‬اللذين وصمتها بهما عائشة ‪ -‬ول يوجد في ما بين أيدينا من أحاديث‬
‫مصا يشيصر إلى شيصء مصن ذلك ‪ -‬يمكصن أن نسصتنتج مصن الروايات القليلة المتعلقصة بسصودة صصفات أخرى فصي هذه‬
‫المرأة‪ ،‬ل تجعلها مرغوبة من رجل عادي‪ ،‬فكيف برجل قوي متنفذ متمكّن!؟‬
‫مشكلة سودة‪ ،‬كما أشرنا‪ ،‬أنها كانت زوجة من مرحلة انتقالية صعبة‪ ،‬وكان ل بد من التخلص منها مع زوال‬
‫تلك المرحلة‪.‬‬
‫عصصصصصصصصن صصصصصصصصصفات سصصصصصصصصودة الخرى غيصصصصصصصصر المرغوبصصصصصصصصة‪ ،‬تتحدّث إحدى الروايات‪ ،‬نقلً عصصصصصصصصن‬
‫عائشصصصصصصة ‪ -‬الحديصصصصصصث هنصصصصصصا عصصصصصصن سصصصصصصبب نزول آيصصصصصصة الحجاب‪ ،‬والمصصصصصصر غيصصصصصصر متفصصصصصصق عليصصصصصصه ‪-‬‬
‫فتقول‪« :‬كان أزواج رسصول ال (ص) يخرجن بالليصل‪ ،‬إلى حوائجهصن بالمناصصع‪ .‬فكان عمصر [بن الخطاب] يقول‬
‫لرسصول ال‪ :‬أحجصب نسصاءك!!! فلم يكصن يفعصل!!! فخرجصت سصودة ليلة مصن الليالي‪ ،‬وكانصت امرأة طويلة‪ ،‬فناداهصا‬
‫عمر بصوته العلى‪ :‬قد عرفناك يا سودة! حرصاً!!! على أن ينزل الحجاب»(‪. )27‬‬
‫كانصصت سصصودة «امرأة يفرع الناس مصن جسصمها» (‪ ، )28‬وكانصصت «ثبطصصة‪ ،‬ثقيلة»‪ ،‬لطالمصصا اسصتأذنت النصصبي «فصصي‬
‫الفاضة قبل الصبح من جمع»(‪. )29‬‬
‫إضافصة إلى ضخامصة سصودة التصي‪ ،‬على مصا يبدو‪ ،‬لم تكصن طبيعيصة‪ ،‬فالمصصادر السصلمية توحصي أيضاً بأنهصا‬
‫كانصت تمتلك صصفات أخرى جعلتهصا غيصر مرغوبصة‪ :‬مصن ذلك البسصاطة التصي قصد تلمصس السصذاجة أحياناً‪ .‬يروي‬
‫الحدث التالي‪« :‬أن عائشة وحفصة (رض) كانتا جالستين تتحدثان‪ ،‬فأقبلت سودة زوج‬
‫النصبي (ص)‪ ،‬فقالت إحداهصن للخرى‪ :‬أمصا تريصن سصودة مصا أحسصن حالهصا! لنفسصدنّ عليهصا! وكانصت مصن أحسصنهن‬
‫حالً! كانت تعمل الديم الطائفي‪ .‬فلما دنت منهما‪ ،‬قالتا لها‪ :‬يا سودة‪ ،‬أما شعرت؟ قالت‪ :‬وما ذلك؟ قالتا‪ :‬خرج‬
‫العور الدجال! ففزعت‪ ،‬وخرجت حتى دخلت خيمة لهم‪ ،‬يوقدون فيها‪ ،‬وكان في مائتيها زعفران‪ ،‬فأقبل النبي‬
‫(ص) فلمصصا رأتاه اسصصتضحكتا‪ ،‬وجعلتصصا ل تسصصتطيعان أن تكلماه‪ ،‬حتصصى أومأت إليصصه‪ ،‬فذهصصب حتصصى قام على باب‬
‫الخيمصة‪ ،‬فقالت‪ :‬يصا نصبي ال! خرج العور الدجال؟! فقال‪ :‬ل‪ ،‬ول كان قصد خرج! فخرجصت‪ ،‬وجعلت تنفصض عنهصا‬
‫نسيج العنكبوت»(‪ - . )30‬ل بد أن نلحظ هنا جملة «كانت من أحسنهن حالً»‪.‬‬
‫ل عصن عائشصة‪« :‬أتيتُص رسصول ال (ص) بحريرة‪ ،‬طبختهصا له‪ ،‬فقلت لسصودة‪ ،‬والنصبي‬
‫وتقول روايصة أخرى‪ ،‬نق ً‬
‫(ص) بينصي وبينهصا‪ :‬كلي! فأبصت‪ ،‬فقلت لهصا‪ :‬كلي‪ ،‬وإل لطخت وجهصك! فأبت‪ ،‬فوضعصت يدي على الحريرة فطليصت بهصا‬
‫وجهها‪ ،‬فضحك النبي (ص)‪ ،‬ووضع فخذه لها‪ ،‬وقال لسودة‪ :‬ألطخي وجهها! فلطخت وجهي‪ ،‬فضحك النبي» (‪. )31‬‬
‫‪ -‬ل بد أن نلحظ هنا أيضًا فرق السن المفترض بين الثنتين‪.‬‬
‫صراعات ل بد منها‪:‬‬
‫رغصم أن سصودة كانصت مصن حلف عائشصة‪ ،‬فهذا لم يمنصع الخيرة أن تكيصد لهصا وتضايقهصا ‪ -‬لكصن ليصس بأسصلوب‬
‫تعاملهصا مصع الحلف المعادي‪ .‬يحكصي أحصد المصصادر أن عائشصة «سصمعت سصودة تنشصد‪ :‬عدي وتيصم تبتغصي مصن تحالف‪.‬‬
‫فقالت عائشصة لحفصصصة‪ :‬مصا تعرّض إل بصي وبصصك يصا حفصصة‪ ،‬فإذا رأيتنصي أخذت برأسصها‪ ،‬فأعينينصصي! فقالت‪ :‬فأخذت‬
‫برأسصها‪ ،‬وخافصت حفصصة‪ ،‬فأعانتهصا‪ .‬وجاءت أم سصلمة‪ ،‬فأعانصت سصودة‪ .‬فأتصى النصبي (ص)‪ ،‬فأُخصبر وقيصل له‪ :‬أدرك‬
‫نسصصاءك يقتتلن! فقال‪ :‬ويحكصصن! مالكصصن؟ فقالت عائشصصة‪ :‬يصصا رسصصول ال‪ ،‬أل تسصصمعها‪ ،‬تقول‪ :‬عدي وتيصصم تبتغصصي مصصن‬
‫تحالف؟ فقال‪ :‬ويحكن! ليس عديكن ول تيمكن؛ إنما هو عدي تميم وتيم تميم»(‪. )32‬‬
‫ل يبدو أن سودة استطاعت أن تنجو من براثن أسطورة المغافير الشهيرة‪ .‬ففي إحدى نسخ السطورة‪ ،‬نجدها‬
‫مسصتهدفة مصن عائشصة وحفصصة‪« :‬كان رسصول ال (ص) يشرب عنصد سصودة العسصل‪ ،‬فدخصل على عائشصة‪ ،‬فقالت‪ :‬إنصي‬
‫أجصد ريحاً! حتصى دخصل على حفصصة‪ ،‬فقالت له مثصل ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬أراه مصن شراب شربتصه عنصد سصودة‪ ،‬وال ل أشربصه!‬
‫فنزلت‪« :‬يا أيها النبي لم تحرم ما أحل ال لك»» (‪. )33‬‬
‫نسصخة ثانيصة‪ ،‬أكثصر أهميصة‪ ،‬تقدّمهصا لنصا عائشصة‪ ،‬التصي تقول‪« :‬كان رسصول ال (ص) يحصب الحلوى ويحصب‬
‫العسل‪ .‬وكان إذا صلّى العصر‪ ،‬دار على نسائه‪ ،‬فيدنو منهن‪ .‬فدخل على حفصة‪ ،‬فاحتبس عندها أكثر مما كان‬
‫يحتبس‪ ،‬فسألت عن ذلك‪ ،‬فقيل لي‪ :‬أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل‪ ،‬فسقت رسول ال (ص) منه‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫أمصا ‪ -‬وال ‪ -‬لنحتالن له!!! فذكرت ذلك لسصودة‪ ،‬وقلت‪ :‬إذا دخصل عليصك‪ ،‬فإنصه سصيدنو منصك‪ ،‬فقولي له‪ :‬يصا رسصول‬
‫ال! قصد أكلت مغافيصر؟ فإنصه سصيقول لك‪ :‬ل! فقولي له‪ :‬مصا هذه الريصح؟ وكان رسصول ال (ص) يشتصد عليصه أن‬
‫يوجد منه ريح‪ .‬فإنه سيقول لك‪ :‬سقتني حفصة شربة عسل‪ .‬فقولي له‪ :‬جرست نحله العرفط‪ .‬وسأقول له ذلك‪.‬‬
‫فقولي له أنت يا صفية‪ .‬فلما دخل على سودة‪ ،‬قالت سودة‪ :‬وال الذي ل إله إل هو‪ ،‬لقد كدت أن أبادئه بالذي‬
‫قلت لي‪ ،‬وإنصه لعلى اللباب‪ ،‬فرقاً منصك‪ .‬فلمصا دنصا رسصول ال (ص)‪ ،‬قلت‪ :‬يصا رسصول ال‪ ،‬أكلت مغافيصر؟ قال‪ :‬ل!‬
‫قلت‪ :‬فما هذه الريح؟ قال‪ :‬جرست نحلة العرفط‪ .‬فلما دخل علي‪ ،‬قلت له مثل ذلك‪ .‬ثم دخل على صفية‪ ،‬فقالت‬
‫له مثصل ذلك‪ .‬فلمصا دخصل على حفصصة‪ ،‬قالت‪ :‬يصا رسصول ال‪ ،‬أل أسصقيك منصه؟ قال‪ :‬ل حاجصة لي بصه! قالت‪ :‬تقول‬
‫سودة‪ :‬سبحان ال‪ ،‬وال لقد حرمناه!! قلت لها‪ :‬اسكتي»(‪. )34‬‬
‫أسطورة المغافير‪ ،‬رغم تبعثرها في معظم زوايا التراث السلمي‪ ،‬مخترعة في اعتقادنا‪ ،‬للتغطية على القصة‬
‫الحقيقية الكامنة خلف سورة التحريم‪ ،‬والتي سنناقشها لحقًا في فصل «عائشة ومارية»‪.‬‬

‫ج‬
‫عائشة‪ ...‬وحفصة‬
‫كانت حفصة بنت عمر بن الخطاب أقرب نساء النبي إلى عائشة‪ ،‬وإحدى أهم ركائز حزبها‪ .‬لكن يبدو أن محبة‬
‫النصبي لهصا لم تكصن بقدر محبتصه لنسصائه الخريات‪.‬واحتفاظصه بهصا ضمصن نسصائه‪ ،‬على مصا يبدو‪ ،‬كان فقصط لنهصا ابنصة الرجصل‬
‫القوي‪ ،‬عمر بن الخطاب‪ .‬وذكرها القليل نسبيًا في التراث السلمي‪ ،‬ارتبط على نحو شبه مستمر بقصص مؤامراتها‬
‫مع عائشة ضد النبي أو ضد نسائه الخريات‪ .‬وإذا ما تجاهلنا أسطورة المغافير الشهيرة‪ ،‬فإن نصوص تفاسير سورة‬
‫التحريصصم تتضمصصن أكثصصر الشارات إلى حفصصصة فصصي التراث السصلمي‪ ،‬حيصصث الكلم عصصن تكليصصف ال «عائشصصة وحفصصصة‬
‫بالتوبة»(‪ ، )35‬بعد الذي بدا منهما حين اكتشفتا أن النبي يضاجع مارية القبطية‪ ،‬جاريته‪ ،‬في فراش حفصة‪(.‬ل يوجد‬
‫اتفاق شامصل فصي المصصادر السصلمية حول مصا اذا كان فعصل المضاجعصة حدث فصي فراش حفصصة أم فصي فراش عائشصة) ‪-‬‬
‫والقصة ستناقش في فصل «عائشة ومارية»‪.‬‬
‫يبدو أن مشاكصل حفصصة مصع النصبي كانصت كثيرة‪ ،‬حتصى أنه طلّقهصا ‪ -‬على الرجصح ‪ -‬أكثصر مصن مرة‪ .‬فيقال إن عمصر‬
‫«دخصل على حفصصة‪ ،‬وهصي تبكصي‪ .‬فقال‪ :‬مصا يبكيكصِ؟ لع ّل رسصول ال (ص) طلقصك؟ إن كان طلقصك مرة ثصم راجعصك مصن‬
‫أجلي! وال لئن طلقك مرة أخرى‪ ،‬ل أكلمك أبداً»(‪ . )36‬ويؤكد القرطبي أن النبي « تزوجها ثم طلقها »(‪ . )37‬وتقول‬
‫روايصة أخرى‪ ،‬إن النصبي طلّق «حفصصة‪ ،‬فأتصت أهلهصا‪ ،‬فأنزل ال تعالى‪« :‬يصا أيهصا النصبي إذا طلقتصم النسصاء فطلقوهصن‬
‫لعدتهن» [طلق ‪]1‬؛ فقيل له‪ :‬راجعها‪ ،‬فإنها صداقة قوامة‪ ،‬وهي من أزواجك ونسائك في الجنة»(‪. )38‬‬
‫يبدو أن مشكلة حفصة‪ ،‬كانت عائشة‪ :‬فقد أرادت أن تلعب في حياة النبي ونسائه دور عائشة‪ ،‬دون أن تمتلك ما‬
‫يؤهلها لذلك‪ .‬وكما أشرنا‪ ،‬فقد كان عمر‪ ،‬أبوها‪ ،‬يقول لها‪« :‬ل يغرنك حب رسول ال عائشة وحسنها أن تراجعيه بما‬
‫تراجعه عائشة»(‪ )39‬؛ أو‪« :‬لعلك تراجعين النبي بمثل ما تراجعه به عائشة؛ إنه ليس لك مثل حظوة عائشة‪ ،‬ول حسن‬
‫زينب»(‪. )40‬‬
‫قليلة جدًا هصي الخبار حول علقصة عائشصة بحفصصة‪ :‬إذا مصا اسصتثنينا قصصة ماريصة‪ .‬مصن ذلك‪ ،‬مصا قالتصه عائشصة‪:‬‬
‫«أهديصت لحفصصة شاة‪ ،‬ونحصن صصائمتان‪ ،‬ففطرتنصي‪ ،‬فكانصت ابنصة أبيهصا‪ .‬فلمصا دخصل علينصا رسصول ال (ص)‪ ،‬ذكرنصا ذلك‬
‫له‪ ،‬فقال‪ :‬أبدل يومًا مكانه»(‪ . )41‬ومرة أخرى‪« ،‬دخلت حفصة على عائشة‪ ،‬زوج النبي (ص)‪ ،‬وعلى حفصة خمار‬
‫رقيق‪ ،‬فشقته عائشة‪ ،‬وكستها خمارًا كثيفاً»(‪ - . )42‬ول نعرف إذا كان ذلك يوحي برقة الدين عند حفصة‪ :‬أم بشيء‬
‫آخر!!‬
‫رغم العلقة الحميمة الشهيرة التي ربطت عائشة بحفصة‪ ،‬فقد كان ل بد من حضور غيرة الولى‪ ،‬خاصة إذا‬
‫كان المر يتعلق بالتنافس على قلب النبي‪« :‬قالت عائشة‪ :‬كان رسول ال (ص) إذا خرج أقرع بين نسائه‪ ،‬فطارت‬
‫القرعصة على عائشصة وحفصصة‪ ،‬فخرجتصا معصه جميعاً‪ .‬وكان رسصول ال (ص) إذا كان بالليصل‪ ،‬سصار مصع عائشصة يتحدّث‬
‫معهصا‪ ،‬فقالت حفصصة لعائشصة‪ :‬أل تركصبين الليلة بعيري وأركصب بعيرك‪ ،‬فتنظريصن وأنظصر؟ قالت‪ :‬بلى! فركبصت عائشصة‬
‫على بعير حفصة‪ ،‬وركبت حفصة على بعير عائشة‪ ،‬فجاء رسول ال (ص) إلى حمل عائشة وعليه حفصة‪ ،‬فسلّم‬
‫ثصم سصار معهصا‪ ،‬حتصى نزلوا وادياً‪ ،‬فافتقدتصه عائشصة‪ ،‬فغارت‪ ،‬فلمصا نزلوا جعلت تجعصل رجليهصا بيصن الذخصر‪ ،‬وتقول‪ :‬يصا‬
‫ي عقربًا أو حية تلدغني؛ رسولك ول أستطيع أن أقول شيئاً»(‪. )43‬‬ ‫ربّ‪ ،‬سلّط عل ّ‬

‫د‬
‫عائشة‪ ...‬وأم سلمة‬
‫فصي السصنة الرابعصة للهجرة على الرجصح‪« ،‬تزوج رسصول ال (ص) أم سصلمة بنصت أبصي أميصة‪ ،‬ودخصل بهصا»(‪. )44‬‬
‫«واسمها هند‪ ...‬وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد السد‪[ ...‬والذي] شهد بدراً‪ ...‬وأصابته جراح يوم أحد‪ ،‬فمات‬
‫منها‪ ،‬وكان ابن عمة رسول ال ورضيعه‪ ...‬فتزوجها [النبي] قبل الحزاب سنة ثلث»(‪ )45‬للهجرة‪.‬‬
‫(‪ )46‬عصن النصبي قوله‪« :‬إن‬ ‫لقصد أحدث زواج النصبي بأم سصلمة شرخًا فصي علقتصه بعائشصة‪ .‬يذكصر‬
‫لعائشصة منصي شعصب مصا نزلهصا منصي أحصد‪ .‬فلمصا تزوج أم سصلمة‪ ،‬سصئل‪ ،‬فقيصل‪ :‬يصا رسصول ال! مصا فعلت الشعصب؟ فسصكت‪،‬‬
‫فعرف أن أم سصلمة قصد نزلت عنده»‪ .‬بالمقابصل‪ ،‬تقول عائشصة ذاتهصا‪« :‬لمصا تزوج رسصول ال (ص) أم سصلمة‪ ،‬حزنصت‬
‫حزنًا شديداً‪ ،‬لما ذكر الناس جمالها‪ .‬فتلطفت حتى رأيتها‪ ،‬فرأيتها وال أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال‪،‬‬
‫فذكرت ذلك لحفصة‪ ،‬وكانتا يدًا واحدة‪ ،‬فقالت‪ :‬وال إن هذه إل الغيرة؛ ما هي كما تقولين! فتلطفت لها حفصة حتى‬
‫رأتهصا‪ ،‬فقالت‪ :‬وال مصا هصي كمصا تقوليصن ول قريصب‪ ،‬وإنهصا لجميلة»(‪ . )47‬ويضيصف مصصدر آخصر‪ ،‬أن عائشصة قالت‪ ،‬ردًا‬
‫على ما ذكرته لها حفصة‪« :‬فرأيتها بعد‪ ،‬فكانت ‪ -‬لعمري ‪ -‬كما قالت حفصة‪ ،‬ولكني كنت غيرى»(‪. )48‬‬
‫مصن أبرز سصمات الغيرة عنصد عائشصة‪ ،‬تكسصيرها لصصحف نسصاء النصبي الخريات‪ .‬يذكصر النسصائي (‪ ، )49‬على سصبيل‬
‫المثال‪ ،‬عصن أم سصلمة‪« ،‬أنهصا أتصت بطعام فصي صصحفة لهصا إلى رسصول ال (ص) وأصصحابه‪ ،‬فجاءت عائشصة (رض)‬
‫مسصتترة بكسصاء‪ ،‬ومعهصا فهصر‪ ،‬فتلقصت بصه الصصحفة‪ ،‬فكسصرتها‪ ،‬فجمصع رسصول ال (ص) بيصن فلقتصي الصصحفة‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫غارت أمكصم‪ ،‬غارت أمكصم»‪ .‬بالمقابصل‪ ،‬فإن أم سصلمة اعتذرت بادئ ذي بدء عصن الزواج بالنصبي‪ ،‬متذرعصة أيضًا بأنهصا‬
‫«غيرى»(‪. )50‬‬
‫يروي ابصن سصعد (‪ )51‬الحكايصة التاليصة‪ ،‬نق ًل عصن عائشصة‪« :‬دخصل عليّص يومًا رسصول ال (ص)‪ ،‬فقلت‪ :‬أيصن كنصت منصذ‬
‫اليوم؟ قال‪ :‬يصا حميراء‪ ،‬كنصت عنصد أم سصلمة! فقلت‪ :‬مصا تشبصع مصن أم سصلمة؟! فتبسصم‪ ،‬فقلت‪ :‬يصا رسصول ال‪ ،‬أل تخصبرني‬
‫عنك لو أنك نزلت بعدوتين إحداهما لم ترع والخرى قد رعيت‪ ،‬أيهما كنت ترعى؟ قال‪ :‬التي لم ترع‪ .‬قلت‪ :‬فأنا ليس‬
‫كأحصد مصن نسصائك»‪ .‬بالمقابصل‪ ،‬فعلى مصا يبدو لم تكصن أم سصلمة ترتاح لعائشصة‪ .‬فذات مرّة قال لهصا النصبي‪« :‬يصا أم سصلمة‪ ،‬ل‬
‫ي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها»(‪. )52‬‬ ‫تؤذيني [في عائشة]‪ ،‬وال ما نزل عل ّ‬
‫(‪« )53‬أن نساء رسول ال (ص) كن حزبين‪ :‬فحزب فيه عائشة وحفصة‬ ‫وهكذا يذكر البخاري في‬
‫وصصفية وسصودة؛ والحزب الخصر‪ ،‬أم سصلمة وسصائر نسصاء رسصول ال (ص)»‪ .‬وفصي الصصراع المادّي بيصن الحزبيصن‪،‬‬
‫كانت أم سلمة الناطق باسم حزبها ضد عائشة‪ ،‬التي كان المسلمون يخصون النبي بهداياهم في يومها(‪. )54‬‬
‫المغافير‪ ...‬أيضاً‪:‬‬
‫يبدو أن أسصطورة المغافيصر‪ ،‬التصي لم تنصج مصن براثنهصا معظصم نسصاء النصبي‪ ،‬طاولت أيضاً‪ ،‬فصي إحدى نسصخها‪ ،‬أم‬
‫ل عصن عائشصة‪« :‬كان رسصول ال ق ّل يوم إ ّل وهصو يطوف على نسصائه‪،‬‬
‫سصلمة‪ .‬روى ابصن سصعد فصي طبقاتصه (‪ ، )55‬نق ً‬
‫فيدنصو مصن أهله‪ ،‬فيضصع يده! ويقبّل ك ّل امرأة مصن نسصائه! حتصى يأتصي على آخرهصن‪ ،‬فإن كان يومهصا قعصد عندهصا‪ ،‬وإل‬
‫قام! فكان إذا دخصل بيصت أم سصلمة‪ ،‬يحتبصس عندهصا‪ .‬فقلت [عائشصة]‪ ،‬أنصا وحفصصة‪ ،‬وكانتصا جميعًا يدًا واحدة‪ :‬مصا نرى‬
‫رسول ال يمكث عندها إل أنه يخلو عندها ‪ -‬تعنيان الجماع! ‪ -‬واشتد ذلك علينا حتى بعثنا من يطلع لنا ما يحبسه‬
‫عندها‪ ،‬فإذا هو صار إليها‪ ،‬أخرجت له عكة من عسل‪ ،‬فتحت له فمها‪ ،‬فيلعق منه لعقاً‪ :‬كان العسل يعجبه‪ .‬فقالتا‪ :‬ما‬
‫من شيء نكرّهه إليه حتى ل يلبث في بيت أم سلمة‪ .‬فقالتا‪ :‬ليس شيء أكره إليه من أن يقال له‪ :‬نجد منك ريح‪.‬‬
‫فإذا جاءك فدنصا منصك‪ ،‬فقولي‪ :‬إنصي أجصد منصك ريصح شيصء؛ فإنصه يقول‪ :‬مصن عسصل أصصبته عنصد أم سصلمة‪ .‬فقولي له‪ :‬مصا‬
‫أرى نحله إل جرس عرفطاً! فلمصا دخصل على عائشصة‪ ،‬فدنصا منهصا‪ ،‬قالت‪ :‬إنصي لجد منصك شيئاً‪ ،‬مصا أصصبت؟ فقال‪ :‬عسصل‬
‫مصن بيصت أم سصلمة‪ .‬فقالت‪ :‬يصا رسصول ال! أرى نحله جرس عرفطاً‪ .‬ثصم خرج مصن عندهصا‪ ،‬فدخصل على حفصصة‪ ،‬فدنصا‬
‫منها‪ ،‬فقالت مثل الذي قالت عائشة‪ .‬فلما قالتا جميعاً‪ ،‬اشتد عليه‪ ،‬فدخل على أم سلمة بعد ذلك‪ ،‬فأخرجت له العسل‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أخّريه عني‪ ،‬ل حاجة لي فيه‪ .‬فقالت[عائشة]‪ :‬فكنت وال أرى أن قد أتينا أمرًا عظيمًا ‪ -‬منعنا رسول ال شيئًا‬
‫كان يشتهيه»‪.‬‬
‫ومضات أخلقية‪:‬‬
‫(‪ )56‬نق ً‬
‫ل عصن عائشصة‪ ،‬يلقصي بعصض الضوء على السصوية الخلقيصة‬ ‫حدث آخصر يذكره أحمصد فصي‬
‫الرفيعة التي كانت سائدة في البيت النبوي‪ .‬قالت عائشة‪« :‬كانت عندنا أم سلمة‪ ،‬فجاء النبي (ص) عند جنح‬
‫الليصل فذكرت شيئ ًا صنعه بيده‪ ،‬وجعصل ل يفطصن لم سصلمة‪ ،‬وجعلت أومئ إليه‪ ،‬حتى فطن‪ .‬قالت أم سصلمة‪ :‬أهكذا‬
‫الن! أما كانت واحدة منا عندك إل في خلبة كما أرى! وسبّت عائشة!!! وجعل النبي (ص) ينهاها‪ ،‬فتأبى!!!‬
‫فقال النصبي (ص) [لعائشصة]‪ :‬سصبيها!!!! فسصبتها!!!! حتصى غلبتهصا(‪ !!!! )57‬فانطلقصت أم سصلمة إلى عليّص وفاطمصة‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬إن عائشصة سصبتها‪ ،‬وقالت لكصم وقالت لكصم‪ .‬فقال عليّص لفاطمصة‪ :‬اذهصبي إليصه‪ ،‬فقولي‪ :‬إن عائشصة قالت لنصا‪،‬‬
‫وقالت لنا! فأتته‪ ،‬فذكرت ذلك له! فقال لها النبي (ص)‪ :‬إنها حبّة أبيك ور بّ الكعبة‪ .‬فرجعت إلى علي‪ ،‬فذكرت‬
‫له الذي قال لهصا فقال‪ :‬أمصا كفاك أل أن قالت لنصا عائشصة وقالت لنصا‪ ،‬حتصى أتتصك فاطمصة فقلت لهصا‪ :‬إنهصا حبصة أبيصك‪،‬‬
‫ورب الكعبصة»‪ - .‬والواقصع أن عليّص وفاطمصة كانصا مصن أكصبر الداعميصن لحزب أم سصلمة‪ ،‬التصي ظلت بجانبصه حتصى‬
‫موته‪.‬‬
‫أخيراً‪ ،‬يبدو أن أم سصلمة ظلت تنافصس عائشة على قلب النبي حتى لحظاته الخيرة‪ .‬إذ لما «ه ّم رسول ال أن‬
‫يطلّق بعضهصن [نسصاؤه]‪ ،‬جعلنصه فصي ح ّل لمصا خشصي أزواج النصبي أن يفارقهصن‪ ،‬قلن‪ :‬إرض لنصا مصن نفسصك ومالك مصا‬
‫شئت! فأمره ال‪ ،‬فأرجأ خمساً‪ ،‬وآوى أربعاً»(‪ . )58‬وكان المر في آية‪« :‬ترجئ من تشاء منهن»(‪[ )59‬أحزاب ‪.]51‬‬
‫ورغم الختلف في اللتي عزلهن‪ ،‬إل أن هنالك شبه إجماع على أنه ظل يأتي «عائشة وأم سلمة»(‪. )60‬‬
‫هص‬
‫عائشة‪ ...‬وزينب بنت جحش‬
‫في السنة الخامسة للهجرة‪« ،‬تزوج رسول ال (ص) زينب بنت جحش»(‪ . )61‬و«كانت ممن هاجر مع رسول‬
‫ال (ص)‪ ،‬وكانصت امرأة جميلة(‪. )63(» )62‬كانصت زينصب متزوجصة قبصل النصبي مصن زيصد بصن حارثصة‪ :‬فمصن هصو زيصد‪ ،‬وكيصف‬
‫تزوجته زينب؟‬
‫زيصد بصن حارثصة هصو «رجصل مصن بنصي كلب سصُبي صصغيراً‪ .‬وكانصت العرب فصي جاهليتهصا يتغاورون ويتسصابون‪.‬‬
‫خيّر‪ ،‬فاختار رسول‬ ‫فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة‪ .‬فلما تزوجها محمد (ص)‪ ،‬وهبته له‪ .‬وطلبه أبوه وعمّه‪ ،‬ف ُ‬
‫ال (ص)‪ ،‬فأعتقصه‪ .‬وكانوا يقولون‪ :‬زيصد بصن محمصد»(‪« . )64‬خطصب رسصول ال (ص) زينصب بنصت جحصش‪ ،‬بنصت عمتصه‬
‫أميمة بنت عبد المطلب‪ ،‬على موله زيصد بن حارثصة‪ ،‬فأبصت‪ ،‬وأبى أخوهصا عبصد ال‪ ،‬فنزلت! [الية ‪ 36‬من الحزاب‪:‬‬
‫«وما كان لمؤمن ول مؤمنة إذا قضى ال ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم‪ .‬ومن يعص ال ورسوله‬
‫فقد ض ّل ضل ًل مبيناً»]‪ ،‬فقال‪ :‬رضينا يا رسول ال! فأنكحه إياها‪ ،‬وساق عنه إليها مهرها‪ :‬ستين درهماً‪ ،‬وخمارًا‬
‫وملحفة وإزاراً‪ ،‬وخمسين مدّا من طعام‪ ،‬وثلثين صاعًا من تمر»(‪ . )65‬وتؤكد رواية أخرى الحداث السابقة‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫«ومصا كان لمؤمصن ول مؤمنصة إذا قضصى ال ورسصوله أمرًا أن يكون لهصم الخيرة مصن أمرهصم‪ .‬المؤمصن‪ :‬عبصد ال بصن‬
‫(‪ ، )67‬فيقول‪:‬‬ ‫جحش؛ والمؤمنة‪ :‬زينب أخته‪ ،‬في الزواج من زيد» (‪ . )66‬ويفصّل ابن كثير المسألة في‬
‫««وما كان لمؤمن ول مؤمنة»‪ ،‬وذلك أن رسول ال (ص) انطلق يخطب على فتاه‪ ،‬زيد بن حارثة (رض)‪ ،‬فدخل‬
‫على زينب بنت جحش السدية (رض)‪ ،‬فخطبها‪ ،‬فقالت‪ :‬لست بناكحته! فقال رسول ال (ص)‪ :‬بل فانكحيه! قالت‪:‬‬
‫يا رسول ال‪ ،‬أؤامر في نفسي؛ فبينما هما يتحدّثان‪ ،‬أنزل ال هذه الية على رسول ال‪ ...‬فقالت‪ :‬قد رضيته لي يا‬
‫رسصول ال منكحاً‪[ ...‬وفصي روايصة]‪ ،‬قالت‪ :‬أنصا خيصر منصه حسصباً‪ .‬وكانصت امرأة فيهصا حدّة»‪ .‬و «أصصدقها عشرة دنانيصر‬
‫وستين درهماً‪ ،‬وخمارًا وملحفة ودرعاً‪ ،‬وخمسين مدّا من طعام‪ ،‬وعشرة أمداد من تمر»(‪ . )68‬ويضيف القرطبي في‬
‫للية ‪ 36‬من الحزاب ما يلي‪ « :‬أن رسول ال (ص) خطب زينب بنت جحش‪ ،‬وكانت بنت عمته‪،‬‬
‫فظنت أن الخطبة لنفسه‪ .‬فلما تبين أنه يريدها لزيد‪ ،‬كرهت وأبت وامتنعت‪ ،‬فنزلت الية‪ ،‬فأذعنت زينب وتزوجته‪.‬‬
‫وفي رواية [أخرى]‪ :‬فامتنعت وامتنع أخوها عبد ال لنسبها من قريش‪ ،‬وأن زيدًا كان بالمس عبداً‪ ،‬إلى أن نزلت‬
‫هذه اليصصصصة »‪ .‬ورغصصصصم أن ذلك يتناقصصصصض تمامًا مصصصصع سصصصصياق آيات السصصصصورة‪ ،‬إل أن القرطصصصصبي يضيصصصصف فصصصصي‬
‫روايصة تقول‪ « :‬إنهصا نزلت فصي أم كلثوم بنصت أبصي معيصط(‪ ، )69‬وكانصت وهبصت نفسصها للنصبي‬
‫(ص)‪ ،‬فزوجها من زيد بن حارثة‪ ،‬فكرهت ذلك هي وأخوها »‪.‬‬
‫للية النفة الذكر نصًا مطابقًا لنص ابن كثير؛ ونصًا آخر قريبًا من نص‬ ‫ويذكر الطبري في‬
‫رواية القرطبي الولى‪ .‬دون أن ينسى طبعًا إشارة سريعة لحكاية أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط‪.‬‬
‫زواجها من النبي‪:‬‬
‫بعد أن تزوج زيد من زينب‪« ،‬جاء رسول ال (ص) بيت زيد بن حارثة‪ ،‬وكان زيد ابن حارثة إنما يقال له‪:‬‬
‫زيصد بصن محمصد! فربمصا فقده رسصول ال (ص) السصاعة‪ ،‬فيقول‪ :‬أيصن زيصد؟ فجاء منزله يطلبصه‪ ،‬فلم يجده‪ ،‬وقامصت إليصه‬
‫زينب بنت جحش فضلً‪ ،‬فأعرض عنها رسول ال (ص)‪ ،‬فقالت‪ :‬ليس هو هاهنا! يا رسول ال! ادخل!‪ ...‬فأبى‪...‬‬
‫وإنما عجّلت زينب أن تلبس حين قيل لها‪ :‬رسول ال (ص) على الباب‪ ،‬فوثبت عجلة‪ ،‬فأعجبت!! رسول ال (ص)‪،‬‬
‫فولى وهو يهمهم بشيء ل يكاد يفهم‪ ،‬إل أنه أعلن‪ :‬سبحان ال العظيم! سبحان ال مصرف القلوب!‪ ...‬فجاء زيد‪...‬‬
‫فقال له‪ :‬لعل زينب أعجبتك؟‪ ...‬فقال رسول ال (ص)‪ :‬أمسك عليك زوجك‪ ...‬ففارقها زيد‪ ،‬واعتزلها‪ ،‬وحلّت‪ ...‬فبينا‬
‫رسول ال (ص) يتحدّث مع عائشة‪ ،‬إذ أخذت رسول ال (ص) غشية‪ ،‬فسرّى عنه وهو يبتسم‪ ،‬ويقول‪ :‬من يذهب‬
‫إلى زينب يبشرها‪ ،‬يقول‪ :‬إن ال!!! زوجنيها؟»(‪ . )70‬وتقول رواية أخرى‪« :‬كان النبي (ص) قد زوّج زيد بن حارثة‬
‫زينصب بنصت جحصش‪ ،‬ابنصة عمتصه‪ ،‬فخرج رسصول ال (ص) يومًا يريده‪ ،‬وعلى الباب سصتر مصن شعصر‪ ،‬فرفعصت الريصح‬
‫الستر‪ ،‬فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة‪ ،‬فوقع إعجابها في قلب النبي (ص)‪ ،‬فلما وقع ذلك‪ُ ،‬كرّهت إلى الخر‪...‬‬
‫فجاء‪ ،‬فقال‪ :‬يصا رسصول ال! إنصي أريصد أن أفارق صصاحبتي»(‪ . )71‬وتقول روايصة ثالثصة‪« :‬إن رسصول ال (ص) أبصصرها‬
‫بعدمصا أنكحهصا إياه [زيصد بصن حارثصة]‪ ،‬فوقعصت فصي نفسصه‪ ،‬فقال‪ :‬سصبحان ال مقلب القلوب! وذلك أن نفسصه كانصت تجفصو‬
‫عنها قبل ذلك ل تريدها‪ ،‬ولو أرادتها لختطبها‪ ،‬وسمعت زينب بالتسبيحة‪ ،‬فذكرتها لزيد‪ ،‬ففطن وألقى ال! في نفسه‬
‫كراهصصة صصصحبتها والرغبصصة عنهصصا لرسصصول ال (ص)‪ ،‬فقال لرسصصول ال (ص)‪ :‬إنصصي أريصصد أن أفارق صصصاحبتي! فقال‬
‫ي لشرف وتؤذيني‪ .‬فقال‪:‬‬
‫[النبي]‪ :‬مالك‪ ،‬أرابك منها شيء؟ قال‪ :‬ل وال‪ ،‬ما رأيت منها إل خيراً‪ ،‬ولكنها تتعظّم عل ّ‬
‫أمسك عليك زوجك واتق ال! ثم طلّقها بعد؛ فلما اعتدت‪ ،‬قال رسول ال (ص) [لزيد]‪ :‬ما أجد أحدًا أوثق في نفسي‬
‫منصك‪ ،‬اخطصب عليّص زينصب! قال زيصد‪ :‬فانطلقصت‪ ،‬فإذا هصي تخمصر عجينتهصا‪ ،‬فلمصا رأيتهصا عظمصت فصي صصدري حتصى مصا‬
‫أستطيع أن أنظر إليها [هذا يناقض ما قيل حول إيقاع ال لكراهيتها في صصدره]‪ ،‬حين علمصت أن رسصول ال (ص)‬
‫ذكرها‪ ،‬فوليت ظهري‪ ،‬وقلت‪ :‬يا زينب! ابشري! إن رسول ال يخطبك‪ .‬ففرحت‪ ،‬وقالت‪ :‬ما أنا بصانعة شيء حتى‬
‫أؤامر ربي [كذا]! فقامت إلى مسجدها‪ ،‬ونزل القرآن «زوجناكها»‪ ،‬فتزوجها رسول ال (ص)‪ ،‬ودخل بها‪ ،‬وما أولم‬
‫على امرأة من نسائه ما أولم عليها‪ :‬ذبح شاة وأطعم الناس الخبز واللحم حتى امتد النهار»(‪. )72‬‬
‫يذكر الطبري أيضاً‪« ،‬أن زينب بنت جحش‪ ،‬فيما ذُكر‪ ،‬رآها رسول ال (ص) فأعجبته‪ ،‬وهي في حبال موله‪،‬‬
‫في رواية أخرى‪« ،‬كان النبي (ص) قد زوّج‬ ‫فألقي في نفس زيد كراهتها»(‪ . )73‬ويقول‬
‫زيصد بصن حارثصة زينصب بنصت جحصش‪ ،‬ابنصة عمتصه‪ ،‬فخرج رسصول ال (ص) يومًا يريده‪ ،‬وعلى الباب سصتر مصن شعصر‪،‬‬
‫فرفعت الريح الستر‪ ،‬فانكشفت‪ ،‬وهي في حجرتها حاسرة‪ ،‬فوقع إعجابها في قلب النبي (ص)»(‪. )74‬‬
‫مصن ناحيصة أخرى‪ ،‬يضيصف القرطصبي تفاصصيل أخرى‪ ،‬فيقول‪« :‬إنصه عليصه السصلم‪ ،‬أتصى زينصب يومًا يطلبصه [زيصد]‪،‬‬
‫فأبصصر زينصب قائمصة‪ ،‬وكانصت بيضاء جميلة جسصيمة‪ ،‬مصن أتصم نسصاء قريصش‪ ،‬فهويهصا‪ ،‬وقال‪ :‬سصبحان ال مقلب القلوب!‬
‫فسصمعت زينصب بالتسصبيحة‪ ،‬فذكرتهصا لزيصد‪ ..‬وقيصل إن ال بعصث ريحًا فرفعصت السصتر‪ ،‬وزينصب متفضلة فصي منزلهصا‪ ،‬فرأى‬
‫زينب‪ ،‬فوقعت في نفسه»(‪. )75‬‬
‫إذن‪ ،‬بحسصب القرطصبي‪ ،‬فإن النصبي «وقصع منصه اسصتحسان لزينصب بنصت جحصش‪ ،‬وهصي فصي عصصمة زيصد‪ ،‬وكان‬
‫حريصصًا على أن يطلقهصا زيصد‪ ،‬فيتزوجهصا هصو»(‪ . )76‬لكصن الغريصب‪ ،‬أن تقول زينصب‪ ،‬بحسصب القرطصبي ذاتصه‪ « :‬ولم‬
‫يستطعني زيد‪ ،‬وما امتنع منه غير ما منعه ال مني فل يقدر علي‪ .‬وفي بعض الروايات‪ :‬أن زيدًا تورّم (!!!) منه‬
‫ذلك‪ ،‬حين أراد أن يقربها»(‪. )77‬‬
‫تقول روايصة رابعصة عصن أنصس‪« :‬لمصا انقضصت عدّة زينصب (رض)‪ ،‬قال رسصول ال (ص) لزيصد بصن حارثصة‪ :‬اذهصب‬
‫فاذكرها علي! فانطلق حتى أتاها‪ ،‬وهي تخمّر عجينتها‪ ،‬قال‪ :‬فلما رأيتها‪ ،‬عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن‬
‫أنظصر إليهصا؛ وأقول‪ :‬إن رسصول ال (ص) ذكرهصا! فوليتهصا ظهري‪ ،‬ونكصصت على عقصبي‪ ،‬وقلت‪ :‬يصا زينصب! ابشري!‬
‫أرسصلني رسصول ال (ص) يذكرك! فقالت‪ :‬مصا أنصا بصصانعة شيئًا حتصى أؤامصر ربصي عصز وجلّ!!! فقامصت إلى مسصجدها‪،‬‬
‫فنزل القرآن‪ ،‬وجاء رسصول ال (ص) فدخصل عليهصا بل إذن! ولقصد رأيتنصا حيصن دخلت على رسصول ال (ص) وأطعمنصا‬
‫عليهصا الخبصز واللحصم‪ .‬فخرج الناس وبقصي رجال يتحدّثون فصي البيصت بعصد الطعام‪ .‬فخرج رسصول ال (ص) واتبعتصه‪،‬‬
‫فجعصل (ص) يتتبصع حجصر نسصائه‪ ،‬يسصلّم عليهصن‪ ،‬ويقلن‪ :‬يصا رسصول ال‪ ،‬كيصف وجدت أهلك؟ فمصا أدري‪ :‬أنصا أخصبرته أن‬
‫القوم قصد خرجوا أو أُخصبر؛ فانطلق حتصى دخصل البيصت‪ ،‬فذهبصت أدخصل معصه‪ ،‬فألقصي السصتر بينصي وبينصه‪ ،‬ونزل الحجاب‬
‫ووعظ القوم بما وعظوا به‪« :‬ل تدخلوا بيوت النبي إل أن يؤذن لكم»»(‪ . )78‬لكن الطبري(‪ )79‬يذكر أن التي بشّرتها‬
‫بتدخّل ال ذاته في المر هي «سلمى خادم رسول ال (ص)‪ ...‬فأعطتها أوضاحًا عليها»‪.‬‬
‫أخيراً‪ ،‬تبسصّط إحدى الروايات القصصة كلهصا باختصصار مفيصد‪ ،‬فتقول‪« :‬كان النبي خطبهصا [زينصب] أو ًل لموله زيصد‬
‫بن حارثة‪ ،‬فترفّعت عليه لشرف نسبها وجمالها‪ ،‬وساعدها أخوها‪ ،‬عبد ال بن جحش‪ ،‬فأنزل ال عز وجل فيهما‪:‬‬
‫«وما كان لمؤمن ول مؤمنة إذا قضى ال ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم‪ ،‬ومن يعص ال ورسوله‬
‫فقد ض ّل ضل ًل مبيناً»‪ .‬فلما سمعت بذلك‪ ،‬رضيا طاعة ل ولرسوله‪ ،‬فأنكحها النبي (ص) زيداً‪ ،‬فمكثت عنده ما شاء‬
‫ال‪ .‬ثم رآها النبي (ص) يومًا متزينة‪ ،‬فأعجبته‪ ،‬ورغب في نكاحها‪ ،‬لو طلّقها زيد‪ .‬فأوقع ال كراهيتها في قلب زيد‪،‬‬
‫فجاء إلى النصبي (ص) يسصتأمره فصي فراقهصا‪ ،‬فقال له‪ :‬أمسصك عليصك زوجصك‪ ،‬واتصق ال فصي طلقهصا مصن سصبب‪ .‬فأبصى إل‬
‫طلقها‪ ،‬وطلّقها‪ ...‬ولما انقضت عدّتها‪ ،‬بعثه النبي (ص) إليها ليخطبها له‪ .‬قال زيد‪ :‬ما أستطيع النظر إليها إجل ًل‬
‫للنبي (ص)! فوليتها ظهري‪ ،‬وقلت‪ :‬يا زينب! أرسلني رسول ال (ص) إليك يذكرك‪ .‬فقالت‪ :‬ما أنا بصانعة شيئاً‪..‬‬
‫أو أمر ربي‪ .‬فقامت إلى مسجدها‪ ،‬تصلّي الستخارة‪ ...‬وأنزل القرآن‪« :‬فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها»»(‪. )80‬‬
‫نسف التبنّي‪:‬‬
‫كان طبيعيًا بالتالي أن يكمل ال معروفه‪ ،‬بعدما زوّج زبنب مرتين في زمن قياسي‪ ،‬بأن يلغي التبنّي‪ ،‬مرّة وإلى‬
‫(‪« : )81‬تبنّى رسصول ال (ص) زيداً‪ ،‬وكان‬ ‫البد‪ :‬حتصى ل يقال إن محمدًا تزوج زوجصة ابنصه‪.‬يروي‬
‫مصن تبنّى رجلً فصي الجاهليصة دعاه الناس ابنصه‪ ،‬فورث فصي ميراثصه» ؛ ثصم يكمصل(‪« : )82‬فلمصا أنزل ال عصز وجصل ‪:‬‬
‫«ادعوهصم لبائهصم هصو أقسصط عنصد ال» ‪ ،‬ر ّد كلّ أحصد ينتمصي مصن أولئك إلى أبيصه ‪ ،‬فإن لم يكصن يعلم أبوه ردّه إلى‬
‫مواليصه»‪ .‬ويروي مسصلم(‪ )83‬عصن عائشصة‪ ،‬قولهصا‪« :‬لو كان رسصول ال (ص) كاتماً شيئ ًا مصن الوحصي لكتصم هذه‬
‫الية‪« :‬وإذ تقول للذي أنعم ال عليه» ‪ -‬يعني‪ :‬بالسلم؛ «وأنعمت عليه» ‪ -‬يعني‪ :‬بالعتق‪ ،‬فأعتقته؛ «أمسك‬
‫عليصصك زوجصصك واتصصق ال وتخفصصي فصصي نفسصصك مصصا ال مبديصصه وتخشصصى الناس وال أحصصق أن تخشاه» ؛ إلى قوله‪:‬‬
‫«وكان أمصر ال مفعول»‪ .‬وإن رسصول ال (ص) لمصا تزوجهصا [زينصب]‪ ،‬قالوا‪ :‬تزوج حليلة ابنصه! فأنزل ال‪:‬‬
‫«مصا كان محمصد أبصا أحصد مصن رجالكصم ولكصن رسصول ال وخاتصم النصبيين»‪ .‬وكان رسصول ال تبناه وهصو صصغير‪،‬‬
‫فلبصث حتصى صصار رجلً‪ ،‬يقال له‪ :‬زيصد بصن محمصد! فأنزل ال‪« :‬ادعوهصم لبائهصم هصو أقسصط عنصد ال‪ ،‬فإن لم‬
‫تعلموا آباءهصم فإخوانكصم فصي الديصن ومواليكصم»‪ ،‬فلن مولى فلن وفلن أخصو فلن‪« ،‬هصو أقسصط عنصد ال»‪،‬‬
‫يعني‪ :‬أعدل»‪ .‬ويقول القرطبي إن الية السابقة نزلت « لما تزوج [النبي] زينب بنت جحش‪ ،‬قال الناس‪:‬‬
‫تزوج امرأة ابنه »(‪. )84‬‬
‫ويقول ابصن كثيصر(‪ )85‬فصي تفسصيره للية ‪ 40‬مصن سصورة الحزاب‪« :‬ومصا جعصل أدعياءكصم أنصبياءكم»‪« :‬نزلت فصي‬
‫شأن زيصد بن حارثصة (رض)‪ ،‬مولى النصبي (ص)‪ ،‬كان النبي قصد تبناه قبصل النبوة‪ ،‬فكان يقال له‪ :‬زيصد بن محمصد! فأراد‬
‫ال تعالى أن يقطصع هذا اللحاق وهذه النسصبة»‪ .‬وبرأي ابصن كثيصر(‪ )86‬أيضاً‪ ،‬أن ال قال‪« :‬لكيل يكون على المؤمنيصن‬
‫حرج فصي أزواج أدعيائهصم إذا قضوا منهصن وطراً»‪ ،‬إنهصا نزلت حيصن «تزوج رسصول ال (ص) بزينصب بنصت جحصش‬
‫مطلقة زيد بن حارثة (رض)»‪.‬‬
‫هنا‪ ،‬ل ب ّد من تقديم الملحظات التالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬زينب بنت جحش هذه ليست سوى امرأة بيضاء سمينة‪ ،‬جميلة بمعايير ذلك الزمان ‪ -‬وتلك هي ميزتها‬
‫الوحيدة‪ .‬وزواج النبي بها لم تكن له أدنى فائدة إن على الصعيد الجتماعي أو السياسي‪.‬‬
‫‪ - 2‬تدخصصل الله مرتيصصن على القصل فصصي الشؤون العاطفيصصة لهذه المرأة غيصصر المتميزة‪ .‬بصصل يقال إنصصه تدخصصل ثلث‬
‫مرات‪ ،‬إذا ما أضفنا إلى ما سبق‪ ،‬تدخله في مسألة الحجاب‪ ،‬بعد أن تزوجها النبي وأراد الخلو بها‪ ،‬وتابع‬
‫بعض الثقلء جلوسهم(‪ . )87‬لكن المسألة الخيرة غير متفق عليها بالكامل إسلميًا كعلّة لفرض الحجاب‪.‬‬
‫‪ - 3‬كان زواج زينب من زيد وطلقها منه ثم زواجها من النبي سريعًا للغاية‪ ،‬إذا ما أخذنا بعين العتبار أن‬
‫اليات المواكبة لتلك الحداث تنتمي كلها إلى نص موحد‪ ،‬صغير في سورة الحزاب ( ‪.)39 - 36‬‬
‫‪ - 4‬نلحظ أيضًا أن النبي أرسل زوج زينب السابق إليها كي يخطبها عليه؛ وفي هذا‪ ،‬برأينا‪ ،‬نوع من الذلل‬
‫لزيد ل يُضاهى‪.‬‬
‫‪ - 5‬يبدو أن زينب كانت متأكدة‪ ،‬بدورها‪ ،‬من أن ال لن يعاند النبي في أي شيء‪ .‬وهكذا‪ ،‬كان منطقي ًا أن‬
‫تشترط‪ ،‬بعناد غريب‪ ،‬أنها لن تتزوجه حتى يأمرها ربها‪ .‬فكما أمرها بالزواج من زيد‪ ،‬ل بد أن يأمرها‬
‫بالزواج من والده بالتبني ونبيه وسيده‪ .‬وهذا ما كان‪.‬‬
‫صراع المرأتين‪:‬‬
‫ن ال بذاته هو الذي يأمر النبي بالزواج من زينب‪ ،‬حتى قالت عائشة كالعادة‪« :‬وأخذني ما قرب‬
‫ما أن ُأعْلن أ ّ‬
‫وما بعد لما يبلغنا من جمالها‪ ،‬وأخرى هي أعظم المور وأشرفها‪ ،‬ما صنع لها‪ :‬زوجها ال ع ّز وجل من السماء!‬
‫(‬
‫وقلت‪ :‬هي تفخر علينا بذلك»(‪ . )88‬واستدارت عائشة من ثم إلى النبي‪ ،‬قائلة‪« :‬ما أرى ربك إل يسارع في هواك»‬
‫‪. )89‬‬
‫باتت عائشة‪ ،‬ليلة زواج النبي من زينب‪« ،‬فريسة الغيرة»(‪ . )90‬وإذا كانت عائشة تفخر دائماً على نساء‬
‫النبي الخريات بما اختصت به من صفات‪ ،‬فقد جاءت زينب تتباهى بصفة تفوقت بها على كلّ من عداها من‬
‫نسصاء النصبي‪ .‬يروي ابصن كثيصر‪« :‬أن زينصب بنصت جحصش (رض) كانصت تفخصر على أزواج النصبي (ص)‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫زوجكصصن أهاليكصصن وزوجنصصي ال ‪ -‬تعالى ‪ -‬مصصن فوق سصصبع سصصماوات»(‪ )91‬؛ أو‪« :‬إن آباءكصصن أنكحكصصن‪ ،‬وإن ال‬
‫أنكحني إياه»(‪ . )92‬وهكذا‪ ،‬كانت تختال دائماً‪ ،‬بقولها‪« :‬أنا أكرمكن ولياً‪ ،‬وأكرمكن سفيراً»(‪ - )93‬فوليها هو ال‬
‫وسفيرها جبريل‪.‬‬
‫وكانصت زينصب تقول للنصبي‪ « :‬إنصي لدل عليصك بثلث مصا مصن نسصائك تدل بهصن‪ :‬إن جدي وجدك واحصد‪ ،‬وإنصي‬
‫أنكحنيك ال من السماء‪ ،‬وإن السفير لجبرائيل (ع) »(‪. )94‬‬
‫إذن‪ ،‬كان لدور الله فصي حياة أزواج النصصبي أهميتصه الفائقصة كمصصصدر للتفاخصصر‪« :‬روينصصا عصصن أم المؤمنيصصن‬
‫زينصصب وعائشصصة (رض) أنهمصصا تفاخرتصصا‪ ،‬فقالت زينصصب‪ :‬زوجنصصي ال وزوجكصصن أهاليكصصن! وقالت عائشصصة‪ :‬نزلت‬
‫براءتي من السماء [في حادثة الفك التي سنناقشها لحقاً]! فسلّمت لها زينب» (‪ . )95‬ويقدم لنا القرطبي عرضاً‬
‫آخر للتفاخر‪ ،‬فيقول‪ « :‬قالت عائشة‪ :‬أنا التي جاء بي الملك إلى النبي (ص) في سرقة من حرير‪ ،‬فيقول‪ :‬هذه‬
‫امرأتصك [أخرجصه الصصحيح]‪ .‬وقالت زينصب‪ :‬أنصا التصي زوجنصي ال ال مصن فوق سصبع سصماوات »(‪ ، )96‬ثصم يضيصف‪:‬‬
‫«كانصصت زينصصب تفخصصر على نسصصاء النصصبي (ص) تقول‪ :‬إن ال عصصز وجصصل أنكحنصصي مصصن السصصماء‪ ،‬وفيهصصا نزلت آيصصة‬
‫بحجاب»‪ .‬وكانصت عائشصة تقول‪« :‬لم يكصن أحصد مصن نسصاء النصبي (ص) تسصاميني فصي المنزلة عنده إل زينصب بنصت‬
‫جحش»(‪. )97‬‬
‫(‪)98‬‬
‫لقصد أدى التنافصس على قلب النصبي وأموال الجماعصة الولى بيصن المرأتيصن إلى حوادث شتصى‪:‬كانصت المادة‬
‫أهصم سصبب للصصراع بيصن أزواج النصبي‪ ،‬وهصو مصا تجلّى فصي الصصراع بيصن عائشصة وزينصب‪ .‬وكان عامصة الناس‪ ،‬كمصا‬
‫أشرنا‪« ،‬يتحرون بهداياهم يوم عائشة‪ ،‬يبتغون بذلك مرضاة رسول ال (ص)»(‪ . )99‬بشأن هذه المسألة‪ ،‬يورد‬
‫البخاري في صحيحه(‪ ، )100‬نقلً عن عائشة‪ ،‬الحديث التالي‪« :‬إن نساء رسول ال (ص) كن حزبين‪ :‬فحزب فيه‬
‫عائشة وحفصة وصفية وسودة‪ ،‬والحزب الخر‪ ،‬أم سلمة وسائر نساء رسول ال (ص)‪ .‬وكان المسلمون قد‬
‫علموا حب رسول ال (ص) عائشة‪ ،‬فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول ال (ص)‪ ،‬أخّرها‬
‫حتى إذا كان رسول ال (ص) في بيت عائشة‪ ،‬بعث صاحب الهدية بها إلى رسول ال (ص) في بيت عائشة‪.‬‬
‫فكلّم حزب أم سصلمة‪ ،‬فقلن لهصا‪ :‬كلّمصي رسصول ال (ص) يكلّم الناس‪ ،‬فيقول‪ :‬مصن أراد أن يهدي إلى رسصول ال‬
‫(ص) هديصة‪ ،‬فليهده إليصه حيصث كان مصن بيوت نسصائه‪ .‬فكلمتصه أم سصلمة بمصا قلن‪ ،‬فلم يقصل لهصن شيئاً‪ .‬فسصألنها‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬ما قال لي شيئاً! [ولما كررت فعلتها مرتين]‪ ،‬قال لها‪ :‬ل تؤذيني في عائشة‪ ،‬فإن الوحي لم يأتني وأنا‬
‫في ثوب امرأة إل عائشة‪ .‬فقالت‪ :‬أتوب إلى ال من أذاك يا رسول ال! ثم أنهن دعون فاطمة بنت رسول ال‬
‫(ص)‪ ،‬فأرسصلت إلى رسصول ال (ص)‪ ،‬تقول‪ :‬إن نسصاءك ينشدنصك العدل فصي بنصت أبصي بكصر! فكلّمتصه‪ ،‬فقال‪ :‬يصا‬
‫بنيصة‪ ،‬أل تحصبين مصا أحصب؟ قالت‪ :‬بلى! فرجعصت إليهصن‪ ،‬فقلن‪ :‬ارجعصي إليصه! فأبصت أن ترجصع‪ .‬فأرسصلن زينصب بنصت‬
‫جحش‪ ،‬فأتته‪ ،‬فأغلظت(‪ )101‬وقالت‪ :‬إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي قحافة! فرفعت صوتها‪ ،‬حتى تناولت‬
‫عائشصة وهصي قاعدة‪ ،‬فسصبتها! حتصى أن رسصول ال (ص) لينظصر إلى عائشصة‪ :‬هصل تكلم! فتكلمصت عائشصة ترد على‬
‫(‪ ، )102‬تقول عائشة‪« :‬فأرسلن زينب بنت جحش‪ ،‬وهي التي‬ ‫زينب حتى أسكتتها»‪ .‬وفي نص‬
‫كانصت تسصاميني مصن أزواج النصبي (ص)‪ ،‬فقالت‪ :‬أزواجصك أرسصلنني‪ ،‬وهصن ينشدن العدل فصي ابنصة أبصي قحافصة‪ .‬ثصم‬
‫أقبلت عليّص تشتمنصي!‪ ،‬فجعلت أراقصب النصبي (ص) وأنظصر طرفصه‪ :‬هصل يأذن لي مصن أن أنتصصر منهصا‪ ،‬فاسصتقبلتها‪،‬‬
‫أحمصد(‪ ، )103‬تقول عائشصة‪« :‬دخلت‬ ‫فلم ألبصث أن أفحمتهصا‪ ،‬فقال لهصا النصبي‪ :‬إنهصا ابنصة أبصي بكصر»‪ .‬وفصي‬
‫عليصصّ زينصصب بغيصصر إذن ‪ -‬وهصصي غضصصبى ‪ -‬ثصصم قالت لرسصصول ال (ص)‪ :‬أحسصصبك إذا قلبصصت لك ابنصصة أبصصي بكصصر‬
‫ل عصن عائشصة‪:‬‬ ‫الحدث السصابق بطريقصة تختلف قليلً‪ ،‬نق ً‬ ‫ذريعيهصا؟!»(‪ . )104‬ويروي ابصن كثيصر فصي‬
‫«دخل علينا رسول ال (ص) وعندنا زينب بنت جحش (رض)‪ ،‬فجعل النبي (ص) يصنع بيده شيئًا فلم يفطن لها‪،‬‬
‫فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك‪ ،‬وأقبلت زينب (رض) تفحم لعائشة (رض) فنهاها‪ ،‬فأبت أن تنتهي‪ ،‬فقال لعائشة‪:‬‬
‫سبيها! فسبتها!! فغلبتها؛ وانطلقت زينب (رض) فأتت عليًا (رض)‪ ،‬فقالت‪ :‬إن عائشة تقع بكم وتفعل بكم!! فجاءت‬
‫فاطمة (رض)‪ ،‬فقال (ص) لها‪ :‬إنها حبة أبيك‪ ،‬ورب الكعبة»(‪ . )105‬ونلحظ‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬أن الحديث ذاته مروي عن‬
‫أم سلمة وعائشة!‪.‬‬
‫تفاصيل أخرى فصي روايصة‪ ،‬تقول‪« :‬مصا علمصت حتى دخلت‬ ‫ل عن عائشصة‪ ،‬يقدّم ابصن كثيصر في‬‫نق ً‬
‫ي زينب بغير إذن‪ ،‬وهي غضبى‪ ،‬ثم قالت لرسول ال (ص)‪ :‬حسبك إذا ما قلبت لك ابنة أبي بكر درعها‪ ،‬ثم أقبلت‬ ‫عل ّ‬
‫ت ريقها قد يبس في فمها‪ ،‬ما‬ ‫ت عليها حتى رأي ُ‬
‫ي فأعرضت عنها‪ ،‬حتى قال النبي (ص)‪ :‬دونك فانتصري! فأقبل ُ‬ ‫إل ّ‬
‫(‪ ، )107‬يقال‪« :‬إن زينصصب أسصصمعت‬ ‫تر ّد عليّص شيئاً‪ ،‬فرأيصصت النصصبي (ص) يتهلل وجهصصه!!!»(‪ . )106‬وفصصي‬
‫عائشة بحضرته‪ ،‬وكان ينهاها فل تنتهي‪ ،‬فقال لعائشة‪ :‬دونك فانتصري»‪ .‬ويورد ابن سعد (‪ )108‬عن عائشة‪ ،‬قولها‪:‬‬
‫«إنه أهدي إلى رسول ال هدية في بيتها‪ ،‬فأرسل إلى ك ّل امرأة من نسائه بنصيبها‪ ،‬وأرسل إلى زينب بنت جحش‪،‬‬
‫فلم ترض‪ ،‬ثصم زاودهصا مرة أخرى‪ ،‬فلم ترض‪ ،‬فقالت عائشصة‪ :‬لقصد أقمأتْص وجهكَص أن ترد عليصك الهديصة‪ .‬فقال رسصول‬
‫ال‪ :‬لنتصن أهون عليّص مصن أن تقمئنصي ‪ -‬ل أدخصل عليكصن شهراً»‪ .‬وتضيصف عائشصة(‪« : )109‬قلت كلمصة لم ألق لهصا بالً‪،‬‬
‫فغضب علي»‪ .‬وفي ذلك يورد ابن الجوزي(‪ )110‬الرواية التالية‪« :‬قال (ص)‪ :‬ما أنا بداخل عليكن شهراً‪ .‬قال مؤلف‬
‫الكتاب‪ :‬وفصي سصبب ذلك‪ ،‬قولن‪ :‬أحدهمصا ‪ -‬أنصه حيصن حرّم أم ابراهيصم‪ ،‬أخصبر بذلك حفصصة‪ ،‬واسصتكتمها‪ ،‬فأخصبرت بذلك‬
‫[وهو ما سنناقشه لحقًا أيضاً]‪ .‬والثاني‪ ،‬أنه ذبح ذبحاً‪ ،‬فقسمته عائشة بين أزواجه‪ ،‬فأرسلت إلى زينب بنت جحش‬
‫نصيبها فردته‪ ،‬فقال‪ :‬زيدوها! فزادوها‪ ،‬ثلثًا ‪ -‬ك ّل ذلك تردّه‪ ،‬فقال‪ :‬ل أرضى عليكن شهراً‪ .‬فاعتزل في مشربة له‪،‬‬
‫ثصصم نزل لتسص ِع وعشريصصن‪ ،‬فبدأ بعائشصة (رض)‪ ،‬فقالت‪ :‬يصصا رسصول ال‪ ،‬كنصت أقسصصمت أل تدخصصل علينصصا شهراً‪ ،‬وإنمصا‬
‫أصبحت من تسع وعشرين أعدها عداً! فقال‪ :‬الشهر تسع وعشرون ‪ -‬وكان ذلك الشهر تسعًا وعشرين»‪ .‬وكانت‬
‫زينب‪ ،‬برأي عائشة‪« ،‬فيها سورة من حدّة كانت تسرع فيها الفينة»(‪ - )111‬وهذا واضح‪.‬‬
‫لم تترك الثنتان فرصة تمر‪ ،‬دون أن تنال إحداهما من الخرى‪ .‬ومن تلك الحوادث النادرة التي وصلت إلينا‪،‬‬
‫مصا أخبرنصا به ابن هشام من أنه فصي حادث الفك‪ ،‬الذي اتهمت فيه عائشصة بالزنصا‪ ،‬قامصت «حمنة بنت جحصش [أخت‬
‫زينب] فأشاعت من ذلك ما أشاعت‪ ،‬تضاري لختها‪ ،‬فشقيت [عائشة] بذلك»(‪ . )112‬وبعدما أنزل ال براءة عائشة‬
‫من السماء أمر النبي بدوره بضرب حمنة هذه‪ ،‬لنها كانت «ممن أفصح بالفاحشة»(‪. )113‬‬
‫المغافير‪ ...‬أيضاً‪:‬‬
‫ل نعرف مدى أهميصة حدث المغافيصر فصي التاريصخ العربصي ‪ -‬السصلمي حتصى دوّن بكصل هذه الكثافصة فصي كتصب‬
‫التراث‪ ،‬لكننصا نعرف تماماً أن هذا الحدث‪ ،‬وإن اختلف فصي تفاصصيله بيصن مصصدر وآخصر‪ ،‬تظصل عائشصة والعسصل‬
‫قاسصصماً مشتركاً أعظماً فصصي كلّ رواياتصصه‪ .‬وكالعادة‪ ،‬أُدخلت زينصصب فصصي إحدى النسصصخ‪ .‬فعلى سصصبيل المثال‪ ،‬أورد‬
‫(‪ ، )114‬نقلً عصصن عائشصصة‪« :‬أن النصصبي (ص) كان يمكصصث عنصصد زينصصب ويشرب عندهصصا عسصصلً‪،‬‬
‫فتواصصيت وحفصصة‪ ،‬أيتنصا مصا دخصل عليهصا النصبي (ص)‪ ،‬فلتقصل‪ :‬إنصي أجصد منصك ريصح مغافيصر! فدخصل على إحديهمصا‪،‬‬
‫فقالت ذلك له‪ ،‬فقال‪ :‬بل شربت عسلً عند زينب؛ وقال‪ :‬لن أعود له! فنزل‪« :‬يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل ال‬
‫(‬
‫لك»‪« ،‬إن تتوبصا»‪ ،‬لعائشصة وحفصصة‪« ،‬وإذا أسصر النصبي إلى بعصض أزواجصه حديثاً»؛ لقوله‪ :‬بصل شربصت عسصلً»‬
‫‪. )115‬‬
‫(‪)116‬‬
‫‪ -‬أول من توفى من نساء النبي بعده‪ .‬وفي موتها‪ ،‬يذكر‬ ‫وماتت زينب‪ .‬وكانت ‪ -‬ل كما قال البخاري‬
‫مسصصلم(‪ ، )117‬نقلً عصصن عائشصصة‪ ،‬قالت‪« :‬قال رسصصول ال (ص)‪ :‬أسصصرعكن لحوقاً بصصي أطولكصصن يداً‪ .‬قالت‪ :‬فكصصن‬
‫(‬
‫يتطاولن أيتهن أطول يداً! قالت‪ :‬فكانت أطولنا يداً زينب‪ ،‬لنها كانت تعمل بيدها وتصدق»‪ .‬ويروي ابن سعد‬
‫‪« : )118‬قال النبي لزواجه‪ :‬يتبعني أطولكن يداً! قالت عائشة‪ :‬فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد النبي (ص)‪،‬‬
‫نمدّ أيدينا في الجدار نتطاول‪ ،‬فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب‪ ،‬يرحمها ال‪ ،‬ولم تكن أطولنا‪ ،‬فعرفنا حينئذٍ‬
‫أن النصبي (ص) أراد بطول اليصد‪ :‬الصصدقة‪ .‬قالت‪ :‬وكانصت زينصب امرأة صصناع اليصد‪ ،‬فكانصت تدبصغ وتخرز وتتصصدّق‬
‫في سبيل ال»‪.‬‬
‫يُقَال إن النصبي قبيصل وفاتصه‪ ،‬جُعصل له الخيار فصي ترك «مضاجعصة مصن يشاء منهصن [نسصائه] وتضاجصع مصن‬
‫تشاء‪ .‬أو تطلق مصن تشاء وتمسصك مصن تشاء‪ .‬أو ل تقسصم ليهصن شئت‪ ،‬وتقسصم لمصن شئت‪ .‬أو تترك تزوج مصن‬
‫شئت مصن نسصاء أمتصك‪ ،‬وتتزوج مصن شئت»(‪ . )119‬وذلك تفسصيراً لجملة «ترجصئ وتؤوي» فصي القرآن‪ .‬ويضيصف‬
‫الزمخشري‪« :‬كان النصبي (ص) إذا خطصب امرأة لم يكصن لحصد أن يخطبهصا حتصى يدعهصا‪ ،‬وهذه قسصمة جامعصة لمصا‬
‫هو الغرض‪ :‬لنه إما أن يطلق‪ ،‬وإما أن يمسك؛ فإذا أمسك ضاجع أو ترك وقسم أو لم يقسم؛ وإذا طلّق وعزل‪،‬‬
‫فإمصا أن يخلي المعزولة ل يبتغيهصا‪ ،‬أو يبتغيهصا؛ روي أنصه أرجصئ منهصن‪ :‬سصودة وجويريصة وصصفية وميمونصة وأم‬
‫حبيبة؛ فكان يقسم لهن ما شاء‪ ،‬كما شاء‪ ،‬وكانت ممن آوى إليه‪ :‬عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب (رض)‪.‬‬
‫أرجأ خمساً وآوى أربعاً»(‪. )120‬‬
‫بعصد موت زينصب‪،‬لم يبصق أمام عائشصة سصوى امتداحهصا ‪ -‬لكصن دون أن تنسصى الطعصن بهصا‪ ،‬وإن بأسصلوب ملطصف‪.‬‬
‫كانت عائشة تقول‪« :‬لم ار قط خيرًا في الدين من زينب‪ ،‬وأتقى ل عز وجل وأصدق حديثًا وأوصل للرحم وأعظم‬
‫صصدقة وأشصد ابتذا ًل لنفسصها فصي العمصل الذي تصصدّق بصه وتقرب بصه‪ .‬مصا عدا سصورة مصن حدّة (‪ )121‬كانصت تسصرع منهصا‬
‫الفينة»(‪. )122‬‬

‫و‬
‫عائشة ‪ ...‬وجويرية‬
‫جويريصة بنصت الحارث‪ ،‬شابصة سصاحرة الجمال‪ ،‬سصبيت فصي السصنة السصادسة للهجرة‪ ،‬فصي غزوة بنصي المصصطلق‪.‬‬
‫تحدّثنا عائشة عن هذا الحدث‪ ،‬فتقول‪« :‬كان رسول ال (ص) قد أصاب منهم [ بني المصطلق ] سبيًا كثيراً‪ ،‬فشا‬
‫قسصمه فصي المسصلمين‪ ،‬وكان فيمصن أصصيب مصن السصبايا‪ ،‬جويريصة بنصت الحارث بصن ضرار» (‪ )123‬؛ وتكمصل‪« :‬لمّا قسصم‬
‫رسول ال (ص) سبايا بني المصطلق‪ ،‬وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس‪ ،‬أو لبن‬
‫عصم له‪ ،‬فكاتبتصه على نفسصها‪ .‬وكانصت امرأة حلوة ملحة‪ ،‬ل يراهصا أحصد إل أخذت بنفسصه(‪ . )124‬فأتصت رسصول ال (ص)‬
‫تستعينه في كتابتها‪ ...‬فوال ما هو إل رأيتها على باب حجرتي‪ ،‬فكرهتها‪ ،‬وعرفت أنه سيرى منها (ص) ما رأيت‪.‬‬
‫ت عليه‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار‪ ،‬سيّد قومه‪ ،‬وقد أصابني من البلء ما لم‬ ‫فدخل ْ‬
‫ت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لبن عم له‪ ،‬فكاتبته على نفسي‪ ،‬فجئتك أستعين على‬ ‫يخف عليك‪ ،‬فوقع ُ‬
‫كتابتي! قال‪ :‬فهل لك في خير من ذلك؟ قالت‪ :‬وما هو يا رسول ال؟ قال‪ :‬أقضي عنك كتابك وأتزوجك! قالت‪ :‬نعم!‬
‫يا رسول ال! قال‪ :‬قد فعلت»(‪ . )125‬وكان عمر جويرية‪ ،‬آنذاك‪ ،‬عشرين سنة(‪. )126‬‬
‫حول نظصصر النصصبي إلى جويريصصة‪ ،‬المرأة الغريبصصة عليصصه آنذاك‪ ،‬حتصصى «عرف مصصن حسصصنها مصصا عرف»‪ ،‬يجصصد لنصصا‬
‫السصهيلي التصبرير السصهل التالي‪« :‬وأمصا نظره (ع) لجويريصة حتصى عرف مصن حسصنها مصا عرف‪ ،‬فإنمصا كان ذلك لنهصا‬
‫امرأة مملوكة‪ ،‬ولو كانت حرة‪ ،‬ما مل عينه منها‪ ،‬لنه ل يكره النظر إلى الماء»(‪. )127‬‬

‫ز‬
‫عائشة‪ ...‬وصفية بنت حيي‬
‫صفية بنت حيصي بصن أحطصب‪ ،‬يهوديصة‪ ،‬كانت زوجصة لسصلم بن مكشصم‪ ،‬ثصم تزوجهصا بعده كنانصة بن أبصي الحقيصق‪،‬‬
‫فقتل عنها يوم خيبر‪ ،‬فسباها النبي وتزوجها وذلك في العام السابع للهجرة‪ .‬كان دحية الكلبي يرغب بسبيها قبل أن‬
‫يأخذها محمد‪ .‬لكن النبي‪ ،‬حين نظر إليها‪ ،‬وهي الشابة الجميلة‪ ،‬أمر دحية بأن يأخذ جارية من السبي غيرها‪.‬‬
‫صصفية بنصت حيصي‪ :‬اليهوديصة الجميلة‪ ،‬التصي لم ُي َر «بيصن النسصاء أضوأ منهصا»(‪ . )128‬وكان النصبي يحصب الجميلت‬
‫فقصد «اختار لنفسصه عائشصة (رض)‪ ،‬وكانصت مسصتحسنة؛ ورأى زينصب فاسصتحسنها وتزوجهصا؛ وكذلك اختار صصفية‪.‬‬
‫وكان إذا وصفت له امرأة‪ ،‬بعث يخطبها»(‪. )129‬‬
‫«كان مهره لنسصصائه اثنتصي عشرة أوقيصصة ونصش‪ ...‬إل أم حبيبصصة‪ ،‬فإنصه أمهرهصصا عنصد النجاشصصي‪ ...‬أربعمائة‬
‫دينار‪ ،‬وإل صصفية بنصت حيصي‪ ،‬فإنصه اصصطفاها مصن سصبي خيصبر‪ ،‬ثصم أعتقهصا وجعصل عتقهصا صصداقها؛ وكذلك جويريصة‬
‫بنت الحارث المصطلقية‪ ،‬أدّى عنها كتابتها إلى ثابت بن قيس بن شماس‪ ،‬وتزوجها»(‪. )130‬‬
‫لما قدم النبي بصفية إلى «المدينة‪ ،‬وقد اتخذها لنفسه زوجة وعرس بها في الطريق (!!)‪ ،‬قالت عائشة‬
‫(رض)‪ :‬تنكرت وخرجت أنظر‪ ،‬فعرفني‪ ،‬فأقبل إلي‪ ،‬فانقلبت‪ ،‬فأسرع المشي‪ ،‬فأدركني‪ ،‬فاحتضنني‪ ،‬وقال‪ :‬كيف‬
‫رأيتهصا؟ قلت‪ :‬يهوديصة بيصن يهوديات ‪ -‬تعنصي‪ :‬السصبي»(‪ . )131‬وفصي نصص آخصر‪« :‬لمصا اجتلى النصبي (ص) صصفية‪،‬‬
‫رأى عائشصة متنقبصة فصي وسصط الناس‪ ،‬فعرفهصا‪ ،‬فأدركهصا‪ ،‬فأخذهصا بثوبهصا‪ ،‬فقال‪ :‬يصا شقيراء‪ ،‬كيصف رأيصت؟ قالت‪:‬‬
‫رأيصت يهوديصصة بيصن يهوديات! قال‪ :‬ل تقولي هذا يصا عائشصصة‪ ،‬فإنهصصا أسصلمت وحسصصن إسصصلمها»(‪ . )132‬ويهوديصصة‬
‫صصفية‪ ،‬التصي أسصلمت وحسصن إسصلمها فصي وقصت قياسصي‪ ،‬ظلت عاراً طاردتهصا بصه عائشصة حتصى لحظاتهصا الخيرة‪.‬‬
‫وتخبرنا عن ذلك صفية ذاتها؛ فتقول‪« :‬دخلت على النبي (ص)‪ ،‬وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلم‪ ،‬فذكرت‬
‫ذلك له‪ ،‬فقال‪ :‬أل قلتِ‪ :‬وكيف تكونان خيرًا مني‪ ،‬وزوجي محمد (ص) وأبي هارون وعمي موسى؟ وكان الذي‬
‫بلغها أنهن قلن‪ :‬نحن أكرم على رسول ال (ص) وخير منها‪ ،‬نحن أزواجه وبنات عمه‪ .‬وعن أنس‪ :‬بلغ صفية‬
‫أن حفصة‪ ،‬قالت‪ :‬بنت يهودي! فبكت»(‪. )133‬‬
‫وتروي عائشصصة‪ ،‬خصصبراً آخصصر‪ ،‬فتقول‪« :‬خرجصصت مصصع رسصصول ال (ص) فصصي حجصصة الوداع‪ ،‬وخرج معصصه‬
‫نسصاؤه‪ ...‬وكان متاعصي فيصه خصف‪ ..‬وكان متاع صصفية بنصت حيصي فيصه ثقصل‪ ..‬فقال رسصول ال (ص)‪ :‬حولوا متاع‬
‫عائشة على جمل صفية‪ ،‬وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب‪ ...‬فلما رأيت ذلك‪ ،‬قلت‪ :‬يا‬
‫لعباد ال‪ ،‬غلبتنصصصا هذه اليهوديصصصة على رسصصصول ال (ص)‪ ...‬أخرجصصصه الحافصصصظ أبصصصو القاسصصصم الدمشقصصصي»(‪. )134‬‬
‫‪ -‬ونلحظ هنا أن تلك الرواية تعود إلى زمن حجة الوداع‪.‬‬
‫غيرة وشتائم وسخرية‪:‬‬
‫مصع ذلك‪ ،‬فقصد كانصت صصفية‪ ،‬كمصا رأينصا‪ ،‬فصي حزب عائشصة مصع سصودة وحفصصة؛ ضصد حزب أم سصلمة وبقيصة‬
‫أمهات المؤمنيصصن الخريات(‪ . )135‬لكصصن هذا لم يمنصصع‪ ،‬كالعادة‪ ،‬أن تجتاحهصصا غيرة عائشصصة بيصصن حيصصن وآخصصر وأن‬
‫ينسكب عليها غضبها من آن لن‪ .‬من ذلك ما ذكرته عائشة ذاتها‪ ،‬حيث قالت‪« :‬كنت أستب (‍‍!!) أنا وصفية‪،‬‬
‫فسصببت اباهصا (!!)‪ ،‬فسصبت أبصي (!!)‪ ،‬وسصمعه رسصول ال (ص)‪ ،‬فقال‪ :‬يصا صصفية‪ ،‬تسصبين أبصا بكصر!!! يصا صصفية‪،‬‬
‫تسبين أبا بكر!!!»(‪ - )136‬نلحظ هنا أن النبي لم يهتم لوالد صفية‪ ،‬وأن عائشة هي التي بدأت بالسباب‪ .‬ويقال‬
‫أيضاً‪« :‬استبت(!!) عائشة وصفية‪ ،‬فقال رسول ال (ص) لصفية‪ :‬أل قلت‪ :‬أبي هارون وعمي موسى؟ وذلك‬
‫أن عائشة فخرت عليها»(‪. )137‬‬
‫كان قِصَر صفية محط سخرية عائشة‪ .‬يذكر أنها قالت للنبي ذات يوم‪« :‬حسبك من صفية كذا وكذا [تعني‬
‫قصصيرة](‪ ، )138‬فقال لهصا النصبي (ص)‪ :‬لقصد قلت كلمصة لو مزجصت بماء البحصر لمزجتصه ‪ -‬تغيّر بهصا طعمصه‪ ،‬أدركصه‬
‫لشدة نتنهصا»(‪ . )139‬وفصي نصص آخصر‪ ،‬يروى عصن عائشصة قولهصا‪« :‬حكيصت للنصبي (ص) رجلً‪ .‬فقال‪ :‬مصا يسصري أنصي‬
‫ل وأن لي كذا وكذا‪ .‬فقلت‪ :‬يصا رسصول ال‪ ،‬إن صصفية امرأة‪ ،‬وقالت بيدهصا هكذا‪ ،‬كأنهصا تعنصي قصصيرة‪.‬‬
‫حكيصت رج ً‬
‫فقال‪ :‬لقصد قلت كلمصة لو مزجصت بهصا ماء البحصر لمزج»(‪ . )140‬ويذكصر أن «امرأة دخلت على عائشصة (رض)‪ ،‬فلمصا‬
‫قامت لتخرج‪ ،‬أشارت عائشة (رض) عنها بيدها إلى النبي (ص)‪ ،‬أي أنها قصيرة‪ ،‬فقال النبي‪ :‬اغتبتها»(‪. )141‬‬
‫تكسير آنية‪ ...‬ومغافير‪:‬‬
‫بشأن تكسير النية‪ ،‬تروي عائشة أن صفية «أهدت إلى النبي (ص) إناءً فيه طعام‪ ،‬فما ملكت نفسي أن‬
‫كسرته»(‪. )142‬‬
‫كالعادة‪ ،‬لم تخصل حكايصة المغافيصر مصن ذكصر لصصفية‪ .‬تقول عائشصة‪« :‬كان رسصول ال (ص) يحصب الحلواء‬
‫والعسل‪ .‬فكان إذا صلّى العصر دار على نسائه‪ ،‬فيدنو منهن‪ .‬فدخل على حفصة‪ ،‬فاحتبس عندها أكثر مما كان‬
‫يحتبس؛ فسصألت على ذلك‪ ،‬فقيصل لهصا‪ :‬أهدت لهصا امرأة من قومهصا عكصة من عسل‪ ،‬فسصقت رسصول ال (ص) منصه‬
‫شربصة‪ .‬فقلت‪ :‬أمصا وال لنحتالن له! فذكرت ذلك لسصودة‪ ،‬وقلت‪ :‬إذا دخصل عليصك‪ ،‬فإنصه سصيدنو منصك! فقولي له‪ :‬يا‬
‫رسول ال‪ ،‬أكل تَ مغافير؟ فإنه سيقول لك‪ :‬ل! فقولي له‪ :‬ما هذه الريح؟ وكان رسول ال (ص) يشتد عليه أن‬
‫توجد منه الريح‪ ،‬فإنه سيقول لك‪ :‬سقتني حفصة شربة عسل! فقولي له‪ :‬جرست نحله العرفط‪ .‬وسأقول له ذلك‪،‬‬
‫وقولي له أنت يا صفية‪. )143(»..‬‬
‫أخيراً‪ ،‬فقصد كانصت عائشصة تظهصر بعصض الو ّد حيال صصفية كواحدة مصن حزبهصا‪ .‬تقول عائشصة‪« :‬وجصد رسصول ال‬
‫(ص) على صصفية بنصت حيصي‪ ،‬فقالت لي‪ :‬هصل لك أن ترضصي رسصول ال (ص) عنصي وأجعصل لك يومصي؟ قلت‪ :‬نعصم!‬
‫فأخذت خمارًا لهصا مصصبوغًا بزعفران‪ ،‬فرشتصه بالماء‪ ،‬ثصم اختمرت بصه‪ .‬قال عفان‪ :‬ليفوح ريحصه! ثصم دخلت عليصه فصي‬
‫يومهصا‪ ،‬فجلسصت إلى جنبصه‪ ،‬فقال‪ :‬إليصك يصا عائشصة‪ ،‬فليصس هذا يومصك! فقلت‪ :‬فضصل ال يؤتيصه مصن يشاء! ثصم أخصبرته‬
‫خبري‪ ...‬فرضي عني»(‪ . )144‬لكنها قبضت سلفًا ثمن ذلك‪« :‬أجعل لك يومي»!!!‬
‫ح‬
‫عائشة‪ ...‬ومارية القبطية‬
‫عن مارية القبطية‪ ،‬يُقَال‪« :‬بعث المقوقس‪ ،‬صاحب السكندرية‪ ،‬إلى رسول ال (ص)‪ ،‬سنة ‪7‬هص‪ ،‬بمارية‬
‫وأختها سيرين‪ ،‬وألف مثقال من ذهب‪ ،‬وعشرين ثوباً ليناً‪ ،‬وبغلته دلدل‪ ،‬وحماره عفير‪ ،‬ويقال‪ :‬يعفور؛ ومعهم‬
‫خصصي‪ ،‬يقال له‪ :‬مابور(‪ ، )145‬وكان أخاً لماريصة‪[ ...‬وبعصث بذلك كله مصع حاطصب بصن أبصي بلتعصة‪ ،‬فعرض حاطصب‬
‫على ماريصة السصلم‪ ،‬ورغبهصا فيصه](‪ .. )146‬فأسصلمت‪ ،‬وأسصلمت أختهصا‪ ،‬وأقام الخصصي على دينصه‪ ،‬حتصى أسصلم فصي‬
‫المدينصة [فصي عهصد رسصول ال (ص)](‪ . )147‬وكان رسصول ال (ص) معجب ًا بأم ابراهيصم [ماريصة]‪ ،‬وكانصت بيضاء‬
‫جميلة‪ ،‬فأنزلها رسول ال (ص) في العالية‪ ،‬في المال الذي يقال له اليوم‪ :‬مشربة أم ابراهيم‪ .‬وكان رسول ال‬
‫يختلف إليهصا هناك‪ ،‬وضُرب عليهصا الحجاب‪ ،‬وكان يطأهصا بملك اليمين(‪ ، )148‬فلمصا حملت‪ ،‬وَضَعصت هناك [وقبلتهصا‬
‫سصلمى‪ ،‬مولة رسصول ال (ص)](‪ ... )149‬فجاء أبصو رافصع‪[ ،‬زوج سصلمى](‪ ، )150‬فبشّر رسصول ال (ص) بابراهيصم‪،‬‬
‫فوهب له عبداً‪ ،‬وذلك في [ذي الحجة](‪ )151‬سنة ‪8‬هص؛ وتنافست النصار في ابراهيم‪ ،‬وأحبوا أن يفرغوا مارية‬
‫للنصبي (ص)‪ ،‬لمصا يعلمون مصن هواه فيهصا‪ ...‬وكانصت أخصت ماريصة‪ ،‬يقال لهصا‪ :‬سصيرين‪ .‬فوهبهصا النصبي (ص) لحسصان‬
‫بن ثابت‪ ،‬فولدت له عبد الرحمن‪ ...‬كان أبو بكر ينفق على مارية حتى توفي‪ ،‬ثم صار عمر ينفق عليها حتى‬
‫توفيت في خلفته‪ ،‬سنة ‪16‬هص»(‪. )152‬‬
‫(‪)153‬‬
‫‪ ،‬تقدّم الروايصصة تفاصصصيل أخرى‪ ،‬فتقول‪« :‬كانصصت له عليصصه‬ ‫فصصي‬
‫السصلم سصريتان‪ :‬إحداهمصا ماريصة بنصت شمعون القبطيصة‪ ،‬أهداهصا له صصاحب السصكندرية‪ ،‬واسصمه جريصج بصن مينصا‪،‬‬
‫وأهدى معها أختها شيرين [ ذكر أبو نعيم أنه أهداها في أربع جوار] وغلماً خصيّا اسمه مابور‪ ،‬وبغلته يقال‬
‫لها‪ :‬الدلل؛ فقبل هديته واختار لنفسه مارية‪ ،‬وكانت من قرية ببلد مصر‪ ،‬يقال لها‪ :‬حفن من كورة أنصنا‪...‬‬
‫وكانصت ماريصة جميلة بيضاء‪ ،‬أعجصب بهصا رسصول ال (ص) وأحبهصا‪ ،‬وحظيصت عنده؛ ولسصيما بعصد أن وضعصت‬
‫ابراهيصم‪ ،‬ولده‪ .‬وأمصا أختهصا شيريصن‪ ،‬فوهبهصا رسصول ال (ص) لحسصان بصن ثابصت‪ ،‬فولدت له عبصد الرحمصن‪ ...‬أمصا‬
‫الغلم الخصصي‪ ،‬وهصو مابور‪ ،‬فقصد كان يدخصل على ماريصة وشيريصن‪ ،‬بل إذن‪ ،‬كمصا جرت بصه عادتصه بمصصر»‪ .‬وفصي‬
‫روايصصة أخرى(‪ ، )154‬منقولة عصصن عائشصصة‪ ،‬نعرف تفاصصصيل أخرى‪ ،‬حيصصث يقال‪« :‬أهدى ملك مصصن بطارقصصة الروم‪،‬‬
‫ويقال له‪ :‬المقوقصس؛ جاريصة قبطيصة مصن بنات الملوك‪ ،‬يقال لهصا‪ :‬ماريصة؛ وأهدى معهصا ابصن عصم لهصا‪ ،‬شاباً‪ ،‬فدخصل‬
‫رسصصول ال (ص) منهصصا ذات يوم يدخصصل خلوتصصه‪ ،‬فأصصصابها فحملت بابراهيصصم»‪« .‬كان رسصصول ال (ص) يعجصصب‬
‫بماريصة‪ ،‬وكانصت بيضاء جعدة جميلة‪ ،‬فأنزلهصا وأختهصا على أم سصليم بنصت ملحان‪ ،‬فدخصل عليهصا رسصول ال (ص)‪،‬‬
‫فعرض عليهما السلم‪ ،‬فأسلمتا هناك‪ ،‬فوطئ مارية بالملك‪ ،‬وحولها إلى مال له بالعالية‪ ،‬وكان من أموال بني‬
‫النضير‪ ،‬فكانت فيه في الصيف‪ ،‬وفي خرافة النخل»(‪. )155‬‬
‫الصراع العتيادي‪:‬‬
‫كالعادة‪ ،‬تقول عائشصة‪« :‬مصا غرت مصن امرأة إل دون مصا غرت على ماريصة‪ ،‬وذلك أنهصا كانصت جميلة مصن‬
‫النسصاء‪ ،‬جعدة‪ ،‬فأعجصب بهصا رسصول ال (ص)‪ ،‬وكان أنزلهصا أول مصا قدم بهصا‪ ،‬بيصت الحارث بصن نعمان‪ .‬وكانصت‬
‫جارتنصا‪ .‬وكان رسصول ال (ص) عامّة الليصل والنهار عندهصا‪ .‬قذعنصا لهصا‪ ،‬فجزعصت‪ ،‬فحوّلهصا إلى العاليصة‪ ،‬وكان‬
‫يختلف إليهصا هناك‪ ،‬وكان ذاك أشدّ علينصا‪ ،‬ثصم رزقصه ال منهصا الولد‪ ،‬وحرمنصا منصه»(‪. )156‬إذن‪ ،‬لقصد «ثقلت ماريصة‬
‫على نساء النبي (ص)‪ ،‬وغرن عليها‪ ،‬ول مثل عائشة»(‪. )157‬‬
‫سورة التحريم‪:‬‬
‫(‪)158‬‬
‫‪ ،‬فصصي تفسصصيره لليتيصصن الولى والثانيصصة مصصن سصصورة التحريصصم‪:‬‬ ‫يقول الزمخشري فصصي‬
‫«روي أن رسصول ال (ص) خل بماريصة فصي يوم عائشصة‪ ،‬وعلمصت بذلك حفصصة‪ ،‬فقال لهصا‪ :‬اكتمصي عليصّ‪ ،‬وقصد‬
‫حرّمصت ماريصة على نفسصي‪ ،‬وأبشّرك أن أبصا بكصر وعمصر يملكان بعدي أمصر أمتصي!!! فأخصبرت بصه عائشصة وكانتصا‬
‫متصادقتين‪.‬وقيل‪ :‬خل بها في يوم حفصة‪ ،‬فأرضاها بذلك‪ ،‬واستكتمها فلم تكتم‪ ،‬فطلّقها واعتزل نساءه‪ ،‬ومكث‬
‫تسصعاً وعشريصن ليلة فصي بيصت ماريصة‪ .‬وروي أنّص عمصر قال لهصا‪ :‬لو كان فصي آل الخطاب خيصر لمصا طلّقصك! فنزل‬
‫جبريل (ع)!‪ ،‬وقال‪ :‬راجعها فإنها صوامة قوامة‪ ،‬وإنها لمن نسائك في الجنة»‪.‬‬
‫وفصي روايصة تنسصب لبصن عباس‪ ،‬يقال‪« :‬خرجصت حفصصة مصن بيتهصا‪ ،‬وكان يوم عائشصة‪ ،‬فدخصل رسصول ال‬
‫(ص) بماريصة القبطيصة بصبيت حفصصة‪ .‬فجاءت حفصصة والباب مجاف(‪ ، )159‬فدفعتصه حتصى خرجصت الجاريصة! فقالت‪:‬‬
‫أما إني قد رأيت ما صنعت! فقال‪ :‬اكتمي علي‪ ،‬وهي عليّ حرام! فانطلقت حفصة إلى عائشة‪ ،‬فأخبرتها‪ ،‬فأنزل‬
‫ال‪« :‬يصا أيهصا النصبي لم تحرّم مصا أح ّل ال»! فأمصر‪ ،‬فكفّر(‪ )160‬عصن يمينصه‪ ،‬وحبصس نسصاءه»(‪ . )161‬ويقال إن النصبي‬
‫«أعتق رقبة في تحريم مارية»(‪. )162‬‬
‫وتقول روايصة منسصوبة لبصي هريرة‪« :‬دخصل رسصول ال (ص) بماريصة القبطيصة بصبيت حفصصة بنصت عمصر‪،‬‬
‫فوجدتهصا معصه‪ ،‬فقالت‪ :‬يصا رسصول ال! فصي بيتصي وتفعصل هذا بصي مصن دون نسصائك(‪ ! )163‬فقال‪ :‬فإنهصا عليّص حرام أن‬
‫أمس صّها يصصا حفصصصة! أل أبشّرك؟! فقالت‪ :‬بلى! قال‪ :‬يلي هذا المصصر مصصن بعدي أبصصو بكصصر‪ ،‬ويليصصه مصصن بعده أبوك‪،‬‬
‫واكتمصي هذا عل يّ‪ .‬فخرجت حتى أتت عائشة‪ ،‬فذكرت ذلك كلّه‪ ،‬وفيه قوله‪ :‬وكان أدى السصرور أن حرّمهصا على‬
‫نفسه‪ ،‬فأنزل ال تعالى‪« :‬يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل ال لك»»(‪. )164‬‬
‫(‪ )165‬الرواية الولى التالية‪« :‬خرجت حفصة من بيتها‪ ،‬فبعث رسول ال إلى‬ ‫يقدّم ابن سعد في‬
‫جاريتصه‪ ،‬فجاءتصه فصي بيصت حفصصة [فصي نصص آخصر‪« :‬أرسصل رسصول ال إلى ماريصة‪ ،‬فظ ّل معهصا فصي بيصت حفصصة‪،‬‬
‫وضاجعهصا»](‪ ، )166‬فدخلت عليصه حفصصة وهصي معصه فصي بيتهصا‪ ،‬فقالت‪ :‬يصا رسصول ال! فصي بيتصي وفصي يومصي وعلى‬
‫فراشصي! فقال رسصول ال‪ :‬اسصكتي! فلكِص ال ل أقربهصا ول تذكريصه! فذهبصت حفصصة فأخصبرت عائشصة(‪ ، )167‬فصصأنزل ال‪:‬‬
‫«يا أيها النبي ل َم تحرم ما أحل ال لك» [تحريم ‪ .]1‬فكان ذلك التحريم حللً‪ ،‬ثم قال‪« :‬قد فرض لكم تحلية إيمانكم»‬
‫(تحريم ‪ .)2‬فكفّر رسول ال عن يمينه حين آلى‪ ،‬ثم قال‪« :‬وإذ أس ّر النبي إلى بعض أزواجه شيئاً»‪ ،‬يعني‪ :‬حفصة!‬
‫«فلمصا نبأت بصه»‪ :‬حيصن أخصبرت بصه عائشصة! «وأظهره ال عليصه عرّف بعضصه وأعرض عصن بعصض‪ ،‬فلمصا نبأهصا بصه»‪،‬‬
‫يعنصي‪ :‬حفصصة لمصا أخصبره ال‪ ،‬قالت حفصصة‪« :‬مصن أنبأك هذا؟ قال‪ :‬نبأنصي العليصم الخصبير‪ .‬إن تتوبصا إلى ال فقصد صصغت‬
‫قلوبكما»‪ ،‬يعني‪ :‬حفصة وعائشة! «وإن تظاهرا عليه»‪ ،‬لعائشة وحفصة»(‪. )168‬‬
‫تقول رواية ثانية(‪ )169‬لبن سعد‪« :‬خرجت حفصة من بيتها‪ ،‬وكان يوم عائشة‪ .‬فدخل رسول ال بجاريته‬
‫وهي مخمّر وجهها‪ ،‬فقالت حفصة لرسول ال‪ :‬أما إني قد رأيت ما صنعت! فقال لها رسول ال‪ :‬فاكتمي عل يّ‬
‫وهي حرام(‪ . )170‬فانطلقت حفصة إلى عائشة‪ ،‬فأخبرتها وبشّرتها بتحريم القبطية؛ فقالت له عائشة‪ :‬أما يومي‬
‫فتعرس فيصه بالقبطيصة! وأمصا سصائر نسصائك فتسصلّم لهصن أيامهصن! فأنزل ال‪« :‬وإذ أسصرّ النصبي إلى بعصض أزواجصه‬
‫حديثاً»‪ :‬لحفصة؛ «فلما نبأت به وأظهره ال عليه‪ ،‬عرّف بعضه وأعرض عن بعض‪ ،‬فلما نبأها به قالت‪ :‬من‬
‫أنبأك هذا؟ قال‪ :‬نبأني العليم الخبير! إن تتوبا فقد صغت قلوبكما»‪ ،‬يعني‪ :‬حفصة وعائشة! «فإن ال هو موله‬
‫وجبريصل وصصالح المؤمنيصن بعصد ذلك ظهيصر‪ ،‬عسصى ربصه إن طلقكصن» [تحريصم ‪ .]4-3‬فتركهمصا رسصول ال (ص)‬
‫تسصصعاً وعشريصصن ليلة‪ ،‬ثصصم نزل‪« :‬يصصا أيهصصا النصصبي لِمصَ تحرّم مصصا أحصصل ال لك‪ ،‬تبتغصصي مرضاة أزواجصصك وال غفور‬
‫رحيم» (تحريم ‪ !)1‬فأمر‪ ،‬فكفّر يمينه وحبس نساءه عليه»‪ .‬لكن القرطبي بعد ذكره لرواية مشابهة‪ ،‬يضيف‬
‫أن النصبي « هصم بطلقهصا [حفصصة]‪ ،‬حتصى قال له جبريصل‪ :‬ل تطلقهصا فإنهصا صصوامة قوامصة وإنهصا مصن نسصائك فصي‬
‫(‬
‫الجنة! فلم يطلقها»(‪ . )171‬من ناحية أخرى‪ ،‬يؤكد الطبري أن النبي جازاها « على ذلك من فعلها بأن طلقها »‬
‫‪. )172‬‬
‫‪ ،‬روايصة تلقصي ببعصض الضوء على تفاصصيل إضافيصة‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫يقدّم لنصا ابصن كثيصر(‪ ، )173‬فصي‬
‫«بدء الحديصث فصي شأن أم ابراهيصم‪ ،‬ماريصة القبطيصة‪ ،‬أصصابها النصبي (ص) فصي بيصت حفصصة‪ ،‬فصي نوبتهصا‪ ،‬فوجدت‬
‫حفصصة‪ ،‬فقالت‪ :‬يصا نصبي ال‪ ،‬لقصد جئت إلي شيئاً مصا جئت إلى أحصد مصن أزواجصك! فصي يومصي وفصي دوري وعلى‬
‫فراشي!! فقال‪ :‬أل ترضين أن أحرّمها فل أقربها‍‍؟ قالت‪ :‬بلى! فحرّمها‪ ،‬وقال لها‪ :‬ل تذكري ذلك لحد! فذكرته‬
‫لعائشصة‪ ،‬فأظهره ال عليه‪ ،‬فأنزل ال تعالى‪« :‬يا أيهصا النبي‪ ،‬لم تحرّم ما أحلّ ال لك‪ ،‬تبتغصي مرضاة أزواجصك»‬
‫(تحريصصصم ‪ .)1‬فبلغنصصصا أن رسصصصول ال (ص) كفّصر عصصن يمينصصصه‪ ،‬وأصصصاب جاريتصصه»‪ .‬وتقول روايصصة أخرى مصصن‬
‫(‪« : )174‬دخلت حفصصة على النصبي (ص) وهصو يطصأ ماريصة‪ ،‬فقال لهصا رسصول ال (ص)‪:‬‬
‫ل تخصبري عائشصة حتصى أبشّرك ببشارة! إن أباك يلي هذا المصر بعصد أبصي بكصر إذا أنصا مصت!!! فذهبصت‪ ،‬فأخصبرت‬
‫عائشة‪ ...‬فقالت عائشة‪ :‬ل أنظر إليك حتى تحرّم مارية!!! فحرّمها‪ ،‬فأنزل ال تعالى‪.»...‬‬
‫(‪ )175‬الحكايصصة ذاتهصصا بأسصصلوب مختلف‪ ،‬فيقول‪« :‬كانصصت حفصصصة وعائشصصة‬ ‫يقدّم الطصصبري فصصي‬
‫متحابتيصن‪ ...‬فذهبصت حفصصة إلى أبيهصا‪ ،‬فتحدّثصت عنده‪ ،‬فأرسصل النصبي (ص) إلى جاريتصه‪ ،‬فظلّت معصه فصي بيصت‬
‫حفصة‪ .‬وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة‪ .‬فرجعت حفصة(‪ ، )176‬فوجدتهما في بيتها‪ ،‬فجعلت تنتظر خروجها‪.‬‬
‫وغارت غيرة شديدة‪ ،‬فأخرج رسصول ال (ص) جاريتصه‪ .‬ودخلت حفصصة‪ ،‬فقالت‪ :‬قصد رأيصت مصن كان عندك‪ ،‬وال‬
‫لقد سوءتني! فقال النبي (ص)‪ :‬وال إني لرضينك‪ ،‬فإني مسرّ إليك سراً‪ ،‬فاحفظيه! قالت‪ :‬وما هو؟! قال‪ :‬إني‬
‫أشهدك أن سصرّتي هذه عل يّ حرام رضا لك‪ .‬وكانصت حفصة وعائشة تظاهران على نسصاء النبي (ص)‪ .‬فانطلقصت‬
‫حفصصة إلى عائشصة‪ ،‬فأسصرّت إليهصا(‪ ، )177‬أن ابشري‪ ،‬إن النصبي (ص) حرّم عليصه فتاتصه‪ .‬فلمصا أُخصبرت بسصر النصبي‬
‫(ص)‪ ،‬أظهر ال ع ّز وجل النبي (ص)‪ ،‬فأنزل على رسوله لما تظاهرتا عليه‪« :‬يا أيها النبي لم تحرّم» ‪ -‬إلى‬
‫قوله تعالى ‪« -‬وهو العليم الحكيم»»‪ .‬ويضيف في رواية أخرى عن أبي عثمان‪ « ،‬أن النبي (ص) دخل بيت‬
‫حفصصة‪ ،‬فإذا هصي ليسصت ثصم‪ ،‬فجاءتصه فتاتصه [ماريصة]‪ ،‬فألقصى عليهصا سصتراً‪ ،‬فجاءت حفصصة‪ ،‬فقعدت له على الباب‬
‫حتى قضى رسول ال (ص) حاجته‪ ،‬فقالت‪ :‬وال‪ ،‬لقد سوتني‪ ،‬جامعتها في بيتي‪. )178(»...‬‬
‫إذن‪ ،‬فالمرأتان اللتان تظاهرتان على رسصول ال‪ ،‬كمصا قال عمصر بصن الخطاب(‪ )179‬لبصن عبّاس‪ ،‬همصا «عائشصة‬
‫وحفصصة»(‪ . )180‬ويدعصم ذلك ابصن كثيصر حيصن يقول‪ ،‬إن آيصة «إن تتوبصا إلى ال فقصد صصغت قلوبكمصا» [تحريصم ‪ ]4‬نزلت‬
‫ل للذين‬ ‫في «عائشة وحفصة»(‪ . )181‬ويؤكد الزمخشري(‪ )182‬أن الية العاشرة من سورة التحريم‪ ،‬التي تضرب مث ً‬
‫كفروا‪ ،‬امرأة نوح وامرأة لوط(‪ ، )183‬هصصي «تعريصصض بأمّصي المؤمنيصصن المذكورتيصصن فصصي أوّل السصصورة [أي‪ :‬عائشصصة‬
‫وحفصة]‪ ،‬وما فرط منهما من التظاهر على رسول ال (ص) بما كرهه‪ ،‬وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده‪ ،‬لما‬
‫فصي التمثيصل مصن ذكصر الكفصر‪ ...‬والتعريصض بحفصصة(‪ )184‬أرجصح‪ ،‬لن امرأة لوط أفشصت عليصه‪ ،‬كمصا أفشصت على رسصول‬
‫ال»‪ .‬ويقول القرطبي مفسرًا الية‪ « :‬إن تتوبا‪ :‬يعني حفصة وعائشة‪ .‬فقد صغت قلوبكما‪ :‬أي زاغت ومالت عن‬
‫الحق‪ ،‬وهو أنهما أحبتا ما كره النبي (ص) من اجتناب مارية واجتناب العسل‪ ،‬وكان (ع) يحب العسل والنساء‪ .‬وإن‬
‫تظاهرا عليه‪ :‬أي تتظاهرا وتتعاونا على النبي (ص) بالمعصية واليذاء »(‪. )185‬‬
‫لماذا اعتزل النبي نساءه؟‬
‫إذا أسصصقطنا أسصصطورة المغافيصصر المتناقضصصة‪ ،‬والتصصي تبدو وكأنهصصا لُفّقصصت للتغطيصصة على أحداث أخرى‪ ،‬فإن‬
‫اعتزال النبي زوجاته شهراً‪ ،‬كما أشار ابن الجوزي(‪ ، )186‬له أحد سببين‪ :‬الوّل‪ ،‬تصرفات عائشة وحفصة مع‬
‫النبي بعد انفضاح أمره مع مارية؛ والثاني‪ ،‬رفض زينب لحصتها من ذبيحة عائشة‪ ،‬الذي أشرنا إليه في فصل‬
‫عائشة وزينب‪ .‬لكن سياق الحديث يوحي أنّ السبب الول هو القرب للمنطق‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فحتى لو أثبتنا بالدليل‬
‫القاطع أن السبب الول هو الباعث على العتزال‪ ،‬تبقى لدينا مهمّة التوفيق بين تلك الروايات المتضاربة حول‬
‫العتزال‪ ،‬والتي ل سبيل بأية حال للتوفيق بينها‪.‬‬
‫ل مسصندًا لبن عباس‪ ،‬يقول فيصه الخيصر‪« :‬لم أزل حريصصًا أن‬ ‫فعلى سصبيل المثال‪ ،‬أورد الترمذي(‪ )187‬حديثًا طوي ً‬
‫أسأل عمر [بن الخطاب] عن المرأتين من أزواج النبي (ص) اللتين قال ال ‪ -‬عز وجل ‪[ -‬عنهما]‪« :‬إن تتوبا إلى‬
‫ال فقد صغت قلوبكما‪ ...‬وإن تظاهرا عليه فإن ال موله»‪ ...‬فقال‪ :‬هي عائشة وحفصة‪ ...‬ثم أنشأ يحدثني الحديث‪،‬‬
‫فقال‪ :‬كنصا معشصر قريصش نغلب النسصاء‪ ،‬فلمصا وصصلنا المدينصة وجدنصا قومًا تغلبهصم نسصاؤهم‪ ،‬فطفصق نسصاؤنا يتعلمصن مصن‬
‫نسصائهم‪ ،‬فتغضصصب عليّص امرأتصصي يوماً‪ ،‬فإذا هصصي تراجعنصي‪ ،‬فقالت‪ :‬مصا تنكصصر مصن ذلك‪ ،‬فوال إن أزواج النصبي (ص)‬
‫يراجعنصصه‪ ،‬وتهجره إحداهصصن اليوم إلى الليصصل‪ ...‬وكان لي جار مصصن النصصصار‪ ...‬فجاءنصصي يوماً‪ ،‬فقال‪ :‬طلّق رسصصول ال‬
‫(ص) نسصاءه‪ ...‬انطلقصت حتصى دخلت على حفصصة‪ ،‬فإذا هصي تبكصي‪ ،‬فقلت‪ :‬أطلّقكصن رسصول ال؟ قالت‪ :‬ل أدري‪ ،‬هصو ذا‬
‫معتزل فصي هذه المشربصة‪ ...‬فدخلت‪ ...‬فقلت‪ :‬يصا رسصول ال‪ ،‬أطلّقصت نسصاءك؟ قال‪ :‬ل! قلت‪ :‬ال أكصبر! لقصد رأيتنصا يصا‬
‫رسول ال‪ ،‬وكنا معشر قريش نغلب النساء‪ ،‬فلما قدمنا المدينة‪ ...‬فقلت لحفصة‪ :‬أتراجعين رسول ال (ص)؟ قالت‪:‬‬
‫نعصم! وتهجره إحدانصا اليوم إلى الليصل! فقلت‪ :‬قصد خابصت مصن فعلت ذلك منكصن وخسصرت! أتأمصن إحداكصن أن يغضصب ال‬
‫عليهصا لغضصب رسصوله‪ ،‬فإذا هصي قصد هلكصت؟! فتبسصّم النصبي‪ ،‬فقلت لحفصصة‪ :‬ل تراجعصي رسصول ال (ص) ول تسصأليه‬
‫شيئاً‪ ،‬وسصليني مصا بدا لك‪ ،‬ول يغرنّك إن كانصت صصاحبتك [عائشصة] أوسصم منصك وأحصب إلى رسصول ال (ص)‪ ...‬قالت‬
‫ي النبي (ص)‪ ،‬فبدأ بي‪ ،‬قال‪ :‬إنّي ذاكر لك شيئًا فل تعجّلي حتى‬ ‫[عائشة]‪ :‬فلما مضت تسع وعشرون يوماً‪ ،‬دخل عل ّ‬
‫تستأمري أبويك‪ ...‬ثم قرأ هذه الية‪« :‬يا أيها النبي قل لزواجك»‪ ...‬قالت [عائشة]‪ :‬علم ‪ -‬وال ‪ -‬أن أبوي لم يكونا‬
‫يأمرانصي بغرامتصه! فقلت‪ :‬أفصي هذا أسصتأمر أبوي؟ فإنصي أريصد ال ورسصوله والدار الخرة‪ ...‬يصا رسصول ال! ل تخصبر‬
‫أزواجك أني اخترتك! فقال النبي (ص)‪ :‬إنما بعثني ال مبلّغا ولم يبعثني متعنتاً»(‪. )188‬‬
‫إذن‪ ،‬فقصد هجصر النصبي نسصاءه شهراً لنهصن كصن يراجعنصه‪ ،‬فصي حيصن وجدناه سصابقاً يهجرهصن بسصبب حكايصة‬
‫ماريصة وحفصصة وعائشصة‪ .‬فهصل هجرهصن أكثصر مصن مرة؛ أم أن الحكايصة السصابقة لفّقصت ‪ -‬كالعادة ‪ -‬للتغطيصة على‬
‫حكايته الشهيرة مع مارية؟‪.‬‬
‫فصي نصص لبصن كثيصر(‪ ، )189‬نجصد أنّص المال هصو لبّص المشكلة‪ .‬وهنصا‪ ،‬يقول النصبي لعمصر عصن نسصائه‪« :‬هصن حولي‬
‫يسألنني النفقة! فقام أبو بكر (رض) إلى عائشة ليضربها! وقام عمر إلى حفصة! كلهما يقولن‪ :‬تسألن النبي ما‬
‫ليصس عنده!!! فنهاهصن رسصول ال (ص) ‪ ،‬فقلن‪ :‬وال ل نسصأل رسصول ال (ص) بعصد هذا المجلس مصا ليصس عنده‪،‬‬
‫وأنزل ال الخيار»‪.‬‬
‫(‪)190‬‬
‫نصصاً مشابهاً‪ ،‬يقول فيصه عمصر بصن الخطاب‪« :‬فخرجتُص فلقيصت أبصا بكصر الصصديق‪ ،‬فحدثتصه‬ ‫يقدّم ابصن سصعد‬
‫ن شيئاً‪ ،‬فل تسألنه ما ل يجد‪ ،‬انظري‬ ‫الحديث‪ ،‬فدخل على عائشة‪ ،‬فقال‪ :‬قد علمت أن رسول ال ل يدّخر عنك ّ‬
‫حاجتصك فاطلبيهصا إليصّ! وانطلق عمصر إلى حفصصة‪ ،‬فذكصر لهصا مثصل ذلكصن ثصم اتبعصا أمهات المؤمنيصن‪ ،‬فجعل يذكران‬
‫لهصن مثصل ذلك‪ ،‬حتصى دخل على أم سصلمة‪ ،‬فقال لهصا مثصل ذلك‪ ،‬فقالت‪ ... :‬مصن نسصأل إذا لم نسصأل رسصول ال؟ هصل‬
‫يدخصل بينكمصا وبيصن أهليكمصا أحصد؟‪ ...‬فقال أزواج النبي (ص) لم سصلمة‪ :‬جزاك ال خيرًا حين فعلت مصا فعلت‪ ،‬مصا‬
‫قدرنصصا أن نردّ عليهمصصا شيئاً‪ ...‬فأنزل ال فصصي ذلك‪« :‬يصصا أيهصصا النصصبي قصصل لزواجصصك إن كنتصصن تردن الحياة الدنيصصا‬
‫وزينتهصا فتعاليصن أمتعكصن وأسصرحكن سصراحاً جميلً» [أحزاب ‪ ،]28‬يعنصي‪ :‬متعصة الطلق؛ ويعنصي بتسصريحهن‪:‬‬
‫تطليقهن طلقاً جميلً! «وإن كنتن تردن ال ورسوله والدار الخرة تخترن ال ورسوله فل تنكحن بعده أحداً»‬
‫[أحزاب ‪ .»]29‬وتستكمل القصة كالسابق‪ .‬وتنتهي بتعليق عائشة حين دخل النبي عليهن بعد تسع وعشرين‬
‫يوماً‪ ،‬وكان أقسصصم أن ل يدخصصل عليهصصن شهراً‪« :‬لقصصد أقسصصمت أن ل تدخصصل علينصصا شهراً»‪ .‬وكان رد النصصبي‪ ،‬بأن‬
‫الشهر تسع وعشرون يوماً(‪. )191‬‬
‫ونظصل نتسصاءل‪ :‬هصل كان ابتعاده عصن نسصائه شهراً مرتبطاً بسصورة التحريصم أم بالحزاب‪ ،‬ومصا هصو السصبب‬
‫الفعلي لذلك ‪ -‬تظل الجوبة السلمية مشوشة؟!‬
‫ابراهيم بين مارية‪ ...‬وعائشة‪:‬‬
‫رغصصم أسصصطول النسصصاء الجميلت الشابات اللواتصصي كصصن يملن حجرات البيصصت النبوي‪ ،‬فالنصصبي لم يرزق‬
‫بولد منهصن قصط ‪ -‬فصي حيصن أنجصب‪ ،‬كمصا تزعصم المصصادر السصلمية‪ ،‬عدداً ل بأس بصه مصن الولد مصن المرأة‬
‫الكهلة التصي كانصت زوجتصه الولى‪ :‬خديجصة بنصت خويلد‪ .‬المفاجأة هنصا‪ ،‬هصو أن تلك الجاريصة الجميلة الشابصة‬
‫وحدهصا أنجبصت مصن النصبي طفله الخيصر‪ :‬ابراهيصم‪ .‬ففصي السصنة الثامنصة للهجرة‪ ،‬أي بعصد وصصولها إلى المدينصة‬
‫(‬
‫بعام تقريباً‪« ،‬ولدت مارية ابراهيم‪ ،‬وغار نساء النبي (ص) وعظم عليهن‪ ،‬حين رزقت مارية منه ولداً»‬
‫‪. )192‬‬
‫رغم معاناة عائشة الهائلة من مأساة الفك قبل عامين على ولدة ابراهيم‪ ،‬فهي لم تتوان للحظة‪ ،‬بدافع‬
‫الحسصد على الرجصح‪ ،‬عصن رمصي القبطيصة بصه ‪ -‬خاصصة وأنهصا كانصت تسصكن بعيداً عصن المقصر النبوي‪ ،‬وأن رفيقهصا‬
‫ل عصن عائشصة‪ ،‬قدّم ابصن سصعد(‪ )193‬الروايصة القائلة‪« :‬لمّا ولد ابراهيصم‪ ،‬جاء‬
‫مابور كان يتردّد عليهصا باستمرار‪ .‬نق ً‬
‫به رسول ال إليّ؛ فقال‪ :‬انظري إلى شبهه بي‪ .‬فقلت‪ :‬ما أرى شبهاً!!! فقال رسول ال (ص)‪ :‬أل ترين بياضه‬
‫ولحمصه؟ فقلت‪ :‬إنصه مصن قصصر عليصه اللقاح ابيضّص وسصمن‪[ .‬أو]‪ :‬مصن سصقي ألبان الضان سصمن وابيضصّ‪ .‬وكانصت‬
‫لرسول ال (ص) قطعة غنم تروح عليه‪ ،‬ولبن لقاح له‪ .‬فكان جسمه وجسم مارية حسناً»(‪. )194‬‬
‫(‪ ، )195‬يقال‪« :‬لمّا اسصتبان حملهصا [ماريصة]‪ ،‬جزعصت [عائشصة]‬ ‫وفصي‬
‫مصن ذلك‪ ،‬فسصكت رسصول ال (ص)‪ ،‬فلم يكصن لهصا لبصن‪ ،‬فاشترى لهصا ضأنصة لبون ًا تغذّى منهصا الصصبي‪ ،‬فصصلح إليصه‬
‫جسصصمه وحسصصن لونصصه‪ ...‬فجاءتصصه ذات يوم تحمله على عاتقهصصا‪ ،‬فقال‪ :‬يصصا عائشصصة‪ ،‬كيصصف تريصصن الشبصصه؟ فقلت‬
‫[عائشصة] أنصا وغيري‪ :‬مصا أرى شبهاً! فقال‪ :‬ول اللحصم؟! فقلت‪ :‬لعمري مصن تغذى بألبان الضأن يحسصن لحمصه»‪.‬‬
‫وفي نص آخر‪« :‬حملني ما يحمل النساء من الغيرة‪ ،‬أن قلت‪ :‬ما أرى شبهاً»(‪. )196‬‬
‫إذن! لقصد اتهمصت عائشصة ماريصة بالزنصا‪ ،‬وإن بطريقصة غيصر مباشرة! ولم يكصن على السصاحة رجصل يمكصن‬
‫اتهامصصه سصصوى مابور‪ .‬وكالعادة‪ ،‬جاء النفصصي حاسصصماً على يدي علي‪ ،‬عدو عائشصصة اللدود‪ .‬روى محمصصد بصصن‬
‫الحنفية عن أبيه علي‪« :‬كان قد كثّر على مارية القبطية‪ ،‬أم ابراهيم‪ ،‬ابن عم لها كان يزورها [أو‪« :‬كان‬
‫قبطصي يأوي إليهصا‪ ،‬ويأتيهصا بالماء والحطصب‪ ،‬فقال الناس فصي ذلك‪ :‬علج يدخصل على علجصة! فبلغ ذلك رسصول‬
‫ال (ص)»(‪ ،] )197‬فقال لي النصصبي (ص)‪ :‬خصصذ السصصيف‪ ،‬فلمصصا اقبلت نحوه‪ ،‬عرف أنّصي أريده‪ ،‬فأتصصى نخلة‪،‬‬
‫فرقصي إليهصا‪ ،‬ثصم رمصى بنفسصه على قفاه‪ ،‬وشفصر برجليصه‪ ،‬فإذا هصو أجبصّ أمسصح‪ ،‬ماله ممّا للرجال قليصل ول‬
‫كثيصصر‪ ...‬فغمدت السصصيف‪ ،‬ورجعصصت إلى النصصبي (ص)»(‪ . )198‬ويروي أنصصس ابصصن مالك القصصصة بتبديصصل طفيصصف‪،‬‬
‫فيقول‪« :‬ظاهصر هذا الحديصث أن علياً (رض) أراد قتله؛ وقصد روي فصي حديصث آخصر صصريحاً‪ ،‬وأن رسصول ال‬
‫(ص)‪ ،‬قال له‪ :‬يا علي! خذ السيف‪ ،‬فإن وجدته عندها فاقتله! فكيف يجوز القتل على التهمة؟!»(‪. )199‬‬
‫يقدم ابصن قيصم الجوزيصة(‪ )200‬القصصة ذاتهصا‪ ،‬لكنصه يسصتبدل هنصا عليّص بصن أبصي طالب بعمصر ابصن الخطاب‪ ،‬مسصنداً‬
‫الخبر إلى ابنه عبد ال بن عمر‪ .‬وينهي المسألة على النحو التالي‪« :‬فلما رأى عمر (رض)‪ ،‬رجع إلى رسول‬
‫ال (ص)‪ ،‬فأخصبره‪ ،‬فقال‪ :‬إن جبريصل أتانصي فأخصبرني أنّص ال عصز وجصل قصد برّأهصا وقريبهصا ممصا وقصع فصي نفسصي‪،‬‬
‫وبشّرني أنّ في بطنها غلماً وأنه أشبه الخلق بيّ!!! وأمرني أن أسميه ابراهيم»(‪. )201‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬فالقصة التي بطلها علي‪ ،‬تعطي جبريل أيض ًا دوراً مطمئن ًا حين يأتي النبي‪ ،‬ليقول له‪:‬‬
‫«السصصلم عليصصك يصصا أبصصا ابراهيصصم! فاطمأن رسصصول ال (ص) إلى ذلك»(‪ . )202‬وربمصصا أن هذا شكّل السصصاس الذي‬
‫اعتمده بعصض الشيعصة فصي اعتبار «أن البراءة فصي سصورة النور هصي فصي السصيدة ماريصة القبطيصة ل فصي السصيدة‬
‫عائشة»(‪. )203‬‬
‫تخبرنصا عائشصة‪ ،‬أخيراً‪« :‬لقصد توفصي ابراهيصم‪ ،‬ابصن رسصول ال‪ ،‬وهصو ابصن ثمانيصة عشصر شهراً‪ ،‬فلم يُصصل‬
‫عليه»(‪. )204‬‬
‫ط‬
‫عائشة ‪...‬وباقي نساء النبي‬
‫عائشة ‪...‬وأم حبيبة بنت أبي سفيان‬
‫ل نعرف الكثير عن علقة عائشة بأم حبيبة‪ .‬لكن حدث ًا هاماً‪ ،‬هو قتل معاوية‪ ،‬أخو أم حبيبة‪ ،‬لمحمد بن‬
‫أبصصي بكصصر ‪ ،‬أخصصي عائشصصة‪ ،‬وإحراقصصه إياه فصصي بطصصن حمار ميصصت ! فجّصر نار الصصصراعات بيصصن الضرّتيصصن‪ .‬يقول‬
‫(‪ ، )205‬على سبيل المثال‪« :‬أمرت أم حبيبة بنت أبي سفيان بكبش مشوي‪ ،‬وقالت‪ :‬هكذا شوي‬
‫أخوك [ لبصصصد أن نلحصصصظ ‪ -‬بالمناسصصصبة ‪ -‬أن صصّ الثنتيصصصن تحملن فصصصي التراث السصصصلمي اللقصصصب التقديسصصصي «أم‬
‫المؤمنين»]!!! فلم تأكل عائشة شواء حتى لحقت بال عز وجل» ‪ .‬وفي رواية أخرى(‪ ، )206‬قالت لها عائشة‪:‬‬
‫«قاتل ال ابنة العاهرة!!! وال ل أكلت شواء بعده أبداً» ‪.‬‬

‫عائشة ‪...‬وزينب بنت خزيمة‬


‫يخبرنصا الزمخشري(‪ )207‬أن عائشصة «كانصت تسصخر مصن زينصب بنصت خزيمصة الهلليصة‪ :‬وكانصت قصصيرة‪ .‬وعصن‬
‫ابصن عبّاس (رض)‪ ،‬أنّهصا ربطصت حقويهصا بسصبيبة‪ ،‬وسصدلت طرفهصا خلفهصا‪ ،‬وكانصت تجرّه‪ .‬فقالت عائشصة لحفصصة‪:‬‬
‫انظري ما تج ّر خلفها كأنّه لسان كلب» ‪.‬‬
‫مكائد عائشة للواتي حاول النبي الزواج بهن‬
‫تتبدّى أخلق عائشصة‪ ،‬بأوضصح مايمكصن‪ ،‬فصي تعاملهصا مصع النسصوة اللواتصي أراد النصبي الزواج بهصن‪ :‬ولم يتمّص‬
‫هذا الزواج ‪ -‬لسصبب أو لخصر‪ .‬فقصد اسصتعملت عائشصة كلّ مصا هصو مباح وغيصر مباح لفشال خططصه‪ .‬وكانصت تقول‪،‬‬
‫محذّرة نسصائه الخريات‪« :‬قصد وضصع يده فصي الغرائب يوشكصن أن يصصرفن وجهصه عنّا»(‪ . )208‬لقصد اختُلف كثيراً‪،‬‬
‫كالعادة‪ ،‬فصصي أسصصماء هؤلء النسصصوة والحوادث المتعلّقصصة بهصصن‪.‬ومصصن ركام هذا الخلط المبعثصصر‪ ،‬اسصصتطعنا‪ ،‬بشصصق‬
‫النفس‪ ،‬سلّ السماء والحوادث التالية‪:‬‬
‫أسماء بنت النعمان الجونية‪ ...‬وعائشة‪:‬‬
‫يقول أبصو أسصيد السصاعدي‪« :‬تزوج رسصول ال (ص) أسصماء بنصت النعمان الجونيصة‪ ،‬فأرسصلني‪ ،‬فجئت بهصا‪،‬‬
‫فقالت حفصصة لعائشصة‪ :‬أخضبيهصا أنتصِ‪ ،‬وأنصا أمشطهصا! ففعلتصا‪ ،‬ثصم قالت لهصا إحداهمصا‪ :‬إن النصبي (ص) يعجبصه مصن‬
‫المرأة إذا دخلت عليصه‪ ،‬أن تقول‪ :‬أعوذ بال منصك!!!‪ ...‬فلمصا دخلت عليصه‪ ،‬وأغلق الباب‪ ،‬وأرخصى السصتر‪ ،‬مدّ يده‬
‫إليهصا‪ ،‬فقالت‪ :‬أعوذ بال منصك! فقال رسصول ال (ص) لكمّه على وجهصه‪ ،‬فاسصتتر بصه‪ ،‬وقال‪ :‬عذت بمعاذ! ثلث‬
‫مرات! ثم خرج إلى أبي أسيد‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا أسيد‪ ،‬ألحقها بأهلها ومعها برازقيتين! يعني‪ :‬كرباسين‪[ .‬وطلّقها]‬
‫فكانصت تقول‪ :‬ادعونصي الشقيصة‪ .‬وقال ابصن عمصر‪ :‬قال هشام بصن محمصد‪ :‬فحدثنصي زهيصر بصن معاويصة الجعفصي‪ :‬إنهصا‬
‫ماتصت كمداً»(‪« . )209‬وكانصت تقول‪ :‬خدعصت»(‪ . )210‬وإذا كان صصغر سصن عائشصة وحفصصة وغيرتهمصا يصبرران لهمصا ‪-‬‬
‫إلى حد ما ‪ -‬كذبهما ومكائدهما وأخلقهما‪ ،‬فكيف نبرّر موقف النبي من هذه البريئة التي أودت بها تلك الخديعة‬
‫إلى الموت كمداً؟!‬
‫لم تهتصم عائشصة لموت هذه البريئة بسصبب مصا حصصل لهصا ‪ -‬ولم يكصن ذلك بالمصر السصهل فصي مجتمصع معقصد ضصد‬
‫النسصاء‪ :‬ك ّل مصا كان يهمهصا تسصلطها على البيصت النبوي‪ .‬وهكذا‪ ،‬نقصل عنهصا قولهصا (‪ )211‬عصن أسصماء‪« :‬كانصت مصن أجمصل‬
‫النساء‪ ،‬فخفن أن تغلبهن عليه‪ ،‬فقلن لها»(‪ )212‬ما قلن‪ .‬جمال أسماء قتلها‪ .‬وكان قد ذكر أنها «لما قدمت المدينة‪...‬‬
‫دخل عليها نساء الحي فرحين بها‪ ،‬وخرجن من عندها‪ ،‬فذكرن جمالها‪ ،‬فشاع بالمدينة قدومها»(‪. )213‬‬
‫الكلبية‪ ...‬وعائشة‪:‬‬
‫هنالك عدة نساء من بني كلب‪ ،‬تميّزن أيضًا بالجمال‪ ،‬قيل إن النبي خطط للزواج منهن‪ ،‬لكن مخططاته فشلت‬
‫كلها‪ .‬وهؤلء النسوة‪ ،‬هن‪ :‬فاطمة بنت الضحاك‪ ،‬عمرة بنت زيد‪ ،‬عالية بنت ظبيان‪ ،‬سنا بنت سفيان‪ ،‬وشراف أخت‬
‫دحية الكلبي‪ .‬وهن إما كلبية واحدة اختلف في اسمها؛ أو مجموعة من نساء من بني كلب لكل واحدة قصة غير‬
‫قصة صاحبتها‪.‬‬
‫تذكصر إحدى الروايات أنصه «يوم أراد رسصول ال (ص) أن يخطصب لنفسصه شراف أخصت دحيصة الكلبصي‪ ،‬وذلك أنصه‬
‫(ص) بعصث عائشصة تنظصر إليهصا‪ ،‬فذهبصت ثصم رجعصت‪ ،‬فقال لهصا رسصول ال (ص)‪ :‬مصا رأيتصِ؟ فقالت‪ :‬مصا رأيصت طائلً!!!‬
‫فقال لها رسول ال‪ :‬لقد رأيت خا ًل تجدها أقشعرت منه ذوائبك! فقالت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬ما دونك سرّ‪ ،‬ومن يستطيع‬
‫أن يكتمصك!»(‪ . )214‬ويقال أيضاً‪« ،‬إن الكلبيصة لمصا دخلت على النصبي (ص)‪ ،‬قالت‪ :‬أعوذ بال منصك!!! فقال رسصول ال‬
‫(ص)‪ :‬لقد عذت بعظيم ‪ -‬الحقي بأهلك»(‪. )215‬‬
‫مليكة الليثية‪ ...‬وعائشة‪:‬‬
‫وكانت هذه ‪ -‬كالعادة ‪« -‬تذكر بجمال بارع‪ ،‬فدخلت عليها عائشة (رض)‪ ،‬فقالت‪ :‬أما تستحين أن تنكحي‬
‫قاتل أبيك!! [يعني النبي]! فاستعاذت من رسول ال (ص)‪ ،‬فطلقها‪ ،‬فجاء قومها النبي (ص)‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول‬
‫ال! إنهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصغيرة‪ ،‬وإنهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا‬
‫ل رأي لها‪ ،‬وإنها خدعت‪ ،‬فارتجعها‪ .‬فأبى رسول ال (ص)»(‪ . )216‬وكان أبوها قد قتل على يد خالد بن الوليد‬
‫يوم الفتح‪ - .‬لكن‪ :‬من الذي أوحى لها بالستعاذة؛ ومن الذي خدعها ‪ -‬وكيف؟!!!‬
‫أم شريك‪ ...‬وعائشة‪:‬‬
‫أم شريك‪ ،‬هي إحدى اللواتي وهبن أنفسهن للنبي؛ وكالعادة‪« ،‬كانت جميلة‪ ،‬وقد أسنت‪ ،‬فقالت‪ :‬إني أهب‬
‫نفسصي لك‪ ،‬وأتصصدق!!! بهصا عليصك! فقبلهصا النصبي (ص)‪ .‬فقالت عائشصة‪ :‬مصا فصي امرأة حيصن تهصب نفسصها لرجصل‬
‫خير! قالت أم شريك‪ :‬فأنا تلك! فسمّاها ال!!! مؤمنة‪ ،‬فقال‪« :‬وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي» [أحزاب‬
‫‪ .]50‬فلما نزلت هذه الية‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬إن ال يسرع لك في هواك»(‪. )217‬‬

‫‪IV‬‬
‫وفاة النبي‪ ...‬وعائشة‬
‫تقول إحدى الروايات‪ ،‬إن النبي اشتد مرضه «في بيت ميمونة‪ ،‬فجمع نساءه‪ ،‬فاستأذنهن أن يمرض في‬
‫بيت عائشة»(‪« )1‬فأذن له»(‪.)2‬‬
‫رغصم أن فاطمصة‪ ،‬كمصا رأينصا‪ ،‬كانصت حليفصة الحزب المناوئ لعائشصة وحزبهصا‪ ،‬فعائشصة تزعصم‪ ،‬أنصه «لمصا مرض‬
‫رسصول ال مرضصه الذي توفصي فيصه‪ ،‬طافصت فاطمصة على نسصائه‪ ،‬تقول‪ :‬إن رسصول ال يشصق عليصه أن يطوف عليكصن!‬
‫فقلن‪ :‬هو في حل‪ .‬فكان يكون في بيت عائشة»(‪ . )3‬وتقول رواية أخرى‪ ،‬ل ذكر فيها لفاطمة‪« :‬لما ثقل رسول ال‬
‫(ص) فصي مرضصه الذي توفصي فيصه‪ ،‬قال‪ :‬أيصن أنصا غداً؟ قالوا‪ :‬عنصد فلنة! قال‪ :‬أيصن بعصد غصد؟ قالوا‪ :‬عنصد فلنة! فعرف‬
‫أزواجه أنه يريد عائشة‪ ،‬فقلن‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬قد وهبنا أيامنا لختنا عائشة»(‪. )4‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬لدينا نصوص تناقض ماسبق‪ ،‬تؤكد أن النبي كان «قد ه مّ أن يطلّق من نسائه‪ ،‬فلما رأين ذلك‪،‬‬
‫جعلنه في حلّ يؤثر من يشاء منهن على من يشاء‪ ...‬فكان يؤثر عائشة وزينب»(‪ . )5‬وفي قول منسوب لعلي‪،‬‬
‫نلحظ أنه «لم يمت رسول ال (ص) حتى أح ّل له أن يتزوج من النساء ما شاء‪ ،‬وهو قوله «ترجئ من تشاء‬
‫منهن» [أحزاب ‪ . )6(»]51‬والحديث ذاته مروي عن عائشة أيضاً(‪. )7‬‬
‫حول سصاعات النصبي الخيرة‪ ،‬تقدّم عائشصة روايات كثيرة‪ ،‬سصوف نلحصظ لحقاً أن هنالك مصن يكذّبهصا‪ :‬تقول‬
‫إحدى الروايات‪ ،‬نقلً عنها‪« :‬كان رسول ال (ص)‪ ،‬إذا مرّ ببابي مما يلقي الكلمة ينفع ال عز وجل‪ .‬فم ّر ذات‬
‫يوم‪ ،‬فلم يقصل شيئاً‪ ،‬ثصم مرّ أيضاً‪ ،‬فلم يقصل شيئ ًا ‪ -‬مرتين أو ثلثاً‪ .‬قلت‪ :‬يصا جاريصة! ضعصي لي وسصادة على الباب!‬
‫وعصصبت رأسصي‪ .‬فمرّ بصي‪ ،‬فقال‪ :‬يصا عائشصة مصا شأنصك؟ فقلت‪ :‬أشتكصي رأسصي! فقال‪ :‬أنصا‪ ،‬ورأسصاه! فلم يلبصث إل‬
‫يسصيراً‪ ،‬حتصى جيصء بصه محمولً فصي كسصاء‪ ،‬فدخصل علي‪ ،‬وبعصث إلى النسصاء‪ ،‬فقال‪ :‬إنصي قصد اشتكيصت‪ ،‬وإنصي ل‬
‫أسصتطيع أن أدور بينكصن‪ ،‬فأذن لي‪ ،‬فلكصن عنصد عائشصة أو صصفية‪ .‬ولم أمرض أحداً قبله؛ فبينمصا رأسصه ذات يوم‬
‫على منكبي‪ ،‬إذ مال رأسه نحو رأسي‪ ،‬فظننت أنه يريد من رأسي حاجة‪ ،‬فخرجت من فيه نطفة باردة‪ ،‬فوقعت‬
‫على ثغرة نحري‪ ،‬فاقشعصر لهصا جلدي‪ ،‬فظننصت أنصه غشصي عليصه‪ ،‬فسصجيته ثوباً‪ ،‬فجاء عمصر والمغيرة ابصن شعبصة‪،‬‬
‫فاسصتأذنا‪ ،‬فأذنصت لهمصا‪ ،‬وجذبصت إليّص الحجاب‪ ،‬فنظصر عمصر إليصه‪ ،‬فقال‪ :‬واغشياه‪ ،‬مصا أشصد مصا غشصي رسصول ال‬
‫(ص)! ثصم قامصا‪ ،‬فلمصا دنوا مصن الباب‪ ،‬قال المغيرة‪ :‬يصا عمصر‪ ،‬مات رسصول ال (ص)‪ .‬قال‪ :‬كذبصت‪ ،‬بصل أنصت رجصل‬
‫تحوسصصك فتنصصة؛ إن رسصصول ال (ص) ل يموت حتصصى يفنصصي ال عصصز وجصصل المنافقيصصن‪ .‬ثصصم جاء أبصصو بكصصر‪ ،‬فرفعصصت‬
‫الحجاب‪ ،‬فنظر إليه‪ ،‬فقال‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون! مات رسول ال (ص)‪. )8(»...‬‬
‫ل عصن عائشصة أيضاً‪« :‬مات رسصول ال (ص) فصي بيتصي ويومصي‪ ،‬وبيصن‬
‫تقول روايصة أخرى أكثصر شهرة‪ ،‬نق ً‬
‫سصحري ونحري‪ ،‬فدخصل عبصد الرحمصن بصن أبصي بكصر‪ ،‬ومعصه سصواك رطصب‪ ،‬فظننصت أن له فيصه حاجصة‪ ...‬فأخذتصه‪،‬‬
‫فمضغتصه ونفضتصه وطيبتصه‪ ،‬ثصم دفعتصه إليصه‪ ،‬فاسصتن كأحسصن مصا رأيتصه مسصتناً قط‪ ،‬ثصم ذهصب يرفعصه إلي‪ ،‬فسصقط من‬
‫يده‪ ،‬فأخذت أدعصو ال عصز وجصل بدء كان يدعصو بصه جبريصل (ع)؛ وكان هصو يدعصو بصه إذا مرض‪ ،‬فلم يدع بصه فصي‬
‫مرضصه ذلك‪ ،‬فرفصع بصصره إلى السصماء‪ ،‬وقال‪ :‬الرفيصق العلى‪ ،‬الرفيصق العلى! يعنصي وفاضصت نفسصه! فالحمصد ل‬
‫الذي جمع بين ريقي وريقه آخر يوم من أيام الدنيا»(‪. )9‬‬
‫وفي رواية ثالثة‪ ،‬تقول عائشة أيضاً‪« :‬مات في اليوم الذي كان يدور فيه عليّ في بيتي‪ ،‬فقبضه ال وإن‬
‫رأسه بين نحري وسحري‪ ،‬وخالط ريقه ريقي»(‪. )10‬‬
‫كان عمرها‪ ،‬آنذاك‪ ،‬كما أشرنا‪« ،‬ثمان عشرة سنة»(‪ )11‬تقريباً‬

‫القسم الثاني‬

‫عائشة‪ ...‬والخلفاء‬

‫‪1‬‬
‫عائشة‪ ...‬زمن أبي بكر وعمر‬
‫كانصت خلفتصا أبصي بكصر وعمصر‪ ،‬المرحلة الهدأ فصي حياة عائشصة‪ - .‬وكان هذا طصبيعياً‪ .‬فقصد حقّقصت عائشصة‬
‫أثناءهصصا الكثيصصر ممصصا كانصصت تطمصصح إليصصه‪ ،‬معنوياً ومادياً‪ :‬فأبوهصصا كان يمسصصك بزمام الخلفصصة‪ ،‬وهصصي «اسصصتقلت‬
‫بالفتوى»؛ وتميّزها المادي عن بقية نساء النبي تشهد عليه مصادر كثيرة‪.‬‬
‫»‪ ،‬إلى الكيفية التي صار‬ ‫لقد أشرنا في كتابنا‪« ،‬‬
‫بهصا أبصو بكصر خليفصة‪ .‬وقصد قامصت عائشصة بدور هام فصي بصث أحاديصث‪ ،‬ل نعرف مدى دقتهصا‪ ،‬تأييداً لخلفصة والدهصا‪،‬‬
‫وانتقامًا ‪ -‬وهذا أهم ‪ -‬من ألدّ أعدائها‪ :‬عليّ بن أبي طالب‪.‬‬
‫ففصي فضصل أبصي بكصر‪ ،‬تروي عائشصة أحاديصث كثيرة‪ .‬مصن ذلك ‪ ،‬زعمهصا أنهصا قالت للنصبي‪ ،‬مرّة‪« :‬يصا رسصول‬
‫ال‪ ،‬أكلّ الناس تقف للحساب يوم القيامة؛ قال‪ :‬نعم‪ ،‬إل أبا بكر‪ ،‬فإن شاء مضى‪ ،‬وإن شاء وقف»(‪. )1‬‬
‫لقصد اسصتغلّت عائشصة حدث موت النصبي أفضصل اسصتغلل‪ ،‬لتقديصم حكايصا غيصر مؤكّدة داعمصة لخلفصة أبيهصا‪ .‬مصن‬
‫ل عنهصا‪« :‬لمصا مرض رسصول ال (ص) مرضصه الذي مات فيصه ‪ -‬وقال أبصو‬ ‫ذلك‪ ،‬مثلً‪ ،‬مصا أورده ابصن ماجصة(‪ )2‬نق ً‬
‫معاويصة‪ :‬لمصا ثقصل‪ -‬جاء بلل يؤذنصه بالصصلة ‪ ،‬فقال‪ :‬مروا أبصا بكصر‪ ،‬فليصصلّ بالناس؛ قلنصا‪ :‬يصا رسصول ال‪ ،‬إن أبصا‬
‫بكصر رجصل أسصيف ‪ -‬تعنصي‪ :‬رقيصق ‪ -‬ومتصى مصا يقوم مقامصك يبكصي‪ ،‬فل يسصتطيع‪ ،‬فلو أمرت عمصر‪ ،‬فصصلّى بالناس!‬
‫فقال‪ :‬مروا أبصا بكصر‪ ،‬فليصصلّ‪ ،‬فإنكصن صصواحب يوسصف! فأرسصلنا إلى أبصي بكصر‪ ،‬فصصلّى بالناس‪ .‬فوجصد رسصول ال‬
‫(ص) فصي نفسصه خفّة‪ ،‬فخرج إلى الصصلة يهادي بيصن رجليصن‪ ،‬ورجله تخطان فصي الرض‪ .‬فلمصا أحصس بصه أبصو‬
‫بكر‪ ،‬ذهب ليتأخر‪ .‬فأومئ إليه النبي (ص) أن مكانك؛ فجاء حتى أجلساه إلى جنب أبي بكر‪ .‬فكان أبو بكر يأتم‬
‫بالنبي (ص)‪ ،‬والناس يأتمون بأبي بكر»‪.‬‬
‫وفي رواية أخرى(‪ )3‬منقولة عن عبد ال بن عمر‪ ،‬نجد عائشة تقول للنبي‪« :‬إن أبا بكر رجل رقيق كثير‬
‫البكاء حيصن يقرأ القرآن‪ ،‬فمصر عمصر‪ ،‬فليصصلّ بالناس‪ .‬فراجعتصه عائشصة بمثصل مقالتهصا‪ ،‬فقال رسصول ال (ص)‪:‬‬
‫ليصلّ بالناس أبو بكر! إنكن صواحب يوسف»‪.‬‬
‫وتدّعصي عائشصة‪ ،‬أن النصبي قالهصا لهصا فصي مرضصه الخيصر‪« :‬ادعصي أبصا بكصر أباك‪ ،‬وأخاك‪ ،‬حتصى أكتصب كتاباً‪،‬‬
‫فإني أخاف أن يتمنى متمنٍ‪ ،‬ويقول قائل‪ :‬أنا أولى! ويأبى ال والمؤمنون إل أبا بكر»(‪. )4‬‬
‫ويروى عنهصا أيضاً‪ ،‬أنصه «لمّا ثقصل رسصول ال (ص)‪ ،‬قال لعبصد الرحمصن بصن أبصي بكصر‪ :‬ائتنصي بكتصف ولوح‬
‫حتى أكتب لبي بكر‪ ،‬ل يختلف عليه! فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم‪ ،‬قال‪ :‬أبى ال والمؤمنون أن يختلف عليك‪،‬‬
‫أبا بكر»(‪ . )5‬لكن‪ :‬ألم يكن بين كلّ المسلمين من يستأهل حمل هذه المهمّة المصيرية غير عبد الرحمن الذي لم‬
‫يكن عطر السمعة اسلمياً بأية حال؟‬
‫مصن أحاديصث كهذه‪ ،‬يمكصن أن نتلمصس محاولة عائشصة كصي تظهصر أنّص النصبي هصو الذي اختار أبصا بكصر إماماً‬
‫بعده‪ ،‬وأنها من ناحيتها كانت معترضة على ذلك!‬
‫كما أشرنا‪ ،‬فالكلم عن عائشة شبه نادر في حقبة خلفة أبي بكر‪ :‬فمن جهة‪ ،‬كانت عائشة ذاتها هادئة‬
‫وقصصد تحقصصق لهصصا أقصصصى مصصا تشتهصصي؛ ومصصن جهصصة أخرى‪ ،‬كانصصت خلفصصة أبصصي بكصصر ملى بالصصصراعات الداخليصصة‬
‫والمصاعب الكبيرة‪ :‬حدث السقيفة وخروج سعد بن معاذ على الخليفة؛ والحروب التي شنت ضد ك ّل من ارتدّ‬
‫عن الدين أو رفض خلفة أبي بكر من العرب ‪ -‬وعبّر عن ذلك بامتناعه عن دفع الزكاة‪.‬‬
‫عمر بن الخطاب‪ ...‬وعائشة‬
‫ومات أبصو بكصر‪ ،‬و «أقامصت عائشصة عليصه النوح‪ ،‬فنهاهصن عصن البكاء عمصر‪ ،‬فابيصن أن ينتهيصن‪ ،‬فقال لهشام‬
‫بن الوليد‪ :‬ادخل‪ ،‬فأخرج لي ابنة أبصي قحافصة‪ ،‬أخصت أبي بكصر! فقالت عائشة لهشام حيصن سمعت ذلك مصن عمر‪:‬‬
‫إنّي أحرّج عليك بيتي! فقال عمر لهشام‪ :‬ادخل فقد أذنت ل كَ‪ .‬فدخل هشام‪ ،‬فأخرج إليه فروة بنت أبي قحافة‪،‬‬
‫فعلها بالدرة ضربات‪ ،‬فتفرّق النوح حين سمعن ذلك»(‪.)6‬‬
‫كذلك‪ ،‬فمصن المتعارف عليصه عموماً‪ ،‬أن عمصر بصن الخطّاب منصع زوجات النصبي ‪ -‬وضمنهصن عائشصة ‪ -‬مصن‬
‫الحج والعمرة‪ .‬ولم يسمح لهن بذلك حتى سنته الخيرة‪.‬‬
‫مقابل هذا الحزم غير المبرّر الذي أظهره عمر بن الخطّاب تجاه عائشة‪ ،‬فقد استخدم أيضًا الوجه الخر‬
‫للعملة فاسصتطاع اسصتقطاب أم المؤمنيصن‪ ،‬كمصا لم يسصتقطبها أحصد قبله‪ .‬ويبدو أن ابصن الخطّاب كان يعرف نقطتصي‬
‫ضعفهصا الكصبيرتين‪ :‬السلطة والمادة‪:‬فمن ناحيصة‪ ،‬كمصا أشرنا من قبل‪« ،‬استقلت [عائشة] بالفتوى في عهصد أبصي‬
‫بكر وعمر وعثمان‪ ،‬وهلّم جرا‪ ،‬إلى أن ماتت»(‪)7‬؛ ومن ناحية أخرى‪ ،‬يخبرنا كثير من المصادر السلمية‪ ،‬أن‬
‫عمصر ابصن الخطاب «فرض لمهات المؤمنيصن عشرة آلف‪ ،‬وزاد عائشصة ألفيصن؛ وقال‪ :‬إنهصا حبيبصة رسصول ال‬
‫(ص)»(‪ .)8‬أما اللواتي «جرى عليهن الملك‪ ،‬فلم يحظين حتى باللف العشرة»(‪« ،)9‬فقد فرض لهما [جويرية‬
‫وصفية] في ستة آلف ستة آلف»(‪ - )10‬دون أن يكون لديه أي سند شرعي لذلك‪.‬‬
‫أموال‪ ...‬أموال‪ ...‬أموال!!!‬
‫تذكر الروايات أنّه «قدم درج من العراق‪ ،‬فيه جوهر إلى عمر‪ ،‬فقال لصحابه‪ :‬أتدرون ما ثمنه؛ فقالوا‪:‬‬
‫ب رسول ال إياها؟ فقالوا‪ :‬نعم‪ .‬فبعث‬
‫ل! ولم يدروا كيف يقسمونه! فقال‪ :‬أتأذنون أن أرسل به إلى عائشة‪ ،‬لح ّ‬
‫به إليها‪ .‬فقالت‪ :‬ماذا فتح ال على عمر بن الخطاب‪ ،‬اللهم ل تبقين عطية لقابل»(‪.)11‬‬
‫هذا كلّه كان يخلق نوعاً مصصن التذمّر فصصي صصصفوف الجماعصصة السصصلمية الولى‪ .‬تقول إحدى الروايات‪ ،‬إنصّ‬
‫عمصر بصن الخطاب «كان يعطصي مصن بيصت المال مصا ل يجوز‪ ،‬حتصى أنصه كان يعطصي عائشصة وحفصصة عشرة آلف‬
‫درهصم‪ ،‬ومنصع أهصل البيصت خمسصهم الذي يجري مجرى الواصصل إليهصم مصن قبصل رسصول ال (ص)»(‪ .)12‬بصل يُقال إن‬
‫‪« :‬روي أنصصّ عمصصر بصصن‬ ‫عائشصصة ذاتهصصا احتجصصت مرة على هذا «اللعدل»(‪ )13‬العمري؛ ورد فصصي‬
‫الخطاب (رض) بعث إلى أزواج رسول ال (ص)‪ ،‬فقالت عائشة (رض)‪ :‬أإلى كلّ أزواج رسول ال (ص) بعث‬
‫ن رسول ال‬
‫عمر مثل هذا؟ قالوا‪ :‬ل! بعث إلى القرشيات بمثل هذا وإلى غيرهن غيره‪ .‬فقالت‪ :‬إرفع رأسك‪ ،‬فإ ّ‬
‫(ص) كان يعدل بيننا في القسمة بماله ونفسه! فرجع الرسول‪ ،‬فأخبره‪ ،‬فأت مّ لهن جميعاً»(‪ .)14‬مع ذلك فهذا لم‬
‫يمنصصع أن يكون رضصصى عائشصصة على خلفصصة عمصصر كاملً‪ .‬سصصئلت ذات مرّة‪« :‬مصصن كان رسصصول ال مسصصتخلفاً لو‬
‫اسصتخلفه؟ قالت‪ :‬أبصو بكصر! فقيصل لهصا‪ :‬ثصم مصن بعصد أبصي بكصر؟ قالت‪ :‬عمصر! ثصم قيصل لهصا‪ :‬مصن بعصد عمصر؟ قالت‪ :‬أبصو‬
‫عبيدة بن الجراح‪ .‬ثم انتهت إلى هذا»(‪.)15‬‬
‫الحج الخير‪ ...‬والول!‬
‫عام وفاتصه‪ 23 ،‬هصص‪ ،‬اسصتأذن نسصاء النصبي عمصر بصن الخطاب فصي الحصج‪ ،‬باسصتثناء سصودة وزينصب‪ ،‬اللتيصن لم‬
‫تحجصا بعصد النصبي‪ ،‬وقالتصا‪ :‬ل يحرّكنصا ظهصر بعيصر! وقالت سصودة‪ :‬قصد حججصت واعتمرت‪ ،‬فأنصا أقعصد فصي بيتصي (‪ )16‬كمصا‬
‫أمرني ال‪ .‬فأمر عمر لهن‪ ،‬وأمر بجهازهن‪ ،‬فحملن في الهوادج‪ ،‬عليهم الكسية الخضر ‪ -‬الطيالسة الخضر ‪-‬‬
‫وهن حجرة من الناس‪ ،‬وبعث معهن عبد الرحمن بن عوف‪ ،‬وعثمان بن عفّان‪.‬‬
‫كان التحريص على نساء النبي‪ ،‬وهنّ في طريقهن إلى الحج‪ ،‬مبالغاً به‪ - .‬وليس هذا بالمر غير العادي‪،‬‬
‫خاصصة إذا مصا أخذنصا بعيصن العتبار تحايصل عائشصة على النصص الدينصي لدخال الرجال عليهصا ‪ -‬كمصا سصنلحظ فصي‬
‫بحث الحجاب ورضاع الكبير ‪ -‬وتداولها العلني والصريح للحاديث الجنسية مع الكثير من الرجال‪.‬‬
‫لكننصا نتسصاءل أيضاً‪ ،‬هصل كان ابصن الخطاب‪ ،‬فصي تحريصصه المبالغ بصه هذا‪ ،‬يضصع نصصب عينيصه محنصة الفصك‬
‫وصفوان وقصة طلحة بن عبيد ال مع عائشة (راجع الفصل المتعلق بذلك لحقاً) ‪ -‬هذا ما وصلنا على القل ‪-‬‬
‫خاصصة وأن إمكانيصة التصبريء انتهصت مصع توقصف الوحصي وانفصصال الملئكصي عصن البشري‪ ،‬مرة وإلى البصد؟! فقصد‬
‫«كان عثمان يسصير على راحلة أمامهصن‪ ،‬وينادي‪ :‬أل يدنصو إليهصن أحصد‪ ،‬ول ينظصر إليهصن أحصد! فل يدع أحداً يدنصو‬
‫منهصن ول يراهصن إل مصن مدّ البصصر‪ .‬فإذا دنصا منهصن أحصد‪ ،‬يصصيح‪ :‬إليصك؟! إليصك؟! وكان عبصد الرحمصن [بصن عوف]‬
‫يسير على راحلته من ورائهن‪ ،‬يفعل مثل ذلك»(‪.)17‬‬
‫وفي رواية المسور بن مخرمة‪ ،‬يقال‪« :‬ربما رأيت الرجل ينيخ على الطريق لصلح رحل أو بعض ما‬
‫يصصلح مصن جهازه‪ ،‬فيلحقصه عثمان وهصو أمام أزواج النصبي (ص)‪ ،‬فإذا كان الطريصق سصعة‪ ،‬أخصذ يميصن الطريصق أو‬
‫يساره؛ فيبعد عنه؛ وإن لم يجد سعة‪ ،‬وقف ناحية حتى يرحل الرجل أو يقضي حاجته‪ .‬وقد رأيته يلقي الناس‬
‫مقبليصن فصي وجهصه مصن مكصة على الطريصق‪ ،‬فيقول لهصم‪ :‬يمنصة أو يسصرة! فينيخهصم حتصى يكونوا مدّ البصصر حتصى‬
‫يمضيصن؛ وكصن ينزلن مصع عمصر كلّ منزل‪ ،‬وكانصا ينزلن بهصن فصي الشعاب وينزلن فصي فيصء الشعاب‪ ،‬ول يتركان‬
‫أحداً يمصر عليهصن»(‪ .)18‬وفصي روايصة أخرى‪« :‬ينزلن بصصدر الشعصب‪ ،‬وينزلن بذنصب الشعصب‪ ،‬ول يصصعد إليهصن‬
‫أحد؛ [وفي ثالثة]‪:‬ينزلهن في الشعب الذي ليس له منفذ؛ [أو]‪ :‬وقد ستروا عليهن الشجر من كلّ ناحية»(‪.)19‬‬
‫وفاة عمر‪ ...‬وعائشة‪:‬‬
‫بعد أن طُعن عمر‪ ،‬وقبيل وفاته‪ ،‬قال لبنه‪« :‬يا عبيد ال‪ ...‬انطلق إلى عائشة‪ ،‬أم المؤمنين‪ ،‬فقل [لها]‪:‬‬
‫يقرأ عليكِص عمصر السصلم‪ ...‬وقصل‪ :‬يسصتأذن عمصر أن يدفصن مصع صصاحبيه [النصبي وأبصي بكصر فصي حجرتهصا]‪ .‬فسصلّم‪،‬‬
‫فاسصتأذن‪ ،‬ثصم دخصل عليهصا‪ ،‬فوجدهصا قاعدة تبكصي‪ ،‬فقال‪ ،‬يقرأ عليصك عمصر بصن الخطاب السصلم‪ ،‬ويسصتأذن أن يدفصن‬
‫مصع صاحبيه‪ .‬فقالت‪ :‬كُنصت أريده لنفسصي‪ ،‬ولؤثرن بصه على نفسصي‪ .‬فلمصا أقبصل‪ ...‬قال [عمصر] مصا لديك؟ قال‪ :‬الذي‬
‫تحبّص يصا أميصر المؤمنيصن‪ ،‬أحبّص إلي منه»(‪ .)20‬وكان عمر قصد «استأذن فصي حياتصه [مصن عائشصة] فأذنصت له‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫دعوها‪ ،‬فإني أخشى أن تكون لي لسلطاتي»(‪.)21‬‬
‫والغريصب أن عائشصة‪ ،‬وهصي التصي كانصت ترضصع الرجال مصن قريباتهصا كصي يحرموا عليهصا بزعصم الرضاع كمصا‬
‫سصنلحظ تفصصيلياً لحقاً‪ ،‬صصارت تتحجّب لوجود رجصل غريصب‪ ،‬هصو عمصر بصن الخطاب‪ ،‬فصي حجرتهصا‪ :‬رغصم أن هذا‬
‫الغريب‪ ...‬ميت!!! تقول عائشة‪« :‬ما زلت أضع خماري وأتفضّل في ثيابي في بيتي حتى دفن عمر بن الخطاب‬
‫فيصه‪ ،‬فلم أزل متحفظصة فصي ثيابصي حتصى بنيصت بينصي وبيصن القصبر جداراً‪ ،‬فتفضّلت بعصد»(‪ .)22‬وفصي روايصة أخرى‪:‬‬
‫ت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول ال (ص) وأبي (رض)‪ ،‬وأضع ثوبي‪ ،‬وأقول‪ :‬إنما هو زوجي وأبي‪،‬‬ ‫«كن ُ‬
‫(‪)23‬‬
‫فلما دفن عمر (رض)؛ وال ما دخلته إ ّل مشدودة عليّ ثيابي‪ ،‬حياء من عمر (رض)» ‪.‬‬
‫بيتهصصا بالذات‪ ،‬بيصت عائشصصة‪ ،‬كان الموضصع الذي اختاره عمصر لنتخاب الخليفصة الجديصصد‪« .‬قال عمصصر لهصصل‬
‫الشورى‪ :‬اجتمعوا إلى حجرة عائشة‪ ،‬بإذنها‪ ،‬فتشاوروا‪ ،‬واختاروا منكم رجلً»(‪.)24‬‬
‫‪II‬‬
‫عثمان بن عفّان‪ ...‬وعائشة‬
‫ل شصك أن علقصة عائشصة بعثمان بصن عفان‪ ،‬الخليفصة الثالث‪ ،‬هصي واحدة مصن أصصعب العلقات ‪ -‬ظاهريًا ‪ -‬فهمًا‬
‫وأكثرهصا عصصيّا على التحليصل‪ .‬فالروايات التصي تتحدّث عصن علقتهصا بصه فصي نصصف خلفتصه الول نادرة‪ .‬فصي حيصن أن‬
‫الروايات حول تلك العلقة في نصف خلفته الثاني كثيفة ومتراكمة ‪ -‬وأحياناً‪ :‬متناقضة ‪ -‬إلى ح ّد محرج‪ .‬مع ذلك‪،‬‬
‫فقليل من الغوص في أعماق تلك العلقة يمكن أن يكشف الكثير من خفاياها وتناقضاتها‪.‬‬
‫النصف الوّل من خلفته‪:‬‬
‫كمصا سصبق وأشرنصا‪ ،‬فقصد منصع عمصر بصن الخطّاب نسصاء النصبي عصن الحصج والعمرة‪ ،‬حتصى سصنته الخيرة‪ ،‬حيصث‬
‫حججصن معصه؛ ولمّا توفصي عمصر وولي عثمان‪ ،‬اجتمصع نسصاء النصبي ‪ -‬عائشصة وأم سصلمة وميمونصة وأم حبيبصة ‪-‬‬
‫وأرسلن إليه يستأذنه في الحج‪ .‬فقال‪ :‬قد كان عمر بن الخطاب فعل ما رأيتن‪ ،‬وأنا أحج بكن‪ ،‬فمن أراد منكن‬
‫أن تحج‪ ،‬فأنا أحج بها‪ .‬فجمع بهن عثمان جميعاً‪ ،‬إل امرأتين‪ :‬زينب بنت جحش‪ ،‬توفيت في خلفة عمر‪ ،‬ولم‬
‫يحج بها عمر‪ ،‬وسودة بنت زمعة‪ ،‬لم تخرج من بيتها بعد النبي(‪.)1‬‬
‫يقول ابن قتيبة الدينوري‪« :‬كان عثمان (رض) ست سنين من وليته‪ ،‬وهو أحبّ إلى الناس من عمر بن‬
‫الخطاب (رض)(‪ ،)2‬وكان عمصر رجلً شديداً(‪ )3‬قصد ضيّق على قريصش أنفاسصها‪ ،‬لم ينصل معصه أحصد مصن الدنيصا شيئاً‪،‬‬
‫إعظاماً له وإجللً‪ ،‬وتأسصصيساً بصصه واقتداء‪ ،‬فلمصصا وليهصصم عثمان‪ ،‬ولى رجصصل ليصصن‪[...‬وكان عثمان يخطصصب بالقوم‪،‬‬
‫فيقول]‪ :‬أيهصا الناس‪ ،‬اغدوا على أعطياتكصم! فيأخذونهصا وافيصة؛ اغدوا على كسصوتكم! فيغدون‪ ،‬فيجاء بالكسصوة‪،‬‬
‫فتقسم بينهم‪ ...‬يا معشر المسلمين‪ ،‬اغدوا عن السمن والعسل!‪ ...‬يا معشر المسلمين‪ ،‬اغدوا على الطيب!‪...‬‬
‫فلم يزل المال متوفراً‪ ،‬حتصصى لقصصد بيعصصت الجاريصصة بوزنهصصا ورقاً‪ ،‬وبيصصع الفرس بعشرة آلف دينار‪ ،‬وبيصصع البعيصصر‬
‫بألف‪ ،‬والنخلة الواحدة بألف»(‪.)4‬‬
‫كان عثمان يقارن نفسصه بعمصر‪ .‬ويزعصم أن قسصوة عمصر هصي سصبب سصكوت الناس عنصه‪ ،‬فصي حيصن أنهصم لم‬
‫يجترأوا على عثمان إل للينصه‪« :‬لقصصد عبتصصم عليصّ أشياء ونقمتصصم أموراً قصد أقررتصصم لبصصن الخطاب مثلهصصا‪ ،‬ولكنصصه‬
‫وقمكصم وقمعكصم ولم يجترئ أحصد يمل بصصره منصه ول يشيصر بطرفصه إليصه»(‪ .)5‬وفصي نصص آخصر‪« :‬ولكنصه وطئكصم‬
‫برجله وضربكم بيده وقمعكم بلسانه‪ ،‬فدنتم له على ما أحببتم أو كرهتم»(‪.)6‬‬
‫في النصف الول من خلفة عثمان‪ ،‬كانت عائشة تبث أحاديث في مدحه؛ من ذلك‪ ،‬قولها‪« :‬استأذن أبو‬
‫بكر رسول ال (ص)‪ ،‬وأنا معه في مرط واحد‪ ...‬فأذن له! فقضى إليه حاجته‪ ،‬وهو معي في المرط‪ ،‬ثم خرج؛‬
‫ثصم اسصتأذن عليصه عمصر‪ ،‬فأذن له‪ ،‬فقضصى إليصه حاجتصه على تلك الحال‪ ،‬ثصم خرج؛ فاسصتأذن عليصه عثمان‪ ،‬فأصصلح‬
‫عليه ثيابه وجلس‪ ،‬فقضى إليه حاجته‪ ،‬ثم خرج!‪ ...‬فقلت له‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬استأذن عليك أبو بكر فقضى إليك‬
‫حاجته على حالك تلك؛ ثم استاذن عليك عمر فقضى إليك حاجته على حالك تلك؛ ثم استأذن عليك عثمان فكأنك‬
‫احتفظصت‪ .‬فقال‪ :‬إن عثمان رجصل حيصي‪ ،‬ولو أذنصت له على تلك الحال‪ ،‬خشيصت أل يقضصي إلي حاجتصه»(‪ .)7‬وفصي‬
‫رواية أخرى أنه قال لعائشة‪ ،‬حين أراد عثمان الدخول عليهما‪« :‬اجمعي عليك ثيابك!»(‪ .)8‬وفي رواية أخرى‪،‬‬
‫نجصد عائشصة تسصأله حيصن اراد عثمان الدخول عليهمصا‪« :‬يصا رسصول ال‪ ،‬اسصتأذن عليصك أبصو بكصر وعمصر‪ ،‬فأذنصت‬
‫لهمصا‪ ،‬وأنصت على حالك‪ ،‬فلمصا اسصتأذن عثمان‪ ،‬أرخيصت عليصك ثيابصك؟ فقال‪ :‬يصا عائشصة‪ ،‬أل أسصتحي مصن رجصل ‪-‬‬
‫وال! ‪ -‬إن الملئكة تستحي منه»(‪.)9‬‬
‫لكصن أسصئلة كثيرة تتدافصع ذاتياً‪ ،‬تحيصط الروايات السصابقة بنوع مصن الريبصة‪ .‬فقصد دخصل عمصر بصن الخطاب على‬
‫النبي وعائشة ‪ -‬بحسب الرواية ‪ -‬معه في المرط؛ ولما أراد عثمان الدخول عليهما‪ ،‬طلب منها النبي أن تجمع‬
‫عليها ثيابها‪ :‬فكيف كانت حالة عائشة حين دخل عمر‪ ،‬وهل يعقل أن يدخل عليها في تلك الحالة‪ ،‬في حين أنها‬
‫كانت تحتجب منه وهو ميت‪ ،‬كما لحظنا في الفصل السابق؟!‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬فروايات كثيرة تحبل بها التراثيات السلمية‪ ،‬تظهر دون أدنى لبس‪ ،‬أن عثمان كان سليط‬
‫اللسان؛ فقد نقل عنه أنه قال لعمّار بن ياسر‪« :‬يا عاض أير أبيه» (‪)10‬؛ وشتمه أيضًا بقوله‪« :‬يا ابن المتكاء»(‪- )12‬‬
‫ل كهذا حييًا إلى درجة أن الملئكة ذاتها‬ ‫والمتكاء هي البظراء المفضاة التي ل تمسك البول‪ :‬فهل يعقل أن يكون رج ً‬
‫كانت تستحي منه؟‬
‫خطأ البداية‪:‬‬
‫رغصم كلّ روايات فضائل عثمان وحجزه لموضصع فصي جنصة السصكاتولوجيا السصلمية‪ ،‬فقصد بدأ هذا الرجصل‬
‫خلفتصه بخطصأ كصبير لم تغفره له عموماً الجماعصة السصلمية الولى‪ ،‬مصع انصه حاول اسصتمالتها بأموال الراضصي‬
‫الغنيصة التصي غزتهصا جحافصل المسصلمين‪ ،‬فصي عهصد عمصر بصن الخطاب‪« :‬كان تعطيصل الحصد على عبيصد ال بصن عمصر‪،‬‬
‫أول دواعي النقمة على عثمان»(‪ .)13‬فحين قُتل عمر بن الخطاب‪ ،‬قال عبد الرحمن بن ابي بكر‪ ،‬شقيق عائشة‪،‬‬
‫لعبيصصد ال بصصن عمصصر‪« :‬رأيصصت عشيصصة أمصصس الهرمزان وأبصصا لؤلؤة وجفنيصصة‪ ...‬فلمصصا رأونصصي ثاروا‪ ،‬وسصصقط منهصصم‬
‫خنجصصر‪ ...‬الذي ضرب بصصه عمصصر‪ ،‬فقتلهصصم عبيصصد ال»(‪ .)14‬فقال علي صّ لعثمان‪« :‬أرى أن تقتله»(‪ .)14‬لكصصن عثمان‬
‫رفض ذلك؛ ولما «أكثر الناس في دم الهرمزان وإمساك عثمان عبيد ال بن عمر‪ ،‬صعد عثمان المنبر‪ ،‬فخطب‬
‫الناس‪ ،‬ثم قال‪ :‬أل إني وليت دم الهرمزان وتركته لدم عمر! فقام المقداد بن عمرو‪ ،‬فقال‪ :‬إن الهرمزان مولى‬
‫ل ولرسصوله‪ ،‬وليصس لك أن تهصب مصا كان ل ولرسصوله‪ ...‬ثصم أخرج عثمان عبيصد ال بصن عمصر مصن المدينصة إلى‬
‫الكوفصة‪ ،‬وأنزله داراً‪ ،‬فنسصب الموضصع إليصه‪ :‬كويفصة ابصن عمصر»(‪ .)15‬وبالمناسصبة‪ ،‬فقصد كان عبيصد ال فصي جيصش‬
‫معاويصة ضصد علي‪ ،‬وكان ممصن قتصل بصصفين(‪ .)16‬ورغصم الصصخب الذي صصاحب جريمصة ابصن عمصر وسصكوت عثمان‬
‫عنه‪ ،‬فنحن لم نسمع عن اعتراض لعائشة أو تحريض منها للناس على الثورة‪.‬‬
‫النصف الثاني من خلفته‪:‬‬
‫تميز النصف الثاني من خلفة عثمان بالصراعات المتعاقبة بينه وبين الجماعة السلمية الولى عموماً‪،‬‬
‫وبينصه وبيصن عائشصة بشكصل خاص‪ ،‬والتصي انتهصت بقتله ‪ -‬دون أن يعنصي ذلك أنهصا كانصت تهدف إلى قتله حتماً‪ .‬ول‬
‫نعتقصد أن حرص عائشصة على الصصالح العام الذي ضرب بصه عثمان عرض الحائط كان السصبب الفعلي لمواقفهصا‬
‫السصلبية مصن الخليفصة‪ :‬لن ذلك لو كان يعنيهصا بشيصء لسصمعنا صصوتها وإن همسصاً فصي مسصألة عبيصد ال بصن عمصر‬
‫المشار إليهصا آنفاً‪ .‬لكننصا نعتقصد أنهصا اسصتغلت أخطاء عثمان العامصة‪ ،‬بذكائهصا الحاد‪ ،‬لصصالحها الشخصصي‪ .‬ويمكصن‬
‫إجمال دواعيها الشخصية للثورة على الخليفة في شقين رئيسين‪:‬‬
‫‪ - 1‬الشصصق المادّي‪ :‬تذكصصر الروايات أنصصه «كان بيصصن عثمان وعائشصصة منافرة‪ ،‬وذلك أنصصه نقصصصها ممصصا كان‬
‫يعطيهصا عمصر بصن الخطاب‪ ،‬وصصيّرها أسصوة غيرهصا مصن نسصاء رسصول ال»(‪ .)17‬لكصن ل يوجصد بيصن أيدينصا‬
‫شيء حول أسباب ذلك النقص؛ ويمكن لنا أن نخمّن أن ملسنة ما اندلعت بين الثنين‪ ،‬والثنان‪ ،‬كما‬
‫هصو معروف‪ ،‬عاطفيان حادّا الطباع‪ ،‬وهكذا قطصع عثمان اللفيصن الزيادة اللذيصن أمصر لهصا بهمصا عمصر بصن‬
‫الخطاب‪ ،‬وصارت مثلها مثل غيرها من نساء النبي الخريات‪.‬‬
‫‪ - 2‬الشصق المعنوي‪ :‬فكمصا سصنرى فصي فصصل عليّص بصن أبصي طالب وعائشصة‪ ،‬كانصت أم المؤمنيصن تطمصح إلى‬
‫إعادة الخلفصة إلى بنصي تيصم ‪ -‬أهلهصا؛ وتحديداً‪ :‬إلى طلحصة بصن عبيصد ال ابصن عمهصا الذي سصنتحدث عنصه‬
‫في عرضنا لحكاية الفك‪.‬‬
‫السباب العامّة للثورة على عثمان‪:‬‬
‫لقصد أورث عمصر عثماناً أراضٍص مغزوة وشعوباً مقهورة وأموالً ل تحصصى‪ .‬وكان طصبيعياً بالتالي أن يتحوّل‬
‫أعيان الجماعصة السصلمية الولى‪ ،‬وعلى رأسصهم بعصض مصن أولئك الذيصن حجزوا أماكنهصم فصي الجنصة‪ ،‬إلى طغمصة‬
‫مصن الرأسصماليين الفاحشصي الغنصى‪ ،‬مقابصل أصصحاب الراضصي المغزوة ‪ -‬وسصائر بقيصة المسصلمين ‪ -‬المدقعصي الفقصر‪.‬‬
‫ومن تلك الطغمة الرأسمالية‪ ،‬نذكر‪:‬‬
‫‪ ²‬الزبيصصر بصصن العوام‪« :‬خلّف ألف فرس وألف عبصصد وألف أمصصة وخططاً»(‪ .)18‬وخلّف «إحدى عشصصر داراً‬
‫بالمدينصة‪ ،‬وداريصن بالبصصرة‪ ،‬وداراً بالكوفصة وداراً بمصصر‪ .‬وكان له أربصع نسصوة‪ ،‬فأصصاب كلّ امرأة‪ ،‬بعصد رفصع‬
‫الثلث‪ ،‬ألف ألف ومائتصا ألف‪ ...‬فجميصع ماله ألف ألف ومائتصا ألف»(‪ .)19‬وقال ابصن الهائم‪« :‬الصصواب أن جميصع‬
‫(‪)21‬‬
‫ماله‪ ،‬حسصبما فرض‪ :‬تسصعة وخمسصون ألف ألف‪ ،‬وثمانمائة ألف»(‪ .)20‬ويذكصر ابصن سصعد فصي‬
‫أنصه‪« :‬كان للزبيصر بمصصر خطصط‪ ،‬وبالسصكندرية خطصط‪ ،‬وبالكوفصة خطصط‪ ،‬وبالبصصرة دور؛ وكانصت له غلّت تقدم‬
‫(‪.)22‬‬ ‫عليه من أعراض بالمدينة»‪ .‬وقد قيّد ابن كثير ثروته بالدرهم في‬
‫‪ ²‬طلحصة بصن عبيصد ال‪ :‬ترك مائة بهار‪ ،‬فصي كلّ بهار‪ ،‬ثلث قناطصر ذهصب‪ .‬وقيصل إنّص البهار جلد ثور‪ .‬وذكصر‬
‫أيضاً أنّ طلحة خلّف ثلثمائة جمل ذهباً(‪.)23‬‬
‫ابتنى طلحة داراً بالكوفة‪ ،‬تعرف بدار الطلحتين؛ وكانت غلّته من العراق‪ ،‬ك ّل يوم‪ ،‬ألف دينار‪ ،‬وقيل أكثر‬
‫مصن ذلك‪ .‬وله بناحيصة سصراة أكثصر مصن ذلك؛ وشيّد داراً بالمدينصة‪ ،‬وبناهصا بالجصر والجصص والسصاج‪ .‬وكان يغلّ‬
‫بالعراق مابيصن أربعمائة ألف إلى خمسصمائة ألف؛ ويغلّ بالسصراة عشرة آلف دينار أو أكثصر أو أقصل‪ .‬وكان غلتصه‬
‫كلّ يوم ألف وافياً‪ ،‬والوافصصي وزنصصه وزن الدينار‪ ...‬وترك ألفصصي ألف درهصصم‪ ،‬ومائتصصي ألف درهصصم‪ ،‬ومائتصصي ألف‬
‫دينار‪ .‬وكان قيمصصة مصصا ترك طلحصصة مصصن العقار والموال‪ ،‬ومصصا ترك مصصن الناض [درهصصم ودينار] ثلثيصصن ألف ألف‬
‫درهم؛ ترك من العين ألفي ألف ومائتي ألف درهم‪ ،‬ومائتي ألف دينار‪ ،‬والباقي عروض‪ .‬وقد قتل طلحة وفي‬
‫يصد خازنصه ألف ألف درهصم‪ ،‬ومائتصا ألف درهصم‪ ،‬وقوّمصت أصصوله وعقاره‪ ،‬ثلثيصن ألف ألف درهصم‪ .‬ووجدوا فصي‬
‫تركتصه ثلثمائة بهار مصن ذهصب وفضصة(‪ .)24‬وكان عثمان(‪ )25‬قصد أعطصى طلحصة فصي خلفتصه مائتصي ألف دينار‪ .‬فلمصا‬
‫ثار عليصه طلحصة‪ ،‬قال‪ :‬ويلي على ابصن الحضرميصة‪ ،‬أعطيتصه كذا وكذا بهارًا ذهباً‪ ،‬وهصو يروم دمصي‪ ،‬يحرّض على‬
‫نفسي(‪.)26‬‬
‫‪ ²‬عبصد الرحمصن بصن عوف‪ :‬ترك عبصد الرحمصن بصن عوف ألف بعيصر‪ ،‬وثلثصة آلف شاة‪ ،‬ومائة فرس ترعصى‬
‫بالبقيصصع‪ ،‬وكان يزرع بالجرف على عشريصصن ناضحاً‪ .‬وكان فيمصصا خلفصصه ذهصصب قطصصع بالفؤوس حتصصى مجلت أيدي‬
‫الرجال منه؛ وترك أربع نسوة‪ ،‬فأصاب كلّ امرأة ثمانون الفاً‪ .‬وقد صولحت امرأة لعبد الرحمن كان طلقها في‬
‫مرضه من ربع الثمن‪ ،‬بثلثة وثمانين ألفاً‪ .‬وقيل إنه ابتنى داراً ووسّعها(‪.)30‬‬
‫‪ ²‬سصعد بصن أبصي وقاص‪ :‬ترك سصعد يوم مات مائتصي ألف وخمسصين ألف درهصم؛ ومات فصي والضياع‪ ،‬بقيمصة‬
‫مائة ألف دينار(‪.)32‬‬
‫‪ ²‬عثمان بن عفان‪« :‬كان قد صار له أموال عظيمة (رض)‪ ،‬وله ألف مملوك» (‪ .)33‬وكان له «عند خازنه يوم‬
‫قتصل ثلثون ألف ألف درهصم‪ ،‬وخمسصمائة ألف درهصم‪ ،‬وخمسصون ومائة ألف دينار‪ ،‬فانتهبصت وذهبصت‪ .‬وترك ألف بعيصر‬
‫بالربذة‪ ،‬وصصصدقات بصصبراديس‪ ،‬وخيصصبر‪ ،‬ووادي القرى‪ ،‬قيمصصة مائة ألف دينار»(‪ .)34‬وتقول روايصصة أخرى إن عثمان‬
‫«يوم قتصل‪ ،‬كان عنصد خازنصصه فصي المال خمسصصون ومائة ألف دينار‪ ،‬وألف ألف درهصصم‪ ،‬وقيمصصة ضياعصه بوادي القرى‬
‫ل كثيرًا وإبلً»(‪ .)35‬وتقول رواية ثالثة‪ ،‬إن عثمان بن عفان «كان في‬
‫وحنين وغيرهما‪ ،‬مائة ألف دينار‪ ،‬وخلّف خي ً‬
‫نهايصة الجود والكرم والسصماحة‪ ،‬فصي القريصب والبعيصد‪ ،‬فسصلك عماله وكثيصر مصن أهصل عصصره طريقتصه‪ ،‬وتأسصّوا بصه فصي‬
‫فعلتصه‪ ،‬وبنصى داره فصي المدينصة‪ ،‬وشيدهصا بالحجصر والكلس‪ ،‬وجعصل أبوابهصا مصن السصاج والوعصر‪ ،‬واقتنصى أموا ًل وجنانًا‬
‫وعيونًا بالمدينة»(‪.)36‬‬
‫لقد كان وضع عثمان المالي عادياً تماماً بالنسبة لوجوه بني أميّة‪ ،‬الذين ساهم هو ذاته بقسط وافر في‬
‫إيصصالهم إلى هذا الغنصى الفاحصش‪ .‬فكان علي‪ ،‬يقول‪« :‬إنّص بنصي أميصة ليفوقوننصي تراث محمصد (ص) تفويقاً»(‪)37‬؛‬
‫ونلحظ هنا أن علياً يعتبر تراث محمد‪ ،‬الذي ل يعطيه بني أمية من ماله إل القليل‪ ،‬ملكاً خاصاً به‪ .‬لذلك‪ ،‬حين‬
‫صصار عليّص خليفصة‪ ،‬قال‪« :‬أل أن كلّ قطيعصة أقطعهصا عثمان‪ ،‬وكلّ مال أعطاه مصن مال ال‪ ،‬فهصو مردود فصي بيصت‬
‫المال‪ ...‬ولو وجدته قد تزوّج به النساء‪ ،‬وفرّق في البلدان»(‪.)38‬‬
‫إذن‪ :‬باسصتثناء عليّص وزيصد وعبصد الرحمصن ومصن فصي حكمهصم‪ ،‬مصا هصو مصبرّر المذكوريصن آنفاً فصي الثورة على‬
‫عثمان؟ أل يبدو أن الطموح إلى ما هو أكثر من الموال والثروة سبباً وجيهاً للثورة؟‬
‫أهم دواعي الثورة‪:‬‬
‫على ما يبدو‪ ،‬فإن هذا الثراء المادّي الذي ضرب المة على حين غفلة‪ ،‬زعزع كيانها‪ ،‬فراحت تفقد شيئاً‬
‫فشيئاً أسصصس علّتهصصا الولى‪ .‬وظهصصر ذلك‪ ،‬بادئ ذي بدئ‪ ،‬على شكصصل تجليات بسصصيطة‪ .‬و «كان أول منكصصر ظهصصر‬
‫بالمدينصصة‪ ،‬حيصصن فاضصصت الدنيصصا‪ ،‬طيران الحمام والرمصصي على الجاهقلت ‪ -‬وهصصي قوس البندق ‪ -‬واسصصتعم عليهصصا‬
‫ل مصن بنصي ليصث‪ ،‬سصنة ثمان مصن خلفتصه‪ ،‬فقنصص الطيور وكسصر الجاهقلت»(‪ .)39‬لكصن هذه المنكرات‬ ‫عثمان رج ً‬
‫سرعان ما تطورت إلى فضائح وجرائم‪ ،‬كان لعثمان اليد الطولى في إذكاء نارها‪ .‬ومن ذلك نذكر‪:‬‬
‫‪ - 1‬فضيحة الوليد بن عقبة‪ :‬وهذا الرجل سيء السمعة إسلمياً‪ .‬فقد قال القرآن عنه‪« :‬إذا جاءكم فاسق‬
‫بنبصأ فتصبينوا» (حجرات‪ - )40()6‬إذ بعدمصا أرسصله النصبي لخصذ صصدقات بنصي المصصطلقّ!!! عاد ليقول‪ ،‬كذباً‪ ،‬إنهصم‬
‫رفضوا إعطاءهصصا؛ وكالعادة ‪ ،‬كادت الحرب أن تنشصصب لول تدخصصل عقلء تلك القصصبيلة‪ ،‬وشرحهصصم حقيقصصة المصصر‬
‫للنبي(‪. )41‬‬
‫الوليد هذا هو أخو عثمان لمّه‪ .‬وقد عيّنه الخليفة والياً على الكوفة‪ ،‬بعدما عزل(‪ )42‬عنها مؤسسها سعد‬
‫بن أبي وقاص‪ .‬وهو ما أزعج عامة الناس‪ ،‬الذين قالوا‪« :‬بئسما ابتدلنا عثمان‪ :‬عزل أبا اسحق‪ ،‬الهيّن الليّن‬
‫الحبر‪ ،‬صاحب رسول ال (ص)‪ ،‬وولّى أخاه الفاسق الفاجر الحمق الماجن»(‪. )43‬‬
‫حيصن قدم الوليصد الكوفصة‪ ،‬كان فيهصا ابصن مسصعود‪ ،‬يعلّم الناس القرآن ويفقههصم فصي الديصن‪ .‬وكان أيضاً يتولى‬
‫مسؤولية بيت المال‪ ،‬وهذا أهم بكثير‪ .‬ولمّا استقرض الوليد من بيت المال‪ ،‬وأراد ابن مسعود استرداد النقود‬
‫بعصد ذلك‪،‬كتصب الوليصد إلى عثمان‪ ،‬الذي كتصب بدوره إلى ابصن مسصعود‪ ،‬يقول‪« :‬إنمصا أنصت خازن لنصا‪ ،‬فل تعرض‬
‫للوليد فيما أخذ من المال»‪ .‬فترك ابن مسعود رعاية بيت المال‪ ،‬لكنه لم يترك الكوفة(‪. )44‬‬
‫مصن الكوفصة‪ ،‬راح ابصن مسصعود يطعصن على عثمان‪ ،‬فكتصب الوليصد إلى الخليفصة بذلك‪ .‬فردّ عليصه عثمان بأن‬
‫يرسل ابن مسعود إليه‪ .‬ولمّا قدم ابن مسعود المدينة‪ ،‬كان عثمان يخطب على المنبر‪ ،‬فلما رآه‪ ،‬قال‪« :‬إل أنه‬
‫قصد قدمصت عليكم دويبة سصوء‪ ،‬من يمشي على طعامه يقيصء ويسصلح! [لبصد أن نلحظ هنصا أسصلوب التخاطب بين‬
‫كبار الصصحابة‪ ،‬خاصصة ذلك الذي تسصتحي منه الملئكصة!]‪ .‬فقال ابصن مسصعود‪ :‬لسصت كذلك‪ ،‬ولكنصي صصاحب رسصول‬
‫ال (ص) يوم بدر ويوم بيتصة الرضوان! [وهصو بذلك يعرّض بعثمان الذي غاب عصن الحدثيصن]‪ .‬ونادت عائشصة‪:‬‬
‫أي عثمان! أتقول هذا لصصاحب رسصول ال؟‪ ...‬فقال عثمان‪ :‬اسصكتي!!! ثصم أمصر عثمان بصه‪ ،‬فأخرج مصن المسصجد‬
‫إخراج ًا عنيفاً‪ ،‬وضرب به عبد ال بن زمعة [أخو سودة زوجة النبي] الرض؛ ويقال‪ :‬بل احتمله يحموم‪ ،‬غلم‬
‫عثمان‪ ،‬ورجله تختلفان على عنقصصه‪ ،‬حتصصى ضرب بصصه الرض‪ ،‬فدق صّ ضلعاه‪ .‬فقال علي‪ :‬يصصا عثمان! أتفعصصل هذا‬
‫بصاحب رسول ال (ص) بقول الوليد بن عتبة؟»‪ .‬ومنع ابن مسعود من مغادرة المدينة‪ ،‬ثلث سنوات‪ ،‬حتى‬
‫مات(‪. )45‬‬
‫هنالك رواية أخرى تورد سبباً مختلفًا للصراع بين عثمان وابن مسعود؛ وربما أ نّ السببين اجتمعا معاً‪:‬‬
‫«كان مصصن عمصصل [عثمان] أنّه عمصصد إلى جمصصع القرآن الكريصصم فصصي مصصصحف واحصصد‪ ،‬فألّفصصه وصصيّره‪ ،‬الطوال مصصع‬
‫القصار‪ ،‬وكتب في جميع المصاحف من الفاق حتى جمعت‪ ،‬ثم سلقها بالماء الحار والخلّ؛ وقيل‪ :‬أحرقها! فلم‬
‫يبق مصحف إل فعل به ذلك‪ ،‬خل مصحف ابن مسعود بالكوفة؛ فامتنع أن يدفع مصحفه إلى عبد ال بن عامر‪،‬‬
‫وكتب إليه عثمان أن أشخصه‪ ...‬فدخل المسجد‪ ،‬وعثمان يخطب‪ ،‬فقال عثمان‪ ،‬إنه قد قدمت عليكم دابة سوء‪.‬‬
‫فكلّمه ابن مسعود بكلم غليظ‪ ،‬فأمر به عثمان‪ ،‬فجرّ برجليه حتى كسر له ضلعان؛ فتكلّمت عائشة‪ ،‬وقالت قولً‬
‫كثيراً»(‪ . )46‬وتضيف إحدى الروايات أن «ابن مسعود كره جمع عثمان الناس على قراءة زيد [بن ثابت‪ ،‬الذي‬
‫أوكصل إليصه عثمان مهمصة المصصحف الشهيرة]‪ ،‬وإحراقصه المصصاحف‪ .‬قال ابصن مسصعود‪ :‬لقصد أخذت القرآن مصن فصي‬
‫رسول ال (ص) سبعين سورة؛ وإن زيد بن ثابت لغلم يقرأ في الكتاب له ذؤابة»(‪ . )47‬بعد وفاة ابن مسعود‪،‬‬
‫دفن دون أن يصلّي عليه عثمان‪ ،‬بوصية منه(‪ - . )48‬أي‪ ،‬من ابن مسعود‪.‬‬
‫بعودة إلى فضائح الوليصصد بصصن عقبصصة‪ ،‬نقول‪ :‬إن أكثصصر مصصا أثار سصصخط الناس على هذا الوالي‪ ،‬تصصصرفاته‬
‫المنافيصة لبسصط قواعصد الخلق والديصن‪ .‬فقصد «روي أنّص الوليصد بصن عقبصة كان يشرب مصع ندمائه ومغنيصه مصن أوّل‬
‫الليصصل إلى الصصصباح‪ ،‬فلمّصا آذنصصه المؤذنون بالصصصلة‪ ،‬خرج متفضلً فصصي غلئله‪ ،‬فتقدّم إلى المحراب فصصي صصصلة‬
‫الصصصبح‪ ،‬فصصصلّى بهصصم أربعاً‪ ،‬وقال‪ :‬أتريدون أن أزيدكصصم؟(‪ )49‬وقيصصل‪ :‬إنصصه قال فصصي سصصجوده‪ ،‬وقصصد أطال‪ :‬اشرب‬
‫واسصقني! فقال له بعصض مصن كان خلفصه فصي الصصف الول‪ :‬مصا تزيصد! ل زادك ال مصن الخيصر! وال ل أعجصب إل‬
‫ممن بعثك إلينا والياً وعلينا أميراً»(‪« . )50‬فكان أن خرج رهط من أهل الكوفة إلى عثمان في أمر الوليد‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أكلّما غضب رجل منكم على أميره‪ ،‬رماه بالباطل! لئن أصبحت لنكّلن بكم! فاستجاروا بعائشة‪ ،‬وأصبح عثمان‬
‫فسمع من حجرتها صوت ًا وكلماً فيه بعض الغلظة‪ ،‬فقال‪ :‬أما يجد مرّاق العراق وفسّاقهم ملجأ إلّ بيت عائشة!‬
‫ت سنّة رسول ال (ص) صاحب هذا النعل! فتسامع الناس‪،‬‬ ‫فسمعتْ‪ ،‬فرفعت نعل رسول ال (ص)‪ ،‬وقالت‪ :‬ترك َ‬
‫فجاءوا حتصصى ملوا المسصصجد‪ ،‬فمصصن قائل‪ :‬أحسصصنت! ومصصن قائل‪ :‬مصصا للنسصصاء ولهذا! حتصصى تحاصصصبوا وتضاربوا‬
‫بالنعال‪ .‬ودخصصل رهصصط مصصن أصصصحاب رسصصول ال (ص) على عثمان‪ ،‬فقالوا له‪ :‬اتصصق ال ول تعطّصل الحدود‪،‬‬
‫واعزل أخاك عنهم! فعزله عنهم»(‪ . )51‬وفي ن صّ البلذري‪ ،‬يقال «إن عائشة أغلظت لعثمان‪ ،‬وأغلظ لها‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ومصا أنتِص وهذا؟ إنمصا أمرتِص أن تقرّي فصي بيتكصِ! فقال قوم مثصل قوله؛ وقال آخرون‪ :‬ومصن أولى بذلك‬
‫منها؟! فاضطربوا بالنعال‪ ،‬وكان ذلك أول قتال بين المسلمين بعد النبي (ص)»(‪. )52‬‬
‫لمّا طُلب إقامة الحدّ من الوليد‪ ،‬امتنعت الجماعة عن ذلك «توقيًا لغضب عثمان لقرابته منه؛ فأخذ عل يّ‬
‫السصوط ودنصا منصه‪ ،‬فلمصا أقبصل نحوه‪ ،‬سصبّه (!!!) الوليصد‪ ،‬وقال‪ :‬يصا صصاحب مكصس‪ ...‬فاجتذبصه [علي]‪ ،‬فضرب بصه‬
‫(‬
‫الرض‪ ،‬وعله بالسصوط»(‪ . )53‬لكصن عثمان‪ ،‬بعصث أخاه الوليصد‪ ،‬بعصد إقامصة الحصد عليصه‪ ،‬على صصدقات كلب وبلقيصن‬
‫‪. )54‬‬
‫‪ - 2‬مشكلة أبصصي ذر‪ :‬كان أبصصو ذر مصصن أشصصد الناس على عثمان؛ فرُحّلصص إلى الشام‪ .‬وهناك أثار المتاعصصب‬
‫لمعاويصة‪ .‬فكتب معاوية إلى عثمان بذلك‪ .‬فأجابه عثمان‪« :‬ابعث به إل يّ واحمله على أغلظ المراكصب وأوعرهصا‪.‬‬
‫وابعصث معصه دليلً يسصير بصه الليصل مصع النهار حتصى يغلبصه النوم‪ ،‬وينسصى ذكري وذكرك»‪ .‬فحمله على شارف مصن‬
‫البل بغير مطاء‪ ،‬وبعث معه دليلً عنيفاً يعنف عليه‪ .‬فوصل أبو ذر المدينة‪ ،‬وقد سقط لحم فخذيه‪ .‬فنفاه عثمان‬
‫إلى أبغصض مكان إلى قلب أبصي ذر‪ :‬الربذة(‪ . )55‬وفصي روايصة(‪ )56‬أن مروان بصن الحكصم أخرجصه على جمصل ومعصه‬
‫امرأته وابنته‪ ،‬فلم يزل أبو ذر بالربذة حتى مات‪ .‬بالمناسبة‪ ،‬يفترض أن عثمان وأبا ذر صحابيان!!!‬
‫‪ - 3‬مشاكل عمّار بن ياسر‪ :‬كانت علقة الصحابيين‪ ،‬عثمان وعمار‪ ،‬سيئة عموماً‪ .‬وتخبرنا المصادر أنه‬
‫منذ البداية الولى في المدينة‪ ،‬حين كان النبي يؤسس مسجده‪ ،‬اصطدم عثمان بعمار‪ ،‬حين ارتجز الخير‪:‬‬
‫يدأب فيهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا قائماً وقاعدا‬ ‫ل يسصصصصتوي مصصصصن يعمّصصصر المسصصصصاجدا‬

‫ومصصصصصصصصصصن يرى عصصصصصصصصصصن الغبار حائدا‬

‫(‪ )57‬ابن‬ ‫«فلما أكثر‪ ،‬ظن رجل من أصحاب رسول ال (ص) أنّه إنّما يعرّض به» ‪ -‬كما جاء في‬
‫ل عصن ابصن اسصحق‪ :‬إنّص هذا الرجصل هصو عثمان بصن عفان‪ .‬وفصي‬ ‫؛ نق ً‬ ‫هشام؛ وقال أبصو ذر الخشنصي فصي‬
‫روايصة أخرى‪ ،‬يقال إن عثمان ردّ عليصه‪ ،‬بقوله‪ :‬قصد سصمعت مصا تقول منصذ اليوم يابصن سصميّة‪ ،‬وال إنصي لرانصي‬
‫سأعرض هذه العصا لنفك! [وكان] في يده عصا!‪ ...‬فغضب رسول ال‪ ،‬ثم قال‪ :‬مالهم ولعمار؟! يدعوهم إلى‬
‫(‬
‫الجنّة ويدعونصه إلى النار! إنّص عمارًا جلدة مابيصن عينصي وأنفصي‪ ،‬فإذا بلغ ذلك مصن الرجصل‪ ،‬فلم يسصتبق‪ ،‬فاجتنبوه‬
‫‪. )58‬‬
‫اصصصطدم الصصصحابيان بعنصصف فصصي خلفصصة عثمان‪ .‬وتتضارب الراء حول أسصصباب ذلك الصصصدام‪ .‬وربمصصا أن‬
‫الصدامات كانت كثيرة‪ ،‬متنوعة السباب‪ .‬على أية حال‪ ،‬يمكن تلخيص ذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫يقال إنه كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر‪ ،‬فأخذ منه عثمان ما حلّى به بعض أهله‪ ،‬فأظهر‬
‫ي يا ابن المتكاء [ ‪ -‬نذكر هنا بضرورة ملحظة لغة‬ ‫الناس الطعن عليه في ذلك‪ .‬وكان منهم عمار‪ .‬فقال عثمان‪ :‬أعل ّ‬
‫حوار الصحابة ‪ ]-‬تجترئ! خذوه! فأخذوه‪ ،‬ودخل عثمان‪ ،‬فدعا به‪ ،‬فضربه حتى غشي عليه‪ ،‬ثم أُخرج حتى أُتي به‬
‫ي‬
‫منزل أم سلمة‪ ،‬زوجة النبي‪ .‬فقال هشام بن المغيرة المخزومي‪ ،‬وكان عمار حليفًا لبني مخزوم‪ :‬يا عثمان! أمّا عل ّ‬
‫فاتقيته وبني أبيه‪ ،‬وأمّا نحن فاجترأت علينا وضربت أخانا حتى أشفيت به على التلف؛ أما وال لئن مات لقتلن به‬
‫ل من بني أمية عظيم السرة‪ .‬وبلغ عائشة ما صُنع بعمار‪ ،‬فغضبت وأخرجت ‪ -‬كالعادة ‪ -‬شعرًا من شعر رسول‬ ‫رج ً‬
‫ل من نعاله‪ ،‬ثم قالت(‪ : )59‬ما أسرع ما تركتم سنّة نبيكم‪ ،‬وهذا ثوبه وشعره ونعله لم‬ ‫ال (ص) وثوبًا من ثيابه ونع ً‬
‫يبل بعد! فغضب عثمان غضبًا شديداً‪ ،‬حتى ما درى ما يقول(‪. )60‬‬
‫ن نفراً من أصحاب النبي اجتمعوا وكتبوا كتاباً لعثمان‪ ،‬ذكروا فيه كلّ حدث‬ ‫تقول رواية أخرى ما مفاده أ ّ‬
‫أحدثصه عثمان منصذ ولي الخلفصة حتصى ذلك اليوم‪ ،‬وخوفوه فيصه وأعلموه أنصه إن لم ينزع عمّا هصو عليصه‪ ،‬خلعوه‬
‫واسصتبدلوا بصه غيره‪ .‬ولمصا أرادوا حمصل الكتاب إلى عثمان‪ ،‬تلكصأ الجميصع باسصتثناء عمار‪ ،‬الذي ذهصب إليصه وحده‪.‬‬
‫فدخل عليه‪ ،‬وعنده مروان بن الحكم‪ ،‬الذي قال‪ :‬إن هذا العبد السود(!!!) قد جرّأ عليك الناس! وإنك إن قتلته‬
‫نكلت به من وراءه! قال عثمان‪ :‬اضربوه! فضربوه‪ ،‬وضربه عثمان معهم(!!!) حتى فتقوا بطنه‪ ،‬فغشي عليه‪،‬‬
‫فجرّوه حتى طرحوه على باب الدار‪ ،‬فأمرت به أم سلمة فأُدخل منزلها(‪. )61‬‬
‫عزم عثمان على نفي عمّار‪ .‬فتدخل بنو مخزوم عند علي‪ ،‬الذي تدخل بدوره مع عثمان‪ ،‬فقال له الخير‪:‬‬
‫لنصت أحصق بالمسصير منصه‪ ،‬فوال مصا أفسصد عليّص عماراً وغيره سصواك! فرجصع علي‪ ،‬وقال لعمار‪ ،‬اجلس فصي بيتصك‪،‬‬
‫ول تبرح منه!(‪. )62‬‬
‫‪ - 4‬أزمة قرّاء الكوفة‪ :‬بعد أن عزل عثمان الوليد بن عقبة عن الكوفة‪ ،‬وعيّن مكانه سعيد بن العاص‪،‬‬
‫أُمر الخير بمداراة أهل ذلك المصر‪ .‬لكن سرعان ما تفجرت المشاكل بين قرّاء الكوفة والوالي الجديد لسباب‬
‫‪ -‬كالعادة ‪ -‬مادية‪ .‬ولما عرف عثمان بالمر‪ ،‬طلب من سعيد أن يسيّرهم إلى معاوية الذي سجنهم‪ .‬أمر عثمان‬
‫معاوية بردهم إلى الكوفة‪ ،‬فأطلقوا هناك ألسنتهم في ذمّ الخليفة‪ .‬فكتب عثمان إلى سعيد بن العاص أن يرسلهم‬
‫إلى حمص‪ .‬وهناك مكثوا شهراً‪ ،‬ثم ردّوا إلى الكوفة(‪. )63‬‬
‫أزمصصة قرّاء الكوفصصة‪ ،‬جعلت بعضهصصم يكتصصب إلى عثمان‪ ،‬قائلً‪ :‬إن سصصعيداً أكثصصر على قوم مصصن أهصصل الورع‬
‫والفضصل والعفاف‪ ،‬فحمّلك في أمرهصم ما ل يحل في دين‪ ،‬ول يحسصن في سماع‪ ،‬وإنّا نذكرك ال فصي أمة محمصد‬
‫(ص)‪ ،‬فقصد خفنصا أن يكون فسصاد أمرهصم على يديصك‪ ،‬أنصك قصد حملت بنصي أبيصك على رقابهصم! وبعثوا بالكتاب مصع‬
‫رجل من عنزة‪ ،‬يدعى أبا ربيعة(‪. )64‬‬
‫لكصن أحدهصم‪ ،‬وهصو كعصب بصن عصبيدة الهندي‪ ،‬أضاف كتاباً آخصر‪ ،‬قال فيصه‪ :‬إنصي نذيصر لك مصن الفتنصة‪ ،‬متخوف‬
‫عليصك فراق هذه المصة‪ ،‬وذلك أنصك قصد نفيصت خيارهصم‪ ،‬وولّيصت أشرارهصم‪ ،‬وقسصمت فيئهصم فصي عدوهصم‪ ،‬واسصتأثرت‬
‫بفضلهصصم‪ ،‬ومزّقصصت كتابهصصم‪ ،‬وحميصصت قطصصر السصصماء ونبصصت الرض‪ ،‬وحملت بنصصي أبيصصك على رقاب الناس‪ ،‬حتصصى‬
‫أوغرت صصصدورهم‪ .‬واخترت عداوتهصصم(‪ . )65‬وعندمصصا جاء العنزي بالكتابيصصن‪ ،‬أراد عثمان جلده‪ ،‬فمنعصصه عليصصّ‪،‬‬
‫ومنعه أيضاً عن سجنه(‪. )66‬‬
‫(‪)67‬‬
‫كتب عثمان إلى سعيد بن العاص أن يرسل إليه كعب بن عبيدة مع سائق عنيف ‪ .‬وما أن وصل كعب‪ ،‬حتى‬
‫قال مروان بصن الحكصم لعثمان‪ :‬حلمصك أغرى مثصل هذا بصك وجرّأه عليصك! فأمصر عثمان بكعصب‪ ،‬فجرّد وضرب عشريصن‬
‫سصوطاً‪ ،‬وسصيّره إلى دباونصد‪ .‬ثصم أن طلحصة والزبيصر وبّخصا عثمان فصي أمصر كعصب وغيره‪ .‬فكتصب فصي ر ّد كعصب‪ ،‬فلمصا قدم‬
‫ص ! فعفا عنه(‪. )68‬‬
‫عليه‪ ،‬نزع ثوبه‪ ،‬وقال‪ :‬يا كعب! اقت ّ‬
‫المصيبة الكبرى‪ :‬بنو أمية!‬
‫تذكصر المصصادر السصلمية أن عثمان بصن عفان آثصر بنصي أميصة وحملهصم على رقاب المسصلمين‪ ،‬رغصم أنهصم‬
‫أخذوا عليصه يوم بيعتصه عهداً بأن ل يفعصل ذلك‪ .‬ولمصا ازداد النقصد على أفعاله‪ ،‬دعصا عثمان جماعصة مصن صصحابة‬
‫النبي‪ ،‬فيهم عمّار بن ياسر‪ ،‬وقال لهم‪ :‬إني سائلكم وأح بّ أن تصدقوني‪ :‬نشدتكم بال‪ ،‬أتعلمون أ نّ رسول ال‬
‫(ص) كان يؤثصر قريشاً على سصائر الناس‪ ،‬ويؤثصر بنصي هاشصم على سصائر قريصش؟ فسصكت القوم! فقال عثمان‪ :‬لو‬
‫أن بيدي مفاتيح الجنة‪ ،‬لعطيتها بني أميّة حتى يدخلوا من عند آخرهم(‪. )69‬‬
‫وكمصا رأينصا حيصن تحدثنصا عصن أزمصة عمّار مصع عثمان‪ ،‬فإن مجموعصة مصن الصصحابة كتبصت إلى عثمان كتاباً‪،‬‬
‫ذكرت فيه ما خالف فيه الخليفة سنّة النبي وصاحبيه‪ ،‬أبي بكر وعمر‪ .‬ويمكن تلخيص تلك المآخذ كما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬إعطاء مروان بن الحكم خمس غنائم أفريقيا (خمسمئة ألف دينار)‪.‬‬
‫‪ - 2‬تطاول عثمان في البنيان‪ ،‬إذ بنى سبع(‪ )70‬دور بالمدينة‪ ،‬كانت إحداها لعائشة‪.‬‬
‫‪ - 3‬بناء مروان للقصور بذي خشب بأموال من الخمس‪.‬‬
‫‪ - 4‬إفشاؤه العمل والوليات في أهله وبني عمّه من بني أمية‪ ،‬وهم أحداث وغلمان‪ ،‬ل صحبة لهم ول‬
‫تجربة‪.‬‬
‫‪ - 5‬مشكلة الوليد بن عقبة‪.‬‬
‫‪ - 6‬تركه المهاجرين والنصار‪ ،‬ل يستعملهم على شيء ول يستشيرهم‪ ،‬واستغناؤه برأيه عن رأيهم‪.‬‬
‫‪ - 7‬حمى المراعي كلّها حول المدينة عن مواشي المسلمين جميعاً‪ ،‬عدا بني أمية‪.‬‬
‫‪ -8‬إدراره القطائع والرزاق والعطيات على أقوام ليست لهم صحبة‪.‬‬
‫‪ - 9‬كان عثمان أوّل من ضرب ظهور الناس بالسياط! وكانوا قبله يضربون بالدرّة والخيزران(‪. )71‬‬
‫إضافة إلى كلّ ما سبق‪ ،‬تذكر بعض المراجع مآخذ أخرى‪ ،‬أبرزها‪:‬‬
‫‪ - 1‬ردّه الحكم بن أبي العاص إلى المدينة‪ ،‬بعد أن طرده النبي منها؛ وبرّر ذلك بادعائه أنه كلّم النبي في‬
‫ردّه‪ ،‬فوعده بأن يأذن له‪ ،‬ومات قبصل ذلك‪ .‬والحقيقصة أن أبصا بكصر وعمصر رفضصا ردّه رغصم توسصط عثمان‬
‫له‪.‬‬
‫‪ - 2‬إعطاؤه فدك(‪ )72‬لمروان بصن الحكصم‪ ،‬وكان زوج ابنتصه أم أبان؛ وفدك هصي التصي كانصت أشعلت الصصراع بيصن‬
‫فاطمة وعلي من ناحية‪ ،‬وأبي بكر من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ - 3‬إعطاؤه صدقات قضاعة للحكم بن أبي العاص‪.‬‬
‫‪ - 4‬إعطاؤه عبد ال بن أبي سرح جميع ما أفاء ال عليه من غزو أفريقيا بالمغرب‪.‬‬
‫‪ - 5‬إعطاؤه مئة ألف لمروان من بيت المال؛ وهصو ما دفصع يزيصد بن أرقصم‪ ،‬صاحب بيصت المال‪ ،‬بأن يأتصي‬
‫بالمفاتيصصح‪ ،‬ليقول‪ :‬لو أعطيصصت مروان مائة درهصصم لكان كثيراً‪ .‬فقال له عثمان‪ :‬ألق بالمفاتيصصح‪ ،‬فإننصصا‬
‫سنجد غيرك‪.‬‬
‫‪ - 6‬إعطاؤه ثلثمائة ألف درهم (أو مئة ألف) للحارث بن الحكم‪ ،‬أخي مروان‪ ،‬وزوج عائشة بنت عثمان‬
‫بن عفان‪.‬‬
‫‪ - 7‬إعطاؤه مئة ألف درهصم للوليصد بصن عقبصة بصن أبصي معيصط‪ ،‬أخيصه لمصه‪ ،‬كان اسصتقرضها مصن بيصت المال‪،‬‬
‫كمصا رأينصا‪ ،‬يوم جاء إلى الكوفصة‪ .‬وعزله لعبصد ال بصن مسصعود‪ ،‬خازن بيصت مال الكوفصة‪ ،‬لعتراضصه‬
‫على عدم رد المال‪.‬‬
‫‪ - 8‬إعطاؤه عبد ال بن خالد بن أسيد ثلثمائة ألف درهم (أو أربعمئة الف)؛ ولكل رجل من قومه‪ ،‬مئة‬
‫ألف درهم‪.‬‬
‫‪ - 9‬إعطاؤه مئتي ألف درهم من بيت المال لبي سفيان‪.‬‬
‫‪ - 10‬إعطاؤه الحارث بن الحكم مهروز (وهي سوق بالمدينة تصدّق بها النبي على المسلمين)‪.‬‬
‫‪ - 11‬أتاه أبو موسى الشعري بأموال كثيرة من العراق‪ ،‬فقسمها كلها في بني أمية(‪. )73‬‬
‫‪ - 12‬لما أتى عمر بجوهر كسرى‪ ،‬قال لخازنه‪ :‬ارفعه‪ ،‬فأدخله بيت المال‪ .‬وقتل عمر وهو بحاله‪ ،‬فأخذه‬
‫عثمان لما ولي الخلفة‪ ،‬فحلّى به بناته(‪. )74‬‬
‫‪ - 13‬أعطى سعيد بن العاص مئة ألف(‪. )75‬‬
‫مشكلة مصر‪:‬‬
‫(‪)76‬‬
‫كان عثمان قد عيّن أخاه من الرضاعة‪ ،‬عبد ال بن سعد بن أبي سرح‪ ،‬مكان عمرو بن العاص على‬
‫خراج مصصر‪ ،‬واسصتخدم عمرو بصن العاص على الصصلة‪ ،‬ثصم جمصع المريصن بيصد عبصد ال‪ .‬وكان النصبي قصد أهدر دم‬
‫عبد ال هذا‪ ،‬وأمر بقتله ولو كان معلّقا بأستار الكعبة‪ ،‬لنه ارتد عن السلم‪ ،‬وهرب من المدينة إلى مكة قبل‬
‫فتحها؛ وكان يعمل قبل ردته كاتباً للنبي؛ فكان إذا أملى الخير عليه‪ :‬عزيز حكيم‪ ،‬يدونها عبد ال‪ :‬عليم حكيم؛‬
‫فيقول النصصبي‪ :‬كلّ صصصواب! وهكذا‪ ،‬اكتشصصف عبصصد ال أن ل فارق فصصي مسصصألة الوحصصي بينصصه وبيصصن النصصبي‪ ،‬فارتصصد‪.‬‬
‫وكالعادة‪ ،‬كان ال له بالمرصاد‪ .‬فنزلت بحقه اليات تتهمه بالفتراء‪ ،‬وتتهدده وتتوعده (أنعام ‪.)93‬‬
‫هذا الرجل‪ ،‬هو الذي فتح أفريقيا بعد أن عيّنه عثمان والياً على مصر عام ‪25‬هص‪ ،‬فأعطاه عثمان خمس‬
‫مصصا جنوه مصصن غزوتهصصا الولى‪ .‬وظلّ والياً على مصصصر حتصصى ثار ابصصن أبصصي حذيفصصة ضده عام ‪34‬هص ص فهرب إلى‬
‫فلسطين‪.‬‬
‫يروي البلذري(‪ )77‬أن محمصد بصن أبصي بكصر ومحمصد بصن أبصي حذيفصة قدمصا مصصر‪ ،‬بعصد أن ازداد الشغصب على‬
‫عثمان في المدينة‪ ،‬وراحا يظهران العيب عليه هناك‪ ،‬وكيف عيّن والياً على مصر رجلً أباح النبي دمه‪ ،‬ونزل‬
‫القرآن بكفره‪ ،‬بعدمصا قال‪« :‬سصأنزل مثلمصا أنزل ال» ‪ -‬أي عبصد ال بصن سصعد بصن أبصي سصرح‪ .‬وسصاعدهما فصي ذلك‬
‫تذمّر أهصل مصصر مصن هذا الرجصل وظلمصه‪ ،‬الذي بلغ بصه الحال أن ضرب بعصض مصن شكاه إلى عثمان حتصى الموت‪.‬‬
‫وكان قصد جاء وفصد منهصم إلى المدينصة‪ ،‬وذكروا على نحصو خاص‪ ،‬اسصتثناء عبصد ال بغنائم المسصلمين(‪ )78‬؛ فكتصب‬
‫(‪)79‬‬
‫إليه عثمان كتاباً يتهددّه فيه‪ ،‬فأبى أن ينتهي عما نهاه عنه‪ ،‬بل ضرب بعض من شكاه إلى عثمان حتى قتله‬
‫‪.‬‬
‫بداية الثورة‪:‬‬
‫هذا كلّه أدى بجماعصة المسصلمين الولى‪ ،‬خاصصة مصن تبقصى مصن صصحابة النصبي‪ ،‬أن يكتبوا لخوانهصم فصي البلدان‬
‫يدعونهم لغزو عثمان‪ .‬يروي الطبري(‪« : )80‬لما رأى الناس ما صنع عثمان‪ ،‬كتب من بالمدينة من أصحاب النبي‬
‫(ص) إلى من بالفاق منهم‪ ،‬وكانوا قد تفرّقوا بالثغور‪ :‬إنّكم إنّما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل ال ع ّز وجل‪ ،‬تطلبون‬
‫ن دين محمد قد أفسده من خلفكم وترك فهلموا‪ ،‬فأقيموا دين محمد (ص)»‪ .‬وفي رواية ابن الثير‪،‬‬
‫دين محمد‪ ،‬فإ ّ‬
‫«فإن دين محمد قد أفسده خليفتكم»(‪ . )81‬وفي رواية ابن أبي الحديد‪« ،‬فاخلعوه»(‪. )82‬‬
‫اجتمصصع عموم المهاجريصصن وغيرهصصم‪ ،‬وأوكلوا إلى علي صّ مهمصصة التحدّث إلى عثمان ووعظصصه‪ .‬ودارت بيصصن‬
‫الثنيصصن حوارات هامصصة فعلً‪ ،‬حاول فيهصصا عثمان أن يدافصصع عصصن نفسصصه بقوله‪ ،‬إن عمصصر بصصن الخطاب كانصصت له‬
‫تصرفات مماثلة ولم يجرؤ أحد على تحدّيه(‪. )83‬‬
‫محمد بن أبي بكر‪ :‬القشة التي قصمت ظهر البعير!‬
‫يروى(‪ )84‬أن أهصل الكوفصة والبصصرة ومصصر التقوا فصي مكّة‪ ،‬لدراسصة أمصر عثمان‪ .‬واتفقوا على اللقاء بعصد‬
‫عام لمكاشفصة الخليفصة فصي كلّ شيصء‪ :‬فإن قبصل‪ ،‬وإلّ‪ .‬وكانصت مصصر أشصد الثائريصن على عثمان(‪ . )85‬أرسصل الخيصر‬
‫إلى ابن حذيفة بأموال وغيرها لتخفيف حدة ثورة الشعب عليه‪ ،‬فاعتبرها ابن أبي حذيفة رشوة‪ ،‬واستغل المر‬
‫بعكصس مصا كان يرغصب عثمان(‪ . )86‬وهكذا‪ ،‬خرج المصصريون مصع محمصد بصن أبصي بكصر لموافاة أهصل المدن الخرى‬
‫بحسب التفاق المكّي(‪. )87‬‬
‫أرسل المصريون بكتاب إلى عثمان مع أحدهم‪ .‬فاستدعى الخليفة عليّ بن أبي طالب‪ ،‬وطلب منه محاولة‬
‫تهدئتهم وإرضائهم‪ .‬فوافق علي‪ ،‬شريطة أن يفي عثمان لهم بكل ما يضمنه لهم عنه‪ .‬فوافق‪ .‬فأخذ منه كتاباً‬
‫بذلك‪ ،‬وقّعه كبار الصحابة(‪. )88‬‬
‫(‪)89‬‬
‫يبدو أن عثمان كتب للمصريين كتاباً عزل فيه عبد ال بن أبي سرح‪ ،‬وولّى مكانه محمد بن أبي بكر ؛‬
‫وذلك بعد أن «قام طلحة إلى عثمان فكلّمه بكلم شديد»(‪ )90‬؛ وقالت له عائشة‪« :‬قد تقدّم إليك أصحاب رسول‬
‫ال وسصألوك عزل هذا الرجصل‪ ،‬فأبيصت إل واحدة‪ ،‬فهذا قصد قتصل رجلً‪ ،‬فأنصصفهم مصن عاملك»(‪« . )91‬ودخصل عليصه‬
‫علي صّ بصصن أبصصي طالب‪ ،‬وكان متكلّم القوم‪ ،‬فقال‪ :‬إنمصصا يسصصألك الناس رجلً مكان رجصصل‪ ...‬فاعزله عنهصصم واقصصض‬
‫بينهم»(‪ . )92‬فقال عثمان‪« :‬اختاروا رجلً أوليه عليهم»(‪ . )93‬فأشاروا عليه بمحمد ابن أبي بكر‪.‬‬
‫طلب عل يّ من عثمان أن يعتذر من الناس جهاراً‪ ،‬ففعل‪ .‬ولما عاد إلى منزله‪ ،‬وجد فيه مروان بن الحكم‬
‫وجمصصع مصصن بنصصي أميصصة‪ .‬فاعترض مروان على خطبصصة عثمان‪ ،‬وقال له‪« :‬وال لقامصصة على خطيئة يسصصتغفر ال‬
‫منها أجمل من توبة تخوّف عليها‪ ،‬وإنك إن شئت تقرّبت بالتوبة‪ ،‬ولم تقرر بالخطيئة؛ وقد اجتمع عليك بالباب‬
‫مثل الجبال من الناس! فقال عثمان‪ :‬فاخرج إليهم فكلّمهم‪ ،‬فإني أستحي أن أكلّمهم‪ ...‬فخرج مروان إلى الباب‪،‬‬
‫والناس يركب بعضهم بعضاً‪ ،‬فقال‪ :‬ما شأنكم‪ :‬قد جئتم للنهب! شاهت الوجوه! كلّ إنسان آخذ بإذن صاحبه إل‬
‫مصن أريصد! جئتصم تريدون أن تنزعوا ملكنصا مصن أيدينصا! اخرجوا عنصا! أمصا وال لئن رمتمونصا ليمرّن عليكصم أمصر‬
‫يسؤكم ول تحمدوا غبه رأيكم! ارجعوا إلى منازلكم‪ ،‬فإن وال ما نحن مغلوبين على ما في أيدينا»(‪. )94‬‬
‫لمّا سصصمع علي صّ بمصصا حصصصل‪ ،‬ثارت ثائرتصصه‪ .‬وتفجصصر أيضاً ضصصد مروان غضصصب زوجصصة عثمان‪ ،‬نائلة بنصصت‬
‫الفرافصصصة‪ .‬قال علي‪« :‬عياذ ال‪ ،‬ياللمسصصلمين! إنصصي إن قعدت فصصي بيتصصي‪ ،‬قال [عثمان] لي‪ :‬تركتنصصي وقرابتصصي‬
‫وحقصي! وإنصي إن تكلمصت‪ ،‬فجاء مصا يريصد‪ ،‬يلعصب بصه مروان‪ ،‬فصصار سصيقة له‪ ،‬يسصوقه حيصث يشاء‪ ،‬بعصد كصبر السصن‬
‫وصصصحبة رسصصول ال (ص)»(‪ . )95‬ولمصصا أرسصصل عثمان إلى عليّص كصصي يأتيصصه‪ ،‬رفصصض الخيصصر ذلك‪ .‬فجاءه عثمان‪،‬‬
‫ودارت بيصن الثيصن المحاورة التاليصة؛ قال عثمان لعلي‪ « :‬قطعصت رحمصي وخذلتنصي وجرّأت الناس علي»‪ .‬فردّ‬
‫عليصه علي‪« :‬وال إنصي أول الناس ذباً عنصك‪ ،‬ولكنصي كلمصا جئت بشيصء أظنصه لك رضصا‪ ،‬جاء مروان بعده بغيره‪،‬‬
‫فسمعت قوله وتركت قولي»(‪. )96‬‬
‫لكن ما حصل لمحمد بن أبي بكر‪ ،‬كان القشة التي قصمت ظهر البعير‪ .‬فبعدما أخذ المصريون‪ ،‬وعلى‬
‫رأسصهم محمد بن أبي بكر‪ ،‬كتاباً من عثمان بعزل عبد ال وتوليصة محمد مكانصه‪ ،‬صصادفوا في طريقهم غلماً‪،‬‬
‫ولمصا سصألوه‪ ،‬قال‪ :‬أنصا غلم مروان‪ ،‬مرة؛ وقال‪ :‬أنصا غلم أميصر المؤمنيصن‪ ،‬مرة أخرى؛ حتصى عرفصه رجصل‪ ،‬هصو‬
‫أبصو العور بصن سصفيان السصلمي(‪ ، )97‬أنصه غلم عثمان‪ .‬وكان مصع الغلم كتاب لعبصد ال بصن أبصي سصرح‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫«إذا أتاك محمصد بصن أبصي بكصر وفلن وفلن‪ ،‬فاقتلهصم! وأبطصل كتابهصم! وقصر على عملك حتصى يأتيصك رأيصي»(‪. )98‬‬
‫وفي رواية أخرى‪« :‬واحبس من يجيء إليك متظلماً منك إن شاء ال»(‪. )99‬‬
‫عاد الجمع إلى المدينة؛ ولم يبق أحد إل وحنق على عثمان‪ .‬فحصره الناس‪ ،‬وأجلب عليه محمد بن أبي‬
‫بكر ببني تيم وغيرهم‪ ،‬وأعانه على ذلك طلحة بن عبيد ال‪ .‬وكانت عائشة تقرصه كثيراً‪.‬‬
‫نفصى عثمان أيصة معرفصة له بالكتاب‪ .‬وزعصم أمام عليّص أنصه زوّر عليصه‪ .‬وعرف الناس الخصط بأنصه خصط مروان‬
‫بن الحكم‪ ،‬وأنه كتبه دون علم عثمان‪ .‬وكان مروان كاتب عثمان‪ ،‬وكان خاتم عثمان في إصبع مروان(‪. )100‬‬
‫اقتلوا نعثلً فقد‪ ...‬كفر!!‬
‫«كان أش ّد الناس على عثمان طلحصصة والزبيصصر ومحمصد بصن أبصي بكصر وعائشصصة‪ ،‬وخذله المهاجرون والنصصار‪،‬‬
‫وتكلّمصت عائشصة فصي أمره‪ ،‬وأطلعصت عائشصة شعرة مصن شعرات رسصول ال (ص) ونعله وثيابصه‪ ،‬وقالت‪ :‬سصرعان مصا‬
‫نسصيتم سصنة نصبيّكم! فقال عثمان فصي آل أبصي قحافصة [أسصرة أبصي بكصر]‪ ...‬وغضصب حتصى مصا كان يدري مصا يقول» (‪. )101‬‬
‫وتقول روايصصة أخرى‪« :‬كان عثمان يخطصصب‪ ،‬إذ دلّت عائشصة قميصص رسصصول ال‪ ،‬ونادت‪ :‬يصصا معشصصر المسصصلمين! هذا‬
‫جلباب رسصول ال لم يبلَ‪ ،‬وقصد أبلى عثمان سصنته‪ .‬فقال عثمان‪ :‬ربّص اصصرف عنصي كيدهصن‪ ،‬إن كيدهصن عظيصم»(‪. )102‬‬
‫وفصي روايصة ثالثصة‪ ،‬إن عائشصة قالت له‪« :‬أي عثمان‪ ،‬خصصّصت بيصت مال المسصلمين لنفسصك‪ ،‬وأطلقصت أيدي بنصي أميصة‬
‫على أموال المسلمين‪ ،‬ووليتهم البلد‪ ،‬وتركت أمة محمد في ضيق وعسر‪ ،‬قطع ال عنك بركات السماء‪ ،‬وحرمك‬
‫ل للذيصن‬‫خيرات الرض‪ ،‬ولول أنصك تصصلّي الخمصس لنحروك(!!!) كمصا تنحصر البصل! فقرأ عليهصا عثمان‪ :‬ضرب ال مث ً‬
‫كفروا امرأة نوح وامرأة لوط‪ ،‬كانتصا تحصت عبديصن مصن عبادنصا الصصالحين‪ ،‬فخانتناهمصا فلم يغنينصا عنهمصا مصن ال شيئاً‪،‬‬
‫وقيل ادخل النار مع الداخلين»(‪. )103‬‬
‫كانت الية السابقة‪ ،‬التي أشرنا إليها في فصل مارية وعائشة‪ ،‬أسوأ تعريض بعائشة‪ .‬هذا كله ‪ -‬وغيره‬
‫‪ -‬دفصع عائشصة إلى القول عصن عثمان بصصريح العبارة‪« :‬اقتلوا نعثلً فقصد كفصر»(‪ . )104‬وكانصت عائشصة‪ ،‬على مصا‬
‫يبدو‪ ،‬أول من لقبت عثمان نعثلً(‪ . )106( )105‬فانتشرت هذه العبارة كالنار في الهشيم‪ ،‬لتصبح على لسان كلّ من‬
‫يعادي عثمان‪.‬‬
‫حصار عثمان‪:‬‬
‫أرسصصلت عائشصصة «كتبًا إلى البلد تحرّض المسصصلمين على الخروج عليصصه»(‪ . )108( )107‬وأقبصصل مالك الشتصصر مصصن‬
‫الكوفة في ألف رجل‪ ،‬وأقبل ابن أبي حذيفة من مصر في أربعمئة رجل‪ ،‬فأقام أهل الكوفة وأهل مصر بباب عثمان‬
‫ل ونهاراً‪ .‬وكان طلحصصصة يحرّض الفريقيصصصن جميعًا على عثمان‪ .‬ثصصصم أن طلحصصصة قال لهصصصم‪ :‬إن عثمان ل يبالي مصصصا‬ ‫لي ً‬
‫(‪)109‬‬
‫‪ .‬واستولى «طلحة على أمر الناس‬ ‫حصرتموه‪ ،‬وهو يدخل إليه الطعام والشراب‪ ،‬فامنعوه الماء أن يدخل عليه‬
‫في الحصار»(‪. )110‬‬
‫لمصا اشتصد المصر على عثمان‪ ،‬أمصر مروان بصن الحكصم وعبصد الرحمصن بصن عتاب بصن أسصيد (‪ )111‬فأتيصا عائشصة‪،‬‬
‫وهصي تريصد الحصج ‪ -‬دون أن تطلب أذن الخليفصة طبعاً ‪ -‬فقال لهصا‪ :‬لو أقمصت‪ ،‬فلعلّ ال يدفصع بصك هذا الرجصل؟ [‪-‬‬
‫وقال مروان‪« :‬ويدفصع لك بكصل درهصم أنفقتيصه درهميصن»(‪ .]- )112‬فقالت‪ :‬قصد قرنصت ركائبصي وأوجبصت الحصج على‬
‫نفسي‪ ،‬وال ل أفعل! فنهض مروان وصاحبه ومروان يقول‪:‬‬
‫(‪)113‬‬
‫د‪ ،‬فلمصصصصصصصا اضطرمصصصصصصصت أحجمصصصصصصصا‬ ‫وحرّق قيصصصصصصصصصصصصصس عليصصصصصصصصصصصصصّ البل‬

‫فقالت عائشصة‪ :‬يصا مروان [ «ألعلك ترى أنصي فصي شصك مصن صصاحبك؟»]‪ ،‬وال لوددت أنصه فصي غرارة مصن‬
‫غرائري هذه‪ ،‬وإني طوقت حمله حتى ألقيه في البحر(‪. )114‬‬
‫وفصي موقصف مناقصض تماماً لمصا كان يحصصل أيام عمصر‪ ،‬الذي منعهصا مصن الحصج حتصى عامصه الخيصر‪ ،‬خرجصت‬
‫عائشة ‪ -‬حاجة!!! ‪ -‬إلى مكة؛ وخرج أيض ًا ابن عباس‪ ،‬أمير عثمان على الحج‪ .‬ولما التقيا في إحدى ضواحي‬
‫المدينة‪ ،‬قالت له‪ :‬يا ابن عباس! أنشدك ال‪ ،‬فإنك أعطيت لساناً ازعيلً [أو‪ :‬ازميلً] أن تخذل هذا الرجل [أو‪:‬‬
‫إياك أن ترد عن هذا الطاغية]‪ .‬وقد رأيت طلحة بن عبيد ال قد اتخذ من بيوت الموال والخزائن مفاتيح‪ ،‬فإن‬
‫يصصك يسصصير بسصصيرة ابصصن عمصصه أبصصي بكصصر‪ .‬فرد عليهصصا ابصصن عباس‪ :‬لو حدث بالرجصصل حدث‪ ،‬مصصا فزع الناس إل إلى‬
‫صاحبنا ‪ -‬يقصد عليّ بن أبي طالب! فقالت‪ :‬إيهاً عنك! لست أريد مكابرتك ول مجادلتك(‪. )115‬‬
‫ي إلى بيت المال‪،‬‬
‫ي عند حصر عثمان في خيبر‪ .‬فقدم المدينة‪ ،‬والناس مجتمعون عند طلحة‪ .‬فذهب عل ّ‬
‫كان عل ّ‬
‫ولمصا لم يسصتطع الحصصول على المفاتيصح‪ ،‬قال‪ :‬اكسصروه! فكُسصر باب بيصت المال‪ .‬فقال‪ :‬أخرجوا المال! فجعصل يعطصي‬
‫الناس‪ ،‬فبلغ الذيصن فصي دار طلحصة مصا فعصل علي‪ ،‬فتسصلّلوا إليصه حتصى بقصي طلحصة وحده!!! وبلغ عثمان مصا حدث‪ ،‬فسص ّر‬
‫بذلك‪ .‬فأقبصل طلحصة إلى دار عثمان‪ ،‬وقال له‪ :‬يصا أميصر المؤمنيصن‪ ،‬أسصتغفر ال وأتوب إليصه! أردت أمراً‪ ،‬فحال ال بينصي‬
‫وبينه! فقال عثمان‪ :‬إنك وال ما جئت تائباً‪ ،‬ولكنك جئت مغلوباً‪ ،‬ال حسيبك يا طلحة!(‪. )116‬‬
‫مقتل عثمان‪:‬‬
‫استمر حصار عثمان أربعين ليلة‪ ،‬كان طلحة يصلّي بالناس أثناءها(‪ . )117‬ولم يكن أحد من أصحاب النبي‬
‫أشصد على عثمان مصن طلحصة(‪ . )118‬وكمصا رأينصا‪ ،‬فقصد منصع دخول الماء عليصه(‪ )119‬؛ فأرسصل عليّص إليصه ثلث قرب‬
‫مملوءة ماء‪ ،‬فما كادت تصل إليه‪ ،‬حتى قال طلحة‪ :‬ما أنت وهذه!(‪. )120‬‬
‫كان عليّص يعرف أنهصم يريدون قتصل عثمان‪ ،‬فأرسصل ابنيصه‪ ،‬الحسصن والحسصين‪ ،‬وقال لهمصا‪ :‬اذهبصا بسصيفيكما حتصى‬
‫تقوما على باب عثمان‪ ،‬فل تدعا أحدًا يصل إليه‪ .‬وبعث الزبير ابنه على كره‪ ،‬وبعث طلحة ابنه أيضاً‪ .‬لذلك‪ ،‬تسوّر‬
‫محمصد بصن أبصي بكصر‪ ،‬الذي كان حنقصه على عثمان قصد بلغ ذروتصه بعصد قصصة الكتاب الذي وجّه إلى مصصر‪ ،‬واثنان مصن‬
‫أصصحابه‪ ،‬مصن دار رجصل مصن النصصار‪ ،‬حتصى دخلوا على عثمان‪ ،‬ومصا يعلمهصم أحصد ممصن كان معصه‪ ،‬لنهصم كانوا فوق‬
‫البيوت‪ ،‬ولم يكصن معصه إل امرأتصه؛ فقال محمصد بصن أبصي بكصر لصصاحبيه‪ :‬أنصا أبدأكمصا بالدخول‪ ،‬فإذا أنصا ضبطتصه‪ ،‬فادخل‬
‫فتوجآه حتى تقتله‪ .‬فدخل محمد‪ ،‬فأخذ بلحيته‪ ،‬فقال له عثمان‪ :‬لو رآك أبوك لساءه مكانك مني! فتراخت يده‪ .‬ودخل‬
‫الرجل‪ ،‬فتوجآه حتى قتله(‪ . )121‬وقد اختلف أهل السير فيمن قتله وفي كيفية قتله(‪. )122‬‬
‫تقول إحدى الروايات‪ ،‬إنصصه «لمصصا قتصصل عثمان (رض)‪ ،‬أرادوا حزّ رأسصصه‪ ،‬فوقعصصت عليصصه نائلة وأم البنيصصن‬
‫فمنعنهصم‪ ،‬وصصحن وضربصن الوجوه ومزقصن ثيابهصن‪ .‬وأقبيصل عميصر بصن ضابصئ(‪ ، )123‬وعثمان موضوع على باب‪،‬‬
‫فنزا عليه‪ ،‬فكسر ضلعاً من أضلعه‪ .‬وقال‪ :‬سجنت ضابئاً حتى مات في السجن»(‪. )124‬‬
‫اتفقت الروايات على أن عثمان ترك ثلثاً لم يدفن حتى توسط عليّ في دفنه‪ .‬تقول إحدى الروايات «إنهم‬
‫كلموا علياً فصصي دفنصصه‪ ،‬وطلبوا إليصصه أن يأذن لهله ذلك‪ ،‬ففعصصل وأذن لهصصم علي‪ ،‬فلمصصا س صُمع بذلك‪ ،‬قعدوا له فصصي‬
‫الطريصق بالحجارة(‪ ، )125‬وخرج بصه ناس يسصير مصن أهله‪ ،‬وهصم يريدون حائطاً بالمدينصة‪ ،‬يقال له‪ :‬حصش كوكصب!‬
‫كان اليهود تدفصن فيصه موتاهصم»(‪ . )126‬ويروى أن أحصد النصصار رفصض أن يُصصلّى عليصه(‪ ، )127‬واسصمه الحجاج بصن‬
‫عمرو بن غزية النصاري(‪ . )128‬ورفض أنصاري آخر‪ ،‬هو جبلة بن عمر الساعدي‪ ،‬دفنه في البقيع أو الصلة‬
‫عليه؛ فدفنوه‪ ،‬كما أشرنا‪ ،‬في حش كوكب(‪ . )129‬و «لم يلحدوه بلبن‪ ،‬وحثوا عليه التراث حثواً»(‪. )130‬‬
‫لمصصا خرجصصت جنازة عثمان‪ ،‬قام بعصض الناس وهموا بطرحهصصا‪ ،‬فبلغ ذلك علياً‪ ،‬فأرسصصل إليهصصم يعزم عليهصصم‬
‫ليكفصن عنصه‪ ،‬ففعلوا‪ .‬ولم يشهصد جنازتصه إل مروان بصن الحكصم وثلثصة مصن مواليصه‪ ،‬وابنتصه؛ ولمصا ناحصت ابنتصه‪،‬‬
‫ورفعت صوتها تندبه‪ ،‬أخذ الناس الحجارة‪ ،‬وقالوا‪ :‬نعثل! نعثل! فكادت تُرجم‪.‬‬

‫‪III‬‬
‫علي بن أبي طالب‪ ...‬وعائشة‬
‫حرب أمير المؤمنين‪ ...‬وأمهم‬

‫قال سعد بن أبي وقاص‪« :‬قتل [عثمان] بسيف سلّته عائشة وصقله طلحة وسمّه علي»(‪ .)1‬وقال محمد‬
‫بصن طلحصة بصن عبيصد ال‪« :‬دم عثمان على ثلثصة أثلث‪ :‬ثلث على صصاحبة الهودج [عائشصة]‪ ،‬وثلث على صصاحب‬
‫الجمل الحمر [طلحة]‪ ،‬وثلث على عليّ ابن أبي طالب»(‪.)2‬‬
‫«لمّا قتل عثمان‪ ،‬كانت عائشة بمكة‪ ،‬وحين بلغها قتله‪ ،‬لم تكن تشك في أن طلحة هو صاحب المر؛ فقالت‪:‬‬
‫بعدًا لنعثل وسحقاً!! إيه ياذا الصبع [طلحة]!! إيه أبا شبل! إيه يابن عم! لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع» (‪.)3‬‬
‫وفي رواية أخرى‪ ،‬أن عائشة لمّا بلغها قتل عثمان «وهي بمكّة‪ ،‬أقبلت مسرعة‪ ،‬وهي تقول‪ :‬إيه يا ذا الصبع! ل‬
‫ج في العام الذي قتل فيه عثمان‪،‬‬
‫أبوك! أما أنهم قد وجدوا طلحة لها كفوءاً‪ ...‬وقد روى قيس بن أبي حازم أنّه ح ّ‬
‫وكان مصع عائشصة‪ ...‬فسصمعها تقول فصي بعصض الطريصق‪ :‬إيصه ذا الصصبع! وإذا ذكرتُص عثمان‪ ،‬قالت‪ :‬أبعده ال! وروي‬
‫عن طريق آخر أنها قالت‪ ،‬لما بلغها قتله‪ :‬أبعده ال! قتله ذنبه‪ ،‬وأقاده ال بعمله! يا معشر قريش! ل يسوءنكم قتل‬
‫ق الناس بهذا المر لذو الصبع ‪ -‬يعني طلحة‪ ...‬فلما جاءت الخبار ببيعة‬
‫عثمان كما ساء أوحيمر ثمود قومه! أح ّ‬
‫ي (ع)‪ ،‬قالت‪ :‬تعسوا! تعسوا! ل يردون المر في تيم أبداً»(‪ -.)4‬يعني أهلها‪.‬‬
‫عل ّ‬
‫حثصت عائشصة الخطصى باتجاه المدينصة‪ .‬ولمصا وصصلت إلى سصرف‪ ،‬ولقيهصا عبصد ابصن أم كلب‪ ،‬وهصو عبصد أم‬
‫سصلمة‪ ،‬ينسصب إلى أمصه‪ ،‬فقالت له‪ :‬مهيصم؟ قال‪ :‬قتلوا عثمان‪ ،‬فمكثوا ثمانياً! قالت‪ :‬ثصم صصنعوا ماذا؟ قال‪ :‬أخذهصا‬
‫أهصل المدينصة بالجماع‪ ،‬فجازت بهصم المور إلى خيصر مجاز ‪ -‬اجتمعوا على عليصّ بصن أبصي طالب! فقالت‪ :‬وال‪،‬‬
‫ليت أن هذه انطبقت على هذه إن ت ّم المر لصاحبك‪ ،‬ردوني ردوني! فارتدّت إلى مكّة‪ ،‬وهي تقول ‪ :‬قتل ‪ -‬وال ‪-‬‬
‫عثمان مظلوماً! وال لطلبن بدمه! فقال لها ابن أم كلب(‪ :)5‬ولم؟ فوال إن أوّل من أمال حرفه لنتِ؛ وقد كنت‬
‫تقوليصن‪ :‬اقتلوا نعثلً فقصد كفصر! فقالت‪ :‬إنهصم اسصتتابوه ثصم قتلوه‪ ،‬وقصد قلت وقالوا‪ ،‬وقولي الخيصر خيصر مصن قولي‬
‫الوّل! فقال لها ابن أم كلب‪:‬‬
‫ومنصصصصصصصك الرياح ومنصصصصصصصك المطصصصصصصصر‬ ‫فمنصصصصصصك البداء ومنصصصصصصك الغيصصصصصصصر‬

‫وقلت لنصصصصصصصا إنصصصصصصه قصصصصصصصد كفصصصصصصصر‪...‬‬ ‫وأنصصصصصصصصصصت أمرت بقتصصصصصصصصصصل المام‬

‫فانصصصرفت إلى مكصصة‪ ،‬فنزلت على باب المسصصجد‪ ،‬فقصصصدت الحجصصر‪ ،‬واجتمصصع الناس إليهصصا‪ ،‬فقالت‪ :‬يصصا أيهصصا‬
‫الناس! إن عثمان قتل مظلوماً‪ ،‬وال لطلبن بدمه»(‪.)6‬‬
‫إذن‪ ،‬لقصصد كان هدف عائشصة إعادة الخلفصصة إلى أسصصرتها‪ :‬بنصصي تيصم‪ .‬ورغصصم أن طلحصصة(‪ ،)7‬هذا الذي أرادتصصه‬
‫خليفصة‪ ،‬كان مصن أشصد المؤلبيصن على عثمان‪ ،‬فقصد تبدّلت مواقفهصا بالكامصل مصن مقتصل الخليفصة الثالث‪ ،‬حيصن بويصع‬
‫لعلي بالخلفة‪ :‬بدأت ترثي عثمان القتيل المظلوم!!!‬
‫تحفصصل الروايات بمصصبررات وآراء حول هذا التبدل المفاجصصئ ‪ -‬غيصصر العصصصي على الفهصصم ‪ -‬فصصي موقصصف‬
‫(‪ ، )8‬إن عائشصة رثصت عثمان بعصد قتله‪ ،‬فقالت‪« :‬تركتموه كالثوب‬ ‫عائشصة‪ .‬يقول ابصن سصعد فصي‬
‫النقصي مصن الدنصس‪ ،‬ثصم قربتموه تذبحونصه‪ ،‬كمصا يذبصح الكبصش‪ .‬فقال لهصا مسصروق‪ :‬هذا عملك‪ ،‬أنتِص كتبتِص إلى‬
‫الناس تأمرينهصم بالخروج إليصه! فقالت عائشصة‪ :‬ل والذي آمصن بصه المؤمنون وكفصر بصه الكافرون‪ ،‬مصا كتبصت‬
‫إليهم بسوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا! قال العمش‪ :‬فكانوا يرون أنه كتب على لسانها»‪.‬‬
‫العداء الصيل!‬
‫لماذا كانصت عائشصة مسصكونة‪ ،‬وهصي أم المؤمنيصن والمرجصع الكصبير فصي أمور الديصن‪ ،‬بكصل هذا العداء لميصر‬
‫المؤمنين عليّ بن أبي طالب‪ ،‬وهو صهر النبي وابن عمه؟‬
‫(‪« :)9‬أوّل بدء الضغصن‪ ،‬كان بينهصا وبيصن فاطمصة (ع)‪ ،‬وذلك‬ ‫يقول ابصن أبصي الحديصد فصي‬
‫لن رسصول ال (ص) تزوجهصا عقصب موت خديجصة‪ ...‬والبنصت تكره ميصل أبيهصا إلى امرأة غريبصة‪ ...‬وإذا كانصت قصد‬
‫ماتت‪ ،‬ورثت ابنتها تلك العداوة‪ ...‬مال [إلى عائشة] زوجها وأحبّها‪ ،‬فازداد ما عند فاطمة بحسب زيادة ميله‪،‬‬
‫وأكرم رسول ال (ص) فاطمة إكراماً عظيماً‪ ...‬فكان هذا وأمثاله يزيد الضغينة عند الزوجة‪.‬‬
‫ثم حصل عند بعلها [علي] ما هو حاصل عندها‪ ...‬وكانت تكثر الشكوى من عائشة‪ ...‬وكما كانت فاطمة‬
‫تشكو إلى بعلها‪ ،‬كانت تشكو عائشة إلى أبيها‪[ ،‬أبي بكر]‪ ،‬فحصل في نفس أبي بكر من ذلك أثر ما‪ ،‬ثم تزايد‬
‫تقريصظ رسصول ال (ص) لعلي (ع)‪ ...‬فأحدث ذلك حسصداً له وغبطصة فصي نفصس أبصي بكصر منصه‪ ،‬وهصو أبوهصا‪ ،‬وفصي‬
‫نفس طلحة‪ ،‬وهو ابن عمها؛ وكانت تجلس إليهما‪ ،‬وتسمع كلمهما‪ ،‬وهما يجلسان إليها‪ ،‬ويحادثانها‪ ،‬فأعدى‬
‫إليها منهما كما أعدتهما‪...‬‬
‫علي‪ ...‬كان ينفصس على أبصي بكصر سصكون النصبي (ص) إليصه وثناءه عليصه‪ ،‬ويحصب أن ينفرد هصو بهذه المزايصا‬
‫والخصصائص دونصه ودون الناس أجمعيصن‪ ...‬ثصم كان مصن أمصر القذف(‪[ )10‬الفصك] مصا كان‪ ،‬ولم يكصن عليّص (ع) مصن‬
‫القاذفيصن‪ ،‬ولكنصه كان مصن المشيريصن على رسصول ال (ص) بطلقهصا‪ ...‬قال له لمصا اسصتشاره‪ :‬إن هصي إ ّل شسصع‬
‫نعلك!‪ ...‬ونقل النساء إليها [عائشة] كلماً من عليّ وفاطمة‪ ،‬وأنهما قد أظهرا الشماتة!!! جهاراً وسراً بوقوع‬
‫هذه الحادثة لها‪ ،‬فتفاقم المر وغلظ‪...‬‬
‫نزل القرآن ببراءتهصا‪ ...‬فاشتدت الحال وغلظصت‪ ،‬وطوى كلّ مصن الفريقيصن قلبصه على الشنآن لصصاحبه‪...‬ثصم‬
‫اتفصصق أن فاطمصصة ولدت أولداً كثيرة‪ ...‬ولم تلد هصصي ولداً‪ ،‬وأن رسصصول ال (ص) كان‪ ...‬يسصصمي الواحصصد منهصصم‬
‫«ابنصي»‪ .‬ثصم اتفصق أن رسصول ال (ص)‪ ،‬سص ّد باب أبيهصا إلى المسصجد‪ ،‬وفتصح باب صصهره‪ ،‬ثصم بعصث أباهصا بصبراءة إلى‬
‫مكصة‪ ،‬ثصم عزله عنهصا بصصهره‪ ،‬فقدح ذلك أيضًا فصي نفسصها؛ وولد لرسصول ال (ص) ابراهيصم مصن ماريصة‪ ،‬فأظهصر عليّص‬
‫(ع) بذلك سصرورًا كثيراً‪ ،‬وكان يتعصصّب لماريصة‪ ...‬وجرت لماريصة نكبصة مناسصبة لنكبصة عائشصة‪ ،‬فبرّأهصا عليّص منهصا‪...‬‬
‫وكان ذلك كشفًا محسصًا بالبصصر‪ ،‬ل يتهيصأ للمنافقيصن أن يقولوا فيصه مصا قالوه فصي القرآن‪ ،‬المنزّل بصبراءة عائشصة ‪ -‬وكصل‬
‫ذلك كان يوغر صدر عائشة عليه‪ ،‬ويؤكد ما في نفسها منه‪ ...‬ثم مات ابراهيم‪ ،‬فأبطنت شماتة‪ ،‬وإن أظهرت كآبة‪،‬‬
‫ي (ع) من ذلك وكذلك فاطمة‪ ،‬وكانا‪ ...‬يريدان أن تتميز مارية عليها بالولد‍‪...‬‬
‫ووجم عل ّ‬
‫مرض رسصول ال (ص) المرض الذي توفصي فيصه‪ ،‬وكانصت فاطمصة (ع) وعلي (ع) يريدان أن يمرض فصي‬
‫بيتهما‪ ،‬وكذلك كان أزواجه كلهن(؟)‪ ،‬فمال إلى بيت عائشة‪ ،‬بمقتضى المحبّة التي كانت لها دون نسائه‪ ،‬وكره‬
‫أن يزاحصم فاطمصة وعلي فصي بيتهمصا‪ ...‬فغُبطصت على ذلك‪ ،‬ولم يمرض رسصول ال (ص) منصذ قدم المدينصة مثصل هذا‬
‫المرض‪ ،‬وإنما كان مرضه الشقيقة يوم ًا أو بعض يوم‪ ،‬ثم يبرأ‪.‬‬
‫[اتهصم عليّص عائشصة بأنهصا] أمرت بللً‪ ،‬مولى أبيهصا‪ ،‬أن يأمره [لبيهصا]‪ :‬فليصصلّ بالناس! لن رسصول ال‪،‬‬
‫كما روي‪ ،‬قال‪ :‬ليصلّ بهم أحدهم!‬
‫[ذكر علي‪ ،‬أن النبي لم يقل]‪ :‬إنكنّ لصويحبات يوسف! إل‪ ...‬لنها وحفصة بادرتا إلى تعيين أبويهما‪...‬‬
‫بايصع [علي أبصا بكصر]‪ ،‬وكان يبلغصه وفاطمصة عنهصا مصا يكرهانصه منصذ مات رسصول ال (ص) إلى أن توفيصت‬
‫فاطمة‪ ،‬وهما صابران على مضض ورفض؛ واستظهرت بولية أبيها‪ ،‬واستطالت وعظم شأنها‪ ،‬وانخذل عل يّ‬
‫وفاطمصصة قهراً‪ ،‬وأخذت فدك‪ ،‬وخرجصصت فاطمصصة تجادل فصصي ذلك مراراً(‪ )11‬فلم تظفصصر بشيصصء‪ ،‬وفصصي ذلك تبلغهصصا‬
‫النساء‪ ...‬عن عائشة كلّ كلم يسوءها‪.‬‬
‫ثم ماتت فاطمة(‪ ، )12‬فجاء نساء رسول ال (ص) كلهن إلى بيت بني هاشم في العزاء‪ ،‬إل عائشة‪ ،‬فإنها‬
‫ي (ع) عنها كلماً يدلّ على السرور‪...‬‬ ‫لم تأتِ وأظهرت مرضاً‪ ،‬ونقل إلى عل ّ‬
‫واسصصتمرت على هذا مدة خلفصصة أبيهصصا وخلفصصة عمصصر وعثمان‪ ،‬والقلوب تغلي‪ ،‬والحقاد(!!!) تذيصصب الحجارة‪،‬‬
‫ي تضاعفت همومه‪ ،‬وباح بما في نفسه‪ ،‬إلى أن قتل عثمان‪ ،‬وقد كانت عائشة من أش ّد‬ ‫وكلما طال الزمن على عل ّ‬
‫الناس عليصه تأليبًا وتحريضاً؛ فقالت‪ :‬أبعده ال! لمّا سصمعت قتله‪ ،‬وأملت أن تعود الخلفصة فصي طلحصة‪ ،‬فتعود المرة‬
‫تيميصة كمصا كانصت أولً‪ ،‬فعدل الناس عنصه إلى عليّص بصن أبصي طالب‪ ،‬فلمصا سصمعت ذلك‪ ،‬صصرخت‪ :‬واعثماناه! قتصل عثمان‬
‫مظلوماً! وثار ما في النفس‪ ،‬حتى تولّد من ذلك يوم الجمل وما بعده»‪.‬‬
‫كانصت تلك صصورة مختصصرة سصريعة لرموز ذلك المجتمصع الذي يسصوّق الن «كمجتمصع قديسصين»‪ .‬فكيصف‬
‫كانت تفاصيل صورة ذلك «المجتمع القديسي»؟!‪.‬‬
‫صراع قمة الهرم‪:‬‬
‫لقصد كشصف الصصراع الخفي بين أميصر المؤمنين وأمهم عن وجهه السافر بعصد وفاة النبي‪ .‬وكانصت الخلفة‪،‬‬
‫قمة الهرم‪ ،‬بؤرة الصراع بين الطرفين‪ .‬ويبدو أن عائشة‪ ،‬عقب وفاة النبي مباشرة‪ ،‬راحت تبث أحاديث‪ ،‬تنفي‬
‫فيهصا على نحصو مطلق أن يكون النصبي أوصصى لعليّص بالخلفصة؛ مصن ذلك‪ ،‬مثلً‪« :‬ذكروا عنصد عائشصة أنّص علياً كان‬
‫وصصياً‪ ،‬فقالت‪ :‬متصى أوصصى إليصه؟ فقصد كنصت مسصندته إلى صصدري ‪ -‬أو قالت‪ :‬فصي حجري ‪ -‬فدعصا بالطسصت‪ ،‬فلقصد‬
‫انحنث في حجري وما شعرت أنه مات‪ ،‬فمتى أوصى إليه؟»(‪. )13‬‬
‫(‪)14‬‬
‫بالمقابل‪ ،‬كانت عائشة أحياناً‪ ،‬في بضع أحاديث بثتها‪ ،‬تقول إن النبي لمّح إلى أبي بكر كخليفة بعده ‪:‬‬
‫«لمّا كان وجع النبي (ص) الذي قبض فيه‪ ،‬قال‪ :‬ادعوا لي أبا بكر وابنه‪ ،‬فليكتب لكيل يطمع في أمر أبي بكر‬
‫طامع‪ ،‬ول يتمنى متمن! ثم قال‪ :‬يأبى ال ذلك والمسلمون ‪ -‬مرتين!‪ ...‬قالت عائشة‪ :‬فأبى ال والمسلمون!‪...‬‬
‫إل أن يكون أبي‪ ،‬فكان أبي»(‪. )15‬‬
‫أُدخلت عواطصصف النصصبي حيال هذا الطرف أو ذاك فصصي الصصصراع الدموي بيصصن أميصصر المؤمنيصصن وأمهصصم‪ .‬فمصصن‬
‫جهة‪ ،‬كانت عائشة تقول‪ :‬إن أحبّ الناس إلى قلب النبي هو «أبو بكر ثم عمر»(‪ - )16‬نقل عنها أيضاً‪ ،‬أنها قالت‬
‫فصي المسصألة ذاتهصا‪« :‬فاطمصة وزوجهصا»(‪ ،- )17‬ومصن جهصة أخرى‪ ،‬تصم تقديصم أحاديصث أُقحمصت فيهصا عائشصة وأبوهصا‪،‬‬
‫(‪ )18‬أن أبصا بكصر اسصتأذن «على رسصول ال‬ ‫تجعصل علياً أحصب الناس إلى قلب النصبي‪ :‬يروي أحمصد فصي‬
‫(ص)‪ .‬فسصمع صصوت عائشصة عالياً‪ ،‬وهصي تقول‪ :‬وال لقصد عرفصت أن علياً أحبّص إليصك مصن أبصي ومنصي ‪ -‬مرتيصن أو‬
‫(‪ )19‬إلى معاذة الغفارية قولها‪ ،‬إنها سمعت «النبي (ص)‪ ،‬يقول لعائشة‪:‬‬ ‫ثلثاً»؛ ويسند‬
‫إ نّ هذا أحب الرجال إلي‪ ،‬وأكرمهم عل يّ‪ ،‬فاعرفي له حقه‪ ،‬وأكرمي له مثواه»‪ - .‬وهذا ما لم يحصل قط! وكل‬
‫محاولت النبي لم تجدِ نفعاً عند أم المؤمنين‪ :‬كانت عائشة تكره حتى مجرد ذكر اسم علي‪ .‬يخبرنا البخاري في‬
‫ل عن عائشة‪ ،‬أنه «لما ثقل النبي (ص)‪ ،‬واشتد وجعه‪ ،‬استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي‪،‬‬ ‫‪ ،‬نق ً‬
‫فأذنّص له! فخرج بيصن رجليصن‪ ،‬تخطّص رجله فصي الرض‪ .‬وكان بيصن العبّاس ورجصل آخر‍ قال عبيصد ال [بصن عمصر]‪:‬‬
‫فذكرت ذلك لبصن عبّاس مصا قالت عائشصة؛ فقال لي‪ :‬وهصل تدري مصن الرجصل الذي لم تسصمّ عائشصة؟ قلت‪ :‬لّ! قال‪:‬‬
‫(‪ ، )21‬قال ابن عباس‪« :‬هو علي‪ ،‬إن عائشة ل تطيب‬ ‫هو عل يّ بن أبي طالب»(‪ . )20‬وفي نص‬
‫(‪)23‬‬
‫الطبري(‪ ، )22‬يقول ابن عباس‪« :‬ل تقدر على أن تذكره بخير‪ ،‬وهي تستطيع»‬ ‫له نفساً»‪ .‬وفي‬
‫‪.‬‬
‫اسصتخدم مكان موت النصبي كعنصصر أسصاسي فصي الصصراع الدموي بيصن أميصر المؤمنيصن وأمهصم؛ خاصصة وأن مكان‬
‫موته‪ ،‬كما رأينا‪ ،‬يمكن أن يساهم في تحديد ما إذا كان أوصى لعلي أم لم يوص‪ .‬فمن جهة‪ ،‬تلمح عائشة على موت‬
‫النبي بين سحرها ونحرها(‪ )24‬؛ ومن جهة أخرى‪ ،‬ينفي ابن عباس ذلك بقوة‪ ،‬قائلً‪« :‬أتعقل! وال لتوفي رسول ال‬
‫(ص) وهصو لمسصتند إلى صصدر علي‪ ،‬وهصو الذي غسصله وأخصي الفضصل بصن عبّاس‪ ،‬وأبصى أبصي أن يحضصر‪ ،‬وقال‪ :‬إن‬
‫ل من نصوص متناقضة تظهر دون‬ ‫رسول ال (ص) كان يأمرنا أن نستتر»(‪ . )25‬وكانت النتيجة‪ ،‬كالعادة‪ ،‬ركامًا هائ ً‬
‫ابصن‬ ‫أدنصى لبصس شيوع التلفيصق فصي ذلك الزمصن دعمًا لهذا الموقصف أو ذاك‪ .‬وعلى سصبيل المثال‪ ،‬نجصد فصي‬
‫(‬
‫سعد فصلين‪ ،‬يحمل الول عنوان‪ :‬ذكر من قال‪ :‬إن رسول ال (ص) لم يوصِ‪ ،‬وأنه توفي ورأسه في حجر عائشة‬
‫ي بن أبي طالب(‪. )27‬‬‫‪ )26‬؛ ويحمل الثاني عنوان‪ :‬ذكر من قال‪ :‬توفي رسول ال (ص) في حجر عل ّ‬
‫حرب الجمل‪:‬‬
‫لمّا كنّا قصد ناقشنصا «حرب الجمصل» فصي أكثصر من عمصل لنصا‪ ،‬فسصوف نكتفصي هنصا باستعراض سصريع لمجريات‬
‫تلك الحرب‪ ،‬مع بعض التوقف عند مرتكزاتها الساسية‪.‬‬
‫فبعصد مقتصل عثمان‪ ،‬أكثصر الناس على طلحصة والزبيصر واتهموهمصا بقتله‪ .‬احتدم النقاش بشأن مسصألة خلفصة‬
‫عثمان؛ فقال الزبيصر‪ :‬قصد تشاورنصا فرضينصا علياً‪ ،‬فبايعوه‪ .‬فقال علي‪ :‬ليصس ذلك إليكصم‪ ،‬إنمصا هصو لهصل الشورى‬
‫وأهصل بدر‪ ،‬فمصن رضصي بصه أهصل الشورى وأهصل بدر فهصو الخليفصة‪ .‬لكصن مصا أمضصى عليّص خليفصة‪ ،‬هصو قول عامصة‬
‫الناس‪ :‬يمضي قتل عثمان في الفاق والبلد فيسمعون بقتله‪ ،‬ول يسمعون أنه بويع لحد فيثور كلّ رجل منهم‬
‫في ناحية‪ ،‬فل نأمن أن يكون في ذلك الفساد‪ ،‬فارجعوا إلى عليّ(‪. )28‬‬
‫(‪ )29‬عصصن بيعصصة علي‪ ،‬فيقول‪« :‬بويصصع لعلي بصصن أبصصي طالب (رض)‬ ‫يتحدث ابصصن سصصعد فصصي‬
‫بالمدينصة‪ ،‬الغصد مصن يوم قتصل عثمان‪ ،‬بالخلفصة؛ بايعصه طلحصة والزبيصر‪ ،‬وسصعد بصن أبصي وقاص وسصعيد بصن زيصد بصن‬
‫عمرو(‪ ... )30‬وعمار بن ياسر وأسامة بن زيد وسهل بن حنيف وأبو أيوب النصاري ومحمد بن مسلمة وزيد‬
‫(‪)31‬‬
‫بن ثابت وخزيمة بن ثابت وجميع من كان بالمدينة من أصحاب رسول ال (ص) وغيرهم‪ ،‬ثم ذكر طلحة‬
‫(‪)32‬‬
‫والزبير أنهما بايعا كارهين غير طائعين‪ ،‬وخرجا إلى مكة وبها عائشة»‪ .‬ويقال في‬
‫عصن بيعصة علي‪« :‬كان أول مصن بايعصه طلحصة بلسصانه وسصعد بيده‪ ،‬فلمصا رأى عليّص ذلك‪ ،‬خرج إلى المسصجد‪ ،‬فصصعد‬
‫المنبر‪ ،‬فكان أول مصن صصعد إليصه فبايعصه‪ ،‬طلحة‪ ،‬تابعصه الزبيصر»‪ .‬لكصن لماذا انضصم طلحصة والزبيصر إلى عائشصة فصي‬
‫مكة في ثورتها ضد علي؟‬
‫يبدو أن العامصصل المادّي هصصو السصصبب المباشصصر لذلك‪ .‬فقصصد أراد طلحصصة إمارة الكوفصصة‪ ،‬وأراد الزبيصصر إمارة‬
‫البصصرة‪ ،‬فرفصض الخليفصة؛ تقول إحدى الروايات‪« :‬كان الزبيصر ل يشصك فصي وليصة العراق‪ ،‬وطلحصة فصي اليمصن‪...‬‬
‫قال الزبير‪ :‬هذا جزاؤنا من علي‪ ،‬قمنا له في أمر عثمان‪ ،‬حتى أثبتنا عليه الذنب وسببنا له القتل‪ ،‬وهو جالس‬
‫في بيته‪ ،‬وكفي المر‪ .‬فلما نال ما أراد‪ ،‬جعل دوننا غيرنا‪.‬‬
‫[وبرّر عليّص لبصن عباس سصبب رفضصه لطلبيهمصا‪ ،‬بقوله]‪ :‬إن العراقيصن بهمصا الرجال والموال‪ ،‬ومتصى تملّكصا‬
‫رقاب الناس‪ ،‬يسصصتميل السصصفيه بالطمصصع‪ ،‬ويضربصصا الضعيصصف بالبلء‪ ،‬ويقويصصا على القوي بالسصصلطان»(‪- . )33‬‬
‫ونلحظ‪ ،‬كالعادة‪ ،‬تضارب الروايات بشأن المصار التي طلب الثنان من عليّ وليتها‪.‬‬
‫إضافصة إلى مصا سصبق‪ ،‬زاد عليّص بأن سصاوى بينهمصا وبيصن سصائر المسصلمين فصي العطاء‪ ،‬مخالفاً بذلك سصنة‬
‫عمر‪ ،‬التي يبدو أنه اخترعها دون سند شرعي‪.‬‬
‫جاء الثنان إلى علي صّ يزعمان أنهمصصا يريدان العمرة فصصي مكصصة؛ فقال علي‪« :‬وال مصصا أرادا العمرة‪ ،‬ولكصصن‬
‫أرادا الغدرة»(‪ . )34‬ولحق بالثنين بنو أمية‪ ،‬الذين وافاهم إلى مكة ولة عثمان الذين عزلهم علي‪.‬‬
‫المويون‪:‬‬
‫كان المويون المسصتفيد الول والخيصر مصن حرب الجمصل‪ .‬فهصم‪ ،‬مصن جهصة‪ ،‬قتلوا رموزًا إسصلمية هامصة كان‬
‫يمكصصن أن تنافسصصهم مسصصتقبلياً على الخلفصصة؛ وأضعفوا‪ ،‬مصصن جهصصة أخرى‪ ،‬علياً بحيصصث اسصصتطاعوا‪ ،‬مصصع تراكصصم‬
‫الضربات والمؤامرات‪ ،‬إسقاط خلفته وبالتالي خطه ‪ -‬مرة وإلى البد‪.‬‬
‫إن عائشة هي المسؤولة الولى ‪ -‬وربما الخيرة ‪ -‬عن هذه السلسلة من المآسي المتراكمة‪ .‬فقد قادتها‬
‫عاطفتها القبلية ‪ -‬وربما غير القبلية ‪ -‬إلى الستماتة في إيصال ابن عمها‪ ،‬طلحة‪ ،‬إلى رأس الهرم في الدولة‬
‫الفتيصة‪ .‬وكانصت النتيجصة أن خسصرت عائشصة كلّ شيصء‪ :‬كادت أن تُسصبى لول سصماحة أخلق علي؛ قتصل ابصن عمهصا‬
‫طلحصة؛ قتصل زوج أختهصا الزبيصر؛ ومعهمصا ألوف مؤلفصة مصن خيار المسصلمين‪ .‬وكان أهصم الموييصن فصي معسصكر‬
‫عائشة‪:‬‬
‫‪ ²‬مروان بن الحكم‪:‬‬
‫«لما خرج طلحة والزبير وعائشة من مكة‪ ،‬يريدون البصرة [لحرب علي]‪ ،‬خرج معهم سعيد بن العاص‬
‫ومروان بصن الحكصم‪[ ...‬فقال سصعيد]‪ :‬قصد زعمتصم‪ ،‬أيهصا الناس‪ ،‬أنّكصم إنّمصا تطلبون بدم عثمان‪ ،‬فإن كنتصم تريدون‪،‬‬
‫فإنّص قتلة عثمان على صصدور هذه المطصى وأعجازهصا‪ ،‬فميلوا عليهصم بأسصيافكم وإلّ فانصصرفوا إلى منازلكصم ول‬
‫تقتلوا فصي رضصى المخلوقيصن أنفسصكم‪ ...‬فقال مروان بصن الحكصم‪ :‬بصل نضرب بعضهصم ببعصض‪ ،‬فمصن قتصل كان الظفصر‬
‫فيه‪ ،‬ويبقى الباقي‪ ،‬فنطلبه وهو ضعيف»(‪. )35‬‬
‫(‪)36‬‬
‫رغصم أن طلحصة ومروان كانصا فصي المعسصكر ذاتصه المعادي لعلي‪ ،‬فقصد قتصل مروان طلحصة‪ .‬تقول روايصة‬
‫(‪ « : )37‬كان مروان مصع طلحصة فصي الخيصل‪ ،‬فرأى فرجصة فصي درع طلحصة‪ ،‬فرماه بسصهم فقتله»‪.‬‬
‫(‪ )38‬المسألة‪ ،‬فيقول‪« :‬كان سبب قتل طلحة أن مروان بن الحكم رماه بسهم في‬ ‫ويفصّل‬
‫ركبتصصه‪ ،‬فجعلوا إذا أمسصصصكوا فصصصم الجرح‪ ،‬انتفخصصصت رجله‪ ،‬وإذا تركوه جرى‪ .‬فمات منصصصه‪ .‬فقال مروان‪ :‬ل أطلب‬
‫بثأري [لعثمان] بعد اليوم‪ .‬والتفت إلى أبان بن عثمان‪ ،‬فقال‪ :‬قد كفيتك بعض قتلة أبيك»(‪. )39‬‬
‫في حرب الجمل‪« ،‬ثبتت عائشة‪ ،‬وحماها مروان في عصابة‪ ،‬فأحدق بهم علي‪ ...‬و[كان] كلمّا وثب رجل‬
‫يريد الجمل‪ ،‬ضربه مروان بالسيف وقطع يده‪ ،‬حتى قطع نحو عشرين يدًا من أهل المدينة والحجاز والكوفة‪،‬‬
‫حتصى أتصي مروان مصن خلفصه‪ ،‬فضرب ضربصة فوقصع‪ ،‬وعرقصب الجمصل الذي عليصه عائشصة‪ ،‬وانهزم الناس‪ ،‬وأسصرت‬
‫عائشة‪ ،‬وأسر مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان وموسى بن طلحة وعمرو بن سعيد بن العاص‪ .‬فقال عمّار‬
‫لعلي‪ :‬أقتل هؤلء السرى!!! فقال علي‪ :‬ل أقتل أسير أهل القبلة إذا رجع ونزع»(‪. )40‬‬
‫‪ ²‬يعلى بن أمية‪:‬‬
‫«اسصتعمله عثمان على صصنعاء‪ ...‬وأعان الزبيصر [فصي حرب الجمصل] بأربعمائة ألف؛ وحمصل سصبعين رجلً‬
‫من قريش‪ ،‬وحمل عائشة على الجمل الذي شهدت القتال عليه‪ ،‬واسم الجمل عسكر»(‪ . )41‬وفي رواية أخرى‪:‬‬
‫«جهزهصم يعلى بصن أميصة بسصتمائة بعيصر وسصتمائة ألف درهصم»(‪ . )42‬وفصي روايصة ثالثصة‪ ،‬أن يعلى بصن أميصة اشترى‬
‫عسكر «بثمانين ديناراً»(‪ . )43‬وأخرج الطبري عن الزهراني‪ ،‬قوله‪« :‬ثم ظهرا‪ ،‬يعني طلحة والزبير‪ ،‬إلى مكة‪،‬‬
‫بعد قتل عثمان بأربعة أشهر‪ ،‬وابن عامر يجر الدنيا؛ وقدم يعلى بن أمية معه بمال كثير‪ ،‬وزيادة عن أربعمئة‬
‫بعير‪ ،‬فاجتمعوا في بيت عائشة (رض)‪ ،‬فأداروا الرأي‪ ،‬فقالوا‪ :‬نسير إلى عليّ فنقاتله‪ .‬فقال بعضهم‪ :‬ليس لكم‬
‫طاقصة بأهصل المدينصة‪ ،‬ولكنصا نسصير حتصى ندخصل البصصرة والكوفصة؛ ولطلحصة بالكوفصة شيعصة وهوى وللزبيصر بالبصصرة‬
‫هوى ومعونة‪ .‬فاجتمع رأيهم على أن يسيروا إلى البصرة وإلى الكوفة‪ ،‬فأعطاهم عبد ال بن عامر مالً كثيراً‬
‫وإبلً‪ ،‬فخرجوا في سبعمائة رجل من أهل المدينة والكوفة‪ ،‬ولحقهم الناس حتى كانوا ثلثة آلف رجل»(‪. )44‬‬
‫‪ ²‬عبد ال بن عامر‪:‬‬
‫(‪)45‬‬
‫‪ ،‬فيقول‪« :‬ابصن خال عثمان [ ‪ -‬أو‪« :‬خال عثمان بصن عفان‬ ‫يحدثنصا عنصه ابصن سصعد فصي‬
‫وابصصن عمصصة النصصبي (ص)‪ ،] )46(-‬ولّه البصصصرة‪ ،‬فافتتصصح خراسصصان كلهصصا وأطراف فارس وسصصجستان وكرمان‬
‫وزابلستان‪ ...‬قدم على عثمان بالمدينة‪ ،‬فقال له عثمان‪ :‬صل قرابتك وقومك! ففرّق في قريش والنصار شيئاً‬
‫عظيماً من الموال والمكسوات‪ ...‬وظلّ والياً على البصرة إلى أن قتل عثمان؛ فلما سمع ابن عامر بقتله‪ ،‬حمل‬
‫مافصصي بيصصت المال‪ ،‬وسصصار إلى مكصصة‪ ،‬فوافصصى بهصصا طلحصصة والزبيصصر وعائشصصة‪ ،‬وهصصم يريدون الشام؛ فقال‪ :‬بصصل ائتوا‬
‫البصصصرة‪ ،‬فإن لي بهصصا صصصنائع‪ ،‬وهصصي أرض أموال‪ ،‬وبهصصا عدد الرجال»‪ .‬لكصصن سصصعيد بصصن العاص‪ ،‬يقول‪« :‬أمصصا‬
‫الموال فعنده‪ ،‬وأما الرجال فل رجل»(‪ . )47‬وكان عبد ال قد هرب ليلً من البصرة‪ ،‬بعدما بايع أهلها علياً؛ وقد‬
‫جهّز الرجل معسكر عائشة‪ ،‬على ما قاله المسعودي(‪ ، )48‬بألف ألف درهم‪ ،‬ومائة من البل‪ ،‬وغير ذلك(‪. )49‬‬
‫نساء النبي الخريات‬
‫باستثناء عائشة‪ ،‬فقاموس حرب أمير المؤمنين وأمهم‪ ،‬ل يذكر سوى اسم أم سلمة المخزومية‪ ،‬زعيمة‬
‫الحلف المعادي لعائشة وحلفها‪ ،‬وحفصة بنت عمر‪ ،‬يد عائشة اليمنى وصديقتها اللدود ‪ -‬وذلك من بين نساء‬
‫النصبي‪ .‬وكان طصبيعياً بالتالي أن تقصف أم سصلمة بجانصب عليّص وحلفصه‪ ،‬وحفصصة بجانصب عائشصة ومعسصكرها‪ .‬فقبيصل‬
‫حرب الجمصل‪ ،‬كتبصت أم سصلمة‪ ،‬وكانصت فصي مكّة‪ ،‬إلى علي‪ ،‬تقول‪« :‬أمصا بعصد! فإن طلحصة والزبيصر وأشياعهصم‪،‬‬
‫أشياع الضللة؛ يريدون أن يخرجوا بعائشصة‪ ،‬ومعهصم عبصد ال بصن عامصر؛ يذكرون أن عثمان قتصل مظلوماً؛ وال‬
‫كافيهصم بحوله وقوتصه! ولول مصا نهانصا ال عصن الخروج‪ ،‬وأنصت لم ترضَص بصه‪ ،‬لم أدع الخروج إليصك والنصصرة لك‪.‬‬
‫ولكنصي باعثصة إليصك بابنصي‪ ،‬وهصو عدل نفسصي‪ ،‬عمصر بصن أبصي سصلمة‪ ،‬يشهصد مشاهدك كلهصا‪ ،‬فاسصتوصِ بصه‪ ،‬يصا أميصر‬
‫المؤمنين‪ ،‬خيراً‪ ...‬فلما قدم على عل يّ أكرمه‪ ،‬ولم يزل معه حتى شهد مشاهده كلها»(‪ . )50‬وفي رواية أخرى‪،‬‬
‫يقال‪« :‬فلمصصا قدم عمصصر على عليصصّ (ع) أكرمصصه‪ ،‬ولم يزل معصصه حتصصى شهصصد مشاهده كلهصصا‪ .‬ووجهصصه أميراً على‬
‫البحريصن»(‪ . )51‬مصن ناحيصة أخرى‪ ،‬فقصد قالت أم سصلمة لعائشصة لمّا همصت الخيرة بالخروج إلى حربهصا مصع أميصر‬
‫المؤمنيصن‪« :‬يصا عائشصة! إنصك سصدة بيصن رسصول ال (ص) وبيصن أمتصه‪ ،‬حجابصك مضروب على حرمتصه‪ ،‬وقصد جمصع‬
‫القرآن ذيلك فل تندحيصه‪ ،‬وسصكّن ال عقيرك فل تصصحريها‪ ،‬ال مصن وراء هذه المصة‪ ،‬قصد علم رسصول ال مكانصك‬
‫لو أراد أن يعهصصد فيصصك عهداً‪ ،‬بصصل قصصد نهاك عصصن الفرطصصة فصصي البلد؛ مصصا كنصصت قائلة لو أن رسصصول ال (ص) قصصد‬
‫عارضصك بأطراف الفلوات ناصصّة قلوصصك مقوداً مصن منهصل إلى منهصل؟! إن بعيصن ال مثواك! وعلى رسصول ال‬
‫(ص) تعرضيصن‪ ،‬ولو أمرت بدخول الفردوس لسصتحييت أن ألقصى محمدًا هاتكصة حجاباً جعله ال علي‪ ،‬فاجعليصه‬
‫سصترك‪ ،‬وقاعصة البيصت قصبرك‪ ،‬حتصى تلقيصه وهصو عنصك راض‪ ...‬فقالت عائشصة‪ :‬يصا أم سصلمة‪ ،‬مصا أقبلنصي لوعظصك‪،‬‬
‫وأعرفنصي بنصصحك‪ ،‬ليصس المصر كمصا تقوليصن‪ ،‬ولنعصم المطلع مطلعاً أصصلحت فيصه بيصن فئتيصن متناحرتيصن» (‪. )52‬‬
‫بالمناسصبة‪ ،‬فالمصصادر السصلمية ل تذكصر شيئ ًا عصن الوسصيلة التصي تصم بهصا تسصجيل هذا الحديصث‪ ،‬المفخصم للغايصة‪،‬‬
‫الخاص للغاية‪ ،‬بين اثنتين من أمهات المؤمنين!!‬
‫تخبرنصا تلك المصصادر أيضاً‪ ،‬أنصه لمّا جاءتهصا عائشصة تطلب منهصا الخروج معهصا للمطالبصة بالثأر لعثمان‪ ،‬ردّت أم‬
‫سصلمة‪« :‬إنصك كنصت بالمصس تحرّضيصن على عثمان‪ ،‬وتقوليصن فيصه أخبصث القول‪ ،‬ومصا كان اسصمه عندك إل نعثلً‪ ،‬وإنصك‬
‫ي عند رسول ال (ص)»(‪. )53‬‬ ‫لتعرفين مكانة عل ّ‬
‫(‪)55‬‬ ‫(‪)54‬‬
‫بالمقابل‪ ،‬فقد «أرادت حفصة المسير معهم [لقتال علي]‪ ،‬فمنعها أخوها عبد ال» ‪ .‬لكن مشاعر حفصة‬
‫كانصت دائمًا مصع عائشصة‪ .‬ذكصر أبصو مخنصف أنصه لمصا نزل عليّص ذا قار‪ ،‬كتبت عائشصة إلى حفصصة بنت عمصر‪ « :‬أمصا بعصد!‬
‫فإني أخبرك أن عليًا نزل ذا قار وأقام بها مرعوبًا خائفًا لما بلغه من عدتنا وجماعتنا‪ ،‬فهو بمنزلة الشقر‪ :‬إن تقدّم‬
‫عقر‪ ،‬وإن تأخر نحر!! فدعت حفصة جواري لها يتغنين ويضربن بالدفوف؛ فأمرتهن أن يقلن في غنائهن‪:‬‬
‫ما الخبرِ! ما الخبرِ! عليّ في السفرِ؛‬
‫كالفرس الشقرِ؛‬
‫إن تقدّم عقر‪ ،‬وإن تأخر نحر‪.‬‬
‫وجعلت بنات الطلقاء(‪ )56‬يدخلن على حفصصة‪ ،‬ويجتمعصن لسصماع ذلك الغناء! فبلغ أم كلثوم بنصت عليّص [ زوجصة‬
‫أبيهصا]‪ ،‬فلبسصت جلبيبهصا‪ ،‬ودخلت عليهصن فصي نسصوة متنكرات‪ ،‬ثصم أسصفرت عصن وجههصا؛ فلمصا عرفتهصا حفصصة‪ ،‬خجلت‬
‫واسصترجعت؛ فقالت أم كلثوم‪ :‬لئن تظاهرتمصا عليصه منصذ اليوم‪ ،‬لقصد تظاهرتمصا على أخيصه [النصبي] مصن قبصل‪ ،‬فأنزل ال‬
‫فيكما ما أنزل! فقالت حفصة‪ :‬كفى‪ ،‬رحمك ال! وأمرت بالكتاب فمزّق‪ ،‬واستغفرت ال»(‪. )57‬‬
‫محمد بن أبي بكر‪:‬‬
‫ل بقتل عثمان‪ .‬ويبدو أن‬ ‫قد يكون محمد بن أبي بكر الحلقة الضعيفة الوحيدة في معسكر علي‪ .‬فهو متهم فع ً‬
‫الحداث المتلحقصصة لم تتصصح أمام علي ّص مجا ًل كصصي يولي مسصصألة قتصصل عثمان مصصا تسصصتحقه مصصن الهميصصة‪ .‬تقول إحدى‬
‫ي إلى امرأة عثمان‪ ،‬فقال لهصا‪ :‬من قتل عثمان؟ قالت‪ :‬ل أدري؛ دخل عليه رجال ل أعرفهم‪ ،‬إل‬ ‫الروايات‪« :‬جاء عل ّ‬
‫أن أرى وجوههصم‪ ،‬وكان معهصم محمصد بصن أبصي بكصر‪ ...‬فقال [محمصد]‪ :‬صصدقت! قصد وال دخلت عليصه‪ ،‬فذكصر لي أبصي‪،‬‬
‫فقمت عنه‪ ،‬وأنا تائب إلى ال تعالى! وال ما قتلته‪ ،‬ول أمسكته! فقالت‪ :‬صدق‪ ،‬ولكن هو أدخلهم»(‪ . )58‬لكن هذا ل‬
‫ينفي التهمة‪ ،‬بأية حال‪ ،‬عن محمد ابن أبي بكر‪ .‬وكثير مما تبقى لنا من شواهد‪ ،‬يؤكد دور محمد في قتل الخليفة‪.‬‬
‫(‪)59‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬كان الحسن‪ ،‬بسبب دور محمد في قتل عثمان‪« ،‬ل يسميه باسمه‪ ،‬إنما كان يسميه الفاسق»‬
‫‪ .‬كذلك فربمصا تكون طريقصة قتصل محمصد بصن أبصي بكصر الدليصل الفضصل على اعتقاد الناس عموماً‪ ،‬وبنصي أميصة خصصوصاً‪،‬‬
‫‪« :‬أخذه معاويصة بصن خديصج وعمرو بصن العاص وغيرهمصا‪ ،‬فجعلوه فصي‬ ‫على أنصه قاتصل عثمان‪ .‬ورد فصي‬
‫جلد حمار وأضرموه بالنار‪ ...‬وقيل إنه فُعل به ذلك وبه شيء من الحياة؛ وبلغ معاوية [بن أبي سفيان] قتل محمد‬
‫وأصحابه‪ ،‬فأظهر الفرح والسرور»(‪ . )60‬وكان معاوية بن خديج قال لمحمد قبل أن يقتله‪« :‬قتلت ثمانين من قومي‬
‫فصي دم الشهيصد عثمان‪ ،‬وأتركصك ‪ ،‬وأنصت صصاحبه»(‪ . )61‬أخيراً‪ ،‬كانصت عائشصة ذاتهصا غاضبصة على أخيهصا محمصد لسصعيه‬
‫على عثمان(‪ - )62‬وربمصصا لوجوده فصصي معسصصكر عليّص ‪ -‬وكانصصت تسصمّيه مذمماً‪ ،‬وتقول‪« :‬قتصصل ال مذممًا بسصصعيه على‬
‫عثمان»(‪. )63‬‬
‫حرب المبشّرين بالجنة!‬
‫«خرج أصصحاب الجمصل‪ ...‬مصن مكصة‪ ،‬وأذّن مروان‪ ...‬ثصم جاء حتصى وقصف عليهمصا [طلحصة والزبيصر]‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫على أيكمصا أسصلّم بالمرة وأؤذن بالصصلة؟ فقال عبصد ال بصن الزبيصر‪ :‬على أبصي عبصد ال! وقال محمصد بصن طلحصة‪:‬‬
‫على أبصي محمصد! فأرسصلت عائشصة إلى مروان‪ ،‬فقالت‪ :‬مالك؟ أتريصد أن تفرق أمرنصا! ليصصلّ ابصن أختصي‪[ ،‬عبصد ال‬
‫بن الزبير]‪ ،‬فكان يصلّي بهم حتى قدم البصرة‪ ،‬فكان معاذ بن عبيد ال‪ ،‬يقول‪ :‬وال لو ظفرنا لفتتنا‪ ،‬ما خلّى‬
‫الزبير بين طلحة والمر‪ ،‬ول خلّى طلحة بين الزبير والمر»(‪. )64‬‬
‫«لمصا خرج طلحصة والزبيصر إلى البصصرة‪ ،‬كتبصت أم الفضصل بنصت الحارث‪ ،‬يعنصي زوجصة العباس ابصن عبصد المطلب‬
‫(رض) إلى عليّص بخروجهم؛ فقال‪ :‬علي‪ :‬العجب! وثب الناس على عثمان فقتلوه وبايعوني غيصر مكرهين‪ ،‬وبايعنصي‬
‫طلحة والزبير‪ ،‬وقد خرجا بالجيش إلى العراق»(‪. )65‬‬
‫لمّا اقتربصت عائشصة مصن البصصرة‪ ،‬أرسصل واليهصا‪ ،‬عثمان بصن حنيصف‪ ،‬أبصا السصود الدؤلي‪ ،‬ليسصتعلم منهصا عصن‬
‫سصصبب مجيئهصصا‪ ،‬فقالت إنهصصا جاءت تطلب الثأر لعثمان‪ .‬ولمصصا أجابهصصا بأن قتلة عثمان ليسصصوا فصصي البصصصرة‪ ،‬قالت‬
‫بأنهصا قادمصة كصي تسصتنهض أهصل البصصرة كصي يغضبوا لدم عثمان مصن قتلتصه الموجوديصن ضمصن معسصكر علي(‪. )66‬‬
‫لكصن أبصا السصود زعصم بأن خروجهصا هصو خروج على كتاب ال وسصنّة نصبيه‪ ،‬وأن أبناء عثمان أولى بالثأر لبيهصم‬
‫منها‪ .‬وعندما اكتشف الدؤلي أن طلحة والزبير يحملن رأي عائشة ذاته‪ ،‬عاد إلى عثمان ابن حنيف(‪ ، )67‬وقال‬
‫له‪ :‬إنها الحرب‪ ،‬فتأهب لها(‪. )68‬‬
‫كان كثيرون مصصصصن أبرز وجوه المجتمصصصصع السصصصصلمي آنذاك يرفضون خروج عائشصصصصة لحرب عليصصصصّ جملة‬
‫(‪)69‬‬
‫وتفصيلً‪ ،‬معتبرين إياه‪ ،‬كغيرهم‪ ،‬خروجاً على الكتاب والسنّة‪ .‬وكان ضمن هؤلء‪ :‬زيد بن صوحان العبدي‬
‫‪ ،‬جارية بن قدامة السعدي(‪ ، )70‬والحنف بن قيس(‪ . )71‬في حين استنكر عبد ال بن حكيم على طلحة خروجه‬
‫مطالباً بدم عثمان وهو الذي خلعه ودعا إلى قتله‪ ،‬وبايع من بعده عليّ بن أبي طالب(‪. )72‬‬
‫اندلعت الحرب بين جيش عائشة وجماعة عثمان بن حنيف‪ ،‬لكن الطرفين عادا للصلح‪ ،‬وأرجئ المر إلى‬
‫ي إلى البصرة‪ ،‬وكتب عهد بين المتحاربين(‪ . )73‬لكن حزب عائشة نقض العهد‪ .‬فقد خرجوا في‬ ‫ما بعد وصول عل ّ‬
‫ليلة مظلمة ذات ريح ومطر‪ ،‬بعدما تأكدوا من أن ابن حنيف ل يشك فيهم‪ ،‬وقد لبسوا الدروع وظاهروا فوقها‬
‫الثياب‪ ،‬فانتهوا إلى المسصجد وقصت صصلة الفجصر‪ ،‬وكان ابصن حنيصف سصبقهم إلى المسصجد‪ ،‬فلمصا تقدّم ليصصلي‪ ،‬أخّره‬
‫أصصحاب طلحصة والزبيصر وقدّموا الزبيصر‪ ،‬وتشاحصن الطرفان حتصى كادت الشمصس تطلع‪ .‬ثصم غلب الزبيصر‪ ،‬فصصلّى‬
‫بالناس‪ .‬ولمصا فرغ مصن صصلته‪ ،‬صصاح بأصصحابه المسصلّحين‪ ،‬أن خذوا عثمان بصن حنيصف‪ ،‬فلمصا أُسصر ضُرب ونُتصف‬
‫شعر وجهه ورأسه‪ ،‬وأخذوا الشرطة وحرّاس بيت المال‪ ،‬وهم سبعون رجلً‪ ،‬فانطلقوا بهم وبعثمان بن حنيف‬
‫إلى عائشة‪ ،‬التي قالت لبان بن عثمان‪ :‬اخرج إليه فاقتله فإن النصار قتلوا أباك!‬
‫لكن عثمان بن حنيف هدّد عائشة وفريقها بأخيه‪ ،‬خليفة عليّ على المدينة‪ ،‬وقال إنهم إن قتلوه‪ ،‬فسيقتل‬
‫أخوه كلّ أهلهم هناك! فكفّوا عنه! وأمرت عائشة الزبير بقتل الشرطة وحرّاس بيت المال‪ ،‬فذبحهم الزبير كما‬
‫تذبح الغنم‪.‬‬
‫بقيصت طائفصة منهصم مسصتمسكين بصبيت المال‪ ،‬وقالوا‪ :‬ل ندفعصه إليكصم حتصى يقدم أميصر المؤمنيصن! أي علي! فسصار‬
‫إليهم الزبير في جيشه ليلً‪ ،‬فأوقع بهم وأخذ منهم خمسين أسيراً‪ ،‬فقتلهم صبراً! فكان هذا الغدر بعثمان بن حنيف‬
‫أول غدر في السلم‪ ،‬وكان قتل الشرطة وحرّاس بيت المال أول قوم ضربت أعناقهم في السلم صبراً‪ ،‬وكانوا مئة‬
‫وعشريصن رج ًل(‪ )74‬؛ وقيصل‪ :‬كانوا أربعمائة رجصل(‪ . )75‬ثصم طردوا عثمان بصن حنيصف‪ ،‬فلحصق بعلي‪ ،‬فلمصا رآه بكصى‪ ،‬وقال‬
‫له‪ :‬فارقتك شيخًا وجئتك أمرداً! فقال علي‪ :‬إنّا ل وإنا إليه راجعون(‪. )76‬‬
‫الجمل الصغر‪:‬‬
‫لمصا بلغ حكيصم بصن جبلة‪ ،‬سصيّد عبصد القيصس‪ ،‬مصا صصنع القوم بعثمان بصن حنيصف وخُزّان بيصت مال المسصلمين‬
‫وغيصر ذلك‪ ،‬خرج فصي ثلثمائة مصن قومصه؛ فتصصدّى له جيصش عائشصة‪ ،‬التصي حملوهصا على جمصل‪ ،‬فسصمّي ذلك اليوم‬
‫يوم الجمصصل الصصصغر‪ ،‬مقارنصصة بيومهصصا مصصع علي‪ ،‬يوم الجمصصل الكصصبر‪ .‬وانجلت المعركصصة عصصن مقتصصل كلّ بنصصي عبصصد‬
‫القيس‪ ،‬بمن فيهم حكيم بن جبلة وأخوته الثلثة وابنه‪.‬‬
‫مصن الجديصر بالذكصر‪ ،‬أن طلحصة والزبيصر اختلفصا فصي مصن يصصلّي بالناس هنصا أيضاً؛ فأصصلحت بينهمصا عائشصة‪،‬‬
‫فجعلت يوم ًا لعبصد ال بصن الزبيصر ويوماً لمحمصد بصن طلحصة‪ .‬وقيصل إنهصم لمصا دخلوا بيصت المال‪ ،‬ورأوا مصا فيصه مصن‬
‫الموال‪ ،‬قرأ الزبيصر‪ ،‬وقصد اسصتفزه الفرح‪ :‬وعدكصم ال مغانصم كثيرة فجعصل لكصم هذه! فنحصن أحصق بهصا مصن أهصل‬
‫البصرة(‪. )77‬‬
‫حوارات المبشرين‪ ...‬بالجنّة!!‬
‫تروي المصصادر أن علياً ذكّر الزبيصر بقول النصبي لعلي‪ :‬ليقتلنّك ابصن عمتصك [الزبيصر] هذا‪ ،‬وهصو لك ظالم؛‬
‫فرجع الزبير رافضاً قتاله‪ .‬ولمصا اسصتفزّه ابنه عبصد ال‪ ،‬متهماً إياه بالجبن‪ ،‬ر ّد الزبيصر‪ :‬ويحك! إنصي قد حلفت له‬
‫أن ل أقاتله! فقال له ابنه‪ :‬كفّر عن يمينك بعتق غلمك سرجس‪ .‬فأعتقه‪ ،‬وقام في الصف الول معهم(‪. )78‬‬
‫تذكصر روايصة أخرى أن علياً قال للزبيصر‪ :‬أتطلب منصي دم عثمان وأنصت قتلتصه؟ لسصلّط ال على أشدّنصا عليصه‬
‫ي طلحة‪ ،‬فقال‪ :‬يا طلحة‪ ،‬جئت بعرس رسول ال (ص) تقاتل بها‪ ،‬وخبأت عرسك في‬ ‫اليوم ما يكره! ودعا عل ّ‬
‫البيت؟ أما بايعتني؟ قال‪ :‬باعيتك وعلى عنقي اللج! وأصر طلحة على الحرب(‪. )79‬‬
‫الوغى‪:‬‬
‫حاول عليّص منصع الحرب عصن طريصق اللتجاء إلى حكصم المصصحف‪ .‬لكصن يبدو أن حزب عائشصة كان مصصرّا‬
‫على الحرب‪ .‬ولعبت عائشة الدور البرز في تحريض الناس على القتال‪« .‬كانت جهورية الصوت»(‪ . )80‬وظلّت‬
‫تسصتفز حميتهصم حتصى عُقصر الجمصل‪ ،‬بعصد أن قتصل على خطامصه أربعون رجلً(‪ . )81‬ومصا أن هوى الجمصل حتصى آواه‬
‫علي‪ ،‬وفيه عائشة‪ ،‬إلى وارف من ظله منيع‪ ،‬وجعل معها أخاها محمداً‪ ،‬وأطلق سراح السرى‪.‬‬
‫كانت معركة الجمل يوم الخميس‪ ،‬لعشرين خلون من جمادى الخرة‪ ،‬سنة ‪ 36‬للهجرة‪.‬‬
‫كان عدد القتلى‪ ،‬مصن حزب عائشصة‪ ،‬ثلثصة عشصر ألفاً‪ ،‬بمصن فيهصم طلحصة والزبيصر(‪ )82‬؛ أمصا مصن حزب علي‪،‬‬
‫فقتل نحو من ألف شخص(‪. )83‬‬
‫ذيول الحرب‪ ...‬وطرائفها‪:‬‬
‫تخبرنصا إحدى الروايات أن علياً «أمصر المنادي‪ ،‬فنادى‪ :‬مصا كان لهصم مصن مال فصي أهليهصم فهصو ميراث على‬
‫فرائض ال! فقام رجل‪ ،‬فقال‪ :‬كيف تحلّ لنا أموالهم‪ ،‬ول تح ّل لنا نساؤهم ول أبناؤهم؟ فقال‪ :‬ل يحلّ لكم ذلك!‬
‫فلما أكثروا عليه في ذلك‪ ،‬قال‪ :‬اقترعوا‪ ،‬هاتوا بسهامكم! ثم قال‪ :‬أيكم يأخذ أمكم عائشة في سهمه؟»(‪. )84‬‬
‫الطريف‪ ،‬أن عائشة التي أدّت بخروجها هذا إلى فتنة لم تغلق أبوابها قط ‪ -‬بغض النظر عن ألوف القتلى‬
‫والجرحى من خيار المسلمين ‪ -‬تضايقت للغاية حين «جاء أعين ابن ضبة بن أعين المجاشعي حتى اطلع في‬
‫الهودج‪ ،‬فقالت‪ :‬إليصك لعنصة ال! فقال‪ :‬وال مصا أرى إل حميراء! فقالت له‪ :‬هتصك ال سصترك وقطصع يدك وأبدى‬
‫عورتصك! فقتصل بالبصصرة‪ ،‬وسصلب وقطعصت يده‪ ،‬ورمصي بصه عرياناً فصي خربصة مصن خرب الزد»(‪ )85‬؛ الطرف ‪ ،‬أن‬
‫يستجيب لها الله بمباشرية مخيفة رغم كلّ أعمالها التي تخالف أبسط أوامر هذا الله!‬
‫رغم كلّ المبررات التي يلفقها السلميون المعاصرون لعائشة‪ ،‬لغسلها من مصائب الجمل وذيولها‪ ،‬فقد‬
‫كانت هي ذاتها مسكونة بشعور الثم بسبب فعائلها‪ .‬تورد إحدى الروايات أنه «ذكر لعائشة يوم الجمل فقالت‪:‬‬
‫ب إليّ من أن أكون ولدت من رسول ال بضع عشرة‬ ‫وددّت لو جلست كما جلس صواحبي»(‪ )86‬؛ أو‪« :‬كان أح ّ‬
‫(‪)87‬‬
‫رجال كلهصصم مثصصل عبصصد الرحمصصن بصصن الحارث بصصن هشام أو مثصصل عبصصد ال بصصن الزبيصصر» ‪ .‬ويقول أحصصد الرواة‪:‬‬
‫«حدثنصي مصن سصمع عائشصة (رض)‪ ،‬إذا قرأت هذه اليصة‪« ،‬وقرن فصي بيوتكصن» [أحزاب ‪ ،]33‬بكصت حتصى تبصل‬
‫خمارها»(‪ . )88‬يذكر أيضاً‪ ،‬أن عائشة قالت‪« :‬إذا مرّ ابن عمر فأرونيه‪ .‬فلما مرّ‪ ،‬قيل لها‪ :‬هذا ابن عمر! قالت‪:‬‬
‫يصا أبصا عبصد ال‪ ،‬مصا منعصك أن تنهانصي عصن مسصيري [يوم الجمصل]؟ قال‪ :‬رأيصت رجلً قصد غلب عليصك وظننصت أنصك ل‬
‫تخالفينصه ‪ -‬يعنصي ابصن الزبيصر! قالت‪ :‬أمصا لو أنصك نهيتنصي مصا خرجصت ‪ -‬تعنصي‪ :‬مسصيرها فصي فتنصة يوم الجمصل»(‪. )89‬‬
‫وقيل‪« :‬إن ابن عبّاس دخل على عائشة قبل موتها‪ ،‬فأثنى عليها‪ ،‬فلما خرج‪ ،‬قالت لبن الزبير‪ ،‬أثنى عليّ عبد‬
‫ال بصن عبّاس ولم أكصن أحصب أن أسصمع أحصد اليوم يثنصي علي‪ ،‬لوددّت أنصي كنصت نسصياً منسصياً»(‪ )90‬؛ أو‪« :‬وددّت‬
‫أني إذا مت‪ ،‬كنت نسي ًا منسياً»(‪ )91‬؛ أو‪« :‬يا ليتني كنت ورقة من هذه الشجرة»(‪ )92‬؛ وقيل أيضاً «إن عائشة‬
‫لمصا احتضرت جزعصت‪ ،‬فقيصل لهصا‪ :‬أتجزعيصن يصا أم المؤمنيصن‪ ،‬وابنصة أبصي بكصر الصصدّيق؟ فقالت‪ :‬إن يوم الجمصل‬
‫لمعترض في حلقي! ليتني مت قبله‪ ،‬أو كنت نسياً منسياً»(‪ . )93‬لذلك طلبت قبيل وفاتها أن ل تدفن مع النبي‪،‬‬
‫قائلة‪« :‬إنصصي قصصد أحدثصت بعصصد رسصصول ال (ص)‪ ،‬فادفنونصصي مصصع أزواج النصبي (ص)»(‪ )94‬؛ قال الذهصصبي‪« :‬تعنصصي‬
‫بالحديصث‪ :‬مسصيرها يوم الجمصل»(‪ - . )95‬كيصف ل‪ ،‬وكانصت لعنصة الجمصل تلحقهصا فصي كلّ الفواه باسصتمرار؟ يروى‬
‫«أن رجلً نال مصن عائشصة (رض) عنصد عمار بصن ياسصر؛ فقال‪ :‬أغرب مقبوح ًا منبوذاً‪ ،‬أتؤذي حبيبصة رسصول ال‬
‫(ص)؟»(‪. )96‬‬
‫لكصن كلّ هذا الندم لم يغسصل قلبهصا‪ ،‬وهصي أم المؤمنيصن‪ ،‬مصن كراهيصة أميرهصم‪ :‬عليّص بصن أبصي طالب‪ .‬فقصد ظلّت‬
‫تكرهه حتى بعد مماته‪ .‬تحدثنا روايات كثيرة‪ ،‬أن عائشة‪ ،‬لما بلغها «قتل عليّ (رض)‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫كمصصصصصصصصا قصصصصصصصر عيناً بالياب المسصصصصصصصصافر‬ ‫فألقصصصت عصصصصاها واسصصصتقر بهصصصا النوى‬

‫فمن قتله؟ قيل‪ :‬رجل من مراد! فقالت‪:‬‬


‫(‪)97‬‬
‫غلم ليصصصصصصس فصصصصصصي فيصصصصصصه التراب»‬ ‫فإن يصصصصصصصصصصصصصصك نائياً فلقصصصصصصصصصصصصصصد نعاه‬

‫وفصصي روايصصة أخرى‪ ،‬أنهصصا «سصصجدت ل شكراً‪ ،‬وأظهرت السصصرور وتمثلت‪ ...‬فقالت زينصصب بنصصت أم سصصلمة‪:‬‬
‫(‬
‫ألعلي تقولين هذا؟ فقالت‪ :‬إني أنسى‪ ،‬فإذا نسيت فذكروني»(‪ . )98‬وفي نص‬
‫‪ )99‬يقال إن الذي جاءها بنعيه هو سفيان بن أبي أمية‪.‬‬

‫‪IV‬‬
‫معاوية بن أبي سفيان‪ ...‬وعائشة‬
‫لشك أن عائشة هي التي مهدت الطريق لوصول المويين إلى الحكم‪ ،‬وذلك عبر إضعافها لعلي وإثارتها‬
‫للقلقصل في وجهصه مصن جهصة‪ ،‬وعبر تصصفية أبرز منافسصين لمعاويصة فصي المصر‪ ،‬الزبيصر وطلحصة‪ ،‬مصن جهصة أخرى‪.‬‬
‫وبعكس سلوكها في أيام علي‪ ،‬فهي لم تحرك ساكناً في هذه المرحلة‪ ،‬رغم كلّ جرائم معاوية وفظائعه‪.‬‬
‫كانصت أولى جرائم معاويصة التصي مسصّت عائشصة شخصصياً‪ ،‬قتله لخيهصا محمصد عام ‪38‬هصص‪ ،‬أي قبصل تسصلّمه‬
‫الخلفصة‪ ،‬بعصد حيلة المصصاحف فصي صصفين‪ .‬فقصد ولّى عليّص محمداً مصصر‪ ،‬فدخلهصا عام ‪37‬هصص؛ لكصن معاويصة أرسصل‬
‫عمرو بصن العاص إلى مصصر عام ‪38‬هصص‪ ،‬فتغلّب على محمصد‪ ،‬ثصم قتله معاويصة بصن خديصج‪ ،‬كمصا أشرنصا‪ ،‬صصبراً‪،‬‬
‫وأدخلوا جثته في بطن حمار ميت‪ ،‬وأحرقوه(‪« .)1‬ولما بلغ ذلك عائشة‪ ،‬جزعت عليه جزعاً شديداً‪ ،‬وقنتت في‬
‫دبر كلّ صصلة‪ ،‬تدعصو على معاويصة بن أبصي سفيان وعمرو بن العاص ومعاويصة بصن خديصج‪ ،‬وقبضصت عيال محمصد‬
‫أخيهصا إليهصا‪ ،‬فكان القاسصم بصن محمصد مصن عيالهصا‪ ...‬وحلفصت عائشصة ل تأكصل شواء أبداً بعصد قتصل محمصد‪ ،‬فلم تأكصل‬
‫شواء حتى لحقت بال‪ ،‬وما عثرت قط حتى قالت‪ :‬تعس معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن‬
‫خديج»(‪.)2‬‬
‫حجر بن عدي‪:‬‬
‫كان حجصر بصن عدي متعاطفًا مصع علي‪ ،‬وكان ينتقصد المغيرة بصن شعبصة‪ ،‬عامصل معاويصة ابصن أبصي سصفيان على‬
‫ي من فوق المنابر‪ .‬وجاء بعده زياد بن أبيه الذي لم يكن أقل سوءًا‬ ‫الكوفة‪ ،‬الذي أمره أمير مؤمني عصره بشتم عل ّ‬
‫من سابقه‪ .‬وتروي الخبار أن زيادًا أطال يومًا الخطبة‪ ،‬وأخّر الصلة(‪ ،)3‬فنادى عدي‪ :‬الصلة! ولما لم يأبه زياد به‬
‫وبالناس‪ ،‬ثار الحاضرون‪ .‬فُأرْسل حجر بطلب من معاوية إلى الشام‪ .‬وفي مرج عذراء‪ ،‬تم قتله مع مرافقيه‪.‬‬
‫تضايقصت عائشصة مصن قتصل حجصر‪ ،‬لكنهصا لم تثصر لذلك ‪ -‬خاصصة وأنهصا كانصت قصد تدخلت لمنصع هذه الجريمصة ‪.‬‬
‫وتروي الخبار أن عائشة بعثت عبصد الرحمن بن الحرث بن هشام إلى معاوية فصي حجر وأصحابه‪ ،‬فقدم عليصه‬
‫وقد قتلهم‪ ...‬وكانت عائشة تقول‪ :‬لول أنّا لم نغيّر شيئًا إل آلت المور إلى أشد مما كنا فيه‪ ،‬لغيّرنا قتل حجر‪،‬‬
‫أما وال إن كان لمسلماً ما علمته‪ ،‬حاجاً معتمراً(‪.)4‬‬
‫تقول إحدى الروايات‪ ،‬إن معاويصة أقبصل «ومعصه خلق كثيصر مصن الشام‪ ...‬حتصى أتصى عائشصة أم المؤمنيصن‪،‬‬
‫فأذنصت له وحده‪ ...‬وعندهصا مولهصا ذكوان؛ فقالت عائشصة‪ :‬أكنتَص تأمصن أن أقعصد لك رجلً فأقتلك كمصا قتلت أخصي‬
‫محمصد بصن أبصي بكصر؟ فقال معاويصة‪ :‬مصا كنتِص لتفعلي ذلك‪ ...‬لنصي فصي بيصت آمصن‪[ ..‬وتكلّمصت عائشصة]‪ ...‬فلم يخطصب‬
‫معاوية‪ ،‬وخاف أن ل يبلغ ما بلغت‪ ...‬ثم قام معاوية‪ ،‬فلما قام‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬يا معاوية‪ ،‬قتلت حجرًا وأصحابه‬
‫العابدين المجتهدين؟‪ ...‬فقال‪ :‬دعينا وإياههم حتى نلقى ربّنا‪[ ...‬ثم أكمل]‪ :‬تال إن رأيت كاليوم قط خطيباً أبلغ‬
‫من عائشة بعد رسول ال (ص)»(‪.)5‬‬
‫عبد الرحمن بن أبي بكر‪:‬‬
‫شقيصق عائشصة‪ .‬لم تكصن سصمعة هذا الرجصل طيبصة إسصلمياً حتصى مراحصل متأخرة مصن تاريصخ الدعوة‪ .‬ويذكصر‬
‫الزمخشري(‪ )6‬أن اليصصة السصصبعين مصصن سصصورة النعام‪« ،‬أولئك الذيصن أبسصصلوا بمصصا كسصصبوا لهصصم شراب مصصن حميصصم‬
‫وعذاب أليصم بمصا كانوا يكفرون»‪« ،‬نزلت فصي أبصي بكصر الصصدّيق (رض)‪ ،‬حيصن دعاه ابنصه‪ ،‬عبصد الرحمصن‪ ،‬إلى‬
‫(‪ )7‬ابصن هشام‪ ،‬يقال‪« :‬نادى أبصو بكصر الصصدّيق ابنصه عبصد الرحمصن‪ ،‬وهصو يومئذ‬ ‫عبادة الوثان»‪ .‬وفصي‬
‫[يوم بدر] من المشركين‪ ،‬فقال‪ :‬أين مالي يا خبيث؟ فقال عبد الرحمن‪:‬‬
‫وصارم يقتل ضلل الشيب»‪.‬‬ ‫لم يبقَ غير مشكة ويعبوب‬
‫ويذكصر الزمخشري(‪ )8‬أيضاً‪ ،‬أن اليصة السصابعة عشرة مصن سصورة الحقاف‪« ،‬والذي قال لوالديصه أفٍص لكمصا‪،‬‬
‫أتعداننصي أن أخرج وقصد خلت القرون مصن قبلي‪ ،‬وهمصا يسصتغيثان ال‪ :‬ويلك! آمصن إن وعصد ال حصق! فيقول‪ :‬مصا‬
‫هذا إل أسصاطير الوليصن»‪« ،‬نزلت فصي عبصد الرحمصن بصن أبصي بكصر قبصل إسصلمه‪ ،‬وقصد دعاه أبوه أبصو بكصر وأمصه أم‬
‫رومان إلى السلم‪ ،‬فأفف بهما‪ ،‬وقال‪ :‬ابعثوا لي جدعان بن عمرو وعثمان بن عمرو‪ ،‬وهما من أجداده‪ ،‬حتى‬
‫أسألها عمّا يقول محمد»‪.‬‬
‫ولما أراد معاوية أخذ البيعة ليزيد‪ ،‬وكان مروان عامله على المدينة‪« ،‬خطب مروان‪ ،‬فقال‪ :‬إن ال تعال‬
‫قصد أرى أميصر المؤمنيصن فصي يزيصد رأياً حسصناً‪ ،‬وأن يسصتخلفه؛ فقصد اسصتخلف أبصو بكصر عمصر (رض)! فقال عبصد‬
‫الرحمن بن أبي بكر (رض)‪ :‬أهرقلية؟ إن أبا بكر (رض) ‪ -‬وال ‪ -‬ما جعلها في أحد من ولده ول أحد من أهل‬
‫بيتصه‪ ،‬ول جعلهصا معاويصة فصي ولده إل رحمصة وكرامصة لولده! فقال مروان‪ :‬ألسصت الذي قال لوالديصه‪ :‬أفٍص لكمصا؟‬
‫فقال عبصد الرحمصن (رض)‪ :‬ألسصتَ ابصن اللعيصن الذي لعصن رسصول ال (ص) أباه؟! وسصمعتهما عائشصة (رض)‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬يصا مروان! أنصت القائل لعبصد الرحمصن كذا وكذا؟ [ونفصت أن يكون كلمصه لشقيقهصا صصحيحاً‪ ،‬وأكملت]‪ :‬ولو‬
‫شئت أن أسصمّي الذي نزلت فيه لسصميته؛ ولكصن رسصول ال لعصن أبصا مروان‪ ،‬ومروان في صصلبه‪ ،‬فمروان فضض‬
‫مصن لعنة ال»(‪ .)9‬وفصي نصوص كثيرة نجدهصا تنفي تهمصة التأفف عصن شقيقهصا‪ ،‬وتضيف مقسصمة‪« ،‬وال ما هصو‬
‫به»(‪ .)10‬لكن الحقيقة أن كثيراً من التفاسير تخبرنا‪ ،‬كما لحظنا‪ ،‬أن الذي قال لوالديه أفاً‪ ،‬هو عبد الرحمن بن‬
‫أبي بكر تحديداً‪.‬‬
‫(‪)11‬‬
‫حاول معاويصة شراء ضميصر عبصد الرحمصن بمئة ألف درهصم ‪ ،‬فرفصض‪ .‬ومات عبصد الرحمصن فجأة بموضصع‬
‫شمال مكة‪ ،‬قريب منها‪.‬‬
‫الحسن بن علي‪:‬‬
‫بعدما اشترى معاوية الحسن بن عل يّ بالمال‪ ،‬اشترى إحدى زوجاته‪ ،‬اللواتي يستحيل إحصاؤهن‪ ،‬بالمال‬
‫وبوعد زواج من يزيد ابنه إن هي قتلت زوجها‪ .‬وهذا ما كان ‪ -‬لكنه لم يكمل وعده بتزويجها من ابنه‪ ،‬خوفاً‬
‫عليه منها(‪.)12‬‬
‫يروى أن الحسن‪« ،‬لما حضرته الوفاة‪ ،‬أرسل إلى عائشة يطلب منها أن يدفن مع النبي (ص)‪ ،‬فأجابته‬
‫إلى ذلك‪ ،‬فقال لخيصه‪ :‬إذا أنصا مصت فاطلب إلى عائشصة أن أدفصن مصع النصبي (ص)‪ ،‬فلقصد كنصت طلبصت منهصا‪ ،‬فأجابصت‬
‫إلى ذلك‪ ،‬فلعلها تستحي مني! فإذا أذنت‪ ،‬فادفني في بيتها‪ ،‬وما أظن القوم ‪ -‬يعني‪ :‬بني أمية ‪ -‬إل سيمنعونك‪،‬‬
‫فإن فعلوا‪ ،‬فل تراجعهصم فصي ذلك‪ ،‬وادفنصي فصي بقيصع الغرقصد! فلمصا توفصي‪ ،‬جاء الحسصين إلى عائشصة‪ ،‬فقالت‪ :‬نعصم‬
‫وكرامصصة! فبلغ ذلك مروان وبنصصي أميصصة‪ ،‬فقالوا‪ :‬ل يدفصصن هنالك أبداً‪ .‬فبلغ ذلك الحسصصين‪ ،‬فلبصصس هصصو ومصصن معصصه‬
‫السلح‪ ،‬ولبسه مروان‪ .‬فسمع أبو هريرة‪ ،‬فقال‪ :‬وال إنه لظلم ‪ -‬يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه‪ ،‬وال إنه لبن‬
‫رسصول ال (ص)! ثصم أتصى الحسصين‪ ،‬فكلّمصه‪ ،‬وناشده ال‪ ،‬وقال‪ :‬أليصس قصد قال أخوك‪ :‬إن خفصت فردنصي إلى مقبرة‬
‫المسصصلمين! ففعصصل‪ ،‬فحمله إلى البقيصصع‪ ،‬ولم يشهده أحصصد مصصن بنصصي أميصصة إل سصصعيد بصصن العاص‪ ،‬كان أميراً على‬
‫المدينة‪ ،‬فقدّمه الحسين للصلة عليه»(‪.)13‬‬
‫لبصن شصصصصحنة‪،‬‬ ‫لكصن مراجصع أخرى تروي الخصبر ذاتصه بطريقصة مختلفصة‪ .‬ففصي‬
‫(‪)14‬‬
‫بهامصش ابصن الثيصر‪ ،‬يقال‪« :‬كان أوصصى أن يدفصن عنصد جده (ص)‪ ،‬فمنعصت مصن ذلك عائشصة» ‪ .‬وفصي مرجصع‬
‫آخصر‪ ،‬يقال إن الحسصن طلب «عنصد وفاتصه‪ :‬ادفنونصي عنصد قصبر رسصول ال (ص)! [فقالت عائشة]‪ :‬البيصت بيتصي ول‬
‫آذن لحد أن يدفن فيه‪ ...‬فدفنوه في البقيع»(‪.)15‬‬
‫وفي رواية ثالثة‪ ،‬يقال‪« :‬ركب مروان بن الحكم وسعيد بن العاص‪ ،‬فمنعا من ذلك؛ وركبت عائشة بغلة‬
‫شهباء‪ ،‬وقالت‪ :‬بيتي ول آذن فيه لحد! فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر‪ ،‬فقال‪ :‬يا عمّة! ما غسلنا رؤوسنا‬
‫مصن يوم الجمصل الحمصر؛ أتريديصن أن يقال‪ :‬يوم البغلة الشهباء؟ فرجعصت‪ ،‬واجتمصع مصع الحسصين بصن عليّص جماعصة‬
‫مصن الناس‪ ،‬فقالوا له‪ :‬دعنصا وآل مروان‪ ،‬فوال مصا هصم عندنصا إل كأكلة رأس؛ فقال‪ :‬إن أخصي أوصصاني ألّ أريصق‬
‫فيه محجمة؛ فدفن الحسين في البقيع»(‪.)16‬‬
‫(‪)14‬‬
‫ل واسصتنفرت‬ ‫‪ ،‬أنهصم «لمصا أرادوا دفنصه‪ ،‬ركبصت عائشصة بغ ً‬ ‫وورد فصي‬
‫بنصصي أميصصة‪ :‬مروان بصصن الحكصصم ومصصن كان هناك منهصصم ومصصن حشمهصصم‪ ،‬وهصصو القائل‪ :‬فيوماً على بغصصل ويوماً على‬
‫جمل»‪.‬‬
‫لكصصن قصصصة البغلة هذه تروى أيضاً بطريقصصة مختلفصصة؛ يقال‪« :‬اقتتصصل غلمان عبصصد ال بصصن عبّاس وغلمان‬
‫عائشة‪ ،‬فأخبرت عائشة بذلك‪ ،‬فخرجت في هودج على بغلة لها‪ ،‬فلقيها ابن أبي عتيق‪ ...‬فقال‪ :‬ما انقضى عنا‬
‫يوم الجمل حتى تريدين أن تأتينا بيوم البغلة»(‪.)18‬‬
‫وكان يقال لها‪:‬‬
‫ولو عشصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصت تفيلت‬ ‫تجملت تبغلت‬

‫وفصصصصصصصي الكصصصصصصصل تصصصصصصصصرفت‬ ‫لك التسصصصصصع مصصصصصن الثمصصصصصن‬

‫وربما كان هنالك‪ ...‬بغلتان!!!‬


‫السكوت المُشْترى‬
‫لقصد اشتهصر عصن عائشصة حبهصا للمال‪ .‬ويبدو أن معاويصة كان يعرف نقطصة ضعصف أم المؤمنيصن هذه جيداً‪.‬‬
‫وبين أيدينا روايات كثيرة تثبت ذلك‪ .‬منها‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬أن معاوية بعث «إلى عائشة (رض) بطبق من‬
‫ذهب فيه جوهر‪ ،‬قوّم بمائة ألف»(‪ .)19‬وأخرج أبو نعيم‪« :‬أهدى معاوية لعائشة ثياباً وورق ًا وأشياء توضع في‬
‫أسصطوانة»(‪ .)20‬وروى عروة «أن معاويصة بعصث إلى عائشصة بمئة ألف»(‪ .)21‬وقيصل‪« :‬بعصث معاويصة إلى عائشصة‪،‬‬
‫وهي بمكة‪ ،‬بطوق قيمته مئة ألف‪ ،‬فقبلته»(‪ .)22‬وقيل‪« :‬قضى معاوية عن عائشة‪ ،‬أم المؤمنين‪ ،‬ثمانية عشر‬
‫ألف دينار‪ ،‬وما كان عليها من الدين الذي كانت تعطيه الناس»(‪.)23‬‬
‫روي أن المنكدر بصن عبصد ال‪ ،‬دخصل «على عائشصة‪ ،‬فقالت‪ :‬لك ولد؟ قال‪ :‬ل! فقالت‪ :‬لو كان عندي عشرة‬
‫آلف درهصم لوهبتهصا لك! فمصا أمسصت حتصى بعصث إليهصا معاويصة بمال‪ ،‬فقالت‪ :‬مصا أسصرع مصا ابتليصت! وبعثصت إلى‬
‫المنكدر بعشرة آلف درهم‪ ،‬فاشترى منها جارية»(‪.)24‬‬
‫‪ ،‬أن «معاويصة اشترى مصن عائشصة منزلهصا‪ ...‬بمائة وثمانيصن ألف درهصم‬ ‫أورد بصن سصعد فصي‬
‫[أو] بمائتي ألف درهم‪ ،‬وشرط لها سكناها حياتها‪ ،‬وحمل إلى عائشة المال‪ ،‬فما رامت من حملها حتى قسمته‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬اشتراه ابصن الزبيصر‪ ،‬بعصث إليهصا‪ ،‬يقال‪ :‬خمسصة أجمال بخصت تحمصل المال‪ ،‬فشرط لهصا سصكناها حياتهصا‪ ،‬فمصا‬
‫برحت حتى قسمت ذلك‪ ،‬فقيل لها‪ :‬لو خبأت لنا منه درهماً! فقالت عائشة‪ :‬لو ذكرتموني لفعلت»(‪.)25‬‬

‫ملحق‪:‬‬
‫عائشة‪ ...‬وحبّ المال‬
‫لقصد رأينصا كصم كانصت عائشصة تحبّص المال‪ ،‬وكيصف كان جوهصر ثورتهصا على عثمان إنقاصصه إياهصا العطاء الذي‬
‫اعتاد أن يعطيهصا‪ ،‬عمصر بصن الخطاب! وتخبرنصا الروايات أنهصا منصذ عهصد النصبي‪ ،‬كانصت مجبولة على حصب المال‪.‬‬
‫فحيصن فتحصت خيصبر‪ ،‬قالت عائشصة بفرح‪« :‬الن نشبصع مصن التمصر»(‪ . )1‬وكان النصبي قصد أعطاهصا مصن أموال خيصبر‪،‬‬
‫ثمانين وسقاً من التمر‪ ،‬وعشرين وسقاً شعير؛ وقيل‪ :‬قمح(‪. )2‬‬
‫يبدو أن حياتهصا فصي البيصت النبوي لم تكصن تقشفيصة إطلقاً‪ ،‬بعكصس مصا يحاول السصلميون الحاليون ترويجصه‬
‫الن‪ .‬تقول عائشصة فصي إحدى الروايات‪ ،‬على سصبيل المثال‪« :‬خرجنصا مصع رسصول ال (ص) حتصى إذا كنصا بالقاحصة‬
‫سصال على وجهصي مصن رأسصي مصن الطيصب حيصن خرجصت‪ ،‬فقال النصبي (ص)‪ :‬إنّص لونصك يصا شقيراء لحسصن» (‪ )3‬؛‬
‫ويروى أن النصبي‪ ،‬قبيصل وفاتصه‪« ،‬قال لعائشصة ‪ -‬وهصي مسصندته إلى صصدرها‪ :‬يصا عائشصة‪ ،‬مصا فعلت تلك الذهصب؟‬
‫قالت‪ :‬هي عندي! قال‪ :‬فأنفقيها»(‪. )4‬‬
‫وإذا كان السصصصصتيلء على خيصصصصبر مصصصصن اليهود أشبصصصصع عائشصصصصة وقومهصصصصا التمصصصصر أيام النصصصصبي‪ ،‬فإنهصصصصا‬
‫‪ -‬بعد النبي ‪ -‬شبعت من ك ّل شيء‪ ،‬خاصة مع تحوّل كبار الصحابة إلى رأسماليين وإقطاعيين‪ ،‬بعد غزو البلد الغنية‬
‫المحيطة بجزيرة العرب وقهر أهلها واستعبادهم وسرقة أراضيهم‪.‬‬
‫يبقصى زمصن أبصي بكصر اسصتثناء‪ :‬فظروف أبصي بكصر لم تمكنصه مصن غزو البلد المحيطصة‪ ،‬بعصد أن تفجرت أمام‬
‫خلفتصه مشاكصل مصا عرف بحروب الردة‪ .‬مصع ذلك‪ ،‬فقصد وجصد أبصو بكصر وقتًا وأموالً ‪ -‬لليهود أيضاً ‪ -‬كصي يعطصي‬
‫ابنته‪ ،‬عائشة‪ .‬تقول إحدى الروايات‪« :‬كان المال الذي نحل [أبو بكر] عائشة بالعالية من أموال بني النضير‪:‬‬
‫بئر حجر؛ كان النبي (ص) أعطاه (رض) ذلك المال‪ ،‬فأصلحه بعد ذلك أبو بكر‪ ،‬وغرس فيه ودياً»(‪. )5‬‬
‫كان القطاعصي الكصبير‪ ،‬طلحصة بصن عبيصد ال‪ ،‬عزيزاً على عائشصة‪ ،‬مقرّبا منهصا‪ .‬ويذكصر أنصه كان «يرسصل إلى‬
‫عائشصة‪ ،‬إذا جاءت غلتصه كلّ سصنة‪ ،‬بعشرة آلف»(‪ . )6‬أمصا ابصن عوف‪ ،‬القطاعصي الكصبير الخصر‪ ،‬فيذكصر أنصه «باع‬
‫أرض ًا له من عثمان بأربعين ألف دينار‪ ..‬فأتيت عائشة بنصيبها من ذلك‪ ..‬فقالت‪ :‬إن رسول ال (ص)‪ ،‬قال‪ :‬ل‬
‫يحسن عليكن بعدي إل الصابرون‪ ،‬سقى ال ابن عوف من سلسبيل الجنة»(‪. )7‬‬
‫(‬
‫ن عبد ال [بن الزبير] لم يقتل‪ ...‬عشرة آلف درهم »‬ ‫وبعد حرب الجمل‪ « ،‬أعطت عائشة من بشّرها بأ ّ‬
‫‪. )8‬‬
‫ووصصل المصر بهصا إلى درجصة أن عروة‪ ،‬قال‪« :‬رأيصت عائشصة تقسصم سصبعين ألفاً» (‪ )9‬؛ أو‪« :‬كانصت تتصصدّق‬
‫بسبعين ألفاً»(‪. )10‬‬
‫كان لعائشة «كساء خزّ تلبسه»(‪)11‬؛ و «كانت تلبس المعصفر»(‪ ، )12‬و «كانت تلبس الحمرين‪ :‬المذهب‬
‫والمعصصفر‪ ،‬وهصي محرمصة»(‪)13‬؛ وقال القاسصم بصن محمصد‪« :‬رأيصت عائشصة تلبصس المعصصفرات وتلبصس خواتصم‬
‫(‪« : )15‬لبسصت عائشصة المعصصفرات وهصي محرمصة»‪ .‬وقالت معاذة‬ ‫الذهصب»(‪ . )14‬ويذكصر البخاري فصي‬
‫(‪)16‬‬
‫العدويصة‪« :‬رأيصت على عائشصة ملحفصة صصفراء» ؛ وقيصل إنهصا كانصت تلبصس «ثياباً حمراء كأنهصا الشرر ‪ -‬وهصي‬
‫محرمة»(‪ )17‬؛ أو «درعاً مضرجة»(‪ . )18‬وروى عطاء‪« :‬كنت آتي عائشة‪ ،‬أنا وعبيد بن عمير‪ ،‬وهي مجاورة‬
‫في جوف ثبير‪ ،‬في قبّة لها تركية‪ ،‬عليها غشاؤها‪ ،‬ولكن قد رأيت عليها درعاً معصفرًا ‪ -‬وأنا صبي»(‪. )19‬‬
‫حيصن أراد عبصد ال بصن الزبيصر أن ينافصس على الخلفصة‪ ،‬لم يجصد أمامصه سصوى المال وسصيلة يكسصب بهصا ودّ‬
‫خالتصصه‪ .‬وتروي المصصصادر أن ابصصن الزبيصصر بعصصث «إلى عائشصصة بمال فصصي غرارتيصصن‪ ،‬يكون مائة ألف‪[ ،‬أو «مائة‬
‫وثمانين ألف»(‪ ،] )20‬فجعلت تقسم بين الناس‪ ،‬فلما أمست‪ ،‬قالت‪ :‬يا جارية‪ :‬هاتي فطرتي‪ .‬فقالت أم ذرة‪ :‬يا أم‬
‫المؤمنين‪ ،‬أما استطعت أن تشتري بدرهم لحم ًا مما أنفقت؟! فقالت‪ :‬ل تعنفيني‪ ،‬لو أذكرتني لفعلت»(‪ . )21‬وقيل‬
‫أيضاً‪ ،‬إن عائشة «ساقت بدنتين‪ ،‬فضلّتا‪ ،‬فأرسل لها ابن الزبير مكانهما‪ ،‬فوجدت البدنتين الولين‪ ،‬فنحرتهما‬
‫أيضاً»(‪. )22‬‬
‫ل شحيحاً‪ .‬فقصد روي عنصه أنصه «قال فصي بيصع أو عطاء أعطتصه عائشصة (رض)‪ :‬وال‬
‫لكصن ابصن الزبيصر كان بخي ً‬
‫لتنتهصي عائشصة أو لحجصر عليهصا! فقالت‪ :‬أهصو قال هذا؟! قالوا‪ :‬نعصم! قالت‪ :‬فلّله عليّص نذر أ ّل أكلم ابصن الزبيصر أبداً‪.‬‬
‫فاسصتشفع ابصن الزبيصر وكلّم المسصور بصن مخرمصة وعبصد الرحمصن بصن السصود‪ ...‬قال‪ :‬أنشدكمصا ال لمصا أدخلتمانصي على‬
‫عائشة (رض) فإنه ل يح ّل لها أن تنذر قطيعتي‪ ...‬فأقبل‪ ...‬على عائشة‪ ،‬فقالت‪ :‬ادخلوا كلّكم! ول تعلم أن معهم ابن‬
‫الزبير‪ ،‬فاعتنق عائشة (رض) فطفق يناشدها ويبكي‪ ..‬وطفق المسّور وعبد الرحمن يناشداها أل ما كلّمته‪ ،‬وقبلت‬
‫منصه‪ ،‬ويقولن‪ :‬إن النبي (ص) ينهى عمصا قصد عملت مصن الهجصر‪ ،‬وإنصه ل يح ّل لمسصلم أن يهجصر أخاه فوق ثلث! فلمصا‬
‫أكثروا على عائشة (رض) من التذكير والتحريج‪ ،‬طفقت تذكرها وتبكي‪ ،‬وتقول‪ :‬إني نذرت‪ ،‬والنذر شديد! فلم يزال‬
‫بها حتى كلّمت ابن الزبير‪ ،‬وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة‪ ...‬أخرجه البخاري»(‪. )23‬‬
‫امرأة بمثل هذه الذاكرة‪ :‬كيف نصدّق أنها روت كلّ هذا الكم من الحاديث؟‬

‫القسم الثالث‬
‫عائشة‪ ...‬والجنس والمصحف‬
‫‪I‬‬
‫الجنس في البيت النبوي‪ ...‬وعائشة‬
‫كانصت عائشصة عذراء‪ ،‬حيصن تزوجهصا النصبي‪ ،‬والمصر طصبيعي حتم ًا إذا مصا أخذنصا بعيصن العتبار سصنّها آنذاك‪.‬‬
‫بالمقابصل كانصت كلّ نسصائه الخريات غيصر عذراوات حيصن تزوج بهصن ‪ -‬باسصتثناء ماريصة القبطيصة التصي ل نمتلك‬
‫معلومات دقيقة حول بكارتها ‪ -‬وكان لبعضهن أكثر من تجربة‪ .‬ورغم أنّ زواج رجل بامرأة عذراء مسألة أكثر‬
‫مصن عاديصة‪ ،‬فقصد كان ذلك شغصل عائشصة الشاغصل‪ :‬الشيصء البرز (وربمصا الوحصد) التصي اسصتطاعت أن تتباهصى بصه‬
‫على غيرها من نساء النبي‪.‬‬
‫(‪ ،)1‬والذي تقول‬ ‫مصن هذا النشغال الهاجسصي بالعذريصة‪ ،‬ذلك النصص الذي أورده الطصبري فصي‬
‫فيصه عائشصة‪« :‬تزوجنصي بكراً‪ :‬لم يشركصه فيّص أحصد مصن الناس‪ ،‬وكان يأتيصه الوحصي وأنصا وهصو فصي فراش واحصد»؛‬
‫(‪ )2‬يروى عنهصا قولهصا‪« :‬إننصي لفخصر على أزواج النصبي (ص) بأربصع‪ :‬ابتكرنصي‬ ‫وفصي‬
‫(‪)3‬‬
‫ابصن كثيصر ‪ ،‬يقال‪« :‬لم ينزل على رسصول ال (ص) الوحصي فصي فراش‬ ‫ولم يبتكصر غيري‪ .»...‬وفصي‬
‫امرأة سواها‪ ...‬قال بعض العلماء‪ :‬لنه لم يتزوج بكراً سواها‪ ،‬ولم ينم معها رجل في فراشها سواه»‪ - .‬لكننا‬
‫لم نفهم سر العلقة بين جبريل والعذرية!!!‬
‫كانصت عائشصة‪ ،‬كمصا لحظنصا فصي فصصل أم سصلمة‪ ،‬تشبصه جسصدها بمزرعصة ‪ -‬أو حقصل أو مصا شابصه ‪-‬لم يؤكصل منهصا‪،‬‬
‫وأجسصاد نسصاء النصبي الخريات بمزارع رعيصت‪ ،‬وتسصأل النبي بعدهصا‪ :‬أيصن كنصت ترتصع بعيرك؟‪« :‬قالت‪ :‬يا رسصول ال!‬
‫أرأيصت لو نزلت واديًا وفيصه شجرة قصد أُكصل منهصا‪ ،‬ووجدت شجرًا لم يؤكصل منهصا‪ ،‬فصي أيهصا كنصت ترتصع بعيرك؟ قال‪ :‬فصي‬
‫الذي لم يرتع منها‪ .‬تعني أن رسول ال (ص) لم يتزوج بكرًا غيرها»(‪ - .)4‬لكن ما الذي تعنيه ببعير رسول ال؟‬
‫الميثولوجيا‪ ...‬والجنس!‬
‫لقصد خصّص التراث الميثولوجصي السصلمي عائشصة بنصصيب وافصر مصن أسصاطيره‪ .‬والكثيصر مصن تلك السصاطير‬
‫يدور حول محور مركزي‪ :‬الجنصس! تقول عائشصة‪ ،‬على سصبيل المثال‪« :‬لقصد أعطيصت تسصعاً مصا أعطيتهصن امرأة‪:‬‬
‫لقد نزل جبريل (ع) بصورتي في راحته‪ ،‬حين أمر!!! رسول ال (ص) أن يتزوجني‪ ...‬وإنّ الوحي لينزل عليه‬
‫فصي أهله‪ ،‬فيتفرقون عنصه‪ ،‬وإن كان لينزل عليصه وأنصا معصه فصي لحافصه‪ ...‬ولقصد نزل عذري [ فصي مسصألة الفصك‪،‬‬
‫الجنسصصية الطابصصع] مصصن السصصماء‪ ...‬لقصصد وعدت مغفرة ورزقاً كريماً»(‪ -.)5‬لداع طبع ًا للشارة إلى تناقصصض الفقرة‬
‫الولى من التسع المعطاة لها مع روايات زواجها من النبي المشار إليها آنفاً‪.‬‬
‫لقصد صصوّرت للنصبي «قبصل أن تصصوّر فصي بطصن أمهصا»(‪ .)6‬فجبريصل‪ ،‬كمصا تروي هصي ذاتهصا‪« ،‬أتاه بصصورتي‬
‫مرتين قبل أن يملك عقدي»(‪ .)7‬ويؤكّد النبي لها‪« :‬أريتك في المنام ثلث ليال‪ ،‬جاءني بك الملك في سرقة من‬
‫حريصر‪ ،‬فيقول‪ :‬هذه امرأتصك [أو]‪ :‬هذه زوجتصك فصي الدنيصا والخرة‪ ...‬فأقول‪ :‬إن يكصن مصن عنصد ال‪ ،‬يمضصه»(‪-.)8‬‬
‫تناقض آخر‪.‬‬
‫ورغصم أنصه فصي قصصة التفاخصر بيصن عائشصة وزينصب لم تتحدّث الولى عصن تزويصج ال إياهصا حيصن تفاخرت‬
‫الثانيصة بذلك‪ ،‬فبعصض المراجصع تدعصي أنّص ال بذاتصه (كذا) هصو الذي زوجصه إياهصا(‪ .)9‬وينسصب إلى النصبي‪ ،‬قوله‪:‬‬
‫«زوجنصصي ربّي عائشصصة فصصي السصصماء‪ ،‬وأشهصصد عقدهصصا الملئكصصة‪ ،‬وأغلقصصت أبواب النيران‪ ،‬وفتحصصت أبواب الجنصصة‬
‫أربعين مساء‪ ،‬مسّها مسّ الريح‪ ،‬وريحها ريح المسك»(‪ -.)10‬لتعليق!!!‬
‫بعصد الزواج اللهصي(‪ ،)11‬كان لعائشصة حوادث كثيرة مصع جبريصل‪ .‬فحيصن خاصصمها النصبي مرّة‪ ،‬جاءه جبريصل‪،‬‬
‫وقال له‪« :‬إرجع وصالح عائشة»(‪ - )12‬قاله أيضاً حين طلق النبي حفصة ‪-‬؛ ولمّا صالحها‪ ،‬عاد جبريل حاملً‬
‫صصصحن حلوى (كذا)‪ ،‬وقال‪« :‬ال يقول لك‪ :‬كان الصصصلح منصصا‪ ،‬وطعام الصصصلح علينصصا»(‪ .)13‬كان جريصصل «يقريهصصا‬
‫السصلم»(‪ .)14‬لكصن بعصد محنصة الفصك الشهيرة‪ ،‬كفّص ال يصد جبريصل كصي يخصبر النصبي ببراءتهصا ممصا اتهمصت بصه زوراً‪،‬‬
‫فال بذاته هو الذي أخبره بذلك‪ ،‬لن الشدّة منه‪ ،‬والفرج منه أيضاً(‪.)15‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬فمن بين كلّ الصحابة والتابعين‪ ،‬لم نصادف أحداً تمكّن من رؤية جبريل سوى عائشة‪.‬‬
‫فقصد رأتصه «مصن خلل الباب قصد عصصّب رأسصه الغبار»(‪)16‬؛ ورأتصه مرة أخرى «عنصد معرفصة فرس دحيصة الكلبصي‪،‬‬
‫والنبي يضع يده عليه ويكلّمه»(‪)17‬؛ ورأته أيضاً بصورة «رجل واقف وعليه عمامة بيضاء بين كتفيه»(‪.)18‬‬
‫تنسصب الروايات إلى عمصر بصن الخطاب‪ ،‬قوله‪« :‬إنّص ال عصصمها مصن وقصع الذباب على جلدهصا‪ ،‬لنصه يقصع على‬
‫ل ذكرها بسوء‪ ،‬فجاءه النبي في‬ ‫ن رج ً‬ ‫النجاسة»(‪ - .)19‬ومعروف أن عمر توفي قبل يوم الدار وحرب الجمل‪ .‬وقيل إ ّ‬
‫المنام‪ ،‬فأومصأ باصصبعه إلى عينيصه‪ ،‬فأعماه(‪ - .)20‬لكصن المعروف أيضًا أنهصا ان ُت ِقدَت كمصا لم ُي ْنَتقَد غيرهصا بعصد دورهصا فصي‬
‫الفتن التي عرفتها آخر سنوات العهد الراشدي‪ ،‬دون أن تكون هنالك أزمة عميان بين الجماعة السلمية الولى!!‬
‫رغم ك ّل شيء‪ ،‬فعائشة ضمنت مكانها في الجنة‪ .‬فقد قال عمار بن ياسر لرجل نال منها أو شتمها بعد حرب‬
‫الجمصل‪« ،‬إنهصا زوجتصه [النصبي] فصي الدنيصا والخرة»(‪ ،)21‬أي‪« :‬فصي الجنصة»(‪ .)22‬وتزعصم عائشصة ذاتهصا‪ ،‬أن النصبي قال‬
‫عنهصا‪« :‬يهون عليّص أنصي رأيصت بياض كصف عائشصة فصي الجنصة»(‪ .)23‬وتقول‪ :‬إنهصا سصألته مرة عصن أزواجصه فصي الجنصة‪،‬‬
‫فقال‪« :‬أنت منهن»‪.‬‬
‫جنس أم شبق؟‬
‫كانت عائشة أقرب إلى الطفلة حين تعرّفت على الجنس للمرّة الولى‪ ،‬على يد رجل أقرب إلى الكهولة‪ ،‬أمضى‬
‫بدوره شبابصه بجوار امرأة تكصبره بخمسصة عشصر عامًا تقريباً‪ ،‬ولم يكصن باسصتطاعته أن يتزوج عليهصا أو يطلّقهصا‪ ،‬لنهصا‬
‫كانصت المسصؤولة عنصه وعصن بيتصه مادّيا‪ .‬تلك العجوز ‪ -‬كمصا وصصفتها عائشصة ‪ -‬الغنيصة‪ ،‬كمصا هصو معروف‪ ،‬كانصت أيضًا‬
‫صاحبة تجارب سابقة‪ .‬مع ذلك يبدو أنها رغم عظمتها الخلقية والعقائدية‪ ،‬فهي لم تكن كسائر أزواجه الخريات‬
‫(‪ )24‬ابن سعد‪ ،‬نجد حديثًا منسوبًا للنبي‪ ،‬يقول‪« :‬كنت أق ّل الناس في الجماع‪،‬‬ ‫على الصعيد الجنسي‪ .‬ففي‬
‫ل فصي الجماع»‪ .‬وإذا مصا‬ ‫حتصى أنزل ال عليّص الكفيصت‪ ،‬فمصا أريده مصن سصاعة إل وجدتصه‪[ ...‬وكانصت له] قوة أربعيصن رج ً‬
‫رفعنصا العنصصر الميثولوجصي مصن الروايصة السصابقة‪ ،‬أي الكفيصت‪ ،‬فتفسصيرها السصهل‪ ،‬يقول‪ :‬كان الجماع بالنسصبة للنصبي‬
‫عنصصرًا ثانويًا للغايصة فصي إحدى المراحصل‪ ،‬ثصم فصي مرحلة أخرى‪ ،‬صصار عنصصرًا فصي غايصة الهميصة والمحوريصة‪ .‬وربمصا‬
‫تكون المرحلة الولى هصصي الحقبصصة المكيصصة‪ ،‬حيصصن كان زوجًا لعجوز ترملت مرتيصصن على القصصل‪ :‬حقبصصة صصصراع وفقصصر‬
‫وعذاب؛ والمرحلة الثانيصة هصي الحقبصة المدينيصة‪ ،‬حيصن صصار رجصل ديصن ودولة‪ ،‬غنياً‪ ،‬قادراً‪ ،‬ل يكاد يمصر عام دون أن‬
‫يكلّله بزوجة جديدة شابّة‪ ،‬ساحرة الجمال‪.‬‬
‫لقصصد دخلت عائشصصة‪ ،‬ابنصصة السصصنوات الثمان أو التسصصع‪ ،‬فراش هذا الرجصصل الذي له «قوة أربعيصصن رجلً فصصي‬
‫الجماع»‪ :‬دخلت مبكرة جداً‪ .‬لكن سرعان ما راحت نساء أخريات يزاحمنها ذاك الفراش‪ .‬وراح حقدها الجنسي‬
‫(‬
‫يجصد قنوات مختلفصة ينفّس عصن ذاتصه عبرهصا‪ .‬وهكذا نجدهصا تصصرّح باسصتمرار بأن أحصب نسصاء النصبي إليهصا سصودة‬
‫‪ ،)25‬لنهصا أعطتهصا ليلتهصا‪ .‬ونجصد أيضاً أنّهصا أكثصر نسصاء النصبي عرضصة للشائعات الجنسصية الطابصع‪ ،‬كقصصتها مصع‬
‫صفوان ابن المعطل السلمي أو طلحة بن عبيد ال ‪ -‬هذا ما وصلنا على القل‪ .‬بل إ نّ عائشة هي الوحيدة بين‬
‫كلّ نسصاء النصبي‪ ،‬التصي لم تتورع قصط عصن اتهام ماريصة القبطيصة‪ ،‬جاريصة الرسصول‪ ،‬بعلقصة جنسصية غيصر مشروعصة ‪-‬‬
‫كمصا رأينصا مصن قبصل‪.‬هذا النشغال الهاجسصي بالجنصس‪ ،‬الذي يلمصس أحياناً تخوم الشبصق‪ ،‬تعكسصه تلك الحاديصث‬
‫الكثيرة‪ ،‬المتناثرة في كتب التراث السلمي‪ ،‬المروية عنها‪ ،‬والتي ل هم لها سوى الجنس‪:‬‬
‫‪ l‬مضاجعة الحائض‪:‬‬
‫(‪)26‬‬
‫‪،‬‬ ‫عن مضاجعة النبي عائشة وهي حائض‪ ،‬توجد روايات كثيرة؛ من ذلك ما ذكره البخاري في‬
‫ل عصصن عائشصصة‪« :‬كانصصت إحدانصصا إذا كانصصت حائضاً‪ ،‬فأراد رسصصول ال (ص) أن يباشرهصصا‪ ،‬أمرهصصا أن تتزر فصصي فور‬ ‫نق ً‬
‫حيضهصا‪ ،‬ثصم يباشرهصا! قالت‪ :‬وأيكصم يملك إربصه كمصا كان النصبي (ص) يملك إربصه!»‪.‬فصي روايصة أخرى(‪« ،)27‬سصئلت‬
‫عائشصة‪ :‬مصا يح ّل للرجصل مصن امرأتصه وهصي حائض؟ قالت‪ :‬مصا فوق الزار»‪ .‬وفصي نصص ثالث(‪« ،)28‬قالت‪ :‬كان النصبي‬
‫(ص) يباشرنصي وأنصا حائض‪ ،‬ويدخصل معصي فصي لحافصي وأنصا حائض؛ ولكنصه كان أملككصم لربصه»‪ .‬قالت عائشصة أيضاً‪:‬‬
‫«حضصصت مصصع رسصصول ال (ص) على فراشصصه‪ ،‬فانسصصللت‪ ،‬فقال‪ :‬أحضصصت؟ فقلت‪ :‬نعصصم! قال‪ :‬فشدّي عليصصك إزارك ثصصم‬
‫عودي»(‪ .)29‬في المسألة ذاتها‪ ،‬قالت عائشة‪« :‬كان يأمرنا إذا حاضت إحدانا أن تتزر بإزار واسع‪ ،‬ثم يلتزم صدرها‬
‫وثدييهصا»(‪ .)30‬وفصي ردهصا على شخصص‪ ،‬سصألها‪« :‬مصا يح ّل للرجصل مصن امرأتصه إذا كانصت حائضاً؟ قالت‪ :‬ك ّل شيصء إل‬
‫الجماع»(‪ .)31‬وفي نص غيره يسألها أحدهم‪« :‬ما للرجل من أهله وهي حائض؟! فقالت‪ :‬ك ّل شيء إل فرجها»(‪.)32‬‬
‫وردت على ميمون ابصصصن مهران‪ ،‬حيصصصن طرح عليهصصصا السصصصؤال ذاتصصصه‪ ،‬بقولهصصصا‪« :‬مصصصا فوق الزار» (‪ .)33‬ويذكصصصر‬
‫(‪ )34‬أنها «كانت تنام مع رسول ال (ص) في لحاف واحد‪ ،‬وهي حائض»‪ .‬وفي رواية‬
‫أخرى‪ ،‬نقل عنها قولها‪« :‬كانت إحدانا إذا حاضت‪ ،‬اتزرت ودخلت مع رسول ال (ص) في شعاره‪ ،‬د ّل ذلك على أنه‬
‫إنمصا أراد الجماع»(‪ .)35‬وتخبرنصا عائشصة ذاتهصا بالحادثصة التاليصة‪« :‬دخصل [النصبي]‪ ،‬فمضصى إلى مسصجده ‪ -‬قال أبصو داود‪:‬‬
‫تقصصد مسصجد بيتهصا ‪ -‬فمصا انصصرف حتصى غلبتنصي عينصي‪ ،‬فأوجعصه البرد‪ ،‬فقال‪ :‬ادنصي منصي! فقلت‪ :‬إنصي حائض! قال‪:‬‬
‫اكشفي عن فخذيك! فكشفت فخذي‪ ،‬فوضع خده وصدره على فخذي‪ ،‬وحنيت عليه حتى دفئ ونام»(‪.)36‬‬
‫هنصا‪ ،‬نتسصاءل‪ :‬هصل كانصت العاطفصة الجنسية عنصد النصبي قوية إلى درجة أنصه لم يكصن يتمالك نفسصه أمام امرأة‬
‫حتى وإن كانت حائضاً؟‬
‫يمكننصا تقديصم رأييصن بشأن هذه المسصألة‪ :‬إمصا أنّص النصبي كان بالفعصل مسصكوناً بالجنصس إلى درجصة متطرّفصة؛‬
‫وهذا مصا تدعمصه روايات كثيرة؛ مصن ذلك مصا تقوله عائشصة‪« :‬قلّ يوم إل ورسصول ال (ص) يطوف علينصا‪ ،‬فيقبّل‬
‫ن النبي «كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة في الليل والنهار‪ ،‬وهن‬ ‫ويلمس»(‪ .)37‬وفي رواية أخرى‪ ،‬أ ّ‬
‫إحدى عشرة؛ وفصصي روايصة‪ :‬تسصصع نسصوة‪ .‬قيصل‪ :‬أو كان يطيصق ذلك؟ [قال الراوي]‪ :‬كنّا نتحدّث أنّه أعطصي قوة‬
‫ثلثيصن»(‪ .)38‬وتتحدّث سصصلمى‪ ،‬مولة النصبي‪ ،‬فتقول‪« :‬طاف رسصول ال (ص) على نسصصائه ليلً‪ ،‬التسصصع اللواتصي‬
‫توفي عنهن وهن عنده‪ ،‬كلما خرج من عند امرأة‪ ،‬قال لسلمى‪ :‬صبّي لي غسلً! فيغتسل قبل أن يأتي الخرى‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬أما يكفيك غسل واحد؟! فقال النبي (ص)‪ :‬هذا أطيب وأطهر»(‪)31‬؛ أو أنّ كلم عائشة هذا‬
‫ل صحة له‪ ،‬لنه يناقض القرآن وتعاليمه‪ ،‬بل يناقض ما قالته عائشة ذاتها في مواضع أخرى‪ .‬فتعاليم القرآن‪،‬‬
‫تقول‪« :‬يسألونك عن المحيض؛ قل‪ :‬هو أذى! فاعتزلوا النساء في المحيض‪ ،‬ول تقربوهن حتى يطهرن‪ ،‬فإذا‬
‫تطهرن فأتوهصن مصن حيصث أمركصم ال» (‪ .)222 :2‬مصن ناحيصة أخرى‪ ،‬تقول عائشصة ذاتهصا‪« :‬كنصت إذا حضصت‬
‫نزلت عن المثال [الفراش] على الحصير‪ ،‬فلم نقرب رسول ال (ص) ولم ندن منه حتى نطهر»(‪ .)40‬وفي نص‬
‫(‪،)42‬‬ ‫ابصن كثيصر(‪ ،)41‬بالشارة إلى النصبي‪ُ ،‬يضَاف‪« :‬فهصو محمول على التنزه والحتياط»‪ .‬وعنصد‬
‫تقول عائشة‪« :‬المستحاضة ل يأتيها زوجها»‪.‬‬
‫يمكن أن نجد أحد أشكال التسوية بين الرأيين في رواية منسوبة لعائشة‪ ،‬يسألها فيها أحدهم ‪ -‬ل بد أن‬
‫نلحصظ صصيغة السصؤال ‪« :-‬أكان رسصول ال يضاجعصك وأنصت حائض؟!»؛ فردّت‪« :‬نعصم! إذا شددّت عليّص إزاري‪،‬‬
‫ولم يكن لنا إذ ذاك غير فراش واحد‪ ،‬فلما رزقني ال ‪ -‬عزّ وجلّ ‪ -‬فراشاً آخر‪ ،‬اعتزلت رسول ال (ص)»(‪.)43‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬هنالك شيء من التناقض في زعم عائشة بأن النبي كان يضاجعها وهي حائض ‪ -‬أقلّه أنه كان‬
‫بإمكانصه تلبيصة رغبتصه الجنسصية عصبر نسصائه الخريات‪ ،‬اللواتصي ل يعقصل أن يحضصن بشكصل جماعصي‪ ،‬تضامناً مصع‬
‫عائشة!!!‬
‫ص اللسان الذي ل يفطّر ول ينقض الوضوء‪:‬‬ ‫‪l‬م ّ‬
‫مصّص النصبي لسصان عائشصة‪ ،‬وهصو صصائم وهصي صصائمة‪ ،‬مَعلَم جنسصي آخصر روّجصت له عائشصة حول علقتهصا‬
‫(‪ )44‬عن عائشة‪ ،‬قولها‪« :‬كان رسول ال (ص) يقبّلها‪ ،‬وهو صائم‪ ،‬ويمصّ‬ ‫بالنبي‪ .‬يورد أحمد في‬
‫(‪« :)45‬كان رسول ال (ص) يقبّل وهو صائم‪ ،‬ويباشر وهو صائم‪ ،‬ولكنه‬ ‫لسانها»‪ .‬وفي نصّ‬
‫كان أملك لربه»‪.‬‬
‫كما أشرنا‪ ،‬يبدو أنّ النبي لم يكن وحده الصائم حين تقبيل عائشة‪ .‬فهي تقول‪« :‬أراد رسول ال (ص) أن‬
‫يقبّلنصصي‪ ،‬فقلت‪ :‬إنصصي صصصائمة‪ .‬فقال‪ :‬وأنصصا صصصائم! ثصصم قبّلنصصي»(‪ .)46‬وتقول أيضاً‪« :‬كان رسصصول ال (ص) ليظلّ‬
‫صائماً‪ ،‬فيقبّل أين شاء من وجهي‪ ،‬حتى يفطر»(‪.)47‬‬
‫مصن ناحيصة أخرى‪ ،‬يبدو أنّص قبلة عائشصة لم تكصن تنقصض وضوء النصبي‪ .‬ذكصر عروة عنهصا‪« :‬أنّص رسصول ال‬
‫(ص) قبّل بعصض نسصائه ثصم خرج إلى الصصلة‪ ،‬ولم يتوضصأ‪ .‬فقلت [عروة]‪ :‬ومصن هصي إل أنتصِ؟! فضحكصت»(‪.)48‬‬
‫وذكصصر عنهصصا قولهصصا أيضاً‪« :‬كان النصصبي (ص) ينال منصصي القبلة بعصصد الوضوء‪ ،‬ثصصم ل يعيصصد الوضوء»(‪ ،)49‬أي‪،‬‬
‫«يتوضأ‪ ،‬ثم يقبّل‪ ،‬ثم يصلّي»(‪.)50‬‬
‫رغم صراحة عائشة‪ ،‬أم المؤمنين‪ ،‬وجرأتها في الحديث عن الجنس‪ ،‬فقد كان بعض من أولئك المؤمنين‬
‫يتحرّج من حديث كهذا‪ ،‬معتبراً إياه أحد أنواع الرفث‪« :‬خرج علقمة وأصحابه حجاجاً‪ ،‬فذكر بعضهم الصائم‪:‬‬
‫يقبّل ويباشر! فقام رجل منهم‪ ،‬قد قام سنتين وصامهما‪ :‬هممت أن آخذ قوسي فأضربك بها‪ ،‬فكفّوا حتى تأتي‬
‫عائشة‪ ،‬فسألوها عن ذلك‪ ،‬فقالت عائشة‪ :‬كان رسول ال (ص) يقبّل ويباشر‪ ،‬وكان أملككم لربه! قالوا‪ :‬يا أبا‬
‫شبصل‪ ،‬سصلها! قال‪ :‬ل أرفصث عندهصا اليوم! فسصألوها‪ ،‬فقالت‪ :‬كان يقبّل ويباشصر وهصو صصائم»(‪ .)51‬وقالت عائشصة‪،‬‬
‫مرّة‪ ،‬لخيهصا عبصد الرحمصن‪« :‬مصا يمنعصك أن تدنصو مصن أهلك‪ ،‬فتقبّلهصا وتلعبهصا؟ فقال‪ :‬أقبّلهصا وأنصا صصائم! قالت‪:‬‬
‫نعم»(‪ .)52‬وحين سئلت‪« :‬ما يج ّل للرجل من امرأته صائماً؟ قالت‪ :‬كلّ شيء إل الجماع»(‪.)53‬‬
‫‪ l‬تفاصيل أخرى‪:‬‬
‫تفاصصيل جنسصية أخرى‪ ،‬توردهصا عائشصة‪ ،‬تمل صصفحات كثيرة مصن كتصب التراث السصلمي‪ .‬مصن ذلك‪ ،‬على‬
‫سصبيل المثال‪ :‬حديثهصا عصن واجصب الغتسصال على الذي يجامصع دون أن ينزل(‪« :)54‬فعلناه مرة‪ ،‬فاغتسصلنا! يعنصي‪:‬‬
‫الذي يجامصع ول ينزل»(‪ .)55‬وعنهصا أيضاً‪« :‬قال رسصول ال (ص)‪ :‬إذا قعصد بيصن الشعصب الربصع‪ ،‬ثصم ألزق الختان‬
‫بالختان‪ ،‬فقصد وجصب الغسصل»(‪)56‬؛ وفصي نصص آخصر‪« :‬إذ مسّص الختان الختان»(‪)57‬؛ وفصي نصص ثالث‪« :‬إذا التقصى‬
‫الختانان‪ ،‬فقد وجب الغسل‪ ،‬فعلته أنا ورسول ال (ص)‪ ،‬فاغتسلنا»(‪ .)58‬لكن المر غير واضح‪ :‬فنحن ل نعرف‬
‫على وجصه الدقصة‪ ،‬هصل يتوجصب الغسصل لمجرد مصس الختان الختان‪ ،‬أو ل بصد مصن تجاوز الختان الختان؟ فعائشصة‬
‫تقول‪« :‬إذا جاوز الختان الختان‪ ،‬فقد وجب الغسل ‪ -‬فعلته أنا ورسول ال (ص)‪ ،‬فاغتسلنا»(‪.)59‬‬
‫يبدو‪ ،‬كما أشرنا‪ ،‬أنه كان هنالك بين الجماعة السلمية الولى من يتحرّج من الحديث في مسائل كهذه‪.‬‬
‫لكصن عائشصة‪ ،‬بجرأتهصا‪ ،‬كانصت تزيصل كلّ حرج‪ .‬روى سصعيد بصن المسصيب «أنّص أبصا موسصى‪ ،‬قال لعائشصة‪ :‬أريصد أن‬
‫أسصألك عصن شيصء‪ ،‬وأنصا أسصتحي منصك! فقالت‪ :‬سصل‪ ،‬ول تسصتح‪ ،‬فأنصا أمصك! فسصألها عصن الرجصل ‪ ،‬يغشصى ول ينزل‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬عن النبي (ص)‪ ،‬إذا أصاب الختان الختان‪ ،‬فقد وجب الغسل»(‪.)60‬‬
‫ن هذه المسائل الهامة‪ ،‬كانت تشغل حيزًا كبيرًا من تفكير الجماعة السلمية الولى‪ .‬ويبدو أيضاً‪،‬‬ ‫يبدو أيضًا أ ّ‬
‫ن عائشة كانت المرجع الول والخير في مسائل من هذا النوع‪« :‬قال زهير‪ :‬كنت عند عمر‪ ،‬فقيل له‪ :‬إن زيد بن‬ ‫أّ‬
‫ثابت يفتي الناس في المسجد؛ قال زهير‪ :‬في حديثه الناس برأيه‪ ،‬في الذي يجامع ول ينزل‪ .‬فقال‪ :‬أعجل به! فأتي‬
‫به‪ ،‬فقال‪ :‬يا عدو نفسه! أوقد بلغت أن تفتي الناس في مسجد رسول ال (ص) برأيك؟! قال‪ :‬ما فعلت‪ ،‬ولكن حدثني‬
‫عمومتي عن رسول ال (ص)! قال‪ :‬أي عمومتك؟! قال‪ :‬أبي بن كعب‪ ...‬قال‪ :‬كنا نفعله فل نغتسل‪ ...‬فجمع الناس‬
‫(!!!!) واتفصق الناس على أن الماء ل يكون إل مصن الماء‪ ،‬إل رجليصن‪ :‬عليّص بصن أبصي طالب ومعاذ بصن جبصل‪ ،‬قال‪ :‬إذا‬
‫جاوز الختان الختان‪ ،‬فقصصد وجصصب الغسصصل! فقال علي‪ :‬يصصا أميصصر المؤمنيصصن! إنّص أعلم الناس بهذا أزواج النصصبي (ص)!‬
‫فأرسصصل إلى حفصصصة‪ ،‬فقالت‪ :‬ل علم لي!!! فأرسصصل إلى عائشصصة‪ ،‬فقالت‪ :‬إذا جاوز الختان الختان‪ ،‬وجصصب الغسصصل!!!‬
‫ن أحدًا فعله ول يغسل إل أنهكته عقوبة»(‪.)61‬‬ ‫فتحطم عمر! يعني تغيّظ! ثم قال‪ :‬ل يبلغني أ ّ‬
‫الغسل من الجنابة وقضايا الفرازات الجنسية‪ ،‬أمور أخذت أيضًا حيّزا ل بأس به من تفكير عائشة‪ .‬فهي تقول‬
‫مثلً‪« :‬كنت أغتسل أنا والنبي (ص) من إناء واحد‪ ،‬من جنابة»(‪ .)62‬إذن‪ ،‬كانت عائشة‪ ،‬حسب قولها‪ ،‬تغتسل من‬
‫الجنابصة‪ ،‬مصع النصبي‪ ،‬مصن إناء واحصد ‪ -‬ول ندري أهميصة هذا المر حتصى تناولتصه كتصب التراث بتلك الكثافصة‪ .‬تقول روايصة‬
‫أخرى منقولة عنهصا‪« :‬كنصت أغتسصل‪ ،‬أنصا ورسصول ال (ص)‪ ،‬مصن إناء واحصد‪ ،‬بينصي وبينصه‪ ،‬فيبادرنصي‪ ،‬حتصى أقول‪ :‬دع‬
‫لي‪ ،‬دع لي! قالت‪ :‬وهمصصا جنبان»(‪ . )63‬وكانصصت عائشصصة تغسصصل سصصائل النصصبي المنوي‪ ،‬وتتحدّث عصصن ذلك بشيصصء مصصن‬
‫الهتمام‪« :‬كان همام بن الحارث عند عائشة (رض)‪ ،‬فأبصرته جارية لعائشة وهو يغسل أثر الجنابة من ثوبه أو‬
‫يغسل ثوبه‪ ،‬فأخبرت عائشة‪ ،‬فقالت‪ :‬لقد رأيتني وأنا أفركه من ثوب رسول ال (ص)»(‪ . )64‬لكن همام بن الحارث‬
‫ذاته‪ ،‬يحاول أن ينفي عن نفسه تهمة احتلمه عند عائشة‪ ،‬فيقول مقدّما رواية أخرى‪« :‬نزل بعائشة ضيف‪ ،‬فأمرت‬
‫له بملحفة‪ ،‬فاحتلم بها‪ ،‬فاستحيا أن يرسل بها وفيها أثر الحتلم‪ ،‬فغمسها في الماء‪ ،‬ثم أرسل بها! فقالت عائشة‪:‬‬
‫ل َم أفس َد علينا ثوبنا؟ إنما كان يكفيه أن يفركه بإصبعه‪ ،‬ربما فركته من ثوب رسول ال (ص) بإصبعي»(‪ . )65‬وفي‬
‫(‪ ، )66‬نجدهصا تقول‪« :‬كنتُص أفركصه [المنصي] مصن ثوب رسصول ال»‪ .‬بالنسصبة لفرازات الحيصض‪ ،‬تقول‬
‫عائشصة‪« :‬كُنصت ورسصول ال (ص) فصي الشعار الواحصد‪ ،‬وأنصا حائض طامصث‪ ،‬فإن أصصابه منصي شيصء‪ ،‬غسصل مكانصه لم‬
‫يعده‪ ،‬وإن أصابه ‪ -‬يعني‪ :‬ثوبه ‪ -‬شيء‪ ،‬غسل مكانه‪ ،‬لم يعد‪ ،‬وصلّى فيه»(‪. )67‬‬
‫‪ l‬العسيلة‪:‬‬
‫«العسيلة» واحدة من أطرف الحكايا الجنسية في التراث السلمي وأكثرها إثارة للستغراب! وكالعادة‪ ،‬فإن‬
‫عائشة هي أشهر من يروي هذه الحكاية‪ - .‬فما هي العسيلة؟‪.‬‬
‫باختصصار شديصد‪ ،‬وكمصا تنقصل عائشصة عصن النصبي‪« ،‬العسصيلة هصي الجماع»(‪ .)68‬ومفادهصا أنّه إذا طلّق رجصل‬
‫زوجتصصه ثلث مرات ‪ -‬ل نعرف سصرّ قدسصصية هذا الرقصصم ‪ -‬ل بصصد لهذه المرأة أن تتزوج رجلً آخصصر‪ ،‬إذا مصصا أرادت‬
‫(‬
‫مسلم‬ ‫العودة إلى زوجها الصلي‪ ،‬شريطة أن يذوق هذا الخير «عسيلتها» ‪ -‬أي‪ :‬يضاجعها!! وفي‬
‫‪ ،)69‬ورد عصن عائشصة الحديصث التالي‪« :‬جاءت امرأة رفاعصة [أو‪ :‬رفاعصة القرظصي(‪ ])70‬إلى النصبي (ص)‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫كنت عند رفاعة‪ ،‬فطلّقني‪ ،‬فبتّ طلقي‪ ،‬فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير‪ :‬إن ما معه مثل هدبة الثوب [أو‪ :‬إنما‬
‫عنده مثصل هدبتصي(‪ !])71‬فتبسصم رسصول ال (ص)‪ ،‬فقال‪:‬أتريديصن أن ترجعصي إلى رفاعصة؛ ل! حتصى تذوقصي عسصيلته‬
‫تفاصصيل أخرى‪ ،‬حيصن يقول‪ « :‬وقال النصبي (ص) لمرأة‬ ‫ويذوق عسصيلتك»(‪ .)72‬ويضيصف‬
‫رفاعصصة القرظصصي‪ ،‬وقصصد سصصألته عصصن زوج تزوجتصصه لترجصصع بصصه إلى زوجهصصا الول الذي طلقهصصا‪ ،‬فلم ينتشصصر ذكره‬
‫لليلج‪ :‬أتريديصن أن ترجعصي إلى رفاعصة؟ ل‪ ،‬حتصى تذوقصي عسصيلته ويذوق عسصيلتك! يعنصي جماعهصا لن الجماع‬
‫هو المستحلى من المرأة‪ ،‬شبّه لذة الجماع بذوق العسل »(‪. )73‬‬
‫‪ l‬روايات العري المتناقضة‪:‬‬
‫(‪)74‬‬
‫رغم زعم عائشة أنّها كانت تغتسل والنبي «من إناء واحد من الجنابة» ‪ ،‬إل أنّها افتخرت باستمرار‬
‫ربمصا بأنهصا «مصا نظرت إلى فرج رسصول ال قصط»(‪ . )75‬مصع ذلك‪ ،‬تقول إنصه «قام ليلة عرياناً‪ ،‬فمصا رأيصت جسصمه‬
‫قبلها»(‪ . )76‬وتضيف رواية أخرى‪ ،‬ترويها عائشة‪ ،‬تفاصيل أخرى‪« :‬قدم زيد بن حارثة المدينة‪ ،‬ورسول ال‬
‫(ص) في بيتي‪ ،‬فأتاه‪ ،‬فقرع الباب‪ ،‬فقام إليه رسول ال (ص) عرياناً يجر ثوبه ‪ -‬وال ما رأيته عريانًا قبله ول‬
‫بعده ‪ -‬فاعتنقصصه وقبّله»(‪ -. )77‬ل نعرف‪ ،‬طبعا‍ً‪ ،‬مصصا إذا كان « اعتنقصصه وقبّله » ‪ ،‬وهصصو عار‪ ،‬حسصصب روايصصة أم‬
‫المؤمنين‪ ،‬أم ل‍ ‍!!‬
‫حيصن قال النصبي لعائشصة‪« :‬إنّكصم تحشرون إلى ال يوم القيامصة حفاة عراة غرلً‪ .‬قالت عائشصة‪ :‬يصا رسصول‬
‫ال‪ ،‬الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟! قال‪ :‬يا عائشة‪ ،‬إن المر أشد من أن يهمهم ذاك»(‪. )78‬‬
‫‪ l‬إسكاتها لبي هريرة في المور النسائية‪:‬‬
‫في إحدى المناسبات‪ ،‬قالت عائشة لبي هريرة‪« :‬إنك لتحدّث عن النبي (ص) حديثًا ما سمعته منه؛ فقال أبو‬
‫هريرة‪ :‬يصا أمصة! طلبتهصا‪ ،‬وشغلك عنهصا المرآة والمكحلة‪ ،‬ومصا كان يشغلنصي عنهصا شيصء»(‪ . )79‬لكصن أحمصد يروي فصي‬
‫(‪« ، )80‬أنّص رجليصن دخل على عائشصة‪ ،‬فقال‪ :‬إنّص أبصي هريرة يحدث‪ ،‬أنّص نصبي ال (ص)‪ ،‬كان يقول‪ :‬إنمصا‬
‫الطيرة فصي المرأة والدابصة والدار‪ .‬فطارت شقصة منهصا [عائشصة] فصي السصماء وشقصة فصي الرض‪ ،‬فقالت‪ :‬والذي أنزل‬
‫القرآن على أبي القاسم‪ ،‬ما هكذا كان يقول! ولكن نبي ال (ص)‪ ،‬كان يقول‪ :‬كان أهل الجاهلية‪ ،‬يقولون‪ :‬الطيرة في‬
‫المرأة والدار والدابصة! ثصم قرأت عائشصة‪« :‬مصا أصصاب من مصصيبة فصي الرض ول فصي أنفسصكم إل في كتاب» إلى آخصر‬
‫الية»(‪ . )81‬وفي رواية أخرى(‪ ، )82‬يقال‪« :‬إنه قد بلغ عائشة عن أبي هريرة‪ ،‬أنه قال‪ :‬قال رسول ال (ص)‪ :‬يقطع‬
‫الصلة المرأة والحمار والكلب‪ .‬فقالت عائشة‪ :‬معنّفة مصحّحة‪ :‬شبهتمونا بالحمير والكلب! وال لقد رأيت رسول‬
‫ال يصصلّي‪ ،‬وأنصا فصي السصرير‪ ،‬بينصه وبيصن القبلة‪ ،‬مضطجعصة‪ ،‬فتبدو لي الحاجصة‪ ،‬فأكره أن أجلس‪ ،‬فأؤذي رسصول ال‪،‬‬
‫فأنس ّل من عند رجليه»‪.‬‬
‫وإذا كانصت عائشصة قادرة على تكذيصب أبصي هريرة ‪ -‬وقصد كذّبصه كثيرون غيرهصا ‪ -‬فصي مسصائل نسصائية عامصة‪،‬‬
‫‪ ،‬أنصّ أبصا‬ ‫فكصم بالحري أن تسصكّته ‪ -‬مرّة وإلى البصد ‪ -‬فصي تلك المور الحميمصة؟ ويروي أحمصد فصي‬
‫هريرة قال‪« :‬مصن أصصبح جنباً فل صصوم له‪ .‬فأرسصل مروان أبصا بكصر بصن عبصد الرحمصن إلى عائشصة‪ ،‬يسصألها‪ ،‬فقال‬
‫ن أبا هريرة‪ ،‬يقول‪ :‬من أصبح جنباً فل صوم له‪ .‬فقالت عائشة‪ :‬قد كان رسول ال (ص) يجنب‪ ،‬ثم يت مّ‬ ‫لها‪ :‬إ ّ‬
‫ن رسول ال (ص) كان يجنب ثم يت ّم صومه! فك فّ‬ ‫صومه‪ .‬فأرسل إلى أبي هريرة‪ ،‬فأخبره أ نّ عائشة قالت‪ :‬إ ّ‬
‫أبصو هريرة»(‪ . )83‬لذلك‪ ،‬كان طصبيعي ًا أن يجيصب مسصروق‪ ،‬حيصن سصئل‪« :‬هصل كانصت عائشصة تحسصن الفرائض؟ قال‪:‬‬
‫والذي ل إله غيره‪ ،‬لقد رأيت الكابر من أصحاب محمد‪ ،‬يسألونها عن الفرائض»(‪. )84‬‬
‫‪ l‬الغيرة‪ ...‬والجنس‪:‬‬
‫كانصت الغيرة تسصري فصي عائشصة كالدم‪ .‬ويبدو أنّص السصبب الرئيصس لتلك الغيرة هصو الجنصس‪ .‬الجنصس وحده‪.‬‬
‫وكانصت إذا غاب النصبي عنهصا‪ ،‬تلحقصه‪ ،‬تتحسصّس شعره وجسصده لتتأكصد مصن عدم رطوبتصه‪ .‬يروى عنهصا‪ ،‬قولهصا‪:‬‬
‫«فقدت رسصول ال (ص)‪ ،‬فظننصت أنصه أتصى بعصض جواريصه‪ ،‬فطلبتصه‪ ،‬فإذا هصو سصاجد‪ ،‬يقول‪ :‬رب اغفصر لي [أو]‪:‬‬
‫فتحسصّست‪ ،‬فإذا هصو راكصع»(‪ . )85‬وفصي روايصة أخرى‪ ،‬قيصل إن رسصول ال «خرج مصن عندهصا ليلً‪ ،‬قالت‪ :‬فغرت‬
‫عليصصه! فجاء‪ ،‬فرأى مصصا صصصنعت‪ ،‬فقال‪ :‬مالك يائسصصة؟ أغرت! فقلت‪ :‬ومالي ل يغار مثلي على مثلك؟ قال رسصصول‬
‫ال (ص)‪ :‬أفأخذك شيطانصك؟!»(‪ . )86‬وفصي روايصة ثالثصة‪ ،‬تقول‪« :‬التمسصت رسصول ال (ص)‪ ،‬فأدخلت يدي فصي‬
‫شعره‪ ،‬فقال‪ :‬قد جاءك شيطانك! فقلت‪ :‬أما لك شيطان؟ فقال‪ :‬بلى‪ ،‬ولكن ال أعانني عليه‪ ،‬فأسلم!»(‪. )87‬‬
‫رغم كلّ ما سبق‪ ،‬لم تنجب عائشة ‪ -‬ول غيرها من قافلة النساء الجميلت الفتيات‪ :‬باستثناء مارية ‪ -‬من‬
‫النصبي‪ .‬ورغصم ادعاء ابصن كثيصر(‪« )88‬أنهصا أسصقطت منصه ولداً سصمّاه رسصول ال (ص)‪ :‬عبصد ال! ولهذا كانصت تكنّى‬
‫بأم عبد ال»‪ ،‬فالرجح أنها «كانت تكنى بعبد ال بن الزبير‪ ،‬ابن أختها»(‪. )89‬‬
‫هذه المرأة المتفجرة‪ ،‬حُرّم عليهصا الزواج‪ ،‬إلهيًا هذه المرة‪ ،‬بعصد النصبي ‪ -‬ولم تكصن آنذاك قصد تخطصت الثامنصة‬
‫عشرة!!! فهل يمكن أن يساعدنا ذلك في فهم خلفية ثوراتها العنيفة المتلحقة؟‬
‫!!!‬

‫‪II‬‬
‫عائشة‪ ...‬والفك‬
‫كان حديصث الفصك فصي السصنة السصادسة(‪ )1‬للهجرة‪ ،‬فصي غزوة بنصي المصصطلق(‪ .)2‬والقصصّة أوردهصا بنوع مصن‬
‫(‪ ،)3‬حيصصث قال‪ ،‬نقلً عصصن عائشصصة‪« :‬كان رسصصول ال (ص) إذا أراد أن يخرج‬ ‫التفصصصيل‪ ،‬مسصصلم فصصي‬
‫(‬
‫سصفراً‪ ،‬أقرع بيصن نسصائه‪ ،‬فأيتهصن خرج سصهمها‪ ،‬خرج بهصا رسصول ال (ص) معصه‪ ...‬فأقرع بنصا فصي غزوة غزاهصا‬
‫‪ ،)4‬فخرج فيها سهمي‪ ،‬فخرجت مع رسول ال (ص)‪ ،‬وذلك بعدما أنزل الحجاب‪ .‬فأنا أحمل في هودجي وأنزل‬
‫فيه مسيرنا‪ ،‬حتى إذا فرغ رسول ال (ص) من غزوه ودنونا من المدينة‪ ،‬آذن ليلة بالرحيل‪ ،‬فقمت حين آذنوا‬
‫بالرحيل‪ ،‬فمشيت حتى جاوزت الجيش‪ ،‬فلما قضيت من شأني‪ ،‬أقبلت إلى الرحل‪ ،‬فلمست صدري‪ ،‬فإذا عقدي‬
‫مصن جزع ظفار‪ ،‬قصد انقطصع‪ ،‬فرجعصت‪ ،‬فالتمسصت عقدي‪ ،‬فحبسني ابتغاؤه‪ .‬وأقبصل الرهصط الذيصن كانوا يرحلون لي‪،‬‬
‫فحملوا هودجي‪ ،‬فرحّلوه على بعيري الذي كنت أركب‪ ،‬وهم يحسبون أني فيه‪.‬‬
‫كانت النساء إذ ذاك خفاف ًا (‪)5‬لم يهبلن ولم يغشهن اللحم؛ إنما يأكلهن العلقة من الطعام‪ .‬فلم يستنكر القوم‬
‫ثقصل الهودج حيصن رحّلوه ورفعوه‪ .‬وكنصت جاريصة حديثصة السصصن‪ .‬فبعثوا الجمصصل وسصصاروا‪ .‬ووجدت عقدي بعدمصا‬
‫اسصتمر الجيصش‪ .‬فجئت منازلهصم وليصس بهصا داع ول مجيصب‪ ،‬فتيمّمصت منزلي الذي كنصت فيصه‪ ،‬وظننصت أن القوم‬
‫سيفقدوني‪ ،‬فيرجعون إلي‪ .‬فبينا أنا جالسة في منزلي‪ ،‬غلبتني عيني‪ ،‬فنمت‪.‬‬
‫وكان صصفوان بصن المعطّل السصلمي ثصم الذكوانصي قصد عرس مصن وراء الجيصش‪ ،‬فأصصبح عنصد منزلي‪ ،‬فرأى‬
‫سصصواد إنسصصان نائم‪ ،‬فأتانصصي‪ ،‬فعرفنصصي حيصصن رآنصصي‪ .‬وقصصد كان يرانصصي قبصصل أن يضرب الحجاب علي صّ‪ .‬فاسصصتيقظت‬
‫باسصصترجاعه حيصصن عرفنصصي‪ ،‬فخمّرت وجهصصي بجلبابصصي‪ .‬ووال مصصا يكلّمنصصي كلمصصة‪ ،‬ول سصصمعت منصصه كلمصصة‪ ،‬غيصصر‬
‫اسصترجاعه‪ ،‬حتصى أناخ راحلتصه‪ ،‬فوطصئ على يدهصا‪ ،‬فركبتهصا‪ ،‬فانطلق يقود بصي الراحلة حتصى أتينصا الجيصش‪ ،‬بعدمصا‬
‫نزلوا موغرين في نحر الظهيرة‪ ،‬فهلك من هلك في شأني(‪. )6‬‬
‫وكان الذي تولّى كبره عبد ال بن أبي بن سلول‪ .‬فقدمنا المدينة‪ ،‬فاشتكيت حين قدمنا المدينة شهراً‪ ،‬والناس‬
‫يفيضون في قول أهل الفك‪ ،‬ول أشعر بشيء من ذلك‪ ،‬وهو يريبني في وجعي أني ل أعرف من رسول ال (ص)‬
‫اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي؛ إنما يدخل رسول ال (ص) يسلّم‪ ،‬ثم يقول‪ :‬كيف تيكم؟ فذاك يريبني‪ ،‬ول‬
‫ل إلى‬‫أشعر بالشرّ! حتى خرجت بعدما نقهت‪ ،‬وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع‪ ،‬وهو مبرزنا‪ ،‬ول نخرج إ ّل لي ً‬
‫ليصل‪ ،‬وذلك قبصل أن نتخصذ الكنصف قريبًا مصن بيوتنصا‪ .‬وأمرنصا أمصر العرب الول فصي التنزّه‪ .‬وكنصا نتأذى بالكنصف أن نتخذهصا‬
‫بيوتنصا‪ .‬فانطلقصت أنصا وأم مسصطح‪ ،‬وهصي بنصت أبصي رهصم بصن عبصد المطلب بصن عبصد مناف‪ ،‬وأمّهصا ابنصة صصخر بصن عامصر‪،‬‬
‫خالة أبي بكر الصدّيق‪ ،‬وابنها مسطّح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب‪ .‬فأقبلت أنا وبنت أبي رهم ِقبَل بيتي حين‬
‫فرغنصا مصن شأننصا‪ ،‬فعثرت أم مسصطح فصي مرطهصا‪ ،‬فقالت‪ :‬تعصس مسصطح (‪ !)7‬فقلت لهصا‪ :‬بئس مصا قلت! أتسبّين رج ً‬
‫ل قصد‬
‫شهصد بدراً؟ قالت‪ :‬أي هنتاه! أولم تسصمعي مصا قال؟ قلت‪ :‬وماذا قال؟ فأخصبرتني بقول أهصل الفصك‪ ،‬فازددت مرضًا إلى‬
‫مرضي‪.‬‬
‫فلمصا رجعصت إلى بيتصي‪ ،‬فدخصل عليّص رسصول ال (ص)‪ ،‬فسصلّم‪ ،‬ثصم قال‪ :‬كيصف تيكصم؟ قلت‪ :‬أتأذن لي أن آتصي‬
‫أبوي؟ ‪ -‬وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما ‪ -‬فأذن لي رسول ال (ص)‪.‬‬
‫فجئت أبوي‪ ،‬فقلت لمصي‪ :‬يصا أمتاه! مصا يتحدّث الناس؟ فقالت‪ :‬يصا بنيصة‪ ،‬هوّنصي عليصك‪ ،‬فوال لقلّمصا كانصت‬
‫امرأة قصط وضيئة عنصد رجصل يحبهصا‪ ،‬ولهصا ضرائر‪ ،‬إل كثرن عليهصا‪ .‬قلت‪ :‬سصبحان ال! وقصد تحدّث الناس بهذا؟‬
‫فبكيت تلك الليلة‪ ،‬حتى أصبحت ل يرقأ لي دمع‪ ،‬ول أكتحل بنوم‪ .‬ثم أصبحت أبكي‪.‬‬
‫ي بن أبي طالب وأسامة بن زيد‪ ،‬حين استلبث الوحي‪ ،‬يستشيرهما في فراق أهله‪.‬‬ ‫ودعا رسول ال (ص) عل ّ‬
‫فأمصا أسصامة بصن زيصد‪ ،‬فأشار على رسصول ال (ص) بالذي يعلم مصن براءة أهله‪ ،‬وبالذي يعلم فصي نفسصه لهصم مصن الود‪،‬‬
‫ي بن أبي طالب‪ ،‬فقال‪ :‬لم يضيق ال عليك‪ ،‬والنساء سواها‬ ‫فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬هم أهلك ول نعلم إل خيراً‪ .‬وأما عل ّ‬
‫كثيصر‪ ،‬وإن تسصأل الجاريصة تصصدقك‪ .‬فدعصا رسصول ال (ص) بريرة‪ ،‬فقال‪ :‬أي بريرة! هصل رأيصت مصن شيصء يريبصك مصن‬
‫عائشصة؟ فقالت له بريرة‪ :‬والذي بعثصك بالحصق‪ ،‬إن رأيصت أمرًا قصط أغمصصه عليهصا أكثصر مصن أنهصا جاريصة حديثصة السصن‪،‬‬
‫تنام على عجين أهلها‪ ،‬فتأتي الداجن(‪ ،)8‬فتأكله‪ .‬فقام رسول ال (ص) على المنبر‪ ،‬فاستعذر من عبد ال بن أبي بن‬
‫سلول‪ ،‬فقال رسول ال (ص) وهو على المنبر‪ :‬يا معشر المسلمين! من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي؟‬
‫ل ما علمت عليه إل خيراً‪ ،‬وما كان يدخل على أهلي إل معي(‪!)9‬‬ ‫فوال ما علمت على أهلي إل خيراً! ولقد ذكروا رج ً‬
‫فقام سعد بن أبي معاذ النصاري‪ ،‬فقال‪ :‬أنا أعذرك منه يا رسول ال‪ ،‬إن كان من الوس ضربنا عنقه‪ ،‬وإن كان من‬
‫ل صالحًا ولكن اجتهلته‬ ‫أخوتنا الخزرج(‪ ،)10‬أمرتنا ففعلنا أمرك! فقام سعد بن عبادة‪ ،‬وهو سيّد الخزرج ‪ -‬وكان رج ً‬
‫الحمية(‪ - )11‬فقال لسعد بن معاذ‪ :‬كذبت! لعمر ال ل تقتله‪ ،‬ول تقدر على قتله(‪ !)12‬وقام أسيد بن حضير‪ ،‬وهو ابن‬
‫عصم سصعد بصن معاذ‪ ،‬فقال لسصعد بصن عبادة‪ :‬كذبصت! لعمصر ال لنقتلنصه‪ ،‬فإنصك منافصق تجادل عصن المنافقيصن! فثار الحيّصصان‬
‫الوس والخزرج‪ ،‬حتى همّوا أن يقتتلوا‪ .‬ورسول ال قائم على المنبر‪ .‬فلم يزل رسول ال يخفضهم حتى سكتوا‪.‬‬
‫[وأخيراً‪ ...‬تدخّل ال]‬
‫وبكيتُص يومصي ذلك‪ ،‬ل يرقصأ لي دمصع ول أكتحصل بنوم‪ .‬ثصم بكيصت ليلتصي المقبلة‪ ،‬ل يرقصأ لي دمصع ول أكتحصل‬
‫بنوم‪ ،‬وأبواي يظنان أنصّ البكاء فالق كبدي‪ .‬فبينمصصا همصصا جالسصصان عندي وأنصصا أبكصصي‪ ،‬اسصصتأذنت عليصّ امرأة مصصن‬
‫النصصار‪ ،‬فأذنصت لهصا‪ ،‬فجلسصت تبكصي‪ .‬فبينصا نحصن على ذلك‪ ،‬دخصل علينصا رسصول ال (ص)‪ ،‬ثصم جلس‪ .‬ولم يجلس‬
‫عندي منذ قيل لي ما قيل‪ .‬وقد لبث شهرًا ل يوحى إليه في شأني بشيء‪ .‬فتشهد رسول ال (ص) حين جلس‪،‬‬
‫(‬
‫ثم قال‪ :‬أمّا بعد‪ ،‬يا عائشة‪ ،‬فإنّه قد بلغني عنك كذا وكذا‪ ،‬فإن كنتِ بريئة‪ ،‬فسيبرئك ال‪ ،‬وإن كنت ألممت بذنب‬
‫ن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب‪ ،‬تاب ال عليه‪ .‬فلما قضى رسول ال (ص)‬ ‫‪ ،)13‬فاستغفري ال وتوبي إليه‪ ،‬فإ ّ‬
‫س منه قطرة‪ ،‬فقلت لبي‪ :‬أجب عني رسول ال (ص) فيما قال! فقال‪ :‬وال ما‬ ‫مقالته‪ ،‬قلص دمعي حتى ما أح ّ‬
‫أدري مصا أقول لرسصول ال (ص)! فقلت لمصي‪ :‬أجيصبي عنصي رسصول ال (ص)! فقالت‪ :‬وال مصا أدري مصا أقول‬
‫لرسصصول ال (ص)! فقلت؛ وأنصصا جاريصصة حديثصصة السصصن ل أقرأ كثيراً مصصن القرآن‪ :‬إنصصي ‪ -‬وال ‪ -‬لقصصد عرفصصت أنكصصم‬
‫سمعتم بهذا حتى استقرّ في نفوسكم وصدّقتم به؛ فإن قلت لكم‪ :‬إني بريئة! ل تصدقون بذلك! وإن اعترفت لكم‬
‫ل إل كمصا قال(‪ )14‬أبصو يوسصف‪« :‬فصصبر‬ ‫بأمصر‪ ،‬وال يعلم أنصي بريئة‪ ،‬لتصصدقونني‪ .‬وإنصي وال مصا أجصد لي ولكصم مث ً‬
‫جميل وال المستعان على ما تصفون»‪.‬‬
‫ثصم تحوّلت‪ ،‬فاضطجعصت على فراشصي‪ ،‬وأنصا ‪ -‬وال ‪ -‬حينئذ أعلم أنّي بريئة‪ ،‬وأن ال مصبرئي بصبراءتي‪ .‬ولكصن ‪-‬‬
‫ي بأمر‬
‫وال ‪ -‬ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يوحى‪ ،‬ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم ال ع ّز وج ّل ف ّ‬
‫يتلى‪ .‬ولكنصي ‪ -‬وال ‪ -‬كنصت أرجصو أن يرى رسصول ال (ص) رؤيصا‪ ،‬يُبرئني ال بهصا‪ .‬فوال‪ ،‬مصا رام رسصول ال (ص)‬
‫مجلسص صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه‪،‬‬
‫ول خرج مصن أهصل بيتصه أحصد‪ ،‬حتصى أنزل ال ع ّز وج ّل على نصبيه‪ ،‬فأخذه مصا كان يأخذه مصن البرحاء عنصد الوحصي‪ ،‬حتى‬
‫أنه ليتحدّر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشتات من ثقل القول الذي أنزل عليه‪ .‬فلما سري عن رسول ال‬
‫(ص)‪ ،‬وهصو يضحك‪ ،‬فكان أول كلمة تكلّم بها‪ ،‬أن قال‪ :‬أبشري يا عائشة! أما ال فقد برّأك! فقالت لي أمصي‪ :‬قومي‬
‫إليه؛ فقلت‪ :‬وال ل أقوم إليه ول أحمد إل ال‪ ،‬هو الذي أنزل براءتي(‪.)15‬‬
‫فأنزل ال ع ّز وجلّ «إنّص الذيصن جاءوا بالفصك عصصبة منكصم»‪ ،‬عشصر آيات(‪ .)16‬فأنزل ال عصز وجصل هؤلء‬
‫اليات(‪ ،)17‬براءتي‪ .‬فقال أبو بكر‪ ،‬وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره‪ :‬وال ل أنفق عليه شيئاً أبداً بعد‬
‫الذي قال لعائشة‍ ؛ فأنزل ال عز وجل «ول يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى»‪ ،‬إلى قوله‪،‬‬
‫«أل تحبّون أن يغفر ال لكم» ‪ -‬قال حبان بن موسى‪ :‬قال عبد ال بن المبارك‪ :‬هذه أرجى آية في كتاب ال ‪-‬‬
‫فقال أبو بكر‪ :‬إنّي لحب أن يغفر ال لي! فرجّع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه‪ ،‬وقال‪ :‬ل أنزعها منه‬
‫أبداً(‪.)18‬‬
‫قالت عائشة‪ :‬وكان رسول ال (ص) سأل زينب بنت جحش‪ ،‬زوج النبي (ص) عن أمري‪ :‬ما علم تِ؟ أو‪ :‬ما‬
‫رأيتصِ؟ فقالت‪ :‬يصصا رسصول ال! أحمصصي سصمعي وبصصري‪ ،‬وال مصصا علمصت إل خيراً! قالت عائشصة‪ :‬وهصي التصي كانصت‬
‫تساميني من أزواج النبي (ص)‪ ،‬فعصمها ال بالورع‪ .‬وطفقت أختها حمنة بنت جحش‪ ،‬تحارب لها‪ ،‬فهلكت فيمن‬
‫هلك(‪...)19‬‬
‫[الفكيون]‬
‫كانت عائشصة تكره أن يسبّ عندهصا حسصان [بن ثابت‪ ،‬وهصو أحصد الذيصن ساهموا فصي نشصر القصة]‪ ،‬وتقول‪:‬‬
‫فإنه قال‪:‬‬
‫لعرض محمصصصصصصصصد منكصصصصصصصصم وقاء‬ ‫فإن أبصصصصصي ووالده وعرضصصصصصي‬

‫وزاد أيضاً‪...‬‬
‫قالت عائشصصة‪ :‬وال إنصّ الرجصصل الذي قيصصل له مصصا قيصصل‪[ ،‬أي‪ :‬صصصفوان بصصن المعطصصل]‪ ،‬ليقول‪ :‬سصصبحان ال!‬
‫فوالذي نفسي بيده‪ ،‬ما كشفت عن كنف أنثى قط! ثم قتل بعد ذلك شهيداً‪ ،‬في سبيل ال!‪...‬‬
‫وكان الذي تكلموا بصه‪ ،‬مسصطح وحمنصة وحسصان(‪ ،)20‬وأمصا المنافصق عبصد ال بصن أبصي‪ ،‬فهصو الذي يسصتوشيه‬
‫ويجمعه‪ ،‬وهو الذي تولى كبره‪ ،‬وحمنة(‪.)22(»)21‬‬
‫ويضيصف ابصن هشام(‪ ،)23‬إنّص النصبي «خرج إلى الناس‪ ،‬فخطبهصم‪ ،‬وتل عليهصم مصا أنزل ال عليصه فصي القرآن‬
‫مصن ذلك‪ ،‬ثصم أمصر بمسصطح بصن أثانصة وحسصان بصن ثابصت‪ ،‬وحمنصة بنصت جحصش‪ ،‬وكانوا ممصن أفصصح بالفاحشصة‪،‬‬
‫فضربوا حدّهم»(‪.)24‬‬
‫لكن أل يحق لنا أن نتساءل‪ :‬ما هو سرّ تدخل ال الغريب هذا في تهمة تخ صّ مراهقة لم تبلغ الخامسة‬
‫عشر من العمر ‪ -‬تهمة عادية في ذلك الزمان ‪( -‬وقد صوبتها عائشة بعد ذلك‪ ،‬كما لحظنا‪ ،‬لمارية ذاتها‪ ،‬لكن‬
‫الغريب أن النبي لم يضربها الحدّ) نظراً لنوعية العلقات في المجتمع السلمي الول؟ وهل مسألة الفك التي‬
‫يبذل التراثيون السلميون أقصى جهدهم لزالة كلّ ملبساتها عن عائشة‪ ،‬والتي ل تتعدّى كونها علقة عابرة‬
‫بيصن رجصصل وامرأة لم تؤذ أحداً‪ ،‬أكثصصر شناعصصة مصصن يوم الدار وحرب الجمصصل حيصصث قتصل ألوف المسصصلمين وتحطّم‬
‫النظام الراشدي؟ ولماذا لم يتدخل الله أيضاً لزالة الشبهات عن عائشة في تلك الحوادث الرهيبة؟‬
‫ذيول إفكية‬
‫قال ابصن عبّاس‪« :‬مصن أذنصب ذنباً‪ ،‬ثصم تاب منصه‪ ،‬قبلت توبتصه‪ :‬إل مصن خاض فصي أمصر عائشصة! وهذه منصه‬
‫مبالغة وتعظيم لمر الفك»‪.‬‬
‫وكان النبي يقول عن صفوان بن المعطّل‪« :‬إن صفوان خبيث اللسان‪ ،‬طيب القلب»(‪ .)25‬من ناحيته‪ ،‬كان‬
‫حسّان‪ ،‬شاعر النبي‪ ،‬قد هجا(‪ )26‬صفوان بقوله‪:‬‬
‫(‪)27‬‬
‫وابصصصن الفريعصصصة أمسصصصى بيضصصصة البلد»‬ ‫«أمسصى الجلبيصب قصد عزوا وقصد كثروا‬

‫تقول إحدى الروايات‪« ،‬إنصّ ثابصت بصن عيسصى بصن الشماس وثصب على صصفوان بصن المعطّل‪ ،‬حيصن ضرب‬
‫ح سّان‪ ،‬فجمع يديه إلى عنقه بحبل‪ ،‬ثم انطلق به إلى دار بني الحارث ابن الخزرج‪ ،‬فلقيه عبد ال بن رواحة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما هذا؟ قال‪ :‬أما أعجبك ضرب حسان بالسيف؟! وال ما أراه إل قد قتله؛ قال له عبد ال بن رواحة‪ :‬هل‬
‫علم رسول ال (ص) بشيء مما صنعت؟ قال‪ :‬ل وال! قال‪ :‬لقد اجترأت‪ ،‬أطلق الرجل! فأطلقه‪ .‬ثم أتوا رسول‬
‫ال (ص)‪ ،‬فذكروا له ذلك‪ ،‬فدعا حسّان وصفوان بن المعطّل؛ فقال ابن المعطّل‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬آذاني وهجاني‪،‬‬
‫فاحتملنصي الغضصب‪ ،‬فضربتصه! فقال رسصول ال (ص) لحسصان‪ :‬أحسصن يصا حسصّأن‪ ،‬أتشوهصت على قومصي إذ هداهصم‬
‫ال للسلم؟! ثم قال‪ :‬أحسن يا حسان في الذي أصابك! قال‪ :‬هي لك يا رسول ال»(‪. )28‬‬
‫ويذكصر ابصن كثيصر(‪« : )29‬ثصم أنّص صصفوان بصن المعطّل اعترض حسصّان بصن ثابصت بالسصيف‪ ،‬حيصن بلغصه مصا كان‬
‫يقول فيه‪ ،‬فضربه ثم قال(‪: )30‬‬
‫غلم إذا هوجيصصصصصت لسصصصصصت بشاعصصصصصر‬ ‫تلقصصصَ ذباب السصصصيف عنصصصي فإننصصصي‬

‫فذُكصر ذلك لرسصول ال (ص)‪ ،‬فدعصا حسصّان وصصفوان بصن المعطّل‪ ،‬فقال صصفوان‪ :‬هجانصي يصا رسصول ال‬
‫وآذاني‪ ،‬فضربتصه؛ فقال رسصول ال (ص) لحسصّان‪ :‬أحسن يا حسصّان‪ .‬قال‪ :‬هي ل كَ يا رسصول ال؛ فأعطاه رسول‬
‫ال (ص) عوض عنها بيرحاء‪ ،‬وهي قصر بني حديلة(‪ )31‬؛ وأعطاه سيرين‪ ،‬أمة قبطية‪ ،‬وهي أخت مارية‪ ،‬أم‬
‫ابراهيم ابن رسول ال‪ ،‬فولدت له عبد الرحمن»(‪. )32‬‬
‫(‪ ، )33‬يقال‪« :‬إن رسول ال (ص) جلد الذين قالوا لعائشة ما قالوا‪،‬‬ ‫وفي رواية من‬
‫ثمانين جلدة‪ :‬ح سّان بن ثابت‪ ،‬ومسطح بن أثاثة‪ ،‬وحمنة بنت جحش (‪ . )34‬وكان ح سّان ممن خاض في الفك‪،‬‬
‫فجُلد فيصه فصي قول بعضهصم‪ :‬وأنكصر قوم ذلك‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن عائشصة كانصت فصي الطواف ومعهصا أم حكيصم بصن خالد بصن‬
‫العاص‪ ،‬وأم حكيصم بصن عبصد ال‪ ...‬فذكرتصا حسصّان‪ ،‬فسصبّتاه‪ ،‬فقالت عائشصة‪ :‬إنصي لرجصو أن يدخله ال الجنّة بذبّه‬
‫عن النبي (ص) بلسانه! أليس هو القائل‪:‬‬
‫لعرض محمصصصصصصصصد منكصصصصصصصصم وقاء‬ ‫فإن أبصصصصصي ووالده وعرضصصصصصي‬
‫وبرّأته من أن يكون افترى عليها‪ .‬فقالتا‪ :‬ألم يقل فيك؟ فقالت‪ :‬لم يقل شيئاً؛ لكنه الذي يقول‪:‬‬
‫وتصصصصصبح غرثصصصصى مصصصصن لحوم الغوافصصصصل‬ ‫حسصصصصصصصان رزان مصصصصصصصا تزن بريبصصصصصصصة‬

‫فل رفعصصصصصصصصصصت سصصصصصصصصصصوطي إلى أناملي»‬ ‫فإن كان مصصصصا قصصصصد قيصصصصل عنصصصصي قلتصصصصه‬

‫وفي نص ابن هشام(‪« ، )35‬أن امرأة مدحت حسان بن ثابت عند عائشة‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫وتصصصصصبح غرثصصصصى مصصصصن لحوم الفوافصصصصل‬ ‫حسصصصصصصصان رزان مصصصصصصصا تزن بريبصصصصصصصة‬

‫فقالت عائشة‪ :‬لكن أبوها»‪.‬‬


‫شبق ابن المعطّل‪:‬‬
‫مقابل أسطورة بتولية ابن المعطّل التي روّجت لها عائشة‪ ،‬تذكر لنا مصادر إسلمية نصّا معارضاً‪ ،‬يقدّم ابن‬
‫(‪ ، )36‬على سصصبيل المثال‪« :‬جاءت امرأة إلى رسصصول ال‬ ‫المعطّل‪ ،‬كائنًا مسصصكونًا بالشبصصق‪ .‬يقول‬
‫(ص)‪ ،‬فقالت‪ :‬يصا رسصول ال‪ ،‬إن زوجصي صصفوان بصن المعطّل‪ ...‬يفطرنصي إذا صصمت‪ ...‬وصصفوان عنده‪ ...‬فسصأله عمّا‬
‫قالت‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول ال‪ ...‬أما قولها يفطرني إذا صمت‪ ،‬فإنها تنطلق فتصوم‪ ،‬وأنا رجل شاب فل أصبر»‪ .‬ويكمل‬
‫(‪« : )37‬فقال رسول ال (ص)‪ :‬ل تصوم امرأة إل بإذن زوجها»‪.‬‬
‫إدخال ال في تفاخر النساء‬
‫كما أشرنا‪ ،‬فإن تدخّل ال في القضايا الشخصية لزوجات النبي‪ ،‬كان موضع تفاخر بينهن‪ .‬يذكر ابن كثير‬
‫(‪« : )38‬تفاخرت زينصب وعائشصة (رض)‪ ،‬فقالت زينصب‪ :‬أنصا التصي نزل تزويجصي مصن السصماء!!!‬ ‫فصي‬
‫وقالت عائشصة‪ :‬أنصا التصي نزل عذري فصي كتاب ال!!! حيصن حملنصي صصفوان بصن المعطّل على الراحلة! فقالت لهصا‬
‫زينب‪ :‬يا عائشة! ما قلت حين ركبتها؟ قالت‪ ،‬قلت‪ :‬حسبي ال ونعم الوكيل!»‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬يبدو أنه كان يحق لعائشة تفاخر إضافي في حديث غير إفكي‪ ،‬لعب فيه ضياع العقد ‪ ،‬الذي‬
‫كان سصصصصبب المشكلة فصصصصي الحدث الفكصصصصي ‪ ،‬والله ‪ ،‬الذي ح ّل المشكلة الفكيصصصصة ‪ ،‬الدوريصصصصن الرئيسصصصصين‪ .‬يذكصصصصر‬
‫(‪ )39‬عن عائشة‪ ،‬قولها‪« :‬خرجنا مع رسول ال (ص) في بعض أسفاره‪ ،‬حتى إذا كنا بالبيداء أو‬
‫ذات الجيش‪ ،‬انقطع عقد لي‪ .‬فأقام رسول ال (ص) على التماسه‪ ،‬وأقام الناس معه‪ ،‬وليسوا على ماء‪ ،‬وليس معهم‬
‫ماء‪ .‬فأتى الناس أبا بكر (رض)‪ ،‬فقالوا‪ :‬أل ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول ال (ص) وبالناس وليسوا على‬
‫ماء‪ ،‬وليصس معهصم ماء‪ .‬فجاء أبصو بكصر (رض) ورسصول ال (ص) واضصع رأسصه على فخذي‪ ،‬قصد نام‪ ،‬فقال‪ :‬حبسصت‬
‫رسصول ال (ص) والناس‪ ،‬وليسصوا على ماء وليصس معهصم ماء‪ ...‬فعاتبنصي أبصو بكصر‪ ،‬وقال مصا شاء أن يقول‪ ،‬وجعصل‬
‫يطعن بيده في خاصرتي‪ ،‬فما منعني من التحرّك إ ّل مكان رسول ال (ص) على فخذي‪ .‬فنام رسول ال (ص) حتى‬
‫أصبح على غير ماء‪ ،‬فأنزل ال آية التيمم‪ .‬فقال أسيد بن حضير‪ :‬ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر‪ .‬قالت‪ :‬فبعثنا‬
‫البعير الذي كنت عليه‪ ،‬فوجدنا العقد تحته»(‪. )40‬‬
‫(‪)41‬‬
‫‪ :‬تقول عائشصصة «إنّهصصا‬ ‫روايصصة أخرى‪ ،‬تقدّم تفاصصصيل إضافيصصة‪ ،‬نجدهصصا فصصي‬
‫اسصتعارت مصن أسصماء [أختهصا] قلدة‪ ،‬فهلكصت‪ ،‬فأرسصل النصبي (ص) أناسصاً فصي طلبهصا‪ ،‬فأدركتهصم الصصلة‪ ،‬فصصلّوا‬
‫بغير وضوء‪ ،‬فلما أتوا النبي‪ ،‬شكوا ذلك إليه‪ ،‬فنزلت آية التيمم‪ .‬فقال أسيد بن حضير‪ :‬جزا كِ ال خيراً! فوال‬
‫ما نزل بك أمر قط إل جعل ال!!! لكِ مخرجاً وجعل للمسلمين فيه بركة»(‪. )42‬‬
‫َذكَر آخر‪ :‬تدخّل إضافي ل‬
‫طلحصصة بصصن عبيصصد ال هصصو ابصصن عصصم لعائشصصة؛ وهصصو الذي حاولت إيصصصاله‪ ،‬بكلّ الطرق‪ ،‬إلى س صدّة الخلفصصة‪،‬‬
‫وحاربصت لجصل ذلك‪ ،‬كمصا لحظنصا‪ ،‬عليّص بصن أبصي طالب‪ ،‬فصي حرب الجمصل‪ .‬يروى(‪« )43‬أن طلحصة‪ ،‬لمصا نزلت آيصة‬
‫الحجاب‪ ،‬قال بمحضصصر نقصصل عنصصه إلى رسصصول ال (ص)‪ :‬مصصا الذي يغنيصصه مصصن حجابهصصن اليوم؟ فسصصيموت غداً‪،‬‬
‫(‪ ، )44‬إنّص بعضهصم قال بعصد نزول آيصة الحجاب‪« :‬أنُنهصى أن نكلّم‬ ‫فننكحهصن»‪ .‬وذكصر الزمخشري فصي‬
‫بنات عمنصا إل مصن وراء حجاب؟! لئن مات محمصد لتزوجصن عائشصة‪[ ...‬وهصو] طلحصة‪ ،‬قال‪ :‬لو قصد مات محمصد‪،‬‬
‫لتزوجصن عائشصة (رض)‪ .‬فأنزل ال تعالى‪«:‬ومصا كان لكصم أن تؤذوا رسصول ال» [أحزاب ‪ .»]53‬ويفسصّر ابصن‬
‫كثيصر(‪ )45‬اليصة السصابقة‪ ،‬فيقول‪« :‬نزلت فصي رجصل [يقول ابصن سصعد‪« :‬نزلت فصي طلحصة بصن عبيصد ال لنصه قال‪ :‬إذا‬
‫توفصي رسصول ال تزوجصت عائشصة»]‪ ،‬همّص أن يتزوج بعصض نسصاء النصبي (ص) بعده؛ فقال رجصل لسصفيان‪ :‬أهصي‬
‫ن الذي عزم على ذلك طلحة(‪ )46‬بن عبيد ال»‪.‬‬ ‫عائشة؟ قال‪:‬ذكروا ذلك‪ ..‬وذكروا بسنده عن السدي أ ّ‬
‫وتقول رواية أخرى(‪« : )47‬إنّ رجلً أتى بعض أزوج النبي (ص)‪ ،‬فكلّمها وهو ابن عمها‪ ،‬فقال النبي له‪:‬‬
‫ل تقوم نّ هذا المقام بعد يومك هذا‪ .‬فقال‪ :‬يا رسول الّ ! إنّها ابنة عمي‪ ،‬وال ما قلت منكراً ول قالت لي‪ .‬قال‬
‫ت أنه ليس أغير من ال‪ ،‬وليس أحد أغير مني‪ .‬فمضى الرجل‪ ،‬ثم قال‪ :‬يمنعني من كلم‬ ‫النبي (ص)‪ :‬قد عرف َ‬
‫ابنصة عمّي‪ ،‬وال لتزوجنهصا مصن بعده‪ .‬وسصمّت الروايات الرجصل وهصو طلحصة بصن عبيصد ال‪ ،‬وسصمّت أم المؤمنيصن‬
‫عائشصة‪ ...‬وبلغ النصبي (ص) أن رجلً‪ ،‬يقول‪ :‬لو قصد توفصي النصبي (ص)‪ ،‬تزوجصت فلنصة بعده‪ ،‬فنزلت آيصة‪« :‬ومصا‬
‫كان لكصم أن تؤذوا رسصول ال»‪ .‬وقال ابصن عباس‪ :‬نزلت فصي رجصل همّص أن يتزوج بعصض نسصاء النصبي (ص) بعده‪.‬‬
‫وذكروا أنهصا عائشصة؛ وأخرج عصن السصدي‪ ،‬قال‪ :‬بلغنصا أنّص طلحصة بصن عبيصد ال‪ ،‬قال‪ :‬أيحجبنصا عصن بنات عمّنصا‬
‫ويتزوج نساءنا! لئن حدث به ما حدث‪ ،‬لنتزوجّن نساءه بعده»‪.‬‬

‫‪III‬‬
‫الحجاب‪ ،‬ورضاع الكبير‪ ،‬ومصحف عائشة‬
‫الحجاب‪ ،‬كمعظصم القضايصا السصلمية‪ ،‬مسصألة ل سصبيل إلى اسصتيعابها أو فهمهصا أو الحاطصة بكافصة جوانبهصا‪.‬‬
‫الحجاب‪ ،‬في السلم‪ ،‬هو التناقض بعينه‪ :‬ول يبدو أن هنالك مقاربة عقلنية لهذه القضية حتى الن!‬
‫الحجاب‪ ،‬فصي مذاهصب المسصلمين الخمسصة‪ ،‬ينطبصق فقصط على المرأة المسصلمة «الحرّة»‪ :‬على كلّ مسصلمة‬
‫«حرّة» أن تغطي سائر جسدها عدا الوجه والكفين‪ .‬وتتشدّد بعض المذاهب في اعتبار أنه حتى الوجه والكفين‬
‫«عورة» يفضّل تغطيتهصم‪ .‬بالمقابصل‪ ،‬فإن حجاب المسصلمة «المصة»‪ ،‬هصو بيصن السصرّة والركبصة‪ .‬بصل إنّص بعصض‬
‫المذاهصب تجعصل عورتهصا محصصورة فصي فتحتصي القبصل والدبر‪ .‬وتزداد المسصألة تعقيداً‪ ،‬إذا مصا عرفنصا أن بعصض‬
‫(‪ ،)1‬مثلً ‪ -‬تفرض الحجاب على الشاب المسصلم الجميصل‪ .‬فكيصف‬ ‫المذاهصب ‪ -‬راجصع ابصن عابديصن فصي‬
‫يمكن حلّ تناقضات الحجاب هذه؟‬
‫‪ ،‬يهمّه تلبيصة غريزتصي التملّك والجنصس‬ ‫باختصصار شديصد‪ ،‬نقول‪ :‬إن السلم‪ ،‬كديصن ذكوري‬
‫عند الذكر إلى الدرجة القصوى ‪ -‬وغالبًا ما يكون ذلك على حساب النثى‪ .‬فالنثى الملفعة بالسواد‪ ،‬الحرّة‪ ،‬التي ل‬
‫تراها الشمس‪ ،‬هي التلبية المثلى لغريزة التملك عند الذكر؛ بالمقابل‪ ،‬فالجارية العارية‪ ،‬التي تنتقل من ذكر إلى ذكر‪،‬‬
‫والتي تنحصر وظيفتها في إشباع أعمق رغبات الذكر الجنسية‪ ،‬هي التلبية المثلى لغريزة الجنس عند الذكر‪ .‬المرأة‬
‫فصي السلم أنثصى‪ ،‬متاع‪ ،‬شيصء ‪ -‬ول شيصء غيصر ذلك! لكصن‪ :‬مصا هصي ظروف فرض الحجاب؟ يقول القرطصبي‪ « :‬لمصا‬
‫كانت عادة العربيات التبذل‪ ،‬وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الماء‪ ،‬وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب‬
‫الفكرة فيهصن‪ ،‬أمصر ال رسصوله (ص) أن يأمرهصن بارتداء الجلبيصب عليهصن إذا أردن الخروج إلى حوائجهصن‪ ،‬وكصن‬
‫يتبرزن في الصحراء قبل أن تتخذ الكُنف‪ ،‬فيقع الفرق بينهن وبين الماء‪ ...‬وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل‬
‫نزول هذه الية تتصبرز للحاجصة فيتعرض لهصا بعصض الفجار يظصن أنهصا أمصة‪ ،‬فتصصيح بصه فيذهصب‪ ،‬فشكوا ذلك إلى النصبي‬
‫(ص)‪ ،‬فنزلت الية »(‪. )2‬‬
‫إذاً‪ ،‬رغم الملئكية التي يطبع بها كتّاب هذا العصر من السلميين مجتمع الجماعة السلمية الولى‪ ،‬فالحقيقة‬
‫(‪« : )3‬وكان ناس مصن فسصّاق أهصل المدينصة يخرجون بالليصل‪ ،‬حيصن‬ ‫مغايرة تماماً‪ .‬يخبرنصا ابصن كثيصر فصي‬
‫يختلط الظلم‪ ،‬إلى طرق المدينة‪ ،‬فيعرضون للنساء‪ .‬وكانت مساكن أهل المدينة ضيّقة‪ ،‬فإذا كان الليل‪ ،‬خرج النساء‬
‫إلى الطرق يبتغين حاجتهن‪ .‬فكان أولئك الف سّاق يبتغون ذلك منهن‪ .‬فإذا رأوا المرأة عليها جلباب‪ ،‬قالوا‪ :‬هذه حرّة!‬
‫فكفّوا عنهصا‪ .‬وإذا رأوا المرأة ليصس عليهصا جلباب؛ قالوا‪ :‬هذه أمصة! فوثبوا عليهصا»‪ .‬ويزداد المصر سصوءًا حيصن تعلمنصا‬
‫إحدى الروايات‪ ،‬أنصه «كان نسصاء النصبي (ص) يخرجصن بالليصل لحاجتهصن؛ وكان ناس مصن المنافقيصن يتعرضون لهصن‬
‫فيؤذيصن‪ ،‬فشكوا ذلك‪ ،‬فقيصل ذلك للمنافقيصن‪ ،‬فقالوا‪ :‬إنّمصا نفعله بالماء! فنزلت هذه اليصة»(‪ - )4‬آيصة الحجاب (أحزاب‬
‫‪ .)59‬ويؤكد ذلك الطبري‪ ،‬حين يقول‪ « :‬يا أيها النبي قل لزواجك وبناتك ونساء المؤمنين ل يتشبهن بالماء في‬
‫لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوههن‪ ،‬ولكن ليدنين عليهن من جلبيبهن‪ ،‬لئل‬
‫يتعرض لهصن فاسصق‪ ،‬إذا علم أنهصن حرائر‪ ،‬بأذى »(‪ . )5‬وهكذا‪ ،‬لمّا «كانصت الحرّة تخرج فتحسصب أنّهصا أمصة فتؤذى‪...‬‬
‫أمرهن ال أن يخالفن زي الماء‪ ،‬ويدنين عليهن من جلبيبهن‪ ،‬تخمّر وجهها إل إحدى عينيها»(‪. )6‬‬
‫ويؤكصصد ذلك قتادة‪ ،‬بقوله‪ « :‬كانصصت المملوكصصة إذا مرت تناولوهصصا باليذاء‪ ،‬فنهصصى ال الحرائر أن يتشبهصصن‬
‫(‬
‫بالماء »(‪ . )7‬ويضيف مجاهد‪ « :‬يتجلببن فيُعلم أنهن حرائر فل يعرض لهن فاسق بأذى من قول ول ريبة »‬
‫‪. )8‬‬
‫يذكصصر الزمخشري فصصي تفسصصيره لليصصة ‪ 59‬مصصن سصصورة الحزاب‪« :‬إنصّ النسصصاء كنصّ فصصي أول السصصلم على‬
‫هجيراهصن فصي الجاهليصة متبذلت‪ ،‬تصبرز المرأة فصي درع وخمار‪ ،‬فصصل بيصن الحرّة والمصة؛ وكان الفتيان وأهصل‬
‫الشطارة يتعرّضون إذا خرجصن إلى مقاضصي حوائجهصن فصي النخيصل والغيطان للماء‪ ،‬وربمصا تعرّضوا للحرّة بعلّة‬
‫المصصة؛ يقولون‪ :‬حسصصبناها أمصصة! فأُمرن أن يخالفصصن بزيهصصن على زيصّ الماء‪ ،‬بلبصصس الرديصصة والملحصصف وسصصتر‬
‫الرؤوس والوجوه‪ ،‬ليحتشمصن فل يطمصع فيهصن طامصع؛ وذلك لقوله‪« :‬ذلك أدنصى فل يعرفصن»؛ أي‪ :‬أولى وأجدر‬
‫بأن يعرفن‪ ،‬فل يتعرض لهن ول يلقين ما يكرهن»(‪. )9‬‬
‫وكان سصصفيان الثوري‪ ،‬يقول‪« :‬ل بأس بالنظصصر إلى زينصة نسصصاء أهصصل الذمصصة؛ وإنمصصا نهصصي عصصن ذلك لخوف‬
‫الفتنصة‪ ،‬ل لحرمتهصن‪ .‬واسصتدلّ بقوله تعالى‪« :‬ونسصاء المؤمنيصن»؛ وقوله‪« :‬ذلك أدنصى أن يعرفصن فل يؤذيصن» ‪-‬‬
‫أي‪ ،‬إذا فعلن ذلك عرفن أنهن حرائر‪ ،‬لسن بإماء ول عواهر»(‪. )10‬‬
‫وكان عمصصر بصصن الخطاب يطوف فصصي طرقات المدينصصة‪ ،‬فإذا رأى أمصصة محجبصصة‪ ،‬ضربهصصا بالدّرة حتصصى يسصصقط‬
‫الحجاب عن رأسها‪ ،‬ويقول‪ :‬فيم الماء يتشبهن بالحرائر؟(‪. )11‬‬
‫حجاب نساء النبي‪:‬‬
‫يبدو أن حجاب نسصاء النصبي كان يختلف عصن حجاب سصائر نسصاء المسصلمين‪ .‬والرجصح أنّه لم يكصن يسصمح‬
‫لهن برؤية أحد‪ ،‬عدا النبي والمحارم‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تخبرنا أم سلمة‪ ،‬أنها مُنعت حتى عن رؤية العمى‪،‬‬
‫ابصن أم مكتوم‪ ،‬الذي كان النصبي يأمصر النسصاء بأن تعتدّ عنده‪ .‬تقول إنهصا كانصت عنصد النصبي‪ ،‬هصي وميمونصة‪« ،‬فبينصا‬
‫نحن عنده‪ ،‬أقبل ابن مكتوم‪ ،‬فدخل عليه ‪ -‬وذلك بعد أن أُمر بالحجاب ‪ -‬فقال النبي (ص)‪ :‬احتجبن منه! قلنا‪ :‬يا‬
‫رسول ال‪ ،‬أليس هو أعمى ل يبصر ول يعرفنا؟ قال‪ :‬أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟»(‪ . )12‬ويقول اسحق‬
‫العمى‪« :‬دخلت على عائشة‪ ،‬فاحتجبت مني‪ ،‬فقلت‪ :‬تحتجبين مني ولست أراك؟ قالت‪ :‬إن لم تكن تراني‪ ،‬فأنا‬
‫أراك»(‪ - . )13‬لكنها لم تفسّر لنا بالمقابل‪ ،‬كيف أرضت ضميرها برؤية كلّ هؤلء المبصرين في حرب الجمل؟‬
‫تقول عائشصة أيضاً‪« :‬كان عتبصة بصن أبصي وقاص عهصد إلى أخيصه سصعد أن ابصن وليدة زمعصة [والدة سصودة‬
‫زوجصة النصبي] منّي‪ ،‬فاقبضصه! فلمصا كان عام الفتصح‪ ،‬أخذه سصعد‪ ...‬فقام عبصد بصن زمعصة‪ ،‬فقال‪ :‬أخصي‪ ،‬وابصن وليدة‬
‫أبصي‪ ،‬ولد على فراشصه‪ .‬فتسصاوقا إلى النصبي (ص)‪ ،‬فقال سصعد‪ :‬يصا رسصول ال! ابصن أخصي‪ ،‬كان قصد عهصد إليّص فيصه‪.‬‬
‫فقال عبد بن زمعة‪ :‬أخي وابن وليدة أبي‪ ،‬ولد على فراشه! فقال رسول ال (ص)‪ :‬هو لك يا عبد بن زمعة؛ ثم‬
‫قال النبي‪ :‬الولد للفراش‪ ،‬وللعاهر الحجر! ثم قال لسودة بنت زمعة‪ ،‬زوج النبي (ص)‪ :‬احتجبي منه! لما رأى‬
‫من شبهه بعتبة‪ ،‬فما رآها حتى لقي ال»(‪. )14‬‬
‫كيف نزلت آية الحجاب‪ :‬تناقضات!‬
‫كمصا سصبق وأشرنصا‪ ،‬فإنّص عمصر بصن الخطاب‪ ،‬كان يقول للنصبي‪« :‬أحجصب نسصاءك! فلم يكصن رسصول ال (ص)‬
‫ليفعل‪ .‬فخرجت سودة بنت زمعة‪ ،‬زوج رسول ال (ص)‪ ،‬وكانت امرأة طويلة‪ ،‬فناداها عمر بصوته العلى‪ :‬قد‬
‫عرفناك يا سودة! حرصاً(!!!) على أن ينزل ال الحجاب‪ ...‬فأنزل ال الحجاب»(‪. )15‬‬
‫بالمقابصل‪ ،‬ثمصة روايصة أخرى منقولة عصن عائشصة‪ ،‬تقول‪« :‬كنصت آكصل حيسصًا مصع النصبي (ص) فصي مقصب‪ ،‬فمرّ‬
‫عمر فدعاه فأكل‪ ،‬فأصابت اصبعه اصبعي‪ ،‬فقال‪ :‬حس! أو‪ :‬أوه! لو أطاع ما رأتكن عين! فنزل الحجاب»(‪. )16‬‬
‫ويدعصم ذلك ابصن عبّاس‪ ،‬فيقول‪« :‬نزل حجاب نسصاء رسصول ال (ص) فصي عمصر‪ :‬أكصل مصع النصبي (ص) طعاماً‪،‬‬
‫فأصابت يده بعض أيدي نساء النبي‪ ،‬فأمر بالحجاب»(‪. )17‬‬
‫هنالك روايصة بطلهصا عمصر بصن الخطاب وزينصب بنصت جحصش هذه المرّة‪ ،‬تقول‪« :‬روي أنصه مرّ [عمصر بصن‬
‫الخطاب] عليهن [نساء النبي] وهن مع النساء في المسجد‪ ،‬فقال‪ :‬لئن احتجبتن‪ ،‬فإن لك نّ على النساء فضلً‪،‬‬
‫كمصا أن لزوجكصن على الرجال الفضلّ! فقالت زينصب (رض)‪ :‬يصا ابصن الخطاب! إنّك لتغار علينصا والوحصي ينزل فصي‬
‫بيوتنا (كذا)! فلم يلبثوا إل يسيرًا حتى نزلت»(‪. )18‬‬
‫ن عمر بن الخطاب كان يحب [كذا] ضرب الحجاب عليهن [نساء‬ ‫رواية أخرى‪ ،‬أكثر عمومية‪ ،‬تقول‪« :‬إ ّ‬
‫النصبي] محبّة شديدة‪ ،‬وكان يذكره كثيراً‪ ،‬ويودّ أن ينزل فيصه؛ وكان يقول‪ :‬لو أطاع فيكنّص مصا رأتكنّص عيصن! وقال‪:‬‬
‫يا رسول ال‪ ،‬يدخل عليك الب ّر والفاجر‪ ،‬فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب! فنزلت»(‪. )19‬‬
‫ن حكاية زواج النبي من زينب بنت جحش وبعض الثقلء الذين استمرّوا في جلوسهم طمع ًا‬ ‫مع ذلك‪ ،‬فإ ّ‬
‫فصي الطعام‪ ،‬هصي أكثصر الحكايصا تداولً فصي التراث السصلمي‪ ،‬كسصبب لنزول آيصة الحجاب‪ .‬يقول أنصس‪« :‬لمّا أصصبح‬
‫رسصول ال عروسصاً بزينصب [بنصت جحصش]‪ ،‬دعصا القوم‪ ،‬فأصصابوا مصن الطعام ثصم خرجوا‪ ،‬وبقصي منهصم رهصط عنصد‬
‫النصبي (ص)‪ ،‬فأطالوا عنده القعود‪ .‬فقام رسصول ال‪ ،‬فخرج‪ ،‬وخرجصت معصه‪ ،‬حتصى جئنصا عتبصة حجرة عائشصة‪ .‬ثصم‬
‫ظصن أنهصم خرجوا‪ ،‬فرجصع‪ ،‬ورجعصت معصه‪ ،‬حتصى دخصل بيصت زينصب‪ .‬فإذا هصم قعود‪ .‬ثصم ظنّص أنهصم خرجوا‪ ،‬فرجصع‬
‫ورجعصصت معصصه؛ فإذا هصصم قصصد خرجوا‪ .‬فضرب بينصصي وبينصصه سصصتراً‪ ،‬ونزل الحجاب‪[ ...‬وكان ذلك] سصصنة خمصصس‬
‫[للهجرة]»(‪. )20‬‬
‫لكصصن نسصصاء النصصبي لم يكصصن يحتجبصصن مصصن العبيصصد والمكاتصصبين‪ ،‬رغصصم أن هؤلء لم يكونوا فاقديصصن لقدراتهصصم‬
‫‪« :‬نسصاء النصبي كصن ل يحتجبصن مصن المملوكيصن والمكاتصبين‪ ،‬فإذا‬ ‫الجنسصية‪ .‬يقول ابصن سصعد فصي‬
‫اعتقوا [كذا] احتجبن منهم»(‪ . )21‬ونعرف أيض ًا أن «عائشة (رض) أباحت النظر إليها لعبدها‪ ،‬وقالت لذكوان‪:‬‬
‫إنك إذا وضعتني في القبر وخرجت‪ ،‬فأنت حرّ»(‪. )22‬‬
‫(‪)23‬‬
‫بالمقابصل‪ ،‬فقصد كانصت تحتجصب مصن الحسصن بصن علي ؛ ولمصا بلغ ابصن عباس ذلك‪ ،‬قال‪« :‬إن رؤيتصه لهصا‬
‫لحلّ»(‪. )24‬‬
‫إذن‪ ،‬نؤكصد ثانيصة أن مسصألة الحجاب فصي السصلم‪ ،‬مسصألة طبقيصة فحسصب‪ :‬أحرار وعبيصد‪ ،‬زوجات وجوار‪ - .‬هذا‬
‫كله كان في قرن النبي‪ ،‬الذي قيل إنه كان أفضل القرون!!!‪.‬‬
‫مصن الذيصن أبيصح لهصم الدخول على نسصاء النصبي‪ :‬المخنثون‪ .‬تخبرنصا مصصادر كثيرة أن مخنثاً يدعصى هيصث‪،‬‬
‫«كان يدخل على أزواج النبي (ص)‪ ...‬وكانوا يعدّونه من غير أولي الربة‪ ،‬فدخل النبي (ص) وهو عند بعض‬
‫(‪ ، )25‬هصي أم سصلمة ‪ ،]-‬وهصو ينعصت لهصا امرأة‪ ،‬فقال‪ :‬إنهصا إذا أقبلت‪ ،‬أقبلت‬ ‫نسصائه [‪-‬فصي نصص‬
‫بأربص صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصع‪ ،‬وإذا أدبرت‪ ،‬أدبرت‬
‫بثمان! فقال النبي (ص)‪ :‬ل أرى هذا يعلم ما ها هنا‪ ،‬ل يدخل عليكنّ هذا! فحجبوه»(‪. )26‬‬
‫ن المور اختلطت بعد حرب الجمل‪ ،‬وخروج عائشة على الن صّ القرآني‪ .‬يُذكر أنه «لمّا دخل‬ ‫لكن يبدو أ ّ‬
‫ابصن عباس بعصد الجمصل على عائشصة‪ ،‬بغيصر إذنهصا‪ ،‬قالت‪ :‬يصا ابصن عبّاس‪ ،‬أخطأت السصنّة المأمور بهصا‪ ،‬دخلت علينصا‬
‫بغير إذننا‪ ...‬فقال لها‪ :‬لو كنتِ في البيت الذي خلّفك فيه رسول ال (ص)‪ ،‬ما دخلنا إل بإذنك»(‪. )27‬‬
‫عائشة‪ ...‬وتحقير النساء!‬
‫(‪)28‬‬
‫لقصد سصاهمت أحاديصث عائشصة فصي السصاءة إلى النسصاء ‪ ،‬بكافصة طبقاتهصن‪ .‬ول يمكصن فهصم هذا الكصم مصن‬
‫الحاديصث المعاديصة للنوثصة المنسصوبة للنصبي عصبر عائشصة‪ ،‬إل إذا دخلنصا إلى عائشصة مصن بابهصا النفسصي‪ .‬فرغصم‬
‫مشاعرهصصا النثويصصة المشتعلة‪ ،‬كانصصت عائشصصة على مصصا يبدو‪ ،‬فصصي نوع مصصن التناقصصض الضدّي‪ ،‬تكره هذه النوثصصة‬
‫وتحقصد عليهصا لنهصا كانصت تقصف حائلً بينهصا وبيصن تحقيصق مطامحهصا الماديصة ‪ -‬السصلطوية‪ .‬وربمصا أنّص الندم الذي‬
‫أطاح بها‪ ،‬بعد أن خسرت معركة الجمل‪ ،‬انعكس في دواخلهصا رغبة عارمة في التشدّد على النوثة‪ ،‬لنها في‬
‫لوعيهصا‪ ،‬على مصا يبدو‪ ،‬كانصت مسصكونة بعقدة الدونيصة النثويصة‪ ،‬التصي تمتصصها النثصى فصي المجتمصع الذكوري‬
‫بطواعية مخيفة‪ ،‬والتي تتجلى في العتقاد بأن المرأة ل تضع يدها في شيء إل أفسدته‪.‬‬
‫رغم أن تجاوزات عائشة في مراحل حياتها المختلفة ترجح على تجاوزات كلّ نساء جيلها وتزيد؛ نجدها‬
‫تقول‪« :‬لو أدرك رسول ال (ص) ما أحدث النساء‪ ،‬لمنعهن المساجد‪ ،‬كما منع نساء بني إسرائيل»(‪ )29‬؛ وفي‬
‫روايصة أخرى‪ ،‬تقول‪« :‬بينمصا رسصول ال (ص) جالس فصي المسصجد‪ ،‬إذ دخلت امراة مصن مزينصة‪ ،‬ترفصل فصي زينصة‬
‫لها‪ ،‬في المسجد؛ فقال النبي (ص)‪ :‬يا أيها الناس‪ ،‬ارفعوا نساءكم من لبس الزينة والتبختر في المسجد‪ ،‬فإ نّ‬
‫بني إسرائيل لم يلعنوا حتى لبس نساؤهم الزينة وتبخترن في المساجد»(‪. )30‬‬
‫تنسب عائشة للنبي حديثاً آخر‪ ،‬مفاده‪« :‬ل خير في جماعة النساء إل في مسجد أو جنازة»(‪ - )31‬ل تذكر‬
‫هنا ركوب الجمل ومحاربة الخليفة؛ لكنها قد تكون مشمولة بهذا الحديث على اعتبار أنها أخرجت أكبر كمّ من‬
‫الجنازات في عصرها؟!‬
‫البنات‪ ،‬بحديث آخر تزعم عائشة أن النبي قاله‪ ،‬بلء‪« :‬من ابتلي من البنات بشيء فأحسن حجتهن‪ ،‬كن‬
‫له ستراً من النار»(‪. )32‬‬
‫تنسب عائشة للنبي حديثاً آخر‪ ،‬يح طّ من قيمة المرأة حتى الحضيض‪ ،‬يقول‪« :‬المرأة كالضلع إن أقمتها‬
‫كسرتها‪ ،‬وهي يستمتع بها [كذا] على عوج فيها»(‪ . )33‬لذلك‪ ،‬فهو يقول‪ ،‬كما تزعم‪« :‬لو أمرت أحدًا أن يسجد‬
‫لحصد لمرت المرأة أن تسصجد لزوجهصا‪ ،‬ولو أنّص رجلً أمصر امرأتصه أن تنقصل مصن جبصل أحمصر إلى جبصل أسصود‪ ،‬ومصن‬
‫جبل أسود إلى جبل أحمر‪ ،‬لكان نولها أن تفعل»(‪. )34‬‬
‫تروي عائشصصة‪ ،‬أنصصه كان لهصصا غلم وجاريصصة‪ ،‬فأرادت أن تعتقهمصصا‪ ،‬فذكرت ذلك للنصصبي‪ ،‬فقال لهصصا‪« :‬ابدئي‬
‫بالغلم قبل الجارية»(‪. )35‬‬
‫رغصم خروجهصا على عثمان وعلي‪ ،‬حجّهصا دون إذن الخليفصة‪ ،‬وحرب جملهصا الشهيرة‪ ،‬فهصي تصصرّ على أنّص‬
‫النصبي قال‪« :‬ل يصصلح للمرأة أن تسصافر إل ومعهصا ذو محرم لهصا»(‪ . )36‬وتزعصم أيضاً أنّه قال للنسصاء‪« :‬عليكصن‬
‫بالبيت فإنه جهادكن»(‪ . )37‬وأخيراً فهي تورد حديثاً تنسبه للنبي‪ ،‬يتناقض بالكامل مع تصرفاتها‪ ،‬يقول‪« :‬أيّما‬
‫امرأة مؤمنة (؟) وضعت خمارها على غير بيتها‪ ،‬هتكت الحجاب بينها وبين ربّها»(‪! )38‬‬
‫رضاع الكبير‪ ،‬والدجاجة التي أكلت‪ ...‬الية؟!‬
‫امرأة من نمط عائشة‪ ،‬يستحيل عليها أن تجاهد في بيتها‪ ،‬وأن ل تهتك الحجاب بينها وبين ربّها‪ .‬ومن‬
‫هنا‪ ،‬جاءت أسطورة رضاع الكبير‪ ،‬مخرجاً ممتازاً‪ ،‬أتاح لها فرصة لقاء من تشاء‪ ،‬تحت مظلة شرع مطاطية‪.‬‬
‫تقول إحدى الروايات‪ ،‬شارحصة أسصطورة رضاع الكصبير‪« :‬كانصت عائشصة تأمصر مصن يريصد أن يدخصل عليهصا أن‬
‫يرضصع خمصس رضعات [بحيصث يحرم عليهصا]؛ وبهذا قال الشافعصي وأصصحابه»(‪ . )39‬و «كانصت عائشصة تفتصي بهذه‬
‫الفتيا‪ .‬أخبرني سالم أنه دخل على أم كلثوم بنت أبي بكر لترضعه خمس رضعات‪ ،‬فأرضعته رضعتين أو ثلثاً‪،‬‬
‫فلم يدخصل عليهصا‪ .‬وأبصى أزواج النصبي (ص) أن يأخذن بهصا‪ ،‬وقلن‪ :‬إنمصا هصي رخصصة مصن رسصول ال (ص) لسصهلة‬
‫بنت سهيل»(‪ . )40‬وسالم هذا هو «سالم بن عبد ال بن عمر»(‪. )41‬‬
‫يبدو أنصّ سصصالماً هصصو محور كلّ هذه السصصطورة‪ ،‬فقبصصل أن تطلب عائشصصة إرضاعصصه مصصن أم كلثوم كصصي يحرم‬
‫عليهصا‪ ،‬كانصت له أسصطورة أخرى مصع سصهلة بنصت سصهيل فصي موقصف مشابصه؛ والسصند‪ ،‬كالعادة‪ ،‬عائشصة‪« :‬جاءت‬
‫سهلة بنت سهيل إلى النبي (ص)‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول ال! إنّي أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم‪ ،‬وهو‬
‫حليفصه! فقال النصبي (ص)‪ :‬أرضعيصه! قالت‪ :‬وكيصف أرضعصه وهصو رجصل كصبير؟ فتبسصّم رسصول ال (ص)‪ ،‬وقال‪ :‬قصد‬
‫علمصت أنصه رجصل! وزاد عمصر فصي حديثصه‪ :‬وكان قصد شهصد بدراً‪ .‬وفصي روايصة ابصن أبصي عمصر‪ :‬فضحصك رسصول ال‬
‫(ص)»(‪. )42‬‬
‫ن سالماً‪ ،‬مولى أبي حذيفة‪ ،‬كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم‪،‬‬ ‫وفي رواية أخرى‪ ،‬عن عائشة أيضاً‪« :‬أ ّ‬
‫فأتصت‪ ،‬تعنصي‪ ،‬ابنصة سصهيل‪ ،‬النصبي (ص)‪ ،‬فقالت‪ :‬إنّص سصالماً قصد بلغ مصا يبلغ الرجال وعقصل مصا عقلوا‪ ،‬وإنّه ليدخصل‬
‫ن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً! فقال لها النبي (ص)‪ :‬أرضعيه تحرمي عليه‪ ،‬ويذهب‬ ‫علينا‪ ،‬وإني أظن أ ّ‬
‫(‪)43‬‬
‫الذي في نفس أبي حذيفة‪ .‬فرجعت‪ ،‬فقالت‪ :‬إني قد أرضعته!!! فذهب الذي في نفس أبي حذيفة» ‪.‬‬
‫ن سالمًا مولى أبي حذيفة معنا في بيتنا‪ ،‬وقد بلغ ما يبلغ الرجال‪ ،‬وعلم ما يعلم‬ ‫وفي رواية‪ ،‬تقول سهلة‪« :‬إ ّ‬
‫(‪)44‬‬
‫الرجال‪ .‬قال‪ :‬أرضعيصه!!! تحرمصي عليصه» ؛ وفصي نصص آخصر‪ ،‬يقال إن سصهلة قالت للنصبي‪« :‬إنصه لذو لحيصة؟! فقال‪:‬‬
‫أرضعيه!!! يذهب ما في وجه أبي حذيفة»(‪. )45‬‬
‫في رواية منقولة عن عائشة‪ ،‬نحظى بتفاصيل إضافية‪« :‬أتت سهلة بنت سهيل بن عمرو‪ ،‬وكانت تحت‬
‫ن سالماً مولى أبي حذيفة يدخل علينا‪ ،‬وأنا فضل!!!‪ ،‬وإنّا كنا‬
‫أبي حذيفة بن عتبة‪ ،‬رسول ال (ص)‪ ،‬فقالت‪ :‬إ ّ‬
‫نراه ولداً‪ ،‬وكان أبصو حذيفصة تبناه‪ ،‬كمصا تبنّى رسصول ال (ص) زيداً‪ ،‬فأنزل ال «ادعوهصم لبائهصم هصو أقسصط عنصد‬
‫ال»‪ .‬فأمرهصا رسصول ال (ص) عنصد ذلك أن ترضصع سصالماً‪ ،‬فأرضعتصه خمصس رضعات‪ ،‬وكان بمنزلة ولدهصا مصن‬
‫الرضاعة‪ .‬فبلغ ذلك عائشة‪ ،‬فكانت تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبّت عائشة أن يراها ويدخل‬
‫عليها‪ ،‬وإن كان كبيراً!!! خمس رضعات‪ ،‬ثم يدخل عليها‪ ،‬وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي (ص) أن يدخلن‬
‫عليهصن بتلك الرضاعصة أحداً مصن الناس‪ ،‬حتصى يرضصع مصن المهصد‪ ،‬وقلن لعائشصة؛ وال مصا ندري! لعلّهصا كانصت‬
‫رخصة من رسول ال (ص) لسالم ما دون الناس!»(‪ . )46‬ويضيف ن صّ آخر تفصي ً‬
‫ل هاماً‪ ،‬يقول‪« :‬إن عائشة‬
‫زوج النصبي (ص)‪ ،‬كان يدخصل عليهصا مصن أرضعتصه أخواتهصا وبنات أخيهصا‪ ،‬ول يدخصل عليهصا مصن أرضعتصه نسصاء‬
‫إخوتهصا»(‪ . )47‬فصي روايصة أخرى‪ ،‬نجصد النصبي يقول لسصهلة‪« :‬فأرضعيصه عشصر رضعات ليدخصل عليصك كيصف شاء‪،‬‬
‫فإنمصا هصو ابنصك! فكانصت عائشصة تراه عامّا للمسصلمين‪ ،‬وكان مصن سصواها مصن أزواج النصبي (ص) يرى أنّهصا كانصت‬
‫خاصصصة لسصصالم مولى أبصصي حذيفصصة‪ ،‬والذي ذكرت سصصهلة فصصي شأنصصه‪ ،‬رخصصصة له»(‪ . )48‬وفصصي نصصّ‪ ،‬يقال‪« :‬كانصصت‬
‫رخصصة لسصالم»(‪ . )49‬بالمقابصل‪ ،‬تقول أم سصلمة‪« :‬أبصى سصائر أزواج رسصول ال (ص) أن يدخلن عليهصن أحصد بهذا‬
‫الرضاع؛ وقلن‪ :‬إنمصا هذا رخصصة مصن رسصول ال (ص) لسصالم خاصصة!!! وعائشصة أخذت بذلك مصن بيصن أزواج‬
‫النبي (ص)»(‪ . )50‬وكانت أم سلمة تقول لها‪« :‬إنه ليدخل عليك الغلم اليفع!!! الذي ما أحب أن يدخل عل يّ!‬
‫فعلمت عائشة‪ :‬أما لكِ في رسول ال أسوة حسنة؟! قالت‪ :‬إن امرأة أبي حذيفة‪ ،‬قالت‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إنّ سالماً‬
‫(‬
‫يدخل عل يّ‪ ،‬وهو رجل‪ ،‬وفي نفس أبي حذيفة منه شيء! فقال رسول ال (ص)‪ :‬أرضعيه حتى يدخل عليك»‬
‫‪. )51‬‬
‫هنا‪ ،‬ل بد أن نتساءل‪ :‬هل يعقل أن تكشف امرأة عن نهدها لرجل بالغ غير محرم بالنسبة لها‪ ،‬في حين‬
‫أنّص السصلم يحرّم على المرأة كشصف حتصى شعرهصا على الرجصل الغريصب؟ وأي ذكصر هذا الذي يمصص نهصد امرأة‬
‫بالغة‪ ،‬في مجتمع مسكون بالجنس‪ ،‬دون أن تتحرك مشاعره أو يحرك مشاعرها؟‪.‬‬
‫من أكل الية؟‬
‫لكن عائشة ل تكتفي بما تذكره من حديث نبوي لتبرير فعلتها في إدخال «الغلمان اليافعين عليها» عبر مصّهم‬
‫لنهود أخواتها وبنات أخوتها‪ ،‬بل تجد للمسألة بعدًا قرأنياً‪ ،‬فتزعم أنه «أنزل في القرآن [آية تقول] «عشر رضعات‬
‫معلومات»‪ ،‬فنسصخ مصن ذلك إلى خمصس‪ ،‬وصصار إلى خمصس رضعات معلومات‪ .‬فتوفصي رسصول ال (ص) والمصر على‬
‫ذلك‪ ...‬وبهذا كانصت عائشصة تفتصي وبعصض أزواج النصبي (ص)‪ ،‬وهصو قول الشافعصي واسصحق‪ .‬وقال أحمصد بحديصث النصبي‬
‫(ص)‪ :‬ل تحرم المصصّة ول المصتان؛ وقال‪ :‬إن ذهب ذاهب إلى قول عائشة في خمس رضعات‪ ،‬فهو مذهب قوي؛‬
‫وجبن عنه أن يقول فيه شيئاً! وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي (ص) وغيرهم‪ :‬يحرم قليل الرضاع وكثيره‬
‫إذا وصصل إلى الجوف! وهصو قول سصفيان الثوري ومالك بصن أنصس والوزاعصي وعبصد ال بصن المبارك ووكيصع وأهصل‬
‫الكوفة‪. )52(»...‬‬
‫تؤكصصد عائشصصة وجود هذه اليصصة فصصي القرآن‪ ،‬فتقول‪« :‬كانصصت فيمصصا أنزل ال عصصز وجصصل مصصن القرآن‪ :‬عشصصر‬
‫رضعات يحرمصن‪ .‬ثصم نسصخن بخمصس معلومات يحرمصن‪ .‬فتوفصي النصبي (ص) وهصن ممصا يقرأ مصن القرآن»(‪- . )53‬‬
‫فأين ذهبت هذه الية الهامة للغاية؟!‬
‫تقول عائشة‪« :‬لقصد نزلت آية الرجصم ورضاعة الكصبير عشراً‪ ،‬ولقصد كانصت فصي صصحيفة تحصت سصريري‪ ،‬فلمصا‬
‫مات رسصصول ال (ص) وتشاغلنصصا بموتصصه‪ ،‬دخصصل داجصصن فأكلهصصا»(‪ . )54‬وفصصي نصصص آخصصر‪« :‬لقصصد أنزلت آيصصة الرجصصم‬
‫ورضعات الكبير عشراً‪ ،‬فكانت في ورقة تحت سريري في بيتي‪ ،‬فلمّا اشتكى رسول ال (ص)‪ ،‬تشاغلنا بأمره‪،‬‬
‫ودخلت دويبة لنا‪ ،‬فأكلتها»(‪ . )55‬من ناحية أخرى‪ ،‬يقول ابن حزم‪« :‬وهذا حديث صحيح‪ ،‬وليس على ما ظنوا‪،‬‬
‫لن آيصصة الرجصصم إذا نزلت حفظصصت وعرفصصت وعمصصل بهصصا رسصصول ال (ص)‪ ،‬إل أنّه لم يكتبهصصا نس صّاخ القرآن فصصي‬
‫المصاحف‪ ،‬ول أثبتوا لفظها في القرآن»(‪. )56‬‬
‫بالمقابصل‪ ،‬فالزمخشري‪ ،‬الذي ينتمصي إلى التيار المعتزلي العقلنصي الذي انقرض فصي السصلم ‪ -‬ربمصا لنصه‬
‫عقلنصي؟ ‪ -‬يرفصض المسصألة برمتهصا‪ ،‬فيقول‪« :‬أمّا مصا يُحكصى أنّص تلك الزيادة [فصي القرآن] كانصت فصي صصحيفة فصي‬
‫بيت عائشة (رض) فأكلتها الدواجن‪ ،‬فمن تأليفات الملحدة والروافض»(‪ . )57‬لكن الهامش الذي يف سّر النص‪،‬‬
‫يرفصض مزاعصم الزمخشري‪ ،‬إذ يقول‪« :‬بصل راويهصا ثقصة غيصر متهصم‪ .‬قال ابراهيصم الحربصي فصي الغريصب‪ :‬حدّثنصا‬
‫هارون بصن عبصد ال أن الرجصم أُنزْل فصي سصورة الحزاب‪ ،‬مكتوباً فصي خوخصة فصي بيصت عائشصة‪ .‬فأكلتهصا شاتهصا‪.‬‬
‫وروى أبو يعلى والدارقطنصي والبزار والطبراني في الوسصط والبيهقي في المعرفصة‪ ،‬كلّهصم من طريق محمد بن‬
‫اسحق بن عبد ال بن أبي بكر عن عائشة‪ ،‬وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة‪ ،‬انتهى! وكأن‬
‫المصصنف منهصم أنّص ثبوت هذه الزيادة يقتضصي مصا تدعيصه الروافصض‪ :‬أنصّ القرآن ذهصب منصه أشياء‪ ،‬وليصس هذا‬
‫بلزم‪ ،‬بل هذا مما نسخت تلوته وبقي حكمه‪ ،‬وأكل الدواجن لها وقع بعد النسخ»(‪. )58‬‬
‫مصن ناحيصة أخرى‪ ،‬فعمصر بصن الخطاب(‪ ، )59‬فصي روايات كثيرة‪ ،‬يدعصم مصا تقوله عائشصة‪ ،‬حيصن يتحدّث عصن‬
‫وجود آيصة الرجصم‪ ،‬التصي أسصقطت مصن القرآن‪ ،‬والتصي يرى أبصي بصن كعصب أنهصا كانصت موجودة فصي سصورة الحزاب؛‬
‫فقصد قال‪« :‬كصم تعدّون سصورة الحزاب؛ قلت [زر]‪ :‬ثلث ًا وسصبعين آيصة! قال‪ :‬فوالذي يحلف بصه أبصي بصن كعصب‪ ،‬إن‬
‫كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول‪ .‬ولقد قرأنا منها آية الرجم‪ :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالً‬
‫من ال وال عزيز حكيم»(‪. )60‬‬
‫لكن عائشة لم تكتف بادعاء سقوط آية الرضاع من القرآن فحسب‪ ،‬بل ادعت ايضاً أن بعض آياته تختلف‬
‫فصصي محتواهصصا عصصن القرآن المتداول حالياً؛ يقول أبصصو يونصصس‪ ،‬مولى عائشصصة‪« :‬أمرتنصصي عائشصصة أن أكتصصب لهصصا‬
‫مصحفاً‪ ،‬ثم قالت‪ :‬إذا بلغت هذه الية‪ ،‬فآذني‪« :‬حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتين»؛‬
‫فلمصصا بلغتهصصا‪ ،‬آذنتهصصا‪ ،‬فأملت علي‪« :‬حافظوا على الصصصلوات والصصصلة والوسصصطى وصصصلة العصصصر وقوموا ل‬
‫قانتين»؛ قالت عائشة‪ :‬سمعتها من رسول ال (ص)»(‪. )61‬‬
‫وروى عروة بن الزبير‪ ،‬أن عائشة قالت‪« :‬كانت سورة الحزاب تقرأ في زمن النبي (ص) مئتي آية‪ ،‬فلما‬
‫كتب عثمان المصاحف‪ ،‬لم نقدر إل ما هو الن»(‪ - )62‬أي‪ :‬ثلث وسبعون آية‪ .‬وروت حميدة بنت أبي يونس‪« :‬قرأ‬
‫ي أبي‪ ،‬وهو ابن ثمانين سنة‪ ،‬في مصحف عائشة! إن ال وملئكته يصلّون على النبي‪ ،‬يا أيها الذين آمنوا صلّوا‬ ‫عل ّ‬
‫عليه وسلّموا تسليماً‪ .‬وعلى الذين يصلّون الصفوف الولى‪ .‬قالت‪ :‬قبل أن يغيّر عثمان المصاحف»(‪. )63‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬تذكر عائشة أنّ رجلً «قام من الليل‪ ،‬فرفع صوته بالقرآن‪ ،‬فلما أصبح‪ ،‬قال رسول ال‬
‫(ص)‪ :‬يرحصم ال فلناً‪ ،‬كائن مصن آيصة أذكرنيهصا‪ ،‬كنصت أسصقطتها»(‪ . )64‬وتؤكصد عائشصة أيض ًا أنّص النصبي كان كثيصر‬
‫النسصيان‪ ،‬فتقول‪« :‬إن النصبي (ص) كان إذا أشفصق مصن الحاجصة‪ ،‬يعنصي ينسصاها‪ ،‬ربصط فصي خنصصره أو فصي خاتمصه‬
‫الخيط»(‪. )65‬‬

‫‪IV‬‬
‫مصحف عائشة( ) (‪ 58‬هص)‬
‫‪1‬‬

‫ثمصة مجموعصة صصغيرة مصن القراءات تُسصند إلى عائشصة ابنصة أبصي بكصر وزوجصة النصبي الصصغيرة‪ .‬وباسصتثناء‬
‫قراءة واحدة‪ ،‬ففصي الحالت جميعاً نجصد أن القراءات مدعومصة مصن قبصل المصصادر القديمصة الخرى‪ .‬لكنّص كلّ مصا‬
‫نعرفصه مصن التقليصد ل يدع أدنصى شصك بأنّص معرفصة عائشصة بالقرآن عنصد وفاة النصبي كانصت ضئيلة جداً‪ .‬وهكذا‪ ،‬فكلّ‬
‫القصصص حول تعلّمهصا القرآن بإملء النصبي‪ ،‬أو أنّهصا واحدة مصن مجموعصة صصغيرة حفظصت القرآن عصن ظهصر قلب‬
‫أثناء حياة النبي‪ ،‬يجب إسقاطها باعتبارها تلفيقات لناس لحقين‪ .‬لكن من المحتمل أنّها حفظت عن ظهر قلب‬
‫بضصع مقاطصع كانصت تسصتخدمها الجماعصة فصي صلتها‪ .‬ومصن المحتمصل أيض ًا أنّص النصبي علّمهصا مقاطصع قليلة‪ .‬ويمكصن‬
‫أيضاً أن اختلفات القراءة التصي تعزا لهصا مأخوذة عصن الطريقصة التي تعلمت أن تقرأ بهصا مقاطع بعينها قبل نشر‬
‫النصص العثمانصي؛ مصع أنّهصا‪ ،‬مصن ناحيصة أخرى‪ ،‬ربمصا ل تكون غيصر اختلفات قراءة رُبطصت باسصمها كصي تعطصى‬
‫موثوقية‪.‬‬
‫تبدو احتماليصصة أن تكون امتلكصصت مصصصحفاً خاص صاً بهصصا بالعتماد على مجموعصصة مصصن المواد سصصابقة للنصصص‬
‫العثمانصي بعيدة جداً‪ .‬وقصصة مصصحف عائشصة فصي كتاب ابصن أبصي داود‪ ،‬ص‪ 83‬ومصا بعصد‪ ،‬إنّمصا تشيصر بوضوح إلى‬
‫نسخة عثمانية معيارية اختطتها لنفسها والتي ألحّت أنه أقحم فيها بضع تفاصيل اعتقدت أنها حذفت بغير وجه‬
‫حصق مصن قبصل عثمان ولجنتصه‪ .‬وقصصة البخاري(‪ )2‬حول الرجصل العراقصي الذي سصألها أن تريصه مصصحفها لنّه أراد‬
‫ترتيب صفحاته بحسب ترتيبها لمصحفها تبدو وكأنها تشير إلى نسخة من النص العثماني مرتّبة مواده بحسب‬
‫زمن النزول‪ .‬والقرآن فصي السصورة ‪ ،56 :23‬مصع إضافة «والذيصن يصصلّون في الصفوف الولى»‪ ،‬التي يقدّمهصا‬
‫ابصن أبصي داود (ص‪ )85‬مصن مصصحفها‪ ،‬ربمصا تشيصر إلى مصصحف مسصتقلّ‪ ،‬لكصن الرجصح أنّهصا قراءة قديمصة عزيصت‬
‫لعائشة لحقاً‪.‬‬
‫القراءات المختلفة‬
‫»‪ ،‬مثل سعد بن أبي وقاص‪.‬‬ ‫» قرأتها «‬ ‫السورة الولى‪ :‬الية ‪« :4‬‬
‫»‪ ،‬مثصل مجاهصد وابصن عباس‪،‬‬ ‫»‪ ،‬قرأتهصا‪« :‬‬ ‫السصورة الثانيصة‪ :‬اليصة ‪« :184‬‬
‫»‪.‬‬ ‫لكن بعضهم قال‪« :‬‬
‫»‪ ،‬قرأتهصصصصصصصصصا‪« :‬‬ ‫اليصصصصصصصصصة ‪« :238‬‬
‫»‪ ،‬مثل أبيّ وحفصة‪.‬‬
‫» مثصصل ابصصن عباس‪ ،‬لكصصن آخريصصن‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫»‪ ،‬قرأتهصصا «‬ ‫السصصورة الرابعصصة‪ :‬اليصصة ‪« :117‬‬
‫» مثصصل أيوب السصصختياني‪ ،‬وقال غيرهصصم‪:‬‬ ‫» مثصصل أبصصو سصصوار‪ ،‬وقال غيرهصصم «‬ ‫«‬
‫»‪.‬‬ ‫«‬
‫» مثصل أبيّص وآخريصن‪.‬‬ ‫»‪ ،‬قرأتهصا‪« :‬‬ ‫السصورة الخامسصة‪ :‬اليصة ‪« :69‬‬
‫لكن هذا قد ل يعني غير أنها لحظت الخطأ القواعدي الموجود في القرآن هنا‪.‬‬
‫»‪ ،‬مثل قراءة أبو عمر‪ .‬وهذا أيضاً‬ ‫»‪ ،‬قرأتها‪« :‬‬ ‫السورة العاشرة‪ :‬الية ‪« :63‬‬
‫يعني أنها أدركت الخطأ القواعدي الموجود في القرآن هنا‪.‬‬
‫»‪ ،‬مثل علي‪ ،‬ابن الزبير‪ ،‬وغيرهما‪.‬‬ ‫»‪ ،‬قرأتها‪« :‬‬ ‫السورة الحادية عشرة‪ :‬الية ‪« :98‬‬
‫»‪،‬‬ ‫»‪ ،‬قرأتهصا‪« :‬‬ ‫السصورة الثالثصة عشرة‪ :‬اليصة ‪« :60‬‬
‫مثل ابن عباس‪ ،‬قتادة والنخعي‪.‬‬
‫»‪ ،‬قرأتهصصصصصصصصصصا‪« :‬‬ ‫السصصصصصصصصصصورة الثالثصصصصصصصصصصة والثلثون‪ :‬اليصصصصصصصصصصة ‪« :56‬‬
‫»‪ ،‬وقال بعضهصصصصم‪:‬‬
‫»‪.‬‬ ‫» بدل «‬ ‫«‬
‫»‪ ،‬مثل أُبيّ‪.‬‬ ‫»‪ ،‬قرأتها‪« :‬‬ ‫السورة السادسة والثلثون‪ :‬الية ‪« :72‬‬
‫»‪.‬‬ ‫»‪ ،‬قرأتها‪« :‬‬ ‫السورة السادسة والسبعون‪ :‬الية ‪« :21‬‬
‫»‪ ،‬مثل ابن مسعود‪ ،‬ابن عباس‬ ‫»‪ ،‬قرأتها‪« :‬‬ ‫السورة الحادية والثمانون‪ :‬الية ‪« :24‬‬
‫وغيرهما‪.‬‬
‫»‪ ،‬مثل ابن عباس وابن الجوزاء‪.‬‬ ‫»‪ ،‬قرأتها‪« :‬‬ ‫السورة الثانية بعد المئة‪ :‬الية ‪« :1‬‬
‫كلمة النهاية‬
‫ل بد أن يتساءل المرء عن سر كلّ هذه الكتابات النقد ‪ -‬إسلمية التي «تفيض» عنّا بكرم غير مسبوق!‬
‫هصصل هصصو العداء للسصصلم؟ ل‪ ،‬فالعدائيصصة بيصصن ذات وموضوع أقرب مصصا تكون إلى العبصصث!!! هصصل هصصي العدائيصصة‬
‫للمسلمين؟ هنا‪ ،‬ل بد أن نقف!‬
‫إن صّ مقولة العدائيصصة للمسصصلمين ل يمكصصن أن تنطبصصق علينصصا بأيصصة حال! فإلى جانصصب انتمائنصصا الشخصصصي إلى‬
‫الرومة السلمية ‪ -‬رغم أن هذا ليس كا فٍ بحد ذاته كحجة غير مرفوضة في سياق من تلك النوعية ‪ -‬فنحن‬
‫نتمسّك بالنتماء إلى منطقة ذات غالبية إسلمية بأصابعنا وأسناننا‪ ،‬ونرفض أي وطن علماني بديل مهما بدت‬
‫المغويات مبهرة‪ ،‬والمنفّرات فصي أرض الوطصن مقزّزة ‪ -‬وهذا هصو تحديداً سصرّ‍ نقديتنصا السصلمية العنيفصة التصي‬
‫تتاخم أحياناً حدود التهكّم‪.‬‬
‫إنّ انغماسنا في وطن إسلمي هو تحديدًا سبب نقديتنا العنيفة للسلم‪ .‬فنحن لم نشعر قط باللانتماء إلى‬
‫هذا الوطصصن‪ :‬وربمصصا لن نشعصصر؟ ولن هذا النتماء يمتصصصنا‪ ،‬فنحصصن ممتلكون مصصن مسصصؤولية ل تُحدّ حيال شعصصب‬
‫الوطن الذين هم في غالبيتهم‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬من المسلمين‪ .‬والمسلمون كلهم في خطر‪ :‬هنالك مؤامرة تسحقهم كلّ‬
‫يوم ‪ -‬مؤامرة متواصلة ‪ -‬اسمها‪ ،‬للسف‪ ،‬الصورة المتداولة للسلم‪.‬‬
‫الصصورة المتداولة للسصلم عدوة للمسصلمين؟ سصؤال غريصب مسصتهجن ل بصد أنصه سصيفتح شهيصة التكفيصر عنصد‬
‫المستفيدين من تواصلية متحف الشمع السقيم في اغتصاب عقول منفعلة لمليين «الحياء» من المسلمين!‬
‫الصصورة المتداولة للسصلم عدوة للمسصلمين ‪ -‬مقولة مخيفصة! ربمصا تثيصر كلّ مصا هصو عدائي فصي أعصصاب كلّ‬
‫من هو مسلم!‬
‫لكننا سنتساءل بواقعية‪ :‬ماذا لو فتحت دول الغرب (أو اليابان) المتحضّرة «الكافرة» أبوابها للمسلمين؟‬
‫كم سيبقى منهم في ديار السلم وتحت راياته؟‬
‫باسصتثناء تلك الدول القابعصة على نفصط لم تصصنعه أو تخترعصه‪ ،‬والتصي سصتعود إلى سصابق عهدهصا مصن البداوة‬
‫مع نضب النفط من عروقها واستنزاف موارده في جيوب مستورديه‪ ،‬لنها دول تستهلك الحضارية ل تبدعها‬
‫)‪ ،‬فل أعتقد أنه سيبقى مسلم ‪ -‬إل ما ندر ‪ -‬في بلده‪ ،‬وتحت رايات إسلمه‪.‬‬ ‫(‬
‫أليصس هذا أحصد أشكال التناقصض الذاتصي؟ المسصلمون يكرهون الغرب ويكفّرونصه ويبذلون الغالي والرخيصص‬
‫في الوقت ذاته كي يجدوا لنفسهم «مرقد معزة» تحت شمس حضارته! المسلم‪ ،‬في تناقض ذاتي قاتل‪ ،‬يشتم‬
‫الغرب ويحلم بحريته! المسلم‪ ،‬في أسوأ أنواع الفصام‪ ،‬يقرف من التحلّل الخلقي (كذا) في مجتمعات الغرب‪،‬‬
‫ويتمنى لو استطاع أن يمتلك يوم ًا الحد الدنى من حقوق النسان في تلك المجتمعات‪ .‬وتزداد المأساة شمولية‬
‫حين نعرف أن شيوخ المسلمين ‪ -‬وهم المسيطرون الفعليون منذ مئات السنّين على مجتمعات متحف الشمع ‪-‬‬
‫يفسصّرون‪ ،‬كذباً‪ ،‬لعوامهصم أنّص سصبب انتقال الحضارة مصن العالم السصلمي (كذا) إلى عالم الكفصر هصو البتعاد عصن‬
‫السلم‪ .‬فهل هذا صحيح؟‬
‫الصصحيح هصصو العكصس تماماً‪ :‬فكلمصا زاد اقتراب المسصصلم مصن الصصصورة المتداولة للسصصلم‪ ،‬زاد ابتعاده عصصن‬
‫الحضارة! واسأل أفغانياً! هل نفصّل ببعض أمثلة؟ سنحاول‪.‬‬
‫الحضارة لها «مقوماتها»‪ :‬فما هو موقف الصورة المتداولة للسلم من مقومات الحضارة؟‬
‫الحريات العامة والخاصة مسألة بالغة الهمية في خلق مجتمع متحضر ‪ -‬حر‪ :‬فإلى أي مدى يمكن القول‬
‫إن الصصورة المتداولة للسلم تقرّ بالحريات عموماً؟ ل بأس من ذكصر محطات تاريخية حرجصة ومفاهيم أُ صّلت‬
‫إسصلمياً للجابصة على سصؤال كهذا؟ حروب الردّة؛ حادثصة سصقيفة بنصي سصاعدة؛ قتصل ابصن الوليصد لبنصي جذيمصة؛ مصا‬
‫حدث لبعصض الفراد فصي فتصح مكصة‪ ،‬الذيصن قتلوا رغصم تعلّقهصم بأسصتار الكعبصة؛ قتصل كلّ مصن راودت له نفسصه هجاء‬
‫النصبي أثناء حكصم الخيصر فصي المدينصة؛ حرب الجمصل؛ كربلء؛ صصفين؛ الحرة‪ ...‬مفاهيصم على شاكلة ديار السصلم‬
‫وديار الكفر؛ أحكام أهل الذمة؛ الموقف من أتباع الديانات غير اليهودية أو المسيحية؛ الموقف من اللحاد أو‬
‫اللأدريصة؛ الموقصف مصن العقصل ‪ -‬ك ّل ذلك يشيصر فصي اتجاه رفصض الصصورة المتداولة للسصلم الكامصل للرأي الخصر‬
‫(حتى ضمن السلم ذاته)؛ ودون رأي آخر ل حركية فكرية وبالتالي ل تقدّم في ارتقائية العقل التصاعدية‪.‬‬
‫القتصصاد؟ الصصورة المتداولة للسصلم معاديصة لكصل ضروب القتصصاد الحضاري‪ .‬هصل ثمصة مصن يجادل بعقصم‬
‫الزمصة القتصصادية فصي معظصم بلد السصلم وتدافصع أبناء تلك البلد على الهجرة إلى دار الكفصر حتصى وإن اقتضصى‬
‫المر المخاطرة بحياتهم؟ هل عند الصورة المتداولة للسلم بديل لمقولة «تناكحوا فإني مفاخر بكم المم»؟!‬
‫هل يوجد مسلم أوحد ل يعتقد أ نّ الطفل يط ّل على هذا العالم وتحت إبطه رزقه؟ أليس هذا العتقاد السوداوي‬
‫هصو علّة العلل فصي الوضصع القتصصادي المتراجصع الذي تعيشصه المنطقصة العربيصة عمومًا هذه اليام؟ وأيصة حكومصة‬
‫عبقرية تلك التي باستطاعتها علج أزمات شعب يتضاعف كلّ عشر سنوات‪ ،‬يصحّر الراضي ويجفف النهار‬
‫والموارد؟‬
‫حقوق النسصان ركيزة أخرى مصن ركائز الحضارة‪ .‬لكصن حقوق النسصان جملة سصيئة السصمعة فصي أذنصي كلّ‬
‫شيصخ‪ ،‬لنهصا تعنصي ببسصاطة سصحب البسصاط مصن تحصت سصاقيه‪ .‬والدهصى أن المسصلم‪ ،‬فصي تناقصض ذاتصي ل ح ّل له‪،‬‬
‫يطالب بحقوقصه كإنسصان حيثمصا حلّ ‪ -‬جوقصة الندب السصلمية ناشطصة فصي كلّ دول العالم المتحضصر‪ ،‬والتصي تتصبرع‬
‫محطات النفصط التلفزيونيصة فصي نقصل حفلت زارهصا إلى كلّ بيصت ‪ -‬ويندب مصصادرة تلك الحقوق مصن الفيلبيصن إلى‬
‫ي حق‬ ‫الوليات المتحدة ؛ في حين يرى ببراءة ساذجة أنه من البديهي أن ل يمتلك الخر المخالف في الرأي أ ّ‬
‫إنساني (إل إذا تفضل عليه المسلم بذلك) في دار السلم‪.‬‬
‫مثال ‪:1‬‬
‫السصعوديون يملون الكون ضجيجاً‪ ،‬كعادة البدائييصن فصي التعصبير عصن ذواتهصم‪ ،‬بأنهصم يعمّرون بيوتاً ل فصي‬
‫كلّ مكان مصن دار الكفصر؛ بصل لقصد بلغصت الوقاحصة بهصم أنهصم اشتكوا مصن أنّص اليطالييصن رفضوا أن يجعلوهصم يعلون‬
‫إحدى مآذنهم المتاخمة للفاتيكان فوق قبة إحدى كنائس عاصمة المسيحية الشهر؛ في حين يحرّمون على من‬
‫هو غير مسلم التعبير عن إيمانه علناً‪ ،‬بأية طريقة كانت‪ ،‬في مملكتهم المقدسة!‬
‫مثال ‪: 2‬‬
‫فصي إيران الخمينيصة‪ ،‬التصي تحاول خلق انطباع ديمقراطيصة مصن نوع معيصن (‪ -‬الديمقراطيصة الموجّهصة أسصوأ‬
‫أنواع الدكتاتورية ‪ ) -‬للدعاء‪ ،‬زوراً‪ ،‬بديمقراطية الصورة المتداولة للسلم‪ ،‬فتحت أبواب ندب الديمقراطية ‪-‬‬
‫وهصم‪ ،‬إرثياً‪ ،‬سصادة الندب كمصا قلنصا فصي «كلمصة البدايصة» ‪ -‬على مصصراعيها حيصن طردت فتاتان «محجبتان» مصن‬
‫إحدى المدارس الفرنسية العلمانية [وهما غير فرنسيتين أصلً؛ وموجودتان مع أسرتيهما في فرنسا للستفادة‬
‫مصن ظروف هذا البلد العلمانصي القتصصادية] لرفضهمصا خلع الحجاب‪ ،‬الهويصة الفعليصة للسصلم السصياسي النثوي؛‬
‫بالمقابصصل‪ ،‬فإن هذا الحجاب‪ ،‬س صيّد القضايصصا المتناقضصصة فصصي السصصلم‪ ،‬مفروض دون مصصبرر فصصي إيران الخمينيصصة‬
‫الزائفصة الديمقراطيصة على الجميصع‪ ،‬بمصن فيهصم الزرادشتيصة‪ ،‬المواطنصة اليرانيصة الصصيلة‪ ،‬أو أيصة زائرة غريبصة‪،‬‬
‫رماهصصا سصصوء قدرهصصا فصصي ذلك البلد ‪ -‬بغصصض النظصصر عصصن أرضيتهصصا الثقافيصصة‪« .‬شرعهصصم‪ ،‬الذي يعتقدون بألوهصصة‬
‫جيدًا ‪ -‬أكصصصبر مصصصن الديمقراطيصصصة وأكثصصصر أهميصصصة‪:‬‬ ‫مصصصصادره ‪ -‬لنهصصصم ل يعرفون‬
‫»‪.‬‬
‫مثال ‪: 3‬‬
‫كصصل وسصصائل العلم السصصلمية‪ ،‬عربيصصة وغيصصر عربيصصة‪ ،‬تشارك فصصي كربلء متواصصصلة‪ ،‬حداداً على أوضاع‬
‫هذه ل تُدعصصم بأيصصة أدلة وإل لكانصصت وسصصائل‬ ‫المسصصلمين واضطهادهصصم فصصي الفليصصبين‪ .‬ورغصصم أن كربلء‬
‫العلم تلك عممتهصصا بكصصل البهصصة الشعوريصصة لرفصصع سصصوية هياج العامصصة إلى أعلى مسصصتوياتها‪ ،‬إل أن الجميصصع‬
‫يطالبون بمنصح هؤلء المستضعفين ‪ -‬لديهصم حركصة قتالية ذات توجه متطرف إرهابي تسصعى إلى زعزعة النظام‬
‫والقتصصاد بكصل الوسصائل الممكنصة ‪ -‬دولة مسصتقلة أو على القصل حكماً ذاتياً ضمصن الكيان الفليصبيني‪ ،‬رغصم ضآلة‬
‫عددهصم وتفاهصة نسصبتهم المئويصة قياسصاً إلى باقصي الشعصب هناك‪ .‬بالمقابصل‪ ،‬فإنّص الضطهاديصن الشعصبي والرسصمي‬
‫للقباط فصي مصصر ‪ -‬وهصو اضطهاد نمتلك شخصصي ًا أدلة دامغصة عليصه‪ ،‬بغضّص النظصر عمصا تذكره الصصحف المصصرية‬
‫بين الفينة والخرى ‪ -‬يصل أحياناً إلى حدود تذكرنا بأيام العبودية وتبعاتها‪ :‬أيام اعتبار أحدهم أن الخر ملكه؛‬
‫أنصه شيصء ‪ ،‬متاع ‪ -‬أي‪ :‬التطصبيق الحرفصي لحكام أهصل الذمصة السصيئة الصصيت‪ .‬والقباط المصصريون هصم السصكان‬
‫الصصصليون‪ ،‬أصصصحاب الوطصصن الفعليون (مصصن قبصصط‪ ،‬جاءت كلّ تسصصميات مصصصر‪ ،‬التصصي هصصي‪ ،‬بالمناسصصبة‪ ،‬التسصصمية‬
‫الحاخاميصة اليهوديصة التصي لم يسصتعرها منهصم شعصب إل نحصن)‪ ،‬ونسصبتهم العدديصة غيصر قليلة‪ ،‬رغصم كلّ قسصريات‬
‫الردّة والكراه على ترك الديصن ‪ -‬هذا كله رغصم أنصف العلم الرسصمي المصصري‪ ،‬الذي نعتقصد أنّص القائميصن عليصه‬
‫مصصريون مسصلمون عموماً‪ ،‬ولم يسصتورَدوا مصن إحدى الدول المتحضرة التصي تؤمصن بحصق النسصان فصي العتقاد‬
‫وممارسة ذلك العتقاد‪.‬‬
‫المرأة‪ ،‬التصي تشكّل نصصف المجتمصع‪ ،‬والتصصي هصصي الرحصصم الذي تخرج منصه تربيصة الجيصصل والتحكّم فصي ميوله‬
‫المستقبلية وأسلوب نظرته للحياة‪ ،‬تعتبر أحد المعايير التي تستخدم لقياس مدى التحضر أو العكس‪ .‬فما هي المرأة‬
‫فصي الصصورة المتداولة للسصلم؟ المرأة‪ ،‬باختصصار‪ ،‬هصي «متاع»؛ «ضلع أعوج يجصب السصتمتاع بصه كمصا هصو لن‬
‫تقويمصه يكسصره»؛ المرأة بنصصف عقصل وشهادتهصا بنصصف شهادة ‪ -‬وحتصى الن‪ ،‬ل تسصمح دولة الكويصت الديمقراطيصة‬
‫للمرأة بأن تنتخصب‪ ،‬ول تسصمح لهصا معظصم الدول السصلمية بالوصصول إلى مناصصب بعينهصا لنهصا غيصر كفصؤ عقلياً‪ .‬مصع‬
‫ذلك‪ ،‬فالمشايخ الذين يتحاشدون ليل نهار في محطات النفط التلفزيونية ل يملون الحديث عن تكريم السلم للنساء‬
‫وإذلل الحضارات الغربية لهن‪.‬‬
‫الصصصورة المتداولة للسصصلم‪ ،‬عدوة للحضارة‪ ،‬وهصصي بالتالي عدوة للمسصصلمين ‪ -‬لنصصه‪ ،‬باسصصتثناء المختليصصن‬
‫عقلياً ونفسياً‪ ،‬ل يوجد من يرفض الحضارة‪.‬‬
‫المسلمون‪ ...‬ونحن‬
‫نحصن‪ ،‬بالفعصل‪ ،‬نشعصر بانتمائنصا العميصق إلى المسصلمين مصن أهصل الوطصن‪ ،‬مثلمصا نشعصر بانتمائنصا إلى غيصر‬
‫المسلمين‪ .‬وحين نبحث عن تحرير المسلمين من قيود الصورة المتداولة للسلم‪ ،‬فذلك فقط لننا نشعر برغبة‬
‫ل ضوابصصصط لهصصصا فصصصي انتقال المسصصصلمين مصصصن صصصصحراء التخلف والرهاب إلى واحات الحضارة والحريصصصة‪ .‬كان‬
‫باسصتطاعتنا أخصذ موقصف اللمبالة؛ كان باسصتطاعتنا ترك الوطصن والهجرة ‪ -‬والمصر أسصهل مصن أن يوصصف! لكصن‬
‫عمصق إحسصاسنا بالنتماء يفرض علينصا البقاء والمواجهصة وتحمصل كلّ الشتائم والهانات والتهامات لوضصع لبنصة‬
‫واحدة في صرح الحضارة‪.‬‬
‫هذا الكتاب غيصر موجصه ضصد المسصلمين؛ هذا الكتاب نقصد للصصورة المتداولة للسصلم؛ كشصف للمسصلمين عصن‬
‫حقائق دامغة يعمل كلّ مشايخهم ك ّل ما في طاقتهم للحفاظ عليها محجوبة ‪ -‬كالمهدي ‪ -‬عن عيون أتباعهم‪ :‬ل‬
‫لسبب‪ ،‬إل ليقتلوا فيهم الشك ‪ -‬والشك هو البداية الفعلية للتفكير‪ :‬والتحرر‪.‬‬
‫هذا الكتاب‪ ،‬ونحصن نعرف سصلفاً أنصه سصيواجه بسصيل عارم مصن التكفيصر والتكذيصب والتشويصه‪ ،‬مجرّد تجميصع‬
‫لمواد مصصن مصصصادر سصنّية ‪ -‬والسصنّة هصصم الذيصن يهموننصصا‪ ،‬لن الشيعصصة هصصم سصصادة التملّص مصصن الحقائق وتزويصصر‬
‫الحداث ‪ -‬من الدرجة الولى‪ .‬ومن يطعن بصحة ما ورد فيه‪ ،‬إنما يطعن بصحة تلك المصادر وموثوقيتها‪.‬‬
‫هذا الكتاب‪ ،‬يظهر أيضاً‪ ،‬أن تلك المصادر المحاطة بسيوف التكفير‪ ،‬المرمية فوق سطوح القداسة‪ ،‬مليئة‬
‫بالتناقض؛ برواية الحدث بأساليب متباينة؛ بخللها التاريخي؛ بتحيزها؛ برؤيتها للمور من منظور معين‪.‬‬
‫هذا الكتاب يظهر أولً‪ ،‬أن أكثر ما يسيء إلى النبي وصحابته وبيته‪ ،‬إذا اعتبرنا أن كثيراً من تلك الخبار‬
‫كاذبصة‪ ،‬هصو التراث السصلمي ذاتصه‪ ،‬الذي ل يتوانصى لحظصة عصن تصصوير النصبي بأشنصع الصصور؛ إظهار صصحابته‬
‫كجماعصة ل يهمهصا سصوى إشباع رغباتهصا الدنيويصة والصصراع فيمصا بينهصا على مواقصع السصلطة التصي تضمصن تلك‬
‫الرغبات؛ وتقديم بيته كوكر للقتال والنزال والشبق!‬
‫هذا الكتاب‪ :‬دعوة لعادة النظصصر فصصي التراث؛ دعوة لعادة النظصصر فصصي كلّ مصصا يُس صلّم بصصه على أنصصه حقائق؛‬
‫دعوة إلى رؤيا أخرى‪.‬‬
‫نقدنا للصورة المتداولة للسلم العنيف أحيانًا والتهكمي أحيانًا أخرى‪ ،‬ل يهدف إل إلى حث المسلمين على إعادة‬
‫النظر في بيتهم الداخلي‪ ،‬فالكلم عن مؤامرة خارجية لم يعد يجدي نفعًا ‪ -‬فمنذ عقود ووسائل العلم السلمية ل تك ّل‬
‫ول تم ّل الحديصث عصن تلك المؤامرة المزعومصة؛ ورغصم ك ّل هذا‪ ،‬فصصيرورة التقهقصر فصي درب الحضارة مصا تزال فصي تنام‬
‫متصاعد‪.‬‬
‫هل هنالك من يسمع صرختنا؟‬
‫نبيل فياض‬

‫الفهرس‬

‫صفحة ل بد منها ‪7 .............................................................‬‬


‫كلمة البداية ‪9 ...................................................................‬‬

‫القسم الول‪ :‬عائشة في البيت النبوي ‪17 ....................................‬‬


‫‪ - I‬الزوجة‪ ...‬الطفلة ‪19 ..................................................‬‬
‫‪ - II‬أخلق عائشة‪ ...‬والنبي ‪27 ..........................................‬‬
‫‪ - III‬أخلق عائشة‪ ...‬ونساء النبي ‪35 ..................................‬‬
‫‪ - IV‬وفاة النبي‪ ...‬وعائشة ‪81 ............................................‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬عائشة‪ ...‬والخلفاء ‪83 ..........................................‬‬


‫‪ - I‬عائشة زمن أبي بكر وعمر ‪85 .....................................‬‬
‫‪ - II‬عثمان بن عفان‪ ...‬وعائشة ‪91 .....................................‬‬
‫‪ - III‬علي بن أبي طالب‪ ...‬وعائشة‪:‬‬
‫حرب أمير المؤمنين‪ ...‬وأمهم ‪117 .................................‬‬
‫‪ - IV‬معاوية بن أبي سفيان‪ ...‬وعائشة ‪139 .............................‬‬
‫ملحق‪ :‬عائشة‪ ...‬وحب المال ‪145 ........................................‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬عائشة‪ ،‬والجنس‪ ،‬والمصحف ‪149 ...........................‬‬


‫‪ - I‬الجنس في البيت النبوي‪ ...‬وعائشة ‪151 ............................‬‬
‫‪ - II‬عائشة‪ ...‬والفك ‪165 ..................................................‬‬
‫‪ - III‬الحجاب‪ ،‬ورضاع الكبير‪ ،‬ومصحف عائشة ‪177 ..............‬‬
‫‪ - IV‬مصحف عائشة ‪191 ..................................................‬‬
‫كلمة النهاية ‪193 ...................................................................‬‬
‫الفهرس ‪199 ........................................................................‬‬

‫‪ ²‬دون أن يطلب أحصد منصه ذلك‪ ،‬تنطّح شاب يبدو أنصه سصنّي متشيصع‪ ،‬للرد على كتاب البوطصي السصيء الذكصر ذاك‪.‬‬
‫وكانصصت النتيجصصة عملً مفعماً بالخرافصصة والحاخاميصصة والطائفيصصة البغيضصصة‪ .‬وباسصصتثناء تقديمصصه لمعجصصم شتائم‬
‫البوطصي‪ ،‬فالعمصل ل يسصتحق أن يُقرأ‪ .‬وننصصح هذا الشاب‪ ،‬إذا مصا أراد أن يكون باحثاً محترماً‪ ،‬برفصع سصويته‬
‫الثقافيصة‪ ،‬معرفتصه باللغصة العربيصة‪ ،‬وعقلنيتصه؛ وتخفيصض سصوية مذهصبيته العمياء‪ .‬إنّص أخصذ نصصوص مصن هنصا‬
‫وهناك‪ ،‬وتقديمها في عمل مطنب بعد عمليات « مونتاج » ل تخطئها عين الباحث الفعلي‪ ،‬ل يصنع باحثاً‪.‬‬
‫بالمناسصبة‪ ،‬إنّص مصصيبة السصنّي حيصن يتشيصع هصي أنّه ل يختار تياراً عقلنياً داخصل التشيصع‪ ،‬كالسصماعيلية مثلً‪،‬‬
‫بصل يختار أكثصر التيارات ل عقلنيصة داخصل الثنصي عشريصة‪ :‬باختصصار‪ ،‬ينتقصل مصن سصنّي متطرّف إلى شيعصي‬
‫متطرّف‪.‬‬
‫بالمناسبة أيضاً‪ ،‬فقد ذكرنا هذا الشاب المتشيّع‪ ،‬أكثر من مرة‪ ،‬في عمله الطائفي النف الذكر؛ وقدّمنا تحت‬
‫اسصم « الصصحفي »‪ ،‬الذي سصبق وأشار إليصه البوطصي‪ ،‬بباطنيتصه الغبيصة‪ ،‬على سصبيل النتقاص‪ :‬باعتبار أنصّ‬
‫ل تعليق‪.‬‬ ‫الثنين(كذا) باحثان‪ ،‬ونحن «صحفيون»‪ ،‬ل يمكن أن نرقى إلى سوية الباحثين‪...‬‬
‫¯ يقول تفسيرنا النفسي المب سّط‪ ،‬في تعليل هذا التشدّد الشيعي‪ ،‬ذي النكهة الوهابية‪ ،‬في تطبيق ما يعتقد بأنه‬
‫شريعصة‪ ،‬إنّص تاريصخ اضطهاد الشيعصة وتكفيرهصم وإخراجهصم مصن حظيرة الديصن هصو السصبب الول والخيصر لهذا‬
‫التشدّد‪ .‬فهؤلء‪ ،‬الذين يسكن في لوعيهم الجمعي ل إسلميتهم في نظر المسلم الخر‪ ،‬يحاولون أن يثبتوا‪،‬‬
‫بشتى السبل‪ ،‬هذه السلمية ‪ -‬أولً‪ :‬لذواتهم؛ وثانياً‪ :‬لغيرهم‪.‬‬
‫¯ نجهصصل أي شيصصء‪ ،‬باسصصتثناء بعصصض التفاصصصيل الثانويصصة‪ ،‬حول محمصصد بيصصن العشريصصن والربعيصصن‪ :‬سصصن التكوّن‬
‫الفكري عند المرء‪.‬‬
‫(‪ )1‬يقول الطصصبري فصصي حوادث السصصنة الهجريصصة الولى‪« :‬فيهصصا بنصصى رسصصول ال (ص) بعائشصصة‪ ،‬بعصصد مقدمصصه‬
‫المدينة‪ ...‬وكان تزوجها بمكة قبل الهجرة بثلث سنين‪ ،‬بعد وفاة خديجة‪ ،‬وهي ابنة ست سنين؛ وقد قيل‪:‬‬
‫‪ .)118 - 117 :2‬ويقول ابصصن هشام‪« :‬تزوج رسصصول ال (ص)‬ ‫تزوجهصصا وهصصي ابنصصة سصصبع» (‬
‫عائشصة بنصت أبصي بكصر الصصدّيق بمكصة‪ ،‬وهصي بنصت سصبع سصنين‪ ،‬وبنصى بهصا بالمدينصة‪ ،‬وهصي بنصت تسصع سصنين أو‬
‫‪.)644 :2‬‬ ‫عشر» (‬
‫‪« :‬فلمصا توفيصت خديجصة‪ ،‬نكصح بعدهصا سصودة بنصت زمعصة؛ وقيصل‪ :‬عائشصة‪ .‬فأمصا عائشصة‪،‬‬ ‫(‪ )2‬يقول‬
‫فكانصت صصغيرة‪ ،‬بنصت سصت سصنين‪ ...‬ودخصل بهصا وهصي ابنصة تسصع سصنين‪ ،‬ومات عنهصا وهصي ابنصة ثمان عشرة‬
‫سصصصصصصنة‪ ،‬ولم يتزوج بكراً غيرهصصصصصصا‪ ،‬وماتصصصصصصت سصصصصصصنة ثمان وخمسصصصصصصين» (‪ .)175 - 174 :2‬وفصصصصصصي‬
‫‪ ،‬يقال‪« :‬تزوج رسصول ال (ص) عائشصة‪ ،‬بعصد خديجصة بثلث سصنين‪،‬‬
‫‪ ،‬قيصل‪:‬‬ ‫وهصي يومئذ ابنصة سصت سصنين‪ .‬وبنصى بهصا وهصي ابنصة تسصع» (‪ .)131: 3‬وفصي‬
‫«تزوج بعائشة (رض) قبل الهجرة بسنتين؛ وقيل‪ :‬تزوجها بعد وفاة خديجة‪ .‬ودخل بها بعد الهجرة بسبعة‬
‫أشهصر» (‪ .)283 :2‬وفصي روايصة أخرى مصن المرجصع ذاتصه‪ ،‬قيصل إن محمداً‪ ،‬حيصن كان فصي الرابعصة والخمسصين‬
‫قبصل الهجرة وهصي بنصت‬ ‫مصن العمصر‪« ،‬هاجصر إلى المدينصة‪ ...‬ودخصل بعائشصة وهصي ابنصة تسصع‪ ،‬وتزوج بهصا‬
‫يقال‪ ،‬إنصصه فصصي السصصنة‬ ‫سصصبع‪ ...‬وقبصصض وهصصي بنصصت ثمان عشرة سصصنة» (‪ .)288 :2‬وفصصي‬
‫البخاري‪ ،‬قيل‪:‬‬ ‫الهجرية الولى‪ ،‬في شهر شوال‪« ،‬بنى رسول ال (ص) بعائشة » (‪ .)7 :3‬وفي‬
‫«نكصصح [محمصصد] عائشصصة وهصصي بنصصت سصصت سصصنين‪ ،‬ثصصم بنصصى بهصصا وهصصي بنصصت تسصصع سصصنين» (‪ .)329 :2‬وفصصي‬
‫ابن سعد‪ ،‬قيل‪« :‬تزوجها رسول ال (ص) وهي بنت تسع سنين‪ ،‬ومات عنها وهي ابنة ثماني‬
‫‪ ،‬قيل «كان عمرها لما تزوجها رسول ال (ص) ست سنين؛‬ ‫عشرة» (‪ .)8:48‬وفي‬
‫وقيل‪ :‬سبع سنين؛ وبنى بها وهي بنت تسع سنين بالمدينة» ( ‪ .)502 :5‬وفي رواية أخرى من‬
‫البخاري‪ ،‬قيل‪« :‬تزوجها وهي بنت ست سنين‪ ،‬وأدخلت عليه وهي بصنت تسصع‪ ،‬ومكثت عنده تسصعاً» (نكاح‬
‫‪= )4738‬‬
‫أحمد‪ ،‬تقول عائشة‪« :‬تزوجني رسول ال (ص)‪،‬‬ ‫‪ .)33‬وفي‬ ‫= (راجع‪:‬‬
‫متوفصى خديجصة‪ ،‬قبصل مخرجصه إلى المدينصة‪ ،‬بسصنتين أو ثلث‪ ،‬وأنصا بنصت سصبع سصنين‪ ،‬فلمصا قدمنصا المدينصة‪،‬‬
‫جاءتني نسوة وأنا ألعب في أرجوحة‪ ،‬وأنا مجممة‪ ،‬فهيأنني وصففنني‪ ،‬ثم أتين بي رسول ال (ص)‪ ،‬فبنى‬
‫بي‪ ،‬وأنا بنت تسع سنين» (مسند النصار ‪.)25193‬‬
‫‪40 - 38‬؛‬ ‫ص‪237‬؛‬ ‫‪ ،‬ترجمة عائشة؛‬ ‫(‪ )3‬راجع‪:‬‬
‫‪.14‬حين صلّى عليه ابو هريرة‪ ،‬قال « بعض من حضر‪ :‬صلّى عليها أعدى الناس لها‬
‫اليعقوبي ‪.)238:2‬‬ ‫»(‬
‫‪ ،‬نقلً عنها‪« :‬لم أعقل أبوي إل وهما يدينان الدين‪ ،‬ولم‬ ‫(‪ )4‬من ذلك‪ ،‬مثلً‪ ،‬ما أورده البخاري في‬
‫يمر علينا يوم إل يأتينا رسول ال (ص) طرفي النهار‪ :‬بكرة وعشية‪ .‬ثم بدا لبي بكر‪ ،‬فابتنى مسجداً بفناء‬
‫داره‪ ،‬فكان يصصلّي فيصه ويقرأ القرآن‪ ،‬فيقصف عليصه نسصاء المشركيصن وأبناؤهصم‪ ،‬يعجبون منصه وينظرون إليصه‪.‬‬
‫وكان أبصو بكصر رجلً بكّاء ل يملك عينيصه إذا قرأ القرآن‪ ،‬فأفزع ذلك أشراف قريصش مصن المشركيصن» (الصصلة‬
‫‪ ،‬نجدهصصا تقول‪« :‬لقصصد أنزل على محمصصد (ص) بمكصصة‪ ،‬وإنصصي لجاريصصة‬ ‫‪ .)456‬وفصصي‬
‫ألعصصب‪ « ،‬بصصل السصصاعة موعدهصصم أدهصصى وأمصصر » » (تفسصصير القرآن ‪ .)4498‬ومصصا أورده الطصصبري فصصي‬
‫عنهصا‪ « :‬كان رسصول ال (ص) ل يخطئه أحصد طرفصي النهار أن يأتصي بيصت أبصي بكصر إمصا بكرة‬
‫وإما عشية » (‪.)377:2‬‬
‫هذا مع قول عائشة‪« :‬بأن جبريل (ع) نزل بصورتي في راحة حين أمر رسول ال (ص)‬ ‫(‪ )5‬يتناقض‬
‫‪.)225 :3‬‬ ‫أن يتزوجني» (‬
‫‪.7 :9 :129 :19‬لكصصصصصصن‬ ‫‪411 - 410 :2‬؛ راجصصصصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫( ‪)6‬‬
‫فصي احدى رواياتصه‪ 2: 7 : 194 :22 ،‬يقول‪ ،‬إن النصبي تزوج بعصد خديجصة‪،‬‬
‫سودة ثم أم سلمة ثم عائشة‪.‬‬
‫(‪ )7‬في نص ابن سعد‪ ،‬يقال‪« :‬جاءت خولة بنت حكيم‪ ...‬فقالت‪ :‬يا رسول ال! كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد‬
‫خديجصة!؟ فقال‪ :‬أجصل! كانصت أم العيال وربصة البيصت! قالت‪ :‬أفل أخطصب عليصك؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬فإنكصن معشصر النسصاء‬
‫‪.)46 :8‬‬ ‫أرفق بذلك» (‬
‫(‪ )8‬هذا السصصؤال يرمصصي بشكوك إضافيصصة حول زعصصم عائشصصة حيصصن تباهصصت بأن جبريصصل [كذا] هصصو الذي أتاه‬
‫بصورتها؟!‪.‬‬
‫(‪ )9‬حول رفض أبي بكر‪ ،‬نورد الروايات التالية‪« :‬خطب رسول ال (ص) عائشة إلى أبي بكر الصدّيق‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يصا رسصول ال! إنصي كنصت أعطيتهصا مطعماً لبنصه جصبير‪ ،‬فدعنصي حتصى أسصلّها منهصم‪ .‬فاسصتلّها منهصم‪ ،‬فطلقهصا‪،‬‬
‫فتزوجها رسول ال (ص)»؛ «خطب رسول ال (ص) عائشة بنت أبي بكر‪ ،‬وهي صبية‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬أي‬
‫رسصول ال! أيتزوج الرجصل ابنصة أخيصه؟! فقال‪ :‬إنصك أخصي فصي دينصي! قال‪ :‬فزوجصه إياهصا على متاع بيصت قيمتصه‬
‫خمسصون‪ ..‬فأتتهصا حاضنتهصا‪ ،‬وهصي تلعصب مصع الصصبيان‪ ،‬فأخذت بيدهصا‪ ،‬فانطلقصت بهصا إلى البيصت‪ ،‬فأصصلحتها‪،‬‬
‫‪)47 :8‬؛ «خطصب [النصبي] عائشصة بنصت أبصي‬ ‫وأخذت معهصا حجاباً‪ ،‬فأدخلتهصا على رسصول ال» (‬
‫بكصصصر‪ ،‬فقال له أبصصصو بكصصصر‪ :‬إنمصصصا أنصصصا أخوك! فقال‪ :‬أنصصصت أخصصصي فصصصي ديصصصن ال وكتابصصصه‪ ،‬وهصصصي لي حلل»‬
‫‪.)131 :3‬‬ ‫(‬
‫‪ ،‬تقول عائشة‪« :‬تزوجني‪ ،‬ثم لبثت سنتين‪ ،‬فلما قدمنا المدينة‪ ،‬نزلنا بالسنح‪ ،‬في دار‬ ‫(‪ )10‬في رواية‬
‫بنصي الحرث بن الخزرج؛ قالت‪ :‬فإني لرجح بين عذقين‪ ،‬وأنا ابنة تسصع‪ ،‬فجاءت أمصي‪ ،‬فأنزلتنصي‪ ،‬ثم مشت بي‪،‬‬
‫حتى انتهت بي إلى الباب وأنا أنهج‪ ،‬فمسحت وجهي بشيء من ماء‪ ،‬وفرقت جميمة كانت لي» ( ‪.)32 - 31‬‬
‫ابن هشام (‪ ،)644 :2‬يقال إنه أصدقها «أربع مئة درهم»‪.‬‬ ‫(‪ )11‬في‬
‫(‪ )12‬هذا النص يمكن أن يعني أن عائشة لم تكن زوجته الولى بعد خديجة‪.‬‬
‫‪18 - 16 :3‬؛‬ ‫(‪ )13‬مسصصصصصصصصصصصصصند النصصصصصصصصصصصصصصار ‪ 24587‬؛ راجصصصصصصصصصصصصصع أيضاً‪:‬‬
‫‪132 - 131 :3‬؛‬
‫الطبري ‪.413 - 411 :2‬‬ ‫‪502 :5‬؛‬
‫‪.5 :11 :18 :19‬‬ ‫(‪7 :3 )14‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬
‫(‪ )15‬نلحظ في هذا النص أن عائشة غير مذكورة ضمن أسرة النبي‪.‬‬
‫‪.50 - 49 :8‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫‪.47 :8 :‬‬ ‫(‪ )17‬ابن سعد‪،‬‬
‫أحمصد‪ ،‬مسصند النصصار ‪ ،24169‬قول عائشصة‪« :‬كنتصُ ألعصب باللعصب‪ ،‬فيأتينصي‬ ‫(‪ )18‬ورد أيضاً فصي‬
‫صواحبي‪ .‬فإذا دخل رسول ال (ص)‪ ،‬فررن منه‪ ،‬فيأخذهن رسول ال (ص)‪ ،‬فيردهن إليّ»‪.‬‬
‫ابن كثير ‪.735 :1‬‬ ‫‪ ،‬الجهاد ‪2214‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫(‪ )20‬أدب ‪.4284‬‬
‫‪.49 - 48‬‬ ‫البخاري‪ ،‬الجمعة ‪897‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫أحمصصد‪ ،‬مسصند النصصصار ‪ ،22920‬يقال‪« :‬تضربان بدفيصن»‪ .‬وبعاث اسصصم لمنطقصصة‪ .‬راجصصع‬ ‫(‪ )22‬فصي‬
‫ابن حزم ‪.92 :5‬‬ ‫أيضاً‪،‬‬
‫(‪ )23‬صلة العيدين ‪.1480‬‬
‫ابن حزم ‪.246 :4‬‬ ‫(‪)24‬‬
‫مسلم ‪.243 :1‬‬ ‫(‪ )25‬راجع أيضاً‪،‬‬
‫‪.136 :8‬‬ ‫(‪)26‬‬
‫‪.572 :1‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫‪ ،)138 :8‬يقول‪« :‬كان رسول ال (ص) موسعاً له في قسم أزواجه‪ :‬يقسم‬ ‫(‪ )28‬لكن ابن سعد (‬
‫بينهصصن كيصصف شاء ‪ -‬وذلك لقول ال‪ « ،‬ذلك أدنصصى أن تقصصر أعينهصصن » [أحزاب ‪ ]51‬إذا علمصصن أن ذلك مصصن‬
‫ال»‪.‬‬
‫الية ‪ 51‬من سورة الحزاب‪ ،‬وردت‪ « :‬هذه قدرتي‪ ...‬ليثاره عائشة »‪.‬‬ ‫(‪ )29‬عند القرطبي‪،‬‬
‫الية ‪ 51‬من سورة الحزاب‪.‬‬ ‫(‪ )30‬القرطبي‪،‬‬
‫‪.135 :8‬‬ ‫(‪)31‬‬
‫ابن كثير ‪.569 :1‬‬ ‫(‪)32‬‬
‫‪.46‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫‪.152 :8‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫‪.153 :8‬‬ ‫( ‪)3‬‬
‫‪.64 :8‬‬ ‫( ‪)4‬‬
‫‪.45‬‬ ‫( ‪)5‬‬
‫ح‪1020‬؛ الغزالي‪،‬‬ ‫‪76 :13‬؛ راجصصصصصصصصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫( ‪)6‬‬
‫‪ ،‬آداب النكاح ‪.35 :2‬‬ ‫إ‬
‫‪.44 - 43‬‬ ‫( ‪)7‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )8‬الغزالي‪،‬‬
‫(‪ )9‬طلق ‪.2050‬‬
‫‪.43‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫مسلم‪ ،‬فضائل الصحابة ‪.4469‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫البخاري‪،‬‬ ‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪23182‬؛‬ ‫‪45‬؛‬ ‫(‪ )12‬راجع‪:‬‬
‫للذهصبي‪ ،‬عهصد‬ ‫مسصلم‪ ،‬فضائل الصصحابة ‪2439‬؛‬ ‫نكاح ‪28549‬؛‬
‫معاوية ‪.252 - 251‬‬
‫‪.558 :8‬‬ ‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪22885‬؛‬ ‫(‪)13‬‬
‫‪ .78‬نلحصظ هنصا أن‬ ‫أحمصد‪ ،‬مسصند النصصار ‪24696 - 23125‬؛‬ ‫(‪)14‬‬
‫‪.651 :2‬‬ ‫القصة تروى عن سودة أيضاً؛ أنظر‪:‬‬
‫‪80‬؛‬ ‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند النصصصار ‪2470‬؛ راجصصع أيضاً‪ :‬الدارمصصي‪،‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫الطصبري ‪433 :2‬؛‬ ‫‪55‬؛‬ ‫‪ ،‬مصا جاء فصي الجنائز ‪1454‬؛‬
‫‪525 - 524 :5‬؛‬ ‫ابصصصصصن هشام ‪643 :2‬؛‬
‫‪.28 :13‬‬
‫القرطصبي والطصبري لليصة ‪ 51‬مصن‬ ‫البخاري‪ ،‬تفسصير القرآن ‪4414‬؛ راجصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫الحزاب‪.‬‬
‫‪.82 - 81‬‬ ‫(‪ )17‬راجع‪:‬‬
‫مسلم‪ ،‬رضاع ‪.2658‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫ابن كثير ‪.825 :3‬‬ ‫(‪ )19‬راجع‪:‬‬
‫مسلم‪ ،‬رضاع ‪.2659‬‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪ ،‬نكاح ‪.3148‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫أحمصد‪ ،‬مسصند النصصار ‪ .24091‬راجصع أيضاً بشأن هذه المسصألة‪ :‬القرطصبي‪،‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫أحمصد‪ ،‬مسصند‬ ‫‪ ،‬نكاح ‪1990‬؛‬ ‫‪125‬؛‬ ‫‪208 :14‬؛‬
‫‪ ،‬نكاح ‪،1824‬‬ ‫مسلم‪ ،‬طلق ‪2697‬؛‬ ‫النصار ‪23877 ،23336 ،25050‬؛‬
‫‪.23877‬‬
‫‪.1 :648 :2‬‬ ‫(‪ )23‬السلم ‪4028‬؛ من أجل مرجع شيعي‪ ،‬أنظر‬
‫‪ ،‬الستئذان والداب ‪.2625‬‬ ‫(‪)24‬‬
‫ابن‬ ‫‪ ،‬أدب ‪5570‬؛‬ ‫أحمد‪ ،‬مسند النصار‪ .23880 ،‬راجع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫هشام ‪.64 :2‬‬
‫‪1 :326 :2‬؛‬ ‫(‪ )26‬أدب ‪4160‬؛ مصن أجصل مرجصع شيعصي‪ ،‬أنظصر‪:‬‬
‫‪.15689 :78 :49 :12‬‬
‫البخاري‪ ،‬أشربصصصة ‪5572‬؛ راجصصصع‪،‬‬ ‫أحمصصصد‪ ،‬مسصصصند النصصصصار ‪24093‬؛‬ ‫(‪ )27‬راجصصصع‪:‬‬
‫‪.13568 :78 :70 :12 ،‬‬
‫لبن أبي الحديد ‪.75 :27 :2‬‬ ‫(‪ )28‬مسند النصار ‪23901‬؛ راجع‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.23923‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.23791‬‬ ‫(‪)30‬‬
‫‪.163 :8‬‬ ‫(‪)31‬‬
‫‪ ،‬أطعمصة‬ ‫‪ ،‬أطعمصة ‪3314‬؛‬ ‫البخاري‪ ،‬أشربصة ‪5170‬؛ راجصع‪:‬‬ ‫(‪)32‬‬
‫‪.1754‬‬
‫‪:412 :66 :8‬‬ ‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند النصصصار ‪23302‬؛ راجصصع‬ ‫(‪)33‬‬
‫‪.9832‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.25094‬‬ ‫(‪)34‬‬
‫(‪ )35‬ترمذي‪ ،‬أطعمة ‪.3339 ،1766‬‬
‫‪ ،‬أطعمة ‪.1761‬‬ ‫(‪)36‬‬
‫البخاري ‪.60 ،21 :4‬‬ ‫(‪)37‬‬
‫أحمد‪،‬‬ ‫‪151 :2‬؛‬ ‫(‪ )38‬البخاري‪ ،‬الجزية والوداعة ‪ .2939‬راجع أيضاً‪:‬‬
‫مسند النصار ‪.23104‬‬
‫‪19761‬؛‬ ‫‪193 :2‬؛‬ ‫(‪)39‬‬
‫الطبري ‪.766 :1‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.23049‬‬ ‫(‪)40‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.23620‬‬ ‫(‪)41‬‬
‫‪ ،‬قبلة ‪.763‬‬ ‫(‪)42‬‬
‫البخاري‪ ،‬أشربة ‪.5584‬‬ ‫(‪)43‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.23067‬‬ ‫(‪)44‬‬
‫الطبري ‪195:3‬‬ ‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪23725‬؛ راجع ايضاً‪:‬‬ ‫(‪)45‬‬
‫‪.293 :13‬‬ ‫(‪)46‬‬
‫‪ ،‬لباس ‪3634‬؛‬ ‫أحمصد‪ ،‬مسصند النصصار ‪ .25048‬راجصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)47‬‬
‫‪32 :8‬؛‬ ‫أحمصصصصد‪ ،‬مسصصصصند النصصصصصار ‪23563 ،23734‬؛‬
‫‪.164‬‬
‫(‪ )48‬باب مصصصصصا جاء فصصصصصي بيوت أزواج النصصصصصبي‪ ،‬كتاب الجهاد والسصصصصصير ‪125 :2‬؛ راجصصصصصع أيضاً‪:‬‬
‫‪.6 :241 :287 :32‬‬
‫(‪ )49‬كتاب الفتن وأشراط الساعة ‪.503 :2‬‬
‫‪.341 :1‬‬ ‫(‪)50‬‬
‫‪.298‬‬ ‫(‪438 :5 )1‬؛ راجع‪:‬‬
‫‪.5 :12 :8 :16‬‬ ‫(‪ )2‬مسند النصار ‪24054‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪25‬؛‬ ‫(‪ )3‬مسصند النصصار ‪23719‬؛ راجصع‪:‬‬
‫‪.428 :3‬‬
‫الطصبري ‪:2‬‬ ‫‪984 :1 :1‬؛‬ ‫‪18 :3‬؛‬ ‫(‪ )4‬راجصصع‪:‬‬
‫‪.127 :3‬‬ ‫‪280‬؛‬
‫‪.24‬‬ ‫( ‪)5‬‬
‫(‪ )6‬نكاح ‪.1987‬‬
‫‪ ،‬مناقب ‪.3810‬‬ ‫( ‪)7‬‬
‫أحمصصد‪،‬‬ ‫‪ ،‬البر والصصصلة ‪1940‬؛‬ ‫البخاري‪ ،‬مناقصصب ‪3534‬؛ راجصصع‪:‬‬ ‫( ‪)8‬‬
‫مسند النصار ‪.25183‬‬
‫‪.4465‬‬ ‫مسلم‪ ،‬فضائل الصحابة ‪4466‬؛ راجع أيضاً‪،‬‬ ‫( ‪)9‬‬
‫‪.128 :3‬‬ ‫‪558 - 557 :5‬؛‬ ‫(‪)10‬‬
‫‪.281 - 280‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫(‪.344 :3 )12‬‬
‫(‪.192 :10 )13‬‬
‫‪.43 :8‬‬ ‫(‪36 :2 )14‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪.552 :3‬‬ ‫(‪ )15‬الزمخشري‪،‬‬
‫‪- 484 :5‬‬ ‫‪ ،552 :3‬هامصصصش ‪ .3‬راجصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪ )16‬الزمخشري‪،‬‬
‫‪.485‬‬
‫‪ ،552 :3‬هامش ‪.2‬‬ ‫(‪ )17‬الزمخشري‪،‬‬
‫‪.43 :8‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫‪853 - 852 :1‬؛ أو فصصصصي‬ ‫(‪ )19‬أنظصصصصر تفسصصصصير اليصصصصة‪ ،‬مثلً‪ ،‬عنصصصصد‬
‫‪.‬‬
‫‪.43 :8‬‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪.43 :8‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫‪.103‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪ ،‬نكاح‬ ‫‪ ،‬نكاح ‪1962‬؛‬ ‫‪37 - 36‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫البخاري ‪.363 :3‬‬ ‫‪1826‬؛‬
‫مسلم‪ ،‬رضاع ‪.2657‬‬ ‫‪103‬؛‬ ‫(‪)24‬‬
‫‪.44 :8‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫‪.105‬‬ ‫‪44 :8‬؛‬ ‫(‪)26‬‬
‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند النصصصار ‪،24682 ،23155‬‬ ‫‪ .140 :8‬راجصصع‪:‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫‪ ،‬سصصصصورة الحزاب ‪59‬؛‬ ‫مسصصصصلم‪ ،‬سصصصصلم ‪4034‬؛‬ ‫‪25126‬؛‬
‫البخاري‪،‬‬ ‫البخاري‪ ،‬اسصصتئذان ‪5771‬؛‬ ‫مسصصلم‪ ،‬جهاد وسصصير ‪4035 ،4034‬؛‬
‫البخاري‪ ،‬وضوء ‪.143‬‬ ‫البخاري‪ ،‬حيض ‪526‬؛‬ ‫نكاح ‪4836‬؛‬
‫مسلم ‪.4034‬‬ ‫(‪)28‬‬
‫أحمصد‪ ،‬مسصند النصصار‬ ‫مسصلم‪ ،‬الحصج ‪2271‬؛‬ ‫‪ ،‬مناسصك الحصج ‪4987‬؛‬ ‫(‪)29‬‬
‫‪،‬‬ ‫البخاري‪ ،‬الحصصج ‪1568‬؛‬ ‫‪ ،‬مناسصصك ‪3018‬؛‬ ‫‪22888‬؛‬
‫ابصن كثيصر‬ ‫ابصن سصعد ‪45 :8‬؛‬ ‫‪105‬؛‬ ‫مناسصك ‪1810‬؛‬
‫‪.833 :3‬‬
‫(‪.440 :5 )30‬‬
‫‪.47‬‬ ‫(‪)31‬‬
‫‪.18‬‬ ‫(‪)32‬‬
‫‪ ،‬تفسير سورة التحريم‪ ،‬الية ‪.2‬‬ ‫(‪)33‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.23180‬‬ ‫(‪)34‬‬
‫(‪ )35‬راجع تفسير الية في أغلب التفاسير‪ .‬أنظر أيضاً فصل «عائشة‪ ...‬ومارية»‪.‬‬
‫ابن كثير ‪.829 :3‬‬ ‫(‪)36‬‬
‫الية ‪ 28‬من الحزاب‪.‬‬ ‫(‪)37‬‬
‫ابن كثير ‪.620 :4‬‬ ‫(‪)38‬‬
‫‪.152 :8‬‬ ‫(‪)39‬‬
‫‪.153 :8‬‬ ‫(‪)40‬‬
‫‪.86‬‬ ‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪23942‬؛ أنظر‪:‬‬ ‫(‪)41‬‬
‫‪.1420 :‬‬ ‫(‪)42‬‬
‫‪44 :2‬؛‬ ‫مسصصصصصصصصصصلم‪ ،‬فضائل الصصصصصصصصصصصحابة ‪4477‬؛‬ ‫(‪)43‬‬
‫‪.47 - 46‬‬
‫؛‬ ‫الطصصصصبري ‪230 :2‬؛ راجصصصصع أيضاً ترجمتهصصصصا فصصصصي‪:‬‬ ‫(‪)44‬‬
‫‪.‬‬ ‫؛و‬ ‫؛‬
‫الطبري ‪.414 :2‬‬ ‫(‪)45‬‬
‫(‪.208 :3 )46‬‬
‫‪.208 :3‬‬ ‫(‪)47‬‬
‫‪.75 :8‬‬ ‫(‪)48‬‬
‫‪.81‬‬ ‫(‪159 :2 )49‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪.304 :2‬‬ ‫(‪)50‬‬
‫‪.64 - 63 :8‬‬ ‫(‪)51‬‬
‫البخاري‪ ،‬فضائل النبي ‪84 :7‬‬ ‫للذهبي‪ ،‬عصر معاوية‪ .‬راجع‪:‬‬ ‫(‪)52‬‬
‫مسصلم‪،‬‬ ‫باب فضائل عائشصة‪ ،‬الهبصة‪ ،‬باب مصن أهدى إلى صصاحبه وتحرى بعصض نسصائه دون بعصض؛‬
‫فضائل الصحابة ‪ 2441‬مختصراً‪ 2442 ،‬مطولً‪.‬‬
‫‪.40 - 39‬‬ ‫(‪ )53‬هبة ‪ .2393‬راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪503 :5‬؛‬ ‫‪ ،‬مناقصصصصب ‪3814‬؛‬ ‫(‪ )54‬أنظصصصصر على سصصصصبيل المثال‪:‬‬
‫‪ ،‬وصايا ‪ .2536‬راجع أيضاً فصل «عائشة وزينب بنت جحش»‪.‬‬
‫‪.136 :8‬‬ ‫(‪)55‬‬
‫‪.35‬‬ ‫(‪ )56‬مسند النصار ‪23838‬؛ أنظر‬
‫(عشرة النسصاء ‪ ،)3887‬تقول عائشصة‪« :‬قال رسصول ال (ص)‪ :‬يصا أم سصلمة‪،‬‬ ‫(‪ )57‬فصي نصص‬
‫ل تؤذيني في عائشة‪ ،‬فإنه وال ما يأتيني الوحي في لحاف امرأة منكن إل هي»‪.‬‬
‫‪.158 :8‬‬ ‫(‪)58‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)59‬‬
‫‪.159 - 158 :8‬‬ ‫‪552 :3‬؛‬ ‫(‪ )60‬أنظر‪:‬‬
‫الطبري ‪.231 :2‬‬ ‫(‪)61‬‬
‫(‪ )62‬راجصع مصا ذكرناه سصابق ًا مصن حديصث عمصر بصن الخطاب لبنتصه‪ ،‬بعصد أن طلقهصا النصبي‪ ،‬بأنصه ليصس لهصا « حسصن‬
‫‪.)153 :8‬‬ ‫زينب» (‬
‫‪.99‬‬ ‫(‪ )63‬الطبري‪،‬‬
‫‪.520 :3‬‬ ‫(‪ )64‬الزمخشري‪،‬‬
‫‪539 :3 :‬؛ يقول المرجصصصصصصصصصع الشيعصصصصصصصصصي‪،‬‬ ‫(‪)65‬‬
‫‪ « :‬خطصب رسصول ال (ص) زينصب بنصت جحصش لزيصد بصن حارثصة‪ ،‬فاستنكفت‬
‫منه‪ ،‬وقالت‪ :‬أنا خير منه حسباً! وكانت امرأة فيها حدّة ‪ -‬فأنزل ال « وما كان لمؤمن ول مؤمنة »‪ ،‬الية‬
‫كلها » (‪.)326 :325 :16‬‬
‫‪.385 :6‬‬ ‫(‪ )66‬أبو الفرج الجوزي‪،‬‬
‫(‪.808 - 807 :3 )67‬‬
‫ابن كثير ‪.810 :3‬‬ ‫(‪)68‬‬
‫‪.326 :16‬‬ ‫(‪ )69‬هذا ما يذكره أيضاً المرجع الشيعي‪،‬‬
‫الطبري ‪ .232 - 231 :2‬راجع‪:‬‬ ‫(‪)70‬‬
‫الطبري ‪.232 :2‬‬ ‫(‪)71‬‬
‫‪.541 - 540 :3‬‬ ‫(‪ )72‬الزمخشري‪،‬‬
‫القرطبي‪.‬‬ ‫(‪ )73‬تفسير الية ‪ 37‬من سورة الحزاب في‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)74‬‬
‫القرطبي‪.‬‬ ‫(‪ )75‬تفسير الية ‪ 37‬من سورة الحزاب في‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)76‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)77‬‬
‫ابن كثير ‪.811 :3‬‬ ‫(‪)78‬‬
‫‪.232 - 231 :2‬‬ ‫(‪)79‬‬
‫(‪ )80‬ابصصصصصصصصصصصصصصصصصن الربيصصصصصصصصصصصصصصصصصع الشيبانصصصصصصصصصصصصصصصصصي الشافعصصصصصصصصصصصصصصصصصي‪،‬‬
‫‪.602 - 600 :2‬‬
‫(‪ )81‬نكاح ‪.3171‬‬
‫(‪ )82‬نكاح ‪.3172‬‬
‫‪107‬؛ يقول‬ ‫(‪ )83‬تفسصصصصصصصصصصصير القرآن ‪3131‬؛ راجصصصصصصصصصصصع أيضاً‪:‬‬
‫‪ « :‬أنعم النبي عليه زيد بن حارثة‪ ،‬الذي كان عبداً للنبي‬
‫(ص)‪ ،‬ثم حرره‪ ،‬واتخذه ابن ًا له » (‪.)322 :16‬‬
‫الية‪.‬‬ ‫(‪)84‬‬
‫(‪.770 :3 )85‬‬
‫(‪.771 :3 )86‬‬
‫(‪« )87‬لما تزوج رسول ال (ص) زينب بنت جحش‪ ،‬دعا القوم فطعموا‪ ،‬ثم جلسوا يتحدثون‪ ،‬فإذا هو يتهيأ للقيام‪،‬‬
‫فلم يقوموا‪ .‬فلما رأى ذلك قام؛ فلما قام‪ ،‬قام من قام وقعد ثلثة نفر؛ فجاء النبي (ص) ليدخل‪ ،‬فإذا القوم جلوس‪،‬‬
‫ثصم أنهصم قاموا فانطلقوا‪ ،‬فجئت [أنصس] فأخصبرت النصبي (ص)‪ ،‬أنهصم قصد انطلقوا‪ ،‬فجاء حتصى دخصل‪ ،‬فذهبصت أدخصل‪،‬‬
‫ابن كثير ‪.)831 :3‬‬ ‫فألقى الحجاب بيني وبينه‪ ،‬فأنزل ال تعالى (أحزاب ‪( »)53‬‬
‫‪226 :3‬؛‬ ‫‪100‬؛‬ ‫(‪)88‬‬
‫‪72 - 71 :2‬؛ ‪.81 - 80 :8‬‬
‫‪.167‬‬ ‫(‪ )89‬بنت الشاطئ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)90‬‬
‫‪.812 - 811 :3‬‬ ‫(‪)91‬‬
‫‪.464 :5‬‬ ‫(‪)92‬‬
‫‪.73 :8‬‬ ‫(‪)93‬‬
‫القرطصصصصصصصبي لليصصصصصصصة ‪ 37‬مصصصصصصصن الحزاب‪ .‬يذكصصصصصصصر أيضاً المرجصصصصصصصع الشيعصصصصصصصي‪،‬‬ ‫(‪)94‬‬
‫‪ ،‬أن زينصب كانصت تفتخصر بأن جدهصا وجصد النصبي واحصد وأن‬
‫ال هو الذي زوجها وأن السفير كان جبريل (‪.)327 :16‬‬
‫ابن كثير ‪677 :1‬؛‬ ‫(‪)95‬‬
‫(‪ )96‬تفسير سورة الحزاب الية ‪.37‬‬
‫ابن هشام ‪.311 :3‬‬ ‫‪464 :5‬؛ قريب منه‪،‬‬ ‫(‪)97‬‬
‫(‪« :)130 :8‬كان عامة الناس يتحرون يوم يصير رسول ال إلى‬ ‫(‪ )98‬جاء في‬
‫عائشصة‪ ،‬فيهدون إليصه‪ ،‬ويسصرّ الضياف يوم يكون رسصول ال (ص) فصي بيصت عائشصة‪ ،‬للهدايصة التصي تصصير‬
‫إليها»‪.‬‬
‫‪.39‬‬ ‫مسلم‪ ،‬فضائل الصحابة ‪4471‬؛‬ ‫(‪)99‬‬
‫‪.40 - 39‬‬ ‫(‪ )100‬الهبة ‪2393‬؛‬
‫البخاري (الوصصايا ‪ ،)2536‬تقول عائشصة‪« :‬فأرسصن زينصب بنصت جحصش‪،‬‬ ‫(‪ )101‬فصي نصص آخصر مصن‬
‫فأغلظت»‪.‬‬
‫‪.137 :8‬‬ ‫(‪ )102‬عشرة النساء ‪3884‬؛ راجع ‪:‬‬
‫(‪ )103‬مسند النصار ‪.23476 ،23436‬‬
‫أحمصصد‪،‬‬ ‫‪137 :8‬؛‬ ‫‪39‬؛‬ ‫(‪ )104‬راجصصع‪:‬‬
‫مسند النصار ‪.24019‬‬
‫‪ ..80‬فصي‬ ‫‪230 :4‬؛ قريصب مصن ذلك فصي‬ ‫(‪189 :4 )105‬؛ راجصع‪:‬‬
‫‪ ،‬الدب ‪ ،4252‬مع إضافة‪ :‬وجاء علي (رض) إلى النبي (ص) فكلمه في ذلك‪.‬‬
‫(‪.189 :4 )106‬‬
‫‪.230 :4‬‬ ‫(‪ )107‬الزمخشري‪،‬‬
‫‪.152 :8‬‬ ‫(‪)108‬‬
‫‪.153 :8‬‬ ‫(‪)109‬‬
‫‪.362 - 361 :3‬‬ ‫(‪)110‬‬
‫‪.108‬‬ ‫(‪)111‬‬
‫ابن هشام ‪.312 :3‬‬ ‫(‪)112‬‬
‫الطبري ‪.270 :2‬‬ ‫(‪)113‬‬
‫‪6‬‬ ‫الطبري ‪ 158 - 156 - 28‬ط ‪2‬؛‬ ‫(‪ )114‬طلق ‪ .3367‬أنظر أيضاً‪:‬‬
‫الفخر الرازي ‪ 213 :8‬ط‬ ‫القرطبي ‪177 :18‬؛‬ ‫‪564 :4‬؛‬ ‫‪239 :‬؛‬
‫‪.2 :11 :292 :66‬‬ ‫العامرة؛ راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪ ،‬عشرة النسصصصصاء ‪899‬؛ اليمان والنذور ‪3735‬؛ الشربصصصصة ‪3227‬‬ ‫(‪ )115‬راجصصصصع أيضاً‪:‬‬
‫بإضافصة‪ « :‬كان رسصول ال (ص) يحصب الحلواء والعسصل‪ ،‬فذكصر بعصض هذا الخصبر‪ .‬وكان النصبي (ص) يشصصتد‬
‫مسلم‪ ،‬طلق ‪ ،2694‬حيث يقال‪ :‬فتواطيت أنا وحفصة‪.‬‬ ‫عليه أن توجد منه الريح»‪ .‬راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪85 :8‬؛‬ ‫البخاري‪ ،‬تفسصصصير القرآن ‪ .4531‬راجصصصع‪:‬‬ ‫مثله أيضاً‪،‬‬
‫‪563 - 562 :4‬؛‬ ‫‪191 - 100 :2‬؛‬
‫‪.81‬‬
‫ل عصن عائشصة ‪« :‬أن بعصض أزواج النصبي (ص)‪ ،‬قلن‬ ‫(زكاة ‪ )1331‬نق ً‬ ‫(‪ )116‬ذكصر البخاري فصي‬
‫للنبي (ص)‪ :‬أينا أسرع لحوقاً؟ قال‪ :‬أطولكن يداً‪ .‬فأخذوا قصبة يذرعونها‪ ،‬فكانت سودة أطولهن يداً‪ ،‬فعلمنا‬
‫بعصصد إنمصصا كانصصت طول يدهصصا الصصصدقة‪ ،‬وكانصصت أسصصرع لحوقاً بصصه‪ ،‬وكانصصت تحصصب الصصصدقة» (راجصصع أيضاً‪:‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪ .)23752‬وعلى حديث البخاري السابق‪،‬‬ ‫‪ ،‬زكاة ‪2494‬؛‬
‫‪ ،‬فيقول‪« :‬والعجب من البخاري‪ ،‬كيف أنه لم ينبه عليه ول غيره‪،‬‬ ‫يعلق صاحب‬
‫وإنما هي زينب‪[ ..‬التي] توفيت‪ ..‬سنة عشرين‪[ ...‬في حين ماتت] سودة سنة أربع وخمسين» (ص‪.)104‬‬
‫‪.111‬‬ ‫مسلم‪ ،‬فضائل الصحابة ‪4490‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)117‬‬
‫‪.11 :18 :111 :18‬‬ ‫‪86 :8‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)118‬‬
‫‪.552 - 551 :3‬‬ ‫(‪)119‬‬
‫القرطصصبي لليصصة ‪ 59‬مصصن الحزاب؛‬ ‫‪552 :3‬؛ راجصصع أيضاً‪،‬‬ ‫(‪)120‬‬
‫اليعقوبي ‪.85:2‬‬
‫أحمصد‪ ،‬مسصند النصصار ‪« )23853‬أن رسصول ال (ص) كان فصي سصفر‬ ‫(‪ )121‬تروي عائشصة أيضاً (‬
‫له‪ ،‬فاعتصل بعيصر لصصفية [زوجصة للنصبي يهوديصة]‪ ،‬وفصي إبصل زينصب فضصل‪ ،‬فقال لهصا رسصول ال (ص)‪ :‬إن بعيراً‬
‫لصصفية اعتصل‪ ،‬فلو أعطيتهصا بعيرًا مصن إبلك! فقالت‪ :‬أنصا أعطصي تلك اليهوديصة!؟ فتركهصا رسصول ال (ص) ذا‬
‫الحجصة ومحرم‪ ،‬شهريصن أو ثلثصة‪ ،‬ل يأتيهصا؛ قالت‪ :‬حتصى يئسصت منصه وحولت سصريري! قالت‪ :‬فبينمصا أنصا يوماً‬
‫بنصف النهار‪ ،‬إذا أنا بظل رسول ال (ص) مقبل»‪.‬‬
‫البخاري‪ ،‬الوصصصصصصايا ‪2563‬؛‬ ‫‪ ،‬عشرة النسصصصصصاء ‪3883‬؛ راجصصصصصع‪:‬‬ ‫(‪)122‬‬
‫‪.38‬‬
‫ابن هشام ‪.294 :2‬‬ ‫(‪)123‬‬
‫‪ ،‬عصصر معاويصة‪ ،‬للذهصبي ‪190‬؛‬ ‫(‪ )124‬بالنسصبة لجمال جويريصة السصاحر‪ ،‬أنظصر‪:‬‬
‫ابصن خياط ‪46‬؛ راجصع‬ ‫للسصهيلي ‪19 :4‬؛‬ ‫أحمصد ‪277 :6‬؛‬
‫‪.18 :3 :295 :12‬‬ ‫أيضاً‪:‬‬
‫‪93 - 92 :8‬؛‬ ‫ابصصن هشام ‪295 - 294 :2‬؛ راجصصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)125‬‬
‫‪ ،‬العتصق‬ ‫‪220 - 219 :3‬؛‬ ‫أحمصد‪ ،‬مسصند النصصار ‪25161‬؛‬
‫‪155 :2‬؛‬ ‫‪116‬؛‬ ‫‪3429‬؛‬
‫‪101 - 100‬؛‬ ‫‪420 :5‬؛‬
‫اليعقوبصي ‪:2‬‬ ‫‪81 :4‬؛‬ ‫الطصبري ‪264 :2‬؛‬
‫‪.53‬‬
‫‪.101‬‬ ‫(‪)126‬‬
‫‪.19 :3‬‬ ‫ابن هشام ‪ ،295 :2‬هامش ‪1‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)127‬‬
‫‪.126 :8‬‬ ‫(‪)128‬‬
‫‪.130‬‬ ‫(‪)129‬‬
‫ابن كثير ‪.823 :3‬‬ ‫(‪)130‬‬
‫‪ ،‬نكاح‬ ‫‪81‬؛‬ ‫‪299‬؛ راجصع‪:‬‬ ‫(‪)131‬‬
‫‪.1970‬‬
‫‪.100 - 99 :8‬‬ ‫(‪)132‬‬
‫‪ ،370 :4‬هامصصصصصصصصصصصصش ‪2‬؛ راجصصصصصصصصصصصصع ايضاً‪:‬‬ ‫(‪ )133‬الزمخشري‪،‬‬
‫‪.491 :5‬‬ ‫‪29 :4‬؛‬
‫‪ .45 - 44‬لكصصن عائشصصة ذاتهصصا‪ ،‬تروي حكايصصة مشابهصصة فصصي مرجصصع آخصصر‬ ‫(‪)134‬‬
‫أحمصد‪،‬‬ ‫بطريقصة مختلفصة‪ .‬راجصع الهامصش ‪ 14‬مصن فصصل عائشصة وزينصب بنصت جحصش؛ راجصع أيضاً‪:‬‬
‫مسند النصار ‪.23853‬‬
‫‪40 :39‬؛‬ ‫البخاري‪ ،‬هبصصصصصصصصة ‪2393‬؛‬ ‫(‪ )135‬أنظصصصصصصصصر‪:‬‬
‫‪.137 :8‬‬
‫(‬ ‫‪64 :8‬؛ راجصصع ايضاً‪ ،‬المرجصصع الشيعصصي‪،‬‬ ‫(‪)136‬‬
‫‪.)56:10:144:75‬‬
‫‪ ،‬ك النكاح ‪1980‬؛ راجصصصع‪:‬‬ ‫‪127 :8‬؛‬ ‫(‪)137‬‬
‫‪.121‬‬
‫ابصصصن كثيصصصر ‪345 :3‬؛ قريصصصب منصصصه فصصصي المرجصصصع الشيعصصصي‪،‬‬ ‫(‪ )138‬الجملة مصصصن‬
‫‪.14 :20 :61 :66 ،‬‬
‫‪ 73‬عن الترمذي‪.‬‬ ‫(‪ )139‬الزركشي في‬
‫‪ ،‬صفة القيامة والرقائق والورع ‪.4226‬‬ ‫(‪)140‬‬
‫ابن كثير ‪.345 :3‬‬ ‫(‪)141‬‬
‫‪.81‬‬ ‫(‪)142‬‬
‫‪.68 :8‬‬ ‫مسلم‪ ،‬طلق ‪2695‬؛‬ ‫(‪)143‬‬
‫للية ‪ 128‬من سورة‬ ‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪23969‬؛ راجع‬ ‫(‪)144‬‬
‫النساء‪.‬‬
‫(‪ ،)299 :3‬فيقول‪« :‬شيخ كبير»‪.‬‬ ‫(‪ )145‬يصفه‬
‫(‪.)300 - 299 :3‬‬ ‫(‪)146‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)147‬‬
‫‪)217‬؛ «سرية‬ ‫(‪ )148‬إنها ليست «سوى جارية قبطية غريبة‪ ،‬أهداها سيّد إلى سيّد» (‬
‫للنصصبي‪ ،‬لم تحصصظ بقلب أم المؤمنيصصن [زوجصصة]‪ ،‬لكنهصصا حظيصصت دونهصصن جميعًا بشرف أمومتهصصا لبنصصه ابراهيصصم»‬
‫‪.)1912 :4‬‬ ‫(‬
‫(‪.)300 - 299 :3‬‬ ‫(‪)149‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)150‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)151‬‬
‫(‪ )152‬الطصصصصصصصصصصصصصصصبري‪،‬‬
‫‪- 449 :1‬‬ ‫ص‪ .109‬أنظصر أيضاً‪:‬‬
‫‪135‬؛‬ ‫‪153 :8‬؛ ‪171 :8‬؛‬ ‫‪450‬؛‬
‫‪984‬؛‬ ‫‪543 :5‬؛‬ ‫‪80 ،9‬؛‬
‫‪.255 :5‬‬
‫القرطصبي لليصة ‪1‬‬ ‫‪305 - 303 :5‬؛ راجصع أيضاً‪،‬‬ ‫(‪)153‬‬
‫من سورة التحريم‪ ،‬حيث يورد النص عن ابن اسحاق‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)154‬‬
‫‪.303 :5‬‬ ‫(‪)155‬‬
‫‪171 :8 ،107 :1‬؛‬ ‫‪140‬؛ راجصصصع‪:‬‬ ‫(‪)156‬‬
‫‪ ،‬ترجمة مارية‪.‬‬ ‫‪450 - 449 :1‬؛‬
‫‪.108 :1‬‬ ‫‪345 :3‬؛ راجع‬ ‫(‪)157‬‬
‫‪29 :2 :27 :36‬؛ ‪.4 :5 :241 :22‬‬ ‫(‪563 - 562 :4 )158‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬
‫(‪ )159‬وفي رواية أخرى لبن عباس‪« :‬وهو يطأ مارية»‪ .‬وتضيف أنه أخبرها بخلفة أبي بكر وعمر بعده‪.‬‬
‫‪.)563 :4‬‬ ‫وتجعل عائشة تقول له‪ :‬ل أنظر إليك حتى تحرّم مارية!!! فحرمها (‬
‫(‪ )160‬يقول الحسصن‪« :‬لم يكفّر‪ ،‬لنصه كان مغفورًا له مصا تقدّم مصن ذنبصه ومصا تأخصر‪ ،‬وإنمصا هصو تعليصم للمؤمنيصن»‬
‫‪ .)563 :4‬ويقول مقاتصصصصصل‪« :‬إن رسصصصصصول ال أعتصصصصصق رقبصصصصصة فصصصصصي تحريصصصصصم ماريصصصصصة»‬ ‫(‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫‪ ،563 :4‬هامش ‪.1‬‬ ‫(‪)161‬‬
‫القرطبي لسورة التحريم‪ ،‬الية ‪.2‬‬ ‫(‪)162‬‬
‫(‪ )163‬في رواية أخرى‪ ،‬عن بعض آل عمر‪ ،‬تقول حفصة‪« :‬لقد جئت أمرًا ما جئته إلى أحد من نسائك! في‬
‫‪ ،563 :4‬هامش ‪.)2‬‬ ‫بيتي وعلى فراشي وفي دولتي!» (‬
‫‪.563 :4‬‬ ‫(‪)164‬‬
‫(‪.151 - 150 - 8 )165‬‬
‫‪.151 :8‬‬ ‫(‪)166‬‬
‫‪8‬‬ ‫(‪ )167‬في إحدى الروايات‪ ،‬تقول عائشة‪« :‬ل أقبل دون أن تحلف لي! قال‪ :‬وال‪ ،‬ل أمسها أبداً» (‬
‫‪.)151 :‬‬
‫‪.151 - 150 :8‬‬ ‫(‪)168‬‬
‫‪.189 - 188‬‬ ‫‪150 - 149 :8‬؛ راجع‬ ‫(‪)169‬‬
‫(‪ )170‬قال مالك بصن أنصس‪« :‬الحرام حلل فصي الماء!!! فإذا قال رجصل لجاريتصه؛ أنصت حرام عليصّ! فليصس ذلك‬
‫‪.)150 :8‬‬ ‫بشيء! وإذا قال‪ :‬وال ل أقربك! فعليه الكفارة» (‬
‫سورة التحريم‪ ،‬الية ‪.3‬‬ ‫(‪)171‬‬
‫سورة التحريم‪ ،‬الية ‪.3‬‬ ‫(‪)172‬‬
‫(‪.634 :4 )173‬‬
‫(‪.641 :4 )174‬‬
‫(‪.101 :28 )175‬‬
‫‪ ،‬يقال‪ « :‬كان رسول ال (ص) قد خل بمارية القبطية قبل أن تلد‬ ‫(‪ )176‬في‬
‫ابراهيم‪ ،‬فاطلعت عليه عائشة‪ ،‬فوجدت عليه‪ ،‬فحلف لها أل يقربها بعد » (‪.)8291 :294 :14 :15‬‬
‫(‪« )177‬قال رسصول ال (ص)‪ :‬اكتمصي علي ول تذكري لعائشصة! فذكرت حفصصة لعائشصة‪ ،‬فغضبصت عائشصة‪ ،‬فلم‬
‫‪ 125 :8‬ط أوروبا)‪.‬‬ ‫تزل بنبي ال (ص) حتى حلف أن ل يقربها» (‬
‫سورة الحزاب‪ ،‬الية ‪.1‬‬ ‫(‪)178‬‬
‫الطبري في تفسير الية‪.‬‬ ‫القرطبي‬ ‫الجللين‬ ‫(‪ )179‬يذكر هذا أيضاً‬
‫‪566 :4‬؛‬ ‫ابصصصصصصن كثيصصصصصصر ‪639 :1‬؛‬ ‫(‪ )180‬راجصصصصصصع‪:‬‬
‫لصصصديق حسصصن خان ‪480 :9‬؛‬ ‫للكلبصصي ‪131 :4‬؛‬
‫الرازي ‪332 :8‬؛‬ ‫أبصصصي السصصصصعود بهامصصصش‬ ‫الرازي ‪332 :8‬؛‬
‫القرطصصصصصصبي ‪ 177 :18‬و‪188‬؛‬ ‫‪ 239 :6‬و‪432‬؛‬
‫البخاري ‪137 :3‬‬ ‫الطبري ‪105 - 104 :28‬؛‬ ‫للشوكاني ‪250 :5‬؛‬
‫و‪ 138‬ك التفسصصصير ب‪ 2‬وب‪3‬؛ ‪ 22 :4‬ك اللباس‪ ،‬ب مصصصا كان يتجوز رسصصصول ال فصصصي اللباس والزينصصصة؛‬
‫أحمد ‪.48 :1‬‬ ‫مسلم ك الطلق ح‪ 31‬و‪ 32‬و‪ 33‬و‪34‬؛‬
‫‪.638 :4‬‬ ‫(‪)181‬‬
‫‪.571 :4‬‬ ‫(‪)182‬‬
‫‪566 :4‬؛‬ ‫(‪ )183‬أنظصصصصصصصصصصصصصصصر ايض ًا بشأن هذه المسصصصصصصصصصصصصصصصألة‪:‬‬
‫القرطبي ‪202 :18‬؛‬ ‫الرازي ‪332 :8‬؛‬ ‫‪131 :4‬؛‬
‫ابن كثير ‪.388 :5‬‬ ‫‪252 :5‬؛‬
‫(‪ )184‬يقول ابصن أبصي الحديصد‪« :‬وكان مصن أمرهصا [عائشصة] وأمصر حفصصة ومصا جرى لهمصا مصع رسصول ال (ص)‬
‫فصي المصر الذي أسصرّه على إحداهمصا‪ ،‬مصا قصد نطصق الكتاب العزيصز بصه‪ .‬واعتزل رسصول ال (ص) نسصاءه كلهصن‪،‬‬
‫‪.)23 :14‬‬ ‫واعتزلهما معهن‪ ،‬ثم صالحهن‪ .‬وطلّق حفصة‪ ،‬ثم راجعها» (‬
‫الية ‪ 4‬من سورة التحريم‪.‬‬ ‫(‪)185‬‬
‫‪.262 - 261 :3‬‬ ‫(‪)186‬‬
‫ابن كثير ‪.638 :4‬‬ ‫(‪ )187‬أدب ‪3240‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬
‫(‪ )188‬لكن هذا النص‪ ،‬الذي يُقدّم لنا ضمن سياق الحديث عن سبب نزول اليات الولى من سورة التحريم‪،‬‬
‫للية ‪ 28‬من سورة الحزاب‪ :‬بعد أن يقول‬ ‫نجده عند القرطبي والطبري‪ ،‬ضمن إطار‬
‫القرطبي إن بعض نساء النبي « سألنه شيئاً من عرض الدنيا؛ وقيل‪ :‬زيادة في النفقة؛ وقيل‪ :‬أذينه بغيرة‬
‫بعضهن على بعض »‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬يحدد الطبري أن عائشة هي التي « سألت رسول ال (ص) شيئاً‬
‫مصن عرض الدنيصا‪ :‬إن زيادة فصي النفقصة أو غيصر ذلك‪ ...‬وقيصل سبب ذلك كانصت غيرة غائشصة غارتهصا »‪ .‬وربمصا‬
‫أن كثرة هذه التناقضات فصصي محاولت تفسصصير سصصبب نزول اليات الولى مصصن سصصورة التحريصصم‪ ،‬ل توحصصي إل‬
‫بارتباك أصصحابها أمام مواجهتهصم لوقائع سصياق النصص‪ ،‬وجهودهصم غيصر المجديصة فصي خلق تفاسصير موازيصة‪،‬‬
‫كالمغافير والنفقة وما شابه‪ ،‬تغطي على الصل الحقيقي المتعلق بحفصة ومارية وعائشة‪ .‬وتتفق المصادر‬
‫الشيعيصة عموماً بأن سصورة التحريصم فصي آياتهصا الولى نزلت فصي مسصألة مضاجعصة النصبي لجاريتصه فصي بيصت‬
‫على سصبيل المثال‪ « :‬إن تتوبصا‪ ...‬اتفصق النقصل على أنهمصا عائشصة‬ ‫حفصصة أو عائشصة؛ يقول‬
‫مفسراً الية فيقول‪« :‬‬ ‫وحفصة زوجا رسول ال (ص) » (‪ .)331 :19‬ويمضي‬
‫الصصغو الميصل‪ ،‬والمراد بصه الميصل إلى الباطصل والخروج عصن السصتقامة‪ ،‬وقصد كان مصا كان منهمصا مصن إيذائه‬
‫والتظاهر عليه (ص) من الكبائر‪ ،‬وقد قال تعالى‪ :‬إن الذين يؤذون ال ورسوله لعنهم ال في الدنيا والخرة‬
‫هذه القصصصصة‬ ‫وأعصصصد لهصصصم عذاباً مهينصصصا [أحزاب ‪ .» ...]57‬ويناقصصصش الطباطبائي صصصصاحب‬
‫بعقلنيصصة مشهودة فيؤكصصد أن حكايصصة قول النصصبي لحفصصصة بأن أباهصصا وأبصصا بكصصر الخليفتان بعده مختلقصصة تماماً؛‬
‫ويدعصم رأيصه هذا بنصص مفاده أن عمصر بصن الخطاب حيصن سصأله ابصن عباس عصن المرأتيصن قال إنهمصا عائشصة‬
‫وحفصصة‪ ،‬دون أن يذكصر مسصألة الخلفصة ل مصن قريصب ول مصن بعيصد‪ .‬كذلك ينفصي أن تكون لقصصة عمصر بصن‬
‫الخطاب حول نسصاء قريصش اللواتصي تعلمصن مصن نسصاء المدينصة كيصف يغلبصن أزواجهصن أدنصى علقصة بسصورة‬
‫التحريم معتمداً في ذلك على حجة منطقية‪ ،‬تفيد بأن التحريم في قصة عمر كان لعامة أزواجه في حين أن‬
‫‪.339 - 337 :19‬‬ ‫التوبة طُلبت من اثنتين فقط؛ راجع‬
‫‪.795 - 794 :3‬‬ ‫(‪)189‬‬
‫‪.146 :8‬‬ ‫(‪)190‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.22921‬‬ ‫ابن كثير ‪419 :1‬؛‬ ‫(‪ )191‬راجع أيضاً‪:‬‬
‫الطبري ‪.362 :2‬‬ ‫‪145 :2‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)192‬‬
‫‪.109 :1‬‬ ‫(‪)193‬‬
‫اليعقوبصصصصصصي ‪87 :2‬؛‬ ‫‪450 - 449 :1‬؛‬ ‫(‪ )194‬راجصصصصصصع‪:‬‬
‫‪ ،‬تقول عائشصة للنصبي‪ « :‬إن ابراهيصم ليصس‬ ‫‪346 :3‬؛ فصي نصص‬
‫منك‪ ،‬وإنه من فلن القبطي » ‪.67 :4 :301 :38‬‬
‫‪ « :‬إن عائشصة قالت لرسصول ال‬ ‫(‪305 - 304 :5 )195‬؛ يقول‬
‫(ص) إن ماريصة يأتيهصا ابصن عصم لهصا‪ ،‬فلطختهصا بالفاحشصة‪ ،‬فغضصب رسصول ال (ص) وقال‪ :‬إن كنصت صصادقة‬
‫فأعلميني إذا دخل‪ ،‬فمر صدفة فلما دخل عليها أعلمت رسول ال (ص)‪ ،‬فدعا أمير المؤمنين (ع) وقال‪ :‬خذ‬
‫هذا السيف‪ ...‬الخ » (‪.)96 :220 :76 :42 :18‬‬
‫مسصصصصصصصلم ‪ ،119 :8‬ط مشكول؛‬ ‫‪39 :4‬؛ راجصصصصصصصع‪:‬‬ ‫(‪ )196‬الحاكصصصصصصصم‪،‬‬
‫‪334 :3‬؛‬ ‫‪ 411 :4‬و ‪412‬؛‬
‫‪212 :2‬؛‬ ‫‪ 309 :3‬و‪312‬؛‬
‫‪542 :5‬؛ ‪544‬؛ =‬
‫‪240 :6‬؛ تاريصصصخ اليعقوبصصصي‬ ‫‪161 :9‬؛‬ ‫= ‪268 :2‬؛‬
‫‪3‬‬ ‫القمي ‪ 99 :2‬و ‪318‬؛‬ ‫‪87:2‬؛ من أجل مصادر للشيعة؛ راجع‪:‬‬
‫‪:15‬‬ ‫‪581 :3‬؛‬ ‫‪ 126 :‬و ‪205 :4‬؛‬
‫‪.103‬‬
‫‪.142 - 141‬‬ ‫(‪)197‬‬
‫‪:2‬‬ ‫ق‪58 - 57 :1‬؛ راجصصع‪:‬‬ ‫(‪)198‬‬
‫الطبري ‪.421 :2‬‬ ‫‪178‬؛‬
‫‪.300 :3‬‬ ‫(‪)199‬‬
‫‪.297‬‬ ‫(‪)200‬‬
‫‪ ،‬وقال‪ :‬أخرجصه ابصن عبصد الحكصم فصي فتوح مصصر‬ ‫(‪ )201‬ذكره الحافصظ بن حجصر العسصقلني فصي‬
‫‪.‬‬ ‫والطبراني في‬
‫لبن أبي الحديد ‪.296 :3‬‬ ‫ا‬ ‫(‪)202‬‬
‫‪ « « :‬إن الذيصصن جاؤوا‬ ‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند النصصصار ‪25101‬؛ يقول‬ ‫(‪)203‬‬
‫بالفصك » أن العامصة روت أنهصا نزلت فصي عائشصة ومصا رميصت بصه فصي غزوة بنصي المصصطلق مصن خزاعصة‪ ،‬وأمصا‬
‫الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة » ‪.19 :1 :316 :20‬‬
‫أبي داود ‪. 2772‬‬ ‫أحمد‪ ،‬باقي مسند النصار ‪25101‬؛ قريب منه أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)204‬‬
‫(‪.152 - 151 :5 )205‬‬
‫‪114‬؛ راجصصصع أيضاً‪،‬‬ ‫‪209‬؛‬ ‫(‪)206‬‬
‫‪.30 :722 :562 :33‬‬
‫‪.370 :4‬‬ ‫(‪)207‬‬
‫‪.115 :8‬‬ ‫(‪)208‬‬
‫‪ 115 :8‬أخرجصه ابصن جريصر وغيره؛ راجصع‪:‬‬ ‫(‪)209‬‬
‫‪95 - 94‬؛‬ ‫‪ ،‬ترجمصصة أسصصماء بنصصت النعمان ‪17 :4‬؛‬ ‫‪128‬؛ ابصصن حاكصصم‪،‬‬
‫اليعقوبصي ‪:2‬‬ ‫‪79 :13‬؛‬ ‫الطصبري ‪614:11‬؛ الطصبري فصي‬
‫‪ 85‬لكن الرواية هنا تختلف قليلً حيث يقال إن أسماء استعاذت منه وجونية أخرى زينتها عائشة وحفصة؛‬
‫‪ ،‬الحدث لكنصه يدعصو المصصرأة بالعامريصة ( ‪)3 :421 :5‬؛ أمصا المرجصصع‬ ‫يذكصر المرجصع الشيعصي‪،‬‬
‫‪ ،‬فيقول إن اسصمها سصاه مصن عامصر مصن بنصي صصعصعة‪:14 ،‬‬ ‫الشصيعي الخر‪،‬‬
‫‪17009 :278 :2‬؛ ويقول إن ابنصصصصصصصة الجون مصصصصصصصن كندة‪ ،‬قالت‪ « :‬لو كان نصصصصصصصبياً مصصصصصصصا مات ابنصصصصصصصه‬
‫)‪.‬‬ ‫»(‬
‫‪.116 :8‬‬ ‫(‪)210‬‬
‫‪.126‬‬ ‫(‪)211‬‬
‫‪ ،‬طلق ‪2040‬؛ ‪ ،2027‬حيث يرد اسمها «عمرة بنت الجون»‪ .‬ويقال إن‬ ‫(‪ )212‬راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪ ،‬طلق ‪4852‬؛‬ ‫النصصصبي «أمصصصر أسصصصامة أو أنسصصصًا فمتعهصصصا بثلثصصصة أثواب رازقيصصصة»؛ أنظصصصر‪:‬‬
‫‪.106 - 104‬‬
‫‪.105‬‬ ‫(‪)213‬‬
‫‪:8‬‬ ‫‪ ،294 :6‬ح ‪5084‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪ )214‬المتقي الهندي‪،‬‬
‫‪.132‬‬ ‫‪486 :5‬؛‬ ‫‪115‬؛‬
‫‪ ،‬طلق ‪.3364‬‬ ‫(‪)215‬‬
‫ابصن كثيصر‬ ‫الذهصبي ‪335 :1‬؛‬ ‫‪148 :8‬؛‬ ‫(‪ )216‬راجصع‪:‬‬
‫‪392 :4‬؛‬ ‫الطصصصصصصصصصصصصصبري ‪340 :2‬؛ ‪596:11‬؛‬ ‫‪299 :5‬؛‬
‫‪.458 :1‬‬
‫‪ 362 :4‬و ‪ 784‬و‬ ‫‪154 :8‬؛ راجصصع‪ :‬ابصصن حجصصر‪،‬‬ ‫(‪)217‬‬
‫‪.411‬‬ ‫أحمد ‪261 ،132 :6‬؛‬ ‫‪ 1347‬لكن السم مختلف؛‬
‫‪.180 :2‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫‪.225 :5‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫‪.135 :8‬‬ ‫( ‪)3‬‬
‫‪.135 :8‬‬ ‫( ‪)4‬‬
‫‪.135 :8‬‬ ‫( ‪)5‬‬
‫‪.156 :8‬‬ ‫( ‪)6‬‬
‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند النصصصار ‪24293 ،24472‬؛‬ ‫‪ ،‬نكاح ‪2153‬؛‬ ‫(‪ )7‬انظصصر‪ ،‬مثلً‪:‬‬
‫‪ ،‬أدب ‪.3140‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.24658‬‬ ‫( ‪)8‬‬
‫‪ 275 :59‬باب ‪.25‬‬ ‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪23083‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬ ‫( ‪)9‬‬
‫‪.98 - 97 :2‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫‪.474‬‬ ‫لبن أبي الحديد ‪22 :14‬؛‬ ‫(‪)11‬‬
‫(‪ )1‬ابن منظور ‪.71 :13‬‬
‫‪1222‬؛ مصصصن أجصصصل مرجصصصع شيعصصصي‪ ،‬أنظصصصر‪:‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫‪.3 :1 :135 :28‬‬
‫‪.168 :2‬‬ ‫( ‪)3‬‬
‫أحمصصصصصصصد ‪ 45 :6‬و‪144‬؛‬ ‫مسصصصصصصصلم ‪ ،110 :7‬باب فضائل أبصصصصصصصي بكصصصصصصصر؛‬ ‫( ‪)4‬‬
‫‪ ،317 ،139 :6‬ح‬ ‫‪ 128 - 127 :2‬ط ليدن؛‬
‫‪.342 :3‬‬ ‫‪5283‬؛‬
‫البخاري‪ ،‬باب قول المريصض إنصي وجصع ورأسصاه؛ ‪ 146 :4‬باب السصتخلف مصن القاسصم؛ راجصع‪:‬‬ ‫( ‪)5‬‬
‫البخاري‪ ،‬نكاح ‪220 :9‬؛ ‪240‬؛‬ ‫للذهصصبي‪ ،‬زمصصن معاويصصة ‪256‬؛‬
‫مسلم‪ ،‬فضائل الصحابة ‪.2448‬‬
‫‪.156 :3‬‬ ‫‪268 - 267 :2‬؛‬ ‫( ‪)6‬‬
‫‪.175 :8‬‬ ‫( ‪)7‬‬
‫‪:7‬‬ ‫‪ 71‬و‪75‬؛‬ ‫‪67 :8‬؛ الزركشي في‬ ‫( ‪)8‬‬
‫‪ ،‬ترجمصصصصة عائشصصصصة ‪349 :4‬؛‬ ‫‪118 :5‬؛‬ ‫‪116‬؛‬
‫لبصن‬ ‫‪8 :4‬؛‬ ‫الطصبري ‪161 :4‬؛ ابصن الثيصر ‪247 :2‬؛‬
‫‪ 454‬و ‪ 457‬و ‪446‬؛ الماوردي‪،‬‬ ‫أبصصصصصصصصصصصصصي الحديصصصصصصصصصصصصصد ‪154 :3‬؛ البلذري‪،‬‬
‫‪.222‬‬
‫‪.351 :2‬‬ ‫( ‪)9‬‬
‫‪.231 :3‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫‪.8 :4‬‬ ‫‪133 :2‬؛‬ ‫(‪)11‬‬
‫‪« :)153 :2‬فرض [عمصصر] لمهات المؤمنيصصن سصصتة آلف سصصتة آلف‪،‬‬ ‫(‪ )12‬يقول اليعقوبصصي (‬
‫ولعائشصة وأم حبيبصة فصي اثنصي عشصر ألفاً‪ ،‬ولصصفية وجويريصة فصي خمسصة آلف خمسصة آلف»‪ .‬راجصع أيضاً‪:‬‬
‫‪ .296 - 295 :5‬ويقول كتاب الموال إن عمصصر «حيصصن دون الدواويصصن‪ ،‬فرض لزواج‬
‫رسصول ال (ص)‪ ،‬اللتصي نكصح نكاحاً‪ ،‬فصي اثنصي عشصر ألف درهصم اثنصي عشصر ألف درهصم‪ ،‬وفرض لجويريصة‬
‫وصفية ستة آلف ستة آلف‪ ...‬فرفضت الخيرتان أن تقبل» (‪.)321 - 320‬‬
‫لبن أبي الحديد ‪.260 :12‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫(‪.573 :1 )14‬‬
‫أحمصصصصد ‪63 :6‬؛‬ ‫‪128 :2‬؛‬ ‫مسصصصصلم ‪110 :7‬؛‬ ‫(‪)15‬‬
‫‪ 428 :6‬ح‪.6385‬‬ ‫‪78 :3‬؛‬
‫(‪ )16‬يروى أن النبي قال لهن‪« :‬أيكن اتقت ال‪ ،‬ولم تأت بفاحشة مبينة‪ ،‬ولزمت ظهر حصيرها‪ ،‬فهي زوجتي‬
‫‪.)208 :8‬‬ ‫في الخرة» (‬
‫‪.208 :8‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫البخاري ‪- 66 :4‬‬ ‫‪75 :4‬؛‬ ‫‪337 :3‬؛‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪ 70‬ط بومباي ‪.1270‬‬
‫‪.277 - 276 :3‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪.80‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫‪:1‬‬ ‫الطصبري ‪34 :3‬؛‬ ‫‪277 - 275 :4‬؛‬ ‫(‪)24‬‬
‫‪.189 :3‬‬
‫‪.166 :8‬‬ ‫(‪ )1‬راجع‪:‬‬
‫‪« :)13 - 12 :11‬وكان عمر قد حجر على أعلم قريش من‬ ‫(‪ )2‬يروي ابن أبي الحديد (‬
‫المهاجرين الخروج في البلدان إل بإذن وأجل‪ ...‬فلمّا ولي عثمان‪ ،‬لم يأخذهم بالذي كان عمر يأخذهم به‪...‬‬
‫فخالطهصم الناس وأفسصدوهم‪ ،‬وحبّبوا إليهصم الملك والرئاسصة ‪ -‬لسصيما مصع الثروة العظيمصة التصي حصصلت لهصم‪.‬‬
‫والثراء مفسدة‪ ،‬وأية مفسدة! وحصل لطلحة والزبير من ذلك ما لم يحصل لغيرهما ثروة ويساراً»‪.‬‬
‫(‪ )3‬روى عامصر عصن الشعصبي‪« :‬مصا قتصل عمصر بصن الخطاب حتصى ملّتصه قريصش واسصتطالت خلفتصه‪ ،‬وقصد كان يعلم‬
‫فتنتهم‪ ،‬فحصرهم في المدينة‪ ،‬وقال لهم‪ :‬إن أخوف ما أخاف علصى هذه المة انتشصصاركم في البلد‪ .‬وإن كصان =‬
‫= الرجصل ليسصتأذن فصي الغزو‪ ،‬فيقول‪ :‬إنّص لك فصي غزوك مصع رسصول ال (ص) مصا يكفيصك‪ ،‬وهصو خيصر لك أل ترى‬
‫الدنيا وتراك‪ .‬فكان يفعل هذا بالمهاجرين من قريش‪ ،‬ولم يكن يفعله بغيرهم من أهل مكة‪ .‬فلما ولي عثمان‪،‬‬
‫خلّى عنهصم‪ ،‬فانتشروا فصي البلد‪ ،‬وخالطهصم الناس‪ ،‬وأفضصى المصر إلى مصا أفضصى إليصه‪ .‬وكان عثمان أحصب إلى‬
‫‪.)159 :2‬‬ ‫الرعية من عمر» (‬
‫‪.45 :1‬‬ ‫( ‪)4‬‬
‫‪.46 :1‬‬ ‫( ‪)5‬‬
‫الطبري ‪.97 :5‬‬ ‫( ‪)6‬‬
‫مسصلم‪ ،‬فضائل‬ ‫‪2 :5‬؛ راجصع‪:‬‬ ‫أحمصد ‪167 :6‬؛‬ ‫( ‪)7‬‬
‫الصحابة ‪.4415‬‬
‫أحمد ‪.105 :6‬‬ ‫مسلم ‪117 :7‬؛ باب فضائل عثمان؛‬ ‫( ‪)8‬‬
‫‪376 :6‬؛ ‪ ،148 :6‬ح‬ ‫أحمصصد ‪62 :6‬؛‬ ‫مسصصلم ‪116 :7‬؛‬ ‫( ‪)9‬‬
‫ابصصصن عسصصصاكر‪ ،‬ترجمصصصة‬ ‫‪ 2 :5‬و‪17‬؛‬ ‫‪ 2413‬و‪ 2417‬و‪5094‬؛‬
‫عثمان‪.‬‬
‫اليعقوبصصصصصصصصصي ‪150 :2‬؛‬ ‫‪54 :5‬؛ راجصصصصصصصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫‪.438 :1‬‬ ‫‪168 :4‬؛‬
‫‪.28 :5‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫الطبري ‪.239 :4‬‬ ‫‪75 :3‬؛‬ ‫(‪)13‬‬
‫‪.75 :3‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫اليعقوبي ‪.164 :2‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫الطبري ‪.239 :4‬‬ ‫‪75 :3‬؛‬ ‫(‪)16‬‬
‫أكثم ‪.155‬‬ ‫اليعقوبي ‪132 :2‬؛‬ ‫(‪)17‬‬
‫المسعودي ‪.434 :1‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب بركة المغازي ‪.21 :5‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫‪.43 :1‬‬ ‫(‪)20‬‬
‫(‪ 77 :3 )21‬ط ليدن‪.‬‬
‫(‪.249 :7 )22‬‬
‫‪ 158 :3‬ط ليدن‪.‬‬ ‫(‪ )23‬راجع‬
‫‪279 :2‬؛‬ ‫‪434 :1‬؛‬ ‫البلذري ‪7 :5‬؛‬ ‫(‪)24‬‬
‫للخزرجصصصي‬ ‫‪18 :1‬؛‬ ‫‪258 :2‬؛‬
‫‪.152‬‬
‫(‪ )25‬روى الطبري أن عثمان كان له على طلحصة خمسون ألفاً‪ ...‬فقال له طلحصة‪ :‬قد تهيصأ مالك فاقبضه! فقال‪:‬‬
‫‪.5 :10‬‬ ‫الطبري ‪404 :4‬؛‬ ‫هو لك يا أبا محمد‪ ،‬معونة لك على مروءتك‪.‬‬
‫وروى الطصصصصصصصبري أيض ًا أن طلحصصصصصصصة باع أرضاً له مصصصصصصصن عثمان بسصصصصصصصعمائة ألف‪ ،‬فحملهصصصصصصصا إليصصصصصصصه‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.35 :9‬‬ ‫(‪)26‬‬
‫اليعقوبصي‬ ‫‪434 :1‬؛‬ ‫‪ 96 :3‬ط ليدن؛‬ ‫(‪)30‬‬
‫للمحصب الطصبري‬ ‫لبصن الجوزي ‪138 :1‬؛‬ ‫‪146 :2‬؛‬
‫‪.291 :2‬‬
‫‪.434 :1‬‬ ‫(‪)32‬‬
‫‪.12 :1‬‬ ‫(‪ )33‬الذهبي‪،‬‬
‫‪.248 :16‬‬ ‫‪ 53 :3‬ط ليدن؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)34‬‬
‫‪.433 :1‬‬ ‫(‪)35‬‬
‫‪.433 :1‬‬ ‫(‪)36‬‬
‫‪.126 :1‬‬ ‫(‪)37‬‬
‫‪.90 :1‬‬ ‫‪46 :1‬؛‬ ‫(‪)38‬‬
‫‪.70 :3‬‬ ‫(‪)39‬‬
‫(‪ )40‬لكصن أحصد المصصادر الشيعيصة يقول إن الية « نزلت فصي ماريصة القبطيصة أم ابراهيصم‪ ،‬وكان سبب ذلك أن عائشصة‬
‫قالت لرسول ال (ص) إن إبراهيم (ع) ليس هو منك وإنما هو من جريح القبطي‪ ،‬فإنه يدخل إليها في كل يوم‪،‬‬
‫‪:22‬‬ ‫فغضب رسول ال (ص)‪ ،‬وقال لمير المؤمنين [علي]‪ :‬خذ السيف‪ ...‬الخ » (‬
‫‪.)1 :8 :153‬‬
‫ابصصصصصن هشام ‪385 :1‬؛ ‪25 :2‬؛ تفسصصصصصير اليصصصصصة عنصصصصصد‪:‬‬ ‫(‪ )41‬راجصصصصصع‪:‬‬

‫‪ .‬راجصصصصصع أيضاً‪:‬‬
‫صص ‪ 61‬و‪.90‬‬
‫(‪ )42‬لم يعزل عثمان سصعداً فقصط‪ ،‬بصل عزل أيضًا كصل الولة الذيصن كان عمصر قصد عيّنهصم‪ ،‬باسصتثاء قريبصه معاويصة‪:‬‬
‫عيّن ابصن خاله عبصد ال بصن عامصر بصن كريصز والياً على البصصرة‪ ،‬وكان عمره خمسصة وعشريصن عاماً؛ وعيصن‬
‫أخاه في الرضاعة عبد ال بن سعد بن أبي سرح على مصر‪.‬‬
‫‪604 :2‬؛‬ ‫‪31 ،29 :5‬؛‬ ‫(‪ )43‬راجصصصصصصصصصصع‪:‬‬
‫‪.336 - 335 :2‬‬
‫‪.272 :2‬‬ ‫‪36 :5‬؛‬ ‫(‪ )44‬راجع‪:‬‬
‫ابصصن سصصعد؛ البلذري‪،‬‬ ‫؛‬ ‫(‪ )45‬راجصصع ترجمصصة ابصصن مسصصعود فصصي كصصل مصصن‪:‬‬
‫اليعقوبصصي ‪:2‬‬ ‫‪272 :2‬؛‬ ‫‪36 :5‬؛‬
‫‪.13 :3‬‬ ‫ابن كثير ‪163 :7‬؛‬ ‫‪167‬؛‬
‫اليعقوبي ‪.170 :2‬‬ ‫(‪)46‬‬
‫‪ .45 :3‬لبصد أن نلحصظ هنصا‪ ،‬أن مصصحف ابصن مسصعود‪ ،‬يختلف كثيرًا عصن المصصحف‬ ‫(‪)47‬‬
‫العثماني‪ ،‬كما يخبرنا بذلك التقليد السلمي ذاته‪.‬‬
‫‪237 - 236 :1‬؛ فضائل ابصن مسصعود فصي‬ ‫الخميصس ‪268 :2‬؛‬ ‫(‪ )48‬راجصع‪:‬‬
‫‪.54 :7‬‬ ‫‪213 :3‬؛‬
‫(‪ )49‬في ذلك يقول الحطيئة‪:‬‬
‫أن الوليصصصصصصصصد أحصصصصصصصصق بالعذر‬ ‫«شهصصد الحطيئة يوم يلقصصى‬
‫ربصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه‬

‫أأزيدكصصصصصصم؟ ثملً ومصصصصصصا يدري‬ ‫نادى وقصصصد نفدت صصصصلتهم‬

‫منصصصصصه لزادهصصصصصم على عشصصصصصر‬ ‫ليزيدهصصصصصصصم خيرًا ولو قبلوا‬

‫لقرنصصصت بيصصصن الشفصصصع والوتصصصر‬ ‫فأبوا أبصصصا وهصصصب ولو فعلوا‬

‫خلوا عنانصصصصصك لم تزل تجري»‬ ‫حبسصصصوا عنانصصصك إذ جريصصصت‬


‫ولو‬
‫‪.)18 :43 :3‬‬ ‫(‬
‫‪.342 :2‬‬ ‫(‪)50‬‬
‫‪:5‬‬ ‫‪435 :1‬؛‬ ‫‪180 :4‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)51‬‬
‫‪.33‬‬
‫اليعقوبي ‪.203 :2‬‬ ‫‪33 :5‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)52‬‬
‫‪.35 :5‬‬ ‫(‪)53‬‬
‫اليعقوبي ‪.142 :2‬‬ ‫(‪)54‬‬
‫‪.375 - 373 :1‬‬ ‫(‪ )55‬راجع‪:‬‬
‫اليعقوبي ‪.173 - 172 :2‬‬ ‫(‪ )56‬راجع‪:‬‬
‫(‪.114 :2 )57‬‬
‫‪.343 - 342 :4‬‬ ‫(‪)58‬‬
‫(‪ )59‬يظهر أن عائشة وحفصة كانتا متعاونتين أيض ًا ضد عثمان‪ .‬يقول ابن أبي الحديد‪« :‬ثم أقيمت الصلة‪،‬‬
‫فتقدم عثمان‪ ،‬فصصلّى بهصم‪ ،‬فلمصا كبّر‪ ،‬قالت امرأة مصن حجرتهصا‪ :‬يصا أيهصا الناس! ثصم تكلمصت‪ ...‬ثصم قالت‪ :‬تركتصم‬
‫أمر ال وخالفتم عهده! ثم صمتت وتكلمت امرأة أخرى بمثل ذلك‪ .‬فإذا هما عائشة وحفصة؛ فسلّم عثمان‪،‬‬
‫‪.)5 :9‬‬ ‫ثم‪ ...‬قال‪ :‬إن هاتين لفتانتان! يحلّ لي سبهما!!! وأنا بأصلهما عالم» (‬
‫‪272 :2‬؛‬ ‫‪49 :5‬؛‬ ‫(‪ )60‬راجصصصصصصصصع‪:‬‬
‫‪.51 :1‬‬ ‫‪372 :1‬؛‬
‫‪.51 :1‬‬ ‫(‪ )61‬راجع‪:‬‬
‫‪.378 - 377 :1‬‬ ‫(‪ )62‬راجع‪:‬‬
‫‪40 - 39 :5‬؛‬ ‫‪387 - 384 :1‬؛‬ ‫(‪ )63‬راجصصصصع‪:‬‬
‫‪.131 - 130 :2‬‬
‫‪.42 - 41 :5‬‬ ‫(‪ )64‬راجع‪:‬‬
‫‪.391 :1‬‬ ‫(‪ )65‬راجع‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )66‬راجع‬
‫‪.392 :1‬‬ ‫(‪ )67‬راجع‪:‬‬
‫‪.392 :1‬‬ ‫‪43 :5‬؛‬ ‫(‪ )68‬راجع‪:‬‬
‫‪ ،‬ترجمة عثمان ‪.246‬‬ ‫‪380 :3‬؛‬ ‫(‪ )69‬راجع‪:‬‬
‫(‪ )70‬لمصا بنصى عثمان داره بالمدينصة‪ ،‬أكثصر الناس عليصه فصي ذلك‪ ...‬فقال‪ :‬إن النعمصة إذا حدثصت‪ ،‬حدث لهصا حسصّاد‬
‫‪:9‬‬ ‫حَسصْبها‪ ...‬وهبونصي بنيصت منزلً مصن بيصت المال‪ :‬أليصس هصو لي ولكصم؟ (‬
‫‪.)6‬‬
‫ابصن‬ ‫الطصبري ‪93 :5‬؛‬ ‫‪50 :1‬؛‬ ‫(‪ )71‬راجصع‪:‬‬
‫‪374 - 372 :2‬؛‬ ‫‪283 :4‬؛‬ ‫سصصصصصعد ‪64 :3‬؛‬
‫‪.192 :7‬‬
‫(‪ )72‬فدك‪ ،‬باختصار‪ ،‬هي أرض استولى عليها النبي من اليهود‪ .‬ولما مات‪ ،‬جاءت فاطمة تطالب بها كحصة‬
‫مصن إرث والدهصا‪ ،‬فرفصض أبصو بكصر إعطاءهصا إياهصا‪ ،‬بحجصة أنّص النصبياء ل يورثون‪ .‬وماتصت فاطمصة «غاضبصة‬
‫عليه»‪ .‬راجع أيضاً‪ :‬الهامش ‪ 10‬من فصل عائشة وعلي‪.‬‬
‫ابصصصصصن قتيبصصصصصة ‪195‬؛‬ ‫‪199 - 198 :1‬؛‬ ‫(‪ )73‬أنظصصصصصر‪:‬‬
‫‪.30 :5‬‬
‫‪.16 :9‬‬ ‫(‪)74‬‬
‫‪.35 :3‬‬ ‫(‪)75‬‬
‫(‪« )76‬ادعصى [عمرو] على أهصل السصكندرية أنهصم نقضوا العهصد الذيصن كان عاهدهصم‪ ،‬فعمصد إليهصا‪ ،‬فحارب أهلهصا‬
‫وافتتحهصا‪ ،‬وقتصل المقاتلة وسصبى الذريصة‪ ،‬فنقصم ذلك عليصه عثمان‪ ،‬ولم يصصح عنده نقضهصم العهصد‪ ،‬فأمصر برد‬
‫السصبي الذي سصبوا مصن القرى إلى مواضعهصم‪ ،‬وولى عبصد ال بصن سصعد بصن أبصي سصرح العامري مصصر بدله»‬
‫‪ .)321 - 320 :6‬لذلك‪ ،‬لعب عمرو بن العاص دوراً هام ًا في قتل عثمان‪ .‬يروى أن‬ ‫(‬
‫الحسن قال له‪« :‬أمّا ما ذكرت من أمر عثمان‪ ،‬فأنت سعّرت عليه الدنيا ناراً‪ ،‬ثم لحقت بفلسطين‪ ،‬فلما أتاك‬
‫‪.)462 :2‬‬ ‫قتله‪ ،‬قلت‪ :‬أنا أبو عبد ال‪ ،‬إذا أنكأت قرحة أدميتها» (‬
‫‪.50 :5‬‬ ‫(‪ )77‬راجع‪:‬‬
‫أكثم ‪.47 - 46‬‬ ‫‪70 :3‬؛‬ ‫الطبري ‪118 :5‬؛‬ ‫(‪ )78‬راجع‪:‬‬
‫‪.46 - 45 :5‬‬ ‫(‪)79‬‬
‫‪.115 :5‬‬ ‫(‪)80‬‬
‫(‪.70 :5 )81‬‬
‫(‪.165 :1 )82‬‬
‫الطصصصصبري ‪97 - 96 :5‬؛‬ ‫‪60 :5‬؛‬ ‫(‪ )83‬راجصصصصع‪:‬‬
‫‪168 :7‬؛‬ ‫لبصصن أبصصي الحديصصد ‪303 :1‬؛‬ ‫‪63 :3‬؛‬
‫أبي الفداء ‪.168 :1‬‬
‫‪.59 :5‬‬ ‫(‪)84‬‬
‫الطبري ‪.115 - 114 :5‬‬ ‫(‪ )85‬راجع‪:‬‬
‫‪.51 :5‬‬ ‫(‪)86‬‬
‫الطبري ‪.109 :5‬‬ ‫(‪)87‬‬
‫‪65 - 64 :5‬؛‬ ‫الطصصصصصصبري ‪112 ،111 :5‬؛‬ ‫(‪ )88‬راجصصصصصصع‪:‬‬
‫‪:7‬‬ ‫لبصصن أبصصي الحديصصد ‪164 - 163 :1‬؛‬ ‫‪68 :3‬؛‬
‫‪.397 - 396 :2‬‬ ‫‪172‬؛‬
‫‪.62 :5‬‬ ‫(‪)89‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)90‬‬
‫‪.55 :1‬‬ ‫(‪)91‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)92‬‬
‫‪.62 :5‬‬ ‫(‪)93‬‬
‫‪.173 - 172 :7‬‬ ‫الطبري ‪112 :5‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)94‬‬
‫‪96 :3‬؛‬ ‫الطصبري ‪112 :5‬؛ راجصع‪:‬‬ ‫(‪)95‬‬
‫‪.65 :5‬‬
‫الطبري ‪.139 :5‬‬ ‫‪148 - 147 :2 :‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)96‬‬
‫‪.196 :7‬‬ ‫الطبري ‪115 :5‬؛‬ ‫(‪ )97‬راجع‪:‬‬
‫الطصصصبري ‪115 :5‬؛‬ ‫‪56 - 55 :1‬؛ راجصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)98‬‬
‫‪ 69 - 26 :5‬و‪95‬؛‬ ‫ابصصصصصصصصصصصصصصصن أعثصصصصصصصصصصصصصصصم ‪211 :2‬؛‬
‫‪:2‬‬ ‫ابن قتيبة ‪84‬؛‬ ‫‪125 - 123 :2‬؛‬
‫ابصصصصن أبصصصصي الحديصصصصد ‪166 - 165 :1‬؛‬ ‫‪71 - 70 :3‬؛‬ ‫‪263‬؛‬
‫الخميس ‪.259 :2‬‬ ‫‪189 - 173 :7‬؛‬
‫‪.68 :5‬‬ ‫(‪)99‬‬
‫‪:2‬‬ ‫الطبري ‪117 :5‬؛‬ ‫ابن أعثم ‪213 - 212 :2‬؛‬ ‫(‪ )100‬راجع‪:‬‬
‫‪.56:1‬‬ ‫‪338‬؛‬
‫‪.205 :5‬‬ ‫(‪)101‬‬
‫اليعقوبي ‪.175 :2‬‬ ‫(‪)102‬‬
‫ابن أعثم ‪.155‬‬ ‫(‪)103‬‬
‫ابصصصصن أعثصصصصم ‪155‬؛‬ ‫الطصصصصبري ‪ 477 :4‬ط القاهرة عام ‪1357‬؛‬ ‫(‪)104‬‬
‫ابن الثير ‪156 :4‬؛ ‪:2‬‬ ‫لبن أبي الحديد ‪77 :2‬؛‬ ‫‪87 :3‬؛‬
‫‪.1 :116 :142 :32‬‬ ‫‪458‬؛ من أجل مرجع شيعي‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫ابصن الثيصر‪،‬‬ ‫(‪ )105‬قيصل إن نعثلً كان يهودياً بالمدينصة شُبّه بصه عثمان‪( .‬راجصع‪ :‬كلمصة نعثصل فصي‬
‫)‪ .‬وقصد ظلّت اللفظصة مسصتخدمة مصن قبصل‬ ‫‪،‬‬
‫أعداء عثمان حتى بعد مماته‪ .‬يقول العور السنّي‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬برئت إلى الرحمن من دين نعثل‬
‫ودين ابن صخر‪ ،‬أيها الرجلن‬
‫راجصصصع‪:‬‬
‫‪.105 :5‬‬
‫ويقول محمد بن أبي سبرة بن أبي زهير العرشي‪:‬‬
‫إذ صد عن أعلمنا المنيرة‬ ‫فنحن قتلنا نعثلً بالسيرة‬
‫‪.436‬‬ ‫راجع‪ :‬مضر بن مزاحم‪،‬‬
‫ابن العثم ‪249 :2‬؛‬ ‫‪« :72 :1‬اقتلوا نعثلً فقد فجر»‪ .‬راجع أيضاً‪:‬‬ ‫وفي نص‬
‫‪.1 :112 :136 :32‬‬
‫‪183 :14‬؛‬ ‫‪141 :8‬؛‬ ‫ابن الثير ‪80 :5‬؛‬ ‫(‪)106‬‬
‫‪.181‬‬ ‫‪ 77 :2‬ط‪1‬؛‬
‫(‪ )107‬أنكرت عائشة ذلك لحقاً‪.‬‬
‫‪.103 :5‬‬ ‫(‪)108‬‬
‫‪.57 :1‬‬ ‫(‪)109‬‬
‫‪.81 :5‬‬ ‫(‪)110‬‬
‫ل إذ يقول‪ ،‬إن مروان بصن الحكصم « لمصا حصصر عثمان الحصصر‬ ‫(‪ )111‬يقدم ابصن أبصي الحديصد روايصة تختلف قلي ً‬
‫الخيصر‪ ،‬أتصى زيصد بصن ثابصت فاسصتصحبه إلى عائشصة ليكلمهصا فصي هذا المصر‪ ،‬فمضيصا إليهصا وهصي عازمصة على‬
‫الحصج‪ ،‬فكلماهصا فصي أن تقيصم وتذب عنصه‪ ،‬فأقبلت على زيصد بصن ثابصت‪ ،‬فقالت‪ :‬ومصا منعصك يصا ابصن ثابصت ولك‬
‫الشاريصف قصد اقتطعكهصا عثمان ولك كذا وكذا‪ ،‬وأعطاك عثمان مصن بيصت المال عشرة آلف دينار! قال زيصد‪:‬‬
‫‪4 :43 :3‬؛ ‪.)18 :43 :3‬‬ ‫فلم أرجع عليها حرفاً واحدًا » (‬
‫اليعقوبي ‪.124 :2‬‬ ‫(‪)112‬‬
‫اليعقوبي ‪.124 :2‬‬ ‫(‪)113‬‬
‫ابصصصصن أعثصصصصم ‪155‬؛ ابصصصصن سصصصصعد فصصصصي‬ ‫‪75 :5‬؛‬ ‫(‪ )114‬راجصصصصع‪:‬‬
‫ط ليدن ‪ ،25 :5‬ترجمة مروان‪.‬‬
‫‪ .75 :5‬فصي الخبار‬ ‫ابصن أعثصم ‪156‬؛‬ ‫الطصبري ‪140 :5‬؛‬ ‫(‪)115‬‬
‫الطوال يقال إن عائشصة «خرجصت قبصل ذلك معتمرة‪ ،‬وعثمان محصصور‪ ،‬وذلك قبصل مقتله بعشريصن يوماً‪ ،‬فلمصا‬
‫قضت عمرتها أقامت‪ ،‬فوافاها طلحة والزبير» (‪.)141‬‬
‫ابصن أعثصم‬ ‫الطصبري ‪154 :5‬؛‬ ‫‪78 :5‬؛‬ ‫(‪ )116‬راجصع‪:‬‬
‫‪ 380 :6‬ح ‪5965‬؛‬ ‫‪64 :3‬؛‬ ‫‪157 - 156‬؛‬
‫‪ 75 :1‬ط الرحمانية‪.‬‬ ‫للمجرد ص‪ 11‬ط ليدن؛‬
‫الطبري ‪.117 :5‬‬ ‫(‪)117‬‬
‫‪.81 :5‬‬ ‫(‪)118‬‬
‫‪.90 :5‬‬ ‫(‪)119‬‬
‫‪.57 :1‬‬ ‫(‪)120‬‬
‫الطصصصصصصصصصصصصصصصصصبري ‪118 :5‬؛‬ ‫‪69 :5‬؛‬ ‫(‪)121‬‬
‫‪59 :1‬؛ راجصصصصع أيضاً روايصصصصة موتصصصصه فصصصصي كتابنصصصصا «‬
‫»‪.‬‬
‫‪382 :2‬؛‬ ‫الطصصصصصصصصصصصصصصصبري ‪132 - 130 :5‬؛‬ ‫(‪)122‬‬
‫‪231 :2‬؛‬ ‫‪231 :2‬؛‬ ‫‪185 :7‬؛‬
‫‪73 - 72 :3‬؛‬ ‫اليعقوبصصصصصصصصصصصصي ‪176 :2‬؛‬
‫‪.63 - 62 :1‬‬
‫(‪ )123‬عن سبب سجن ضابئ بن الحارث الرجمي‪ ،‬يقال؛ إنه «استعار في زمن الوليد بن عقبة من قوم من‬
‫النصصصار كلباً(!!!) يدعصى قرمان‪ ،‬يصصصيد الظباء‪ ،‬فحبسصه عنهصصم‪ ،‬فانتزعصصه النصصصاريون منصصه قهراً‪ ،‬فهجاهصصم‬
‫فإن عقوق المهات كبير‬ ‫فكلبكم ل تتركوا فهو أمكم‬ ‫وقال‪:‬‬
‫‪.)73 - 72 :3‬‬ ‫فاستعدوا عليه عثمان‪ ،‬فعزره وحبسه‪ ،‬فما زال في السجن حتى مات»‪( .‬‬
‫الطبري ‪.440 - 439 :3‬‬ ‫(‪)124‬‬
‫(‪ )125‬جعصل طلحصة ناسصاً هناك‪ ،‬أكمنهصم كميناً‪ ،‬فأخذتهصم الحجارة‪ ،‬وصصاحوا‪ ،‬نعثصل! نعثصل!‪ ...‬وقال طلحصة‪ :‬يدفصن‬
‫‪.)7 :10‬‬ ‫بدير سلع‪ ،‬يعني‪ :‬مقابر اليهود (‬
‫‪.70 - 69 :3‬‬ ‫الطبري ‪144 - 143 :5‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)126‬‬
‫‪.64 :1‬‬ ‫(‪)127‬‬
‫ابن العثم ‪.240 :2‬‬ ‫(‪)128‬‬
‫‪.)7 - 6 :10‬‬ ‫(‪ )129‬دفن عثمان عبدان اليهود (‬
‫‪ .65 :1‬مصصصن أجصصصل علقصصصة عائشصصصة بعثمان‪ ،‬راجصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)130‬‬
‫ابن خياط ‪ 104‬ومابعد‪.‬‬
‫‪.67 :1‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫‪.84 :1‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫‪.217 :2‬‬ ‫( ‪)3‬‬
‫ط‪.77 :2 1‬راجع أيضاً عرض هذه الحوادث باختصار في‬ ‫( ‪)4‬‬
‫ابن خياط‪ ،‬ص‪.‬ص‪ 108‬ومابعد‬
‫(‪ ،)66 :1‬يقال‪« :‬فخرجصصت عائشصصة باكيصصة‪ ،‬تقول‪ :‬قتصصل‬ ‫(‪ )5‬فصصي نصصص‬
‫عثمان رحمه ال! فقال لها عمار [بن ياسر]‪ :‬بالمس كنت تحرضين الناس عليه‪ ،‬واليوم تبكينه»‪.‬‬
‫ابصصصن العثصصصم ‪248 :2‬؛‬ ‫‪105 :3‬؛‬ ‫الطصصصبري ‪172 :5‬؛‬ ‫(‪ )6‬راجصصصع‪:‬‬
‫‪:136 :32‬‬ ‫‪64‬؛ مصصن أجصصل مرجصصع شيعصصي‪ ،‬أنظصصر‪:‬‬
‫‪.1 :112‬‬
‫‪ 87 :3‬ط بيروت؛‬ ‫الطصصصبري ‪165 ،154 ،143 ،139 :5‬؛‬ ‫(‪ )7‬راجصصصع مثلً‪:‬‬
‫‪90 ،81 ،76 ،72 ،44 :5‬؛‬ ‫ابصصصصصصن خلدون ‪397 :2‬؛‬
‫‪.34 :1‬‬
‫(‪.60 :3 )8‬‬
‫(‪.199 - 191 :9 )9‬‬
‫(‪ )10‬سنقدّم الموضوع بتفاصيله لحقاً‪.‬‬
‫أحمصد‪ ،‬مسصند العشرة المبشريصن بالجنصة ‪ ،25‬عصن عائشصة‪ ،‬قولهصا‪« :‬إن فاطمصة بنصت‬ ‫(‪ )11‬ورد فصي‬
‫رسصول ال (ص) سصألت أبصا بكصر (رض) بعصد وفاة النصبي (ص) أن يقسصم لهصا ميراثهصا ممصا ترك رسصصول ال‬
‫(ص) مما أفصاء ال عليه! فقال لها أبو بكر (رض)‪ :‬إن رسول ال (ص)‪ ،‬قال‪ :‬ل نورث‪ ،‬ما تركناه صدقة!‬
‫فغضبصت فاطمصة (ع)‪ ،‬فهجرت أبصا بكصر (رض)‪ ،‬فلم تزل مهاجرتصه حتصى توفيصت‪ ...‬وعاشصت بعصد وفاة النصبي‬
‫(ص) ستة اشهر‪ ...‬وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول ال (ص) من خيبر وفدك وصدقته‬
‫بالمدينصة‪ ،‬فأبصى أبصو بكصر عليهصا ذلك‪ ،‬وقال‪ :‬لسصت تاركاً شيئاً كان رسصول ال (ص) يعمصل بصه إل عملت بصه‪،‬‬
‫وإنصي =‬
‫= أخشى إن تركت شيئ ًا من أمره أن أزيغ! فأما صدقته بالمدينة‪ ،‬فدفعها عمر الى علي وعبّاس‪ ،‬فغلبه عليها‬
‫علي!! وامّا خيصبر وفدك‪ ،‬فأمسصكهما عمصر (رض)‪ ،‬وقال‪ :‬همصا صصدقة رسصول ال (ص)‪ ،‬كانتصا لحقوقصه التصي‬
‫البخاري‪،‬‬ ‫تعروه ونوائبصه‪ ،‬وأمرهمصا إلى مصن ولي المصر‪ ...‬فهمصا على ذلك اليوم»‪( .‬راجصع مثلً‪:‬‬
‫‪ .)157‬ويقول‬ ‫‪23 :8‬؛‬ ‫فرض الخمصس ‪2862‬؛‬
‫(‪ ،)241 :2‬إن علياً قال لبصي بكصر‪« :‬ورث سصليمان داود‪ ،‬وقال زكريصا‪ :‬يرثنصي‬ ‫ابصن سصعد فصي‬
‫ويرث من آل يعقوب‪ .‬فقال أبو بكر‪ :‬هو هكذا‪ ،‬وأنت وال تعلم مثلما أعلم! فقال علي‪ :‬هذا كتاب ال ينطق!‬
‫(‪ ،)214 :16‬يقال إن فاطمة قالت لبي بكر‪:‬‬ ‫فسكتوا‪ ،‬وانصرفوا»‪ .‬وفي‬
‫«إن أم أيمن تشهصد لي بأن رسول ال (ص) أعطانصي فدك‪ ...‬قال أبصو بكر‪ :‬إن هذا المال لم يكن للنبي (ص)‬
‫وحده‪ ،‬وإنما كان من أموال المسلمين! فقالت‪ :‬وال لكلمتك أبداً»‪.‬‬
‫(‪« :)115 :2‬كان بعض نساء رسول ال أتينها في مرضها‪ ،‬فقلن‪:‬‬ ‫(‪ )12‬يروي اليعقوبي في‬
‫يصا بنصت رسصول ال‪ ،‬صصيّري لنصا فصي حضور غسصيلك حظاً! قالت‪ :‬أتردن أن تقلن فيّص كمصا قلتصن فصي أمصي؟ ل‬
‫حاجصصة لي فصصي حضوركصصن! [أو]‪ :‬أجدنصصي ‪ -‬وال ‪ -‬كارهصصة لدنياكصصم‪ ،‬مسصصرورة لفراقكصصم‪ ،‬ألقصصى ال ورسصصوله‬
‫بحسصرات منكصن‪ ،‬فمصا حفصظ لي الحصق‪ ،‬ول رعيصت منصي الذمصة‪ ،‬ول قبلت الوصصية‪ ،‬ول عرفصت الحرمصة»‪ .‬وفصي‬
‫رواية أخرى‪ ،‬نجدها تقول لسماء بنت عميس‪« :‬إذا أنا مت‪ ،‬فاغسليني أنت وعلي‪ ،‬ول تدخلي علي أحداً‪.‬‬
‫‪.)524 :5‬‬ ‫فلما توفيت ‪ ،‬جاءت عائشة‪ ،‬فمنعتها أسماء» (‬
‫مسصصصصلم‪ ،‬الوصصصصصية ‪3088‬؛‬ ‫أحمصصصصد‪ ،‬مسصصصصند النصصصصصار ‪22911‬؛ راجصصصصع‪:‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫لبن أبي الحديد‪.52 :26 :2 :‬‬ ‫‪19 :8‬؛‬
‫(‪ )14‬تقول عائشصة أيضاً‪« :‬قبصض رسصول ال (ص) ولم يسصتخلف أحداً‪ ،‬ولو كان مسصتخلفاً أحداً‪ ،‬لسصتخلف أبصا‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.)23210‬‬ ‫بكر وعمر» (‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.23608‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫‪ ،‬مناقب ‪.3830‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫‪.3809‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫(‪.275 :4 )18‬‬
‫(‪.548 :5 )19‬‬
‫البخاري‪ ،‬وضوء‬ ‫ابصصن هشام ‪649 :2‬؛‬ ‫البخاري‪ ،‬أذان ‪625‬؛ راجصصع‪:‬‬ ‫(‪)20‬‬
‫الطبري ‪.433 :2‬‬ ‫‪ ،191‬آذان ‪624‬؛‬
‫(‪.179 :2 )21‬‬
‫الطبري ‪ 1801 :1‬ط أوروبا‪.‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫(‪ )23‬كان علي يقول عن عائشة‪« :‬أما فلنة فقد أدركها ضعف رأي النساء‪ ،‬وضغن غل في صدرها‪ ،‬كمرجل‬
‫‪ .)460 - 456 :2‬أو‪:‬‬ ‫القيصن‪ .‬ولو دعيصت لتنال مصن غيري‪ ،‬مصا أتصت إلي‪ ،‬لم تفعصل!» (‬
‫«وأمصا عائشصة‪ ،‬فقصد أدركهصا رأي النسصاء وشيصء كان فصي نفسصها علي‪ ،‬يغلي كالمرجصل‪ .‬ولو دعيصت لتنال مصن‬
‫‪:6‬‬ ‫‪217 - 215 :8‬؛‬ ‫غيري‪ ،‬مصصا أتصصت إلي‪ ،‬لم تفعصصل» (‬
‫‪.)316 - 315‬‬
‫البخاري‪ ،‬جنائز ‪.130‬‬ ‫(‪)24‬‬
‫‪.202 :2‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫إن النصصبي « مات وهصصو فصصي بيصصت زينصصب »‬ ‫(‪.202 :2 )26‬يجصصب أن لننسصصى قول الطصصبري فصصي‬
‫زوجته ‪.187:3‬‬
‫(‪.202 - 201 :2 )27‬‬
‫‪.65 :1‬‬ ‫(‪ )28‬راجع‪:‬‬
‫(‪.22 :3 )29‬‬
‫(‪ )30‬تقول مصادر أخرى‪ ،‬إن عبد ال بن عمر‪ ،‬محمد بن مسلمة‪ ،‬اسامة بن زيد‪ ،‬حسان بن ثابت‪ ،‬وسعد بن‬
‫ابصن أعثصم ‪ .163‬مصن أجصل مبايعصة الموييصن له‪،‬‬ ‫أبصي وقاص‪ ،‬تخلّفوا عصن البيعصة‪ .‬راجصع‪ ،‬مثلً‪،‬‬
‫راجع‪ :‬تاريخ اليعقوبي ‪125 :2‬؛ تاريخ ابن أعثم ‪.164 - 163‬‬
‫(‪ )31‬طلحصة هصو الذي حامصت حوله الشبهات برفصض المبايعصة‪ .‬مصع ذلك‪ ،‬هنالك رأيان فصي المسصألة‪ :‬الول‪ ،‬أنصه‬
‫بايصع بلسصانه ومنصع يده؛ والثانصي‪ ،‬أنصه أول مصن صصعد المنصبر‪ ،‬فبايصع علياً بيده‪ ،‬وكانصت أصصابعه شلء‪ ،‬فتطيصر‬
‫‪ .66 :1‬مصن أجصل بيعصة‬ ‫منهصا علي‪ ،‬وقال‪ :‬مصا أخلقهصا أن تنكصث‪ .‬راجصع‪:‬‬
‫‪76 :3‬؛‬ ‫الطصبري ‪144 - 143 :5‬؛‬ ‫علي عموماً‪ ،‬راجصع‪:‬‬
‫‪161 :3‬؛‬ ‫‪132 - 131 :2‬؛‬ ‫أعثصصم ‪ 159‬ومصصا بعصصد؛‬
‫‪.114 :3‬‬ ‫‪70 :5‬؛ الحاكم في‬
‫(‪.32 :4 )32‬‬
‫‪.71 :1‬‬ ‫(‪)33‬‬
‫ابصصصن أعثصصصم ‪167 - 166‬؛‬ ‫اليعقوبصصصي ‪127 :2‬؛ راجصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪ )34‬الجملة مصصصن‬
‫ابصصصن أعثصصصم ‪248 :2‬؛‬ ‫‪228 - 227 :7‬؛‬ ‫الطصصصبري ‪153 :5‬؛‬
‫‪.71 :1‬‬ ‫‪173 - 170 :2‬؛‬
‫‪.26 :5‬‬ ‫(‪)35‬‬
‫(‪ :)28 :5‬يقول مروان‪« :‬وال إن دم عثمان إل عنصصد هذا‪ ،‬هصصو‬ ‫(‪ )36‬فصصي روايصصة أخرى فصصي‬
‫كان أشدّ الناس عليه‪ ،‬وما أطلب أثراً بعد عين! ففرق له بسهم‪ ،‬فرماه به‪ ،‬فقتله»‪.‬‬
‫(‪.27 :5 )37‬‬
‫(‪.61 :3 )38‬‬
‫اليعقوبصصصي ‪158 :2‬؛‬ ‫الطصصصبري ‪204 :5‬؛‬ ‫(‪ )39‬مصصصن أجصصصل قتصصصل طلحصصصة‪ ،‬راجصصصع‪:‬‬
‫ابصصن‬ ‫‪208 - 207‬؛‬ ‫‪371 :3‬؛ ابصصن عبصصد البر فصصي‬
‫‪321 :4‬؛ ابصن‬ ‫‪83 - 82 :1‬؛‬ ‫حجصصر ‪222 :2‬؛ الذهصبي فصي‬
‫‪.87 - 84 :7 :‬‬ ‫عساكر في‬
‫‪.97 :1‬‬ ‫(‪)40‬‬
‫‪.129 - 128 :5‬‬ ‫(‪)41‬‬
‫‪.102 :3‬‬ ‫(‪)42‬‬
‫‪:2‬‬ ‫‪313 :2‬؛‬ ‫الطبري ‪167 :5‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)43‬‬
‫للسصصصصصصصصبط ابصصصصصصصصن الجوزي ‪65‬؛‬ ‫‪82‬؛‬ ‫‪ 80‬ط‪1‬؛‬
‫‪.79 :1‬‬
‫‪:211 :32‬‬ ‫الطصبري ‪168 :5‬؛ مصن أجصل مرجصع شيعصي‪ ،‬أنظصر‪:‬‬ ‫(‪)44‬‬
‫‪.3 :166‬‬
‫‪.193 - 192 :3‬‬ ‫(‪36 - 35 :5 )45‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬
‫للذهبي‪ ،‬عصر معاوية‪ ،‬ص‪.258‬‬ ‫(‪ )46‬الجملة بين قوسين من‬
‫‪.78 :1‬‬ ‫(‪)47‬‬
‫(‪ )48‬مروج الذهب ‪.394 :2‬‬
‫‪.79 :1‬‬ ‫(‪ )49‬راجع‪:‬‬
‫‪65‬؛‬ ‫الطصصصصصصصصصصصصصصصصصبري ‪167 :5‬؛‬ ‫(‪ )50‬راجصصصصصصصصصصصصصصصصصع‪:‬‬
‫للسصصصصصكافي ‪30‬؛‬
‫‪.113 :3‬‬
‫‪.219 :6‬‬ ‫(‪)51‬‬
‫للزمخشري ‪290 :1‬؛‬ ‫‪8‬؛ راجصصصصصصصصع‪:‬‬ ‫(‪ )52‬ابصصصصصصصصن طيفور‪،‬‬
‫‪.79 :2‬‬ ‫‪69 :3‬؛‬
‫‪217 :6‬؛ مصن أجصل مرجصع شيعصي‪ ،‬أنظصر‪:‬‬ ‫(‪)53‬‬
‫‪.2 :123 :149 :32‬‬
‫(‪ )54‬يقال إنه لم يستجب لها من نساء النبي للخروج إلى البصرة إل حفصة‪ ،‬لكن أخاها عبد ال أتاها‪ ،‬فعزم‬
‫الطصصصبري ‪169 - 167 :5‬؛‬ ‫عليهصصصا بترك الخروج‪ ،‬فحطصصصت رحلهصصصا بعصصصد أن همصصصت‪ .‬راجصصصع‪:‬‬
‫‪.80 :2‬‬ ‫‪106 :3‬؛‬
‫‪.106 :3‬‬ ‫(‪)55‬‬
‫(‪ )56‬الطلقاء تسمية مستمدّة من عبارة قالها النبي لبني أميّة الذين ظلّوا معادين له حتى استيلئه على مكّة؛‬
‫فقصصد أجابهصصم‪ ،‬عندمصصا جاؤوه مسصصتسلمين‪ ،‬متوقعيصصن منصصه أحصصد أشكال النتقام‪ « :‬اذهبوا فأنتصصم الطلقاء »‬
‫‪.‬والعبارة مستخدمة للغاية في الدوائر الشيعية للنتقاص من المويين عموماً‪.‬‬
‫‪ ،‬ط إيران ‪157 :2‬؛ مصصصن أجصصصل مرجصصصع شيعصصصي‪ ،‬أنظصصصر‪:‬‬ ‫(‪)57‬‬
‫‪.1 :61 :86 :32‬‬
‫‪.66 :1‬‬ ‫(‪)58‬‬
‫‪.61 :3‬‬ ‫(‪)59‬‬
‫‪.61 :3‬‬ ‫‪409 :2‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)60‬‬
‫‪.482 :3‬‬ ‫(‪)61‬‬
‫‪.72‬‬ ‫(‪ )62‬سعيد الفغاني‪،‬‬
‫‪98 :3‬؛‬ ‫‪102 :5‬؛‬ ‫(‪)63‬‬
‫‪.209 :2‬‬ ‫‪12‬؛‬
‫‪.23 :5‬‬ ‫الطصصبري ‪169 - 168 :5‬؛ أنظصصر أيضاً‪:‬‬ ‫(‪ )64‬راجصصع‪:‬‬
‫(‪« :)59 :3‬آخصى رسصول ال (ص) بينهمصا [طلحصة‬ ‫نلحصظ بالمناسصبة‪ ،‬قول‬
‫والزبير] بمكة قبل الهجرة»‪.‬‬
‫‪.179 :2‬‬ ‫(‪)65‬‬
‫(‪ )66‬أنظر ما ذكرناه سابقاً بشأن محمد بن أبي بكر‪.‬‬
‫(‪« :)15 :3‬لمصصا قدمصصت عائشصصة (رض) إلى البصصصرة‪ ،‬أرسصصلت إليصصه‬ ‫(‪ )67‬ورد فصصي‬
‫[الحنصصف بصصن قيصصس] تدعوه ليقاتصصل معهصصا‪ ،‬فقالت له‪ :‬بِمصصَ تعتذر إلى ال تعالى مصصن جهاد قتلة عثمان أميصصر‬
‫المؤمنين؟ فقال‪ :‬يا أم المؤمنين! تقولين فيه وتنالين منه؟ قالت‪ :‬ويحك يا أحنف‪ ،‬إنهم ماصوه مص الناء‬
‫ثم قتلوه! قال‪ :‬يا أم المؤمنين‪ ،‬إني آخذ بقولك وأنت راضية‪ ،‬وأدعه وأنت ساخطة»‪.‬‬
‫‪81 :2‬؛‬ ‫‪57 :1‬؛‬ ‫(‪ )68‬راجصصصع‪:‬‬
‫‪.278 :2‬‬
‫الطبري ‪.188 ،183 :5‬‬ ‫‪110 :3‬؛‬ ‫(‪ )69‬راجع‪:‬‬
‫‪60 :1‬؛‬ ‫الطصصصصصصبري ‪176 :5‬؛‬ ‫(‪ )70‬راجصصصصصصع‪:‬‬
‫‪.67‬‬
‫‪.35 :1‬‬ ‫(‪ )71‬راجع‪ :‬البيهقي‪،‬‬
‫‪.500 :2‬‬ ‫(‪ )72‬راجع‪:‬‬
‫‪.358 :2‬‬ ‫‪110 :3‬؛‬ ‫‪500 :2‬؛‬ ‫(‪ )73‬راجع‪:‬‬
‫‪.358 :2‬‬ ‫(‪)74‬‬
‫(‪ )75‬شرح النهج ‪.501 :2‬‬
‫الطبري ‪.186 :5‬‬ ‫(‪ )76‬راجع‪:‬‬
‫‪501 :2‬؛‬ ‫‪40 :5‬؛‬ ‫(‪ )77‬راجصصصصصع‪:‬‬
‫‪.357 :2‬‬
‫‪:2‬‬ ‫‪123 :3‬؛‬ ‫الطصبري ‪ 519 :3‬ومصا بعصد؛‬ ‫(‪ )78‬راجصع‪:‬‬
‫أبي الفرج ‪:16‬‬ ‫للحاكم ‪366 :3‬؛‬ ‫‪70‬؛‬ ‫‪363‬؛‬
‫‪41‬؛‬ ‫‪279 :2‬؛‬ ‫‪132 ،131‬؛‬
‫‪235 :7‬؛‬ ‫‪273 :2‬؛‬
‫للقسصطلني ‪195 :2‬؛‬ ‫لبصن حجصر ‪46 :13‬؛‬
‫للسصصصصصصصصصيوطي ‪137 :2‬؛‬ ‫للزرقانصصصصصصصصصي ‪ 318 :3‬و‪217 :7‬؛‬
‫للخفاجي ‪.165 :3‬‬ ‫‪315 :3‬؛‬
‫‪.95 :1‬‬ ‫الطبري ‪520 :3‬؛‬ ‫(‪)79‬‬
‫إن « عائشصة كانصت فصي هودجهصا أمام‬ ‫‪.105 :3‬يقال فصي‬ ‫(‪)80‬‬
‫القوم‪..‬أصاب ساعدها خدش سهم دخل بين صفائح الحديح »(‪.)151 ،147‬‬
‫(‪« )81‬حمل الشتر النخعي‪ ،‬وهو يريد عائشة‪ ،‬فلقيه عبد ال بن الزبير‪ ،‬فضربه‪ ،‬واعتنقه عبد ال فصرعه‪،‬‬
‫‪.)96 :1‬‬ ‫وقعد على صدره‪ ،‬ثم نادى عبد ال‪ :‬اقتلوني ومالكاً» (‬
‫(‪ )82‬قتصصل الزبيصصر ابصصن جرموز‪ ،‬حيصصن أراد الول مغادرة سصصاحة الوغصصى فقال الثانصصي‪« :‬ويلي عصصن ابصصن صصصفية‬
‫[الزبيصر]‪ ،‬أضرمهصا ناراً‪ ،‬ثصم أراد أن يلحصق بأهله‪ ...‬فلمصا انتهصى [الزبيصر] إلى وادي السصباع؛ اسصتغفله [ابصن‬
‫‪.)94 - 93 :1‬‬ ‫جرموز] فطعنه‪ ،‬ثم رجع برأسه وسلبه إلى قومه» (‬
‫‪385 :1‬؛ ‪1178 ،114 :2‬؛‬ ‫‪360 - 359 :2‬؛‬ ‫(‪ )83‬راجصع‪:‬‬
‫الطصبري ‪:5‬‬ ‫‪248 :1‬؛ ‪395 :2‬؛‬ ‫‪100 ،46 :4‬؛ ‪286 ،146 ،143 :5‬؛‬
‫خليفصصصصصصصصة ‪185‬؛‬ ‫ابصصصصصصصصن الثيصصصصصصصصر ‪97 - 96 :3‬؛‬ ‫‪163‬؛‬
‫ابصصصصصصصصصصن العثصصصصصصصصصصم ‪326 :2‬؛‬ ‫‪26 :1‬؛‬
‫‪.275 :7‬‬
‫لبصن أبصي الحديصد‪:1 :‬‬ ‫‪97 :1‬؛ راجصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)84‬‬
‫‪12417 :56 :23 :11 ،‬؛ ‪12422 :58 :23 :11‬؛‬ ‫‪249 :12‬؛‬
‫‪.4 :173 :211 :32‬‬
‫‪.142 :3‬‬ ‫(‪)85‬‬
‫‪.284 :3‬‬ ‫(‪)86‬‬
‫ابصصصصصصصن أعثصصصصصصصم ‪342 - 341 :2‬؛ راجصصصصصصصع‪:‬‬ ‫‪1 :5‬؛‬ ‫(‪)87‬‬
‫‪.147‬‬ ‫للذهبي‪ ،‬زمن معاوية ‪264‬؛‬
‫‪64 :8‬؛ راجصع أيضاً‪ :‬تفسصير اليصة فصي‪:‬‬ ‫‪284 :3‬؛‬ ‫(‪)88‬‬
‫‪29‬؛‬ ‫‪701‬؛‬ ‫؛‬
‫الخميصس ‪475 :1‬؛‬ ‫‪43 :2‬؛‬ ‫الطصبري ‪67 :3‬؛‬
‫‪240 :3‬؛‬ ‫‪198 ،192 ،186 ،182 :2‬؛‬ ‫‪435 :5‬؛‬
‫الذهبي ‪.253‬‬
‫للذهبي‪ ،‬عهد معاوية ‪.246‬‬ ‫(‪)89‬‬
‫‪59 :8‬؛ راجصصصع‪ :‬صصصصحيح البخاري ‪ 11 :3‬فصصصي تفسصصصير سصصصورة النور؛‬ ‫(‪)90‬‬
‫أحمصصصصد ‪349 ،276 :1‬؛‬ ‫‪ ،‬ترجمصصصصة عائشصصصصة‪،‬‬
‫‪ ،‬عهد معاوية ‪.253‬‬
‫‪74 :8‬؛ تاريخ الذهبي ‪.253‬‬ ‫(‪)91‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)92‬‬
‫‪.46‬‬ ‫‪8‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)93‬‬
‫‪.8 :316 :327 :32‬‬ ‫‪49 :8‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)94‬‬
‫‪.59‬‬ ‫‪6 : 4‬؛‬ ‫‪135 - 134 :2‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)95‬‬
‫‪65 :8‬؛ أبصصصو نعيصصصم فصصصي‬ ‫الذهصصصبي‪ ،‬عهصصصد معاويصصصة ‪247‬؛‬ ‫(‪)96‬‬
‫‪34‬؛‬ ‫‪504 - 503 :5‬؛‬ ‫‪44 :2‬؛‬
‫في المناقب ‪.3975‬‬ ‫صححه أيضاً ا‬
‫‪259 :3‬؛ راجصصصصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫الطصصصصصصبري ‪115 :4‬؛ راجصصصصصصع‪:‬‬ ‫(‪)97‬‬
‫‪.8 :324 :338 :32‬‬
‫‪43‬؛ راجصع ايضاً‪:‬‬ ‫(‪ )98‬أبصو الفرج الصصفهاني‪،‬‬
‫‪.157 :3‬‬ ‫‪40 :3‬؛‬ ‫‪14 :4‬؛‬
‫‪.171 :3‬‬ ‫(‪ )99‬ص ‪55‬؛ راجع‪:‬‬
‫‪329 - 328 :3‬؛‬ ‫(‪ )1‬راجع حوادث عامي ‪ 37‬و‪38‬هص عند كل المؤرخين‪ .‬أنظر أيضاً‪:‬‬

‫‪.451 :3‬‬
‫الطصصصصبري ‪79 :4‬؛‬ ‫‪88 :6‬؛ راجصصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫‪230 :3‬؛ راجصع أيضاً‪ :‬بحار النوار ‪:722 :555 :33‬‬ ‫‪325 - 324 :4‬؛‬
‫‪.30‬‬
‫اليعقوبصي (‪« :)223 :2‬خطصب معاويصة [الخطبصة] قبصل الصصلة‪ ،‬وذلك أن الناس إذا‬ ‫(‪ )3‬جاء فصي‬
‫ص صلّوا‪ ،‬انصصصرفوا لئل يسصصمعوا لعصصن علي»‪ - .‬نلحصصظ هنصصا أن الثنيصصن يعتصصبران مصصن الصصصحابة ومصصن أمراء‬
‫«المؤمنين»!!!!‬
‫‪.16:10‬‬ ‫‪209 :3‬؛‬ ‫الطبري ‪192 :4‬؛‬ ‫(‪ )4‬راجع‪:‬‬
‫‪206 - 205 :1‬؛ راجع أيضاً‪ :‬ترجمة حجر في‬ ‫( ‪)5‬‬
‫أحمصصصصد ‪92 :4‬؛‬ ‫الطصصصصبري ‪64 :5‬؛‬ ‫؛‬ ‫و‬
‫‪11 :36 :23 :18‬‬ ‫للذهبي ‪ - 248‬عصر معاوية؛ راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫‪36 :2‬؛ ورد في الهامش ‪ 3‬من الصفحة ذاتها‪ « :‬قال محمود‪ :‬نزلت في أبي بكر (رض)‬ ‫( ‪)6‬‬
‫حين دعاه ابنه عبد الرحمن إلى عبادة الوثان»‪.‬‬
‫(‪.638 :1 )7‬‬
‫ابن كثير ‪.256 :3‬‬ ‫‪304 - 303 :4‬؛ راجع‪:‬‬ ‫( ‪)8‬‬
‫‪5 :15 :236 :65‬؛‬ ‫‪257 - 256 :4‬؛ راجصصصصصصصصصصصصصصصصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫( ‪)9‬‬
‫لبن أبي الحديد ‪.150 :72 :6‬‬
‫‪199 :3‬؛ حوادث عام ‪53‬هصصصص؛‬ ‫‪304 :3‬؛‬ ‫(‪ )10‬راجصصصع‪:‬‬
‫‪226 :4‬؛‬ ‫‪ ،141‬ترجمصصة عبصصد الرحمصصن عنصصد‬ ‫‪89 :8‬؛‬
‫؛‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ترجمصة الحكصم فصي‪:‬‬
‫‪126 :3‬؛‬ ‫‪481 :4‬؛ راجصع‪ :‬تفسصير سصورة الحقاف عنصد‬
‫للذهبي‪ ،‬عصر معاوية ‪.148‬‬
‫‪306 :3‬؛‬ ‫‪ 393 :2‬ترجمصة عبصد الرحمصن بصن أبصي بكصر؛‬ ‫(‪)11‬‬
‫‪.476 :3‬‬ ‫‪ ،‬عام ‪53‬هص؛‬ ‫‪400 :2‬؛‬
‫بهامصصصصصش الكامصصصصصل ‪55 :6‬؛‬ ‫اليعقوبصصصصصي ‪225 :2‬؛‬ ‫(‪ )12‬راجصصصصصع‪:‬‬
‫؛ سصبط ابصن الجوزي فصي‬ ‫‪73‬؛ ترجمصة الحسصن فصي‬
‫‪197 :2‬؛‬ ‫‪226 :4‬؛‬ ‫؛ وا‬
‫‪.4 :4‬‬ ‫‪43 :8‬؛‬ ‫بهامش ابن الثير ‪132 :11‬؛‬
‫‪.15 :2‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫(‪.133 :11 )14‬‬
‫‪.14 - 13 :16‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫‪ 122‬و‬ ‫اليعقوبصصصصي ‪200 :2‬؛ راجصصصصع‪:‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫‪.‬‬ ‫ا‬
‫‪ ،‬ترجمة الحسن ‪.82‬‬ ‫(‪ )14‬الصفهاني‪،‬‬
‫‪ .421 :1‬لقصد توقفصت المصصادر‬ ‫‪293 :13‬؛ راجصع‪:‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫‪ ،‬مثلً‪ :‬إن عائشصصة «كانصصت أول امرأة‬ ‫الشيعيصصة بإطناب عنصصد هذا الحدث؛ يذكصصر الكلينصصي فصصي‬
‫ركبت في السلم سرجاً‪ ،‬فقالت‪ :‬نحوا ابنكم [الحسن] عن بيتي‪ ،‬فإنه ل يدفن في بيتي ويهتك على رسول‬
‫ال حجابصه‪ .‬فقال لهصا الحسصين (ع)‪ :‬قديم ًا هتكصت أنصت وأبوك حجاب رسصول ال (ص) وأدخلت عليصه بيتصه مصن‬
‫ل يحصب قربصه وإن ال سصائلك عصن ذلك يصا عائشصة » (‪ « .)1 :300 :1‬ثصم تكلم محمصد بصن الحنفيصة وقال‪ :‬يصا‬
‫عائشصصة يوماً على بغصصل ويوماً على جمصصل‪ ،‬فمصصا تملكيصصن نفسصصك ول تملكيصصن الرض عداوة لبنصصي هاشصصم »‪.‬‬
‫يجعصصل ابصصن عباس يقول‬ ‫‪ .)3 :302 :1‬لكصصن‬ ‫(‬
‫لعائشة‪ « :‬يا حميراء ليس يومنا منك بواحصد‪ ،‬يصوم على الجمصل ويوم علصى البغلة» (‪)22 :7 :140 :44‬؛‬
‫ويكمصصل المصصصدر السصصابق فيقدم روايصصة أخرى لبصصن عباس أيضاً تقول‪ « :‬يوماً تجملت ويوماً تبغلت‪ ،‬وإن‬
‫عشت تفيلت‪ .‬فأخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫يا بنصت أبصصي بكصصر ل كصصان ول كنت‬
‫لك التسع من الثمن وبالكصصصل تملكصصت‬
‫تجملصصصصت تبغلصصصصت وإن عشت تفيلت » (‪.)22 :24 :154 :44‬‬
‫‪.15362 :497 :20 :11‬‬ ‫ويجعل البغلة لمروان بن الحكم؛ راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪.76‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫أبي نعيم ‪.48 :2‬‬ ‫(‪)20‬‬
‫أبي نعيم ‪.47 :2‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫‪131 :2‬؛ ابصصن كثيصصر ‪- 136 :7‬‬ ‫أبصصي نعيصصم ‪47 :2‬؛‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪.13 :4‬‬ ‫‪137‬؛‬
‫الذهصصبي‪،‬‬ ‫‪131 :2‬؛‬ ‫‪136 :8‬؛‬ ‫(‪)23‬‬
‫عصر معاوية ‪.248‬‬
‫‪.125 :5‬‬ ‫‪20 :5‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)24‬‬
‫‪47 :2‬؛‬ ‫‪131 :8‬؛ راجصصع‪ :‬أبصصو نعيصصم فصصي‬ ‫(‪)25‬‬
‫الذهبي‪ ،‬عصر معاوية ‪.248‬‬
‫‪.199 :18‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫ابن سعد ‪.55 :8‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫ابن سعد ‪.57 :8‬‬ ‫( ‪)3‬‬
‫ابن سعد ‪.183 - 182 :2‬‬ ‫( ‪)4‬‬
‫ابن سعد ‪.166 :3‬‬ ‫( ‪)5‬‬
‫ابن سعد ‪.145 :3‬‬ ‫( ‪)6‬‬
‫ابن سعد ‪98 :3‬؛ ‪.170 :8‬‬ ‫( ‪)7‬‬
‫لبن أبي الحديد ‪.111 :416 :20‬‬ ‫( ‪)8‬‬
‫‪76‬‬ ‫( ‪)9‬‬
‫الذهبي‪ ،‬عصر معاوية ‪.250‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫‪ ،‬الجامع ‪.1419‬‬ ‫ابن سعد ‪55 :8‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫ابن سعد ‪.55 :8‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫الذهبي‪ ،‬عصر معاوية ‪.252‬‬ ‫ابن سعد ‪55 :8‬؛‬ ‫(‪)13‬‬
‫ابن سعد ‪.56 :8‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫(‪ ،195 :1 )15‬باب طواف النساء من كتاب الحج‪.‬‬
‫الذهبي‪،‬‬ ‫ابن سعد ‪71 :8‬؛‬ ‫الذهبي ‪132 :2‬؛‬ ‫(‪ )16‬راجع ترجمتها في‬
‫عصر معاوية ‪.252‬‬
‫ابن سعد ‪.70 :8‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫الذهبي‪ ،‬عصر معاوية ‪.252‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫ابن سعد ‪.68 :8‬‬ ‫‪256‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫‪.76‬‬ ‫(‪)20‬‬
‫ابصصصصن سصصصصعد ‪67 :8‬؛‬ ‫الذهصصصصبي‪ ،‬عصصصصصر معاويصصصصة ‪251‬؛ راجصصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫‪.47 :2‬‬
‫‪.77‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪.79 - 78‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫(‪.18 :2 )1‬‬
‫(‪.42 :2 )2‬‬
‫(‪.803 :3 )3‬‬
‫البخاري‪ ،‬نكاح ‪.4687‬‬ ‫( ‪)4‬‬
‫ل عنهصا ايضاً‪ « :‬خلل فيّص تسصع لم تكصت‬ ‫‪.245 :3‬ويقول الطصبري فصي تاريخصه نق ً‬ ‫(‪ )5‬الزمخشري‪،‬‬
‫في أحد من النساء ال ما أتى ال مريم بنت عمران‪ ،‬وال ما أقول هذا فخرًا على أحد من صواحبي‪...‬نزل الملك‬
‫بصورتي‪ ،‬وتزوجني رسول ال(ص) لسبع سنين‪ ،‬وأهديت إليه لتسع سنين‪ ،‬وتزوجني بكرًا ولم يشركه في أحد‬
‫ي آية من القرآن‬ ‫من الناس‪ ،‬وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في لحاف واحد‪ ،‬وكنت من أحب الناس اليه‪ ،‬ونزل ف ّ‬
‫كادت المة أن تهلك‪ ،‬ورأيصت جبريصل ولم يره أحصد مصن نسصائه غيري‪ ،‬وقبصض فصي بيتصي ولم يله أحصد ال الملك » (‬
‫‪.)399:2‬‬
‫‪.521‬‬ ‫(‪ )6‬الصفوري‪،‬‬
‫‪.42‬‬ ‫( ‪)7‬‬
‫مسصلم‬ ‫البخاري‪ ،‬ك النكاح ‪119 :6‬؛‬ ‫‪30‬؛ راجصع ايضاً‪:‬‬ ‫( ‪)8‬‬
‫أحمصصصد‪ ،‬مسصصصند النصصصصار ‪23012‬؛ أنظصصصر أيضاً‪:‬‬ ‫ابصصصن سصصصعد ‪67 :8‬؛‬ ‫‪2438 :4‬؛‬
‫لبن أبي الحديد ‪.190 :156 :9‬‬ ‫‪6 :237 :285 :32‬؛‬
‫‪.31‬‬ ‫( ‪)9‬‬
‫‪.521‬‬ ‫(‪ )10‬الصفوري‪،‬‬
‫(‪ )11‬هذا الكلم يتناقض تماماً مع ما ذكر في فصل سابق من أن النبي لم تخطر بباله عائشة حتى ذكرتها له‬
‫خولة بنت حكيم؛ ومع رفض أبي بكر لفكرة زواجه منها في البداية‪.‬‬
‫‪.521‬‬ ‫(‪ )12‬الصفوري‪،‬‬
‫‪.521‬‬ ‫(‪ )13‬الصفوري‪،‬‬
‫‪.42‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫‪.522 - 521‬‬ ‫(‪ )15‬الصفوري‪،‬‬
‫‪.61‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫‪.61‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫ابن سعد ‪67 :8‬؛ كتاب الربعين ‪.73‬‬ ‫‪61‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫‪.523‬‬ ‫(‪ )19‬الصفوري‪،‬‬
‫‪.523‬‬ ‫(‪ )20‬الصفوري‪،‬‬
‫‪.42‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند النصصصار‬ ‫‪138 :9‬؛‬ ‫البخاري ‪221 :4‬؛‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪23925‬؛ يقول ابصصصن أبصصصي الحديصصصد‪ « :‬عائشصصصة موعودة أن تكون زوجصصصة رسصصصول ال (ص) فصصصي الخرة‬
‫‪.)56 :92 :7‬‬ ‫»(‬
‫‪6‬؛ رغصم كصل مصا فعلتصه عائشصة‪ ،‬يقول ابصن‬ ‫ابصن سصعد ‪64 :8‬؛‬ ‫(‪)23‬‬
‫أبي الحديد‪ « :‬وأما عائشة والزبير وطلحة‪ ،‬فمذهبنا أنهم أخطئوا ثم تابوا وأنهم من أهل الجنة‪ ،‬وأ نّ علياً‬
‫‪.)31 :314 :20‬‬ ‫(ع) شهد لهم بالجنة بعد حرب الجمل » (‬
‫(‪.155 :8 )24‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪2337‬؛ راجع أيضاً‪ :‬فصل سودة وعائشة‪.‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫مسصصصصصصصصلم‪ ،‬حيصصصصصصصصض ‪441‬؛ اللبانصصصصصصصصي‪،‬‬ ‫(‪ )26‬تيمصصصصصصصصم ‪324291‬؛ راجصصصصصصصصع‪:‬‬
‫أحمصد‪،‬‬ ‫‪ ،‬طهارة ‪627‬؛‬ ‫‪35‬؛‬
‫البخاري‪ ،‬حيض ‪291‬‬ ‫‪ ،‬طهارة ‪239 ،234‬؛‬ ‫مسند النصار ‪24114 ،23823‬؛‬
‫الطصبري لليصة ‪ 222‬مصن‬ ‫‪ ،‬طهارة ‪1015‬؛‬ ‫‪ ،‬طهارة ‪238‬؛‬ ‫؛‬
‫سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ ،‬طهارة ‪.1019‬‬ ‫‪ ،‬طهارة ‪1020‬؛ أنظر أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫‪ ،‬طهارة ‪116‬؛‬ ‫أحمصصصصصصد‪ ،‬مسصصصصصصند النصصصصصصصار ‪22918 ،23680‬؛ راجصصصصصصع‪:‬‬ ‫(‪)28‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.22918 ،23299 ،24952 ،23145‬‬ ‫‪ ،‬طهارة ‪122‬؛‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.24339‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫‪181 ،177 :2‬؛‬ ‫‪ ،‬حيصصصصصصض واسصصصصصصتحاضة ‪372‬؛ راجصصصصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)30‬‬
‫‪.265 :1‬‬
‫‪ ،‬طهارة ‪.1029‬‬ ‫(‪)31‬‬
‫القرطصصبي لليصصة ‪ 222‬مصصن سصصورة البقرة نجصصد أن‬ ‫ابصصن كثيصصر ‪405 :1‬؛ وفصصي‬ ‫(‪)32‬‬
‫مسروقاً هو الشخص الذي يطرح على عائشة هذا السؤال‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)33‬‬
‫(‪.58 - 57 )34‬‬
‫ابن كثير ‪.406 :1‬‬ ‫(‪)35‬‬
‫‪ « :‬إن النبي (ص)‬ ‫ابن كثير ‪405 :1‬؛ يقول المرجع الشيعي‪،‬‬ ‫(‪)36‬‬
‫كان يصلي وعائشة مضطجعة بين يديه وهي حائض‪ ،‬وكان إذا أراد أن يسجد‪ ،‬غمز رجليها فرفعت رجليها‬
‫حتى يسجد » (‪.)6096 :122 :4 :5‬‬
‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند النصصصار ‪ ،23621‬يروى عصصن عائشصصة‬ ‫ابصصن كثيصصر ‪ .796 :1‬فصصي‬ ‫(‪)37‬‬
‫قولهصا‪ « :‬كان رسصول ال (ص) ق ّل يوم إ ّل وهصو يطوف علينصا جميعاً‪ ،‬امرأة امرأة‪ ،‬فيدنصو ويلمصس مصن غيصر‬
‫‪.7‬‬ ‫مسيس‪ ،‬حتى يفضي إلى اللتي هي يومها‪ ،‬فيبيت عندها »‪ .‬راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪96 - 95 :2‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)38‬‬
‫ابن سعد ‪.138 :8‬‬ ‫(‪)31‬‬
‫‪.167 :2‬‬ ‫(‪)40‬‬
‫‪.405 :1‬‬ ‫(‪)41‬‬
‫(‪ )42‬طهارة ‪.818‬‬
‫(‪ )43‬مسند النصار ‪.23465‬‬
‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند النصصصار‬ ‫‪ ،‬الصصصوم ‪2038‬؛‬ ‫(‪ )44‬مسصصند النصصصار ‪24775‬؛ راجصصع‪:‬‬
‫‪.304‬‬ ‫‪23769‬؛‬
‫‪ ،‬مقدمصصة ‪632‬؛‬ ‫البخاري‪ ،‬الصصصوم ‪1792‬؛‬ ‫(‪ )45‬الصصصوم ‪2034‬؛ راجصصع أيضاً‪:‬‬
‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند النصصصار ‪،22981 ،24071 ،23873‬‬ ‫‪ ،‬الصصصيام ‪1674‬؛‬
‫‪115 :2‬؛‬ ‫‪ ،‬الصصصصوم ‪661‬؛‬ ‫‪24550 ،23769 ،24284‬؛‬
‫مسلم ‪.305 :1‬‬ ‫‪206 - 205 :6‬؛‬
‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند النصصصار ‪25116‬؛ تقول عائشصصة أيضاً‪ « :‬كان رسصصول ال (ص) يصصصيب مصصن‬ ‫(‪)46‬‬
‫‪.)15 :59 :5‬‬ ‫رؤوس نسائه وهو صائم‪ ،‬كنت بذلك عن القبلة » (‬
‫‪.42‬‬ ‫(‪)47‬‬
‫(‪ )48‬تفسير ابن كثير ‪.796 :1‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)49‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)50‬‬
‫(‬ ‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند النصصصار ‪ .23000‬حديصصث هام آخصصر‪ ،‬يورده‬ ‫(‪)51‬‬
‫‪ )23940‬نقلً عصصن عائشصصة‪ ،‬بأن « رجلً أتصصى النصصبي (ص)‪ ،‬فقال‪ :‬إنصصه قصصد احترق! فسصصأله مصصا شأنصصه‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أصصاب أهله فصي رمضان! فأتاه مكتصل يدعصى العرق فيصه تمصر‪ ،‬فقال‪ :‬أيصن المحترق؟ فقام الرجصل! فقال‪ :‬تصصدّق‬
‫بهذا!!! »‪.‬‬
‫‪.211 :6‬‬ ‫(‪)52‬‬
‫‪.211 :6‬‬ ‫(‪)53‬‬
‫ل سأل رسول ال (ص)‪ ،‬عن الرجل‬ ‫(طهارة ‪ ،)101‬تقول عائشة‪ « :‬إ نّ رج ً‬ ‫(‪ )54‬في نص‬
‫يجامع أهله ثم يكسل‪ ،‬هل عليهما الغسل؟ ‪ -‬وعائشة جالسة!!! ‪ -‬فقال رسول ال (ص)‪ :‬إنّي لفعل ذلك‪ ،‬أنا‬
‫وهذه‪ ،‬ثم نغتسل »‪.‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.23648 ،23257‬‬ ‫(‪)55‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.23673 ،23075‬‬ ‫(‪)56‬‬
‫‪ ،‬طهارة ‪.92‬‬ ‫(‪)57‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.24714‬‬ ‫‪ ،‬طهارة ‪600‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)58‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.24120 ،23886‬‬ ‫(‪)59‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.23514‬‬ ‫(‪)60‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.20182‬‬ ‫(‪)61‬‬
‫‪:3‬‬ ‫البخاري‪ ،‬الغسصل ‪255‬؛ مصن أجصل مراجصع شيعيصة‪ ،‬أنظصر على سصبيل المثال‪:‬‬ ‫(‪)62‬‬
‫‪600 :234 :7 :1‬‬ ‫‪10 :16 :222 :1‬؛‬ ‫‪2 :10‬؛‬
‫‪ ،‬أدب ‪.2726‬‬ ‫(‪)63‬‬
‫‪.50 :12 :105 :80‬‬ ‫‪ ،‬طهارة ‪316‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)64‬‬
‫‪ ،‬الطهارة وسننها ‪.531‬‬ ‫(‪)65‬‬
‫‪.158 :18‬‬ ‫(‪125 :1 )66‬؛ راجع‪:‬‬
‫ابن كثير ‪405 :1‬؛ في نص آخر‪ ،‬يقال‪ « :‬كنت ورسول ال (ص) في الشعار الواحد‪ ،‬وأنا‬ ‫(‪)67‬‬
‫حائض‪ ،‬فإن أصصصصابه منصصصي شيصصصء‪ ،‬غسصصصله‪ ،‬لم يعصصصد إلى غيره‪ ،‬وصصصصلّى فيصصصه‪ ،‬ثصصصم يعود معصصصي »‪ .‬راجصصصع‪:‬‬
‫‪.54 :1‬‬ ‫‪110 :1‬؛‬ ‫‪182 :2‬؛‬
‫‪.51 :22‬‬ ‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪23195‬؛‬ ‫(‪)68‬‬
‫(‪ )69‬نكاح ‪.2587‬‬
‫‪،‬‬ ‫ابصصن كثيصصر ‪436 :1‬؛‬ ‫‪ ،‬نكاح ‪1037‬؛‬ ‫(‪ )70‬عنصصد كصصل مصصن‪:‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.22929‬‬ ‫‪ ،‬النكاح ‪1922‬؛‬ ‫الطلق ‪2167‬؛‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.22929‬‬ ‫(‪)71‬‬
‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند النصصصار ‪24426‬؛‬ ‫‪ ،‬نكاح ‪ ،3231‬طلق ‪3354‬؛‬ ‫(‪ )72‬راجصصع أيضاً‪:‬‬
‫‪ ،‬طلق ‪2167‬؛‬ ‫‪ ،‬نكاح ‪1037‬؛‬ ‫‪275 :1‬؛‬
‫‪ ،‬نكاح ‪.976‬‬ ‫‪ ،‬طلق ‪1965‬؛‬ ‫‪ ،‬نكاح ‪1922‬؛‬
‫‪ ،‬فقرة عسل‪.‬‬ ‫(‪ )73‬راجع‪:‬‬
‫ابن سعد ‪.156 ،51 - 50 :8‬‬ ‫(‪)74‬‬
‫‪ ،‬نكاح ‪ ،1912‬طلق ‪654‬؛‬ ‫ابن سعد ‪156 :8‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)75‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.24392 ،23208‬‬
‫‪.407‬‬ ‫(‪)76‬‬
‫‪ ،‬استئذان وأدب ‪.2656‬‬ ‫(‪)77‬‬
‫ابن كثير ‪.34 :3‬‬ ‫(‪)78‬‬
‫‪.196 :29‬‬ ‫ابن سعد ‪278 :2‬؛‬ ‫(‪)79‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.24894‬‬ ‫(‪)80‬‬
‫(‪ ،)196 :29‬يقال‪ « :‬فغضبتْ في ذلك غضباً شديداً‪ ...‬فقالت‪ :‬كذب »‪.‬‬ ‫(‪ )81‬في نص‬
‫ابن سعد ‪.51 - 50 :8‬‬ ‫‪280‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)82‬‬
‫مسصلم‪ ،‬صصيام‬ ‫أحمصد‪ ،‬مسصند النصصار ‪25059‬؛ راجصع الحديصث بتفاصصيل أخرى فصي‬ ‫(‪)83‬‬
‫‪.7 :40 :186 :64‬‬ ‫‪1864‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪ ،‬فرائض ‪.2735‬‬ ‫(‪)84‬‬
‫‪،‬‬ ‫أحمصصد‪221 ،151 ،147 :6 ،‬؛ الحديصصث موجود فصصي اختلف يسصصير فصصي‬ ‫(‪)85‬‬
‫‪ ،‬الحدث بأسصلوب مختلف قليلً‪ « :‬كان رسصول‬ ‫عشرة النسصاء ‪3899‬؛ يذكصر المرجصع الشيعصي‪،‬‬
‫ال (ص) عنصد عائشصة ذات ليلة فقام يتنفصل‪ ،‬فاسصتقيظت عائشصة‪ ،‬فضربصت يدهصا فلم تجده‪ ،‬فظنصت أنصه قام إلى‬
‫جاريتهصصصصصا‪ ،‬فقامصصصصصت تطوف عليصصصصصه‪ ،‬فوطئت عنقصصصصصه (ص) وهصصصصصو سصصصصصاجد » (‪)12 :324 :3‬؛ وفصصصصصي‬
‫يقال‪ « ،‬قام من جنبها فوجأت عنقه » (‪.)4 :14 :245 :22‬‬
‫مسصلم‪ ،‬صصفة القيامصة‬ ‫الطيالسصي ح‪1429‬؛‬ ‫أحمصد‪111 ،76 ،115 :6 ،‬؛‬ ‫(‪)86‬‬
‫‪.80‬‬ ‫والجنة والنار ‪5035‬؛‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪23701‬‬ ‫‪ ،‬عشرة النساء ‪3898‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)87‬‬
‫‪.294 :5‬‬ ‫(‪)88‬‬
‫‪29‬؛ يقول ابصن أبصي الحديصد‪ « :‬ولم تحمصل عائشصة مصن رسصول ال (ص) ول‬ ‫(‪)89‬‬
‫‪:156 :9 ،‬‬ ‫ولد له ولد مصصن مهيرة إل مصصن خديجصصة‪ ،‬ومصصن السصصراري مصصن ماريصصة » (‬
‫‪.)190‬‬
‫ابصصن هشام ‪307 :2‬؛ راجصصع أيضاً‪:‬‬ ‫‪221 :2‬؛‬ ‫(‪ )1‬أنظصصر‪:‬‬
‫ابصصصن خياط ‪46‬؛ مصصصن أجصصصل مرجصصصع شيعصصصي تفصصصصيلي‪ ،‬أنظصصصر‪:‬‬ ‫اليعقوبصصصي ‪53:2‬؛‬
‫‪.19 :8 :309 :20‬‬
‫‪.81 :2‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫ابصصن كثيصصر ‪ .446 - 443 :3‬راجصصع‬ ‫(‪ )3‬توبصصة ‪ .4‬القصصصة وردت أيضاً‪ ،‬باختلفات ل تذكصصر‪ ،‬فصصي‬
‫الطبري ‪.270 - 264 :2‬‬ ‫القصة في‬
‫(‪« :)86 - 83 :2‬غزوة بني المصطلق»‪.‬‬ ‫(‪ )4‬في‬
‫(‪ )5‬كما لحظنا في فصل سابق‪ ،‬قالت عائشة إنها لما حملت اللحم سبقها النبي‪ .‬فهل كان حملها للحم بعدحدث‬
‫الفك؟‬
‫)‪ ،‬يقال‪« :‬فارتجع العسكر ولم أعلم بشيء من ذلك»‪.‬‬ ‫(‬ ‫(‪ )6‬في‬
‫ابن هشام (‪ ،)300 :2‬يقال‪« :‬مسطح لقب‪ ،‬واسمه عوف»‪.‬‬ ‫(‪ )7‬في‬
‫أحمصد (مسصند النصصار ‪ ،)23181‬تقول بريرة‪« :‬وال مصا أعلم عليهصا عيباً‪ ،‬إل أنّهصا كانصت تنام‬ ‫(‪ )8‬فصي‬
‫حتى تدخل الشاة فتأكل خميرتها أو عجينتها»‪ - .‬نلحظ‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬أن الخلف في مسألة «داجن أو شاة»‬
‫يمتد أيضاً إلى آية رضاع الكبير‪ ،‬كما سنلحظ في فصل «رضاع الكبير»‪.‬‬
‫ابن هشام (‪)302 - 300 :2‬؛ يقال‪« :‬وكان قبل ذلك يُرَى رجلً صالحاً»‪.‬‬ ‫(‪ )9‬في‬
‫أحمصد (مسند النصصار ‪ ،)23181‬يقال‪« :‬ول دخصل بيتصي قط إل وأنصا حاضصر‪ ،‬ول غبصت فصي‬ ‫(‪ )10‬فصي‬
‫سفر إل غاب معي»‪ - .‬أي أنه كان كثير التردد على البيت النبوي‪ .‬دون أن ننسى أن الراوية هي عائشة!‬
‫أحمد‪( ،‬النص السابق)‪ ،‬يقال‪« :‬كانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل»‪.‬‬ ‫(‪ )11‬في‬
‫(‪ )12‬هذا مصا يقوله أناس يفترض أن السصلم غسصل مصا بينهصم مصن أحقاد‪ .‬والدفاع هنصا‪ ،‬بالمناسبة‪ ،‬هصو عن أحصد‬
‫ألد أعداء السلم‪ ،‬عبد ال بن أبي ‪ -‬دون أن ننسى أن كل ذلك تم‪ ،‬والنبي فوق المنبر‪.‬‬
‫(‪ )13‬ل بصصد أن نتسصصاءل هنصصا‪ :‬لماذا الصصصبر هذا كله على عائشصصة‪ ،‬فصصي حيصصن يُطلب مصصن علي قتصصل مابور لمجرد‬
‫الشبهة؟!‬
‫ت اسم يعقوب‪ ،‬فما أذكره»‪.‬‬ ‫)‪ ،‬يقال‪« :‬فالتمس ُ‬ ‫(‪ )14‬في نص ابن هشام (‬
‫‪ ،‬يرد‪« :‬وال ل أقوم إليصه ول أحمده ول أحمدكمصا‪ ،‬ولكصن أحمصد‬ ‫(‪ )15‬فصي‬
‫ال الذي أنزل براءتصصصصصي‪ .‬لقصصصصصد سصصصصصمعتموه فمصصصصصا غيرتموه ول أنكرتموه» (‪ - .)67 :5‬مثله أيضاً فصصصصصي‬
‫أحمد (مسند النصار ‪)22886‬؛ تقول عائشة‪:‬‬ ‫أحمد‪ ،‬النص السابق‪ .‬في نص آخر في‬
‫«لمصا نزل عذري مصن السصماء‪ ،‬جصصصاءني النصبي (ص)‪ ،‬فأخصبرني بذلك‪ ،‬فقلت‪ :‬نحمصد ال ع ّز وج ّل ل نحمدك»‪.‬‬
‫ابن كثير (‪ ،)449 - 448 :3‬يذكر عن عائشة قولها‪« :‬وكنت أشد ما كنت غضباً‪ ،‬فقال‬ ‫وفي‬
‫لي أبواي‪ :‬قومصصي إليصصه‪ ،‬فقلت‪ :‬ل! وال ل أقوم إليصصه ول أحمده ول أحمدكمصصا‪ ،‬ولكصصن أحمصصد ال الذي أنزل‬
‫براءتصي؛ لقصد سصمعتموه فمصا أنكرتموه ول غيرتموه‪ ...‬فقال لهصا أبوهصا‪ :‬تقوليصن هذا لرسصول ال (ص)؟ قالت‪:‬‬
‫نعم»‪.‬‬
‫(‪« :)2449 :2‬والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء‪ ،‬فاجلدوهم‬ ‫(‪ )16‬جاء في‬
‫ثمانين جلدة‪ ،‬ول تقبلوا لهم شهادة أبداً‪ ،‬وأولئك هم الفاسقون» [النور ‪]4‬؛ نزلت في حسان بن ثابت‪ ،‬حين‬
‫قال في عائشة (رض)»‪.‬‬
‫(‪« :)23 :14‬قوم مصن الشيعصة زعموا أن اليات فصي سصورة النور لم تنزل‬ ‫(‪ )17‬ورد فصي‬
‫فيها [عائشة] وإنما نزلت في مارية القبطية‪ ،‬وما قذفت به مع السود القبطي»‪.‬‬
‫‪.222 :3‬‬ ‫(‪ )18‬راجع أيضاً‪:‬‬
‫(‪ ،)163 :4‬يقال‪« :‬وذلك أن زينصت أختهصا كانصت عنصد رسصول ال (ص)‪ ،‬فأشاعصت‬ ‫(‪ )19‬فصي‬
‫من ذلك تضاري لختها»‪.‬‬
‫(‪« :)221 :3‬ضرب رسول ال (ص) عبد ال بن أبي وحسان ًا ومسطحاً‪ ،‬وقعد‬ ‫(‪ )20‬ورد في‬
‫صفوان لحسان‪ ،‬فضربه بالسيف‪ ،‬وكف بصره»‪.‬‬
‫اليعقوبصي (‪« :)53 :2‬جلد رسصول ال حسصان بصن ثابصت‪ ،‬ومسصطح بصن أثاثصة‪ ،‬وعبصد‬ ‫(‪ )21‬ورد فصي‬
‫ال بن أبي سلول‪ ،‬وهو الذي تولى كبره‪ ،‬وحمنة بنت جحش‪ ،‬أخت زينب بنت جحش»‪.‬‬
‫‪.70 - 66‬‬ ‫(‪ )22‬راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪.302 :2‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪« :22937‬لما نزل عذري‪ ،‬قام رسول ال (ص) على المنبر‪،‬‬ ‫(‪ )24‬ورد في‬
‫ابن كثير‬ ‫فذكر ذلك‪ ،‬وتل القرآن‪ ،‬فلما نزل‪ ،‬أمر برجلين وامرأة‪ ،‬فضربوا حدّهم»؛ راجع ايضاً‪:‬‬
‫‪ ،‬حدود ‪2557‬؛‬ ‫‪163 :4‬؛‬ ‫‪448 :3‬؛‬
‫‪ ،‬حدود ‪.3880‬‬
‫‪.103 :11‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫ابصن هشام (‪ ،)304 :2‬يقال‪« :‬ثصم أن صصفوان بصن المعطّل اعترض حسصان بصن ثابصت بالسصيف‪،‬‬ ‫(‪ )26‬فصي‬
‫حين بلغه ما كان يقوله فيه‪ ،‬وقد كان حسان قال شعرًا مع ذلك يعرّض بابن المعطل فيه‪ ،‬وبمن أسلم من العرب‬
‫من مضر»‪.‬‬
‫‪.104 :11‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫ابن هشام ‪.305 :2‬‬ ‫(‪)28‬‬
‫‪.86 :2‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫(‪« :)26 :3‬لمصا بلغ صصفوان أن حسصان ممصن قال فيصه‪ ،‬ضربصه بالسصيف‪،‬‬ ‫(‪ )30‬ورد فصي‬
‫وقال‪:‬‬
‫غلم إذا هوجصصصت لسصصصت بشاعصصصر‬ ‫تلق ذباب السصصيف عنصصي فإننصصي‬

‫من الباهت الرامي البراء الظواهر‬ ‫ولكنصصي أحمصصي حماي وأشتفصصي‬

‫فشكصصى حسصصان إلى النصصبي (ص)‪ ،‬فعوضصصه حائطاً مصصن نخصصل وسصصيرين‪ ،‬جاريصصة‪ ،‬فولدت له عبصصد الرحمصصن بصصن‬
‫حسان»‪.‬‬
‫(‪« :)105 - 104 :11‬أعطاه أرضاً كانصصت لبصصي طلحصصة‪ ،‬تصصصدّق بهصصا على‬ ‫(‪ )31‬يقول‬
‫رسول ال»‪.‬‬
‫ابصن هشام (‪ ،)306 :2‬يقال‪« :‬بيرحاء‪ ،‬وهصي قصصر بنصي حديلة اليوم بالمدينصة‪ ،‬كانصت مالً‬ ‫وفصي‬
‫لبي طلحة بن سهل‪ ،‬تصدّق بها على آل رسول ال (ص)»‪.‬‬
‫(‪ ،)163 :4‬تقول عائشصة‪« :‬سصئل عصن ابصن المعطصل‪ ،‬فوجده‬ ‫(‪ )32‬فصي‬
‫ابصصصن هشام ‪:2‬‬ ‫‪31‬؛‬ ‫رجلً حصصصصوراً مصصصا يأتصصصي النسصصصاء»‪ .‬راجصصصع ‪:‬‬
‫‪ ،‬مصصصادة حصصصر‪ « :‬هصصو الذي ل يشتهصصي النسصصاء ول‬ ‫‪.306‬والحصصصور‪ ،‬كمصصصا قصصصال‬
‫يقربهن‪...‬وهو‪...‬المجبوب الذكر والنثيين‪ ،‬وذلك ابلغ في الحصر لعدم آلة النكاح » ‪.‬‬
‫(‪.202 )33‬‬
‫(‪« :)428 :5‬حمنصة بنصت جحصش‪ :‬كانصت ممصن قال فصي الفصك على عائشصة‬ ‫(‪ )34‬يقول‬
‫(رض)‪ ،‬فعلت ذلك حمية لختها زينب‪ ،‬إل أن زينب (رض) لم تقل فيها شيئا؛ وقال بعضهم‪ :‬إنها جلدت مع‬
‫‪.161 :4‬‬ ‫من جلد؛ وقيل‪ :‬لم يجلد أحد»‪.‬راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪.307 :2‬‬ ‫(‪)35‬‬
‫(‪.103 :11 )36‬‬
‫‪،93 - 92 :13‬‬ ‫(‪ )37‬الصوم ‪ .2013‬ذكره أيضاً يوسف بن رافع بن شداد في‬
‫‪.137 - 136 :2‬‬ ‫ح‪2459‬؛ أنظر أيضاً‪ :‬الخطابي‪،‬‬
‫(‪.450 :3 )38‬‬
‫(‪ )39‬طهارة ‪.308‬‬
‫‪.800 :1‬‬ ‫(‪ )40‬راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪ ،‬طهارة ‪.561‬‬ ‫(‪)41‬‬
‫‪.62‬‬ ‫(‪ )42‬أنظر أيضاً‪:‬‬
‫‪62 :1‬؛ ‪.170 :3‬‬ ‫(‪ )43‬ابن أبي حديد‪،‬‬
‫(‪.556 :3 )44‬‬
‫‪.834 :3‬‬ ‫(‪)45‬‬
‫(‪« :)62 :3‬قيصل إنصه [طلحصة] الذي نزلت فصي أمره‪« ،‬مصا كان لكصم أن‬ ‫(‪ )46‬راجصع أيضاً‬
‫تؤذوا رسصصول ال ول أن تنكحوا نسصصاءه مصصن بعده»‪ ،‬وذلك أنصصه قال‪ :‬لئن مات رسصصول ال (ص) لتزوجصصن‬
‫عائشة»‪.‬‬
‫(‪« :)171 - 170‬نزلت فصي طلحصة بن عبيصد ال‪ ،‬لنصه قال‪ :‬إذا توفصي‬ ‫وقيصل فصي‬
‫رسول ال (ص)‪ ،‬تزوجت عائشة (رض)»‪.‬‬
‫بهامصصش الجلليصصن‪ :‬راجصصع أيضاً‪ :‬الزرقانصصي‪،‬‬ ‫(‪ )47‬أنظصصر تفسصصير اليصصة فصصي‬
‫لليصة ‪ 53‬مصن سصورة الحزاب أن « ذلك نزل فصي رجصل‬ ‫‪ .‬يذكصر الطصبري فصي‬
‫كان يدخل [على النبي] قبل الحجاب‪ ،‬قال‪ :‬لئن مات محمد لتزوجن امرأة من نسائه » ‪.‬ويقول القرطبي‪« :‬‬
‫إن رجلً قال‪ :‬لو قبصض رسصول ال تزوجصت عائشصة! فأنزل ال‪[...‬وعصن] ابصن عباس‪ :‬قال رجصل مصن سصادات‬
‫قريصش مصن العشرة الذيصن كانوا مصع رسصول ال (ص) على حراء ‪ -‬فصي نفسصه ‪ -‬لو توفصي رسصول ال (ص)‬
‫لتزوجصت عائشة وهي بنت عمي‪.‬قال مقاتل‪ :‬هو طلحة بن عبيد ال‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬وندم هذا الرجصل على‬
‫مصا حدّث بصه فصي نفسصه‪ ،‬فمشصى الى مكصة على رجليصه وحمصل على عشرة أفراس فصي سصبيل ال‪ ،‬وأعتصق رقيقاً‬
‫الية) ‪.‬أما ابن كثير‬ ‫فكفّر ال عنه؛ وحكى مكي عن معمّر انه قال‪ :‬هو طلحة بن عبيد ال » (‬
‫أنه « عزم على ذلك طلحة بن عبيد ال (رض) »‪.‬‬ ‫فيذكر في‬
‫(‪« )1‬إذا بلغ الغلم مبلغ الرجال ولم يكن صبيحًا فحكمه حكم الرجال في الساتر في الصلة‪ ،‬بعكس الصبيح فحكمه‬
‫حكم النساء من فرقه إلى قدمه» ( ‪ - .)285 :1‬لكن ابن عابدين ل يخبرنا ما إذا كان الغلم حرّا أم عبداً‪.‬‬
‫سورة الحزاب ‪.59‬‬ ‫( ‪)2‬‬
‫(‪.855 :3 )3‬‬
‫‪.141 :8‬‬ ‫( ‪)4‬‬
‫سورة الحزاب ‪.59‬‬ ‫( ‪)5‬‬
‫‪.141 :8‬‬ ‫( ‪)6‬‬
‫الطبري للية ‪ 59‬من الحزاب‪.‬‬ ‫( ‪)7‬‬
‫الطبري للية ‪ 59‬من الحزاب‪.‬‬ ‫( ‪)8‬‬
‫‪ 559 :3‬وما بعد‪.‬‬ ‫( ‪)9‬‬
‫(‪ )10‬تفسير ابن كثير ‪.855 :3‬‬
‫‪.114 :4‬‬ ‫‪127 :7‬؛‬ ‫(‪ )11‬راجع‪:‬‬
‫‪2 :534 :5 ،‬؛‬ ‫‪141 :8‬؛ راجصصصصصع‪،‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫‪ ،4 :12 :244 :22‬مصصصصصصصع‬ ‫‪25508 :232 :129 :20‬؛‬
‫ملحظة أن المرأتين هنا هما حفصة وعائشة‪.‬‬
‫‪.55 :8‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫البخاري‪ ،‬بيوع ‪.1912‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫ابن كثير ‪.833 :3‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫‪.555 :3‬‬ ‫ابن كثير ‪833 :3‬؛ راجع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫لسصورة الحزاب؛‬ ‫‪140 :8‬؛ راجصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫‪.202 :1‬‬ ‫‪58 :12‬؛‬
‫‪.556 - 555 :3‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫‪.555 :3‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫‪.139 :8‬‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪.143 :8‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫‪ ،‬إن النصبي قال‪ « :‬ل‬ ‫‪232 :3‬؛ يقول المرجصع الشيعصي‪،‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫يحل لمرأة أن تدخل بيتها من قد بلغ الحلم‪ ...‬إل أن يكون محرماً عليها‪ ...‬فقالت عائشة‪ :‬وإن كان مملوكاً؟‬
‫فقال‪ :‬وإن كان مملوكاً » ‪.16734 :286 :96 :14‬‬
‫‪.113 :8‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫‪.)58 :8‬‬ ‫(‪« )24‬كان حسن وحسين ل يدخلن على أزواج النبي» (‬
‫(‪.225 :20 )25‬‬
‫ابصن كثيصر ‪471 :3‬؛‬ ‫أحمصد‪ ،‬مسصند النصصار ‪24029‬؛ راجصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪ )26‬النصص فصي‬
‫مسصلم‪ ،‬سصلم ‪4049‬؛‬ ‫‪269 - 268 :4‬؛‬
‫لبصصصي عبيصصصد ‪259 :2‬؛ فصصصي أخبار النسصصصاء مصصصن‬ ‫‪60 - 59‬؛‬
‫‪115 :2‬؛‬ ‫‪ 54 - 53‬اسصمه أبصو الحصر؛‬
‫‪.242 :3‬‬
‫‪.368 :2‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫معنوناً أحصصد أبوابصصه‪ « :‬توضيصصح الغرض [مصصن أحصصد‬ ‫(‪ )28‬يقول المرجصصع الشيعصصي‪،‬‬
‫المواضيصع المتعلقصة بعائشصة]‪ :‬ذم عائشصة وتوبيصخ مصن تبعهصا وإرشاد الناس إلى ترك طاعصة النسصاء » ‪:32‬‬
‫‪.4 :195 :248‬‬
‫البخاري‪،‬‬ ‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪23461‬؛ ‪22901‬؛‬ ‫‪ ،‬طهارة ‪418‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫ابصن‬ ‫‪132 :3‬؛‬ ‫مسصلم ‪130 :1‬؛‬ ‫‪482‬؛‬ ‫آذان ‪822‬؛‬
‫‪.161 :3‬‬ ‫‪154‬؛‬ ‫كثير ‪486 :3‬؛‬
‫‪.3991‬‬ ‫(‪)30‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.23240‬‬ ‫(‪)31‬‬
‫‪،22926 ،24167‬‬ ‫‪24866‬؛ راجصصع‪:‬‬ ‫(‪)32‬‬
‫مسلم‪ ،‬البر والصلة والداب ‪.4763‬‬ ‫‪23433‬؛‬
‫‪ ،‬نكاح ‪.1842‬‬ ‫(‪)33‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.25810‬‬ ‫(‪)34‬‬
‫‪ ،‬طلق ‪.3392‬‬ ‫‪ ،‬طلق ‪1910‬؛‬ ‫(‪)35‬‬
‫أحمد‪ ،‬باقي مسند المكثرين ‪.11200‬‬ ‫(‪)36‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.23257‬‬ ‫(‪)37‬‬
‫‪.504 :5‬‬ ‫(‪)38‬‬
‫ابن كثير ‪.840 :1‬‬ ‫(‪)39‬‬
‫‪338 :8‬؛‬ ‫‪212 :8‬؛ راجصصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)40‬‬
‫‪.757 :2‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )41‬راجع ‪:‬‬
‫‪ ،‬نكاح‬ ‫‪63 :3‬؛‬ ‫مسصصلم رضاع ‪2637‬؛ راجصصع‪:‬‬ ‫(‪)42‬‬
‫‪.1933‬‬ ‫‪3268‬؛‬
‫مسلم‪ ،‬رضاع ‪.2637‬‬ ‫(‪)43‬‬
‫‪ ،‬نكاح ‪.3271 ،3270‬‬ ‫مسلم‪ ،‬رضاع ‪2638‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)44‬‬
‫ابن كثير ‪.63 :3‬‬ ‫‪ ،‬نكاح ‪3267‬؛ راجع‬ ‫(‪)45‬‬
‫‪24469‬؛‬ ‫أحمصصصصد‪ ،‬مسصصصصند النصصصصصار ‪52125‬؛ راجصصصصع‪:‬‬ ‫(‪)46‬‬
‫‪.246 :2‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.25111‬‬ ‫(‪)47‬‬
‫‪ ،‬نكاح ‪.3269‬‬ ‫(‪)48‬‬
‫أحمصد‪ ،‬مسصند النصصار ‪،24480‬‬ ‫‪ ،‬رضاع ‪ .1109‬مصن أجصل حكايصة سصالم‪ ،‬راجصع‪:‬‬ ‫(‪)49‬‬
‫الطصبري‬ ‫‪1021 ،498 ،345 ،245 ،154 ،28 :9‬؛‬ ‫‪24920 ،24983‬؛‬
‫‪273‬؛‬ ‫ابصصصصصصصن هشام ‪708 ،679 ،479 :1‬؛‬ ‫‪227 :4 ،291 ،288 :3‬؛‬
‫مسلم‪ ،‬رضاع ‪.2639‬‬ ‫‪ ،‬نكاح ‪2157‬؛‬
‫‪.64 :3‬‬ ‫(‪)50‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.24245‬‬ ‫(‪)51‬‬
‫‪ ،‬رضاع ‪.1070‬‬ ‫(‪)52‬‬
‫‪ ،‬نكاح ‪1932 ،2153‬؛‬ ‫‪ ،‬نكاح ‪ .1765‬راجصصصصصصصصصع أيضاً‪:‬‬ ‫(‪)53‬‬
‫ابصصن كثيصصر ‪840 :1‬؛‬ ‫‪ ،‬رضاع ‪1118‬؛‬ ‫مسصصلم‪ ،‬رضاع ‪2635 ،2634‬؛‬
‫‪.467 :7‬‬
‫‪.236 - 235 :11‬‬ ‫‪ ،‬نكاح ‪1934‬؛ راجع‪:‬‬ ‫(‪)54‬‬
‫أحمد‪ ،‬مسند النصار ‪.25112‬‬ ‫(‪)55‬‬
‫‪.236 :11‬‬ ‫(‪)56‬‬
‫‪.518 :3‬‬ ‫(‪)57‬‬
‫‪.518 :3‬‬ ‫(‪)58‬‬
‫مسصصصصصصصصصصلم ‪116 :5‬؛‬ ‫البخاري ‪26 :8‬؛‬ ‫(‪ )59‬راجصصصصصصصصصصع‪:‬‬
‫أحمد ‪.47 :1‬‬ ‫اليعقوبي ‪160 :2‬؛‬ ‫‪101 :1‬؛‬
‫‪.235 - 234 :11‬‬ ‫(‪)60‬‬
‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند‬ ‫‪ ،‬الصصصلة ‪468‬؛‬ ‫‪ ،‬النداء للصصصلة ‪288‬؛ راجصصع‪:‬‬ ‫(‪)61‬‬
‫الطصبري ‪668:11‬؛ راجصصع‬ ‫‪ ،‬الصصلة ‪347‬؛‬ ‫النصصصار ‪24278 ،23309‬؛‬
‫‪.3 :5 :287 :82‬‬ ‫أيضاً‪:‬‬
‫‪.41 - 40 :2‬‬ ‫(‪)62‬‬
‫‪.41 - 40 :2‬‬ ‫(‪)63‬‬
‫‪ ،‬صصلة ‪1134‬؛‬ ‫‪ ،‬الحروف والقراءات ‪30456‬؛ راجصع‪:‬‬ ‫(‪)64‬‬
‫أحمصصد‪ ،‬مسصصند‬ ‫مسصصلم‪ ،‬صصصلة المسصصافرين ‪1311‬؛‬ ‫البخاري‪ ،‬فضائل القرآن ‪4649‬؛‬
‫النصار ‪.23918‬‬
‫‪،‬‬ ‫أبصو داود‪ ،‬الصصيام باب ‪59‬؛‬ ‫‪294 :1‬؛ راجصع‪:‬‬ ‫(‪)65‬‬
‫أحمصصصد ‪209 ،206 ،205 :5‬؛ ‪287 :6‬؛‬ ‫‪1750‬؛‬ ‫الصصصصيام‪ ،‬باب ‪69‬؛‬
‫للطصبراني‬ ‫‪117 :3‬؛‬ ‫‪20 :2‬؛‬
‫‪124 :2‬؛ ‪125‬؛‬ ‫ابصصن أبصصي شيبصصة ‪42 :3‬؛‬ ‫‪19 :10‬؛‬
‫الشجري ‪272 :1‬؛‬ ‫‪2055‬؛‬
‫‪.24577 ،24560 ،18073‬‬
‫(‪ )1‬هذا النص مأخوذ عن كتاب‪:‬‬
‫‪n, Arthur Jeffery, Materials for the History of the Text of the Qur‬‬
‫‪.Leiden, E. J. Brill 1937, pp. 231 - 233‬‬
‫‪ ،‬ص‪.38‬‬ ‫(‪ )2‬ابن كثير‪،‬‬
‫حقوق الطبع والنشر والتوزيع‬
‫محفوظة للمؤلف‬
‫الطبعة الولى‬
‫بيروت ‪1999 -‬م‬

Vous aimerez peut-être aussi