Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
نبيل فياض
ملحظة :1
عنوان هذا الكتاب مستم ّد من الحكاية التالية:
دخلت أم أوفى العبدية على عائشة بعد وقعة الجمل ،فقالت لها :يا أم المؤمنين ،ما تقولين في امرأة قتلت ابنًا
لهصا صصغيراً؟ قالت :وجبصت لهصا النار! قالت :فمصا تقوليصن فصي امرأة قتلت مصن أولدهصا الكابر عشريصن ألفًا فصي صصعيد
واحد .قالت :خذوا بيد عدوة ال!!!
ملحظة :2
لقصد آثرنصا أن نسصتعين ببعصض المراجصع الشيعيصة الثنصي عشريصة فصي تحضيرنصا لهذا الكتاب؛ لكصن بمصا أن عملنصا
موجصه للسصنّة أولً ،كان اسصتئناسنا بالشواهصد الشيعيصة يقتصصر على الهامصش ليصس إل .وهذه المراجصع أسصاسًا هصي:
، ، ، ،
، ، ،
.
كلمة البداية
هل الله ،كما تصوّره تلك الديان التي نشأت في منطقة الشرق الدنى ،في ك ّل تجلّياته ومفاهيمه التي ل نملك
ل «مادياً» على ما هو الكثر منطقية بينها :أقوى أم النسان؟ دلي ً
هل الله ،كما تعارفت على تصويره تلك الديان ،هو الذي يحمي النسان :أم العكس؟ وهل يحتاج إلى وصاية
بشرية عليه ،ككائن ضعيف ،قاصر ،ل حول له ول قوة؟
الله ،كمصا نتلمّسصه فصي مفاهيصم غالبيصة السصلميين الحالييصن وتصصوراتهم ،أضعصف مصن أي كائن بشري ،مسصلمًا
كان أم غيصصر مسصصلم -لذلك فهصصو بحاجصة إليهصصم كصصي يدافعوا عنصصه ،بحميتهصصم المعهودة ،وعنفهصصم التقليدي ،وصصصيحات
انتصارهم المخيفة.
السلميون عمومًا على استعداد الن لن يق صّوا ك ّل لسان يتحدّث عن إلههصم بما ل يعجبهم -أن يكسروا ك ّل
يد ،يقطعوا ك ّل رقبة ،يحطّموا ك ّل قلم ،يمزقوا ك ّل صفحة!
ل اعتياديًا شتم أمهات
السلميون عمومًا يبيحون لنفسهم شتم ك ّل المعتقدات -وليس هذا بغريب ،إذا كان فع ً
المؤمنين ،زوجات النبي ،إحداهن الخرى -والراء التي ل تنتمي إلى دوائرهم؛ لكنهم يصادرون على الخر أدنى
حصق بانتقادهصم ،بمصا فصي ذلك الشارة إلى مصا فصي ركامهصم الصفر الورقصي مصن فضائح ومؤامرات وإرهاب ممنهصج :ل
يحق للباطل ،أي الخر ،القتراب من الحق السلمي ،حتى من داخله.
الله ،فصي نهايصة المصر ،فكرة تتجسصد على نحصو مختلف بحسصب الزمان والمكان .وإيمان المرء بهذا التجسصيد
دون غيره يعتمصد أو ًل وأخيرًا على ظروف هذا المرء الحياتيصة .فهصل يعقصل أن يُنحصر النسصان على مذبصح الفكرة؟ وهصل
توجد فكرة في هذا العالم ،مهما بدت عظيمة ورائعة ،أهم من النسان؟ وكيف -ومتى ،وأين -أعطى الله إسلمييه
هذا الحق؟ من الذي وكّلهم ،عن الله ،كي ينفذوا تلك الحكام التي يعتقدون أنه أعطاها ،بطريقة ما ،للبشرية؟
«إذا كان السنّة يكرهون القتراب من الحقيقية ويحرّمون ذلك ،فالشيعة يقدّمون وهم
الحقيقة على أنه جوهر الحقيقة».
لقصد أظهرت الوقائع التصي أفرزتهصا ثورة الخمينصي وتجلّياتهصا فصي لبنان والعراق وغيرهمصا ،أنّص الحريصة التصي كان
الشيعصة يندبونهصا -وهصم سصادة الندب -حيصن كانوا مقموعيصن مصن السصنّة ،صصارت بحاجصة إلى ندّابيصن أكثصر خصبرة مصن
الشيعصة فصي ظ ّل تلك النظمصة أو شبصه النظمصة ذات النَفَس الشيعصي :التكفيصر السصنّي العتباطصي الشهيصر ،صصار تكفيرًا
منهجيًا مثقفًا عنصصد الشيعصصة؛ اعتقال حريصصة المرأة ،بكافصصة أشكاله ،الس صنّي الشهيصصر ،صصصار اعتقا ًل للنوثصصة فصصي ظصصل
الثيوقراطية الشيعية الصارمة؛ المركزية الدينية المهلهلة عند السنّة ،صارت كهنوتية محاكم -تفتيشية ،تقحم أنفها
فصي ك ّل شيصء ،عنصد الشيعصة -ك ّل ذلك مغلّف بقشرة وهصم عقلنيصة زائفصة حفاظًا على تماسصك المضمون فصي عيون
العامة والحشوية¯ .
لكن العلمانية تتفشى ،وإن ببطء ،في صفوف السنّة!! -صرخ الشيوخ في مصر والسعودية ،قارعين أجراس
الخطر على المستقبل .ما هو الحل؟ أعيدوا إخراج التاريخ! كيف؟ ق صّوا من كتب التراث ك ّل تلك الحوادث التي قد
تشكّك الشخص العادي بتاريخه ورموزه؛ عقموه؛ طهروه! لكن :ماذا سيتبقى أخيراً؟!!!
إن عمليات «المونتاج» المدروسة التي تت ّم على كتب التاريخ عمومًا في مصر والسعودية هي أكبر
عملية تزييف عرفها التاريخ -لكنها غير مفيدة ،ما دام أعداء هؤلء العقائديين يمتلكون نصوصًا
أصلية ومطابع ونقود ونفط!!!
محمد البراغماتي ...وعلي الدوغماتي!
ي بشدّة ،حين حاول الخير ،وكان شابًا يتفجّر كما أشرنا ،وكما قالت كتب التاريخ ،فقد اعترض محمد على عل ّ
حيويصة وجنسصاً ،أن يتزوج امرأة ثانيصة -وكانصت الزوجصة الولى فاطمصة بنصت محمصد ذاتصه .وتعدّد الزوجات ،كمصا هصو
معروف ،كان تقليدًا شائعًا في ذلك الزمن .بالمقابل ،فقد سمح محمد لذاته ،وكان آنئذ يقارب الستين ،أن يتزوج ك ّل
من وصفت له بالجمال أو الصبا ،حتى تجاوز عدد اللواتي دخل بهن ،خمس عشرة امرأة.
ي اعتراض محمد لنه دوغماتي .وحلّل محمد لنفسه ما حرّمه على غيره لنه براغماتي .وبراغماتية َقبِل عل ّ
محمد هي التي أدّت به ،في نهاية المر ،إلى وضع أسس أول دولة عربية في التاريخ؛ في حين أوصلت الدوغماتية
عليّا -مقابل ميكافيلية معاوية -إلى الستشهاد «في سبيل العقيدة».
ن محمدًا قطع يد إحدى النساء من بني أسد لنها سرقت ،بغض النظر ما إذا تحكي المصادر التاريخية أيضاً ،أ ّ
كانت سرقتها قد تمّت تحت وطأة مرض نفسي أو حاجة مادية ،وقال جملته الشهيرة حين حاول بعضهم مراجعته
ن قومًا أغاروا على ن فاطمة بنت محمد سرقت ،لقطعت يدها» .وتخبرنا المصادر التاريخية أيضاً ،أ ّ في ذلك« :لو أ ّ
لقاح لمحمد ،فأخذهم ،فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم ورماهم تحت الشمس حتى ماتوا.
بالمقابصل ،فحيصن أغار خالد بصن الوليصد على بنصي جذيمصة وقتصل منهصم الكثيصر ،وكانوا آنئذ مسصلمين ،ل لسصبب ،إل
لنهم قتلوا عمّه الفاكه بن المغيرة زمن الجاهلية ،اكتفى محمد بأن رفع يديه إلى السماء ،حتى «بان بياض إبطيه»
-يبدو أن هذه المسألة هامة جدًا إسلميًا -وقال« :اللهم إنّي أبرأ إليك مما صنع خالد!!!» ،قالها ثلثاً.
لماذا قطع محمد يد تلك المرأة المسكينة التي سرقت ،ومثّل بالعرنيين وقتلهم صبرًا لنهم أغاروا على لقاحه،
في حين اكتفى فقط بأن تبرّأ إلى ال مما فعل خالد ،الذي قتل بعض المسلمين ،دون أدنى ذنب ،سوى أن تلك القبيلة
-بنو جذيمة -قتلت عمّه في الجاهلية؟
كان خالد بن الوليد قائدًا هامًا جدًا في جيش محمد .والبراغماتية ،عند الخير ،فوق الدوغماتية .لذلك ،ل بأس
من تقريع بسيط لسيف ال المسلول ،دون غمده.
ي لم يكن كذلك - .وهذا سر إعجابنا بهذا الرجل ،الذي ل يمكن مقارنته ،شخصًا وفكرًا ونتاجًا أدبيًا بكل ما عل ّ
عرفصه السصلم الولي مصن شخوص وأفكار ونتاجات أدبيصة -دون أدنصى اسصتثناء .والذيصن ل يفهمون لبّص إعجابنصا،
ي والتشيع ،فيشيعون علينا تهمة التشيع .عل يّ ،برأينا ،شيء :والتشيع شيء آخر! عل يّ ،برأينا، يخلطون بين عل ّ
شيء :والسلم الذي يتداول في السوق هذه اليام ،كالمسواك وكتب الجن :شيء آخر.
كان محمصصد ،كمصصا يصصصفه التراث السصصلمي ،براغماتيًا -وليصصس هذا بغريصصب .فالسصصلم لم يأتصصه إل بعصصد أن بلغ
ي بن أبي طالب ،الذي رضع حليب السلم منذ الطفولة -فرسخ في قلبه ولوعيه منذ الربعين¯ .في حين أن عل ّ
البدايصة الولى -لم يعرف حقيقصة غيصر السصلم :وهصو مصا أهّله لن يكون الدوغماتصي بل منازع ،فصي جماعصة السصلم
الولى .عليّص بصن أبصي طالب :المؤمصن الول والخيصر .وحيصن دفصن عليصّ ،دفصن معصه اليمان فصي السصلم ،وظ ّل وجصه
معاوية القبيح وسللته المبتذلة ،المعادية للسلم ،يزين جدران المساجد وأبواب التكايا! وللسف ،فنسخة السلم
الموية وحدها التي تباع الن في أروقة الزهر وشوارع قم وبسطات الجامع الموي.
القسم الول
عائشة في البيت النبوي
I
الزوجة -الطفلة
ولدت عائشة في السنة الرابعة ،بعد البعثة .وأبوها ،أبو بكر ،أوّل خليفة ،كان اسمه عبد ال بن أبي قحافة
بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم القرشي .أمّا أمّها فهي أم رومان بنت عامر بن عويمر .ل يوجد اتفاق
شامل حول تاريخ زواج محمّد منها ،وربما أنّه تزوجها قبل هجرته بسنتين(.)1كذلك فالرجح أنّه بنى بها في شهر
شوال ،فصي الشهصر الثامصن عشصر بعصد الهجرة ،بعصد معركصة بدر .وهكذا ،فقصد عاشصت معصه ثمانيصة عشصر عامًا تقربباً.
وكانت وفاتها ليلة الثلثاء ،لسبع عشر خلون من رمضان .لكن سنة وفاتها مختلف فيها :سبع وخمسون أو ثمان
وخمسصون( )2أو تسصع وخمسصون للهجرة .وصصلّى عليهصا أبصو هريرة ،وكان قصد خلف مروان بصن الحكصم ،والي المدينصة
آنذاك ،في إحدى غيباته عن ذاك المصر.ودفنت في البقيع بوصية منها مع غيرها من نساء محمد(. )3
زواجها:
لنمتلك معلومات كثيرة( )4حول عائشة قبل دخولها البيت النبوي -وهذا طبيعي :لنّها لم تكن قبل ذلك سوى
طفلة .لكن الخبار تتزاحم فجأة عند ذكر نبأ زواجها وبعده .ورغم بعض التناقضات البسيطة بين خبر وآخر ،إ ّل أنّها
ن التي ذكرتها للنبي هي خولة بنت حكيم()5؛ وأ ّ
ن أبا بكر رفض الفكرة في البداية ،متذرعًا ،من تتفق جميعًا في أ ّ
ن محمدًا رفض ك ّل ذلك ،وأص ّر
ن النبي أخوه ،من ناحية أخرى .لك ّ
ناحية ،بأنّه وعد بها المطعم بن عدي لبنه؛ وبأ ّ
على زواجه من عائشة .يقول الطبري« :لم يتزوج رسول ال على خديجة حتى مضت لسبيلها .فلمّا توفيت ،تزوج
بعدهصا؛ فاختلف فيمصن بدأ بنكاحهصا منهصن بعصد خديجصة .فقال بعضهصم :كانصت عائشصة بنصت أبصي بكصر؛ وقال بعضهصم :بصل
كانت سودة بنت زمعة ...فأمّا عائشة ،فكانت يوم تزوجها صغيرة ل تصلح للجماع ،وأمّا سودة فإنّها كانت امرأة
ثيباً ،قصد كان لهصا قبصل النصبي (ص ) زوج ،وكان زوجهصا السصكران بصن عمرو ...مصن مهاجرة الحبشصة ...مات ،فخلف
ن رسول ال (ص) بنى بسودة قبل عائشة»(.)6 عليها رسول ال (ص) وهو بمكّة ...ول خلف أ ّ
،يف صّل أحمد نبأ زواج النبي من عائشة وسودة ،فيقول« :لمّا هلكت خديجة ،جاءت خولة في
()7
بنصت حكيصم ،إمرأة عثمان بصن مظعون ،قالت :يصا رسصول ال! أل تزوج؟ قال :مصن؟ قالت :إن شئت بكرًا وإن شئت
ثيباً! قال :فمن البكر()8؟ قالت :ابنة أحب خلق ال -ع ّز وجل -إليك! عائشة بنت أبي بكر! قال :ومن الثيب؟ قالت:
سودة بنت زمعة ،قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول! قال :فاذهبي .فاذكريهما علي!.
ت بيت أبي بكر ،فقالت :ماذا أدخل ال -ع ّز وج ّل -من الخير والبركة! قالت[أم عائشة] :وما ذاك؟ قالت: فدخل ْ
أرسلني رسول ال (ص) أخطب عليه عائشة! قالت :انتظري أبا بكر.
فجاء أبو بكر ،فقالت :ماذا أدخل ال عليكم من الخير والبركة؟ قال :وما ذاك؟ قالت :أرسلني رسول ال (ص)
أخطصب عليصه عائشصة! قال :وهصل تصصلح له()9؟! إنمصا هصي ابنصة أخيصه! فرجعصت إلى رسصول ال (ص) ،فذكرتْص له ذلك،
قال :ارجعي فقولي له :أنا أخوك ،وأنت أخي في السلم ،وابنتك تصلح لي.
فرجعتصْ ،فذكرت ذلك له؛ قال :انتظري! وخرج .قالت أم رومان :إن مطعصم بصن عدي قصد كان ذكرهصا على ابنصه،
فوال ما وعد موعدًا قط فأخلفه...
فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي ،وعنده امرأته ،فقالت :يابن أبي قحافة! لعلك مصب صاحبنا [ابنها] مدخله
في دينك الذي أنت عليه إذا تزوج إليك! قال أبو بكر للمطعم ابن عدي :أقول هذه تقول؟ قال :إنها تقول ذلك! فخرج
من عنده ،وقد أذهب ال -ع ّز وجل -ما كان في نفسه من عدته التي وعده .فرجع ،فقال لخولة :ادعي لي رسول
ال! فدعته ،فزوجها إياه ،وعائشة يومئذ بنت ست سنين!.
ثصم خرجتصْ ،فدخلتْص على سصودة بنصت زمعصة ،فقالت[ :كمصا قالت لبصي بكصر وزوجتصه]؛ فقالت [سصودة] :وددت
ادخلي إلى أبي فاذكري ذاك له! وكان شيخًا كبيرًا قد أدركه السن ،قد تخلّف عن الحج .فدخلت عليه ،فحيته بتحيّة
الجاهلية ،فقال :من هذه؟ فقالت :خولة بنت حكيم! قال :فما شأنك؟! قالت :أرسلني محمد بن عبد ال أخطب عليه
سصودة! قال :كفصء كريصم؛ ماذا تقول صصاحبتك؟ قالت :تحصب ذاك! قال :ادعهصا لي! فدعيتهصا؛ قال :أي بنيّة؛ إن هذه
تزعصم أن محمصد ...قصد أرسصل يخطبصك ،وهصو كفصء كريصم -أتحصبين أن أزوجصك بصه؟! قالت :نعصم! قال :ادعيصه لي! فجاء
رسول ال (ص) إليه ،فزوجها إياه ،فجاءها أخوها عبد بن زمعة من الحج ،فجعل يحثي في رأسه التراب! فقال بعد
أن أسلم :لعمرك إني سفيه! يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول ال (ص) سودة بنت زمعة!.
قالت عائشة( :)10فقدمنا المدينة ،فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج في السنح .فجاء رسول ال (ص) ،فدخل
بيتنا ،واجتمع إليه رجال من النصار ونساء .فجاءتني أمي ،وإني لفي أرجوحة بين عذقين ترجح بي ،فأنزلتني من
الرجوحصة ولي جميمصة ،ففرقتهصا ،ومسصحت وجهصي بشيصء مصن ماء ،ثصم أقبلت تقودنصي ،حتصى وقفصت بصي عنصد الباب،
وإنصي لنهصج ،حتصى سصكن مصن نفسصي .ثصم دخلت بصي ،فإذا رسصول ال (ص) جالس على سصرير فصي بيتنصا ،وعنده رجال
ونساء من النصار ،فأجلستني في حجره ،ثم قالت :هؤلء أهلك ،فبارك ال لك فيهم ،وبارك لهم فيك! فوثب الرجال
ي شاة ،حتى أرسل ي جزور ول ذبحت عل ّ والنساء ،فخرجوا ،وبنى بي رسول ال (ص) في بيتنا ،ما نحرت ( )11عل ّ
إلينصصا سصصعد ابصصن عبادة بجفنصصة ،كان يرسصصل بهصصا إلى رسصصول ال (ص) إذا دار إلى نسصصائه ( ،)12وأنصصا يومئذ بنصصت تسصصع
سنين»(.)13
من مكة إلى المدينة:
( ،)14إنصه فصي السصنة الهجريصة الولى« ،بعصث النصبي (ص) إلى بناتصه وزوجتصه ( )15سصودة يقول
بنت زمعة ،زيد بن حارثة وأبا رافع ،فحملهن من مكة إلى المدينة».
يروي ابصن سصعد( )16الحديصث ،نق ً
ل عصن عائشصة ذاتهصا ،فيقول« :لمصا هاجصر رسصول ال (ص) إلى المدينصة ،خلّفنصا
وخلّف بناته؛ فلما قدم المدينة ،بعث إلينا زيد بن حارثة ،وبعث معه أبا رافع موله ،وأعطاهما بعيرين وخمسمائة
درهم ،أخذها رسول ال (ص) من أبي بكر ،يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر ،وبعث أبو بكر معهما عبد ال
بصن أريقصط الديلمصي ببعيريصن أو ثلثصة؛ وكتصب إلى عبصد ال بصن أبصي بكصر ،يأمره أن يحمصل أهله :أمصي أم رومان ،وأنصا،
وأختي أسماء ،امرأة الزبير! فخرجوا مصطحبين ،فلما انتهوا إلى قديد ،اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمئة ثلثة
أبعرة ،ثم رحلوا من مكة جميعاً .وصادفوا طلحة بن عبيد ال ،يريد الهجرة بآل أبي بكر ،فخرجنا جميعاً ،وخرج زيد
بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة .وحمل زيد أم أيمن وأسامة بن زيد؛ وخرج عبد ال بن
أبي بكر بأم رومان وأختيه؛ وخرج طلحة بن عبيد ال ،واصطحبنا جميعاً؛ حتى إذا كنّا بالبيض من منى ،نفر بعيري
وأنا في محفّة معي فيها أمي ،فجعلت أمي تقول :وابنتاه! واعروساه! حتى أدرك بعيرنا ،وقد هبط من َلفْت ،فسلّم
ال عصز وجصل! ونزل آل رسصول ال ،ورسصول ال (ص) يومئذ يبنصي المسصجد وأبياتًا حول المسصجد ،فأنزل فيهصا أهله.
ومكثنصا أيامًا فصي منزل أبصي بكصر ،ثصم قال أبصو بكصر :مصا يمنعصك مصن أن تبنصي بأهلك؟ قال رسصول ال (ص) :الصصداق!
فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أوقية ونشاً ،فبعث بها رسول ال (ص) إلينا ،وبنى بي رسول ال في بيتي هذا الذي
أنا فيه ،وهو الذي توفي فيه رسول ال (ص) ،وجعل رسول ال لنفسه بابًا في المسجد ،وجاه باب عائشة .وبنى
رسول ال (ص) بسودة في أحد تلك البيوت التي إلى جنبي ،فكان رسول ال (ص) يكون عندها».
المرأة الطفلة:
كانت عائشصة في علقتها بالنبي ،أقرب ما تكون إلى طفلة وجدّهصا .ويبدو أنصه أدرك ذلك جيداً ،فتركهصا تمارس
طفولتها كما تشاء -وكان لهذا نتائجه الخطيرة على نفسيتها لحقاً.
تحدّثنصا عائشصة عصن أيام زواجهصا الولى ،فتقول (« :)17دخلت عليصه وإنصي للعصب بالبنات [الدمصى] مصع الجواري،
فيدخصل ،فينقمصع منه صصواحبي ،فيخرجن .فيخرج رسصول ال (ص) ،فيسصرّبهن علي»( .)18وتقول أيضاً« :إنهصا كانصت
مصصع النصصبي فصي سصصفر؛ قالت :فسصصابقته ،فسصصبقته على رجلي؛ فلمصصا حملتُص اللحصصم ،سصصابقته ،فسصبقني ،فقال :هذه بتلك
السصصبقة»( .)19ويروي أبصصو داود( )20عصصن عائشصصة ،قولهصصا« :قدم رسصصول ال (ص) مصصن غزوة تبوك أو خيصصبر ،وفصصي
سصهوتها سصتر ،فهبصت الريصح ،فكشفصت ناحيصة السصتر مصن بنات لعائشصة لعصب ،فقال :مصا هذا يصا عائشصة؟ قالت :بناتصي!
ورأى بينهصن فرسصًا له جناحان مصن رقاع؛ فقال :مصا هذا الذي أرى وسصطهن؟ قال :فرس! قال :ومصا هذا الذي عليصه؟
ل لها أجنحة؟ فضحك حتى رأيت نواجذه». قالت :جناحان! قال :فرس له جناحان! قالت :أما سمعت أن لسليمان خي ً
عصصن عائشصصة أيضاً ،يروى الحديصصث التالي (« :)21دخصصل علي ّص رسصصول ال (ص) ،وعندي جاريتان تغنيان بغناء
بعاث( ،)22فاضطجصصع على الفراش ،وحوّل وجهصصه؛ ودخصصل أبصصو بكصصر ،فانتهرنصصي ،وقال :مزمارة الشيطان عنصصد النصصبي
(ص)؟! فأقبصل عليصه رسصول ال (ص) ،فقال :دعهصا! فلمصا غفصل ،غمزتهمصا ،فخرجتصا .وكان يوم عيصد يلعصب السصودان
بالدرق والحراب ،فإما سألت النبي ،وإما قال :تشتهين تنظرين؟! فقلت :نعم! فأقامني وراءه ،خدّي على خدّه ،وهو
مسلم( ،)23تقول: يقول :دونكم يا بني أرفدة! حتى إذا مللت ،قال :حسبك؟ قلت :نعم! قال :فاذهبي» .وفي
«رأيت رسول ال (ص) يسترني بردائه ،وأنا إنظر إلى الحبشة وهم يلعبون -وأنا جارية» .وفي رواية أخرى(،)24
تقول« :جاء حبصش يزفنون فصي المسصجد ،فصي يوم عيصد ،فدعانصي النصبي (ص) ،فوضعصت رأسصي على منكبصه ،فجعلت
أنظر إلى لعبهم ،حتى كنت أنا التي انصرفت»(.)25
الزوجة الثيرة:
تتحدّث روايات كثيرة -كلّهصا تقريبًا منقولة عصن عائشصة -عصن حصب النصبي الكصبير لعائشصة ،وتفضيله إياهصا على
سصائر زوجاتصه .فهصي تقول ،على سصبيل المثال« :كان رسصول ال إذا سصافر ،يسصهم بيصن نسصائه ،فكان إذا خرج سصهم
غيري ،عرف فيه الكراهية؛ وما قدم من سفر قط ،فدخل على أحد من أزواجه ،أوّل مني ،يبتدئ القسم فيما يستقبل
مصن عندي»( .)26ويذكصر الزمخشري( )27أن النصبي «كان يقسصم بيصن نسصائه ،فيعدل( ،)28ويقول :هذه قسصمتي( )29فيمصا
أملك ،فل تؤاخذني فيما تملك ول أملك -يعني المحبة -لن عائشة كانت أحبهن إليه» .ويقال إن عمرو بن العاص
سأل النبي مرة « :أي الناس أحب إليك؟ قال :عائشة .فقلت :من الرجال؟ قال :أبوهصا .قلت :ثم من؟ قال :عمر بن
الخطاب »(. )30
وهكذا ،فحيصن «جعله نسصاؤه فصي حلّ :يؤثصر مصن يشاء منهصن على مصن يشاء -كان يؤثصر عائشصة وزينصب» (. )31
وكان يقول عنها« :كمل في الرجال كثير ،ولم يكمل في النساء إل ثلث :مريم بنت عمران ،وآسية امرأة فرعون،
وخديجة بنت خويلد -وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام»(. )32
II
أخلق عائشة ...والنبي
يبدو أن فارق السصصن بيصصن النصصبي وعائشصصة ،وإمكانيات هذه المرأة على كافصصة الصصصعدة ،جعلهصصا الثيرة عنده
ل سصهلً ،فإذا هويصت [عائشصة]
ل معهصا؛ يقال« :كان رسصول ال (ص) رج ً والقرب إلى قلبصه ،وجعلتصه بالمقابصل متسصاه ً
شيئاً ،تابعهصا عليصه ..أخرجصه مسصلم»( .)1لكصن هذا لم يكصن ينطبصق على سصائر نسصائه .فقصد قال عمصر بصن الخطاب ،ذات
يوم ،لبنته حفصة« :ل يغرنّك حب رسول ال عائشة وحسنها أن تراجعيه بما تراجعه به عائشة»( ،)2أو« :لعلّك
تراجعين النبي بمثل ما تراجعه عائشة -إنه ليس لك مثل حظوة عائشة ،ول حسن زينب» ( - .)3وهذا التساهل أدّى
بعائشة إلى التطاول على النبي ،ووصل المر أحيانًا إلى حدود ل تليق بإنسان عادي :فكيف بنبي؟
ففي إحدى المناسبات« ،قال رسول ال (ص) لبي بكر :يا أبا بكر ،أل تعذرني في عائشة؟ فرفع أبو بكر يده،
فضرب صصدرها ضربصة شديدة .فجعصل رسصول ال ،يقول :غفصر ال لك ،يصا أبصا بكصر ،مصا أردت هذا»( .)4وفصي مناسصبة
أخرى -ربمصا تكون الروايتان تتعلقان بالحدث ذاتصه -تروي عائشصة أنهصا قالت للنصبي« :أليصس تزعصم أنصك رسصول ال؟
ت تزعم أنك رسول ال؟ فهل عدلت! فسمعني أبو بكر ،وكان
فتبسّم ،وقال :أوفي شك أنت يا أم عبد ال؟ فقلت :ألس َ
ن الغيران ل تبصر أسفل
ل يا أبا بكر ،إ ّ
حدّة ،فأقبل عل يّ ،ولطم وجهي! فقال رسول ال (ص) :مه ً
فيه عرب ،أيِ :
الوادي من أعله ...أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي»(.)5
تروي نصصوص كثيرة ،عصن عائشصة ،أنهصا قالت للنصبي« :أقصصد! فرفصع أبصو بكصر يده ،فلطمنصي ،قال :تقوليصن ،يصا
بنت فلنة! لرسول ال (ص) :أقصد»( .)6وفي مناسبة أخرى .قيل إنه «كان بينها وبين النبي (ص) كلم ،فقال لها:
من ترضين بيني وبينك؟ أترضين بعمر؟ قالت :ل أرضى -عمر قط! عمر غليظ! قال :أترضين بأبيك بيني وبينك؟
قالت :نعصم! فبعصث إليصه رسصول ال (ص) ،فقال :إن هذه مصن أمرهصا كذا ومصن أمرهصا كذا! فقلت :اتقِص ال ول تقصل إل
حقاً ...فرفصع أبصو بكصر يده ،فرثصم أنفهصا»( .)7ويروى أنهصا قالت له« :أنصت الذي تزعصم أنصك نصبي ال! »( .)8ويذكصر ابصن
ماجصة( ،)9عصن عائشصة« ،أن رسصول ال (ص) ،إنمصا آلى لن زينصب ردّت عليصه هديصة ،فقالت عائشصة :لقصد أقمأتصك!
فغضب ،فآلى منهن» .ومرّة« ،جاء أبو بكر يستأذن على النبي (ص) ،فسمع عائشة (رض) ،وهي رافعة صوتها
على النصصبي (ص) ،فأذن له ،فدخصصل ،فقال :يصصا بنصصت أم رومان! أترفعيصصن صصصوتك على رسصصول ال؟ وتناولهصصا أبوهصصا
(رض) ،فحال النصصبي (ص) بينصصه وبينهصصا ،فلمصصا خرج سصصيدنا أبصصو بكصصر (رض) ،جعصصل رسصصول ال (ص) يقول لهصصا،
يترضاهصا :أل تريصن أنصي حلت بينصك وبيصن الرجصل؟ ثصم جاء سصيدنا أبصو بكصر (رض) ،فاسصتأذن عليصه ،فوجده يضاحكهصا،
فأذن له ،فقال :يصا رسصول ال ،أشركانصي فصي سصلمكما ،كمصا أشركتمانصي فصي حربكمصا» ( .)10وكثيرًا مصا كانصت عائشصة
ت عني راضية ،وإذا تغضب من النبي :يذكر مسلم( )11نق ً
ل عنها« :قالت :قال لي رسول ال (ص) :إني لعلم إذا كن ِ
كنتِص عنصي غضصبى! فقلت :ومصن أيصن تعرف ذلك؟ قال :أمصا إذا كنتِص عنصي راضيصة؛ فإنصك تقوليصن :ل وربّص محمصد؛ وإذا
(
ت غضبى ،قلت :ل ورب ابراهيم .قلت :وال يا رسول ال ما أهجر إل اسمك» .ولم يذكر بعضهم جملتها الخيرة
كن ِ
.)12
وفصي نص هام آخر ،يقال« :إن رسول ال (ص) ،كان يقول لهصا :إنصي أعرف غضبك إذا غضب تِ ،ورضاك إذا
رضيصت! قالت :وكيصف تعرف ذلك يصا رسصول ال؟ قال :إذا غضبتصِ ،قلت :يصا محمصد! .وإذا رضيتصِ ،قلت :يصا رسصول
ال»( -.)13فهل كان غضبها يحجب عنها ايمانها بنبوته؟ بالمقابل ،كان النبي بدوره يغضب منها .يذكر ذكوان مولى
ي النبي (ص) بأسير ،فلهوت عنه ،فذهب .فجاء النبي (ص) ،فقال :ما فعل السير؟ عائشة ،عنها قولها« :دخل عل ّ
قالت :لهوت عنصه مصع النسصوة ،فخرج! فقال :مالكصِ ،قطصع ال يدك أو يديصك!!! فآذن بصه الناس ،فطلبوه ،فجاءوا بصه،
ت عل يّ! فأنا أقلّب يد يّ ،أنظر أيهما يقطعان! فحمد ال،
ي وأنا أقلّب يد يّ ،فقال :مالك ،أجننت! قلت :دعو َ
فدخل عل ّ
وأثنى عليه ،ورفع يديه مدّا ،وقال :اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر ،فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه،
فاجعله له زكاة وطهوراً»(.)14
ي رسول ظل سوء الخلق والحدّة يلزمانها ،في علقتها مع النبي ،حتى أيامه الخيرة .تقول عائشة« :رجع إل ّ
ال (ص) ذات يوم من جنازة بالبقيع ،وأنا أجد صداعًا في رأسي ،وأقول :وارأساه! قال :بل أنا ،ورأساه! قال :ما
ت قبلي ،فغسلتك وكفنتك ،ثم صليت عليك ،ودفنتك؟! قلت :لكأني بك -وال -لو فعلت ذلك ،لقد رجعت ضرّك لو م ِ
إلى بيتي ،فأعرست فيه ببعض نسائك! فتبسّم رسول ال (ص) ،ثم بدئ بوجعه الذي مات فيه»(.)15
ال ...يسارع في هواك:
فصي إشارتهصا إلى غيرة عائشصة العنيفصة ،حيصن تزوج النصبي زينصب بنصت جحصش ،ذكرت بنصت الشاطصئ ،أن عائشصة
قالت له ،بعدمصا صصدّق القرآن على هذا الزواج مصن زينصب ،التصي كانصت اشترطصت بدورهصا أن يتدخصل ال بذاتصه حتصى
ق يقال ،لم نجد ما يؤكد صحة مزاعم بنت الشاطئ هذه في توافق« :ما أرى ربّك إل يسارع في هواك»! .لكن ،والح ّ
المصادر السلمية المعروفة .لقد وجدنا قول عائشة للنبي« :ما أرى ربك إل يسارع في هواك» ،لكننا لم نجد ربطًا
بينه وبين حدث زواج النبي من زينب بنت جحش .وهنالك احتماليتان :إما أن تكون بنت الشاطئ وجدت هذا الربط
فصي عمصل لم نحصظ بمصصادفته حتصى الن ،المر الذي يعنصي أن جملة عائشصة الشهيرة تلك كانصت ردة فعصل اعتياديصة لهصا
على أي زواج ل يعجبهصا؛ أو أن تكون بنصت الشاطصئ أخطأت فصي تقديرهصا ،فالروايات الشهيرة فصي التراث السصلمي
تربصط هذه الجملة حصصرًا باللواتصي كصن يمنحصن أنفسصهن للنصبي .وتبقصى غيرة عائشصة العارمصة القاسصم المشترك بيصن
الحتماليتين - .أي :المضمون واحد -ينزل القرآن يأمر بتلبية إحدى رغبات النبي الجنسية ،فتفسّر ذلك عائشة ،بأن
ل عنهصا « :كنصت أغار على اللئي وهبصن أنفسصهن البخاري( ،)16نق ً ال يسصارع له فصي هواه .وهكذا ،يروي
لرسصول ال (ص) ،وأقول :أتهصب المرأة نفسصها؟! فلمصا أنزل ال تعالى« :ترجصئ مصن تشاء منهصن وتؤوي إليصك مصن
تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فل جناح عليك» ،قلت :ما أرى ربك إل يسارع في هواك»( .)17وفي نص
(20
مسلم( ،)18تقول« :وال ما أرى ربك إل يسارع لك في هواك»( .)19وفي نص آخر ،من
) « :كانصت [عائشصة تقول] :أمصا تسصتحي مصن امرأة تهصب نفسصها لرجصل؟» أو« :أوتهصب الحرة نفسصها» ؛ أو« :أل
()21
آ
عائشة وخديجة
رغم أن عائشة لم ت َر خديجة قط ولم تدركها ،إ ّل أن ذكر النبي إياها كان غالبًا ما يجعلها محط غيرة عائشة،
( )1عصن عائشصة ،قولهصا« :مصا غرت على أحصد مصن أزواج وبالتالي تعابيرهصا القاسصية .ورد فصي
النصبي ،مصا غرت على خديجصة [نلحظ تكرار هذا القول بالنسصبة لكثصر مصن واحدة مصن نسصاء النصبي] ،ومصا بصي أن أكون
أدركتها ،وما ذاك إل لكثرة ذكر رسول ال (ص) لها ...ذكرها يومًا من اليام ،فأدركتني الغيرة ،فقلت :هل كانت إل
أحمد( ،)2ورد قولها عن عجوزاً ،أبدلك ال خيرًا منها؟ فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب» .وفي
خديجصة« :لقصد أعقبصك ال ،يصا رسصول ال ،مصن عجوز مصن عجائز قريصش ،حمراء الشدقيصن ...فتغيصر وجصه رسصول ال
(ص) تغيرًا لم أره إل عنصصد نزول الوحصصي أو عنصصد المخيلة حتصصى يعلم رحمصصة أو عذاب» .وفصصي نصصص آخصصر( )3مصصن
،نجصد النصبي يقول عصن خديجصة« :مصا أبدلنصي ال خيرًا منهصا؛ آمنصت بصي إذ كفصر بصي الناس،
وصصدّقتني إذ كذّبنصي الناس ،وواسصتني بمالهصا إذ حرمنصي الناس ،ورزقنصي ال -عصز وجصل -ولدهصا ،إذ حرمنصي أولد
النساء» - .ويبدو أن الجملة الخيرة تختصر أحد أسباب غيرة عائشة ،غير المبرّرة(.!)4
( ،)5نصصادف عائشصة تقول« :مصا حسصدت امرأة مصا حسصدت خديجصة ...وذلك أن فصي
رسول ال (ص) بشّرها ببيت في الجنة ،ل صخب فيه ول نصب» .ويضيف ابن ماجة (« ،)6من قصب ،يعني من
ذهب» .وفي سياق حديثها عن غيرتها ،تذكر عائشة أيضاً ،أن النبي «كان يذبح الشاة فيتتبع بها صدائق خديجة،
فيهديها لهن»()7؛ وتضيف« :ربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة ،فربما قلت له :كأنه
لم يكن في الدنيا امرأة إل خديجة! فيقول :إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد»(.)8
يبدو أن سصببًا آخصر لغيرة عائشصة مصن خديجصة هصو أن النصبي لم يتزوج عليهصا حتصى ماتصت! فكثيرًا مصا نجدهصا تكرر
هذه المقولة« :لم يتزوج النبي (ص) على خديجة حتى ماتت»(.)9
أخيراً ،تذكر عائشة أنه حين «استأذنت هالة بنت خويلد ،أخت خديجة ،على رسول ال (ص) ،فعرف استئذان
خديجصة ،فارتاع لذلك ،وقال :اللهصم هالة! فغرت ،فقلت :مصا تذكصر مصن عجوز مصن عجائز قريصش ،حمراء الشدقيصن،
هلكت في الدهر ،وأبدلك ال خيرًا منها»(« .)10وقال ابن التنين في سكوت النبي على هذه المقالة دليل على أفضلية
عائشصة على خديجصة ،إل أن يكون المراد بالخيريصة هنصا حسصن الصصورة وصصغر السصن»( .)11ويبدو أن ابصن التنيصن لم
يصادف إل هذا النص الذي لم نجد فيه ردّا للنبي على تلفظات عائشة!!!
ب
عائشة وسودة
رغصم اتفاق الروايات على أن زواجصي النصبي مصن سصودة وعائشصة لم يفصصل بينهمصا زمصن طويصل ،فالختلف بيصن
تلك الروايات كصبير فصي تحديصد التواريصخ على نحصو دقيصق .مصع ذلك ،يمكصن أن نسصتشف مصن أخبارة سصودة فصي التراث
السصلمي أن تلك المرأة كانصت مجرّد أرملة أقرب إلى السصذاجة ،متقدّمصة فصي السصن ،مقارنصة بعائشصة أو جويريصة أو
صفية ،لكنها ليست أكبر من النبي ،ضخمة ،غير جميلة إلى حد ما .وقد تزوجها النبي في مرحلة صعبة ،حرجة من
حياته -إضطراريًا ربما -قبيل انتقاله من مكة إلى المدينة؛ أي :في مرحلة التحول من الدوغماتية إلى البراغماتية.
ل نمتلك سصوى معلومات ضئيلة عصن سصودة ،مقارنصة بغيرهصا مصن نسصاء النصبي البارزات .وأهصم ذلك أنهصا كانصت
ضمن حزب عائشة ،المواجه للحزب الخر الذي تزعمته الزوجة البارزة الخرى ،أم سلمة .من المور المعروفة
عصصصن سصصصودة ،أن النصصصبي ،لمصصصا أسصصصنّت ،طلقهصصصا ،أو أراد طلقهصصصا ،فوهبصصصت «ليلتهصصصا» لعائشصصصة ،فراجعهصصصا .يذكصصصر
( ، )12على سبيل المثال« ،أن رسول ال (ص) طلّق سودة ،فجعلت يومها لعائشة ،فراجعها» .أما
( ، )13فيذكر أن سودة «وهبت يومها وليلتها ،لما أسنّت ،لعائشة (رض) .وجاء أنه -عليه الصلة
والسصلم -أراد فراقهصا ،فلمصا رغبصت إليصه -عليصه الصصلة والسصلم -فصي إمسصاكها ،وتجعصل يومهصا وليلتهصا لعائشصة ،لم
( )14يزعم أنها «وهبت يومها وليلتها لعائشة ،تبتغي بذلك رضا رسول يفارقها» .لكن
ال (ص)».
روي أيضاً ،أن النبي «كان يسوّي مع ما أطلق له وخيّر فيه ،إ ّل سودة ،فإنها وهبت ليلتها لعائشة ،وقالت :ل
تطلّقني حتى أحشر في زمرة نسائك»( . )15وفي حديث ابن عبّاس ،أن «سودة خشيت أن يطلّقها رسول ال (ص)،
فقالت :يصا رسول ال ،ل تطلّقني ،وامسصكني واجعلنصي حتى أحشر فصي زمرة نسائك» ( . )16وفي حديصث عائشة« :مصا
كان رسول ال (ص) يفضّل بعضنا على بعض في القسم .وكان ق ّل يوم إ ّل وهو يطيف بنا ويدنو من ك ّل واحدة منا
مصن غيصر مسصيس ،حتصى ينتهصي إلى التصي هصي يومهصا ،فيصبيت عندهصا .ولقصد قالت له سصودة بنصت زمعصة ،وقصد أراد أن
ل عن عائشة: يفارقها :يومي منك ونصيبي لعائشة! فقبل ذلك منها» ( . )17يقدّم ابن سعد( ، )18تفاصيل أخرى ،نق ً
«كانصت سصودة بنصت زمعصة قصد أسصنّت ،وكان رسصول ال (ص) ل يسصتكثر منهصا ،وقصد علمصت مكانصي مصن رسصول ال
(ص) ،وأنه يستكثر مني ،فخافت أن يفارقها ،وضنّت مكانها عنده ،فقالت :يا رسول ال ،يومي الذي يصيبني
لعائشصصة ،وأنصصت منصصه فصصي حلّ .فقبله النصصبي (ص) ،وفصصي ذلك نزلت« :وإن امرأة خافصصت مصصن بعلهصصا نشوزًا أو
تفاصصيل أخرى ،فيقول« :قال رسصول ال (ص) إعراضاً» (نسصاء . )19(»)128يذكصر
لسصودة بنصت زمعصة :اعقدي! فقعدت له على طريقصه ليلة ،فقالت :يصا رسصول ال! مابصي حصب الرجال ،ولكنصي أحصب
أن أبعث في أزواجك ،فأرجعني .فأرجعها رسول ال (ص)»( . )20وفي رواية أخرى أن «النبي (ص) بعث إلى
سصودة بطلقهصا ،فلمصا أتاهصا ،جلسصت على طريقصه لبيصت عائشصة ،فلمصا رأتصه ،قالت :أنشدك بالذي أنزل عليصك كتابصه
واصصصطفاك على خلقصصه! لم طلقتنصصي؟ ألموجودة وجدتهصصا فيصصّ؟ قال :ل! قالت :فإنصصي أنشدك بمثصصل الولى ،أمصصا
راجعتنصي ،وقصد كصبرت ،ول حاجصة لي فصي الرجال ،ولكنصي أحصب أن أبعصث فصي نسصائك يوم القيامصة .فراجعهصا النصبي
(ص) .قالت :فإنصي قصد جعلت يومصي وليلتصي لعائشصة ،حبصة رسصول ال (ص)»( . )21وفصي نصّص آخصر يقال« :لمصا
أسنت سودة عند رسول ال (ص) ،همّ بطلقها؛ قالت :ل تطلّقني ،وأنت في ح ّل من شأني»( . )22وهكذا« ،كان
رسصول ال (ص) يقسصم لعائشصة يوميصن :يومهصا ويوم سصودة»( . )23فكانصت عائشصة تقول« :مصا رأيصت امرأة أحصب
إليّص أن أكون فصي مسصلخها مصن سصودة بنصت زمعصة :امرأة فيهصا حدّة ،فلمصا كصبرت ،جعلت يومهصا مصن رسصول ال
(ص) لعائشة»( . )24وفي رواية أخرى ،تقول عائشة عن سودة« :إنها امرأة فيها حسد»(. )25
فلماذا طلّق(أو أراد طلق) النبي سودة ،وهل كانت بالفعل مسنّة؟
()26
من المتعارف عليه أن سودة بنت زمعة «توفيت سنة أربع وخمسين بالمدينة ،في خلفة معاوية» .هذا
يعني أنها عاشت بعد النبي أربعين عامًا على القل :ونعرف أن النبي توفي في السنة الحادية عشرة للهجرة .ولو
أنها توفيت وعمرها مئة عام ،فالنتيجة الحتمية التي ل مفر من الوصول إليها هي أنها لم تكن تتجاوز الستين من
العمر حين توفي النبي -أي :كانت أصغر منه .إذن ،لم تكن سودة مسنة مقارنة بالنبي ،خاصة إذا ما أخذنا بعين
العتبار زواجه الطويل من خديجة التي كانت تكبره بحوالي خمسة عشر عامًا -فلماذا طلقها؟
إضافة إلى «الحدّة» و «الحسد» ،اللذين وصمتها بهما عائشة -ول يوجد في ما بين أيدينا من أحاديث
مصا يشيصر إلى شيصء مصن ذلك -يمكصن أن نسصتنتج مصن الروايات القليلة المتعلقصة بسصودة صصفات أخرى فصي هذه
المرأة ،ل تجعلها مرغوبة من رجل عادي ،فكيف برجل قوي متنفذ متمكّن!؟
مشكلة سودة ،كما أشرنا ،أنها كانت زوجة من مرحلة انتقالية صعبة ،وكان ل بد من التخلص منها مع زوال
تلك المرحلة.
عصصصصصصصصن صصصصصصصصصفات سصصصصصصصصودة الخرى غيصصصصصصصصر المرغوبصصصصصصصصة ،تتحدّث إحدى الروايات ،نقلً عصصصصصصصصن
عائشصصصصصصة -الحديصصصصصصث هنصصصصصصا عصصصصصصن سصصصصصصبب نزول آيصصصصصصة الحجاب ،والمصصصصصصر غيصصصصصصر متفصصصصصصق عليصصصصصصه -
فتقول« :كان أزواج رسصول ال (ص) يخرجن بالليصل ،إلى حوائجهصن بالمناصصع .فكان عمصر [بن الخطاب] يقول
لرسصول ال :أحجصب نسصاءك!!! فلم يكصن يفعصل!!! فخرجصت سصودة ليلة مصن الليالي ،وكانصت امرأة طويلة ،فناداهصا
عمر بصوته العلى :قد عرفناك يا سودة! حرصاً!!! على أن ينزل الحجاب»(. )27
كانصصت سصصودة «امرأة يفرع الناس مصن جسصمها» ( ، )28وكانصصت «ثبطصصة ،ثقيلة» ،لطالمصصا اسصتأذنت النصصبي «فصصي
الفاضة قبل الصبح من جمع»(. )29
إضافصة إلى ضخامصة سصودة التصي ،على مصا يبدو ،لم تكصن طبيعيصة ،فالمصصادر السصلمية توحصي أيضاً بأنهصا
كانصت تمتلك صصفات أخرى جعلتهصا غيصر مرغوبصة :مصن ذلك البسصاطة التصي قصد تلمصس السصذاجة أحياناً .يروي
الحدث التالي« :أن عائشة وحفصة (رض) كانتا جالستين تتحدثان ،فأقبلت سودة زوج
النصبي (ص) ،فقالت إحداهصن للخرى :أمصا تريصن سصودة مصا أحسصن حالهصا! لنفسصدنّ عليهصا! وكانصت مصن أحسصنهن
حالً! كانت تعمل الديم الطائفي .فلما دنت منهما ،قالتا لها :يا سودة ،أما شعرت؟ قالت :وما ذلك؟ قالتا :خرج
العور الدجال! ففزعت ،وخرجت حتى دخلت خيمة لهم ،يوقدون فيها ،وكان في مائتيها زعفران ،فأقبل النبي
(ص) فلمصصا رأتاه اسصصتضحكتا ،وجعلتصصا ل تسصصتطيعان أن تكلماه ،حتصصى أومأت إليصصه ،فذهصصب حتصصى قام على باب
الخيمصة ،فقالت :يصا نصبي ال! خرج العور الدجال؟! فقال :ل ،ول كان قصد خرج! فخرجصت ،وجعلت تنفصض عنهصا
نسيج العنكبوت»( - . )30ل بد أن نلحظ هنا جملة «كانت من أحسنهن حالً».
ل عصن عائشصة« :أتيتُص رسصول ال (ص) بحريرة ،طبختهصا له ،فقلت لسصودة ،والنصبي
وتقول روايصة أخرى ،نق ً
(ص) بينصي وبينهصا :كلي! فأبصت ،فقلت لهصا :كلي ،وإل لطخت وجهصك! فأبت ،فوضعصت يدي على الحريرة فطليصت بهصا
وجهها ،فضحك النبي (ص) ،ووضع فخذه لها ،وقال لسودة :ألطخي وجهها! فلطخت وجهي ،فضحك النبي» (. )31
-ل بد أن نلحظ هنا أيضًا فرق السن المفترض بين الثنتين.
صراعات ل بد منها:
رغصم أن سصودة كانصت مصن حلف عائشصة ،فهذا لم يمنصع الخيرة أن تكيصد لهصا وتضايقهصا -لكصن ليصس بأسصلوب
تعاملهصا مصع الحلف المعادي .يحكصي أحصد المصصادر أن عائشصة «سصمعت سصودة تنشصد :عدي وتيصم تبتغصي مصن تحالف.
فقالت عائشصة لحفصصصة :مصا تعرّض إل بصي وبصصك يصا حفصصة ،فإذا رأيتنصي أخذت برأسصها ،فأعينينصصي! فقالت :فأخذت
برأسصها ،وخافصت حفصصة ،فأعانتهصا .وجاءت أم سصلمة ،فأعانصت سصودة .فأتصى النصبي (ص) ،فأُخصبر وقيصل له :أدرك
نسصصاءك يقتتلن! فقال :ويحكصصن! مالكصصن؟ فقالت عائشصصة :يصصا رسصصول ال ،أل تسصصمعها ،تقول :عدي وتيصصم تبتغصصي مصصن
تحالف؟ فقال :ويحكن! ليس عديكن ول تيمكن؛ إنما هو عدي تميم وتيم تميم»(. )32
ل يبدو أن سودة استطاعت أن تنجو من براثن أسطورة المغافير الشهيرة .ففي إحدى نسخ السطورة ،نجدها
مسصتهدفة مصن عائشصة وحفصصة« :كان رسصول ال (ص) يشرب عنصد سصودة العسصل ،فدخصل على عائشصة ،فقالت :إنصي
أجصد ريحاً! حتصى دخصل على حفصصة ،فقالت له مثصل ذلك ،فقال :أراه مصن شراب شربتصه عنصد سصودة ،وال ل أشربصه!
فنزلت« :يا أيها النبي لم تحرم ما أحل ال لك»» (. )33
نسصخة ثانيصة ،أكثصر أهميصة ،تقدّمهصا لنصا عائشصة ،التصي تقول« :كان رسصول ال (ص) يحصب الحلوى ويحصب
العسل .وكان إذا صلّى العصر ،دار على نسائه ،فيدنو منهن .فدخل على حفصة ،فاحتبس عندها أكثر مما كان
يحتبس ،فسألت عن ذلك ،فقيل لي :أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل ،فسقت رسول ال (ص) منه .فقلت:
أمصا -وال -لنحتالن له!!! فذكرت ذلك لسصودة ،وقلت :إذا دخصل عليصك ،فإنصه سصيدنو منصك ،فقولي له :يصا رسصول
ال! قصد أكلت مغافيصر؟ فإنصه سصيقول لك :ل! فقولي له :مصا هذه الريصح؟ وكان رسصول ال (ص) يشتصد عليصه أن
يوجد منه ريح .فإنه سيقول لك :سقتني حفصة شربة عسل .فقولي له :جرست نحله العرفط .وسأقول له ذلك.
فقولي له أنت يا صفية .فلما دخل على سودة ،قالت سودة :وال الذي ل إله إل هو ،لقد كدت أن أبادئه بالذي
قلت لي ،وإنصه لعلى اللباب ،فرقاً منصك .فلمصا دنصا رسصول ال (ص) ،قلت :يصا رسصول ال ،أكلت مغافيصر؟ قال :ل!
قلت :فما هذه الريح؟ قال :جرست نحلة العرفط .فلما دخل علي ،قلت له مثل ذلك .ثم دخل على صفية ،فقالت
له مثصل ذلك .فلمصا دخصل على حفصصة ،قالت :يصا رسصول ال ،أل أسصقيك منصه؟ قال :ل حاجصة لي بصه! قالت :تقول
سودة :سبحان ال ،وال لقد حرمناه!! قلت لها :اسكتي»(. )34
أسطورة المغافير ،رغم تبعثرها في معظم زوايا التراث السلمي ،مخترعة في اعتقادنا ،للتغطية على القصة
الحقيقية الكامنة خلف سورة التحريم ،والتي سنناقشها لحقًا في فصل «عائشة ومارية».
ج
عائشة ...وحفصة
كانت حفصة بنت عمر بن الخطاب أقرب نساء النبي إلى عائشة ،وإحدى أهم ركائز حزبها .لكن يبدو أن محبة
النصبي لهصا لم تكصن بقدر محبتصه لنسصائه الخريات.واحتفاظصه بهصا ضمصن نسصائه ،على مصا يبدو ،كان فقصط لنهصا ابنصة الرجصل
القوي ،عمر بن الخطاب .وذكرها القليل نسبيًا في التراث السلمي ،ارتبط على نحو شبه مستمر بقصص مؤامراتها
مع عائشة ضد النبي أو ضد نسائه الخريات .وإذا ما تجاهلنا أسطورة المغافير الشهيرة ،فإن نصوص تفاسير سورة
التحريصصم تتضمصصن أكثصصر الشارات إلى حفصصصة فصصي التراث السصلمي ،حيصصث الكلم عصصن تكليصصف ال «عائشصصة وحفصصصة
بالتوبة»( ، )35بعد الذي بدا منهما حين اكتشفتا أن النبي يضاجع مارية القبطية ،جاريته ،في فراش حفصة(.ل يوجد
اتفاق شامصل فصي المصصادر السصلمية حول مصا اذا كان فعصل المضاجعصة حدث فصي فراش حفصصة أم فصي فراش عائشصة) -
والقصة ستناقش في فصل «عائشة ومارية».
يبدو أن مشاكصل حفصصة مصع النصبي كانصت كثيرة ،حتصى أنه طلّقهصا -على الرجصح -أكثصر مصن مرة .فيقال إن عمصر
«دخصل على حفصصة ،وهصي تبكصي .فقال :مصا يبكيكصِ؟ لع ّل رسصول ال (ص) طلقصك؟ إن كان طلقصك مرة ثصم راجعصك مصن
أجلي! وال لئن طلقك مرة أخرى ،ل أكلمك أبداً»( . )36ويؤكد القرطبي أن النبي « تزوجها ثم طلقها »( . )37وتقول
روايصة أخرى ،إن النصبي طلّق «حفصصة ،فأتصت أهلهصا ،فأنزل ال تعالى« :يصا أيهصا النصبي إذا طلقتصم النسصاء فطلقوهصن
لعدتهن» [طلق ]1؛ فقيل له :راجعها ،فإنها صداقة قوامة ،وهي من أزواجك ونسائك في الجنة»(. )38
يبدو أن مشكلة حفصة ،كانت عائشة :فقد أرادت أن تلعب في حياة النبي ونسائه دور عائشة ،دون أن تمتلك ما
يؤهلها لذلك .وكما أشرنا ،فقد كان عمر ،أبوها ،يقول لها« :ل يغرنك حب رسول ال عائشة وحسنها أن تراجعيه بما
تراجعه عائشة»( )39؛ أو« :لعلك تراجعين النبي بمثل ما تراجعه به عائشة؛ إنه ليس لك مثل حظوة عائشة ،ول حسن
زينب»(. )40
قليلة جدًا هصي الخبار حول علقصة عائشصة بحفصصة :إذا مصا اسصتثنينا قصصة ماريصة .مصن ذلك ،مصا قالتصه عائشصة:
«أهديصت لحفصصة شاة ،ونحصن صصائمتان ،ففطرتنصي ،فكانصت ابنصة أبيهصا .فلمصا دخصل علينصا رسصول ال (ص) ،ذكرنصا ذلك
له ،فقال :أبدل يومًا مكانه»( . )41ومرة أخرى« ،دخلت حفصة على عائشة ،زوج النبي (ص) ،وعلى حفصة خمار
رقيق ،فشقته عائشة ،وكستها خمارًا كثيفاً»( - . )42ول نعرف إذا كان ذلك يوحي برقة الدين عند حفصة :أم بشيء
آخر!!
رغم العلقة الحميمة الشهيرة التي ربطت عائشة بحفصة ،فقد كان ل بد من حضور غيرة الولى ،خاصة إذا
كان المر يتعلق بالتنافس على قلب النبي« :قالت عائشة :كان رسول ال (ص) إذا خرج أقرع بين نسائه ،فطارت
القرعصة على عائشصة وحفصصة ،فخرجتصا معصه جميعاً .وكان رسصول ال (ص) إذا كان بالليصل ،سصار مصع عائشصة يتحدّث
معهصا ،فقالت حفصصة لعائشصة :أل تركصبين الليلة بعيري وأركصب بعيرك ،فتنظريصن وأنظصر؟ قالت :بلى! فركبصت عائشصة
على بعير حفصة ،وركبت حفصة على بعير عائشة ،فجاء رسول ال (ص) إلى حمل عائشة وعليه حفصة ،فسلّم
ثصم سصار معهصا ،حتصى نزلوا وادياً ،فافتقدتصه عائشصة ،فغارت ،فلمصا نزلوا جعلت تجعصل رجليهصا بيصن الذخصر ،وتقول :يصا
ي عقربًا أو حية تلدغني؛ رسولك ول أستطيع أن أقول شيئاً»(. )43 ربّ ،سلّط عل ّ
د
عائشة ...وأم سلمة
فصي السصنة الرابعصة للهجرة على الرجصح« ،تزوج رسصول ال (ص) أم سصلمة بنصت أبصي أميصة ،ودخصل بهصا»(. )44
«واسمها هند ...وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد السد[ ...والذي] شهد بدراً ...وأصابته جراح يوم أحد ،فمات
منها ،وكان ابن عمة رسول ال ورضيعه ...فتزوجها [النبي] قبل الحزاب سنة ثلث»( )45للهجرة.
( )46عصن النصبي قوله« :إن لقصد أحدث زواج النصبي بأم سصلمة شرخًا فصي علقتصه بعائشصة .يذكصر
لعائشصة منصي شعصب مصا نزلهصا منصي أحصد .فلمصا تزوج أم سصلمة ،سصئل ،فقيصل :يصا رسصول ال! مصا فعلت الشعصب؟ فسصكت،
فعرف أن أم سصلمة قصد نزلت عنده» .بالمقابصل ،تقول عائشصة ذاتهصا« :لمصا تزوج رسصول ال (ص) أم سصلمة ،حزنصت
حزنًا شديداً ،لما ذكر الناس جمالها .فتلطفت حتى رأيتها ،فرأيتها وال أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال،
فذكرت ذلك لحفصة ،وكانتا يدًا واحدة ،فقالت :وال إن هذه إل الغيرة؛ ما هي كما تقولين! فتلطفت لها حفصة حتى
رأتهصا ،فقالت :وال مصا هصي كمصا تقوليصن ول قريصب ،وإنهصا لجميلة»( . )47ويضيصف مصصدر آخصر ،أن عائشصة قالت ،ردًا
على ما ذكرته لها حفصة« :فرأيتها بعد ،فكانت -لعمري -كما قالت حفصة ،ولكني كنت غيرى»(. )48
مصن أبرز سصمات الغيرة عنصد عائشصة ،تكسصيرها لصصحف نسصاء النصبي الخريات .يذكصر النسصائي ( ، )49على سصبيل
المثال ،عصن أم سصلمة« ،أنهصا أتصت بطعام فصي صصحفة لهصا إلى رسصول ال (ص) وأصصحابه ،فجاءت عائشصة (رض)
مسصتترة بكسصاء ،ومعهصا فهصر ،فتلقصت بصه الصصحفة ،فكسصرتها ،فجمصع رسصول ال (ص) بيصن فلقتصي الصصحفة ،يقول:
غارت أمكصم ،غارت أمكصم» .بالمقابصل ،فإن أم سصلمة اعتذرت بادئ ذي بدء عصن الزواج بالنصبي ،متذرعصة أيضًا بأنهصا
«غيرى»(. )50
يروي ابصن سصعد ( )51الحكايصة التاليصة ،نق ًل عصن عائشصة« :دخصل عليّص يومًا رسصول ال (ص) ،فقلت :أيصن كنصت منصذ
اليوم؟ قال :يصا حميراء ،كنصت عنصد أم سصلمة! فقلت :مصا تشبصع مصن أم سصلمة؟! فتبسصم ،فقلت :يصا رسصول ال ،أل تخصبرني
عنك لو أنك نزلت بعدوتين إحداهما لم ترع والخرى قد رعيت ،أيهما كنت ترعى؟ قال :التي لم ترع .قلت :فأنا ليس
كأحصد مصن نسصائك» .بالمقابصل ،فعلى مصا يبدو لم تكصن أم سصلمة ترتاح لعائشصة .فذات مرّة قال لهصا النصبي« :يصا أم سصلمة ،ل
ي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها»(. )52 تؤذيني [في عائشة] ،وال ما نزل عل ّ
(« )53أن نساء رسول ال (ص) كن حزبين :فحزب فيه عائشة وحفصة وهكذا يذكر البخاري في
وصصفية وسصودة؛ والحزب الخصر ،أم سصلمة وسصائر نسصاء رسصول ال (ص)» .وفصي الصصراع المادّي بيصن الحزبيصن،
كانت أم سلمة الناطق باسم حزبها ضد عائشة ،التي كان المسلمون يخصون النبي بهداياهم في يومها(. )54
المغافير ...أيضاً:
يبدو أن أسصطورة المغافيصر ،التصي لم تنصج مصن براثنهصا معظصم نسصاء النصبي ،طاولت أيضاً ،فصي إحدى نسصخها ،أم
ل عصن عائشصة« :كان رسصول ال ق ّل يوم إ ّل وهصو يطوف على نسصائه،
سصلمة .روى ابصن سصعد فصي طبقاتصه ( ، )55نق ً
فيدنصو مصن أهله ،فيضصع يده! ويقبّل ك ّل امرأة مصن نسصائه! حتصى يأتصي على آخرهصن ،فإن كان يومهصا قعصد عندهصا ،وإل
قام! فكان إذا دخصل بيصت أم سصلمة ،يحتبصس عندهصا .فقلت [عائشصة] ،أنصا وحفصصة ،وكانتصا جميعًا يدًا واحدة :مصا نرى
رسول ال يمكث عندها إل أنه يخلو عندها -تعنيان الجماع! -واشتد ذلك علينا حتى بعثنا من يطلع لنا ما يحبسه
عندها ،فإذا هو صار إليها ،أخرجت له عكة من عسل ،فتحت له فمها ،فيلعق منه لعقاً :كان العسل يعجبه .فقالتا :ما
من شيء نكرّهه إليه حتى ل يلبث في بيت أم سلمة .فقالتا :ليس شيء أكره إليه من أن يقال له :نجد منك ريح.
فإذا جاءك فدنصا منصك ،فقولي :إنصي أجصد منصك ريصح شيصء؛ فإنصه يقول :مصن عسصل أصصبته عنصد أم سصلمة .فقولي له :مصا
أرى نحله إل جرس عرفطاً! فلمصا دخصل على عائشصة ،فدنصا منهصا ،قالت :إنصي لجد منصك شيئاً ،مصا أصصبت؟ فقال :عسصل
مصن بيصت أم سصلمة .فقالت :يصا رسصول ال! أرى نحله جرس عرفطاً .ثصم خرج مصن عندهصا ،فدخصل على حفصصة ،فدنصا
منها ،فقالت مثل الذي قالت عائشة .فلما قالتا جميعاً ،اشتد عليه ،فدخل على أم سلمة بعد ذلك ،فأخرجت له العسل،
فقال :أخّريه عني ،ل حاجة لي فيه .فقالت[عائشة] :فكنت وال أرى أن قد أتينا أمرًا عظيمًا -منعنا رسول ال شيئًا
كان يشتهيه».
ومضات أخلقية:
( )56نق ً
ل عصن عائشصة ،يلقصي بعصض الضوء على السصوية الخلقيصة حدث آخصر يذكره أحمصد فصي
الرفيعة التي كانت سائدة في البيت النبوي .قالت عائشة« :كانت عندنا أم سلمة ،فجاء النبي (ص) عند جنح
الليصل فذكرت شيئ ًا صنعه بيده ،وجعصل ل يفطصن لم سصلمة ،وجعلت أومئ إليه ،حتى فطن .قالت أم سصلمة :أهكذا
الن! أما كانت واحدة منا عندك إل في خلبة كما أرى! وسبّت عائشة!!! وجعل النبي (ص) ينهاها ،فتأبى!!!
فقال النصبي (ص) [لعائشصة] :سصبيها!!!! فسصبتها!!!! حتصى غلبتهصا( !!!! )57فانطلقصت أم سصلمة إلى عليّص وفاطمصة،
فقالت :إن عائشصة سصبتها ،وقالت لكصم وقالت لكصم .فقال عليّص لفاطمصة :اذهصبي إليصه ،فقولي :إن عائشصة قالت لنصا،
وقالت لنا! فأتته ،فذكرت ذلك له! فقال لها النبي (ص) :إنها حبّة أبيك ور بّ الكعبة .فرجعت إلى علي ،فذكرت
له الذي قال لهصا فقال :أمصا كفاك أل أن قالت لنصا عائشصة وقالت لنصا ،حتصى أتتصك فاطمصة فقلت لهصا :إنهصا حبصة أبيصك،
ورب الكعبصة» - .والواقصع أن عليّص وفاطمصة كانصا مصن أكصبر الداعميصن لحزب أم سصلمة ،التصي ظلت بجانبصه حتصى
موته.
أخيراً ،يبدو أن أم سصلمة ظلت تنافصس عائشة على قلب النبي حتى لحظاته الخيرة .إذ لما «ه ّم رسول ال أن
يطلّق بعضهصن [نسصاؤه] ،جعلنصه فصي ح ّل لمصا خشصي أزواج النصبي أن يفارقهصن ،قلن :إرض لنصا مصن نفسصك ومالك مصا
شئت! فأمره ال ،فأرجأ خمساً ،وآوى أربعاً»( . )58وكان المر في آية« :ترجئ من تشاء منهن»([ )59أحزاب .]51
ورغم الختلف في اللتي عزلهن ،إل أن هنالك شبه إجماع على أنه ظل يأتي «عائشة وأم سلمة»(. )60
هص
عائشة ...وزينب بنت جحش
في السنة الخامسة للهجرة« ،تزوج رسول ال (ص) زينب بنت جحش»( . )61و«كانت ممن هاجر مع رسول
ال (ص) ،وكانصت امرأة جميلة(. )63(» )62كانصت زينصب متزوجصة قبصل النصبي مصن زيصد بصن حارثصة :فمصن هصو زيصد ،وكيصف
تزوجته زينب؟
زيصد بصن حارثصة هصو «رجصل مصن بنصي كلب سصُبي صصغيراً .وكانصت العرب فصي جاهليتهصا يتغاورون ويتسصابون.
خيّر ،فاختار رسول فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة .فلما تزوجها محمد (ص) ،وهبته له .وطلبه أبوه وعمّه ،ف ُ
ال (ص) ،فأعتقصه .وكانوا يقولون :زيصد بصن محمصد»(« . )64خطصب رسصول ال (ص) زينصب بنصت جحصش ،بنصت عمتصه
أميمة بنت عبد المطلب ،على موله زيصد بن حارثصة ،فأبصت ،وأبى أخوهصا عبصد ال ،فنزلت! [الية 36من الحزاب:
«وما كان لمؤمن ول مؤمنة إذا قضى ال ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .ومن يعص ال ورسوله
فقد ض ّل ضل ًل مبيناً»] ،فقال :رضينا يا رسول ال! فأنكحه إياها ،وساق عنه إليها مهرها :ستين درهماً ،وخمارًا
وملحفة وإزاراً ،وخمسين مدّا من طعام ،وثلثين صاعًا من تمر»( . )65وتؤكد رواية أخرى الحداث السابقة ،فتقول:
«ومصا كان لمؤمصن ول مؤمنصة إذا قضصى ال ورسصوله أمرًا أن يكون لهصم الخيرة مصن أمرهصم .المؤمصن :عبصد ال بصن
( ، )67فيقول: جحش؛ والمؤمنة :زينب أخته ،في الزواج من زيد» ( . )66ويفصّل ابن كثير المسألة في
««وما كان لمؤمن ول مؤمنة» ،وذلك أن رسول ال (ص) انطلق يخطب على فتاه ،زيد بن حارثة (رض) ،فدخل
على زينب بنت جحش السدية (رض) ،فخطبها ،فقالت :لست بناكحته! فقال رسول ال (ص) :بل فانكحيه! قالت:
يا رسول ال ،أؤامر في نفسي؛ فبينما هما يتحدّثان ،أنزل ال هذه الية على رسول ال ...فقالت :قد رضيته لي يا
رسصول ال منكحاً[ ...وفصي روايصة] ،قالت :أنصا خيصر منصه حسصباً .وكانصت امرأة فيهصا حدّة» .و «أصصدقها عشرة دنانيصر
وستين درهماً ،وخمارًا وملحفة ودرعاً ،وخمسين مدّا من طعام ،وعشرة أمداد من تمر»( . )68ويضيف القرطبي في
للية 36من الحزاب ما يلي « :أن رسول ال (ص) خطب زينب بنت جحش ،وكانت بنت عمته،
فظنت أن الخطبة لنفسه .فلما تبين أنه يريدها لزيد ،كرهت وأبت وامتنعت ،فنزلت الية ،فأذعنت زينب وتزوجته.
وفي رواية [أخرى] :فامتنعت وامتنع أخوها عبد ال لنسبها من قريش ،وأن زيدًا كان بالمس عبداً ،إلى أن نزلت
هذه اليصصصصة » .ورغصصصصم أن ذلك يتناقصصصصض تمامًا مصصصصع سصصصصياق آيات السصصصصورة ،إل أن القرطصصصصبي يضيصصصصف فصصصصي
روايصة تقول « :إنهصا نزلت فصي أم كلثوم بنصت أبصي معيصط( ، )69وكانصت وهبصت نفسصها للنصبي
(ص) ،فزوجها من زيد بن حارثة ،فكرهت ذلك هي وأخوها ».
للية النفة الذكر نصًا مطابقًا لنص ابن كثير؛ ونصًا آخر قريبًا من نص ويذكر الطبري في
رواية القرطبي الولى .دون أن ينسى طبعًا إشارة سريعة لحكاية أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.
زواجها من النبي:
بعد أن تزوج زيد من زينب« ،جاء رسول ال (ص) بيت زيد بن حارثة ،وكان زيد ابن حارثة إنما يقال له:
زيصد بصن محمصد! فربمصا فقده رسصول ال (ص) السصاعة ،فيقول :أيصن زيصد؟ فجاء منزله يطلبصه ،فلم يجده ،وقامصت إليصه
زينب بنت جحش فضلً ،فأعرض عنها رسول ال (ص) ،فقالت :ليس هو هاهنا! يا رسول ال! ادخل! ...فأبى...
وإنما عجّلت زينب أن تلبس حين قيل لها :رسول ال (ص) على الباب ،فوثبت عجلة ،فأعجبت!! رسول ال (ص)،
فولى وهو يهمهم بشيء ل يكاد يفهم ،إل أنه أعلن :سبحان ال العظيم! سبحان ال مصرف القلوب! ...فجاء زيد...
فقال له :لعل زينب أعجبتك؟ ...فقال رسول ال (ص) :أمسك عليك زوجك ...ففارقها زيد ،واعتزلها ،وحلّت ...فبينا
رسول ال (ص) يتحدّث مع عائشة ،إذ أخذت رسول ال (ص) غشية ،فسرّى عنه وهو يبتسم ،ويقول :من يذهب
إلى زينب يبشرها ،يقول :إن ال!!! زوجنيها؟»( . )70وتقول رواية أخرى« :كان النبي (ص) قد زوّج زيد بن حارثة
زينصب بنصت جحصش ،ابنصة عمتصه ،فخرج رسصول ال (ص) يومًا يريده ،وعلى الباب سصتر مصن شعصر ،فرفعصت الريصح
الستر ،فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة ،فوقع إعجابها في قلب النبي (ص) ،فلما وقع ذلكُ ،كرّهت إلى الخر...
فجاء ،فقال :يصا رسصول ال! إنصي أريصد أن أفارق صصاحبتي»( . )71وتقول روايصة ثالثصة« :إن رسصول ال (ص) أبصصرها
بعدمصا أنكحهصا إياه [زيصد بصن حارثصة] ،فوقعصت فصي نفسصه ،فقال :سصبحان ال مقلب القلوب! وذلك أن نفسصه كانصت تجفصو
عنها قبل ذلك ل تريدها ،ولو أرادتها لختطبها ،وسمعت زينب بالتسبيحة ،فذكرتها لزيد ،ففطن وألقى ال! في نفسه
كراهصصة صصصحبتها والرغبصصة عنهصصا لرسصصول ال (ص) ،فقال لرسصصول ال (ص) :إنصصي أريصصد أن أفارق صصصاحبتي! فقال
ي لشرف وتؤذيني .فقال:
[النبي] :مالك ،أرابك منها شيء؟ قال :ل وال ،ما رأيت منها إل خيراً ،ولكنها تتعظّم عل ّ
أمسك عليك زوجك واتق ال! ثم طلّقها بعد؛ فلما اعتدت ،قال رسول ال (ص) [لزيد] :ما أجد أحدًا أوثق في نفسي
منصك ،اخطصب عليّص زينصب! قال زيصد :فانطلقصت ،فإذا هصي تخمصر عجينتهصا ،فلمصا رأيتهصا عظمصت فصي صصدري حتصى مصا
أستطيع أن أنظر إليها [هذا يناقض ما قيل حول إيقاع ال لكراهيتها في صصدره] ،حين علمصت أن رسصول ال (ص)
ذكرها ،فوليت ظهري ،وقلت :يا زينب! ابشري! إن رسول ال يخطبك .ففرحت ،وقالت :ما أنا بصانعة شيء حتى
أؤامر ربي [كذا]! فقامت إلى مسجدها ،ونزل القرآن «زوجناكها» ،فتزوجها رسول ال (ص) ،ودخل بها ،وما أولم
على امرأة من نسائه ما أولم عليها :ذبح شاة وأطعم الناس الخبز واللحم حتى امتد النهار»(. )72
يذكر الطبري أيضاً« ،أن زينب بنت جحش ،فيما ذُكر ،رآها رسول ال (ص) فأعجبته ،وهي في حبال موله،
في رواية أخرى« ،كان النبي (ص) قد زوّج فألقي في نفس زيد كراهتها»( . )73ويقول
زيصد بصن حارثصة زينصب بنصت جحصش ،ابنصة عمتصه ،فخرج رسصول ال (ص) يومًا يريده ،وعلى الباب سصتر مصن شعصر،
فرفعت الريح الستر ،فانكشفت ،وهي في حجرتها حاسرة ،فوقع إعجابها في قلب النبي (ص)»(. )74
مصن ناحيصة أخرى ،يضيصف القرطصبي تفاصصيل أخرى ،فيقول« :إنصه عليصه السصلم ،أتصى زينصب يومًا يطلبصه [زيصد]،
فأبصصر زينصب قائمصة ،وكانصت بيضاء جميلة جسصيمة ،مصن أتصم نسصاء قريصش ،فهويهصا ،وقال :سصبحان ال مقلب القلوب!
فسصمعت زينصب بالتسصبيحة ،فذكرتهصا لزيصد ..وقيصل إن ال بعصث ريحًا فرفعصت السصتر ،وزينصب متفضلة فصي منزلهصا ،فرأى
زينب ،فوقعت في نفسه»(. )75
إذن ،بحسصب القرطصبي ،فإن النصبي «وقصع منصه اسصتحسان لزينصب بنصت جحصش ،وهصي فصي عصصمة زيصد ،وكان
حريصصًا على أن يطلقهصا زيصد ،فيتزوجهصا هصو»( . )76لكصن الغريصب ،أن تقول زينصب ،بحسصب القرطصبي ذاتصه « :ولم
يستطعني زيد ،وما امتنع منه غير ما منعه ال مني فل يقدر علي .وفي بعض الروايات :أن زيدًا تورّم (!!!) منه
ذلك ،حين أراد أن يقربها»(. )77
تقول روايصة رابعصة عصن أنصس« :لمصا انقضصت عدّة زينصب (رض) ،قال رسصول ال (ص) لزيصد بصن حارثصة :اذهصب
فاذكرها علي! فانطلق حتى أتاها ،وهي تخمّر عجينتها ،قال :فلما رأيتها ،عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن
أنظصر إليهصا؛ وأقول :إن رسصول ال (ص) ذكرهصا! فوليتهصا ظهري ،ونكصصت على عقصبي ،وقلت :يصا زينصب! ابشري!
أرسصلني رسصول ال (ص) يذكرك! فقالت :مصا أنصا بصصانعة شيئًا حتصى أؤامصر ربصي عصز وجلّ!!! فقامصت إلى مسصجدها،
فنزل القرآن ،وجاء رسصول ال (ص) فدخصل عليهصا بل إذن! ولقصد رأيتنصا حيصن دخلت على رسصول ال (ص) وأطعمنصا
عليهصا الخبصز واللحصم .فخرج الناس وبقصي رجال يتحدّثون فصي البيصت بعصد الطعام .فخرج رسصول ال (ص) واتبعتصه،
فجعصل (ص) يتتبصع حجصر نسصائه ،يسصلّم عليهصن ،ويقلن :يصا رسصول ال ،كيصف وجدت أهلك؟ فمصا أدري :أنصا أخصبرته أن
القوم قصد خرجوا أو أُخصبر؛ فانطلق حتصى دخصل البيصت ،فذهبصت أدخصل معصه ،فألقصي السصتر بينصي وبينصه ،ونزل الحجاب
ووعظ القوم بما وعظوا به« :ل تدخلوا بيوت النبي إل أن يؤذن لكم»»( . )78لكن الطبري( )79يذكر أن التي بشّرتها
بتدخّل ال ذاته في المر هي «سلمى خادم رسول ال (ص) ...فأعطتها أوضاحًا عليها».
أخيراً ،تبسصّط إحدى الروايات القصصة كلهصا باختصصار مفيصد ،فتقول« :كان النبي خطبهصا [زينصب] أو ًل لموله زيصد
بن حارثة ،فترفّعت عليه لشرف نسبها وجمالها ،وساعدها أخوها ،عبد ال بن جحش ،فأنزل ال عز وجل فيهما:
«وما كان لمؤمن ول مؤمنة إذا قضى ال ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ،ومن يعص ال ورسوله
فقد ض ّل ضل ًل مبيناً» .فلما سمعت بذلك ،رضيا طاعة ل ولرسوله ،فأنكحها النبي (ص) زيداً ،فمكثت عنده ما شاء
ال .ثم رآها النبي (ص) يومًا متزينة ،فأعجبته ،ورغب في نكاحها ،لو طلّقها زيد .فأوقع ال كراهيتها في قلب زيد،
فجاء إلى النصبي (ص) يسصتأمره فصي فراقهصا ،فقال له :أمسصك عليصك زوجصك ،واتصق ال فصي طلقهصا مصن سصبب .فأبصى إل
طلقها ،وطلّقها ...ولما انقضت عدّتها ،بعثه النبي (ص) إليها ليخطبها له .قال زيد :ما أستطيع النظر إليها إجل ًل
للنبي (ص)! فوليتها ظهري ،وقلت :يا زينب! أرسلني رسول ال (ص) إليك يذكرك .فقالت :ما أنا بصانعة شيئاً..
أو أمر ربي .فقامت إلى مسجدها ،تصلّي الستخارة ...وأنزل القرآن« :فلما قضى زيد منها وطرًا زوجناكها»»(. )80
نسف التبنّي:
كان طبيعيًا بالتالي أن يكمل ال معروفه ،بعدما زوّج زبنب مرتين في زمن قياسي ،بأن يلغي التبنّي ،مرّة وإلى
(« : )81تبنّى رسصول ال (ص) زيداً ،وكان البد :حتصى ل يقال إن محمدًا تزوج زوجصة ابنصه.يروي
مصن تبنّى رجلً فصي الجاهليصة دعاه الناس ابنصه ،فورث فصي ميراثصه» ؛ ثصم يكمصل(« : )82فلمصا أنزل ال عصز وجصل :
«ادعوهصم لبائهصم هصو أقسصط عنصد ال» ،ر ّد كلّ أحصد ينتمصي مصن أولئك إلى أبيصه ،فإن لم يكصن يعلم أبوه ردّه إلى
مواليصه» .ويروي مسصلم( )83عصن عائشصة ،قولهصا« :لو كان رسصول ال (ص) كاتماً شيئ ًا مصن الوحصي لكتصم هذه
الية« :وإذ تقول للذي أنعم ال عليه» -يعني :بالسلم؛ «وأنعمت عليه» -يعني :بالعتق ،فأعتقته؛ «أمسك
عليصصك زوجصصك واتصصق ال وتخفصصي فصصي نفسصصك مصصا ال مبديصصه وتخشصصى الناس وال أحصصق أن تخشاه» ؛ إلى قوله:
«وكان أمصر ال مفعول» .وإن رسصول ال (ص) لمصا تزوجهصا [زينصب] ،قالوا :تزوج حليلة ابنصه! فأنزل ال:
«مصا كان محمصد أبصا أحصد مصن رجالكصم ولكصن رسصول ال وخاتصم النصبيين» .وكان رسصول ال تبناه وهصو صصغير،
فلبصث حتصى صصار رجلً ،يقال له :زيصد بصن محمصد! فأنزل ال« :ادعوهصم لبائهصم هصو أقسصط عنصد ال ،فإن لم
تعلموا آباءهصم فإخوانكصم فصي الديصن ومواليكصم» ،فلن مولى فلن وفلن أخصو فلن« ،هصو أقسصط عنصد ال»،
يعني :أعدل» .ويقول القرطبي إن الية السابقة نزلت « لما تزوج [النبي] زينب بنت جحش ،قال الناس:
تزوج امرأة ابنه »(. )84
ويقول ابصن كثيصر( )85فصي تفسصيره للية 40مصن سصورة الحزاب« :ومصا جعصل أدعياءكصم أنصبياءكم»« :نزلت فصي
شأن زيصد بن حارثصة (رض) ،مولى النصبي (ص) ،كان النبي قصد تبناه قبصل النبوة ،فكان يقال له :زيصد بن محمصد! فأراد
ال تعالى أن يقطصع هذا اللحاق وهذه النسصبة» .وبرأي ابصن كثيصر( )86أيضاً ،أن ال قال« :لكيل يكون على المؤمنيصن
حرج فصي أزواج أدعيائهصم إذا قضوا منهصن وطراً» ،إنهصا نزلت حيصن «تزوج رسصول ال (ص) بزينصب بنصت جحصش
مطلقة زيد بن حارثة (رض)».
هنا ،ل ب ّد من تقديم الملحظات التالية:
- 1زينب بنت جحش هذه ليست سوى امرأة بيضاء سمينة ،جميلة بمعايير ذلك الزمان -وتلك هي ميزتها
الوحيدة .وزواج النبي بها لم تكن له أدنى فائدة إن على الصعيد الجتماعي أو السياسي.
- 2تدخصصل الله مرتيصصن على القصل فصصي الشؤون العاطفيصصة لهذه المرأة غيصصر المتميزة .بصصل يقال إنصصه تدخصصل ثلث
مرات ،إذا ما أضفنا إلى ما سبق ،تدخله في مسألة الحجاب ،بعد أن تزوجها النبي وأراد الخلو بها ،وتابع
بعض الثقلء جلوسهم( . )87لكن المسألة الخيرة غير متفق عليها بالكامل إسلميًا كعلّة لفرض الحجاب.
- 3كان زواج زينب من زيد وطلقها منه ثم زواجها من النبي سريعًا للغاية ،إذا ما أخذنا بعين العتبار أن
اليات المواكبة لتلك الحداث تنتمي كلها إلى نص موحد ،صغير في سورة الحزاب ( .)39 - 36
- 4نلحظ أيضًا أن النبي أرسل زوج زينب السابق إليها كي يخطبها عليه؛ وفي هذا ،برأينا ،نوع من الذلل
لزيد ل يُضاهى.
- 5يبدو أن زينب كانت متأكدة ،بدورها ،من أن ال لن يعاند النبي في أي شيء .وهكذا ،كان منطقي ًا أن
تشترط ،بعناد غريب ،أنها لن تتزوجه حتى يأمرها ربها .فكما أمرها بالزواج من زيد ،ل بد أن يأمرها
بالزواج من والده بالتبني ونبيه وسيده .وهذا ما كان.
صراع المرأتين:
ن ال بذاته هو الذي يأمر النبي بالزواج من زينب ،حتى قالت عائشة كالعادة« :وأخذني ما قرب
ما أن ُأعْلن أ ّ
وما بعد لما يبلغنا من جمالها ،وأخرى هي أعظم المور وأشرفها ،ما صنع لها :زوجها ال ع ّز وجل من السماء!
(
وقلت :هي تفخر علينا بذلك»( . )88واستدارت عائشة من ثم إلى النبي ،قائلة« :ما أرى ربك إل يسارع في هواك»
. )89
باتت عائشة ،ليلة زواج النبي من زينب« ،فريسة الغيرة»( . )90وإذا كانت عائشة تفخر دائماً على نساء
النبي الخريات بما اختصت به من صفات ،فقد جاءت زينب تتباهى بصفة تفوقت بها على كلّ من عداها من
نسصاء النصبي .يروي ابصن كثيصر« :أن زينصب بنصت جحصش (رض) كانصت تفخصر على أزواج النصبي (ص) ،فتقول:
زوجكصصن أهاليكصصن وزوجنصصي ال -تعالى -مصصن فوق سصصبع سصصماوات»( )91؛ أو« :إن آباءكصصن أنكحكصصن ،وإن ال
أنكحني إياه»( . )92وهكذا ،كانت تختال دائماً ،بقولها« :أنا أكرمكن ولياً ،وأكرمكن سفيراً»( - )93فوليها هو ال
وسفيرها جبريل.
وكانصت زينصب تقول للنصبي « :إنصي لدل عليصك بثلث مصا مصن نسصائك تدل بهصن :إن جدي وجدك واحصد ،وإنصي
أنكحنيك ال من السماء ،وإن السفير لجبرائيل (ع) »(. )94
إذن ،كان لدور الله فصي حياة أزواج النصصبي أهميتصه الفائقصة كمصصصدر للتفاخصصر« :روينصصا عصصن أم المؤمنيصصن
زينصصب وعائشصصة (رض) أنهمصصا تفاخرتصصا ،فقالت زينصصب :زوجنصصي ال وزوجكصصن أهاليكصصن! وقالت عائشصصة :نزلت
براءتي من السماء [في حادثة الفك التي سنناقشها لحقاً]! فسلّمت لها زينب» ( . )95ويقدم لنا القرطبي عرضاً
آخر للتفاخر ،فيقول « :قالت عائشة :أنا التي جاء بي الملك إلى النبي (ص) في سرقة من حرير ،فيقول :هذه
امرأتصك [أخرجصه الصصحيح] .وقالت زينصب :أنصا التصي زوجنصي ال ال مصن فوق سصبع سصماوات »( ، )96ثصم يضيصف:
«كانصصت زينصصب تفخصصر على نسصصاء النصصبي (ص) تقول :إن ال عصصز وجصصل أنكحنصصي مصصن السصصماء ،وفيهصصا نزلت آيصصة
بحجاب» .وكانصت عائشصة تقول« :لم يكصن أحصد مصن نسصاء النصبي (ص) تسصاميني فصي المنزلة عنده إل زينصب بنصت
جحش»(. )97
()98
لقصد أدى التنافصس على قلب النصبي وأموال الجماعصة الولى بيصن المرأتيصن إلى حوادث شتصى:كانصت المادة
أهصم سصبب للصصراع بيصن أزواج النصبي ،وهصو مصا تجلّى فصي الصصراع بيصن عائشصة وزينصب .وكان عامصة الناس ،كمصا
أشرنا« ،يتحرون بهداياهم يوم عائشة ،يبتغون بذلك مرضاة رسول ال (ص)»( . )99بشأن هذه المسألة ،يورد
البخاري في صحيحه( ، )100نقلً عن عائشة ،الحديث التالي« :إن نساء رسول ال (ص) كن حزبين :فحزب فيه
عائشة وحفصة وصفية وسودة ،والحزب الخر ،أم سلمة وسائر نساء رسول ال (ص) .وكان المسلمون قد
علموا حب رسول ال (ص) عائشة ،فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول ال (ص) ،أخّرها
حتى إذا كان رسول ال (ص) في بيت عائشة ،بعث صاحب الهدية بها إلى رسول ال (ص) في بيت عائشة.
فكلّم حزب أم سصلمة ،فقلن لهصا :كلّمصي رسصول ال (ص) يكلّم الناس ،فيقول :مصن أراد أن يهدي إلى رسصول ال
(ص) هديصة ،فليهده إليصه حيصث كان مصن بيوت نسصائه .فكلمتصه أم سصلمة بمصا قلن ،فلم يقصل لهصن شيئاً .فسصألنها،
فقالت :ما قال لي شيئاً! [ولما كررت فعلتها مرتين] ،قال لها :ل تؤذيني في عائشة ،فإن الوحي لم يأتني وأنا
في ثوب امرأة إل عائشة .فقالت :أتوب إلى ال من أذاك يا رسول ال! ثم أنهن دعون فاطمة بنت رسول ال
(ص) ،فأرسصلت إلى رسصول ال (ص) ،تقول :إن نسصاءك ينشدنصك العدل فصي بنصت أبصي بكصر! فكلّمتصه ،فقال :يصا
بنيصة ،أل تحصبين مصا أحصب؟ قالت :بلى! فرجعصت إليهصن ،فقلن :ارجعصي إليصه! فأبصت أن ترجصع .فأرسصلن زينصب بنصت
جحش ،فأتته ،فأغلظت( )101وقالت :إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي قحافة! فرفعت صوتها ،حتى تناولت
عائشصة وهصي قاعدة ،فسصبتها! حتصى أن رسصول ال (ص) لينظصر إلى عائشصة :هصل تكلم! فتكلمصت عائشصة ترد على
( ، )102تقول عائشة« :فأرسلن زينب بنت جحش ،وهي التي زينب حتى أسكتتها» .وفي نص
كانصت تسصاميني مصن أزواج النصبي (ص) ،فقالت :أزواجصك أرسصلنني ،وهصن ينشدن العدل فصي ابنصة أبصي قحافصة .ثصم
أقبلت عليّص تشتمنصي! ،فجعلت أراقصب النصبي (ص) وأنظصر طرفصه :هصل يأذن لي مصن أن أنتصصر منهصا ،فاسصتقبلتها،
أحمصد( ، )103تقول عائشصة« :دخلت فلم ألبصث أن أفحمتهصا ،فقال لهصا النصبي :إنهصا ابنصة أبصي بكصر» .وفصي
عليصصّ زينصصب بغيصصر إذن -وهصصي غضصصبى -ثصصم قالت لرسصصول ال (ص) :أحسصصبك إذا قلبصصت لك ابنصصة أبصصي بكصصر
ل عصن عائشصة: الحدث السصابق بطريقصة تختلف قليلً ،نق ً ذريعيهصا؟!»( . )104ويروي ابصن كثيصر فصي
«دخل علينا رسول ال (ص) وعندنا زينب بنت جحش (رض) ،فجعل النبي (ص) يصنع بيده شيئًا فلم يفطن لها،
فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك ،وأقبلت زينب (رض) تفحم لعائشة (رض) فنهاها ،فأبت أن تنتهي ،فقال لعائشة:
سبيها! فسبتها!! فغلبتها؛ وانطلقت زينب (رض) فأتت عليًا (رض) ،فقالت :إن عائشة تقع بكم وتفعل بكم!! فجاءت
فاطمة (رض) ،فقال (ص) لها :إنها حبة أبيك ،ورب الكعبة»( . )105ونلحظ ،بالمناسبة ،أن الحديث ذاته مروي عن
أم سلمة وعائشة!.
تفاصيل أخرى فصي روايصة ،تقول« :مصا علمصت حتى دخلت ل عن عائشصة ،يقدّم ابصن كثيصر فينق ً
ي زينب بغير إذن ،وهي غضبى ،ثم قالت لرسول ال (ص) :حسبك إذا ما قلبت لك ابنة أبي بكر درعها ،ثم أقبلت عل ّ
ت ريقها قد يبس في فمها ،ما ت عليها حتى رأي ُ
ي فأعرضت عنها ،حتى قال النبي (ص) :دونك فانتصري! فأقبل ُ إل ّ
( ، )107يقال« :إن زينصصب أسصصمعت تر ّد عليّص شيئاً ،فرأيصصت النصصبي (ص) يتهلل وجهصصه!!!»( . )106وفصصي
عائشة بحضرته ،وكان ينهاها فل تنتهي ،فقال لعائشة :دونك فانتصري» .ويورد ابن سعد ( )108عن عائشة ،قولها:
«إنه أهدي إلى رسول ال هدية في بيتها ،فأرسل إلى ك ّل امرأة من نسائه بنصيبها ،وأرسل إلى زينب بنت جحش،
فلم ترض ،ثصم زاودهصا مرة أخرى ،فلم ترض ،فقالت عائشصة :لقصد أقمأتْص وجهكَص أن ترد عليصك الهديصة .فقال رسصول
ال :لنتصن أهون عليّص مصن أن تقمئنصي -ل أدخصل عليكصن شهراً» .وتضيصف عائشصة(« : )109قلت كلمصة لم ألق لهصا بالً،
فغضب علي» .وفي ذلك يورد ابن الجوزي( )110الرواية التالية« :قال (ص) :ما أنا بداخل عليكن شهراً .قال مؤلف
الكتاب :وفصي سصبب ذلك ،قولن :أحدهمصا -أنصه حيصن حرّم أم ابراهيصم ،أخصبر بذلك حفصصة ،واسصتكتمها ،فأخصبرت بذلك
[وهو ما سنناقشه لحقًا أيضاً] .والثاني ،أنه ذبح ذبحاً ،فقسمته عائشة بين أزواجه ،فأرسلت إلى زينب بنت جحش
نصيبها فردته ،فقال :زيدوها! فزادوها ،ثلثًا -ك ّل ذلك تردّه ،فقال :ل أرضى عليكن شهراً .فاعتزل في مشربة له،
ثصصم نزل لتسص ِع وعشريصصن ،فبدأ بعائشصة (رض) ،فقالت :يصصا رسصول ال ،كنصت أقسصصمت أل تدخصصل علينصصا شهراً ،وإنمصا
أصبحت من تسع وعشرين أعدها عداً! فقال :الشهر تسع وعشرون -وكان ذلك الشهر تسعًا وعشرين» .وكانت
زينب ،برأي عائشة« ،فيها سورة من حدّة كانت تسرع فيها الفينة»( - )111وهذا واضح.
لم تترك الثنتان فرصة تمر ،دون أن تنال إحداهما من الخرى .ومن تلك الحوادث النادرة التي وصلت إلينا،
مصا أخبرنصا به ابن هشام من أنه فصي حادث الفك ،الذي اتهمت فيه عائشصة بالزنصا ،قامصت «حمنة بنت جحصش [أخت
زينب] فأشاعت من ذلك ما أشاعت ،تضاري لختها ،فشقيت [عائشة] بذلك»( . )112وبعدما أنزل ال براءة عائشة
من السماء أمر النبي بدوره بضرب حمنة هذه ،لنها كانت «ممن أفصح بالفاحشة»(. )113
المغافير ...أيضاً:
ل نعرف مدى أهميصة حدث المغافيصر فصي التاريصخ العربصي -السصلمي حتصى دوّن بكصل هذه الكثافصة فصي كتصب
التراث ،لكننصا نعرف تماماً أن هذا الحدث ،وإن اختلف فصي تفاصصيله بيصن مصصدر وآخصر ،تظصل عائشصة والعسصل
قاسصصماً مشتركاً أعظماً فصصي كلّ رواياتصصه .وكالعادة ،أُدخلت زينصصب فصصي إحدى النسصصخ .فعلى سصصبيل المثال ،أورد
( ، )114نقلً عصصن عائشصصة« :أن النصصبي (ص) كان يمكصصث عنصصد زينصصب ويشرب عندهصصا عسصصلً،
فتواصصيت وحفصصة ،أيتنصا مصا دخصل عليهصا النصبي (ص) ،فلتقصل :إنصي أجصد منصك ريصح مغافيصر! فدخصل على إحديهمصا،
فقالت ذلك له ،فقال :بل شربت عسلً عند زينب؛ وقال :لن أعود له! فنزل« :يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل ال
(
لك»« ،إن تتوبصا» ،لعائشصة وحفصصة« ،وإذا أسصر النصبي إلى بعصض أزواجصه حديثاً»؛ لقوله :بصل شربصت عسصلً»
. )115
()116
-أول من توفى من نساء النبي بعده .وفي موتها ،يذكر وماتت زينب .وكانت -ل كما قال البخاري
مسصصلم( ، )117نقلً عصصن عائشصصة ،قالت« :قال رسصصول ال (ص) :أسصصرعكن لحوقاً بصصي أطولكصصن يداً .قالت :فكصصن
(
يتطاولن أيتهن أطول يداً! قالت :فكانت أطولنا يداً زينب ،لنها كانت تعمل بيدها وتصدق» .ويروي ابن سعد
« : )118قال النبي لزواجه :يتبعني أطولكن يداً! قالت عائشة :فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد النبي (ص)،
نمدّ أيدينا في الجدار نتطاول ،فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب ،يرحمها ال ،ولم تكن أطولنا ،فعرفنا حينئذٍ
أن النصبي (ص) أراد بطول اليصد :الصصدقة .قالت :وكانصت زينصب امرأة صصناع اليصد ،فكانصت تدبصغ وتخرز وتتصصدّق
في سبيل ال».
يُقَال إن النصبي قبيصل وفاتصه ،جُعصل له الخيار فصي ترك «مضاجعصة مصن يشاء منهصن [نسصائه] وتضاجصع مصن
تشاء .أو تطلق مصن تشاء وتمسصك مصن تشاء .أو ل تقسصم ليهصن شئت ،وتقسصم لمصن شئت .أو تترك تزوج مصن
شئت مصن نسصاء أمتصك ،وتتزوج مصن شئت»( . )119وذلك تفسصيراً لجملة «ترجصئ وتؤوي» فصي القرآن .ويضيصف
الزمخشري« :كان النصبي (ص) إذا خطصب امرأة لم يكصن لحصد أن يخطبهصا حتصى يدعهصا ،وهذه قسصمة جامعصة لمصا
هو الغرض :لنه إما أن يطلق ،وإما أن يمسك؛ فإذا أمسك ضاجع أو ترك وقسم أو لم يقسم؛ وإذا طلّق وعزل،
فإمصا أن يخلي المعزولة ل يبتغيهصا ،أو يبتغيهصا؛ روي أنصه أرجصئ منهصن :سصودة وجويريصة وصصفية وميمونصة وأم
حبيبة؛ فكان يقسم لهن ما شاء ،كما شاء ،وكانت ممن آوى إليه :عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب (رض).
أرجأ خمساً وآوى أربعاً»(. )120
بعصد موت زينصب،لم يبصق أمام عائشصة سصوى امتداحهصا -لكصن دون أن تنسصى الطعصن بهصا ،وإن بأسصلوب ملطصف.
كانت عائشة تقول« :لم ار قط خيرًا في الدين من زينب ،وأتقى ل عز وجل وأصدق حديثًا وأوصل للرحم وأعظم
صصدقة وأشصد ابتذا ًل لنفسصها فصي العمصل الذي تصصدّق بصه وتقرب بصه .مصا عدا سصورة مصن حدّة ( )121كانصت تسصرع منهصا
الفينة»(. )122
و
عائشة ...وجويرية
جويريصة بنصت الحارث ،شابصة سصاحرة الجمال ،سصبيت فصي السصنة السصادسة للهجرة ،فصي غزوة بنصي المصصطلق.
تحدّثنا عائشة عن هذا الحدث ،فتقول« :كان رسول ال (ص) قد أصاب منهم [ بني المصطلق ] سبيًا كثيراً ،فشا
قسصمه فصي المسصلمين ،وكان فيمصن أصصيب مصن السصبايا ،جويريصة بنصت الحارث بصن ضرار» ( )123؛ وتكمصل« :لمّا قسصم
رسول ال (ص) سبايا بني المصطلق ،وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس ،أو لبن
عصم له ،فكاتبتصه على نفسصها .وكانصت امرأة حلوة ملحة ،ل يراهصا أحصد إل أخذت بنفسصه( . )124فأتصت رسصول ال (ص)
تستعينه في كتابتها ...فوال ما هو إل رأيتها على باب حجرتي ،فكرهتها ،وعرفت أنه سيرى منها (ص) ما رأيت.
ت عليه ،فقالت :يا رسول ال ،أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ،سيّد قومه ،وقد أصابني من البلء ما لم فدخل ْ
ت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لبن عم له ،فكاتبته على نفسي ،فجئتك أستعين على يخف عليك ،فوقع ُ
كتابتي! قال :فهل لك في خير من ذلك؟ قالت :وما هو يا رسول ال؟ قال :أقضي عنك كتابك وأتزوجك! قالت :نعم!
يا رسول ال! قال :قد فعلت»( . )125وكان عمر جويرية ،آنذاك ،عشرين سنة(. )126
حول نظصصر النصصبي إلى جويريصصة ،المرأة الغريبصصة عليصصه آنذاك ،حتصصى «عرف مصصن حسصصنها مصصا عرف» ،يجصصد لنصصا
السصهيلي التصبرير السصهل التالي« :وأمصا نظره (ع) لجويريصة حتصى عرف مصن حسصنها مصا عرف ،فإنمصا كان ذلك لنهصا
امرأة مملوكة ،ولو كانت حرة ،ما مل عينه منها ،لنه ل يكره النظر إلى الماء»(. )127
ز
عائشة ...وصفية بنت حيي
صفية بنت حيصي بصن أحطصب ،يهوديصة ،كانت زوجصة لسصلم بن مكشصم ،ثصم تزوجهصا بعده كنانصة بن أبصي الحقيصق،
فقتل عنها يوم خيبر ،فسباها النبي وتزوجها وذلك في العام السابع للهجرة .كان دحية الكلبي يرغب بسبيها قبل أن
يأخذها محمد .لكن النبي ،حين نظر إليها ،وهي الشابة الجميلة ،أمر دحية بأن يأخذ جارية من السبي غيرها.
صصفية بنصت حيصي :اليهوديصة الجميلة ،التصي لم ُي َر «بيصن النسصاء أضوأ منهصا»( . )128وكان النصبي يحصب الجميلت
فقصد «اختار لنفسصه عائشصة (رض) ،وكانصت مسصتحسنة؛ ورأى زينصب فاسصتحسنها وتزوجهصا؛ وكذلك اختار صصفية.
وكان إذا وصفت له امرأة ،بعث يخطبها»(. )129
«كان مهره لنسصصائه اثنتصي عشرة أوقيصصة ونصش ...إل أم حبيبصصة ،فإنصه أمهرهصصا عنصد النجاشصصي ...أربعمائة
دينار ،وإل صصفية بنصت حيصي ،فإنصه اصصطفاها مصن سصبي خيصبر ،ثصم أعتقهصا وجعصل عتقهصا صصداقها؛ وكذلك جويريصة
بنت الحارث المصطلقية ،أدّى عنها كتابتها إلى ثابت بن قيس بن شماس ،وتزوجها»(. )130
لما قدم النبي بصفية إلى «المدينة ،وقد اتخذها لنفسه زوجة وعرس بها في الطريق (!!) ،قالت عائشة
(رض) :تنكرت وخرجت أنظر ،فعرفني ،فأقبل إلي ،فانقلبت ،فأسرع المشي ،فأدركني ،فاحتضنني ،وقال :كيف
رأيتهصا؟ قلت :يهوديصة بيصن يهوديات -تعنصي :السصبي»( . )131وفصي نصص آخصر« :لمصا اجتلى النصبي (ص) صصفية،
رأى عائشصة متنقبصة فصي وسصط الناس ،فعرفهصا ،فأدركهصا ،فأخذهصا بثوبهصا ،فقال :يصا شقيراء ،كيصف رأيصت؟ قالت:
رأيصت يهوديصصة بيصن يهوديات! قال :ل تقولي هذا يصا عائشصصة ،فإنهصصا أسصلمت وحسصصن إسصصلمها»( . )132ويهوديصصة
صصفية ،التصي أسصلمت وحسصن إسصلمها فصي وقصت قياسصي ،ظلت عاراً طاردتهصا بصه عائشصة حتصى لحظاتهصا الخيرة.
وتخبرنا عن ذلك صفية ذاتها؛ فتقول« :دخلت على النبي (ص) ،وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلم ،فذكرت
ذلك له ،فقال :أل قلتِ :وكيف تكونان خيرًا مني ،وزوجي محمد (ص) وأبي هارون وعمي موسى؟ وكان الذي
بلغها أنهن قلن :نحن أكرم على رسول ال (ص) وخير منها ،نحن أزواجه وبنات عمه .وعن أنس :بلغ صفية
أن حفصة ،قالت :بنت يهودي! فبكت»(. )133
وتروي عائشصصة ،خصصبراً آخصصر ،فتقول« :خرجصصت مصصع رسصصول ال (ص) فصصي حجصصة الوداع ،وخرج معصصه
نسصاؤه ...وكان متاعصي فيصه خصف ..وكان متاع صصفية بنصت حيصي فيصه ثقصل ..فقال رسصول ال (ص) :حولوا متاع
عائشة على جمل صفية ،وحولوا متاع صفية على جمل عائشة حتى يمضي الركب ...فلما رأيت ذلك ،قلت :يا
لعباد ال ،غلبتنصصصا هذه اليهوديصصصة على رسصصصول ال (ص) ...أخرجصصصه الحافصصصظ أبصصصو القاسصصصم الدمشقصصصي»(. )134
-ونلحظ هنا أن تلك الرواية تعود إلى زمن حجة الوداع.
غيرة وشتائم وسخرية:
مصع ذلك ،فقصد كانصت صصفية ،كمصا رأينصا ،فصي حزب عائشصة مصع سصودة وحفصصة؛ ضصد حزب أم سصلمة وبقيصة
أمهات المؤمنيصصن الخريات( . )135لكصصن هذا لم يمنصصع ،كالعادة ،أن تجتاحهصصا غيرة عائشصصة بيصصن حيصصن وآخصصر وأن
ينسكب عليها غضبها من آن لن .من ذلك ما ذكرته عائشة ذاتها ،حيث قالت« :كنت أستب (!!) أنا وصفية،
فسصببت اباهصا (!!) ،فسصبت أبصي (!!) ،وسصمعه رسصول ال (ص) ،فقال :يصا صصفية ،تسصبين أبصا بكصر!!! يصا صصفية،
تسبين أبا بكر!!!»( - )136نلحظ هنا أن النبي لم يهتم لوالد صفية ،وأن عائشة هي التي بدأت بالسباب .ويقال
أيضاً« :استبت(!!) عائشة وصفية ،فقال رسول ال (ص) لصفية :أل قلت :أبي هارون وعمي موسى؟ وذلك
أن عائشة فخرت عليها»(. )137
كان قِصَر صفية محط سخرية عائشة .يذكر أنها قالت للنبي ذات يوم« :حسبك من صفية كذا وكذا [تعني
قصصيرة]( ، )138فقال لهصا النصبي (ص) :لقصد قلت كلمصة لو مزجصت بماء البحصر لمزجتصه -تغيّر بهصا طعمصه ،أدركصه
لشدة نتنهصا»( . )139وفصي نصص آخصر ،يروى عصن عائشصة قولهصا« :حكيصت للنصبي (ص) رجلً .فقال :مصا يسصري أنصي
ل وأن لي كذا وكذا .فقلت :يصا رسصول ال ،إن صصفية امرأة ،وقالت بيدهصا هكذا ،كأنهصا تعنصي قصصيرة.
حكيصت رج ً
فقال :لقصد قلت كلمصة لو مزجصت بهصا ماء البحصر لمزج»( . )140ويذكصر أن «امرأة دخلت على عائشصة (رض) ،فلمصا
قامت لتخرج ،أشارت عائشة (رض) عنها بيدها إلى النبي (ص) ،أي أنها قصيرة ،فقال النبي :اغتبتها»(. )141
تكسير آنية ...ومغافير:
بشأن تكسير النية ،تروي عائشة أن صفية «أهدت إلى النبي (ص) إناءً فيه طعام ،فما ملكت نفسي أن
كسرته»(. )142
كالعادة ،لم تخصل حكايصة المغافيصر مصن ذكصر لصصفية .تقول عائشصة« :كان رسصول ال (ص) يحصب الحلواء
والعسل .فكان إذا صلّى العصر دار على نسائه ،فيدنو منهن .فدخل على حفصة ،فاحتبس عندها أكثر مما كان
يحتبس؛ فسصألت على ذلك ،فقيصل لهصا :أهدت لهصا امرأة من قومهصا عكصة من عسل ،فسصقت رسصول ال (ص) منصه
شربصة .فقلت :أمصا وال لنحتالن له! فذكرت ذلك لسصودة ،وقلت :إذا دخصل عليصك ،فإنصه سصيدنو منصك! فقولي له :يا
رسول ال ،أكل تَ مغافير؟ فإنه سيقول لك :ل! فقولي له :ما هذه الريح؟ وكان رسول ال (ص) يشتد عليه أن
توجد منه الريح ،فإنه سيقول لك :سقتني حفصة شربة عسل! فقولي له :جرست نحله العرفط .وسأقول له ذلك،
وقولي له أنت يا صفية. )143(»..
أخيراً ،فقصد كانصت عائشصة تظهصر بعصض الو ّد حيال صصفية كواحدة مصن حزبهصا .تقول عائشصة« :وجصد رسصول ال
(ص) على صصفية بنصت حيصي ،فقالت لي :هصل لك أن ترضصي رسصول ال (ص) عنصي وأجعصل لك يومصي؟ قلت :نعصم!
فأخذت خمارًا لهصا مصصبوغًا بزعفران ،فرشتصه بالماء ،ثصم اختمرت بصه .قال عفان :ليفوح ريحصه! ثصم دخلت عليصه فصي
يومهصا ،فجلسصت إلى جنبصه ،فقال :إليصك يصا عائشصة ،فليصس هذا يومصك! فقلت :فضصل ال يؤتيصه مصن يشاء! ثصم أخصبرته
خبري ...فرضي عني»( . )144لكنها قبضت سلفًا ثمن ذلك« :أجعل لك يومي»!!!
ح
عائشة ...ومارية القبطية
عن مارية القبطية ،يُقَال« :بعث المقوقس ،صاحب السكندرية ،إلى رسول ال (ص) ،سنة 7هص ،بمارية
وأختها سيرين ،وألف مثقال من ذهب ،وعشرين ثوباً ليناً ،وبغلته دلدل ،وحماره عفير ،ويقال :يعفور؛ ومعهم
خصصي ،يقال له :مابور( ، )145وكان أخاً لماريصة[ ...وبعصث بذلك كله مصع حاطصب بصن أبصي بلتعصة ،فعرض حاطصب
على ماريصة السصلم ،ورغبهصا فيصه]( .. )146فأسصلمت ،وأسصلمت أختهصا ،وأقام الخصصي على دينصه ،حتصى أسصلم فصي
المدينصة [فصي عهصد رسصول ال (ص)]( . )147وكان رسصول ال (ص) معجب ًا بأم ابراهيصم [ماريصة] ،وكانصت بيضاء
جميلة ،فأنزلها رسول ال (ص) في العالية ،في المال الذي يقال له اليوم :مشربة أم ابراهيم .وكان رسول ال
يختلف إليهصا هناك ،وضُرب عليهصا الحجاب ،وكان يطأهصا بملك اليمين( ، )148فلمصا حملت ،وَضَعصت هناك [وقبلتهصا
سصلمى ،مولة رسصول ال (ص)]( ... )149فجاء أبصو رافصع[ ،زوج سصلمى]( ، )150فبشّر رسصول ال (ص) بابراهيصم،
فوهب له عبداً ،وذلك في [ذي الحجة]( )151سنة 8هص؛ وتنافست النصار في ابراهيم ،وأحبوا أن يفرغوا مارية
للنصبي (ص) ،لمصا يعلمون مصن هواه فيهصا ...وكانصت أخصت ماريصة ،يقال لهصا :سصيرين .فوهبهصا النصبي (ص) لحسصان
بن ثابت ،فولدت له عبد الرحمن ...كان أبو بكر ينفق على مارية حتى توفي ،ثم صار عمر ينفق عليها حتى
توفيت في خلفته ،سنة 16هص»(. )152
()153
،تقدّم الروايصصة تفاصصصيل أخرى ،فتقول« :كانصصت له عليصصه فصصي
السصلم سصريتان :إحداهمصا ماريصة بنصت شمعون القبطيصة ،أهداهصا له صصاحب السصكندرية ،واسصمه جريصج بصن مينصا،
وأهدى معها أختها شيرين [ ذكر أبو نعيم أنه أهداها في أربع جوار] وغلماً خصيّا اسمه مابور ،وبغلته يقال
لها :الدلل؛ فقبل هديته واختار لنفسه مارية ،وكانت من قرية ببلد مصر ،يقال لها :حفن من كورة أنصنا...
وكانصت ماريصة جميلة بيضاء ،أعجصب بهصا رسصول ال (ص) وأحبهصا ،وحظيصت عنده؛ ولسصيما بعصد أن وضعصت
ابراهيصم ،ولده .وأمصا أختهصا شيريصن ،فوهبهصا رسصول ال (ص) لحسصان بصن ثابصت ،فولدت له عبصد الرحمصن ...أمصا
الغلم الخصصي ،وهصو مابور ،فقصد كان يدخصل على ماريصة وشيريصن ،بل إذن ،كمصا جرت بصه عادتصه بمصصر» .وفصي
روايصصة أخرى( ، )154منقولة عصصن عائشصصة ،نعرف تفاصصصيل أخرى ،حيصصث يقال« :أهدى ملك مصصن بطارقصصة الروم،
ويقال له :المقوقصس؛ جاريصة قبطيصة مصن بنات الملوك ،يقال لهصا :ماريصة؛ وأهدى معهصا ابصن عصم لهصا ،شاباً ،فدخصل
رسصصول ال (ص) منهصصا ذات يوم يدخصصل خلوتصصه ،فأصصصابها فحملت بابراهيصصم»« .كان رسصصول ال (ص) يعجصصب
بماريصة ،وكانصت بيضاء جعدة جميلة ،فأنزلهصا وأختهصا على أم سصليم بنصت ملحان ،فدخصل عليهصا رسصول ال (ص)،
فعرض عليهما السلم ،فأسلمتا هناك ،فوطئ مارية بالملك ،وحولها إلى مال له بالعالية ،وكان من أموال بني
النضير ،فكانت فيه في الصيف ،وفي خرافة النخل»(. )155
الصراع العتيادي:
كالعادة ،تقول عائشصة« :مصا غرت مصن امرأة إل دون مصا غرت على ماريصة ،وذلك أنهصا كانصت جميلة مصن
النسصاء ،جعدة ،فأعجصب بهصا رسصول ال (ص) ،وكان أنزلهصا أول مصا قدم بهصا ،بيصت الحارث بصن نعمان .وكانصت
جارتنصا .وكان رسصول ال (ص) عامّة الليصل والنهار عندهصا .قذعنصا لهصا ،فجزعصت ،فحوّلهصا إلى العاليصة ،وكان
يختلف إليهصا هناك ،وكان ذاك أشدّ علينصا ،ثصم رزقصه ال منهصا الولد ،وحرمنصا منصه»(. )156إذن ،لقصد «ثقلت ماريصة
على نساء النبي (ص) ،وغرن عليها ،ول مثل عائشة»(. )157
سورة التحريم:
()158
،فصصي تفسصصيره لليتيصصن الولى والثانيصصة مصصن سصصورة التحريصصم: يقول الزمخشري فصصي
«روي أن رسصول ال (ص) خل بماريصة فصي يوم عائشصة ،وعلمصت بذلك حفصصة ،فقال لهصا :اكتمصي عليصّ ،وقصد
حرّمصت ماريصة على نفسصي ،وأبشّرك أن أبصا بكصر وعمصر يملكان بعدي أمصر أمتصي!!! فأخصبرت بصه عائشصة وكانتصا
متصادقتين.وقيل :خل بها في يوم حفصة ،فأرضاها بذلك ،واستكتمها فلم تكتم ،فطلّقها واعتزل نساءه ،ومكث
تسصعاً وعشريصن ليلة فصي بيصت ماريصة .وروي أنّص عمصر قال لهصا :لو كان فصي آل الخطاب خيصر لمصا طلّقصك! فنزل
جبريل (ع)! ،وقال :راجعها فإنها صوامة قوامة ،وإنها لمن نسائك في الجنة».
وفصي روايصة تنسصب لبصن عباس ،يقال« :خرجصت حفصصة مصن بيتهصا ،وكان يوم عائشصة ،فدخصل رسصول ال
(ص) بماريصة القبطيصة بصبيت حفصصة .فجاءت حفصصة والباب مجاف( ، )159فدفعتصه حتصى خرجصت الجاريصة! فقالت:
أما إني قد رأيت ما صنعت! فقال :اكتمي علي ،وهي عليّ حرام! فانطلقت حفصة إلى عائشة ،فأخبرتها ،فأنزل
ال« :يصا أيهصا النصبي لم تحرّم مصا أح ّل ال»! فأمصر ،فكفّر( )160عصن يمينصه ،وحبصس نسصاءه»( . )161ويقال إن النصبي
«أعتق رقبة في تحريم مارية»(. )162
وتقول روايصة منسصوبة لبصي هريرة« :دخصل رسصول ال (ص) بماريصة القبطيصة بصبيت حفصصة بنصت عمصر،
فوجدتهصا معصه ،فقالت :يصا رسصول ال! فصي بيتصي وتفعصل هذا بصي مصن دون نسصائك( ! )163فقال :فإنهصا عليّص حرام أن
أمس صّها يصصا حفصصصة! أل أبشّرك؟! فقالت :بلى! قال :يلي هذا المصصر مصصن بعدي أبصصو بكصصر ،ويليصصه مصصن بعده أبوك،
واكتمصي هذا عل يّ .فخرجت حتى أتت عائشة ،فذكرت ذلك كلّه ،وفيه قوله :وكان أدى السصرور أن حرّمهصا على
نفسه ،فأنزل ال تعالى« :يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل ال لك»»(. )164
( )165الرواية الولى التالية« :خرجت حفصة من بيتها ،فبعث رسول ال إلى يقدّم ابن سعد في
جاريتصه ،فجاءتصه فصي بيصت حفصصة [فصي نصص آخصر« :أرسصل رسصول ال إلى ماريصة ،فظ ّل معهصا فصي بيصت حفصصة،
وضاجعهصا»]( ، )166فدخلت عليصه حفصصة وهصي معصه فصي بيتهصا ،فقالت :يصا رسصول ال! فصي بيتصي وفصي يومصي وعلى
فراشصي! فقال رسصول ال :اسصكتي! فلكِص ال ل أقربهصا ول تذكريصه! فذهبصت حفصصة فأخصبرت عائشصة( ، )167فصصأنزل ال:
«يا أيها النبي ل َم تحرم ما أحل ال لك» [تحريم .]1فكان ذلك التحريم حللً ،ثم قال« :قد فرض لكم تحلية إيمانكم»
(تحريم .)2فكفّر رسول ال عن يمينه حين آلى ،ثم قال« :وإذ أس ّر النبي إلى بعض أزواجه شيئاً» ،يعني :حفصة!
«فلمصا نبأت بصه» :حيصن أخصبرت بصه عائشصة! «وأظهره ال عليصه عرّف بعضصه وأعرض عصن بعصض ،فلمصا نبأهصا بصه»،
يعنصي :حفصصة لمصا أخصبره ال ،قالت حفصصة« :مصن أنبأك هذا؟ قال :نبأنصي العليصم الخصبير .إن تتوبصا إلى ال فقصد صصغت
قلوبكما» ،يعني :حفصة وعائشة! «وإن تظاهرا عليه» ،لعائشة وحفصة»(. )168
تقول رواية ثانية( )169لبن سعد« :خرجت حفصة من بيتها ،وكان يوم عائشة .فدخل رسول ال بجاريته
وهي مخمّر وجهها ،فقالت حفصة لرسول ال :أما إني قد رأيت ما صنعت! فقال لها رسول ال :فاكتمي عل يّ
وهي حرام( . )170فانطلقت حفصة إلى عائشة ،فأخبرتها وبشّرتها بتحريم القبطية؛ فقالت له عائشة :أما يومي
فتعرس فيصه بالقبطيصة! وأمصا سصائر نسصائك فتسصلّم لهصن أيامهصن! فأنزل ال« :وإذ أسصرّ النصبي إلى بعصض أزواجصه
حديثاً» :لحفصة؛ «فلما نبأت به وأظهره ال عليه ،عرّف بعضه وأعرض عن بعض ،فلما نبأها به قالت :من
أنبأك هذا؟ قال :نبأني العليم الخبير! إن تتوبا فقد صغت قلوبكما» ،يعني :حفصة وعائشة! «فإن ال هو موله
وجبريصل وصصالح المؤمنيصن بعصد ذلك ظهيصر ،عسصى ربصه إن طلقكصن» [تحريصم .]4-3فتركهمصا رسصول ال (ص)
تسصصعاً وعشريصصن ليلة ،ثصصم نزل« :يصصا أيهصصا النصصبي لِمصَ تحرّم مصصا أحصصل ال لك ،تبتغصصي مرضاة أزواجصصك وال غفور
رحيم» (تحريم !)1فأمر ،فكفّر يمينه وحبس نساءه عليه» .لكن القرطبي بعد ذكره لرواية مشابهة ،يضيف
أن النصبي « هصم بطلقهصا [حفصصة] ،حتصى قال له جبريصل :ل تطلقهصا فإنهصا صصوامة قوامصة وإنهصا مصن نسصائك فصي
(
الجنة! فلم يطلقها»( . )171من ناحية أخرى ،يؤكد الطبري أن النبي جازاها « على ذلك من فعلها بأن طلقها »
. )172
،روايصة تلقصي ببعصض الضوء على تفاصصيل إضافيصة ،فيقول: يقدّم لنصا ابصن كثيصر( ، )173فصي
«بدء الحديصث فصي شأن أم ابراهيصم ،ماريصة القبطيصة ،أصصابها النصبي (ص) فصي بيصت حفصصة ،فصي نوبتهصا ،فوجدت
حفصصة ،فقالت :يصا نصبي ال ،لقصد جئت إلي شيئاً مصا جئت إلى أحصد مصن أزواجصك! فصي يومصي وفصي دوري وعلى
فراشي!! فقال :أل ترضين أن أحرّمها فل أقربها؟ قالت :بلى! فحرّمها ،وقال لها :ل تذكري ذلك لحد! فذكرته
لعائشصة ،فأظهره ال عليه ،فأنزل ال تعالى« :يا أيهصا النبي ،لم تحرّم ما أحلّ ال لك ،تبتغصي مرضاة أزواجصك»
(تحريصصصم .)1فبلغنصصصا أن رسصصصول ال (ص) كفّصر عصصن يمينصصصه ،وأصصصاب جاريتصصه» .وتقول روايصصة أخرى مصصن
(« : )174دخلت حفصصة على النصبي (ص) وهصو يطصأ ماريصة ،فقال لهصا رسصول ال (ص):
ل تخصبري عائشصة حتصى أبشّرك ببشارة! إن أباك يلي هذا المصر بعصد أبصي بكصر إذا أنصا مصت!!! فذهبصت ،فأخصبرت
عائشة ...فقالت عائشة :ل أنظر إليك حتى تحرّم مارية!!! فحرّمها ،فأنزل ال تعالى.»...
( )175الحكايصصة ذاتهصصا بأسصصلوب مختلف ،فيقول« :كانصصت حفصصصة وعائشصصة يقدّم الطصصبري فصصي
متحابتيصن ...فذهبصت حفصصة إلى أبيهصا ،فتحدّثصت عنده ،فأرسصل النصبي (ص) إلى جاريتصه ،فظلّت معصه فصي بيصت
حفصة .وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة .فرجعت حفصة( ، )176فوجدتهما في بيتها ،فجعلت تنتظر خروجها.
وغارت غيرة شديدة ،فأخرج رسصول ال (ص) جاريتصه .ودخلت حفصصة ،فقالت :قصد رأيصت مصن كان عندك ،وال
لقد سوءتني! فقال النبي (ص) :وال إني لرضينك ،فإني مسرّ إليك سراً ،فاحفظيه! قالت :وما هو؟! قال :إني
أشهدك أن سصرّتي هذه عل يّ حرام رضا لك .وكانصت حفصة وعائشة تظاهران على نسصاء النبي (ص) .فانطلقصت
حفصصة إلى عائشصة ،فأسصرّت إليهصا( ، )177أن ابشري ،إن النصبي (ص) حرّم عليصه فتاتصه .فلمصا أُخصبرت بسصر النصبي
(ص) ،أظهر ال ع ّز وجل النبي (ص) ،فأنزل على رسوله لما تظاهرتا عليه« :يا أيها النبي لم تحرّم» -إلى
قوله تعالى « -وهو العليم الحكيم»» .ويضيف في رواية أخرى عن أبي عثمان « ،أن النبي (ص) دخل بيت
حفصصة ،فإذا هصي ليسصت ثصم ،فجاءتصه فتاتصه [ماريصة] ،فألقصى عليهصا سصتراً ،فجاءت حفصصة ،فقعدت له على الباب
حتى قضى رسول ال (ص) حاجته ،فقالت :وال ،لقد سوتني ،جامعتها في بيتي. )178(»...
إذن ،فالمرأتان اللتان تظاهرتان على رسصول ال ،كمصا قال عمصر بصن الخطاب( )179لبصن عبّاس ،همصا «عائشصة
وحفصصة»( . )180ويدعصم ذلك ابصن كثيصر حيصن يقول ،إن آيصة «إن تتوبصا إلى ال فقصد صصغت قلوبكمصا» [تحريصم ]4نزلت
ل للذين في «عائشة وحفصة»( . )181ويؤكد الزمخشري( )182أن الية العاشرة من سورة التحريم ،التي تضرب مث ً
كفروا ،امرأة نوح وامرأة لوط( ، )183هصصي «تعريصصض بأمّصي المؤمنيصصن المذكورتيصصن فصصي أوّل السصصورة [أي :عائشصصة
وحفصة] ،وما فرط منهما من التظاهر على رسول ال (ص) بما كرهه ،وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده ،لما
فصي التمثيصل مصن ذكصر الكفصر ...والتعريصض بحفصصة( )184أرجصح ،لن امرأة لوط أفشصت عليصه ،كمصا أفشصت على رسصول
ال» .ويقول القرطبي مفسرًا الية « :إن تتوبا :يعني حفصة وعائشة .فقد صغت قلوبكما :أي زاغت ومالت عن
الحق ،وهو أنهما أحبتا ما كره النبي (ص) من اجتناب مارية واجتناب العسل ،وكان (ع) يحب العسل والنساء .وإن
تظاهرا عليه :أي تتظاهرا وتتعاونا على النبي (ص) بالمعصية واليذاء »(. )185
لماذا اعتزل النبي نساءه؟
إذا أسصصقطنا أسصصطورة المغافيصصر المتناقضصصة ،والتصصي تبدو وكأنهصصا لُفّقصصت للتغطيصصة على أحداث أخرى ،فإن
اعتزال النبي زوجاته شهراً ،كما أشار ابن الجوزي( ، )186له أحد سببين :الوّل ،تصرفات عائشة وحفصة مع
النبي بعد انفضاح أمره مع مارية؛ والثاني ،رفض زينب لحصتها من ذبيحة عائشة ،الذي أشرنا إليه في فصل
عائشة وزينب .لكن سياق الحديث يوحي أنّ السبب الول هو القرب للمنطق .مع ذلك ،فحتى لو أثبتنا بالدليل
القاطع أن السبب الول هو الباعث على العتزال ،تبقى لدينا مهمّة التوفيق بين تلك الروايات المتضاربة حول
العتزال ،والتي ل سبيل بأية حال للتوفيق بينها.
ل مسصندًا لبن عباس ،يقول فيصه الخيصر« :لم أزل حريصصًا أن فعلى سصبيل المثال ،أورد الترمذي( )187حديثًا طوي ً
أسأل عمر [بن الخطاب] عن المرأتين من أزواج النبي (ص) اللتين قال ال -عز وجل [ -عنهما]« :إن تتوبا إلى
ال فقد صغت قلوبكما ...وإن تظاهرا عليه فإن ال موله» ...فقال :هي عائشة وحفصة ...ثم أنشأ يحدثني الحديث،
فقال :كنصا معشصر قريصش نغلب النسصاء ،فلمصا وصصلنا المدينصة وجدنصا قومًا تغلبهصم نسصاؤهم ،فطفصق نسصاؤنا يتعلمصن مصن
نسصائهم ،فتغضصصب عليّص امرأتصصي يوماً ،فإذا هصصي تراجعنصي ،فقالت :مصا تنكصصر مصن ذلك ،فوال إن أزواج النصبي (ص)
يراجعنصصه ،وتهجره إحداهصصن اليوم إلى الليصصل ...وكان لي جار مصصن النصصصار ...فجاءنصصي يوماً ،فقال :طلّق رسصصول ال
(ص) نسصاءه ...انطلقصت حتصى دخلت على حفصصة ،فإذا هصي تبكصي ،فقلت :أطلّقكصن رسصول ال؟ قالت :ل أدري ،هصو ذا
معتزل فصي هذه المشربصة ...فدخلت ...فقلت :يصا رسصول ال ،أطلّقصت نسصاءك؟ قال :ل! قلت :ال أكصبر! لقصد رأيتنصا يصا
رسول ال ،وكنا معشر قريش نغلب النساء ،فلما قدمنا المدينة ...فقلت لحفصة :أتراجعين رسول ال (ص)؟ قالت:
نعصم! وتهجره إحدانصا اليوم إلى الليصل! فقلت :قصد خابصت مصن فعلت ذلك منكصن وخسصرت! أتأمصن إحداكصن أن يغضصب ال
عليهصا لغضصب رسصوله ،فإذا هصي قصد هلكصت؟! فتبسصّم النصبي ،فقلت لحفصصة :ل تراجعصي رسصول ال (ص) ول تسصأليه
شيئاً ،وسصليني مصا بدا لك ،ول يغرنّك إن كانصت صصاحبتك [عائشصة] أوسصم منصك وأحصب إلى رسصول ال (ص) ...قالت
ي النبي (ص) ،فبدأ بي ،قال :إنّي ذاكر لك شيئًا فل تعجّلي حتى [عائشة] :فلما مضت تسع وعشرون يوماً ،دخل عل ّ
تستأمري أبويك ...ثم قرأ هذه الية« :يا أيها النبي قل لزواجك» ...قالت [عائشة] :علم -وال -أن أبوي لم يكونا
يأمرانصي بغرامتصه! فقلت :أفصي هذا أسصتأمر أبوي؟ فإنصي أريصد ال ورسصوله والدار الخرة ...يصا رسصول ال! ل تخصبر
أزواجك أني اخترتك! فقال النبي (ص) :إنما بعثني ال مبلّغا ولم يبعثني متعنتاً»(. )188
إذن ،فقصد هجصر النصبي نسصاءه شهراً لنهصن كصن يراجعنصه ،فصي حيصن وجدناه سصابقاً يهجرهصن بسصبب حكايصة
ماريصة وحفصصة وعائشصة .فهصل هجرهصن أكثصر مصن مرة؛ أم أن الحكايصة السصابقة لفّقصت -كالعادة -للتغطيصة على
حكايته الشهيرة مع مارية؟.
فصي نصص لبصن كثيصر( ، )189نجصد أنّص المال هصو لبّص المشكلة .وهنصا ،يقول النصبي لعمصر عصن نسصائه« :هصن حولي
يسألنني النفقة! فقام أبو بكر (رض) إلى عائشة ليضربها! وقام عمر إلى حفصة! كلهما يقولن :تسألن النبي ما
ليصس عنده!!! فنهاهصن رسصول ال (ص) ،فقلن :وال ل نسصأل رسصول ال (ص) بعصد هذا المجلس مصا ليصس عنده،
وأنزل ال الخيار».
()190
نصصاً مشابهاً ،يقول فيصه عمصر بصن الخطاب« :فخرجتُص فلقيصت أبصا بكصر الصصديق ،فحدثتصه يقدّم ابصن سصعد
ن شيئاً ،فل تسألنه ما ل يجد ،انظري الحديث ،فدخل على عائشة ،فقال :قد علمت أن رسول ال ل يدّخر عنك ّ
حاجتصك فاطلبيهصا إليصّ! وانطلق عمصر إلى حفصصة ،فذكصر لهصا مثصل ذلكصن ثصم اتبعصا أمهات المؤمنيصن ،فجعل يذكران
لهصن مثصل ذلك ،حتصى دخل على أم سصلمة ،فقال لهصا مثصل ذلك ،فقالت ... :مصن نسصأل إذا لم نسصأل رسصول ال؟ هصل
يدخصل بينكمصا وبيصن أهليكمصا أحصد؟ ...فقال أزواج النبي (ص) لم سصلمة :جزاك ال خيرًا حين فعلت مصا فعلت ،مصا
قدرنصصا أن نردّ عليهمصصا شيئاً ...فأنزل ال فصصي ذلك« :يصصا أيهصصا النصصبي قصصل لزواجصصك إن كنتصصن تردن الحياة الدنيصصا
وزينتهصا فتعاليصن أمتعكصن وأسصرحكن سصراحاً جميلً» [أحزاب ،]28يعنصي :متعصة الطلق؛ ويعنصي بتسصريحهن:
تطليقهن طلقاً جميلً! «وإن كنتن تردن ال ورسوله والدار الخرة تخترن ال ورسوله فل تنكحن بعده أحداً»
[أحزاب .»]29وتستكمل القصة كالسابق .وتنتهي بتعليق عائشة حين دخل النبي عليهن بعد تسع وعشرين
يوماً ،وكان أقسصصم أن ل يدخصصل عليهصصن شهراً« :لقصصد أقسصصمت أن ل تدخصصل علينصصا شهراً» .وكان رد النصصبي ،بأن
الشهر تسع وعشرون يوماً(. )191
ونظصل نتسصاءل :هصل كان ابتعاده عصن نسصائه شهراً مرتبطاً بسصورة التحريصم أم بالحزاب ،ومصا هصو السصبب
الفعلي لذلك -تظل الجوبة السلمية مشوشة؟!
ابراهيم بين مارية ...وعائشة:
رغصصم أسصصطول النسصصاء الجميلت الشابات اللواتصصي كصصن يملن حجرات البيصصت النبوي ،فالنصصبي لم يرزق
بولد منهصن قصط -فصي حيصن أنجصب ،كمصا تزعصم المصصادر السصلمية ،عدداً ل بأس بصه مصن الولد مصن المرأة
الكهلة التصي كانصت زوجتصه الولى :خديجصة بنصت خويلد .المفاجأة هنصا ،هصو أن تلك الجاريصة الجميلة الشابصة
وحدهصا أنجبصت مصن النصبي طفله الخيصر :ابراهيصم .ففصي السصنة الثامنصة للهجرة ،أي بعصد وصصولها إلى المدينصة
(
بعام تقريباً« ،ولدت مارية ابراهيم ،وغار نساء النبي (ص) وعظم عليهن ،حين رزقت مارية منه ولداً»
. )192
رغم معاناة عائشة الهائلة من مأساة الفك قبل عامين على ولدة ابراهيم ،فهي لم تتوان للحظة ،بدافع
الحسصد على الرجصح ،عصن رمصي القبطيصة بصه -خاصصة وأنهصا كانصت تسصكن بعيداً عصن المقصر النبوي ،وأن رفيقهصا
ل عصن عائشصة ،قدّم ابصن سصعد( )193الروايصة القائلة« :لمّا ولد ابراهيصم ،جاء
مابور كان يتردّد عليهصا باستمرار .نق ً
به رسول ال إليّ؛ فقال :انظري إلى شبهه بي .فقلت :ما أرى شبهاً!!! فقال رسول ال (ص) :أل ترين بياضه
ولحمصه؟ فقلت :إنصه مصن قصصر عليصه اللقاح ابيضّص وسصمن[ .أو] :مصن سصقي ألبان الضان سصمن وابيضصّ .وكانصت
لرسول ال (ص) قطعة غنم تروح عليه ،ولبن لقاح له .فكان جسمه وجسم مارية حسناً»(. )194
( ، )195يقال« :لمّا اسصتبان حملهصا [ماريصة] ،جزعصت [عائشصة] وفصي
مصن ذلك ،فسصكت رسصول ال (ص) ،فلم يكصن لهصا لبصن ،فاشترى لهصا ضأنصة لبون ًا تغذّى منهصا الصصبي ،فصصلح إليصه
جسصصمه وحسصصن لونصصه ...فجاءتصصه ذات يوم تحمله على عاتقهصصا ،فقال :يصصا عائشصصة ،كيصصف تريصصن الشبصصه؟ فقلت
[عائشصة] أنصا وغيري :مصا أرى شبهاً! فقال :ول اللحصم؟! فقلت :لعمري مصن تغذى بألبان الضأن يحسصن لحمصه».
وفي نص آخر« :حملني ما يحمل النساء من الغيرة ،أن قلت :ما أرى شبهاً»(. )196
إذن! لقصد اتهمصت عائشصة ماريصة بالزنصا ،وإن بطريقصة غيصر مباشرة! ولم يكصن على السصاحة رجصل يمكصن
اتهامصصه سصصوى مابور .وكالعادة ،جاء النفصصي حاسصصماً على يدي علي ،عدو عائشصصة اللدود .روى محمصصد بصصن
الحنفية عن أبيه علي« :كان قد كثّر على مارية القبطية ،أم ابراهيم ،ابن عم لها كان يزورها [أو« :كان
قبطصي يأوي إليهصا ،ويأتيهصا بالماء والحطصب ،فقال الناس فصي ذلك :علج يدخصل على علجصة! فبلغ ذلك رسصول
ال (ص)»( ،] )197فقال لي النصصبي (ص) :خصصذ السصصيف ،فلمصصا اقبلت نحوه ،عرف أنّصي أريده ،فأتصصى نخلة،
فرقصي إليهصا ،ثصم رمصى بنفسصه على قفاه ،وشفصر برجليصه ،فإذا هصو أجبصّ أمسصح ،ماله ممّا للرجال قليصل ول
كثيصصر ...فغمدت السصصيف ،ورجعصصت إلى النصصبي (ص)»( . )198ويروي أنصصس ابصصن مالك القصصصة بتبديصصل طفيصصف،
فيقول« :ظاهصر هذا الحديصث أن علياً (رض) أراد قتله؛ وقصد روي فصي حديصث آخصر صصريحاً ،وأن رسصول ال
(ص) ،قال له :يا علي! خذ السيف ،فإن وجدته عندها فاقتله! فكيف يجوز القتل على التهمة؟!»(. )199
يقدم ابصن قيصم الجوزيصة( )200القصصة ذاتهصا ،لكنصه يسصتبدل هنصا عليّص بصن أبصي طالب بعمصر ابصن الخطاب ،مسصنداً
الخبر إلى ابنه عبد ال بن عمر .وينهي المسألة على النحو التالي« :فلما رأى عمر (رض) ،رجع إلى رسول
ال (ص) ،فأخصبره ،فقال :إن جبريصل أتانصي فأخصبرني أنّص ال عصز وجصل قصد برّأهصا وقريبهصا ممصا وقصع فصي نفسصي،
وبشّرني أنّ في بطنها غلماً وأنه أشبه الخلق بيّ!!! وأمرني أن أسميه ابراهيم»(. )201
من ناحية أخرى ،فالقصة التي بطلها علي ،تعطي جبريل أيض ًا دوراً مطمئن ًا حين يأتي النبي ،ليقول له:
«السصصلم عليصصك يصصا أبصصا ابراهيصصم! فاطمأن رسصصول ال (ص) إلى ذلك»( . )202وربمصصا أن هذا شكّل السصصاس الذي
اعتمده بعصض الشيعصة فصي اعتبار «أن البراءة فصي سصورة النور هصي فصي السصيدة ماريصة القبطيصة ل فصي السصيدة
عائشة»(. )203
تخبرنصا عائشصة ،أخيراً« :لقصد توفصي ابراهيصم ،ابصن رسصول ال ،وهصو ابصن ثمانيصة عشصر شهراً ،فلم يُصصل
عليه»(. )204
ط
عائشة ...وباقي نساء النبي
عائشة ...وأم حبيبة بنت أبي سفيان
ل نعرف الكثير عن علقة عائشة بأم حبيبة .لكن حدث ًا هاماً ،هو قتل معاوية ،أخو أم حبيبة ،لمحمد بن
أبصصي بكصصر ،أخصصي عائشصصة ،وإحراقصصه إياه فصصي بطصصن حمار ميصصت ! فجّصر نار الصصصراعات بيصصن الضرّتيصصن .يقول
( ، )205على سبيل المثال« :أمرت أم حبيبة بنت أبي سفيان بكبش مشوي ،وقالت :هكذا شوي
أخوك [ لبصصصد أن نلحصصصظ -بالمناسصصصبة -أن صصّ الثنتيصصصن تحملن فصصصي التراث السصصصلمي اللقصصصب التقديسصصصي «أم
المؤمنين»]!!! فلم تأكل عائشة شواء حتى لحقت بال عز وجل» .وفي رواية أخرى( ، )206قالت لها عائشة:
«قاتل ال ابنة العاهرة!!! وال ل أكلت شواء بعده أبداً» .
IV
وفاة النبي ...وعائشة
تقول إحدى الروايات ،إن النبي اشتد مرضه «في بيت ميمونة ،فجمع نساءه ،فاستأذنهن أن يمرض في
بيت عائشة»(« )1فأذن له»(.)2
رغصم أن فاطمصة ،كمصا رأينصا ،كانصت حليفصة الحزب المناوئ لعائشصة وحزبهصا ،فعائشصة تزعصم ،أنصه «لمصا مرض
رسصول ال مرضصه الذي توفصي فيصه ،طافصت فاطمصة على نسصائه ،تقول :إن رسصول ال يشصق عليصه أن يطوف عليكصن!
فقلن :هو في حل .فكان يكون في بيت عائشة»( . )3وتقول رواية أخرى ،ل ذكر فيها لفاطمة« :لما ثقل رسول ال
(ص) فصي مرضصه الذي توفصي فيصه ،قال :أيصن أنصا غداً؟ قالوا :عنصد فلنة! قال :أيصن بعصد غصد؟ قالوا :عنصد فلنة! فعرف
أزواجه أنه يريد عائشة ،فقلن :يا رسول ال ،قد وهبنا أيامنا لختنا عائشة»(. )4
مع ذلك ،لدينا نصوص تناقض ماسبق ،تؤكد أن النبي كان «قد ه مّ أن يطلّق من نسائه ،فلما رأين ذلك،
جعلنه في حلّ يؤثر من يشاء منهن على من يشاء ...فكان يؤثر عائشة وزينب»( . )5وفي قول منسوب لعلي،
نلحظ أنه «لم يمت رسول ال (ص) حتى أح ّل له أن يتزوج من النساء ما شاء ،وهو قوله «ترجئ من تشاء
منهن» [أحزاب . )6(»]51والحديث ذاته مروي عن عائشة أيضاً(. )7
حول سصاعات النصبي الخيرة ،تقدّم عائشصة روايات كثيرة ،سصوف نلحصظ لحقاً أن هنالك مصن يكذّبهصا :تقول
إحدى الروايات ،نقلً عنها« :كان رسول ال (ص) ،إذا مرّ ببابي مما يلقي الكلمة ينفع ال عز وجل .فم ّر ذات
يوم ،فلم يقصل شيئاً ،ثصم مرّ أيضاً ،فلم يقصل شيئ ًا -مرتين أو ثلثاً .قلت :يصا جاريصة! ضعصي لي وسصادة على الباب!
وعصصبت رأسصي .فمرّ بصي ،فقال :يصا عائشصة مصا شأنصك؟ فقلت :أشتكصي رأسصي! فقال :أنصا ،ورأسصاه! فلم يلبصث إل
يسصيراً ،حتصى جيصء بصه محمولً فصي كسصاء ،فدخصل علي ،وبعصث إلى النسصاء ،فقال :إنصي قصد اشتكيصت ،وإنصي ل
أسصتطيع أن أدور بينكصن ،فأذن لي ،فلكصن عنصد عائشصة أو صصفية .ولم أمرض أحداً قبله؛ فبينمصا رأسصه ذات يوم
على منكبي ،إذ مال رأسه نحو رأسي ،فظننت أنه يريد من رأسي حاجة ،فخرجت من فيه نطفة باردة ،فوقعت
على ثغرة نحري ،فاقشعصر لهصا جلدي ،فظننصت أنصه غشصي عليصه ،فسصجيته ثوباً ،فجاء عمصر والمغيرة ابصن شعبصة،
فاسصتأذنا ،فأذنصت لهمصا ،وجذبصت إليّص الحجاب ،فنظصر عمصر إليصه ،فقال :واغشياه ،مصا أشصد مصا غشصي رسصول ال
(ص)! ثصم قامصا ،فلمصا دنوا مصن الباب ،قال المغيرة :يصا عمصر ،مات رسصول ال (ص) .قال :كذبصت ،بصل أنصت رجصل
تحوسصصك فتنصصة؛ إن رسصصول ال (ص) ل يموت حتصصى يفنصصي ال عصصز وجصصل المنافقيصصن .ثصصم جاء أبصصو بكصصر ،فرفعصصت
الحجاب ،فنظر إليه ،فقال :إنا ل وإنا إليه راجعون! مات رسول ال (ص). )8(»...
ل عصن عائشصة أيضاً« :مات رسصول ال (ص) فصي بيتصي ويومصي ،وبيصن
تقول روايصة أخرى أكثصر شهرة ،نق ً
سصحري ونحري ،فدخصل عبصد الرحمصن بصن أبصي بكصر ،ومعصه سصواك رطصب ،فظننصت أن له فيصه حاجصة ...فأخذتصه،
فمضغتصه ونفضتصه وطيبتصه ،ثصم دفعتصه إليصه ،فاسصتن كأحسصن مصا رأيتصه مسصتناً قط ،ثصم ذهصب يرفعصه إلي ،فسصقط من
يده ،فأخذت أدعصو ال عصز وجصل بدء كان يدعصو بصه جبريصل (ع)؛ وكان هصو يدعصو بصه إذا مرض ،فلم يدع بصه فصي
مرضصه ذلك ،فرفصع بصصره إلى السصماء ،وقال :الرفيصق العلى ،الرفيصق العلى! يعنصي وفاضصت نفسصه! فالحمصد ل
الذي جمع بين ريقي وريقه آخر يوم من أيام الدنيا»(. )9
وفي رواية ثالثة ،تقول عائشة أيضاً« :مات في اليوم الذي كان يدور فيه عليّ في بيتي ،فقبضه ال وإن
رأسه بين نحري وسحري ،وخالط ريقه ريقي»(. )10
كان عمرها ،آنذاك ،كما أشرنا« ،ثمان عشرة سنة»( )11تقريباً
القسم الثاني
عائشة ...والخلفاء
1
عائشة ...زمن أبي بكر وعمر
كانصت خلفتصا أبصي بكصر وعمصر ،المرحلة الهدأ فصي حياة عائشصة - .وكان هذا طصبيعياً .فقصد حقّقصت عائشصة
أثناءهصصا الكثيصصر ممصصا كانصصت تطمصصح إليصصه ،معنوياً ومادياً :فأبوهصصا كان يمسصصك بزمام الخلفصصة ،وهصصي «اسصصتقلت
بالفتوى»؛ وتميّزها المادي عن بقية نساء النبي تشهد عليه مصادر كثيرة.
» ،إلى الكيفية التي صار لقد أشرنا في كتابنا« ،
بهصا أبصو بكصر خليفصة .وقصد قامصت عائشصة بدور هام فصي بصث أحاديصث ،ل نعرف مدى دقتهصا ،تأييداً لخلفصة والدهصا،
وانتقامًا -وهذا أهم -من ألدّ أعدائها :عليّ بن أبي طالب.
ففصي فضصل أبصي بكصر ،تروي عائشصة أحاديصث كثيرة .مصن ذلك ،زعمهصا أنهصا قالت للنصبي ،مرّة« :يصا رسصول
ال ،أكلّ الناس تقف للحساب يوم القيامة؛ قال :نعم ،إل أبا بكر ،فإن شاء مضى ،وإن شاء وقف»(. )1
لقصد اسصتغلّت عائشصة حدث موت النصبي أفضصل اسصتغلل ،لتقديصم حكايصا غيصر مؤكّدة داعمصة لخلفصة أبيهصا .مصن
ل عنهصا« :لمصا مرض رسصول ال (ص) مرضصه الذي مات فيصه -وقال أبصو ذلك ،مثلً ،مصا أورده ابصن ماجصة( )2نق ً
معاويصة :لمصا ثقصل -جاء بلل يؤذنصه بالصصلة ،فقال :مروا أبصا بكصر ،فليصصلّ بالناس؛ قلنصا :يصا رسصول ال ،إن أبصا
بكصر رجصل أسصيف -تعنصي :رقيصق -ومتصى مصا يقوم مقامصك يبكصي ،فل يسصتطيع ،فلو أمرت عمصر ،فصصلّى بالناس!
فقال :مروا أبصا بكصر ،فليصصلّ ،فإنكصن صصواحب يوسصف! فأرسصلنا إلى أبصي بكصر ،فصصلّى بالناس .فوجصد رسصول ال
(ص) فصي نفسصه خفّة ،فخرج إلى الصصلة يهادي بيصن رجليصن ،ورجله تخطان فصي الرض .فلمصا أحصس بصه أبصو
بكر ،ذهب ليتأخر .فأومئ إليه النبي (ص) أن مكانك؛ فجاء حتى أجلساه إلى جنب أبي بكر .فكان أبو بكر يأتم
بالنبي (ص) ،والناس يأتمون بأبي بكر».
وفي رواية أخرى( )3منقولة عن عبد ال بن عمر ،نجد عائشة تقول للنبي« :إن أبا بكر رجل رقيق كثير
البكاء حيصن يقرأ القرآن ،فمصر عمصر ،فليصصلّ بالناس .فراجعتصه عائشصة بمثصل مقالتهصا ،فقال رسصول ال (ص):
ليصلّ بالناس أبو بكر! إنكن صواحب يوسف».
وتدّعصي عائشصة ،أن النصبي قالهصا لهصا فصي مرضصه الخيصر« :ادعصي أبصا بكصر أباك ،وأخاك ،حتصى أكتصب كتاباً،
فإني أخاف أن يتمنى متمنٍ ،ويقول قائل :أنا أولى! ويأبى ال والمؤمنون إل أبا بكر»(. )4
ويروى عنهصا أيضاً ،أنصه «لمّا ثقصل رسصول ال (ص) ،قال لعبصد الرحمصن بصن أبصي بكصر :ائتنصي بكتصف ولوح
حتى أكتب لبي بكر ،ل يختلف عليه! فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم ،قال :أبى ال والمؤمنون أن يختلف عليك،
أبا بكر»( . )5لكن :ألم يكن بين كلّ المسلمين من يستأهل حمل هذه المهمّة المصيرية غير عبد الرحمن الذي لم
يكن عطر السمعة اسلمياً بأية حال؟
مصن أحاديصث كهذه ،يمكصن أن نتلمصس محاولة عائشصة كصي تظهصر أنّص النصبي هصو الذي اختار أبصا بكصر إماماً
بعده ،وأنها من ناحيتها كانت معترضة على ذلك!
كما أشرنا ،فالكلم عن عائشة شبه نادر في حقبة خلفة أبي بكر :فمن جهة ،كانت عائشة ذاتها هادئة
وقصصد تحقصصق لهصصا أقصصصى مصصا تشتهصصي؛ ومصصن جهصصة أخرى ،كانصصت خلفصصة أبصصي بكصصر ملى بالصصصراعات الداخليصصة
والمصاعب الكبيرة :حدث السقيفة وخروج سعد بن معاذ على الخليفة؛ والحروب التي شنت ضد ك ّل من ارتدّ
عن الدين أو رفض خلفة أبي بكر من العرب -وعبّر عن ذلك بامتناعه عن دفع الزكاة.
عمر بن الخطاب ...وعائشة
ومات أبصو بكصر ،و «أقامصت عائشصة عليصه النوح ،فنهاهصن عصن البكاء عمصر ،فابيصن أن ينتهيصن ،فقال لهشام
بن الوليد :ادخل ،فأخرج لي ابنة أبصي قحافصة ،أخصت أبي بكصر! فقالت عائشة لهشام حيصن سمعت ذلك مصن عمر:
إنّي أحرّج عليك بيتي! فقال عمر لهشام :ادخل فقد أذنت ل كَ .فدخل هشام ،فأخرج إليه فروة بنت أبي قحافة،
فعلها بالدرة ضربات ،فتفرّق النوح حين سمعن ذلك»(.)6
كذلك ،فمصن المتعارف عليصه عموماً ،أن عمصر بصن الخطّاب منصع زوجات النصبي -وضمنهصن عائشصة -مصن
الحج والعمرة .ولم يسمح لهن بذلك حتى سنته الخيرة.
مقابل هذا الحزم غير المبرّر الذي أظهره عمر بن الخطّاب تجاه عائشة ،فقد استخدم أيضًا الوجه الخر
للعملة فاسصتطاع اسصتقطاب أم المؤمنيصن ،كمصا لم يسصتقطبها أحصد قبله .ويبدو أن ابصن الخطّاب كان يعرف نقطتصي
ضعفهصا الكصبيرتين :السلطة والمادة:فمن ناحيصة ،كمصا أشرنا من قبل« ،استقلت [عائشة] بالفتوى في عهصد أبصي
بكر وعمر وعثمان ،وهلّم جرا ،إلى أن ماتت»()7؛ ومن ناحية أخرى ،يخبرنا كثير من المصادر السلمية ،أن
عمصر ابصن الخطاب «فرض لمهات المؤمنيصن عشرة آلف ،وزاد عائشصة ألفيصن؛ وقال :إنهصا حبيبصة رسصول ال
(ص)»( .)8أما اللواتي «جرى عليهن الملك ،فلم يحظين حتى باللف العشرة»(« ،)9فقد فرض لهما [جويرية
وصفية] في ستة آلف ستة آلف»( - )10دون أن يكون لديه أي سند شرعي لذلك.
أموال ...أموال ...أموال!!!
تذكر الروايات أنّه «قدم درج من العراق ،فيه جوهر إلى عمر ،فقال لصحابه :أتدرون ما ثمنه؛ فقالوا:
ب رسول ال إياها؟ فقالوا :نعم .فبعث
ل! ولم يدروا كيف يقسمونه! فقال :أتأذنون أن أرسل به إلى عائشة ،لح ّ
به إليها .فقالت :ماذا فتح ال على عمر بن الخطاب ،اللهم ل تبقين عطية لقابل»(.)11
هذا كلّه كان يخلق نوعاً مصصن التذمّر فصصي صصصفوف الجماعصصة السصصلمية الولى .تقول إحدى الروايات ،إنصّ
عمصر بصن الخطاب «كان يعطصي مصن بيصت المال مصا ل يجوز ،حتصى أنصه كان يعطصي عائشصة وحفصصة عشرة آلف
درهصم ،ومنصع أهصل البيصت خمسصهم الذي يجري مجرى الواصصل إليهصم مصن قبصل رسصول ال (ص)»( .)12بصل يُقال إن
« :روي أنصصّ عمصصر بصصن عائشصصة ذاتهصصا احتجصصت مرة على هذا «اللعدل»( )13العمري؛ ورد فصصي
الخطاب (رض) بعث إلى أزواج رسول ال (ص) ،فقالت عائشة (رض) :أإلى كلّ أزواج رسول ال (ص) بعث
ن رسول ال
عمر مثل هذا؟ قالوا :ل! بعث إلى القرشيات بمثل هذا وإلى غيرهن غيره .فقالت :إرفع رأسك ،فإ ّ
(ص) كان يعدل بيننا في القسمة بماله ونفسه! فرجع الرسول ،فأخبره ،فأت مّ لهن جميعاً»( .)14مع ذلك فهذا لم
يمنصصع أن يكون رضصصى عائشصصة على خلفصصة عمصصر كاملً .سصصئلت ذات مرّة« :مصصن كان رسصصول ال مسصصتخلفاً لو
اسصتخلفه؟ قالت :أبصو بكصر! فقيصل لهصا :ثصم مصن بعصد أبصي بكصر؟ قالت :عمصر! ثصم قيصل لهصا :مصن بعصد عمصر؟ قالت :أبصو
عبيدة بن الجراح .ثم انتهت إلى هذا»(.)15
الحج الخير ...والول!
عام وفاتصه 23 ،هصص ،اسصتأذن نسصاء النصبي عمصر بصن الخطاب فصي الحصج ،باسصتثناء سصودة وزينصب ،اللتيصن لم
تحجصا بعصد النصبي ،وقالتصا :ل يحرّكنصا ظهصر بعيصر! وقالت سصودة :قصد حججصت واعتمرت ،فأنصا أقعصد فصي بيتصي ( )16كمصا
أمرني ال .فأمر عمر لهن ،وأمر بجهازهن ،فحملن في الهوادج ،عليهم الكسية الخضر -الطيالسة الخضر -
وهن حجرة من الناس ،وبعث معهن عبد الرحمن بن عوف ،وعثمان بن عفّان.
كان التحريص على نساء النبي ،وهنّ في طريقهن إلى الحج ،مبالغاً به - .وليس هذا بالمر غير العادي،
خاصصة إذا مصا أخذنصا بعيصن العتبار تحايصل عائشصة على النصص الدينصي لدخال الرجال عليهصا -كمصا سصنلحظ فصي
بحث الحجاب ورضاع الكبير -وتداولها العلني والصريح للحاديث الجنسية مع الكثير من الرجال.
لكننصا نتسصاءل أيضاً ،هصل كان ابصن الخطاب ،فصي تحريصصه المبالغ بصه هذا ،يضصع نصصب عينيصه محنصة الفصك
وصفوان وقصة طلحة بن عبيد ال مع عائشة (راجع الفصل المتعلق بذلك لحقاً) -هذا ما وصلنا على القل -
خاصصة وأن إمكانيصة التصبريء انتهصت مصع توقصف الوحصي وانفصصال الملئكصي عصن البشري ،مرة وإلى البصد؟! فقصد
«كان عثمان يسصير على راحلة أمامهصن ،وينادي :أل يدنصو إليهصن أحصد ،ول ينظصر إليهصن أحصد! فل يدع أحداً يدنصو
منهصن ول يراهصن إل مصن مدّ البصصر .فإذا دنصا منهصن أحصد ،يصصيح :إليصك؟! إليصك؟! وكان عبصد الرحمصن [بصن عوف]
يسير على راحلته من ورائهن ،يفعل مثل ذلك»(.)17
وفي رواية المسور بن مخرمة ،يقال« :ربما رأيت الرجل ينيخ على الطريق لصلح رحل أو بعض ما
يصصلح مصن جهازه ،فيلحقصه عثمان وهصو أمام أزواج النصبي (ص) ،فإذا كان الطريصق سصعة ،أخصذ يميصن الطريصق أو
يساره؛ فيبعد عنه؛ وإن لم يجد سعة ،وقف ناحية حتى يرحل الرجل أو يقضي حاجته .وقد رأيته يلقي الناس
مقبليصن فصي وجهصه مصن مكصة على الطريصق ،فيقول لهصم :يمنصة أو يسصرة! فينيخهصم حتصى يكونوا مدّ البصصر حتصى
يمضيصن؛ وكصن ينزلن مصع عمصر كلّ منزل ،وكانصا ينزلن بهصن فصي الشعاب وينزلن فصي فيصء الشعاب ،ول يتركان
أحداً يمصر عليهصن»( .)18وفصي روايصة أخرى« :ينزلن بصصدر الشعصب ،وينزلن بذنصب الشعصب ،ول يصصعد إليهصن
أحد؛ [وفي ثالثة]:ينزلهن في الشعب الذي ليس له منفذ؛ [أو] :وقد ستروا عليهن الشجر من كلّ ناحية»(.)19
وفاة عمر ...وعائشة:
بعد أن طُعن عمر ،وقبيل وفاته ،قال لبنه« :يا عبيد ال ...انطلق إلى عائشة ،أم المؤمنين ،فقل [لها]:
يقرأ عليكِص عمصر السصلم ...وقصل :يسصتأذن عمصر أن يدفصن مصع صصاحبيه [النصبي وأبصي بكصر فصي حجرتهصا] .فسصلّم،
فاسصتأذن ،ثصم دخصل عليهصا ،فوجدهصا قاعدة تبكصي ،فقال ،يقرأ عليصك عمصر بصن الخطاب السصلم ،ويسصتأذن أن يدفصن
مصع صاحبيه .فقالت :كُنصت أريده لنفسصي ،ولؤثرن بصه على نفسصي .فلمصا أقبصل ...قال [عمصر] مصا لديك؟ قال :الذي
تحبّص يصا أميصر المؤمنيصن ،أحبّص إلي منه»( .)20وكان عمر قصد «استأذن فصي حياتصه [مصن عائشصة] فأذنصت له ،فقال:
دعوها ،فإني أخشى أن تكون لي لسلطاتي»(.)21
والغريصب أن عائشصة ،وهصي التصي كانصت ترضصع الرجال مصن قريباتهصا كصي يحرموا عليهصا بزعصم الرضاع كمصا
سصنلحظ تفصصيلياً لحقاً ،صصارت تتحجّب لوجود رجصل غريصب ،هصو عمصر بصن الخطاب ،فصي حجرتهصا :رغصم أن هذا
الغريب ...ميت!!! تقول عائشة« :ما زلت أضع خماري وأتفضّل في ثيابي في بيتي حتى دفن عمر بن الخطاب
فيصه ،فلم أزل متحفظصة فصي ثيابصي حتصى بنيصت بينصي وبيصن القصبر جداراً ،فتفضّلت بعصد»( .)22وفصي روايصة أخرى:
ت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول ال (ص) وأبي (رض) ،وأضع ثوبي ،وأقول :إنما هو زوجي وأبي، «كن ُ
()23
فلما دفن عمر (رض)؛ وال ما دخلته إ ّل مشدودة عليّ ثيابي ،حياء من عمر (رض)» .
بيتهصصا بالذات ،بيصت عائشصصة ،كان الموضصع الذي اختاره عمصر لنتخاب الخليفصة الجديصصد« .قال عمصصر لهصصل
الشورى :اجتمعوا إلى حجرة عائشة ،بإذنها ،فتشاوروا ،واختاروا منكم رجلً»(.)24
II
عثمان بن عفّان ...وعائشة
ل شصك أن علقصة عائشصة بعثمان بصن عفان ،الخليفصة الثالث ،هصي واحدة مصن أصصعب العلقات -ظاهريًا -فهمًا
وأكثرهصا عصصيّا على التحليصل .فالروايات التصي تتحدّث عصن علقتهصا بصه فصي نصصف خلفتصه الول نادرة .فصي حيصن أن
الروايات حول تلك العلقة في نصف خلفته الثاني كثيفة ومتراكمة -وأحياناً :متناقضة -إلى ح ّد محرج .مع ذلك،
فقليل من الغوص في أعماق تلك العلقة يمكن أن يكشف الكثير من خفاياها وتناقضاتها.
النصف الوّل من خلفته:
كمصا سصبق وأشرنصا ،فقصد منصع عمصر بصن الخطّاب نسصاء النصبي عصن الحصج والعمرة ،حتصى سصنته الخيرة ،حيصث
حججصن معصه؛ ولمّا توفصي عمصر وولي عثمان ،اجتمصع نسصاء النصبي -عائشصة وأم سصلمة وميمونصة وأم حبيبصة -
وأرسلن إليه يستأذنه في الحج .فقال :قد كان عمر بن الخطاب فعل ما رأيتن ،وأنا أحج بكن ،فمن أراد منكن
أن تحج ،فأنا أحج بها .فجمع بهن عثمان جميعاً ،إل امرأتين :زينب بنت جحش ،توفيت في خلفة عمر ،ولم
يحج بها عمر ،وسودة بنت زمعة ،لم تخرج من بيتها بعد النبي(.)1
يقول ابن قتيبة الدينوري« :كان عثمان (رض) ست سنين من وليته ،وهو أحبّ إلى الناس من عمر بن
الخطاب (رض)( ،)2وكان عمصر رجلً شديداً( )3قصد ضيّق على قريصش أنفاسصها ،لم ينصل معصه أحصد مصن الدنيصا شيئاً،
إعظاماً له وإجللً ،وتأسصصيساً بصصه واقتداء ،فلمصصا وليهصصم عثمان ،ولى رجصصل ليصصن[...وكان عثمان يخطصصب بالقوم،
فيقول] :أيهصا الناس ،اغدوا على أعطياتكصم! فيأخذونهصا وافيصة؛ اغدوا على كسصوتكم! فيغدون ،فيجاء بالكسصوة،
فتقسم بينهم ...يا معشر المسلمين ،اغدوا عن السمن والعسل! ...يا معشر المسلمين ،اغدوا على الطيب!...
فلم يزل المال متوفراً ،حتصصى لقصصد بيعصصت الجاريصصة بوزنهصصا ورقاً ،وبيصصع الفرس بعشرة آلف دينار ،وبيصصع البعيصصر
بألف ،والنخلة الواحدة بألف»(.)4
كان عثمان يقارن نفسصه بعمصر .ويزعصم أن قسصوة عمصر هصي سصبب سصكوت الناس عنصه ،فصي حيصن أنهصم لم
يجترأوا على عثمان إل للينصه« :لقصصد عبتصصم عليصّ أشياء ونقمتصصم أموراً قصد أقررتصصم لبصصن الخطاب مثلهصصا ،ولكنصصه
وقمكصم وقمعكصم ولم يجترئ أحصد يمل بصصره منصه ول يشيصر بطرفصه إليصه»( .)5وفصي نصص آخصر« :ولكنصه وطئكصم
برجله وضربكم بيده وقمعكم بلسانه ،فدنتم له على ما أحببتم أو كرهتم»(.)6
في النصف الول من خلفة عثمان ،كانت عائشة تبث أحاديث في مدحه؛ من ذلك ،قولها« :استأذن أبو
بكر رسول ال (ص) ،وأنا معه في مرط واحد ...فأذن له! فقضى إليه حاجته ،وهو معي في المرط ،ثم خرج؛
ثصم اسصتأذن عليصه عمصر ،فأذن له ،فقضصى إليصه حاجتصه على تلك الحال ،ثصم خرج؛ فاسصتأذن عليصه عثمان ،فأصصلح
عليه ثيابه وجلس ،فقضى إليه حاجته ،ثم خرج! ...فقلت له :يا رسول ال ،استأذن عليك أبو بكر فقضى إليك
حاجته على حالك تلك؛ ثم استاذن عليك عمر فقضى إليك حاجته على حالك تلك؛ ثم استأذن عليك عثمان فكأنك
احتفظصت .فقال :إن عثمان رجصل حيصي ،ولو أذنصت له على تلك الحال ،خشيصت أل يقضصي إلي حاجتصه»( .)7وفصي
رواية أخرى أنه قال لعائشة ،حين أراد عثمان الدخول عليهما« :اجمعي عليك ثيابك!»( .)8وفي رواية أخرى،
نجصد عائشصة تسصأله حيصن اراد عثمان الدخول عليهمصا« :يصا رسصول ال ،اسصتأذن عليصك أبصو بكصر وعمصر ،فأذنصت
لهمصا ،وأنصت على حالك ،فلمصا اسصتأذن عثمان ،أرخيصت عليصك ثيابصك؟ فقال :يصا عائشصة ،أل أسصتحي مصن رجصل -
وال! -إن الملئكة تستحي منه»(.)9
لكصن أسصئلة كثيرة تتدافصع ذاتياً ،تحيصط الروايات السصابقة بنوع مصن الريبصة .فقصد دخصل عمصر بصن الخطاب على
النبي وعائشة -بحسب الرواية -معه في المرط؛ ولما أراد عثمان الدخول عليهما ،طلب منها النبي أن تجمع
عليها ثيابها :فكيف كانت حالة عائشة حين دخل عمر ،وهل يعقل أن يدخل عليها في تلك الحالة ،في حين أنها
كانت تحتجب منه وهو ميت ،كما لحظنا في الفصل السابق؟!
من ناحية أخرى ،فروايات كثيرة تحبل بها التراثيات السلمية ،تظهر دون أدنى لبس ،أن عثمان كان سليط
اللسان؛ فقد نقل عنه أنه قال لعمّار بن ياسر« :يا عاض أير أبيه» ()10؛ وشتمه أيضًا بقوله« :يا ابن المتكاء»(- )12
ل كهذا حييًا إلى درجة أن الملئكة ذاتها والمتكاء هي البظراء المفضاة التي ل تمسك البول :فهل يعقل أن يكون رج ً
كانت تستحي منه؟
خطأ البداية:
رغصم كلّ روايات فضائل عثمان وحجزه لموضصع فصي جنصة السصكاتولوجيا السصلمية ،فقصد بدأ هذا الرجصل
خلفتصه بخطصأ كصبير لم تغفره له عموماً الجماعصة السصلمية الولى ،مصع انصه حاول اسصتمالتها بأموال الراضصي
الغنيصة التصي غزتهصا جحافصل المسصلمين ،فصي عهصد عمصر بصن الخطاب« :كان تعطيصل الحصد على عبيصد ال بصن عمصر،
أول دواعي النقمة على عثمان»( .)13فحين قُتل عمر بن الخطاب ،قال عبد الرحمن بن ابي بكر ،شقيق عائشة،
لعبيصصد ال بصصن عمصصر« :رأيصصت عشيصصة أمصصس الهرمزان وأبصصا لؤلؤة وجفنيصصة ...فلمصصا رأونصصي ثاروا ،وسصصقط منهصصم
خنجصصر ...الذي ضرب بصصه عمصصر ،فقتلهصصم عبيصصد ال»( .)14فقال علي صّ لعثمان« :أرى أن تقتله»( .)14لكصصن عثمان
رفض ذلك؛ ولما «أكثر الناس في دم الهرمزان وإمساك عثمان عبيد ال بن عمر ،صعد عثمان المنبر ،فخطب
الناس ،ثم قال :أل إني وليت دم الهرمزان وتركته لدم عمر! فقام المقداد بن عمرو ،فقال :إن الهرمزان مولى
ل ولرسصوله ،وليصس لك أن تهصب مصا كان ل ولرسصوله ...ثصم أخرج عثمان عبيصد ال بصن عمصر مصن المدينصة إلى
الكوفصة ،وأنزله داراً ،فنسصب الموضصع إليصه :كويفصة ابصن عمصر»( .)15وبالمناسصبة ،فقصد كان عبيصد ال فصي جيصش
معاويصة ضصد علي ،وكان ممصن قتصل بصصفين( .)16ورغصم الصصخب الذي صصاحب جريمصة ابصن عمصر وسصكوت عثمان
عنه ،فنحن لم نسمع عن اعتراض لعائشة أو تحريض منها للناس على الثورة.
النصف الثاني من خلفته:
تميز النصف الثاني من خلفة عثمان بالصراعات المتعاقبة بينه وبين الجماعة السلمية الولى عموماً،
وبينصه وبيصن عائشصة بشكصل خاص ،والتصي انتهصت بقتله -دون أن يعنصي ذلك أنهصا كانصت تهدف إلى قتله حتماً .ول
نعتقصد أن حرص عائشصة على الصصالح العام الذي ضرب بصه عثمان عرض الحائط كان السصبب الفعلي لمواقفهصا
السصلبية مصن الخليفصة :لن ذلك لو كان يعنيهصا بشيصء لسصمعنا صصوتها وإن همسصاً فصي مسصألة عبيصد ال بصن عمصر
المشار إليهصا آنفاً .لكننصا نعتقصد أنهصا اسصتغلت أخطاء عثمان العامصة ،بذكائهصا الحاد ،لصصالحها الشخصصي .ويمكصن
إجمال دواعيها الشخصية للثورة على الخليفة في شقين رئيسين:
- 1الشصصق المادّي :تذكصصر الروايات أنصصه «كان بيصصن عثمان وعائشصصة منافرة ،وذلك أنصصه نقصصصها ممصصا كان
يعطيهصا عمصر بصن الخطاب ،وصصيّرها أسصوة غيرهصا مصن نسصاء رسصول ال»( .)17لكصن ل يوجصد بيصن أيدينصا
شيء حول أسباب ذلك النقص؛ ويمكن لنا أن نخمّن أن ملسنة ما اندلعت بين الثنين ،والثنان ،كما
هصو معروف ،عاطفيان حادّا الطباع ،وهكذا قطصع عثمان اللفيصن الزيادة اللذيصن أمصر لهصا بهمصا عمصر بصن
الخطاب ،وصارت مثلها مثل غيرها من نساء النبي الخريات.
- 2الشصق المعنوي :فكمصا سصنرى فصي فصصل عليّص بصن أبصي طالب وعائشصة ،كانصت أم المؤمنيصن تطمصح إلى
إعادة الخلفصة إلى بنصي تيصم -أهلهصا؛ وتحديداً :إلى طلحصة بصن عبيصد ال ابصن عمهصا الذي سصنتحدث عنصه
في عرضنا لحكاية الفك.
السباب العامّة للثورة على عثمان:
لقصد أورث عمصر عثماناً أراضٍص مغزوة وشعوباً مقهورة وأموالً ل تحصصى .وكان طصبيعياً بالتالي أن يتحوّل
أعيان الجماعصة السصلمية الولى ،وعلى رأسصهم بعصض مصن أولئك الذيصن حجزوا أماكنهصم فصي الجنصة ،إلى طغمصة
مصن الرأسصماليين الفاحشصي الغنصى ،مقابصل أصصحاب الراضصي المغزوة -وسصائر بقيصة المسصلمين -المدقعصي الفقصر.
ومن تلك الطغمة الرأسمالية ،نذكر:
²الزبيصصر بصصن العوام« :خلّف ألف فرس وألف عبصصد وألف أمصصة وخططاً»( .)18وخلّف «إحدى عشصصر داراً
بالمدينصة ،وداريصن بالبصصرة ،وداراً بالكوفصة وداراً بمصصر .وكان له أربصع نسصوة ،فأصصاب كلّ امرأة ،بعصد رفصع
الثلث ،ألف ألف ومائتصا ألف ...فجميصع ماله ألف ألف ومائتصا ألف»( .)19وقال ابصن الهائم« :الصصواب أن جميصع
()21
ماله ،حسصبما فرض :تسصعة وخمسصون ألف ألف ،وثمانمائة ألف»( .)20ويذكصر ابصن سصعد فصي
أنصه« :كان للزبيصر بمصصر خطصط ،وبالسصكندرية خطصط ،وبالكوفصة خطصط ،وبالبصصرة دور؛ وكانصت له غلّت تقدم
(.)22 عليه من أعراض بالمدينة» .وقد قيّد ابن كثير ثروته بالدرهم في
²طلحصة بصن عبيصد ال :ترك مائة بهار ،فصي كلّ بهار ،ثلث قناطصر ذهصب .وقيصل إنّص البهار جلد ثور .وذكصر
أيضاً أنّ طلحة خلّف ثلثمائة جمل ذهباً(.)23
ابتنى طلحة داراً بالكوفة ،تعرف بدار الطلحتين؛ وكانت غلّته من العراق ،ك ّل يوم ،ألف دينار ،وقيل أكثر
مصن ذلك .وله بناحيصة سصراة أكثصر مصن ذلك؛ وشيّد داراً بالمدينصة ،وبناهصا بالجصر والجصص والسصاج .وكان يغلّ
بالعراق مابيصن أربعمائة ألف إلى خمسصمائة ألف؛ ويغلّ بالسصراة عشرة آلف دينار أو أكثصر أو أقصل .وكان غلتصه
كلّ يوم ألف وافياً ،والوافصصي وزنصصه وزن الدينار ...وترك ألفصصي ألف درهصصم ،ومائتصصي ألف درهصصم ،ومائتصصي ألف
دينار .وكان قيمصصة مصصا ترك طلحصصة مصصن العقار والموال ،ومصصا ترك مصصن الناض [درهصصم ودينار] ثلثيصصن ألف ألف
درهم؛ ترك من العين ألفي ألف ومائتي ألف درهم ،ومائتي ألف دينار ،والباقي عروض .وقد قتل طلحة وفي
يصد خازنصه ألف ألف درهصم ،ومائتصا ألف درهصم ،وقوّمصت أصصوله وعقاره ،ثلثيصن ألف ألف درهصم .ووجدوا فصي
تركتصه ثلثمائة بهار مصن ذهصب وفضصة( .)24وكان عثمان( )25قصد أعطصى طلحصة فصي خلفتصه مائتصي ألف دينار .فلمصا
ثار عليصه طلحصة ،قال :ويلي على ابصن الحضرميصة ،أعطيتصه كذا وكذا بهارًا ذهباً ،وهصو يروم دمصي ،يحرّض على
نفسي(.)26
²عبصد الرحمصن بصن عوف :ترك عبصد الرحمصن بصن عوف ألف بعيصر ،وثلثصة آلف شاة ،ومائة فرس ترعصى
بالبقيصصع ،وكان يزرع بالجرف على عشريصصن ناضحاً .وكان فيمصصا خلفصصه ذهصصب قطصصع بالفؤوس حتصصى مجلت أيدي
الرجال منه؛ وترك أربع نسوة ،فأصاب كلّ امرأة ثمانون الفاً .وقد صولحت امرأة لعبد الرحمن كان طلقها في
مرضه من ربع الثمن ،بثلثة وثمانين ألفاً .وقيل إنه ابتنى داراً ووسّعها(.)30
²سصعد بصن أبصي وقاص :ترك سصعد يوم مات مائتصي ألف وخمسصين ألف درهصم؛ ومات فصي والضياع ،بقيمصة
مائة ألف دينار(.)32
²عثمان بن عفان« :كان قد صار له أموال عظيمة (رض) ،وله ألف مملوك» ( .)33وكان له «عند خازنه يوم
قتصل ثلثون ألف ألف درهصم ،وخمسصمائة ألف درهصم ،وخمسصون ومائة ألف دينار ،فانتهبصت وذهبصت .وترك ألف بعيصر
بالربذة ،وصصصدقات بصصبراديس ،وخيصصبر ،ووادي القرى ،قيمصصة مائة ألف دينار»( .)34وتقول روايصصة أخرى إن عثمان
«يوم قتصل ،كان عنصد خازنصصه فصي المال خمسصصون ومائة ألف دينار ،وألف ألف درهصصم ،وقيمصصة ضياعصه بوادي القرى
ل كثيرًا وإبلً»( .)35وتقول رواية ثالثة ،إن عثمان بن عفان «كان في
وحنين وغيرهما ،مائة ألف دينار ،وخلّف خي ً
نهايصة الجود والكرم والسصماحة ،فصي القريصب والبعيصد ،فسصلك عماله وكثيصر مصن أهصل عصصره طريقتصه ،وتأسصّوا بصه فصي
فعلتصه ،وبنصى داره فصي المدينصة ،وشيدهصا بالحجصر والكلس ،وجعصل أبوابهصا مصن السصاج والوعصر ،واقتنصى أموا ًل وجنانًا
وعيونًا بالمدينة»(.)36
لقد كان وضع عثمان المالي عادياً تماماً بالنسبة لوجوه بني أميّة ،الذين ساهم هو ذاته بقسط وافر في
إيصصالهم إلى هذا الغنصى الفاحصش .فكان علي ،يقول« :إنّص بنصي أميصة ليفوقوننصي تراث محمصد (ص) تفويقاً»()37؛
ونلحظ هنا أن علياً يعتبر تراث محمد ،الذي ل يعطيه بني أمية من ماله إل القليل ،ملكاً خاصاً به .لذلك ،حين
صصار عليّص خليفصة ،قال« :أل أن كلّ قطيعصة أقطعهصا عثمان ،وكلّ مال أعطاه مصن مال ال ،فهصو مردود فصي بيصت
المال ...ولو وجدته قد تزوّج به النساء ،وفرّق في البلدان»(.)38
إذن :باسصتثناء عليّص وزيصد وعبصد الرحمصن ومصن فصي حكمهصم ،مصا هصو مصبرّر المذكوريصن آنفاً فصي الثورة على
عثمان؟ أل يبدو أن الطموح إلى ما هو أكثر من الموال والثروة سبباً وجيهاً للثورة؟
أهم دواعي الثورة:
على ما يبدو ،فإن هذا الثراء المادّي الذي ضرب المة على حين غفلة ،زعزع كيانها ،فراحت تفقد شيئاً
فشيئاً أسصصس علّتهصصا الولى .وظهصصر ذلك ،بادئ ذي بدئ ،على شكصصل تجليات بسصصيطة .و «كان أول منكصصر ظهصصر
بالمدينصصة ،حيصصن فاضصصت الدنيصصا ،طيران الحمام والرمصصي على الجاهقلت -وهصصي قوس البندق -واسصصتعم عليهصصا
ل مصن بنصي ليصث ،سصنة ثمان مصن خلفتصه ،فقنصص الطيور وكسصر الجاهقلت»( .)39لكصن هذه المنكرات عثمان رج ً
سرعان ما تطورت إلى فضائح وجرائم ،كان لعثمان اليد الطولى في إذكاء نارها .ومن ذلك نذكر:
- 1فضيحة الوليد بن عقبة :وهذا الرجل سيء السمعة إسلمياً .فقد قال القرآن عنه« :إذا جاءكم فاسق
بنبصأ فتصبينوا» (حجرات - )40()6إذ بعدمصا أرسصله النصبي لخصذ صصدقات بنصي المصصطلقّ!!! عاد ليقول ،كذباً ،إنهصم
رفضوا إعطاءهصصا؛ وكالعادة ،كادت الحرب أن تنشصصب لول تدخصصل عقلء تلك القصصبيلة ،وشرحهصصم حقيقصصة المصصر
للنبي(. )41
الوليد هذا هو أخو عثمان لمّه .وقد عيّنه الخليفة والياً على الكوفة ،بعدما عزل( )42عنها مؤسسها سعد
بن أبي وقاص .وهو ما أزعج عامة الناس ،الذين قالوا« :بئسما ابتدلنا عثمان :عزل أبا اسحق ،الهيّن الليّن
الحبر ،صاحب رسول ال (ص) ،وولّى أخاه الفاسق الفاجر الحمق الماجن»(. )43
حيصن قدم الوليصد الكوفصة ،كان فيهصا ابصن مسصعود ،يعلّم الناس القرآن ويفقههصم فصي الديصن .وكان أيضاً يتولى
مسؤولية بيت المال ،وهذا أهم بكثير .ولمّا استقرض الوليد من بيت المال ،وأراد ابن مسعود استرداد النقود
بعصد ذلك،كتصب الوليصد إلى عثمان ،الذي كتصب بدوره إلى ابصن مسصعود ،يقول« :إنمصا أنصت خازن لنصا ،فل تعرض
للوليد فيما أخذ من المال» .فترك ابن مسعود رعاية بيت المال ،لكنه لم يترك الكوفة(. )44
مصن الكوفصة ،راح ابصن مسصعود يطعصن على عثمان ،فكتصب الوليصد إلى الخليفصة بذلك .فردّ عليصه عثمان بأن
يرسل ابن مسعود إليه .ولمّا قدم ابن مسعود المدينة ،كان عثمان يخطب على المنبر ،فلما رآه ،قال« :إل أنه
قصد قدمصت عليكم دويبة سصوء ،من يمشي على طعامه يقيصء ويسصلح! [لبصد أن نلحظ هنصا أسصلوب التخاطب بين
كبار الصصحابة ،خاصصة ذلك الذي تسصتحي منه الملئكصة!] .فقال ابصن مسصعود :لسصت كذلك ،ولكنصي صصاحب رسصول
ال (ص) يوم بدر ويوم بيتصة الرضوان! [وهصو بذلك يعرّض بعثمان الذي غاب عصن الحدثيصن] .ونادت عائشصة:
أي عثمان! أتقول هذا لصصاحب رسصول ال؟ ...فقال عثمان :اسصكتي!!! ثصم أمصر عثمان بصه ،فأخرج مصن المسصجد
إخراج ًا عنيفاً ،وضرب به عبد ال بن زمعة [أخو سودة زوجة النبي] الرض؛ ويقال :بل احتمله يحموم ،غلم
عثمان ،ورجله تختلفان على عنقصصه ،حتصصى ضرب بصصه الرض ،فدق صّ ضلعاه .فقال علي :يصصا عثمان! أتفعصصل هذا
بصاحب رسول ال (ص) بقول الوليد بن عتبة؟» .ومنع ابن مسعود من مغادرة المدينة ،ثلث سنوات ،حتى
مات(. )45
هنالك رواية أخرى تورد سبباً مختلفًا للصراع بين عثمان وابن مسعود؛ وربما أ نّ السببين اجتمعا معاً:
«كان مصصن عمصصل [عثمان] أنّه عمصصد إلى جمصصع القرآن الكريصصم فصصي مصصصحف واحصصد ،فألّفصصه وصصيّره ،الطوال مصصع
القصار ،وكتب في جميع المصاحف من الفاق حتى جمعت ،ثم سلقها بالماء الحار والخلّ؛ وقيل :أحرقها! فلم
يبق مصحف إل فعل به ذلك ،خل مصحف ابن مسعود بالكوفة؛ فامتنع أن يدفع مصحفه إلى عبد ال بن عامر،
وكتب إليه عثمان أن أشخصه ...فدخل المسجد ،وعثمان يخطب ،فقال عثمان ،إنه قد قدمت عليكم دابة سوء.
فكلّمه ابن مسعود بكلم غليظ ،فأمر به عثمان ،فجرّ برجليه حتى كسر له ضلعان؛ فتكلّمت عائشة ،وقالت قولً
كثيراً»( . )46وتضيف إحدى الروايات أن «ابن مسعود كره جمع عثمان الناس على قراءة زيد [بن ثابت ،الذي
أوكصل إليصه عثمان مهمصة المصصحف الشهيرة] ،وإحراقصه المصصاحف .قال ابصن مسصعود :لقصد أخذت القرآن مصن فصي
رسول ال (ص) سبعين سورة؛ وإن زيد بن ثابت لغلم يقرأ في الكتاب له ذؤابة»( . )47بعد وفاة ابن مسعود،
دفن دون أن يصلّي عليه عثمان ،بوصية منه( - . )48أي ،من ابن مسعود.
بعودة إلى فضائح الوليصصد بصصن عقبصصة ،نقول :إن أكثصصر مصصا أثار سصصخط الناس على هذا الوالي ،تصصصرفاته
المنافيصة لبسصط قواعصد الخلق والديصن .فقصد «روي أنّص الوليصد بصن عقبصة كان يشرب مصع ندمائه ومغنيصه مصن أوّل
الليصصل إلى الصصصباح ،فلمّصا آذنصصه المؤذنون بالصصصلة ،خرج متفضلً فصصي غلئله ،فتقدّم إلى المحراب فصصي صصصلة
الصصصبح ،فصصصلّى بهصصم أربعاً ،وقال :أتريدون أن أزيدكصصم؟( )49وقيصصل :إنصصه قال فصصي سصصجوده ،وقصصد أطال :اشرب
واسصقني! فقال له بعصض مصن كان خلفصه فصي الصصف الول :مصا تزيصد! ل زادك ال مصن الخيصر! وال ل أعجصب إل
ممن بعثك إلينا والياً وعلينا أميراً»(« . )50فكان أن خرج رهط من أهل الكوفة إلى عثمان في أمر الوليد ،فقال:
أكلّما غضب رجل منكم على أميره ،رماه بالباطل! لئن أصبحت لنكّلن بكم! فاستجاروا بعائشة ،وأصبح عثمان
فسمع من حجرتها صوت ًا وكلماً فيه بعض الغلظة ،فقال :أما يجد مرّاق العراق وفسّاقهم ملجأ إلّ بيت عائشة!
ت سنّة رسول ال (ص) صاحب هذا النعل! فتسامع الناس، فسمعتْ ،فرفعت نعل رسول ال (ص) ،وقالت :ترك َ
فجاءوا حتصصى ملوا المسصصجد ،فمصصن قائل :أحسصصنت! ومصصن قائل :مصصا للنسصصاء ولهذا! حتصصى تحاصصصبوا وتضاربوا
بالنعال .ودخصصل رهصصط مصصن أصصصحاب رسصصول ال (ص) على عثمان ،فقالوا له :اتصصق ال ول تعطّصل الحدود،
واعزل أخاك عنهم! فعزله عنهم»( . )51وفي ن صّ البلذري ،يقال «إن عائشة أغلظت لعثمان ،وأغلظ لها،
وقال :ومصا أنتِص وهذا؟ إنمصا أمرتِص أن تقرّي فصي بيتكصِ! فقال قوم مثصل قوله؛ وقال آخرون :ومصن أولى بذلك
منها؟! فاضطربوا بالنعال ،وكان ذلك أول قتال بين المسلمين بعد النبي (ص)»(. )52
لمّا طُلب إقامة الحدّ من الوليد ،امتنعت الجماعة عن ذلك «توقيًا لغضب عثمان لقرابته منه؛ فأخذ عل يّ
السصوط ودنصا منصه ،فلمصا أقبصل نحوه ،سصبّه (!!!) الوليصد ،وقال :يصا صصاحب مكصس ...فاجتذبصه [علي] ،فضرب بصه
(
الرض ،وعله بالسصوط»( . )53لكصن عثمان ،بعصث أخاه الوليصد ،بعصد إقامصة الحصد عليصه ،على صصدقات كلب وبلقيصن
. )54
- 2مشكلة أبصصي ذر :كان أبصصو ذر مصصن أشصصد الناس على عثمان؛ فرُحّلصص إلى الشام .وهناك أثار المتاعصصب
لمعاويصة .فكتب معاوية إلى عثمان بذلك .فأجابه عثمان« :ابعث به إل يّ واحمله على أغلظ المراكصب وأوعرهصا.
وابعصث معصه دليلً يسصير بصه الليصل مصع النهار حتصى يغلبصه النوم ،وينسصى ذكري وذكرك» .فحمله على شارف مصن
البل بغير مطاء ،وبعث معه دليلً عنيفاً يعنف عليه .فوصل أبو ذر المدينة ،وقد سقط لحم فخذيه .فنفاه عثمان
إلى أبغصض مكان إلى قلب أبصي ذر :الربذة( . )55وفصي روايصة( )56أن مروان بصن الحكصم أخرجصه على جمصل ومعصه
امرأته وابنته ،فلم يزل أبو ذر بالربذة حتى مات .بالمناسبة ،يفترض أن عثمان وأبا ذر صحابيان!!!
- 3مشاكل عمّار بن ياسر :كانت علقة الصحابيين ،عثمان وعمار ،سيئة عموماً .وتخبرنا المصادر أنه
منذ البداية الولى في المدينة ،حين كان النبي يؤسس مسجده ،اصطدم عثمان بعمار ،حين ارتجز الخير:
يدأب فيهصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصا قائماً وقاعدا ل يسصصصصتوي مصصصصن يعمّصصصر المسصصصصاجدا
( )57ابن «فلما أكثر ،ظن رجل من أصحاب رسول ال (ص) أنّه إنّما يعرّض به» -كما جاء في
ل عصن ابصن اسصحق :إنّص هذا الرجصل هصو عثمان بصن عفان .وفصي ؛ نق ً هشام؛ وقال أبصو ذر الخشنصي فصي
روايصة أخرى ،يقال إن عثمان ردّ عليصه ،بقوله :قصد سصمعت مصا تقول منصذ اليوم يابصن سصميّة ،وال إنصي لرانصي
سأعرض هذه العصا لنفك! [وكان] في يده عصا! ...فغضب رسول ال ،ثم قال :مالهم ولعمار؟! يدعوهم إلى
(
الجنّة ويدعونصه إلى النار! إنّص عمارًا جلدة مابيصن عينصي وأنفصي ،فإذا بلغ ذلك مصن الرجصل ،فلم يسصتبق ،فاجتنبوه
. )58
اصصصطدم الصصصحابيان بعنصصف فصصي خلفصصة عثمان .وتتضارب الراء حول أسصصباب ذلك الصصصدام .وربمصصا أن
الصدامات كانت كثيرة ،متنوعة السباب .على أية حال ،يمكن تلخيص ذلك على النحو التالي:
يقال إنه كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر ،فأخذ منه عثمان ما حلّى به بعض أهله ،فأظهر
ي يا ابن المتكاء [ -نذكر هنا بضرورة ملحظة لغة الناس الطعن عليه في ذلك .وكان منهم عمار .فقال عثمان :أعل ّ
حوار الصحابة ]-تجترئ! خذوه! فأخذوه ،ودخل عثمان ،فدعا به ،فضربه حتى غشي عليه ،ثم أُخرج حتى أُتي به
ي
منزل أم سلمة ،زوجة النبي .فقال هشام بن المغيرة المخزومي ،وكان عمار حليفًا لبني مخزوم :يا عثمان! أمّا عل ّ
فاتقيته وبني أبيه ،وأمّا نحن فاجترأت علينا وضربت أخانا حتى أشفيت به على التلف؛ أما وال لئن مات لقتلن به
ل من بني أمية عظيم السرة .وبلغ عائشة ما صُنع بعمار ،فغضبت وأخرجت -كالعادة -شعرًا من شعر رسول رج ً
ل من نعاله ،ثم قالت( : )59ما أسرع ما تركتم سنّة نبيكم ،وهذا ثوبه وشعره ونعله لم ال (ص) وثوبًا من ثيابه ونع ً
يبل بعد! فغضب عثمان غضبًا شديداً ،حتى ما درى ما يقول(. )60
ن نفراً من أصحاب النبي اجتمعوا وكتبوا كتاباً لعثمان ،ذكروا فيه كلّ حدث تقول رواية أخرى ما مفاده أ ّ
أحدثصه عثمان منصذ ولي الخلفصة حتصى ذلك اليوم ،وخوفوه فيصه وأعلموه أنصه إن لم ينزع عمّا هصو عليصه ،خلعوه
واسصتبدلوا بصه غيره .ولمصا أرادوا حمصل الكتاب إلى عثمان ،تلكصأ الجميصع باسصتثناء عمار ،الذي ذهصب إليصه وحده.
فدخل عليه ،وعنده مروان بن الحكم ،الذي قال :إن هذا العبد السود(!!!) قد جرّأ عليك الناس! وإنك إن قتلته
نكلت به من وراءه! قال عثمان :اضربوه! فضربوه ،وضربه عثمان معهم(!!!) حتى فتقوا بطنه ،فغشي عليه،
فجرّوه حتى طرحوه على باب الدار ،فأمرت به أم سلمة فأُدخل منزلها(. )61
عزم عثمان على نفي عمّار .فتدخل بنو مخزوم عند علي ،الذي تدخل بدوره مع عثمان ،فقال له الخير:
لنصت أحصق بالمسصير منصه ،فوال مصا أفسصد عليّص عماراً وغيره سصواك! فرجصع علي ،وقال لعمار ،اجلس فصي بيتصك،
ول تبرح منه!(. )62
- 4أزمة قرّاء الكوفة :بعد أن عزل عثمان الوليد بن عقبة عن الكوفة ،وعيّن مكانه سعيد بن العاص،
أُمر الخير بمداراة أهل ذلك المصر .لكن سرعان ما تفجرت المشاكل بين قرّاء الكوفة والوالي الجديد لسباب
-كالعادة -مادية .ولما عرف عثمان بالمر ،طلب من سعيد أن يسيّرهم إلى معاوية الذي سجنهم .أمر عثمان
معاوية بردهم إلى الكوفة ،فأطلقوا هناك ألسنتهم في ذمّ الخليفة .فكتب عثمان إلى سعيد بن العاص أن يرسلهم
إلى حمص .وهناك مكثوا شهراً ،ثم ردّوا إلى الكوفة(. )63
أزمصصة قرّاء الكوفصصة ،جعلت بعضهصصم يكتصصب إلى عثمان ،قائلً :إن سصصعيداً أكثصصر على قوم مصصن أهصصل الورع
والفضصل والعفاف ،فحمّلك في أمرهصم ما ل يحل في دين ،ول يحسصن في سماع ،وإنّا نذكرك ال فصي أمة محمصد
(ص) ،فقصد خفنصا أن يكون فسصاد أمرهصم على يديصك ،أنصك قصد حملت بنصي أبيصك على رقابهصم! وبعثوا بالكتاب مصع
رجل من عنزة ،يدعى أبا ربيعة(. )64
لكصن أحدهصم ،وهصو كعصب بصن عصبيدة الهندي ،أضاف كتاباً آخصر ،قال فيصه :إنصي نذيصر لك مصن الفتنصة ،متخوف
عليصك فراق هذه المصة ،وذلك أنصك قصد نفيصت خيارهصم ،وولّيصت أشرارهصم ،وقسصمت فيئهصم فصي عدوهصم ،واسصتأثرت
بفضلهصصم ،ومزّقصصت كتابهصصم ،وحميصصت قطصصر السصصماء ونبصصت الرض ،وحملت بنصصي أبيصصك على رقاب الناس ،حتصصى
أوغرت صصصدورهم .واخترت عداوتهصصم( . )65وعندمصصا جاء العنزي بالكتابيصصن ،أراد عثمان جلده ،فمنعصصه عليصصّ،
ومنعه أيضاً عن سجنه(. )66
()67
كتب عثمان إلى سعيد بن العاص أن يرسل إليه كعب بن عبيدة مع سائق عنيف .وما أن وصل كعب ،حتى
قال مروان بصن الحكصم لعثمان :حلمصك أغرى مثصل هذا بصك وجرّأه عليصك! فأمصر عثمان بكعصب ،فجرّد وضرب عشريصن
سصوطاً ،وسصيّره إلى دباونصد .ثصم أن طلحصة والزبيصر وبّخصا عثمان فصي أمصر كعصب وغيره .فكتصب فصي ر ّد كعصب ،فلمصا قدم
ص ! فعفا عنه(. )68
عليه ،نزع ثوبه ،وقال :يا كعب! اقت ّ
المصيبة الكبرى :بنو أمية!
تذكصر المصصادر السصلمية أن عثمان بصن عفان آثصر بنصي أميصة وحملهصم على رقاب المسصلمين ،رغصم أنهصم
أخذوا عليصه يوم بيعتصه عهداً بأن ل يفعصل ذلك .ولمصا ازداد النقصد على أفعاله ،دعصا عثمان جماعصة مصن صصحابة
النبي ،فيهم عمّار بن ياسر ،وقال لهم :إني سائلكم وأح بّ أن تصدقوني :نشدتكم بال ،أتعلمون أ نّ رسول ال
(ص) كان يؤثصر قريشاً على سصائر الناس ،ويؤثصر بنصي هاشصم على سصائر قريصش؟ فسصكت القوم! فقال عثمان :لو
أن بيدي مفاتيح الجنة ،لعطيتها بني أميّة حتى يدخلوا من عند آخرهم(. )69
وكمصا رأينصا حيصن تحدثنصا عصن أزمصة عمّار مصع عثمان ،فإن مجموعصة مصن الصصحابة كتبصت إلى عثمان كتاباً،
ذكرت فيه ما خالف فيه الخليفة سنّة النبي وصاحبيه ،أبي بكر وعمر .ويمكن تلخيص تلك المآخذ كما يلي:
- 1إعطاء مروان بن الحكم خمس غنائم أفريقيا (خمسمئة ألف دينار).
- 2تطاول عثمان في البنيان ،إذ بنى سبع( )70دور بالمدينة ،كانت إحداها لعائشة.
- 3بناء مروان للقصور بذي خشب بأموال من الخمس.
- 4إفشاؤه العمل والوليات في أهله وبني عمّه من بني أمية ،وهم أحداث وغلمان ،ل صحبة لهم ول
تجربة.
- 5مشكلة الوليد بن عقبة.
- 6تركه المهاجرين والنصار ،ل يستعملهم على شيء ول يستشيرهم ،واستغناؤه برأيه عن رأيهم.
- 7حمى المراعي كلّها حول المدينة عن مواشي المسلمين جميعاً ،عدا بني أمية.
-8إدراره القطائع والرزاق والعطيات على أقوام ليست لهم صحبة.
- 9كان عثمان أوّل من ضرب ظهور الناس بالسياط! وكانوا قبله يضربون بالدرّة والخيزران(. )71
إضافة إلى كلّ ما سبق ،تذكر بعض المراجع مآخذ أخرى ،أبرزها:
- 1ردّه الحكم بن أبي العاص إلى المدينة ،بعد أن طرده النبي منها؛ وبرّر ذلك بادعائه أنه كلّم النبي في
ردّه ،فوعده بأن يأذن له ،ومات قبصل ذلك .والحقيقصة أن أبصا بكصر وعمصر رفضصا ردّه رغصم توسصط عثمان
له.
- 2إعطاؤه فدك( )72لمروان بصن الحكصم ،وكان زوج ابنتصه أم أبان؛ وفدك هصي التصي كانصت أشعلت الصصراع بيصن
فاطمة وعلي من ناحية ،وأبي بكر من ناحية أخرى.
- 3إعطاؤه صدقات قضاعة للحكم بن أبي العاص.
- 4إعطاؤه عبد ال بن أبي سرح جميع ما أفاء ال عليه من غزو أفريقيا بالمغرب.
- 5إعطاؤه مئة ألف لمروان من بيت المال؛ وهصو ما دفصع يزيصد بن أرقصم ،صاحب بيصت المال ،بأن يأتصي
بالمفاتيصصح ،ليقول :لو أعطيصصت مروان مائة درهصصم لكان كثيراً .فقال له عثمان :ألق بالمفاتيصصح ،فإننصصا
سنجد غيرك.
- 6إعطاؤه ثلثمائة ألف درهم (أو مئة ألف) للحارث بن الحكم ،أخي مروان ،وزوج عائشة بنت عثمان
بن عفان.
- 7إعطاؤه مئة ألف درهصم للوليصد بصن عقبصة بصن أبصي معيصط ،أخيصه لمصه ،كان اسصتقرضها مصن بيصت المال،
كمصا رأينصا ،يوم جاء إلى الكوفصة .وعزله لعبصد ال بصن مسصعود ،خازن بيصت مال الكوفصة ،لعتراضصه
على عدم رد المال.
- 8إعطاؤه عبد ال بن خالد بن أسيد ثلثمائة ألف درهم (أو أربعمئة الف)؛ ولكل رجل من قومه ،مئة
ألف درهم.
- 9إعطاؤه مئتي ألف درهم من بيت المال لبي سفيان.
- 10إعطاؤه الحارث بن الحكم مهروز (وهي سوق بالمدينة تصدّق بها النبي على المسلمين).
- 11أتاه أبو موسى الشعري بأموال كثيرة من العراق ،فقسمها كلها في بني أمية(. )73
- 12لما أتى عمر بجوهر كسرى ،قال لخازنه :ارفعه ،فأدخله بيت المال .وقتل عمر وهو بحاله ،فأخذه
عثمان لما ولي الخلفة ،فحلّى به بناته(. )74
- 13أعطى سعيد بن العاص مئة ألف(. )75
مشكلة مصر:
()76
كان عثمان قد عيّن أخاه من الرضاعة ،عبد ال بن سعد بن أبي سرح ،مكان عمرو بن العاص على
خراج مصصر ،واسصتخدم عمرو بصن العاص على الصصلة ،ثصم جمصع المريصن بيصد عبصد ال .وكان النصبي قصد أهدر دم
عبد ال هذا ،وأمر بقتله ولو كان معلّقا بأستار الكعبة ،لنه ارتد عن السلم ،وهرب من المدينة إلى مكة قبل
فتحها؛ وكان يعمل قبل ردته كاتباً للنبي؛ فكان إذا أملى الخير عليه :عزيز حكيم ،يدونها عبد ال :عليم حكيم؛
فيقول النصصبي :كلّ صصصواب! وهكذا ،اكتشصصف عبصصد ال أن ل فارق فصصي مسصصألة الوحصصي بينصصه وبيصصن النصصبي ،فارتصصد.
وكالعادة ،كان ال له بالمرصاد .فنزلت بحقه اليات تتهمه بالفتراء ،وتتهدده وتتوعده (أنعام .)93
هذا الرجل ،هو الذي فتح أفريقيا بعد أن عيّنه عثمان والياً على مصر عام 25هص ،فأعطاه عثمان خمس
مصصا جنوه مصصن غزوتهصصا الولى .وظلّ والياً على مصصصر حتصصى ثار ابصصن أبصصي حذيفصصة ضده عام 34هص ص فهرب إلى
فلسطين.
يروي البلذري( )77أن محمصد بصن أبصي بكصر ومحمصد بصن أبصي حذيفصة قدمصا مصصر ،بعصد أن ازداد الشغصب على
عثمان في المدينة ،وراحا يظهران العيب عليه هناك ،وكيف عيّن والياً على مصر رجلً أباح النبي دمه ،ونزل
القرآن بكفره ،بعدمصا قال« :سصأنزل مثلمصا أنزل ال» -أي عبصد ال بصن سصعد بصن أبصي سصرح .وسصاعدهما فصي ذلك
تذمّر أهصل مصصر مصن هذا الرجصل وظلمصه ،الذي بلغ بصه الحال أن ضرب بعصض مصن شكاه إلى عثمان حتصى الموت.
وكان قصد جاء وفصد منهصم إلى المدينصة ،وذكروا على نحصو خاص ،اسصتثناء عبصد ال بغنائم المسصلمين( )78؛ فكتصب
()79
إليه عثمان كتاباً يتهددّه فيه ،فأبى أن ينتهي عما نهاه عنه ،بل ضرب بعض من شكاه إلى عثمان حتى قتله
.
بداية الثورة:
هذا كلّه أدى بجماعصة المسصلمين الولى ،خاصصة مصن تبقصى مصن صصحابة النصبي ،أن يكتبوا لخوانهصم فصي البلدان
يدعونهم لغزو عثمان .يروي الطبري(« : )80لما رأى الناس ما صنع عثمان ،كتب من بالمدينة من أصحاب النبي
(ص) إلى من بالفاق منهم ،وكانوا قد تفرّقوا بالثغور :إنّكم إنّما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل ال ع ّز وجل ،تطلبون
ن دين محمد قد أفسده من خلفكم وترك فهلموا ،فأقيموا دين محمد (ص)» .وفي رواية ابن الثير،
دين محمد ،فإ ّ
«فإن دين محمد قد أفسده خليفتكم»( . )81وفي رواية ابن أبي الحديد« ،فاخلعوه»(. )82
اجتمصصع عموم المهاجريصصن وغيرهصصم ،وأوكلوا إلى علي صّ مهمصصة التحدّث إلى عثمان ووعظصصه .ودارت بيصصن
الثنيصصن حوارات هامصصة فعلً ،حاول فيهصصا عثمان أن يدافصصع عصصن نفسصصه بقوله ،إن عمصصر بصصن الخطاب كانصصت له
تصرفات مماثلة ولم يجرؤ أحد على تحدّيه(. )83
محمد بن أبي بكر :القشة التي قصمت ظهر البعير!
يروى( )84أن أهصل الكوفصة والبصصرة ومصصر التقوا فصي مكّة ،لدراسصة أمصر عثمان .واتفقوا على اللقاء بعصد
عام لمكاشفصة الخليفصة فصي كلّ شيصء :فإن قبصل ،وإلّ .وكانصت مصصر أشصد الثائريصن على عثمان( . )85أرسصل الخيصر
إلى ابن حذيفة بأموال وغيرها لتخفيف حدة ثورة الشعب عليه ،فاعتبرها ابن أبي حذيفة رشوة ،واستغل المر
بعكصس مصا كان يرغصب عثمان( . )86وهكذا ،خرج المصصريون مصع محمصد بصن أبصي بكصر لموافاة أهصل المدن الخرى
بحسب التفاق المكّي(. )87
أرسل المصريون بكتاب إلى عثمان مع أحدهم .فاستدعى الخليفة عليّ بن أبي طالب ،وطلب منه محاولة
تهدئتهم وإرضائهم .فوافق علي ،شريطة أن يفي عثمان لهم بكل ما يضمنه لهم عنه .فوافق .فأخذ منه كتاباً
بذلك ،وقّعه كبار الصحابة(. )88
()89
يبدو أن عثمان كتب للمصريين كتاباً عزل فيه عبد ال بن أبي سرح ،وولّى مكانه محمد بن أبي بكر ؛
وذلك بعد أن «قام طلحة إلى عثمان فكلّمه بكلم شديد»( )90؛ وقالت له عائشة« :قد تقدّم إليك أصحاب رسول
ال وسصألوك عزل هذا الرجصل ،فأبيصت إل واحدة ،فهذا قصد قتصل رجلً ،فأنصصفهم مصن عاملك»(« . )91ودخصل عليصه
علي صّ بصصن أبصصي طالب ،وكان متكلّم القوم ،فقال :إنمصصا يسصصألك الناس رجلً مكان رجصصل ...فاعزله عنهصصم واقصصض
بينهم»( . )92فقال عثمان« :اختاروا رجلً أوليه عليهم»( . )93فأشاروا عليه بمحمد ابن أبي بكر.
طلب عل يّ من عثمان أن يعتذر من الناس جهاراً ،ففعل .ولما عاد إلى منزله ،وجد فيه مروان بن الحكم
وجمصصع مصصن بنصصي أميصصة .فاعترض مروان على خطبصصة عثمان ،وقال له« :وال لقامصصة على خطيئة يسصصتغفر ال
منها أجمل من توبة تخوّف عليها ،وإنك إن شئت تقرّبت بالتوبة ،ولم تقرر بالخطيئة؛ وقد اجتمع عليك بالباب
مثل الجبال من الناس! فقال عثمان :فاخرج إليهم فكلّمهم ،فإني أستحي أن أكلّمهم ...فخرج مروان إلى الباب،
والناس يركب بعضهم بعضاً ،فقال :ما شأنكم :قد جئتم للنهب! شاهت الوجوه! كلّ إنسان آخذ بإذن صاحبه إل
مصن أريصد! جئتصم تريدون أن تنزعوا ملكنصا مصن أيدينصا! اخرجوا عنصا! أمصا وال لئن رمتمونصا ليمرّن عليكصم أمصر
يسؤكم ول تحمدوا غبه رأيكم! ارجعوا إلى منازلكم ،فإن وال ما نحن مغلوبين على ما في أيدينا»(. )94
لمّا سصصمع علي صّ بمصصا حصصصل ،ثارت ثائرتصصه .وتفجصصر أيضاً ضصصد مروان غضصصب زوجصصة عثمان ،نائلة بنصصت
الفرافصصصة .قال علي« :عياذ ال ،ياللمسصصلمين! إنصصي إن قعدت فصصي بيتصصي ،قال [عثمان] لي :تركتنصصي وقرابتصصي
وحقصي! وإنصي إن تكلمصت ،فجاء مصا يريصد ،يلعصب بصه مروان ،فصصار سصيقة له ،يسصوقه حيصث يشاء ،بعصد كصبر السصن
وصصصحبة رسصصول ال (ص)»( . )95ولمصصا أرسصصل عثمان إلى عليّص كصصي يأتيصصه ،رفصصض الخيصصر ذلك .فجاءه عثمان،
ودارت بيصن الثيصن المحاورة التاليصة؛ قال عثمان لعلي « :قطعصت رحمصي وخذلتنصي وجرّأت الناس علي» .فردّ
عليصه علي« :وال إنصي أول الناس ذباً عنصك ،ولكنصي كلمصا جئت بشيصء أظنصه لك رضصا ،جاء مروان بعده بغيره،
فسمعت قوله وتركت قولي»(. )96
لكن ما حصل لمحمد بن أبي بكر ،كان القشة التي قصمت ظهر البعير .فبعدما أخذ المصريون ،وعلى
رأسصهم محمد بن أبي بكر ،كتاباً من عثمان بعزل عبد ال وتوليصة محمد مكانصه ،صصادفوا في طريقهم غلماً،
ولمصا سصألوه ،قال :أنصا غلم مروان ،مرة؛ وقال :أنصا غلم أميصر المؤمنيصن ،مرة أخرى؛ حتصى عرفصه رجصل ،هصو
أبصو العور بصن سصفيان السصلمي( ، )97أنصه غلم عثمان .وكان مصع الغلم كتاب لعبصد ال بصن أبصي سصرح ،يقول:
«إذا أتاك محمصد بصن أبصي بكصر وفلن وفلن ،فاقتلهصم! وأبطصل كتابهصم! وقصر على عملك حتصى يأتيصك رأيصي»(. )98
وفي رواية أخرى« :واحبس من يجيء إليك متظلماً منك إن شاء ال»(. )99
عاد الجمع إلى المدينة؛ ولم يبق أحد إل وحنق على عثمان .فحصره الناس ،وأجلب عليه محمد بن أبي
بكر ببني تيم وغيرهم ،وأعانه على ذلك طلحة بن عبيد ال .وكانت عائشة تقرصه كثيراً.
نفصى عثمان أيصة معرفصة له بالكتاب .وزعصم أمام عليّص أنصه زوّر عليصه .وعرف الناس الخصط بأنصه خصط مروان
بن الحكم ،وأنه كتبه دون علم عثمان .وكان مروان كاتب عثمان ،وكان خاتم عثمان في إصبع مروان(. )100
اقتلوا نعثلً فقد ...كفر!!
«كان أش ّد الناس على عثمان طلحصصة والزبيصصر ومحمصد بصن أبصي بكصر وعائشصصة ،وخذله المهاجرون والنصصار،
وتكلّمصت عائشصة فصي أمره ،وأطلعصت عائشصة شعرة مصن شعرات رسصول ال (ص) ونعله وثيابصه ،وقالت :سصرعان مصا
نسصيتم سصنة نصبيّكم! فقال عثمان فصي آل أبصي قحافصة [أسصرة أبصي بكصر] ...وغضصب حتصى مصا كان يدري مصا يقول» (. )101
وتقول روايصصة أخرى« :كان عثمان يخطصصب ،إذ دلّت عائشصة قميصص رسصصول ال ،ونادت :يصصا معشصصر المسصصلمين! هذا
جلباب رسصول ال لم يبلَ ،وقصد أبلى عثمان سصنته .فقال عثمان :ربّص اصصرف عنصي كيدهصن ،إن كيدهصن عظيصم»(. )102
وفصي روايصة ثالثصة ،إن عائشصة قالت له« :أي عثمان ،خصصّصت بيصت مال المسصلمين لنفسصك ،وأطلقصت أيدي بنصي أميصة
على أموال المسلمين ،ووليتهم البلد ،وتركت أمة محمد في ضيق وعسر ،قطع ال عنك بركات السماء ،وحرمك
ل للذيصنخيرات الرض ،ولول أنصك تصصلّي الخمصس لنحروك(!!!) كمصا تنحصر البصل! فقرأ عليهصا عثمان :ضرب ال مث ً
كفروا امرأة نوح وامرأة لوط ،كانتصا تحصت عبديصن مصن عبادنصا الصصالحين ،فخانتناهمصا فلم يغنينصا عنهمصا مصن ال شيئاً،
وقيل ادخل النار مع الداخلين»(. )103
كانت الية السابقة ،التي أشرنا إليها في فصل مارية وعائشة ،أسوأ تعريض بعائشة .هذا كله -وغيره
-دفصع عائشصة إلى القول عصن عثمان بصصريح العبارة« :اقتلوا نعثلً فقصد كفصر»( . )104وكانصت عائشصة ،على مصا
يبدو ،أول من لقبت عثمان نعثلً( . )106( )105فانتشرت هذه العبارة كالنار في الهشيم ،لتصبح على لسان كلّ من
يعادي عثمان.
حصار عثمان:
أرسصصلت عائشصصة «كتبًا إلى البلد تحرّض المسصصلمين على الخروج عليصصه»( . )108( )107وأقبصصل مالك الشتصصر مصصن
الكوفة في ألف رجل ،وأقبل ابن أبي حذيفة من مصر في أربعمئة رجل ،فأقام أهل الكوفة وأهل مصر بباب عثمان
ل ونهاراً .وكان طلحصصصة يحرّض الفريقيصصصن جميعًا على عثمان .ثصصصم أن طلحصصصة قال لهصصصم :إن عثمان ل يبالي مصصصا لي ً
()109
.واستولى «طلحة على أمر الناس حصرتموه ،وهو يدخل إليه الطعام والشراب ،فامنعوه الماء أن يدخل عليه
في الحصار»(. )110
لمصا اشتصد المصر على عثمان ،أمصر مروان بصن الحكصم وعبصد الرحمصن بصن عتاب بصن أسصيد ( )111فأتيصا عائشصة،
وهصي تريصد الحصج -دون أن تطلب أذن الخليفصة طبعاً -فقال لهصا :لو أقمصت ،فلعلّ ال يدفصع بصك هذا الرجصل؟ [-
وقال مروان« :ويدفصع لك بكصل درهصم أنفقتيصه درهميصن»( .]- )112فقالت :قصد قرنصت ركائبصي وأوجبصت الحصج على
نفسي ،وال ل أفعل! فنهض مروان وصاحبه ومروان يقول:
()113
د ،فلمصصصصصصصا اضطرمصصصصصصصت أحجمصصصصصصصا وحرّق قيصصصصصصصصصصصصصس عليصصصصصصصصصصصصصّ البل
فقالت عائشصة :يصا مروان [ «ألعلك ترى أنصي فصي شصك مصن صصاحبك؟»] ،وال لوددت أنصه فصي غرارة مصن
غرائري هذه ،وإني طوقت حمله حتى ألقيه في البحر(. )114
وفصي موقصف مناقصض تماماً لمصا كان يحصصل أيام عمصر ،الذي منعهصا مصن الحصج حتصى عامصه الخيصر ،خرجصت
عائشة -حاجة!!! -إلى مكة؛ وخرج أيض ًا ابن عباس ،أمير عثمان على الحج .ولما التقيا في إحدى ضواحي
المدينة ،قالت له :يا ابن عباس! أنشدك ال ،فإنك أعطيت لساناً ازعيلً [أو :ازميلً] أن تخذل هذا الرجل [أو:
إياك أن ترد عن هذا الطاغية] .وقد رأيت طلحة بن عبيد ال قد اتخذ من بيوت الموال والخزائن مفاتيح ،فإن
يصصك يسصصير بسصصيرة ابصصن عمصصه أبصصي بكصصر .فرد عليهصصا ابصصن عباس :لو حدث بالرجصصل حدث ،مصصا فزع الناس إل إلى
صاحبنا -يقصد عليّ بن أبي طالب! فقالت :إيهاً عنك! لست أريد مكابرتك ول مجادلتك(. )115
ي إلى بيت المال،
ي عند حصر عثمان في خيبر .فقدم المدينة ،والناس مجتمعون عند طلحة .فذهب عل ّ
كان عل ّ
ولمصا لم يسصتطع الحصصول على المفاتيصح ،قال :اكسصروه! فكُسصر باب بيصت المال .فقال :أخرجوا المال! فجعصل يعطصي
الناس ،فبلغ الذيصن فصي دار طلحصة مصا فعصل علي ،فتسصلّلوا إليصه حتصى بقصي طلحصة وحده!!! وبلغ عثمان مصا حدث ،فسص ّر
بذلك .فأقبصل طلحصة إلى دار عثمان ،وقال له :يصا أميصر المؤمنيصن ،أسصتغفر ال وأتوب إليصه! أردت أمراً ،فحال ال بينصي
وبينه! فقال عثمان :إنك وال ما جئت تائباً ،ولكنك جئت مغلوباً ،ال حسيبك يا طلحة!(. )116
مقتل عثمان:
استمر حصار عثمان أربعين ليلة ،كان طلحة يصلّي بالناس أثناءها( . )117ولم يكن أحد من أصحاب النبي
أشصد على عثمان مصن طلحصة( . )118وكمصا رأينصا ،فقصد منصع دخول الماء عليصه( )119؛ فأرسصل عليّص إليصه ثلث قرب
مملوءة ماء ،فما كادت تصل إليه ،حتى قال طلحة :ما أنت وهذه!(. )120
كان عليّص يعرف أنهصم يريدون قتصل عثمان ،فأرسصل ابنيصه ،الحسصن والحسصين ،وقال لهمصا :اذهبصا بسصيفيكما حتصى
تقوما على باب عثمان ،فل تدعا أحدًا يصل إليه .وبعث الزبير ابنه على كره ،وبعث طلحة ابنه أيضاً .لذلك ،تسوّر
محمصد بصن أبصي بكصر ،الذي كان حنقصه على عثمان قصد بلغ ذروتصه بعصد قصصة الكتاب الذي وجّه إلى مصصر ،واثنان مصن
أصصحابه ،مصن دار رجصل مصن النصصار ،حتصى دخلوا على عثمان ،ومصا يعلمهصم أحصد ممصن كان معصه ،لنهصم كانوا فوق
البيوت ،ولم يكصن معصه إل امرأتصه؛ فقال محمصد بصن أبصي بكصر لصصاحبيه :أنصا أبدأكمصا بالدخول ،فإذا أنصا ضبطتصه ،فادخل
فتوجآه حتى تقتله .فدخل محمد ،فأخذ بلحيته ،فقال له عثمان :لو رآك أبوك لساءه مكانك مني! فتراخت يده .ودخل
الرجل ،فتوجآه حتى قتله( . )121وقد اختلف أهل السير فيمن قتله وفي كيفية قتله(. )122
تقول إحدى الروايات ،إنصصه «لمصصا قتصصل عثمان (رض) ،أرادوا حزّ رأسصصه ،فوقعصصت عليصصه نائلة وأم البنيصصن
فمنعنهصم ،وصصحن وضربصن الوجوه ومزقصن ثيابهصن .وأقبيصل عميصر بصن ضابصئ( ، )123وعثمان موضوع على باب،
فنزا عليه ،فكسر ضلعاً من أضلعه .وقال :سجنت ضابئاً حتى مات في السجن»(. )124
اتفقت الروايات على أن عثمان ترك ثلثاً لم يدفن حتى توسط عليّ في دفنه .تقول إحدى الروايات «إنهم
كلموا علياً فصصي دفنصصه ،وطلبوا إليصصه أن يأذن لهله ذلك ،ففعصصل وأذن لهصصم علي ،فلمصصا س صُمع بذلك ،قعدوا له فصصي
الطريصق بالحجارة( ، )125وخرج بصه ناس يسصير مصن أهله ،وهصم يريدون حائطاً بالمدينصة ،يقال له :حصش كوكصب!
كان اليهود تدفصن فيصه موتاهصم»( . )126ويروى أن أحصد النصصار رفصض أن يُصصلّى عليصه( ، )127واسصمه الحجاج بصن
عمرو بن غزية النصاري( . )128ورفض أنصاري آخر ،هو جبلة بن عمر الساعدي ،دفنه في البقيع أو الصلة
عليه؛ فدفنوه ،كما أشرنا ،في حش كوكب( . )129و «لم يلحدوه بلبن ،وحثوا عليه التراث حثواً»(. )130
لمصصا خرجصصت جنازة عثمان ،قام بعصض الناس وهموا بطرحهصصا ،فبلغ ذلك علياً ،فأرسصصل إليهصصم يعزم عليهصصم
ليكفصن عنصه ،ففعلوا .ولم يشهصد جنازتصه إل مروان بصن الحكصم وثلثصة مصن مواليصه ،وابنتصه؛ ولمصا ناحصت ابنتصه،
ورفعت صوتها تندبه ،أخذ الناس الحجارة ،وقالوا :نعثل! نعثل! فكادت تُرجم.
III
علي بن أبي طالب ...وعائشة
حرب أمير المؤمنين ...وأمهم
قال سعد بن أبي وقاص« :قتل [عثمان] بسيف سلّته عائشة وصقله طلحة وسمّه علي»( .)1وقال محمد
بصن طلحصة بصن عبيصد ال« :دم عثمان على ثلثصة أثلث :ثلث على صصاحبة الهودج [عائشصة] ،وثلث على صصاحب
الجمل الحمر [طلحة] ،وثلث على عليّ ابن أبي طالب»(.)2
«لمّا قتل عثمان ،كانت عائشة بمكة ،وحين بلغها قتله ،لم تكن تشك في أن طلحة هو صاحب المر؛ فقالت:
بعدًا لنعثل وسحقاً!! إيه ياذا الصبع [طلحة]!! إيه أبا شبل! إيه يابن عم! لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع» (.)3
وفي رواية أخرى ،أن عائشة لمّا بلغها قتل عثمان «وهي بمكّة ،أقبلت مسرعة ،وهي تقول :إيه يا ذا الصبع! ل
ج في العام الذي قتل فيه عثمان،
أبوك! أما أنهم قد وجدوا طلحة لها كفوءاً ...وقد روى قيس بن أبي حازم أنّه ح ّ
وكان مصع عائشصة ...فسصمعها تقول فصي بعصض الطريصق :إيصه ذا الصصبع! وإذا ذكرتُص عثمان ،قالت :أبعده ال! وروي
عن طريق آخر أنها قالت ،لما بلغها قتله :أبعده ال! قتله ذنبه ،وأقاده ال بعمله! يا معشر قريش! ل يسوءنكم قتل
ق الناس بهذا المر لذو الصبع -يعني طلحة ...فلما جاءت الخبار ببيعة
عثمان كما ساء أوحيمر ثمود قومه! أح ّ
ي (ع) ،قالت :تعسوا! تعسوا! ل يردون المر في تيم أبداً»( -.)4يعني أهلها.
عل ّ
حثصت عائشصة الخطصى باتجاه المدينصة .ولمصا وصصلت إلى سصرف ،ولقيهصا عبصد ابصن أم كلب ،وهصو عبصد أم
سصلمة ،ينسصب إلى أمصه ،فقالت له :مهيصم؟ قال :قتلوا عثمان ،فمكثوا ثمانياً! قالت :ثصم صصنعوا ماذا؟ قال :أخذهصا
أهصل المدينصة بالجماع ،فجازت بهصم المور إلى خيصر مجاز -اجتمعوا على عليصّ بصن أبصي طالب! فقالت :وال،
ليت أن هذه انطبقت على هذه إن ت ّم المر لصاحبك ،ردوني ردوني! فارتدّت إلى مكّة ،وهي تقول :قتل -وال -
عثمان مظلوماً! وال لطلبن بدمه! فقال لها ابن أم كلب( :)5ولم؟ فوال إن أوّل من أمال حرفه لنتِ؛ وقد كنت
تقوليصن :اقتلوا نعثلً فقصد كفصر! فقالت :إنهصم اسصتتابوه ثصم قتلوه ،وقصد قلت وقالوا ،وقولي الخيصر خيصر مصن قولي
الوّل! فقال لها ابن أم كلب:
ومنصصصصصصصك الرياح ومنصصصصصصصك المطصصصصصصصر فمنصصصصصصك البداء ومنصصصصصصك الغيصصصصصصصر
فانصصصرفت إلى مكصصة ،فنزلت على باب المسصصجد ،فقصصصدت الحجصصر ،واجتمصصع الناس إليهصصا ،فقالت :يصصا أيهصصا
الناس! إن عثمان قتل مظلوماً ،وال لطلبن بدمه»(.)6
إذن ،لقصصد كان هدف عائشصة إعادة الخلفصصة إلى أسصصرتها :بنصصي تيصم .ورغصصم أن طلحصصة( ،)7هذا الذي أرادتصصه
خليفصة ،كان مصن أشصد المؤلبيصن على عثمان ،فقصد تبدّلت مواقفهصا بالكامصل مصن مقتصل الخليفصة الثالث ،حيصن بويصع
لعلي بالخلفة :بدأت ترثي عثمان القتيل المظلوم!!!
تحفصصل الروايات بمصصبررات وآراء حول هذا التبدل المفاجصصئ -غيصصر العصصصي على الفهصصم -فصصي موقصصف
( ، )8إن عائشصة رثصت عثمان بعصد قتله ،فقالت« :تركتموه كالثوب عائشصة .يقول ابصن سصعد فصي
النقصي مصن الدنصس ،ثصم قربتموه تذبحونصه ،كمصا يذبصح الكبصش .فقال لهصا مسصروق :هذا عملك ،أنتِص كتبتِص إلى
الناس تأمرينهصم بالخروج إليصه! فقالت عائشصة :ل والذي آمصن بصه المؤمنون وكفصر بصه الكافرون ،مصا كتبصت
إليهم بسوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا! قال العمش :فكانوا يرون أنه كتب على لسانها».
العداء الصيل!
لماذا كانصت عائشصة مسصكونة ،وهصي أم المؤمنيصن والمرجصع الكصبير فصي أمور الديصن ،بكصل هذا العداء لميصر
المؤمنين عليّ بن أبي طالب ،وهو صهر النبي وابن عمه؟
(« :)9أوّل بدء الضغصن ،كان بينهصا وبيصن فاطمصة (ع) ،وذلك يقول ابصن أبصي الحديصد فصي
لن رسصول ال (ص) تزوجهصا عقصب موت خديجصة ...والبنصت تكره ميصل أبيهصا إلى امرأة غريبصة ...وإذا كانصت قصد
ماتت ،ورثت ابنتها تلك العداوة ...مال [إلى عائشة] زوجها وأحبّها ،فازداد ما عند فاطمة بحسب زيادة ميله،
وأكرم رسول ال (ص) فاطمة إكراماً عظيماً ...فكان هذا وأمثاله يزيد الضغينة عند الزوجة.
ثم حصل عند بعلها [علي] ما هو حاصل عندها ...وكانت تكثر الشكوى من عائشة ...وكما كانت فاطمة
تشكو إلى بعلها ،كانت تشكو عائشة إلى أبيها[ ،أبي بكر] ،فحصل في نفس أبي بكر من ذلك أثر ما ،ثم تزايد
تقريصظ رسصول ال (ص) لعلي (ع) ...فأحدث ذلك حسصداً له وغبطصة فصي نفصس أبصي بكصر منصه ،وهصو أبوهصا ،وفصي
نفس طلحة ،وهو ابن عمها؛ وكانت تجلس إليهما ،وتسمع كلمهما ،وهما يجلسان إليها ،ويحادثانها ،فأعدى
إليها منهما كما أعدتهما...
علي ...كان ينفصس على أبصي بكصر سصكون النصبي (ص) إليصه وثناءه عليصه ،ويحصب أن ينفرد هصو بهذه المزايصا
والخصصائص دونصه ودون الناس أجمعيصن ...ثصم كان مصن أمصر القذف([ )10الفصك] مصا كان ،ولم يكصن عليّص (ع) مصن
القاذفيصن ،ولكنصه كان مصن المشيريصن على رسصول ال (ص) بطلقهصا ...قال له لمصا اسصتشاره :إن هصي إ ّل شسصع
نعلك! ...ونقل النساء إليها [عائشة] كلماً من عليّ وفاطمة ،وأنهما قد أظهرا الشماتة!!! جهاراً وسراً بوقوع
هذه الحادثة لها ،فتفاقم المر وغلظ...
نزل القرآن ببراءتهصا ...فاشتدت الحال وغلظصت ،وطوى كلّ مصن الفريقيصن قلبصه على الشنآن لصصاحبه...ثصم
اتفصصق أن فاطمصصة ولدت أولداً كثيرة ...ولم تلد هصصي ولداً ،وأن رسصصول ال (ص) كان ...يسصصمي الواحصصد منهصصم
«ابنصي» .ثصم اتفصق أن رسصول ال (ص) ،سص ّد باب أبيهصا إلى المسصجد ،وفتصح باب صصهره ،ثصم بعصث أباهصا بصبراءة إلى
مكصة ،ثصم عزله عنهصا بصصهره ،فقدح ذلك أيضًا فصي نفسصها؛ وولد لرسصول ال (ص) ابراهيصم مصن ماريصة ،فأظهصر عليّص
(ع) بذلك سصرورًا كثيراً ،وكان يتعصصّب لماريصة ...وجرت لماريصة نكبصة مناسصبة لنكبصة عائشصة ،فبرّأهصا عليّص منهصا...
وكان ذلك كشفًا محسصًا بالبصصر ،ل يتهيصأ للمنافقيصن أن يقولوا فيصه مصا قالوه فصي القرآن ،المنزّل بصبراءة عائشصة -وكصل
ذلك كان يوغر صدر عائشة عليه ،ويؤكد ما في نفسها منه ...ثم مات ابراهيم ،فأبطنت شماتة ،وإن أظهرت كآبة،
ي (ع) من ذلك وكذلك فاطمة ،وكانا ...يريدان أن تتميز مارية عليها بالولد...
ووجم عل ّ
مرض رسصول ال (ص) المرض الذي توفصي فيصه ،وكانصت فاطمصة (ع) وعلي (ع) يريدان أن يمرض فصي
بيتهما ،وكذلك كان أزواجه كلهن(؟) ،فمال إلى بيت عائشة ،بمقتضى المحبّة التي كانت لها دون نسائه ،وكره
أن يزاحصم فاطمصة وعلي فصي بيتهمصا ...فغُبطصت على ذلك ،ولم يمرض رسصول ال (ص) منصذ قدم المدينصة مثصل هذا
المرض ،وإنما كان مرضه الشقيقة يوم ًا أو بعض يوم ،ثم يبرأ.
[اتهصم عليّص عائشصة بأنهصا] أمرت بللً ،مولى أبيهصا ،أن يأمره [لبيهصا] :فليصصلّ بالناس! لن رسصول ال،
كما روي ،قال :ليصلّ بهم أحدهم!
[ذكر علي ،أن النبي لم يقل] :إنكنّ لصويحبات يوسف! إل ...لنها وحفصة بادرتا إلى تعيين أبويهما...
بايصع [علي أبصا بكصر] ،وكان يبلغصه وفاطمصة عنهصا مصا يكرهانصه منصذ مات رسصول ال (ص) إلى أن توفيصت
فاطمة ،وهما صابران على مضض ورفض؛ واستظهرت بولية أبيها ،واستطالت وعظم شأنها ،وانخذل عل يّ
وفاطمصصة قهراً ،وأخذت فدك ،وخرجصصت فاطمصصة تجادل فصصي ذلك مراراً( )11فلم تظفصصر بشيصصء ،وفصصي ذلك تبلغهصصا
النساء ...عن عائشة كلّ كلم يسوءها.
ثم ماتت فاطمة( ، )12فجاء نساء رسول ال (ص) كلهن إلى بيت بني هاشم في العزاء ،إل عائشة ،فإنها
ي (ع) عنها كلماً يدلّ على السرور... لم تأتِ وأظهرت مرضاً ،ونقل إلى عل ّ
واسصصتمرت على هذا مدة خلفصصة أبيهصصا وخلفصصة عمصصر وعثمان ،والقلوب تغلي ،والحقاد(!!!) تذيصصب الحجارة،
ي تضاعفت همومه ،وباح بما في نفسه ،إلى أن قتل عثمان ،وقد كانت عائشة من أش ّد وكلما طال الزمن على عل ّ
الناس عليصه تأليبًا وتحريضاً؛ فقالت :أبعده ال! لمّا سصمعت قتله ،وأملت أن تعود الخلفصة فصي طلحصة ،فتعود المرة
تيميصة كمصا كانصت أولً ،فعدل الناس عنصه إلى عليّص بصن أبصي طالب ،فلمصا سصمعت ذلك ،صصرخت :واعثماناه! قتصل عثمان
مظلوماً! وثار ما في النفس ،حتى تولّد من ذلك يوم الجمل وما بعده».
كانصت تلك صصورة مختصصرة سصريعة لرموز ذلك المجتمصع الذي يسصوّق الن «كمجتمصع قديسصين» .فكيصف
كانت تفاصيل صورة ذلك «المجتمع القديسي»؟!.
صراع قمة الهرم:
لقصد كشصف الصصراع الخفي بين أميصر المؤمنين وأمهم عن وجهه السافر بعصد وفاة النبي .وكانصت الخلفة،
قمة الهرم ،بؤرة الصراع بين الطرفين .ويبدو أن عائشة ،عقب وفاة النبي مباشرة ،راحت تبث أحاديث ،تنفي
فيهصا على نحصو مطلق أن يكون النصبي أوصصى لعليّص بالخلفصة؛ مصن ذلك ،مثلً« :ذكروا عنصد عائشصة أنّص علياً كان
وصصياً ،فقالت :متصى أوصصى إليصه؟ فقصد كنصت مسصندته إلى صصدري -أو قالت :فصي حجري -فدعصا بالطسصت ،فلقصد
انحنث في حجري وما شعرت أنه مات ،فمتى أوصى إليه؟»(. )13
()14
بالمقابل ،كانت عائشة أحياناً ،في بضع أحاديث بثتها ،تقول إن النبي لمّح إلى أبي بكر كخليفة بعده :
«لمّا كان وجع النبي (ص) الذي قبض فيه ،قال :ادعوا لي أبا بكر وابنه ،فليكتب لكيل يطمع في أمر أبي بكر
طامع ،ول يتمنى متمن! ثم قال :يأبى ال ذلك والمسلمون -مرتين! ...قالت عائشة :فأبى ال والمسلمون!...
إل أن يكون أبي ،فكان أبي»(. )15
أُدخلت عواطصصف النصصبي حيال هذا الطرف أو ذاك فصصي الصصصراع الدموي بيصصن أميصصر المؤمنيصصن وأمهصصم .فمصصن
جهة ،كانت عائشة تقول :إن أحبّ الناس إلى قلب النبي هو «أبو بكر ثم عمر»( - )16نقل عنها أيضاً ،أنها قالت
فصي المسصألة ذاتهصا« :فاطمصة وزوجهصا»( ،- )17ومصن جهصة أخرى ،تصم تقديصم أحاديصث أُقحمصت فيهصا عائشصة وأبوهصا،
( )18أن أبصا بكصر اسصتأذن «على رسصول ال تجعصل علياً أحصب الناس إلى قلب النصبي :يروي أحمصد فصي
(ص) .فسصمع صصوت عائشصة عالياً ،وهصي تقول :وال لقصد عرفصت أن علياً أحبّص إليصك مصن أبصي ومنصي -مرتيصن أو
( )19إلى معاذة الغفارية قولها ،إنها سمعت «النبي (ص) ،يقول لعائشة: ثلثاً»؛ ويسند
إ نّ هذا أحب الرجال إلي ،وأكرمهم عل يّ ،فاعرفي له حقه ،وأكرمي له مثواه» - .وهذا ما لم يحصل قط! وكل
محاولت النبي لم تجدِ نفعاً عند أم المؤمنين :كانت عائشة تكره حتى مجرد ذكر اسم علي .يخبرنا البخاري في
ل عن عائشة ،أنه «لما ثقل النبي (ص) ،واشتد وجعه ،استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، ،نق ً
فأذنّص له! فخرج بيصن رجليصن ،تخطّص رجله فصي الرض .وكان بيصن العبّاس ورجصل آخر قال عبيصد ال [بصن عمصر]:
فذكرت ذلك لبصن عبّاس مصا قالت عائشصة؛ فقال لي :وهصل تدري مصن الرجصل الذي لم تسصمّ عائشصة؟ قلت :لّ! قال:
( ، )21قال ابن عباس« :هو علي ،إن عائشة ل تطيب هو عل يّ بن أبي طالب»( . )20وفي نص
()23
الطبري( ، )22يقول ابن عباس« :ل تقدر على أن تذكره بخير ،وهي تستطيع» له نفساً» .وفي
.
اسصتخدم مكان موت النصبي كعنصصر أسصاسي فصي الصصراع الدموي بيصن أميصر المؤمنيصن وأمهصم؛ خاصصة وأن مكان
موته ،كما رأينا ،يمكن أن يساهم في تحديد ما إذا كان أوصى لعلي أم لم يوص .فمن جهة ،تلمح عائشة على موت
النبي بين سحرها ونحرها( )24؛ ومن جهة أخرى ،ينفي ابن عباس ذلك بقوة ،قائلً« :أتعقل! وال لتوفي رسول ال
(ص) وهصو لمسصتند إلى صصدر علي ،وهصو الذي غسصله وأخصي الفضصل بصن عبّاس ،وأبصى أبصي أن يحضصر ،وقال :إن
ل من نصوص متناقضة تظهر دون رسول ال (ص) كان يأمرنا أن نستتر»( . )25وكانت النتيجة ،كالعادة ،ركامًا هائ ً
ابصن أدنصى لبصس شيوع التلفيصق فصي ذلك الزمصن دعمًا لهذا الموقصف أو ذاك .وعلى سصبيل المثال ،نجصد فصي
(
سعد فصلين ،يحمل الول عنوان :ذكر من قال :إن رسول ال (ص) لم يوصِ ،وأنه توفي ورأسه في حجر عائشة
ي بن أبي طالب(. )27 )26؛ ويحمل الثاني عنوان :ذكر من قال :توفي رسول ال (ص) في حجر عل ّ
حرب الجمل:
لمّا كنّا قصد ناقشنصا «حرب الجمصل» فصي أكثصر من عمصل لنصا ،فسصوف نكتفصي هنصا باستعراض سصريع لمجريات
تلك الحرب ،مع بعض التوقف عند مرتكزاتها الساسية.
فبعصد مقتصل عثمان ،أكثصر الناس على طلحصة والزبيصر واتهموهمصا بقتله .احتدم النقاش بشأن مسصألة خلفصة
عثمان؛ فقال الزبيصر :قصد تشاورنصا فرضينصا علياً ،فبايعوه .فقال علي :ليصس ذلك إليكصم ،إنمصا هصو لهصل الشورى
وأهصل بدر ،فمصن رضصي بصه أهصل الشورى وأهصل بدر فهصو الخليفصة .لكصن مصا أمضصى عليّص خليفصة ،هصو قول عامصة
الناس :يمضي قتل عثمان في الفاق والبلد فيسمعون بقتله ،ول يسمعون أنه بويع لحد فيثور كلّ رجل منهم
في ناحية ،فل نأمن أن يكون في ذلك الفساد ،فارجعوا إلى عليّ(. )28
( )29عصصن بيعصصة علي ،فيقول« :بويصصع لعلي بصصن أبصصي طالب (رض) يتحدث ابصصن سصصعد فصصي
بالمدينصة ،الغصد مصن يوم قتصل عثمان ،بالخلفصة؛ بايعصه طلحصة والزبيصر ،وسصعد بصن أبصي وقاص وسصعيد بصن زيصد بصن
عمرو( ... )30وعمار بن ياسر وأسامة بن زيد وسهل بن حنيف وأبو أيوب النصاري ومحمد بن مسلمة وزيد
()31
بن ثابت وخزيمة بن ثابت وجميع من كان بالمدينة من أصحاب رسول ال (ص) وغيرهم ،ثم ذكر طلحة
()32
والزبير أنهما بايعا كارهين غير طائعين ،وخرجا إلى مكة وبها عائشة» .ويقال في
عصن بيعصة علي« :كان أول مصن بايعصه طلحصة بلسصانه وسصعد بيده ،فلمصا رأى عليّص ذلك ،خرج إلى المسصجد ،فصصعد
المنبر ،فكان أول مصن صصعد إليصه فبايعصه ،طلحة ،تابعصه الزبيصر» .لكصن لماذا انضصم طلحصة والزبيصر إلى عائشصة فصي
مكة في ثورتها ضد علي؟
يبدو أن العامصصل المادّي هصصو السصصبب المباشصصر لذلك .فقصصد أراد طلحصصة إمارة الكوفصصة ،وأراد الزبيصصر إمارة
البصصرة ،فرفصض الخليفصة؛ تقول إحدى الروايات« :كان الزبيصر ل يشصك فصي وليصة العراق ،وطلحصة فصي اليمصن...
قال الزبير :هذا جزاؤنا من علي ،قمنا له في أمر عثمان ،حتى أثبتنا عليه الذنب وسببنا له القتل ،وهو جالس
في بيته ،وكفي المر .فلما نال ما أراد ،جعل دوننا غيرنا.
[وبرّر عليّص لبصن عباس سصبب رفضصه لطلبيهمصا ،بقوله] :إن العراقيصن بهمصا الرجال والموال ،ومتصى تملّكصا
رقاب الناس ،يسصصتميل السصصفيه بالطمصصع ،ويضربصصا الضعيصصف بالبلء ،ويقويصصا على القوي بالسصصلطان»(- . )33
ونلحظ ،كالعادة ،تضارب الروايات بشأن المصار التي طلب الثنان من عليّ وليتها.
إضافصة إلى مصا سصبق ،زاد عليّص بأن سصاوى بينهمصا وبيصن سصائر المسصلمين فصي العطاء ،مخالفاً بذلك سصنة
عمر ،التي يبدو أنه اخترعها دون سند شرعي.
جاء الثنان إلى علي صّ يزعمان أنهمصصا يريدان العمرة فصصي مكصصة؛ فقال علي« :وال مصصا أرادا العمرة ،ولكصصن
أرادا الغدرة»( . )34ولحق بالثنين بنو أمية ،الذين وافاهم إلى مكة ولة عثمان الذين عزلهم علي.
المويون:
كان المويون المسصتفيد الول والخيصر مصن حرب الجمصل .فهصم ،مصن جهصة ،قتلوا رموزًا إسصلمية هامصة كان
يمكصصن أن تنافسصصهم مسصصتقبلياً على الخلفصصة؛ وأضعفوا ،مصصن جهصصة أخرى ،علياً بحيصصث اسصصتطاعوا ،مصصع تراكصصم
الضربات والمؤامرات ،إسقاط خلفته وبالتالي خطه -مرة وإلى البد.
إن عائشة هي المسؤولة الولى -وربما الخيرة -عن هذه السلسلة من المآسي المتراكمة .فقد قادتها
عاطفتها القبلية -وربما غير القبلية -إلى الستماتة في إيصال ابن عمها ،طلحة ،إلى رأس الهرم في الدولة
الفتيصة .وكانصت النتيجصة أن خسصرت عائشصة كلّ شيصء :كادت أن تُسصبى لول سصماحة أخلق علي؛ قتصل ابصن عمهصا
طلحصة؛ قتصل زوج أختهصا الزبيصر؛ ومعهمصا ألوف مؤلفصة مصن خيار المسصلمين .وكان أهصم الموييصن فصي معسصكر
عائشة:
²مروان بن الحكم:
«لما خرج طلحة والزبير وعائشة من مكة ،يريدون البصرة [لحرب علي] ،خرج معهم سعيد بن العاص
ومروان بصن الحكصم[ ...فقال سصعيد] :قصد زعمتصم ،أيهصا الناس ،أنّكصم إنّمصا تطلبون بدم عثمان ،فإن كنتصم تريدون،
فإنّص قتلة عثمان على صصدور هذه المطصى وأعجازهصا ،فميلوا عليهصم بأسصيافكم وإلّ فانصصرفوا إلى منازلكصم ول
تقتلوا فصي رضصى المخلوقيصن أنفسصكم ...فقال مروان بصن الحكصم :بصل نضرب بعضهصم ببعصض ،فمصن قتصل كان الظفصر
فيه ،ويبقى الباقي ،فنطلبه وهو ضعيف»(. )35
()36
رغصم أن طلحصة ومروان كانصا فصي المعسصكر ذاتصه المعادي لعلي ،فقصد قتصل مروان طلحصة .تقول روايصة
( « : )37كان مروان مصع طلحصة فصي الخيصل ،فرأى فرجصة فصي درع طلحصة ،فرماه بسصهم فقتله».
( )38المسألة ،فيقول« :كان سبب قتل طلحة أن مروان بن الحكم رماه بسهم في ويفصّل
ركبتصصه ،فجعلوا إذا أمسصصصكوا فصصصم الجرح ،انتفخصصصت رجله ،وإذا تركوه جرى .فمات منصصصه .فقال مروان :ل أطلب
بثأري [لعثمان] بعد اليوم .والتفت إلى أبان بن عثمان ،فقال :قد كفيتك بعض قتلة أبيك»(. )39
في حرب الجمل« ،ثبتت عائشة ،وحماها مروان في عصابة ،فأحدق بهم علي ...و[كان] كلمّا وثب رجل
يريد الجمل ،ضربه مروان بالسيف وقطع يده ،حتى قطع نحو عشرين يدًا من أهل المدينة والحجاز والكوفة،
حتصى أتصي مروان مصن خلفصه ،فضرب ضربصة فوقصع ،وعرقصب الجمصل الذي عليصه عائشصة ،وانهزم الناس ،وأسصرت
عائشة ،وأسر مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان وموسى بن طلحة وعمرو بن سعيد بن العاص .فقال عمّار
لعلي :أقتل هؤلء السرى!!! فقال علي :ل أقتل أسير أهل القبلة إذا رجع ونزع»(. )40
²يعلى بن أمية:
«اسصتعمله عثمان على صصنعاء ...وأعان الزبيصر [فصي حرب الجمصل] بأربعمائة ألف؛ وحمصل سصبعين رجلً
من قريش ،وحمل عائشة على الجمل الذي شهدت القتال عليه ،واسم الجمل عسكر»( . )41وفي رواية أخرى:
«جهزهصم يعلى بصن أميصة بسصتمائة بعيصر وسصتمائة ألف درهصم»( . )42وفصي روايصة ثالثصة ،أن يعلى بصن أميصة اشترى
عسكر «بثمانين ديناراً»( . )43وأخرج الطبري عن الزهراني ،قوله« :ثم ظهرا ،يعني طلحة والزبير ،إلى مكة،
بعد قتل عثمان بأربعة أشهر ،وابن عامر يجر الدنيا؛ وقدم يعلى بن أمية معه بمال كثير ،وزيادة عن أربعمئة
بعير ،فاجتمعوا في بيت عائشة (رض) ،فأداروا الرأي ،فقالوا :نسير إلى عليّ فنقاتله .فقال بعضهم :ليس لكم
طاقصة بأهصل المدينصة ،ولكنصا نسصير حتصى ندخصل البصصرة والكوفصة؛ ولطلحصة بالكوفصة شيعصة وهوى وللزبيصر بالبصصرة
هوى ومعونة .فاجتمع رأيهم على أن يسيروا إلى البصرة وإلى الكوفة ،فأعطاهم عبد ال بن عامر مالً كثيراً
وإبلً ،فخرجوا في سبعمائة رجل من أهل المدينة والكوفة ،ولحقهم الناس حتى كانوا ثلثة آلف رجل»(. )44
²عبد ال بن عامر:
()45
،فيقول« :ابصن خال عثمان [ -أو« :خال عثمان بصن عفان يحدثنصا عنصه ابصن سصعد فصي
وابصصن عمصصة النصصبي (ص) ،] )46(-ولّه البصصصرة ،فافتتصصح خراسصصان كلهصصا وأطراف فارس وسصصجستان وكرمان
وزابلستان ...قدم على عثمان بالمدينة ،فقال له عثمان :صل قرابتك وقومك! ففرّق في قريش والنصار شيئاً
عظيماً من الموال والمكسوات ...وظلّ والياً على البصرة إلى أن قتل عثمان؛ فلما سمع ابن عامر بقتله ،حمل
مافصصي بيصصت المال ،وسصصار إلى مكصصة ،فوافصصى بهصصا طلحصصة والزبيصصر وعائشصصة ،وهصصم يريدون الشام؛ فقال :بصصل ائتوا
البصصصرة ،فإن لي بهصصا صصصنائع ،وهصصي أرض أموال ،وبهصصا عدد الرجال» .لكصصن سصصعيد بصصن العاص ،يقول« :أمصصا
الموال فعنده ،وأما الرجال فل رجل»( . )47وكان عبد ال قد هرب ليلً من البصرة ،بعدما بايع أهلها علياً؛ وقد
جهّز الرجل معسكر عائشة ،على ما قاله المسعودي( ، )48بألف ألف درهم ،ومائة من البل ،وغير ذلك(. )49
نساء النبي الخريات
باستثناء عائشة ،فقاموس حرب أمير المؤمنين وأمهم ،ل يذكر سوى اسم أم سلمة المخزومية ،زعيمة
الحلف المعادي لعائشة وحلفها ،وحفصة بنت عمر ،يد عائشة اليمنى وصديقتها اللدود -وذلك من بين نساء
النصبي .وكان طصبيعياً بالتالي أن تقصف أم سصلمة بجانصب عليّص وحلفصه ،وحفصصة بجانصب عائشصة ومعسصكرها .فقبيصل
حرب الجمصل ،كتبصت أم سصلمة ،وكانصت فصي مكّة ،إلى علي ،تقول« :أمصا بعصد! فإن طلحصة والزبيصر وأشياعهصم،
أشياع الضللة؛ يريدون أن يخرجوا بعائشصة ،ومعهصم عبصد ال بصن عامصر؛ يذكرون أن عثمان قتصل مظلوماً؛ وال
كافيهصم بحوله وقوتصه! ولول مصا نهانصا ال عصن الخروج ،وأنصت لم ترضَص بصه ،لم أدع الخروج إليصك والنصصرة لك.
ولكنصي باعثصة إليصك بابنصي ،وهصو عدل نفسصي ،عمصر بصن أبصي سصلمة ،يشهصد مشاهدك كلهصا ،فاسصتوصِ بصه ،يصا أميصر
المؤمنين ،خيراً ...فلما قدم على عل يّ أكرمه ،ولم يزل معه حتى شهد مشاهده كلها»( . )50وفي رواية أخرى،
يقال« :فلمصصا قدم عمصصر على عليصصّ (ع) أكرمصصه ،ولم يزل معصصه حتصصى شهصصد مشاهده كلهصصا .ووجهصصه أميراً على
البحريصن»( . )51مصن ناحيصة أخرى ،فقصد قالت أم سصلمة لعائشصة لمّا همصت الخيرة بالخروج إلى حربهصا مصع أميصر
المؤمنيصن« :يصا عائشصة! إنصك سصدة بيصن رسصول ال (ص) وبيصن أمتصه ،حجابصك مضروب على حرمتصه ،وقصد جمصع
القرآن ذيلك فل تندحيصه ،وسصكّن ال عقيرك فل تصصحريها ،ال مصن وراء هذه المصة ،قصد علم رسصول ال مكانصك
لو أراد أن يعهصصد فيصصك عهداً ،بصصل قصصد نهاك عصصن الفرطصصة فصصي البلد؛ مصصا كنصصت قائلة لو أن رسصصول ال (ص) قصصد
عارضصك بأطراف الفلوات ناصصّة قلوصصك مقوداً مصن منهصل إلى منهصل؟! إن بعيصن ال مثواك! وعلى رسصول ال
(ص) تعرضيصن ،ولو أمرت بدخول الفردوس لسصتحييت أن ألقصى محمدًا هاتكصة حجاباً جعله ال علي ،فاجعليصه
سصترك ،وقاعصة البيصت قصبرك ،حتصى تلقيصه وهصو عنصك راض ...فقالت عائشصة :يصا أم سصلمة ،مصا أقبلنصي لوعظصك،
وأعرفنصي بنصصحك ،ليصس المصر كمصا تقوليصن ،ولنعصم المطلع مطلعاً أصصلحت فيصه بيصن فئتيصن متناحرتيصن» (. )52
بالمناسصبة ،فالمصصادر السصلمية ل تذكصر شيئ ًا عصن الوسصيلة التصي تصم بهصا تسصجيل هذا الحديصث ،المفخصم للغايصة،
الخاص للغاية ،بين اثنتين من أمهات المؤمنين!!
تخبرنصا تلك المصصادر أيضاً ،أنصه لمّا جاءتهصا عائشصة تطلب منهصا الخروج معهصا للمطالبصة بالثأر لعثمان ،ردّت أم
سصلمة« :إنصك كنصت بالمصس تحرّضيصن على عثمان ،وتقوليصن فيصه أخبصث القول ،ومصا كان اسصمه عندك إل نعثلً ،وإنصك
ي عند رسول ال (ص)»(. )53 لتعرفين مكانة عل ّ
()55 ()54
بالمقابل ،فقد «أرادت حفصة المسير معهم [لقتال علي] ،فمنعها أخوها عبد ال» .لكن مشاعر حفصة
كانصت دائمًا مصع عائشصة .ذكصر أبصو مخنصف أنصه لمصا نزل عليّص ذا قار ،كتبت عائشصة إلى حفصصة بنت عمصر « :أمصا بعصد!
فإني أخبرك أن عليًا نزل ذا قار وأقام بها مرعوبًا خائفًا لما بلغه من عدتنا وجماعتنا ،فهو بمنزلة الشقر :إن تقدّم
عقر ،وإن تأخر نحر!! فدعت حفصة جواري لها يتغنين ويضربن بالدفوف؛ فأمرتهن أن يقلن في غنائهن:
ما الخبرِ! ما الخبرِ! عليّ في السفرِ؛
كالفرس الشقرِ؛
إن تقدّم عقر ،وإن تأخر نحر.
وجعلت بنات الطلقاء( )56يدخلن على حفصصة ،ويجتمعصن لسصماع ذلك الغناء! فبلغ أم كلثوم بنصت عليّص [ زوجصة
أبيهصا] ،فلبسصت جلبيبهصا ،ودخلت عليهصن فصي نسصوة متنكرات ،ثصم أسصفرت عصن وجههصا؛ فلمصا عرفتهصا حفصصة ،خجلت
واسصترجعت؛ فقالت أم كلثوم :لئن تظاهرتمصا عليصه منصذ اليوم ،لقصد تظاهرتمصا على أخيصه [النصبي] مصن قبصل ،فأنزل ال
فيكما ما أنزل! فقالت حفصة :كفى ،رحمك ال! وأمرت بالكتاب فمزّق ،واستغفرت ال»(. )57
محمد بن أبي بكر:
ل بقتل عثمان .ويبدو أن قد يكون محمد بن أبي بكر الحلقة الضعيفة الوحيدة في معسكر علي .فهو متهم فع ً
الحداث المتلحقصصة لم تتصصح أمام علي ّص مجا ًل كصصي يولي مسصصألة قتصصل عثمان مصصا تسصصتحقه مصصن الهميصصة .تقول إحدى
ي إلى امرأة عثمان ،فقال لهصا :من قتل عثمان؟ قالت :ل أدري؛ دخل عليه رجال ل أعرفهم ،إل الروايات« :جاء عل ّ
أن أرى وجوههصم ،وكان معهصم محمصد بصن أبصي بكصر ...فقال [محمصد] :صصدقت! قصد وال دخلت عليصه ،فذكصر لي أبصي،
فقمت عنه ،وأنا تائب إلى ال تعالى! وال ما قتلته ،ول أمسكته! فقالت :صدق ،ولكن هو أدخلهم»( . )58لكن هذا ل
ينفي التهمة ،بأية حال ،عن محمد ابن أبي بكر .وكثير مما تبقى لنا من شواهد ،يؤكد دور محمد في قتل الخليفة.
()59
فعلى سبيل المثال ،كان الحسن ،بسبب دور محمد في قتل عثمان« ،ل يسميه باسمه ،إنما كان يسميه الفاسق»
.كذلك فربمصا تكون طريقصة قتصل محمصد بصن أبصي بكصر الدليصل الفضصل على اعتقاد الناس عموماً ،وبنصي أميصة خصصوصاً،
« :أخذه معاويصة بصن خديصج وعمرو بصن العاص وغيرهمصا ،فجعلوه فصي على أنصه قاتصل عثمان .ورد فصي
جلد حمار وأضرموه بالنار ...وقيل إنه فُعل به ذلك وبه شيء من الحياة؛ وبلغ معاوية [بن أبي سفيان] قتل محمد
وأصحابه ،فأظهر الفرح والسرور»( . )60وكان معاوية بن خديج قال لمحمد قبل أن يقتله« :قتلت ثمانين من قومي
فصي دم الشهيصد عثمان ،وأتركصك ،وأنصت صصاحبه»( . )61أخيراً ،كانصت عائشصة ذاتهصا غاضبصة على أخيهصا محمصد لسصعيه
على عثمان( - )62وربمصصا لوجوده فصصي معسصصكر عليّص -وكانصصت تسصمّيه مذمماً ،وتقول« :قتصصل ال مذممًا بسصصعيه على
عثمان»(. )63
حرب المبشّرين بالجنة!
«خرج أصصحاب الجمصل ...مصن مكصة ،وأذّن مروان ...ثصم جاء حتصى وقصف عليهمصا [طلحصة والزبيصر] ،فقال:
على أيكمصا أسصلّم بالمرة وأؤذن بالصصلة؟ فقال عبصد ال بصن الزبيصر :على أبصي عبصد ال! وقال محمصد بصن طلحصة:
على أبصي محمصد! فأرسصلت عائشصة إلى مروان ،فقالت :مالك؟ أتريصد أن تفرق أمرنصا! ليصصلّ ابصن أختصي[ ،عبصد ال
بن الزبير] ،فكان يصلّي بهم حتى قدم البصرة ،فكان معاذ بن عبيد ال ،يقول :وال لو ظفرنا لفتتنا ،ما خلّى
الزبير بين طلحة والمر ،ول خلّى طلحة بين الزبير والمر»(. )64
«لمصا خرج طلحصة والزبيصر إلى البصصرة ،كتبصت أم الفضصل بنصت الحارث ،يعنصي زوجصة العباس ابصن عبصد المطلب
(رض) إلى عليّص بخروجهم؛ فقال :علي :العجب! وثب الناس على عثمان فقتلوه وبايعوني غيصر مكرهين ،وبايعنصي
طلحة والزبير ،وقد خرجا بالجيش إلى العراق»(. )65
لمّا اقتربصت عائشصة مصن البصصرة ،أرسصل واليهصا ،عثمان بصن حنيصف ،أبصا السصود الدؤلي ،ليسصتعلم منهصا عصن
سصصبب مجيئهصصا ،فقالت إنهصصا جاءت تطلب الثأر لعثمان .ولمصصا أجابهصصا بأن قتلة عثمان ليسصصوا فصصي البصصصرة ،قالت
بأنهصا قادمصة كصي تسصتنهض أهصل البصصرة كصي يغضبوا لدم عثمان مصن قتلتصه الموجوديصن ضمصن معسصكر علي(. )66
لكصن أبصا السصود زعصم بأن خروجهصا هصو خروج على كتاب ال وسصنّة نصبيه ،وأن أبناء عثمان أولى بالثأر لبيهصم
منها .وعندما اكتشف الدؤلي أن طلحة والزبير يحملن رأي عائشة ذاته ،عاد إلى عثمان ابن حنيف( ، )67وقال
له :إنها الحرب ،فتأهب لها(. )68
كان كثيرون مصصصصن أبرز وجوه المجتمصصصصع السصصصصلمي آنذاك يرفضون خروج عائشصصصصة لحرب عليصصصصّ جملة
()69
وتفصيلً ،معتبرين إياه ،كغيرهم ،خروجاً على الكتاب والسنّة .وكان ضمن هؤلء :زيد بن صوحان العبدي
،جارية بن قدامة السعدي( ، )70والحنف بن قيس( . )71في حين استنكر عبد ال بن حكيم على طلحة خروجه
مطالباً بدم عثمان وهو الذي خلعه ودعا إلى قتله ،وبايع من بعده عليّ بن أبي طالب(. )72
اندلعت الحرب بين جيش عائشة وجماعة عثمان بن حنيف ،لكن الطرفين عادا للصلح ،وأرجئ المر إلى
ي إلى البصرة ،وكتب عهد بين المتحاربين( . )73لكن حزب عائشة نقض العهد .فقد خرجوا في ما بعد وصول عل ّ
ليلة مظلمة ذات ريح ومطر ،بعدما تأكدوا من أن ابن حنيف ل يشك فيهم ،وقد لبسوا الدروع وظاهروا فوقها
الثياب ،فانتهوا إلى المسصجد وقصت صصلة الفجصر ،وكان ابصن حنيصف سصبقهم إلى المسصجد ،فلمصا تقدّم ليصصلي ،أخّره
أصصحاب طلحصة والزبيصر وقدّموا الزبيصر ،وتشاحصن الطرفان حتصى كادت الشمصس تطلع .ثصم غلب الزبيصر ،فصصلّى
بالناس .ولمصا فرغ مصن صصلته ،صصاح بأصصحابه المسصلّحين ،أن خذوا عثمان بصن حنيصف ،فلمصا أُسصر ضُرب ونُتصف
شعر وجهه ورأسه ،وأخذوا الشرطة وحرّاس بيت المال ،وهم سبعون رجلً ،فانطلقوا بهم وبعثمان بن حنيف
إلى عائشة ،التي قالت لبان بن عثمان :اخرج إليه فاقتله فإن النصار قتلوا أباك!
لكن عثمان بن حنيف هدّد عائشة وفريقها بأخيه ،خليفة عليّ على المدينة ،وقال إنهم إن قتلوه ،فسيقتل
أخوه كلّ أهلهم هناك! فكفّوا عنه! وأمرت عائشة الزبير بقتل الشرطة وحرّاس بيت المال ،فذبحهم الزبير كما
تذبح الغنم.
بقيصت طائفصة منهصم مسصتمسكين بصبيت المال ،وقالوا :ل ندفعصه إليكصم حتصى يقدم أميصر المؤمنيصن! أي علي! فسصار
إليهم الزبير في جيشه ليلً ،فأوقع بهم وأخذ منهم خمسين أسيراً ،فقتلهم صبراً! فكان هذا الغدر بعثمان بن حنيف
أول غدر في السلم ،وكان قتل الشرطة وحرّاس بيت المال أول قوم ضربت أعناقهم في السلم صبراً ،وكانوا مئة
وعشريصن رج ًل( )74؛ وقيصل :كانوا أربعمائة رجصل( . )75ثصم طردوا عثمان بصن حنيصف ،فلحصق بعلي ،فلمصا رآه بكصى ،وقال
له :فارقتك شيخًا وجئتك أمرداً! فقال علي :إنّا ل وإنا إليه راجعون(. )76
الجمل الصغر:
لمصا بلغ حكيصم بصن جبلة ،سصيّد عبصد القيصس ،مصا صصنع القوم بعثمان بصن حنيصف وخُزّان بيصت مال المسصلمين
وغيصر ذلك ،خرج فصي ثلثمائة مصن قومصه؛ فتصصدّى له جيصش عائشصة ،التصي حملوهصا على جمصل ،فسصمّي ذلك اليوم
يوم الجمصصل الصصصغر ،مقارنصصة بيومهصصا مصصع علي ،يوم الجمصصل الكصصبر .وانجلت المعركصصة عصصن مقتصصل كلّ بنصصي عبصصد
القيس ،بمن فيهم حكيم بن جبلة وأخوته الثلثة وابنه.
مصن الجديصر بالذكصر ،أن طلحصة والزبيصر اختلفصا فصي مصن يصصلّي بالناس هنصا أيضاً؛ فأصصلحت بينهمصا عائشصة،
فجعلت يوم ًا لعبصد ال بصن الزبيصر ويوماً لمحمصد بصن طلحصة .وقيصل إنهصم لمصا دخلوا بيصت المال ،ورأوا مصا فيصه مصن
الموال ،قرأ الزبيصر ،وقصد اسصتفزه الفرح :وعدكصم ال مغانصم كثيرة فجعصل لكصم هذه! فنحصن أحصق بهصا مصن أهصل
البصرة(. )77
حوارات المبشرين ...بالجنّة!!
تروي المصصادر أن علياً ذكّر الزبيصر بقول النصبي لعلي :ليقتلنّك ابصن عمتصك [الزبيصر] هذا ،وهصو لك ظالم؛
فرجع الزبير رافضاً قتاله .ولمصا اسصتفزّه ابنه عبصد ال ،متهماً إياه بالجبن ،ر ّد الزبيصر :ويحك! إنصي قد حلفت له
أن ل أقاتله! فقال له ابنه :كفّر عن يمينك بعتق غلمك سرجس .فأعتقه ،وقام في الصف الول معهم(. )78
تذكصر روايصة أخرى أن علياً قال للزبيصر :أتطلب منصي دم عثمان وأنصت قتلتصه؟ لسصلّط ال على أشدّنصا عليصه
ي طلحة ،فقال :يا طلحة ،جئت بعرس رسول ال (ص) تقاتل بها ،وخبأت عرسك في اليوم ما يكره! ودعا عل ّ
البيت؟ أما بايعتني؟ قال :باعيتك وعلى عنقي اللج! وأصر طلحة على الحرب(. )79
الوغى:
حاول عليّص منصع الحرب عصن طريصق اللتجاء إلى حكصم المصصحف .لكصن يبدو أن حزب عائشصة كان مصصرّا
على الحرب .ولعبت عائشة الدور البرز في تحريض الناس على القتال« .كانت جهورية الصوت»( . )80وظلّت
تسصتفز حميتهصم حتصى عُقصر الجمصل ،بعصد أن قتصل على خطامصه أربعون رجلً( . )81ومصا أن هوى الجمصل حتصى آواه
علي ،وفيه عائشة ،إلى وارف من ظله منيع ،وجعل معها أخاها محمداً ،وأطلق سراح السرى.
كانت معركة الجمل يوم الخميس ،لعشرين خلون من جمادى الخرة ،سنة 36للهجرة.
كان عدد القتلى ،مصن حزب عائشصة ،ثلثصة عشصر ألفاً ،بمصن فيهصم طلحصة والزبيصر( )82؛ أمصا مصن حزب علي،
فقتل نحو من ألف شخص(. )83
ذيول الحرب ...وطرائفها:
تخبرنصا إحدى الروايات أن علياً «أمصر المنادي ،فنادى :مصا كان لهصم مصن مال فصي أهليهصم فهصو ميراث على
فرائض ال! فقام رجل ،فقال :كيف تحلّ لنا أموالهم ،ول تح ّل لنا نساؤهم ول أبناؤهم؟ فقال :ل يحلّ لكم ذلك!
فلما أكثروا عليه في ذلك ،قال :اقترعوا ،هاتوا بسهامكم! ثم قال :أيكم يأخذ أمكم عائشة في سهمه؟»(. )84
الطريف ،أن عائشة التي أدّت بخروجها هذا إلى فتنة لم تغلق أبوابها قط -بغض النظر عن ألوف القتلى
والجرحى من خيار المسلمين -تضايقت للغاية حين «جاء أعين ابن ضبة بن أعين المجاشعي حتى اطلع في
الهودج ،فقالت :إليصك لعنصة ال! فقال :وال مصا أرى إل حميراء! فقالت له :هتصك ال سصترك وقطصع يدك وأبدى
عورتصك! فقتصل بالبصصرة ،وسصلب وقطعصت يده ،ورمصي بصه عرياناً فصي خربصة مصن خرب الزد»( )85؛ الطرف ،أن
يستجيب لها الله بمباشرية مخيفة رغم كلّ أعمالها التي تخالف أبسط أوامر هذا الله!
رغم كلّ المبررات التي يلفقها السلميون المعاصرون لعائشة ،لغسلها من مصائب الجمل وذيولها ،فقد
كانت هي ذاتها مسكونة بشعور الثم بسبب فعائلها .تورد إحدى الروايات أنه «ذكر لعائشة يوم الجمل فقالت:
ب إليّ من أن أكون ولدت من رسول ال بضع عشرة وددّت لو جلست كما جلس صواحبي»( )86؛ أو« :كان أح ّ
()87
رجال كلهصصم مثصصل عبصصد الرحمصصن بصصن الحارث بصصن هشام أو مثصصل عبصصد ال بصصن الزبيصصر» .ويقول أحصصد الرواة:
«حدثنصي مصن سصمع عائشصة (رض) ،إذا قرأت هذه اليصة« ،وقرن فصي بيوتكصن» [أحزاب ،]33بكصت حتصى تبصل
خمارها»( . )88يذكر أيضاً ،أن عائشة قالت« :إذا مرّ ابن عمر فأرونيه .فلما مرّ ،قيل لها :هذا ابن عمر! قالت:
يصا أبصا عبصد ال ،مصا منعصك أن تنهانصي عصن مسصيري [يوم الجمصل]؟ قال :رأيصت رجلً قصد غلب عليصك وظننصت أنصك ل
تخالفينصه -يعنصي ابصن الزبيصر! قالت :أمصا لو أنصك نهيتنصي مصا خرجصت -تعنصي :مسصيرها فصي فتنصة يوم الجمصل»(. )89
وقيل« :إن ابن عبّاس دخل على عائشة قبل موتها ،فأثنى عليها ،فلما خرج ،قالت لبن الزبير ،أثنى عليّ عبد
ال بصن عبّاس ولم أكصن أحصب أن أسصمع أحصد اليوم يثنصي علي ،لوددّت أنصي كنصت نسصياً منسصياً»( )90؛ أو« :وددّت
أني إذا مت ،كنت نسي ًا منسياً»( )91؛ أو« :يا ليتني كنت ورقة من هذه الشجرة»( )92؛ وقيل أيضاً «إن عائشة
لمصا احتضرت جزعصت ،فقيصل لهصا :أتجزعيصن يصا أم المؤمنيصن ،وابنصة أبصي بكصر الصصدّيق؟ فقالت :إن يوم الجمصل
لمعترض في حلقي! ليتني مت قبله ،أو كنت نسياً منسياً»( . )93لذلك طلبت قبيل وفاتها أن ل تدفن مع النبي،
قائلة« :إنصصي قصصد أحدثصت بعصصد رسصصول ال (ص) ،فادفنونصصي مصصع أزواج النصبي (ص)»( )94؛ قال الذهصصبي« :تعنصصي
بالحديصث :مسصيرها يوم الجمصل»( - . )95كيصف ل ،وكانصت لعنصة الجمصل تلحقهصا فصي كلّ الفواه باسصتمرار؟ يروى
«أن رجلً نال مصن عائشصة (رض) عنصد عمار بصن ياسصر؛ فقال :أغرب مقبوح ًا منبوذاً ،أتؤذي حبيبصة رسصول ال
(ص)؟»(. )96
لكصن كلّ هذا الندم لم يغسصل قلبهصا ،وهصي أم المؤمنيصن ،مصن كراهيصة أميرهصم :عليّص بصن أبصي طالب .فقصد ظلّت
تكرهه حتى بعد مماته .تحدثنا روايات كثيرة ،أن عائشة ،لما بلغها «قتل عليّ (رض) ،قالت:
كمصصصصصصصصا قصصصصصصصر عيناً بالياب المسصصصصصصصصافر فألقصصصت عصصصصاها واسصصصتقر بهصصصا النوى
وفصصي روايصصة أخرى ،أنهصصا «سصصجدت ل شكراً ،وأظهرت السصصرور وتمثلت ...فقالت زينصصب بنصصت أم سصصلمة:
(
ألعلي تقولين هذا؟ فقالت :إني أنسى ،فإذا نسيت فذكروني»( . )98وفي نص
)99يقال إن الذي جاءها بنعيه هو سفيان بن أبي أمية.
IV
معاوية بن أبي سفيان ...وعائشة
لشك أن عائشة هي التي مهدت الطريق لوصول المويين إلى الحكم ،وذلك عبر إضعافها لعلي وإثارتها
للقلقصل في وجهصه مصن جهصة ،وعبر تصصفية أبرز منافسصين لمعاويصة فصي المصر ،الزبيصر وطلحصة ،مصن جهصة أخرى.
وبعكس سلوكها في أيام علي ،فهي لم تحرك ساكناً في هذه المرحلة ،رغم كلّ جرائم معاوية وفظائعه.
كانصت أولى جرائم معاويصة التصي مسصّت عائشصة شخصصياً ،قتله لخيهصا محمصد عام 38هصص ،أي قبصل تسصلّمه
الخلفصة ،بعصد حيلة المصصاحف فصي صصفين .فقصد ولّى عليّص محمداً مصصر ،فدخلهصا عام 37هصص؛ لكصن معاويصة أرسصل
عمرو بصن العاص إلى مصصر عام 38هصص ،فتغلّب على محمصد ،ثصم قتله معاويصة بصن خديصج ،كمصا أشرنصا ،صصبراً،
وأدخلوا جثته في بطن حمار ميت ،وأحرقوه(« .)1ولما بلغ ذلك عائشة ،جزعت عليه جزعاً شديداً ،وقنتت في
دبر كلّ صصلة ،تدعصو على معاويصة بن أبصي سفيان وعمرو بن العاص ومعاويصة بصن خديصج ،وقبضصت عيال محمصد
أخيهصا إليهصا ،فكان القاسصم بصن محمصد مصن عيالهصا ...وحلفصت عائشصة ل تأكصل شواء أبداً بعصد قتصل محمصد ،فلم تأكصل
شواء حتى لحقت بال ،وما عثرت قط حتى قالت :تعس معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن
خديج»(.)2
حجر بن عدي:
كان حجصر بصن عدي متعاطفًا مصع علي ،وكان ينتقصد المغيرة بصن شعبصة ،عامصل معاويصة ابصن أبصي سصفيان على
ي من فوق المنابر .وجاء بعده زياد بن أبيه الذي لم يكن أقل سوءًا الكوفة ،الذي أمره أمير مؤمني عصره بشتم عل ّ
من سابقه .وتروي الخبار أن زيادًا أطال يومًا الخطبة ،وأخّر الصلة( ،)3فنادى عدي :الصلة! ولما لم يأبه زياد به
وبالناس ،ثار الحاضرون .فُأرْسل حجر بطلب من معاوية إلى الشام .وفي مرج عذراء ،تم قتله مع مرافقيه.
تضايقصت عائشصة مصن قتصل حجصر ،لكنهصا لم تثصر لذلك -خاصصة وأنهصا كانصت قصد تدخلت لمنصع هذه الجريمصة .
وتروي الخبار أن عائشة بعثت عبصد الرحمن بن الحرث بن هشام إلى معاوية فصي حجر وأصحابه ،فقدم عليصه
وقد قتلهم ...وكانت عائشة تقول :لول أنّا لم نغيّر شيئًا إل آلت المور إلى أشد مما كنا فيه ،لغيّرنا قتل حجر،
أما وال إن كان لمسلماً ما علمته ،حاجاً معتمراً(.)4
تقول إحدى الروايات ،إن معاويصة أقبصل «ومعصه خلق كثيصر مصن الشام ...حتصى أتصى عائشصة أم المؤمنيصن،
فأذنصت له وحده ...وعندهصا مولهصا ذكوان؛ فقالت عائشصة :أكنتَص تأمصن أن أقعصد لك رجلً فأقتلك كمصا قتلت أخصي
محمصد بصن أبصي بكصر؟ فقال معاويصة :مصا كنتِص لتفعلي ذلك ...لنصي فصي بيصت آمصن[ ..وتكلّمصت عائشصة] ...فلم يخطصب
معاوية ،وخاف أن ل يبلغ ما بلغت ...ثم قام معاوية ،فلما قام ،قالت عائشة :يا معاوية ،قتلت حجرًا وأصحابه
العابدين المجتهدين؟ ...فقال :دعينا وإياههم حتى نلقى ربّنا[ ...ثم أكمل] :تال إن رأيت كاليوم قط خطيباً أبلغ
من عائشة بعد رسول ال (ص)»(.)5
عبد الرحمن بن أبي بكر:
شقيصق عائشصة .لم تكصن سصمعة هذا الرجصل طيبصة إسصلمياً حتصى مراحصل متأخرة مصن تاريصخ الدعوة .ويذكصر
الزمخشري( )6أن اليصصة السصصبعين مصصن سصصورة النعام« ،أولئك الذيصن أبسصصلوا بمصصا كسصصبوا لهصصم شراب مصصن حميصصم
وعذاب أليصم بمصا كانوا يكفرون»« ،نزلت فصي أبصي بكصر الصصدّيق (رض) ،حيصن دعاه ابنصه ،عبصد الرحمصن ،إلى
( )7ابصن هشام ،يقال« :نادى أبصو بكصر الصصدّيق ابنصه عبصد الرحمصن ،وهصو يومئذ عبادة الوثان» .وفصي
[يوم بدر] من المشركين ،فقال :أين مالي يا خبيث؟ فقال عبد الرحمن:
وصارم يقتل ضلل الشيب». لم يبقَ غير مشكة ويعبوب
ويذكصر الزمخشري( )8أيضاً ،أن اليصة السصابعة عشرة مصن سصورة الحقاف« ،والذي قال لوالديصه أفٍص لكمصا،
أتعداننصي أن أخرج وقصد خلت القرون مصن قبلي ،وهمصا يسصتغيثان ال :ويلك! آمصن إن وعصد ال حصق! فيقول :مصا
هذا إل أسصاطير الوليصن»« ،نزلت فصي عبصد الرحمصن بصن أبصي بكصر قبصل إسصلمه ،وقصد دعاه أبوه أبصو بكصر وأمصه أم
رومان إلى السلم ،فأفف بهما ،وقال :ابعثوا لي جدعان بن عمرو وعثمان بن عمرو ،وهما من أجداده ،حتى
أسألها عمّا يقول محمد».
ولما أراد معاوية أخذ البيعة ليزيد ،وكان مروان عامله على المدينة« ،خطب مروان ،فقال :إن ال تعال
قصد أرى أميصر المؤمنيصن فصي يزيصد رأياً حسصناً ،وأن يسصتخلفه؛ فقصد اسصتخلف أبصو بكصر عمصر (رض)! فقال عبصد
الرحمن بن أبي بكر (رض) :أهرقلية؟ إن أبا بكر (رض) -وال -ما جعلها في أحد من ولده ول أحد من أهل
بيتصه ،ول جعلهصا معاويصة فصي ولده إل رحمصة وكرامصة لولده! فقال مروان :ألسصت الذي قال لوالديصه :أفٍص لكمصا؟
فقال عبصد الرحمصن (رض) :ألسصتَ ابصن اللعيصن الذي لعصن رسصول ال (ص) أباه؟! وسصمعتهما عائشصة (رض)،
فقالت :يصا مروان! أنصت القائل لعبصد الرحمصن كذا وكذا؟ [ونفصت أن يكون كلمصه لشقيقهصا صصحيحاً ،وأكملت] :ولو
شئت أن أسصمّي الذي نزلت فيه لسصميته؛ ولكصن رسصول ال لعصن أبصا مروان ،ومروان في صصلبه ،فمروان فضض
مصن لعنة ال»( .)9وفصي نصوص كثيرة نجدهصا تنفي تهمصة التأفف عصن شقيقهصا ،وتضيف مقسصمة« ،وال ما هصو
به»( .)10لكن الحقيقة أن كثيراً من التفاسير تخبرنا ،كما لحظنا ،أن الذي قال لوالديه أفاً ،هو عبد الرحمن بن
أبي بكر تحديداً.
()11
حاول معاويصة شراء ضميصر عبصد الرحمصن بمئة ألف درهصم ،فرفصض .ومات عبصد الرحمصن فجأة بموضصع
شمال مكة ،قريب منها.
الحسن بن علي:
بعدما اشترى معاوية الحسن بن عل يّ بالمال ،اشترى إحدى زوجاته ،اللواتي يستحيل إحصاؤهن ،بالمال
وبوعد زواج من يزيد ابنه إن هي قتلت زوجها .وهذا ما كان -لكنه لم يكمل وعده بتزويجها من ابنه ،خوفاً
عليه منها(.)12
يروى أن الحسن« ،لما حضرته الوفاة ،أرسل إلى عائشة يطلب منها أن يدفن مع النبي (ص) ،فأجابته
إلى ذلك ،فقال لخيصه :إذا أنصا مصت فاطلب إلى عائشصة أن أدفصن مصع النصبي (ص) ،فلقصد كنصت طلبصت منهصا ،فأجابصت
إلى ذلك ،فلعلها تستحي مني! فإذا أذنت ،فادفني في بيتها ،وما أظن القوم -يعني :بني أمية -إل سيمنعونك،
فإن فعلوا ،فل تراجعهصم فصي ذلك ،وادفنصي فصي بقيصع الغرقصد! فلمصا توفصي ،جاء الحسصين إلى عائشصة ،فقالت :نعصم
وكرامصصة! فبلغ ذلك مروان وبنصصي أميصصة ،فقالوا :ل يدفصصن هنالك أبداً .فبلغ ذلك الحسصصين ،فلبصصس هصصو ومصصن معصصه
السلح ،ولبسه مروان .فسمع أبو هريرة ،فقال :وال إنه لظلم -يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه ،وال إنه لبن
رسصول ال (ص)! ثصم أتصى الحسصين ،فكلّمصه ،وناشده ال ،وقال :أليصس قصد قال أخوك :إن خفصت فردنصي إلى مقبرة
المسصصلمين! ففعصصل ،فحمله إلى البقيصصع ،ولم يشهده أحصصد مصصن بنصصي أميصصة إل سصصعيد بصصن العاص ،كان أميراً على
المدينة ،فقدّمه الحسين للصلة عليه»(.)13
لبصن شصصصصحنة، لكصن مراجصع أخرى تروي الخصبر ذاتصه بطريقصة مختلفصة .ففصي
()14
بهامصش ابصن الثيصر ،يقال« :كان أوصصى أن يدفصن عنصد جده (ص) ،فمنعصت مصن ذلك عائشصة» .وفصي مرجصع
آخصر ،يقال إن الحسصن طلب «عنصد وفاتصه :ادفنونصي عنصد قصبر رسصول ال (ص)! [فقالت عائشة] :البيصت بيتصي ول
آذن لحد أن يدفن فيه ...فدفنوه في البقيع»(.)15
وفي رواية ثالثة ،يقال« :ركب مروان بن الحكم وسعيد بن العاص ،فمنعا من ذلك؛ وركبت عائشة بغلة
شهباء ،وقالت :بيتي ول آذن فيه لحد! فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر ،فقال :يا عمّة! ما غسلنا رؤوسنا
مصن يوم الجمصل الحمصر؛ أتريديصن أن يقال :يوم البغلة الشهباء؟ فرجعصت ،واجتمصع مصع الحسصين بصن عليّص جماعصة
مصن الناس ،فقالوا له :دعنصا وآل مروان ،فوال مصا هصم عندنصا إل كأكلة رأس؛ فقال :إن أخصي أوصصاني ألّ أريصق
فيه محجمة؛ فدفن الحسين في البقيع»(.)16
()14
ل واسصتنفرت ،أنهصم «لمصا أرادوا دفنصه ،ركبصت عائشصة بغ ً وورد فصي
بنصصي أميصصة :مروان بصصن الحكصصم ومصصن كان هناك منهصصم ومصصن حشمهصصم ،وهصصو القائل :فيوماً على بغصصل ويوماً على
جمل».
لكصصن قصصصة البغلة هذه تروى أيضاً بطريقصصة مختلفصصة؛ يقال« :اقتتصصل غلمان عبصصد ال بصصن عبّاس وغلمان
عائشة ،فأخبرت عائشة بذلك ،فخرجت في هودج على بغلة لها ،فلقيها ابن أبي عتيق ...فقال :ما انقضى عنا
يوم الجمل حتى تريدين أن تأتينا بيوم البغلة»(.)18
وكان يقال لها:
ولو عشصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصت تفيلت تجملت تبغلت
ملحق:
عائشة ...وحبّ المال
لقصد رأينصا كصم كانصت عائشصة تحبّص المال ،وكيصف كان جوهصر ثورتهصا على عثمان إنقاصصه إياهصا العطاء الذي
اعتاد أن يعطيهصا ،عمصر بصن الخطاب! وتخبرنصا الروايات أنهصا منصذ عهصد النصبي ،كانصت مجبولة على حصب المال.
فحيصن فتحصت خيصبر ،قالت عائشصة بفرح« :الن نشبصع مصن التمصر»( . )1وكان النصبي قصد أعطاهصا مصن أموال خيصبر،
ثمانين وسقاً من التمر ،وعشرين وسقاً شعير؛ وقيل :قمح(. )2
يبدو أن حياتهصا فصي البيصت النبوي لم تكصن تقشفيصة إطلقاً ،بعكصس مصا يحاول السصلميون الحاليون ترويجصه
الن .تقول عائشصة فصي إحدى الروايات ،على سصبيل المثال« :خرجنصا مصع رسصول ال (ص) حتصى إذا كنصا بالقاحصة
سصال على وجهصي مصن رأسصي مصن الطيصب حيصن خرجصت ،فقال النصبي (ص) :إنّص لونصك يصا شقيراء لحسصن» ( )3؛
ويروى أن النصبي ،قبيصل وفاتصه« ،قال لعائشصة -وهصي مسصندته إلى صصدرها :يصا عائشصة ،مصا فعلت تلك الذهصب؟
قالت :هي عندي! قال :فأنفقيها»(. )4
وإذا كان السصصصصتيلء على خيصصصصبر مصصصصن اليهود أشبصصصصع عائشصصصصة وقومهصصصصا التمصصصصر أيام النصصصصبي ،فإنهصصصصا
-بعد النبي -شبعت من ك ّل شيء ،خاصة مع تحوّل كبار الصحابة إلى رأسماليين وإقطاعيين ،بعد غزو البلد الغنية
المحيطة بجزيرة العرب وقهر أهلها واستعبادهم وسرقة أراضيهم.
يبقصى زمصن أبصي بكصر اسصتثناء :فظروف أبصي بكصر لم تمكنصه مصن غزو البلد المحيطصة ،بعصد أن تفجرت أمام
خلفتصه مشاكصل مصا عرف بحروب الردة .مصع ذلك ،فقصد وجصد أبصو بكصر وقتًا وأموالً -لليهود أيضاً -كصي يعطصي
ابنته ،عائشة .تقول إحدى الروايات« :كان المال الذي نحل [أبو بكر] عائشة بالعالية من أموال بني النضير:
بئر حجر؛ كان النبي (ص) أعطاه (رض) ذلك المال ،فأصلحه بعد ذلك أبو بكر ،وغرس فيه ودياً»(. )5
كان القطاعصي الكصبير ،طلحصة بصن عبيصد ال ،عزيزاً على عائشصة ،مقرّبا منهصا .ويذكصر أنصه كان «يرسصل إلى
عائشصة ،إذا جاءت غلتصه كلّ سصنة ،بعشرة آلف»( . )6أمصا ابصن عوف ،القطاعصي الكصبير الخصر ،فيذكصر أنصه «باع
أرض ًا له من عثمان بأربعين ألف دينار ..فأتيت عائشة بنصيبها من ذلك ..فقالت :إن رسول ال (ص) ،قال :ل
يحسن عليكن بعدي إل الصابرون ،سقى ال ابن عوف من سلسبيل الجنة»(. )7
(
ن عبد ال [بن الزبير] لم يقتل ...عشرة آلف درهم » وبعد حرب الجمل « ،أعطت عائشة من بشّرها بأ ّ
. )8
ووصصل المصر بهصا إلى درجصة أن عروة ،قال« :رأيصت عائشصة تقسصم سصبعين ألفاً» ( )9؛ أو« :كانصت تتصصدّق
بسبعين ألفاً»(. )10
كان لعائشة «كساء خزّ تلبسه»()11؛ و «كانت تلبس المعصفر»( ، )12و «كانت تلبس الحمرين :المذهب
والمعصصفر ،وهصي محرمصة»()13؛ وقال القاسصم بصن محمصد« :رأيصت عائشصة تلبصس المعصصفرات وتلبصس خواتصم
(« : )15لبسصت عائشصة المعصصفرات وهصي محرمصة» .وقالت معاذة الذهصب»( . )14ويذكصر البخاري فصي
()16
العدويصة« :رأيصت على عائشصة ملحفصة صصفراء» ؛ وقيصل إنهصا كانصت تلبصس «ثياباً حمراء كأنهصا الشرر -وهصي
محرمة»( )17؛ أو «درعاً مضرجة»( . )18وروى عطاء« :كنت آتي عائشة ،أنا وعبيد بن عمير ،وهي مجاورة
في جوف ثبير ،في قبّة لها تركية ،عليها غشاؤها ،ولكن قد رأيت عليها درعاً معصفرًا -وأنا صبي»(. )19
حيصن أراد عبصد ال بصن الزبيصر أن ينافصس على الخلفصة ،لم يجصد أمامصه سصوى المال وسصيلة يكسصب بهصا ودّ
خالتصصه .وتروي المصصصادر أن ابصصن الزبيصصر بعصصث «إلى عائشصصة بمال فصصي غرارتيصصن ،يكون مائة ألف[ ،أو «مائة
وثمانين ألف»( ،] )20فجعلت تقسم بين الناس ،فلما أمست ،قالت :يا جارية :هاتي فطرتي .فقالت أم ذرة :يا أم
المؤمنين ،أما استطعت أن تشتري بدرهم لحم ًا مما أنفقت؟! فقالت :ل تعنفيني ،لو أذكرتني لفعلت»( . )21وقيل
أيضاً ،إن عائشة «ساقت بدنتين ،فضلّتا ،فأرسل لها ابن الزبير مكانهما ،فوجدت البدنتين الولين ،فنحرتهما
أيضاً»(. )22
ل شحيحاً .فقصد روي عنصه أنصه «قال فصي بيصع أو عطاء أعطتصه عائشصة (رض) :وال
لكصن ابصن الزبيصر كان بخي ً
لتنتهصي عائشصة أو لحجصر عليهصا! فقالت :أهصو قال هذا؟! قالوا :نعصم! قالت :فلّله عليّص نذر أ ّل أكلم ابصن الزبيصر أبداً.
فاسصتشفع ابصن الزبيصر وكلّم المسصور بصن مخرمصة وعبصد الرحمصن بصن السصود ...قال :أنشدكمصا ال لمصا أدخلتمانصي على
عائشة (رض) فإنه ل يح ّل لها أن تنذر قطيعتي ...فأقبل ...على عائشة ،فقالت :ادخلوا كلّكم! ول تعلم أن معهم ابن
الزبير ،فاعتنق عائشة (رض) فطفق يناشدها ويبكي ..وطفق المسّور وعبد الرحمن يناشداها أل ما كلّمته ،وقبلت
منصه ،ويقولن :إن النبي (ص) ينهى عمصا قصد عملت مصن الهجصر ،وإنصه ل يح ّل لمسصلم أن يهجصر أخاه فوق ثلث! فلمصا
أكثروا على عائشة (رض) من التذكير والتحريج ،طفقت تذكرها وتبكي ،وتقول :إني نذرت ،والنذر شديد! فلم يزال
بها حتى كلّمت ابن الزبير ،وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة ...أخرجه البخاري»(. )23
امرأة بمثل هذه الذاكرة :كيف نصدّق أنها روت كلّ هذا الكم من الحاديث؟
القسم الثالث
عائشة ...والجنس والمصحف
I
الجنس في البيت النبوي ...وعائشة
كانصت عائشصة عذراء ،حيصن تزوجهصا النصبي ،والمصر طصبيعي حتم ًا إذا مصا أخذنصا بعيصن العتبار سصنّها آنذاك.
بالمقابصل كانصت كلّ نسصائه الخريات غيصر عذراوات حيصن تزوج بهصن -باسصتثناء ماريصة القبطيصة التصي ل نمتلك
معلومات دقيقة حول بكارتها -وكان لبعضهن أكثر من تجربة .ورغم أنّ زواج رجل بامرأة عذراء مسألة أكثر
مصن عاديصة ،فقصد كان ذلك شغصل عائشصة الشاغصل :الشيصء البرز (وربمصا الوحصد) التصي اسصتطاعت أن تتباهصى بصه
على غيرها من نساء النبي.
( ،)1والذي تقول مصن هذا النشغال الهاجسصي بالعذريصة ،ذلك النصص الذي أورده الطصبري فصي
فيصه عائشصة« :تزوجنصي بكراً :لم يشركصه فيّص أحصد مصن الناس ،وكان يأتيصه الوحصي وأنصا وهصو فصي فراش واحصد»؛
( )2يروى عنهصا قولهصا« :إننصي لفخصر على أزواج النصبي (ص) بأربصع :ابتكرنصي وفصي
()3
ابصن كثيصر ،يقال« :لم ينزل على رسصول ال (ص) الوحصي فصي فراش ولم يبتكصر غيري .»...وفصي
امرأة سواها ...قال بعض العلماء :لنه لم يتزوج بكراً سواها ،ولم ينم معها رجل في فراشها سواه» - .لكننا
لم نفهم سر العلقة بين جبريل والعذرية!!!
كانصت عائشصة ،كمصا لحظنصا فصي فصصل أم سصلمة ،تشبصه جسصدها بمزرعصة -أو حقصل أو مصا شابصه -لم يؤكصل منهصا،
وأجسصاد نسصاء النصبي الخريات بمزارع رعيصت ،وتسصأل النبي بعدهصا :أيصن كنصت ترتصع بعيرك؟« :قالت :يا رسصول ال!
أرأيصت لو نزلت واديًا وفيصه شجرة قصد أُكصل منهصا ،ووجدت شجرًا لم يؤكصل منهصا ،فصي أيهصا كنصت ترتصع بعيرك؟ قال :فصي
الذي لم يرتع منها .تعني أن رسول ال (ص) لم يتزوج بكرًا غيرها»( - .)4لكن ما الذي تعنيه ببعير رسول ال؟
الميثولوجيا ...والجنس!
لقصد خصّص التراث الميثولوجصي السصلمي عائشصة بنصصيب وافصر مصن أسصاطيره .والكثيصر مصن تلك السصاطير
يدور حول محور مركزي :الجنصس! تقول عائشصة ،على سصبيل المثال« :لقصد أعطيصت تسصعاً مصا أعطيتهصن امرأة:
لقد نزل جبريل (ع) بصورتي في راحته ،حين أمر!!! رسول ال (ص) أن يتزوجني ...وإنّ الوحي لينزل عليه
فصي أهله ،فيتفرقون عنصه ،وإن كان لينزل عليصه وأنصا معصه فصي لحافصه ...ولقصد نزل عذري [ فصي مسصألة الفصك،
الجنسصصية الطابصصع] مصصن السصصماء ...لقصصد وعدت مغفرة ورزقاً كريماً»( -.)5لداع طبع ًا للشارة إلى تناقصصض الفقرة
الولى من التسع المعطاة لها مع روايات زواجها من النبي المشار إليها آنفاً.
لقصد صصوّرت للنصبي «قبصل أن تصصوّر فصي بطصن أمهصا»( .)6فجبريصل ،كمصا تروي هصي ذاتهصا« ،أتاه بصصورتي
مرتين قبل أن يملك عقدي»( .)7ويؤكّد النبي لها« :أريتك في المنام ثلث ليال ،جاءني بك الملك في سرقة من
حريصر ،فيقول :هذه امرأتصك [أو] :هذه زوجتصك فصي الدنيصا والخرة ...فأقول :إن يكصن مصن عنصد ال ،يمضصه»(-.)8
تناقض آخر.
ورغصم أنصه فصي قصصة التفاخصر بيصن عائشصة وزينصب لم تتحدّث الولى عصن تزويصج ال إياهصا حيصن تفاخرت
الثانيصة بذلك ،فبعصض المراجصع تدعصي أنّص ال بذاتصه (كذا) هصو الذي زوجصه إياهصا( .)9وينسصب إلى النصبي ،قوله:
«زوجنصصي ربّي عائشصصة فصصي السصصماء ،وأشهصصد عقدهصصا الملئكصصة ،وأغلقصصت أبواب النيران ،وفتحصصت أبواب الجنصصة
أربعين مساء ،مسّها مسّ الريح ،وريحها ريح المسك»( -.)10لتعليق!!!
بعصد الزواج اللهصي( ،)11كان لعائشصة حوادث كثيرة مصع جبريصل .فحيصن خاصصمها النصبي مرّة ،جاءه جبريصل،
وقال له« :إرجع وصالح عائشة»( - )12قاله أيضاً حين طلق النبي حفصة -؛ ولمّا صالحها ،عاد جبريل حاملً
صصصحن حلوى (كذا) ،وقال« :ال يقول لك :كان الصصصلح منصصا ،وطعام الصصصلح علينصصا»( .)13كان جريصصل «يقريهصصا
السصلم»( .)14لكصن بعصد محنصة الفصك الشهيرة ،كفّص ال يصد جبريصل كصي يخصبر النصبي ببراءتهصا ممصا اتهمصت بصه زوراً،
فال بذاته هو الذي أخبره بذلك ،لن الشدّة منه ،والفرج منه أيضاً(.)15
من ناحية أخرى ،فمن بين كلّ الصحابة والتابعين ،لم نصادف أحداً تمكّن من رؤية جبريل سوى عائشة.
فقصد رأتصه «مصن خلل الباب قصد عصصّب رأسصه الغبار»()16؛ ورأتصه مرة أخرى «عنصد معرفصة فرس دحيصة الكلبصي،
والنبي يضع يده عليه ويكلّمه»()17؛ ورأته أيضاً بصورة «رجل واقف وعليه عمامة بيضاء بين كتفيه»(.)18
تنسصب الروايات إلى عمصر بصن الخطاب ،قوله« :إنّص ال عصصمها مصن وقصع الذباب على جلدهصا ،لنصه يقصع على
ل ذكرها بسوء ،فجاءه النبي في ن رج ً النجاسة»( - .)19ومعروف أن عمر توفي قبل يوم الدار وحرب الجمل .وقيل إ ّ
المنام ،فأومصأ باصصبعه إلى عينيصه ،فأعماه( - .)20لكصن المعروف أيضًا أنهصا ان ُت ِقدَت كمصا لم ُي ْنَتقَد غيرهصا بعصد دورهصا فصي
الفتن التي عرفتها آخر سنوات العهد الراشدي ،دون أن تكون هنالك أزمة عميان بين الجماعة السلمية الولى!!
رغم ك ّل شيء ،فعائشة ضمنت مكانها في الجنة .فقد قال عمار بن ياسر لرجل نال منها أو شتمها بعد حرب
الجمصل« ،إنهصا زوجتصه [النصبي] فصي الدنيصا والخرة»( ،)21أي« :فصي الجنصة»( .)22وتزعصم عائشصة ذاتهصا ،أن النصبي قال
عنهصا« :يهون عليّص أنصي رأيصت بياض كصف عائشصة فصي الجنصة»( .)23وتقول :إنهصا سصألته مرة عصن أزواجصه فصي الجنصة،
فقال« :أنت منهن».
جنس أم شبق؟
كانت عائشة أقرب إلى الطفلة حين تعرّفت على الجنس للمرّة الولى ،على يد رجل أقرب إلى الكهولة ،أمضى
بدوره شبابصه بجوار امرأة تكصبره بخمسصة عشصر عامًا تقريباً ،ولم يكصن باسصتطاعته أن يتزوج عليهصا أو يطلّقهصا ،لنهصا
كانصت المسصؤولة عنصه وعصن بيتصه مادّيا .تلك العجوز -كمصا وصصفتها عائشصة -الغنيصة ،كمصا هصو معروف ،كانصت أيضًا
صاحبة تجارب سابقة .مع ذلك يبدو أنها رغم عظمتها الخلقية والعقائدية ،فهي لم تكن كسائر أزواجه الخريات
( )24ابن سعد ،نجد حديثًا منسوبًا للنبي ،يقول« :كنت أق ّل الناس في الجماع، على الصعيد الجنسي .ففي
ل فصي الجماع» .وإذا مصا حتصى أنزل ال عليّص الكفيصت ،فمصا أريده مصن سصاعة إل وجدتصه[ ...وكانصت له] قوة أربعيصن رج ً
رفعنصا العنصصر الميثولوجصي مصن الروايصة السصابقة ،أي الكفيصت ،فتفسصيرها السصهل ،يقول :كان الجماع بالنسصبة للنصبي
عنصصرًا ثانويًا للغايصة فصي إحدى المراحصل ،ثصم فصي مرحلة أخرى ،صصار عنصصرًا فصي غايصة الهميصة والمحوريصة .وربمصا
تكون المرحلة الولى هصصي الحقبصصة المكيصصة ،حيصصن كان زوجًا لعجوز ترملت مرتيصصن على القصصل :حقبصصة صصصراع وفقصصر
وعذاب؛ والمرحلة الثانيصة هصي الحقبصة المدينيصة ،حيصن صصار رجصل ديصن ودولة ،غنياً ،قادراً ،ل يكاد يمصر عام دون أن
يكلّله بزوجة جديدة شابّة ،ساحرة الجمال.
لقصصد دخلت عائشصصة ،ابنصصة السصصنوات الثمان أو التسصصع ،فراش هذا الرجصصل الذي له «قوة أربعيصصن رجلً فصصي
الجماع» :دخلت مبكرة جداً .لكن سرعان ما راحت نساء أخريات يزاحمنها ذاك الفراش .وراح حقدها الجنسي
(
يجصد قنوات مختلفصة ينفّس عصن ذاتصه عبرهصا .وهكذا نجدهصا تصصرّح باسصتمرار بأن أحصب نسصاء النصبي إليهصا سصودة
،)25لنهصا أعطتهصا ليلتهصا .ونجصد أيضاً أنّهصا أكثصر نسصاء النصبي عرضصة للشائعات الجنسصية الطابصع ،كقصصتها مصع
صفوان ابن المعطل السلمي أو طلحة بن عبيد ال -هذا ما وصلنا على القل .بل إ نّ عائشة هي الوحيدة بين
كلّ نسصاء النصبي ،التصي لم تتورع قصط عصن اتهام ماريصة القبطيصة ،جاريصة الرسصول ،بعلقصة جنسصية غيصر مشروعصة -
كمصا رأينصا مصن قبصل.هذا النشغال الهاجسصي بالجنصس ،الذي يلمصس أحياناً تخوم الشبصق ،تعكسصه تلك الحاديصث
الكثيرة ،المتناثرة في كتب التراث السلمي ،المروية عنها ،والتي ل هم لها سوى الجنس:
lمضاجعة الحائض:
()26
، عن مضاجعة النبي عائشة وهي حائض ،توجد روايات كثيرة؛ من ذلك ما ذكره البخاري في
ل عصصن عائشصصة« :كانصصت إحدانصصا إذا كانصصت حائضاً ،فأراد رسصصول ال (ص) أن يباشرهصصا ،أمرهصصا أن تتزر فصصي فور نق ً
حيضهصا ،ثصم يباشرهصا! قالت :وأيكصم يملك إربصه كمصا كان النصبي (ص) يملك إربصه!».فصي روايصة أخرى(« ،)27سصئلت
عائشصة :مصا يح ّل للرجصل مصن امرأتصه وهصي حائض؟ قالت :مصا فوق الزار» .وفصي نصص ثالث(« ،)28قالت :كان النصبي
(ص) يباشرنصي وأنصا حائض ،ويدخصل معصي فصي لحافصي وأنصا حائض؛ ولكنصه كان أملككصم لربصه» .قالت عائشصة أيضاً:
«حضصصت مصصع رسصصول ال (ص) على فراشصصه ،فانسصصللت ،فقال :أحضصصت؟ فقلت :نعصصم! قال :فشدّي عليصصك إزارك ثصصم
عودي»( .)29في المسألة ذاتها ،قالت عائشة« :كان يأمرنا إذا حاضت إحدانا أن تتزر بإزار واسع ،ثم يلتزم صدرها
وثدييهصا»( .)30وفصي ردهصا على شخصص ،سصألها« :مصا يح ّل للرجصل مصن امرأتصه إذا كانصت حائضاً؟ قالت :ك ّل شيصء إل
الجماع»( .)31وفي نص غيره يسألها أحدهم« :ما للرجل من أهله وهي حائض؟! فقالت :ك ّل شيء إل فرجها»(.)32
وردت على ميمون ابصصصن مهران ،حيصصصن طرح عليهصصصا السصصصؤال ذاتصصصه ،بقولهصصصا« :مصصصا فوق الزار» ( .)33ويذكصصصر
( )34أنها «كانت تنام مع رسول ال (ص) في لحاف واحد ،وهي حائض» .وفي رواية
أخرى ،نقل عنها قولها« :كانت إحدانا إذا حاضت ،اتزرت ودخلت مع رسول ال (ص) في شعاره ،د ّل ذلك على أنه
إنمصا أراد الجماع»( .)35وتخبرنصا عائشصة ذاتهصا بالحادثصة التاليصة« :دخصل [النصبي] ،فمضصى إلى مسصجده -قال أبصو داود:
تقصصد مسصجد بيتهصا -فمصا انصصرف حتصى غلبتنصي عينصي ،فأوجعصه البرد ،فقال :ادنصي منصي! فقلت :إنصي حائض! قال:
اكشفي عن فخذيك! فكشفت فخذي ،فوضع خده وصدره على فخذي ،وحنيت عليه حتى دفئ ونام»(.)36
هنصا ،نتسصاءل :هصل كانصت العاطفصة الجنسية عنصد النصبي قوية إلى درجة أنصه لم يكصن يتمالك نفسصه أمام امرأة
حتى وإن كانت حائضاً؟
يمكننصا تقديصم رأييصن بشأن هذه المسصألة :إمصا أنّص النصبي كان بالفعصل مسصكوناً بالجنصس إلى درجصة متطرّفصة؛
وهذا مصا تدعمصه روايات كثيرة؛ مصن ذلك مصا تقوله عائشصة« :قلّ يوم إل ورسصول ال (ص) يطوف علينصا ،فيقبّل
ن النبي «كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة في الليل والنهار ،وهن ويلمس»( .)37وفي رواية أخرى ،أ ّ
إحدى عشرة؛ وفصصي روايصة :تسصصع نسصوة .قيصل :أو كان يطيصق ذلك؟ [قال الراوي] :كنّا نتحدّث أنّه أعطصي قوة
ثلثيصن»( .)38وتتحدّث سصصلمى ،مولة النصبي ،فتقول« :طاف رسصول ال (ص) على نسصصائه ليلً ،التسصصع اللواتصي
توفي عنهن وهن عنده ،كلما خرج من عند امرأة ،قال لسلمى :صبّي لي غسلً! فيغتسل قبل أن يأتي الخرى.
فقلت :يا رسول ال ،أما يكفيك غسل واحد؟! فقال النبي (ص) :هذا أطيب وأطهر»()31؛ أو أنّ كلم عائشة هذا
ل صحة له ،لنه يناقض القرآن وتعاليمه ،بل يناقض ما قالته عائشة ذاتها في مواضع أخرى .فتعاليم القرآن،
تقول« :يسألونك عن المحيض؛ قل :هو أذى! فاعتزلوا النساء في المحيض ،ول تقربوهن حتى يطهرن ،فإذا
تطهرن فأتوهصن مصن حيصث أمركصم ال» ( .)222 :2مصن ناحيصة أخرى ،تقول عائشصة ذاتهصا« :كنصت إذا حضصت
نزلت عن المثال [الفراش] على الحصير ،فلم نقرب رسول ال (ص) ولم ندن منه حتى نطهر»( .)40وفي نص
(،)42 ابصن كثيصر( ،)41بالشارة إلى النصبيُ ،يضَاف« :فهصو محمول على التنزه والحتياط» .وعنصد
تقول عائشة« :المستحاضة ل يأتيها زوجها».
يمكن أن نجد أحد أشكال التسوية بين الرأيين في رواية منسوبة لعائشة ،يسألها فيها أحدهم -ل بد أن
نلحصظ صصيغة السصؤال « :-أكان رسصول ال يضاجعصك وأنصت حائض؟!»؛ فردّت« :نعصم! إذا شددّت عليّص إزاري،
ولم يكن لنا إذ ذاك غير فراش واحد ،فلما رزقني ال -عزّ وجلّ -فراشاً آخر ،اعتزلت رسول ال (ص)»(.)43
مع ذلك ،هنالك شيء من التناقض في زعم عائشة بأن النبي كان يضاجعها وهي حائض -أقلّه أنه كان
بإمكانصه تلبيصة رغبتصه الجنسصية عصبر نسصائه الخريات ،اللواتصي ل يعقصل أن يحضصن بشكصل جماعصي ،تضامناً مصع
عائشة!!!
ص اللسان الذي ل يفطّر ول ينقض الوضوء: lم ّ
مصّص النصبي لسصان عائشصة ،وهصو صصائم وهصي صصائمة ،مَعلَم جنسصي آخصر روّجصت له عائشصة حول علقتهصا
( )44عن عائشة ،قولها« :كان رسول ال (ص) يقبّلها ،وهو صائم ،ويمصّ بالنبي .يورد أحمد في
(« :)45كان رسول ال (ص) يقبّل وهو صائم ،ويباشر وهو صائم ،ولكنه لسانها» .وفي نصّ
كان أملك لربه».
كما أشرنا ،يبدو أنّ النبي لم يكن وحده الصائم حين تقبيل عائشة .فهي تقول« :أراد رسول ال (ص) أن
يقبّلنصصي ،فقلت :إنصصي صصصائمة .فقال :وأنصصا صصصائم! ثصصم قبّلنصصي»( .)46وتقول أيضاً« :كان رسصصول ال (ص) ليظلّ
صائماً ،فيقبّل أين شاء من وجهي ،حتى يفطر»(.)47
مصن ناحيصة أخرى ،يبدو أنّص قبلة عائشصة لم تكصن تنقصض وضوء النصبي .ذكصر عروة عنهصا« :أنّص رسصول ال
(ص) قبّل بعصض نسصائه ثصم خرج إلى الصصلة ،ولم يتوضصأ .فقلت [عروة] :ومصن هصي إل أنتصِ؟! فضحكصت»(.)48
وذكصصر عنهصصا قولهصصا أيضاً« :كان النصصبي (ص) ينال منصصي القبلة بعصصد الوضوء ،ثصصم ل يعيصصد الوضوء»( ،)49أي،
«يتوضأ ،ثم يقبّل ،ثم يصلّي»(.)50
رغم صراحة عائشة ،أم المؤمنين ،وجرأتها في الحديث عن الجنس ،فقد كان بعض من أولئك المؤمنين
يتحرّج من حديث كهذا ،معتبراً إياه أحد أنواع الرفث« :خرج علقمة وأصحابه حجاجاً ،فذكر بعضهم الصائم:
يقبّل ويباشر! فقام رجل منهم ،قد قام سنتين وصامهما :هممت أن آخذ قوسي فأضربك بها ،فكفّوا حتى تأتي
عائشة ،فسألوها عن ذلك ،فقالت عائشة :كان رسول ال (ص) يقبّل ويباشر ،وكان أملككم لربه! قالوا :يا أبا
شبصل ،سصلها! قال :ل أرفصث عندهصا اليوم! فسصألوها ،فقالت :كان يقبّل ويباشصر وهصو صصائم»( .)51وقالت عائشصة،
مرّة ،لخيهصا عبصد الرحمصن« :مصا يمنعصك أن تدنصو مصن أهلك ،فتقبّلهصا وتلعبهصا؟ فقال :أقبّلهصا وأنصا صصائم! قالت:
نعم»( .)52وحين سئلت« :ما يج ّل للرجل من امرأته صائماً؟ قالت :كلّ شيء إل الجماع»(.)53
lتفاصيل أخرى:
تفاصصيل جنسصية أخرى ،توردهصا عائشصة ،تمل صصفحات كثيرة مصن كتصب التراث السصلمي .مصن ذلك ،على
سصبيل المثال :حديثهصا عصن واجصب الغتسصال على الذي يجامصع دون أن ينزل(« :)54فعلناه مرة ،فاغتسصلنا! يعنصي:
الذي يجامصع ول ينزل»( .)55وعنهصا أيضاً« :قال رسصول ال (ص) :إذا قعصد بيصن الشعصب الربصع ،ثصم ألزق الختان
بالختان ،فقصد وجصب الغسصل»()56؛ وفصي نصص آخصر« :إذ مسّص الختان الختان»()57؛ وفصي نصص ثالث« :إذا التقصى
الختانان ،فقد وجب الغسل ،فعلته أنا ورسول ال (ص) ،فاغتسلنا»( .)58لكن المر غير واضح :فنحن ل نعرف
على وجصه الدقصة ،هصل يتوجصب الغسصل لمجرد مصس الختان الختان ،أو ل بصد مصن تجاوز الختان الختان؟ فعائشصة
تقول« :إذا جاوز الختان الختان ،فقد وجب الغسل -فعلته أنا ورسول ال (ص) ،فاغتسلنا»(.)59
يبدو ،كما أشرنا ،أنه كان هنالك بين الجماعة السلمية الولى من يتحرّج من الحديث في مسائل كهذه.
لكصن عائشصة ،بجرأتهصا ،كانصت تزيصل كلّ حرج .روى سصعيد بصن المسصيب «أنّص أبصا موسصى ،قال لعائشصة :أريصد أن
أسصألك عصن شيصء ،وأنصا أسصتحي منصك! فقالت :سصل ،ول تسصتح ،فأنصا أمصك! فسصألها عصن الرجصل ،يغشصى ول ينزل،
فقالت :عن النبي (ص) ،إذا أصاب الختان الختان ،فقد وجب الغسل»(.)60
ن هذه المسائل الهامة ،كانت تشغل حيزًا كبيرًا من تفكير الجماعة السلمية الولى .ويبدو أيضاً، يبدو أيضًا أ ّ
ن عائشة كانت المرجع الول والخير في مسائل من هذا النوع« :قال زهير :كنت عند عمر ،فقيل له :إن زيد بن أّ
ثابت يفتي الناس في المسجد؛ قال زهير :في حديثه الناس برأيه ،في الذي يجامع ول ينزل .فقال :أعجل به! فأتي
به ،فقال :يا عدو نفسه! أوقد بلغت أن تفتي الناس في مسجد رسول ال (ص) برأيك؟! قال :ما فعلت ،ولكن حدثني
عمومتي عن رسول ال (ص)! قال :أي عمومتك؟! قال :أبي بن كعب ...قال :كنا نفعله فل نغتسل ...فجمع الناس
(!!!!) واتفصق الناس على أن الماء ل يكون إل مصن الماء ،إل رجليصن :عليّص بصن أبصي طالب ومعاذ بصن جبصل ،قال :إذا
جاوز الختان الختان ،فقصصد وجصصب الغسصصل! فقال علي :يصصا أميصصر المؤمنيصصن! إنّص أعلم الناس بهذا أزواج النصصبي (ص)!
فأرسصصل إلى حفصصصة ،فقالت :ل علم لي!!! فأرسصصل إلى عائشصصة ،فقالت :إذا جاوز الختان الختان ،وجصصب الغسصصل!!!
ن أحدًا فعله ول يغسل إل أنهكته عقوبة»(.)61 فتحطم عمر! يعني تغيّظ! ثم قال :ل يبلغني أ ّ
الغسل من الجنابة وقضايا الفرازات الجنسية ،أمور أخذت أيضًا حيّزا ل بأس به من تفكير عائشة .فهي تقول
مثلً« :كنت أغتسل أنا والنبي (ص) من إناء واحد ،من جنابة»( .)62إذن ،كانت عائشة ،حسب قولها ،تغتسل من
الجنابصة ،مصع النصبي ،مصن إناء واحصد -ول ندري أهميصة هذا المر حتصى تناولتصه كتصب التراث بتلك الكثافصة .تقول روايصة
أخرى منقولة عنهصا« :كنصت أغتسصل ،أنصا ورسصول ال (ص) ،مصن إناء واحصد ،بينصي وبينصه ،فيبادرنصي ،حتصى أقول :دع
لي ،دع لي! قالت :وهمصصا جنبان»( . )63وكانصصت عائشصصة تغسصصل سصصائل النصصبي المنوي ،وتتحدّث عصصن ذلك بشيصصء مصصن
الهتمام« :كان همام بن الحارث عند عائشة (رض) ،فأبصرته جارية لعائشة وهو يغسل أثر الجنابة من ثوبه أو
يغسل ثوبه ،فأخبرت عائشة ،فقالت :لقد رأيتني وأنا أفركه من ثوب رسول ال (ص)»( . )64لكن همام بن الحارث
ذاته ،يحاول أن ينفي عن نفسه تهمة احتلمه عند عائشة ،فيقول مقدّما رواية أخرى« :نزل بعائشة ضيف ،فأمرت
له بملحفة ،فاحتلم بها ،فاستحيا أن يرسل بها وفيها أثر الحتلم ،فغمسها في الماء ،ثم أرسل بها! فقالت عائشة:
ل َم أفس َد علينا ثوبنا؟ إنما كان يكفيه أن يفركه بإصبعه ،ربما فركته من ثوب رسول ال (ص) بإصبعي»( . )65وفي
( ، )66نجدهصا تقول« :كنتُص أفركصه [المنصي] مصن ثوب رسصول ال» .بالنسصبة لفرازات الحيصض ،تقول
عائشصة« :كُنصت ورسصول ال (ص) فصي الشعار الواحصد ،وأنصا حائض طامصث ،فإن أصصابه منصي شيصء ،غسصل مكانصه لم
يعده ،وإن أصابه -يعني :ثوبه -شيء ،غسل مكانه ،لم يعد ،وصلّى فيه»(. )67
lالعسيلة:
«العسيلة» واحدة من أطرف الحكايا الجنسية في التراث السلمي وأكثرها إثارة للستغراب! وكالعادة ،فإن
عائشة هي أشهر من يروي هذه الحكاية - .فما هي العسيلة؟.
باختصصار شديصد ،وكمصا تنقصل عائشصة عصن النصبي« ،العسصيلة هصي الجماع»( .)68ومفادهصا أنّه إذا طلّق رجصل
زوجتصصه ثلث مرات -ل نعرف سصرّ قدسصصية هذا الرقصصم -ل بصصد لهذه المرأة أن تتزوج رجلً آخصصر ،إذا مصصا أرادت
(
مسلم العودة إلى زوجها الصلي ،شريطة أن يذوق هذا الخير «عسيلتها» -أي :يضاجعها!! وفي
،)69ورد عصن عائشصة الحديصث التالي« :جاءت امرأة رفاعصة [أو :رفاعصة القرظصي( ])70إلى النصبي (ص) ،فقالت:
كنت عند رفاعة ،فطلّقني ،فبتّ طلقي ،فتزوجت عبد الرحمن بن الزبير :إن ما معه مثل هدبة الثوب [أو :إنما
عنده مثصل هدبتصي( !])71فتبسصم رسصول ال (ص) ،فقال:أتريديصن أن ترجعصي إلى رفاعصة؛ ل! حتصى تذوقصي عسصيلته
تفاصصيل أخرى ،حيصن يقول « :وقال النصبي (ص) لمرأة ويذوق عسصيلتك»( .)72ويضيصف
رفاعصصة القرظصصي ،وقصصد سصصألته عصصن زوج تزوجتصصه لترجصصع بصصه إلى زوجهصصا الول الذي طلقهصصا ،فلم ينتشصصر ذكره
لليلج :أتريديصن أن ترجعصي إلى رفاعصة؟ ل ،حتصى تذوقصي عسصيلته ويذوق عسصيلتك! يعنصي جماعهصا لن الجماع
هو المستحلى من المرأة ،شبّه لذة الجماع بذوق العسل »(. )73
lروايات العري المتناقضة:
()74
رغم زعم عائشة أنّها كانت تغتسل والنبي «من إناء واحد من الجنابة» ،إل أنّها افتخرت باستمرار
ربمصا بأنهصا «مصا نظرت إلى فرج رسصول ال قصط»( . )75مصع ذلك ،تقول إنصه «قام ليلة عرياناً ،فمصا رأيصت جسصمه
قبلها»( . )76وتضيف رواية أخرى ،ترويها عائشة ،تفاصيل أخرى« :قدم زيد بن حارثة المدينة ،ورسول ال
(ص) في بيتي ،فأتاه ،فقرع الباب ،فقام إليه رسول ال (ص) عرياناً يجر ثوبه -وال ما رأيته عريانًا قبله ول
بعده -فاعتنقصصه وقبّله»( -. )77ل نعرف ،طبعاً ،مصصا إذا كان « اعتنقصصه وقبّله » ،وهصصو عار ،حسصصب روايصصة أم
المؤمنين ،أم ل !!
حيصن قال النصبي لعائشصة« :إنّكصم تحشرون إلى ال يوم القيامصة حفاة عراة غرلً .قالت عائشصة :يصا رسصول
ال ،الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟! قال :يا عائشة ،إن المر أشد من أن يهمهم ذاك»(. )78
lإسكاتها لبي هريرة في المور النسائية:
في إحدى المناسبات ،قالت عائشة لبي هريرة« :إنك لتحدّث عن النبي (ص) حديثًا ما سمعته منه؛ فقال أبو
هريرة :يصا أمصة! طلبتهصا ،وشغلك عنهصا المرآة والمكحلة ،ومصا كان يشغلنصي عنهصا شيصء»( . )79لكصن أحمصد يروي فصي
(« ، )80أنّص رجليصن دخل على عائشصة ،فقال :إنّص أبصي هريرة يحدث ،أنّص نصبي ال (ص) ،كان يقول :إنمصا
الطيرة فصي المرأة والدابصة والدار .فطارت شقصة منهصا [عائشصة] فصي السصماء وشقصة فصي الرض ،فقالت :والذي أنزل
القرآن على أبي القاسم ،ما هكذا كان يقول! ولكن نبي ال (ص) ،كان يقول :كان أهل الجاهلية ،يقولون :الطيرة في
المرأة والدار والدابصة! ثصم قرأت عائشصة« :مصا أصصاب من مصصيبة فصي الرض ول فصي أنفسصكم إل في كتاب» إلى آخصر
الية»( . )81وفي رواية أخرى( ، )82يقال« :إنه قد بلغ عائشة عن أبي هريرة ،أنه قال :قال رسول ال (ص) :يقطع
الصلة المرأة والحمار والكلب .فقالت عائشة :معنّفة مصحّحة :شبهتمونا بالحمير والكلب! وال لقد رأيت رسول
ال يصصلّي ،وأنصا فصي السصرير ،بينصه وبيصن القبلة ،مضطجعصة ،فتبدو لي الحاجصة ،فأكره أن أجلس ،فأؤذي رسصول ال،
فأنس ّل من عند رجليه».
وإذا كانصت عائشصة قادرة على تكذيصب أبصي هريرة -وقصد كذّبصه كثيرون غيرهصا -فصي مسصائل نسصائية عامصة،
،أنصّ أبصا فكصم بالحري أن تسصكّته -مرّة وإلى البصد -فصي تلك المور الحميمصة؟ ويروي أحمصد فصي
هريرة قال« :مصن أصصبح جنباً فل صصوم له .فأرسصل مروان أبصا بكصر بصن عبصد الرحمصن إلى عائشصة ،يسصألها ،فقال
ن أبا هريرة ،يقول :من أصبح جنباً فل صوم له .فقالت عائشة :قد كان رسول ال (ص) يجنب ،ثم يت مّ لها :إ ّ
ن رسول ال (ص) كان يجنب ثم يت ّم صومه! فك فّ صومه .فأرسل إلى أبي هريرة ،فأخبره أ نّ عائشة قالت :إ ّ
أبصو هريرة»( . )83لذلك ،كان طصبيعي ًا أن يجيصب مسصروق ،حيصن سصئل« :هصل كانصت عائشصة تحسصن الفرائض؟ قال:
والذي ل إله غيره ،لقد رأيت الكابر من أصحاب محمد ،يسألونها عن الفرائض»(. )84
lالغيرة ...والجنس:
كانصت الغيرة تسصري فصي عائشصة كالدم .ويبدو أنّص السصبب الرئيصس لتلك الغيرة هصو الجنصس .الجنصس وحده.
وكانصت إذا غاب النصبي عنهصا ،تلحقصه ،تتحسصّس شعره وجسصده لتتأكصد مصن عدم رطوبتصه .يروى عنهصا ،قولهصا:
«فقدت رسصول ال (ص) ،فظننصت أنصه أتصى بعصض جواريصه ،فطلبتصه ،فإذا هصو سصاجد ،يقول :رب اغفصر لي [أو]:
فتحسصّست ،فإذا هصو راكصع»( . )85وفصي روايصة أخرى ،قيصل إن رسصول ال «خرج مصن عندهصا ليلً ،قالت :فغرت
عليصصه! فجاء ،فرأى مصصا صصصنعت ،فقال :مالك يائسصصة؟ أغرت! فقلت :ومالي ل يغار مثلي على مثلك؟ قال رسصصول
ال (ص) :أفأخذك شيطانصك؟!»( . )86وفصي روايصة ثالثصة ،تقول« :التمسصت رسصول ال (ص) ،فأدخلت يدي فصي
شعره ،فقال :قد جاءك شيطانك! فقلت :أما لك شيطان؟ فقال :بلى ،ولكن ال أعانني عليه ،فأسلم!»(. )87
رغم كلّ ما سبق ،لم تنجب عائشة -ول غيرها من قافلة النساء الجميلت الفتيات :باستثناء مارية -من
النصبي .ورغصم ادعاء ابصن كثيصر(« )88أنهصا أسصقطت منصه ولداً سصمّاه رسصول ال (ص) :عبصد ال! ولهذا كانصت تكنّى
بأم عبد ال» ،فالرجح أنها «كانت تكنى بعبد ال بن الزبير ،ابن أختها»(. )89
هذه المرأة المتفجرة ،حُرّم عليهصا الزواج ،إلهيًا هذه المرة ،بعصد النصبي -ولم تكصن آنذاك قصد تخطصت الثامنصة
عشرة!!! فهل يمكن أن يساعدنا ذلك في فهم خلفية ثوراتها العنيفة المتلحقة؟
!!!
II
عائشة ...والفك
كان حديصث الفصك فصي السصنة السصادسة( )1للهجرة ،فصي غزوة بنصي المصصطلق( .)2والقصصّة أوردهصا بنوع مصن
( ،)3حيصصث قال ،نقلً عصصن عائشصصة« :كان رسصصول ال (ص) إذا أراد أن يخرج التفصصصيل ،مسصصلم فصصي
(
سصفراً ،أقرع بيصن نسصائه ،فأيتهصن خرج سصهمها ،خرج بهصا رسصول ال (ص) معصه ...فأقرع بنصا فصي غزوة غزاهصا
،)4فخرج فيها سهمي ،فخرجت مع رسول ال (ص) ،وذلك بعدما أنزل الحجاب .فأنا أحمل في هودجي وأنزل
فيه مسيرنا ،حتى إذا فرغ رسول ال (ص) من غزوه ودنونا من المدينة ،آذن ليلة بالرحيل ،فقمت حين آذنوا
بالرحيل ،فمشيت حتى جاوزت الجيش ،فلما قضيت من شأني ،أقبلت إلى الرحل ،فلمست صدري ،فإذا عقدي
مصن جزع ظفار ،قصد انقطصع ،فرجعصت ،فالتمسصت عقدي ،فحبسني ابتغاؤه .وأقبصل الرهصط الذيصن كانوا يرحلون لي،
فحملوا هودجي ،فرحّلوه على بعيري الذي كنت أركب ،وهم يحسبون أني فيه.
كانت النساء إذ ذاك خفاف ًا ()5لم يهبلن ولم يغشهن اللحم؛ إنما يأكلهن العلقة من الطعام .فلم يستنكر القوم
ثقصل الهودج حيصن رحّلوه ورفعوه .وكنصت جاريصة حديثصة السصصن .فبعثوا الجمصصل وسصصاروا .ووجدت عقدي بعدمصا
اسصتمر الجيصش .فجئت منازلهصم وليصس بهصا داع ول مجيصب ،فتيمّمصت منزلي الذي كنصت فيصه ،وظننصت أن القوم
سيفقدوني ،فيرجعون إلي .فبينا أنا جالسة في منزلي ،غلبتني عيني ،فنمت.
وكان صصفوان بصن المعطّل السصلمي ثصم الذكوانصي قصد عرس مصن وراء الجيصش ،فأصصبح عنصد منزلي ،فرأى
سصصواد إنسصصان نائم ،فأتانصصي ،فعرفنصصي حيصصن رآنصصي .وقصصد كان يرانصصي قبصصل أن يضرب الحجاب علي صّ .فاسصصتيقظت
باسصصترجاعه حيصصن عرفنصصي ،فخمّرت وجهصصي بجلبابصصي .ووال مصصا يكلّمنصصي كلمصصة ،ول سصصمعت منصصه كلمصصة ،غيصصر
اسصترجاعه ،حتصى أناخ راحلتصه ،فوطصئ على يدهصا ،فركبتهصا ،فانطلق يقود بصي الراحلة حتصى أتينصا الجيصش ،بعدمصا
نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ،فهلك من هلك في شأني(. )6
وكان الذي تولّى كبره عبد ال بن أبي بن سلول .فقدمنا المدينة ،فاشتكيت حين قدمنا المدينة شهراً ،والناس
يفيضون في قول أهل الفك ،ول أشعر بشيء من ذلك ،وهو يريبني في وجعي أني ل أعرف من رسول ال (ص)
اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي؛ إنما يدخل رسول ال (ص) يسلّم ،ثم يقول :كيف تيكم؟ فذاك يريبني ،ول
ل إلىأشعر بالشرّ! حتى خرجت بعدما نقهت ،وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع ،وهو مبرزنا ،ول نخرج إ ّل لي ً
ليصل ،وذلك قبصل أن نتخصذ الكنصف قريبًا مصن بيوتنصا .وأمرنصا أمصر العرب الول فصي التنزّه .وكنصا نتأذى بالكنصف أن نتخذهصا
بيوتنصا .فانطلقصت أنصا وأم مسصطح ،وهصي بنصت أبصي رهصم بصن عبصد المطلب بصن عبصد مناف ،وأمّهصا ابنصة صصخر بصن عامصر،
خالة أبي بكر الصدّيق ،وابنها مسطّح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب .فأقبلت أنا وبنت أبي رهم ِقبَل بيتي حين
فرغنصا مصن شأننصا ،فعثرت أم مسصطح فصي مرطهصا ،فقالت :تعصس مسصطح ( !)7فقلت لهصا :بئس مصا قلت! أتسبّين رج ً
ل قصد
شهصد بدراً؟ قالت :أي هنتاه! أولم تسصمعي مصا قال؟ قلت :وماذا قال؟ فأخصبرتني بقول أهصل الفصك ،فازددت مرضًا إلى
مرضي.
فلمصا رجعصت إلى بيتصي ،فدخصل عليّص رسصول ال (ص) ،فسصلّم ،ثصم قال :كيصف تيكصم؟ قلت :أتأذن لي أن آتصي
أبوي؟ -وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما -فأذن لي رسول ال (ص).
فجئت أبوي ،فقلت لمصي :يصا أمتاه! مصا يتحدّث الناس؟ فقالت :يصا بنيصة ،هوّنصي عليصك ،فوال لقلّمصا كانصت
امرأة قصط وضيئة عنصد رجصل يحبهصا ،ولهصا ضرائر ،إل كثرن عليهصا .قلت :سصبحان ال! وقصد تحدّث الناس بهذا؟
فبكيت تلك الليلة ،حتى أصبحت ل يرقأ لي دمع ،ول أكتحل بنوم .ثم أصبحت أبكي.
ي بن أبي طالب وأسامة بن زيد ،حين استلبث الوحي ،يستشيرهما في فراق أهله. ودعا رسول ال (ص) عل ّ
فأمصا أسصامة بصن زيصد ،فأشار على رسصول ال (ص) بالذي يعلم مصن براءة أهله ،وبالذي يعلم فصي نفسصه لهصم مصن الود،
ي بن أبي طالب ،فقال :لم يضيق ال عليك ،والنساء سواها فقال :يا رسول ال ،هم أهلك ول نعلم إل خيراً .وأما عل ّ
كثيصر ،وإن تسصأل الجاريصة تصصدقك .فدعصا رسصول ال (ص) بريرة ،فقال :أي بريرة! هصل رأيصت مصن شيصء يريبصك مصن
عائشصة؟ فقالت له بريرة :والذي بعثصك بالحصق ،إن رأيصت أمرًا قصط أغمصصه عليهصا أكثصر مصن أنهصا جاريصة حديثصة السصن،
تنام على عجين أهلها ،فتأتي الداجن( ،)8فتأكله .فقام رسول ال (ص) على المنبر ،فاستعذر من عبد ال بن أبي بن
سلول ،فقال رسول ال (ص) وهو على المنبر :يا معشر المسلمين! من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي؟
ل ما علمت عليه إل خيراً ،وما كان يدخل على أهلي إل معي(!)9 فوال ما علمت على أهلي إل خيراً! ولقد ذكروا رج ً
فقام سعد بن أبي معاذ النصاري ،فقال :أنا أعذرك منه يا رسول ال ،إن كان من الوس ضربنا عنقه ،وإن كان من
ل صالحًا ولكن اجتهلته أخوتنا الخزرج( ،)10أمرتنا ففعلنا أمرك! فقام سعد بن عبادة ،وهو سيّد الخزرج -وكان رج ً
الحمية( - )11فقال لسعد بن معاذ :كذبت! لعمر ال ل تقتله ،ول تقدر على قتله( !)12وقام أسيد بن حضير ،وهو ابن
عصم سصعد بصن معاذ ،فقال لسصعد بصن عبادة :كذبصت! لعمصر ال لنقتلنصه ،فإنصك منافصق تجادل عصن المنافقيصن! فثار الحيّصصان
الوس والخزرج ،حتى همّوا أن يقتتلوا .ورسول ال قائم على المنبر .فلم يزل رسول ال يخفضهم حتى سكتوا.
[وأخيراً ...تدخّل ال]
وبكيتُص يومصي ذلك ،ل يرقصأ لي دمصع ول أكتحصل بنوم .ثصم بكيصت ليلتصي المقبلة ،ل يرقصأ لي دمصع ول أكتحصل
بنوم ،وأبواي يظنان أنصّ البكاء فالق كبدي .فبينمصصا همصصا جالسصصان عندي وأنصصا أبكصصي ،اسصصتأذنت عليصّ امرأة مصصن
النصصار ،فأذنصت لهصا ،فجلسصت تبكصي .فبينصا نحصن على ذلك ،دخصل علينصا رسصول ال (ص) ،ثصم جلس .ولم يجلس
عندي منذ قيل لي ما قيل .وقد لبث شهرًا ل يوحى إليه في شأني بشيء .فتشهد رسول ال (ص) حين جلس،
(
ثم قال :أمّا بعد ،يا عائشة ،فإنّه قد بلغني عنك كذا وكذا ،فإن كنتِ بريئة ،فسيبرئك ال ،وإن كنت ألممت بذنب
ن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب ،تاب ال عليه .فلما قضى رسول ال (ص) ،)13فاستغفري ال وتوبي إليه ،فإ ّ
س منه قطرة ،فقلت لبي :أجب عني رسول ال (ص) فيما قال! فقال :وال ما مقالته ،قلص دمعي حتى ما أح ّ
أدري مصا أقول لرسصول ال (ص)! فقلت لمصي :أجيصبي عنصي رسصول ال (ص)! فقالت :وال مصا أدري مصا أقول
لرسصصول ال (ص)! فقلت؛ وأنصصا جاريصصة حديثصصة السصصن ل أقرأ كثيراً مصصن القرآن :إنصصي -وال -لقصصد عرفصصت أنكصصم
سمعتم بهذا حتى استقرّ في نفوسكم وصدّقتم به؛ فإن قلت لكم :إني بريئة! ل تصدقون بذلك! وإن اعترفت لكم
ل إل كمصا قال( )14أبصو يوسصف« :فصصبر بأمصر ،وال يعلم أنصي بريئة ،لتصصدقونني .وإنصي وال مصا أجصد لي ولكصم مث ً
جميل وال المستعان على ما تصفون».
ثصم تحوّلت ،فاضطجعصت على فراشصي ،وأنصا -وال -حينئذ أعلم أنّي بريئة ،وأن ال مصبرئي بصبراءتي .ولكصن -
ي بأمر
وال -ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يوحى ،ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم ال ع ّز وج ّل ف ّ
يتلى .ولكنصي -وال -كنصت أرجصو أن يرى رسصول ال (ص) رؤيصا ،يُبرئني ال بهصا .فوال ،مصا رام رسصول ال (ص)
مجلسص صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه،
ول خرج مصن أهصل بيتصه أحصد ،حتصى أنزل ال ع ّز وج ّل على نصبيه ،فأخذه مصا كان يأخذه مصن البرحاء عنصد الوحصي ،حتى
أنه ليتحدّر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشتات من ثقل القول الذي أنزل عليه .فلما سري عن رسول ال
(ص) ،وهصو يضحك ،فكان أول كلمة تكلّم بها ،أن قال :أبشري يا عائشة! أما ال فقد برّأك! فقالت لي أمصي :قومي
إليه؛ فقلت :وال ل أقوم إليه ول أحمد إل ال ،هو الذي أنزل براءتي(.)15
فأنزل ال ع ّز وجلّ «إنّص الذيصن جاءوا بالفصك عصصبة منكصم» ،عشصر آيات( .)16فأنزل ال عصز وجصل هؤلء
اليات( ،)17براءتي .فقال أبو بكر ،وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره :وال ل أنفق عليه شيئاً أبداً بعد
الذي قال لعائشة ؛ فأنزل ال عز وجل «ول يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى» ،إلى قوله،
«أل تحبّون أن يغفر ال لكم» -قال حبان بن موسى :قال عبد ال بن المبارك :هذه أرجى آية في كتاب ال -
فقال أبو بكر :إنّي لحب أن يغفر ال لي! فرجّع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه ،وقال :ل أنزعها منه
أبداً(.)18
قالت عائشة :وكان رسول ال (ص) سأل زينب بنت جحش ،زوج النبي (ص) عن أمري :ما علم تِ؟ أو :ما
رأيتصِ؟ فقالت :يصصا رسصول ال! أحمصصي سصمعي وبصصري ،وال مصصا علمصت إل خيراً! قالت عائشصة :وهصي التصي كانصت
تساميني من أزواج النبي (ص) ،فعصمها ال بالورع .وطفقت أختها حمنة بنت جحش ،تحارب لها ،فهلكت فيمن
هلك(...)19
[الفكيون]
كانت عائشصة تكره أن يسبّ عندهصا حسصان [بن ثابت ،وهصو أحصد الذيصن ساهموا فصي نشصر القصة] ،وتقول:
فإنه قال:
لعرض محمصصصصصصصصد منكصصصصصصصصم وقاء فإن أبصصصصصي ووالده وعرضصصصصصي
وزاد أيضاً...
قالت عائشصصة :وال إنصّ الرجصصل الذي قيصصل له مصصا قيصصل[ ،أي :صصصفوان بصصن المعطصصل] ،ليقول :سصصبحان ال!
فوالذي نفسي بيده ،ما كشفت عن كنف أنثى قط! ثم قتل بعد ذلك شهيداً ،في سبيل ال!...
وكان الذي تكلموا بصه ،مسصطح وحمنصة وحسصان( ،)20وأمصا المنافصق عبصد ال بصن أبصي ،فهصو الذي يسصتوشيه
ويجمعه ،وهو الذي تولى كبره ،وحمنة(.)22(»)21
ويضيصف ابصن هشام( ،)23إنّص النصبي «خرج إلى الناس ،فخطبهصم ،وتل عليهصم مصا أنزل ال عليصه فصي القرآن
مصن ذلك ،ثصم أمصر بمسصطح بصن أثانصة وحسصان بصن ثابصت ،وحمنصة بنصت جحصش ،وكانوا ممصن أفصصح بالفاحشصة،
فضربوا حدّهم»(.)24
لكن أل يحق لنا أن نتساءل :ما هو سرّ تدخل ال الغريب هذا في تهمة تخ صّ مراهقة لم تبلغ الخامسة
عشر من العمر -تهمة عادية في ذلك الزمان ( -وقد صوبتها عائشة بعد ذلك ،كما لحظنا ،لمارية ذاتها ،لكن
الغريب أن النبي لم يضربها الحدّ) نظراً لنوعية العلقات في المجتمع السلمي الول؟ وهل مسألة الفك التي
يبذل التراثيون السلميون أقصى جهدهم لزالة كلّ ملبساتها عن عائشة ،والتي ل تتعدّى كونها علقة عابرة
بيصن رجصصل وامرأة لم تؤذ أحداً ،أكثصصر شناعصصة مصصن يوم الدار وحرب الجمصصل حيصصث قتصل ألوف المسصصلمين وتحطّم
النظام الراشدي؟ ولماذا لم يتدخل الله أيضاً لزالة الشبهات عن عائشة في تلك الحوادث الرهيبة؟
ذيول إفكية
قال ابصن عبّاس« :مصن أذنصب ذنباً ،ثصم تاب منصه ،قبلت توبتصه :إل مصن خاض فصي أمصر عائشصة! وهذه منصه
مبالغة وتعظيم لمر الفك».
وكان النبي يقول عن صفوان بن المعطّل« :إن صفوان خبيث اللسان ،طيب القلب»( .)25من ناحيته ،كان
حسّان ،شاعر النبي ،قد هجا( )26صفوان بقوله:
()27
وابصصصن الفريعصصصة أمسصصصى بيضصصصة البلد» «أمسصى الجلبيصب قصد عزوا وقصد كثروا
تقول إحدى الروايات« ،إنصّ ثابصت بصن عيسصى بصن الشماس وثصب على صصفوان بصن المعطّل ،حيصن ضرب
ح سّان ،فجمع يديه إلى عنقه بحبل ،ثم انطلق به إلى دار بني الحارث ابن الخزرج ،فلقيه عبد ال بن رواحة،
فقال :ما هذا؟ قال :أما أعجبك ضرب حسان بالسيف؟! وال ما أراه إل قد قتله؛ قال له عبد ال بن رواحة :هل
علم رسول ال (ص) بشيء مما صنعت؟ قال :ل وال! قال :لقد اجترأت ،أطلق الرجل! فأطلقه .ثم أتوا رسول
ال (ص) ،فذكروا له ذلك ،فدعا حسّان وصفوان بن المعطّل؛ فقال ابن المعطّل :يا رسول ال ،آذاني وهجاني،
فاحتملنصي الغضصب ،فضربتصه! فقال رسصول ال (ص) لحسصان :أحسصن يصا حسصّأن ،أتشوهصت على قومصي إذ هداهصم
ال للسلم؟! ثم قال :أحسن يا حسان في الذي أصابك! قال :هي لك يا رسول ال»(. )28
ويذكصر ابصن كثيصر(« : )29ثصم أنّص صصفوان بصن المعطّل اعترض حسصّان بصن ثابصت بالسصيف ،حيصن بلغصه مصا كان
يقول فيه ،فضربه ثم قال(: )30
غلم إذا هوجيصصصصصت لسصصصصصت بشاعصصصصصر تلقصصصَ ذباب السصصصيف عنصصصي فإننصصصي
فذُكصر ذلك لرسصول ال (ص) ،فدعصا حسصّان وصصفوان بصن المعطّل ،فقال صصفوان :هجانصي يصا رسصول ال
وآذاني ،فضربتصه؛ فقال رسصول ال (ص) لحسصّان :أحسن يا حسصّان .قال :هي ل كَ يا رسصول ال؛ فأعطاه رسول
ال (ص) عوض عنها بيرحاء ،وهي قصر بني حديلة( )31؛ وأعطاه سيرين ،أمة قبطية ،وهي أخت مارية ،أم
ابراهيم ابن رسول ال ،فولدت له عبد الرحمن»(. )32
( ، )33يقال« :إن رسول ال (ص) جلد الذين قالوا لعائشة ما قالوا، وفي رواية من
ثمانين جلدة :ح سّان بن ثابت ،ومسطح بن أثاثة ،وحمنة بنت جحش ( . )34وكان ح سّان ممن خاض في الفك،
فجُلد فيصه فصي قول بعضهصم :وأنكصر قوم ذلك ،وقالوا :إن عائشصة كانصت فصي الطواف ومعهصا أم حكيصم بصن خالد بصن
العاص ،وأم حكيصم بصن عبصد ال ...فذكرتصا حسصّان ،فسصبّتاه ،فقالت عائشصة :إنصي لرجصو أن يدخله ال الجنّة بذبّه
عن النبي (ص) بلسانه! أليس هو القائل:
لعرض محمصصصصصصصصد منكصصصصصصصصم وقاء فإن أبصصصصصي ووالده وعرضصصصصصي
وبرّأته من أن يكون افترى عليها .فقالتا :ألم يقل فيك؟ فقالت :لم يقل شيئاً؛ لكنه الذي يقول:
وتصصصصصبح غرثصصصصى مصصصصن لحوم الغوافصصصصل حسصصصصصصصان رزان مصصصصصصصا تزن بريبصصصصصصصة
فل رفعصصصصصصصصصصت سصصصصصصصصصصوطي إلى أناملي» فإن كان مصصصصا قصصصصد قيصصصصل عنصصصصي قلتصصصصه
وفي نص ابن هشام(« ، )35أن امرأة مدحت حسان بن ثابت عند عائشة ،فقالت:
وتصصصصصبح غرثصصصصى مصصصصن لحوم الفوافصصصصل حسصصصصصصصان رزان مصصصصصصصا تزن بريبصصصصصصصة
III
الحجاب ،ورضاع الكبير ،ومصحف عائشة
الحجاب ،كمعظصم القضايصا السصلمية ،مسصألة ل سصبيل إلى اسصتيعابها أو فهمهصا أو الحاطصة بكافصة جوانبهصا.
الحجاب ،في السلم ،هو التناقض بعينه :ول يبدو أن هنالك مقاربة عقلنية لهذه القضية حتى الن!
الحجاب ،فصي مذاهصب المسصلمين الخمسصة ،ينطبصق فقصط على المرأة المسصلمة «الحرّة» :على كلّ مسصلمة
«حرّة» أن تغطي سائر جسدها عدا الوجه والكفين .وتتشدّد بعض المذاهب في اعتبار أنه حتى الوجه والكفين
«عورة» يفضّل تغطيتهصم .بالمقابصل ،فإن حجاب المسصلمة «المصة» ،هصو بيصن السصرّة والركبصة .بصل إنّص بعصض
المذاهصب تجعصل عورتهصا محصصورة فصي فتحتصي القبصل والدبر .وتزداد المسصألة تعقيداً ،إذا مصا عرفنصا أن بعصض
( ،)1مثلً -تفرض الحجاب على الشاب المسصلم الجميصل .فكيصف المذاهصب -راجصع ابصن عابديصن فصي
يمكن حلّ تناقضات الحجاب هذه؟
،يهمّه تلبيصة غريزتصي التملّك والجنصس باختصصار شديصد ،نقول :إن السلم ،كديصن ذكوري
عند الذكر إلى الدرجة القصوى -وغالبًا ما يكون ذلك على حساب النثى .فالنثى الملفعة بالسواد ،الحرّة ،التي ل
تراها الشمس ،هي التلبية المثلى لغريزة التملك عند الذكر؛ بالمقابل ،فالجارية العارية ،التي تنتقل من ذكر إلى ذكر،
والتي تنحصر وظيفتها في إشباع أعمق رغبات الذكر الجنسية ،هي التلبية المثلى لغريزة الجنس عند الذكر .المرأة
فصي السلم أنثصى ،متاع ،شيصء -ول شيصء غيصر ذلك! لكصن :مصا هصي ظروف فرض الحجاب؟ يقول القرطصبي « :لمصا
كانت عادة العربيات التبذل ،وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الماء ،وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب
الفكرة فيهصن ،أمصر ال رسصوله (ص) أن يأمرهصن بارتداء الجلبيصب عليهصن إذا أردن الخروج إلى حوائجهصن ،وكصن
يتبرزن في الصحراء قبل أن تتخذ الكُنف ،فيقع الفرق بينهن وبين الماء ...وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل
نزول هذه الية تتصبرز للحاجصة فيتعرض لهصا بعصض الفجار يظصن أنهصا أمصة ،فتصصيح بصه فيذهصب ،فشكوا ذلك إلى النصبي
(ص) ،فنزلت الية »(. )2
إذاً ،رغم الملئكية التي يطبع بها كتّاب هذا العصر من السلميين مجتمع الجماعة السلمية الولى ،فالحقيقة
(« : )3وكان ناس مصن فسصّاق أهصل المدينصة يخرجون بالليصل ،حيصن مغايرة تماماً .يخبرنصا ابصن كثيصر فصي
يختلط الظلم ،إلى طرق المدينة ،فيعرضون للنساء .وكانت مساكن أهل المدينة ضيّقة ،فإذا كان الليل ،خرج النساء
إلى الطرق يبتغين حاجتهن .فكان أولئك الف سّاق يبتغون ذلك منهن .فإذا رأوا المرأة عليها جلباب ،قالوا :هذه حرّة!
فكفّوا عنهصا .وإذا رأوا المرأة ليصس عليهصا جلباب؛ قالوا :هذه أمصة! فوثبوا عليهصا» .ويزداد المصر سصوءًا حيصن تعلمنصا
إحدى الروايات ،أنصه «كان نسصاء النصبي (ص) يخرجصن بالليصل لحاجتهصن؛ وكان ناس مصن المنافقيصن يتعرضون لهصن
فيؤذيصن ،فشكوا ذلك ،فقيصل ذلك للمنافقيصن ،فقالوا :إنّمصا نفعله بالماء! فنزلت هذه اليصة»( - )4آيصة الحجاب (أحزاب
.)59ويؤكد ذلك الطبري ،حين يقول « :يا أيها النبي قل لزواجك وبناتك ونساء المؤمنين ل يتشبهن بالماء في
لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوههن ،ولكن ليدنين عليهن من جلبيبهن ،لئل
يتعرض لهصن فاسصق ،إذا علم أنهصن حرائر ،بأذى »( . )5وهكذا ،لمّا «كانصت الحرّة تخرج فتحسصب أنّهصا أمصة فتؤذى...
أمرهن ال أن يخالفن زي الماء ،ويدنين عليهن من جلبيبهن ،تخمّر وجهها إل إحدى عينيها»(. )6
ويؤكصصد ذلك قتادة ،بقوله « :كانصصت المملوكصصة إذا مرت تناولوهصصا باليذاء ،فنهصصى ال الحرائر أن يتشبهصصن
(
بالماء »( . )7ويضيف مجاهد « :يتجلببن فيُعلم أنهن حرائر فل يعرض لهن فاسق بأذى من قول ول ريبة »
. )8
يذكصصر الزمخشري فصصي تفسصصيره لليصصة 59مصصن سصصورة الحزاب« :إنصّ النسصصاء كنصّ فصصي أول السصصلم على
هجيراهصن فصي الجاهليصة متبذلت ،تصبرز المرأة فصي درع وخمار ،فصصل بيصن الحرّة والمصة؛ وكان الفتيان وأهصل
الشطارة يتعرّضون إذا خرجصن إلى مقاضصي حوائجهصن فصي النخيصل والغيطان للماء ،وربمصا تعرّضوا للحرّة بعلّة
المصصة؛ يقولون :حسصصبناها أمصصة! فأُمرن أن يخالفصصن بزيهصصن على زيصّ الماء ،بلبصصس الرديصصة والملحصصف وسصصتر
الرؤوس والوجوه ،ليحتشمصن فل يطمصع فيهصن طامصع؛ وذلك لقوله« :ذلك أدنصى فل يعرفصن»؛ أي :أولى وأجدر
بأن يعرفن ،فل يتعرض لهن ول يلقين ما يكرهن»(. )9
وكان سصصفيان الثوري ،يقول« :ل بأس بالنظصصر إلى زينصة نسصصاء أهصصل الذمصصة؛ وإنمصصا نهصصي عصصن ذلك لخوف
الفتنصة ،ل لحرمتهصن .واسصتدلّ بقوله تعالى« :ونسصاء المؤمنيصن»؛ وقوله« :ذلك أدنصى أن يعرفصن فل يؤذيصن» -
أي ،إذا فعلن ذلك عرفن أنهن حرائر ،لسن بإماء ول عواهر»(. )10
وكان عمصصر بصصن الخطاب يطوف فصصي طرقات المدينصصة ،فإذا رأى أمصصة محجبصصة ،ضربهصصا بالدّرة حتصصى يسصصقط
الحجاب عن رأسها ،ويقول :فيم الماء يتشبهن بالحرائر؟(. )11
حجاب نساء النبي:
يبدو أن حجاب نسصاء النصبي كان يختلف عصن حجاب سصائر نسصاء المسصلمين .والرجصح أنّه لم يكصن يسصمح
لهن برؤية أحد ،عدا النبي والمحارم .فعلى سبيل المثال ،تخبرنا أم سلمة ،أنها مُنعت حتى عن رؤية العمى،
ابصن أم مكتوم ،الذي كان النصبي يأمصر النسصاء بأن تعتدّ عنده .تقول إنهصا كانصت عنصد النصبي ،هصي وميمونصة« ،فبينصا
نحن عنده ،أقبل ابن مكتوم ،فدخل عليه -وذلك بعد أن أُمر بالحجاب -فقال النبي (ص) :احتجبن منه! قلنا :يا
رسول ال ،أليس هو أعمى ل يبصر ول يعرفنا؟ قال :أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟»( . )12ويقول اسحق
العمى« :دخلت على عائشة ،فاحتجبت مني ،فقلت :تحتجبين مني ولست أراك؟ قالت :إن لم تكن تراني ،فأنا
أراك»( - . )13لكنها لم تفسّر لنا بالمقابل ،كيف أرضت ضميرها برؤية كلّ هؤلء المبصرين في حرب الجمل؟
تقول عائشصة أيضاً« :كان عتبصة بصن أبصي وقاص عهصد إلى أخيصه سصعد أن ابصن وليدة زمعصة [والدة سصودة
زوجصة النصبي] منّي ،فاقبضصه! فلمصا كان عام الفتصح ،أخذه سصعد ...فقام عبصد بصن زمعصة ،فقال :أخصي ،وابصن وليدة
أبصي ،ولد على فراشصه .فتسصاوقا إلى النصبي (ص) ،فقال سصعد :يصا رسصول ال! ابصن أخصي ،كان قصد عهصد إليّص فيصه.
فقال عبد بن زمعة :أخي وابن وليدة أبي ،ولد على فراشه! فقال رسول ال (ص) :هو لك يا عبد بن زمعة؛ ثم
قال النبي :الولد للفراش ،وللعاهر الحجر! ثم قال لسودة بنت زمعة ،زوج النبي (ص) :احتجبي منه! لما رأى
من شبهه بعتبة ،فما رآها حتى لقي ال»(. )14
كيف نزلت آية الحجاب :تناقضات!
كمصا سصبق وأشرنصا ،فإنّص عمصر بصن الخطاب ،كان يقول للنصبي« :أحجصب نسصاءك! فلم يكصن رسصول ال (ص)
ليفعل .فخرجت سودة بنت زمعة ،زوج رسول ال (ص) ،وكانت امرأة طويلة ،فناداها عمر بصوته العلى :قد
عرفناك يا سودة! حرصاً(!!!) على أن ينزل ال الحجاب ...فأنزل ال الحجاب»(. )15
بالمقابصل ،ثمصة روايصة أخرى منقولة عصن عائشصة ،تقول« :كنصت آكصل حيسصًا مصع النصبي (ص) فصي مقصب ،فمرّ
عمر فدعاه فأكل ،فأصابت اصبعه اصبعي ،فقال :حس! أو :أوه! لو أطاع ما رأتكن عين! فنزل الحجاب»(. )16
ويدعصم ذلك ابصن عبّاس ،فيقول« :نزل حجاب نسصاء رسصول ال (ص) فصي عمصر :أكصل مصع النصبي (ص) طعاماً،
فأصابت يده بعض أيدي نساء النبي ،فأمر بالحجاب»(. )17
هنالك روايصة بطلهصا عمصر بصن الخطاب وزينصب بنصت جحصش هذه المرّة ،تقول« :روي أنصه مرّ [عمصر بصن
الخطاب] عليهن [نساء النبي] وهن مع النساء في المسجد ،فقال :لئن احتجبتن ،فإن لك نّ على النساء فضلً،
كمصا أن لزوجكصن على الرجال الفضلّ! فقالت زينصب (رض) :يصا ابصن الخطاب! إنّك لتغار علينصا والوحصي ينزل فصي
بيوتنا (كذا)! فلم يلبثوا إل يسيرًا حتى نزلت»(. )18
ن عمر بن الخطاب كان يحب [كذا] ضرب الحجاب عليهن [نساء رواية أخرى ،أكثر عمومية ،تقول« :إ ّ
النصبي] محبّة شديدة ،وكان يذكره كثيراً ،ويودّ أن ينزل فيصه؛ وكان يقول :لو أطاع فيكنّص مصا رأتكنّص عيصن! وقال:
يا رسول ال ،يدخل عليك الب ّر والفاجر ،فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب! فنزلت»(. )19
ن حكاية زواج النبي من زينب بنت جحش وبعض الثقلء الذين استمرّوا في جلوسهم طمع ًا مع ذلك ،فإ ّ
فصي الطعام ،هصي أكثصر الحكايصا تداولً فصي التراث السصلمي ،كسصبب لنزول آيصة الحجاب .يقول أنصس« :لمّا أصصبح
رسصول ال عروسصاً بزينصب [بنصت جحصش] ،دعصا القوم ،فأصصابوا مصن الطعام ثصم خرجوا ،وبقصي منهصم رهصط عنصد
النصبي (ص) ،فأطالوا عنده القعود .فقام رسصول ال ،فخرج ،وخرجصت معصه ،حتصى جئنصا عتبصة حجرة عائشصة .ثصم
ظصن أنهصم خرجوا ،فرجصع ،ورجعصت معصه ،حتصى دخصل بيصت زينصب .فإذا هصم قعود .ثصم ظنّص أنهصم خرجوا ،فرجصع
ورجعصصت معصصه؛ فإذا هصصم قصصد خرجوا .فضرب بينصصي وبينصصه سصصتراً ،ونزل الحجاب[ ...وكان ذلك] سصصنة خمصصس
[للهجرة]»(. )20
لكصصن نسصصاء النصصبي لم يكصصن يحتجبصصن مصصن العبيصصد والمكاتصصبين ،رغصصم أن هؤلء لم يكونوا فاقديصصن لقدراتهصصم
« :نسصاء النصبي كصن ل يحتجبصن مصن المملوكيصن والمكاتصبين ،فإذا الجنسصية .يقول ابصن سصعد فصي
اعتقوا [كذا] احتجبن منهم»( . )21ونعرف أيض ًا أن «عائشة (رض) أباحت النظر إليها لعبدها ،وقالت لذكوان:
إنك إذا وضعتني في القبر وخرجت ،فأنت حرّ»(. )22
()23
بالمقابصل ،فقصد كانصت تحتجصب مصن الحسصن بصن علي ؛ ولمصا بلغ ابصن عباس ذلك ،قال« :إن رؤيتصه لهصا
لحلّ»(. )24
إذن ،نؤكصد ثانيصة أن مسصألة الحجاب فصي السصلم ،مسصألة طبقيصة فحسصب :أحرار وعبيصد ،زوجات وجوار - .هذا
كله كان في قرن النبي ،الذي قيل إنه كان أفضل القرون!!!.
مصن الذيصن أبيصح لهصم الدخول على نسصاء النصبي :المخنثون .تخبرنصا مصصادر كثيرة أن مخنثاً يدعصى هيصث،
«كان يدخل على أزواج النبي (ص) ...وكانوا يعدّونه من غير أولي الربة ،فدخل النبي (ص) وهو عند بعض
( ، )25هصي أم سصلمة ،]-وهصو ينعصت لهصا امرأة ،فقال :إنهصا إذا أقبلت ،أقبلت نسصائه [-فصي نصص
بأربص صصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصع ،وإذا أدبرت ،أدبرت
بثمان! فقال النبي (ص) :ل أرى هذا يعلم ما ها هنا ،ل يدخل عليكنّ هذا! فحجبوه»(. )26
ن المور اختلطت بعد حرب الجمل ،وخروج عائشة على الن صّ القرآني .يُذكر أنه «لمّا دخل لكن يبدو أ ّ
ابصن عباس بعصد الجمصل على عائشصة ،بغيصر إذنهصا ،قالت :يصا ابصن عبّاس ،أخطأت السصنّة المأمور بهصا ،دخلت علينصا
بغير إذننا ...فقال لها :لو كنتِ في البيت الذي خلّفك فيه رسول ال (ص) ،ما دخلنا إل بإذنك»(. )27
عائشة ...وتحقير النساء!
()28
لقصد سصاهمت أحاديصث عائشصة فصي السصاءة إلى النسصاء ،بكافصة طبقاتهصن .ول يمكصن فهصم هذا الكصم مصن
الحاديصث المعاديصة للنوثصة المنسصوبة للنصبي عصبر عائشصة ،إل إذا دخلنصا إلى عائشصة مصن بابهصا النفسصي .فرغصم
مشاعرهصصا النثويصصة المشتعلة ،كانصصت عائشصصة على مصصا يبدو ،فصصي نوع مصصن التناقصصض الضدّي ،تكره هذه النوثصصة
وتحقصد عليهصا لنهصا كانصت تقصف حائلً بينهصا وبيصن تحقيصق مطامحهصا الماديصة -السصلطوية .وربمصا أنّص الندم الذي
أطاح بها ،بعد أن خسرت معركة الجمل ،انعكس في دواخلهصا رغبة عارمة في التشدّد على النوثة ،لنها في
لوعيهصا ،على مصا يبدو ،كانصت مسصكونة بعقدة الدونيصة النثويصة ،التصي تمتصصها النثصى فصي المجتمصع الذكوري
بطواعية مخيفة ،والتي تتجلى في العتقاد بأن المرأة ل تضع يدها في شيء إل أفسدته.
رغم أن تجاوزات عائشة في مراحل حياتها المختلفة ترجح على تجاوزات كلّ نساء جيلها وتزيد؛ نجدها
تقول« :لو أدرك رسول ال (ص) ما أحدث النساء ،لمنعهن المساجد ،كما منع نساء بني إسرائيل»( )29؛ وفي
روايصة أخرى ،تقول« :بينمصا رسصول ال (ص) جالس فصي المسصجد ،إذ دخلت امراة مصن مزينصة ،ترفصل فصي زينصة
لها ،في المسجد؛ فقال النبي (ص) :يا أيها الناس ،ارفعوا نساءكم من لبس الزينة والتبختر في المسجد ،فإ نّ
بني إسرائيل لم يلعنوا حتى لبس نساؤهم الزينة وتبخترن في المساجد»(. )30
تنسب عائشة للنبي حديثاً آخر ،مفاده« :ل خير في جماعة النساء إل في مسجد أو جنازة»( - )31ل تذكر
هنا ركوب الجمل ومحاربة الخليفة؛ لكنها قد تكون مشمولة بهذا الحديث على اعتبار أنها أخرجت أكبر كمّ من
الجنازات في عصرها؟!
البنات ،بحديث آخر تزعم عائشة أن النبي قاله ،بلء« :من ابتلي من البنات بشيء فأحسن حجتهن ،كن
له ستراً من النار»(. )32
تنسب عائشة للنبي حديثاً آخر ،يح طّ من قيمة المرأة حتى الحضيض ،يقول« :المرأة كالضلع إن أقمتها
كسرتها ،وهي يستمتع بها [كذا] على عوج فيها»( . )33لذلك ،فهو يقول ،كما تزعم« :لو أمرت أحدًا أن يسجد
لحصد لمرت المرأة أن تسصجد لزوجهصا ،ولو أنّص رجلً أمصر امرأتصه أن تنقصل مصن جبصل أحمصر إلى جبصل أسصود ،ومصن
جبل أسود إلى جبل أحمر ،لكان نولها أن تفعل»(. )34
تروي عائشصصة ،أنصصه كان لهصصا غلم وجاريصصة ،فأرادت أن تعتقهمصصا ،فذكرت ذلك للنصصبي ،فقال لهصصا« :ابدئي
بالغلم قبل الجارية»(. )35
رغصم خروجهصا على عثمان وعلي ،حجّهصا دون إذن الخليفصة ،وحرب جملهصا الشهيرة ،فهصي تصصرّ على أنّص
النصبي قال« :ل يصصلح للمرأة أن تسصافر إل ومعهصا ذو محرم لهصا»( . )36وتزعصم أيضاً أنّه قال للنسصاء« :عليكصن
بالبيت فإنه جهادكن»( . )37وأخيراً فهي تورد حديثاً تنسبه للنبي ،يتناقض بالكامل مع تصرفاتها ،يقول« :أيّما
امرأة مؤمنة (؟) وضعت خمارها على غير بيتها ،هتكت الحجاب بينها وبين ربّها»(! )38
رضاع الكبير ،والدجاجة التي أكلت ...الية؟!
امرأة من نمط عائشة ،يستحيل عليها أن تجاهد في بيتها ،وأن ل تهتك الحجاب بينها وبين ربّها .ومن
هنا ،جاءت أسطورة رضاع الكبير ،مخرجاً ممتازاً ،أتاح لها فرصة لقاء من تشاء ،تحت مظلة شرع مطاطية.
تقول إحدى الروايات ،شارحصة أسصطورة رضاع الكصبير« :كانصت عائشصة تأمصر مصن يريصد أن يدخصل عليهصا أن
يرضصع خمصس رضعات [بحيصث يحرم عليهصا]؛ وبهذا قال الشافعصي وأصصحابه»( . )39و «كانصت عائشصة تفتصي بهذه
الفتيا .أخبرني سالم أنه دخل على أم كلثوم بنت أبي بكر لترضعه خمس رضعات ،فأرضعته رضعتين أو ثلثاً،
فلم يدخصل عليهصا .وأبصى أزواج النصبي (ص) أن يأخذن بهصا ،وقلن :إنمصا هصي رخصصة مصن رسصول ال (ص) لسصهلة
بنت سهيل»( . )40وسالم هذا هو «سالم بن عبد ال بن عمر»(. )41
يبدو أنصّ سصصالماً هصصو محور كلّ هذه السصصطورة ،فقبصصل أن تطلب عائشصصة إرضاعصصه مصصن أم كلثوم كصصي يحرم
عليهصا ،كانصت له أسصطورة أخرى مصع سصهلة بنصت سصهيل فصي موقصف مشابصه؛ والسصند ،كالعادة ،عائشصة« :جاءت
سهلة بنت سهيل إلى النبي (ص) ،فقالت :يا رسول ال! إنّي أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم ،وهو
حليفصه! فقال النصبي (ص) :أرضعيصه! قالت :وكيصف أرضعصه وهصو رجصل كصبير؟ فتبسصّم رسصول ال (ص) ،وقال :قصد
علمصت أنصه رجصل! وزاد عمصر فصي حديثصه :وكان قصد شهصد بدراً .وفصي روايصة ابصن أبصي عمصر :فضحصك رسصول ال
(ص)»(. )42
ن سالماً ،مولى أبي حذيفة ،كان مع أبي حذيفة وأهله في بيتهم، وفي رواية أخرى ،عن عائشة أيضاً« :أ ّ
فأتصت ،تعنصي ،ابنصة سصهيل ،النصبي (ص) ،فقالت :إنّص سصالماً قصد بلغ مصا يبلغ الرجال وعقصل مصا عقلوا ،وإنّه ليدخصل
ن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً! فقال لها النبي (ص) :أرضعيه تحرمي عليه ،ويذهب علينا ،وإني أظن أ ّ
()43
الذي في نفس أبي حذيفة .فرجعت ،فقالت :إني قد أرضعته!!! فذهب الذي في نفس أبي حذيفة» .
ن سالمًا مولى أبي حذيفة معنا في بيتنا ،وقد بلغ ما يبلغ الرجال ،وعلم ما يعلم وفي رواية ،تقول سهلة« :إ ّ
()44
الرجال .قال :أرضعيصه!!! تحرمصي عليصه» ؛ وفصي نصص آخصر ،يقال إن سصهلة قالت للنصبي« :إنصه لذو لحيصة؟! فقال:
أرضعيه!!! يذهب ما في وجه أبي حذيفة»(. )45
في رواية منقولة عن عائشة ،نحظى بتفاصيل إضافية« :أتت سهلة بنت سهيل بن عمرو ،وكانت تحت
ن سالماً مولى أبي حذيفة يدخل علينا ،وأنا فضل!!! ،وإنّا كنا
أبي حذيفة بن عتبة ،رسول ال (ص) ،فقالت :إ ّ
نراه ولداً ،وكان أبصو حذيفصة تبناه ،كمصا تبنّى رسصول ال (ص) زيداً ،فأنزل ال «ادعوهصم لبائهصم هصو أقسصط عنصد
ال» .فأمرهصا رسصول ال (ص) عنصد ذلك أن ترضصع سصالماً ،فأرضعتصه خمصس رضعات ،وكان بمنزلة ولدهصا مصن
الرضاعة .فبلغ ذلك عائشة ،فكانت تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبّت عائشة أن يراها ويدخل
عليها ،وإن كان كبيراً!!! خمس رضعات ،ثم يدخل عليها ،وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي (ص) أن يدخلن
عليهصن بتلك الرضاعصة أحداً مصن الناس ،حتصى يرضصع مصن المهصد ،وقلن لعائشصة؛ وال مصا ندري! لعلّهصا كانصت
رخصة من رسول ال (ص) لسالم ما دون الناس!»( . )46ويضيف ن صّ آخر تفصي ً
ل هاماً ،يقول« :إن عائشة
زوج النصبي (ص) ،كان يدخصل عليهصا مصن أرضعتصه أخواتهصا وبنات أخيهصا ،ول يدخصل عليهصا مصن أرضعتصه نسصاء
إخوتهصا»( . )47فصي روايصة أخرى ،نجصد النصبي يقول لسصهلة« :فأرضعيصه عشصر رضعات ليدخصل عليصك كيصف شاء،
فإنمصا هصو ابنصك! فكانصت عائشصة تراه عامّا للمسصلمين ،وكان مصن سصواها مصن أزواج النصبي (ص) يرى أنّهصا كانصت
خاصصصة لسصصالم مولى أبصصي حذيفصصة ،والذي ذكرت سصصهلة فصصي شأنصصه ،رخصصصة له»( . )48وفصصي نصصّ ،يقال« :كانصصت
رخصصة لسصالم»( . )49بالمقابصل ،تقول أم سصلمة« :أبصى سصائر أزواج رسصول ال (ص) أن يدخلن عليهصن أحصد بهذا
الرضاع؛ وقلن :إنمصا هذا رخصصة مصن رسصول ال (ص) لسصالم خاصصة!!! وعائشصة أخذت بذلك مصن بيصن أزواج
النبي (ص)»( . )50وكانت أم سلمة تقول لها« :إنه ليدخل عليك الغلم اليفع!!! الذي ما أحب أن يدخل عل يّ!
فعلمت عائشة :أما لكِ في رسول ال أسوة حسنة؟! قالت :إن امرأة أبي حذيفة ،قالت :يا رسول ال ،إنّ سالماً
(
يدخل عل يّ ،وهو رجل ،وفي نفس أبي حذيفة منه شيء! فقال رسول ال (ص) :أرضعيه حتى يدخل عليك»
. )51
هنا ،ل بد أن نتساءل :هل يعقل أن تكشف امرأة عن نهدها لرجل بالغ غير محرم بالنسبة لها ،في حين
أنّص السصلم يحرّم على المرأة كشصف حتصى شعرهصا على الرجصل الغريصب؟ وأي ذكصر هذا الذي يمصص نهصد امرأة
بالغة ،في مجتمع مسكون بالجنس ،دون أن تتحرك مشاعره أو يحرك مشاعرها؟.
من أكل الية؟
لكن عائشة ل تكتفي بما تذكره من حديث نبوي لتبرير فعلتها في إدخال «الغلمان اليافعين عليها» عبر مصّهم
لنهود أخواتها وبنات أخوتها ،بل تجد للمسألة بعدًا قرأنياً ،فتزعم أنه «أنزل في القرآن [آية تقول] «عشر رضعات
معلومات» ،فنسصخ مصن ذلك إلى خمصس ،وصصار إلى خمصس رضعات معلومات .فتوفصي رسصول ال (ص) والمصر على
ذلك ...وبهذا كانصت عائشصة تفتصي وبعصض أزواج النصبي (ص) ،وهصو قول الشافعصي واسصحق .وقال أحمصد بحديصث النصبي
(ص) :ل تحرم المصصّة ول المصتان؛ وقال :إن ذهب ذاهب إلى قول عائشة في خمس رضعات ،فهو مذهب قوي؛
وجبن عنه أن يقول فيه شيئاً! وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي (ص) وغيرهم :يحرم قليل الرضاع وكثيره
إذا وصصل إلى الجوف! وهصو قول سصفيان الثوري ومالك بصن أنصس والوزاعصي وعبصد ال بصن المبارك ووكيصع وأهصل
الكوفة. )52(»...
تؤكصصد عائشصصة وجود هذه اليصصة فصصي القرآن ،فتقول« :كانصصت فيمصصا أنزل ال عصصز وجصصل مصصن القرآن :عشصصر
رضعات يحرمصن .ثصم نسصخن بخمصس معلومات يحرمصن .فتوفصي النصبي (ص) وهصن ممصا يقرأ مصن القرآن»(- . )53
فأين ذهبت هذه الية الهامة للغاية؟!
تقول عائشة« :لقصد نزلت آية الرجصم ورضاعة الكصبير عشراً ،ولقصد كانصت فصي صصحيفة تحصت سصريري ،فلمصا
مات رسصصول ال (ص) وتشاغلنصصا بموتصصه ،دخصصل داجصصن فأكلهصصا»( . )54وفصصي نصصص آخصصر« :لقصصد أنزلت آيصصة الرجصصم
ورضعات الكبير عشراً ،فكانت في ورقة تحت سريري في بيتي ،فلمّا اشتكى رسول ال (ص) ،تشاغلنا بأمره،
ودخلت دويبة لنا ،فأكلتها»( . )55من ناحية أخرى ،يقول ابن حزم« :وهذا حديث صحيح ،وليس على ما ظنوا،
لن آيصصة الرجصصم إذا نزلت حفظصصت وعرفصصت وعمصصل بهصصا رسصصول ال (ص) ،إل أنّه لم يكتبهصصا نس صّاخ القرآن فصصي
المصاحف ،ول أثبتوا لفظها في القرآن»(. )56
بالمقابصل ،فالزمخشري ،الذي ينتمصي إلى التيار المعتزلي العقلنصي الذي انقرض فصي السصلم -ربمصا لنصه
عقلنصي؟ -يرفصض المسصألة برمتهصا ،فيقول« :أمّا مصا يُحكصى أنّص تلك الزيادة [فصي القرآن] كانصت فصي صصحيفة فصي
بيت عائشة (رض) فأكلتها الدواجن ،فمن تأليفات الملحدة والروافض»( . )57لكن الهامش الذي يف سّر النص،
يرفصض مزاعصم الزمخشري ،إذ يقول« :بصل راويهصا ثقصة غيصر متهصم .قال ابراهيصم الحربصي فصي الغريصب :حدّثنصا
هارون بصن عبصد ال أن الرجصم أُنزْل فصي سصورة الحزاب ،مكتوباً فصي خوخصة فصي بيصت عائشصة .فأكلتهصا شاتهصا.
وروى أبو يعلى والدارقطنصي والبزار والطبراني في الوسصط والبيهقي في المعرفصة ،كلّهصم من طريق محمد بن
اسحق بن عبد ال بن أبي بكر عن عائشة ،وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة ،انتهى! وكأن
المصصنف منهصم أنّص ثبوت هذه الزيادة يقتضصي مصا تدعيصه الروافصض :أنصّ القرآن ذهصب منصه أشياء ،وليصس هذا
بلزم ،بل هذا مما نسخت تلوته وبقي حكمه ،وأكل الدواجن لها وقع بعد النسخ»(. )58
مصن ناحيصة أخرى ،فعمصر بصن الخطاب( ، )59فصي روايات كثيرة ،يدعصم مصا تقوله عائشصة ،حيصن يتحدّث عصن
وجود آيصة الرجصم ،التصي أسصقطت مصن القرآن ،والتصي يرى أبصي بصن كعصب أنهصا كانصت موجودة فصي سصورة الحزاب؛
فقصد قال« :كصم تعدّون سصورة الحزاب؛ قلت [زر] :ثلث ًا وسصبعين آيصة! قال :فوالذي يحلف بصه أبصي بصن كعصب ،إن
كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول .ولقد قرأنا منها آية الرجم :الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالً
من ال وال عزيز حكيم»(. )60
لكن عائشة لم تكتف بادعاء سقوط آية الرضاع من القرآن فحسب ،بل ادعت ايضاً أن بعض آياته تختلف
فصصي محتواهصصا عصصن القرآن المتداول حالياً؛ يقول أبصصو يونصصس ،مولى عائشصصة« :أمرتنصصي عائشصصة أن أكتصصب لهصصا
مصحفاً ،ثم قالت :إذا بلغت هذه الية ،فآذني« :حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتين»؛
فلمصصا بلغتهصصا ،آذنتهصصا ،فأملت علي« :حافظوا على الصصصلوات والصصصلة والوسصصطى وصصصلة العصصصر وقوموا ل
قانتين»؛ قالت عائشة :سمعتها من رسول ال (ص)»(. )61
وروى عروة بن الزبير ،أن عائشة قالت« :كانت سورة الحزاب تقرأ في زمن النبي (ص) مئتي آية ،فلما
كتب عثمان المصاحف ،لم نقدر إل ما هو الن»( - )62أي :ثلث وسبعون آية .وروت حميدة بنت أبي يونس« :قرأ
ي أبي ،وهو ابن ثمانين سنة ،في مصحف عائشة! إن ال وملئكته يصلّون على النبي ،يا أيها الذين آمنوا صلّوا عل ّ
عليه وسلّموا تسليماً .وعلى الذين يصلّون الصفوف الولى .قالت :قبل أن يغيّر عثمان المصاحف»(. )63
من ناحية أخرى ،تذكر عائشة أنّ رجلً «قام من الليل ،فرفع صوته بالقرآن ،فلما أصبح ،قال رسول ال
(ص) :يرحصم ال فلناً ،كائن مصن آيصة أذكرنيهصا ،كنصت أسصقطتها»( . )64وتؤكصد عائشصة أيض ًا أنّص النصبي كان كثيصر
النسصيان ،فتقول« :إن النصبي (ص) كان إذا أشفصق مصن الحاجصة ،يعنصي ينسصاها ،ربصط فصي خنصصره أو فصي خاتمصه
الخيط»(. )65
IV
مصحف عائشة( ) ( 58هص)
1
ثمصة مجموعصة صصغيرة مصن القراءات تُسصند إلى عائشصة ابنصة أبصي بكصر وزوجصة النصبي الصصغيرة .وباسصتثناء
قراءة واحدة ،ففصي الحالت جميعاً نجصد أن القراءات مدعومصة مصن قبصل المصصادر القديمصة الخرى .لكنّص كلّ مصا
نعرفصه مصن التقليصد ل يدع أدنصى شصك بأنّص معرفصة عائشصة بالقرآن عنصد وفاة النصبي كانصت ضئيلة جداً .وهكذا ،فكلّ
القصصص حول تعلّمهصا القرآن بإملء النصبي ،أو أنّهصا واحدة مصن مجموعصة صصغيرة حفظصت القرآن عصن ظهصر قلب
أثناء حياة النبي ،يجب إسقاطها باعتبارها تلفيقات لناس لحقين .لكن من المحتمل أنّها حفظت عن ظهر قلب
بضصع مقاطصع كانصت تسصتخدمها الجماعصة فصي صلتها .ومصن المحتمصل أيض ًا أنّص النصبي علّمهصا مقاطصع قليلة .ويمكصن
أيضاً أن اختلفات القراءة التصي تعزا لهصا مأخوذة عصن الطريقصة التي تعلمت أن تقرأ بهصا مقاطع بعينها قبل نشر
النصص العثمانصي؛ مصع أنّهصا ،مصن ناحيصة أخرى ،ربمصا ل تكون غيصر اختلفات قراءة رُبطصت باسصمها كصي تعطصى
موثوقية.
تبدو احتماليصصة أن تكون امتلكصصت مصصصحفاً خاص صاً بهصصا بالعتماد على مجموعصصة مصصن المواد سصصابقة للنصصص
العثمانصي بعيدة جداً .وقصصة مصصحف عائشصة فصي كتاب ابصن أبصي داود ،ص 83ومصا بعصد ،إنّمصا تشيصر بوضوح إلى
نسخة عثمانية معيارية اختطتها لنفسها والتي ألحّت أنه أقحم فيها بضع تفاصيل اعتقدت أنها حذفت بغير وجه
حصق مصن قبصل عثمان ولجنتصه .وقصصة البخاري( )2حول الرجصل العراقصي الذي سصألها أن تريصه مصصحفها لنّه أراد
ترتيب صفحاته بحسب ترتيبها لمصحفها تبدو وكأنها تشير إلى نسخة من النص العثماني مرتّبة مواده بحسب
زمن النزول .والقرآن فصي السصورة ،56 :23مصع إضافة «والذيصن يصصلّون في الصفوف الولى» ،التي يقدّمهصا
ابصن أبصي داود (ص )85مصن مصصحفها ،ربمصا تشيصر إلى مصصحف مسصتقلّ ،لكصن الرجصح أنّهصا قراءة قديمصة عزيصت
لعائشة لحقاً.
القراءات المختلفة
» ،مثل سعد بن أبي وقاص. » قرأتها « السورة الولى :الية « :4
» ،مثصل مجاهصد وابصن عباس، » ،قرأتهصا« : السصورة الثانيصة :اليصة « :184
». لكن بعضهم قال« :
» ،قرأتهصصصصصصصصصا« : اليصصصصصصصصصة « :238
» ،مثل أبيّ وحفصة.
» مثصصل ابصصن عباس ،لكصصن آخريصصن ،قالوا: » ،قرأتهصصا « السصصورة الرابعصصة :اليصصة « :117
» مثصصل أيوب السصصختياني ،وقال غيرهصصم: » مثصصل أبصصو سصصوار ،وقال غيرهصصم « «
». «
» مثصل أبيّص وآخريصن. » ،قرأتهصا« : السصورة الخامسصة :اليصة « :69
لكن هذا قد ل يعني غير أنها لحظت الخطأ القواعدي الموجود في القرآن هنا.
» ،مثل قراءة أبو عمر .وهذا أيضاً » ،قرأتها« : السورة العاشرة :الية « :63
يعني أنها أدركت الخطأ القواعدي الموجود في القرآن هنا.
» ،مثل علي ،ابن الزبير ،وغيرهما. » ،قرأتها« : السورة الحادية عشرة :الية « :98
»، » ،قرأتهصا« : السصورة الثالثصة عشرة :اليصة « :60
مثل ابن عباس ،قتادة والنخعي.
» ،قرأتهصصصصصصصصصصا« : السصصصصصصصصصصورة الثالثصصصصصصصصصصة والثلثون :اليصصصصصصصصصصة « :56
» ،وقال بعضهصصصصم:
». » بدل « «
» ،مثل أُبيّ. » ،قرأتها« : السورة السادسة والثلثون :الية « :72
». » ،قرأتها« : السورة السادسة والسبعون :الية « :21
» ،مثل ابن مسعود ،ابن عباس » ،قرأتها« : السورة الحادية والثمانون :الية « :24
وغيرهما.
» ،مثل ابن عباس وابن الجوزاء. » ،قرأتها« : السورة الثانية بعد المئة :الية « :1
كلمة النهاية
ل بد أن يتساءل المرء عن سر كلّ هذه الكتابات النقد -إسلمية التي «تفيض» عنّا بكرم غير مسبوق!
هصصل هصصو العداء للسصصلم؟ ل ،فالعدائيصصة بيصصن ذات وموضوع أقرب مصصا تكون إلى العبصصث!!! هصصل هصصي العدائيصصة
للمسلمين؟ هنا ،ل بد أن نقف!
إن صّ مقولة العدائيصصة للمسصصلمين ل يمكصصن أن تنطبصصق علينصصا بأيصصة حال! فإلى جانصصب انتمائنصصا الشخصصصي إلى
الرومة السلمية -رغم أن هذا ليس كا فٍ بحد ذاته كحجة غير مرفوضة في سياق من تلك النوعية -فنحن
نتمسّك بالنتماء إلى منطقة ذات غالبية إسلمية بأصابعنا وأسناننا ،ونرفض أي وطن علماني بديل مهما بدت
المغويات مبهرة ،والمنفّرات فصي أرض الوطصن مقزّزة -وهذا هصو تحديداً سصرّ نقديتنصا السصلمية العنيفصة التصي
تتاخم أحياناً حدود التهكّم.
إنّ انغماسنا في وطن إسلمي هو تحديدًا سبب نقديتنا العنيفة للسلم .فنحن لم نشعر قط باللانتماء إلى
هذا الوطصصن :وربمصصا لن نشعصصر؟ ولن هذا النتماء يمتصصصنا ،فنحصصن ممتلكون مصصن مسصصؤولية ل تُحدّ حيال شعصصب
الوطن الذين هم في غالبيتهم ،كما قلنا ،من المسلمين .والمسلمون كلهم في خطر :هنالك مؤامرة تسحقهم كلّ
يوم -مؤامرة متواصلة -اسمها ،للسف ،الصورة المتداولة للسلم.
الصصورة المتداولة للسصلم عدوة للمسصلمين؟ سصؤال غريصب مسصتهجن ل بصد أنصه سصيفتح شهيصة التكفيصر عنصد
المستفيدين من تواصلية متحف الشمع السقيم في اغتصاب عقول منفعلة لمليين «الحياء» من المسلمين!
الصصورة المتداولة للسصلم عدوة للمسصلمين -مقولة مخيفصة! ربمصا تثيصر كلّ مصا هصو عدائي فصي أعصصاب كلّ
من هو مسلم!
لكننا سنتساءل بواقعية :ماذا لو فتحت دول الغرب (أو اليابان) المتحضّرة «الكافرة» أبوابها للمسلمين؟
كم سيبقى منهم في ديار السلم وتحت راياته؟
باسصتثناء تلك الدول القابعصة على نفصط لم تصصنعه أو تخترعصه ،والتصي سصتعود إلى سصابق عهدهصا مصن البداوة
مع نضب النفط من عروقها واستنزاف موارده في جيوب مستورديه ،لنها دول تستهلك الحضارية ل تبدعها
) ،فل أعتقد أنه سيبقى مسلم -إل ما ندر -في بلده ،وتحت رايات إسلمه. (
أليصس هذا أحصد أشكال التناقصض الذاتصي؟ المسصلمون يكرهون الغرب ويكفّرونصه ويبذلون الغالي والرخيصص
في الوقت ذاته كي يجدوا لنفسهم «مرقد معزة» تحت شمس حضارته! المسلم ،في تناقض ذاتي قاتل ،يشتم
الغرب ويحلم بحريته! المسلم ،في أسوأ أنواع الفصام ،يقرف من التحلّل الخلقي (كذا) في مجتمعات الغرب،
ويتمنى لو استطاع أن يمتلك يوم ًا الحد الدنى من حقوق النسان في تلك المجتمعات .وتزداد المأساة شمولية
حين نعرف أن شيوخ المسلمين -وهم المسيطرون الفعليون منذ مئات السنّين على مجتمعات متحف الشمع -
يفسصّرون ،كذباً ،لعوامهصم أنّص سصبب انتقال الحضارة مصن العالم السصلمي (كذا) إلى عالم الكفصر هصو البتعاد عصن
السلم .فهل هذا صحيح؟
الصصحيح هصصو العكصس تماماً :فكلمصا زاد اقتراب المسصصلم مصن الصصصورة المتداولة للسصصلم ،زاد ابتعاده عصصن
الحضارة! واسأل أفغانياً! هل نفصّل ببعض أمثلة؟ سنحاول.
الحضارة لها «مقوماتها» :فما هو موقف الصورة المتداولة للسلم من مقومات الحضارة؟
الحريات العامة والخاصة مسألة بالغة الهمية في خلق مجتمع متحضر -حر :فإلى أي مدى يمكن القول
إن الصصورة المتداولة للسلم تقرّ بالحريات عموماً؟ ل بأس من ذكصر محطات تاريخية حرجصة ومفاهيم أُ صّلت
إسصلمياً للجابصة على سصؤال كهذا؟ حروب الردّة؛ حادثصة سصقيفة بنصي سصاعدة؛ قتصل ابصن الوليصد لبنصي جذيمصة؛ مصا
حدث لبعصض الفراد فصي فتصح مكصة ،الذيصن قتلوا رغصم تعلّقهصم بأسصتار الكعبصة؛ قتصل كلّ مصن راودت له نفسصه هجاء
النصبي أثناء حكصم الخيصر فصي المدينصة؛ حرب الجمصل؛ كربلء؛ صصفين؛ الحرة ...مفاهيصم على شاكلة ديار السصلم
وديار الكفر؛ أحكام أهل الذمة؛ الموقف من أتباع الديانات غير اليهودية أو المسيحية؛ الموقف من اللحاد أو
اللأدريصة؛ الموقصف مصن العقصل -ك ّل ذلك يشيصر فصي اتجاه رفصض الصصورة المتداولة للسصلم الكامصل للرأي الخصر
(حتى ضمن السلم ذاته)؛ ودون رأي آخر ل حركية فكرية وبالتالي ل تقدّم في ارتقائية العقل التصاعدية.
القتصصاد؟ الصصورة المتداولة للسصلم معاديصة لكصل ضروب القتصصاد الحضاري .هصل ثمصة مصن يجادل بعقصم
الزمصة القتصصادية فصي معظصم بلد السصلم وتدافصع أبناء تلك البلد على الهجرة إلى دار الكفصر حتصى وإن اقتضصى
المر المخاطرة بحياتهم؟ هل عند الصورة المتداولة للسلم بديل لمقولة «تناكحوا فإني مفاخر بكم المم»؟!
هل يوجد مسلم أوحد ل يعتقد أ نّ الطفل يط ّل على هذا العالم وتحت إبطه رزقه؟ أليس هذا العتقاد السوداوي
هصو علّة العلل فصي الوضصع القتصصادي المتراجصع الذي تعيشصه المنطقصة العربيصة عمومًا هذه اليام؟ وأيصة حكومصة
عبقرية تلك التي باستطاعتها علج أزمات شعب يتضاعف كلّ عشر سنوات ،يصحّر الراضي ويجفف النهار
والموارد؟
حقوق النسصان ركيزة أخرى مصن ركائز الحضارة .لكصن حقوق النسصان جملة سصيئة السصمعة فصي أذنصي كلّ
شيصخ ،لنهصا تعنصي ببسصاطة سصحب البسصاط مصن تحصت سصاقيه .والدهصى أن المسصلم ،فصي تناقصض ذاتصي ل ح ّل له،
يطالب بحقوقصه كإنسصان حيثمصا حلّ -جوقصة الندب السصلمية ناشطصة فصي كلّ دول العالم المتحضصر ،والتصي تتصبرع
محطات النفصط التلفزيونيصة فصي نقصل حفلت زارهصا إلى كلّ بيصت -ويندب مصصادرة تلك الحقوق مصن الفيلبيصن إلى
ي حق الوليات المتحدة ؛ في حين يرى ببراءة ساذجة أنه من البديهي أن ل يمتلك الخر المخالف في الرأي أ ّ
إنساني (إل إذا تفضل عليه المسلم بذلك) في دار السلم.
مثال :1
السصعوديون يملون الكون ضجيجاً ،كعادة البدائييصن فصي التعصبير عصن ذواتهصم ،بأنهصم يعمّرون بيوتاً ل فصي
كلّ مكان مصن دار الكفصر؛ بصل لقصد بلغصت الوقاحصة بهصم أنهصم اشتكوا مصن أنّص اليطالييصن رفضوا أن يجعلوهصم يعلون
إحدى مآذنهم المتاخمة للفاتيكان فوق قبة إحدى كنائس عاصمة المسيحية الشهر؛ في حين يحرّمون على من
هو غير مسلم التعبير عن إيمانه علناً ،بأية طريقة كانت ،في مملكتهم المقدسة!
مثال : 2
فصي إيران الخمينيصة ،التصي تحاول خلق انطباع ديمقراطيصة مصن نوع معيصن ( -الديمقراطيصة الموجّهصة أسصوأ
أنواع الدكتاتورية ) -للدعاء ،زوراً ،بديمقراطية الصورة المتداولة للسلم ،فتحت أبواب ندب الديمقراطية -
وهصم ،إرثياً ،سصادة الندب كمصا قلنصا فصي «كلمصة البدايصة» -على مصصراعيها حيصن طردت فتاتان «محجبتان» مصن
إحدى المدارس الفرنسية العلمانية [وهما غير فرنسيتين أصلً؛ وموجودتان مع أسرتيهما في فرنسا للستفادة
مصن ظروف هذا البلد العلمانصي القتصصادية] لرفضهمصا خلع الحجاب ،الهويصة الفعليصة للسصلم السصياسي النثوي؛
بالمقابصصل ،فإن هذا الحجاب ،س صيّد القضايصصا المتناقضصصة فصصي السصصلم ،مفروض دون مصصبرر فصصي إيران الخمينيصصة
الزائفصة الديمقراطيصة على الجميصع ،بمصن فيهصم الزرادشتيصة ،المواطنصة اليرانيصة الصصيلة ،أو أيصة زائرة غريبصة،
رماهصصا سصصوء قدرهصصا فصصي ذلك البلد -بغصصض النظصصر عصصن أرضيتهصصا الثقافيصصة« .شرعهصصم ،الذي يعتقدون بألوهصصة
جيدًا -أكصصصبر مصصصن الديمقراطيصصصة وأكثصصصر أهميصصصة: مصصصصادره -لنهصصصم ل يعرفون
».
مثال : 3
كصصل وسصصائل العلم السصصلمية ،عربيصصة وغيصصر عربيصصة ،تشارك فصصي كربلء متواصصصلة ،حداداً على أوضاع
هذه ل تُدعصصم بأيصصة أدلة وإل لكانصصت وسصصائل المسصصلمين واضطهادهصصم فصصي الفليصصبين .ورغصصم أن كربلء
العلم تلك عممتهصصا بكصصل البهصصة الشعوريصصة لرفصصع سصصوية هياج العامصصة إلى أعلى مسصصتوياتها ،إل أن الجميصصع
يطالبون بمنصح هؤلء المستضعفين -لديهصم حركصة قتالية ذات توجه متطرف إرهابي تسصعى إلى زعزعة النظام
والقتصصاد بكصل الوسصائل الممكنصة -دولة مسصتقلة أو على القصل حكماً ذاتياً ضمصن الكيان الفليصبيني ،رغصم ضآلة
عددهصم وتفاهصة نسصبتهم المئويصة قياسصاً إلى باقصي الشعصب هناك .بالمقابصل ،فإنّص الضطهاديصن الشعصبي والرسصمي
للقباط فصي مصصر -وهصو اضطهاد نمتلك شخصصي ًا أدلة دامغصة عليصه ،بغضّص النظصر عمصا تذكره الصصحف المصصرية
بين الفينة والخرى -يصل أحياناً إلى حدود تذكرنا بأيام العبودية وتبعاتها :أيام اعتبار أحدهم أن الخر ملكه؛
أنصه شيصء ،متاع -أي :التطصبيق الحرفصي لحكام أهصل الذمصة السصيئة الصصيت .والقباط المصصريون هصم السصكان
الصصصليون ،أصصصحاب الوطصصن الفعليون (مصصن قبصصط ،جاءت كلّ تسصصميات مصصصر ،التصصي هصصي ،بالمناسصصبة ،التسصصمية
الحاخاميصة اليهوديصة التصي لم يسصتعرها منهصم شعصب إل نحصن) ،ونسصبتهم العدديصة غيصر قليلة ،رغصم كلّ قسصريات
الردّة والكراه على ترك الديصن -هذا كله رغصم أنصف العلم الرسصمي المصصري ،الذي نعتقصد أنّص القائميصن عليصه
مصصريون مسصلمون عموماً ،ولم يسصتورَدوا مصن إحدى الدول المتحضرة التصي تؤمصن بحصق النسصان فصي العتقاد
وممارسة ذلك العتقاد.
المرأة ،التصي تشكّل نصصف المجتمصع ،والتصصي هصصي الرحصصم الذي تخرج منصه تربيصة الجيصصل والتحكّم فصي ميوله
المستقبلية وأسلوب نظرته للحياة ،تعتبر أحد المعايير التي تستخدم لقياس مدى التحضر أو العكس .فما هي المرأة
فصي الصصورة المتداولة للسصلم؟ المرأة ،باختصصار ،هصي «متاع»؛ «ضلع أعوج يجصب السصتمتاع بصه كمصا هصو لن
تقويمصه يكسصره»؛ المرأة بنصصف عقصل وشهادتهصا بنصصف شهادة -وحتصى الن ،ل تسصمح دولة الكويصت الديمقراطيصة
للمرأة بأن تنتخصب ،ول تسصمح لهصا معظصم الدول السصلمية بالوصصول إلى مناصصب بعينهصا لنهصا غيصر كفصؤ عقلياً .مصع
ذلك ،فالمشايخ الذين يتحاشدون ليل نهار في محطات النفط التلفزيونية ل يملون الحديث عن تكريم السلم للنساء
وإذلل الحضارات الغربية لهن.
الصصصورة المتداولة للسصصلم ،عدوة للحضارة ،وهصصي بالتالي عدوة للمسصصلمين -لنصصه ،باسصصتثناء المختليصصن
عقلياً ونفسياً ،ل يوجد من يرفض الحضارة.
المسلمون ...ونحن
نحصن ،بالفعصل ،نشعصر بانتمائنصا العميصق إلى المسصلمين مصن أهصل الوطصن ،مثلمصا نشعصر بانتمائنصا إلى غيصر
المسلمين .وحين نبحث عن تحرير المسلمين من قيود الصورة المتداولة للسلم ،فذلك فقط لننا نشعر برغبة
ل ضوابصصصط لهصصصا فصصصي انتقال المسصصصلمين مصصصن صصصصحراء التخلف والرهاب إلى واحات الحضارة والحريصصصة .كان
باسصتطاعتنا أخصذ موقصف اللمبالة؛ كان باسصتطاعتنا ترك الوطصن والهجرة -والمصر أسصهل مصن أن يوصصف! لكصن
عمصق إحسصاسنا بالنتماء يفرض علينصا البقاء والمواجهصة وتحمصل كلّ الشتائم والهانات والتهامات لوضصع لبنصة
واحدة في صرح الحضارة.
هذا الكتاب غيصر موجصه ضصد المسصلمين؛ هذا الكتاب نقصد للصصورة المتداولة للسصلم؛ كشصف للمسصلمين عصن
حقائق دامغة يعمل كلّ مشايخهم ك ّل ما في طاقتهم للحفاظ عليها محجوبة -كالمهدي -عن عيون أتباعهم :ل
لسبب ،إل ليقتلوا فيهم الشك -والشك هو البداية الفعلية للتفكير :والتحرر.
هذا الكتاب ،ونحصن نعرف سصلفاً أنصه سصيواجه بسصيل عارم مصن التكفيصر والتكذيصب والتشويصه ،مجرّد تجميصع
لمواد مصصن مصصصادر سصنّية -والسصنّة هصصم الذيصن يهموننصصا ،لن الشيعصصة هصصم سصصادة التملّص مصصن الحقائق وتزويصصر
الحداث -من الدرجة الولى .ومن يطعن بصحة ما ورد فيه ،إنما يطعن بصحة تلك المصادر وموثوقيتها.
هذا الكتاب ،يظهر أيضاً ،أن تلك المصادر المحاطة بسيوف التكفير ،المرمية فوق سطوح القداسة ،مليئة
بالتناقض؛ برواية الحدث بأساليب متباينة؛ بخللها التاريخي؛ بتحيزها؛ برؤيتها للمور من منظور معين.
هذا الكتاب يظهر أولً ،أن أكثر ما يسيء إلى النبي وصحابته وبيته ،إذا اعتبرنا أن كثيراً من تلك الخبار
كاذبصة ،هصو التراث السصلمي ذاتصه ،الذي ل يتوانصى لحظصة عصن تصصوير النصبي بأشنصع الصصور؛ إظهار صصحابته
كجماعصة ل يهمهصا سصوى إشباع رغباتهصا الدنيويصة والصصراع فيمصا بينهصا على مواقصع السصلطة التصي تضمصن تلك
الرغبات؛ وتقديم بيته كوكر للقتال والنزال والشبق!
هذا الكتاب :دعوة لعادة النظصصر فصصي التراث؛ دعوة لعادة النظصصر فصصي كلّ مصصا يُس صلّم بصصه على أنصصه حقائق؛
دعوة إلى رؤيا أخرى.
نقدنا للصورة المتداولة للسلم العنيف أحيانًا والتهكمي أحيانًا أخرى ،ل يهدف إل إلى حث المسلمين على إعادة
النظر في بيتهم الداخلي ،فالكلم عن مؤامرة خارجية لم يعد يجدي نفعًا -فمنذ عقود ووسائل العلم السلمية ل تك ّل
ول تم ّل الحديصث عصن تلك المؤامرة المزعومصة؛ ورغصم ك ّل هذا ،فصصيرورة التقهقصر فصي درب الحضارة مصا تزال فصي تنام
متصاعد.
هل هنالك من يسمع صرختنا؟
نبيل فياض
الفهرس
²دون أن يطلب أحصد منصه ذلك ،تنطّح شاب يبدو أنصه سصنّي متشيصع ،للرد على كتاب البوطصي السصيء الذكصر ذاك.
وكانصصت النتيجصصة عملً مفعماً بالخرافصصة والحاخاميصصة والطائفيصصة البغيضصصة .وباسصصتثناء تقديمصصه لمعجصصم شتائم
البوطصي ،فالعمصل ل يسصتحق أن يُقرأ .وننصصح هذا الشاب ،إذا مصا أراد أن يكون باحثاً محترماً ،برفصع سصويته
الثقافيصة ،معرفتصه باللغصة العربيصة ،وعقلنيتصه؛ وتخفيصض سصوية مذهصبيته العمياء .إنّص أخصذ نصصوص مصن هنصا
وهناك ،وتقديمها في عمل مطنب بعد عمليات « مونتاج » ل تخطئها عين الباحث الفعلي ،ل يصنع باحثاً.
بالمناسصبة ،إنّص مصصيبة السصنّي حيصن يتشيصع هصي أنّه ل يختار تياراً عقلنياً داخصل التشيصع ،كالسصماعيلية مثلً،
بصل يختار أكثصر التيارات ل عقلنيصة داخصل الثنصي عشريصة :باختصصار ،ينتقصل مصن سصنّي متطرّف إلى شيعصي
متطرّف.
بالمناسبة أيضاً ،فقد ذكرنا هذا الشاب المتشيّع ،أكثر من مرة ،في عمله الطائفي النف الذكر؛ وقدّمنا تحت
اسصم « الصصحفي » ،الذي سصبق وأشار إليصه البوطصي ،بباطنيتصه الغبيصة ،على سصبيل النتقاص :باعتبار أنصّ
ل تعليق. الثنين(كذا) باحثان ،ونحن «صحفيون» ،ل يمكن أن نرقى إلى سوية الباحثين...
¯ يقول تفسيرنا النفسي المب سّط ،في تعليل هذا التشدّد الشيعي ،ذي النكهة الوهابية ،في تطبيق ما يعتقد بأنه
شريعصة ،إنّص تاريصخ اضطهاد الشيعصة وتكفيرهصم وإخراجهصم مصن حظيرة الديصن هصو السصبب الول والخيصر لهذا
التشدّد .فهؤلء ،الذين يسكن في لوعيهم الجمعي ل إسلميتهم في نظر المسلم الخر ،يحاولون أن يثبتوا،
بشتى السبل ،هذه السلمية -أولً :لذواتهم؛ وثانياً :لغيرهم.
¯ نجهصصل أي شيصصء ،باسصصتثناء بعصصض التفاصصصيل الثانويصصة ،حول محمصصد بيصصن العشريصصن والربعيصصن :سصصن التكوّن
الفكري عند المرء.
( )1يقول الطصصبري فصصي حوادث السصصنة الهجريصصة الولى« :فيهصصا بنصصى رسصصول ال (ص) بعائشصصة ،بعصصد مقدمصصه
المدينة ...وكان تزوجها بمكة قبل الهجرة بثلث سنين ،بعد وفاة خديجة ،وهي ابنة ست سنين؛ وقد قيل:
.)118 - 117 :2ويقول ابصصن هشام« :تزوج رسصصول ال (ص) تزوجهصصا وهصصي ابنصصة سصصبع» (
عائشصة بنصت أبصي بكصر الصصدّيق بمكصة ،وهصي بنصت سصبع سصنين ،وبنصى بهصا بالمدينصة ،وهصي بنصت تسصع سصنين أو
.)644 :2 عشر» (
« :فلمصا توفيصت خديجصة ،نكصح بعدهصا سصودة بنصت زمعصة؛ وقيصل :عائشصة .فأمصا عائشصة، ( )2يقول
فكانصت صصغيرة ،بنصت سصت سصنين ...ودخصل بهصا وهصي ابنصة تسصع سصنين ،ومات عنهصا وهصي ابنصة ثمان عشرة
سصصصصصصنة ،ولم يتزوج بكراً غيرهصصصصصصا ،وماتصصصصصصت سصصصصصصنة ثمان وخمسصصصصصصين» ( .)175 - 174 :2وفصصصصصصي
،يقال« :تزوج رسصول ال (ص) عائشصة ،بعصد خديجصة بثلث سصنين،
،قيصل: وهصي يومئذ ابنصة سصت سصنين .وبنصى بهصا وهصي ابنصة تسصع» ( .)131: 3وفصي
«تزوج بعائشة (رض) قبل الهجرة بسنتين؛ وقيل :تزوجها بعد وفاة خديجة .ودخل بها بعد الهجرة بسبعة
أشهصر» ( .)283 :2وفصي روايصة أخرى مصن المرجصع ذاتصه ،قيصل إن محمداً ،حيصن كان فصي الرابعصة والخمسصين
قبصل الهجرة وهصي بنصت مصن العمصر« ،هاجصر إلى المدينصة ...ودخصل بعائشصة وهصي ابنصة تسصع ،وتزوج بهصا
يقال ،إنصصه فصصي السصصنة سصصبع ...وقبصصض وهصصي بنصصت ثمان عشرة سصصنة» ( .)288 :2وفصصي
البخاري ،قيل: الهجرية الولى ،في شهر شوال« ،بنى رسول ال (ص) بعائشة » ( .)7 :3وفي
«نكصصح [محمصصد] عائشصصة وهصصي بنصصت سصصت سصصنين ،ثصصم بنصصى بهصصا وهصصي بنصصت تسصصع سصصنين» ( .)329 :2وفصصي
ابن سعد ،قيل« :تزوجها رسول ال (ص) وهي بنت تسع سنين ،ومات عنها وهي ابنة ثماني
،قيل «كان عمرها لما تزوجها رسول ال (ص) ست سنين؛ عشرة» ( .)8:48وفي
وقيل :سبع سنين؛ وبنى بها وهي بنت تسع سنين بالمدينة» ( .)502 :5وفي رواية أخرى من
البخاري ،قيل« :تزوجها وهي بنت ست سنين ،وأدخلت عليه وهي بصنت تسصع ،ومكثت عنده تسصعاً» (نكاح
= )4738
أحمد ،تقول عائشة« :تزوجني رسول ال (ص)، .)33وفي = (راجع:
متوفصى خديجصة ،قبصل مخرجصه إلى المدينصة ،بسصنتين أو ثلث ،وأنصا بنصت سصبع سصنين ،فلمصا قدمنصا المدينصة،
جاءتني نسوة وأنا ألعب في أرجوحة ،وأنا مجممة ،فهيأنني وصففنني ،ثم أتين بي رسول ال (ص) ،فبنى
بي ،وأنا بنت تسع سنين» (مسند النصار .)25193
40 - 38؛ ص237؛ ،ترجمة عائشة؛ ( )3راجع:
.14حين صلّى عليه ابو هريرة ،قال « بعض من حضر :صلّى عليها أعدى الناس لها
اليعقوبي .)238:2 »(
،نقلً عنها« :لم أعقل أبوي إل وهما يدينان الدين ،ولم ( )4من ذلك ،مثلً ،ما أورده البخاري في
يمر علينا يوم إل يأتينا رسول ال (ص) طرفي النهار :بكرة وعشية .ثم بدا لبي بكر ،فابتنى مسجداً بفناء
داره ،فكان يصصلّي فيصه ويقرأ القرآن ،فيقصف عليصه نسصاء المشركيصن وأبناؤهصم ،يعجبون منصه وينظرون إليصه.
وكان أبصو بكصر رجلً بكّاء ل يملك عينيصه إذا قرأ القرآن ،فأفزع ذلك أشراف قريصش مصن المشركيصن» (الصصلة
،نجدهصصا تقول« :لقصصد أنزل على محمصصد (ص) بمكصصة ،وإنصصي لجاريصصة .)456وفصصي
ألعصصب « ،بصصل السصصاعة موعدهصصم أدهصصى وأمصصر » » (تفسصصير القرآن .)4498ومصصا أورده الطصصبري فصصي
عنهصا « :كان رسصول ال (ص) ل يخطئه أحصد طرفصي النهار أن يأتصي بيصت أبصي بكصر إمصا بكرة
وإما عشية » (.)377:2
هذا مع قول عائشة« :بأن جبريل (ع) نزل بصورتي في راحة حين أمر رسول ال (ص) ( )5يتناقض
.)225 :3 أن يتزوجني» (
.7 :9 :129 :19لكصصصصصصن 411 - 410 :2؛ راجصصصصصصع أيضاً: ( )6
فصي احدى رواياتصه 2: 7 : 194 :22 ،يقول ،إن النصبي تزوج بعصد خديجصة،
سودة ثم أم سلمة ثم عائشة.
( )7في نص ابن سعد ،يقال« :جاءت خولة بنت حكيم ...فقالت :يا رسول ال! كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد
خديجصة!؟ فقال :أجصل! كانصت أم العيال وربصة البيصت! قالت :أفل أخطصب عليصك؟ قال :بلى ،فإنكصن معشصر النسصاء
.)46 :8 أرفق بذلك» (
( )8هذا السصصؤال يرمصصي بشكوك إضافيصصة حول زعصصم عائشصصة حيصصن تباهصصت بأن جبريصصل [كذا] هصصو الذي أتاه
بصورتها؟!.
( )9حول رفض أبي بكر ،نورد الروايات التالية« :خطب رسول ال (ص) عائشة إلى أبي بكر الصدّيق ،فقال:
يصا رسصول ال! إنصي كنصت أعطيتهصا مطعماً لبنصه جصبير ،فدعنصي حتصى أسصلّها منهصم .فاسصتلّها منهصم ،فطلقهصا،
فتزوجها رسول ال (ص)»؛ «خطب رسول ال (ص) عائشة بنت أبي بكر ،وهي صبية ،فقال أبو بكر :أي
رسصول ال! أيتزوج الرجصل ابنصة أخيصه؟! فقال :إنصك أخصي فصي دينصي! قال :فزوجصه إياهصا على متاع بيصت قيمتصه
خمسصون ..فأتتهصا حاضنتهصا ،وهصي تلعصب مصع الصصبيان ،فأخذت بيدهصا ،فانطلقصت بهصا إلى البيصت ،فأصصلحتها،
)47 :8؛ «خطصب [النصبي] عائشصة بنصت أبصي وأخذت معهصا حجاباً ،فأدخلتهصا على رسصول ال» (
بكصصصر ،فقال له أبصصصو بكصصصر :إنمصصصا أنصصصا أخوك! فقال :أنصصصت أخصصصي فصصصي ديصصصن ال وكتابصصصه ،وهصصصي لي حلل»
.)131 :3 (
،تقول عائشة« :تزوجني ،ثم لبثت سنتين ،فلما قدمنا المدينة ،نزلنا بالسنح ،في دار ( )10في رواية
بنصي الحرث بن الخزرج؛ قالت :فإني لرجح بين عذقين ،وأنا ابنة تسصع ،فجاءت أمصي ،فأنزلتنصي ،ثم مشت بي،
حتى انتهت بي إلى الباب وأنا أنهج ،فمسحت وجهي بشيء من ماء ،وفرقت جميمة كانت لي» ( .)32 - 31
ابن هشام ( ،)644 :2يقال إنه أصدقها «أربع مئة درهم». ( )11في
( )12هذا النص يمكن أن يعني أن عائشة لم تكن زوجته الولى بعد خديجة.
18 - 16 :3؛ ( )13مسصصصصصصصصصصصصصند النصصصصصصصصصصصصصصار 24587؛ راجصصصصصصصصصصصصصع أيضاً:
132 - 131 :3؛
الطبري .413 - 411 :2 502 :5؛
.5 :11 :18 :19 (7 :3 )14؛ راجع أيضاً:
( )15نلحظ في هذا النص أن عائشة غير مذكورة ضمن أسرة النبي.
.50 - 49 :8 ()16
.47 :8 : ( )17ابن سعد،
أحمصد ،مسصند النصصار ،24169قول عائشصة« :كنتصُ ألعصب باللعصب ،فيأتينصي ( )18ورد أيضاً فصي
صواحبي .فإذا دخل رسول ال (ص) ،فررن منه ،فيأخذهن رسول ال (ص) ،فيردهن إليّ».
ابن كثير .735 :1 ،الجهاد 2214؛ راجع: ()19
( )20أدب .4284
.49 - 48 البخاري ،الجمعة 897؛ راجع: ()21
أحمصصد ،مسصند النصصصار ،22920يقال« :تضربان بدفيصن» .وبعاث اسصصم لمنطقصصة .راجصصع ( )22فصي
ابن حزم .92 :5 أيضاً،
( )23صلة العيدين .1480
ابن حزم .246 :4 ()24
مسلم .243 :1 ( )25راجع أيضاً،
.136 :8 ()26
.572 :1 ()27
،)138 :8يقول« :كان رسول ال (ص) موسعاً له في قسم أزواجه :يقسم ( )28لكن ابن سعد (
بينهصصن كيصصف شاء -وذلك لقول ال « ،ذلك أدنصصى أن تقصصر أعينهصصن » [أحزاب ]51إذا علمصصن أن ذلك مصصن
ال».
الية 51من سورة الحزاب ،وردت « :هذه قدرتي ...ليثاره عائشة ». ( )29عند القرطبي،
الية 51من سورة الحزاب. ( )30القرطبي،
.135 :8 ()31
ابن كثير .569 :1 ()32
.46 ( )1
.152 :8 ( )2
.153 :8 ( )3
.64 :8 ( )4
.45 ( )5
ح1020؛ الغزالي، 76 :13؛ راجصصصصصصصصصصع أيضاً: ( )6
،آداب النكاح .35 :2 إ
.44 - 43 ( )7
. ( )8الغزالي،
( )9طلق .2050
.43 ()10
مسلم ،فضائل الصحابة .4469 ()11
البخاري، أحمد ،مسند النصار 23182؛ 45؛ ( )12راجع:
للذهصبي ،عهصد مسصلم ،فضائل الصصحابة 2439؛ نكاح 28549؛
معاوية .252 - 251
.558 :8 أحمد ،مسند النصار 22885؛ ()13
.78نلحصظ هنصا أن أحمصد ،مسصند النصصار 24696 - 23125؛ ()14
.651 :2 القصة تروى عن سودة أيضاً؛ أنظر:
80؛ أحمصصد ،مسصصند النصصصار 2470؛ راجصصع أيضاً :الدارمصصي، ()15
الطصبري 433 :2؛ 55؛ ،مصا جاء فصي الجنائز 1454؛
525 - 524 :5؛ ابصصصصصن هشام 643 :2؛
.28 :13
القرطصبي والطصبري لليصة 51مصن البخاري ،تفسصير القرآن 4414؛ راجصع أيضاً: ()16
الحزاب.
.82 - 81 ( )17راجع:
مسلم ،رضاع .2658 ()18
ابن كثير .825 :3 ( )19راجع:
مسلم ،رضاع .2659 ()20
،نكاح .3148 ()21
أحمصد ،مسصند النصصار .24091راجصع أيضاً بشأن هذه المسصألة :القرطصبي، ()22
أحمصد ،مسصند ،نكاح 1990؛ 125؛ 208 :14؛
،نكاح ،1824 مسلم ،طلق 2697؛ النصار 23877 ،23336 ،25050؛
.23877
.1 :648 :2 ( )23السلم 4028؛ من أجل مرجع شيعي ،أنظر
،الستئذان والداب .2625 ()24
ابن ،أدب 5570؛ أحمد ،مسند النصار .23880 ،راجع أيضاً: ()25
هشام .64 :2
1 :326 :2؛ ( )26أدب 4160؛ مصن أجصل مرجصع شيعصي ،أنظصر:
.15689 :78 :49 :12
البخاري ،أشربصصصة 5572؛ راجصصصع، أحمصصصد ،مسصصصند النصصصصار 24093؛ ( )27راجصصصع:
.13568 :78 :70 :12 ،
لبن أبي الحديد .75 :27 :2 ( )28مسند النصار 23901؛ راجع
أحمد ،مسند النصار .23923 ()29
أحمد ،مسند النصار .23791 ()30
.163 :8 ()31
،أطعمصة ،أطعمصة 3314؛ البخاري ،أشربصة 5170؛ راجصع: ()32
.1754
:412 :66 :8 أحمصصد ،مسصصند النصصصار 23302؛ راجصصع ()33
.9832
أحمد ،مسند النصار .25094 ()34
( )35ترمذي ،أطعمة .3339 ،1766
،أطعمة .1761 ()36
البخاري .60 ،21 :4 ()37
أحمد، 151 :2؛ ( )38البخاري ،الجزية والوداعة .2939راجع أيضاً:
مسند النصار .23104
19761؛ 193 :2؛ ()39
الطبري .766 :1
أحمد ،مسند النصار .23049 ()40
أحمد ،مسند النصار .23620 ()41
،قبلة .763 ()42
البخاري ،أشربة .5584 ()43
أحمد ،مسند النصار .23067 ()44
الطبري 195:3 أحمد ،مسند النصار 23725؛ راجع ايضاً: ()45
.293 :13 ()46
،لباس 3634؛ أحمصد ،مسصند النصصار .25048راجصع أيضاً: ()47
32 :8؛ أحمصصصصد ،مسصصصصند النصصصصصار 23563 ،23734؛
.164
( )48باب مصصصصصا جاء فصصصصصي بيوت أزواج النصصصصصبي ،كتاب الجهاد والسصصصصصير 125 :2؛ راجصصصصصع أيضاً:
.6 :241 :287 :32
( )49كتاب الفتن وأشراط الساعة .503 :2
.341 :1 ()50
.298 (438 :5 )1؛ راجع:
.5 :12 :8 :16 ( )2مسند النصار 24054؛ راجع أيضاً:
25؛ ( )3مسصند النصصار 23719؛ راجصع:
.428 :3
الطصبري :2 984 :1 :1؛ 18 :3؛ ( )4راجصصع:
.127 :3 280؛
.24 ( )5
( )6نكاح .1987
،مناقب .3810 ( )7
أحمصصد، ،البر والصصصلة 1940؛ البخاري ،مناقصصب 3534؛ راجصصع: ( )8
مسند النصار .25183
.4465 مسلم ،فضائل الصحابة 4466؛ راجع أيضاً، ( )9
.128 :3 558 - 557 :5؛ ()10
.281 - 280 ()11
(.344 :3 )12
(.192 :10 )13
.43 :8 (36 :2 )14؛ راجع أيضاً:
.552 :3 ( )15الزمخشري،
- 484 :5 ،552 :3هامصصصش .3راجصصصع أيضاً: ( )16الزمخشري،
.485
،552 :3هامش .2 ( )17الزمخشري،
.43 :8 ()18
853 - 852 :1؛ أو فصصصصي ( )19أنظصصصصر تفسصصصصير اليصصصصة ،مثلً ،عنصصصصد
.
.43 :8 ()20
.43 :8 ()21
.103 ()22
،نكاح ،نكاح 1962؛ 37 - 36؛ راجع: ()23
البخاري .363 :3 1826؛
مسلم ،رضاع .2657 103؛ ()24
.44 :8 ()25
.105 44 :8؛ ()26
أحمصصد ،مسصصند النصصصار ،24682 ،23155 .140 :8راجصصع: ()27
،سصصصصورة الحزاب 59؛ مسصصصصلم ،سصصصصلم 4034؛ 25126؛
البخاري، البخاري ،اسصصتئذان 5771؛ مسصصلم ،جهاد وسصصير 4035 ،4034؛
البخاري ،وضوء .143 البخاري ،حيض 526؛ نكاح 4836؛
مسلم .4034 ()28
أحمصد ،مسصند النصصار مسصلم ،الحصج 2271؛ ،مناسصك الحصج 4987؛ ()29
، البخاري ،الحصصج 1568؛ ،مناسصصك 3018؛ 22888؛
ابصن كثيصر ابصن سصعد 45 :8؛ 105؛ مناسصك 1810؛
.833 :3
(.440 :5 )30
.47 ()31
.18 ()32
،تفسير سورة التحريم ،الية .2 ()33
أحمد ،مسند النصار .23180 ()34
( )35راجع تفسير الية في أغلب التفاسير .أنظر أيضاً فصل «عائشة ...ومارية».
ابن كثير .829 :3 ()36
الية 28من الحزاب. ()37
ابن كثير .620 :4 ()38
.152 :8 ()39
.153 :8 ()40
.86 أحمد ،مسند النصار 23942؛ أنظر: ()41
.1420 : ()42
44 :2؛ مسصصصصصصصصصصلم ،فضائل الصصصصصصصصصصصحابة 4477؛ ()43
.47 - 46
؛ الطصصصصبري 230 :2؛ راجصصصصع أيضاً ترجمتهصصصصا فصصصصي: ()44
. ؛و ؛
الطبري .414 :2 ()45
(.208 :3 )46
.208 :3 ()47
.75 :8 ()48
.81 (159 :2 )49؛ راجع أيضاً:
.304 :2 ()50
.64 - 63 :8 ()51
البخاري ،فضائل النبي 84 :7 للذهبي ،عصر معاوية .راجع: ()52
مسصلم، باب فضائل عائشصة ،الهبصة ،باب مصن أهدى إلى صصاحبه وتحرى بعصض نسصائه دون بعصض؛
فضائل الصحابة 2441مختصراً 2442 ،مطولً.
.40 - 39 ( )53هبة .2393راجع أيضاً:
503 :5؛ ،مناقصصصصب 3814؛ ( )54أنظصصصصر على سصصصصبيل المثال:
،وصايا .2536راجع أيضاً فصل «عائشة وزينب بنت جحش».
.136 :8 ()55
.35 ( )56مسند النصار 23838؛ أنظر
(عشرة النسصاء ،)3887تقول عائشصة« :قال رسصول ال (ص) :يصا أم سصلمة، ( )57فصي نصص
ل تؤذيني في عائشة ،فإنه وال ما يأتيني الوحي في لحاف امرأة منكن إل هي».
.158 :8 ()58
. ()59
.159 - 158 :8 552 :3؛ ( )60أنظر:
الطبري .231 :2 ()61
( )62راجصع مصا ذكرناه سصابق ًا مصن حديصث عمصر بصن الخطاب لبنتصه ،بعصد أن طلقهصا النصبي ،بأنصه ليصس لهصا « حسصن
.)153 :8 زينب» (
.99 ( )63الطبري،
.520 :3 ( )64الزمخشري،
539 :3 :؛ يقول المرجصصصصصصصصصع الشيعصصصصصصصصصي، ()65
« :خطصب رسصول ال (ص) زينصب بنصت جحصش لزيصد بصن حارثصة ،فاستنكفت
منه ،وقالت :أنا خير منه حسباً! وكانت امرأة فيها حدّة -فأنزل ال « وما كان لمؤمن ول مؤمنة » ،الية
كلها » (.)326 :325 :16
.385 :6 ( )66أبو الفرج الجوزي،
(.808 - 807 :3 )67
ابن كثير .810 :3 ()68
.326 :16 ( )69هذا ما يذكره أيضاً المرجع الشيعي،
الطبري .232 - 231 :2راجع: ()70
الطبري .232 :2 ()71
.541 - 540 :3 ( )72الزمخشري،
القرطبي. ( )73تفسير الية 37من سورة الحزاب في
. ()74
القرطبي. ( )75تفسير الية 37من سورة الحزاب في
. ()76
. ()77
ابن كثير .811 :3 ()78
.232 - 231 :2 ()79
( )80ابصصصصصصصصصصصصصصصصصن الربيصصصصصصصصصصصصصصصصصع الشيبانصصصصصصصصصصصصصصصصصي الشافعصصصصصصصصصصصصصصصصصي،
.602 - 600 :2
( )81نكاح .3171
( )82نكاح .3172
107؛ يقول ( )83تفسصصصصصصصصصصصير القرآن 3131؛ راجصصصصصصصصصصصع أيضاً:
« :أنعم النبي عليه زيد بن حارثة ،الذي كان عبداً للنبي
(ص) ،ثم حرره ،واتخذه ابن ًا له » (.)322 :16
الية. ()84
(.770 :3 )85
(.771 :3 )86
(« )87لما تزوج رسول ال (ص) زينب بنت جحش ،دعا القوم فطعموا ،ثم جلسوا يتحدثون ،فإذا هو يتهيأ للقيام،
فلم يقوموا .فلما رأى ذلك قام؛ فلما قام ،قام من قام وقعد ثلثة نفر؛ فجاء النبي (ص) ليدخل ،فإذا القوم جلوس،
ثصم أنهصم قاموا فانطلقوا ،فجئت [أنصس] فأخصبرت النصبي (ص) ،أنهصم قصد انطلقوا ،فجاء حتصى دخصل ،فذهبصت أدخصل،
ابن كثير .)831 :3 فألقى الحجاب بيني وبينه ،فأنزل ال تعالى (أحزاب ( »)53
226 :3؛ 100؛ ()88
72 - 71 :2؛ .81 - 80 :8
.167 ( )89بنت الشاطئ،
. ()90
.812 - 811 :3 ()91
.464 :5 ()92
.73 :8 ()93
القرطصصصصصصصبي لليصصصصصصصة 37مصصصصصصصن الحزاب .يذكصصصصصصصر أيضاً المرجصصصصصصصع الشيعصصصصصصصي، ()94
،أن زينصب كانصت تفتخصر بأن جدهصا وجصد النصبي واحصد وأن
ال هو الذي زوجها وأن السفير كان جبريل (.)327 :16
ابن كثير 677 :1؛ ()95
( )96تفسير سورة الحزاب الية .37
ابن هشام .311 :3 464 :5؛ قريب منه، ()97
(« :)130 :8كان عامة الناس يتحرون يوم يصير رسول ال إلى ( )98جاء في
عائشصة ،فيهدون إليصه ،ويسصرّ الضياف يوم يكون رسصول ال (ص) فصي بيصت عائشصة ،للهدايصة التصي تصصير
إليها».
.39 مسلم ،فضائل الصحابة 4471؛ ()99
.40 - 39 ( )100الهبة 2393؛
البخاري (الوصصايا ،)2536تقول عائشصة« :فأرسصن زينصب بنصت جحصش، ( )101فصي نصص آخصر مصن
فأغلظت».
.137 :8 ( )102عشرة النساء 3884؛ راجع :
( )103مسند النصار .23476 ،23436
أحمصصد، 137 :8؛ 39؛ ( )104راجصصع:
مسند النصار .24019
..80فصي 230 :4؛ قريصب مصن ذلك فصي (189 :4 )105؛ راجصع:
،الدب ،4252مع إضافة :وجاء علي (رض) إلى النبي (ص) فكلمه في ذلك.
(.189 :4 )106
.230 :4 ( )107الزمخشري،
.152 :8 ()108
.153 :8 ()109
.362 - 361 :3 ()110
.108 ()111
ابن هشام .312 :3 ()112
الطبري .270 :2 ()113
6 الطبري 158 - 156 - 28ط 2؛ ( )114طلق .3367أنظر أيضاً:
الفخر الرازي 213 :8ط القرطبي 177 :18؛ 564 :4؛ 239 :؛
.2 :11 :292 :66 العامرة؛ راجع أيضاً:
،عشرة النسصصصصاء 899؛ اليمان والنذور 3735؛ الشربصصصصة 3227 ( )115راجصصصصع أيضاً:
بإضافصة « :كان رسصول ال (ص) يحصب الحلواء والعسصل ،فذكصر بعصض هذا الخصبر .وكان النصبي (ص) يشصصتد
مسلم ،طلق ،2694حيث يقال :فتواطيت أنا وحفصة. عليه أن توجد منه الريح» .راجع أيضاً:
85 :8؛ البخاري ،تفسصصصير القرآن .4531راجصصصع: مثله أيضاً،
563 - 562 :4؛ 191 - 100 :2؛
.81
ل عصن عائشصة « :أن بعصض أزواج النصبي (ص) ،قلن (زكاة )1331نق ً ( )116ذكصر البخاري فصي
للنبي (ص) :أينا أسرع لحوقاً؟ قال :أطولكن يداً .فأخذوا قصبة يذرعونها ،فكانت سودة أطولهن يداً ،فعلمنا
بعصصد إنمصصا كانصصت طول يدهصصا الصصصدقة ،وكانصصت أسصصرع لحوقاً بصصه ،وكانصصت تحصصب الصصصدقة» (راجصصع أيضاً:
أحمد ،مسند النصار .)23752وعلى حديث البخاري السابق، ،زكاة 2494؛
،فيقول« :والعجب من البخاري ،كيف أنه لم ينبه عليه ول غيره، يعلق صاحب
وإنما هي زينب[ ..التي] توفيت ..سنة عشرين[ ...في حين ماتت] سودة سنة أربع وخمسين» (ص.)104
.111 مسلم ،فضائل الصحابة 4490؛ راجع: ()117
.11 :18 :111 :18 86 :8؛ راجع أيضاً: ()118
.552 - 551 :3 ()119
القرطصصبي لليصصة 59مصصن الحزاب؛ 552 :3؛ راجصصع أيضاً، ()120
اليعقوبي .85:2
أحمصد ،مسصند النصصار « )23853أن رسصول ال (ص) كان فصي سصفر ( )121تروي عائشصة أيضاً (
له ،فاعتصل بعيصر لصصفية [زوجصة للنصبي يهوديصة] ،وفصي إبصل زينصب فضصل ،فقال لهصا رسصول ال (ص) :إن بعيراً
لصصفية اعتصل ،فلو أعطيتهصا بعيرًا مصن إبلك! فقالت :أنصا أعطصي تلك اليهوديصة!؟ فتركهصا رسصول ال (ص) ذا
الحجصة ومحرم ،شهريصن أو ثلثصة ،ل يأتيهصا؛ قالت :حتصى يئسصت منصه وحولت سصريري! قالت :فبينمصا أنصا يوماً
بنصف النهار ،إذا أنا بظل رسول ال (ص) مقبل».
البخاري ،الوصصصصصصايا 2563؛ ،عشرة النسصصصصصاء 3883؛ راجصصصصصع: ()122
.38
ابن هشام .294 :2 ()123
،عصصر معاويصة ،للذهصبي 190؛ ( )124بالنسصبة لجمال جويريصة السصاحر ،أنظصر:
ابصن خياط 46؛ راجصع للسصهيلي 19 :4؛ أحمصد 277 :6؛
.18 :3 :295 :12 أيضاً:
93 - 92 :8؛ ابصصن هشام 295 - 294 :2؛ راجصصع أيضاً: ()125
،العتصق 220 - 219 :3؛ أحمصد ،مسصند النصصار 25161؛
155 :2؛ 116؛ 3429؛
101 - 100؛ 420 :5؛
اليعقوبصي :2 81 :4؛ الطصبري 264 :2؛
.53
.101 ()126
.19 :3 ابن هشام ،295 :2هامش 1؛ راجع: ()127
.126 :8 ()128
.130 ()129
ابن كثير .823 :3 ()130
،نكاح 81؛ 299؛ راجصع: ()131
.1970
.100 - 99 :8 ()132
،370 :4هامصصصصصصصصصصصصش 2؛ راجصصصصصصصصصصصصع ايضاً: ( )133الزمخشري،
.491 :5 29 :4؛
.45 - 44لكصصن عائشصصة ذاتهصصا ،تروي حكايصصة مشابهصصة فصصي مرجصصع آخصصر ()134
أحمصد، بطريقصة مختلفصة .راجصع الهامصش 14مصن فصصل عائشصة وزينصب بنصت جحصش؛ راجصع أيضاً:
مسند النصار .23853
40 :39؛ البخاري ،هبصصصصصصصصة 2393؛ ( )135أنظصصصصصصصصر:
.137 :8
( 64 :8؛ راجصصع ايضاً ،المرجصصع الشيعصصي، ()136
.)56:10:144:75
،ك النكاح 1980؛ راجصصصع: 127 :8؛ ()137
.121
ابصصصن كثيصصصر 345 :3؛ قريصصصب منصصصه فصصصي المرجصصصع الشيعصصصي، ( )138الجملة مصصصن
.14 :20 :61 :66 ،
73عن الترمذي. ( )139الزركشي في
،صفة القيامة والرقائق والورع .4226 ()140
ابن كثير .345 :3 ()141
.81 ()142
.68 :8 مسلم ،طلق 2695؛ ()143
للية 128من سورة أحمد ،مسند النصار 23969؛ راجع ()144
النساء.
( ،)299 :3فيقول« :شيخ كبير». ( )145يصفه
(.)300 - 299 :3 ()146
. ()147
)217؛ «سرية ( )148إنها ليست «سوى جارية قبطية غريبة ،أهداها سيّد إلى سيّد» (
للنصصبي ،لم تحصصظ بقلب أم المؤمنيصصن [زوجصصة] ،لكنهصصا حظيصصت دونهصصن جميعًا بشرف أمومتهصصا لبنصصه ابراهيصصم»
.)1912 :4 (
(.)300 - 299 :3 ()149
. ()150
. ()151
( )152الطصصصصصصصصصصصصصصصبري،
- 449 :1 ص .109أنظصر أيضاً:
135؛ 153 :8؛ 171 :8؛ 450؛
984؛ 543 :5؛ 80 ،9؛
.255 :5
القرطصبي لليصة 1 305 - 303 :5؛ راجصع أيضاً، ()153
من سورة التحريم ،حيث يورد النص عن ابن اسحاق.
. ()154
.303 :5 ()155
171 :8 ،107 :1؛ 140؛ راجصصصع: ()156
،ترجمة مارية. 450 - 449 :1؛
.108 :1 345 :3؛ راجع ()157
29 :2 :27 :36؛ .4 :5 :241 :22 (563 - 562 :4 )158؛ راجع أيضاً:
( )159وفي رواية أخرى لبن عباس« :وهو يطأ مارية» .وتضيف أنه أخبرها بخلفة أبي بكر وعمر بعده.
.)563 :4 وتجعل عائشة تقول له :ل أنظر إليك حتى تحرّم مارية!!! فحرمها (
( )160يقول الحسصن« :لم يكفّر ،لنصه كان مغفورًا له مصا تقدّم مصن ذنبصه ومصا تأخصر ،وإنمصا هصو تعليصم للمؤمنيصن»
.)563 :4ويقول مقاتصصصصصل« :إن رسصصصصصول ال أعتصصصصصق رقبصصصصصة فصصصصصي تحريصصصصصم ماريصصصصصة» (
). (
،563 :4هامش .1 ()161
القرطبي لسورة التحريم ،الية .2 ()162
( )163في رواية أخرى ،عن بعض آل عمر ،تقول حفصة« :لقد جئت أمرًا ما جئته إلى أحد من نسائك! في
،563 :4هامش .)2 بيتي وعلى فراشي وفي دولتي!» (
.563 :4 ()164
(.151 - 150 - 8 )165
.151 :8 ()166
8 ( )167في إحدى الروايات ،تقول عائشة« :ل أقبل دون أن تحلف لي! قال :وال ،ل أمسها أبداً» (
.)151 :
.151 - 150 :8 ()168
.189 - 188 150 - 149 :8؛ راجع ()169
( )170قال مالك بصن أنصس« :الحرام حلل فصي الماء!!! فإذا قال رجصل لجاريتصه؛ أنصت حرام عليصّ! فليصس ذلك
.)150 :8 بشيء! وإذا قال :وال ل أقربك! فعليه الكفارة» (
سورة التحريم ،الية .3 ()171
سورة التحريم ،الية .3 ()172
(.634 :4 )173
(.641 :4 )174
(.101 :28 )175
،يقال « :كان رسول ال (ص) قد خل بمارية القبطية قبل أن تلد ( )176في
ابراهيم ،فاطلعت عليه عائشة ،فوجدت عليه ،فحلف لها أل يقربها بعد » (.)8291 :294 :14 :15
(« )177قال رسصول ال (ص) :اكتمصي علي ول تذكري لعائشصة! فذكرت حفصصة لعائشصة ،فغضبصت عائشصة ،فلم
125 :8ط أوروبا). تزل بنبي ال (ص) حتى حلف أن ل يقربها» (
سورة الحزاب ،الية .1 ()178
الطبري في تفسير الية. القرطبي الجللين ( )179يذكر هذا أيضاً
566 :4؛ ابصصصصصصن كثيصصصصصصر 639 :1؛ ( )180راجصصصصصصع:
لصصصديق حسصصن خان 480 :9؛ للكلبصصي 131 :4؛
الرازي 332 :8؛ أبصصصي السصصصصعود بهامصصصش الرازي 332 :8؛
القرطصصصصصصبي 177 :18و188؛ 239 :6و432؛
البخاري 137 :3 الطبري 105 - 104 :28؛ للشوكاني 250 :5؛
و 138ك التفسصصصير ب 2وب3؛ 22 :4ك اللباس ،ب مصصصا كان يتجوز رسصصصول ال فصصصي اللباس والزينصصصة؛
أحمد .48 :1 مسلم ك الطلق ح 31و 32و 33و34؛
.638 :4 ()181
.571 :4 ()182
566 :4؛ ( )183أنظصصصصصصصصصصصصصصصر ايض ًا بشأن هذه المسصصصصصصصصصصصصصصصألة:
القرطبي 202 :18؛ الرازي 332 :8؛ 131 :4؛
ابن كثير .388 :5 252 :5؛
( )184يقول ابصن أبصي الحديصد« :وكان مصن أمرهصا [عائشصة] وأمصر حفصصة ومصا جرى لهمصا مصع رسصول ال (ص)
فصي المصر الذي أسصرّه على إحداهمصا ،مصا قصد نطصق الكتاب العزيصز بصه .واعتزل رسصول ال (ص) نسصاءه كلهصن،
.)23 :14 واعتزلهما معهن ،ثم صالحهن .وطلّق حفصة ،ثم راجعها» (
الية 4من سورة التحريم. ()185
.262 - 261 :3 ()186
ابن كثير .638 :4 ( )187أدب 3240؛ راجع أيضاً:
( )188لكن هذا النص ،الذي يُقدّم لنا ضمن سياق الحديث عن سبب نزول اليات الولى من سورة التحريم،
للية 28من سورة الحزاب :بعد أن يقول نجده عند القرطبي والطبري ،ضمن إطار
القرطبي إن بعض نساء النبي « سألنه شيئاً من عرض الدنيا؛ وقيل :زيادة في النفقة؛ وقيل :أذينه بغيرة
بعضهن على بعض » .من ناحية أخرى ،يحدد الطبري أن عائشة هي التي « سألت رسول ال (ص) شيئاً
مصن عرض الدنيصا :إن زيادة فصي النفقصة أو غيصر ذلك ...وقيصل سبب ذلك كانصت غيرة غائشصة غارتهصا » .وربمصا
أن كثرة هذه التناقضات فصصي محاولت تفسصصير سصصبب نزول اليات الولى مصصن سصصورة التحريصصم ،ل توحصصي إل
بارتباك أصصحابها أمام مواجهتهصم لوقائع سصياق النصص ،وجهودهصم غيصر المجديصة فصي خلق تفاسصير موازيصة،
كالمغافير والنفقة وما شابه ،تغطي على الصل الحقيقي المتعلق بحفصة ومارية وعائشة .وتتفق المصادر
الشيعيصة عموماً بأن سصورة التحريصم فصي آياتهصا الولى نزلت فصي مسصألة مضاجعصة النصبي لجاريتصه فصي بيصت
على سصبيل المثال « :إن تتوبصا ...اتفصق النقصل على أنهمصا عائشصة حفصصة أو عائشصة؛ يقول
مفسراً الية فيقول« : وحفصة زوجا رسول ال (ص) » ( .)331 :19ويمضي
الصصغو الميصل ،والمراد بصه الميصل إلى الباطصل والخروج عصن السصتقامة ،وقصد كان مصا كان منهمصا مصن إيذائه
والتظاهر عليه (ص) من الكبائر ،وقد قال تعالى :إن الذين يؤذون ال ورسوله لعنهم ال في الدنيا والخرة
هذه القصصصصة وأعصصصد لهصصصم عذاباً مهينصصصا [أحزاب .» ...]57ويناقصصصش الطباطبائي صصصصاحب
بعقلنيصصة مشهودة فيؤكصصد أن حكايصصة قول النصصبي لحفصصصة بأن أباهصصا وأبصصا بكصصر الخليفتان بعده مختلقصصة تماماً؛
ويدعصم رأيصه هذا بنصص مفاده أن عمصر بصن الخطاب حيصن سصأله ابصن عباس عصن المرأتيصن قال إنهمصا عائشصة
وحفصصة ،دون أن يذكصر مسصألة الخلفصة ل مصن قريصب ول مصن بعيصد .كذلك ينفصي أن تكون لقصصة عمصر بصن
الخطاب حول نسصاء قريصش اللواتصي تعلمصن مصن نسصاء المدينصة كيصف يغلبصن أزواجهصن أدنصى علقصة بسصورة
التحريم معتمداً في ذلك على حجة منطقية ،تفيد بأن التحريم في قصة عمر كان لعامة أزواجه في حين أن
.339 - 337 :19 التوبة طُلبت من اثنتين فقط؛ راجع
.795 - 794 :3 ()189
.146 :8 ()190
أحمد ،مسند النصار .22921 ابن كثير 419 :1؛ ( )191راجع أيضاً:
الطبري .362 :2 145 :2؛ راجع: ()192
.109 :1 ()193
اليعقوبصصصصصصي 87 :2؛ 450 - 449 :1؛ ( )194راجصصصصصصع:
،تقول عائشصة للنصبي « :إن ابراهيصم ليصس 346 :3؛ فصي نصص
منك ،وإنه من فلن القبطي » .67 :4 :301 :38
« :إن عائشصة قالت لرسصول ال (305 - 304 :5 )195؛ يقول
(ص) إن ماريصة يأتيهصا ابصن عصم لهصا ،فلطختهصا بالفاحشصة ،فغضصب رسصول ال (ص) وقال :إن كنصت صصادقة
فأعلميني إذا دخل ،فمر صدفة فلما دخل عليها أعلمت رسول ال (ص) ،فدعا أمير المؤمنين (ع) وقال :خذ
هذا السيف ...الخ » (.)96 :220 :76 :42 :18
مسصصصصصصصلم ،119 :8ط مشكول؛ 39 :4؛ راجصصصصصصصع: ( )196الحاكصصصصصصصم،
334 :3؛ 411 :4و 412؛
212 :2؛ 309 :3و312؛
542 :5؛ 544؛ =
240 :6؛ تاريصصصخ اليعقوبصصصي 161 :9؛ = 268 :2؛
3 القمي 99 :2و 318؛ 87:2؛ من أجل مصادر للشيعة؛ راجع:
:15 581 :3؛ 126 :و 205 :4؛
.103
.142 - 141 ()197
:2 ق58 - 57 :1؛ راجصصع: ()198
الطبري .421 :2 178؛
.300 :3 ()199
.297 ()200
،وقال :أخرجصه ابصن عبصد الحكصم فصي فتوح مصصر ( )201ذكره الحافصظ بن حجصر العسصقلني فصي
. والطبراني في
لبن أبي الحديد .296 :3 ا ()202
« « :إن الذيصصن جاؤوا أحمصصد ،مسصصند النصصصار 25101؛ يقول ()203
بالفصك » أن العامصة روت أنهصا نزلت فصي عائشصة ومصا رميصت بصه فصي غزوة بنصي المصصطلق مصن خزاعصة ،وأمصا
الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة » .19 :1 :316 :20
أبي داود . 2772 أحمد ،باقي مسند النصار 25101؛ قريب منه أيضاً: ()204
(.152 - 151 :5 )205
114؛ راجصصصع أيضاً، 209؛ ()206
.30 :722 :562 :33
.370 :4 ()207
.115 :8 ()208
115 :8أخرجصه ابصن جريصر وغيره؛ راجصع: ()209
95 - 94؛ ،ترجمصصة أسصصماء بنصصت النعمان 17 :4؛ 128؛ ابصصن حاكصصم،
اليعقوبصي :2 79 :13؛ الطصبري 614:11؛ الطصبري فصي
85لكن الرواية هنا تختلف قليلً حيث يقال إن أسماء استعاذت منه وجونية أخرى زينتها عائشة وحفصة؛
،الحدث لكنصه يدعصو المصصرأة بالعامريصة ( )3 :421 :5؛ أمصا المرجصصع يذكصر المرجصع الشيعصي،
،فيقول إن اسصمها سصاه مصن عامصر مصن بنصي صصعصعة:14 ، الشصيعي الخر،
17009 :278 :2؛ ويقول إن ابنصصصصصصصة الجون مصصصصصصصن كندة ،قالت « :لو كان نصصصصصصصبياً مصصصصصصصا مات ابنصصصصصصصه
). »(
.116 :8 ()210
.126 ()211
،طلق 2040؛ ،2027حيث يرد اسمها «عمرة بنت الجون» .ويقال إن ( )212راجع أيضاً:
،طلق 4852؛ النصصصبي «أمصصصر أسصصصامة أو أنسصصصًا فمتعهصصصا بثلثصصصة أثواب رازقيصصصة»؛ أنظصصصر:
.106 - 104
.105 ()213
:8 ،294 :6ح 5084؛ راجع: ( )214المتقي الهندي،
.132 486 :5؛ 115؛
،طلق .3364 ()215
ابصن كثيصر الذهصبي 335 :1؛ 148 :8؛ ( )216راجصع:
392 :4؛ الطصصصصصصصصصصصصصبري 340 :2؛ 596:11؛ 299 :5؛
.458 :1
362 :4و 784و 154 :8؛ راجصصع :ابصصن حجصصر، ()217
.411 أحمد 261 ،132 :6؛ 1347لكن السم مختلف؛
.180 :2 ( )1
.225 :5 ( )2
.135 :8 ( )3
.135 :8 ( )4
.135 :8 ( )5
.156 :8 ( )6
أحمصصد ،مسصصند النصصصار 24293 ،24472؛ ،نكاح 2153؛ ( )7انظصصر ،مثلً:
،أدب .3140
أحمد ،مسند النصار .24658 ( )8
275 :59باب .25 أحمد ،مسند النصار 23083؛ راجع أيضاً: ( )9
.98 - 97 :2 ()10
.474 لبن أبي الحديد 22 :14؛ ()11
( )1ابن منظور .71 :13
1222؛ مصصصن أجصصصل مرجصصصع شيعصصصي ،أنظصصصر: ( )2
.3 :1 :135 :28
.168 :2 ( )3
أحمصصصصصصصد 45 :6و144؛ مسصصصصصصصلم ،110 :7باب فضائل أبصصصصصصصي بكصصصصصصصر؛ ( )4
،317 ،139 :6ح 128 - 127 :2ط ليدن؛
.342 :3 5283؛
البخاري ،باب قول المريصض إنصي وجصع ورأسصاه؛ 146 :4باب السصتخلف مصن القاسصم؛ راجصع: ( )5
البخاري ،نكاح 220 :9؛ 240؛ للذهصصبي ،زمصصن معاويصصة 256؛
مسلم ،فضائل الصحابة .2448
.156 :3 268 - 267 :2؛ ( )6
.175 :8 ( )7
:7 71و75؛ 67 :8؛ الزركشي في ( )8
،ترجمصصصصة عائشصصصصة 349 :4؛ 118 :5؛ 116؛
لبصن 8 :4؛ الطصبري 161 :4؛ ابصن الثيصر 247 :2؛
454و 457و 446؛ الماوردي، أبصصصصصصصصصصصصصي الحديصصصصصصصصصصصصصد 154 :3؛ البلذري،
.222
.351 :2 ( )9
.231 :3 ()10
.8 :4 133 :2؛ ()11
« :)153 :2فرض [عمصصر] لمهات المؤمنيصصن سصصتة آلف سصصتة آلف، ( )12يقول اليعقوبصصي (
ولعائشصة وأم حبيبصة فصي اثنصي عشصر ألفاً ،ولصصفية وجويريصة فصي خمسصة آلف خمسصة آلف» .راجصع أيضاً:
.296 - 295 :5ويقول كتاب الموال إن عمصصر «حيصصن دون الدواويصصن ،فرض لزواج
رسصول ال (ص) ،اللتصي نكصح نكاحاً ،فصي اثنصي عشصر ألف درهصم اثنصي عشصر ألف درهصم ،وفرض لجويريصة
وصفية ستة آلف ستة آلف ...فرفضت الخيرتان أن تقبل» (.)321 - 320
لبن أبي الحديد .260 :12 ()13
(.573 :1 )14
أحمصصصصد 63 :6؛ 128 :2؛ مسصصصصلم 110 :7؛ ()15
428 :6ح.6385 78 :3؛
( )16يروى أن النبي قال لهن« :أيكن اتقت ال ،ولم تأت بفاحشة مبينة ،ولزمت ظهر حصيرها ،فهي زوجتي
.)208 :8 في الخرة» (
.208 :8 ()17
. ()18
. ()19
البخاري - 66 :4 75 :4؛ 337 :3؛ ()20
70ط بومباي .1270
.277 - 276 :3 ()21
. ()22
.80 ()23
:1 الطصبري 34 :3؛ 277 - 275 :4؛ ()24
.189 :3
.166 :8 ( )1راجع:
« :)13 - 12 :11وكان عمر قد حجر على أعلم قريش من ( )2يروي ابن أبي الحديد (
المهاجرين الخروج في البلدان إل بإذن وأجل ...فلمّا ولي عثمان ،لم يأخذهم بالذي كان عمر يأخذهم به...
فخالطهصم الناس وأفسصدوهم ،وحبّبوا إليهصم الملك والرئاسصة -لسصيما مصع الثروة العظيمصة التصي حصصلت لهصم.
والثراء مفسدة ،وأية مفسدة! وحصل لطلحة والزبير من ذلك ما لم يحصل لغيرهما ثروة ويساراً».
( )3روى عامصر عصن الشعصبي« :مصا قتصل عمصر بصن الخطاب حتصى ملّتصه قريصش واسصتطالت خلفتصه ،وقصد كان يعلم
فتنتهم ،فحصرهم في المدينة ،وقال لهم :إن أخوف ما أخاف علصى هذه المة انتشصصاركم في البلد .وإن كصان =
= الرجصل ليسصتأذن فصي الغزو ،فيقول :إنّص لك فصي غزوك مصع رسصول ال (ص) مصا يكفيصك ،وهصو خيصر لك أل ترى
الدنيا وتراك .فكان يفعل هذا بالمهاجرين من قريش ،ولم يكن يفعله بغيرهم من أهل مكة .فلما ولي عثمان،
خلّى عنهصم ،فانتشروا فصي البلد ،وخالطهصم الناس ،وأفضصى المصر إلى مصا أفضصى إليصه .وكان عثمان أحصب إلى
.)159 :2 الرعية من عمر» (
.45 :1 ( )4
.46 :1 ( )5
الطبري .97 :5 ( )6
مسصلم ،فضائل 2 :5؛ راجصع: أحمصد 167 :6؛ ( )7
الصحابة .4415
أحمد .105 :6 مسلم 117 :7؛ باب فضائل عثمان؛ ( )8
376 :6؛ ،148 :6ح أحمصصد 62 :6؛ مسصصلم 116 :7؛ ( )9
ابصصصن عسصصصاكر ،ترجمصصصة 2 :5و17؛ 2413و 2417و5094؛
عثمان.
اليعقوبصصصصصصصصصي 150 :2؛ 54 :5؛ راجصصصصصصصصصع أيضاً: ()10
.438 :1 168 :4؛
.28 :5 ()12
الطبري .239 :4 75 :3؛ ()13
.75 :3 ()14
. ()14
اليعقوبي .164 :2 ()15
الطبري .239 :4 75 :3؛ ()16
أكثم .155 اليعقوبي 132 :2؛ ()17
المسعودي .434 :1 ()18
البخاري ،كتاب الجهاد ،باب بركة المغازي .21 :5 ()19
.43 :1 ()20
( 77 :3 )21ط ليدن.
(.249 :7 )22
158 :3ط ليدن. ( )23راجع
279 :2؛ 434 :1؛ البلذري 7 :5؛ ()24
للخزرجصصصي 18 :1؛ 258 :2؛
.152
( )25روى الطبري أن عثمان كان له على طلحصة خمسون ألفاً ...فقال له طلحصة :قد تهيصأ مالك فاقبضه! فقال:
.5 :10 الطبري 404 :4؛ هو لك يا أبا محمد ،معونة لك على مروءتك.
وروى الطصصصصصصصبري أيض ًا أن طلحصصصصصصصة باع أرضاً له مصصصصصصصن عثمان بسصصصصصصصعمائة ألف ،فحملهصصصصصصصا إليصصصصصصصه.
.
.35 :9 ()26
اليعقوبصي 434 :1؛ 96 :3ط ليدن؛ ()30
للمحصب الطصبري لبصن الجوزي 138 :1؛ 146 :2؛
.291 :2
.434 :1 ()32
.12 :1 ( )33الذهبي،
.248 :16 53 :3ط ليدن؛ راجع: ()34
.433 :1 ()35
.433 :1 ()36
.126 :1 ()37
.90 :1 46 :1؛ ()38
.70 :3 ()39
( )40لكصن أحصد المصصادر الشيعيصة يقول إن الية « نزلت فصي ماريصة القبطيصة أم ابراهيصم ،وكان سبب ذلك أن عائشصة
قالت لرسول ال (ص) إن إبراهيم (ع) ليس هو منك وإنما هو من جريح القبطي ،فإنه يدخل إليها في كل يوم،
:22 فغضب رسول ال (ص) ،وقال لمير المؤمنين [علي] :خذ السيف ...الخ » (
.)1 :8 :153
ابصصصصصن هشام 385 :1؛ 25 :2؛ تفسصصصصصير اليصصصصصة عنصصصصصد: ( )41راجصصصصصع:
.راجصصصصصع أيضاً:
صص 61و.90
( )42لم يعزل عثمان سصعداً فقصط ،بصل عزل أيضًا كصل الولة الذيصن كان عمصر قصد عيّنهصم ،باسصتثاء قريبصه معاويصة:
عيّن ابصن خاله عبصد ال بصن عامصر بصن كريصز والياً على البصصرة ،وكان عمره خمسصة وعشريصن عاماً؛ وعيصن
أخاه في الرضاعة عبد ال بن سعد بن أبي سرح على مصر.
604 :2؛ 31 ،29 :5؛ ( )43راجصصصصصصصصصصع:
.336 - 335 :2
.272 :2 36 :5؛ ( )44راجع:
ابصصن سصصعد؛ البلذري، ؛ ( )45راجصصع ترجمصصة ابصصن مسصصعود فصصي كصصل مصصن:
اليعقوبصصي :2 272 :2؛ 36 :5؛
.13 :3 ابن كثير 163 :7؛ 167؛
اليعقوبي .170 :2 ()46
.45 :3لبصد أن نلحصظ هنصا ،أن مصصحف ابصن مسصعود ،يختلف كثيرًا عصن المصصحف ()47
العثماني ،كما يخبرنا بذلك التقليد السلمي ذاته.
237 - 236 :1؛ فضائل ابصن مسصعود فصي الخميصس 268 :2؛ ( )48راجصع:
.54 :7 213 :3؛
( )49في ذلك يقول الحطيئة:
أن الوليصصصصصصصصد أحصصصصصصصصق بالعذر «شهصصد الحطيئة يوم يلقصصى
ربصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصصه
.451 :3
الطصصصصبري 79 :4؛ 88 :6؛ راجصصصصع أيضاً: ( )2
230 :3؛ راجصع أيضاً :بحار النوار :722 :555 :33 325 - 324 :4؛
.30
اليعقوبصي (« :)223 :2خطصب معاويصة [الخطبصة] قبصل الصصلة ،وذلك أن الناس إذا ( )3جاء فصي
ص صلّوا ،انصصصرفوا لئل يسصصمعوا لعصصن علي» - .نلحصصظ هنصصا أن الثنيصصن يعتصصبران مصصن الصصصحابة ومصصن أمراء
«المؤمنين»!!!!
.16:10 209 :3؛ الطبري 192 :4؛ ( )4راجع:
206 - 205 :1؛ راجع أيضاً :ترجمة حجر في ( )5
أحمصصصصد 92 :4؛ الطصصصصبري 64 :5؛ ؛ و
11 :36 :23 :18 للذهبي - 248عصر معاوية؛ راجع أيضاً:
.
36 :2؛ ورد في الهامش 3من الصفحة ذاتها « :قال محمود :نزلت في أبي بكر (رض) ( )6
حين دعاه ابنه عبد الرحمن إلى عبادة الوثان».
(.638 :1 )7
ابن كثير .256 :3 304 - 303 :4؛ راجع: ( )8
5 :15 :236 :65؛ 257 - 256 :4؛ راجصصصصصصصصصصصصصصصصصصع أيضاً: ( )9
لبن أبي الحديد .150 :72 :6
199 :3؛ حوادث عام 53هصصصص؛ 304 :3؛ ( )10راجصصصع:
226 :4؛ ،141ترجمصصة عبصصد الرحمصصن عنصصد 89 :8؛
؛ ، ، ترجمصة الحكصم فصي:
126 :3؛ 481 :4؛ راجصع :تفسصير سصورة الحقاف عنصد
للذهبي ،عصر معاوية .148
306 :3؛ 393 :2ترجمصة عبصد الرحمصن بصن أبصي بكصر؛ ()11
.476 :3 ،عام 53هص؛ 400 :2؛
بهامصصصصصش الكامصصصصصل 55 :6؛ اليعقوبصصصصصي 225 :2؛ ( )12راجصصصصصع:
؛ سصبط ابصن الجوزي فصي 73؛ ترجمصة الحسصن فصي
197 :2؛ 226 :4؛ ؛ وا
.4 :4 43 :8؛ بهامش ابن الثير 132 :11؛
.15 :2 ()13
(.133 :11 )14
.14 - 13 :16 ()15
122و اليعقوبصصصصي 200 :2؛ راجصصصصع: ()16
. ا
،ترجمة الحسن .82 ( )14الصفهاني،
.421 :1لقصد توقفصت المصصادر 293 :13؛ راجصع: ()18
،مثلً :إن عائشصصة «كانصصت أول امرأة الشيعيصصة بإطناب عنصصد هذا الحدث؛ يذكصصر الكلينصصي فصصي
ركبت في السلم سرجاً ،فقالت :نحوا ابنكم [الحسن] عن بيتي ،فإنه ل يدفن في بيتي ويهتك على رسول
ال حجابصه .فقال لهصا الحسصين (ع) :قديم ًا هتكصت أنصت وأبوك حجاب رسصول ال (ص) وأدخلت عليصه بيتصه مصن
ل يحصب قربصه وإن ال سصائلك عصن ذلك يصا عائشصة » ( « .)1 :300 :1ثصم تكلم محمصد بصن الحنفيصة وقال :يصا
عائشصصة يوماً على بغصصل ويوماً على جمصصل ،فمصصا تملكيصصن نفسصصك ول تملكيصصن الرض عداوة لبنصصي هاشصصم ».
يجعصصل ابصصن عباس يقول .)3 :302 :1لكصصن (
لعائشة « :يا حميراء ليس يومنا منك بواحصد ،يصوم على الجمصل ويوم علصى البغلة» ()22 :7 :140 :44؛
ويكمصصل المصصصدر السصصابق فيقدم روايصصة أخرى لبصصن عباس أيضاً تقول « :يوماً تجملت ويوماً تبغلت ،وإن
عشت تفيلت .فأخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي ،فقال:
يا بنصت أبصصي بكصصر ل كصصان ول كنت
لك التسع من الثمن وبالكصصصل تملكصصت
تجملصصصصت تبغلصصصصت وإن عشت تفيلت » (.)22 :24 :154 :44
.15362 :497 :20 :11 ويجعل البغلة لمروان بن الحكم؛ راجع أيضاً:
.76 ()19
أبي نعيم .48 :2 ()20
أبي نعيم .47 :2 ()21
131 :2؛ ابصصن كثيصصر - 136 :7 أبصصي نعيصصم 47 :2؛ ()22
.13 :4 137؛
الذهصصبي، 131 :2؛ 136 :8؛ ()23
عصر معاوية .248
.125 :5 20 :5؛ راجع: ()24
47 :2؛ 131 :8؛ راجصصع :أبصصو نعيصصم فصصي ()25
الذهبي ،عصر معاوية .248
.199 :18 ( )1
ابن سعد .55 :8 ( )2
ابن سعد .57 :8 ( )3
ابن سعد .183 - 182 :2 ( )4
ابن سعد .166 :3 ( )5
ابن سعد .145 :3 ( )6
ابن سعد 98 :3؛ .170 :8 ( )7
لبن أبي الحديد .111 :416 :20 ( )8
76 ( )9
الذهبي ،عصر معاوية .250 ()10
،الجامع .1419 ابن سعد 55 :8؛ راجع: ()11
ابن سعد .55 :8 ()12
الذهبي ،عصر معاوية .252 ابن سعد 55 :8؛ ()13
ابن سعد .56 :8 ()14
( ،195 :1 )15باب طواف النساء من كتاب الحج.
الذهبي، ابن سعد 71 :8؛ الذهبي 132 :2؛ ( )16راجع ترجمتها في
عصر معاوية .252
ابن سعد .70 :8 ()17
الذهبي ،عصر معاوية .252 ()18
ابن سعد .68 :8 256؛ راجع أيضاً: ()19
.76 ()20
ابصصصصن سصصصصعد 67 :8؛ الذهصصصصبي ،عصصصصصر معاويصصصصة 251؛ راجصصصصع أيضاً: ()21
.47 :2
.77 ()22
.79 - 78 ()23
(.18 :2 )1
(.42 :2 )2
(.803 :3 )3
البخاري ،نكاح .4687 ( )4
ل عنهصا ايضاً « :خلل فيّص تسصع لم تكصت .245 :3ويقول الطصبري فصي تاريخصه نق ً ( )5الزمخشري،
في أحد من النساء ال ما أتى ال مريم بنت عمران ،وال ما أقول هذا فخرًا على أحد من صواحبي...نزل الملك
بصورتي ،وتزوجني رسول ال(ص) لسبع سنين ،وأهديت إليه لتسع سنين ،وتزوجني بكرًا ولم يشركه في أحد
ي آية من القرآن من الناس ،وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في لحاف واحد ،وكنت من أحب الناس اليه ،ونزل ف ّ
كادت المة أن تهلك ،ورأيصت جبريصل ولم يره أحصد مصن نسصائه غيري ،وقبصض فصي بيتصي ولم يله أحصد ال الملك » (
.)399:2
.521 ( )6الصفوري،
.42 ( )7
مسصلم البخاري ،ك النكاح 119 :6؛ 30؛ راجصع ايضاً: ( )8
أحمصصصد ،مسصصصند النصصصصار 23012؛ أنظصصصر أيضاً: ابصصصن سصصصعد 67 :8؛ 2438 :4؛
لبن أبي الحديد .190 :156 :9 6 :237 :285 :32؛
.31 ( )9
.521 ( )10الصفوري،
( )11هذا الكلم يتناقض تماماً مع ما ذكر في فصل سابق من أن النبي لم تخطر بباله عائشة حتى ذكرتها له
خولة بنت حكيم؛ ومع رفض أبي بكر لفكرة زواجه منها في البداية.
.521 ( )12الصفوري،
.521 ( )13الصفوري،
.42 ()14
.522 - 521 ( )15الصفوري،
.61 ()16
.61 ()17
ابن سعد 67 :8؛ كتاب الربعين .73 61؛ راجع أيضاً: ()18
.523 ( )19الصفوري،
.523 ( )20الصفوري،
.42 ()21
أحمصصد ،مسصصند النصصصار 138 :9؛ البخاري 221 :4؛ ()22
23925؛ يقول ابصصصن أبصصصي الحديصصصد « :عائشصصصة موعودة أن تكون زوجصصصة رسصصصول ال (ص) فصصصي الخرة
.)56 :92 :7 »(
6؛ رغصم كصل مصا فعلتصه عائشصة ،يقول ابصن ابصن سصعد 64 :8؛ ()23
أبي الحديد « :وأما عائشة والزبير وطلحة ،فمذهبنا أنهم أخطئوا ثم تابوا وأنهم من أهل الجنة ،وأ نّ علياً
.)31 :314 :20 (ع) شهد لهم بالجنة بعد حرب الجمل » (
(.155 :8 )24
أحمد ،مسند النصار 2337؛ راجع أيضاً :فصل سودة وعائشة. ()25
مسصصصصصصصصلم ،حيصصصصصصصصض 441؛ اللبانصصصصصصصصي، ( )26تيمصصصصصصصصم 324291؛ راجصصصصصصصصع:
أحمصد، ،طهارة 627؛ 35؛
البخاري ،حيض 291 ،طهارة 239 ،234؛ مسند النصار 24114 ،23823؛
الطصبري لليصة 222مصن ،طهارة 1015؛ ،طهارة 238؛ ؛
سورة البقرة.
،طهارة .1019 ،طهارة 1020؛ أنظر أيضاً: ()27
،طهارة 116؛ أحمصصصصصصد ،مسصصصصصصند النصصصصصصصار 22918 ،23680؛ راجصصصصصصع: ()28
أحمد ،مسند النصار .22918 ،23299 ،24952 ،23145 ،طهارة 122؛
أحمد ،مسند النصار .24339 ()29
181 ،177 :2؛ ،حيصصصصصصض واسصصصصصصتحاضة 372؛ راجصصصصصصع أيضاً: ()30
.265 :1
،طهارة .1029 ()31
القرطصصبي لليصصة 222مصصن سصصورة البقرة نجصصد أن ابصصن كثيصصر 405 :1؛ وفصصي ()32
مسروقاً هو الشخص الذي يطرح على عائشة هذا السؤال.
. ()33
(.58 - 57 )34
ابن كثير .406 :1 ()35
« :إن النبي (ص) ابن كثير 405 :1؛ يقول المرجع الشيعي، ()36
كان يصلي وعائشة مضطجعة بين يديه وهي حائض ،وكان إذا أراد أن يسجد ،غمز رجليها فرفعت رجليها
حتى يسجد » (.)6096 :122 :4 :5
أحمصصد ،مسصصند النصصصار ،23621يروى عصصن عائشصصة ابصصن كثيصصر .796 :1فصصي ()37
قولهصا « :كان رسصول ال (ص) ق ّل يوم إ ّل وهصو يطوف علينصا جميعاً ،امرأة امرأة ،فيدنصو ويلمصس مصن غيصر
.7 مسيس ،حتى يفضي إلى اللتي هي يومها ،فيبيت عندها » .راجع أيضاً:
. 96 - 95 :2؛ راجع: ()38
ابن سعد .138 :8 ()31
.167 :2 ()40
.405 :1 ()41
( )42طهارة .818
( )43مسند النصار .23465
أحمصصد ،مسصصند النصصصار ،الصصصوم 2038؛ ( )44مسصصند النصصصار 24775؛ راجصصع:
.304 23769؛
،مقدمصصة 632؛ البخاري ،الصصصوم 1792؛ ( )45الصصصوم 2034؛ راجصصع أيضاً:
أحمصصد ،مسصصند النصصصار ،22981 ،24071 ،23873 ،الصصصيام 1674؛
115 :2؛ ،الصصصصوم 661؛ 24550 ،23769 ،24284؛
مسلم .305 :1 206 - 205 :6؛
أحمصصد ،مسصصند النصصصار 25116؛ تقول عائشصصة أيضاً « :كان رسصصول ال (ص) يصصصيب مصصن ()46
.)15 :59 :5 رؤوس نسائه وهو صائم ،كنت بذلك عن القبلة » (
.42 ()47
( )48تفسير ابن كثير .796 :1
. ()49
. ()50
( أحمصصد ،مسصصند النصصصار .23000حديصصث هام آخصصر ،يورده ()51
)23940نقلً عصصن عائشصصة ،بأن « رجلً أتصصى النصصبي (ص) ،فقال :إنصصه قصصد احترق! فسصصأله مصصا شأنصصه ،فقال:
أصصاب أهله فصي رمضان! فأتاه مكتصل يدعصى العرق فيصه تمصر ،فقال :أيصن المحترق؟ فقام الرجصل! فقال :تصصدّق
بهذا!!! ».
.211 :6 ()52
.211 :6 ()53
ل سأل رسول ال (ص) ،عن الرجل (طهارة ،)101تقول عائشة « :إ نّ رج ً ( )54في نص
يجامع أهله ثم يكسل ،هل عليهما الغسل؟ -وعائشة جالسة!!! -فقال رسول ال (ص) :إنّي لفعل ذلك ،أنا
وهذه ،ثم نغتسل ».
أحمد ،مسند النصار .23648 ،23257 ()55
أحمد ،مسند النصار .23673 ،23075 ()56
،طهارة .92 ()57
أحمد ،مسند النصار .24714 ،طهارة 600؛ راجع: ()58
أحمد ،مسند النصار .24120 ،23886 ()59
أحمد ،مسند النصار .23514 ()60
أحمد ،مسند النصار .20182 ()61
:3 البخاري ،الغسصل 255؛ مصن أجصل مراجصع شيعيصة ،أنظصر على سصبيل المثال: ()62
600 :234 :7 :1 10 :16 :222 :1؛ 2 :10؛
،أدب .2726 ()63
.50 :12 :105 :80 ،طهارة 316؛ راجع أيضاً: ()64
،الطهارة وسننها .531 ()65
.158 :18 (125 :1 )66؛ راجع:
ابن كثير 405 :1؛ في نص آخر ،يقال « :كنت ورسول ال (ص) في الشعار الواحد ،وأنا ()67
حائض ،فإن أصصصصابه منصصصي شيصصصء ،غسصصصله ،لم يعصصصد إلى غيره ،وصصصصلّى فيصصصه ،ثصصصم يعود معصصصي » .راجصصصع:
.54 :1 110 :1؛ 182 :2؛
.51 :22 أحمد ،مسند النصار 23195؛ ()68
( )69نكاح .2587
، ابصصن كثيصصر 436 :1؛ ،نكاح 1037؛ ( )70عنصصد كصصل مصصن:
أحمد ،مسند النصار .22929 ،النكاح 1922؛ الطلق 2167؛
أحمد ،مسند النصار .22929 ()71
أحمصصد ،مسصصند النصصصار 24426؛ ،نكاح ،3231طلق 3354؛ ( )72راجصصع أيضاً:
،طلق 2167؛ ،نكاح 1037؛ 275 :1؛
،نكاح .976 ،طلق 1965؛ ،نكاح 1922؛
،فقرة عسل. ( )73راجع:
ابن سعد .156 ،51 - 50 :8 ()74
،نكاح ،1912طلق 654؛ ابن سعد 156 :8؛ راجع أيضاً: ()75
أحمد ،مسند النصار .24392 ،23208
.407 ()76
،استئذان وأدب .2656 ()77
ابن كثير .34 :3 ()78
.196 :29 ابن سعد 278 :2؛ ()79
أحمد ،مسند النصار .24894 ()80
( ،)196 :29يقال « :فغضبتْ في ذلك غضباً شديداً ...فقالت :كذب ». ( )81في نص
ابن سعد .51 - 50 :8 280؛ راجع: ()82
مسصلم ،صصيام أحمصد ،مسصند النصصار 25059؛ راجصع الحديصث بتفاصصيل أخرى فصي ()83
.7 :40 :186 :64 1864؛ راجع أيضاً:
،فرائض .2735 ()84
، أحمصصد221 ،151 ،147 :6 ،؛ الحديصصث موجود فصصي اختلف يسصصير فصصي ()85
،الحدث بأسصلوب مختلف قليلً « :كان رسصول عشرة النسصاء 3899؛ يذكصر المرجصع الشيعصي،
ال (ص) عنصد عائشصة ذات ليلة فقام يتنفصل ،فاسصتقيظت عائشصة ،فضربصت يدهصا فلم تجده ،فظنصت أنصه قام إلى
جاريتهصصصصصا ،فقامصصصصصت تطوف عليصصصصصه ،فوطئت عنقصصصصصه (ص) وهصصصصصو سصصصصصاجد » ()12 :324 :3؛ وفصصصصصي
يقال « ،قام من جنبها فوجأت عنقه » (.)4 :14 :245 :22
مسصلم ،صصفة القيامصة الطيالسصي ح1429؛ أحمصد111 ،76 ،115 :6 ،؛ ()86
.80 والجنة والنار 5035؛
أحمد ،مسند النصار 23701 ،عشرة النساء 3898؛ راجع: ()87
.294 :5 ()88
29؛ يقول ابصن أبصي الحديصد « :ولم تحمصل عائشصة مصن رسصول ال (ص) ول ()89
:156 :9 ، ولد له ولد مصصن مهيرة إل مصصن خديجصصة ،ومصصن السصصراري مصصن ماريصصة » (
.)190
ابصصن هشام 307 :2؛ راجصصع أيضاً: 221 :2؛ ( )1أنظصصر:
ابصصصن خياط 46؛ مصصصن أجصصصل مرجصصصع شيعصصصي تفصصصصيلي ،أنظصصصر: اليعقوبصصصي 53:2؛
.19 :8 :309 :20
.81 :2 ( )2
ابصصن كثيصصر .446 - 443 :3راجصصع ( )3توبصصة .4القصصصة وردت أيضاً ،باختلفات ل تذكصصر ،فصصي
الطبري .270 - 264 :2 القصة في
(« :)86 - 83 :2غزوة بني المصطلق». ( )4في
( )5كما لحظنا في فصل سابق ،قالت عائشة إنها لما حملت اللحم سبقها النبي .فهل كان حملها للحم بعدحدث
الفك؟
) ،يقال« :فارتجع العسكر ولم أعلم بشيء من ذلك». ( ( )6في
ابن هشام ( ،)300 :2يقال« :مسطح لقب ،واسمه عوف». ( )7في
أحمصد (مسصند النصصار ،)23181تقول بريرة« :وال مصا أعلم عليهصا عيباً ،إل أنّهصا كانصت تنام ( )8فصي
حتى تدخل الشاة فتأكل خميرتها أو عجينتها» - .نلحظ ،بالمناسبة ،أن الخلف في مسألة «داجن أو شاة»
يمتد أيضاً إلى آية رضاع الكبير ،كما سنلحظ في فصل «رضاع الكبير».
ابن هشام ()302 - 300 :2؛ يقال« :وكان قبل ذلك يُرَى رجلً صالحاً». ( )9في
أحمصد (مسند النصصار ،)23181يقال« :ول دخصل بيتصي قط إل وأنصا حاضصر ،ول غبصت فصي ( )10فصي
سفر إل غاب معي» - .أي أنه كان كثير التردد على البيت النبوي .دون أن ننسى أن الراوية هي عائشة!
أحمد( ،النص السابق) ،يقال« :كانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل». ( )11في
( )12هذا مصا يقوله أناس يفترض أن السصلم غسصل مصا بينهصم مصن أحقاد .والدفاع هنصا ،بالمناسبة ،هصو عن أحصد
ألد أعداء السلم ،عبد ال بن أبي -دون أن ننسى أن كل ذلك تم ،والنبي فوق المنبر.
( )13ل بصصد أن نتسصصاءل هنصصا :لماذا الصصصبر هذا كله على عائشصصة ،فصصي حيصصن يُطلب مصصن علي قتصصل مابور لمجرد
الشبهة؟!
ت اسم يعقوب ،فما أذكره». ) ،يقال« :فالتمس ُ ( )14في نص ابن هشام (
،يرد« :وال ل أقوم إليصه ول أحمده ول أحمدكمصا ،ولكصن أحمصد ( )15فصي
ال الذي أنزل براءتصصصصصي .لقصصصصصد سصصصصصمعتموه فمصصصصصا غيرتموه ول أنكرتموه» ( - .)67 :5مثله أيضاً فصصصصصي
أحمد (مسند النصار )22886؛ تقول عائشة: أحمد ،النص السابق .في نص آخر في
«لمصا نزل عذري مصن السصماء ،جصصصاءني النصبي (ص) ،فأخصبرني بذلك ،فقلت :نحمصد ال ع ّز وج ّل ل نحمدك».
ابن كثير ( ،)449 - 448 :3يذكر عن عائشة قولها« :وكنت أشد ما كنت غضباً ،فقال وفي
لي أبواي :قومصصي إليصصه ،فقلت :ل! وال ل أقوم إليصصه ول أحمده ول أحمدكمصصا ،ولكصصن أحمصصد ال الذي أنزل
براءتصي؛ لقصد سصمعتموه فمصا أنكرتموه ول غيرتموه ...فقال لهصا أبوهصا :تقوليصن هذا لرسصول ال (ص)؟ قالت:
نعم».
(« :)2449 :2والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء ،فاجلدوهم ( )16جاء في
ثمانين جلدة ،ول تقبلوا لهم شهادة أبداً ،وأولئك هم الفاسقون» [النور ]4؛ نزلت في حسان بن ثابت ،حين
قال في عائشة (رض)».
(« :)23 :14قوم مصن الشيعصة زعموا أن اليات فصي سصورة النور لم تنزل ( )17ورد فصي
فيها [عائشة] وإنما نزلت في مارية القبطية ،وما قذفت به مع السود القبطي».
.222 :3 ( )18راجع أيضاً:
( ،)163 :4يقال« :وذلك أن زينصت أختهصا كانصت عنصد رسصول ال (ص) ،فأشاعصت ( )19فصي
من ذلك تضاري لختها».
(« :)221 :3ضرب رسول ال (ص) عبد ال بن أبي وحسان ًا ومسطحاً ،وقعد ( )20ورد في
صفوان لحسان ،فضربه بالسيف ،وكف بصره».
اليعقوبصي (« :)53 :2جلد رسصول ال حسصان بصن ثابصت ،ومسصطح بصن أثاثصة ،وعبصد ( )21ورد فصي
ال بن أبي سلول ،وهو الذي تولى كبره ،وحمنة بنت جحش ،أخت زينب بنت جحش».
.70 - 66 ( )22راجع أيضاً:
.302 :2 ()23
أحمد ،مسند النصار « :22937لما نزل عذري ،قام رسول ال (ص) على المنبر، ( )24ورد في
ابن كثير فذكر ذلك ،وتل القرآن ،فلما نزل ،أمر برجلين وامرأة ،فضربوا حدّهم»؛ راجع ايضاً:
،حدود 2557؛ 163 :4؛ 448 :3؛
،حدود .3880
.103 :11 ()25
ابصن هشام ( ،)304 :2يقال« :ثصم أن صصفوان بصن المعطّل اعترض حسصان بصن ثابصت بالسصيف، ( )26فصي
حين بلغه ما كان يقوله فيه ،وقد كان حسان قال شعرًا مع ذلك يعرّض بابن المعطل فيه ،وبمن أسلم من العرب
من مضر».
.104 :11 ()27
ابن هشام .305 :2 ()28
.86 :2 ()29
(« :)26 :3لمصا بلغ صصفوان أن حسصان ممصن قال فيصه ،ضربصه بالسصيف، ( )30ورد فصي
وقال:
غلم إذا هوجصصصت لسصصصت بشاعصصصر تلق ذباب السصصيف عنصصي فإننصصي
فشكصصى حسصصان إلى النصصبي (ص) ،فعوضصصه حائطاً مصصن نخصصل وسصصيرين ،جاريصصة ،فولدت له عبصصد الرحمصصن بصصن
حسان».
(« :)105 - 104 :11أعطاه أرضاً كانصصت لبصصي طلحصصة ،تصصصدّق بهصصا على ( )31يقول
رسول ال».
ابصن هشام ( ،)306 :2يقال« :بيرحاء ،وهصي قصصر بنصي حديلة اليوم بالمدينصة ،كانصت مالً وفصي
لبي طلحة بن سهل ،تصدّق بها على آل رسول ال (ص)».
( ،)163 :4تقول عائشصة« :سصئل عصن ابصن المعطصل ،فوجده ( )32فصي
ابصصصن هشام :2 31؛ رجلً حصصصصوراً مصصصا يأتصصصي النسصصصاء» .راجصصصع :
،مصصصادة حصصصر « :هصصو الذي ل يشتهصصي النسصصاء ول .306والحصصصور ،كمصصصا قصصصال
يقربهن...وهو...المجبوب الذكر والنثيين ،وذلك ابلغ في الحصر لعدم آلة النكاح » .
(.202 )33
(« :)428 :5حمنصة بنصت جحصش :كانصت ممصن قال فصي الفصك على عائشصة ( )34يقول
(رض) ،فعلت ذلك حمية لختها زينب ،إل أن زينب (رض) لم تقل فيها شيئا؛ وقال بعضهم :إنها جلدت مع
.161 :4 من جلد؛ وقيل :لم يجلد أحد».راجع أيضاً:
.307 :2 ()35
(.103 :11 )36
،93 - 92 :13 ( )37الصوم .2013ذكره أيضاً يوسف بن رافع بن شداد في
.137 - 136 :2 ح2459؛ أنظر أيضاً :الخطابي،
(.450 :3 )38
( )39طهارة .308
.800 :1 ( )40راجع أيضاً:
،طهارة .561 ()41
.62 ( )42أنظر أيضاً:
62 :1؛ .170 :3 ( )43ابن أبي حديد،
(.556 :3 )44
.834 :3 ()45
(« :)62 :3قيصل إنصه [طلحصة] الذي نزلت فصي أمره« ،مصا كان لكصم أن ( )46راجصع أيضاً
تؤذوا رسصصول ال ول أن تنكحوا نسصصاءه مصصن بعده» ،وذلك أنصصه قال :لئن مات رسصصول ال (ص) لتزوجصصن
عائشة».
(« :)171 - 170نزلت فصي طلحصة بن عبيصد ال ،لنصه قال :إذا توفصي وقيصل فصي
رسول ال (ص) ،تزوجت عائشة (رض)».
بهامصصش الجلليصصن :راجصصع أيضاً :الزرقانصصي، ( )47أنظصصر تفسصصير اليصصة فصصي
لليصة 53مصن سصورة الحزاب أن « ذلك نزل فصي رجصل .يذكصر الطصبري فصي
كان يدخل [على النبي] قبل الحجاب ،قال :لئن مات محمد لتزوجن امرأة من نسائه » .ويقول القرطبي« :
إن رجلً قال :لو قبصض رسصول ال تزوجصت عائشصة! فأنزل ال[...وعصن] ابصن عباس :قال رجصل مصن سصادات
قريصش مصن العشرة الذيصن كانوا مصع رسصول ال (ص) على حراء -فصي نفسصه -لو توفصي رسصول ال (ص)
لتزوجصت عائشة وهي بنت عمي.قال مقاتل :هو طلحة بن عبيد ال .قال ابن عباس :وندم هذا الرجصل على
مصا حدّث بصه فصي نفسصه ،فمشصى الى مكصة على رجليصه وحمصل على عشرة أفراس فصي سصبيل ال ،وأعتصق رقيقاً
الية) .أما ابن كثير فكفّر ال عنه؛ وحكى مكي عن معمّر انه قال :هو طلحة بن عبيد ال » (
أنه « عزم على ذلك طلحة بن عبيد ال (رض) ». فيذكر في
(« )1إذا بلغ الغلم مبلغ الرجال ولم يكن صبيحًا فحكمه حكم الرجال في الساتر في الصلة ،بعكس الصبيح فحكمه
حكم النساء من فرقه إلى قدمه» ( - .)285 :1لكن ابن عابدين ل يخبرنا ما إذا كان الغلم حرّا أم عبداً.
سورة الحزاب .59 ( )2
(.855 :3 )3
.141 :8 ( )4
سورة الحزاب .59 ( )5
.141 :8 ( )6
الطبري للية 59من الحزاب. ( )7
الطبري للية 59من الحزاب. ( )8
559 :3وما بعد. ( )9
( )10تفسير ابن كثير .855 :3
.114 :4 127 :7؛ ( )11راجع:
2 :534 :5 ،؛ 141 :8؛ راجصصصصصع، ()12
،4 :12 :244 :22مصصصصصصصع 25508 :232 :129 :20؛
ملحظة أن المرأتين هنا هما حفصة وعائشة.
.55 :8 ()13
البخاري ،بيوع .1912 ()14
ابن كثير .833 :3 ()15
.555 :3 ابن كثير 833 :3؛ راجع أيضاً: ()16
لسصورة الحزاب؛ 140 :8؛ راجصع أيضاً: ()17
.202 :1 58 :12؛
.556 - 555 :3 ()18
.555 :3 ()19
.139 :8 ()20
.143 :8 ()21
،إن النصبي قال « :ل 232 :3؛ يقول المرجصع الشيعصي، ()22
يحل لمرأة أن تدخل بيتها من قد بلغ الحلم ...إل أن يكون محرماً عليها ...فقالت عائشة :وإن كان مملوكاً؟
فقال :وإن كان مملوكاً » .16734 :286 :96 :14
.113 :8 ()23
.)58 :8 (« )24كان حسن وحسين ل يدخلن على أزواج النبي» (
(.225 :20 )25
ابصن كثيصر 471 :3؛ أحمصد ،مسصند النصصار 24029؛ راجصع أيضاً: ( )26النصص فصي
مسصلم ،سصلم 4049؛ 269 - 268 :4؛
لبصصصي عبيصصصد 259 :2؛ فصصصي أخبار النسصصصاء مصصصن 60 - 59؛
115 :2؛ 54 - 53اسصمه أبصو الحصر؛
.242 :3
.368 :2 ()27
معنوناً أحصصد أبوابصصه « :توضيصصح الغرض [مصصن أحصصد ( )28يقول المرجصصع الشيعصصي،
المواضيصع المتعلقصة بعائشصة] :ذم عائشصة وتوبيصخ مصن تبعهصا وإرشاد الناس إلى ترك طاعصة النسصاء » :32
.4 :195 :248
البخاري، أحمد ،مسند النصار 23461؛ 22901؛ ،طهارة 418؛ راجع: ()29
ابصن 132 :3؛ مسصلم 130 :1؛ 482؛ آذان 822؛
.161 :3 154؛ كثير 486 :3؛
.3991 ()30
أحمد ،مسند النصار .23240 ()31
،22926 ،24167 24866؛ راجصصع: ()32
مسلم ،البر والصلة والداب .4763 23433؛
،نكاح .1842 ()33
أحمد ،مسند النصار .25810 ()34
،طلق .3392 ،طلق 1910؛ ()35
أحمد ،باقي مسند المكثرين .11200 ()36
أحمد ،مسند النصار .23257 ()37
.504 :5 ()38
ابن كثير .840 :1 ()39
338 :8؛ 212 :8؛ راجصصصصع أيضاً: ()40
.757 :2
. ( )41راجع :
،نكاح 63 :3؛ مسصصلم رضاع 2637؛ راجصصع: ()42
.1933 3268؛
مسلم ،رضاع .2637 ()43
،نكاح .3271 ،3270 مسلم ،رضاع 2638؛ راجع: ()44
ابن كثير .63 :3 ،نكاح 3267؛ راجع ()45
24469؛ أحمصصصصد ،مسصصصصند النصصصصصار 52125؛ راجصصصصع: ()46
.246 :2
أحمد ،مسند النصار .25111 ()47
،نكاح .3269 ()48
أحمصد ،مسصند النصصار ،24480 ،رضاع .1109مصن أجصل حكايصة سصالم ،راجصع: ()49
الطصبري 1021 ،498 ،345 ،245 ،154 ،28 :9؛ 24920 ،24983؛
273؛ ابصصصصصصصن هشام 708 ،679 ،479 :1؛ 227 :4 ،291 ،288 :3؛
مسلم ،رضاع .2639 ،نكاح 2157؛
.64 :3 ()50
أحمد ،مسند النصار .24245 ()51
،رضاع .1070 ()52
،نكاح 1932 ،2153؛ ،نكاح .1765راجصصصصصصصصصع أيضاً: ()53
ابصصن كثيصصر 840 :1؛ ،رضاع 1118؛ مسصصلم ،رضاع 2635 ،2634؛
.467 :7
.236 - 235 :11 ،نكاح 1934؛ راجع: ()54
أحمد ،مسند النصار .25112 ()55
.236 :11 ()56
.518 :3 ()57
.518 :3 ()58
مسصصصصصصصصصصلم 116 :5؛ البخاري 26 :8؛ ( )59راجصصصصصصصصصصع:
أحمد .47 :1 اليعقوبي 160 :2؛ 101 :1؛
.235 - 234 :11 ()60
أحمصصد ،مسصصند ،الصصصلة 468؛ ،النداء للصصصلة 288؛ راجصصع: ()61
الطصبري 668:11؛ راجصصع ،الصصلة 347؛ النصصصار 24278 ،23309؛
.3 :5 :287 :82 أيضاً:
.41 - 40 :2 ()62
.41 - 40 :2 ()63
،صصلة 1134؛ ،الحروف والقراءات 30456؛ راجصع: ()64
أحمصصد ،مسصصند مسصصلم ،صصصلة المسصصافرين 1311؛ البخاري ،فضائل القرآن 4649؛
النصار .23918
، أبصو داود ،الصصيام باب 59؛ 294 :1؛ راجصع: ()65
أحمصصصد 209 ،206 ،205 :5؛ 287 :6؛ 1750؛ الصصصصيام ،باب 69؛
للطصبراني 117 :3؛ 20 :2؛
124 :2؛ 125؛ ابصصن أبصصي شيبصصة 42 :3؛ 19 :10؛
الشجري 272 :1؛ 2055؛
.24577 ،24560 ،18073
( )1هذا النص مأخوذ عن كتاب:
n, Arthur Jeffery, Materials for the History of the Text of the Qur
.Leiden, E. J. Brill 1937, pp. 231 - 233
،ص.38 ( )2ابن كثير،
حقوق الطبع والنشر والتوزيع
محفوظة للمؤلف
الطبعة الولى
بيروت 1999 -م