Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
:
صــــــلة الستخــارة
وتطوير وتحقيق
الذات
سند بن علي البيضاني
1
)2ثم لما رأيت إقبال كبيرا في تحميلها وتجولت في
الموقع ،شـد انتباهي وجود قسم خاص بكتب تطوير الذات
والنجاح ؛ فاستخرت على تنقيحها من خلل بعض الضافات
التي رأيت أنها مهمة والتي ينبغي تسليط الضوء عليها،
وبذلك يسهل على الزائر إلى هذا القسم معرفة ما كتب
في هذا الباب بعد أن كانت مخفية في باب آخر لتكون بإذن
الله رسالة مهمة ومستقلة لمن أراد تطوير وتحقيق ذاته
والنجاح في الدنيا والخرة -بفضله ومنه سبحانه –.
5
حصـول ذلك إل بمراعاة عدة ()1 نعـم .ولكـن يصـعب تصـور
أمـور :
أ ) النسان مفطور على حب العاجلة فكلما أشبع حاجة
من احتياجاته انتقل إلى الخرى وهكذا .ويؤكد ذلك
النصوص الشرعية والمشاهدة والنظريات الغربية .مثـل:
نظرية الحتياجات النسانية لـ (( ماسلو ))( )2وتقول (( :إن
النسان يتحرك لشباع خمس حاجات رئيسية لديه هي :
تحقيق الذات ،التقدير ،الحتياجات الجتماعية ،المن
والسـلمة،والحتياجات الفيزيولوجية.
7
في قلوبكم ))( )1؛ فلهذا فإن التجديد يبدأ من القلب ،
وعلقة ذلك بالستخارة أن فيها من التوكل والطمأنينة
والرضا وصلح البال ما يجعل العبد مستحضرا ً صفات
الخالق والمخلوق ،ومن ثم تكون أعماله بمقتضى هذه
المعرفة ،فكلما ذاق هذه الثمار أكثر من الستخارة وكلما
أكثر من الستخارة ذاق حلوة اليمان وحينئذ يبقى
اليمان متجددا ً .
)3الطمأنينة على إخــــــــــــــــــلص النية :
لما كان استدامة إخلص النية ومراقبتها شي عزيز ،فإن
مجاهدة النفس لهذا المطلب شيء أعــز ؛ لن العبد كلما
أغلق بابا ً على الشيطان جاء من باب آخر ،فإذا لم
يستطع إغواءه سعى جاهدا ً ليلبس عليه أمر إخلصه في
نيته حتى يجعله في حيرة من أمره خوفا ً من الرياء أو
السمعة ونحو ذلك ،فلهذا تعتبر الستخارة لمثل هذه
الحالت من أحسن الوسائل للوقاية من ذلك .
في الحديث السالف الذكر دليل على أن اليمان يبلى
في قلوب المؤمنين ول يبلى في قلبه ، rفإذا تأملنا هذه
الحقيقة مع عدم استخارته وعصمته لخرجنا باستنتاج أن
كثرة الستخارة تجدد اليمان وتزيد من أسباب التسديد
من الله للمستخير ؛فلهذا لم يكن يستخير مع شدة حرصه
على تعليمها .
صيحـــــة إيمانية فهل من مذكــــــــر؟!
معلوم أن العنصر البشري أساس أي تغـير أو تغـيـير أو
إصلح ،وما الوسائل إل عوامل مساعدة ليس إل ،ولطالما
كان الهم الكبر عند الصالحين من أهل الورع والتقوى
الطمئنان على إخلص النية لما لهـا من بركة وأثر عظيم
ومتعد في الدنيا قبل الخرة ،ولقد سئل حـمدون بن
أحـمد (( :ما بال كلم السلف أنفع من كلمنا ؟ )) فقال:
(( لنـهم تكلموا لعز الله ونجاة النفوس ورضا الرحمن ،
) ) أخرجه الحاكم في المستدرك (ج /1ص /45حديث )5وصححه ،وصححه اللباني في ((السلسلة الصحيحة . ))1585 1
المدخلت( )2والمخرجات الدعوية اليوم وبين المدخلت
والمخرجات للسلف yلوجدنـا العجب العجاب ولتفطر
القلب حزنا وألمـا مما يراه ،
فالمدخلت قديـما كانت متواضعة جدا مقارنة مع مدخلت
اليوم ،ولكن مخرجاتـها كانت عظيمة ،وهنا يبرز سؤال
مهم أيـــــــــــــــــــــــن الخلل :هل في المعلـــــم ؟ أو
المتعلم ؟ أم كليهما ؟ أم ، ..فالمولى سبحانه ل يبارك
بعمل الخرة من أجل الدنيا ،ول بعمل الخرة باسم الخرة
ولكن يبارك بعمل الخرة لجل الخرة ،وقد يبارك بعمل
الدنيا لجل الدنيا لنه صــــدق ،ولن تجد لسنة الله تبديل.
فهذه علمة مهمة من علمات الخلص الكثيرة التي يجب
أن ل تغيب طرفــة عــين عن كـل داعية عند كل عمل وقد
تـم التطرق إلى ذلك في المكاشفة السلسلة الولى
والثانية .
)4تقــوية وزيادة اليمــان :
اليمان يزيـد بالطاعـة وتقويتـه تكون بالتوكـل عليـه . Iوهذه
تمنـح الباحـث عـن تطويـر ذاتـه قوة وتحمل فيزداد خـبرة
وتجربـة وحكمـة فـي إدارة نفسـه وغيره ،ول ينكـس كمـا
حصل لـ (( ديل كارينجي )).
)5تقوية التوكل:
لما كانت الستخارة مبنية على التوكل ،فبالتالي سيقوى
كلما أكثر منها لنه سيرى ثمار التوكل وسيزداد يقينه ،
وقد ل يشعر بذلك إل بعد حين ،وهذه واحدة من
مزاياها ؛حتى ل يضعف أمام كيد الشيطان من مهابة
النفس في التوكل على الله سبحانه عندما كثرة وقوة
الباطل .وما أحوج كل باحث عن تطوير ذاته لهذه الميزة
وخصوصا في مجتمعنا العربي والسلمي .
)6الطـــــــمأنينـــــة:
وهي ثمرة ملزمة في كل استخارة وسوف يأتي الحديث عن
ذلك في مبحث أعمال وثمار قلبية ملزمة للستخارة .وهذه
ميزة أخرى ل توجد في قاموس تطوير الذات على المنهاج
الغربي بل صراع وقلق من أجل البقاء وغير ذلك .
) 2ويقصد بالمدخلت :كثرة انـتشار الوسائل الدعوية من جامعات وكليات ومعاهد
ومحاضرات ودروس وغيرها من المور الكثيرة المعروفة التي ل تعـد ول تحصى .
والمخرجات :النـتائج والثمار التـي ينبغي ويتوقع جنيها من هـذه المدخلت .
9
)7الرضـــــــــــا:
ثمرة ملزمة في كل استخارة وسوف يأتي الحديث عن
ذلك في مبحث أعمال وثمار قلبية ملزمة للستخارة .
إزالة الحيرة(:)1
منشأ الحيرة الجهل بالشيء على حقيقته ،فكل حائر
بشيء جاهل به ،وليس كل جاهل بشيء حائرا ً به وعادة
ما تكون عند الخواص في المسائل الدقيقة التي قد بذل
فيها كل ما في وسعه ومثاله ما كان يفعله السلف yفي
الترجيح والتجريح وسوف تأتي بعض المثلة – في
الكتاب ،-وقد تكون الحيرة عند غير الخواص في غير
المسائل الدقيقة ومن غير بذل كل ما في وسعه .
والســـتخارة تزيـــل هذا النوع مـــن الحيرة ،ول يلزم مـــن
الستخارة الصابة( .)2ولكن يلزم المستخير اعتقاد الصابة
إذا بذل كل ما في وسعه .
اعتقاد الصابة :
اعتقاد الصابة ثمرة ملزمة _في حقه ل غيره_ في كل
استخارة ول يصح اعتقاد الصابة إل بعد بذل كل جهد
مستطاع مثل البحث والمشاورة والسؤال ،والستخارة
تحفظ العبد من الزلل وتمنحه ثقة بنفسه بإذن الله ؛ لن
التسديد بالتيسير أو الصرف من العليم القدير سبحانه،
وتعتبر وسيلة نفيسة من وسائل الصابة والترجيح ،وقد
كان السلف yيعتمدون على ذلك في كثير من المور
كالجرح والتعديل والتأليف والفتوى والتحديث وكذلك
في المسائل التي ليس فيها أمر شرعي واضح ،قال
) (1الحيرة :حالة الحيران وهو الذي ل يهتدي إلى الصواب لشكال المر عليه( .التعاريف )1/302المناوي.
) (2لن الجزم بالصابة أمر غيبي قد تثبت التجربة أو الواقع أو الدليل عكس ذلك ومثاله من السلف من جرّح وعدّل ورجّح
بالستخارة ومع ذلك فقد يرى مجتهد آخر عكس ذلك ،وعادة ما تكون هذا المور في المسائل الدقيقة المحيرة.
11
شيخ السلم (( :مجموع الفتاوى (( ))10/471ومن يرجح في
مثل هذه الحال باستخارة الله كما كان النبي rيعلم
أصحابه الستخارة في المور كلها كما يعلمهم السورة
من القرآن فقد أصاب)).
ازدياد الشعور بالمسئولية:
الشعور بالمسئولية سمة يجب أن تكون في كل مسلم ،
ويجب أن يزداد هذا الشعور في المستخير لنه يعتقد بأنه
مسدد من المولى سبحانه وتعالى وبالتالي يلزمه الخذ بكل
أسباب الصابة كالبحث والمشاورة والسؤال ،وعادة ما
يظهر هذا بجلء في المسائل التي يعتقد المستخير أنها
دقيقة ومحيــــرة.
البـركة في الشيء المستخار :
ما أحوج الناس إليها وما أغفلهم عنها ،فأمر اختاره الله
ورضيه لك ورضيت به ،أليس من حسن الظن بالله أن
تعتقد اعتقادا ً جازما ً بأن الله سيبارك لك فيه ؟ ومن
أمثله ذلك ما سيأتي في باب اعتناء السلف كالتأليف
وغيره .
تنبـيهـــان :
قد يستخير عبد في زواج فيتزوج ثم يطلق باستخارة ،
فهذا ل يخل بالستخارة ،لنه ل يعلم الغيب ،فلعله إن
لم يتزوج في حينها لوقع في الحرام ،أو تكون البركة
في الذرية التي جاءت ،وأما إذا تزوج باستخارة وطلق
بدونـها ،فهذا ليس من التقوى ويشمله مفهوم
حيْثُ المخالفة من قوله تعالىَ ] :ومَن َيتّقِ الّل َه يَجْعَل ّلهُ مَ ْ
خرَجا َويَ ْرزُ ْقهُ مِنْ َ
َل يَ ْح َتسِبُ [ [الطلق ،]3-2:وكذلك قد تتزوج فتـاه من شاب
باستخارة ثم يطلقها باستخارة أو بدونـها فالجواب كما
تقدم .
أي أمر يتحقق باستخارة فل تتخلى عنه إل باستخارة ؛ لنك
قد تضيع البركة التي فيه دون أن تشعر بعد أن كانت بين
يديك ،ومثاله :شراء سيارة باستخارة وأفادته ثم وجد
مشتريا ً دفع بها ثمنا ً أكثر فباعها دون استخارة.
المحافظة على النوافـل:
قد يطرأ على العبد التهاون أو الكسل نتيجة لضعف
عزْما [ [طه:
عهِ ْدنَآ إِلَى ءَادَ َم مِن َق ْبلُ َف َنسِيَ وَ َل ْم نَجِدْ َلهُ َ
عزيمته قال َ ] :Iولَقَدْ َ
،]115ولكن احتياجه الدائم للستخارة سيعينه على
المحافظة عليها أو الكثار منها .
الفراسـة والمهابـة والقبــول :
لن الستخارة مبنية على التوكل والله يحب المتوكلين ،
لهذا فالكثار منها تجعل العبد يستحق هذه الصفة شعر
أم لم يشعر ،فإذا أحبه الله كان سمعه الذي يسمع به
وبصره الذي يبصر به ورجله التي يمشي بها ويده التي
يبطش بها وجعل له القبول .
تصحيح وتوجيه المسار واتضـاح الرؤيــة :
وفقا ً للمعاير الدنيوية القاصرة فإن من أسباب النجاح
وتطوير الذات تحديد المسار ووضوح الرؤية والهدف ،ومع
ذلك فإن أدى ذلك إلى نجاح في الدنيا فقد يؤدي إلى
خسارة الخرة ،فكم من أناس كانوا على استقامة؛
فطلبوا الدنيا دون العتماد على علم الله وقدرته
وتيسيره وصرفه ،فنجحوا بشيء من حطام الدنيا
وخسروا دينهم .
ولكن المستخير بتوكله على الله وتسليم المر له من
قبل ومن بعد ،جدير به أن يسدده الله إلى المسار الصحيح
الذي يتناسب مع ما هو ميسر له ،فإذا توافقت هذه
السباب مع تيسير المولى سبحانه لها ،ازداد طمأنينة
وهدى وبصيرة ،وإذا لم تتوافق هذه السباب مع ما هو
سر له المولى سبحانه سبيل ً آخر يكون ميسر له ،فسيي ّ
فيه الخير في الدنيا والخرة ،وهذا من سداد ورحمة الله
سبحانه
) (1للستحضار شأن عظيم في نجاح عمل القلب ،وهو من المراقبة والمراقبة شطر الحسان .
هناك مثل شائع فاسد يقول( :النسان أسير بيئته) ،وهذا
ة وتفصيلً ،فالمستخير بتوكله المر ترفضه الشريعة جمل ً
على الله سبحانه سيتحرر من الجمود والقيود والضغوط
التي تفرضها المجتمعات
الجاهلية اليوم أو العرف أو المناهج التعليمية( )1أو
ظروف الزمان والمكان وغيرها من المور المعوقة،
وبالتالي سيساعده ذلك على زيادة خبراته وقدراته
وثقته بنفسه.
تعليم العبد ما لم يعلم :
شيْءٍ مّنْ عِ ْل ِمهِ إِلّ بِمَا شَآءَ [ [البقرة :
ن ِب َ
قال تعالى ] :وَ َل يُحِيطُو َ
، ]255وفي دعائها ((أستخيرك بعلمك)) وهذا التعليم
يتضح للمستخير عندما تظهر له حكمة الصرف أو
التيسير ،ومثاله قد يستخير العبد في شراء شيء
فيصرفه الله عنه ،ثم يجد شيئا آخرا يؤدي نفس الغرض
بمواصفات وسعر أفضل ،وما كان ليعلم ذلك لول أن
وفقه الله للستخارة بعلمه وكذلك إذا استخار في علم
أو غيره ويسره له فسيعلّمه منه مال يحاط به ،إذا كان
يرجح بالستخارة ،كل فكرة تخطر على باله ،ثم اجتهد
وصبر.
قال شيخ السلم ( :مجموع الفتاوى ))330 /8 /
((وكذا دعاء الستخارة فإنه طلب تعليم العبد ما لم
يعلمه وتيسيره له)).
وقال (( :مجموع الفتاوى .))142 /4 /
(( فعلمنا rأن نستخير الله بعلمه ما نعلم به الخير
ونستقدره بقدرته)) .
التقان والبداع:
من نِعم المولى سبحانه وتعالى على المؤمنين أن حبب
إليهم اليمان وزينه في قلوبهم ،والتقان والبداع إذا
كان بضوابطه الشرعية ،فهو مطلب شرعي ومن
اليمان ،وقد تقدم أن الستخارة تساعد على وضوح
الرؤية وتوجيه وتصحيح المسار وتقويم الذات وكشف
القدرات وزيادة الخبرة والثقــة
بالنفس والتحرر من خوف الفشل والتحرر من الجمود
والقيود والضغوط ،وكل ذلك يساعد فيما بعد على ملك
) (1أنظر فرائد الفوائد /الجزء الول /باب العلم( /أيهما أعظم ثمرة البحث الذاتي أم اللزامي) ( ،ما مدى صحة هذا القول ؟ )
15
العناصر العامة( )1للتقان والبداع ومن ثم القدرة على
الستفادة من المعطيات المتوفرة
دعـــوة:
أخي المسلم ، :الدال على الخير كفاعله فما هــي اليوم
إل ضغطة زر أو نسخها.
17
ول تــــنســــــــــوا إخوانكم من صالح الدعـــــــــــــــــاء
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات