Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
تعتبر هذه المدرسة امتدادا للمدرسة الكلسيكية ،لنها تؤمن باللبيرالية كمنطق
للنشاط القتصادي ،و لكنها تختلف عنها في نقطتين مهمتين أل و هما :في
طريقة التحليل و نظرية القيمة .لذلك يعتبر القتصاديون المدرسة الحدية ،بمثابة
مدرسة كلسيكية حديثة " ." New Classicsو لقد ظهرت هذه المدرسة
على مستوى ثلث جامعات سنة .1871و هذا عن طريق ثلث مفكرين
اقتصاديين و هم :كارل مانجر بالنمسا -Carl Mengerو" ولراس-
WALRASفي لوزان بسويسرا و"ستالي جيفنسJevons Stanlay -
بكامبردج بانجلترا .ثم تلهم عدد من المفكرين فيما بعد ،و من المبادئ التي
انطلقت منها هذه المدرسة يمكن الشارة إلى ما يلي :
-يعتبرالحديون أن قيمة المواد تتحدد من خلل منفعتها و ليس من خلل العمل
المنفق من أجل إنتاجها ،بمعنى آخر ،أن قيمة سلعة تزيد عن قيمة سلعة أخرى،
لن منفعتها بالنسبة للمستهلكين أكبر من السلعة أو المادة الثانية و العكس
صحيح .إذن ،فان قيمة المواد تتحدد استنادا إلى النيوكليسك ،بمنفعتها الحدية
ل بالعمل .و المنفعة الحدية بالنسبة لهم ،هي المنفعة المترتبة عن استهلك آخر
وحدة من السلعة المستهلكة .و هذه المنفعة تخضع للتناقص.و نشير إلى أن
هذه المنفعة تتحدد بندرة السلعة محل العتبار.و قد استطاعت النظرية الحدية،
اعتمادا على مفهوم الندرة أن تفسر لماذا تنخفض قيمة الماء و الهواء و
الشمس مثل ،رغم ارتفاع قيمها الستعمالية .
-استعمال هذه المدرسة للسلوب الحدي في البحث القتصادي ،و لقد استعمل
ريكاردو هذا السلوب قبل الحديين في نظريته المعروفة " بالريعla rente -
" .بحيث أعتبر أن الرض الحدية ،أو آخر أرض مستغلة هي مصدر الريع ،أي
يتعلق البحث الحدي بمعرفة معطيات الوحدات الخيرة ،مثال على ذلك عندما
نقول الجر الحدي ،فهو أجر آخر عمل ،و عندما نقول السعر الحدي ،فنقصد
به ،سعر آخر وحدة .
مكافأة عناصر النتاج تتوقف على إنتاجيتها الحدية .
التحليل الحدي يتم في إطار اقتصاد مجرد ،بعيد عن الحياة العادية و الذي
ينطبق على مجتمع اقتصادي أو رجل اقتصادي ،خاضع لحكام و قوانين
عقلنية ،التي تدفعه للقيام بتصرفات يومية قصد المصلحة الشخصية ،أو بمعنى
آخر ،ذلك الرجل القتصادي الذي يسعى لتحقيق أكبر نفع ببذل أقل جهد ,و يعمل
في إطار المنافسة التامة .
-استعمال الحديين للرياضيات في تحليلهم ،حيث كانوا أول من استعمل نظرية
القتصادي الفرنسي " كورنو" سنة 1838و التي جاءت في أحد كتبه المعنون
" المبادىء الرياضية لنظرية الثروات ".
و يمكن دراسة تطور أفكار و آراء المدرسة النيوكلسيكية ] الحدية [ ،من خلل
آراء أكبر روادها أو اتجاهاتها و عل رأسهم :
المدرسة النمساوية-كارل مانجر-
-1تتميز هذه المدرسة برفضها كل التحاليل التي جاء بها الكلسيك .و لقد
اشتهر من بين المؤلفين الذين ينتمون إلى هذه المدرسة النمساوية ثلثة أسماء
و هي :
-كارل منجر :Carl Mengerاهتم هذا المفكر في دراساته التي صدرت في
فيينا سنة 1871بنظرية الخيرات و نظرية القيمة ،فهو يرى أن الخيرات ل
يمكن أن يكون لها وجود ملموس ،ال اذا قابلتها منفعة أو حاجة بشرية لها .
و من هذا المنطلق فهو يقسم الخيرات إلى قسمين :خيرات حرة ] مجانية [
كالهواء ،و خيرات اقتصادية ] مربوطة بقيمة [ كالسلع .أما قيمة هذه الخيرات
فتقاس حسب رأيه حسب درجة الهمية التي يعطيها المستهلك .
-بون بافرك " :"Bohm Bawerkاستعمل نفس الطريقة التي استعملها "
مانجر" ،و لكنه ركز أكثر على نظرية المنظم ،حيث اعتبر هذا الخير بمثابة
محور النمو القتصادي و قائد التقدم البشري .نظرا لما يتمتع به هذا المسير
من خصال شخصية .و في هذا الطار ،تطرق "بوم بافراك" إلى ضرورة
التفرقة بين الربح و الفائدة على أساس أن الربح عائد خاص بالتنظيم .أما
الفائدة فهي عائد خاص بالرأسمال.
-فون فيزر :VON WISER
اهتم بالنتاجية الحدية لعوامل النتاج ،أي انتاج آخر وحدة مستعملة من رؤوس
الموال ،كالعمل ،مثل معرفة قيمة هذه النتاجية شىء ضروري ،لنه بمعرفة
نسبة كل عامل من عوامل النتاج داخل كل انتاج .
ب.مدرسة لوزان:
تتمثل هذه المدرسة في أعمال المفكرين القتصاديين "ليون ولراسLéon-
"Walrasفرنسي الصل و اليطالي "فيلفريد بريتو."Vilfredo Pareto-
ليون ولراس – :Léon Walrasاشتهر هذا المفكر بعدة أعمال ،أشهرها :
نظرية المبادلة و القيمة و نظرية حول التوازن العام .فيما يخص نظريته
الولى ،فانه يعتبر أن المبادلة تنشأ عن تداخل بين ظاهرة الندرة و ظاهرة
المنفعة ،أو بمعنى آخر ،فان الظاهرتين تلعبان دورا هاما في تحديد قيمة المادة،
كما يرى أيضا أن المحيط القتصادي عبارة عن سوق كبيرة يتوسطه أو يسيره
المنظمون الذين يشترون خدمات النتاج ] فلحون} ،رأسماليون ،عمال[ ،أن
من خلل هذا التعامل العفوي أو التلقائي لهذا النشاط يحدث التوازن العام .هذا
بالطبع ،من خلل تدخل محددات السوق و المتمثلة في العرض و الطلب .
-ج .مدرسة كامبردج "ستانلي جيفنس :يعد "ستانلي جيفنس –Stanlay
Jevonsمن الكتاب النيوكلسيك ] الحديين [ الثلثة الذين دشنوا بدراستهم
المدرسة الحدية .و لقد انتقد الكلسيكيين الماركسيين في قولهم أن مصدر
القيمة هو العمل .
كما يعد "ألفريد مارشالAlfred Marshall-من أكبر و أنضج المفكرين
الحديين ،لنه استطاع أن يجمع في فرضية واحدة كل ما جاء به الكلسيك و
النيوكلسيك .بحيث أهتم بقضية السعار و القيمة .فجمع بين فكرة الكلسيكيين
و الحديين .فالولون قالوا :أن القيمة تحدد على أساس كلفة النتاج ،أي على
أسس موضوعية .و الخرون قالوا ،أن مصدرها هو المنفعة ،أي أن تتحدد على
أسس ذاتية .أما " مارشال" ،فانه يرى أن لكلتا الظاهرتين ،دورا في تحديد
القيمة ،أو بالحرى ،هل التكاليف هي التي تحدد السعر بمفرده ،أم المنفعة هي
التي تحدده بمفردها .و لكن بالتأكيد ،أن كليهما يساهم بقسط في تحديد السعر .
و لتوضيح هذه النقطة بصفة أكثر دقة ،يجدر القول أن تحديد الفترة له دور
معتبر في معرفة أي عامل من هذين العاملين له تأثير في تحديد السعر.أما في
المرحلة التي تكون فيها الفترة طويلة ،فتلعب التكلفة الدور الساسي في تحديد
السعر ،نتيجة لتغير المعطيات التقنية و ظهور تقنيات جديدة تساعد على التقليل
من التكاليف ،الشىء الذي يجعل العرض العنصر الول في تحديد السعر .كما
استطاع "ألفريد مارشال" أن يقدم لنا كيفية تحديد السعر أو السعار التي
تختلف من سوق الى آخر .كما يعد أول من قدم نظرية عامة للسعار على
أساس اختلف هذه السواق من أسواق تكثر فيها المنافسة ،الى أسواق تتميز
بالصبغة الحتكارية ] المنحصرة [ .
لقد دفعت الزمة القتصادية التي مست القتصاديات الرأسمالية في سنة 1929
بجون مينار كينز ] [John Maynard Keynes 1883-1946الى
تفسير هذه الزمة في كتاب له يحمل عنوان " النظرية العامة للنقود و الفائدة و
الستخدام " ألفه سنة . 1936
و لقد بدأ مينر كينز دراسته بتوجيه انتقادات شديدة للنظرية الكلسيكية .و يمكن
تلخيص هذه النتقادات في النقاط التالية :
-لقد كان الكلسيك ل يؤمنون بامكانية تعرض القتصاد الرأسمالي للبطالة .و
اعتقادهم أن القتصاد الرأسمالي و ان سادت به بطالة ،فانها ستكون مؤقتة ،و
سيتم امتصاصها بسرعة ،تحت تأثير قانون عرض و طلب اليد العاملة ،لكن
الواقع القتصادي الحديث ،أبطل هذه الطروحة .
-أعتبر الكلسيك أنه خلل عملية التبادل ،فان النقود تكون محايدة ،و هي
مجرد حجاب يغطي الحقيقة ،فكأنما السلع يتم تبادلها بسلع أخرى ] عملية
المقايضة [ .لكن كينز يرى العكس من ذلك ،حيث أعتبر أن النقود تلعب دورا
خطيرا في القتصاد .
-التحليل القتصادي الكلسيكي يقوم على تحليل تصرفات الفراد الجزئية ،بينما
يرى كينز ضرورة اجراء تحليل شامل لمجموع النشاط القتصادي .
-كان المذهب الليبيرالي الكلسيكي يرفض تدخل الدولة في الحياة القتصادية،
بينما يرى كينز ضرورة تدخل الدولة ،لضمان التشغيل الكامل و رفع مستوى
الطلب .
لقد عرفت الرأسمالية خلل الفترة الممتدة بين 1810و 1929عدة أزمات
تميزت بركود النشاط القتصادي و ارتفاع نسبة البطالة .و لقد كان الكلسيك
يعتقدون بامكانية القتصاد الرأسمالي تجاوز هذه الزمات العابرة ،لو ترك
القتصاد حرا بدون تدخل الدولة و نقابات العمال في تحديد الجور .إل أن
الزمة القتصادية لسنة 1929أبطلت هذه المزاعم ،إذ ارتفعت نسب البطالة
إلى مستويات عالية رغم انخفاض الجور .
يرى كينز على عكس الكلسيك ،أن انخفاض الجور يؤدي الى نقص طلب
العمال على السلع و الخدمات ،المر الذي يضطر المنتجين الى تخفيض انتاجهم
و تقليص عدد العمال الذ 1ين يشغلونهم ،هذا من جهة ،من جهة أخرى نجد أن
توقع المستثمرين الجور مستقبل ،سيدفعهم الى تأجيل القيام باستثمارات
جديدة على أمل انخفاض الجور و قد يقومون بتسريح جزء من عمالهم .
بعد انتقاد موقف الكلسيك من مشكلة البطالة ينتقل كينز الى معالجة هذه
المشكلة و اقتراح الحلول الناجعة لها .و في هذا الطار يرى كينز أن مستوى
التشغيل يتحدد بمستوى النتاج .و هذا الخير يتححد بمستوى الطلب الكلي
الفعال على السلع .و يتكون الطلب الكلي من الطلب على سلع الستهلك و
الطلب على سلع الستثمار ] اللت ،التجهيزات و المواد الولية [ .
.1فيما يخص الطلب على السلع الستهلكية ،فهو يتحدد بدخل المستهلكين و
بعوامل نفسية تحدد مستوى انفاقهم .و لقد لحظ كينز أن الزيادة الحاصلة في
الدخول الضعيفة توجه تقريبا بالكامل الى الستهلك ] ارتفاع الميل الحدي
للستهلك [.في حين أن أصحاب الخول المرتفعة ،فانهم ل يوجهون أو
يخصصون ال نسبة محدودة من كل زيادة في دخلهم الى الستهلك .أما الجزء
الكبر من زيادة مداخلهم فانها توجه الى الدخار .و الدخار هو عنصر
انكماشي يؤدي الى تقلص الطلب الستهلكي .و اذا لم يوجد ما يعوض هذا
النقص في مستوى الستهلك ،فان المر سيدفع بالمنتجين الى تقليص انتاجهم
و تقليص عدد العمال ،مما يتسبب في ارتفاع نسبة البطالة .لذا ل يمكن تعويض
النقص في الستهلك ,ال من خلل زيادة الطلب الستثماري .
.2ان الطلب على السلع الستثمارية يصدر عن المستثمرين .و كل مقاول أو
منظم ل يقدم على الستثمار ،ال اذا ضمن تحقيق أرباح .و يعبر مينار كينز عن
ذلك بمصطلح الكفاية الحدية لرأس المال .بمعنى أن الرأسمالي لن يقدم على
استثمار مبلغ من المال ] شراء عتاد مثل[ ،ال اذا ضمن أن أرباحه ستكون
أعلى أو أكبر من سعر الفائدة المدفوع على القرض الموجه لهذا الستثمار
الضافي .عندما تكون الكفاية الحدية لرأس المال الجديد أكبر من سعر الفائدة
على القروض ،فان الستثمار سيكوم مجديا .و تتحدد الكفاية الحدية لرأس المال
بعوامل موضوعية] حجم الستثمارات و المنافسة داخل القتصاد التي تؤدي الى
تناقص الرباح [ ،بالضافة الى العوامل النفسية المرتبطة بتوقعات
المستثمرين ،بما سيحدث خلل فترة الستثمار ] التفاؤل و التشاؤم [ .
و هكذا فان مستوى النتاج و مستوى التشغيل يتحددان بمستوى الطلب الكلي
على السلع .فزيادة الطلب الكلي على السلع يؤدي إلى زيادة أرباح المنتجين .و
هو ما يدفعهم إلى زيادة التشغيل ] و العكس صحيح [ .
الى جانب ذلك ،فان الدخار يمثل حالة انكماشية في الطلب و عدم القدرة على
تصريف مجموع النتاج .و ل يمكن للنشاط القتصادي أن يستمر ،ال اذا تم
تصريف كل النتاج .هذا المر ل يتم ال اذا تحول الدخار الى استثمار يمتص
الفائض من السلع التي تزيد عن حاجة المستهلكين .فاذا كان الستثمار يساوي
الدخار ،بقي النتاج و التشغيل ثابتين عند نفس المستوى .اما اذا زاد
الستثمار عن الدخار فان مستوى النتاج و التشغيل سيزيد .أما لو قل
الستثمار عن الدخار ،فان ذلك سيسبب تناقص النتاج و التشغيل .
و يرى كينز أن مستوى التشغيل الذي يتحقق داخل المجتمع لن يكون بالضرورة
هو مستوى التشغيل الكامل ] الذي يتحقق عندما يكون الستثمار مساويا
للدخار [ ،لن الدخار ل يتحول بالضرورة بكامله الى استثمار ،بسبب ضيق
مجالت الستثمار ،نتيجة للمنافسة و انخفاض الكفاية الحدية لرأس المال عن
سعر الفائدة .و كذلك بسبب تشاؤم المستثمرين .و من ثم فان مستوى النتاج
و التشغيل سيتحددان عند مستوى أقل من مستوى التشغيل الكامل ،و يكون
حتما هناك مستوى معين من البطالة .
و لحماية النظام الرأسمالي من الثار السلبية التي ترتبط بالبطالة يطالب مينار
كينز بالتنازل عن جزء من الحرية القتصادية و الدعوة الى تدخل الدولة في
الحياة القتصادية ،من أجل الرفع من مستوى الطلب الكلي بنوعيه الستهلكي
و الستثماري .و يتم رفع مستوى الطلب الستهلكي باعادة توزيع المداخيل
لصالح أصحاب الدخول المنخفضة و الميول الستهلكية المرتفعة ،اضافة الى
تقديم الخدمات مجانا أو بأسعار منخفضة للفقراء و ذوي الدخل الضعيف .أما
فيما يتعلق بالطلب الستثماري ،فيمكن تشجيعه عن طريق قيام الدولة نفسها
بمشاريع استثمارية ،تخفيض سعر الفائدة على القروض و محاربة الحتكارات
لمنع ارتفاع السعار .
مقاله ماتعة لمراحل فكرية قرأت عنها الكثيرة وناقشت كذلك بها الكثير ,والحق يقال بأن تلك المدارس
)الفكرية القتصادية( كانت تنطلق من أفكار وتوجهات ل تؤمن بالقتصاد الشمولي الذي يربط بين
مكونات الدولة المختلفة وبين القتصاد الذي هو عصب الحياة فلذلك أصبح من المستحيل تحقيق
التوازن القتصادي بالنظريات المتضادة والمضطربة بل أضحى صناعها في تذبذبات نظرًا لعدم القدرة
على تحقيق ذلك التوازن الذي كانت ضحية تلك المجتمعات التي عانت الكثير من تلك الفكار
والتوجهات الشاذة.
ن الن نشهد والغرب بأسره معنا حقيقة الزمة القتصادية والتي برهنت على أنه ل حل ممكن وها نح ُ
استنباطه من تلك المدارس الفكرية ول حتى النظريات العصرية بل أجمعوا وصرحا الحكماء والعقلء
منهم بأن الحل يكمن في القتصاد السلمي الذي كان يدعوا إلى سيد البشر قبل أكثر من 1400سنة
وهو بالتأكيد ليس من صنع البشر ..ويبقى السؤال هل سنشهد القتصاد السلمية يجتاح وينسف بتلك
النظريات والمدارس الفكرية ليكون اساس القتصاد في تلك الدول ؟ وهل جامعتنا قبل جامعة العالم
الول سوف تهتم بتدريس القتصاد السلمي بدل المدرسة الكلسيكية والكنزية وغيرها؟!! هذا ما
آمله بإذن ال