Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
اإلجابة المنطقية على سؤال عن كيفية أداء أي عمل يجب أن تأخذ في اإلعتبار الھدف من
ھذا العمل و النتيجة المتوقعة منه .كذلك الحال بالنسبة للصالة .و لذلك أي بحث عن
الصالة من القران يجب أن يبدأ باألسئلة التالية:
- ١ما ھو الھدف من الصالة؟
- ٢ما ھي النتيجة المتوقعة حين نصل إلى ھذا الھدف؟
بناء على ذلك نستطيع أن نقيس علميا ً كل ما يقال عن الصالة .مثالً إذا كانت طريقة
و ً
معينة ال تؤدي إلى الھدف و ال نصل بھا إلى النتيجة المتوقعة إذاً فھذه الطريقة غير
مجدية و ليست طريقة الصالة الحقيقية.
- ١الھدف كما يقول ? بكل وضوح ھو:
انني انا %ال اله اال انا فاعبدني واقم الصالة لذكري
- ٢أما نتيجة الصالة المتوقعة حين نذكر ? فھو أيضا ً يذكرنا :
فاذكروني َأذكركم واشكروا لي وال تكفرون
و لذلك كما يصلي المؤمنون ھو أيضا ً يصلي عليھم:
ھو الذي يصلي عليكم ومالئكته ليخرجكم من الظلمات الي النور وكان بالمؤمنين رحيما
و النتيجة تكون الخروج من ظلمات الجھل و الباطل و الكفر إلى نور العلم و الحق و
اإليمان .
و الصالة توصل إلى السجود:
واذا كنت فيھم فاقمت لھم الصالة فلتقم طائفة منھم معك ولياخذوا اسلحتھم فاذا سجدوا
فليكونوا من ورائكم ولتات طائفة اخري لم يصلوا فليصلوا معك
و السجود الحقيقي ال يكون فقط شكليا ً و سطحيا ً و لكن ھو في األساس طاعة ? سبحانه
و تعالى .و من يسجد و ال يطيع ? فسجوده ليس حقيقيا ً .و لذلك فالصالة الحقيقية تنھى
عن الفحشاء و المنكر:
1
والمنكر َ َ ِ ْ ُ عن ْ َ ْ َ
الفحشاء َ ْ ُ َ ِ إن َّ َ َ
الصالة َ ْ َ من ْ ِ َ ِ َ
وأقم َّ َ َ ْاتل ُ َما أ ُ ِ َ
وحي ِ َ ْ َ
ولذكر تنھى َ ِ الصالة ِ َّ الكتاب َ ِ ِ إليك ِ َ
أكبر َ َّ
وُ َ ْ َ ُ %
يعلم َما َ ْ َ ُ َ
تصنعون ُ ََْ % َّ ِ
إذاً السؤال ھو ھل صالتك تؤدي إلى خروجك من الظلمات إلى النور و تنھاك عن
الفحشاء و المنكر و بالتالي تطيع ?؟ ھذا ھو المعيار األساسي .
تعال نطبق ھذا المعيار على ما يفعله األغلبية اآلن .من الواقع العملي يمكن أن نرى أنه
بالنسبة ألغلب الناس أصبح التركيز ليس على ذكر ? و لكن على جمع النقاط .و بسبب
التركيز على جمع النقاط أصبحت الصالة مبنية على التكرار الميكانيكي بدون تفكير و
جرت العادة على قراءة أقصر سورة ممكنة علشان الواحد يخلص .و لذلك ال يستغرب
أحد حين تجد أغلب الناس يذھبون للصالة ثم متى تنتھي و خرجوا من الجامع يعودون
إلى فعل المنكر .بل في أكثر من مرة رأيت بعيني خناقات و سمعت سباب داخل الجامع.
كما رأينا فاألغلبية تتفق على أن الھدف من الصالة ھو جمع النقاط بل و تدعي أن عدد
نقاط "صالة الجماعة" مثالً ٢٧مرة عدد نقاط "الصالة العادية" و أشياء أخرى كثيرا
تلھي عن الھدف الحقيقي و بالتالي تلھي عن الصالة الحقيقية .فھنا نرى من الواقع العملي
أن تواتر األغلبية على شيء ال يعني أنه صحيح .مثالً زمان كان ھناك تواتر أن األرض
مسطحة و ليست كروية .و فكرة التواتر ھي مغالطة منطقية تعرف في علم المنطق باسم
""Appeal to Popularityو ? سبحانه و تعالى يحذرنا مراراً من مغبة االنسياق
وراء تواتر األغلبية:
ھم ِإالَّ
وإن ُ ْ يتبعون ِإالَّ َّ َّ
الظن َ ِ ْ سبيل ّ ِ
ِ %إن َ َّ ِ ُ َ يضلوك َعن َ ِ ِ كثر َمن ِفي َ ْ ِ
األرض ُ ِ ُّ َ تطع أَ ْ َ َ
وإن ُ ِ ْ
َ ِ
يخرصون ٦:١١٦ َ ْ ُ ُ َ
بما َ ْ َ ُ َ
يفعلون عليم ِ َ إن ّ
ٌ َ َ َ% من ْ َ ِّ
الحق َ ْ ً
شيئا ِ َّ يغني ِ َ إن َّ َّ
الظن الَ ُ ْ ِ أكثرھم ِإالَّ َ ًّ
ظنا َ َّ يتبع َ ْ َ ُ ُ ْ
وما َ َّ ِ ُ
َ َ
١٠:٣٦
و حتى أغلب المؤمنين با Pمتواترون على الشرك:
وھم ُّ ْ ِ ُ َ
مشركون ١٢:١٠٦ أكثرھم ِ ّ ِ
باِ Nإالَّ َ ُ يؤمن َ ْ َ ُ ُ ْ
وما ُ ْ ِ ُ
َ َ
و لذلك فمن المستغرب أن ھناك من يستنجد بقشة التواتر ثم يدعي بعد ذلك العقل و
المنطق و المعرفة بالقرآن .ھذا االستنجاد اليائس انما يدل على فقدان األمل من فھم
الصالة من القرآن المبين :
2
قلوب َ ْ َ ُ َ
أقفالھا القرآن َ ْأم َ َ
على ُ ُ ٍ يتدبرون ْ ُ ْ َ َََ
أفال َ َ َ َّ ُ َ
و األغلبية عندھم تناقض و تخبط واضح بالنسبة لفھمھم للصالة .مثالً من ناحية يدعون
أن الصالة تعني أداء طقوس معينة خمس مرات في اليوم و من ناحية أخرى يدعون أنھا
تكرار "اللھم صلي عليه" كلما ذكر إسم النبي إستناداً إلى اآلية التالية:
عليه َ َ ِّ ُ
وسلموا َ ْ ِ ً
تسليما صلوا َ َ ْ ِ
آمنوا َ ُّ
الذين َ ُ النبي َيا َ ُّ َ
أيھا َّ ِ َ يصلون َ َ
على َّ ِ ِّ ومالئكته ُ َ ُّ َ إن َّ
ُ َ َ ِ َ َ َ َ% ِ َّ
من الواضح من اآلية الكريمة أن الذين آمنوا مأمورون بفعل نفس الشيء الذي يفعله ? و
مالئكته ً
تماما .فھل ? و مالئكته يكررون "اللھم صلي عليه" كلما ذكر إسم النبي أو ھل
? و مالئكته يؤدون طقوس معينة خمس مرات في اليوم على النبي؟! بالطبع ال! و يؤكد
ذلك أن الرسول أيضا ً مأمور بالصالة على المؤمنين:
لھم َ ّ
وُ % سكن َّ ُ ْ إن َ َ َ َ
صالتك َ َ ٌ وصل ِّ َ َ ْ ِ ْ
عليھم ِ َّ بھا َ َ صدقة ُ َ ِّ ُ ُ ْ
تطھرھم َ ُ َ ِّ ِ
وتزكيھم ِ َ من َ ْ َ ِ ِ ْ
أموالھم َ َ َ ً ُْ
خذ ِ ْ
عليم ٩:١٠٣ سميع َ ِ ٌ
َ ِ ٌ
ھل النبي كان يكرر "اللھم صلي على فالن" كلما ذكر إسم فالن؟! بالطبع ال! في الواقع
إن ? و مالئكته يصلون على المؤمنين كما يصلون على النبي:
ذكرا َ ِ ً
كثيرا ً ْ ِ َ% اذكروا َّ
آمنوا ْ ُ ُ الذين َ ُ َيا َ ُّ َ
أيھا َّ ِ َ
بكرة َ َ ِ ً
وأصيال وسبحوه ُ ْ َ ً
َ َ ِّ ُ ُ
ين َ ِ ً
رحيما وكان ِ ْ ُ ْ ِ ِ
بالمؤمن َ النور َ َ َ من ُّ ُ َ ِ
الظلمات ِ َإلى ُّ ِ عليكم َ َ َ ِ َ ُ ُ
ومالئكته ِ ُ ْ ِ َ ُ
ليخرجكم ِّ َ يصلي َ َ ْ ُ ْالذي ُ َ ِّ ھو َّ ِ َُ
و كما نرى بوضوح من اآليات البينات أن نتيجة الصالة أو أثرھا ھو إخراج المؤمنين
من الظلمات إلى النور .نفس ھذا األثر حرفيا ً نراه في سورة الطالق :١١-١٠
أنزل َ َّ
ْ ُ ْ َ ِ ُ%
إليكم ِ ْ ً
ذكرا قد َ َآمنوا َ ْ أولي ْ َ ْ َ ِ
األلباب َّ ِ َ
الذين َ ُ فاتقوا َّ َ
َ %يا ُ ْ ِ شديدا َ َّ ُ عذابا َ ِ ًلھم َ َ ًْ ُ َ ُ% أعد َّ
َ َ َّ
من ُّ ُ َ ِ
الظلمات الصالحات ِ َ
وعملوا َّ ِ َ ِ آمنوا َ َ ِ ُ ليخرج َّ ِ َ
الذين َ ُ مبينات ِّ ُ ْ ِ َ
ٍ َ ِّ َ ُ % آيات َّ ِ يتلو َ َ ْ ُ ْ
عليكم َ ِ رسوال َ ْ ُ
َّ ُ ً
خالدين تحتھا ْ َ ْ َ ُ
األنھار َ ِ ِ َ تجري ِمن َ ْ ِ َ ات َ ْ ِ
جن ٍ صالحا ُ ْ ِ ْ ُ
يدخله َ َّ ويعملْ َ ِ ًباَ ْ َ َ N يؤمن ِ َّ ِ ومن ُ ْ ِ ِ َإلى ُّ ِ
النور َ َ
له ِ ْ ً
رزقا ُ َ ُ%أحسن َّ
قد َ ْ َ َ أبدا َ ْفيھا َ َ ً
ِ َ
كما نرى فإن الصالة لھا نفس أثر تالوة ايات ? .و من ھنا يوضح ? لنا أن تالوة ايات
? ھي مرادفا ً لمفھوم الصالة .و لذلك عكس اضاعة الصالة ھو تالوة ايات الرحمن كما
يبين لنا ?:
3
ومن ُ ِّ َّ ِ وممن َ َ ْ َ النبيين ِمن ُ ِّ َّ ِ ِ ْ َ َ ُ% أنعم َّ
الذين َ ْ َ َ ُْ َ ِ َ
أولئك َّ ِ َ
ذرية نوح َ ِمع ُ ٍ حملنا َ َ آدم َ ِ َّ ْذرية َ َ من َّ ِ ِّ َ
عليھم ِّ َ
سجدا َ ُ ِ ًّ
وبكيا خروا ُ َّ ً الرحمن َ ُّت َّ ْ َ تتلى َ َ ْ ِ ْ
عليھم َآيا ُ واجتبينا ِ َإذا ُ ْ َ
ھدينا َ ْ َ َ ْ َ
وممن َ َ ْ َ
وإسرائيلَ َ ِ َّ ْ
إبراھيم َ ِ ْ َ ِ
ِْ َ ِ َ
غيا فسوف َ ْ َ ْ َ
يلقون َ ًّ الشھوات َ َ ْ َ
واتبعوا َّ َ َ ِ الصلوة َ َّ َ ُ أضاعوا ّ خلف َ َ ُ بعدھم َ ْ ٌ َ ََ َ
فخلف ِمن َ ْ ِ ِ ْ
الحظ أن تالوة ايات الرحمن نتيجتھا السجود أي طاعة ? مثل الصالة تماما ً كما رأينا
الحقا ً .إذاً منطقيا ً عدم اضاعه الصالة الحقيقية ھي تالوة ايات ? .
و ھنا نجد أن قراءة القران متصلة مباشرةً بھدف الصالة .فالقران نفسه يوصف بالذكر و
ھو كما رأينا الھدف الحقيقي للصالة بل و يكاد القران أن يكون مرادفا ً لكلمة الصالة
فمثالً نجد ? يستخدم لفظ قرآن الفجر في التحدث عن صالة الفجر:
اقم الصالة لدلوك الشمس الي غسق الليل وقران الفجر ان قران الفجر كان مشھودا
إضافة إلى ذلك نجد أن تالوة القران و الصاله كالھم يختم بالسجود:
واذا كنت فيھم فاقمت لھم الصالة فلتقم طائفة منھم معك ولياخذوا اسلحتھم فاذا سجدوا
فليكونوا من ورائكم ولتات طائفة اخري لم يصلوا فليصلوا معك
قل امنوا به او ال تؤمنوا ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلي عليھم يخرون لالذقان
سجدا
و بطبيعة الحال فإن القران ينھى عن الفحشاء و المنكر بالضبط مثل الصالة.
و لذلك حين نتحدث عن كيفية الصالة فنحن في الواقع نتحدث عن كيفية تالوة آيات ?.
إذاً فھذه ھي كيفية الصالة بكل وضوح و تفصيل:
. ١يجب ان نتلو آيات %بصوت معتدل ال في السر و ال بالزعيق:
سبيالً بين َ ِ َ
ذلك َ ِ بھا َ ْ َ ِ
وابتغ َ ْ َ بصالتك َوالَ ُ َ ِ ْ
تخافت ِ َ تجھر ِ َ َ ِ َ
َوالَ َ ْ َ ْ
. ٢يجب أن ننتبه و نستمع جيداً حين نصلي:
له َ َ ِ ُ ْ
وأنصتوا َ َ َّ ُ ْ
لعلكم ُ ْ َ ُ َ
ترحمون القرآن َ ْ َ ِ ُ ْ
فاستمعوا َ ُ رىء ْ ُ ْ ُ
وإذا ُق ِ َ
َ َِ
فلما ُ ِ َ
قضي قالوا َ ِ ُ
أنصتوا َ َ َّ حضروه َ ُ القرآن َ َ َّ
فلما َ َ ُ ُ يستمعون ْ ُ ْ َ من ْ ِ ِّ
الجن َ ْ َ ِ ُ َ إليك َ َ ً
نفرا ِّ َ وإذ َ َ ْ َ
صرفنا ِ َ ْ َ َ ِْ
ولوا ِ َإلى َ ْ ِ ِ
قومھم ُّ ِ ِ َ
منذرين َ َّ ْ
4
وذروا ْ َ ْ َُ َ َ ِ%ذكر َّ الجمعة َ ْ َ ْ آمنوا ِ َإذا ُ ِ َيا َ ُّ َ
البيع فاسعوا ِ َإلى ِ ْ ِ يوم ْ ُ ُ َ ِ نودي ِ َّ َ ِ
للصالة ِمن َ ْ ِ أيھا ا َّ ِ َ
لذين َ ُ
كنتم َ ْ َ ُ َ
تعلمون خير َّ ُ ْ
لكم ِإن ُ ُ ْ َُِْ
ذلكم َ ْ ٌ
كثيرا َّ َ َّ ُ ْ
لعلكم ً ِ َ َ%واذكروا َّ
ُ ُ ْ َ ِ% فضل َّ
وابتغوا ِمن َ ْ ِ فانتشروا ِفي ْ َ ْ ِ
األرض َ ْ َ ُ الصالةُ َ َ ِ ُ
قضيت َّ َ فإذا ُ ِ َ ِ ََِ
ُِْ ُ َ
تفلحون
ََ ْ
فويل ٌ ِّ ْ ُ َ ِّ َ
للمصلين
ساھون ھم َعن َ َ ِ ِ ْ
صالتھم َ ُ َ الذين ُ َّْ ِ َ
. ٣اوقات الصالة
كما رأينا فالصالة الحقيقية أساسھا تالوة القران .و لذلك فإن من المنطقي ان تكون
اوقات الصالة ھي االوقات المثلى لتالوة القران .و بالفطرة نحن جميعا نعلم ان أفضل
االوقات لتالوة ايات ? ھي حين نبدأ يومنا و حين ننھيه .و ھذا ما يؤكده القرآن حين
ذكر صالتين باإلسم و ھما صالة الفجر و صالة العشاء .
منكم َ َ َ
ثالث يبلغوا ْ ُ ُ َ
الحلم ِ ُ ْ لم َ ْ ُ ُ
والذين َ ْ
نكم َ َّ ِ َ ملكت َ ْ َ
أيما ُ ُ ْ الذين َ َ َ ْ آمنوا ِ َ ْ َ ْ ِ ُ ُ
ليستأذنكم َّ ِ َ الذين َ ُ أيھا َّ ِ ََيا َ ُّ َ
صالة ْ ِ َ
العشاء بعد َ َ ِ ومن َ ْ ِ من َّ ِ َ ِ
الظھيرة َ ِ تضعون ِ َ َ ُ
ثيابكم ِّ َ وحين َ َ ُ َ الفجر َ ِ َ صالة ْ َ ْ ِ
قبل َ َ ِ مرات ِمن َ ْ ِ َ َّ ٍ
بعض
على َ ْ ٍبعضكم َ َ
عليكم َ ْ ُ ُ ْ بعدھن َ َّ ُ َ
طوافون َ َ ْ ُ جناح َ ْ َ ُ َّعليھم ُ َ ٌوال َ َ ْ ِ ْ عليكم َ َ
ليس َ َ ْ ُ ْلكم َ ْ َ
عورات َّ ُ ْ
ثالث َ ْ َ ٍ ََ ُ
عليم َ ِ ٌ
حكيم وٌ ِ َ ُ%اآليات َ َّ لكم ْ َ ِ ُ ُ َ ُ% يبين َّ ََِ َ
كذلك ُ َ ِّ ُ
و الواضح من اآلية الكريمة ) (٢٤:٥٨أن صالة الفجر و صالة العشاء يقيمھما الشخص
في بيته مع أفراد أسرته .و كلمة َّ ِ َ ِ
الظھيرة ال تعني وقت الظھر و لكن تعني الظھور أي
الخروج من البيت .و من الطبيعي أن يغير الناس مالبسھم قبل الخروج من البيت و بعد
الرجوع من خارج البيت .و من المؤكد أن ? سبحانه و تعالى ال يحث الذين امنوا على
ان يأخذوا تعسيلة وقت الظھر .
و اآلية التالية ١٧:٧٨تؤكد التوقيتين المثاليين للصالة :
كان َ ْ ُ ً قرآن ْ َ ْ ِ
الفجر َ َ إن ُ ْ َ وقرآن ْ َ ْ ِ
الليل َ ُ ْ َ
غسق َّ ْ ِ
الشمس ِ َإلى َ َ ِ الصالة ِ ُ ُ ِ
لدلوك َّ ْ ِ أقم َّ َ ََ
مشھودا الفجر ِ َّ ِِ
اآلية تقول بكل وضوح أن دلوك الشمس إلى غسق الليل أول وقت و الفجر ھو الوقت
غسق َّ ْ ِ
الليل" تعني الثاني .و دلوك الشمس يعني حين تدلك من األفق وقت الغروب و " ِ َإلى َ َ ِ
إلى ظالم الليل التامً .اذا وقت العشاء ھو من الغروب إلى الظالم التام .و وقتا الصالة
تؤكدھما اآلية التالية :١١:١١٤
5
ـيئات َ ِ َ
ذلك ِ ْ َ الس ِّ َ ِ الحسنات ُ ْ ِ ْ َ
إن ْ َ َ َ ِ من َّ ْ ِ النھار َ ُ َ ً الصالة َ َ َ
طرفيِ َّ َ ِ وأقم َّ َ َ َ
ذكرى يذھبن َّ الليل ِ َّ وزلفا ِّ َ َ ِِ
ِ َّ ِ ِ َ
للذاكرين
النھار و ھما الفجر و الغروب و زلفة من الليل و ھو ھنا اآلية تشير بوضوح إلى َ َ َ
طرفيِ َّ َ ِ
الجزء القريب من الليل بين الغروب و ظالم الليل التامً .اذا بمعنى آخر تشير اآلية إلى
"الفجر" و "دلوك الشمس إلى غسق الليل" .بھذا الفھم الصحيح نجد بكل وضوح أن
اآليتين ١٧:٧٨و ١١:١١٤تتفقان تماما.
ماذا عن الصالة الوسطى؟ في الواقع أن كلمة الوسطى في القرآن ال تعني وجود صالة
ثالثة في الوسط .إذا فحصنا كل اآليات التي تتحدث عن شيء وسط سنجد أنھا تشير إلى
الشيء األفضل أو الشيء الرزين:
فكفارته ِ ْ َ ُ
إطعام َ َ َ ِ
عشرة عقدتم َ ْ َ َ
األيمان َ َ َّ َ ُ ُ بما َ َّ ُّ ُ ولـكن ُ َ ِ ُ ُ
يؤاخذكم ِ َ باللغو ِفي َ ْ َ ِ ُ ْ
أيمانكم َ َ ِ ِ ْ َّ ِ ُ% ؤاخذكم ّ
الَ ُي َ ِ ُ ُ ُ
تطعمون َ ْ ِ ُ ْ
أھليكم أوسط َما ُ ْ ِ ُ َمن َ ْ َ ِ
مساكين ِ ْ
َ َ ِ َ
ھنا اآلية تشير إلى أفضل ما نطعم أھلنا و ليس بقايا الطعام .
لكم َ ْ َ
لوال ُ َ ِّ ُ َ
تسبحون ألم َ ُ
أقل َّ ُ ْ أوسطھم َ َ ْ
َقال َ َ ْ َ ُ ُ ْ
ھنا ً
أيضا أوسطھم ھو أفضلھم و أكثرھم رزانة و حكمة .
وما الرسول ُ َ َ ْ ُ ْ
عليكم َ ِ ً
شھيدا َ َ الناس َ َ ُ َ
ويكون َّ ُ على َّ ِ شھداء َ َ وسطا ِّ َ ُ ُ ْ
لتكونوا ُ َ َ أمة َ َ ًجعلناكم ُ َّ ً
وكذلك َ َ ْ َ ُ ْ َ ََِ َ
وإن َ َ ْ
كانت على َ ِ َ ْ ِ
عقبيه َ ِ ممن َ َ ِ ُ
ينقلب َ َ الرسول َ ِ َّ عليھا ِإالَّ ِ َ ْ َ َ
لنعلم َمن َ َّ ِ ُ
يتبع َّ ُ كنت َ َ ْ َالتي ُ َ جعلنا ْ ِ ْ َ َ
القبلة َّ ِ َ ََْ
بالناس َ َ ُ ٌ
لرؤوف َّ ِ ٌ
رحيم ِ َّ ِ َ% إن ّ ليضيع ِ َ َ ُ ْ
إيمانكم ِ َّ َ ِ ُ ِ ُ% كان ّ
وما َ َ َ َ ُ% ھدى ّ على َّ ِ َ
الذين َ َ لكبيرة ِإالَّ َ َ
ََِ َ ً
ھنا نرى أن أمة وسط تعني أمة أكثر خيراً و رزانة .و ھذا يتفق تماما مع اآلية التالية:
ولو وتؤمنون ِ ّ ِ
باْ َ َ N عن ْ ُ َ ِ
المنكر َ ُ ْ ِ ُ َ بالمعروف َ َ ْ َ ْ َ
وتنھون َ ِ للناس َ ْ ُ ُ َ
تأمرون ِ ْ َ ْ ُ ِ أمة ُ ْ ِ َ ْ
أخرجت ِ َّ ِ خير ُ َّ ٍ
كنتم َ ْ َ
ُ ُْ
الفاسقون المؤمنون َ َ ْ َ ُ ُ ُ
وأكثرھم ْ َ ِ ُ َ نھم ْ ُ ْ ِ ُ َ خيرا َّ ُ
لھم ِّم ْ ُ ُ الكتاب َ َ َ
لكان َ ْ ً أھل ُ ْ ِ َ ِآمن َ ْ
َ َ
ًإذا فالصالة الوسطى ھي صفة خير و أفضل صالة و ليست وقت ثالث للصالة .
. ٤صالة الجمعة
كما رأينا فأوقات الصالة األساسية ھي أفضل أوقات للتذكر حين نبدأ يومنا بعقل متفتح و
حين ننھي يومنا بعد عناء العمل و السعي في سبيل ? .باإلضافة إلى تلك االوقات
األساسية فبطبيعة الحال حين يجتمع الناس ھذه فرصة طيبة لتذكير أكبر عدد منھم .و
6
الصالة وقت اجتماع الناس تسمي صالة الجمعة .و بعكس ما يظنه أغلب الناس لم يكن
يوم الجمعة اسم يوم من أيام االسبوع عند العرب و لكنه صفة تعني اليوم أو الوقت الذي
يجتمع فيه الناس.
فيوم الجمعة ليس يوم محدد في االسبوع و لكنه أي وقت يكون الناس فيه مجتمعين مثل
يوم السوق أو للتجھيز للحرب أو في جنازة أو حتى ماتش كورة في اإلستاد مثال .في مثل
ھذه المواقف يجب ان نبدأ بالصالة لتذكير الناس .فالصالة ھي مثل السالم الوطني
للمؤمنين .
ھذا ھو المعنى اللغوي الحقيقي ليوم الجمعة .أما ما ورد من معتقدات بخصوص أي يوم
من أيام األسبوع ً
مثال أن يوم الجمعة خلق فيه آدم وفيه تقوم الساعة إلى آخره من البدع
التي تعج بھا الروايات:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=1413&doc=3
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=222&doc=7
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=21420&doc=6
في الواقع تلك البدع ھي مجرد سفاھات ناتجة عن جھل بأن األسبوع لم يكن دائما ً سبعة
أيام في الماضي و لكن ً
مثال أيام القدماء المصريين كان عشرة أيام .وكانت وحدة تقسيم
االيام تحدد بعدد االيام بين يوم السوق و يوم السوق الذي يليه .و لذلك كان األسبوع
يتراوح في العادة ما بين أربعة أيام و بين عشرين يوما و ھذا يعطي فرصة للزراع و
الصناع لتجديد مخزون سلعھم.
و تقسيم األسبوع إلى وحدة مكونة من سبعة أيام بدأ باليھود ألنھم يعتقدون أن ? استراح
في اليوم السابع )سبحان ? عما يصفون( و ً
أيضا بالرومان الوثنيين الذين كانوا يقدسون
خمسة كواكب و الشمس و القمر و لذلك سموا األيام بھا.
و لذلك متى يقع اليوم المسمى حاليا بالجمعة يتوقف على متى تم عشوائيا تبني اإلسبوع
أيضا عشوائي .اذاً
ذي السبعة أيام و بأي يوم عشوائي بدأ و ترتيب ايامه الذي ھو ً
فتوقيت اليوم المسمى حاليا بالجمعة ھو بدعة عشوائية مائة بالمائة من صنع اإلنسان و
? سبحانه و تعالى بريء منھا.
7
في الختام أحب أن ألخص أن الصالة ھي في األساس تالوة آيات ? و تدبرھا .و حين
نفعل ذلك تعم علينا فوائد الصالة من ذكر ? والخروج من الظلمات إلى النور و النھي
عن الفحشاء و المنكر و بالتالي طاعة ? سبحانه و تعالى و السجود الحقيقي له.
و بالفطرة نحن جميعا ً نعلم علم اليقين أن من يريد أن يتذكر فعليه أن يذاكر .و القراءة
ھي أساس المذاكرة .من ھذا المنطلق نستطيع أن نرى بوضوح أن سورة العلق حين
تضع القراءة في مقابل النھي عن الصالة ھي في الواقع تضع الصالة في مقابل النھي
عنھا:
اقرأ باسم ربك الذي خلق
خلق اإلنسان من علق
اقرأ وربك األكرم
الذي علم بالقلم
علم اإلنسان ما لم يعلم
كال إن اإلنسان ليطغى
أن رآه استغنى
إن إلي ربك الرجعى
أرأيت الذي ينھى
عبداً إذا صلى
أرأيت إن كان علي الھدى
أو أمر بالتقوى
أرأيت إن كذب وتولى
ألم يعلم بأن %يرى
كال لئن لم ينته لنسفعا ً بالناصية
ناصية كاذبة خاطئة
فليدع ناديه
سندع الزبانية
كال ال تطعه واسجد واقترب
وعليكم السالم ورحمة ? وبركاته
ملحوظة مھمة:
ھذا المقال يعكس فھمي الشخصي اليات القرآن بتاريخ ٢١مارس .٢٠١٠ارجو من القاريء ان يتحقق بنفسه
من كل المعلومات و إن شاء %سوف يكون المقال مفيد.
drayman@fast-email.com
8