Vous êtes sur la page 1sur 13

‫التأمين أنواع وأحكام‬

‫التمهيد‪ :‬نبذة عن نشأة التامين ‪:‬‬


‫التأمين أول ما نشأ في الغرب ومن أسباب نشأته إحجام كثير من‬
‫رؤساء الموال عن التجارة بسبب المخاطرة وبسبب حوادث‬
‫الخسارة‪ ،‬ونتيجة لهذا الحجام يتأثر القتصاد القومي وعلى إثره‬
‫عمل المفكرون على إنشاء شركات التأمين حتى تضمن للتاجر‬
‫المتاجرة وتؤمن له الخسارة للقدار الطارئة مقابل مبلغ من المال‬
‫يدفعه اشتراك يقدمه لشركة التأمين وتقوم بتعويضه إذا حصل له‬
‫خسارة‪ ،‬وتأثرت الدول السلمية تباعا بهذه الشركات‪ ،‬ومن‬
‫السباب التي أدت إلى انتشار التأمين التجاري في البلدان‬
‫السلمية العولمة التجارية ‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬تعريف التأمين ‪:‬‬
‫َ‬
‫ة بفتحتين‬ ‫مانا ً و أ َ‬
‫من َ ً‬ ‫نأ َ‬
‫م َ‬
‫ة بمعنى‪ ،‬وقد أ ِ‬ ‫من ُ‬
‫ن و ال َ‬
‫ما ُ‬
‫في اللغة‪ :‬ال َ‬
‫ن ‪ (1)1‬وقد أمنت فأنا أمن و‬ ‫ما ِ‬
‫ن وال َ‬
‫م ِ‬
‫ه غيره من ال ْ‬ ‫من ُ‬
‫نوآ َ‬
‫م ٌ‬
‫فهو آ ِ‬
‫آمنت غيري من المن و المان و المن ضد الخوف والمقصود‬
‫‪(2)2‬‬

‫منه طمأنينة النفس وسكونها بتوفير أسباب الطمأنينة‪.‬‬


‫في الصطلح ‪ :‬عقد يتم بين شركة التأمين ومستأمن معين‬
‫تتعهد هذه الشركة بمقتضاه بدفع مبلغ من المال ‪،‬عند حدوث خطر‬
‫معين ‪ ،‬مقابل التزام المستأمن بدفع مبلغ مالي محدد‬
‫‪(3)3‬‬

‫من بمقتضاه أن‬ ‫في اصطلح القانونيين ‪) :‬عقد يلتزم المؤ ّ‬


‫من له أو إلى المستفيد الذي اشترط التأمين‬ ‫يؤدي إلى المؤَ ّ‬
‫لصالحه مبلغا ً من المال أو إيرادا ً مرتبا ً أو أي عرض مالي آخر في‬
‫حالة وقوع الحادث‪ ،‬أو تحقيق الخطر المبين في العقد‪ ،‬وذلك نظير‬
‫)‪(4‬‬
‫من(‬
‫‪4‬‬
‫من له للمؤ ّ‬‫قسط أية دفعة مالية أخرى يؤديها المؤ ّ‬
‫المطلب الثاني‬
‫أنواع التأمين‬
‫النوع الول ‪ :‬التأمين التبادلي على أنواع‬
‫أول ‪:‬التأمين على الشخاص‬
‫‪1‬‬
‫صورة التأمين على الشخاص أن يتقدم شخص ما إلى شركة‬
‫التأمين لبرام عقد التأمين على الحياة لمدة معينة بموجبه تلتزم‬
‫الشركة بدفع المبلغ المدفوع له مع فوائده بعد تمام المدة ‪ ،‬أو دفع‬
‫المال لورثته إن مات بتمامه حتى وإن لم يدفع إل قسطا واحدا‪،‬‬
‫ومن صوره ‪:‬التأمين على ما قد يصيب عضوا من أعضاء الجسم ‪،‬‬
‫وفي شرح المهذب ‪) :‬أن التأمين على الحياة‪ ،‬فإنه غير صحيح ول‬
‫يباح لننا لم نجد له محمل ً من الصحة‪ ،‬لن وسائل البطلن محيطة‬
‫به من جميع جهاته‪ ،‬فهو نوع من القمار‪ ،‬ويدخل في بيع الغرر‪ ،‬كبيع‬
‫البق الذي ل يدري أيقدر على تحصيله أم ل‪ ،‬ويدخل في مسمى‬
‫الربا الذي هو شراء درهم بدراهم مؤجلة‪ ،‬ويدخل في بيع الدين‬
‫من يدفع قيمة التأمين مقسطة في سبيل‬ ‫بالدين‪ ،‬حيث أن المؤ ّ‬
‫الحصول على دراهم أكثر منها مؤجلة‪ ،‬أضف إليه أنها ل تقتضيه‬
‫الضرورة ول توجبه المصلحة‪ ،‬ومن عقود التأمين ما كان على‬
‫الحياة‪ ،‬وصورته أن يعقد عقدا ً على مبلغ ‪ 5000‬خمسة آلف جنيه‬
‫مثل ً تدفع لورثته بعد وفاته إذا مات بحادث أو مات حتف أنفه وفي‬
‫هذه الصورة من القمار الصريح ما يتضح في جهالة الجل لتعلقه‬
‫من‬‫بعلم الله تعالى والغرر القائم في العقد لجهالة ما سيدفعه المؤَ ّ‬
‫‪(5)5‬‬
‫على حياته(‬
‫ثانيا ً ‪:‬التأمين على الموال‬
‫تأمين على البيت من الحريق‪،‬أو الهدم أو نحوه ‪،‬أو على البضاعة‬
‫أثناء نقلها برا ً أو بحرا ً أوجوًا‪ ،‬أو التأمين على المتجر من الحريق‬
‫ونحوه أو السيارات وغيرها من الشياء والموال بدفع قسط محدد‬
‫على ما بينا‪ ،‬يذكر شارح المهذب صورته فيقول ‪) :‬فصورته أن يعقد‬
‫شخص مع الشركة عقدا ً تضمن له به سلمة داره‪ ،‬أو سيارته‪ ،‬أو‬
‫أثاث منزله‪ ،‬أو بضاعته التي في متجره‪ ،‬أو التي يريد نقلها من جهة‬
‫إلى أخرى في البر أو البحر أو ما إلى ذلك من مختلف الموال‪،‬‬
‫من عليه أن يدفع للشركة ضريبة معينة‬ ‫ويلتزم صاحب المال المؤَ ّ‬
‫من المال كل سنة أو كل شهر على حسب الشرط ‪،‬ويختلف مقدار‬
‫من عليه الذي يتفق الطرفان‬ ‫هذه الضريبة على حسب المال المؤَ ّ‬
‫على مقدار قيمته ‪،‬وهذه الضريبة ل يستردها صاحب المال على‬
‫كل حال‪ ،‬وإنما تكون خالصة لشركة التأمين على خلف الحكم في‬
‫أقساط التأمين على الحياة‪ ،‬ثم تلتزم الشركة لصاحب المال‬
‫من عليه بأن تدفع له قيمة هذا المال كله إذا هلك أو تلف‬ ‫المؤَ ّ‬
‫بحرق أو غرق أو غير ذلك ما دام عقد التأمين قائمًا‪ ،‬ولو لم يدفع‬
‫‪(6)6‬‬
‫صاحب المال من الضريبة إل ّ دفعة واحدة (‬
‫‪2‬‬
‫ثالثا ً ‪:‬التأمين على المسؤولية‬
‫هذا التأمين على الخطاء التي قد يرتكبها الشخص بمزاولة حرفة‬
‫ما‪ ،‬مثل تأمين أصحاب السيارات فيما يقع لهم من أخطاء تضر‬
‫بالخرين‪.‬‬
‫وجه التحريم ‪:‬‬
‫للعلماء في تحريم التأمين أوجه عديدة‪ ،‬وجه الربا بالزيادة في‬
‫العوض ‪ ،‬ووجه في الغرر أن يدفع مبلغ لغرض الحصول على مبلغ‬
‫مجهول‪ ،‬وجهالة أخرى إذا حدث له حادث كم سيدفع له‪،‬ووجه غبن‬
‫من أو على الشركة ‪،‬ووجه قمار ‪.‬‬ ‫قد يكون على المؤَ ّ‬
‫المطلب الثالث‬
‫أقوال العلماء في التأمين التجاري‬
‫القول الول‪ :‬القول بالحرمة‬
‫الميسر في عصرنا عقود التأمين التجاري على الحياة والمركبات‬
‫والبضائع وضد الحريق والتامين الشامل ‪ ، (7)7‬وقد أفتى ببطلن عقد‬
‫التأمين على الحياة من فقهاء العصر الحاضر الشيخ محمد نجيب‬
‫المطيعي رحمه الله مفتى مصر سابقا والشيخ أحمد إبراهيم من‬
‫كبار فقهاء الشريعة في عصره ‪ (8)8‬والشيخ محمد بخيت المطيعي‬
‫‪(10)10‬‬
‫والشيخ العلمة محمد أبو زهرة ‪ (9)9‬وقال بحرمته مجمع الفقه‬
‫وشيخنا الشيخ عبد الكريم زيدان‬
‫وعند سؤال لجنة إسلم أن لين عن التامين أجابت اللجنة ‪:‬‬
‫السؤال ‪ :‬ما حكم التأمين التجاري المنتشر اليوم ؟‬
‫الجابة ‪ :‬فمن صور المعاملت الجديدة على الفقه السلمي ما‬
‫يسمى )بشركات التأمين( ‪ ،‬ومن ضمن نشاطات شركات التأمين‬
‫ما يسمى بالتأمين التجاري ‪ ،‬وجميع صور هذا التأمين حرام ؛ لنها‬
‫قائمة على الربا ‪ ،‬والربا محرم نصوص القرآن الكريم والحاديث‬
‫النبوية ‪ ،‬كما أنه يقوم على القمار ‪ ،‬والمقامرة أيضا ً حرام ‪ ،‬وكذلك‬
‫فيه غرر ‪ ،‬والغرر حرام وفيه أكل لموال الناس على الباطل ‪،‬‬
‫وبقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد من علماء المملكة‬
‫العربية السعودية ‪ :‬جميع أنواع التأمين التجاري ربا صريح دون شك‬
‫‪ ،‬فهي بيع نقود بنقود أقل منها أو أكثر مع تأجيل أحد النقدين ‪،‬‬
‫ففيها ربا الفضل وفيها ربا النسأ ؛ لن أصحاب التأمين يأخذون نقود‬
‫‪3‬‬
‫الناس ويعدونهم بإعطائهم نقودا أقل أو أكثر متى وقع الحادث‬
‫المعين المؤمن ضده‪ ،‬وهذا هو الربا‪ ،‬والربا محرم بنص القرآن في‬
‫آيات كثيرة ‪ ،‬فجميع أنواع التأمين التجاري ل تقوم إل على القمار )‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫مُنوا ْ إ ِن ّ َ‬‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ها ال ّ ِ‬‫الميسر ( المحرم بنص القرآن ‪َ ﴿ :‬يا أي ّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل‬‫م ِ‬ ‫ع َ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ّ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ر ْ‬
‫م ِ‬ ‫والْزل َ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫صا ُ‬ ‫والن َ‬ ‫سُر َ‬ ‫مي ْ ِ‬‫وال ْ َ‬‫مُر َ‬ ‫خ ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن ﴾ ]سورة ‪ :‬المائدة‪ -‬آية‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬
‫م تُ ْ‬ ‫جت َن ُِبوهُ ل َ َ‬ ‫فا ْ‬‫ن َ‬ ‫طا ِ‬‫شي ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫‪[ 90‬‬
‫والتأمين بجميع صوره لعب بالحظوظ ‪ ،‬يقولون لك ادفع كذا فإن‬
‫وقع لك كذا أعطيناك كذا ‪ ،‬وهذا هو عين القمار ‪ ،‬وإن التفرقة بين‬
‫التأمين والقمار مكابرة ل يقبلها عقل سليم ‪ ،‬بل إن أصحاب‬
‫التأمين أنفسهم يعترفون بأن التأمين قمار ‪.‬‬
‫وجميع أنواع التأمين التجاري غرر ‪ ،‬والغرر محرم بأحاديث كثيرة‬
‫صحيحة ‪ ،‬من ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه " نهى‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الحصاة ‪ ،‬وعن‬
‫‪(11)11‬‬
‫بيع الغرر "‬
‫وإن التأمين التجاري بجميع صوره يعتمد على الغرر ‪ ،‬بل على‬
‫الغرر الفاحش ‪ ،‬فجميع شركات التأمين ‪ ،‬وكل من يبيع التأمين‬
‫يمنع منعا باتا التأمين ضد أي خطر غير احتمالي ‪ ،‬أي أن الخطر ل‬
‫بد أن يكون محتمل الوقوع وعدم الوقوع حتى يكون قابل للتأمين ‪،‬‬
‫وكذلك يمنع العلم بوقت الوقوع ومقداره ‪ ،‬وبهذا تجتمع في التأمين‬
‫أنواع الغرر الثلثة الفاحشة ‪.‬‬
‫فالتأمين التجاري بجميع صوره أكل لموال الناس بالباطل ‪ ،‬وهو‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وال َك ُ ْ‬
‫م‬ ‫م َ‬ ‫مُنوا ْ ل َ ت َأك ُُلوا ْ أ ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬‫محرم بنص القرآن ‪َ ﴿ :‬يا أي ّ َ‬
‫ل ﴾ ]سورة ‪ :‬النساء‪ -‬آية ‪. [29‬‬ ‫م ِبال َْباطِ ِ‬ ‫ب َي ْن َك ُ ْ‬
‫فالتأمين التجاري بجميع أنواعه وصوره عملية احتيالية لكل أموال‬
‫الناس بالباطل ‪ ،‬وقد أثبتت إحدى الحصائيات الدقيقة لحد الخبراء‬
‫اللمان أن نسبة ما يعاد إلى الناس إلى ما أخذ منهم ل يساوي إل‬
‫‪. %2.9‬‬
‫فالتأمين خسارة عظيمة على المة ‪ ،‬ول حجة بفعل الكفار الذين‬
‫تقطعت أواصرهم واضطروا إلى التأمين اضطرارا ‪ ،‬وهم يكرهونه‬
‫كراهية الموت ‪.(12)12‬‬
‫القول الثاني ‪:‬القول بالحل‬
‫ذهب بعض العلماء إلى جواز عقود التأمين بأنواعها ومن هؤلء‬
‫الستاذ مصطفى الزرقا وفضيلة الستاذ عبد الرحمن عيسى ‪،‬‬
‫والستاذ محمد يوسف موسى والشيخ علي الخفيف رئيس قسم‬
‫‪4‬‬
‫الشريعة بكلية الحقوق ‪ (13)13‬والذي قال في بحثه المقدم للمؤتمر‬
‫الثاني بمجمع البحوث السلمية‪ ) :‬إن حكم التأمين شرعا ً هو‬
‫الجواز‪ ،‬لنه عقد جديد لم يشمله نص حاضر‪ ،‬وهو يحقق مصلحة‬
‫دون أن يكون من ورائه ضرر‪ ،‬فأصبح بعد أن تفشى وشاع عرفا ً‬
‫عاما ً دعت إليه كل من المصلحة العامة والمصلحة الخاصة وأن‬
‫المصلحة التي تدعو إليه تقارب الضرورة ومعها ل يكون للشتباه‬
‫‪(14)14‬‬
‫فيه موضع إذا فرض وكان فيه شبهة(‬
‫أدلة القائلين بالحرمة ‪:‬‬
‫أدلة الغرر والقمار المذكورة سابقا ً وعللوا ذلك بالتي‪:‬‬
‫التأمين من عقود المعاوضات وتعتريه ‪ :‬كل طرف يأخذ مقابل ما‬
‫من يدفع قسطا ً محددا ً ويأخذ مقابل ذلك ما ألتزمت‬ ‫يعطي ‪ ،‬فالمؤَ ّ‬
‫به شركة التامين ‪ ،‬وشركة التأمين تأخذ القسط المحدد كل شهر‬
‫أو ما اتفق عليه وتدفع إن حدث له شيء الغرم الحادث وكل طرف‬
‫ملتزم بذلك التأمين من العقود الحتمالية‪ :‬بسبب الجهالة لكل‬
‫من يدفع قسطا ً ثابتا ً محددا ً في حين‬
‫طرف ما يأخذ وما يعطي المؤَ ّ‬
‫ما يتلقاه غير معلوم الحصول ول القدر فهذا غرر في الحصول في‬
‫المقدار وفي الجل ‪ ، (15)15‬ومن الغرر أنه قد يدفع قسطا ً واحدا‬
‫ويقع الخطر وقد يدفع ول يقع له خطر وهذا غرر فاحش والرسول‬
‫‪ ‬نهى عن الغرر الفاحش‪،‬كما أنه يحتوي على ضرب من المقامرة‬
‫في المعاوضات المالية‪،‬فيؤدي إلى أن تتحمل شركة التامين غرما‬
‫بل جناية ول تسبب فيها‪،‬ويكسب الطرف الخر غنما ً بل مقابل‪ ،‬أو‬
‫بمقابل غير مكافئ ‪(16)16‬‬
‫وبعد الدراسة الوافية وتداول الرأي في ذلك‪ ،‬قرر مجلس المجمع‬
‫الفقهي بالجماع عدا فضيلة الشيخ مصطفى الزرقا تحريم التأمين‬
‫بجميع أنواعه سواء كان على النفس أو البضائع التجارية أو غير‬
‫)‪(17‬‬
‫ذلك للدلة التية ‪:‬‬
‫‪17‬‬

‫ل‪ :‬عقد التأمين التجاري من عقود المعاوضات المالية‬ ‫أو ً‬


‫الجتماعية المشتملة على الغرر الفاحش‪ ،‬لن المستأمن ل‬
‫يستطيع أن يعرف وقت العقد ومقدار ما يعطي أو يأخذ فقد يدفع‬
‫من ‪،‬‬‫قسطا ً أو قسطين ثم تقع الكارثة فيستحق ما التزم به المؤَ ّ‬
‫وقد ل تقع الكارثة أصل ً فيدفع القساط ول يأخذ شيئًا‪ ،‬وكذلك‬
‫ممن ل يستطيع أن يحدد ما يعطي ويأخذ بالنسبة لكل عقد‬ ‫المؤَ ّ‬

‫‪5‬‬
‫بمفرده‪ ،‬وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي ‪ " : ‬النهي‬
‫عن بيع الغرر" ‪.‬‬
‫وسبب ذلك؛ لن التأمين يكون على شيء محتمل الوقوع أو‬
‫عدمه‪ ،‬وهو مع ذلك مجهول الوقت والمقدار‪ ،‬فمما هو معلوم أن‬
‫وقت وقوع الحادث شيء مجهول ل يمكن التنبؤ به‪ ،‬وكذلك مقدار‬
‫تكلفته أمر مجهول‪ ،‬فهو داخل تحت بيع الغرر ‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬عقد التأمين التجاري ضرب من ضروب المقامرة لما فيه‬
‫من المخاطرة في معاوضات مالية‪ ،‬ومن الغرم بل جناية أو تسبب‬
‫فيها‪ ،‬ومن الغنم بل مقابل أو مقابل غير مكافىء‪ ،‬فإن المستأمن‬
‫من كل مبلغ‬ ‫قد يدفع قسطا ً من التأمين ثم يقع الحادث فيغرم المؤَ ّ‬
‫من أقساط التأمين‬ ‫التأمين‪ ،‬وقد ل يقع الخطر‪ ،‬ومع ذلك يغنم المؤَ ّ‬
‫بل مقابل‪ ،‬وإذا استحكمت فيه الجهالة كان قمارًا‪ ،‬ودخل في عموم‬
‫َ‬
‫مُنوا ْ إ ِن ّ َ‬
‫ما‬ ‫نآ َ‬ ‫ها ٱ ل ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫النهي عن الميسر في قوله تعالى‪ ﴿:‬ي َۤـأي ّ َ‬
‫ل‬‫م ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫س ّ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ر ْ‬
‫م ِ‬ ‫وٱل ّْزل َ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫صا ُ‬ ‫لن َ‬ ‫وٱ ّ‬‫سُر َ‬ ‫مي ْ ِ‬‫وٱل ْ َ‬‫مُر َ‬ ‫خ ْ‬‫ٱل ْ َ‬
‫ن ﴾‪.‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬ ‫عل ّك ُ ْ‬
‫م تُ ْ‬ ‫جت َن ُِبوهُ ل َ َ‬
‫فٱ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ٰ ِ‬
‫شي ْ َ‬
‫طـ‬ ‫ٱل ّ‬
‫الثالث‪ :‬عقد التأمين التجاري يشتمل على ربا الفضل والنسا‪ ،‬فإن‬
‫الشركة إذا دفعت للمستأمن أو لورثته أو للمستفيد أكثر مما دفعه‬
‫من يدفع ذلك للمستأمن بعد‬ ‫من النقود لها فهو ربا فضل‪ ،‬و المؤَ ّ‬
‫مدة‪ ،‬فيكون ربا نسا‪ ،‬وإذا دفعت الشركة للمستأمن مثل ما دفعه‬
‫لها يكون ربا نسا فقط‪ ،‬وكلهما محرم بالنص والجماع‪.‬‬
‫وهو بيع نقود بنقود بأقل أو أكثر من الدفع مع تأجيل أحد النقدين‪،‬‬
‫وبهذا اشتمل على الربا بنوعيه ربا الفضل والنسيئة‪ ،‬فأصحاب‬
‫شركات التأمين يأخذون نقود الناس على أن يعطونها إياهم أو أقل‬
‫منها أو أكثر عند وقوع الحادث المؤمن عليه‪ ،‬وهذا هو عين الربا‬
‫الذي حرمه القرآن الكريم والسنة النبوية تحريما قاطعا‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬عقد التأمين التجاري من الرهان المحرم‪ ،‬لن كل ً منهما فيه‬
‫جهالة وغرر ومقامرة‪ ،‬ولم يبح الشرع من الرهان إل ما فيه نصرة‬
‫للسلم‪ ،‬وظهور لعلمه بالحجة والسنان‪ ،‬وقد حصر النبي ‪‬‬
‫رخصة الرهان بعوض في ثلثة بقوله ‪:‬‬
‫وليس التأمين‬ ‫‪(18)18‬‬
‫" ل سبق إل في خف أو حافر أو نصل"‬
‫من ذلك ول شبيها ً به‪ ،‬فكان محرمًا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫بسبب أنه قائم على الحظ‪ ،‬فالمؤمن يدفع المبالغ التي يدفعها‬
‫)قيمة التأمين( وقد يستفيد منها وقد ل يستفيد‪ ،‬فالمسألة مسألة‬
‫حظ‪ ،‬إن وقع حادث استفاد وإل فقد ضاع ماله‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬عقد التأمين التجاري فيه أخذ مال الغير بل مقابل‪ ،‬وأخذ‬
‫شيء بل مقابل في عقود المعاوضات التجارية محرم لدخوله في‬
‫َ‬
‫مُنوا ْ إ ِن ّ َ‬
‫ما‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫ها ٱل ّ ِ‬ ‫عموم النهي في قوله تعالى‪ ﴿:‬ي َۤـأي ّ َ‬
‫ل‬
‫م ِ‬‫ع َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ّ‬‫ج ٌ‬ ‫ر ْ‬‫م ِ‬ ‫وٱل ّْزل َ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫صا ُ‬ ‫لن َ‬ ‫وٱ ّ‬‫سُر َ‬ ‫مي ْ ِ‬‫وٱل ْ َ‬‫مُر َ‬ ‫خ ْ‬‫ٱل ْ َ‬
‫ن ﴾‪.‬‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬‫م تُ ْ‬‫عل ّك ُ ْ‬
‫جت َن ُِبوهُ ل َ َ‬
‫فٱ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ٰ ِ‬
‫شي ْ َ‬
‫طـ‬ ‫ٱل ّ‬
‫السادس‪ :‬في عقد التأمين التجاري اللزام بما ل يلزم شرعًا‪ ،‬فإن‬
‫من لم يحدث الخطر منه‪ ،‬ولم يتسبب في حدوثه‪ ،‬وإنما كان‬ ‫المؤَ ّ‬
‫منه مجرد التعاقد مع المستأمن على ضمان الخطر على تقدير‬
‫من لم يبذل عمل ً‬
‫وقوعه مقابل مبلغ يدفعه المستأمن له‪ ،‬و المؤَ ّ‬
‫ً ‪(19)19‬‬
‫للمستأمن فكان حراما‬
‫أدلة المجيزين للتأمين‪:‬‬
‫‪ -1‬المصلحة دليل للحل وفيه مصلحة المستأمن في حصول‬
‫الطمأنينة في مزاولة التجارة‬
‫‪ -2‬الصل في العقود الباحة ول يحرم إل بنص‪ ،‬فإنه يقوم على‬
‫التعاون فالجميع يتعاونون ويعطون من المجموع الغرم‬
‫‪ -3‬انه أصبح ضرورة ملحة في المجتمع وعرفا ً لبد منه‬
‫‪ -4‬نظام الموالة ويتلخص هذا العقد أن يقول شخص مجهول‬
‫النسب للعربي أنت وليي تعقل)‪ ((20)20‬عني إذا جنيت وترثني إذا أنا‬
‫مت‬
‫‪ -5‬نظام العواقل إذا جنى احد جناية في القتل غير العمد تعطي‬
‫الدية القبيلة التي ينتسب إليها ‪.‬‬
‫‪(21)21‬‬
‫رابعا‪ :‬المناقشة والترجيح‬
‫أدلة المبيحون للتأمين التجاري مطلقا ً أو في بعض أنواعه فالجواب‬
‫عنه ما يلي‪:‬‬
‫يتلخص استدللهم ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الستدلل ببعض أصول الشريعة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ب‪ -‬قياس التأمين على بعض العقود ‪ ،‬والتشبث ببعض النظمة ‪.‬‬
‫ونرد عليها بالتي‪:‬‬
‫أول‪ :‬الستدلل بالمصلحة غير صحيح‪ ،‬فإن المصالح في الشريعة‬
‫السلمية ثلثة أقسام‪:‬‬
‫أ‪ -‬قسم شهد الشرع باعتباره فهو حجة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وقسم سكت الشرع عنه فلم يشهد له بإلغاء ول اعتبار فهو‬
‫)مصلحة مرسلة( وهذا محل اجتهاد المجتهدين‪.‬‬
‫ج‪ -‬والقسم الثالث ما شهد الشرع بإلغائه‪ ،‬وعقود التأمين التجاري‬
‫فيها جهالة‪ ،‬وغرر‪ ،‬وقمار‪ ،‬وربا‪ ،‬فكانت مما شهد الشرع بإلغائه‬
‫لغلبة جانب المفسدة فيه على جانب المصلحة‪.‬‬
‫فالمصلحة الشرعية حجة عند من يقول بها بشروط ‪:‬‬
‫‪ -‬أل تصادم نصا ً من قرآن أو سنة ول مقصدا ً من مقاصد الشريعة‬
‫السلمية‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون المصلحة عامة للناس وليست خاصة لفئة‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون المصلحة حقيقية ل وهمية‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون هذه المصلحة لحفظ أمر ضروري من الضروريات‬
‫الخمس المعلومة التي ل قيام للمجتمع بدونها‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون فيما يعقل معناه دون ما ل يعقل‪ ،‬فل مدخل لها في‬
‫التعبدات‪ ،‬ول ما جرى مجرى التعبدات في المور الشرعية‬
‫المحددة‪.‬‬
‫وكل هذه الشتراطات تخلوا من التأمين التجاري ‪ ،‬لمعارضته‬
‫النصوص الشريعة القاضية بتحريم القمار والربا والغرر ‪،‬ويحقق‬
‫المصلحة لفئة من الناس ومخل بالمر الضروري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الباحة الصلية ل تصلح دليل ً هنا‪ ،‬لن عقود التأمين التجاري‬
‫قامت الدلة على مناقضتها لدلة الكتاب والسنة‪ ،‬والعمل بالباحة‬
‫الصلية مشروط بعدم التنافى بينها أو المنافى لها ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ثالثا‪ :‬الضرورات تبيح المحظورات؛ ل يسمح الستدلل به هنا‪ ،‬فإن‬
‫ما أباحه من طرق كسب الطيبات أكثر أضعافا ً مضاعفة مما حرمه‬
‫عليهم فليس هناك ضرورة معتبرة شرعا ً تلجئ إلى ما حرمته‬
‫الشريعة من التأمين‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ل يصح الستدلل بالعرف فإن العرف ليس من أدلة تشريع‬
‫الحكام وإنما يبنى عليه في تطبيق الحكام وفهم المراد من ألفاظ‬
‫النصوص‪ ،‬ومن عبارات الناس في أيمانهم وتداعيهم وأخبارهم‬
‫وسائر ما يحتاج إلى تحديد المقصود منه من الفعال والقوال‪ ،‬فل‬
‫تأثير له فيما تبين أمره‪ ،‬وتعيين المقصود منه‪ ،‬وقد دلت الدلة دللة‬
‫واضحة على منع التأمين فل اعتبار به معها ؛ مع أن العرف من‬
‫شروطه أن ل يخالف نصًا‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬قياس عقود التأمين على ولء الموالة عند من يقول به‬
‫غير صحيح‪ ،‬فإنه قياس مع الفارق ومن الفروق بينهما أن عقود‬
‫التأمين هدفها الربح المادي المشوب بالغرر والقمار وفاحش‬
‫الجهالة بخلف عقد ولء الموالة‪ ،‬فالقصد الول فيه التآخي في‬
‫السلم والتناصر والتعاون في الشدة والرخاء وسائر الحوال‪ ،‬وما‬
‫يكون من كسب مادي فالقصد إليه بالتبع‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬قياس نظام التأمين التجاري وعقوده على نظام العاقلة‬
‫ل يصح‪ ،‬فإنه قياس مع الفارق‪ ،‬ومن الفروق أن الصل في تحمل‬
‫العاقلة لدية الخطأ وشبه العمد ما بينهما وبين القاتل خطأ أو شبه‬
‫العمد من الرحم والقرابة التي تدعو إلى النصرة والتواصل‬
‫والتعاون وإسداء المعروف ولو دون مقابل‪ ،‬وعقود التأمين تجارية‬
‫استغللية‪ ،‬تقوم على معاوضات مالية محضة‪ ،‬ل تمد إلى عاطفة‬
‫الحسان وبواعث المعروف بصلة‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬الستدلل بنظام معاشات التعاقد وصورته ما تقوم به‬
‫الدولة من اقتطاع جزء من المرتب الشهري للموظفين‪ ،‬حتى إذا‬
‫بلغ أحدهم سن التقاعد أو مات النظامي يعطى راتبا ً شهريا ً‬
‫والفرق بينهما‬
‫أول‪ :‬أن الموظف إذا استقال قبل بلوغ المدة المحددة للتقاعد أخذ‬
‫ما يستحقه عن خدمته‪ ،‬مهما قلت أو كثرت‪ ،‬وفي التأمين إذا توقف‬
‫من له عن دفع القساط بطلت جميع حقوقه‪ ،‬وخسر جميع ما‬ ‫المؤ ّ‬
‫دفعه من مال‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ثانيا ‪ :‬في التقاعد ل احتمال ول شك في حصول الموظف على‬
‫مبلغ التقاعد إذا بلغ المدة المحددة في الخدمة‪ ،‬وفي التأمين قد‬
‫ن له على‬‫م ْ‬
‫مؤ ّ‬
‫تنتهي مدة العقد دون وقوع الحادث فل يحصل ال ُ‬
‫شيء ويخسر جميع ما دفعه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الذي ُيبرم العقد في نظام التقاعد هو الدولة بدافع المصلحة‬
‫ن‬
‫م ْ‬
‫مؤ ّ‬
‫حسن الرعاية‪ ،‬والذي ُيبرم العقد مع ال ُ‬
‫العامة للموظفين‪ ،‬و ُ‬
‫لهم في التأمين فئة من المتاجرين به من الناس‪ ،‬بدافع الربح‬
‫والثراء ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬تسهم الدولة في تمويل نظام التقاعد بما يخصصه من‬
‫أموال من بيت المال‪ ،‬ول تجني من وراء ذلك شيئًا‪ ،‬وشركات‬
‫التأمين ل تسهم بشيء‪ ،‬وجميع مصروفاتها وأرباحها وما تعيده على‬
‫ن لهم حين وقوع الحادث كل ذلك تستخرجه من جيوب‬ ‫م ْ‬‫مؤ ّ‬‫ال ُ‬
‫ن لهم‪.‬‬‫م ْ‬‫مؤ ّ‬‫ال ُ‬
‫ومن خلل المناقشة يترجح لي الحرمة في هذه العقود‬
‫و يمكن تفصيل وجه التحريم بالتي‪:‬‬
‫‪ – 1‬فيه معنى القمار والرهان والميسر‪ ،‬لنه تعلق على خطر قد‬
‫يقع وقد ل يقع‪.‬‬
‫من يدفع قسطا ثابتا ً محددا في حين أن ما يلقاه غير‬
‫‪ – 2‬المؤَ ّ‬
‫معلوم الحصول والمقدار فهو غرر‪.‬‬
‫‪ - 3‬ولن فيه غررا ً وجهالة‪ ،‬إذ ل يدري أي من طرفي العقد عند‬
‫إنشائه من سيأخذ ومن سيعطي‪.‬‬
‫‪ -4‬ولن فيه غبنا ً وذلك باعتباره عقدا ً احتماليا ً من عقود الغرر ‪.‬‬
‫‪ - 5‬ولن فيه زيادة من جهة أن المستأمن قد يبذل قسطا ً ضئيل ً‬
‫ويأخذ إذا وقع الخطر تعويضا ً كبيرا ً بل مقابل‪ ،‬ومن جهة إعطاء‬
‫فوائد في بعض أنواعه‪ ،‬فضل ً عن أن شركات التأمين قد تستغل ما‬
‫تحصله من أقساط في معاملت يومية محرمة‪.‬‬
‫‪ -6‬تحمل أحد أطراف التعاقد وهو شركة التأمين غرما ً بل جناية ول‬
‫تسبب فيها‪ ،‬ويكسب الطرف الخر عنما ً بل مقابل‪ ،‬أو بمقابل غير‬
‫مكافئ ‪.‬‬
‫النوع الثاني‬
‫‪10‬‬
‫التأمين التعاوني‬
‫يشترك مجموعة من الفراد بدفع مبلغ معين تعاونا ً ويتفقون على‬
‫تعويض من تنزل عليه نازلة أو يحدث له فيفقد مال أو نفس جاء‬
‫في شرح المهذب ‪) :‬هو أن تتوله جمعيات تعاونية يجمع أعضاءها‬
‫الخطار التي يتعرضون لها‪ ،‬ويلتزمون بتعويض من يلحقه الضرر‬
‫منهم‪ ،‬وذلك من الشتراك الذي يؤديه كعضو‪ ،‬وهو اشتراك متغير‬
‫يزيد أو ينقص بحسب قيمة التعويضات التي تلتزم الجمعية بأدائها‬
‫في خلل السنة‪ ،‬وقد ل يدفع العضو اشتراكه إل ّ عند وقوع الخطر‪،‬‬
‫وبقدر نصيبه من التعويض‪ ..‬وهي جمعيات ل تستهدف الربح وإنما‬
‫التعاون لجبر الخطر أو الضرر الذي يلحق بأحد العضاء بتوزيعه‬
‫عليهم جميعًا‪ ،‬إذن يكون القسط أو الشتراك في هذه الجمعيات‬
‫التعاونية من قبيل التبرع‪ ،‬وهو عقد تبرع يقره السلم‪ ،‬وهذه‬
‫الجمعيات هي الصورة الوحيدة التي أقرها مؤتمر مجمع البحوث‬
‫السلمية لعام ‪1965‬م وضرب المثل فيه بصناديق الزمالة التي‬
‫يقوم بها موظفو شركة أو مصلحة لدفع مبلغ كمعونة سريعة لسرة‬
‫ً ‪(22)22‬‬
‫العضو المتوفي مثل(‬
‫كما قرر مجلس المجمع بالجماع على الموافقة على‬
‫جواز التأمين التعاوني ‪ (23)23‬والمنوه عنه آنفا ً للدلة‬
‫التية‪:‬‬
‫الول‪ :‬إن التأمين التعاوني من عقود التبرع التي يقصد بها أصالة‬
‫التعاون على تفتيت الخطار‪ ،‬والشتراك في تحمل المسؤولية عند‬
‫نزول الكوارث‪ ،‬وذلك عن طريق إسهام أشخاص بمبالغ نقدية‬
‫تخصص لتعويض من يصيبه الضرر‪ ،‬فجماعة التأمين التعاوني ل‬
‫يستهدفون تجارة ول ربحا ً من أموال غيرهم وإنما يقصدون توزيع‬
‫الخطار بينهم والتعاون على تحمل الضرر‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬خلو التأمين التعاوني من الربا بنوعيه‪ :‬ربا الفضل‪ ،‬وربا‬
‫النسا‪ .‬فليس عقود المساهمين ربوية‪ ،‬ول يستغلون ما جمع من‬
‫القساط في معاملت ربوية‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أنه ل يضر جهل المساهمين في التأمين التعاوني بتحديد ما‬
‫يعود عليه من النفع لنهم متبرعون‪ ،‬فل مخاطرة ول غرر‪ ،‬ول‬
‫مقامرة بخلف التأمين التجاري فإنه عقد معاوضة مالية تجارية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الرابع‪ :‬قيام جماعة من المساهمين أو من يمثلهم باستثمار ما جمع‬
‫من القساط لتحقيق الغرض الذي من أجله أنشىء هذا التعاون‪،‬‬
‫سواء كان القيام بذلك تبرعا ً أو مقابل أجر معين ‪. (24)24‬‬
‫الخاتمة ‪ :‬بعد ذكر أقوال العلماء في هذه النازلة من‬
‫النوازل القتصادية والنظر فيها‪ ،‬ترجح لي أن أنواع‬
‫الـتامين التجاري التبادلي بأشكاله مما حرمه الشارع‬
‫الحكيم ‪،‬وليس ثمة مصلحة معتبرة في واقعنا السلمي‬
‫ملحة تجعل من التامين ضرورة ملحة لبد من اقترافها‪،‬‬
‫والبديل المناسب في التامين على الخطار‪ ،‬ما يسمى‬
‫بالتأمين التعاوني ‪ ،‬والله أسأل التوفيق والسداد‬
‫والهداية إلى سبيل الرشاد والحمد لله رب العالمين ‪.‬‬
‫كتبه الفقير إلى ربه ‪ :‬عبد الوهاب مهيوب مرشد‬
‫الشرعبي‬

‫مختار الصحاح مادة"أمن" ج ‪.1/11‬‬ ‫‪(1)1‬‬

‫لسان العرب مادة "أمن" ج ‪.13/22‬‬ ‫‪(2)2‬‬

‫‪ (3)3‬انظر مباحث في القتصاد السلمي في أصول الفقه د‪ /‬محمد رواس قلعبي ص ‪.131‬‬

‫‪ (4)4‬انظر القانون المدني المصري مادة ‪. 747‬‬

‫‪ (5)5‬انظر المجموع شرح المهذب ج ‪.31/102‬‬

‫‪ (6)6‬انظر المجموع شرح المهذب ج ‪. 31/102‬‬

‫‪ (7)7‬انظر التأمين والبديل السلمي من العداد ‪ 20 -17‬مجلة البحوث السلمية الصادرة عن‬
‫الرئاسة العامة لدارة البحوث العلمية ‪.‬‬

‫‪ (8)8‬انظر المجموع شرح المهذب ‪ ،‬ج ‪.31/102‬‬

‫‪ (9)9‬حكم التامين في السلم عبد الله ناصح علوان ص ‪ 9‬دار السلم مصر ط ‪1416 4‬هـ‪.‬‬

‫‪ (10)10‬قرار مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رقم ‪ 5‬بتاريخ ‪1397 / 4 / 4‬‬
‫هـــ‪.‬‬

‫‪ (11)11‬أخرجه مسلم ‪ ،‬ج ‪ ،1153 /3‬برقم ‪.1513‬‬

‫‪ (12)12‬إسلم أون لين بتاريخ ‪2/9/2001‬م‪.‬‬

‫‪ (13)13‬حكم السلم في التامين عبد الله ناصح علوان ص ‪. 9‬‬

‫‪ (14)14‬انظر المجموع شرح المهذب ج ‪31/84‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ (15)15‬انظر القمار والميسر المسابقات والجوائز د‪/‬توفيق المصري ص ‪.58‬‬

‫انظر مباحث في القتصاد السلمي د‪ /‬محمد رواس قلعبي ص ‪.131‬‬ ‫‪(16)16‬‬

‫‪ (17)17‬قرار مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رقم ‪ 5‬بتاريخ ‪1397 / 4 / 4‬‬
‫هـــ‪.‬‬

‫‪ (18)18‬أخرجه أبو داوود ‪،‬ج ‪ ،3/34‬برقم ‪ ،2574‬وصححه اللباني في صحيح أبو داوود ج ‪،2/489‬‬
‫برقم ‪.2244‬‬

‫‪ (19)19‬انظر المجموع شرح المهذب ج ‪ 84 /31‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪ (20)20‬العقل ‪ :‬هو دفع التعويض المالي في جناية القتل الخطاء وهو ما يسمى بالدية‪.‬‬

‫‪ (21)21‬انظر المجموع شرح المهذب ج ‪. 84 /31‬‬

‫‪ (22)22‬انظر المجموع شرح المهذب ج ‪. 13/102‬‬

‫‪ (23)23‬قرار مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية رقم )‪ (51‬وتاريخ ‪/ 4 / 4‬‬
‫‪ 1397‬هـ‪.‬‬

‫‪ (24)24‬انظر المجموع شرح المهذب ج ‪.84 /31‬‬

‫‪13‬‬

Vous aimerez peut-être aussi