Vous êtes sur la page 1sur 1

‫‪Al- Quds‬‬ ‫‪21‬‬ ‫مقاالت دينية‬

‫‪Friday 14 May 2010‬‬ ‫اجلمعة ‪2010/5/14‬‬

‫املفكر د‪.‬محمد عمارة والتحرير اإلسالمي للمرأة‬


‫من فقه القرآن‬
‫مجالس األبرار ومجالس الفجّ ار‬
‫بقلم‪ :‬كمال بواطنة‬
‫سورة القصص‬
‫عشر أو تزيد ت��رث فيها امل��رأة أكثر من‬ ‫نسائية” بل “واجتماع نسائي” و”تنظيم‬ ‫غليظا” ‪ .‬وكيف أن ال��زوج��ة هي السكن‬ ‫يعد كتاب “التحرير اإلسالمي للمرأة”‬
‫ ‬
‫الرجل‪ ،‬وهناك حاالت ترث فيها املرأة وال‬ ‫نسائي” إل��ى غير ذل��ك م��ن املصطلحات‬ ‫والسكينة لزوجها‪ ،‬القائمة عالقتها به‬ ‫عالمة بارزة بني املؤلفات الكثيرة واملتنوعة‬
‫من الذين أوتوا اخلير الكثير بأن أوتوا احلكمة األحنف بن قيس الذي كان‬
‫يرث نظيرها من الرجال ‪.‬‬ ‫التي يطاردنا بها دعاة وأنصار احلركات‬ ‫على امل ��ودة وال��رح�م��ة‪ ،‬وأن األس ��رة تقوم‬ ‫للمفكر اإلسالمي د ‪ .‬محمد عمارة الذي‬
‫الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي‬
‫شديد ًا على نفسه؛ فأخذها بالتربية والتعليم واملجاهدة‪ ،‬فكان ال يقول إال خير ًا‪،‬‬ ‫خطيب املسجد األقصى املبارك‬
‫والنتيجة النهائية أن هناك أكثر من‬ ‫ال�ن�س��ائ�ي��ة ف��ي ع��ال��م ال� �ي ��وم‪ ،‬ف �ق��د ج��اء‬ ‫على االجتماع الشورى ال��ذي يربط بني‬ ‫يتصدى في هذا الكتاب لشبهات الغالة‬
‫وسلم‪ -‬فدعاهم‬ ‫رسول رسولِ الله‪ -‬صلى الله عليه ّ‬ ‫ُ‬ ‫قومه‬ ‫وال يدعو إال إلى خير‪ .‬جاء َ‬
‫ً‬ ‫قا وقد كان حاضر ًا‪ّ :‬‬ ‫معل ً‬ ‫إلى اإلسالم‪ ،‬فقال ّ‬
‫ثالثني حالة تأخذ فيها املرأة مثل الرجل‬ ‫اإلس�لام ث��ورة على العادات املوروثة التي‬ ‫كل أعضائها ‪.‬‬ ‫الذين ظلموا املرأة وحرموها من كثير من‬ ‫عضو «الهيئة االدارية» لهيئة العلماء والدعاة في فلسطني‬
‫حسنا»‬ ‫«إنه يدعو إلى خير‪ ،‬وما أسمع إال‬
‫اللهم اغفر‬ ‫وسلم‪ -‬فقال‪»:‬‬ ‫النبي‪ -‬صلى الله عليه ّ‬ ‫فنقل الرسول مقولته إلى‬
‫أو أكثر منه‪ ،‬أو ترث هي وال يرث نظيرها‬ ‫ظلمت امل��رأة وأه��درت حقوقها اإلنسانية‬ ‫كما حتدث القرآن عن التماثل بني الزوج‬ ‫حقوقها وأساؤوا إلى مكانتها وكرامتها حتت‬ ‫استاذ الفقه املقارن‪ /‬جامعة القدس‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من الرجال في مقابله أربع حاالت محددة‬ ‫واالجتماعية واالقتصادية والسياسية”‬ ‫وال��زوج��ة في احلقوق وال��واج�ب��ات “ولهن‬ ‫شعارات إسالمية مزيفة ‪.‬‬
‫عظيما‪ ،‬وكان يقول‪»:‬‬ ‫ً‬ ‫سر به سرور ًا‬ ‫النبي له ّ‬ ‫ّ‬ ‫بشر بدعاء‬ ‫فلما ّ‬ ‫لألحنف»(أحمد)‪ّ ،‬‬
‫ما شيء أرجى عندي من ذلك»‪.‬‬
‫ترث فيها املرأة نصف الرجل ‪.‬‬ ‫وي��رف��ض امل��ؤل��ف ح��رم��ان امل� ��رأة املسلمة‬ ‫مثل ال��ذي��ن عليهن ب��امل�ع��روف وللرجال‬ ‫ي��واج��ه مفكرنا الكبير بهذا الكتاب‬ ‫«احللقة الثالثة»‬
‫تواضعا‪ »:‬لست بحليم؛‬ ‫ً‬ ‫اشتهر األحنف بني الناس بحلمه‪ ،‬ولكنه كان يقول‬ ‫شهادة املرأة‬ ‫م��ن ح�ق��وق�ه��ا وال�ت�ع��ام��ل معها م��ن خ�لال‬ ‫عليهن درجة والله عزيز حكيم” ‪.‬‬ ‫القيم تيارين متناقضني‪:‬‬ ‫ومن الفوائد الفقهية والتربوية في سورة القصص ما سيأتي في املسائل اآلتية‪:‬‬
‫الشبهة الثانية التي تصدى د ‪ .‬عمارة‬ ‫عادات وتقاليد متوارثة ورفض اختالطها‬ ‫ف���االش� �ت���راك وامل � �ش� ��ارك� ��ة‪ ،‬واإلس� �ه���ام‬ ‫األول‪ :‬تيار التشدد والغلو الذي أغلق كل‬ ‫* املسألة االول��ى‪ :‬قوله تعالى (فالتقطه آل فرعون) فيه دالل��ة على مشروعية‬
‫ولكني أحتالم»‪ ،‬ويا لسعة حلمه وهو الذي قال عن نفسه‪ »:‬ما نازعني أحد إال أخذت‬ ‫ّ‬
‫للرد عليها هي الزعم بانتقاص اإلسالم من‬ ‫بالرجال حتت شعار “سد الذرائع” ويقول‪:‬‬ ‫وامل �س��اه �م��ة‪ ،‬وال�ت�ف��اع��ل وامل�ف��اع�ل��ة عامة‬ ‫أبواب الرحمة في وجوه النساء وحرمهن‬ ‫«اللقطة»‪ ،‬فآل فرعون التقطوا الصندوق ولم يعرفوا ان به بشر ًا وهو موسى عليه‬
‫أمري بأمور‪ :‬إن كان فوقي عرفت له قدره‪ ،‬وإن كان دوني رفعت قدري عنه‪ ،‬وإن كان‬
‫شأن املرأة حيث جعل شهادتها نصف شهادة‬ ‫“ملا كانت القاعدة الفقهية “سد الذرائع”‬ ‫وشاملة في كل ميادين احلياة األسرية‪،‬‬ ‫من كثير من حقوقهن وأش��اع بني الناس‬ ‫الصالة والسالم اال بعد ان فتحوه»‪.‬‬
‫لشدة أدبه وهو يناجي ّربه‪»:‬إن تغفر فأنت لذلك أهل‪،‬‬ ‫تفضلت عليه» ‪ ،‬ويا ّ‬ ‫مثلي ّ‬
‫الرجل‪ ،‬أي أن شهادة الرجل تعادل شهادة‬ ‫هي الباب ال��ذي تعالج في إط��اره قضية‬ ‫التي جتعل الرجل لباسا لزوجته والزوجة‬ ‫ص ��ورة مزيفة وم�ش��وه��ة مل��وق��ف اإلس�لام‬ ‫* املسألة الثانية‪ :‬واللقطة في لغة العرب‪« :‬ما وجد من غير طلب وال ارادة «وفي‬
‫بكل أقواله‬ ‫تعذب فأنا لذلك أهل»‪ ،‬وليس مبقدوري في مقالتي هذه أن أطوف ّ‬ ‫وإن ّ‬
‫امرأتني ووصف هذه الشبهة ب”الزائفة”‪،‬‬ ‫االختالط واالشتراك في العمل العام بني‬ ‫لباسا لزوجها‪ ،‬ولذلك كان األولى واألوجه‬ ‫من املرأة ‪.‬‬ ‫الشرع هي» املال الذي يوجد على االرض وال يعرف له مالك»‪.‬‬
‫ولكنني‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫عسال‪،‬‬ ‫وكلها تنطف‬ ‫فإنها كثيرة‪ ،‬وكلها فرائد عقد‪ّ ،‬‬ ‫ومواقفه وطرائفه؛ ّ‬
‫م��ؤك��دا أن اإلس�ل�ام ل��م ينتقص م��ن قدر‬ ‫النساء وال��رج��ال‪ ،‬فجدير باملالحظة أن‬ ‫في تفسير هذه “الدرجة” التي للرجال‬ ‫والثاني‪ :‬تيار التحلل من كل الثوابت‬ ‫* املسألة الثالثة‪ :‬وقوله تعالى (ليكون لهم عدو ًا وحزن ًا)‪ ،‬آخذ آل فرعون موسى ليكون‬
‫جنبوا‬ ‫أريد أن ألتقط فريدة من هذه الفرائد أجعلها محور ًا حلديثي‪ ،‬وهي قوله‪ّ »:‬‬
‫امل��رأة في الشهادة‪ ،‬وأن��ه ق��رر امل�س��اواة بني‬ ‫هذه القاعدة مثل كل القواعد في الفقه‬ ‫على النساء في املشاركات األس��ري��ة أنها‬ ‫الدينية التي تضمن للمرأة حياة آمنة‬ ‫لهم قرة عني‪ ،‬فكان عاقبة التقاطهم له ان كان لهم عدو ًا وحزن ًا‪ ،‬وعالقة هذا املعنى‪،‬‬
‫افا لفرجه وبطنه» ‪.‬‬ ‫وص ً‬ ‫مجالسنا ذكر النساء والطعام؛ ّإني أبغض الرجل يكون ّ‬
‫شهادة ال��ذك��ور واإلن��اث إال في “اإلشهاد”‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬البد من ضبط تطبيقاتها من‬ ‫درج��ة “القوامة” التي هي مع الطبيعة‬ ‫مستقرة في ظل االل�ت��زام بقيم اإلس�لام‬ ‫للمعنى الشرعي للقطة‪ ،‬ان امللتقط اللقطة ان اخذها ناوي ًا عدم ردها ألصحابها‪ ،‬أثم‬
‫ّإن من الباليا اليوم أن تهدر أوقات مجالسنا في احلديث عن الفرج والبطن‪،‬‬
‫الذي يقوم به صاحب الدين لالستيثاق‬ ‫االعتصام مبنهاج الوسطية اإلسالمية‬ ‫املميزة للرجولة جماع امل��ؤه��ل الفطري‬ ‫وأخ�لاق �ي��ات��ه‪ ،‬وه ��ذا ال�ت�ي��ار يتجسد في‬ ‫وأصبح ذلك في حقه حرام ًا‪ ،‬وعاقبة احلرام واالثم وان لم يتب منه االنسان هو احلزن‬
‫يتجنب الناس احلديث في هذين األمرين‬ ‫ّ‬ ‫وليس املقصود هنا من قول األحنف أن‬
‫من احلفاظ على دينه وليس عن الشهادة‬ ‫التي حتقق املقاصد اإلسالمية مع احلذر‬ ‫ل �ل �ق��وام��ة وال� �ق� �ي ��ادة ل �س �ف �ي �ن��ة األس� ��رة‬ ‫ن �ش��اط ك�ث�ي��ر م��ن اجل �م �ع �ي��ات ال�ن�س��وي��ة‬ ‫لعذاب الله الذي سيحل به‪ ،‬فيكون التقاطه للقطة في هذه احلالة عداوة ملصيره الذي‬
‫البتة؛ من أسف ّأن مجالسنا اليوم على كثرتها تكاد تخلو من غذاء العقل والروح‪،‬‬ ‫ّ‬
‫التي يعتمد عليها القاضي في حكمه بني‬ ‫من غلو اإلفراط والتفريط” ‪.‬‬ ‫ومجتمعها‪ ،‬وع�ن��دم��ا ت�ك��ون املماثلة في‬ ‫واالج �ت �م��اع �ي��ة واحل �ق��وق �ي��ة ال �ت��ي ول��ت‬ ‫سيؤول اليه من غضب الله تعالى وعذابه‪.‬‬
‫اخلاصة‬ ‫ّ‬ ‫العامة وحدها‪ ،‬بل مجالس‬ ‫ّ‬ ‫ومن املفيد والنافع‪ ،‬ولست أقصد مجالس‬
‫تتحدث في أمور الدنيا‪ ،‬أو مجالس منكرات ومعاص‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫أيضا؛ فهي ّإما مجالس‬ ‫ً‬ ‫املتنازعني ‪.‬‬ ‫مسألة امليراث‬ ‫امل�ش��ارك��ة ب��احل�ق��وق وال��واج �ب��ات وليست‬ ‫وجهها للغرب واستقت منه كل خططها‬ ‫*املسألة الرابعة‪ :‬ومسؤولية املسلم اذا التقط لقطة انه يجب عليه تعريفها اذا‬
‫وان�ت�ق��ل امل��ؤل��ف ب�ع��د ذل��ك ل �ل��رد على‬ ‫وان �ط�لاق��ا م��ن ق�ن��اع�ت��ه ب ��أن اس�ت�ق��رار‬ ‫بني األنوثة والذكورة‪ ،‬فإنها حتقق مساواة‬ ‫اإلصالحية لواقع املرأة في بالدنا العربية‬ ‫كانت ً‬
‫ماال متقوم ًا محترم ًا ذا قيمة‪ ،‬ملدة سنة‪ ،‬فإن جاء مالكها ردها اليه‪ ،‬وان لم يجيء‪،‬‬
‫مجالس فكاهة وك��ذب ونفاق‪ ،‬أو مجالس ال تراعي حرمة ش��يء؛ فتراها تخبط‬
‫من اتخذوا من قول رسول الله صلى الله‬ ‫الرؤية اإلسالمية ألهلية املرأة وتوضيح‬ ‫التكامل بني الذكر واألن�ث��ى على النحو‬ ‫واإلسالمية وانساقت وراء خطط وأفكار‬ ‫جاز له متلكها وتكون كسائر امواله‪ ،‬لقوله صلى الله عليه وسلم «فإن جاء صاحبها‬
‫يحل‪ ،‬من غير علم‪ ،‬أو ورع‪ ،‬أو مجالس يستحوذ‬ ‫ّ‬ ‫خبط عشواء فيما يحرم‪ ،‬وفيما‬
‫عليه وسلم “النساء ناقصات عقل ودين”‬ ‫مكانتها ف��ي املجتمع‪ ،‬وموقعها املهم من‬ ‫ال ��ذي ال يطمس ال�ت�م��اي��ز ال�ف�ط��ري بني‬ ‫وم� �ش ��روع ��ات مل �ن �ظ �م��ات غ��رب �ي��ة حتمل‬ ‫فأعطاها اياه‪ ،‬واال فهي لك)‪.‬‬
‫عليها ذكر البطون وال�ف��روج‪ ،‬وال تكاد تبرحه إلى شيء آخ��ر‪،‬أو مجالس تفضح‬
‫دل�ي�لا على إه ��دار ك��رام��ة امل ��رأة وي�ق��ول‪:‬‬ ‫امل �ش��ارك��ة ف��ي ال�ع�م��ل االج �ت �م��اع��ي ال�ع��ام‬ ‫الذكورة واألنوثة وال��ذي هو سر شوق كل‬ ‫مخالفات صريحة ملشروعنا ا حل�ض��اري‬ ‫* املسألة اخلامسة‪ :‬قوله تعالى (فوكزه موسى فقضى عليه) تربية ملسلم على‬
‫التندر على اخللق‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫الشخصية والزوجية‪ ،‬أو مجالس يكثر فيها‬ ‫ّ‬ ‫فيها األسرار‬
‫“املصدر احلقيقي لهذه الشبهة هو العادات‬ ‫يتطلب إزال ��ة ك��ل م��ا ي�ث��ار ح��ول موقف‬ ‫شق إل��ى الشق اآلخ��ر‪ ،‬والسبب األول في‬ ‫اإلسالمي الذي يستهدف االرتقاء باملرأة‬ ‫الصبر عند املنازعات واخلصومات‪ ،‬وكما ق��ال النبي صلى الله عليه وسلم (ليس‬
‫وتنفض وأصحابها مثقلون بالوزر‬ ‫ّ‬ ‫سيما ذوو العاهات‪ ...‬وتنعقد هذه املجالس‬
‫والتقاليد املوروثة والتي تنظر إلى املرأة‬ ‫اإلس�لام من امل��رأة من شبهات تصدى د ‪.‬‬ ‫سعادة كل نوع مبا يتميز به وميتاز عن‬ ‫وإعادة كل احلقوق الشرعية إليها لتعيش‬ ‫الشديد بالصرعة ولكن الشديد ال��ذي ميلك نفسه عند الغضب) فموسى عليه‬
‫غير مأجورين‪.‬‬
‫نظرة دونية‪ ،‬وهي عادات وتقاليد جاهلية‬ ‫عمارة للرد على الشبهات املتوارثة والتي‬ ‫النوع الثاني ‪.‬‬ ‫ف��ي أم���ان واس �ت �ق��رار وت��ش��ارك بفاعلية‬ ‫السالم اراد رفع الظلم عن االسرائيلي من القبطي الذي اعتدى عليه‪ ،‬فوكزه موسى‪،‬‬
‫اإلسالمي الذي‬ ‫ّ‬ ‫ويتمسك بالهدي‬ ‫ّ‬ ‫ّإن العاقل يربأ بنفسه عن هذه املجالس‪،‬‬
‫حرر اإلسالم املرأة منها‪ ،‬لكنها عادت إلى‬ ‫ش��اع��ت على ألسنة خ�ص��وم اإلس�ل�ام في‬ ‫أما الدائرة الثانية من دوائر االشتراك‬ ‫ف ��ي ن �ه �ض��ة ورق� ��ي وحت �ض��ر مجتمعاتها‬ ‫اي ضربه بيده في صدره‪ ،‬ال يريد قتله‪ ،‬فقتله‪ ،‬فاملسلم يحذر من استخدام يده عند‬
‫هدى الناس إلى خيري الدنيا واآلخرة‪ ،‬ومجالس األبرار في اإلسالم ّأول ما يراعى‬
‫احل �ي��اة اإلس�لام �ي��ة ف��ي ع�ص��ور ال�ت��راج��ع‬ ‫اخلارج واملخدوعني بهم في الداخل والتي‬ ‫وامل �ش��ارك��ة ب�ين ال��رج��ال وال �ن �س��اء وال�ت��ي‬ ‫اإلسالمية ‪.‬‬ ‫اخلصومة‪ ،‬ضرب ضربة تكون قاتلة‪ ،‬ويعقبها الندم واخلسارة‪ ،‬واستخدام اليد في فض‬
‫فيها اختيار اجللساء؛ ذلك ّأن اجلليس دواء أو داء ‪ ،‬هدى أو هوى‪ ،‬نار حترق أو نور‬
‫وسلم‪ -‬اجلليس الصالح بحامل املسك‪،‬‬ ‫النبي‪ -‬صلى الله عليه ّ‬ ‫مثل‬‫يهدي‪ ،...‬ولقد ّ‬ ‫احلضاري” ‪.‬‬ ‫يزعمون من خاللها انتقاص اإلسالم من‬ ‫أقرتها شريعة اإلس�لام فهي دائ��رة األمة‬ ‫املرأة والعمل العام‬ ‫اخلصومات من الشيطان واغوائه‪ ،‬واملسلم يعلم عداوة الشيطان‪ ،‬فيعمل على تصبير‬
‫ّ‬ ‫واملجتمع‪ ،‬حيث يؤكد املؤلف أن املشاركة‬
‫وجليس السوء بنافخ الكير»‬ ‫ويوضح د ‪ .‬عمارة أن احلديث يخاطب‬ ‫ق��در امل��رأة ومتييز الرجل عليها‪ ،‬حيث‬ ‫وأبرز مظاهر التحرير اإلسالمي للمرأة‬ ‫نفسه‪ ،‬ولهذا رجع موسى الى نفسه وقال عندما قتل القبطي «هذا من عمل الشيطان‪،‬‬
‫حالة خاصة م��ن النساء ويتحدث عن‬ ‫أوض��ح فلسفة اإلس�ل�ام ف��ي جعل ميراث‬ ‫ف��ي ال�ع�م��ل االج �ت �م��اع��ي ال �ع��ام ح��ق لكل‬ ‫التي يرصدها د ‪ .‬عمارة في كتابه تتمثل‬ ‫انه عدو مضل مبني)‪.‬‬
‫ولقد كان أولو النهى حريصني على مجالسة األخيار الذين ميلؤون العني هيبة‪،‬‬
‫واقعة محددة‪ ،‬وال يشرع شريعة دائمة‬ ‫ال��رج��ل ض�ع��ف م �ي��راث امل� ��رأة ف��ي بعض‬ ‫من الرجل وامل��رأة‪ ،‬وهذه املشاركة تندرج‬ ‫في احلرص على مشاركة املرأة في العمل‬ ‫* املسألة السادسة‪ :‬ومن سمات املسلم الصالح‪ ،‬املبادرة الى التوبة‪ ،‬واالنابة الى الله‬
‫طيب القول‪ ،‬وما يصدر من حسن‬ ‫وميألون القلب مهابة‪ ،‬مبا يخرج من أفواههم من ّ‬
‫وال عامة في مطلق النساء‪ ،‬فهو يتحدث‬ ‫األحوال فيقول‪“ :‬الذين يثيرون الشبهات‬ ‫حتت فريضة األمر باملعروف والنهي عن‬ ‫ال �ع��ام‪ ،‬فاملجتمع اإلس�لام��ي تتكون أمته‬ ‫تعالى‪ ،‬فور صدور الذنب او املعصية منه‪ ،‬ونتعلم هذا من موسى عليه الصالة والسالم‪،‬‬
‫ً‬
‫يوما‬ ‫صنيعهم‪ .‬يقول أبو الدرداء‪ -‬رضي الله عنه‪ »:-‬لوال ثالث ما أحببت العيش‬
‫عن “واقع” واحلديث عن الواقع القابل‬ ‫حول أهلية امل��رأة في اإلس�لام‪ ،‬متخذين‬ ‫املنكر التي تشمل ك��ل تكاليف وأحكام‬ ‫وجماعته من الذكور واإلن��اث وقد أرست‬ ‫حيث قال بعد موت القبطي خطأ بيده) رب اني ظلمت نفسي‪ ،‬فاغفر لي فغفر له‬
‫واحد ًا‪ :‬الظمأ لله في الهواجر‪ ،‬والسجود لله في جوف الليل‪ ،‬ومجالسة أقوام ينتقون‬
‫ل �ل �ت �ط��ور وال �ت �غ �ي �ي��ر ش � ��يء‪ ،‬وال �ت �ش��ري��ع‬ ‫من التمايز في امليراث سبيال إل��ى ذلك‬ ‫السياسة واالجتماع واالقتصاد واآلداب‬ ‫شريعة اإلسالم كل مبادئ وقواعد املساواة‬ ‫انه هو الغفور الرحيم)‪.‬‬
‫عدت محادثة الرجال العقالء من‬ ‫أطايب الكالم كما ينتقى أطايب الثمر»‪ ،‬ولقد ّ‬
‫“للثوابت” ع �ب��ادات وق�ي�م� ً�ا ومعامالت‬ ‫ال يفقهون أن توريث املرأة على النصف‬ ‫العامة ومنظومة القيم واألخالق والعادات‬ ‫بينهما ف��ي أص��ل اخللقة وف��ي التكرمي‬ ‫وك��ان ه��ذا الفعل‪ ،‬اي القتل اخلطأ من موسى عليه الصالة‪ ،‬والسالم على سبيل‬
‫متل‪ ،‬ومن طريف ما يروى ّأن املأمون قال للحسن بن سهل‪ »:‬نظرت‬ ‫اللذات التي ال ّ‬
‫شيء آخر ‪.‬‬ ‫من الرجال ليس موقفا عاما وال قاعدة‬ ‫واألعراف حيث شرع القرآن الكرمي ملبدأ‬ ‫وفي العمل العام واخلاص وفي التكاليف‬ ‫اخلطأ‪ ،‬وقبل النبوة‪.‬‬
‫كلها مملولة سوى سبع»‪ .‬قال‪ :‬وما هي يا أمير املؤمنني؟ قال‪:‬‬ ‫إلى اللذات فوجدتها ّ‬
‫والشبهة الرابعة التي تصدى د ‪ .‬عمارة‬ ‫مطردة في توريث اإلس�لام لكل الذكور‬ ‫االشتراك واملشاركة بني الرجال والنساء‪،‬‬ ‫الشرعية واألع�م��ال احلياتية وف��ق آداب‬ ‫* املسألة السابعة‪ :‬ويعطي موسى عليه الصالة والسالم‪ ،‬علماء املسلمني في كل عصر‬
‫الطيبة‪ ،‬والفراش‬ ‫«خبز احلنطة‪ ،‬وحلم الغنم‪ ،‬واملاء البارد‪ ،‬والثوب الناعم‪ ،‬والرائحة ّ‬
‫لتفنيدها ودحضها هي الزعم بأن اإلسالم‬ ‫ولكل اإلن��اث‪ ،‬والفقه احلقيقي لفلسفة‬ ‫في كل هذه امليادين االجتماعية عندما‬ ‫وأخالقيات حتفظ للمرأة كرامتها وتصون‬ ‫وجيل‪ ،‬درس ًا في الثبات على احلق والدين‪ ،‬وعدم االجنراف وراء نعيم الدنيا الزائل‬
‫كل شيء»‪ .‬قال احلسن‪ :‬فأين أنت يا أمير املؤمنني‬ ‫الوطيء‪ ،‬والنظر إلى احلسن من ّ‬
‫حرم املرأة من كل عمل قيادي استنادا إلى‬ ‫اإلسالم في امليراث تكشف عن أن التمايز‬ ‫ات َب ْع ُض ُه ْم َأ ْول َِياء‬ ‫ون َوالمْ ُ ْؤمِ َن ُ‬ ‫“والمْ ُ ْؤمِ ُن َ‬
‫قال‪َ :‬‬ ‫عفافها‪ ،‬حيث يؤكد املؤلف هنا على عدم‬ ‫مبظاهرة احلكام الظلمة او الكفرة بالوالء لهم او منافقتهم‪ ،‬فيقول (رب مبا انعمت علي‬
‫أوالهن «‪ ،‬ورحم الله من قال‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫من محادثة الرجال؟! قال‪ »:‬صدقت‪ ،‬وهي‬
‫نكرِ‬ ‫وف َو َي ْن َه ْو َن َعنِ المْ ُ َ‬
‫ون ِبالمْ َ ْع ُر ِ‬ ‫ض َي ْأ ُم ُر َ‬ ‫َب ْع ٍ‬
‫غيبا ومشهدا‬ ‫ً‬ ‫ألباء مأمونون‬ ‫منل حديثهم ّ‬ ‫لنا جلساء ال ّ‬ ‫قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما‬ ‫في أنصبة ال��وارث�ين وال��وارث��ات ال يرجع‬ ‫وج ��ود ن�ص��وص شرعية حت��رم امل ��رأة من‬ ‫علي من املعرفة واحلكم والتوحيد فلن اظاهر‬ ‫فلن اكون ظهير ًا للمجرمني)‪ ،‬اي مبا انعمت ّ‬
‫أفلح قوم ول��وا أمرهم امرأة” حيث شرح‬ ‫إلى معيار الذكورة واألن��وث��ة‪ ،‬وإمن��ا لهذه‬ ‫ون‬ ‫يع َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ط‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫اة‬ ‫َ‬
‫الزك‬ ‫ون‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ؤ‬ ‫ي‬‫َُ‬ ‫و‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫َ‬
‫الصال‬ ‫ون‬‫َ‬ ‫َو ُيقِ ُ‬
‫يم‬ ‫املشاركة في كل نشاط حياتي من شأنه‬ ‫املجرمني مبصاحبة فرعون واالنتظام في جملة اتباعه‪ ،‬وتكثير سواده‪ ،‬وهكذا يكون‬
‫مسددا‬‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وعقال وتأديبا ورأيا‬ ‫ً‬ ‫يفيدوننا من علمهم علم من مضى‬
‫معنى احلديث ومناسبته وأوضح خالفات‬ ‫الفلسفة اإلسالمية ف��ي التوريث حكم‬ ‫اللهُ ِإن ّ‬
‫الل َه‬ ‫ولهُ ُأ ْو َلئِ َك َس َي ْر َح ُم ُه ُم ّ‬ ‫الل َه َو َر ُس َ‬‫ّ‬ ‫أن يضيف إليها منفعة مادية أو معنوية‬ ‫العالم الرباني‪ ،‬مبا انعم الله عليه من املعرفة والتوحيد‪ ،‬ال ينافق جبار ًا وال يواليه‪.‬‬
‫لسانا وال يدا‬ ‫ً‬ ‫بال فتنة تخشى وال سوء عشرة وال نتقي منهم‬
‫الفقهاء وما اتفقوا عليه قدميا وحديثا‬ ‫إلهية وم�ق��اص��د رب��ان�ي��ة ق��د خفيت عن‬ ‫يم” ‪.‬‬ ‫َ ٌ‬ ‫كِ‬ ‫ح‬ ‫يزٌ‬ ‫زِ‬ ‫َع‬ ‫هي في حاجة إليها‪ ،‬أو يسهم بأي قدر في‬ ‫* املسألة الثامنة‪ :‬وكل حاكم ينكر وجود الله تعالى‪ ،‬ويكفر به سبحانه فقد حكم‬
‫مجلسا لم يذكروا الله‪ -‬تعالى‪ -‬فيه‪ ،‬ولم‬ ‫ً‬ ‫جاء في احلديث‪ »:‬ما جلس قوم‬
‫ّ‬
‫نبيهم إال كان عليهم ترة( أي خسارة)‪ ،‬فإن شاء عذبهم‪ ،‬وإن شاء غفر‬ ‫يصلوا على ّ‬ ‫ّ‬ ‫في والية املرأة القضاء ورئاسة الدولة وهي‬ ‫الذين جعلوا التفاوت بني الذكور واإلناث‬ ‫نهضة نسائية مبكرة‬ ‫رق��ي املجتمع وتقدمه أو حل مشكلة من‬ ‫عليه ب��االج��رام‪ ،‬فلن اك��ون ظهير ًا للمجرمني ومعلوم ان املجرم غير احلاكم‪ ،‬يسفك‬
‫بني‪ ،‬إذا أتيت مجلس‬ ‫كلها تؤكد املساواة التي جاء بها اإلسالم ‪.‬‬ ‫في بعض مسائل امليراث وحاالته شبهة‬ ‫وي��ؤك��د امل��ؤل��ف أن النهضة النسائية‬ ‫مشكالته ‪.‬‬ ‫الدماء وال يراعي لها حرمة‪ ،‬ويعتدي على االعراض واالم��وال‪ ،‬فكيف اذا كان املجرم‬
‫لهم»(صحيح اجلامع)‪ ،‬ولقد قرأنا في وصايا لقمان البنه» يا ّ‬
‫ثم اجلس‪ ،‬فإن أفاضوا في ذكر الله فأجل سهمك مع‬ ‫قوم فارمهم بسهم اإلسالم‪ّ ،‬‬
‫أم��ا الشبهة اخل��ام �س��ة ال �ت��ي استغلها‬ ‫على ك�م��ال أهلية املرأة” وب�ع��د أن شرح‬ ‫امل�ب�ك��رة ال�ت��ي شهدها املجتمع اإلنساني‬ ‫ويوضح املؤلف أن الهدي القرآني حتدث‬ ‫حاكم ًا كافر ًا‪ ،‬فان تلك اجلرائم تسهل عليه‪ ،‬وال يتحرك له ضمير بارتكابها! وهذا واقع‬
‫سهامهم‪ ،‬وإن أفاضوا في غيره فخلهم وانهض»(الكامل للمبردج‪ 1‬ص‪.)138:‬‬ ‫خصوم اإلس�لام في الطعن فيه والزعم‬ ‫أس �ب��اب ال �ت �ف��اوت ب�ين أن�ص�ب��ة ال��وارث�ين‬ ‫ف��ي ص��در اإلس�ل�ام وال�ت��ي وضعت القيود‬ ‫عن دائرتني من دوائر املشاركة املجتمعية‬ ‫تعيشه البشرية اليوم‪ ،‬فال حرمة حلقوق االنسان‪ ،‬وبخاصة االنسان املسلم الذي يريد‬
‫السنة‬ ‫ّ‬ ‫ومبا ّأن املجالس قد يحدث فيها ما يخالف الشرع من غير قصد فمن‬ ‫بتمييز الرجل على املرأة والتي تصدى د‬ ‫والوارثات في فلسفة امليراث اإلسالمي أكد‬ ‫واألغ �ل��ال ع��ن امل � ��رأة‪ ،‬ال� ��ذي ص�ن�ع�ه��ا هو‬ ‫بني الذكور واإلناث‪:‬‬ ‫للفضيلة ان تبقى‪ ،‬للرذيلة ان تفنى‪.‬‬
‫وسلم‪ -‬إذا‬ ‫النبي‪ -‬صلى الله عليه ّ‬ ‫أن يختم املجلس بكفارة املجلس‪ ،‬فقد كان‬ ‫‪ .‬عمارة لتفنيدها والرد عليها فهي قوامة‬ ‫أن االستقراء املوضوعي حلاالت ومسائل‬ ‫اإلسالم بقيمه وأحكامه وتعاليمه وآدابه‬ ‫األول� ��ى‪ :‬ه��ي دائ���رة األس� ��رة‪ ،‬ال�ت��ي هي‬ ‫* املسألة التاسعة‪ :‬واملسلم قد يكون شجاع ًا‪ ،‬وهذا هو األصل‪ ،‬وقد يخاف ويكون‬
‫ّ‬
‫أراد أن يقوم من املجلس قال‪ »:‬سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬أشهد أن ال إله إال أنت‪،‬‬ ‫الرجل على املرأة حيث شرح معنى القوامة‬ ‫امليراث يكشف لنا‪ :‬أن هناك أربع حاالت‬ ‫وأخ�لاق�ي��ات��ه وم��ا ج��اء ب��ه م��ن تشريعات‬ ‫اللبنة األولى في بناء األمة‪ ،‬واخللية التي‬ ‫جبان ًا‪ ،‬وهذا ال يتنافى مع املعرفة بالله تعالى‪ ،‬ومع التوكل عليه سبحانه‪ ،‬فهما صفتان‬
‫كفارة ملا يكون في املجلس»(أبو‬ ‫أستغفرك‪ ،‬وأتوب إليك»‪ ،‬فسئل عن ذلك فقال‪ّ »:‬‬ ‫التي يريدها اإلس�لام‪ ،‬وأكد أنها ال تعني‬ ‫فقط ترث فيها املرأة نصف الرجل‪ ،‬وهناك‬ ‫عادلة تقرر املساواة بني الرجال والنساء‪،‬‬ ‫يبدأ بها املجتمع اإلنساني‪ ،‬وتبدأ العالقة‬ ‫يخلق عليهما االنسان‪ ،‬اي انسان كان‪ ،‬واخلوف في حق االنبياء غير اجلنب‪ ،‬فاالنبياء‬
‫داود‪ ،‬وصححه األلباني)‬ ‫التسلط والقهر والسيطرة وإهدار احلقوق‬ ‫ح��االت أضعاف ه��ذه احل��االت ت��رث فيها‬ ‫ويقول‪“ :‬ال يحسنب أحد أن هذه النهضة‬ ‫بامليثاق الغليظ بني الزوجني “وقد أفضى‬ ‫يخافون ولكن ال يجبنون‪ ،‬وعلى املسلم االقتداء باالنبياء واملرسلني فال يجنب وان‬
‫اإلسالمية األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪،‬‬ ‫أهم ما يراعى في املجالس‬ ‫ّ‬ ‫كما يتوهم البعض ‪.‬‬ ‫امل��رأة مثل الرجل متاما‪ ،‬وهناك حاالت‬ ‫قد حتققت دون “جهاد نسائي” و”حركة‬ ‫بعضكم إلى بعض وأخ��ذن منكم ميثاقا‬ ‫اعتراه اخلوف في حالة من احلاالت‪ ،‬وقد وصف الله عز وجل في اآلية موسى باخلوف‬
‫ّ‬ ‫ولعل ّ‬

‫الدعوة بالتفاعل ال باالنعزال‬


‫هذه الفضيلة التي تكاد تنمحي من مجالسنا‪ .‬وكم ستكون املجالس ذات جدوى‬ ‫والترقب‪ ،‬فقال (فأصبح في املدينة خائف ًا يترقب) اي يلتفت من اخلوف‪ ،‬ويترقب‬
‫تأصلت فيها فضيلة األمر باملعروف والنهي عن املنكر!!ولقد ُح ّدثت عن امرأة‬ ‫لو ّ‬ ‫الطلب‪ ،‬وما يتحدث به الناس‪.‬‬
‫كنا جنتمع‪ ،‬نحن اجلارات‪ ،‬بعد انتهائنا من أداء واجباتنا‬ ‫من هذا الطراز قالت‪ّ :‬‬ ‫*املسألة العاشرة‪ :‬وفي قوله تعالى (يترقب) والتي من معانيها‪ :‬انتظار ما يتحدث‬
‫ً‬
‫وأحيانا‬ ‫البيتية في منزل إحدانا‪ ،‬فنتجاذب أطراف احلديث‪ ،‬ونشرب القهوة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫به الناس) حث املسلم على التيقظ‪ ،‬ومتابعة ما يجري حوله من احداث تتعلق به‬
‫نستغل‬‫ّ‬ ‫وفكرت في نفسي‪ ،‬وقلت‪ :‬ولم ال‬ ‫جتر إلينا اآلثام‪ّ ،...‬‬ ‫وباملسلمني جميع ًا‪ ،‬لكي يظل متأهب ًا ملواجهة ما يدور من حوله‪ ،‬وما يحاك ضده من‬
‫مييل الكالم بنا ميلة ّ‬
‫نفعا؟! فاقترحت أن نبدأ حفظ القرآن‪ ،‬ونتدارسه؟!‬ ‫ً‬ ‫وقتنا هذا فيما هو أجدى‬ ‫مؤامرات‪.‬‬
‫استحسانا من اجلميع‪ ،‬وأعددنا خطة بأن نحفظ صفحة‪ ،‬ونعرف‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ولقيت الفكرة‬ ‫عنادهم وايذائهم له باللسان او باليد‬ ‫نتيجة ل �ظ��روف ال�ق�ه��ر االب �ت �ع��اد عن‬ ‫ك��ان��ت ال��دع��وة ال��ى ال�ل��ه تعالى في‬ ‫* املسألة احلادية عشرة‪ :‬االنسان اجلبار في االرض هو الذي يقتل نفسني بغير‬
‫امليسرة‪ ،‬وال نبرح الصفحة إلى التي تليها قبل‬ ‫تفسير اآليات من كتب التفسير ّ‬
‫وجدي سماعنه‪ /‬نابلس‬ ‫ولم يشعر النبي عليه الصالة والسالم ال‬ ‫الناس بل كانوا في حالة تفاعل كاملة‬ ‫ع�ه��د ال��رس��ول عليه ال �ص�لاة وال �س�لام‬ ‫حق‪ ،‬فحني ظن االسرائيلي ان موسى سيقتله حني استنصره في اليوم الثاني قال له‬
‫عدة‬ ‫أن حتفظها جميع األخوات‪ ،‬وهكذا كان؛ فنحن اليوم‪ -‬بفضل الله‪ -‬نحفظ ّ‬ ‫في الفترة املكية وال في الفترة املدينة‬ ‫مع البيئة احمليطة بهم والكون ومن هنا‬ ‫والصحابة رضوان الله عليهم بالقدوة‬ ‫(أتريد ان تقتلني كما قتلت نفس ًا باالمس ان تريد اال ان تكون جبار ًا في االرض وما‬
‫بالتي هي أحسن وينظر للناس نظرة‬
‫أجزاء‪ ،‬وما كان هذا ليحدث لو بقيت مجالسنا على ما كانت عليه من لغو احلديث‪.‬‬ ‫وال حتى قبل نبوته بالغربة عن املجتمع‬ ‫برزت قوة الدعوة في عهد الرسول عليه‬ ‫والعمل الصالح وااليجابية والتفاعل مع‬ ‫تريد ان تكون من املصلحني)‪ .‬فكم في االرض من جبار غير مصلح‪ ،‬لفساد عقيدته‪،‬‬
‫الرحمة ال ن�ظ��رة الغربة وك��ان ص��دره‬ ‫وخلو قلبه من االميان‪.‬‬
‫فمنا من يعود في هذا‬ ‫كل يوم نبرح املسجد‪ّ ،‬‬ ‫كنا بعد صالة املغرب من ّ‬ ‫وحدث آخر‪ّ :‬‬ ‫بل استمر في نشر الدعوة الى الله عز‬ ‫السالم وصحابته قال تعالى‪( :‬يبتغون‬ ‫املجتمع ولم تكن باالنعزال عنهم رغم‬
‫ً‬
‫متفائال مبا عند الله‬ ‫ً‬
‫متسعا للجميع‬ ‫نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫ومنا من ميضي وقته‬ ‫الوقت القصير إلى البيت‪ ،‬من غير أن يجني فائدة تذكر‪ّ ،‬‬ ‫وج��ل وم�لاق��اة الناس واي�ص��ال الدعوة‬ ‫فضال من الله ورض��وان��ا) (الفتح‪)٢٩:‬‬ ‫ً‬ ‫القهر واملعاناة التي مروا بها ولم يقرروا‬
‫م��ن اخل �ي��ر وال��رح �م��ة ال �ت��ي وس �ع��ت كل‬
‫ومنا من يجلس إلى الطرقات‪ ،...‬فاقترح أحدنا أن جنلس في‬ ‫في لهو احلديث‪ّ ،‬‬ ‫االس�لام�ي��ة لهم رغ��م الصعوبات التي‬ ‫االم ��ر ال ��ذي س��اه��م ف��ي ت�ع��زي��ز رواب ��ط‬

‫مراتب االميان بالقضاء والقدر‬


‫وجل‪ -‬وسنة رسوله‪ -‬صلى الله عليه ّ‬ ‫عز ّ‬ ‫املسجد؛ نتذاكر كتاب الله‪ّ -‬‬ ‫شيء وال يضيق ما وسعه الله عز وجل‬
‫وسلم‪ -‬ونقرأ‬ ‫واجهته من املعاندين‪ .‬والرسول عليه‬ ‫احمل�ب��ة ب�ين املسلمني‪ ،‬ول��و ان ال��رس��ول‬
‫الكتب النافعة‪...‬فشرح الله صدورنا لهذا األمر‪.‬‬ ‫وال ُيغلق ابواب الله عز وجل املفتوحة‬
‫الصالة والسالم حذر فقال‪( :‬كل املسلم‬ ‫عليه الصالة والسالم والصحابة رضي‬
‫زمانا كان الناس فيه حريصني على أوقاتهم أكثر من حرصنا على‬ ‫ً‬ ‫فرحم الله‬ ‫على مصراعيها للتائبني‪ ،‬وكان الرسول‬
‫على املسلم حرام دمه وماله وعرضه)‪،‬‬ ‫الله تعالى عنهم قرروا ان ينعزلوا عن‬
‫دنانيرنا ودراهمنا‪ ،‬ورحم الله زمانا كان الرجل إذا لقي من هو فوقه في العلم فهو‬ ‫ً‬ ‫عليه ال�س�لام يدعو املسلمني الفشاء‬
‫وقال‪( :‬سباب املسلم فسوق وقتاله كفر)‪.‬‬ ‫املجتمع نتيجة للظروف الصعبة التي‬ ‫وقوم‪ :‬فصلوا فقال ابن القيم رحمه‬ ‫االمي��ان بالقضاء وال��ق��در يتضمن‬
‫علمه وتواضع له‪،‬‬ ‫وتعلم منه‪ ،‬وإذا لقي من هو دونه في العلم ّ‬ ‫يوم غنيمته‪ ،‬وسأله ّ‬ ‫السالم بينهم النتشار احملبة‪ ،‬ويبني ان‬
‫ً‬
‫وإذا لقي من هو مثله في العلم ذاكره ودارسه‪ ،‬ورحم الله زمانا كان للمؤمن أربع‬ ‫تبسمك في وجه اخيك املسلم صدقة‪،‬‬
‫والله تعالى يقول‪( :‬وال تقولوا ملن ألقى‬ ‫عانوا منها ملا جنحت الدعوة والنتهت‬ ‫احمد داود عياش‬ ‫الله تعالى‪:‬‬ ‫اربع مراتب‪:‬‬
‫مؤمنا تبتغون عرض‬ ‫ً‬ ‫اليكم السالم لست‬ ‫في مكة املكرمة‪.‬‬ ‫والناس مختلفون في القلم الذي‬ ‫املرتبة االولى‪ :‬االميان بأن الله علم‬
‫بر‪ ،‬فعسانا‬ ‫تفكر‪ ،‬ونظره اعتبار‪ ،‬وعمله ّ‬ ‫عالمات‪ ،‬يعرف بها‪ :‬كالمه ذكر‪ ،‬وصمته ّ‬ ‫وق ��ال عليه ال �س�لام‪(:‬اح��ب ل�ل�ن��اس ما‬
‫احلياة الدنيا) (النساء‪ ،)٩٤ :‬ونزلت‬ ‫وبني الرسول عليه الصالة والسالم‬ ‫ال��ق��در م��أخ��وذة م��ن ال��ك��ت��اب��ة العامة‬ ‫كتب القضاء به من الديان‬ ‫ما كان وما يكون بعلمه االزلي الذي هو‬
‫نغدو على هذه احلال‪.‬‬ ‫حت��ب ل�ن�ف�س��ك ت �ك��ن م��ؤم �ن� ً�ا) ‪( ،‬رواه‬
‫هذه اآلية في احد الصحابة وكان في‬ ‫للصحابة رضي الله عنهم ان‪( :‬املسلم‬ ‫ف���ي ال���ل���وح احمل���ف���وظ ف�ل�ا ت��ن��اف��ي وال‬ ‫ه��ل ك��ان قبل ال��ع��رش او ه��و بعده‬ ‫موصوف به ازال وابدا‪.‬‬
‫اح�م��د)‪ .‬وك��ان الغريب بالنسبة ألهل‬
‫راعيا لألغنام فألقى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫رجال‬ ‫سرية ولقي‬ ‫الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم‬ ‫تعارض بني االدلة‪ ،‬ويدل على هاتني‬ ‫قوالن عند ابي القال الهمذاني‬ ‫فما من ش��يء اال ويعلمه الله جل‬

‫اتقوا النار ولو بشق مترة‬


‫مكة الدعوة التي جاء بها محمد عليه‬
‫ال��راع��ي ال �س�لام ع�ل��ى ال�ص�ح��اب��ي فظن‬ ‫خير من املسلم الذي ال يخالط الناس‬ ‫الدرجتني العلم والكتابة قوله تعالى‬ ‫واحل����ق ان ال��ع��رش ق��ب��ل الن���ه قبل‬ ‫وع�ل�ا‪ ،‬يعلم م��ا ك���ان وم���ا ي��ك��ون‪ ،‬ق��ال‬
‫ال�س�لام ال محمد ًا عليه ال�س�لام النهم‬
‫ان��ه ط��رح عليه السالم متعوذ ًا فقتله‬ ‫وال يصبر على اذاهم)‪( .‬رواه الترمذي)‪،‬‬ ‫‪«:‬ما اصاب من مصيبة في االرض وال‬ ‫الكتابة كان ذا اركان‬ ‫تعالى ‪«:‬وما تسقط من ورقة اال يعلمها‬
‫كانوا يعبدون االصنام فجاء بالوحدانية‬
‫فبلغ االم��ر للنبي عليه السالم فقال‬ ‫وفيما بعد استندت فئة من املسلمني‬ ‫في انفسكم اال في كتاب من قبل ان‬ ‫وك��ت��اب��ة ال��ق��ل��م ال��ش��ري��ف تعقبت‬ ‫وال حبة في ظلمات االرض وال رطب‬
‫ ‬ ‫املطلقة لله عز وجل‪.‬‬ ‫ايجاده من غير فصل زمان‬ ‫وال يابس اال في كتاب مبني»‪ .‬االنعام‬
‫له الرسول‪ :‬هال كشفت عن قلبه وقال‬ ‫لبعض االح��ادي��ث ال�ت��ي فهموها بناء‬ ‫نبرأها» احلديد ‪ -٢٢ -‬ونبرأها مبعنى‬
‫محمود حافظ اسماعيل‬ ‫وتفاعل الرسول عليه الصالة والسالم‬
‫نوجدها ونخلقها فدل على ان كل ما‬ ‫ف��ال��ك��ت��اب��ة م��ق��ارن��ة ل��وج��ود القلم‬ ‫‪.-٥٩-‬‬
‫له‪ :‬أقتلته وقد قال ال اله اال الله‪ ،‬وأنكر‬ ‫ع�ل��ى م��ا ي��واف��ق مصاحلهم ف��ي تبربر‬
‫م��ع املجتمع احمل�ي��ط ب��ه ان�ع�ك��س على‬ ‫يجري م��ن املصائب ان��ه مكتوب في‬ ‫حينما خلقه الله فقال له‪«:‬اكتب»‬ ‫وق��ال تعالى ‪ «:‬ما يكون من جنوى‬
‫عليه هذا األمر انكار ًا شديد ًا‪.‬‬ ‫انعزالهم عن املجتمع املسلم او غربتهم‬
‫ان الصدقة باب من اعظم ابواب اخلير وشكر املولى عز وجل‪ .‬حيث يقول‬ ‫صحابته رضوان علله عليهم كما اشرنا‬ ‫اللوح احملفوظ‪.‬‬ ‫واما من حيث الوجود فالعرش اسبق‪.‬‬ ‫ث�لاث��ة اال ه��و راب��ع��ه��م وال خمسة اال‬
‫سبحانه وتعالى‪«:‬امنا الصدقات للفقراء واملساكني والعاملني عليها واملؤلفة‬ ‫وح ��دي ��ث ال���رس���ول ع �ل �ي��ه ال �ص�لاة‬ ‫عنه كحديث الرسول صلى الله عليه‬
‫واستطاع الصحابة خالل سنوات قليلة‬ ‫امل��رت��ب��ة ال��ث��ال��ث��ة‪ :‬م��رت��ب��ة املشيئة‬ ‫وهذا هو القول الصحيح لقوله صلى‬ ‫ه��و س��ادس��ه��م وال ادن����ى م��ن ذل���ك وال‬
‫قلوبهم وفي الرقاب والغارمني وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله‬ ‫وال �س�لام ع��ن دور املسلم املتفاعل مع‬ ‫وس �ل��م ال���ذي ق ��ال ف �ي��ه‪( :‬ب���دأ االس�ل�ام‬
‫ان يوصلوا الدعوة الى اماكن كثيرة وأمم‬ ‫واالرادة‪ ،‬فكل شيء يقع فهو مبشيئة‬ ‫الله عليه وسلم ‪«:‬ان الله قدر مقادير‬ ‫اك��ث��ر اال ه���و م��ع��ه��م اي���ن م���ا ك���ان���وا»‪.‬‬
‫والله عليم حكيم»‪ .‬صدق الله العظيم‪.‬‬ ‫املجتمع وعدم االنعزال عنه يلغي قضية‬ ‫غ��ري�ب� ً�ا وس ��وف ي �ع��ود غ��ري�ب� ً�ا فطوبى‬
‫متعددة ودي��ان��ات متنوعة وحضارات‬ ‫ال��ل��ه وارادت�������ه ف�ل�ا ي��ك��ون ف���ي ملكه‬ ‫اخل�ل�ائ���ق ق��ب��ل ان ي��خ��ل��ق ال��س��م��اوات‬ ‫امل��ج��ادل��ة ‪ -٧ -‬ف��ه��و ي��ع��ل��م م���ا ي��ك��ون‬
‫وللصدقة عموما فضل كبير‪ ،‬ال يصل اليه غيرها‪ ،‬حتى روى عمر ‪ -‬رضي الله‬ ‫غريبا ع��ن مجتمعه‬ ‫ً‬ ‫ان ي�ك��ون املسلم‬ ‫للغرباء) (رواه مسلم)‪ .‬واختلفوا في‬
‫مختلفة بل وأصبحت هذه األمم نفسها‬ ‫سبحانه وتعالى ما ال يشاؤه وال يريده‪.‬‬ ‫واالرض بخمسني ال��ف سنة‪ ،‬وعرشه‬ ‫بني الناس من الكالم والنجوى فيما‬
‫عنه ‪ -‬ذكر لي «ان االعمال تباهي فتقول الصدقة انا افضلكم»‪.‬‬ ‫ً‬
‫غريبا‬ ‫املسلم ألنك انت كمسلم قد تكون‬ ‫ت�ع��ري��ف ال �غ��رب��اء وك��ل ي��دع��ي ان��ه هو‬ ‫ع��ل��ى امل����اء» ق��دره��ا ق��ب��ل ال��ك��ت��اب��ة ثم‬ ‫بينهم وهو سبحانه ‪«:‬يعلم ما يسرون‬
‫حاملة للدين وناشرة له وبهذا التفاعل‬ ‫كما في قوله تعالى ‪«:‬فعال ملا يريد»‬
‫والصدقة تطفىء غضب الله‪ ،‬ومتحو اخلطيئة‪ ،‬وهي وقاية من النار‪ ،‬ويكون‬ ‫بالنسبة لألجنبي الختالف العادات‬ ‫الغريب‪ ،‬ويشكل هذا احلديث بالنسبة‬ ‫كتبها فالكتابة مقارنة» لوجود القلم‬ ‫وما يعلنون» وقال تعالى ‪«:‬والله عليم‬
‫وال �ت �م��ازج وال �ت �ك��ام��ل وال �ت �ن��اغ��م وص��ل‬ ‫وقوله تعالى ‪«:‬ان الله يفعل ما يشاء»‬
‫املسلم في ظل صدقته يوم القيامة‪ ،‬باالضافة الى كونها دواء لالمراض البدنية‬ ‫والتقاليد والتنشئة او اختالف الدين‬ ‫لهم بداية النظرة للمجتمع املسلم على‬ ‫ووجود القلم متأخر عن وجود العرش‪،‬‬ ‫بذات الصدور» فعلم الله شامل ملا كان‬
‫االس�لام الى اماكن عديدة في العالم‪.‬‬ ‫فكل شيء يحدث قد شاءه الله واراده‬
‫والقلبية‪ ،‬وهي ترفع البالء‪.‬‬ ‫أم��ا ان ت�ك��ون غ��ري�ب� ً�ا ف��ي ظ��ل املجتمع‬ ‫ان��ه غريب النهم ال ي��رون الصالح في‬ ‫والعرش اسبق‪ .‬وقد يسأل سائل فيقول‬ ‫وم��ا ي��ك��ون وم��ا ل��م يكن ل��و ك��ان كيف‬
‫فالذين نشروا االسالم في بالد السند‬ ‫واوجده بعدما علمه وكتبه في اللوح‬
‫والصدقة اجلارية من افضل انواع الصدقة‪ ،‬وهي ما تبقى بعد موت العبد‪،‬‬ ‫املسلم فهذا امر ال بد من الوقوف عنده‬ ‫املجتمع كما يظنون او الن املجتمع ال‬ ‫‪ :‬اليس الله يأمر امللك املوكل باالجنة‬ ‫يكون‪ ،‬كله داخل في علم الله ‪ -‬جال‬
‫والهند وافريقيا وأوروبا‪ ..‬وغيرها ليسوا‬ ‫احملفوظ‪.‬‬
‫ويستمر اجرها عليه‪ .‬لقول املصطفى صلى الله عليه وسلم‪« :‬اذا مات ابن‬ ‫فالدين اكبر من الفرقة او اجلماعة او‬ ‫يسير بناء على معتقداتهم وافكارهم‬ ‫ان ي��ك��ت��ب ال����رزق واالج����ل وال��ش��ق��اوة‬ ‫وع�ل�ا ‪ -‬ال��ش��ام��ل احمل��ي��ط ب��ك��ل ش��يء‬
‫غريبا بل حملوا‬‫ً‬ ‫غرباء ولم يحملوا فكر ًا‬ ‫املرتبة الرابعة‪ -:‬اخللق وااليجاد‬
‫آدم انقطع عمله اال من ثالث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬او علم ينتفع به‪ ،‬او ولد صالح‬ ‫فيمك انت كمسلم‪ ،‬الدين هو مظلة لكل‬ ‫االمر الذي يؤدي الى تفكيك املجتمع‬ ‫وال��س��ع��ادة كما ق��ال النبي صلى الله‬ ‫باملاضي واحلاضر واملستقبل‪.‬‬
‫قريبا من االنسانية وفطرة االنسان‬ ‫ً‬ ‫فكر ًا‬ ‫قال تعالى ‪«:‬الله خالق كل شيء وهو‬
‫يدعو له»‪.‬‬ ‫مهتد او محب للهداية ونور لالنسان في‬ ‫واضعاف نسيجه‪ ،‬ومن املجتمع األسرة‪،‬‬ ‫عليه وسلم ‪«:‬ان احدكم يجمع خلقه‬ ‫املرتبة الثانية ‪ -:‬ان تؤمن وتعتقد‬
‫وعقله فهم أص�ح��اب القبلة ال��واح��دة‬ ‫ع��ل��ى ك��ل ش���يء وك��ي��ل» وق����ال تعالى‬
‫اعمال الصدقة اجلارية تتلخص فيما يلي‪:‬‬ ‫دنياه وآخرته‪.‬‬ ‫مما يساهم في نشر أفكار الغاء األخر‬ ‫في بطن امه‪ :‬اربعني يوما‪ ،‬ثم يكون‬ ‫ان الله كتب ف��ي ال��ل��وح احمل��ف��وظ كل‬
‫والدين الواحد والرسول الواحد واآلله‬ ‫‪«:‬والله خلقكم وما تعملون» وكما في‬
‫‪-١‬املشاركة في بناء امل��دارس وجتهيزها باالجهزة وال�ل��وازم لتعليم ابنائنا‬ ‫ولو ان الرسول عليه الصالة والسالم‬ ‫واالن �ع��زال والهجرة حتى ع��ن املجتمع‬ ‫علقة مثل ذلك‪ ،‬ثم يكون مضغة مثل‬ ‫ش��يء‪ .‬واللوح احملفوظ‪ :‬ل��وح مخلوق‪،‬‬
‫قوله تعالى ‪«:‬من قبل ان نبرأها» اي‬
‫وبناتنا‪.‬‬ ‫الواحد األحد‪.‬‬ ‫ذل���ك‪ ،‬ث��م ي��رس��ل امل��ل��ك فينفخ فيه‬ ‫ال يعلم كيفيته وسعته اال الله ‪ -‬جل‬
‫ف �ه��م احل ��دي ��ث ع �ل��ى ان���ه غ��ري��ب عن‬ ‫املسلم‪.‬‬ ‫نخلقها ونوجدها فدلت ه��ذه االي��ة‬
‫‪٢٠‬االنفاق على نشر العلم وتوزيع املصاحف وبناء البيوت البن السبيل ومن‬ ‫فاذا كان الله عز وجل قد طالب املؤمن‬ ‫الناس ملا استمر في الدعوة وال نطوى‬ ‫ال���روح وي��ؤم��ر بأربعة كلمات‪ :‬يكتب‬ ‫وعال ‪ -‬فهو عنده سبحانه وتعالى نؤمن‬
‫وينشأ هؤالء ويترعرعون على حالة‬ ‫على مرتبة الكتابة ومرتبة اخللق‬
‫في حكمه كاليتيم واالرملة‪.‬‬ ‫بالنظر وال�ف�ك��ر وال�ت�ف��اع��ل م��ع الكون‬ ‫رزقه‪ ،‬واجله‪ ،‬وعمله وشقي او سعيد»‬ ‫به ونؤمن بالكتابة‪.‬‬
‫على نفسه عن املجتمع‪ ،‬بل الرسول من‬ ‫االغ �ت��راب ويظلون حبيسي افكارهم‬ ‫واالي��ج��اد ومرتبة املشيئة واالرادة‪.‬‬
‫‪-٣‬بناء املساجد لقوله صلى الله عليه وسلم‪« :‬من بنى لله مسجدا يبتغي‬ ‫(ال�ش�م��س وال�ق�م��ر وال�ن�ج��وم وال�ك��واك��ب‬ ‫اخرجه الشيخان‪.‬‬ ‫وف��ي احل��دي��ث ‪«:‬اول م��ا خلق الله‬
‫قريش وهو ابن مكة املكرمة وابن ابرز‬ ‫الغربية والبعيدة عن الفهم الصحيح‬ ‫فهذه ارب��ع م��رات��ب ال ب��د م��ن االمي��ان‬
‫به وجه الله بنى الله له بيتا في اجلنة»‪.‬‬ ‫والسماء واالرض والليل والنهار‪( )..‬وكل‬ ‫اجل������واب‪ :‬ه����ذه ال��ك��ت��اب��ة تفصيل‬ ‫تبارك وتعالى ‪ -‬القلم ثم قال له اكتب‪،‬‬
‫عائالتها وم �ع��روف ف��ي نسبه وأمانته‬ ‫للدين االس�لام��ي وف��ي بعض األح�ي��ان‬ ‫بها‪:‬‬
‫‪-٤‬اطعام الطعام‪ ،‬فان النبي صلى الله عليه وسلم ملا سئل‪:‬اي االسالم خير؟‬ ‫في فلك يسبحون) (يس‪ )٤٠ :‬فحري‬ ‫للكتابة السابقة وه��ي م��أخ��وذة من‬ ‫قال وما اكتب؟ قال‪ :‬اكتب ما يكون وما‬
‫وصدقه وهذا قبل االسالم‪.‬‬ ‫تفرض عليهم حالة الغربة الغاء اآلخر‬ ‫االولى‪ :‬مرتبة العلم‬
‫قال‪« :‬اطعام الطعام‪ ،‬وتقرأ السالم على من عرفت‪ ،‬ومن لم تعرف»‪.‬‬ ‫ال��ك��ت��اب��ة ال��س��اب��ق��ة ال��ت��ي ف���ي ال��ل��وح‬ ‫هو كائن الى ان تقوم الساعة» اخرجه‬
‫باملسلم ان يتفاعل مع شركائه البشر‬ ‫والرسول عليه الصالة والسالم كان‬ ‫امل��وح��د واخ��راج��ه م��ن امل�ل��ة الن اآلخ��ر‬ ‫الثانية‪ :‬مرتبة الكتابة في اللوح‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫احملفوظ‪ .‬وجاء ايضا في ليلة القدر‬ ‫ال��ت��رم��ذي واب����و داود ف��ج��رى مب��ا هو‬
‫‪-٥‬مداواة املرضى وتقدمي االدوات واالدوية الالزمة لهم‪.‬‬ ‫خصوصا‪،‬‬ ‫عموما واملسلمني‬ ‫في الكون‬ ‫ف��ي ال�ف�ت��رات كلها (اجلاهلية واملكية‬ ‫ب��ال�ن�س�ب��ة ل��ه غ��ري��ب او ق��د ي �ظ��ن ان‬ ‫احملفوظ‬ ‫ان ال��ل��ه ي��ق��در م��ا ي��ج��ري ف��ي السنة‬ ‫كائن الى يوم القيامة‪ .‬وفي احلديث‬
‫‪-٦‬سقي امل��اء وتوفيره ملن يحتاجه لقوله صلى الله عليه وسلم‪« :‬افضل‬ ‫والله عز وجل حاور في القرآن الكرمي‬ ‫ايجابيا ف�ع� ً‬‫ً‬
‫�اال في‬ ‫وامل��دن�ي��ة) عنصر ًا‬ ‫املجتمع جاهلي وهو ال يزال في العهد‬ ‫الثالثة‪ :‬مرتبة املشيئة واالرادة‬ ‫من حياة او موت‪ ،‬او جدب او خصب‪،‬‬ ‫الشريف ‪«:‬كتب الله مقادير اخلالئق‬
‫الصدقة سقي املاء» ومن افضل انواع الصدقة صدقة الليل‪ :‬لقول زين العابدين‬ ‫املالئكة واالنبياء والرسل وأه��ل اجلنة‬ ‫ً‬ ‫عند وقوع الشيء‬
‫�اء ال‬
‫ً‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫�ان‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫معه‬ ‫ومتفاعال‬ ‫املجتمع‬ ‫امللكي للرسول عليه الصالة والسالم او‬ ‫او رخ��ص االس��ع��ار او غ�لاء االس��ع��ار او‬ ‫ق��ب��ل ان ي��خ��ل��ق ال���س���م���اوات واالرض‬
‫بن علي رضي الله عنه‪« :‬صدقة الليل تطفىء غضب الرب‪.‬وتنير القلب والقبر‪،‬‬ ‫وأه ��ل ال �ن��ار وح �ت��ى اب�ل�ي��س وغ�ي��ره��م‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ال����راب����ع����ة‪ :‬م���رت���ب���ة خ���ل���ق ال���ش���يء‬
‫هداما وك��ان فكره فكر رحمة للجميع‬ ‫قد يطلقون على من ال يوافق افكارهم‬ ‫احلروب وغير ذلك‪ ،‬هذا كله في ليلة‬ ‫بخمسني الف سنة وعرشه على املاء»‬
‫وتكشف عن العبد ظلمه يوم القيامة»‪.‬‬ ‫ولذلك على املسلم ان يكون كالزيتونة‬ ‫وايجاده‪.‬‬
‫املسلم وغ�ي��ر املسلم ق��ال ت�ع��ال��ى‪( :‬وم��ا‬ ‫انه مستغرب‪.‬‬ ‫القدر ولذلك سميت بليلة القدر النه‬ ‫اخرجه مسلم‪ .‬والسؤال ايهما اسبق‪:‬‬
‫ومن أفضل االوقات لهذه الصدقات ان يكون الناس في شدة وفي حاجة ماسة‬ ‫ال شرقية وال غربية يؤتي أكله كل حني‬ ‫ه���ذه م��رات��ب ال��ق��ض��اء وال��ق��در من‬
‫ارسلناك اال رحمة للعاملني) (االنبياء‪:‬‬ ‫وهم بذلك يخالفون نهج النبي عليه‬ ‫يقدر فيها ما يجري في السنة‪-:‬‬ ‫العرش ام القلم؟‬
‫وفقر كما قال الله سبحانه‪« :‬فال اقتحم العقبة‪ ،‬وما ادراك ما العقبة‪ ،‬فك رقبة‬ ‫وان يكون كالشجرة التي أصلها ثابت‬ ‫ج��ح��د واح����دة منها ل��م ي��ك��ن مؤمنا‬
‫‪ .)١٠٧‬وك���ان دائ� �م � ً�ا داع� �ي � ً�ا باحلكمة‬ ‫الصالة والسالم الذي خالط الناس في‬ ‫‪«-‬ف���ي���ه���ا ي���ف���رق ك���ل ام����ر ح��ك��ي��م»‬ ‫قال قوم‪ :‬العرش اسبق من القلم‬
‫او اطعام في يوم ذي مسغبة (املسغبة‪ :‬احلاجة املاسة والفقر)‪.‬‬ ‫بالقضاء والقدر‪.‬‬
‫وفرعها في السماء‪.‬‬ ‫واملوعظة احلسنة وي�ج��ادل املعاندين‬ ‫امل��رح �ل��ة امل�ك�ي��ة وامل��دن �ي��ة وص �ب��ر على‬ ‫واجلواب عن ذلك ان الكتابة في ليلة‬ ‫وقال قوم‪ :‬القلم اسبق من العرش‬

Vous aimerez peut-être aussi