Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
مقدمة الفصل:
إن األهمية البالغة التي تكتسبها مراقبة التسيير داخل المؤسسة تكمن في تحقيق األهداف المرجوة و ذلك
عن طري$$ق ض$$مان ق$$درة التحكم و التس$$يير $في المس$$ار الص$$حيح م$$ع تق$$ديم النص$$ائح و اإلرش$$ادات الالزم$$ة و
الكافية لتجنب االنحرافات السلبية التي تعيق تحقيق تلك األهداف وعليه سنتطرق في هذا الفص$$ل إلى ماهي$$ة
مراقب$$ة التس$$يير وتطوره$$ا الت$$اريخي $ثم مكان$$ة م$$راقب التس$$يير $و مراقب$$ة التس$$يير في المؤسس$$ة م$$ع األدوات
المستعملة فيها و الذي قسمناه إلى ثالث مباحث .
المبحث األول :ماهية مراقبة التسيير $وتطورها التاريخي
المبحث الثاني :مكانة مراقب التسيير و مراقبة التسيير $في المؤسسة.
المبحث الثالث :أدوات مراقبة التسيير
1
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
المراقبة :إن مع$$نى المراقب$$ة على مس$$توى $االقتص$$اد $الج$$زئي هي "البحث ،المقارن$$ة ،الحراس$$ة،
التقدير والتحكم في أدوات التسيير"(.)1
التس يير :حيث ُع$$رف بأن$$ه "تل$$ك العملي$$ة ال$$تي من خالله$$ا نخط$$ط وننظم $ون$$دير ون$$راقب م$$وارد$
المؤسسة من أجل تحقيق األهداف المسطرة"(.)2
حيث يش $$كل التس $$يير عملي $$ة دائري $$ة (من المنظ $$ور $الح $$ركي) فل $$و اعتبرن $$ا أن العملي $$ة تب $$دأ بتحدي $$د
األه$$$داف أي التخطي$$$ط فإن$$$ه ال يج$$$وز أن نعتبره$$$ا تنتهي عن$$$د الرقاب $$ة فالرقاب $$ة الب $$د أن تكش$$$ف عن وج$$$ود$
انحراف$$ $ات وتص$$ $حيح $ه$$ $ذه االنحراف$$ $ات $الب$$ $د أن يتطلب إج$$ $راء تع$$ $ديالت جذري$$ $ة أو طفيف$$ $ة على السياس$$ $ات
واإلجراءات وغيرها من الخطط بمعنى أن الرقابة تعود $من جديد إلى التخطيط.
الشكل رقم ( : )1التسيير $عملية دائرية مستمرة
تخطيـط
رقابـة تنظيـم
توجيـه
المصدر :محمد رفيق $الطيب :مدخل للتسيير :أساسيات ،وظائف $تقنيات ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،1995 ،الجزء األول ،ص .05
(()1
HAMADOUCHE MALIKA Contrôle de gestion d'un entreprise publique économique, Mémoire de Magister,
.L'ESC, Algérie, 2000, P 09
عثمان إحدادن :مدى مالئمة مراقبة التسيري لقطاع الربيد واملواصالت ،مذكرة ماجستري ،املدرسة العليا للتجارة ،اجلزائر ،1994 ،ص .06 ()2()2
()1()1
.MICHEL GERVAIS : "Contrôle de Gestion", économie, France, 1997, 6eme édition, P 13
2
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
التعريف الثاني" :مراقبة التسيير هي جملة من النشاطات $والوسائل $والعملي$ات ال$تي ت$$زود المؤسس$ة بأه$$داف
طويلة األجل وكذلك $ضمان تحقيقها بصفة مستمرة"(.)2
التعريف الثالث " :إن مراقب$$ة التس$$يير هي التأك$$د من أن النت$$ائج المحقق$$ة تط$$ابق $وتواف$$ق تل$$ك المرس$$ومة من
قب$$ل واالنحراف$$ات $عن ه$$ذه النت$$ائج المرس$$ومة يتم اكتش$$افها $فتتخ$$ذ في الح$$ال اإلج$$راءات الالزم$$ة لتص$$حيحها
وفي الشكل الذي يضمن عودة األنظمة إلى السير في الطريق المخطط $لها وبالتالي تحقيق األهداف"(.)3
التعريف الرابع " :الرقابة هي عملية تسييرية تعتني بتقويم $إنجازات المؤسسة باستعمال $مع$$ايير مح$$ددة س$$لفا
وباتخ $$اذ الق $$رارات التص $$حيحية بن $$اءا على نتيج $$ة التق $$ويم وهي ش $$ديدة االرتب $$اط بالتخطي $ط $هي تهي $$أ التغذي $$ة
العكسية الالزمة لتعديل الخطط من غير تأخير على ضوء النتائج المحققة"(.)1
التعريف الخامس" :مراقبة التسيير هي مجموعة من التقنيات الكمية والكيفية التي يمكن اس$تعمالها $إلعط$اء
المساعدة للمسؤول $عن التسيير من أجل تحقيق األهداف"(.)2
التعريف السادس" :نس$تطيع $تعري$$ف مراقب$$ة التس$$يير على أنه$ا طريق$ة تس$$مح باتخ$$اذ الق$$رار قب$ل وأثن$$اء وبع$د$
النش $$اط ،إذن ه $$و نظ $$ام ش $$امل للمعلوم $$ات الداخلي $$ة للمؤسس $$ة من خالل $$ه تس $$تطيع اإلدارة المركزي $$ة ت $$ركيب
وترجمة مجموع المعطيات لمختلف النشاطات والوظائف الموجودة بالمؤسسة"(.)3
التعريف السابع" :مراقبة التس$يير عب$ارة عن مجم$وع الهيئ$ات المكلف$ة بتزوي$د $الم$دراء ومختل$ف $المس$ؤولين
بمعطيات رقمي$ة مؤقت$ة تص$ف س$ير المؤسس$ة ومقارنته$ا م$ع المعطي$ات الماض$ية والمتوقع$ة وتحث الم$ديرين
بالقيام باإلجراءات التصحيحية المناسبة بسرعة"(.)4
وفي األخير نستطيع حوصلة هذه التعاريف في تعريف شامل والذي $يتمثل في أن "مراقب$$ة التس$$يير
هي العملي $$ة ال $$تي تس $$مح لن $$ا من خالله $$ا التأك $$د من اس $$تعمال الم $$وارد المالي $$ة والبش $$رية للمؤسس $$ة اس $$تعماال
عقالنيا وفعاال وكذلك تدارك االنحرافات غير مسموح بها من أجل تحقي$$ق أه$داف المؤسس$ة وذل$$ك باس$$تخدام
مختلف التقنيات والوسائل الكمية والكيفية".
الفرع الثاني :التطور التاريخي لمراقبة التسيير :
إن بلوغ مراقبة التسيير هذه الدرجة من التطور باستخدامها $مختل$$ف التقني$$ات الكمي$$ة والكيفي$$ة لم
تكن صدفة وليس باألمر السهل وإ نما مرت على عدة أش$كال ابت$داءاً بالمراقب$ة المحاس$بية ح$تى وص$ولها إلى
ما تعرف به حاليا باعتبارها عملية شاملة لمختلف جوانب المؤسسة.
()2()2
.GARMILIS ALI : "le contrôle de gestion eu action", les édition d'organisation, 1988, P15
حممد Fعبد الفتاح ياغي " :مبادئ اإلدارة العامة" ،مطبعة الفرزدق بالرياض ،السعودية ،1994 ،ص .309 ()3()3
حممد Fرفيق الطيب " :مدخل للتسيري" F،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،1995 ،اجلزء الثاين ،ص .248 ()1()1
شويح حممد" : Fحماضرات يف مقياس مراقبة التسيري" F،كلية Fالعلوم االقتصادية وعلوم التسيري ،جامعة البليدة.2003 ، ()2()2
()3()3
CHAABNIA FATEN : "la mise eu place d'une structure de contrôle de gestion dans une entreprise de srrvice",
mémoire de fin d'étude en vue de l'obtention du diplôme de post gradation spécialisée en banque, L'ESC, Algérie,
.2001, P 02
()4()4
.DRIGITTE DORIATH : "contrôle de gestion", France, édition DUNOD, 1999, P01
3
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
فحسب «" » KHEMAKHEM فإن ميالد مراقبة التسيير $ك$$ان س$نة 1939بالمعه$$د األم$$ريكي
بفرنسا أي في فترة ما بين الحربين العالميتين وكانت تستعمل بمفهوم خ$$اطئ حيث اعت$$برت كس$$الح لتحقي$$ق
النمو والمردودية (أداة عقابية) كما ارتبط $مفهومها بمراقب$ة الميزاني$ات فق$ط أي ك$ان دوره$ا $يتماث$ل م$ع دور
الخب $$ير المحاس $$بي في حين أن مراقب $$ة الميزاني $$ة هي أداة من أدوات مراقب $$ة التس $$يير وبع $$د الح $$رب العالمي $$ة
الثاني$$ة تط$$ورت $مراقب$$ة التس$$يير $وأص$$بحت تهتم بك$$ل ج$$وانب المؤسس$$ة من تموي$$ل وإ نت$$اج وتوظي$ف $وتس$$ويق
(1
ولها صلة مباشرة مع المسيرين إذ تمدهم بكل المعلومات الض$رورية التخ$اذ الق$رارات الالزم$ة والمالئم$ة"
).
بينم$$ $ا نج$$ $د «" » THEITART من جانب$$ $ه تع$$ $رض للتط$$ $ور الت$$ $اريخي $لمراقب$$ $ة التس$$ $يير وقس $ $م$
: ()2
تطوره إلى مرحلتين"
-1مرحلة المدرسة الكالسيكية :والتي قادها كل من "تايلور" َو "فايول" والتي ترى أن المراقبة
تعتمد أساسا على تقسيم المه$ام إلى أجزائه$ا األساس$ية وتحدي$د الط$رق العلمي$ة للعم$ل وه$ذا م$ا يس$مح بمقارن$ة
النتائج المحققة مع المعايير المحددة.
-2المرحلة الثانية :وهي ترتب$$ط بظه$$ور $مفهومه$$ا « » CYBERNETIQUE ال$$ذي ع$$رف
بأن$$ه علم االتص$$ال والمراقب$$ة داخ$$ل األنظم$$ة وتتك$$ون ه$$ذه األنظم$$ة من ثالث$$ة عناص$$ر أساس$$ية كم$$ا يوض$$حها
الشكل (:)I،2
الم دخالت » INPUTS « :وتتمث$$ل في عناص$$ر المحي$$ط ال$$تي ت$$ؤثر على النظ$$ام وتع$$رف
بمتغيرات المدخالت.
المخرج ات » OUTPUTS « :وهي تل$$ك العناص $ر $ال $$تي ي$$ؤثر به$$ا النظ $$ام على المحي$$ط
الخارجي وتعرف بالنتائج.
التحوي ل :وتتمث$$ $ل في تحوي$$ $ل الم$$ $دخالت عن طري$$ $ق مزجه$$ $ا بالعناص $ $ر $الداخلي$$ $ة للنظ$$ $ام
وتحويلها $إلى المخرجات.
املدخـالت
التحـويل
املخرجـات
()1()1
.ABD ELATIF KHEMAKHEM : "Introduction an contrôle de gestion", Paris, France, 1971, P09
عثمان احدادن ،مرجع سابق ذكره ،1994 ،ص .07 ()2()2
4
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
من خالل هذا المخطط نستنتج أن أهداف مراقبة التسيير $تنحصر $أساسا في هدفين :
أهداف عامة :والتي تساعد في عملية اتخاذ القرار بالنسبة للمسيرين. -1
أهداف متفرعة :تس$$اعد على معالج$$ة المعلوم$$ات التخاذه$ا $كقاع$$دة في اتخ$$اذ الق$$رارات والتخطي$ط$ -2
ووضع القرارات والتنظيم ،التنسيق ،المراقبة والمراجعة.
الفرع الرابع :أنواع مراقبة التسيير
يمكن تص$$نيف مراقب$$ة التس$$يير حس$$ب "مع$$ايير $مختلف$$ة منه$$ا :ال$$زمن ،التنظيم ،المص$$در ،الش$$مولية،
: ()1
وسوف $نتطرق $إلى أنواع المراقبة حسب كل معيار"$
من حيث الزمن :إن وظيفة الرقابة تتطلب قي$اس األداء الفعلي س$واء قب$ل التنفي$ذ أو أثن$اء التنفي$ذ أو -1
بعد التنفيذ ،ونجد :
أ -المراقب ة الس ابقة (القبلي ة) :من خالل التس $$ $مية نس $$ $تنتج أن ه $$ $ذا الن $$ $وع من الرقاب $$ $ة يتعل $$ $ق
بالمستقبل ،ويعتم$د $ه$$ذا الن$$وع من المراقب$$ة على التأك$$د من ت$وفر متطلب$$ات إنج$$از العم$$ل قب$$ل الب$دء في التنفي$$ذ
أي مراقب$$ة وقائي$$ة حيث تقل$$ل من ش$$دة االنحراف$$ات $بين النت$$ائج المتوقع$$ة و (التقديري$$ة) والنت$$ائج الفعلي$$ة ،كم$$ا
تس$$اعد في مواجه$$ة المش$$اكل المس$$تقبلية ال$$تي تعرق$$ل العم$$ل وتعت$$بر ه$$ذه المراقب$$ة تنبيئي$$ة ألنه$$ا ترتك$$ز على
التنب$$$ؤ بالمش$$$اكل المتوقع$$$ة ال$$$تي تح$$$دث مس$$$تقبال من أج$$$ل تحدي $$د اإلج $$راءات واالس $$تعدادات لمواجه$$$ة ه$$$ذه
المشاكل.
ب -المراقبة أثناء اإلنجاز (اآلنية) :ه$$ذا الن$$وع من المراقب$$ة يعت$$بر مراقب$$ة إص$$الحية أو عالجي$$ة
أثن$$اء عملي$$ة اإلنج$$از أي أن$$ه يتم تص$$حيح األخط$$اء واالنحراف$$ات إذا ح$$دثت أثن$$اء تنفي$$ذ العم$$ل والتأك$$د من ان$$ه
سيتم إنجازه بالمواصفات المطلوبة وهذا النوع من الرقابة له كذلك تأثير في تفادي وقوع االنحرافات.
ج -الرقاب ة الالحق ة (البعدي ة) :تتم ه$$$ذه المراقب $$ة على ش $$كل دورات ع $$ادة م $$ا تك$$$ون أس $$بوعيا أو
شهريا أو أي$ام مح$ددة ل$ذلك توض$ع ب$رامج دوري$ة للمراقب$ة ويتم تنفي$ذها مس$بقا واله$دف $منه$ا ه$و وق$ائي $أك$ثر
منه عالجي من االنحرافات وسلبيتها ويتم هذا النوع من المراقبة بعد إنجاز النشاط.
()1()1
فؤاد الشيخ سالم -زياد رمضان " :المفاهيم اإلدارية الحديثة" ،مركز الكتب األردني ،الطبعة ،1990 ،05ص .244
6
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
من حيث التنظيم :وحسب هذا المعيار هناك ثالثة أنواع للمراقبة هي : -2
أ -المراقبة المفاجئة :تتم ه$$ذه الرقاب$$ة بش$$كل مف$$اجئ وب$$دون إن$$ذار مس$$بق وه$$ذا من أج$$ل اكتش$$اف
األخط$$اء واالنح$$راف $والتمكن من تق$$ييم األف$$راد $ويتم ذل$$ك بج$$والت تفتيش$$ية لمعرف$$ة م$$دى انض$$باطهم $وم$$دى
تسيير أعمالهم وفق $الخطة المسطرة.
ب -المراقبة الدورية :تتم هذه المراقبة على شكل دوران عادة ما تكون أس$بوعية أو شهريـة وذل$ك
بوضع برامج المراقبة الدورية التي يتم تنفيذها مسبقا والهدف منها هو وقائي أكثر منه عالجي.
ج -المراقبة المستمرة :تكون عبر طوال أيام السنة أي دائمة وليست على فترات متقطعة وذلك
لمتابع$$ة عملي$$ات التنفي$$ذ باس$$تمرار $والقي$$ام بعملي$$ة التق$$ييم ال$$دائم لألداء وه$$ذا باس$$تخدام س$$جالت ال$$دوام اليومي$$ة
لمراقبة االنضباط $في العمل.
: ()1
-3من حيث المصدر " :حسب هذا المعيار $هناك نوعان من مراقبة التسيير هما"
أ -المراقب ة الداخلي ة :ويقص$$د به$$ا المراقب$$ة الذاتي$$ة « » AUTOCONTROLE أي تتم
داخ$$$ل المؤسس$$$ة على جمي$$$ع األنش$$$طة والمه$$$ام والغ$$$رض منه $$ا ه $$و ض $$بط األعم $$ال الجاري$$$ة في المؤسس$$$ة
للوصول إلى األهداف المرسومة وتقوم بها وحدة إدارية مختصة في مراقبة التس$$يير ويه$$دف $ه$$ذا الن$$وع من
المراقبة أساسا إلى :
مراجعة مخطط المؤسسة الداخلي.
مراجعة سياسة القيادة واستراتيجياتها $المتبعة في النشاط .
تقييم محيط المؤسسة من الجانب االجتماعي واالقتصادي.
تقدير حصة المؤسسة في السوق.
تقدير احتياجات الزبائن وتصنيفيهم.
ب -المراقبة الخارجية :ه$$ذه المراقب$$ة تق$$وم به$$ا جه$$ات متخصص$$ة ومس$$تقلة عن المؤسس$$ة تك$$ون
تبعيتها غالبا لجهاز الدول كمراقبة مجلس المحاسبة للعمليات المالية على الدوائر الحكومية ،ومراقبة مدققي
الحسابات لميزانيات المؤسسات.
-4من حيث شموليتها :تنقسم مراقبة التسيير حسب هذا المعيار إلى ثالثة أنواع :
أ-المراقبة على مستوى األفراد :تقوم هذه المراقبة بالتركيز على أداء األفراد ألعمالهم والتعرف
على س $$لوك األف $$راد أثن $$اء العم $$ل وه $$ذا باس $$تخدام ع $$دة مؤش $$رات منه $$ا :الكف $$اءة ،اإلنتاجي $$ة ،مع $$دل الغي $$اب
والتأخر . ...
ب-المراقبة على األنشطة الوظيفية :وتش$$مل ك$$ل وظ$$ائف وأنش$$طة المؤسس$$ة مث$$ل :التس$$ويق ،التموي$$ل،
اإلنتاج وإ دارة الموارد $البشرية ،وتقوم بقياس أداء كل منها بمؤشرات.
()1()1
.Hamadouche .M, 2000, P 15,16
7
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
ج-المراقب ة على األداء الكلي للمؤسس ة :من خالله$$ $ $ا يمكن تق$$ $ $ييم األداء الكلي للمؤسس$$ $ $ة خالل ف$$ $ $ترة
زمني$$$ة معين$$$ة وه$$$ذا عن طري$$ق $مع$$$ايير $ومؤش$$$رات $تس$$$تخدم $في ه $$ذا الخص $$وص منه $$ا مع$$$دل الربحي$$$ة،
الحص$$ة الس$$وقية للمؤسس$$ة ،مع$$دل اإلنتاجي$$ة وإ لى غ$$ير ذل$$ك من المؤش$$رات وه$$ذا من أج$$ل معرف$$ة م$$دى
كفاءتها في تحقيق األهداف المسطرة.
-5من حيث طريقة المراقبة" :حسب هذا المعيار هناك نوعين من المراقبة:1
أ -الرقاب ة عن طري ق الحلق ة المغلق ة :هي عب$$ $ارة عن مخط$$ $ط للرقاب$$ $ة ق$$ $ائم على أس$$ $اس المالحظ$$ $ة
المباش $$رة لحال $$ة المع $$ايير ثم المقارن $$ة بين ه $$ذه المالحظ $$ة (اإلنج $$از) ،إذن هي عب $$ارة عن خط $$وات للتحدي $$د
المباشر لالنحرافات $بين اإلنجازات واألهداف.
وفيما يلي المخطط المنطقي للمراقبة بالحلقة المغلقة «: » feed back
ب -الرقابة بطريقة الح واجز « : » contrôle par alerte هي عب$$ارة عن رقاب$$ة قائم$$ة على
أس$$اس اس$$تعمال المعلوم$$ات المتحص$$ل عليه$$ا من النظ$$ام $المِ $
$راقب ولكن ال تعطي مباش$$رة المعلوم$$ات ح$$ول ُ
المعايير ،وفيما $يلي المخطط المنطقي للرقابة بالحواجز.
الفعال ومعايير قياس الفعالية : الفرع الخامس :خصائص نظام المراقبة ّ
قب$$ $ل التط$$ $رق لخص$$ $ائص نظ$$ $ام المراقب$$ $ة الفع$$ $ال يجب علين$$ $ا أن نع$$ $رف مفه$$ $وم الفعالي$$ $ة حيث أن
االهتم$$ام المتزاي$$د بفعالي$$ة المنظم$$ات يعت$$بر $ج$$وهر عملي$$ة التس$$يير $ومظه $ر $من مظ$$اهر المنافس$$ة س$$واء على
المس$$توى المحلي أو ال$$دولي ويط$$رح $ه$$ذا االهتم$$ام بش$$كل مس$$تمر نظ$$را لزي$$اد وعي المس$$يرين بس$$بب الزي$$ادة
الش$$ $ديدة في المنافس$$ $ة الدولي$$ $ة والص$$ $راع $من أج$$ $ل البق$$ $اء ،ويع$$ $رف" « » GERVAIS الفعالي$$ $ة على أنه$$ $ا
مقارن$$ $ة النت$$ $ائج باأله$$ $داف المح$$ $ددة أو بعب$$ $ارة أخ$$ $رى مقارن$$ $ة الم$$ $دخالت « » INPUTS م$$ $ع المخرج$$ $ات
«.)1(" » OUTPUTS
وفيما يلي نتطرق إلى "معايير $قياس الفعاليـة" :
: ()1
معايير قياس الفعالية " :نذكر $من بينها أربعة معايير وهي" -1
أ -مقياس الكفاية اإلنتاجية :نعني بتحقيق الكفاية بالعقالنية والرشادة في كل األنش$$طة أي تحقي$$ق
أك $$بر ق $$در من ال $$ربح بأق $$ل ق $$در $من التك $$اليف وق $$د اهتم رواد االقتص $$اد $لبل $$وغ ه $$ذه الغاي $$ة ب $$الحوافز $المادي $$ة
وأسلوب اإلشراف المباشر مع اعتبار اإلنسان كسول ال يمكن تحسين أداءه إال بهذين األسلوبين ومع تطور
طرق اإلنتاج وجدوا $أن الفرد يزيد أداءه عند تنظيم العمل ،كما عمد مفكرون آخ$$رون إلى تحس$$ين اتجاه$$ات
نحو العمل وإ دخال أساليب تحفيز جديدة في بيئة العمل واحتواء الصراع داخل التنظيم وزرع فك$رة الحري$$ة
في العم$ل م$ع الترك$يز $الق$وي على دور $القائ$د حيث عرف$وا الفعاليـة بأنه$ا الم$دى ال$ذي ينج$ز ب$ه القائـد المه$ام
الموكلة إليه من خالل الجماعـة التي يقودها.
ب -مقياس ما ُينجز من األهداف :مع ظهور $اإلدارة باألهداف كنمط جديد للتسيير ظهر مؤشر$
للفعالي$$ة وه$$و م$$دى م$$ا ينج$$ز من األه$$داف أي أن ع$$دد الوح$$دات المنج$$زة وم$$دى $جودته$$ا يع$$د مقياس$$ا جي$$دا
للفعالي$ة ،ولكن إذا أخ$$ذنا بعين االعتب$$ار اإلنس$$ان ال$ذي يب$$دع ه$ذا الكم ه$و يتحم$$ل على عاتق$ه إب$$رازه للوج$ود،
نالح$ظ أن لك$ل ش$خص أهداف$ه وبالت$الي $فك$$ل ف$رد ح$ر في تحدي$د وس$ائل اإلنج$از لتحقي$ق ه$$ذه األه$داف وه$ذا
يحدث تداخل ألن هذا األخير يعد مؤشرا أخر للفعالية.
ج -الفعالي ة وتحلي ل القيم :م$$ع تب$$ني اإلدارة منهج تط$$ويري تنظيمي واألخ$$ذ بمب$$دأ القيم كأس$$اس
لتش$$ $خيص المنظم$$ $ة فالفعالي$$ $ة تع$$ $ني الترك$$ $يز $على القض$$ $ايا الص$$ $حيحة أي أنه$$ $ا ق$$ $درة المنظم$$ $ة على ترك$$ $يز$
مصادرها على األنشطة التي تعود لها بالنتائج.
()1()1
.MICHEL GERVAIS, économica, 1997, P 14
(.ATTAFI ALI. N et EIACHI Rachid, 2002, P86 1)1
9
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
د -الفعالي ة وم دخل النظم :م$$دخل النظم يؤك$$د أن الفعالي$$ة تتحق$$ق ب$$النظر إلى المش$$كلة في إطاره$$ا
الكلي أي أن قدرة المنظمة على تحقيق النتائج المتوقعة منها يجب أن ينظ$ر إليه$ا في ض$$وء الم$دخالت ال$$تي
تأتيه $$ا من البيئ $$ة الخارجي $$ة ،وك $$ذلك $في ض $$وء عملي $$ة التحوي $$ل ال $$تي تج $$ري داخله $$ا ونوعي $$ة العالق $$ات ال $$تي
تربطه$$ا ب$$أفراد ه$$ذه البيئ$$ة س$$واء من إط$$ار عم$ل المنظم$$ة أو في اإلط$$ار الع$$ام للنظ$$ام االجتم$$اعي ،واس$$تيعاب
كل هذه الحقائق االجتماعية كجزء أساسي تستهدف قدرة هذا النظام على تحقيق النتائج المتوقعة منها.
ونس$$ $تخلص من ذل$$ $ك أن فعالي$$ $ة المنظم$$ $ة تق$$ $اس بم$$ $دى إش$$ $باع حاج$$ $ات المنتفعين من خ$$ $دماتها $ف$$ $الفرد
والقائد والمنظمة ذاتها والمجتمع كله معنيون بهذه الفعالية.
خصائص نظام المراقبة الفعال " :نشير فيما يلي إلى ستة خص$$ائص يعت$بر توفره$ا $ض$$روريا ح$$تى -2
: ()2
يكون نظام المراقبة فعاال"$
أ -تقديم معلومات صحيحة :فالمعلوم$$ات الخاطئ$$ة أو المش$$وهة تض$$لل عملي$$ة اتخ$$اذ الق$$رار وكث$$يرا$
ما تؤدي إلى نتائج أسوء من المتوقع.
ب -حسن توقيت المعلومات المقدمة :حيث تفق$$د المعلوم$$ات المت$$أخرة معناه$$ا وفائ$$دتها جزئي$$ا أو
كليا فحصول المؤسسة مثال على معلومات ص$حيحة تتعل$ق بش$روط دخ$ول مناقص$$ة أم$$ر ال قيم$$ة ل$ه إذا ج$اء
بعد انقضاء اآلجل أو الموعد المحدد للدخول.
ج -االقتصاد في التكاليف :فش$$راء نظ$$ام إلك$$تروني $ش$$ديد التط$$ور من أج$$ل عملي$$ات رقابي$$ة يمكن
ضبطها باستعمال أبسط وأقل التكاليف بكثير $ال يعتبر اقتص$$اديا $م$$ا دامت الفوائ$$د المتحص$$ل عليه$$ا ال ت$$وازي$
التكاليف.
المسير $أو المسؤول جيدا نظ$ام الرقاب$ة وطبيع$$ة النت$$ائج والمعلوم$$ات
ّ د -سهولة الفهم :إذا لم يفهم
التي يقدمها فإنه سيسيء تفسيرها ،األمر الذي يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة.
هـ -التركيز :لج$$ذب انتب$$اه المس$ّ $ير بس$$رعة إلى االنحراف$$ات ال$$تي تش$$كل نق$$اط اختن$$اق تعرق$$ل س$$ير
العمل وانسياب $اإلنتاج.
و -تس هيل اتخ اذ الق رارات :وذل$$ $ك بتق$$ $ديم معلوم$$ $ات واض$$ $حة ومح$$ $ددة تص$$ $لح أساس$$ $ا التخ$$ $اذ
القرارات بدون الحاج$ة للتفس$ير والتحلي$ل أو االستقص$اء وه$ذه األم$ور $هي ال$تي تس$تهلك وقت المس ّ$ير وتعق$د
مهنتـه.
تحس ين األداء وفعالي ة النش اط :إن تحس $$ين فعالي $$ة نش $$اط المؤسس $$ة يتطلب من مراق $$بين التس $$يير -1
القيام بأعمال منها :
التطوير واالستعمال األمثل ألنظمة معلومات التسيير حيث يقوم مراقب التسيير بجمع المعلومات.
التأكد من أن الكلفة لهذا النظام ال تفوق الفائدة المتحصل منه.
وضع نظام معلومات للتقديرات عن طريق المخططات والموازنات التقديرية ومتابعة النتائج وتحليلها.
"معرفة ودراية دقيقة لإليرادات والتكاليف"(.)2
التحكم في التطور :إن مسايرة التطور ومحاولة التحكم فيه يجعل مراقب التسيير يشارك في : -2
تحديد الموازنات التقديرية السنوية التي تكون متناسقة مع الخطط على المدى القصير.
وضع تخطيط $على المدى المتوسط في إطار إستراتيجية محددة.
إعالم المديري $$ $ة العام $$ $ة بك $$ $ل االنحراف $$ $ات $والفروق $$ $ات الموج $$ $ودة بين الموازن $$ $ات ال $$ $تي هي بمثاب $$ $ة ترجم $$ $ة
لألهداف المحددة والتي تم االتفاق عليها بعد طرحها للنقاش وذلك من طرف $كل مسؤول.
إعالم المديرية العامة بالنتائج مع تزويدها $بمختلف التفسيرات حول االنحرافات وأسبابها.
- 3االس تعمال األحس ن لوس ائل االس تغالل :إن دراس$$ة المردودي$$ة االس$$تثمارية الحالي$$ة والمرتقب$$ة
وكذلك التسيير $األحسن لألفراد يقترن بمدى التسيير األمثل لوسائل االستغالل ،وله$$ذا فمراقب$$ة التس$$يير يمكن
أن تساهم في بعض الدراسات االقتصادية باألخص تقوم بتعريف $السياس$$ة المتبع$$ة من ط$$رف المؤسسـة كم$$ا
أنها تعمل على استخالص التحاليل االقتصادية التي تقوم بها من أجل تحقيـق :
أكبر فعالية.
أحسن مردودية.
أرباح و مردودية إنتاجية.
()2()2
.A. KHEMAKHEM : 1971, P 61,62
()1()1
علي عبد اله :محاضرات في مقياس اقتصاد المؤسسة ،كلية االقتصاد وعلوم التسيير ،جامعة البليدة.2000 ،
11
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
إلى اختي$$$ار العم$$$ال الق$$$ادرين على العم$$$ل وتك$$$وينهم ومك$$$افئتهم $حس $$ب م $$ردوديتهم ومن جه$$$ة أخ$$$رى ي$$$رى
"تايلور" $أن مزايا اإلدارة العلمية تتمثل في :
تخفيض تكاليف اإلنتاج.
تخفيض أسعار البيع.
رفع األجور.
الرفع من األرباح.
أما فيم$$ا يتعل$$ق بمراقب$ة التس$يير $ذاته$ا ف$إن ه$ذه المدرس$$ة ت$$رى أن المراقب$ة تطب$ق على وظ$ائف المؤسس$ة
حيث يمكن أن تكون هناك مراقبة إداري$ة وتجاري$ة ومالي$ة وح$تى تقني$ة ،وفيم$ا $يخص المراقب$ة اإلداري$ة فهي
ته$$دف إلى التأك$$د من وج$$ود ال$$برامج وم$$دى $تطبيقه$$ا وح$$تى $تك$$ون المراقب$$ة فعال$$ة الب$$د أن تك$$ون في ال$$وقت
المناسب ومتبوعة باإلجراءات الضرورية كما ترى هذه المدرس$$ة أيض$$ا ض$$رورة ت$$وفر $خاص$$يتين أساس$$يتين
في مراقب التسيير $وهما الكفاءة وعدم االنحياز.
-2المدرسة الكالسيكية المعاصرة :إن أفكار المدرسة الكالسيكية أثارت ردود أفعال بعض المفكرين
ال$$ذين اهتم$$وا بالج$$انب النفس$$ي للعام$$ل من بينهم "م$$ايو" ال$$ذي ق$$ام بع$$دة أبح$$اث ودراس$$ات بالوالي$$ات $المتح$$دة
األمريكي$$ة ومن أش$$هرها ال$$تي ق$$ام به$$ا في ش$$ركة "واس$$ترن إلكتري$$ك" حيث اس$$تخلص أن التغي$$ير في ظ$$روف$
العمل ليست هي الوحيدة التي تدفع إلى زيادة المردودية وإ نم$ا هن$$اك عوام$ل أخ$رى تتمث$ل في العالق$ات بين
العمال والمسيرين.
أما عن مساهمة هذه المدرسة في مراقبة التسيير $فيتمث$$ل في اعتب$$ار العنص$$ر البش$$ري $العام$$ل األهم
داخ $$ل المؤسس $$ة ل $$ذلك فإن $$ه ال يمكن الح $$ديث عن مراقب $$ة التس $$يير دون التع $$رض للج $$انب اإلنس $$اني فدراس $$ة
الج$$انب النفس$$ي للعام$$ل تس$$مح بمعرف$$ة دوافع$$ه وبالت$$الي $اس$$تغاللها لتحقي$$ق أه$$داف المؤسس$$ة كم$$ا أن المعرف$$ة
النفسية للعامل تسمح بمعرفة أسباب الفروقات عند قياس األداءات وبالتالي سهولة تفاديها مستقبال.
-3المدرس ة المعاص رة :إض$$افة إلى أص$$حاب المدرس$$ة الكالس$$يكية والمدرس$$ة الكالس$$يكية الحديث$$ة
ب $$رزت مجموع $$ة من المفك $$رين أش $$ال "أنس $$وف"" ،ش $$وندالر"َ $و "دريك $$ار" حيث ق $$ادوا التحلي $$ل االس $$تراتيجي$
باإلض$$افة إلى التحلي$$ل التس$$ييري كم$$ا لعب أيض$$ا المنظ$$ور النظ$$امي دورا هام$$ا في تط$$ور مفه$$وم المنظم$$ات
بصفة عامة والمؤسسة االقتصادية بصفة خاصة مثلما كان له صدى في المجاالت الفيزيائية واالجتماعية.
والمنظ$$ور النظ$$امي ع$$رف بأن$$ه طريق$$ة أو منهجي$$ة جدي$$دة تس$$مح بجم$$ع وتنظيم $المع$$ارف من أج$$ل
فعالية أكثر في اتخاذ القرارات "ومن خالل هذا المنظور $قسمت األنظمة إلى نوعين هما"(: )1
النظ ام المغل ق :وه$$و ذل$$ك النظ$$ام ال$$ذي ليس ل$$ه أي$$ة عالق$$ة م$$ع المحي$$ط الخ$$ارجي فه$$و يعم$$ل أ-
بمعزل عن هذا األخير ،فال يتأثر به كما يوضحه الشكل رقم (.)6
()1()1
عثمان إحدادن ،مرجع سابق ذكره ،1994 ،ص .12
12
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
13
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
للمس $$ؤولين $العمل $$يين المس$$$اعدة من أج$$$ل التحكم في التس $$يير كم $$ا يعت $$بر كهيئ $$ة ت $$راقب جمي$$$ع الوظ $$ائف $في
المؤسسة"(.)1
" -2إن مهمة مراقب التسيير تتمثل في ضمان الحركة العادية والفعالة لطاقات وموارد $المؤسسة
فهو بالتالي يقوم بـ"(: )2
المشاركة في وضع الموازنات والخطط.
مراقبة التنفيذ.
قياس وتحليل االنحرافات.
مراقـب التسييـر
المديرية العامــة
مراقب التسييــر
()1()1
شويح محمد ،محاضرات في مقياس مراقبة التسيير ،جامعة البليدة.2003 ،
()2()2
.A.KHEMAKHEM, 1971, P 59
()1()1
.A.KHEMAKHEM, 1971, P 59
14
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
أم$$ا قي$$اس األداء فلق$$د ع$$رف بأن$$ه مجموع$$ة تقني$$ات المراقب$$ة المس$$تعملة للتأك$$د من تط$$ابق النت$$ائج المحقق$$ة
داخل المؤسسة مع المعايير $المحددة ثم تطبيق اإلجازات أو العقوبات إذا اختلفت النتائج عن المعايير.
إن قي$$اس األداء يعت$$بر المرحل$$ة األخ$$يرة في دورة التس$$يير حيث أن$$ه ي$$أتي بع$$د مرحل$$ة التخطي$$ط والتنفي$$ذ
فقي$$اس األداء يس$$مح بالتأك$$د من م$$دى تحقي$$ق األه$$داف المس$$طرة وذل$$ك بمقارن$$ة النت$$ائج المحقق$$ة م$$ع المع$$ايير
المح$$ $ $ددة س$$ $ $ابقا ومن خالل الفروق$$ $ $ات المستخلص$$ $ $ة يتم تحدي$$ $ $د المس$$ $ $ؤوليات $وبالت$$ $ $الي $اتخ$$ $ $اذ اإلج$$ $ $راءات
التص$$$حيحية يمكن أن تتعل$$$ق بتحس$$$ين أداء مختل$$$ف مراك$$$ز المس $$ؤوليات أو بتغي $$ير المع $$ايير في حال$$$ة ع$$$دم
واقعيتها.
فمراقب$$ة التس$$يير إذن ال ته$$دف فق$$ط إلى مقارن$$ة األه$$داف بالنت$$ائج المحقق$$ة وإ نم $$ا تعم $$ل ك$$ذلك من أج $$ل
التأكد من أن األهداف المحددة تتالءم مع الوس$ائل والم$وارد $المت$$وفرة فهي ب$ذلك وظيف$$ة تمكن المس$$يرين من
التأك $$د من تحقي $$ق األه $$داف من جه $$ة وتحس $$ين التس $$يير من جه $$ة أخ $$رى .وفيم $$ا يلي الش $$كلين يلخص $$ان ه $$ذه
المراحل المذكورة.
الشكل رقم ( : )10مراحل مراقبة التسيير
األهداف
المقاييس أو المعايير
ال األداء المعـدل
المتوقعــة
يوجد
انحرا
األداء الفعلـي مقارنـة ف
غير التصحيح أو التعديل في الخطة
مقياس النتائج الفعليــة إذا كان ضروريا
طبيع
المصدر :محمد الفتاح ياغي ،مرجع سبق ذكره ،ص .312
يتضح لنا من خالل هذا المخطط[ $شكل رقم ( ])I،12أن عملية المراقبة تتم انطالقا $من تحدي$$د األه$$داف
وص$$وال إلى تحقيقه$$ا وه$$ذا بت$$دخل وظ$$ائف إداري$$ة بينهم$$ا وه$$ذا يجع$$ل مراقب$$ة التس$$يير تتطلب مع$$ايير لتق$$ييم
األداء الفعلي ومقارنته مع أهداف الخطة ،فإذا ك$$انت متطابق$ة فه$ذا تحق$ق األه$$داف المس$طرة وإ ذا لم تتط$ابق$
يعني أنه هناك انحراف أو أخطاء لذا يجب القيام باإلجراءات التصحيحية الالزمة من أج$ل تحقي$ق األه$داف
المرسومة.
وفيما يلي المخطط رقم ( )I،11يشرح عملية المراقبـة أيضا:
الشكل رقم ( : )11العملية الرقابيـة
التغذيــة العكسيـة
تحديد أداء اتخاذ قرار$
قياس األداء
معايير 16 مرضي تصحيحي
عنه
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
ال
نعم
تابع األداء
المصدر :محمد رفيق $الطيب ،مرجع سيق ذكره ،1995 ،ص .215
نالحظ أن المعايير الرقابية نفسها تتحدد بشكل مرن أو ترفق بهوامش معينة للس$$ماح ،بحيث يعت$$بر
االنح$$راف الواق$$ع ض$$من الح$$دود أو اله$$وامش المس$$موح به$$ا طفيف$$ا يمكن التغاض$$ي عن$$ه وال يس$$تدعي عمال
تص $$حيحيا ،وتح $$دد $المق $$اييس المتعلق $$ة بالمواص $$فات الص $$ناعية ض $$من ه $$وامش للس $$ماح وه $$ذا وفق $$ا للعملي $$ات
المعين$$ة .والرقاب$$ة ش$$ديدة االرتب$$اط بالتخطي $ط $حيث يمكن تش$$بيهها ب$$وجهين لعمل$$ة تس$$ييرية واح$$دة وال يمكن
تصور أحدهما بدون اآلخر وال تصور $وجود $تسيير بدونهما.
حيث أن التخطي$ط يثبت األه$داف والمع$ايير $الرقابي$ة ،والرقاب$ة تقيس اإلنج$ازات وتكش$ف عن م$دى
تحق$$ق األه$$داف كم$$ا إذا ك$$ان التخطي $ط $علمي$$ا مج$$ديا أم ش$$كليا ب$$دون أس$$اس وته$$يئ الرقاب$$ة التغذي$$ة العكس$$ية
الالزمة لتعديل الخطط من غير تأخير.
)1(1
عثمان احدادن ،مرجع سبق ذكره ،ص .26
17
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
ب -مركز الم داخيل " :فمهمت$$ه تتمث$$ل في الحص$$ول على حجم معين من الم$$داخيل ورئيس ه$$ذا
المركز ال يتحكم في األسعار وال في المص$$اريف وإ نم$$ا تتمث$$ل مهمت$$ه في تعظيم الم$$داخيل في إط$$ار الم$$وارد
والوسائل الممنوحة له"(.)2
ج -مركز األرباح :فهو غالبا يكون على المستويات العليا للمؤسسة مثل اإلدارة العامة ،فرئيس
ه$$ذا المرك $ز $ل$$ه إمكاني$$ة الجم$$ع بين المص$$اريف $من جه$$ة و الم$$داخيل من جه$$ة أخ$$رى ،وبالت$$الي اس$$تخالص
الف $$رق بينهم $$ا وال $$ذي يمث $$ل ال $$ربح في مث $$ل ه $$ذا المرك $$ز ،ف $$إن قي $$اس األداء يتوق $$ف على جمي $$ع المص $$اريف$
والمداخيل وبالتالي $الربح وفي غالب المؤسسات يتوقف على تقييم الميزانية وحساب االستغــالل.
د -مركز االستثمارات :هو ذلك القسم الذي يلتزم فيه رئيسه بكل القرارات المتعلق$$ة بخل$$ف أص$ول
ثابتة جديدة ،وهدف هذه القرارات هو تعظيم $إيراد االستثمار.
()2()2
.Hélene Loning : "le contrôle de gestion", Dunod, France, 2000, P 19
.21
صونيا محمد الكبرى،״ نظم المعلومات االدارية״ ،الدار الجامعية للطباعة و النشر و التوزيع ،اال سكندرية ،1997 ،ص .11-14
18
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
في مجال نظم المعلومات سواء في عملية التخزين و التشغيل ،و ظه$$ور ال$برامج المتط$ورة ال$$تي تس$$اعد في
فعالية العملية اإلدارية و اتخاذ القرارات .
و كانت المعلومات نفسها ال ينظر $إليها كأصل هام في المنظمة ،و لكن في اآلونة األخيرة و حالي$$ا ال يمكن
للمديرين أن يتجاهلوا كيفية إدارة المعلوم$$ات في المنظم$$ة ،و النظ$$ر للمعلوم$$ات كم$$ورد اس$تراتيجي $ل$ه ت$أثير
على قدرة المنظمة في المنافسة و البقاء في مجال األعمال .1
ب -خص ائص المعلوم ات :كم $$ا ذكرن $$ا ف $$ان المعلوم $$ات تض $$يف $إلى المعرف $$ة المرتبط $$ة و تخفض من
عدم التأكد ،و تؤيد عملية اتخاذ القرارات في المنشأة ،مع دلك فهناك أن$$واع مختلف$$ة من المعلوم$$ات و ط$$رق
مختلفة لوصف المنشأة أو الهدف أو الموقوف $و سنوضح خصائص المعلومات فيما يلي :
أوال -الدقة :ق$$د تك$$ون المعلوم$$ة ص$$حيحة أو غ$$ير ص$$حيحة ،دقيق$$ة أو غ$$ير دقيق$$ة ،فالمعلوم$$ات $الدقيق$$ة هي
نتيجة أخطاء تكون خالل عملية الجمع ،أ و التجهيز ،أو إعداد التقارير و قد يعتقد مستخدمها أن معلومات
غير دقيقة بأنها دقيقة ،و في هده الحال$ة طالم$ا أن مس$تلمها $يعتق$د أنه$ا دقيق$ة و يس$تخدمها $لبعض األغ$راض،
فإنها تعتبر معلومات لهذا الشخص .
ثانيا -الشكل :ق$$د تك$$ون المعلوم$$ات كمي$$ة أو وص$$فية ،رقمي$$ة أو بياني$$ة ،مطبوع$$ة على ال$$ورق أو معروض$$ة
على الشاشة ،ملخصة أو مفصلة ،و عادة ما تحتاج إلى عدة أشكال من البدائل المتاحة وفقا لكل موقف .
ثالثا -التكرار :يقيس التكرار مدى تكرار $الحاجة إلى معلومات و تجميعها و إنتاجها.
رابعا-المدى :ش$$مول المعلوم$$ات م$$داها فق$$د تك$$ون بعض المعلوم$$ات عام$$ة تغطي م$$دى كب$$ير بينم$$ا ق$$د يك$$ون
البعض األخر ضيق $المدى ،محدد في االستخدام $المطلوب.
خامسا-االرتباط :قد تك$ون المعلوم$$ات مرتبط$$ة إذا م$ا ظه$رت الحاج$ة إليه$$ا في موق$$ف معين من المعلوم$$ات
التي ظهرت إليها الحاجة في وقت ما قد ال تك$ون مرتبط$ة في وقت أخ$ر ل$دلك ف$ان المعلوم$ات ال$تي نحص$ل
عليها.
سادسا-الكمال :توفر $المعلومات الكاملة للمستخدم كل المطلوب معرفته عن موقف معين .
س ابعا-الت وقيت :المعلوم$$ $ $ات الموقوت$$ $ $ة هي ال$$ $ $تي نج$$ $ $دها حين الحاج$$ $ $ة إليه$$ $ $ا أي ال تك$$ $ $ون متقادم$$ $ $ة حين
وصولها.
ثامنا-النشأة :قد تنشأ المعلومات من مصادر داخلية للمنشأة أو من خارجها. $
تاسعا-الفترة الزمنية :قد تكون المعلومات مستمدة من الماضي ،أو من القدرة الجارية أو من أنشطة مقبل$$ة
.2
1
2
محمد القيومي محمد،״ نظم المعلومات النحاسبية في المنشأة المالية״ .المكتب الجامعي ،دينوقراط األراريطة ،999/1998،ص .34
19
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
1
د خيرت ضيف ،مرجع سابق ،ص 15
2
ناصر دادي عدون،״ المحاسبة التحليلية و تقنيات مراقبة التسيير״ الجزء الثاني ،قسنطينة ، 1988،ص 8
21
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
ثانيا-ض بط رقاب ة التك اليف :المحاس$$ $بة التحليلي$$ $ة ته$$ $دف إلى تخفيض تكلف$$ $ة اإلنت$$ $اج م$$ $ع الحف$$ $اظ على
المواصفات الخاص$ة ب$المنتج ،و تحقي$ق الج$ودة المطلوب$ة لنج$اح تس$ويقه ل$دلك يعت$بر ض$بط و رقاب$ة اس$تخدام
هده العناصر $المهمة أساسا لتحقيق هدف خفض التكلفة و تحقق هده المهمة من خالل تصميم اإلجراءات و
النظم و الدورات المستندية الخاصة لكل عنصر من عناصر التكاليف .
ثالثا-إمكاني ة تق ييم المخزون ات :أي الكمي$$ات المنتج$$ة ال$$تي لم يتم اس$$تهالكها في نهاي$$ة الف$$ترة الحس$$ابية
الخاصة بالنسبة لحسابات. 36 ،35 ،34 ،33 :
رابعا-مقارن ة النت ائج الفعلي ة بالتقديري ة و تحلي ل االنحراف ات :و تتمث$$ $ل في إمكاني$$ $ة تحلي$$ $ل ك$$ $ل من
البيانات المعبرة عن الخطط المعيارية ،و البيانات الممثلة للتنفيذ الفعلي الحقيقي،
و المقارنة بينهما و تحليل االنحرافات التخاذ اإلجراءات التصحيحية المناسبة .
خامسا-اختيار أفضل بديل :تهتم محاس$$بة التك$$اليف بتوف$$ير $بيان$$ات لك$$ل ب$$ديل ،و يتحق$$ق دل$$ك من خالل
تحلي$$ل بيان$$ات التك$$اليف وف$ق $مف$$اهيم و ط$$رق معين$$ة ،بحيث يمكن له$$ا إع$$داد تق$$ارير مالئم$$ة تتض$$من بيان$$ات
مقارنة عن تكلفة القرارات البديلة و العائدات المترتبة عن كل بديل منها .
سادسا-قي اس النت ائج التحليلية :لمعرف$$ة التك$$اليف و س$$عر التكلف$$ة نس$$تطيع قي$$اس مردودي$$ة المنتوج$$ات$
المختلفة أو المبيعات كل منها على حدى اد يتحدد سعر ال$$بيع على أس$$اس س$$عر التكلف$ة و تحدي$$د المردودي$$ة
على أساس الربح الدي تحققه المؤسسة .
سابعا-إكمال المحاسبة العامة :عن طري$$ق تزوي$$دها بك$$ل المعلوم$$ات المتعلق$$ة بتط$$ورات $بعض عناص$$ر
األص $$ول كمخزون $$ات الس $$لع،المنتوج $$ات ،و االس $$تثمارات ال $$تي تموله $$ا ،و األعب $$اء غ $$ير المعت $$برة ،و ك $$ذلك
العناصر اإلضافية .
ج -عالقة المحاسبة التحليلية بمراقبة التسيير :تعت$$بر المحاس$$بة التحليلي$$ة ج$$زء من التس$$يير و التنظيم
داخ$$ل المؤسس$$ة ،إن ألغلب المؤسس$$ات $الكب$$يرة محاس$$بة التك$$اليف ال$$تي تعتم$$د بش$$كل ط$$بيعي على تنب$$ؤات
تس $$مح بمراقب $$ة التس $$يير ،و نظ $$ر لألهمي $$ة البالغ $$ة ال $$تي تكتس $$بها المحاس $$بة التحليلي $$ة حيث هي الوحي $$دة ال $$تي
تسمح بـ:
المراقبة الفعالة للمصاريف) النفقات(.
توجه الجهود للعمل على أساس تخفيض التكاليف و التكلفة النهائية .
قياس مردوديات $التصنيع .
التزويد العام بكل المعلومات الضرورية لتسيير المؤسسة .
التقديرات) التنبؤات( بتبني سياسة معينة.
هذا و أن كل مؤسسة ناجحة يجب تقسيمها إلى أقسام بغية تحديد المسؤولية في كل قسم،
و أن المحاس$$بة التحليلي$$ة هي ال$$تي تح$$دد عالق$$ات األقس$$ام ببعض$$ها ،كم$$ا و أن ك$$ل قس$م $ي$$وزع $إلى أج$$زاء أو
وحدات صغيرة تحمل كل منها مسؤولية خاصة .
22
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
1
د أبو الفتوح علي فضالة،״ التحليل المالي و ادارة األموال״ دار الكتب العلمية للنشر و التوزيع ،1999 ،ص 66.65
23
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
أوال-الرقابة :معرف $$ة درج $$ة أداء المؤسس $$ة من خالل التق $$ارير المالي $$ة ال $$تي تع $$دها في الس $$ابق ،و من ثم
إمكاني$$ة إع$$داد برن$$امج للمس$$تقبل يخص السياس$$ات المالي$$ة ال$$تي تتبعه$$ا في ع$$دة دورات من نش$$اطها ،و ك$$ذلك
القي $$ام بالدراس$$$ات التفص$$$يلية للبيان $$ات المالي$$$ة الخاص$$$ة به$$$ا ،و بالت $$الي اكتش $$اف اإليجابي $$ات و الس$$$لبيات في
السياسة المالية المطبقة خالل فترة معينة ،و على أثر دلك يتم االتفاق على االستمرار $في تطبيقها إذا ك$$انت
نتائجها جيدة أو تعديلها أو تغييرها إذا كانت النتائج سلبية .
ثانيا -اتخاذ القرارات المالية :تتمثل القرارات المالية في قراري االستثمار و مصادر $التموي$$ل ،ف$$األول$
يع$$ $ني اختي$$ $ار المش$$ $اريع المناس$$ $بة لالس $$$تثمارات ،بينم $$$ا الق$$ $رار الث$$ $اني فه$$ $و إيج$$ $اد مص$$ $ادر $كافي $$$ة لتموي$$ $ل
المش $$اريع ،و من أهمه $$ا رأس م $$ال المؤسس $$ة الخاص $$ة و ك $$ذلك الق $$روض ،و يص $$ب المحل $$ل اهتمام $$ه نح $$و
دراسة هيكل األصول و ق$درة المؤسس$$ة على االق$$تراض و التس$$ديد ،و تط$ور $ش$$روط $التموي$ل س$وءا ذاتي$$ا أو
عن طريق $االق$$تراض يس$$تطيع المحل$$ل تس$$يير هيك$ل األص$ول في ف$$ترة معين$ة ،و من$$ه ف$ان وض$$ع أي برن$امج
متوازن منت طرف مجلس اإلدارة يصعب تحقيقه إذا كانت وضعية االنطالق $مختلفة .
ثالث ا-إعالم الغ ير :ي$$ؤدي دل$$ك إلى تحالي$$ل مالي$$ة تبع$$ا لسياس$$تها $المالي$$ة اتج$$اه الس$$وق $المالي$$ة ،ه$$ده التحالي$$ل
يتضمنها تقارير مجلس اإلدارة و غالبا ما تتصف سياسة المؤسسة تجاه متعاميليها $بالحذر .
بصورة عامة يمكن الكشف عن حقيقة المركز المالي ،و دلك بتوفير بيانات محاسبية
و مالية التي تستخلص منها النتائج المعبرة عن المركز المالي ،و بالتالي التخطيط $للسياسات المالية. 1
الفرع الثاني :الميزانية التقديرية
أ -مفهوم الميزانية التقديري ة :هي خط$$ة تتن$$اول ك$$ل ص$$ور العملي$$ات المس$$تقبلية لف$$ترة مح$$دودة ،أو بعب$$ارة
أخرى هي للتعب$ير عن أه$$داف و سياس$ات و خط$ط ونت$$ائج ،تع$$د مق$دما بواس$$طة اإلدارة العلي$ا لك$$ل قس$$م من
أقسام المشروع باعتباره وحدة واحدة .
و تتك$$ون الميزاني$$ة التقديري$$ة الموح$$دة للمش$$روع من ع$$دة ميزاني$$ات $فرعي$$ة لك$$ل قس$$م ،و تتك$$ون ه$$ده األخ$$يرة
ب$$دورها $من ع$$دة ميزاني$$ات أص$$غر لك$$ل ف$$رع من ه$$ده األقس$$ام ،فالميزاني$$ة التقديري$$ة بمثاب$$ة أداة تس$$تخدم في
التعبير عن هدف معين تسعى إلى تحقيقه إدارة المؤسسة
و ق $$د يح $$دث العكس ل $$دلك ك $$ان من الض $$روري متابع $$ة تنفي $$ذ إلج $$راء تع $$ديالت معين $$ة تكف $$ل نج $$اح الخط $$ة
الموضوعة ،بل قد يتطلب األمر إدخال تعديل شامل على البرنامج المرسوم. 2$
و للميزانية التقديرية ثالث وظائف $إدارية:
أوال -وظيفة التخطيط :و هو وضع األهداف و إعداد التنظيمات الالزمة لتحقيقها،
1
ناصر دادي عدون ،״.تحليل مالي״ دار البعث ،قسنطنة ،1988ص .11
2
.Willsmore, .A.wcc״ business budgets and budgetary controle״ .london, sir isaac pitman and sons, ltd 1960,.p05
24
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
و توضع األهداف في صورة خطط طويلة األجل و خطط قص$$يرة األج$$ل ،بالنس$$بة للمؤسس$$ة و بالنس$$بة لك$$ل
قس $$م من أقس $$امها ،و بع $$د أن يتم التخطي $$ط يص $$بح من الض $$روري تنظيم $عوام $$ل اإلنت $$اج تنظيم $$ا ي $$ؤدي $إلى
تحقيق األهداف الموضوعة. 1
ثانيا-وظيفة التنسيق :و ه$$و العملي$$ة ال$$تي بموجبه$$ا يتم توحي$$د الجه$$ود بين األقس$$ام $المختلف$$ة للمؤسس$$ة
بحيث يعم $$ل ك $$ل قس$ $م $منه $$ا نح $$و تحقي $$ق اله $$دف الموض $$وع $،و له $$دا فان $$ه يجب أن ال يص $$در $أح $$د األقس $$ام
ق$$رارات تخص$$ه يك$$ون له$$ا أث$$ر على األقس$$ام $األخ$$رى دون الرج$$وع إلى ه$$ده األقس$$ام .فمثال الب$$د أن يك$$ون
هناك توافق تام بين إدارة المبيع$ات و اإلنت$$اج بحيث ال ينبغي أن ترس$$م إدارة المبيع$$ات سياس$ة بيع$$ه لكمي$$ات
تزيد عن الكميات التي يمكن إنتاجها في قسم اإلنتاج ،و ال ينبغي أن تقوم سياس$$ة اإلنت$$اج على إنت$$اج كمي$$ات
تزيد عن الكميات التي يمكن تسويقها. 2
ثالثا-وظيفة الرقابة :الرقابة هي عملية متابعة تنفيذ الخطط و األهداف الموضوعة
و استخدام الميزانيات التقديرية للرقابة يحتم ضرورة إبالغ اإلدارة بمدى مالءمة الخطط
و األه $$داف و السياس $$ات الموض $$وعة مق $$دما ،و مقارن $$ة نت $$ائج العملي $$ات الفعلي $$ة في جمي $$ع أقس $$ام $المش $$روع$
بالخطط و األهداف الموضوعة مقدما ،و متابعة االنحرافات $التي تحدث نتيجة للتنفيذ الفعلي .3
ب -المراحل التي يمر بها إعداد مشروع الميزانية التقديرية :
من الض $$روري وض $$ع ج $$دول زم $$ني يح $$دد ال $$ترتيب ال $$دي يجب مراعات $$ه في أع $$داد الميزاني $$ات التقديري $$ة و
الوقت الالزم لدلك .
يمكن تلخيص المراحل التي يمر بها إعداد الميزانيات التقديرية مرتبة ترتيبا زمنيا على الوجه اآلتي :
إعالن السياسة العامة للمؤسسة .
إعداد التقديرات .
مراجعة الميزانيات التقديرية المختلفة و التنسيق بينها .
المصادقة النهائية على الميزانيات التقديرية .
وتعرض لهذه الخطوات تواريخ تقريبية يجب مراعاتها .
أوال -إعالن السياس ة العام ة للمؤسس ة :تق$$ $وم إدارة المؤسس$$ $ة ب$$ $إعالن الخط$$ $وط الرئيس$$ $ية للسياس$$ $ة
العامة للشركة للسنة التالية ،و يتم تحديد هده الخط$$وط $على أس$$اس التنب$$ؤ بالمبيع$$ات و على ض$$وء التغ$$يرات
المنتظرة في مستويات $األسعار.
و نظرا ألن هده الخطوط $الرئيسية تعتبر ذات أهمية بالغة فانه ينبغي العمل على االحتفاظ بسريتها
1
3 ..2.
د خيرت ضيف ،مرجع سابق ،ص 13 - 08
2
3
25
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
ثانيا -إعداد التقديرات :يق$وم ك$ل مش$رف $مس$ؤول $في مس$تويات $اإلدارة التنفيذي$ة بإع$داد تق$ديرات عن
المفردات التي يعتبر مسؤوال عنها مسترشدا في دل$ك الخط$وط الرئيس$ية للسياس$ة الموض$وعة ،و يتم مناقش$ة
هده التقديرات و التصديق عليها بموقف الرئيس المباشر ،ثم تجمع التقديرات المماثلة اإلدارة العليا .
و يالح$$$ظ أن قس$$$م الحس$$$ابات ه$$$و ال$$$ذي يق$$$وم ع$$$ادة بإع$$$داد البيان $$ات التاريخي $$ة الالزم $$ة ال $$تي يعتم$$$د عليه$$$ا
المشرفون في اتخاذ القرارات الخاصة بهده التقديرات.
و في خالل هده الفترة يتم تحديد المواعيد النهائية إلعداد كشوف كل نوع من التقديرات بحيث يمكن إنج$$از
المجموعة الكاملة للميزانيات التقديرية في موعد محدد.
ثالثا-المراجعة و التنسيق :تس$$لم تق$ديرات الميزاني$$ات التقديري$$ة إلى الس$لطة التنفيذي$ة حيث يتم التنس$$يق
بين الميزانيات التقديرية المختلفة ،ثم تراجع هده الميزانيات اإلجمالية لدراسة م$$دى إمك$$ان تنفي$$ذها عملي$$ا ،و
قد تؤدي عملية المراجعة إلى إظهار حاجة الشركة إلى إدخال تعديالت جديدة بعد استشارة المختصين.
ف$$$إذا بقيت بعض المش$$$اكل فان$$$ه ينبغي عرض$$$ها على لجن$$$ة الميزاني $$ة التقديري $$ة لدراس $$تها $و اتخ$$$اذ ق$$$رار$
بشأنها .
و في خالل هده الفترة أيضا يتم إعداد المرفقات و القوائم اإلجمالية ،و منها الميزانية العمومية التقديرية
و حساب األرباح و الخسائر التقديرية.
رابعا-المصادقة النهائية :يقوم رئيس مجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة مجتمعا بالمص$$ادقة على مش$$روع$
الميزاني $$ة التقديري $$ة ،ثم تبل $$غ مس $$تويات اإلدارة المختلف $$ة بالميزاني $$ات التقديري $$ة المعتم $$دة و بداي $$ة إبالغ ه $$ده
المستويات بأهداف الشركة و بالخطط الموضوعة لتحقيق هده األهداف خالل السنة التالية. 1
خالصة الفصل:
من خالل دراستنا $لهذا الفصل و الذي تضمن المفهوم العام لمراقبة التسيير نستخلص أن هذه
األخيرة تهدف إلى تجنيد الطاقات و القدرات من أجل االستعمال الفعال و المالئم للموارد المتاحة في
المؤسسة من اجل بلوغ األهداف المسطرة وفقا الستراتيجيه المؤسسة كما تسمح بمقارنة األهداف بالنتائج
المحققة و كذلك االنحرافات واستخراج $الفرو قات و اتخاذ القرارات و التدابير التصحيحية لتفادي الوقوع$
في مثل هذه االنحرافات مستقبال و هذا باألخذ بمختلف أدوات المراقبة )التحليل المالي المحاسبة العامة
المحاسبة التحليلية والموازنات التقديرية .......الخ( إلى جانب هذا لوحات القيادة كأداة حديثة من أدوات
مراقبة التسيير وطرق إعدادها و الهدف منها و دورها في اتخاذ القرارات التصحيحية و الذي سنتطرق$
إليه بالتفصيل في الفصل الثاني.
1
د خيرت ضيف ،مرجع سابق ،ص 22.21
26
الفصل األول :مدخل لمراقبة التسيير في المؤسسة
27