Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
أعدموني ؟
سيد قطب
-1-
مقدمة الناشر
نرجو أن ل يتبادر إلى الذهن أن هذه الوثيقة التي كتبهسسا شسسهيد السسسلم
) سيد قطب ( كاملة غير منقوصة .
هذه الوثيقة التي أخذنا لها عنوانسسا هسسو ) لمسساذا أعسسدموني ؟ ( قسسد مسسرت
على أيد كثيرة ابتداءا من المحققين وغير المحققين من الذين عسسذبوا الشسسهيد
ورفاقه ،وانتهاء بكبار المسؤولين في الدولة وأذنابهم.
هذه الوثيقة هي ول شسسك بخسسط الشسسهيد سسسيد قطسسب ،ولكننسسا يجسسب أن
نقسسول بشسسأن هسسذه الوثيقسسة أنهسسا كتبسست بطلسسب مسسن المحققيسسن السسذين كسسانوا
يستجوبون الشسسهيد ورفسساقه ،ولهسسذا جسساءت وكأنهسسا إجابسسات لسسسئلة محسسددة أو
سؤال واحد عام .
عندما نشسسرت " المسسسلمون " هسسذه الوثيقسسة علسسى حلقسسات ابتسسداءا مسسن
عددها الثاني ،تباينت ردود فعل المهتمين بالشهيد سيد قطب ،فمنهم من قال
أنها مزورة ،وأكثرهم جزم بصحتها .
من ناحيتنا نحن فإننسسا نؤكسسد أن هسسذه الوثيقسسة أو الشسسهادة وهسسي الجابسسة
الكاملة على سؤال المحققين قد وصلتنا بخط يسسد الشسسهيد ،ونؤكسسد فسسي نفسسس
الوقت أنها ناقصة غير كاملة ،فقد حرص أذناب نظام الطاغية علسسى الحتفسساظ
في مكان غير معروف وعند شخص معسروف بسسالجزء الخساص بالتعسسذيب السذي
تعرض له الشهيد سيد قطب ورفاقه ،ظنا منهسسم أن خل سوّ الوثيقسسة أو الشسسهادة
من تلك الصفحات السوداء سيّبض وجوه الطغاة وأذنسسابهم ،السسذين لسسم يسستركوا
وسيلة عرفوها لتعذيب الشهيد سيد قطب إل واستعملوها.
أبدا ! إنهم تمكنوا من جسده الفاني ،أما روحه فلم يقدروا أبسسدا عليهسسا،
ولذلك أعدموه .
كيف ل يعدموه ؟
يقول رفاق الشهيد سيد قطب في السجن قبسسل إعسسدامه أنهسسم عسسذبوه
عذابا شديدا ،وشوهوا جسده ووجهه يريدون بذلك الوصول إلى روحه ليتمكنوا
منها .
ولكن الله سبحانه وتعالى لم يمكنهم من روحه ،وأبلغ دليسسل علسسى ذلسسك
هو إعدامهم لصاحب ) في ظلل القرآن ( .
-2-
رحم الله الشهيد سسسيد قطسسب وأجسسزل لسسه الثسسواب علسسى كسسل مسسا قسسدمه
للسلم والمسلمين ،وإنا لله وإنا إليه راجعون .
-3-
تقريــر وبيــان
مقدمة مختصرة
لقد كتبت بيانا ً مجمل ً قبل هذا تنقصسسه تفصسسيلت كسسثيرة ،كمسسا تنقصسسه
وقائع وبيانات كثيرة .ولقد أسىء فهم مسسوقفي وتقسسدير دوافعسسي فسسي كتسسابه
ذلسسك البيسسان علسسى ذلسسك النحسسو .وأرجسسو أن يكسسون فسسي هسسذا التقريسسر الجديسسد
والله يعلسم أننسسي لسسم أكسن حريصسا ً علسى نفسسسي ول قصسدت تخليسص
شخصي بذلك الجمال .ولكنني – ويجب أن أعترف بذلك – كنت أحاول أول ً
وقبل كل شيء حماية مجموعة مسسن الشسسباب السسذي عمسسل معسسي فسسي هسسذه
في هذا الجيل كله ،وأنه ذخيرة للسسسلم وللنسسسانية حسسرام أن تبسسدد وتهسسدر.
وإنني مطالب أمام الله أن أبذل ما أملك لنجاتهم ،وإن ذلك البيان المجمسسل
للتخفيف عنهسسم ،وقسسد يشسسملني هسسذا التخفيسسف ضسسمنًا ،ولكسسن اللسسه يعلسسم أن
شخصي لم يكن في حسابي ،وقد احتملت المسؤولية كاملة منذ أول كلمسسة
وقلت:
حركة إسلمية وتنظيم غير مصرح به قام أصل ً على أساس أنــه
تستحق العدام!.
-4-
ويجب أن أبين في هذه المقدمسسة القصسسيرة أن تقسسديمي ذلسسك البيسسان
الول المجمل بهذا القصد هو واجبي كمسلم .فالسير المسلم ل ينبغسي لسه
أن يسسدل علسسى مسسا وراءه مسسن جنسسد السسسلم ول يكشسسف مقاتسسل المسسسلمين
وعوراتهم ما أمكنه.
وقد كنت أؤدي واجبي بمفهومي السلمي متعامل ً فيه مع الله بغسسض
ولكني الن وقد بينت أن هسذا الشسباب قسد قسرر كسل تفاصسيل أدواره
الخاصة والعامة ،وإننسسي أنسسا ل أدل عليهسسم بشسسيء ،فقسسد ارتفسسع الحسسرج عسسن
صدري في ذكر كل التفاصيل ،مع محاولة ترتيبها ترتيبا ً زمنيا ً بقدر المكسسان.
فإذا غاب بعضها عن ذاكرتي فيمكن السؤال عنها وتذكيري بها عسسن طريسسق
أفوال مجموعة الشباب الخمسة أو غيرهسسم ممسسن ورد فسسي أقسسوالهم شسسيء
أكتب إل بطريقتي الخاصة ..طريقة الكاتب الذي زاول الكتابة أربعين سنة
بأسلوب معين وطريقة معينة ..فبعض الوقائع لبد من التعليسسق عليهسسا عنسسد
ذكرها وبيان أسبابها ودوافعها والظروف المحيطة بها ،وبعضها يمكن ذكسسره
مجردا ً بل تعليق ول تعقيب .وهذا قسسد يضسسايقهم أحيانسا ً لنهسسم يريسسدون فقسسط
-5-
سرد تاريخي لنشاطي في حركة الخوان المسلمين
وبيان للحوادث
1953إلى سنة 1962لتوسع فيمسسا بعسسد ذلسسك .إذ أن هسسذه الفسسترة الولسسى
ليس فيها – بالنسبة لي شيء ذو أهمية ،أكثر من أنه تمهيد للفسسترة التاليسسة.
ثم إن أحداثها قد انتهى أمرها فيما عدا حادثا ً واحدا ً شديد الهمية ،ولو ثبسست
فقد يغير وجه تاريخ العلقات بين الدولة والخوان المسسسلمين ،ويغيسسر وضسسع
أمريكا في ربيع 1948في بعثة لوزارة المعارف )كما كان اسمها في ذلسسك
الحين( وقد قتل الشهيد حسن البنا وأنا هناك فسي عسام ،1949ولقسد لفست
نظري بشدة ما أبدته الصحف المريكية .وكذلك النجليزية التي كانت تصل
إلى أمريكا من اهتمام بالغ بالخوان ومن شسسماتة وراحسسة واضسسحة فسسي حسسل
جماعتهم وضربها وفي قتل مرشدها ،ومن حديث عن خطسسر هسسذه الجماعسسة
على مصسسالح الغسسرب فسسي المنطقسسة وعلسسى ثقافسسة الغسسرب وحضسسارته فيمسسا،
وصدرت كتب بهذا المعنى سنة 1950أذكر منها كتابا ً لجيمس هيسسوارث دن
بعنوان :التيارات السياسية والدينية في مصر الحديثة ..كل هذا لفت نظري
إلى أهمية هذه الجماعة عند الصهيونية والستعمار الغربي ..فيا لوقت ذاته
هذه الجملة) :إلى الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين
جديدا ً كما بدأ ،يجاهدون في سبيل الله ل يخافون لومسسة لئم ..السسخ( ففهسسم
-6-
الخوان في مصر أنني أعنيهم بهذا الهداء ،ولم يكن المسسر كسسذلك ،ولكنهسسم
من جانبهم تبنوا الكتاب ،واعتسسبروا صسساحبه صسسديقًا ،وبسسدأوا يهتمسسون بسسأمره،
فلما عدت في نهاية عام 1950بدأ بعسض شسسبابهم يزورنسي ويتحسدث معسي
عن الكتاب ولكن لسسم تكسسن لهسسم دار لن الجماعسسة كسسانت ل تسسزال مصسسادرة.
الرسالة وكل جريسسدة أو مجلسسة قبلسست أن تنشسسر لسسي ،بل انضسسمام لحسسزب أو
جماعة معينة وظل الحال كذلك إلى أن قامت ثورة 23يوليو سنة .1952
ومرة أخرى استغرقت كذلك فسي العمسل مسع رجسال ثسورة 23يوليسو
حتى فبراير سسسنة 1953عنسسدما بسسدأ تفكيسسري وتفكيرهسسم يفسسترق حسسول هيئة
التحرير ومنهج تكوينها وحول مسائل أخرى جارية في ذلك الحيسسن ل داعسسي
باعتبارها في نظسسري حقل ً صسسالحا ً للعمسسل للسسسلم علسسى نطسساق واسسسع فسسي
المنطقة كلها بحركة إحياء وبعث شاملة ،وهي الحركة السستي ليسسس لهسسا فسسي
الستعمارية التي كنت قد عرفت عنها الكثير وبخاصة في فترة وجودي في
أمريكا.
-7-
ومع ترحيبهم – على وجه الجمسسال -بانضسسمامي إلسسى جمسساعتهم إل أن
الدعوة ودرس الثلثاء والجريدة التي عملت رئيسسا ً لتحريرهسا وكتابسة بعسض
الرسائل الشهرية للثقافة السلمية ..أما العمال الحركية كلها فقد ظلسست
بعيدا ً عنها.
واتهمت بأني في الجهاز السري ورئيس لقسم المنشسسورات بسسه ،ولسسم يكسسن
عشر سنوات وانتهى أمره ول قيمة لتبرئة نفسي منه الن .وإنما هذا جانب
منا لصورة التي لها دخل قوي في الوقائع الجديدة وهذه كل أهميتها ..وهنا
أشرت إليه وهو حادث المنشسسية ومسسا يحيسسط بسسه .وأرجسسو أن يفسسسح السسسادة
التي أحاطت به وسبقته وعندي عنها علم أو استنتاج ،وأل يعتبروهسسا متعلقسسة
بقضية تاريخية انتهى أمرها ول داعي لضياع الوقت في الحديث عنهسسا ،فسسإن
لها علقة قوية جدا ً بالقضية الجديدة وبكل وقائعها وحوادثها ودوافعها.
في وزارة الوفد إلى أمريكا ،وعاد منهسسا مسسستقيل ً مسسن السسوزارة ،ورغسسم كسسل
الترضيات التي قدمها له النحاس باشا فقسسد أصسسر علسسى السسستقالة ثسسم أخسسذ
بعسسدها فسسي تكسسوين )جمعيسسة الفلح( وفسسي مقدمسسة أهسسدافها تحقيسسق العدالسسة
-8-
الجتماعية للفلحين والعمال وبرنامج ضخم حسسول هسسذه الهسسداف ..وهللسست
– وانضم إلى هذه الجمعيسة رجسال كسثيرون برياسسسة الشساب السسدكتور أحمسسد
حسين مع أنهم أكبر منه شأنا ومقاما ً في ذلك الحين ،منهم السسدكتور محمسسد
صلح الدين وزير خارجية وزارة الوفد والدكتور عبد الرزاق السنهوري وزير
وهي ظاهرة تلفت النظر .وكان الشيخ الباقوري ممسسن انضسسم إليهسسا ،المهسسم
فيما يتعلق بالخلف بين رجال الثورة والخوان المسلمين .وكنت فسسي ذلسسك
الوقت ألحظ نموه عن قرب ،لنني أعمسسل أكسسثر مسسن اثنسستي عشسسرة سسساعة
يوميا ً قريبا ً من رجال الثورة ومعهم ومع من يحيسسط بهسسم ..أقسسول المهسسم أن
السسستاذ فسسؤاد جلل )تسسوفي وكسسان وزيسسرا ً فسسي أول وزارة برياسسسة الرئيسسس
السسسابق محمسسد نجيسسب( كسسان مسسن بيسسن أعضسساء جمعيسسة الفلح وكسسان وكيل ً
للجمعية .وكنت ألحظ في مناسسسبات كسسثيرة أنسسه يغسسذي الخلف بيسسن رجسسال
جمال عبد الناصر به ،ويبث هذه الفكار في مناسبات كثيرة لم يكن يخفيهسا
عني لنه كسسان يرانسسي كسسذلك مقربسا ً مسسن رجسسال الثسسورة وموضسسع ثقتهسسم مسسع
-9-
المهسسم أننسسي كنسست أربسسط بيسسن خطسسة السسستاذ فسسؤاد وجمعيسسة الفلح
والخوان ،وقد حاولت في وقتها مسسا أمكسن منسسع التصسسادم السسذي كنسست المسسح
يقينيا ً عن ذلك .ولكن كل الظروف المحيطة كسسانت تجعلنسسي أشسسك فسسي أنسسه
ليس طبيعيًا .كان شيء ما يلح على تفكيري في أنسسه مسسدبر لتكملسسة الخطسسة
التي تنتهي بالتصادم الضخم بين الثورة والخوان تحقيقسا ً لهسداف أجنبيسة ..
ارجح من اسسستقراء الحسسوال ومسسن خطسسة السسستاذ فسسؤاد جلل وكيسسل جمعيسسة
عام 1954صارحته برأيي في تدبير الحادث ..وقد انتفض وقتها بشدة وهسسو
يقول لي :هل أنت كذلك بكل ثقافتك من الذين يقولون أنها تمثيلية؟ وقلت
له :أنا ل أقول أنها تمثيلية ولكني أقول أنها مدبرة لهدف معيسسن وأن أصسسبعا
أجنبيا ً ذات دخل فيها ..قال لي وقتها وقد هدأ اضطرابه :جايز! ولكن واحدا ً
من الخوان المسلمين هو السسذي قسسام بالحسسادث! ثسسم أعسسود لسسسرد الحسسداث
المتعلقة بنشاطي بعد عام 1954أن شعوري وتقديري بأن حادث المنشية
مدبر تدبيرًا ،جعل يمل نفسي رغبة في معرفة الحقيقسسة غيسسر أننسسي لسم أجسسد
أحدا ً ممن التقيست بهسم فسي سسجن طسره عسام 1955وكسانوا كسثيرين قبسل
ترحيلهم إلى الواحات يدلني على هذه الحقيقة ..كسسل مسسن سسسألتهم ومنهسسم
ناس قريبون جدا ً من محمود عبد اللطيف السسذي انطلقسست الرصاصسسات مسسن
- 10 -
مسدسسسه ومسن هنسسداوي دويسر كسسذلك قسالوا لسي :المسسسالة غامضسة ومسوش
غيسسر أن هسسذا كلسسه كسسان يزيسسد نفسسسي شسسعورا ً مسسن ناحيسسة أخسسرى بسسأن
الجهات قد تحققت بنجاح ..وأنه في الوقت ذاته لبد من محاولة الرد على
تلك المخططات بإعادة حيسساة ونشسساط الحركسسة السسسلمية حسستى ولسسو كسسانت
كما أنها كانت تمل نفسي شعورا ً بسسالظلم السسذي أصسساب آلف الفسسراد
وآلف السر والبيوت .بناء على حادث واضح جدا ً تدبيره -حتى ولو لم يعلم
بالضبط في ذلك الوقت من دبسسره -وبنسساء علسى الرغبسسة مسن حمايسة النظسسام
القائم من خطر ضخمته أجهزة غريبسسة الهسسداف واضسسحة كسسذلك مسسن كتبهسسم
وجرائدهم وتقريراتهم وفي مقدمتها تقريسسر جونسسسون عسسن نهسسر الردن .ثسسم
تضخم هذا الشعور وأنا أرى النتائج الواقعية في حياة المجتمع المصري من
الخوان المسلمين ووقف نشاطها التربوي .وكأنما كان وجود هذه الجماعة
سمعت كان دون الحقيقة بكثير لقد تحول المجتمع إلى مستنقع كبير!
- 11 -
إن المسألة أكبر بكثير مما يبسطها الذين ينظرون لما حدث على انه
المليين حطاما ً منهارا ً ل يملك المقاومسسة حستى لسسو وضسعت فسسي يسسده أقسسوى
تحرك الرجال .والمجتمعات حين تنهار عقيديا ً وخلقي سا ً تصسسبح الملييسسن فيهسسا
الخوان المسلمين ومنع نشاطها ،كما يستطيع أن يربسسط بيسسن هسسذا التسسدمير
ملحظة:
- 12 -
تذكرت الن حادثة أخرى تضاف إلى حادث المنشية وظروفها تقع ما
مذبحة طرة
المئات منهم وهم حوالي اللف وتخريب بيوتهم ،وتشريد أطفالهم ونسائهم
بعد هذا كله رأيت أن هناك محاولت تبذل لخلق ظسسروف وملبسسسات
يمكن بها إيقاع مذبحة كسسبرى للمسسسجونين والمعتقليسسن تحسست سسستار كسسستار
حادث المنشية..
ليمان طرة وبه حوالي 400أو أقسل أو أكسثر )ل أتسذكر( وسسجن مصسر وبسه
حوالي هذا العدد .والسجن الحربي وبه أكسسثر مسسن ألفيسسن ممسسن لسسم يقسسدموا
للمحاكمة أو حكم عليهم مع إيقاف التنفيذ ..في مجموعة طسسرة كسسان هنسساك
بعض الضباط السابقين :فؤاد جاسر ،وحسين حمودة ،وعبد الكريم عطيسسة،
وجمال ربيع ..وفي السجن الحربي كسسان معسسروف الخضسسري ول أذكسسر أحسسدا ً
غيره.
- 13 -
المهم أن جمال ربيع أخذ يعرض مشروعا ً يتلخص في محاولة موحدة
السجون بعسسد السستيلء علسى أسسسلحة الكتسائب بهسا ..ثسسم التجمسع مسع بقيسسة
الفنية! بعد عبور النيل لمحاولة عمل انقلب بعد التصال بوحدات عسسسكرية
يتصل هو بها ،أو هو على اتصال بها )ل أتذكر تماما ً لني لسسم أعسسر الموضسسوع
عرض هسذا المشسسروع – كمسا قسال لسي -علسي فسسؤاد جاسسسر ،وحسسين
حمودة فلم يوافقا ،وعرض علي الستاذ صالح أبو رقيق فشتمه وعنفه كمسسا
قال لي فيما بعد الستاذ صالح ..وعرضه جمال ربيع علي قائ ً
ل :إنسسه ل يجسسد
في الخوان خمسين رجل ً قلسسوبهم حديسسد لتنفيسسذ خطتسسه .ومسع عسسدم خسسبرتي
يجوز التفكير فيها ..ولكنه هسو أخسذ يلسح علسي إلحاحسا ً شسديدا ً فسي ضسرورة
التفكير الجدي في الخلص ،وفق خطتسه الستي يضسمن نجاحهسا مسن الوجهسة
الفنية.
في ذلك الوقت أنا كنت في طرة معتقل ً ولم يصسسدر علسسى حكسسم بعسسد
ولم أحاكم ،وذلك بسبب تمزق في الرئتني ونزيف حسساد اقتضسسى نقلسسي مسسن
إبريل كانت حالتي تحسنت نوعا ً وتقرر إعسسادتي للسسسجن الحربسسي لتقسسديمي
الحربي لمقابلة معروف الحضري هناك وعرض خطتسسه عليسسه للتفسساق فيمسسا
بعد على التفصيلت وتوحيد التسسوقيت ..ومسسع عسسدم اقتنسساعي لحظسسة واحسسدة
- 14 -
بجدية خطة كهذه فقد عرضت المسألة على معروف وقبسسل أن يعلسسم منسسي
من هو صاحب الخطة قال فسي عصسبية :دى دسيسسة لتسدبير مذبحسة كسبرى
هسسذه الخطسة؟ فقلست لسه :جمسال ربيسع! وكنسست أعسسرف أنهمسا صسديقان وأن
معروف اعتقل هو وجمال في بيت خال الخيسسر وهنسا قسال لسي :ل .ل تقسول
ثم حوكمت وعدت إلى ليمان طرة وأبلغت جمال رأي معروف ولكنه
ظسسل كمسا علمسست يحسساول إقنسساع الخسسوان بضسسرورة تنفيسسذ الخطسسة حيسسث لسسم
يستجيبوا له .في ذلك الوقت كان قائد كتيبة ليمسان طسره وهسو إلصساغ عبسد
الباسط البنا وقد رأيته يزور مصحة الليمان ثلث مرات ويسلم علي – على
غيسسر معرفسسة سسسابقة -ويحسسدثني فسسي ضسسرورة تخليسسص الخسسوان السسذين فسسي
الحجار في جبل طرة مع كبار المجرمين .ومع معرفتي أنه لم يكن يوما ً ما
من الخوان في حياة أخيه الشسسهيد حسسسن البنسسا فقسسد سسسألته :وكيسسف ذلسسك؟
فقال :إنه كقائد لكتيبة يضع نفسه وأسلحة الكتيبة تحت تصرفنا لنه لم يعد
وهنسسا تسسذكرت خطسسة جمسسال ربيسسع ورنسست فسسي أذنسسي كلمسسات معسسروف
الحضري العصسسبية :دى دسيسسسة لتسسدبير مذبحسسة كسسبرى للخسسوان السسذين فسسي
السسسجون والسسذين فسسي الخسسارج جميع سًا ..وقلسست لسسه :إحنسسا متشسسكرين علسسى
عواطفك ولكن نحن نرى أننا أدينا واجبنا وانتهسست مهمتنسسا بسسدخول السسسجون
ولم نعد نستطيع عمل شيء فمن أراد أن يعمل غيرنا فليعمل ..وانقطعسست
زيارته عني بعد ذلك .ثم نقل من الكتيبة ورحل بعسسدها عسسدد مسسن الخسسوان –
- 15 -
وفيهم كل كبسسار المسسسؤولين وكسسل أعضسساء النظسسام الخسساص كمسسا سسسمعت أو
معظمهم -ولم يبق من كبار الخوان إل الستاذ منير الدلة ،وكان جمال ربيع
فيمن رحلوا إلى اللوحات وقد ظل هناك كما علمت من السسستاذ صسالح أبسسو
لم تفح المحاولة للمذبحة على هسسذا النطسساق الواسسسع .ولكسسن محاولسسة
ملزم أول في ذلك الوقت أو يوزباشي اسمه عبسسد اللسسه مسساهر علسسى علقسسة
خدمات واضحة حتى ليحمل لهم طعامهم التي من بيوتهم بنفسه المر غير
هذا الضابط بدأ التحرش والستفزاز للخوان بشكل ظسساهر ممسسا أدى
شيئا ً فشيئا ً إلى خلق جو مشحون بسسالتوتر بيسسن إدارة الليمسسان والخسسوان ثسسم
انسسدفع معسسه ضسسابط آخسسر برتبسسة صسساغ ل يحضسسرني اسسسمه الن حسستى احتسسك
بطيشهم-وكان الستاذ منير قد أفرج عنه ولم تعد لمجموعة الشباب الباقية
في الليمان أية قيادة عاقلة مجربسة -ووقسع بيسن ذلسك الضسسابط وبيسن هسؤلء
التأديب.
الله ماهر ورئيسه هذا حتى جاء يوم علم الخوان الذين يخرجون للجبسسل أن
- 16 -
فرأوا تفويتا ً لهذه الخطة أن يعتصموا بالزنسازين فسي اليسوم التسالي ويطلبسوا
حضور النيابة لخطارها بما وصل إلى أسماعهم من تلك الخطة السستي تسسدبر
لهم وهنا أمرت الكتيبة بضربهم بالرصاص داخل عنبرهم بل داخل الزنسسازين
وواضح أنه كان في المكان وهم داخل عنسسبر مغلسسق اتخسساذ إجسسراءات
أخرى إذ يكفي في هذه الحالة سحب السجانة القلئل مسسن العنسسبر وإغلقسسه
من الخارج وقطع الماء والزاد عنهم 24ساعة فقط .وهنا يستسلمون حتى
لو كانوا فعل ً متمرديسن! ولكسن الجسراء السذي اتخسذ وفسي ظسل ذلسك الخسط
المتسلسل من الحوادث يدل بوضوح على أنها خطة مذبحة متصلة وراءهسسا
يد مدبرة .ل يهمني الن تعيينها بقسسدر مسسا يهمنسسي مسسا تركتسسه هسسذه السلسسسلة
مقصودة بالذات القضاء عليها لصسسالح جهسسات أجنبيسسة .وأن شسستى التسسدبيرات
هو المشرف على التحقيق في مذبحة طسسرة .وقسسد شسساع بيسسن الخسسوان فسسي
ذلك الحين أن التحقيق الذي تسسدريه النيابسسة كسسان يتجسسه فسسي أول المسسر إلسسى
اعتبارهم مجنيا ً عليهم وأنه بعد حضور السيد صلح وحضور محقق آخر اتجه
التحقيق إلى اعتبارهم جناة ،ول يهم الن تقدير قيمة هذا الذي شاع .ولكسسن
يهم تقدير سير الحداث حتى أدت إلى تلك النتيجة ..وما تتركه في النفسسس
- 17 -
الحركة السلمية تبدأ من القاعدة
أعود الن إلى سرد الحوادث وفق الخط الزمني التسساريخي ..وأوجسسه
النظر إلى أهمية الفقرات التالية بوصفها قاعدة للتنظيم الجديد الذي تقسسوم
المسلمين في هذه المنطقة وضسسرورة عسسدم توقفهسسا بحسسال مسسن الحسسوال ..
دسائسها تقوم كلها على أساس أضعاف العقيدة السسسلمية ،ومحسسو الخلق
للمجتمسسع فسسي هسسذه المنطقسسة وإحسسداث انهيسسار يسسسهل معسسه تنفيسسذ تلسسك
طرة … جمعيسسة الفلح عسسن طريسسق أعضسسائها القريسسبين مسسن رجسسال الثسسورة،
تشسسحن الجسسو بسسالتوتر والمخسساوف وتعمسسل علسسى توسسسيع الهسسوة وتعميقهسسا ..
الصورة المزعة الكئيبة ..هذه هي الحصسسيلة السستي تجمعسست لسسدي فيمسسا بيسن
- 18 -
سنة 1954وسنة ،1962ليس معنى ذلك أنه لم تكن هناك أخطاء إطلقسسا ً
في حركة الخوان ،ولكنها إلى جانب تلك الحصيلة تعد ضئيلة.
إن الحركة السلمية يجب أن تستمر .إن القضاء عليها في مثل تلسسك
الحوال يعد عمل ً فظيعا ً جدا ً يصل إلى حد الجريمسسة .إن الخطسساء الحركيسسة
وبعد مذبحة طره لم يعد في الليمان أحد مسسن الخسسوان معسسي إل الخ
محمد يوسف هواش ،والخ محمد زهدي سلمان .وهذا الخير بحكم ثقسسافته
معي إل هواش.
كذلك -أن الحركة السلمية اليوم تسواجه حالسسة شسسبيهة بالحالسة الستي كسانت
عليها المجتمعات البشسسرية يسسوم جسساء السسسلم أول مسسرة مسسن ناحيسسة الجهسسل
- 19 -
كما أنها تشغل نفسها بمطالبة الحكومات بتطبيق النظسسام السسسلمي
والشريعة السلمية بينمسسا المجتمعسسات ذاتهسسا بجملتهسسا قسسد بعسسدت عسسن فهسسم
مدلول العقيدة السلمية والغيرة عليها ،وعن الخلق السلمية ..ولبد إذن
أن تبسسدأ الحركسسات السسسلمية مسسن القاعسسدة :وهسسي إحيسساء مسسدلول العقيسسدة
السسسلمية فسسي القلسسوب والعقسسول ،وتربيسسة مسسن يقبسسل هسسذه السسدعوة وهسسذه
وفي الوقت نفسه ،ومع المضي في برنامسسج تربسسوي كهسسذا ،لبسسد مسسن
السلمية في باكستان ،وهسسو يسسسير علسسى نفسسس الخطسسة وينشسسأ عسسن نفسسس
ل تبدأ هي اعتداء ،ول محاولة لقلب نظام الحكم ،ول مشاركة في الحسسداث
والتفهيم والتربية والتقويم ،وطالما الدعوة ممكنة بغير مصادرة لها بسسالقوة،
- 20 -
وبغير تدمير لها بالقوة ،وبغيسسر تعسسذيب وتشسسريد وتذبيسسح وتقتيسسل ،فسسإن هسسذه
الحركة والدعوة والجماعة لرد العتداء وضرب القوة المتعدية بالقدر السسذي
السلمي والحكم بشريعة الله ليس هدفا ً عاجل ً لنه ل يمكن تحقيقه إل بعد
نقل المجتمعات ذاتها ،أو جملسسة صسسالحة منهسسا ذات وزن وثقسسل فسسي مجسسرى
الحياة العامة ،إلى فهسسم صسسحيح للعقيسسدة السسسلمية ثسسم للنظسسام السسسلمي،
وإلى تربية إسلمية صحيحة على الخلق السلمي ،مهما اقتضسسى ذلسسك مسسن
وأصبحت هذه الصورة للحركة السلمية واضسسحة فسسي حسسسي تمام سًا-
كما أصبحت واضحة في حس الخ هواش – وبقيت مهمة نقلهسسا إلسسى أفسسراد
ومجموعات أخرى من الخوان بأية وسيلة ،لبدء حركة على أساسسسها .وفسسي
***
مستشفى سجن مصر كذلك ثسسم سسسجن طسسره حسسسب المكانيسسات العلجيسسة
بهما .وإن كان التصال بهم في فترات الرياضة في فناء المستشسسفى وفسسي
كل فرصة تسنح ،وإن كان اتصال ً محدودا ً وقصيرا ً من ناحية الزمن اليسسومي
ومسسن ناحيسسة زمسسن بقسسائهم بالمستشسسفى لعمليسسة أو علج ينتهسسي فسسي فسسترة
محدودة ويعودون إلى سجونهم ،ما عدا أفرادا ً منهسسم مكثسسوا فسسترات طويلسسة
- 21 -
وسأذكر شأنهم معي تفصي ً
ل :ولكن قبل ذلك لبد من تصوير الظروف السستي
تمت فيها هذه التصالت التي حاولت فيها نقل مفهوماتي لهؤلء القادمين:
أنا إلى ذلك الوقت في محيط الخوان المسلمين مجرد أخ مسسسلم ..
حقيقة أن له من نفوسهم قيمتسسه ومكسسانته الشخصسسية بوصسسفه كاتبسا ً مفكسسرا ً
العالم السلمي ..ولكنه مع ذلك كله ليسسست لسسه صسسفة حركيسسة إداريسسة فسسي
الجماعة تعطي له الحق الشرعي فسسي رسسسم خطسسة حركيسسة ول مسسن تسسوجيه
الخوان إليها .لن هسسذا الحسسق لمكتسسب الرشسساد وحسسده ولمسسن يكلفسسه بسسذلك.
ولست من أعضاء المكتب ول مكلفا ً منه بشسسيء .هسسذا الظسسرف كسسان يحتسسم
علي أن ابدأ مع كل شاب وأسسسير ببطسسء وحسسذر مسسن ضسسرورة فهسسم العقيسسدة
عدد ممكن .وبعد ذلك تجئ الخطوات التالية بطبيعتها بحكسسم اقتنسساع وتربيسسة
في البلد السلمية -قد صارت إلسسى حالسسة مشسسابهة كسسثيرا ً أو مماثلسسة لحالسسة
المجتمعات الجاهلية يوم جاءها السلم .فبدا معها مسسن العقيسسدة والخلسسق ل
من الشريعة والنظسسام .واليسسوم يجسسب أن تبسسدأ الحركسسة والسسدعوة مسسن نفسسس
النقطة التي بدأ فيها السلم ،وأن تسير في خطوات مشسسابهة مسسع مراعسساة
ولم يكن الزمن الذي يقضيه كل منهم يسمح بتكسسوين فهسسم كامسسل ول
واسع لهذا المنهج ،ولكن فقط يفتح له نافسسذة للتفكيسسر مسسن جديسسد والقسسراءة
- 22 -
في الكتب التي تساعده على هذا التصور والتي كنت أسمي له عددا ً منهسسا.
وبعضها كان عندي في الليمان ومن مكتبتسسه فيقسسرأ منهسسا مسسا يمكسسن ويكمسسل
الباقي بعد عودته ،أول ً في صورة فردية .وفيما بعد تكونت أسر فسسي سسسجن
القناطر لدراسة هذه الكتب بالضافة إلسسى كتسسب أخسسرى اختاروهسسا بأنفسسسهم
هناك كات أول مجموعة تكلمت معها في هسسذه المفهومسسات بتوسسسع – سسسنة
1962على مسسا أذكسسر -مكونسسة مسسن الخسسوان :مصسسطفى كامسسل ،وسسسيد عيسسد
ويوسسف كمسال مسن سسجن القنساطر فسي فسترة أقسل مسن أسسبوع ،ولكنهسم
كان لها رد فعل شديد في وسطهم .فبعضهم أخذ يتحمس لهذا التجاه مسسن
التفكير ويطلب منه المزيد .وبعضهم أخذ يتحمسسس ضسسده بشسسدة باعتبسسار أن
فيه مخالفة للخط الحركي الذي سارت عليه الجماعة من قبل وتخطئه لهسسا
في بعض تحركاتهسسا .وباعتبسسار آخسسر وهسسو أنسسه صسسادر عسسن جهسسة غيسسر شسسرعية
بالنسبة لهم.
أفراد آخرين أذكر منهم مسسن تعيسسه ذاكرتسسي علسسى غيسسر ترتيسسب زمنسسي ،ومسسن
السهل معرفة الجميع سواء من أحد الخسوان السذين كسانوا فسي القنسساطر أو
من السجلت..
- 23 -
***
ملحظة:
تذكر هذه السماء حوالي ساعتين .ول أهمية فسسي الحقيقسسة لسسسردها هكسسذا،
ويمكن السسستعانة بسسذاكرة الخ هسسواش ،أو بسسذاكرة الخ الطسسوخي السسذي لسسم
يحضر ولكنه كان بين المسؤولين عن الخسوان فسي القنساطر ،أو بسأي واحسد
من الذين حضروا ..وذلك لكي أستطيع كتابة ما هو أهسسم ،وهسسو نسسوع علقسسة
***
ومدى بعد المجتمعات النسانية اليوم عنها -بما فيها المجتمعسسات السسسلمية
التقليدية ذاتها –ليسوا كلهم من سسسن واحسسدة ول مسسن ثقافسسة واحسسدة ،فعسسدد
أقام أياما ً لقيني ساعة أو سسساعتين فسسي المجمسسوع ،وبعضسسهم أقسسام أسسسابيع،
وبعضهم أقام أشهر طويلة ،لذلك كله اختلفت الصور التي نقلوها لخسسوانهم
في القناطر ،وبعض هذه الصور كانت شوهة أو مبتورة ،وبعضها كان كسسامل ً
مجموعة مسسن خمسسسة أو أقسسل أو أكسسثرن تشسسرف علسسى شسسؤونهم فسسترة مسسن
الزمن حتى تتعب فيختارون غيرها -تطلب مني أسماء مجموعة من الكتسسب
- 24 -
تكون مراجع لدراسة الخوان ،لن الكتاب ينقل الفكرة نقل ً كسسامل ً صسسحيحًا،
فكتبت لهم أسماء نحو أربعين كتابًا ،اختاروا هم من بينهسسا بعضسسها ،وأضسسافوا
بعضا ً آخر ،وجعلوها برنامجا ً ثقافيا ً تدرسه فيما بينهسسا أسسسر بقسسدر مسسا يسسسمح
نظام السجن ،والسرة عادة سكان زنزانة فيما أظن ،ول أعرف على وجسسه
الدقة تفصيلت ذلك .ولكن هسذا لسم يضسع حسدا ً للمشسكلة الستي نشسأت مسن
رفض مجموعة منهم أن تتلقى أفكارا ً أو تدرس برنامجا ً لم يأت مسسن الجهسسة
الشسسرعية فسسي الجماعسسة ومعسسي البسساقون مسسن أعضسساء مكتسسب الرشسساد فسسي
في الواحة .وحوالي 50يدرسون ولكنهم لسسم يصسسلوا إلسسى الوضسسوح الكسسافي
وهم في الطريق إلى أن انتهت مدة سجن الجميع وخرجوا خلل .1965
ماضي .ول أملك تذكر كسسل السسسماء ،لنسسي أعتمسسد دائم سا ً فيهسسا علسسى ذاكسسرة
- 25 -
وفي مقدمة الذين عارضوا بشدة وأقاموا ضجة :أمين صسسدقي وعبسسد
الرحمن البنان-لطفي سليم -عبد العزيز جلل -والبقية يتذكرها الطسسوخي أو
وبعسسض هسسؤلء أوصسسلوا إلسسى السسستاذ عبسسد العزيسسز عطيسسة وغيسسره فسسي
في مجموعة القناطر ،وصورة كسسذلك مشسسوهة عسسن أصسسل الفكسسار والمنهسسج
الذي يدور حوله الخلف .مما جعلهم في الواحات ينزعجون انزعاجا ً شديدا ً
وقد حضر من عندهم للعلج فسي طسره الخ عبسسد السسرؤوف أبسو الوفسا
فأبلغني خبر هذا النزعاج من ناحية واتجاه المجموعة في الواحة إلى عسسدم
وقد قلت له :إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشسسوه إنمسسا نحسسن نقسسول:
إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة ،وعدم تصور مدلولها الصحيح،
والبعد عن الحياة السلمية ،إلى حال تشبه حال المجتمعات فسي الجاهليسة،
وإنه من أجل هذا ل تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامسسة النظسسام
فالمسألة تتعلق بمنهسسج الحركسسة السسسلمية أكسسثر ممسسا تتعلسسق بسسالحكم علسسى
الناس!
ولما عاد أبلغهم الصورة الصحيحة ،بقسسدر مسسا فهسسم منهسسا ،ولكسسن ظسسل
الخرون في القناطر يلحون عليهم بوجسسوب وقسسف مسسا أسسسموه بالفتنسسة فسسي
صسسفوف الجماعسسة .وظسسل الحسسال كسسذلك حسستى نقسسل إلسسى مستشسسفى طسسره
- 26 -
الستاذان عبد العزيز عطية وعمر التلمسسساني مسسن أعضسساء مكتسسب الرشسساد
ولما حضر أمين صدقي وعبد الرحمن البنسسان إلسسى مستشسسفى طسسره-
وكنت قد خرجت بعفو صحي بعد سوء حالة الذبحة الصدرية التي أصبت بها
في السجن مع بقية أمراضي الخرى .بلغني من الخ هسسواش بعسسد خروجسسه،
وكان حضارا ً لقاء عضوي المكتب بالشابين الحاضرين مسسن القنسساطر ،إنهمسسا
حاول إفهامها أن المر ليس كما فهموا ،ولكنهما ظل مصرين على موقفهما
بعد عودتهما إلى القناطر هما والمجموعة التي معهم .وخرج هؤلء وغيرهم
الصحيح ،جعل معظم أفرادها يزوروني بعد خروجهم .وإن كان قصر الفسسترة
التي قضيتها في القاهرة ،وكلهسسا مسسن الخسسروج إلسسى العتقسسال ثمانيسسة أشسسهر
بالضبط ،جعل هذه الزيسارات معسدودة ..فمصسطفى كامسل مثل ً رأيتسه مسرة
واحدة ،ورفعت الصياد ربما خمس أو ست مرات ،وسيد عيد أكثر من عشر
مسسرات ،وفسسوزي نجسسم ثلث مسسرات ،والطسسوخي ثلث مسسرات سسسريعة ،وسسسيد
دسوقي ربما ثلث مرات أو أربع ،والباقون كذلك أو أقل وفيهسسم مسسن رأيتسسه
مرة واحدة .وكذلك زارني أفراد من المجموعة الثانية التي لم تنضسسج ،مسسرة
واحدة أو مرتين ،وكانت علقتي أكسسثر بسسالخ هسسواش باعتبسساره الرجسسل السسذي
عشت معسسه قرابسسة عشسسر سسسنوات ،وفكرنسسا معسا ً فسي المنهسسج واتفقنسسا علسسى
القناطر ،كما كنت أرشحه للتصال بالتنظيم الجديد ولكن ذلك لم يتم.
- 27 -
ولكن لم يقسع أن وضسعت تنظيمسا ً لهسؤلء الخسارجين مسن السسجن ول
) (1إنها معتبرة كبقية الخوان ضمن الجماعة في حالسسة سسسكون عسسن
الحركة في الظروف الحاضرة ،وليس لها وضع مستقل يربطها بسسي إل نسسوع
التفكير ..ولم أكن أريد أن أدخل في أية إشكالت كالتي أثارتهسسا المجموعسسة
المعارضة في القناطر.
) (2إن الخارج من السجن بعسسد عشسسر سسسنوات يكسسون كسسالعمى مسسن
ناحية الرؤية الجتماعية ،ولبد أن تترك لسسه فرصسسة للتعسسرف إلسسى المجتمسسع،
بشدة.
) (3إن الجسسو فسسي الخسسارج غيسسره فسسي السسسجن ،ففسسي السسسجن تكسسون
من أجله السجن ..أما وهسسو فسسي الخسسارج فستسسستغرقه مشسساغل ومشسسكلت
واهتمامات متنوعة ..ولم يكن بد من تركهم فترة يتبين فيهسسا مسسن تسسستغرقه
لذلك كله ،كنت أؤجل الحديث في مسألة تنظيمهم سسسواء إذا تحسسدث
فيه أحد منهم ،أو إذا سسسألني أحسسد مسسن الشسسبان الخمسسسة المشسسرفين علسسى
تنظيمنا؟..
- 28 -
ومرة قلت لهم :إننا لبد أن نتركهم ستة أشهر على القل ،وحتى لسسو
عملنا لهم تنظيما ً فسيبقى مستقل ً ..وإنني أفكر في أنه –عند ذلك -يشرف
عليهم الخ هواش وهو وحده يتصل بالتنظيم الجديد ..إل أن شيئا ً مسسن هسسذا
والذي حدث فقط أنني استدعيت الخ الطوخي لعسسرف منسسه حقيقسسة
كل واحد من الذين خرجسسوا ،وتصسسنيف فئاتهسسم مسسن ناحيسسة الفهسسم والسسوعي..
وذلك لنه كسان ملصسقا ً لهسم أكسثر منسي ،وأنسا أثسق بحسسن تقسديره وصسدق
شهادته.
وقد تذكرت الن أنه هو السسزائر السسذي ذكسسر الخ علسسي عشسسماوي فسسي
أقسسواله أنسسه حضسسر فسسي أثنسساء اجتماعسساتهم عنسسدي ،وأن أخسسي محمسسد قطسسب
استدعاني لمقسسابلته ،فجلسسست معسسه ،ولمسسا عسسدت قلسست لهسسم :إننسسي عجلسست
بمقابلته ،لينصرف من عندي ،لنه فسسي مركسسز حسسرج ،أو حسسساس ،ل أتسسذكر،
والظروف التي كانت محيطة بالخ الطوخي في ذلك الحين ،أنه كان
قد تسلم عمل ً في السماعيلية ،في مكتسسب التسسوكيلت فيمسسا أظسسن ،وكسسانت
مباحث السماعيلية تراقب تحركاته بشدة ربما نظرا ً لنه كان فسسترة طويلسسة
مسؤول ً عن إخوان القناطر ،أو لسباب أخرى ل أعلمها وكان عليه أن يعسسود
إلى السماعيلية ليل ً ليكون هناك في الصباح .ولم يكن يحسسب أن يسسراه أحسسد
عندي أو يحس بوجوده حتى في القاهرة .وكنت في حاجة إليه لسسسأله عسسن
تصنيف الخارجين من القناطر ،فحضر على عجل ،وتحدث إلي فيمسسا أردت.
فأشرت إلى هذا الظرف بالجمال للخمسة المجتمعيسسن معسسي بسسسبب أننسسي
- 29 -
قمت سريعا ً وتركتهم بمجرد أن محمد قطب ذكر لي اسمه في أذنسسي وأنسسه
***
ملحظة:
العادة المتبعة في بيتي أنني إذا كنت مع ضيوف وأراد أي واحد :أخي
أو أبناء أخي أو الخادم استدعائي لمر في الداخل ،أو لزائر علسسى البسساب أو
في حجرة جلوس أخرى ،أن يهمس في أذني ول يجهر باسسستدعائي وسسسببه.
وهو أدب عادي في البيت ..ومحمد لم يكن يعرف الخ الطوخي ول المهمة
كلفوا واحدا ً من كل ثلثة أو أربعة أو أكثر ،ل يقيمون فسسي مسسساكن متقاربسسة
أن يتعهد الخرين معه بالزيارة والسؤال عسسن أحسسوالهم دون أن يعرفسسوا هسسم
ذلك ول يشعروا بأن وراءه شيئًا .وذلك فقط كمجرد رابطة-ول يزيد -وذلسسك
في انتظار أية تعليمات أخرى إذا سمحت الظروف بإعادة تنظيمهم .فقلسست
ولم يزد المر على ذلك شيئا ً فيمسسا يختسسص بالخسسارجين مسسن السسسجون
ولم يتسع الوقت لعرف إن كان هذا الجراء الذي اتفق عليه فسسي القنسساطر
بالنسبة للخارجين ،إجراء محليا ً فكروا فيه مسسن أنفسسسهم ،أو أنسسه تنسسبيه عسسام
وارد لهم من جهة قيادتهم من أعضاء المكتب فأنا لم أكن المر به .ولكنسسي
- 30 -
أرجح أنه إجراء ذاتي من عندهم ،لنه كما فهمسست يتعلسسق فقسسط بالمجموعسسة
الواعيسسة والتاليسسة ،ول يشسسمل جميسسع الخسسارجين .وقسسد رأيتسسه أنسسا كافي سا ً فسسي
الظروف الحاضرة لن موضوع تنظيم الخارجين من السجون كان مستبعدا ً
حركته كما سسسيأتي بالتفصسسيل ..وفسسي السسوقت نفسسسه لسسم أخسسبر أحسسدا ً منهسسم
بشيء عن التنظيم الجديد .وفيما عدا الخ هواش الذي ذكرت له عموميات
عنه وليس تفصيلت ،فإن أحدا ً غيره لم يعلم مني شيئا ً عن ذلك التنظيسسم ل
العموم.
- 31 -
البحث عن السلح والمال
التنظيم الجديد
خرجت من السجن ،وفي تصوري صورة خاصة محددة لمسسا يجسسب أن
تكون عليه أية حركة اسسسلمية فسسي الظسسروف العالميسسة والمحليسسة الحاضسسرة
وصورة لخطوات المنهج الذي يجب أن تسير عليسسه .وقسسد ذكسسرت ذلسسك مسسن
والصليبية الستعماريه.
- 32 -
ل يجوز البدء بأي تنظيم إل بعد وصول الفراد إلى درجة -3
منها في حسهم !
في الوقت ذاته تجب حماية هذه الحركسسة ،وهسسي سسسائرة -6
في خطواتها هسسذه بحيسسث إذا اعتسسدى عليهسسا وعلسسى أصسسحابها يسسرد
- 33 -
أن تعتدى ول أن تفرض نظام الله بسسالقوة مسسن أعلسسى فيجسسب أن
تسسترك تسسؤدي واجبهسسا وأل ُيعتسسدى عليهسسا وعلسسى أهلهسسا .فسسإذا وقسسع
***
- 34 -
هسسذه كسسانت الصسسورة المتكاملسسة فسسي تصسسوري ليسسة حركسسة إسسسلمية
حاضرة ..ولكن حدث أن التقيت بعد خروجي على التسسوالي بالشسسبان التيسسة
أسماؤهم -من بين من التقيت بهم مسسن الخسسوان وغيسسر الخسسوان ممسسن لهسسم
اتجاه إسلمي :عبد الفتاح إسماعيل –على العشسسماوي -أحمسسد عبسسد المجيسسد
)وقد عرفت بقية اسمه هنا في السجن الحربي( مجدي -صبري ...وعلمت
منهم بعد لقاءات متعددة أنهم مكونون بالفعل تنظيم سا ً يرجسسع تاريسسخ العمسسل
فيه إلى حوالي أربع سنوات أو أكثر ،وأن أقليسسة منسسه ممسسن سسسبق اعتقسسالهم
من الخوان والكثريسسة ممسن لسسم يسسسبق اعتقسالهم أو ممسن لسم يكونسوا مسن
الخوان من قبل ،وأن هذا التنظيم تم بأن كل ً منهم علسسى انفسسراد فكسسر فسسي
وقت من الوقات السابقة -في هذه السسنوات مسن ضسرورة العمسل لعسادة
التي لسسم يعسسد لهسسا مسسورد رزق ،مسسع مجسسرد التجسساوب الصسسامت بيسسن الخسسوان
إليه وكونوا هذا التنظيم الواحد .وأنهم – وكلهم من الشبان القليلي الخسسبرة
بالستاذ فريسسد عبسسد الخسسالق ،كمسسا اتصسسلوا بسإخوان الواحسسات )السسذين اتصسسلوا
بالستاذ فريد كلهم والذي اتصل بالواحات عبد الفتاح( وبغيرهم ،ولكنهم لم
يجدوا حتى الن قيادة لهم ،وهم يريدون أن أتولى أنا هذا بعد خروجي ،ذلك
أنهم بعد أن قسسرأوا كتابسساتي وسسسمعوا أحسساديثي معهسسم قسسد تحسسولت أفكسسارهم
وتوسعت رؤيتهم إلى حد كبير .وقد كانوا يفكرون من قبل على أسسساس أن
- 35 -
المسألة مسألة تنظيم مجموعسسة فدائيسسة لزالسسة الوضسساع والشسسخاص السستي
النظام السلمي عن هذا الطريق ..أما الن فقد فهموا أن المسألة أوسسسع
من ذلك بكثير وأن طريق العمل طويل ،وأن العمل في المجتمسسع يجسسب أن
يسبق العمل في نظام الدولة ،وأن تكوين وتربيسسة الفسسراد يجسسب أن يسسسبق
على هذا النحو إلى حسسد مسسا ..ولكنهسسم هسسم فسسي حاجسسة إلسسى قيسسادة تزودهسسم
وكنت أمام أمرين :إما أن أرفسسض العمسسل معهسسم ..وهسسم لسسم يتكونسسوا
على النحو الذي أنا مقتنع به ،فلسسم يتسسم تكسسوين الفسسراد وتربيتهسسم وتسسوعيتهم
قبل أن يصبحوا تنظيما ً وقبل أن يأخسسذوا فسسي التسسدريب الفعلسسي علسسى بعسسض
التدريبات الفدائية ..وإما أن أقبل العمل علسسى أسسساس إدراك مسسا فسساته مسسن
المنهج الذي أتصوره للحركة وعلى أساس إمكان ضسبط حركساتهم بحيسث ل
يقع اندفاع في غير محله خصوصا ً وبعضهم ينوي فع ً
ل ،وعقلية البسسدء بإقامسسة
النظام السلمي من قمة الحكم قد تغلب على الفهم الجديد وعلسسى عقليسسة
الظروف الحاضسسرة تحتسساج إلسسى نظسسرة واسسسعة وفهسسم ووعسسي السسسلم ذاتسسه
السلمي ..الخ ..وأنتم تقولون أنكم لم تجدوا قيادة ،وتريدون أن أقوم لكم
- 36 -
بهذا الدور ..ولكنني كمسا تعلمسون رجسل مريسض بسأمراض مستعصسية علسى
الطلب حتى الن وخطيرة والجال نعم بيد الله ولكن قدر الله يتم بأسسسباب
يوجدها الله ..لذلك يجب أن تعتمسسدوا علسسى اللسسه وتحسساولوا أن تكونسسوا أنتسسم
العقلي لتكونوا قيادة ..أما دينكم وخلقكم وتقواكم وإخلصكم وتعاملكم مع
الله فأنا أرى وأحس أنكم سسائرون فيهسا بخيسر والحمسد للسه ..وكنست أكسرر
عليهم هذه المعاني وأتجه بهم هذا التجاه ..وكانت الوسسسيلة لتحقيسسق ذلسسك
هي اجتماعي بهم أحيانا ً مرة كل أسبوع ،وأحيانا ً مرة كل أسسسبوعين ..وفسسي
فترات انشغالي مرة كل ثلثة أو كل شهر ..وقد بدأت أدرس معهسسم تاريسسخ
بأنفسهم ..فقد كلفتهم أن يخصصوا منهم ومن بعض مسسن يختسسارونهم ممسسن
وراءهم تتبع الصحف العالمية والذاعات العالميسسة ،وإذا أمكسسن الكتسسب السستي
وحدث أربع مرات أن جاءني أحمد عبد المجيد بحصيلة تتبعهم للخبار
العامة ..غير أن جلساتي معهسسم كسسانت محسسدودة بحكسسم قصسسر المسسدة السستي
اتصلوا بي فيها فهي في مجموعها إذا استبعدنا الفترات التي كنت مشغول ً
فيها أو مريضا ً أو بعيدا ً عن القاهرة ل تزيد على ستة أشهر ،ول تحتمل أكثر
- 37 -
مما يتراوح بيسسن عشسسرة واثنسسي عشسسر اجتماع سًا ،ل يتسسسنى فيهسسا إل القليسسل
وبعضها كان يشغل بمسائل عملية أخرى تختص بموقف التنظيسسم مسسن بقيسسة
على التنظيم مسسن بقيسسة الخسسوان كمسسا تتعلسسق بمسسسائل التسسدريب وأسسسلحته..
وبخطة مقابلة العتداء على التنظيم وتوقع ضربه حسب ما يتردد من أخبار
القضية أكثر من غيرهسسا ..ولكننسسي كنسست أرى أنسسه لبسسد مسسن عسسرض الصسسورة
***
الحكم أو إقامة النظام السلمي وفي الوقت نفسه قررنسا اسستخدامها فسي
حالة العتداء على هسذا التنظيسم السذي سيسسير علسى منهسج تعليسم العقيسدة
وتربية الخلق وإنشاء قاعدة للسلم في المجتمع .وكان معنى ذلسسك البحسسث
في موضوع تدريب المجموعات التي تقسسوم بسسرد العتسسداء وحمايسسة التنظيسسم
منه ،وموضوع السلحة اللزمة لهذا الغرض ،وموضوع المال اللزم كذلك.
فأما التدريب فقد عرفسست أنسسه موجسسود فعل ً مسسن قبسسل أن يلتقسسوا بسي،
ولكن لم يكن ملحوظا ً فيه أن ل يتسسدرب إل الخ السسذي فهسسم عقيسسدته ونضسسج
وعيه ،فطلبت منهم مراعسساة هسسذه القاعسسدة ،وبهسسذه المناسسسبة سسسألتهم عسسن
العدد الذي تتوافر فيه هذه الشروط عندهم وبعد مراجعة بينهسسم ذكسسروا لسسي
- 38 -
تدريب وإعداد ..ثم تجدد سبب آخسسر فيمسسا بعسسد عنسسدما بسسدأت الشسساعات ثسسم
الموضوع-أنه نظرا ً لصعوبة الحصول على ما يلزم منه حسستى للتسسدريب فقسسد
مستمرة...
والثاني :أن علي عشماوي زارني على غير ميعاد وأخسسبرني أنسسه كسسان
منذ حوالي سنتين قبل التقائنا قد طلب من أخ في دولة عربيسسة قطع سا ً مسسن
السلحة ،حددها له في كشف ،ثم تسسرك الموضسسوع مسسن وقتهسسا ،والن جسساءه
خبر منه أن هذه السلحة سترسل – وهي كميات كبيرة حوالي عربية نقسسل،
وأنها سترسل عن طريق السودان مع توقسسع وصسسولها فسسي خلل شسسهرين ..
وكان هذا قبل العتقالت بمدة ولم يكن في الجو ما ينسسذر بخطسسر قريسسب ..
ولما كان الخبر مفاجئا ً فلسسم يكسسن ممكنسا ً البسست فسسي شسسأنه حسستى نبحثسسه مسسع
الباقين ،فاتفقنا على موعد لبحثسسه معهسسم ..وفسسي اليسسوم التسسالي – علسسى مسسا
أتذكر -وقبل الموعد جاءني الشيخ عبد الفتاح إسسسماعيل وحسسدثني فسسي هسسذا
المر وفهمت أنه عرفه طبعا ً من علي وكان يبدو غير موافق عليه ومتخوفا ً
منه ،وقال :لبد من تأجيل البث في الموضوع حسستى يحضسسر صسسبري ،وقلسست
وفي الموعد الول –على ما أتذكر لم يحضسسر صسسبري -لسسذلك لسسم يتسسم
تقرير شيء في المر ،وفي موعد آخر كان الخمسسسة عنسسدي وتقسسرر تكليسسف
علي بوقف إرسال السلحة من هناك حتى يتم الستعلم من مصسسدرها عسن
- 39 -
مصسسدر النقسسود السستي اشسستريت بهسسا ،فسسإن كسسان مسسن غيسسر الخسسوان ترفسسض،
إرسالها ،وضمانات أنها مكشسسوفة أم ل؟ وبعسسد ذلسسك يقسسال للخ المرسسسل أل
ومضى أكثر من شهر – على ما أتذكر – حتى وصل للخ علسسي رد مضسسمونه
الباقي في ذاكرتي :أن هسسذه السسسلحة بسسأموال إخوانيسسة مسسن خاصسسة مسسالهم،
وأنهم دفعوا فيها ما هم في حاجسسة إليسسه لحيسساتهم تلبيسسة للرغبسسة السستي سسسبق
ول أتذكر إن كان هذا الرد أو رد تال جاء بعده قد تضمن أن الشسسحنة
أرسلت فعل ً ول يمكن وقف وصولها وأنهسم يفكسرون فسي طريسق ليبيسا إلسى
النص بالضبط( والرجح أنه رد واحد .وعند ذكر ليبيا قلسست :أنهسسم إذا فكسسروا
في طريق ليبيا فإن أعرف من يستطيعون مسسساعدتنا فسسي نقسسل مثسسل هسسذه
الشياء ..وكنت أفكر وقتها في اثنين من إخوان ليبيا عرفتهما بعسسد خروجسسي
مسسن السسسجن :أحسسدهما )الطيسسب الشسسين( وكسان يسسدرس فسي مركسسز التعليسسم
الساسي بسرس الليان وله علقة بسائقي عربسسات النقسسل بخسسط الصسسحراء
بين ليبيا ومصر ،والخر )المبروك( ول أذكر إن كان اسمه الول )محمد( أم
ل لني أعرفه باسم واحد ..وكسسان فسسي مناسسسبة ذكسسر لسسي أن بعسسض أقسساربه
يشتغلون بالقوافل بين مصر وليبيا ..ولم أستوضحه وقتها عن القوافل لنه
كان كلما ً عابرا ً بخصوص ما إذا كان يلزمنسسي أي شسسيء ليسسس موجسسودا ً فسسي
- 40 -
نوع التجارة التي يزاولها هو ويحضر من أجلها إلى مصر ..إل أنه فسسي مسسرة
قال لي :أنه يسستورد مسن السسسكندرية السسبرانس الستي تلبسسس فسي المغسسرب
وتصنع هنا في مصر وليس في المغرب ..ومرة قسسال لسسي أنسسه معسسه شسسحنة
وأمسا مسسألة المسال فقسد جساء ذكرهسا مسرات فسي اجتماعاتنسا أو فسي
أحاديثهم متفرقين معي ،وعرفت أن لدى الشيخ عبسسد الفتسساح مبالغ سا ً ولكنسسه
كان يقول لهم دائمسًا :أنسسه هسسو مسسؤتمن عليسسه وهسو وديعسة عنسسده لينفسق فسي
أغراض معينة ولذلك فهو ل يملك أن ينفق منه في إعانسسات السسبيوت مثل ً ول
يملك التصرف في شيء إل بإذنه ..وقد قال لسسي الشسسيخ عبسسد الفتسساح مثسسل
هسسذا الكلم ،ولكسسن لمسسا عرضسست مسسسألة النفسساق علسسى الصسسناعة المحليسسة
للمتفجرات وعلى النفاق لتسلم شحنة السلحة التي أرسسسلت بعسسدما تسسبين
أنه ل يمكن وقفها ول يمكن تركها كذلك قسسال أن أي مبلسسغ تحسست تصسسرفكم.
واستأذنني في هذا فأذنت له ،وفهمت أنه كان يعتبر المبلغ أمانة ل يتصسرف
فيه إل بإذن قيادة شرعية .ولكني لم أعلم بالضسسبط مصسسدر هسسذا المبلسسغ ول
مقداره ..كل ما كان واضحا ً أنه من إخوان في الخارج وليس من أيسة جهسة
أخرى ..فهذا ما كنت أحب أن أتأكد منسسه فسسي علقسساتهم السسسابقة لنسسي كمسسا
قلت لهم ل أجيز للحركة السلمية أن تستعين بأجنبي عنها ل فسسي مسسال ول
أنه أكثر من ألف جنيه ..فقد جاء ذلك في كلمات عرضسسية ..وكسسان الشسسيخ
عبد الفتاح يقول كذلك ،أنه في مكان أمين ..ولم أكن أستوضحه عن هسسذه
التفصيلت ..لننسسي كنسست أكتفسسي بأقسسل قسسدر منهسسا ..وكسسذلك كسسل أعمسسالهم
التنفيذية فقد كان يكفي منها عنده ما يتعلق بالخطة العامة ..أما التفصيلت
- 41 -
فكانت متروكة لهم لنهم أخبر بها مني ..ولكن تبعتها بالطبع تقع علسسي لن
الخطة العامة كانت تتم بموافقتي ..كذلك جاءنا مبلغ مئتي جنيه من إخوان
العراق سلمتها للخ على فور تسسسلمها ،وكسسان حاضسسرا ً لتكسسون فسسي عهسسدتهم
بعد..
- 42 -
كما تقدم كنا قد اتفقنا على مبدأ عدم استخدام القوة لقلب نظسسام الحكسسم،
وفرض النظام السلمي من أعلى ،واتفقنا في السسوقت ذاتسسه علسسى مبسسدأ رد
العتداء على الحركة السسسلمية السستي هسسي منهجهسسا إذا وقسسع العتسسداء عليهسسا
بالقوة.
وكان أمامنا المبدأ الذي يقرره اللسسه سسسبحانه" :فمسسن اعتسسدى عليكسسم
فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" وكان العتسداء قسد وقسع علينسا بالفعسل
آدمية في أثناء التعذيب ثم بالقتل والتعذيب وإهسسدار كسسل كرامسسة آدميسسة فسسي
كنا قررنا أن هذا الماضي قد انتهى أمره فل تفكر في رد العتداء الذي وقع
علينا فيه ،إنما المسألة هي مسألة العتداء علينا الن .وهذا هو السسذي تقسسرر
الرد عليه إذا وقع ..وفي الوقت نفسه لسسم نكسسن نملسسك أن نسسرد بالمثسسل لن
السلم ذاته ل يبيح لمسلم أن يعذب أحسسدًا ،ول أن يهسسدر كرامسسة الدميسسة ول
أن يترك أطفاله ونسسساءه بسسالجوع ،وحسستى السسذين تقسسام عليهسسم الحسسدود فسسي
السلم ويموتون تتكفل الدولة بنسائهم وأطفالهم ،فلم يكن في أيسسدينا مسن
وسائل رد العتداء التي يبيحها لنا ديننا إل القتال والقتسسل :أول ً لسسرد العتسسداء
حتى ل يصبح العتداء على الحركة السلمية وأهلها سهل ً يزاولسسه المعتسسدون
في كل وقت .وثانيا ً لمحاولة إنقسساذ وإفلت أكسسبر عسسدد ممكسسن مسسن الشسسباب
المسلم النظيف المتماسك الخلق في جيل كله إباحية وكلسسه انحلل وكلسسه
انحراف في التعامل والسلوك كمسسا هسسو دائر علسسى السسسنة النسساس وشسسائع ل
- 43 -
لهذه السباب مجتمعة فكرنا في خطة ووسيلة ترد العتداء ..والذي
قلته لهم ليفكروا في الخطة والوسيلة باعتبار أنهم هم الذين سيقومون بها
قلته لهم :إننا إذا قمنا برد العتداء عند وقسسوعه فيجسسب أن يكسسون ذلسسك فسسي
ضربه راجعة توفق العتداء وتكفل سلمة أكبر عدد من الشباب المسلم.
ووفقا ً لهذا جاءوا فسسي اللقسساء التسسالي ومسسع أحمسسد عبسسد المجيسسد قائمسسة
باقتراحات تتناول العمال التي تكفي لشسسل الجهسساز الحكسسومي عسسن متابعسسة
الخوان في حالة ما إذا وقع العتداء عليهم كما وقع فسسي المسسرات السسسابقة
لي سبب إما بتدبير حادث كحادث المنشية الذي كنا نعلسسم أن الخسسوان لسسم
يدبروه أو مذبحة طرة التي كنا على يقين أنها دبرت للخوان تدبيرًا ،أو لية
أسباب أخرى تجهلها الدولة أو تدس عليها وتجيء نتيجسسة مسسؤامرة أجنبيسسة أو
محلية ..وهذه العمال هي الرد فور وقوع اعتقالت لعضاء التنظيم بإزالة
ومدير المخابرات ومدير البوليس الحربي ،ثم نسف لبعض المنشسسآت السستي
تشل حركة مواصلت القاهرة لضمان عسسدم تتبسسع بقيسسة الخسسوان فيهسسا وفسسي
خارجها كمحطة الكهرباء والكباري ،وقد استبعدت فيما بعد نسسسف الكبسساري
كما سيجيء.
وقلت له :إن هذا إذا أمكن يكون كافيا ً كضربة رادعة رد على العتداء علسسى
- 44 -
وظهر من كلمهسسم أنسسه ليسسس لسسديهم المكانيسسات اللزمسسة ،وأن بعسسض
كذلك عليهم حراسة قوية ل تجعل التنفيذ ممكنًا ،فضسل ً علسسى أن مسسا لسسديهم
من الرجال المدربين والسلحة اللزمسسة غيسسر كساف لمثسسل هسسذه العمليسسات ..
وبناء على ذلك اتفق على السراع في التدريب بعسسدما كنسست مسسن قبسسل أرى
الخطوة الولى ..ذلك أنه كانت هناك نذر متعددة تسسوحي بسسأن هنسساك ضسسربة
للخوان متوقعة ،والضربة كما جربنا معناها التعذيب والقتل وخراب البيوت
وتشرد الطفال والنساء فقد أخذ الشسسيوعيون ينسسثرون الشسساعات فسسي كسسل
مكان بأن الخوان المسلمين يعيدون تنظيم أنفسهم واختيسسار قيسسادة جديسسدة
يبدو فيها طابع الخوان للتحريض عليهم ،ولم يكن هذا غريبا ً فقد سمعنا من
قبل أنه ضبطت منشورات معسسدة للتوزيسسع فسسي حقيبسستي رجليسسن مسسن رجسسال
السسدين المسسسيحي ماتسسا فسسي حسسادث منسسذ سسسنوات وعليهسسا توقيسسع الخسسوان
- 45 -
كذلك كان الستاذ منير الدلة قد قال لي فسسي أثنسساء تحسسذيره وتخسسوفه
من شبان متهورين يقومون بتنظيم :أنه يعتقد أنهم دسيسسسة علسسى الخسسوان
بمعرفة قلم مخابرات أخبار أمريكي عن طريق الحاجة زينسسب الغزالسسي وأن
بضربهم أو في تركهم فترة ..كما قال لي مسسن قبسسل قريبسا ً مسسن هسسذا الكلم
الحاج عبد الرازق هويدي نقل ً عن الستاذ مراد الزيات صسسهر السسستاذ فريسسد
عبد الخالق والستاذ منير وبينهما توافق في التفكير والتجاه ،وكسسان الحسساج
عبد العزيسسز علسسي )السسوزير السسسابق( أو اتصسسلوا بسسه وأنسسه يقسسال :أنسسه متصسسل
مع الستاذ عبد العزيز علي والستاذ فريد في بيسست الحاجسسة زينسسب الغزالسسي
في أثناء بحثهم عن قيادة ،ولكنهم لم يستريحوا له ،فلسسم يكاشسسفوه بأسسسرار
تنظيمهسسم ،وفسسي كلم السسستاذ فريسسد معسسي أشسسار إلسسى اتصسسالهم بأشسسخاص
مشكوك فيهم وكنت أعرف أنسسه يشسسير إلسسى اتصسسالهم بالسسستاذ عبسسد العزيسسز
وبالحاجة زينب ،ورأيه من رأي الستاذ منير أنهما مدسوسان لعمسسل مذبحسسة
للخوان ..
الحاجة زينسب فكنسست قسسد عرفسست أنهسسا قسامت بمجهسود كسبير فسي السسسنوات
ثقتهم ،وأن الشيخ عبد الفتاح هو وحده المتصل بها ،ولم يكن عنسسدي خسسوف
- 46 -
المهم أن هذه كلها كانت تنذر بقرب ضربة واعتداء يقع على الخوان
وعلى هسسذا التنظيسسم بشسسكل خسساص ...فقررنسسا السسسراع فسسي التسسدريب بقسسدر
وأتذكر أن هذا كان آخر اجتمسساع للمجموعسسة ،فلسسم التسسق بعسسد ذلسسك إل
بالشسسيخ عبسسد الفتسساح وبسسالخ علسسي العشسسماوي فسسي رأس السسبر ،ولسسم أتسسبين
تفصيلت ما اتخذوه بينهم مسسن إجسسراءات التسسدريب ،ول أيسسة خطسسوات أخسسرى
تنفيذية ،ول أذكر أنه جاء ذكر شيء من هذا سواء في مقسسابلتي مسسع الشسسيخ
عبد الفتاح أو مع الخ علي في رأس البر ،إلى أن وقعت العتقالت الولسسى
للخسسوان بالفعسسل ،ولسسم يكسسن منهسسم أحسسد مسسن أعضسساء التنظيسسم بعسسد ،وكسسانت
صريحة ،أن يوقفوا نهائيا ً عملية السودان )أي الخاصة بالسلحة( بأي شسسكل
وأن يلغوا كل عملية أخرى )أي الخاصة برد العتداء( فجاءني استفهام مسسن
الخ علي عن طريق الحاجة زينب كذلك عما إذا كانت هذه تعليمسات نهائيسة
حتى لو وقع التنظيم ،فأجبته بأنه فسسي هسسذه الحالسسة فقسسط وعنسسد التأكسسد مسسن
إمكان أن تكون الضربة رادعة وشاملة يتخذ إجراء وإل فصرف النظسسر عسسن
كل شيء .وكنت أعلم أن ليس لديهم إمكانيات بالفعل وأنه لسسذلك لسسن يقسسع
شيء.
- 47 -
وكان قد جرى في أثناء المناقشات الولية عن الجراءات التي تتخسسذ
للرد على العتداء إذا وقع على الخوان اعتداء حسسديث غيسسر تسسدمير القنسساطر
الخيرية الجديدة وبعض الجسور والكباري كعملية تعويق ،ولكن هذا التفكير
استبعد لنه تدمير لمنشآت ضرورية لحياة الشعب وتؤثر في اقتصاده ،وجاء
استبعاد هذه الفكرة بمناسبة حديث لي معهم عسسن أهسسداف الصسسهيونية فسسي
أو ً
ل :من ناحية العنصر البشري بإشاعة النحلل العقيدي والخلقي..
الخ علي عشماوي بهذه المناسسسبة :أل يخشسسى أن نكسسون فسسي حالسسة تسسدمير
بأقل قدر ممكن من تدمير بعض المنشآت في القاهرة لشل حركة الجهزة
في هذا كله سواء في القضاء علسى أشسخاص أو منشسآت لسم يتعسد التفكيسر
النظري كما تقدم ..ذلك أنه إلى آخر لحظة قبسسل اعتقالنسسا لسسم تكسسن لسسديهم
إمكانيات فعلية للعمل – كما أخبروني من قبسسل – وكسانت تعليمسساتي لهسم أل
الحال ماذا حدث بعد ذلك ،إل أنه واضح أنه لم يقع شيء أص ً
ل ..وقسسد كسسانت
لديهم فرصة ثلثة أسابيع على القل لو كانوا يريدون القيام بأي عمل.
- 48 -
- 49 -
اتصالتنا بالخوان في الخارج
العشماوي أن أحد إخوان العراق يحب أن يقسسابلني وأنسسه هسسو ممثسسل إخسسوان
العراق في مصر أو مندوبهم وكان يدرس في مصر وهسسو مسسسافر لنسسه أتسسم
دراسته وأخذ موعدا ً مني لمقابلته معي في منزلسسي ،وكسسان ذلسسك ..واسسسمه
ودار حديث ل أملك تذكر تفصيلته ولكن موضوعه كان حسسول أوضسساع
حولهم .وأنهم يتطلعون إلى القيادة في مصر ولكن القيادة هنا ل تتصل بهم
ول توجههم ولذلك فسإن كسل مجموعسة تتخسذ لنفسسها السياسسة الستي تراهسا
باجتهادها .وأن الخوان في العراق مسسن أجسسل ذلسسك اتخسسذوا لنفسسسهم قيسسادة
على قيادتهم ،وإنما يتصل مندوب فقط لمتابعة الحوال-وأنه رغم أنه تكون
الذين في السعودية ،فإن خطة إخوان العسسراق هسسي هسسذه السستي ذكرهسسا .لن
التشكيلت الخرى ذات عقلية تقليدية ويحتاج المر إلى فسترة حستى تتلقسى
أفكارهم مع أفكارهم.
حسدثته أنسا عسن تفكيرنسا السذي انتهينسا إليسه مسن ناحيسة منهسج الحركسة
وضسسرورة بسسدئه مسسن شسسرح حقيقسسة العقيسسدة قبسسل النظسسام والشسسريعة ،ومسسن
- 50 -
التكوين الفردي قبل التنظيم الجماعي ،ومسسن عسسدم محاولسسة فسسرض النظسسام
بالتدخل في الحداث السياسية المحلية الجارية إلى آخر ما سبق بيانه مسسن
منهجنا الجديد.
وهنا قال :إنه على اتصال بالستاذ فريد عبد الخالق باعتباره الممثسسل
للخوان هنا الذي له حق التصال به .وأنه يرى أن هناك اختلفا ً في التفكيسسر
والمنهسج بيسن مسا أقسوله وبيسن مسا يعرفسه مسن تفكيسر السستاذ فريسد ومنهسج
الجماعة كما يفهمه ،وأنه لماذا ل يوجد التفكيسسر فسسي الجماعسسة؟ وقلسست لسسه:
على كل حال هذا تفكيرنا نحسن وفسي الظسسروف الحاضسرة ل نملسسك الحركسسة
على نطاق واسع لتوحيد تفكير الجماعة ،فهسسذه ثمسسرة التجربسسة السستي مررنسسا
بها ،والزمن كفيل بها .ولم أخبره بشيء من التفصيلت عن تنظيمنا .ولكنسسه
كان مستاء لن يظهر الخوان كأنهم فرقة أو فرقتان .وانصرف مسسن عنسسدي
على أنه سيظل على اتصاله بالستاذ فريد كممثل للجماعة وأنه في الوقت
نفسه سيبلغ الخوان في العراق ما سمعه مني والصورة التي عليها الحالسسة
عندنا .وبعد اشهر عاد هذا الخ من الخارج وقابلني مرة أخسسرى عسسن طريسسق
الخ علي أيضا ً وكان معه أخ عراقي آخر ،وأخسسبرني هسسو وزميلسسه أنسسه عسسرض
الصورة الواقعة في مصر على إخوانهم هناك ،فكلفوه أن يكون التصال بنا
لن منهجنا وتفكيرنا أقرب إلسسى منهجهسسم وتفكيرهسسم ،وإن لسسم يكسسن موحسسدا ً
لختلف الظروف بيننا .وسلمني مبلغ مئتسسي جنيسسه هديسسة مسسن إخسسوانه هنسساك
علي كما ذكرت من قبل ولم يتم اتصال آخر غير هذا في هذه المقابلة.
***
- 51 -
وفي مايو الماضي زارنسسي بمفسسرده أحسسد إخسسوان الردن .وهسسو طسسبيب
اسمه عبد الرحمن ..أما بقية اسمه فل أتذكرها ،ومن السهل معرفة اسمه
من السسستاذ فريسسد عبسسد الخسسالق ،وذكسسر لسسي أنسسه منتسسدب مسن إخسسوان الردن
لمقابلة الخوان هنا ،وأنه حضسر إلسي لتهنئتسي بسالخروج مسن السسجن باسسم
إخوان الردن ،وأبلغني تحيات مراقبهم العام الستاذ عبسسد الرحمسسن خليفسسة.
ثسسم تحسسدث حسسديثا ً طسسويل ً عسسن المسسسألة السستي يريسسد أخسسذ تعليمسسات فيهسسا أو
وأحاديثهم معه وأحاديثه معهم ،ل تسعفني ذاكرتي الن باستحضاره لني لم
أكن أتتبعه باهتمسسام إل فسسي النقطسسة الساسسسية فيسسه وهسسي تتلخسسص :فسسي أن
الشقيري طلب مساعدتهم في الدعوة للمنظمة وأنهم فهموا منه أنسسه جسساد
في قضسسية فلسسسطين فبسسذلوا لسسه كسسل مسسساعدة .ولكسسن عنسسد تشسسكيل الهيئة
التنفيذية –أو ما يشبه هذا -وجدوا أنه استبعد الخوان المسلمين منهسسا ،وأن
أغلبية منهسا مسن المعروفيسن بميسسولهم الشسسيوعية ،وأنهسسم راجعسسوه فسسي هسسذا
في حين أنهم يعتبرون أنفسهم مرتبطين بالقسساهرة ..وذكسسر لسسي أن السسسفير
المصري في وقت من الوقات سأل السستاذ عبسد الرحمسن خليفسة عمسا إذا
كان يلبي دعوة لو جاءته من القاهرة ،فرد الستاذ عبد الرحمن عليه قسسائ ً
ل:
إن لك قيادة وأنت تتبعها وتطيسسع أوامرهسسا .فأنسسا كسسذلك لسسي قيسسادة ،وسسسألبي
- 52 -
يجب أن تعلقوا مصيركم ول علقاتكم بمصير الخوان في مصر .فقسسال لسسه:
إننا مرتبطون بمصر باعتبارها قطاعا ً من قطاعات الخوان .ثم طلسسب منسسي
فسسي موقسسف داخلسسي :أول ً لننسسي لسسست المرشسسد .وثانيسا ً لنكسسم أنتسسم أعسسرف
بكل ما يحيط بها .فطلب مقابلة المرشد فقلت له كذلك :إننسسي ل أملسسك أن
أوصله بالمرشد لنني أعرف أن حالته الصحية لم تعد تمكنه من بسسذل جهسسد
في مثل هذه المشاغل والمشاكل ،ولننسسي أعسسرف كسسذلك عسسدم رغبتسسه فسسي
مثل هذه المقابلت ،وكنت سمعت هذا فعل ً نقل ً عن أهل بيته.
فقال لي :إنه سيقابل السسستاذ فريسسد فمسساذا انصسسح لسسه هسسل يقسسابله أم
يكتفي بمقسسابلتي؟ فقلسست لسسه :إنسسه يسسستطيع أن يقابسسل السسستاذ فريسسد بل أي
مانع ..وكان قد سألني قبل ذلسسك عسسن توجيهسساتي العامسسة قبسسل سسسؤالي عسسن
السلمية على أنها مجرد آراء لي ل على أنهسا توجيهسسات لهسسم ،لنسي أعسسرف
منذ سنة 1953عندما كنسست فسسي الردن أن إخسسوان الردن منغمسسسون فسسي
الحركات السياسية المحلية ،فل يمكن أن أنصح لهم بالنسحاب منهسسا وهسسم
وقد علمت من الستاذ فريد في المقابلة التي كانت بيني وبينسسه بعسسد
ذلك وهي المقابلة الوحيدة باستثناء حضوره لتهنئتي بعد خروجي في العسسام
الماضي والستي اقتصسسرت علسى التهنئة ..علمست أن الخ الردنسي زاره وأنسه
قابل الستاذ المرشد كذلك .وأنه لم يأخذ منهما أيسسة توجيهسسات فسسي مسسسألة
المنظمسسة .وأن المرشسسد أبسسدى رغبتسسه فسسي عسسدم الحسسديث فسسي مثسسل هسسذه
- 53 -
المسائل .وكذلك عرفت هذا مسسن المرشسسد عنسسدما زرتسسه للسسسؤال عنسسه فسسي
مرضه وللعزاء في ابن عمه وذكرت له طلب ذلك الخ زيسسارته وردي عليسسه.
كذلك كان مما قاله لي ذلك الخ الردني :إن القوميين العرب فسسي سسسورية
اتصلوا بالستاذ عصام عطار ليتعاون معهم في صسراعهم مسع حسزب البعسث
كما تطارد القوميين العرب .فقال لهم الستاذ عصام :إن هذا التعاون يكون
العرب متصلة بالقاهرة ،فالوضع ل يكسسون سسسليما ً فسسي مثسسل هسسذه الظسسروف
ويحسن إنهاء قضسسية الخسسوان فسسي مصسسر ليصسسبح لمثسسل هسسذا التعسساون محسسل
وفرصة.
***
زائرا ً وهو مندوب عن الخوان هناك ،وقد يزورنسسي .ولكسسن لسسم يحسسدد موعسسد
ولم تتم الزيارة ،غير أني علمت من الخ علي أنه قابله مرة أو مرتيسسن فسسي
الغالب ،وأنه وصف له حوادث السودان ودور الخوان الساسي فيهسسا ،ممسسا
أدى إلى إنهاء الحكم العسكري هناك على مسسا هسسو معسسروف .كمسسا أبسسدى لسسه
تفاؤله الكبير بقرب قيام حكم إسلمي في السودان نتيجة للنتخابات السستي
وأذكر أنني علقت وقتها مع هذا كله إن قيسسام حكسسم إسسسلمي فسسي أي
بلد لن يجئ عن مثل هذه الطرق .وأنه لن يكون إل بمنهسسج بطيسسء وطويسسل
المدى ،يستهدف القاعدة ل القمسسة ،ويبسسدأ مسسن غسسرس العقيسسدة مسسن جديسسد،
- 54 -
والتربية السلمية الخلقية .وأن هذا الطريق الذي يبدو بطيئا ً وطسسويل ً جسسدا ً
وقلت له كذلكن إنه لم يمروا بعد بالتجارب التي مررنا بها في مصر،
ولذلك لبد أن يتركوا ليجربوا غذ أنني أظن أنهم لن يقبلوا منسسا توجيه سا ً فسسي
ولما ظهرت نتيجة النتخابات مخيبة لهذا التفاؤل تقابل مع الخ علسسي
فيما أذكر ،وكانت صدمة له ظاهرة في حديثه كمسسا نقسسل لسي الخ علسسي ،ول
***
وحضر من ليبيا لمقابلتي فسي أول أغسسطس مسن هسذا العسام ،وقبسل
اعتقالي بأسبوع واحد ثلثة من إخوان ليبيا أحدهم اسمه )الفاتسسح( ول أذكسسر
أسماء الخرين .وكان الخ )الطيب الشين( قبل سفره أخسسبرني برغبسسة الخ
الفاتح في مقابلتي وأنها كانت أمنية له منذ زمسسن طويسسل وأنسسا فسسي السسسجن
وبالفعل كان ذلك .وكانت معهم الخ المبروك .وقد قابلتهم مجتمعين
في الفندق السسذي كسسانوا نسسازلين بسسه وهسسو فنسسدق أطلسسس .وكسسان أول سسسؤال
توجهوا إلي بسسه الستفسسسار عسسن حقيقسسة حسسادث المنشسسية فسسي أكتسسوبر سسسنة
1954وعدم تصديقهم بأنه عمل الخوان لنه ظاهر فيه من الوصسسف السسذي
سسسمعوه أنسسه ل يمكسسن لنسسسان عاقسسل أن يحسساول ارتكسسابه علسسى هسسذا البعسسد
بمسدس .وقد أخبرتهم بما بلغنا عن تدبيره بواسطة صلح دسوقي واللسسواء
- 55 -
وكان أخي محمد قطسسب قسسد اعتقسسل قبسسل مقسابلتي معهسسم بيسسومين أو
ثلثة ،وقد سألوا عنه وعن مكان اعتقاله ولم أكسسن أعسسرف مكسسانه ول سسسبب
اعتقاله إذ أن علمي المؤكد عنه أنه لم ينضم في حياته إلسسى تنظيسسم أو هيئة
أو حزب أو جماعة .كذلك أخبرتهم بتوقع اعتقالي لن العتقالت كسسانت قسسد
السيد صلح دسوقي واللواء الذي توفي أخيرا ً في السكندرية وثالث ،وأخذ
الخوان به ،تحدثنا في التخوف من تكسسرار مثسسل هسسذا التسسدبير مسسن أيسسة جهسسة
يهمها إغراء الحكومة بالخوان وخاصة العناصر الشسسيوعية السستي كسسان يشسساع
في وقتها أنها سترتكب بعض الحوادث بقصد نسبتها إلى الخوان.
وكان الخ الفاتح سيسافر لزيارة لبنان والردن ،وقسسال :إنسسه سسسيقابل
هناك الستاذ عصسسام عطسسار والسسستاذ عبسسد الرحمسسن خليفسسة وسسسينقل أخبسسار
العتقالت وحادث المنشية والخوف من تدبير مثله .فلسسم أمسسانع فسسي ذلسسك.
ولكنسي قلست لسه :إن أسسرار حسادث المنشسية تحتسساج إلسى بحسث واسسستيفاء،
فيحسن أن يعرف ول يذاع عنه شيء حتى تكون لنا عنسسه بيانسسات كاملسسة ،إل
إذا دبر للخوان حسسادث مثلسسه مسسن أيسسة جهسسة فيحسسسن عنسسدئذ نشسسره .وكنسست
سمعت أن في النية مصادرة بعض كتبي وعدم إعادة طبعها .فقلت له :إنسسه
إذا حدث هذا فهناك إذن مني لي ناشر فسي الخسسارج بطبسع هسذه الكتسب فل
يحتاج إلى إذن .وبهذه المناسبة ذكروا أن في نيتهم فتح مكتبة ومطبعة في
ليبيا ،وأنهم يعتسسبرون هسسذا إذنسا ً لهسسم .وقسسد يجعلسسون لهسسم فرعسا ً فسسي بيسسروت
باعتبارها سوقا ً حرة وليس فيها قيود تصدير ول استيراد .فتركت المر كلسسه
- 56 -
في أيديهم إذا حدث ما كنت سمعته من بعض أصحاب المكتبات عن اتجسساه
وقد عرضوا أن يدفعوا مقدما ً مبلغا ً من المال مقابل طبع الكتب كما
هو المتبع مع الناشرين ولما كان هسسذا سسسابقا ً لوانسسه فقسسد شسسكرتهم .وتركنسسا
مثل هذه الشؤون لحينها عندما يتخذ فيها إجراء عملسسي .ولكنسسي قلسست لهسم:
إنه إذا حدث هذا فتسلم أيسسة حصسسيلة لهلسسي .ولمسسا كسسان محمسسد معتقل ً فقسسد
ذكرت لهم اسم ابن أختي رفعت أو ابسسن أخسستي عزمسسي ،علسسى أن أي واحسسد
منهما يتسلم بدل ً مني ،ما يكون لي من حصيلة كتبي .وذلك ظنا ً مني أنهمسسا
ل يعتقلن لنهما ليسا من التنظيم الجديد ،ولم تكن لهما سابقة انتظام فسسي
***
وهناك زيارة من أحد إخوان سوريا كانت بعسسد خروجسسي مسسن السسسجن
بقليل في العام الماضي .ولم يبق في ذاكرتسسي عنهسسا إل صسسورة باهتسسة جسسدا ً
وقد تعبت في تذكرها ،ولكن لعلني ذكسرت عنهسا شسيئا ً فيمسا بعسد للخ علسي
العشماوي ولعله يذكر اسم الزائر فأظن أنه يعرفه ولكنسي غيسر متأكسسد مسن
الخ كان قادما ً من سورية في طريقه إلى إنجلترا لسسستكمال دراسسسته بهسسا،
في سورية وتهنئته لي بالخروج مسن السسسجن .وذكسسر لسي شسسيئا ً عسسن موقسسف
الخوان في سورية وتوقعهم لضربة لهم من البعثيين .وسألني عما إذا كسسان
- 57 -
لدي أية توجيهسات؟ وأذكسر أننسي قلست لسه :إننسي ل أملسك إعطساء توجيهسات
يكونون أعلم بها .ولكن لي فقط توجيها ً عاما ً لكل الخوان ولكسسل الحركسسات
المناورات الحزبية والسياسية ،فإن لهسسم حقل ً آخسسر أوسسسع وأبعسسد مسسدى وإن
كان بطيئا ً وطويل المد وهو حقل البعث السلمي للعقيدة وللقيم وللخلق
الجماعة هناك في الحداث السياسية وقلة التفرغ للتربية .وأذكر كذلك أنسسه
قال لي :إنا إذا لم نشارك في الحداث وانعزلنا عسسن بقيسسة القسسوى الشسسعبية
يسهل على البعث ضربنا .وإننسسي قلسست لسه :إنسي أعتقسد باسستقراء الحسداث
إنشاء الظروف وتكييف الحداث بحيث تصبح الضربة كأنهسسا بسسسبب عوامسسل
محلية ..وإنه يجسسب أن يكسسون فسسي حسسسابنا أن أعسسداءنا وأعسسداء هسسذا السسدين
وقد حدث بعد ذلك أن ترك السسستاذ عصسسام سسسورية إلسسى لبنسسان فيمسسا
أذكر .وأذكر كذلك انه حدثني عن الستاذ سعيد رمضسسان ،وأن الخسسوان فسسي
فيها ويتصرف بمفرده حتى عندما يكسسون بينهسسم ،فينسسزل فسسي فنسسادق ويسسزور
- 58 -
وما فيها ومن فيها ،ولكنه هو ل يستمع لتوجيههم وفسق تقاليسد الخسوان فسي
وأنهم كلما أخذوا عليه أشياء في تصسسرفاته قسسال لهسسم :إن عنسسده إذنسا ً
بالتصرف من الجماعة .وسألني عما إذا كان هنا تفويض فعل ً للستاذ سسسعيد
بأن يتصرف من نفسه؟ وقد أجبته بأنه ل علم لي كلية بمثل هذه الشسسؤون-
عبد الرحمن (..الذي ذكرت زيارته مسسن قبسسل تحسسدث معسسي بمثسسل هسسذا عسسن
***
خيريسسة الزهسساوي بنسست أخسسي السسستاذ الشسسيخ الزهسساوي كسسبير علمسساء العسسراق
للستشفاء واستشارة الطباء .وقد حضرت عندنا تحمل إلسسي تحيسسات وتهنئة
فضيلة عمها الستاذ أمجد ،وفرحه بخروجي بعد قلقه عما كان يترامى إليسسه
من أخبار سوء صسسحتي فسسي السسسجن وإشسساعات مسسوتي أحيانسًا .وأنسسه تحسسدث
بشأني مع سيادة الرئيس عبسسد السسسلم عسسارف ،ووجسسد عنسسده كسسل اسسستعداد
للتوسط لدى سيادة الرئيس جمال عبد الناصر .بل إنه فكسسر فسسي ذلسسك مسسن
نفسه فقد كان كتابي "فسسي ظلل القسسرآن" هسسو أنيسسسه فسسي فسسترة اعتقسساله.
وبالعل قام بهذه الوساطة ونجحت والحمد لله .وأنه بعد عودته من القاهرة
كلف من يذهب إلى فضيلة الشيخ أمجد ليبشره بنجاح وساطته فسسور نزولسسه
من الطائرة في المطار ،وأن الشيخ فرح بهذا هو وجميع إخوانه وأبنائه في
جمعية علماء العراق .وقد شكرتها على زيارتها وطلبت منهسسا شسسكر فضسسيلة
- 59 -
الشيخ والسؤال عن صحته فقد علمت منها أنه لم يعد يستطيع الخروج من
البيت لثقل المرض عليه .وقد أقامت معنا يومين ولما سسسافرت بعثسست إلسسى
أختي أمينة قطب برسسسالة بعسسد فسسترة طويلسسة مسسن سسسفرها تتضسسمن تحياتهسسا
وتحيات بنت عمها الشيخ وكذلك خبرا ً بأن عمها يشسستد عليسسه المسسرض ،وأنسسه
***
العربية المتحدة وأبلغني تحيات سسسيادة الرئيسسس عبسسد السسسلم عسسارف ،كمسسا
أخبرني السفير أن الرئيس سعيد بنجاح وساطته لدى سيادة الرئيس جمال
عبد الناصر ،وهو يسأل عن صحتي وعمسسا إذا كسسانت لسسي أيسسة طلبسسات يملسسك
إجابتها .وذكر لي كذلك أن كتاب "في ظلل القرآن" كان أنيسسسه فسي فسسترة
اعتقاله أيام عبد الكريم قاسم ،وقد شكرته على زيارته وطلبسست إليسسه تبليسسغ
شكري لسيادة الرئيس العراقي ،وأنه ليس لسسي طلبسسات سسسوى أنسسه إذا رأى
سيادته أن يواصل مساعيه الحميدة لنها قضية الخوان بجملتها فلعسسل اللسسه
أن يوفقه إلى ذلك .ووعد السفير بحمل هذه الرغبة إلى الرئيس العراقي.
وعندما حضر الرئيس عبد السلم عارف إلى مسسؤتمر القمسسة أرسسسلت
له برقية شكر وتحية ،وقد رد علي برسالة لم تصسسلني ولكنسسي عرفسست فيمسسا
بعد بخبرها .فقد حضر السفير لزيارتي مرة أخرى في هذا العسسام وكسسان قسسد
صار وزيرا ً للتربية والتعليم – قبيل أن يكون وزيرا ً فسسي المجلسسس المشسسترك
للوحدة مع الجمهورية العربية – ومعه هدية لسسي مسسن الرئيسسس عسسارف معهسسا
بطاقته .وفي أثناء الحديث العابر فهمت أن الرئيس كان قد بعث برد علسسى
- 60 -
وقد أرسلت بمجموعة كتبي مجلدة هدية للرئيس عارف وبمجموعسسة
قد اتفق معي على أنه عنسسد إتمسسام تجليسسدها أرسسسلها للسسسفارة وهسسي تتسسولى
إرسالها.
***
أعرفهم من رجال الدين والفكر والعلم بنبأ خروجي الذي نشر فسسي صسسحف
العراق كلها .وتحسسدث عسن الرئيسس عبسسد السسلم عسارف بسأنه رجسل متسسدين
ووالده قبله وعائلته كلها ..ثم زارني ابسن أختسه واسسمه فيمسا أذكسر )حسازم(
وأبلغني تحيات خاله الثسساني اللسسواء محمسسود شسسيت خطسساب ومعسسه كتسساب لسسه
بعنوان "محمد القسسائد" هديسسة منسسه لسسي ،وقسسد طلبسست منسسه أن يسسسكره عنسسي
ومسن نحسسو سسستة أشسهر وردت إلسي رسسالة مسسسجلة مسن دار الذاعسسة
السعودية مرفق بها تحويل بمبلسسغ 143جنيه سا ً )مئة وثلثسسة وأربعيسسن جنيه سًا(
على بنك بورسعيد وذكر في الرسسسالة أن هسسذا المبلسسغ هسسو قيمسسة مسسا أذاعتسسه
تذيع أحاديث منتظمة مقتبسة من كتابي منذ سسسنوات ،وأنهسسا مسسستمرة فسسي
إذاعتها .فلما قررت هي مكافأة معينسسة عسسن فسسترة معينسسة رأيسست أن أطالبهسسا
- 61 -
ولكني قبل تسسلم المبلسغ وقبسل المطالبسة ببقيسة المسستحقات رأيست
إطلع المباحث العامة على الموضوع حسستى ل يسسساء تسسأويله فسسي وقسست مسسن
الرجوع إليه عند اللزوم .فكتبت له هذه المذكرة وتركتهسسا لسسه ،مسسع مسسوافقته
وقد تسلمت المبلغ وكتب رسالة إلى السسسيد وزيسسر العلم السسسعودي
دامت الذاعة هي التي قررت مبدأ دفع مكافسسأة عسسن فسسترة ليسسس هنسساك مسسا
كذلك ولكنسسي لسسم أتسسسلم ردا ً رسسسميا ً مسسن وزارة العلم السسسعودية ول مسسن
محطة الذاعة غير أني عرفت من الخ عبد الفتاح إسسسماعيل ومسسن الحاجسسة
زينب الغزالي نقل ً عن بعض العائدين من الحج في هذا العام-ول أعرف من
هم -أنه تقرر هناك تخصيص مكافأة عن هذه الذاعات السابقة تسسودع تحسست
***
زارني مندوب الجزائر في المؤتمر واسمه الشيخ ) ..ل أتذكر السسسم ولكسسن
الحاجة زينب الغزالي تعرفه لنه كلمنسي تليفونيسا ً مسن عنسدها للتفساق علسى
موعد الزيارة( وقد تحدث معي عن الحوال والوضاع فيا لجزائر من ناحيسسة
- 62 -
التيارات العقيدية .يقول إن قاعدة الثورة إسلمية ل شك في ذلسسك ،واتجسساه
الشعب كله إلى السلم وإن كان البعض ل يعسسرف حقيقتسسه ،لن السسستعمار
الفرنسي الطويل حرص على تجهيل الشعب بدينه غير أنسه توجسد الن عنسد
القمة تيارات شيوعية فكرية منظمسسة تعمسسل علسسى نشسسر الفكسسار الشسسيوعية
اتجاها ً تقليديا ً ل يكسافئ تلسسك التيسسارات ولسسذلك فسالخوف شسسديد مسسن تضسسليل
الشعب بهذه الوسيلة .وكان هذا قبل النقلب الجزائري الخيسسر .ثسسم طلسسب
في تحقيق العدالسسة الجتماعيسسة ليسسساعده هسسو وإخسسوانه هنسساك علسسى مقابلسسة
التيارات الشيوعية .فقلت له :إن لي ثلثسسة كتسسب فسسي هسسذا الموضسسوع هسسي:
والرأسمالية .وأن للستاذ المودودي كذلك كتبا ً فسسي الموضسسوع سسسميتها لسسه.
فقال :إن هذا ليس ما يطلبه ،إنه يطلسسب مختصسسرا ً يسسستطيع أن يقسسرأه مسسن
المثقفسون ثقافسسة عربيسسة كاملسة وهسم قليلسون جسدًا .ووعسسدته أن أكتسسب هسسذا
المختصسسر ،ولكنسسي علمسست أنسسه سسسافر سسسريعا ً قبسسل أن أكتسسب لسه شسسيئا ً فسي
***
وزارني مفتي طرابلس بلبنان ول أتذكر اسمه ولعله )جو زو( بصحبة
- 63 -
السنهوري وتحدث معي في ضرورة العمل على إحيسساء المسسؤتمر السسسلمي
وكان معهم مشروع إنشاء مجلة للمؤتمر مطبوع ومبين فيه أهسسدافها
النشاط الفعلي للمؤتمر سيعودون إلي .وكان هذا آخر ما هنالك ..
أعضاء ندوة العلماء بالهند ومن الجماعة السسسلمية بباكسسستان ،كلهسسا باللغسسة
النجليزية .ول أذكر الن من مرسسسليها إل واحسسدا ً اسسسمه )غلم أحمسسد( أظنسسه
معتق ً
ل( ،وواحد اسمه )الصديقي( وثالث من ندوة العلماء بالهند أظنه وكيل
الندوة.
الخرى من باكستان بعد التهنئة بخروجي وخروج من معي )فقد كان يظسسن
أنه عفو شامل عن جميع الخوان المسلمين( إن هذا الخروج جاء بعد عشر
سنوات في حين أن نهرو الهندي وهو من أمة وثنية مثلثة )يقصد أنها تعتقسسد
أن الله ثلثة في واحد قريبا ً من عقيدة المسسسيحيين( وأقسسوام منهسسا يعبسسدون
البقر ،إل أنه أصدر عفوا ً عن الذين اعتدوا عليه فعل ً وأصابوه ولم يسجنهم.
ولكن الحكسسام فسسي البلد السسسلمية ل يتسسسامحون هسسذا التسسسامح ،ثسسم يكسسرر
تهنئته على كل حال .وإن كان المسلم في رعاية الله سواء كسسان سسسجينا ً أو
طليقًا.
- 64 -
ومما جاء في الرسالة الثانية )رسالة صديقي( بعسسد التهنئة أن كتسسابين
من كتبي فسي طريقهمسا إلسى المطبعسة بعسد مراجعسة ترجمتهمسا إلسى اللغسة
ونشره في باكستان( وأن هناك تفكيرا ً في ترجمة هذين الكتابين إلى اللغسة
النجليزية التي يتحدث بها ويقرأ معظم المثقفين في باكسسستان والهنسسد .ثسسم
قال :إنه يأسف لنه لم يرسل لسسي حسستى الن نصسسيب المؤلسسف مسسن حصسسيلة
كتاب العدالة الجتماعية الذي نشر منذ سنوات ،لنهسسا حصسسيلة غيسسر مناسسسبة
وذلك نظرا ً لنهم يحرصون على بيع الكتاب بسعر زهيد ل يزيسسد كسسثيرا ً علسسى
سعر التكلفة رغبة فسسي سسسعة نشسسره ،ولكسسن بعسسد نشسسر الكتسسابين الجديسسدين
ومما جاء فسسي الرسسسالة الثالثسسة التيسسة مسسن نسسدوة العلمسساء بالهنسسد بعسسد
التهنئة الرغبة في تبادل المؤلفات والفكار بيني وبينهم ،لن المسلمين في
والنحرافات.
ولم أجد وقتا ً للرد على هذه الرسسسائل وغيرهسسا مسسن الهنسسد وباكسسستان
لنها جاءت متأخرة ولم يقع بيني وبينهم اتصال آخر غير هذه الرسسسائل مسسن
ول أتذكر أنه كانت هناك اتصالت أخرى غير ما سردته في الصفحات
السابقة.
- 65 -
السلم نظام حياة كامل
ذكرت فيما سبق أهم علقاتي بالخوان الذين كانوا فسسي السسسجون أو
في خارجها بعد خروجي من السجن .وهي العلقسسات السستي دار فيهسسا حسسديث
عن الجماعة والحركة من قريب أو من بعيد ..ول أتذكر الن غير مسسا ذكرتسسه
إل زيارة "محمد عبد العزيز عطية" لي هذا العسسام وأنسسا فسسي رأس السسبر ،مسسع
واحد آخر اصله من دمياط ومقيم بالسكندرية واسسمه " ..مسؤمن" ومعهمسا
واحسسد مسسن ليبيسسا ل أذكسسر اسسسمه ومسسن كلمسسه بسسدا أنسسه ل علقسسة لسسه بالحركسسة
السلمية ول حتى التجاه السلمي .وكان عندي ي وقت زيارتهم الخ علي
العشماوي هو وعروسه حيث كان يقضي بعد زواجه أيام سا ً قليلسسة فسسي رأس
البر.
ثلثة أيام على ما أتذكر ..وقد ذكسر محمسد عبسد العزيسز أنسه بلغسه أن
السيد زكريا محيي الدين تكلم مع بعض الخوان في دخول الخوان التحسساد
الشسستراكي للوقسسوف فسي وجسسه التيسسار الشسسيوعي -أو كلمسا ً كهسسذا ل أتسسذكره
للتحدث معه في هذا الشأن ،أو في إعادة الجماعة بصورة ما لهذا الغرض.
وقد قلت له :إنني استبعد هذه الشاعة .وكسسل مسسا أعرفسسه أن السسسيد زكريسسا
محيي الدين زار معسكر قادة الشباب الذي كسسان مقام سا ً فسسي حلسسوان لعسسدة
أسابيع على إثر مسسا حسسدث فيسسه مسسن تسسذمر مسسن الشسسباب بسسسبب أن معظسسم
- 66 -
بطريق غير مباشر .وأنه قال لهم :إن الدولة ليست شيوعية .وأيسسة أفكسسار ل
تعبر إل عن أصحابها .وأنه تحدث مع الدكتور كمال أبو المجد وهو مسسن بيسسن
داخل التحاد الشتراكي .أو في كيفية تمثيل الفكر السلمي داخسسل التحسساد
الشتراكي .أو في كيفية تمثيل الفكر السلمي داخل التحاد الشتراكي .أو
وكان الذي نقل إلى هذا الخبر شاب من قريتي اسسسمه ) ..الشسساذلي(
مدرس بمعهد المعلمين بأسيوط ومن بين فوج قسسادة الشسسباب السسذي حضسسر
معسكر حلوان .وكانت المناسبة التي نقل فيها هذا الحديث ،أنه قسسد زارنسسي
ودرسوها وناقشوها –أو معظمها -فلما عرفت منه أنها محاضرات المعسكر
ألقيت عليها نظرة فلفت نظري فيهسسا اللسسون الشسسيوعي الصسسارخ فيهسسا -وإن
في الجمهورية العربية .فطلبت منه تركها لي وقتا ً قصيرا ً لقراءتها وردها له
وكان ذلك.
السيد زكريا محيي حضر وقال كذا وكذا مما سبق ذكره.
- 67 -
ولكنه ذكر لي كذلك أن الشباب الذي تلقى هذه المحاضرات ولو أنه
يتذمر حين تمس العقيدة السلمية مسا ً ظاهرا ً في أثناء المناقشات ولكنسسه
خالي الذهن من الثقافة السلمية الحقيقية .ومن أجل هذا فسسإنه يتسسأثر فسسي
النهاية بهذه المحاضرات وتصبح الفكار التي تقوم عليها هي قاعدة تفكيسره
مع بقاء الحماسة لعقيدته عندما تمس مساسا ً ظاهرًا .مما ينشئ اضسسطرابا ً
وهي ملحظة صحيحة وفسسي محلهسسا .وخصوص سا ً إذا أضسسيف إلسسى هسسذه
الخلقي على ما ينشر في الصحف بوجه عام وخاصة مجلة الطليعة ومجلسسة
الكاتب ومجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير مما يوجد جسسوا ً وبيئة فكريسسة
ل يقف في وجهها التوجيه التقليدي الهزيل القليل السسذي يتمثسسل فيسسه الفكسسر
الصسسحية ولسسم يعسسد العلج فسسي مستشسسفى الليمسسان نافع سا ً لقلسسة المكانيسسات
تعرفوا عليهم وهم مهتمون بأنباء صحتي وأنهم قراوا شيئا ً عسسن كتسسبي وهسسم
ولم أتبين على وجه التحديد مبعث هذا الهتمام من ناس ليسسست لنسسا
بهم سسسابق معرفسسة .هسسل هسسو فعل ً قسسراءة بعسسض الكتسسب ،أم لن لهسسم علقسسة
- 68 -
بالحاجة زينب الغزالي التي عرفت أنها تسساهم مسسساهمة فعالسة فسي إعانسسة
البيوت التي لم يعد لها مسسورد رزق وذلسسك حسسوالي هسسذا السسوقت .أم لصسسلتهم
كذلك بالشيخ الودن .وقد عرفت فيما بعد أنه كان كثير الهتمام بمسسا يبلغسسه
مسسن سسسوء صسسحتي وأننسسي مشسسرف علسسى المسسوت ..أم لهسسذه السسسباب كلهسسا
مجتمعة ..ولكن لم يتم شيء ..والسسذي حسسدث بعسسد هسسذا أن سسساءت حسسالتي
أكثر ،وأن الهيئة الطبية لمصسسلحة السسسجون طلبسست علجسسي فسسي مستشسسفى
جامعي وأن الطبيب الشرعي في لجنة مع كبير أطبسساء المصسسلحة قسسرر هسسذا
الجديدة حالة ذبحة صدرية ،ولم تكن اكتشفت في مستشفى السسسجن لقلسسة
إمكانيات الفحص الطبي وعدم وجود الخصسسائيين مسسن الطبسساء فسسي حسسالت
القلب .وذلك إلى حالة الرئتين والمعاء وأمراض أخرى .وقسسد قضسسيت فسسترة
ستة أشهر في مستشفى المنيل .ثم أعدت إلى مستشسسفى السسسجن .وفسسي
العام التالي عادت الحالة إلى السوء ونقلت مرة أخسسرى إلسسى المنيسسل حيسسث
قضيت ستة أشهر أخرى ثم أعدت إلى السسسجن .ولمسسا سسساءت الحالسسة مسسرة
وقد جاء الحاج حسسين صسدقي وأهسل بيتسه لزيسارتي وتهنئتسي ..وهنسا
ذكروا لي اهتمام الشيخ الودن بأخبار صحتي ،ووصفوه لي بأنه رجسسل تقسسي
وفي هذه الثناء كنت قد تعرفت الحاجة زينب الغزالي حيسسث التقيسست
بها لول مرة في بيت الحاج حسين صدقي على الغداء .ثم في بيتها كسسذلك
- 69 -
للغداء بمناسبة خروجي ..ثم تمت أول زيارة لي للشسسيخ الودن مسسع الحسساج
حسين صدقي وأهل بيته والحاجة زينسسب الغزالسسي وأظسسن كسسان معسسي كسسذلك
وأتذكر أنني زرت الشيخ بعد ذلك مرتين أو ثلثًا ،مرة فيها كان معسسي
محمد ومرة كنت بمفردي .وفي المسسرة السستي كسسان معسسي محمسسد فيهسسا كسسان
يزوره شخص آخر لم يعرفنسا بسه .وحضسر السدكتور مظهسر عاشسور للكشسف
عليه ثم انصرف.
وفي المرة التي زرته فيهسسا منفسسردا ً كسسان يتحسسسر علسسى شسسباب البلسسد
وانصرافه عسسن دينسسه وانحللسسه الخلقسسي .فقلسست لسسه أطمئنسسه :إن هنسساك بقيسسة
تبشر بالخير-وكنت أشير إلى المجموعة التي اشتغل معهسسا دون تصسسريح لسسه
فسأل وأنت على اتصال بهذه البقية الصالحة .فقلت له :نعسسم .وأنسسا أوجههسسا
وهسسي تقبسسل توجيهسساتي .فقسسال :اللسسه يبشسسرك بسسالخير طمنتنسسي .ودعسسا لسسي
بالتوفيق.
وكان الحديث هكذا مجمل ً ل يتعدى الشارة إلى وجود بقيسسة صسسالحة.
وكان في أثناء الحديث قد قال :أنا قلت للشيخ حسن )يقصد الشهيد حسن
البنا( بلش تدخلوا في المشسساكل السياسسسية وكفايسسة تربسسوا للبلسسد جيسسل مسسن
الباب المسلم .لكن الحوادث جرفته .نهايته .الله .وأهو كانت النتيجة ضرب
له ما قلت عن وجود بقية صالحة متمسكة عاملة ..بالجمال الذي ذكرته.
- 70 -
علقات متفرقة
وفي خلل الشهر الثمانية التي قضيتها في القاهرة بين خروجي من
السجن واعتقالي مرة أخرى -إذ أنني قضيت ستة أشسسهر أخسسرى فسسي العسسام
الماضي وفي هذا العام في مصسسيف رأس السسبر هربسا ً مسسن الحسسر السسذي كسسان
يجدد لي أزمة القلب والصدر باستمرار – زارني أفسسواج كسسثيرة مسسن النسساس،
ولكن ربطت بيني وبينهم إما صسسلت أدبيسسة وفكريسسة أو شخصسسية ومعظمهسسم
من الشباب الذي قرأ كتبي إما من البلد العربية والسلمية عامة ،وإما من
المصريين ،وكلهم ممن لم يسبق لي التعرف إليهسسم مسسن قبسسل سسسجني .لن
غالبيتهم من الشباب الحديث السن بين العشرين والثلثين ممن كانوا قبسسل
كتب غيري أو تتعلق بالحداث الجارية في المنطقة ،حيسسث تسسدور فيهسسا كلهسسا
أحسساديث مفتوحسسة غيسسر مقصسسورة علسسى أحسسد دون أحسسد .ويشسسارك فيهسسا مسسن
يحضرون المجلس بدون قيد .وبعضهم يخسسرج وبعضسسهم يبقسسى ويحضسسر إليسسه
وليس محل اهتمام في زيارات الغسسرض منهسسا – مسن نسساحيتهم التعسسرف إلسى
رجسسل سسسمعوا عنسسه أو قسسرأوا لسسه ومناقشسسته فسسي أفكسساره والسسستزادة منهسسا
والغرض منها من ناحيتي التعرف إلى تفكير هذا الجيل مسسن الشسسباب السسذي
لم ألتق به مسن قبسل ثسم شسرح بعسض أفكساري لسه بقسدر مسا تسسمح طبيعسة
- 71 -
وإن كان هذا ل يمنع أن أستشعر من بعضهم صدق الرغبة والنية في
المسألة لم تتعد هذا الحسد :معرفسة بالشخصسيات دون احتفساظ بالسسماء ..
وهو أمر معسسروف عنسسي بيسسن أصسسدقائي اكتفسساء بسسأني أحفسسظ شسسكل الوجسسوه
والتكوين والنضمام إلى صفوف العاملين فيما بعسسد .ولكنسسي كنسست مشسسغول ً
المستوى الذي أريده .ول حتى مسسن شسسباب الخسسوان الموجسسود بالفعسسل -بسسل
وإني كثيرا ً ما قلت لرؤساء هذا التنظيم :أنهم تعجلوا بسسالتنظيم كمسسا تعجلسسوا
في ضم عدد كبير إليسسه ل تمكسسن تربيتهسسم .ولسسم هسسو بهسسذه السسسعة والكسسثرة!
والمر في نظري كان يجب أن يبدأ بآحاد وأفراد .هذه هسي الصسسورة العامسسة
لعلقاتي بهذا الشباب الذي كان يتدافع إلى زيارتي أفواجا ً كسسثيرة فسسي هسسذه
الفترة .سواء منهم المصريون وغيسسر المصسسريين .صسسورة ليسسس فيهسسا تركيسسز
عنهم في هذه الفترة بما لدي من تنظيم لم يتم إعداده كما أريسسد ،ول أريسسد
أن أزيد عدده ،ولو استطعت لنقصت منه .وذلك غير حسسالتي الصسسحية السستي
تجعل جهدي محدودا ً ل أحب أن أبعثره مع نسساس جسسدد إل فسسي تلسسك الحسسدود
العابرة .وغيسسر انشسسغالي بمسسا أريسسد كتسسابته مسسن كتسسب والتحضسسير لسسه وقسسراءة
المراجع اللزمة.
ولكي تكون الصورة كاملة تمامًا ،فإن معظم من كانوا يحضرون كان
يحضرون إما اثنين أو ثلثة أو أربعة .وسواء فسي ذلسك المصسريون وغيرهسم.
- 72 -
وكنت أفهم من أحاديثهم أنهم يقرأون معًا ،أو يتبادلون الكتب .أعني أن كل ً
ولكن لسسم يحسسدث أننسسي زدت علسسى مسسا أسسسمعه منهسسم شسسيئا ً فسسي ذاك
السبيل لم اشر علسى أحسد منهسم بتجمسع ول تنظيسم .كسان كسل مسوقفي هسو
بدون زيادة ونظرا ً لقصر الوقت ،وكثرة المشاغل ،وكثرة الزبسسائن ،لسسم تسسزد
حقيقتها .وإذا كنت قد قلت – كما جاء في أقوال الخ علي العشماوي-إنني
أحتفظ بأفراد أو مجموعات متناثرة ل أضمها للتنظيم – فقسسد كسسان هسسذا هسسو
الذي قصدته ،وأل يفسر بغيسسر حقيقتسسه الواقعسسة .إننسسي أحتفسسظ بهسسم كمجسسرد
استنتاجا ً من أحاديثهم وأسئلتهم وما قرأوه وما فهموه وما يبدو في حديثهم
مع جدية وإخلص واستعداد .واعتمادا ً على أنهم يتصلون بي هذه الصلة.
- 73 -
كلمة ختامية
منذ انضمامي لصفوف الخوان ،فإن كانت هنالك تفصيلت أو جوانب أخرى
ويتبقى بعد ذلك كله كلمة ختامية أقولها :سسسواء فهمسست علسسى وجههسسا
الن أم لسسم تفهسسم ،فمسسن واجسسبي التبليسسغ بهسسا .وهسسي تتلخسسص فسسي النقسسط
المختصرة التية:
مدبر لهم وليسس مسسدبرا ً منهسم – وهسو حسادث المنشسية -والسسذي عوملسسوا بسه
وحدهم دون سائر الفراد أو الطوائف الذين اتهموا بمؤامرات لقلسسب نظسسام
والتشريد وتخريب البيوت ..هسذا العنسف هسو السذي أنشسأ فكسرة السرد علسى
العتداء إذا تكرر بالقوة ..ولو كنا نعلسسم أن العتقسسال مجسسرد اعتقسسال ينتهسسي
المعمول بها -لما فكر أحد في رد "العتداء بالقوة" .وأنا أعرف أنسسه ليسسست
هناك قيمة عملية الن لتقرير هذه الحقيقة ،ولكنها حقيقة يجب أن أسسسجلها
وسيلة من وسائل تدمير العقائد والخلق فسسي المنطقسسة .وأنسسه تبسسذل جهسسود
- 74 -
الخوان أسلوب آخر غير ما حدث سواء في سنة 1954أو في هذه المسسرة
بدل ً من تدمير الحركة السلمية التي مهما قيل فسسي أخطائهسسا فإنهسسا وقفسست
في وجه حركة اللحاد المادي والنحلل الخلقي التي كانت قد أخذت فسسي
المد بعد حركة أتسساتورك اللدينيسسة فسسي تركيسسا وتأثيرهسسا فسسي منطقسسة الشسسرق
الوسط.
الخلقي والتجاه اللحادي .وسسستعقب ضسسربهم الن موجسسة أشسسد ل يعلسسم إل
الله مداها .فلحساب من هذا النهيار؟ إنه قطعا ً ليس لحساب هذا البلسسد ول
حتى لحساب النظام القائم على المدى الطويل والنظرة البعد .فكل نظام
في الدنيا وخصوصسا ً النظسام الناشسئ فسي طسور التجربسة يحتساج إلسى أخلق
ويحتاج إلى عناصر متماسكة العقيدة والخلق لتنصر به وتحرسه ،ول يحتسساج
فقط إلى مجرد القسسوة فض سل ً علسسى أعسسداء المنطقسسة الحقيقييسسن هسسم السسذين
ومهما كانت الذان الن غير مسسستعدة لسسسماع هسسذا الكلم ،فسسإن مسسن
أو ل يكفيكم المؤتمر السلمي وبرنامج نور على نور ،والمساجد تقام فيهسسا
ويجب أن أقرر إن السلم شيء أكبر من هذا كله ..إنه نظسسام حيسساة
كاملة ،وإنه ل يقوم إل بتربية وتكوين للفراد ،وإل بتحكيم شسسريعة اللسسه فسسي
- 75 -
حياة الناس بعد تربيتهم تربية إسلمية .وإنه ليس مجرد أفكار تنشر أو تذاع
بدون الخذ في تطبيقها عمليا ً في التربيسسة أول ً وفسسي نظسسام الحيسساة والحكسسم
أخيسسرًا .وأن حركسسة الخسسوان المسسسلمين كسسانت هسسي أنجسسح تجربسسة للتربيسسة
والعسسداد ،وإن أي خطسسأ فسسي الطريسسق ل يسسبرر تسسدميرها ،وخصوصسا ً إذا كسسان
ولقد أردت فسي سسنة ،1952القيسام بتجربسة مثلهسا فسي هيئة شسباب
التحرير وكان التجاه معي في أول المر .ولكسسن فسسي النهايسسة تغلسسب تسسوجيه
بالصورة المهلهلة التي وجدت بهسسا والسستي تخسسالف كسسل مسسا كنسسا اتفقنسسا عليسسه
إن السلم ل يقوم ول يوجد في بلد ليس فيه حركسسة تربيسسة ثسسم قيسسام
هذه هي النهاية كلمات رجل يستقبل وجسسه اللسسه يخلسسص بهسسا ضسسميره
ويبلغ بها دعوته إلى آخر لحظة ،والسلم على من اتبع الهدى.
سيد قطب
- 76 -
- 77 -
الفهرس
الموضوع
رقم الصفحة
مقدمة
الناشر ......................................................
.......
تقرير
وبيان .......................................................
.......
-مذبحة
الطرة ..................................................
القاعدة .........................................
البحث عن السلح
والمال .................................................
-التنظيم
الجديد .................................................
السلمية ......................
- 78 -
الخارج ............................................
كامل ...................................................
الداخل ......................................
الخوان ..............
-علقات
متفرقة ...............................................
كلمة
ختامية ......................................................
........
- 79 -