Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
المقدمة
لقد كادت تكون حاجة إقتصاديات البلدان النامية
والضعيفة إلى سوق مالية شيء إلزامي لنهوض
بإقتصادياتها ،وذلك لشدة تأثير السواق المالية على
المشروعات والنجازات القتصادية ،خاصة الكبرى منها .
ولهذا تسعى الدول النامية والضعيفة إلى إقامة ودعم مثل
هذه السواق ،حتى يكون لها دور فعال في التنمية
القتصادية .إن السواق المالية الناشئة اليوم كادت تكون
إهتمام الكثير من القتصاديين والمتعاملين الدوليين ،بما
تميزت به هذه السواق من خصائص ومميزات جعلتها
محط أنظار للجميع والعوائد التي تدرها على
المستثمريين الجانب وخاصة مستثمري المحفظة المالية
.ولهذا نقدم هذا البحث لنسلط الضوء على هذه السواق
بالتحديد ،فما هي هذه السواق ؟ وماذا تعني السواق
المالية الناشئة من الزاوية القتصادية ؟ وما هي خصائصها
ومميزاتها ؟ ولقد إعتمدت هذه الدراسة في تقديم
الموضوع على المنهج الوصفي بإعتباره القرب لسرد
المفاهيم و التعاريف والوصاف .ومع تقسيم محتوى
البحث إلى ثلثة مباحث :أول – ماهية السواق المالية
الناشئة ثانيا – شروط قيام السواق المالية الناشئة
ومراحل تطورها ثالثا – مكانة السواق المالية الناشئة
ضمن التنويع الدولي
المقدمة
الفهرس
المبحث الول :ماهية السواق المالية الناشئة
المطلب الول :تعريف السواق المالية الناشئة.
المطلب الثاني :معايير تصنيف السواق المالية الناشئة
المطلب الثالث :خصائص السواق المالية الناشئة
المبحث الثاني :شروط قيام السواق المالية الناشئة
ومراحل تطورها.
المطلب الول :شروط قيام السواق المالية الناشئة.
المطلب الثاني :مراحل تطور السواق المالية الناشئة
المبحث الثالث :مكانة السواق المالية الناشئة ضمن
التنوع الدولي
المطلب الول :تصاعد دور السواق المالية الناشئة
المطلب الثاني :تنامي عنصر جذب الستثمارات
المطلب الثالث :عدم الرتباط في العوائد مع السواق
المتقدمة الخاتمة
قائمة المراجع
المبحث الول :ماهية السواق المالية الناشئة لقد كان
تطور السواق المالية المحلية مكبوحا بعدة عوامل ،فمن
جهة لم تجتمع شروط خلق سوق مالية نظرا لضعف
الدخل الوطني ولمستويات الدخار ،وبصفة عامة أيضا
ضعف القتصاديات التي تسيطر عليها الدول ،لم يسمح
بدلك النظام المالي القائم بشكل خاص في اللجوء إلى
القتراض عبر وساطة مؤسسات القراض الوطنية
والدولية ،ولكن مع منتصف الثمانينات كانت المور أكثر
ملئمة لقيام أسواق مالية حديثة ،تتميز بنوع من
النتعاش نسبيا ،وسيتم التعرض بنوع من التحليل إلى
هذا النوع من السواق في العناصر التالية
المطلب الول :تعريف السواق المالية الناشئة لقد
أحيطت السواق الناشئة بدراسات هامة من قبل العديد
من الباحثين ،وبعناية كبيرة لدى الكثير من المؤسسات
المالية الدولية من اجل محاولة تعريفها ،وتحديد
خصائصها ،نظرا للهمية البالغة التي أصبحت تمثلها
كقطب لجذب رؤوس الموال الدولية :في الحقيقة ،ل
يوجد تعريف محدد وموحد للسواق المالية الناشئة ،
فعبارة ناشئة تعود في الصل إلى بنوك الستثمار
المريكية و التي كانت تبحث عن مناطق جغرافية ذات
نمو قوي من اجل الستفادة من العوائد المرتفعة في
السواق المالية التي ينتظر أن تتطور وتنمو .ويشمل
مصطلح " ناشئة " عدة مفاهيم ،فيمكن أن يعني سوقا
قد دخلت عملية نمو و تطور بشكل يجعلها مهم وجاذبة
بالنسبة للمستثمرين ،ويمكن أن يقصد به سوقا بدأت
في التطور حيث يكبر حجمها ويزداد تطورها على عكس
بعض السواق الضعيفة ،و التي لم تدخل بعد مرحلة
النطلق .ومن الواضح أن أغلبية السواق المصنفة حاليا
كناشئة ستدخل في المستقبل ضمن إطار السواق
المتقدمة فمرحلة النشوء هذه مرت بها كل سوق مالية
في بداية تطورها حيث في بداية القرن العشرين ،كانت
السوق المريكية تعتبر ناشئة بالنسبة للمستثمر
البريطاني ،بينما السوق اليابانية عدت ناشئة في
الستينيات والسبعينيات وتتمثل السواق الناشئة حاليا في
أسواق الدول السيوية التي تنمو بمعدلت سريعة ،
وبعض بلدان أمريكا الجنوبية .وعموما فانه لبد من النظر
إلي ظاهرة السواق الناشئة كعملية حركية ،فبعض
السواق قد برزت فعل ،وبعضها في الطريق البروز ،
وأخرى ستظهر لحقا.
المطلب الثاني :معايير تصنيف السواق المالية الناشئة
وهى مجموعة من المقاييس الكمية والنوعية ،يمكن من
خلل الحكم على طبيعة السوق الناشئة ومستويات
تطورها :
2-1المعايير الكمية :يمكن الرجوع إلى تعريف مؤسسة
التمويل الدولية للسوق الناشئة على أنها سوق أسهم
وقروض في بلد يكون دخله الوطني الجمالي للفرد أقل
من 10.000دولر ،والبعض يلجأ إلى الحصر :السواق
الناشئة هي البلدان التي لم تدخل إلى مجموعة الــ 15أو
خارج منظمة التعاون والتنمية القتصادية ) . (OCDEأو
أيضا خارج مؤشر مورغان ستانلي أو خارج مؤشر
فاينانشل تايمز ،حيث يمثل معدل النمو القتصادي أحد
أهم المعايير الكمية وهناك تعريف آخر :أن بروز أو نشوء
سوق ما ،يدل على النتقال من إقتصاد زراعي إلى
إقتصاد صناعي ،وكل هذه المعايير في الحقيقة تقوم
على مجموعة مؤشرات إقتصادية وأخرى مالية من أجل
تصنيف السواق المالية ،ولكنها في الواقع معايير غير
كافية ،في لم تشر إلى معيار إمكانية الدخول في السوق
وإلى قوة هياكل البورصة .وحتى المعايير الجغرافية التي
تصنف السواق حسب موقعها الجغرافي ليست وجيهة ،
فمنذ 1990دخلت بعض بلدان إفريقيا و أوروبا الشرقية
مثل بولونيا وجمهورية التشيك وقبرص في إطار السواق
الناشئة مما يقضي بضرورة إعادة النظر في مسألة
إقتصار صفت " النشوء " على بلدان آسيا وأمريكا
الجنوبية .
2-2المعايير النوعية :تحدد السوق الناشئة من خلل
دراستها من حيث تطورها ودرجة كفائتها وأدائها ،
فالسوق الناشئة هي سوق ليست على درجة عالية من
الكفائة ولكنها تعود بمردوديات مرتفعة ،بمعنى آخر تتميز
بقوة أداء داخلية وكاملة ،كما أنها تتيح فرص متنوعة
للربح أمام المستثمرين الدوليين ،وأكثر أهمية من تلك
المتاحة في السواق المتقدمة ،فبالضافة إلى شرط
تواجد السوق في إقتصاد نامي ،هناك شرط آخر هو أن
تكون السوق نفسها في حالت نمو وتطور نسبي ،ول بد
أن تصل السوق إلى درجة معينة من التطور حتى يمكن
منحها صفة "ناشئة " حيث تقصى السواق البدائية
والضعيفة من هذه المجموعة ،وفي نفس الوقت هناك
أسواق قد تجاوزت مرحلة النشوء بحجمها الكبير ودرجة
إرتقائها العالية .وعلى كل تتصف هياكل السوق المالية
في البلدان الناشئة ببعض النقص وقلت الكفائة بالمقارنة
مع أسواق الدول المتقدمة ،ويعتبر هذا كمعيار مهم
لتمييز هذه السواق .ول بد من الشارة هنا إلى أن
مصطلح ) السواق الناشئة ( ل يرتبط بمدى حداثة السوق
،أي بالسواق حديثة النشأة ،فهو يستخدم أو يطلق على
السواق المقامة مؤخرا مثل البحرين ،غانا ،باناما
وسلوفاكيا مع بداية التسعينات ، 1990كما يطق أيضا
على السواق القديمة مثل سوق بومباي ، 1887ريو
ديجي نيرو 1845و سانباولو . 1890وهي كغيرها من
السواق في البلدان النامية حيث نشطت بورصاتها بشكل
كبير في الماضي ثم علقت نشاطاتها لتظهر ثانية مع بداية
التسعينات ،وهي أسواق مالية نشأت قديما وهي ل تزال
في مرحلة النشوء أو التطور.
المطلب الثالث :خصائص السواق المالية الناشئة
تشترك غالبية البورصات الناشئة في بعض الميزات على
الرغم من تباينها فيما يتعلق ببعض المؤشرات
– 1.3الحجم الصغير :يعكسه كل من مؤشر رسملة
البورصة ومؤشر عدد الشركات المسجلة في السوق
وعلى الرغم من تحقيق بعض السواق لمعدلت جيدة
وارتفاع مؤشراتها إلى أكثر من تلك المتحققة في
السواق المتقدمة إل أنها تبقى متميزة بنوع من التواضع.
3-2درجة تركيز عالية :تبدو من خلل ملحظة تقاطع
مؤشرات الحجم والتركيز ،أي بدللة وزن أهم الشركات
المسجلة في رسملة البوصلة ،مما يسمح بعزل
البوصلت الناشئة عالية التركيز بالستثناء الهند و
الباكستان والبرازيل
3-3تذبذب كبير في السواق الناشئة بالنسبة للسواق
المتقدمة :وتقاس درجة التذبذب بواسطة النحراف
المعياري لعوائد السوق المعينة ،وأيضا بمعدل )(PER
وهو حاصل قسمة سعر السهم على عائده ،وهذا المعدل
مرتفع جدا في السواق الناشئة .
3-4التطور السريع :حيث حققت العديد من البورصات
الناشئة معدلت نمو مرتفعة و قد سجل هذا التحسن في
إندونيسيا ،تركيا ،البرتغال ،اليابان ،فنزويل ،اليونان ،
الرجنتين ،ماليزيا وهذا راجع في غالب الحيان إلى
الدخول المكثف للشركات المخصص إلى هذه
البورصات .
3-5قلة الكفائة في التنظيم وضعف المنظومة
القانونية :إذ تحتاج السواق الناشئة إلى إطارات مسيرة
كفؤة من اجل السير الحسن للعمليات المالية ،بالضافة
إلى جهاز معلوماتي شفاف فيما يتعلق بالشركات
المسجلة ،كما لبد من وجود قوانين لحماية المدخرين أو
مستثمرين خاصة فيما يتعلق بعمليات تحويل رؤوس
الموال وإعادتها إلى الوطن أو تحويل الرباح .
3-6ضعف الستقبال للستثمارات الجنبية :فعلى الرغم
من تزايد رؤوس الموال المتجهة نحو البورصات الناشئة
من 13مليار دولر في 1990إلى 61مليار في 1993
فهناك دراسات للبنك الدولي توضح أن الحصة الكبر من
رؤوس الموال المستثمرة في السواق المالية الدولية
تتركز فيها بين الدول الصناعية وهذا على الرغم من أن
السواق الناشئة أكثر مرودية وتنوعا
المبحث الثاني :شروط قيام السواق المالية الناشئة
ومراحل تطورها لقد أدى التفاعل بين عدة عناصر في
أواسط الثمانينات إلى خلق الظروف أو البيئة المناسبة
لقيام أسواق مالية في بلدان نامية ،تتقدم بمعدلت
متفاوتة وتحاول تحقيق اندماج في السوق المالية العالمية
ويمكن التعرف على هذه الشروط التي ساعدت علي
بروز بعض السواق الناشئة قبل التطرق إلى مراحل
تطورها.
المطلب الول :شروط قيام السوق المالية الناشئة
تنشأ السوق المالية الناشئة أساسا من وجود ضغوطات
داخلية )الطلب علي التمويل ( وأخرى خارجية)عرض
التمويل( مع توفر شروط الجاذبية المطلوبة التي تسمح
بالتقاء كل من العرض والطلب الدوليين علي التمويل – .
الطلب الدولي على رؤوس الموال :أدت أزمة المديونية
في بداية الثمانينات إلى التقليل من اللجوء إلى القروض
المصرفية لتمويل هذه القتصاديات المدينة ،ومن ثم كان
لبد من إيجاد مصادر تمويل مباشرة دون اللجوء إلى
الوساطة ،وقد تم في بداية عمليات التخفيض من
المديونية ،والتي وضعت في إطار )مخطط برادي( في
مارس 1989الذي جاء بفكرة توريق ديون البلدان النامية
حيث ساهمت هذه العمليات في إمكانية الستجابة في
السواق الدولية للرؤوس الموال لعشرات المليارات من
الدولرات من سندات )برادي( المصدرة في بلدان أمريكا
اللتينية بشكل خاص .كما قدمت البنوك المتيازات
بكثافة للختيارات تحويل مستحقاتها على البلدان النامية
إلى سندات مقابل تخفيض المبلغ الرئيسي أو الفائدة ،
وضمن هذه الشروط قادت عمليات توريق الديون مع
التطور الكبير للسواق الناشئة إلى تحول جزء من قروض
هذه البلدان إلى محافظ المستثمرين الدوليين .العرض
الدولي لرؤوس الموال :مع الركود القتصادي الذي
ضرب البلدان المتقدمة في بداية التسعينات إضافة إلى
انخفاض معدل الفائدة في عدد منها ومن بينها الوليات
المتحدة سارع المستثمرون الجانب والمحليون سعيا
وراء العوائد المرتفعة إلى استثمار أموالهم في البلدان
الناشئة ،سواء في السواق المالية ) أسهم و سندات (
أو باستثمارات طويلة الجل في شكل مساهمات في
قطاع النتاج المحلي ،ولقد تطورت التدفقات المالية
المتوجهة إلى السواق الناشئة في شكل استثمارات
مباشرة أو في شكل استثمارات المحفظة المالية .ويعود
ذلك بتأكيد إلى التغيرات التي طرأت على هذه البلدان
من خلل تحسن الستقرار السياسي والجتماعي ،إضافة
إلى الصلحات القتصادية والمؤسساتية ،الموضوعة
عادة من طرف صندوق النقد الدولي التي تهدف آليات
اقتصاد السوق ،وتقديم دور مهم وفعال للمؤسسات
الخاصة في تخصيص الموارد ،وكل هذه المور قد دعمت
نمو السواق المالية ،وعموما فان تطور السواق الناشئة
مرتبطة ارتباطا وثيقا بإدارة السلطات العمومية ،
والتزامها بضرورة الندماج ضمن المحيط التجاري
والمالي الدولي .
المطلب الثاني :مراحل تطور السوق الناشئة يمكن
تميز أربعة مراحل أساسية لتطور السوق الناشئة تختلف
حسب البلد ومدى تطور السوق في حد ذاته:
2-1المرحلة الولى :وتبدأ مع بداية استخدام السوق
المالية كأسلوب تمويل وتدعيم النمو القتصادي للبلد ،
وعموما يرتبط ظهور مثل هذه السواق بدرجة الستقرار
القتصادي والسياسي للبلد ،حيث يميل المستثمرون
المحليون إلي التوجه نحو هذا النوع من الستثمار بدل من
الودائع البنكية التقليدية وسندات الخزينة قصيرة الجل
وخلل هذه المرحلة ،تميل أسعار الوراق المالية إلي
ارتفاع بسبب الحجم الصغير الذي تتمتع به هذه السواق ،
كما انه تقدم فرص استثمار محدودة .كما أن هذه
السواق تتمتع بنمو معتبر في الحجم وفي درجة الرقي
والتكلف ،الشيء الذي يميزها عن السواق البدائية والتي
تظهر عليها أية علمات تطور ))بلدان التحاد السوفياتي
سابقا وبعض البلدان الفريقية(.
2-2المرحلة الثانية :خلل هذه المرحلة ،تكون السوق
المالية أكثر نشاط بحيث تؤدي ضغوطات من الخارج من
اجل الحصول على تسهيلت للدخول ،ومن الداخل
لتخفيظ تكلفة رأس المال إلي تحرير النظام المالي
بصفة عامة وفي هذه المرحلة النشيطة والمتذبذبة ،
تحسن السوق المالية مجموعة قوانينها المتعلقة
بالستثمارات وخاصة الجنبية منها ،وأنظمة المقاصة
والتسوية بهدف جذب المستثمرين ،وزيادة حجم الوراق
المالية المتداولة على السوق ،ولكن هناك عاملن ل
يخدمان مصلحة المستثمر بشكل كبير:الحجم الصغير
للسوق ،وبقاء بعض القيود التنظيمية ) من بين السواق
التي ل تزال في هذه المرحلة :الصين ،كولومبيا ،الهند ،
الباكستان ،البيرو والفلبين ...الخ (
2-3المرحلة الثالثة :وهي مرحلة التوسع ,حيث تقدم
السوق عوائد أكثر إرتفاعا وأقل تذبذبا ,ويحصل
المستثمرون بسهولة كبيرة على الصدارات الجديدة
المتزايدة وبشكل سريع ,ولكن هذا يترجم في الحقيقة
إحتياجات متزايدة إلى رؤوس الموال لدى مؤسسات
كانت مسجلة من قبل أكثر مما يعبر عن برامج خوصصة ,
وينمو إلى جانب السوق البورصية هذه نظام وساطة
مالية فعال ¬¬بنوك ¬¬,وقد وصلت هذه إلى المرحلة
كل من أسواق الرجنتين ,البرازيل ,إندونيسيا ,ماليزيا ,
المكسيك و فنزويل ,كما ظهرت في كثير من هذه
السواق بعض آليات تغطي المخاطر كالمشتقات و
العمليات على المؤشرات نظرا لنمو السوق و المفاجآت
الكبيرة فيها.
2-4المرحلة الرابعة :أو المرحلة النهائية ,والتي تعبر
عن نضج السوق و إستقرار نموها ,حيث تكون علوات
المخاطر تنافسية على المستوى الدولي ,وتقترب السوق
في هذه المرحلة من السواق المالية المتقدمة المكتملة
النضج .وفي هذه المرحلة أيضا ,يلحظ إحترام السوق
للمعايير الدولية المعترفة ,وتطور إستراتجيات التسويق و
التصال مما يجعل السوق أكثر جاذبية بالنسبة
للمستثمرين الدوليين ,ومن ناحية أخرى فإنها تتميز
بحجم كبير يجعلها قابلة للمقارنة بالسواق المتقدمة ,
وقد ل تعتبر السوق ناشئة إلى هذه المرحلة .وعموما
يمكن القول إن مرور السواق عبر هذه المراحل ,يلغي
قليل ذالك التقسيم التقليدي للعالم بين بلدان متقدمة
وبلدان متخلفة ,وعلى الرغم من بقاء بعض المعلم
المميزة لكل منها ,ولكن المؤكد في كل الحوال أن بروز
هذه القطاب الكثيرة عبر العالم قد غير في رسم خريطة
التدفقات المالية الدولية .المبحث الثالث :مكانة السواق
الناشئة ضمن التنويع الدولي لقد انعكس هذا التطور
الكبير في اقتصاديات البلدان الناشئة بشكل إيجابي على
تدفقات رؤوس الموال الدولية إليها مع بداية التسعينات
من القرن العشرين ،حيث أصبحت قطبا هاما لجذب
الستثمارات الدولية .بمختلف أشكالها ،وهذا النطلق
في العمليات مع السواق الناشئة يمكنه في الحقيقة أن
يوضح إمكانية التحكم في أزمة المديونية المشهورة ،إذ
أصبح بإمكان هذه الدول أن تقلص من لجوئها إلى
القتراض الحكومي من الجهات الرسمية أو الخاصة،من
خلل فتح أسواقها أمام تدفق رأس المال الجنبي الخاص
في شكل استثمارات أجنبية سواء مباشرة أو في
الحافظة المالية .
المطلب الول :تصاعد دور السواق الناشئة شغلت هذه
السواق مقدمة الحداث خلل كل عشرية التسعينات،
وأخذت الهتمام الكبير،حتى بعد تعرضها للزمة المالية
في أواخر تلك العشرية من خلل استقطابها لرؤوس
الموال الخاصة ،والتي ارتفعت تدفقاتها إلى داخل
مجموع هذه السواق من 53,2مليار دولر في 1990
لتصل إلى 231مليار دولر في 1996ثم 202.7مليار
دولر في 1997مع عودتها إلى القتراض الحكومي
) الرسمي ( مع إنتقال آثار عدوى الزمة المكسيكية في
. 1995ولقد اتجهت هذه الموال بشكل كبير نحو جنوب
شرق آسيا ) (%47و أمريكا اللتينية ) ( %38كأقطاب
رئيسية ،بينما تتقاسم باقي مناطق العالم النسبة المتبقية
) ، ( %15وعلى العموم فإن أهمية التدفقات المالية
الدولية الداخلة إلى السواق الناشئة ،إنما تعكس مدى
فعالية القتصادية والمالية لهذه السواق ،وليست هنالك
أية مبالغة إذا أعتبرت هذه السواق العنصر الساسي
والمحرك للسواق المالية الدولية خلل هذه المدة ،
فنلحظ تصاعد تدفقات رؤوس الموال إلى السواق
الناشئة أصبح يمثل بشكل كبير قواعد وأسس العولمة
المالية الجديدة ،
المطلب الثاني :تنامي عناصر جذب الستثمار إن النظرة
المستقبلية والتوقع الدائم لمعدلت نمو مرتفعة هي التي
تبرر هذا التصاعد للسواق الناشئة ،وحتى بعد الزمة
التي أصابتها في ، 1997استطاعت بفضل توقعات النمو
فيها ،أن تستعيد نشاطها ،فهذه العوائد المرتفعة في
السواق الناشئة ،وضعف معدلت العوائد في السواق
المالية الكبرى في نفس الوقت ،بالضافة سياسات
النفتاح الموسعة التي اتبعتها سلطات هذه البلدان ،كل
هذه العوامل ساعدت في إعادة تحريك رؤوس الموال
في العالم ،وفي وضع السس الجغرافية – المالية
الدولية .-وتبني نظريات الستثمار الدولي عادة على
التحليل ذي بعدين ) مخاطر – عوائد ( ،فهي بأسلوب
أبسط تقوم على المقارنة بين العوائد المتوقعة للستثمار
والمتمثلة أساسا في مخاطر البلدان في حد ذاته :
مخاطر سياسية ،مخاطر السيادة ،مخاطر الصرف
بالضافة إلى التذبذب وفي جميع الحوال يعتبر هذا
الثنائي التقليدي أهم محرك لعملية التوزيع الدولي .
وتتميز السواق الناشئة – رغم المخاطر الستثمار فيها –
بالعوائد المرتفعة ،وهذا يمثل أهم عنصر جاذب للستثمار
الدولي ،و إرتفاع معدلت النمو فيها يشكل مؤشرا فعال
في عملية بناء أهداف واستراتيجيات المستثمرين ،كما
أنها تحمل توقعات متفائلة عن مستقبل هذه السواق ،
فمثل في ، 1996قدر البنك الدولي أن معدل النمو
السنوي في البلدان المتقدمة يصل إلى % 2.7خلل
فترة 1994إلى 2009مقابل % 4.8في البلدان
الناشئة بشكل عام ،أي الضعف تقريبا ومع النشاط
الكبير الذي شهده القطاع الخاص في القتصاديات
الناشئة ،والدعم المقدم له من قبل الحكومات في إطار
التحويلت الهيكلية لهذه القتصاديات ،زاد إقبال رؤوس
الموال الجنبية :استثمارات مباشرة ،استثمارات
المحافظ المالية والقروض البنكية وكل التدفقات الجنبية
والتي تتبع تلك الصلحات والتغيرات القتصادية وخاصة
التي تتعلق بقوانين الستثمارات وكذلك مكانة القطاع
الخاص .ولقد أصبح الن بإمكان هذه السواق الناشئة أن
تستحوذ على حصص متزايدة من النتاج العالمي ،من
خلل موقعها الجغرافي وعدد سكانها وثرواتها الطبيعية ،
ويمكن أن تصل إلى معدل نمو حوالي %6مع التطور
الملحوظ للقطاع الخاص ،ونظام اقتصاد السوق المبني
على الحرية القتصادية ،وهذا يعني أن القتصاد الواعد
بالنمو القتصادي مع الستقرار السياسي يشكلن عوامل
النجاح بالنسبة للسواق الناشئة لجذب الستثمارات
الدولية إليها ،وتعمل السلطات المحلية على دعم
الستقرار السياسي خاصة فيما يتعلق بسياساتها إتجاه
الستثمارات .وعموما يمكن القول إن إنفتاح السواق
المالية الناشئة للستثمار الجنبي ،ومحاولة توفير كل
عوامل الجذب لهذه التدفقات المالية ،يجعلها تدخل في
منافسة حقيقية مع السواق المالية العالمية الكبرى وربما
تعتمد في ذلك على ميزت العوائد المرتفعة ،وهذا معناه
أن السواق الناشئة – ومن أجل إندماجها المالي في
الحركية العالمية – دفعت ثمنا لذلك يتمثل في العوائد
المرتفعة للمستثمرين الجانب.
المطلب الثالث :عدم الرتباط في العوائد مع السواق
المتقدمة ويستخدم هذا المفهوم في تحليل مخاطر
المحفظة المالية ،حيث يعتبر بعض المحللين الماليين أن
عدم إرتباط العوائد بالسواق المتقدمة يلعب دورا مهما
في نجاح الستثمارات في السواق الناشئة ،ويقصد بعدم
الرتباط هنا ضعف معامل الرتباط بين العوائد على
السواق المتقدمة والعوائد على السواق الناشئة ،بمعنى
أن أي تغيير في عوائد السواق المتقدمة ل يؤدي
بالضرورة إلى التأثير على عوائد الستثمار في السواق
الناشئة وهذا الرتباط الضعيف جدا يترجم من جهة نظر
هؤلء المحللين بأنه يوجد أرباح محتملة من وراء عملية
تنويع المحفظة في السواق الناشئة .ولما كان المستثمر
الدولي يبحث عن أفضل تشكيلة لمحفظته المالية
والوصول إلى أفضل العوائد بأقل المخاطر وحسب
المختصين في هذا الميدان من خلل الخبرات المتراكمة
لديهم فإن تشكيل محافظ مرجحة بأوراق مالية على
السواق الناشئة يمثل درجة ضعيفة من المخاطر من تلك
المرجحة بأوراق مالية في أسواق البلدان الصناعية .
الخاتمة
وخلصة القول في هذه الدراسة أن السواق المالية
الناشئة هي تلك السواق التي أقيمت حديثا في فترة
التسعينيات ،ورغم حداثتها إل تطوره بشكل كبير
وأصبحت تعطي عوائد ممتازة للمستثمريين رغم ضعف
التسيير فيها ،وأكبر نجاح لهته السواق هو إمتصاصها
للزمة السيوية بشكل سريع .كما أنها مرة بعددة مراحل
لكي تنموا بهذا الشكل الكبير وأصبحت لها مكانة في ظل
السواق المتقدمة مع جذبها الكبير للمستثمر الجنبي .
ولعل نجاح هته السواق جعلها قدوة لدول أخرى تحذو
حذوها ومنها بعض الدول العربية.
--------------------------
المرجع المعتمد أسماء بلميهوب ،العولمة المالية وأثارها
على أداء السواق المالية الناشئة ) حالة سوقي ماليزيا
وكوريا الجنوبية ( ،رسالة ماجستير ،إقتصاد دولي جامعة
سطيف 2004-2003 ،