Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
الرحيم
الفهرس
المقدمة 4...................................................................................
إن احلمد هلل حنمده ،ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من
كان من رعاية اهلل وحسن عنايته ىب ،قد تنجيز هذا البحث عن املوضوع" Eأسباب النزول".
أن معرفة أسباب النزول له أثر كبري يف فهم معىن اآلية .اعتىن العلماء مبعرفة أسباب النزول
حىت كثري منهم كتبوا عنه ،ومن أقدمهم علي بن املدين .ومن أشهر الكتب Eهو كتاب ( أسباب
النزول ) للواحدي ،وهناك Eكتاب حافل عظيم تسمى ( لباب النقول يف أسباب النزول ) وهو
للسيوطيE.
إمنا غرضت يف هذا املبحث أن حييطك علما بأسباب النزول من أطرافه الثامنة وهي أمهية
معرفة أسباب النزول ،رأى العلماء يف معرفة أسباب النزول ،فوائد معرفة أسباب النزول ،تعريف
ومعين أسباب النزول ،طريقة معرفة أسباب النزول ،تعدد الروايات يف سبب النزول ،تعدد النازل
5
أهمية في معرفة أسباب النزول
إن بعض اآليات ال ميكن فهمها أو معرفة أحكامها إال على ضوء سبب النزول.
1
( وهلل املشرق واملغرب فأينما تولوا فثم وجه اهلل )
اآلية قد يفهم منها جواز التوجه يف الصالة إىل غري القبلة ،وهذا الفهم خاطىء ألن استقبال القبلة شرط لصحة
قال الواحدي :ال ميكن معرفة تفسري اآلية دون الوقوف علىقصتها ،وبيان نزوهلا.
قال ابن الدقيق العيد :بيان سبب النزول طريق قوى يف فهم معاين القرآنE.
2
قال ابن التيمية :معرفة السبب النزول بعلم يعني على فهم اآلية ،فإن العلم بالسبب يورث العلم باملسبب.
6
فوائد معرفة أسباب النزول
األوىل :معرفة حكمة اهلل تعاىل على التعيني ،فيما شرحه بالتنزيل ،ويف ذلك نفع للمؤمن وغري املؤمن.
1
الثانية :اإلستعانة على فهم اآلية ودفع اإلشكال عنها.
الرابعة :ختصيص احلكم بالسبب ،عند من يرى أن العربة خبصوص السبب ال بعموم اللفظ.
2
اخلامسة :معرفة أن أسباب النزول غري خارج عن جكم اآلية أذا ورد خمصص هلا.
السادسة :معرفة من نزلت فيه اآلية على التعيني ،خىت ال يشتبه بغريه ،فيتهم البارئ ويربأ املريب (مثال).
3
السابعة :تيسر احلفظ E،وتسهيل الفهم ،وتثبيت الوحى ،يف ذهنت كل من يسمع اآلية إذا عرف سببها.
يقول صاحب املناهل العرفان :هو ما نزلت اآلية أو اآليات متحدثة عنه أومبينة حلكمة أيام وقوعه
الزرقاوي ،الشيخ حممد عبد العظيم ،مناهل العرفان في علوم القرآن ،ص 65 1
الزرقاوي ،الشيخ حممد عبد العظيم ،مناهل العرفان في علوم القرآن ،ص67 2
الزرقاوي ،الشيخ حممد عبد العظيم ،مناهل العرفان في علوم القرآن ،ص 68 3
7
4
قيل يف تعريفه :وهو ما نزل القرآن بشأنه وقت وقوعه كحادثة أو السؤال.
العليمي أمحد حممد ،علوم القرآن أساسيات ومبادئ ،ص 56 4
8
واملعين :أن حادثة وقعت ،أو سؤاال وجه إىل النيب فنزل الوحي بتبيان ما يتصل هبذه احلادثة ،أو جبواب هذه
السؤال سواء أكان هذا السؤال يتعلق بأمر مضى أم يتصل مبستقبل .واملراد بأيام وقوعه أن تنزل بعده مباشرة ،أو
إن أسباب النزول ال ميكن أن تدرك بالرأى .ال بد فيها من الرواية الصحيحة والسماع ممن شاهدوا
التنزيل أو وقفوا على األسباب وحبثوا فيها من الصحابة والتابعني زغريهم ممن اكتسبوا علومهم على أيدى العلماء
املوثوقني.
ويعتمد يف معرفة اسباب النزول على تقل الصحيح ،فإذا صرح الراوى بلفظ السبب كقول الراوى :
إذا أتى بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول كقول الراوى (:حدث كذا ..أو سئل النيب عليه السالم عن
قد ال تكون الصيغة نص يف السبب كقوهلم( :نزلت هذه اآلية يف كذا )..فقد يراد منه سبب النزول ،وقد
يراد ما تضمنته اآلية من احكام ،فيكون مثل قوله (عىن هبذه اآلية كذا )....قال الزركشى يف الربهان :قد عرف
من عادة الصحابة والتابعني أن احدهم إذا قال( :نزلت هذه اآلية يف كذا E)..فإنه يريد بذلك أن هذه اآلية تتضمن
أبو شهبة الشيخ حممد بن حمم ،المدخل لدراسة القرآن الكريم ،ص 133 1
9
هذا احلكم ،ال أن هذا كان السبب يف نزوهلا .قال ابن التيمية :قوهلم ( :نزلت هذه اآلية يف كذا )..يراد به تارة
1
سبب النزول ،يراد به تارة أن ذلك داخل يف الآلية وإن مل يكن السبب فيه.
كثريا ما يقول املفسرون لنزول اآلية أسباب متعددة ،وحنن أن ننظر إىل العبارة الىت قالوها:
أوال :أن يعرب كل منهما بقوله (نزلت هذه اآلية يف كذا )..ويذكر أمرا آخر غري الذي ذكره االول ،فيحمل على
أنه استنباط للحكم ،وتفسري ملعىن اآلية ،فال منافاة بينهما كما مر ألنه ليس بسبب للنزول.
ثانيا :أن يعرب احدمها بقوله (نزلت هذه اآلية يف كذا )..ويصرح اآلخر بذكر سبب النزول ،فاملعتمد هنا
(التصريح)
ثالثا :أن يذكر كل واحد سببا صرحيا للنزول غري اآلخر فيعتمد هنا الصحيحدون الضعيف.
رابعا :ان يستوى االسندان يف الصحة ،فنرجح احدمها على اآلخر لوجه من وجوه لرتجيهات كذكر الراوى أنه
خامسا :ان تكون كل من الروايتان صحيحة االسناد ،وأن يكون بينهما تقارب املدة ،فتنزل اآلية أو اآليات بسبب
2
سادسا :ان ال ميكن اجلمع بني الروايات الصحيحة ،فيحمل على تعدد النزول وتكرره ،ألن املدة بينهما بعيدة.
الصابوين ،حممد على ،التبيان في علوم القرآن ،ص25 1
10
تعدد النازل والسبب واحد
قد يتعدد املنزل والسبب واحد ،وال مانع من ذلك ألنه ال يناىف حكمة احلكيم سبحانه يف إقناع الناس
وهداية اخللق وبيان الصواب عند اشكال األمر والوقوف عند ما أمر اهلل به سبحانه وتعاىل.
ومثال ذلك ما أخرجه الرتمذى واحلاكم عن أم سلمة رضى اهلل عنها أهنا قالت يا رسول اهلل مل أمسع اهلل
ذكر النساء يف اهلجرة .فنزل قوله تعاىل ( :فاستجاب هلم رهبم أىن ال أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى
كما اخرج احلاكم عنها ايضا قالت :قلت يا رسول اهلل تذكر الرجال وال تذكر النساء فأنزل اهلل تعاىل :
كما اخرج احلاكم عنها ايضا أهنا قالت :تغزو الرجال وال تغزو النساء وإمنا لنا نصف املرياث فأنزل اهلل
4
سبحانه ( :وال تتمنوا ما فضل اهلل به بعضكم على بعض )3اآلية
11
واملسألة هنا :هل يقتصر حكم هذه اآلية على تلك احلادثة أو الواقعة أو الشخص الذى نزلت فيه أم يتعدى احلكم
اىل اجلميع.
فجمهور العلماء يذهبون اىل أن العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب ،وهذا هو الصحيح.
وقد ورد عن ابن عباس ما يدل على اعتبار العموم :فإنه قال به يف آية السرقة مع اهنا نزلت يف امراة سرقت ..مث
روى عن (جندة احلنفى) قال :سألت ابن عباس عن قوله تعاىل (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) أخاص أم
1
عام؟ قال بل عام.
الصابوين ،حممد على ،التبيان في علوم القرآن ،ط( 1بريوت1405 ،هـ1985/م) )1
أبو شهبة ،الشيخ حممد بن حممد ،المدخل لدراسة القرآن الكريم ،ط( 2بالقاهرة، )2
1423هـ2001/م)
الزرقاوي ،الشيخ حممد عبد العظيم ،مناهل العرفان في علوم القرآن ،ط( 3بريوت :دار )3
العليمي ،أمحد حممد ،علوم القرآن أساسيات والمبادئ ،ط( 1بريوت1422 ،ه2001/م) )5
13
واهلل اعلم بالصواب