Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
الدين
أما بعد -:
فإن أهم مايهتم به المسلم ،وأعظم ما يحرص عليه ،ماله علقة بأمور العقيدة ،وأصول العبادة ،إذ سلمة المعتقد والتباع عليهما المدار في قبول العمال
ونفعهما للعبد .
وقد أكرم ال هذه المة ،وأنعم عليها بما يسر لها من أئمة الهدى ،ومصابيح الدجى ،الذين أناروا الطريق ،وبينوا ما يحب ويمتنع ،وما يضر
وما ينفع في دقيق المور وجليلها ،فجزاهم ال عن السلم والمسلمين خير الجزاء .
ومن أعظم أولئك الئمة ،وأشهرهم شيخ السلم وقدوة النام المام محمد بن الوهاب أجزل ال له الجر والثواب وأدخله الجنة بغير حساب
فقد اجتهد رحمة ال في بيان الحق بدليله ،وجاهد على ذلك بقلمه ولسانه وسنانه ،حتى أنقذ ال به أمما من ظلمات الكفر والجهالت إلى نور العلم
واليمان .
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا جمع ثلث رسائل لهذا المام هي ( :الصول الثلثة وأدلتها ،وشروط الصلة وواجباتها وأركانها ،والقواعد الربع )
وهذه الرسائل من أهم رسائله وأجمعها في بيان أصول العقيدة والعبادة ،جمع فيها رحمه ال ما يجب على كل مسلم معرفته والعمل به في أمور دينه .
مع تحذير المسلم من شبه دعاة الشرك الذين يشبهون على الناس بزعمهم قصر الشرك في الربوبية فبين خطأهم ورد شبههم من كتاب ال وسنة
. رسوله
ألفها رحمه ال للمبتدئين واجتهد في تسهيلها واختصارها حتى خرجت بأحسن حلة وأعظم فائدة ،ول يستغني عنها الكبير فعم نفعها ،وكثر خيرها ،العظم
قدر موضوعاتها وشرف محتواها .
وإن وزارة الشؤون السلمية والوقاف والدعوة والرشاد ممثلة في وكالة المطبوعات والنشر لما رأت في هذه الرسائل من الفائدة العظيمة الكامنة في
سهولة أسلوبها ويسره مع جللة قدر موضوعاتها وأهميتها ؛ رأت أنها من أولى ما يجب أن يهتم به وينشر ،دعوة إلى دين ال القويم بالحكمة والطريق
السلم ونصحًا ل وكتابه ورسوله والمسلمين .
وال سبحانه نسأل أن يوفق المسلمين جميعاً للفقه في دينه والعمل بكتابه وسنة رسوله إنه سميع قريب وصلى ال على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وكيل وزارة الشؤون السلمية والدعوة والرشاد المساعد لشؤون المطبوعات والنشر .
د /عبد ال بن أحمد الزيد .
(اعلم ) رحمك ال أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثلث مسائل والعمل بهن .
( الولى ) أن ال خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملً بل أرسل إلينا رسولً فن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ،والدليل
قوله تعالى ( :إنا أرسلنا إليكم رسولً شاهدًا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولً فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلً ) سورة المزمل آيه .16 ، 15
( الثانية) أن ال ل يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد ل ملك مقرب ول نبي مرسل ،والدليل قوله تعالى ( :وأن المساجد ل فل تدعو مع ال أحدا ) سورة
الجن آية . 18
( الثالثة ) أن من أطاع الرسول ووحد ال ل يجوز له موالة من حاد ال ورسوله ولو كان أقرب قريب ،والدليل قوله تعالى ( :ل تجد قوماً يؤمنون بال
واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبكم اليمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم
جنت تجري من تحتها النهر خالدين فيها رضي ال عنهم ورضوا عنه أولئك حزب ال أل إن حزب ال هم المفلحون )سورة المجادلة آية .22
(اعلم ) أرشدك ال لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد ال وحده مخلصا له الدين ! وبذلك أمر ال جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى ( :وماخلقت الجن
والنس إل ليعبدون ) . 56ومعنى يعبدون :يوحدون .
وأعظم ما أمر ال به التوحيد ،وهو إفراد ال بالعبادة وأعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى ( :واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا )
(فإذا قيل لك ) :ما الصول الثلثة التي يجب على النسان معرفتها ؟
فقل :معرفة العبد ربه .ودينه ونبيه محمدا ( .فإذا قيل لك ) :من ربك ؟
فقل :ربي ال الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه ,والدليل قوله تعالى ( :الحمد ل رب العالمين ) وكل ماسوى ال
عالم
وأنا واحد من ذلك العالم (.فإذا قيل لك ) :بم عرفت ربك ؟
فقل :بآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السموات السبع والرضون السبع ومن فيهن وما بينهما ،والدليل قوله تعالى :
( ومن ءايته اليل والنهار والشمس واقمر لتسجدوا للشمس ول للقمر واسجدوا ل الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) .سورة فصلت آية . 37
وقوله تعالى ( :إن ربكم ال الذي خلق السموات وا لرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم
مسخرات بأمره أل له الخلق والمر تبارك ال رب العالمين ) .سورة العراف آية .54
والرب هو المعبود ،والدليل قوله تعالى ( :يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ،الذي جعل لكم الرض فراشا والسماء بناء
وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فل تجعلوا ل أندادا وأنتم تعلمون ) سورة البقرة آية . 22 ، 21
قال ابن كثير رحمه ال تعالى :الخالق لهذه الشياء هو المستحق للعبادة .
التي أمر ال بها مثل السلم واليمان ،والحسان ،ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة ،والرهبة ،والخشوع ، ( وأنواع العبادة )
والخشية ،والنابة ،والستعانة ،والستعاذة ،والستغاثة ،والذبح ،والنذر ،وغير ذلك من العبادة التي أمر ال بها (كلها ل ) والدليل قوله تعالى ( :وأن
المساجد ل فل تدعوا مع ال أحدا ) سورة الجن آية . 18
فمن صرف منها شيئا لغير ال فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى ( :ومن يدعو مع ال إلها ء اخر لبرهن له به فإنما حسابه عند ربه إنه ل يفلح الكافرون)
سورة المؤمنون آية .117وفي الحديث "الدعاء مخ العبادة " والدليل (وقال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين
) سورة غافر آية . 60
ودليل الخوف قوله تعالى ( :فل تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) سورة آل عمران آية . 175
ودليل الرجاء قوله تعالى …( :فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عمل صالحا ول يشرك بعبادة ربه أحدا ) سورة الكهف آية . 110
ودليل التوكل قوله تعالى …(:وعلى ال فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) سورة المائدة آية …( 23ومن يتوكل على ال فهو حسبه …).
سورة الطلق آية . 3ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى ..( :إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا
خاشعين ) .
ودليل الخشية قولة تعالى …(:فل تخشوهم واخشون …) الية سورة المائدة آية . 3
ودليل النابة قوله تعالى ( :وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له …) الية سورة الزمر آية . 54
ودليل الستعانة قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين ) الفاتحة آية .5وفي الحديث " إذا استعنت فاستعن بال " .
ودليل الستعاذة قوله تعالى ( :قل أعوذ برب الناس ملك الناس ) .ودليل الستغاثة قوله تعالى ( :إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )
الية سورة النفال آية . 9ودليل اذبح قوله تعالى (:قل إن صلتي ونسكي ومحياي ومماتي ل رب العالمين لشريك له وبذلك أمرت وأنا
أول المسلمين ) سورة النعام آية . 163 ،162
ومن السنة " لعن ال من ذبح لغير ال " ودليل النذر قوله تعالى ( :يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) سورة الدهر آية . 7
الصل الثاني
معرفة دين السلم بالدلة .وهو الستسلم ل بالتوحيد ،والنقياد له بالطاعة ،والخلوص من الشرك .وهو ثلث مراتب :
(السلم ) و (اليمان ) و ( الحسان )،وكل مرتبة لها أركان .
فأركان السلم (خمسة ) شهادة أن لإله إل ال وأن محمدا رسول ال و (إقام الصلة ) و(إيتاء الزكاة ) و( صوم رمضان ) و
(حج بيت ال الحرام ) .
فدليل الشهادة قوله تعالى ( :شهد ال أنه لإله إل هو والملئكة وأولوا العلم قائما بالقسط لإله إل هو العزيز الحكيم ) سورة
آل عمران آية . 18ومعناها لمعبود بحق إل ال وحده .و(لإله ) نافيا جميع ما يعبد من دون ال ( ،إل ال )مثبتا العبادة ل وحده لشريك له في عبادته كما
أنه ليس له شريك في ملكه .وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى (:وإذ قال إبراهيم لبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إل الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها
كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) الزخرف آية ، 28-27_ 26وقوله تعالى ( :قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أل نعبد إل ال ول
نشرك به شيئا وليتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون ال فإن تولوا فقولوا شهدوا بأنا مسلمون ) آل عمران آية . 64
ودليل شهادة أن محمدا رسول ال قوله تعالى ( :لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) التوبة آية .128
ومعنى شهادة أن محمدا رسول ال :طاعته فيما أمر ،وتصديقه فيما أخبر ،واجتناب ما عنه نهى وزجر ،وأن ل يعبد ال إل بما شرع.
ودليل الصلة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى (وما أمروا إل ليعبدوا ال مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )
البينة آية . 5
ودليل الصيام قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة آية . 183
ودليل الحج قوله تعالى …( :ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل ومن كفر فإن ال غني عن العالمين ) آل عمران آية .97
العقل وضده الجنون ،وامجنون مرفوع عنه القلم حتى يفيق ،والدليل حديث "رفع القلم عن ثلثة :النائم حتى يستيقظ والمجنون (الشرط الثاني )
حتى يفيق والصغير حتى يبلغ " .
(مروا أبنائكم بالصلة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا التمييز وضده الصغر ،وحده سبع سنين ثم يؤمر بالصلة لقوله ( الشرط الثالث )
بينهم في المضاجع " .
عشرة ،السلم ،العقل ،والتمييز ،وانية " (وشروطه ) رفع الحدث وهو الوضوء المعروفف ،وموجبه الحدث ، (الشرط الرابع )
واستصحاب حكمها بأن لينوي قطعها حتى تتم الطهارة " وانقطاع موجب ،واستنجاء أو استجمار قبله ،وطهورية ماء ،وإباحته ،وإزالة ما يمنع وصوله
إلى البشرة ،ودخول وقت على من حدثه دائم لفرضه .
فستة .غسل الوجه ،ومنه المضمضة والستنشاق ،وحده طول من منابت شعر الرأس إلى الذقن وعرضا إلى فروع الذنين ، ( وأما فروضه )
وغسل اليدين إلى المرفقين ،ومسح جميع الرأس ،ومنه الذنان ،وغسل الرجلين إلى الكعبين ،والترتيب ،واموالة ،والدليل قوله تعالى ( :يأيها الذين
ءامنوا إذ ا قمتم إلى الصلة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ) المائدة آية . 6
(الركن الول )
القيام مع القدرة ،والدليل قوله تعالى ( :حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتين ) البقرة آية . 238
(الثاني )تكبيرة الحرام ،والدليل حديث "تحريمها التكبير وتحليلها التسليم " وبعدها الستفتاح وهو سنة (قول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك
وتعالى جدك ولإله غيرك ) ومعنى سبحانك اللهم :أي أنزهك التنزيه اللئق بجللك ،وبحمدك :أي ثناء عليك وتبارك اسمك :أي البركة تنال بذكرك ،
وتعالى جدك :أي جلت عظمتك ول إله غيرك :أي لمعبود في الرض ولفي السماء بحق سواك يا ال ،أعوذ بال من الشيطان الرجيم ،معنى أعوذ :ألوذ
وألتجىْ
واعتصم بك يا ال من الشيطان الرجيم المطرود المبعد عن رحمة ال ل يضرني في ديني ول في دنياي .
كما في حديث (لصلة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) وهي أم القرآن .بسم ال الرحمن الرحيم :بركة وقراءة الفاتحة ركن في كل ركعة
واستعانة ،الحمد ل ؟
الحمد ثناء ،واللف واللم لستغراق جميع المحا مد ،وأما الجميل الذي لصنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحا لحمدا .رب العالمين :
الرب :
هو المعبود الخالق الرازق المالك المتصرف مربي جميع الخلق بالنعم ،العالمين :كل ما سوى ال عالم ،وهو رب الجميع ،الرحمن :رحمة عامة جميع
المخلوقات ،
الرحيم :رحمة خاصة بالمؤمنين ،والدليل قوله تعالى ( :وكان بالمؤمنين رحيما ) الحزاب آية ، 43مالك يوم الدين :يوم الجزاء والحساب ،يوم كل يجازى
بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر ،والدليل قوله تعالى (:وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لتملك نفس لنفس شيئا والمر يومئذ ل )
النفطار آية ، 17والحديث عنه "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على ال الماني " ،إياك نعبد :أي ل
نعبد غيرك ،عهد بين العبد وبين ربه أن ل يعبد إل إياه ،وإياك نستعين :عهد بين العبد وبين ربه أن ل يستعين بأحد غير ال ،اهدنا الصراط المستقيم معنى
اهدنا :دلنا وأرشدنا وثبتنا ،والصراط السلم ،وقيل الرسول ،وقيل :القرآن ،والكل حق ،والمستقيم :الذي لعوج فيه ،صراط الذين أنعمت عليهم :
طريق المنعم عليهم ،والدليل قوله تعالى ( :ومن يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك
رفيقا) النساء آية . 69
غير المغضوب عليهم :وهم اليهود معهم علم ولم يعلموا به نسأل ال أن يجنبك طريقهم ،ول الضالين :وهم اليهود معهم علم ولم يعملوا به نسأل ال أن
يجنبك طريقهم ،ول الضالين :وهم النصارى يعبدون ال على ال على جهل وضلل نسأل ال أن يجنبك طريقهم.
،ودليل الضالين قوله تعالى ( :قل هل ننبئكم بالخسرين أعمال الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون أنهم يحسنون صنعا ) الكهف آية
، 104 -103والحديث عنه "لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتىلودخلوا حجر ضب لدخلتموة قالوا يا رسول ال اليهود والنصارى قال فمن "
أخرجاه ،والحديث الثاني "اقترفت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على ثلث وسبعين فرقة كلها في النار إلواحدة .
قلنا من هي يارسول ال ؟ قال :من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي " ،والركوع والرفع منه ،والسجود على العضاء السبعة ،والعتدال منه ،والجلسة بين
السجدتين ،والدليل قوله تعالى( يأيها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا ) الحج آية ،77والحديث عنه والحديث عنه "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم " ،
والطمأنينة في جميع الفعال والترتيب بين الركان ،والدليل حديث المسيء صلته عن أبي هريرة (قال بينما نحن جلوس عند النبي إذ دخل رجل فصلى
فقال :ارجع فصل فإنك لم تصل فعلها ثلثا ثم قال والذي بعثك بالحق نبيا ل أحسن غير هذا فعلمني فقال له النبي إذا فسلم على النبي
قمت إلى الصلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا
ثم افعل ذلك في صلتك كلها " ،والتشهد الخير ركن مفروض كما في الحديث عن ابن مسعود رضي ال عنه قال :كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد ،السلم على
ال من عباده ،السلم على جبريل ،وميكائيل ،وقال النبي :لتقولوا :السلم على ال من عباده ،فإن ل هو السلم ولكن قولوا :التحيات ل والصلوات والطيبات
السلم عليك أيها النبي ورحمة ال وبركاته السلم علينا وعلى عباد ال الصالحين أشهد أن لإله ال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " ،ومعنى التحيات :جميع
التعظيمات ل ملكا واستحقاقا مثل النحناء والركوع والسجود والبقاء والدوام وجميع ما يعظم به رب العالمين فهو ل ،فمن صرف منها شيئا لغير ال فهو مشرك
كافر ،والصلوات معناها جميع الدعوات .وقيل الصلوات الخمس ،والطيبات ل :ال طيب ول يقبل من القوال والعمال إل طيبها ،السلم عليك أيها النبي ورحمة
ال وبركاته ،تدعو للنبي بالسلمة والرحمة والبركة ،والذي يدعى له ما يدعى مع ال السلم علينا وعلى عباد ال الصالحين ،تسلم على نفسك وعلى كل عبد
صالح في السماء والرض ،والسلم دعاء ،والصالحون يدعى لهم ول يدعون مع ال ،أشهد أن لإله إل ال وحده لشريك له
تشهد شهادة اليقين أن ل يعبد في الرض ول في السماء بحق إل ال ،وشهادة أن محمدا رسول ال ،بأنه عبد ل يعبد ورسول ل يكذب بل يطاع ويتبع ،شرفه ال
بالعبودية ،والدليل قوله تعالى ( :تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) الفرقان آية ، 1اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
إبراهيم إنك حميد مجيد ،الصلة من ال :ثناؤه على عبده في المل العلى ،كما حكى البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال :صلة ال ثناؤه على عبده في المل
: العلى وقيل الرحمه ،والصواب الول ،ومن الملئكة :الستغفار ،ومن الدميين الدعاء ،وبارك وما بعدها من سنن أقوال وأفعال والواجبات ثمانية
جميع التكبيرات غير الحرام ،وقول سبحان ربي العظيم في الركوع ،وقول سمع ال لمن حمده للمام والمنفرد ،وقول ربنا ولك الحمد للكل ،وقول سبحان
ربي العلى في السجود ،وقول رب اغفر لي بين السجدتين ،والتشهد الول ،والجلوس له ،فالركان ما سقط منها سهوا أو عمدا بطلت الصلة بتركه ،
والواجبات ما سقط منها عمدا بطلت الصلة بتركه ،وسهوا جبره السجود للسهو ،وال أعلم .
تمت شروط الصلة وواجباتها وأركانها ويتلوها إن شاء ال تعالى (القواعد الربعة) .
القواعد الربع
بسم ال الرحمن الرحيم
أسأل ال الكريم رب العرش العظيم أن يتولك في الدنيا والخرة وأن يجعلك مباركا أينما كنت وأن يجعلك ممن إذا أعطى شكر ،وإذا
ابتلى صبر ،وإذا أذنب استغفر ،فإن هؤلء الثلث عنوان السعادة .
اعلم أرشدك ال لطاعته أن الحنيفيه ملة إبراهيم أن تعبد ال وحده مخلصا له الدين كما قال تعالى ( :وما خلقت الجن والنس إل
ليعبدون ) الداريات آية . 56
فإذا عرفت أن ال خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لتسمى عبادة إل مع التوحيد ،كما أن الصلة لتسمى صلة إلمع الطهارة فإذا دخل
الشرك في العبادة فسدت ،كالحدث إذا دخل في الطهارة .
فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك لعل
ال أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بال الذي قال تعالى فيه (إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) النساء
آية ، 116وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها ال تعالى في كتابه .
( القاعدة الثانية )
أنهم يقولون :ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إل لطلب القربة والشفاعة .فدليل القربة قوله تعالى ( :والذين اتخذوا من دونه أولياء ما
نعبدهم إل ليقربونا إلى ال زلفى إن ال يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن ال ل يهدي منهو كاذب كفار ) الزمر آية ، 3ودليل
الشفاعة قوله تعالى (:ويعبدون من دون ال مال يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال ) يونس آية . 18
فالشفاعة المنفية :ما كانت تطلب من غير ال فيما ل يقدر عليه إل ال .والدليل قوله تعالى ( :يأيها الذين ء امنوا أنفقوا مما
رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لبيع فيه ول خلة ولشفاعة والكافرون هم الظالمون ) البقرة 254
.
والشفاعة المثبتة :هي التي تطلب من ال والشافع مكرم بالشفاعة ،المشفوع له من رضي ال قوله وعمله بعد الذن كما قال تعالى :
(من ذا الذى يشفع عنده إل بإذنه ) البقرة آية .255
( القاعدة الثالثة )
أن النبي ظهر على أناس متفرقين في عباداتهم ،منهم من يعبد الملئكة ،ومنهم من يعبد النبياء والصالحين ،ومنهم من يعبد
ولم يفرق بينهم ،والدليل قوله تعالى ( :وقاتلوهم حتى الشجار والحجار ،ومنهم من يعبد الشمس والقمر وقاتلهم رسول ال
لتكون فتنة ويكون الدين كله ل ) النفال آية . 39ودليل الشمس والقمر قوله تعالى ( :ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ل
تسجدوا للشمس ول للقمر واسجدوا ل الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) فصلت آية .37
ودليل الملئكة قوله تعالى ( :ول يأمركم أن تتخذوا الملئكة والنبين أربابا…) آل عمران آية . 80ودليل النبياء وقوله تعالى ( :وإذ
قال ال يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون ال قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن
كنت قلته فقد علمته تعلم مافي نفسي ولأعلم ما في نفسك إنك أنت علم الغيوب ) المائدة آية .116
ودليل الصالحين قوله تعالى ( :أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ) السراء
آية .57ودليل الشجار والحجار قوله تعالى ( :أفرأيتم اللت والعزى ومناة الثالثة الخرى ) .النجم آية ، 19وحديث أبي واقد الليثي
رضي ال عنه قال (خرجنا مع النبي إلى حنين ونحن حد ثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم
يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول ال اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ) الحديث
أن مشركي زماننا أغلظ شركا من الولين لن الولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ( القاعدة الرابعة )
ومشركو زماننا شركهم في الرخاء وفي الشدة والدليل قوله تعالى ( :فإذا ركبوا في الفلك دعوا ال مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى
البر إذا هم يشركون ) العنكبوت آية . 65