Vous êtes sur la page 1sur 8

‫الحمد ل رب العالمين وصلى ال وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم

الدين‬
‫أما بعد ‪-:‬‬
‫فإن أهم مايهتم به المسلم ‪،‬وأعظم ما يحرص عليه‪ ،‬ماله علقة بأمور العقيدة ‪ ،‬وأصول العبادة ‪ ،‬إذ سلمة المعتقد والتباع عليهما المدار في قبول العمال‬
‫ونفعهما للعبد ‪.‬‬
‫وقد أكرم ال هذه المة ‪ ،‬وأنعم عليها بما يسر لها من أئمة الهدى ‪ ،‬ومصابيح الدجى ‪ ،‬الذين أناروا الطريق ‪ ،‬وبينوا ما يحب ويمتنع ‪،‬وما يضر‬
‫وما ينفع في دقيق المور وجليلها ‪ ،‬فجزاهم ال عن السلم والمسلمين خير الجزاء ‪.‬‬
‫ومن أعظم أولئك الئمة ‪ ،‬وأشهرهم شيخ السلم وقدوة النام المام محمد بن الوهاب أجزل ال له الجر والثواب وأدخله الجنة بغير حساب‬
‫فقد اجتهد رحمة ال في بيان الحق بدليله ‪ ،‬وجاهد على ذلك بقلمه ولسانه وسنانه ‪ ،‬حتى أنقذ ال به أمما من ظلمات الكفر والجهالت إلى نور العلم‬
‫واليمان ‪.‬‬
‫وهذا الكتاب الذي بين أيدينا جمع ثلث رسائل لهذا المام هي ‪( :‬الصول الثلثة وأدلتها ‪ ،‬وشروط الصلة وواجباتها وأركانها ‪ ،‬والقواعد الربع )‬
‫وهذه الرسائل من أهم رسائله وأجمعها في بيان أصول العقيدة والعبادة ‪ ،‬جمع فيها رحمه ال ما يجب على كل مسلم معرفته والعمل به في أمور دينه ‪.‬‬
‫مع تحذير المسلم من شبه دعاة الشرك الذين يشبهون على الناس بزعمهم قصر الشرك في الربوبية فبين خطأهم ورد شبههم من كتاب ال وسنة‬
‫‪.‬‬ ‫رسوله‬
‫ألفها رحمه ال للمبتدئين واجتهد في تسهيلها واختصارها حتى خرجت بأحسن حلة وأعظم فائدة ‪ ،‬ول يستغني عنها الكبير فعم نفعها ‪ ،‬وكثر خيرها ‪،‬العظم‬
‫قدر موضوعاتها وشرف محتواها ‪.‬‬
‫وإن وزارة الشؤون السلمية والوقاف والدعوة والرشاد ممثلة في وكالة المطبوعات والنشر لما رأت في هذه الرسائل من الفائدة العظيمة الكامنة في‬
‫سهولة أسلوبها ويسره مع جللة قدر موضوعاتها وأهميتها ؛ رأت أنها من أولى ما يجب أن يهتم به وينشر ‪ ،‬دعوة إلى دين ال القويم بالحكمة والطريق‬
‫السلم ونصحًا ل وكتابه ورسوله والمسلمين ‪.‬‬
‫وال سبحانه نسأل أن يوفق المسلمين جميعاً للفقه في دينه والعمل بكتابه وسنة رسوله إنه سميع قريب وصلى ال على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫وكيل وزارة الشؤون السلمية والدعوة والرشاد المساعد لشؤون المطبوعات والنشر ‪.‬‬
‫د‪ /‬عبد ال بن أحمد الزيد ‪.‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫اعلم رحمك ال أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل ‪.‬‬
‫(الولى ) العلم وهو معرفة ال ‪ ،‬وعرفة نبيه ‪ ،‬ومعرفة دين السلم بالدلة ‪.‬‬
‫( الثانية ) العمل به ‪.‬‬
‫( الثالثة ) الدعوة إليه ‪.‬‬
‫( الرابعة ) الصبر على الذى فيه ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم ( والعصر إن النسان لفي خسر إل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات‬
‫وتواصواْ بالحق وتواصو ْا بالصبر ) ‪.‬‬
‫قال الشافعي رحمه ال تعالى ‪ :‬لو ما أنزل ال حجة على خلقه إل هذه السورة لكفتهم ‪.‬‬
‫وقال البخاري رحمه ال تعالى ( جزء ‪ 1‬صفحة ‪ ( ) 45‬باب ) (( العلم قبل القول والعمل ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ ( :‬فاعلم أنه ل إله ال واستغفر لذنبك …‪. )..‬‬
‫فبدأ بالعلم قبل القول والعلم ))‪.‬‬

‫(اعلم ) رحمك ال أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثلث مسائل والعمل بهن ‪.‬‬
‫( الولى ) أن ال خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملً بل أرسل إلينا رسولً فن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ‪ ،‬والدليل‬
‫قوله تعالى ‪ ( :‬إنا أرسلنا إليكم رسولً شاهدًا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولً فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلً ) سورة المزمل آيه ‪.16 ، 15‬‬
‫( الثانية) أن ال ل يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد ل ملك مقرب ول نبي مرسل ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ ( :‬وأن المساجد ل فل تدعو مع ال أحدا ) سورة‬
‫الجن آية ‪. 18‬‬
‫( الثالثة ) أن من أطاع الرسول ووحد ال ل يجوز له موالة من حاد ال ورسوله ولو كان أقرب قريب ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ ( :‬ل تجد قوماً يؤمنون بال‬
‫واليوم الخر يوادون من حاد ال ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبكم اليمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم‬
‫جنت تجري من تحتها النهر خالدين فيها رضي ال عنهم ورضوا عنه أولئك حزب ال أل إن حزب ال هم المفلحون )سورة المجادلة آية ‪.22‬‬
‫(اعلم ) أرشدك ال لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد ال وحده مخلصا له الدين ! وبذلك أمر ال جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى ‪( :‬وماخلقت الجن‬
‫والنس إل ليعبدون ) ‪ . 56‬ومعنى يعبدون ‪ :‬يوحدون ‪.‬‬
‫وأعظم ما أمر ال به التوحيد ‪ ،‬وهو إفراد ال بالعبادة وأعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه والدليل قوله تعالى ‪( :‬واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا )‬
‫(فإذا قيل لك )‪ :‬ما الصول الثلثة التي يجب على النسان معرفتها ؟‬
‫فقل ‪ :‬معرفة العبد ربه ‪ .‬ودينه ونبيه محمدا ‪( .‬فإذا قيل لك ) ‪ :‬من ربك ؟‬
‫فقل ‪ :‬ربي ال الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه ‪ ,‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬الحمد ل رب العالمين ) وكل ماسوى ال‬
‫عالم‬
‫وأنا واحد من ذلك العالم ‪ (.‬فإذا قيل لك ) ‪ :‬بم عرفت ربك ؟‬
‫فقل ‪ :‬بآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ومن مخلوقاته السموات السبع والرضون السبع ومن فيهن وما بينهما ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪:‬‬
‫( ومن ءايته اليل والنهار والشمس واقمر لتسجدوا للشمس ول للقمر واسجدوا ل الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) ‪.‬سورة فصلت آية ‪. 37‬‬
‫وقوله تعالى ‪ ( :‬إن ربكم ال الذي خلق السموات وا لرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم‬
‫مسخرات بأمره أل له الخلق والمر تبارك ال رب العالمين ) ‪ .‬سورة العراف آية ‪.54‬‬
‫والرب هو المعبود ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ ( :‬يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ‪ ،‬الذي جعل لكم الرض فراشا والسماء بناء‬
‫وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فل تجعلوا ل أندادا وأنتم تعلمون ) سورة البقرة آية ‪. 22 ، 21‬‬
‫قال ابن كثير رحمه ال تعالى ‪ :‬الخالق لهذه الشياء هو المستحق للعبادة ‪.‬‬
‫التي أمر ال بها مثل السلم واليمان ‪ ،‬والحسان ‪ ،‬ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة ‪ ،‬والرهبة ‪ ،‬والخشوع ‪،‬‬ ‫( وأنواع العبادة )‬
‫والخشية ‪ ،‬والنابة ‪ ،‬والستعانة ‪ ،‬والستعاذة ‪ ،‬والستغاثة ‪ ،‬والذبح ‪ ،‬والنذر ‪ ،‬وغير ذلك من العبادة التي أمر ال بها (كلها ل ) والدليل قوله تعالى ‪( :‬وأن‬
‫المساجد ل فل تدعوا مع ال أحدا ) سورة الجن آية ‪. 18‬‬
‫فمن صرف منها شيئا لغير ال فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى ‪( :‬ومن يدعو مع ال إلها ء اخر لبرهن له به فإنما حسابه عند ربه إنه ل يفلح الكافرون)‬
‫سورة المؤمنون آية ‪ .117‬وفي الحديث "الدعاء مخ العبادة " والدليل (وقال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين‬
‫) سورة غافر آية ‪. 60‬‬
‫ودليل الخوف قوله تعالى ‪( :‬فل تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) سورة آل عمران آية ‪. 175‬‬
‫ودليل الرجاء قوله تعالى ‪ …( :‬فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عمل صالحا ول يشرك بعبادة ربه أحدا ) سورة الكهف آية ‪. 110‬‬
‫ودليل التوكل قوله تعالى ‪…(:‬وعلى ال فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) سورة المائدة آية ‪…( 23‬ومن يتوكل على ال فهو حسبه …)‪.‬‬
‫سورة الطلق آية ‪. 3‬ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى ‪..( :‬إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا‬
‫خاشعين ) ‪.‬‬
‫ودليل الخشية قولة تعالى ‪…(:‬فل تخشوهم واخشون …) الية سورة المائدة آية ‪. 3‬‬
‫ودليل النابة قوله تعالى ‪( :‬وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له …) الية سورة الزمر آية ‪. 54‬‬
‫ودليل الستعانة قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين ) الفاتحة آية ‪ .5‬وفي الحديث " إذا استعنت فاستعن بال " ‪.‬‬
‫ودليل الستعاذة قوله تعالى ‪( :‬قل أعوذ برب الناس ملك الناس ) ‪ .‬ودليل الستغاثة قوله تعالى ‪ ( :‬إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )‬
‫الية سورة النفال آية ‪ . 9‬ودليل اذبح قوله تعالى ‪(:‬قل إن صلتي ونسكي ومحياي ومماتي ل رب العالمين لشريك له وبذلك أمرت وأنا‬
‫أول المسلمين ) سورة النعام آية ‪. 163 ،162‬‬
‫ومن السنة " لعن ال من ذبح لغير ال " ودليل النذر قوله تعالى ‪( :‬يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) سورة الدهر آية ‪. 7‬‬

‫الصل الثاني‬
‫معرفة دين السلم بالدلة ‪ .‬وهو الستسلم ل بالتوحيد ‪ ،‬والنقياد له بالطاعة ‪ ،‬والخلوص من الشرك ‪ .‬وهو ثلث مراتب ‪:‬‬
‫(السلم ) و (اليمان ) و ( الحسان )‪،‬وكل مرتبة لها أركان ‪.‬‬
‫فأركان السلم (خمسة ) شهادة أن لإله إل ال وأن محمدا رسول ال و (إقام الصلة ) و(إيتاء الزكاة ) و( صوم رمضان ) و‬
‫(حج بيت ال الحرام ) ‪.‬‬
‫فدليل الشهادة قوله تعالى ‪( :‬شهد ال أنه لإله إل هو والملئكة وأولوا العلم قائما بالقسط لإله إل هو العزيز الحكيم ) سورة‬
‫آل عمران آية ‪. 18‬ومعناها لمعبود بحق إل ال وحده ‪ .‬و(لإله ) نافيا جميع ما يعبد من دون ال ‪( ،‬إل ال )مثبتا العبادة ل وحده لشريك له في عبادته كما‬
‫أنه ليس له شريك في ملكه ‪ .‬وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى ‪(:‬وإذ قال إبراهيم لبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إل الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها‬
‫كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) الزخرف آية ‪ ، 28-27_ 26‬وقوله تعالى ‪( :‬قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أل نعبد إل ال ول‬
‫نشرك به شيئا وليتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون ال فإن تولوا فقولوا شهدوا بأنا مسلمون ) آل عمران آية ‪. 64‬‬
‫ودليل شهادة أن محمدا رسول ال قوله تعالى ‪( :‬لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) التوبة آية ‪.128‬‬
‫ومعنى شهادة أن محمدا رسول ال ‪:‬طاعته فيما أمر ‪ ،‬وتصديقه فيما أخبر ‪ ،‬واجتناب ما عنه نهى وزجر ‪ ،‬وأن ل يعبد ال إل بما شرع‪.‬‬
‫ودليل الصلة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى (وما أمروا إل ليعبدوا ال مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )‬
‫البينة آية ‪. 5‬‬
‫ودليل الصيام قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة آية ‪. 183‬‬
‫ودليل الحج قوله تعالى ‪ …( :‬ول على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيل ومن كفر فإن ال غني عن العالمين ) آل عمران آية ‪.97‬‬

‫المرتبة الثانية اليمان ‪:‬‬


‫وهو بضع وسبعون شعبة ‪ .‬فأعلها قول لإله إل ال وأدناها إماطة الذى عن الطريق والحياء شعبة من اليمان ‪.‬‬
‫وأركانه ستة ‪ :‬أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر وبالقدر خيره وشره ‪.‬‬
‫والدليل على هذه الركان الستة قوله تعالى ‪( :‬ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بال واليوم الخر والملئكة والكتب‬
‫والنبين …) الية ‪ ،‬البقرة آية ‪.177‬‬
‫ودليل القدر قوله تعالى ‪( :‬إنا كل شيء خلقناه بقدر ) القمر آية ‪. 49‬‬

‫المرتبة الثالثة ‪ :‬الحسان ركن واحد ‪.‬‬


‫وهو أن تعبد ال كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬إن ال مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) النحل آية ‪ ، 128‬وقوله‬
‫تعالى (وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم ) الشعراء آية ‪، 220 -217‬وقوله تعالى‪( :‬وما تكون في‬
‫شأن وما تتلوا منه من قرء ان ول تعلمون من عمل إل كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه …) يونس آية ‪.61‬‬
‫إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب‬ ‫(والدليل من السنة ) حديث جبريل المشهور عن عمر بن الخطاب رضى ال عنه ((قال بينما نحن جلوس عند النبي‬
‫شديد سواد الشعر ليرى عليه أثر السفر ول يعرفه منا أحد فجلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال ‪:‬يا محمد أخبرني عن‬
‫رسول ال‪ ،‬وتقيم الصلة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيل قال ‪:‬‬ ‫اً‬ ‫السلم فقال‪:‬أن تشهد أن ل إله إل ال‪ .‬وأن محمد‬
‫صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال ‪ :‬أخبرني عن اليمان قال ‪ :‬أن تؤمن بال وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخر وبالقدر خيره وشره قال‪ :‬أخبرني عن‬
‫الحسان ؟ قال‪:‬أن تعبد ال كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال‪ :‬أخبرني عن الساعة ؟ قال ‪:‬ما المسئول عنها بأعلم من السائل ‪ .‬قال ‪ :‬أخبرني عن‬
‫أماراتها قال‪ :‬أن تلد المة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيان قال ‪ :‬فمضى فلبثنا ملياً فقال ‪:‬يا عمر أتدرون من السائل؟ قلنا ‪ :‬ال ورسوله‬
‫أعلم ‪،‬قال‪ :‬هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم )) ‪.‬‬

‫الصل الثالث معرفة نبيكم محمد‬


‫وهو محمد بن عبد ال بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش ‪ ،‬وقريش من العرب ‪ ،‬والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا‬
‫أفضل الصلة والسلم ‪ .‬وله من العمر ثلث وستون سنة منها أربعون قبل النبوة وثلث وعشرون نبيًا رسولً ‪ .‬نبئ بإقرأ ‪ .‬وأرسل بالمدثر ‪ .‬وبلده مكة بعثه‬
‫ال بالنذارة عن الشرك ويدعو إلى التوحيد ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ ( :‬يأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فهجر ول تمنن تستكثر ولربك‬
‫فاصبر ) المدثر آية ‪ ، 7-1‬ومعنى قم فأنذر ‪ :‬ينذر عن الشرك ويدعو إلى التوحيد ‪ ،‬وربك فكبر عظمه بالتوحيد ‪ ،‬وثيابك فطهر‪ :‬أي طهر أعمالك من‬
‫الشرك والرجز‪ :‬الصنام ‪،‬وهجرها ‪ :‬تركها وأهلها والبراءة منها وأهلها ‪ .‬أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد‪ ،‬وبعد العشر عرج به إلى السماء‬
‫وفرضت عليه الصلوات الخمس ‪ ،‬وصلى في مكة ثلث سنين وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة ‪ .‬والهجرة النتقال من بلد الشرك إلى بلد السلم ‪ .‬والهجرة‬
‫فريضة على هذه المة من بلد السلم ‪ ،‬وهى باقيه إلى أن تقوم الساعة ‪.‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬إن الذين توفاهم الملئكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا‬
‫مستضعفين في الرض قالوا ألم تكن أرض ال واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا إل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ل‬
‫يستطيعون حيلة ول يهتدون سبيل فأولئك عسى ال أن يعفو عنهم وكان ال عفواّ غفورًا ) النساء آية ‪. 99-97‬وقوله تعالى ‪(:‬ياعبادى الذين ءامنوا إن‬
‫أرضى واسعة فإيي فاعبدون ) ‪ .‬العنكبوت آية ‪. 56‬‬
‫سبب نزول هذه الية في المسلمين الذين في مكة لم يهاجروا ناداهم ال باسم اليمان ‪.‬‬ ‫قال البغوي رحمه ال ‪:‬‬
‫والدليل على الهجرة من السنة قوله ‪):‬لتنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ول تنقطع التوبة حتى‬
‫تطلع الشمس من مغربها ( فلما استقر في المدينة أمر ببقية شرائع السلم مثل الزكاة ‪ .‬والصوم ‪.‬والحج ‪ .‬والذان ‪ .‬والجهادوالمر بالمعروف‬
‫‪ ،‬والنهي عن المنكر ‪ ،‬وغير ذلك من شرائع السلم ‪ ،‬أخذ على هذا عشر سنين ‪ .‬وتوفي صلوات ال وسلمه عليه ودينه باق وهذا دينه لخير إل دل المة‬
‫عليه ول شر إل حذرها منه ‪ ،‬والخيرالذي دلها عليه التوحيد وجميع مايحبه ال ويرضاه ‪،‬والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع مايكره ال ويأباه ‪ ،‬بعثه ال‬
‫إلى الناس كافة ‪ ،‬وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والنس ‪.‬والدليل قوله تعالى‪(:‬قل يأيها الناس إني رسول ال إليكم جميعا …) العراف آية ‪، 158‬‬
‫وكمل ال به الدين ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ …( :‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم السلم دينا …) المائدة آية ‪ . 3‬والدليل على موته‬
‫قوله تعالى‬
‫(إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيمة عند ربكم تختصمون) الزمر آية ‪ .31 ، 30‬والناس إذا ماتوا يبعثون ‪ ،‬والدليل قوله تعالى (منها خلقنكم وفيها نعيدكم‬
‫ومنها نخرجكم تارة أخرى ) طه آية ‪. 55‬‬
‫وقوله تعالى (وال أنبتكم من الرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا ) نوح آية ‪18 ، 17‬وبعد البعث محاسبون ومجزيون بأعمالهم ‪ ،‬والدليل قوله تعالى‬
‫‪،‬‬ ‫‪( :‬ول ما في السموات وما في الرض ليجزي الذين أساؤ بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ) النجم آية ‪ . 31‬ومن كذب بالبعث كفر‬
‫والدليل قوله تعالى (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على ال يسير ) التغابن آية ‪ ، 7‬وأرسل ال جيع الرسل‬
‫مبشرين ومنذرين ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬رسل مبشرين ومنذرين لئل يكون للناس على ال حجة بعد الرسل ) النساء آية ‪ ، 165‬وأولهم نوح عليه السلم‬
‫وآخرهم محمد وهو خاتم النبيين والدليل على أن أولهم نوح قوله تعالى (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبين من بعده ) النساء آية ‪ ، 163‬وكل أمة‬
‫بعث ال إليهم رسول من نوح إلى محمد يأمرهم بعبادة ال وحده وينهاهم عن عبادة الطاقوت ‪ ،‬والدليل قوله تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسول أن اعبدوا ال‬
‫واجتنبوا الطغوت ) النحل آية ‪ ، 36‬وافترض ال علىجميع العباد الكفر بالطاغوت واليمان بال ‪.‬‬
‫قال ابن القيم رحمه ال تعالى ‪ :‬معنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع والطواغيت كثيرون ‪ .‬ورؤسهم خمسة ‪،‬‬
‫إبليس لعنه ال ‪ ،‬ومن عبد وهو راض ‪ ،‬ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه ومن ادعى شيئا من علم الغيب ‪ ،‬ومن حكم بغير ماأنزل ال ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪:‬‬
‫(لإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغى فمن يكفر بالطغوت ويؤمن بال فقد استمسك بالعروة الوثقى لانفصام لها وال سميع عليم ) البقره آية ‪ 156‬وهذا هو‬
‫معنى لإله الال ‪.‬‬
‫وفي الحديث "رأس المر السلم وعموده الصلة وذروة سنامه الجهاد في سبيل ال " وال أعلم ‪.‬‬
‫(تمت الصول الثلثة ويليها شروط الصلة وهي تسعة )‬

‫(شروط الصلة تسعة )‬


‫السلم ‪ ،‬والعقل ‪ ،‬والتمييز ‪ ،‬ورفع الحدث ‪ ،‬وإزالة النجاسة ‪ ،‬وستر العورة ‪ ،‬ودخول الوقت ‪ ،‬واستقبال القبلة ‪ ،‬والنية ‪.‬‬
‫السلم وضده الكفر والكافر عمله مردود ولو عمل أي عمل ‪ ،‬والدليل قوله تعالى (ماكان للمشركين أن يعمروا مساجد ال شاهدين‬ ‫(والشرط الول )‬
‫على أنفسهم بالكفر ألئك حبطت أعملهم وفي النار هم خالدون ) التوبة آية ‪ ، 17‬وقوله تعالى ‪( :‬وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلنه هباء منثورا ) الفرقان آية‬
‫‪.23‬‬

‫العقل وضده الجنون ‪ ،‬وامجنون مرفوع عنه القلم حتى يفيق ‪ ،‬والدليل حديث "رفع القلم عن ثلثة ‪ :‬النائم حتى يستيقظ والمجنون‬ ‫(الشرط الثاني )‬
‫حتى يفيق والصغير حتى يبلغ " ‪.‬‬
‫(مروا أبنائكم بالصلة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا‬ ‫التمييز وضده الصغر ‪ ،‬وحده سبع سنين ثم يؤمر بالصلة لقوله‬ ‫( الشرط الثالث )‬
‫بينهم في المضاجع " ‪.‬‬
‫عشرة ‪ ،‬السلم ‪ ،‬العقل ‪ ،‬والتمييز ‪ ،‬وانية "‬ ‫(وشروطه )‬ ‫رفع الحدث وهو الوضوء المعروفف ‪ ،‬وموجبه الحدث ‪،‬‬ ‫(الشرط الرابع )‬
‫واستصحاب حكمها بأن لينوي قطعها حتى تتم الطهارة " وانقطاع موجب ‪ ،‬واستنجاء أو استجمار قبله ‪ ،‬وطهورية ماء ‪ ،‬وإباحته ‪ ،‬وإزالة ما يمنع وصوله‬
‫إلى البشرة ‪ ،‬ودخول وقت على من حدثه دائم لفرضه ‪.‬‬
‫فستة ‪ .‬غسل الوجه ‪ ،‬ومنه المضمضة والستنشاق ‪ ،‬وحده طول من منابت شعر الرأس إلى الذقن وعرضا إلى فروع الذنين ‪،‬‬ ‫( وأما فروضه )‬
‫وغسل اليدين إلى المرفقين ‪ ،‬ومسح جميع الرأس ‪ ،‬ومنه الذنان ‪ ،‬وغسل الرجلين إلى الكعبين ‪ ،‬والترتيب ‪ ،‬واموالة ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪ ( :‬يأيها الذين‬
‫ءامنوا إذ ا قمتم إلى الصلة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ) المائدة آية ‪. 6‬‬

‫ودليل الترتيب حديث "ابدأوا بما بدأ ال به "‬


‫أنه لما رأى رجل في قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره بالعادة ‪ .‬وواجبه التسمية مع الذكر ‪.‬‬ ‫ودليل الموالة حديث صاحب اللمعة عن النبي‬
‫الخارج من السبيلين ‪ ،‬واخارج الفاحش النجس من الجسد وزوال العقل ‪ ،‬ومس المرأة بشهوة ‪ ،‬ومس الفرج باليد قبل كان أو‬ ‫(ونواقضه ثمانية )‬
‫دبرا ‪،‬‬
‫وأكل لحم الجزور ‪ ،‬وتغسيل الميت ‪ ،‬والردة عن السلم أعاذنا ال من ذلك ‪.‬‬
‫( الشرط الخامس )‬
‫إزالة النجاسة من ثلث من البدن ‪ ،‬والثوب ‪ ،‬والبقعة ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ( وثيابك فطهر ) المدثر آية ‪. 4‬‬
‫( الشرط السادس ) ستر العورة ‪ ،‬أجمع أهل العلم على فساد صلة من صلى عريانا وهو يقدر ‪ ،‬وحدد عورة الرجل من السرة إلى الركبة والمة‬
‫كذلك ‪،‬‬
‫والحرة كلها عورة إل وجهها ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬يابني ءادم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) العراف آية ‪ ، 31‬أي عند كل صلة ‪.‬‬
‫(الشرط السابع ) دخول الوقت ‪ ،‬والدليل من حديث جبريل عليه السلم انه أم النبي في أول الوقت وفي آخره فقال ‪" :‬يامحمد الصلة بين هذين الوقتين "‬
‫وقوله تعالى ‪ ( :‬إن الصلة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) أي مفروضا في الوقات ‪ ،‬ودليل الوقات قوله تعالى ‪( :‬أقم الصلة لدلوك الشمس إلى غسق‬
‫اليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) ‪.‬‬
‫استقبال القبلة ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام‬ ‫( الشرط الثامن )‬
‫وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره ) البقرة آية ‪. 144‬‬
‫(الشرط التاسع )‬
‫النية ومحلها القلب ‪ ،‬والتلفظ بها بدعة ‪ ،‬والدليل حديث " إنما العمال بالنيات وإنما لكل امرىء مانوى " ‪.‬‬
‫وأركان الصلة أربعة عشر ‪ ،‬القيام مع القدرة ‪ ،‬وتكبيرة الحرام ‪ ،‬وقراءة الفاتحة ‪ ،‬والركوع ‪ ،‬والرفع منه ‪ ،‬والسجود على العضاء‬
‫السبعة ‪ ،‬والعتدال منه ‪،‬‬
‫‪ ،‬والتسليمتان ‪.‬‬ ‫والجلسة بين السجدتين ‪ ،‬والطمأنينة في جميع الركان ‪ ،‬والترتيب ‪ ،‬والتشهد الخير‪ ،‬واجلوس له ‪ ،‬والصلة على النبي‬

‫(الركن الول )‬
‫القيام مع القدرة ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬حافظوا على الصلوات والصلة الوسطى وقوموا ل قانتين ) البقرة آية ‪. 238‬‬
‫(الثاني )تكبيرة الحرام ‪ ،‬والدليل حديث "تحريمها التكبير وتحليلها التسليم " وبعدها الستفتاح وهو سنة (قول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك‬
‫وتعالى جدك ولإله غيرك ) ومعنى سبحانك اللهم ‪ :‬أي أنزهك التنزيه اللئق بجللك ‪ ،‬وبحمدك ‪ :‬أي ثناء عليك وتبارك اسمك ‪ :‬أي البركة تنال بذكرك ‪،‬‬
‫وتعالى جدك ‪ :‬أي جلت عظمتك ول إله غيرك ‪ :‬أي لمعبود في الرض ولفي السماء بحق سواك يا ال ‪ ،‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم ‪ ،‬معنى أعوذ ‪ :‬ألوذ‬
‫وألتجىْ‬
‫واعتصم بك يا ال من الشيطان الرجيم المطرود المبعد عن رحمة ال ل يضرني في ديني ول في دنياي ‪.‬‬
‫كما في حديث (لصلة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) وهي أم القرآن ‪ .‬بسم ال الرحمن الرحيم ‪ :‬بركة‬ ‫وقراءة الفاتحة ركن في كل ركعة‬
‫واستعانة ‪ ،‬الحمد ل ؟‬
‫الحمد ثناء ‪ ،‬واللف واللم لستغراق جميع المحا مد ‪ ،‬وأما الجميل الذي لصنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحا لحمدا ‪ .‬رب العالمين ‪:‬‬
‫الرب ‪:‬‬
‫هو المعبود الخالق الرازق المالك المتصرف مربي جميع الخلق بالنعم ‪ ،‬العالمين ‪ :‬كل ما سوى ال عالم ‪ ،‬وهو رب الجميع ‪ ،‬الرحمن ‪ :‬رحمة عامة جميع‬
‫المخلوقات ‪،‬‬
‫الرحيم ‪ :‬رحمة خاصة بالمؤمنين ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬وكان بالمؤمنين رحيما ) الحزاب آية ‪ ، 43‬مالك يوم الدين ‪ :‬يوم الجزاء والحساب ‪ ،‬يوم كل يجازى‬
‫بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪(:‬وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لتملك نفس لنفس شيئا والمر يومئذ ل )‬
‫النفطار آية ‪ ، 17‬والحديث عنه "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على ال الماني " ‪ ،‬إياك نعبد ‪ :‬أي ل‬
‫نعبد غيرك ‪ ،‬عهد بين العبد وبين ربه أن ل يعبد إل إياه ‪ ،‬وإياك نستعين ‪ :‬عهد بين العبد وبين ربه أن ل يستعين بأحد غير ال ‪ ،‬اهدنا الصراط المستقيم معنى‬
‫اهدنا ‪ :‬دلنا وأرشدنا وثبتنا ‪ ،‬والصراط السلم ‪ ،‬وقيل الرسول ‪ ،‬وقيل ‪:‬القرآن ‪ ،‬والكل حق ‪ ،‬والمستقيم ‪ :‬الذي لعوج فيه ‪ ،‬صراط الذين أنعمت عليهم ‪:‬‬
‫طريق المنعم عليهم ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬ومن يطع ال والرسول فأولئك مع الذين أنعم ال عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك‬
‫رفيقا) النساء آية ‪. 69‬‬

‫غير المغضوب عليهم ‪ :‬وهم اليهود معهم علم ولم يعلموا به نسأل ال أن يجنبك طريقهم ‪ ،‬ول الضالين ‪ :‬وهم اليهود معهم علم ولم يعملوا به نسأل ال أن‬

‫يجنبك طريقهم ‪ ،‬ول الضالين ‪ :‬وهم النصارى يعبدون ال على ال على جهل وضلل نسأل ال أن يجنبك طريقهم‪.‬‬

‫‪ ،‬ودليل الضالين قوله تعالى ‪( :‬قل هل ننبئكم بالخسرين أعمال الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون أنهم يحسنون صنعا ) الكهف آية‬
‫‪ ، 104 -103‬والحديث عنه "لتتبعن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتىلودخلوا حجر ضب لدخلتموة قالوا يا رسول ال اليهود والنصارى قال فمن "‬
‫أخرجاه ‪ ،‬والحديث الثاني "اقترفت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على ثلث وسبعين فرقة كلها في النار إلواحدة ‪.‬‬

‫قلنا من هي يارسول ال ؟ قال ‪ :‬من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي " ‪،‬والركوع والرفع منه ‪ ،‬والسجود على العضاء السبعة ‪ ،‬والعتدال منه ‪ ،‬والجلسة بين‬
‫السجدتين ‪ ،‬والدليل قوله تعالى( يأيها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا ) الحج آية ‪ ،77‬والحديث عنه والحديث عنه "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم " ‪،‬‬
‫والطمأنينة في جميع الفعال والترتيب بين الركان ‪ ،‬والدليل حديث المسيء صلته عن أبي هريرة (قال بينما نحن جلوس عند النبي إذ دخل رجل فصلى‬
‫فقال ‪ :‬ارجع فصل فإنك لم تصل فعلها ثلثا ثم قال والذي بعثك بالحق نبيا ل أحسن غير هذا فعلمني فقال له النبي إذا‬ ‫فسلم على النبي‬

‫قمت إلى الصلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا‬
‫ثم افعل ذلك في صلتك كلها "‪ ،‬والتشهد الخير ركن مفروض كما في الحديث عن ابن مسعود رضي ال عنه قال ‪ :‬كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد ‪ ،‬السلم على‬
‫ال من عباده ‪ ،‬السلم على جبريل‪ ،‬وميكائيل ‪ ،‬وقال النبي ‪ :‬لتقولوا ‪ :‬السلم على ال من عباده ‪ ،‬فإن ل هو السلم ولكن قولوا ‪ :‬التحيات ل والصلوات والطيبات‬
‫السلم عليك أيها النبي ورحمة ال وبركاته السلم علينا وعلى عباد ال الصالحين أشهد أن لإله ال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " ‪ ،‬ومعنى التحيات ‪ :‬جميع‬
‫التعظيمات ل ملكا واستحقاقا مثل النحناء والركوع والسجود والبقاء والدوام وجميع ما يعظم به رب العالمين فهو ل ‪ ،‬فمن صرف منها شيئا لغير ال فهو مشرك‬
‫كافر ‪ ،‬والصلوات معناها جميع الدعوات ‪ .‬وقيل الصلوات الخمس ‪ ،‬والطيبات ل ‪ :‬ال طيب ول يقبل من القوال والعمال إل طيبها ‪ ،‬السلم عليك أيها النبي ورحمة‬
‫ال وبركاته ‪ ،‬تدعو للنبي بالسلمة والرحمة والبركة‪ ،‬والذي يدعى له ما يدعى مع ال السلم علينا وعلى عباد ال الصالحين ‪ ،‬تسلم على نفسك وعلى كل عبد‬
‫صالح في السماء والرض ‪ ،‬والسلم دعاء ‪ ،‬والصالحون يدعى لهم ول يدعون مع ال ‪ ،‬أشهد أن لإله إل ال وحده لشريك له‬
‫تشهد شهادة اليقين أن ل يعبد في الرض ول في السماء بحق إل ال ‪ ،‬وشهادة أن محمدا رسول ال ‪ ،‬بأنه عبد ل يعبد ورسول ل يكذب بل يطاع ويتبع ‪ ،‬شرفه ال‬
‫بالعبودية ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) الفرقان آية ‪ ، 1‬اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على‬
‫إبراهيم إنك حميد مجيد ‪ ،‬الصلة من ال ‪ :‬ثناؤه على عبده في المل العلى ‪،‬كما حكى البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال ‪:‬صلة ال ثناؤه على عبده في المل‬
‫‪:‬‬ ‫العلى وقيل الرحمه ‪ ،‬والصواب الول ‪ ،‬ومن الملئكة ‪ :‬الستغفار ‪ ،‬ومن الدميين الدعاء ‪ ،‬وبارك وما بعدها من سنن أقوال وأفعال والواجبات ثمانية‬
‫جميع التكبيرات غير الحرام ‪ ،‬وقول سبحان ربي العظيم في الركوع ‪ ،‬وقول سمع ال لمن حمده للمام والمنفرد ‪،‬وقول ربنا ولك الحمد للكل‪ ،‬وقول سبحان‬

‫ربي العلى في السجود ‪ ،‬وقول رب اغفر لي بين السجدتين ‪ ،‬والتشهد الول ‪ ،‬والجلوس له ‪ ،‬فالركان ما سقط منها سهوا أو عمدا بطلت الصلة بتركه ‪،‬‬

‫والواجبات ما سقط منها عمدا بطلت الصلة بتركه ‪ ،‬وسهوا جبره السجود للسهو ‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬

‫تمت شروط الصلة وواجباتها وأركانها ويتلوها إن شاء ال تعالى (القواعد الربعة) ‪.‬‬

‫القواعد الربع‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫أسأل ال الكريم رب العرش العظيم أن يتولك في الدنيا والخرة وأن يجعلك مباركا أينما كنت وأن يجعلك ممن إذا أعطى شكر ‪ ،‬وإذا‬
‫ابتلى صبر ‪ ،‬وإذا أذنب استغفر ‪ ،‬فإن هؤلء الثلث عنوان السعادة ‪.‬‬

‫اعلم أرشدك ال لطاعته أن الحنيفيه ملة إبراهيم أن تعبد ال وحده مخلصا له الدين كما قال تعالى ‪( :‬وما خلقت الجن والنس إل‬
‫ليعبدون ) الداريات آية ‪. 56‬‬

‫فإذا عرفت أن ال خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لتسمى عبادة إل مع التوحيد ‪ ،‬كما أن الصلة لتسمى صلة إلمع الطهارة فإذا دخل‬
‫الشرك في العبادة فسدت ‪ ،‬كالحدث إذا دخل في الطهارة ‪.‬‬

‫فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك لعل‬
‫ال أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بال الذي قال تعالى فيه (إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) النساء‬
‫آية ‪ ، 116‬وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها ال تعالى في كتابه ‪.‬‬

‫القاعدة الولى ‪:‬‬


‫أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول ال مقرون بأن ال تعالى هو الخالق الرازق المدبر وأن ذلك لم يدخلهم في السلم والدليل‬
‫قوله تعالى ‪ (:‬قل من يرزقكم من السماء والرض أمن يملك السمع والبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي‬
‫ومن يدبر المر فسيقولون ال أفل تتقون ) يونس آية ‪. 31‬‬

‫( القاعدة الثانية )‬
‫أنهم يقولون ‪ :‬ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إل لطلب القربة والشفاعة ‪ .‬فدليل القربة قوله تعالى ‪( :‬والذين اتخذوا من دونه أولياء ما‬
‫نعبدهم إل ليقربونا إلى ال زلفى إن ال يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن ال ل يهدي منهو كاذب كفار ) الزمر آية ‪ ، 3‬ودليل‬
‫الشفاعة قوله تعالى ‪ (:‬ويعبدون من دون ال مال يضرهم ول ينفعهم ويقولون هؤلء شفعاؤنا عند ال ) يونس آية ‪. 18‬‬

‫والشفاعة شفاعتان ‪:‬‬


‫‪ -2‬شفاعة مثبتة‬ ‫‪ -1‬شفاعة منفية‬

‫فالشفاعة المنفية ‪ :‬ما كانت تطلب من غير ال فيما ل يقدر عليه إل ال ‪ .‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬يأيها الذين ء امنوا أنفقوا مما‬
‫رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لبيع فيه ول خلة ولشفاعة والكافرون هم الظالمون ) البقرة ‪254‬‬

‫‪.‬‬

‫والشفاعة المثبتة ‪ :‬هي التي تطلب من ال والشافع مكرم بالشفاعة ‪ ،‬المشفوع له من رضي ال قوله وعمله بعد الذن كما قال تعالى ‪:‬‬
‫(من ذا الذى يشفع عنده إل بإذنه ) البقرة آية ‪.255‬‬
‫( القاعدة الثالثة )‬
‫أن النبي ظهر على أناس متفرقين في عباداتهم ‪ ،‬منهم من يعبد الملئكة ‪،‬ومنهم من يعبد النبياء والصالحين ‪،‬ومنهم من يعبد‬
‫ولم يفرق بينهم ‪ ،‬والدليل قوله تعالى ‪( :‬وقاتلوهم حتى‬ ‫الشجار والحجار ‪ ،‬ومنهم من يعبد الشمس والقمر وقاتلهم رسول ال‬
‫لتكون فتنة ويكون الدين كله ل ) النفال آية ‪ . 39‬ودليل الشمس والقمر قوله تعالى ‪( :‬ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ل‬
‫تسجدوا للشمس ول للقمر واسجدوا ل الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) فصلت آية ‪.37‬‬

‫ودليل الملئكة قوله تعالى ‪( :‬ول يأمركم أن تتخذوا الملئكة والنبين أربابا…) آل عمران آية ‪ . 80‬ودليل النبياء وقوله تعالى ‪( :‬وإذ‬
‫قال ال يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون ال قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن‬
‫كنت قلته فقد علمته تعلم مافي نفسي ولأعلم ما في نفسك إنك أنت علم الغيوب ) المائدة آية ‪.116‬‬

‫ودليل الصالحين قوله تعالى ‪( :‬أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ) السراء‬
‫آية ‪ .57‬ودليل الشجار والحجار قوله تعالى ‪( :‬أفرأيتم اللت والعزى ومناة الثالثة الخرى ) ‪ .‬النجم آية ‪ ، 19‬وحديث أبي واقد الليثي‬
‫رضي ال عنه قال (خرجنا مع النبي إلى حنين ونحن حد ثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم‬
‫يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول ال اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ) الحديث‬

‫أن مشركي زماننا أغلظ شركا من الولين لن الولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة‬ ‫( القاعدة الرابعة )‬
‫ومشركو زماننا شركهم في الرخاء وفي الشدة والدليل قوله تعالى ‪( :‬فإذا ركبوا في الفلك دعوا ال مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى‬
‫البر إذا هم يشركون ) العنكبوت آية ‪. 65‬‬

‫( تمت وصى ال على محمد وآله وصحبه وسلم )‬

‫فهرست (هذه الرسالة )‬


‫الصفحة‬
‫‪3‬‬ ‫مقدمة الناشر‬

‫‪6‬‬ ‫يجب على كل مسلم تعلم مسائل ثلثة وبيانها ‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫الحنيفية ملة إبراهيم هي عبادة ال وحده ‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫بيان أنواع العبادة التي أمر ال بها ‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫الصل الثاني معرفة دين السلم بالدلة‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫الصل الثالث معرفة نبيكم محمد‪20‬‬

‫‪26‬‬ ‫شروط الصلة وهي تسعة وواجباتها‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫نواقض الوضوء ‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫أركان الصلة أربعة عشر ودليلها ‪.‬‬

‫‪40‬‬ ‫القواعد الربع ‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫القاعدة الولى ‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫القاعدة الثانية‪.‬‬


‫‪45‬‬ ‫القاعدة الثالثة ‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫القاعدة الرابعة ‪.‬‬

Vous aimerez peut-être aussi