Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
فَليُنَزع
الحجاب
ترجمة :فاطمة
بالحسن
مراجعة :إلهام
سعد الله
1
بيانات الكتاب:
-فلينزع الحجاب
-تأليف :شاهدورت جافان
-ترجمة :فاطمة بالحسن
-الطبعة الولى .2005موافقة وزارة العلم /79602/
-الناشر :بترا للنشر والتوزيع سوريا ـ دمشق5128483 .
-التوزيع :دار بترا
2
فلينزع الحجاب
توضع ف مت مؤلف من ثلثة أقسام .فهل سيمتنعون نائيا عن تبليط جحيم
الخرين بسن نواياهم ،جاهزين لفعل أي شيء ليشاهدوا اسهم ف ذيل مقال
ف صحيفة؟
حجّ ْبتُ طَوال عشر سنوات .كان المر الجاب أو الوت .لذا فأنا أعرف َت َ
أيستطيع هؤلء الفكرون إعطائي جوابا؟
َعمّا أتدث .بعد الكارثة التاريية الت شهدها العام ،1979احتَلّ السلم
جبُ البنات ،والبنات فقط ،الراهقات ذوات الستة عشر عاما ،والربعة عشر، لاذا ُتحَ ّ
وفروعه مكانا بارزا ف أنظومة إيران التربوية ،الت أصبحت إسلمية جذريا،
والصغيات ذوات الثن عشر عاما ،والعشرة والتسعة والسبعة أعوام؟
منذ الدرسة البتدائية حت الامعة أيا كان نوع الدراسة ،بواضيعها اللزامية
س َدهُنّ وشَعرَهن؟ ماذا يعن فعلً حجاب البنات؟ وما الذي ياولون ترسيخه فيهن لاذا نُ َغطّي جَ َ
الت ل تنضب :سور القرآن وتفاسيها ،والحاديث ،والشريعة ،والذاهب
وطبعه ببطء ف أذهانن؟ ذلك أنن ف البدء ل َيخْتَرن الجاب .بل ُحجّبْن.
السلمية ،والخلق السلمية ،والجتمع السلمي ،والنظرة السلمية إل
حجّب شنَ ،ويَسْ ُكنّ جسدَ مراهقة مجبة؟ وعلى كل حال ،لاذا ل ُي َ وكيف يَعِ ْ
العال .وكان الشعار الذي يقرع الساع على مدار السنة« :ما الفائدة من
الصبيان السلمون؟ أل يكن أن تثي أجسامهم وشعورهم رغبة البنات؟ إل أن
العلم إن ل يكن ف خدمة السلم»؟
البنات ل يُصنَ ْعنَ ليملكن الرغبة النسية ،إنن ف السلم أداة لشهوة الرجال
كنت تلميذة متهدةَ .م ّر عل ّي زمن كان باستطاعت أن أصبح إماما أو آية
فحسب.
ال ،لو وجد مكان للنساء ف هذه المور.
أل نُخفي ما نَخجلُ منه؟ عيوبَنا ،ونقائصَنا ،وتقصياتِنا ،وضعفنا ،وحرماناتنا،
ُقمِعتُ منذ الثالثة عشرة إل الثالثة والعشرين من عمري ،مكومة بكون
وشذوذنا ،وتشوهاتنا ،وعَجْزنا ،ودناءاتنا ،و َخوَرنا ،وأخطاءنا ،ودونيّتنا،
مسلمة ،خاضعة ومسجونة تت سواد الجاب .من الثالثة عشرة إل
وخولنا ،وهشاشتنا ،وأخطاءنا ،وخِداعَنا ،وجرائرنا ،وآثامنا ،وسرقاتنا،
ي كان أن يقول إنا كانت أجل سنوات الثالثة والعشرين .ولن أسح ل ٍ
واغتصاباتنا ،وخطايانا ،وجرائمنا؟
حيات.
منذ ولدة البنت عند السلمي ،تعتب عارا ينبغي ستره ،لنا ليست ولدا
ليس بوسع من يعيشون ف البلدان الديقراطية أن يعرفوا كيف تغدو
ذكرا ،وهي تُمثّل ف ذاتا الَنقْصَ وال َعجْز والدونية… وتُعتَب أداة كامنة
القوق ،الطبيعية جدا ف نظرهم ،أمرا ل يكن تصوره ف النظمة الدينية
للجنوح .وإل خطيئتِها تعود كل ماولة لمارسة الفعل النسي يقوم با الرجل
السلمية .كنت أستحق ،كما كل كائن بشري ،أن أولد ف بلد
قبل الزواج .وهي أداة الغتصاب الُحتَملة وأداة الطيئة وزنا الحارم ،بل
ديقراطي ،فلم أحظ بذا النصيب ،لذلك وُلدتُ ثائرة ناقمة.
والسرقة ،لن الرجال يستطيعون سرقة حيائها بنظرة مردة .وباختصار ،هي
جبٍ؟ وأن أكون ولكن ما هو هذا الجاب ،وماذا تعن سُكنَى جسدٍ ُمحَ ّ
شخّصا ،لنا تلق الرغبة النسية ،وهذه الرغبة نفسها آثة عند الرجل. الث مُ َ
حجّب لنه مؤنث؟ من له الق بالكلم ف هذا مكومة بالبس ف جسد ُم َ
تشكل البنت تديدا دائما للمبادئ والخلق السلمية .إنا أداة الرية
الشأن؟
ا ُلحْتَملَة ،مذبوحة بيد الب أو الخوة من أجل غَسْل الشرف ا ُل َلطّخ .ذلك أن
كنت ف الثالثة عشرة عندما فُرض القانون السلمي على إيران تت
شرف الرجال السلمي يغسل بدم البنات.
سيطرة المين العائد من فرنسا مع بركات كثيين من الفكرين
إن الذي ل يسمع صراخ اليأس تطلقه نساء ف غرف التوليد بعد أن وضعن
الفرنسيي ،الذين َقرّرواَ ،م ّرةً إضافية ،كيف ينبغي أن تكون حرية غيهم
بنتا ول َيضَعن الصب الرغوب؛ ومن ل يسمع بعض النساء يتضرعن ويطلب
ومستقبلهم .وأفاضوا ،أيضا وأيضا ،بإلقاء الواعظ الخلقية وبإعطاء
الوت للبنت الت وضعنها أو يطلبنه لنفسهن؛ ومن ل يشاهد استغاثة أم وضعت
الدروس السياسية .وفشلوا مرة أخرى ف رؤية ما هو قادم ،ول يفهموا
لتوها مثيلتَها ،هذه الت ستلقي ف وجهها آلمها وعذاباتا الذاتية؛ ومن ل يسمع
شيئا .كما أنم نسوا ،مرة أخرى ،كل شيء ،وتيأوا ـ تعضدهم
أمهات يَ ُقلْن« :أرموها ف صندوق القمامة ،اخنقوها إذا كانت بنتا» من خوفهن
أخطاؤهم السالفة ـ لكي يرصدوا الحنَ الت تنل بالخرين دون أن
من الضرب أو التطليق ،ل يستطيع أن يفهم ذل أن تكون امرأة ف البلد
يشوا عقابا ول عاقبة ،ولكي يتألوا بالوكالة ،مع احتمال القيام ببعض
السلمية .أود هنا أن أحي ّي فيلم جعفر باناهي ـ الدائرة ـ الذي يقدم إلينا
الراجعات الؤلة ،ف اللحظة الناسبة :مراجعات ل تس راحة ضمائرهم
لعنة ولدة بنت ف بلد السلم.
ول كبياءهم وغطرستهم .يتكلم بعض الفكرين الفرنسيي نيابة عن
لنص ِغ إل آلة فصاحة بعض الثقفي الفرنسيي وهي تعمل .إنا مروضة ومُزيّتة
الخرين بكل طيبة خاطر .وها هم اليوم يتكلمون مكان اللوات ل نستمع
حرّكها ذو ثلثة أزمنة .الول :نن لسنا من أنصار سرُّ .م َ
جيدا وهذا ما يَ ُ
إليهن ـ هذا الكان الذي ينبغي لي كائن سواهن أن يكون له القدر
الجاب (من دواعي الرتياح معرفة ذلك) .الثان :نن ضد الستبعاد من
الكاف من اللياقة كيل ياول احتلله .إن هؤلء الثقفي يواصلون على
الدرسة (يعن :ضمينا مرتاح بشكل مضاعف) .الثالث :لنترك للزمن وللتربية
الطريق نفسه ويُوقّعون ويُقدّمون العرائض .يتكلمون عن الدرسة ،حيث ل
أن يفعل فعلهما (لنفهم جيدا :دعوا الخرين يتصرفون ،مرةً أخرى) .البنات
يضعوا أقدامهم منذ مدة طويلة ،وعن الضواحي الت ما سكنوها قط ،وعن
الحجبات يعشنَ مجبات ،والعلمون يتدبرون أمورهم .لقد تكلم «بيلطيسيو»
الجاب الذي ل يقيموا تته أبدا .ويضعون الطط ويدبّرون وينظّمون،
الفكر .وبوسعهم العودة إل شؤونم الصغية ،ليتفلسفوا وليعالوا المور
ناسي أن من يتكلمون عنهن موجودات ،يعشنَ ف فرنسا ،بلد القانون،
بإسهاب بانتظار العريضة القادمة .التاريخ ير« ،وكلب الراسة تنبح».
وأنن لسن موضوع مبحث أو معالة مسهبة ،ول نتاج حصيلة جعية
3
مجبي! سيكون هذا فعلً اختراع القرن الادي والعشرين! لن حجب النساء عن الجاب ف الدرسة ،ولكن الجاب بذاته .هل ينبغي للمرء أن يكون
أمر مبتذل منذ العهد القدي. أعمى ،وأن يرفض النظر إل الواقع وجها لوجه ،لكي ل يرى أن مسألة
لكن الجاب السلمي ل معن له إل لنه يُخفي ويستر أو يمي .ماذا يبئ الجاب هي مسألة بذاتا ،سابقة لكل جدلٍ حول الدرسة أو العلمانية!
الجاب؟ وما الذي يُغطّيه؟ وماذا يمي؟ ليس الجاب علمة دينية بسيطة أبدا ،كالصليب الذي بوسع الفتيات
تستند عمارة الوية الؤنثة والذكّرة ف السلم إل مفهوم الستر والياء عند الرأة ،وإل مفهوم والشباب حله ف أعناقهم.
الناموس والغية عند الرجل .تنقل هاتان الكلمتان الشحونتان بالعن أوزانا مرد منديل على الرأس ،بل يب أن يفي السم كليا .وهو يلغي قبل كل
تراثية ثقيلة ،وصفات خاصة بكل جنس تتناقلها الجيال عب القرون .ل يوجد شيء اختلط الكان ويسد ماديا الفصل الذري الائر والتعسفي للفضاء
لذه الكلمات معادل دقيق بالفرنسية ،ولكن يكن ترجتها بصورة تقريبية إل: الؤنث عن الفضاء الذكر ،أو بتعبي أكثر دقة ،إنه يُحدد ويدّ الفضاء
حشمة وحياء عند الرأة ،وإل الشرف عند الرجل. الؤنث .الجاب هو البدأ السلمي الكثر هجية الدون على السد
«الناموس» هو الشرف النسي للرجل .وهو مُحرّم مظور ،ومكبوت ف أعمق أعماق الرجل النثوي والستول عليه.
السلم .وبصفته خاصا بكل رجل مسلم ،فإنه ينبغي أن يبقى مميا من أنظار يكشف فص ُل الرجال عن النساء ف الساجد ،حيث يسود قانون اللل،
الرجال الخرين ،أي النظار غي الشروعة .ناموس الرجل (أو عرضه) يب أن ماهية ارتداء الجاب :يب على الرأة البقاء ف ملجأ يميها من أنظار
يُحمى ويُستَر .وهو يرمز إل ما ف الداخل ،ول يكن أن يكون ف الارج .له الرجال .ومن أجل تفعيل القواعد السلمية تفعيلً تاما ف إيران حاولوا
كفيل ضامن ف الم والخت والزوجة والبنة والسد الؤنث .والجاب هو تطبيق قانون الساجد على سائر أناء البلد ،ونقل فضاء الساجد إل
ملجأ لناموس الرجل السلم وشرفه ،ويَخلق عنده تبعيةً نفسية .ذلك أن جوهر الفضاء العام :مداخل منفصلة للرجال وللنساء ،قاعات طعام ومكتبات
هوية الرجل السلم يتجذر تت حجاب النثى .وترمز الغية إل فحولة الرجل وقاعات عمل منفصلة… ومسابح منفصلة .ولا كان البحر ل يستسلم
السلم وإل مقدرته على حفظ عِرضه :أي شرفه النسي ،وأداته :أي السد بسهولة لثل هذا النوع من التقاسم ،مُنعت النساء من السباحة ف البحر.
الؤنث .هذا الضامن لشرف الرجل النسي ،هذا الُحرّم غي العترف به ،ل وف الامعة ،مُنعت الفتيات من النتساب إل الفروع الت تتطلب تنقلت
يكن أن يكون ف الارج حرا ،تت النظار غي الشروعة للرجال الغرباء .لنه جاعية ،مثل علم النبات وعلم الثار واليولوجيا.
مرتبط بوية الرجل السلم ،وبشرفه من حيث كونه رجلً ،والرأة غي الحجبة نن ف فرنسا ،بلد القانون ،حيث تنح بعض العائلت لنفسها سلطة
بوسعها زعزعة عمارة الوية الذكورية ف السلم .لقد قَدّم لنا الدب والسينما إجبار بناتا القاصرات على ارتداء الجاب .ماذا يعن هذا المر :إلباس
الَدّامان ـ أحيانا ـ رجا ًل مسلمي اناروا نائيا لن واحدة من بناتم أو البنات الجاب؟ هذا يعن جعلهن أدوات جنسية :أدوات أولً لن
زوجاتم أو أخواتم أو أمهاتم انتهكت مبادئ الياء الكلية القداسة. الجاب مفروض عليهن ويشكل وجوده الادي من الن جزءا من كيانن
إن حياء الرأة وخجلها ها الضامنان الُفصِحان عن غية الرجل السلم .وكلما منذ الن ،ومن مظهرهن ومن وجودهن الجتماعي .وجنسية ثانيا :ل لن
كانت الرأة حَييّ ًة خجولة ،كلما ازداد الشرف والغية عند أبيها وأشقائها الشعر ا ُلخَبّأ هو رمز جنسي فحسب ،ول لن هذا الرمز يمل معنيي (ما
وزوجها .وبتعبي آخر ،تضع عمارة الوية الذكورية عند السلمي لياء الرأة نُخفيه نَعرضُه ،والمنوع هو الوجه الخر للرغبة) ،ولكن لن ارتداء
وخجلها .أما شرف الرجل وغيته ،وهو بدونما لشيء ،فهما بتناول حجاب الجاب يضع الطفلة أو الراهقة الشابة ف سوق النس والزواج،
الرأة .وكل تاس ،وكل ماولة تقارب بي النسي تلوث شرف الرجل السلم. وُيحَدّدها ويُ َعرّفُها جوهريا بنظرة الرجال ومن أجل نظرتم هذه ،بالنس
ليست العلقة النسية هي الحرّم الحظور ،بل النس الخر ،السد النثوي، والزواج ومن أجلهما.
هو الحرّم الحظور بذاته. غي أن أداة الشهوة الذكورية هذه تُعبّر عن منوع آخر وعن ازدواجية
يكم الجابُ على السد النثوي بالبس لن هذا السد هو ا َلحَ ّل الذي أخرى.
يُ َدوّن عليه شرف الرجل السلم ،وهو بذه الصفة يستوجب الماية .أل ُيتَرجِم البنت ليست شيئا ،الصب هو كل شيء .ليس للبنت أي حق ،وللصب
الجاب قبل كل شيء عن الستلب النفسي للرجل السلم الذي يبن كينونته القوق كلها .يب على البنت البقاء ف الداخل ،ف مكانا ،ول تستطيع
وهويتّه بالشية الستمرة من النتهاك النثوي ،أو من تاوز مقلق لصلة شعر التجول ف الواء الطلق .وليس بوسع أي كان أن يهل كون الرجال،
أو طرف بشرة تعرضتا للنظار؟. والرجال وحدهم ،يتجمعون ف الساحات العامة ف البلدان السلمية .أل
البنة هي ضامنة شرف أبيها وأشقائها .وإذا ُزوّجتْ ،بِي َعتْ ،خرجت من نراهم ،هنا ف فرنسا ،يشغلون مقدمة الشهد؟
وصاية الب ،لتصبح ضامنة لشرف زوجها .وف حال الطلق ،تعود إل لاذا يريد الرجال السلمون إل يومنا هذا حجب النساء؟ لاذا يعنيهم هم
الوصاية البوية ،ويرتبط حياؤها بذه الوصاية من جديد .والرأة الُطلّقة تت حجاب النساء؟ لاذا ولي سبب يتعلقون إل هذه الدرجة بالجاب
السقف البوي هي مصدر قلق للب وللشقاء ،كالبضاعة ا ُل ْرَتجَعة. النسائي؟ وإذا كانوا يعبدون الجاب إل هذا الد ،فلماذا ل يرتدونه هم
أنفسهم؟ .والق أنه لو تقق حدث من هذا القبيل لصار هناك معن
للمناداة «بوية جديدة» عن طريق الجاب .تصوروا الرجال السلمي
4
الخرين وغيهم من الذين يعتبوهن بل إرادة ول مزايا ،هن بالفعل من ل يقول بعض الفكرين السلمي ،الدافعي عن الجاب :زوجت ،ابنت ل
يتلكن الق بالكلم ول القوة اللزمة لذلك .لقد عشن معاناة ذل عدم ولدتن ترتديان الجاب ،توكيدا منهم بأن موقفهم ليس ذاتيا .وماذا عن أمهاتم،
ذكورا ،وذل ارتداء الجاب ،هذا السجن التنقل ،كأنه وصمة ،كالنجمة أل ي ُكنّ ُمحَجّبات؟
الصفراء معلقة على الشرط النثوي( ). الم بالجاب .الجاب الضَمّخ برائحة الم .الم الُحرّمَة .الجاب
تدور أجساد النساء كالظلل حول الرجال ،ذليلة ،مذنبة ،تلب القلق، الذي ترتديه الم دائما .هذا الذي لن تتركه أبدا لطفلها ،لبنها .الجاب
ُمهَ ّد َدةً ،قذرة ،نسة ،مصدر ضيق وخطيئة؛ هذه الدوات الوبوءة ،الطموع با، حرّمة .الم موضوع الشهوة الذنبة،
الذي يمل رائحة الث ،رائحة الم ا ُل َ
حرّمة ،الخفية والعروضة ،الحبوسة ،الغصوبة وال ْك َرهَة .إن السد
الشتهاة وال َ الت تقمعها وتكبتها قواني السلف .يرمز الجاب ،ف نظر الرجل
الؤنث أداة جنسية مبأة ،ومذمومة ومعابة ،كأنا بعض اللوازم الت ل بد منها السلم ،إل صورة الم الحبوبة ،والشتهاة .كما لو أن هذا الجاب الذي
لمارسة النس والت نجل ف الوقت نفسه من استعمالا. غطىّ شَعر الم قد اختلَسَها من ابنها ف الوقت نفسه .لذا السبب تنجذب
تشعر الفتيات الحجبات بالذنب ،منذ الطفولة ،كأنن ضحايا اغتصاب ،ويُشبه أنظار الرجال السلمي ـ انذابا أكب ـ إل النساء الحجبات .القوة
العنفُ الذي تعرضن له وعاني منه ،الغتصاب ،ف الواقع :إنه الغتصاب فعلً. الباطنية العميقة للصلة بي الم وابنها ،هذه الصلة الت كان حجاب الم
اغتصاب قدي سالف ،تمل المهات السلمات علمته ،ويَطبَ ْعنَها بدورهن حرّم ،وزنا الحارم
ترجانا ف الطفولة الول والت تلقي بظلّها (ظل ال َ
على أجساد بناتن .اغتصاب سالف تتحمل المهات جزءا كبيا من السؤولية والشهوة) على الرأة الرغوبة .إن الرجل السلم يكره الجاب الذي يفي
عنه .ذلك أن العقائد السلمية ،الت تبثها المهات السلمات وتستبطنها بناتن، الرأة ويرغبه ف آن .يُ َذكّر الجاب بب الم ،ولكنه يُذكّر أيضا بالرح
تكتسب سةً ذاتية أصلية ،كأنا نابعة من الداخل ل مفروضة من الارج. الول ،بالجاب الذي خطف الم.
وط الحرّمات غريزيةَ النظرة؟ ذلك أن الجاب يُ َذكّر بواحدة من الحُرَمّاتأسوق هنا بعض اللحظات ،لتلف العتراضات والمثلة الضادة.
إن الدين ،أي دين كان ،يوجد تارييا؛ فهو يصي ما نفعل به ،ولكنه هو أيضا ما فَ َع َلهُ .الدين هو البارزة ف السلم :السد النثوي .وما نفيه عن النظار يزيدها
الدين كما تواجد ف الجتمعات عب القرون .وليس بقدرونا اختصار الدين إل ب انتباه الرجال وطاقاتم النفسية على مشهد ينبغي
اضطراما .يَُثّبتُ الجا ُ
ضرُها بشأنه بعض الثقفي أو الُدّعي ،أو بعض ذوي الضمائر
ح ّ
الفكار الت يُ َ أن يَتَكَشّف عن كونه ذا فائدة كبى ،بكم منطق الشياء.
الرتاحة. تاهل النظرات ا ُل ِلحّة والتشبثة الت ترسلها عيون الرجال ف البلدان السلمة.
ومنقُ ث ينبغي ،لفهم دين ما فهما فعليا ومعرفة آلية نقله نفسيا واجتماعيا من جيل إل آخر ،أن
النظرة البشعة ،النظرة غي الشروعة ،النظرة الت َرصّدة ،النظرة الت تَختر
نياه ذاتيا ،وننخرط فيه إيابيا أو سلبيا .ول تتمكن اللحظات الارجية أبدا، الجاب .ث تتلقى الفتيات التوبيخ والتأنيب ،لنن رغم الجاب ،ورغم
ت وثيقة الصلة به ،من النفوذ إل داخل الؤمن واختراق ما يشعر به.
مهما بَ َد ْ أجسادهن الخفية ،جذبن النظرات الحرّمة.
يب العيش داخل عقيدة أو إيان ما ،وتلقي تربية دينية وتعليم دين ،لكي ُترَ ّسخُ المهاتُ ف بناتن الشية من النظرة ومن الخاطر الت تنقلها.
نتوصل إل فهم ماذا يعن أن نؤمن بالسلم ،أو بالكاثوليكية أو باليهودية ،أو ومنذ نعومة أظافرهن ،تستبطن الُبنَيّاتُ الفكرة القائمة على أن وجودهن
أل نؤمن. يشكل تديدا للصب وللرجل ،وأن ـ هذين الخيين ـ قد يفقدان كل
سيطرة على نفسيهما إن شاهدا خصلة من شعرهن أو جزءا صغيا منلقد عشتُ التوتاليتارية السلمية والمجيات الدينية بظاهرها كلها .ولا وصلتُ إل فرنسا ،تكوّن
ي انطباع بعدم الوجود على الكوكب نفسه .وأحسستُ بثل ما يس به من
لد ّ جسدهن .وتُواصل المهاتُ ،ف البيئات التقليدية ،إنتاج البادئ نفسها
قد يأت إل دنيانا بعد أن تمّل عذاب ماكم التفتيش السيحية ف العصر النقولة من جيل إل آخر .إنن وَجِلت ،يرعبهن قطع الصلة بالنيّر الدين،
الوسيط .أنا ل أشعر بأي تسامح نو الدين .وف ما يتصل باليان ،فأنا ـ ويشَيْن كسر حلقة الوية ،ول يرُؤن على مابة حكم المهات
والشكر للّه ـ لست حت ملحدة .ببساطة ،أنا واعية وجودي ،مدركة للظلم الُخريات ف جاعتهن .ولكن رغم حجاب النساء يفتك الغتصاب
الخيم على هذه الرض ،وللجحيم الوجود فيها .وال ،إذا كان موجودا ،فهذا والدعارة بالبلد السلمية ،وينتشر الي ُل إل الصبيان .ولئن كانت العلقة
شأنه. النسية بي راشدين ،خارج إطار الزوجية ،رغم رضى الثني ـ الرأة
ل يشك السلمون إطلقا بدود الي والشر .وعندهم أن كل ما ل يضمه والرجل ـ تعاقبها القواني السلمية بشدة ،إل أنه ل وجود لقانون يمي
القرآن ويويه فهو الشر الطلق .كل شيء موجود ف القرآن :فقد فكّر بكل الولد .ويوجد ما يكفي من الولد الهمَلي الذين يتدبرون أمورهم
شيء ،بالكائن البشري ف ُكلّيته ،وبالبشر من كل الفئات وتت كل الظروف. بأنفسهم ،لتحمل أعباء الاجات النسية العاجلة لرجال تلك البلدان.
ول يُفلتُ من النص الدين أي أمر متعلق بالنسانية .والشك بذه المور إث من له الق بالكلم عن عار سُ ْكنَى جسدٍ ُمخْجلٍ ،جسدٍ مجّب ،وعن
بذاته وانتهاك للحرمات .تقوم شرعية الديان التوحيدية الثلثة على واقعة كونا ألسى الناجم عن جسد مذنب… كل ذنبه أنه موجود؟ وعن هذا الشعور
إلية ،وبالتال فهي إطلقية وخارج أي نقاش .ولا كان ال ف التوراة والنيل بالذنب وهذا العار الفطريي؟ ربا يق الكلم للّوات عشن قبل مراهقتهن
والقرآن [ال ـ ديو Dieuـ يهوه] نادرين ،يب على الؤمني إطاعة مثليهم بدة طويلة وتَ ّم ْلنَ عواقب العقائد السلمية الت آذت أنفسهن .إل أن
على الرض. اللوات يشعرن بوطأة نظرات الرجال من عائلتن ،ونظرات الرجال
5
مواجهة هذه بتلك .وهكذا ت العثور على السوّغ الفكري لسائر إن انفاض قيمة الرأة ف السلم ،قانونيا واجتماعيا ،ووضعها تت
اللديقراطيات ما بعد الكولونيالية. الوصاية الذكورية ،يسي جنبا إل جنب مع حالا كأداة جنسية ،ولوضعها
أن ترتدي شابات راشدات الجاب ،فهذا شأنن ،غي أننا ند ف موقف هذا مصدره ف القرآن.
بعضهن ضربا من انراف جنسي مزدوج .ذلك أن ارتداءه ف فرنسا ل يُشْكّل تتاج الرأة ف البلد السلمية ،انطلقا من قواني السلم ،إل موافقة
وسيل َة النصهار ف المهور الغفل ،بل على النقيض ،لنه يذب النظار، ول أمرها إذا أرادت السفر خارج البلد (زوجها أو والدها أو شقيقها).
ويشكل نوعا من حب الظهور ويعب عن نزعة إل الستعراضية والستفزاز :أنا وتذهب الشريعة إل أبعد من هذا :ليس للمرأة مغادرة بيت الزوجية دون
امرأة أداة ،وفخورة بكون كذلك ،امرأة أداة جنسية ،على وجه أكثر دقة .حت موافقة زوجها وول أمرها .وهي ليست مُعتَبة شخصا تاما أبدا .وف
هذا النوع من النراف ،فهو شأنن أيضا .ولكن الوضوع يرج عن كونه إيران ،ل يوز للنساء النتقال من مدينة إل أخرى وحيدات ،وهذا
كذلك ـ وأتوسل إليكم إعارته الهتمام ـ عندما تواكبه رسالة تبشيية الجراء اتُخذ ف العام .1998وأنا أتكلم عن النساء ،ل عن الراهقات
حجَبةٌ هي الخرى لنا تفي طبيعتها
موجهة إل من هن أصغر سنا ،رسالةُ ُم َ القاصرات.
القيقية تت غطاء كلمات «الرية» و«الوية» و«الثقافة» .إن فرض الجاب تُفرِد الشريعة صفحات طويلة لسفل بطن الرجل ،ولتعته النسية
على قاصر ،يعن تاما إغواءها ـ إن ل نقل هتك عفتها ـ والتصرف بسدها، وواجبِ النساء ف إشباع شهوات أزواجهن .وهي تتحدث أيضا عن متعَ
وبيان صفتها كأداة جنسية مهيأة للرجال. الرجال ف الفردوس ،وتبئ للمسلمي الصالي ولشهداء السلم
والقانون الفرنسي ،الذي ل ينع شيئا عن الراشدين ـ الوافقي بإرادتم على حوريات أبديات المال ،أبديات الشباب ،يرجعن عذراوات دائما بعد
ما يفعلون ـ يمي القاصرين من هذا النوع من الغواء .وكل شك ٍل من كل وصال .يثل هذا المر لدى الرجال تقيق استيهام النشوة الت ل
الضغوط الباشرة أو غي الباشرة الادفة إل فرض الجاب على القاصرات تنتهي ول تكل ول تل ،وناية وسواس القذف البكر والسابق لوانه.
يضفي عليهن ـ بذه المارسة نفسها ـ صفة الداة النسية الماثلة لصفة أتصور كيف سيكون الرجال فحولً متميزين ،ذوي عضو جنسي من
الدعارة .لذلك ينبغي منعها بقوة القانون .ذلك أن التشوهات النفسية والعنوية الفولذ ،ل يتعب .ل شيء إل التعة ،والغبطة والسعادة .وأتساءل بين
هي تشوهات جنسية ،كما أن التشوهات النسية هي أيضا تشوهات نفسية وبي نفسي عن فضل هذه الوعود القدّسة ،وعن دورها ف جعل التديني
ومعنوية .ولقد وُجِد علماء سللت دافعوا عن التان باسم الختلف الثقاف، يؤمنون بكلية قداس ِة نصوص الشريعة :أي رجل ل يلم بثلها؟ يكفي أن
لكنهم كانوا أقلية لسن الظ .إنا خطيئة ضد العقل وضد الجتمع بالتأكيد. نؤمن با .بالتأكيد ،يقول القرآن« :النة تت أقدام المهات»( ) ولكنه
فلنحاذر من ارتكاب الطأ نفسه ف ما يتصل بالجاب السلمي .ول ينبغي ـ ل يشي ـ ف ما يتعلق بن ـ إل أية متعة مضاهية لتلك الت يص با
باسم العلمانية ـ منع القاصرات من ارتداء الجاب ف الدرسة أو ف غيها من الرجال .لا كان الفردوس غي مفتوح إل للمهات ،ل للعاقرات سيئات
المكنة ،بل باسم حقوق النسان وباسم حاية القاصرات. الظ ،ولا كان من غي السموح مارسة الزنا بأم أي رجل (فقد تؤدي
ماذا يريدون إساعنا غي ذلك؟ ما الذي تُغَنيه لنا مسموعات الكلمة اللوات الشتيمة النسية بق الم ف البلد السلمية إل إراقة الدم) فلربا تكتفي
«تررن» بالجاب؟ من أي شيء تَحرّرْن على وجه الدقة؟ إنن يؤكدن المهات ،وهن ف الفردوس ،بشاهدة الرجال يضاجعون الوريات.
هويتهن ،كما يقلن .أية هوية؟ تتحدث بعض الفتيات من ذوات العاطفة ألح الن استنكا َر بعض الحجبات الستَحدثات لا أقول ،واللوات يرفعن
الساذجة كما لو أنن بعبقريتهن اخترعن الجاب أو اكتشفن فضائله .إنن أصواتن بقوة مطالبات بريتهن وبويتهن ،ولكنهن ل يقبلن الزاح بشأن
يتبنّينه ،بعد أن مررن مرورا عابرا بقاعد الكلية ،كأنه رمز جديد ،وكما لو كان القرآن .وقد نشاهدهن ف الشارع أو ف وسائط النقل ،متباهيات ،معلنات
الجاب من اختراع القرن الادي والعشرين .إن هذا الجاب يرقى إل غياهب تصميمهن ،ونشعر باستعدادهن للرد بعنف على السئلة الت ل يطرحها
الزمنة ،ويشكل رمزا للعتيق الخذ بالندثار ف أقاصي الرياف التخلفة من عليهن أحد ،ولكن تستدعيها تلقائيا نظراتن ،وما يضعن على رؤوسهن،
أوروبا الرمة ،وهاهو يريد صنع شباب جديد لنفسه ،وأن يُحسب على غي ما وثِقتُهن بأنفسهن الت تستفز الخرين .وسيأت يوم ـ بل شك ـ سيقترح
هو. علينا فيه من يوحون إليهن بذا السلوك قراءة جديدة للقرآن .فالديان
ذلك أننا نعرفه جيدا .فما هو بالرمز الغري لوية جديدة ،بل تعبي عن الوّحدة تعيد قراءةَ نفسها دائما ،لكي يُقنعونا بالوصفة القدية ،وبأن
الستلب ،وف غالب الحايي يُعبّر عن النكفاء أمام قسوة البلدان الت تستقبل السألة هي ف معرفة تفسي النص ،وفك رموز ما ليس مكتوبا فيه إذا
الهاجرين ..إن النساء الحجبات ف فرنسا أو ف الدول الديقراطية يذبن دعت الاجة .غي أننا لّا نصل بعد تاما إل هذه النقطة مع السلم .بل
النظارَ ،وُيضْرِمْنها ويرقي إل مقام الصورة ،تاما كالنساء اللوات نشاهد مازلنا مع العلمات الارجية لغن الوية ومع القراءات الصولية للنص.
صورهن على أغلفة الجلت الذكورية .كون الرأة مجبة ،وعرض نفسها على الجاب هو ثقافت .والجاب هو حريت .إنا حكاية «إبريق الزيت»
أنا كذلك ،يعن أن تكون باستمرار وقبل كل شيء الرأة الداة النسية .هذه والنغمة الستعادَة من أيام إزالة الستعمار ،عندما كان يُقال :الرية شيء،
الحجبة هي أداة تمل لفت ًة غي مرئية تقول« :الرؤية مظورة .للستيهام لكن الرية الثقافية هي شيء آخر .كانوا يُميّزون ويُ َفرّقون بي حقوق
النسان (الفردية) وبي حقوق الثقافات (الَمعية) قبل أن يصلوا إل
6
يتحمل الثقفون السلمون مسؤولية ثقيلة ف هذا الشأن .عندما نتحدث عن فقط» .وهكذا تصبح الرأة أداة تستدعي بوجودها استيهامات الرجال
مثقفي كاثوليكيي ف فرنسا ،فذلك من أجل تييزهم عن الذين ينتمون إل تيار الدائمة .فلنجرؤ على العتراف بذه الستيهامات.
دين آخر ،كما من أجل تييزهم عن الذين ل ينتمون إل أي تيار من هذا النوع وبا أن الجاب موضة ،فالرأة تنهض بعبئه ،وتتاره ،وتفخر به .والنساء
ويعلنون ـ َعرَضا ـ ل أدريتهم أو إلادهم .إذن ،ل تنطبق تسمية «مثقف اللوات ل يكن يلفت نظر أي كان ،صرن أخيا به يسترعي النتباه.
كاثوليكي» إل على قسم من الفكرين .ليس الال على هذا النوال عند الثقفي ويُخفي ما لن ينظر إليه أحد ـ ربا ـ لو ل يُخفينه .وكما تفي بنات
السلمي ،لنم جزء من كُلّ كبي هو« :السلم» .وهم يتمايزون عن الخرين الوى أجسادهن ،ف ظلم الليال لداع الزبائن ،تفي النساء الحجبات
بكونم مثقفي ،ل كمسلمي .أين هم إذن الثقفون غي التديني [اللحدين] ف أجسادهن لكي يتارهن زوج بعيني مغلقتي ف ناية الطاف.
العال السلمي؟ .ف إيران ،وف مصر ،وف الزائر ،وف العربية السعودية؟ عب الجاب هو ف الوقت نفسه ملجأ لخفاء التهميش الجتماعي ف الوقت
تريف غريب للكلم ،تريف يسمح بالماثلة بي الدين والثقافة وبالعكس ،ند نفسه .فالهاجرات من البلدان الشرقية ،العاطلت عن العمل غالبا ،أو
أنفسنا معتادين على اعتبار مموعات بشرية كاملة ،وآداب وفلسفات، الستخدمات ف أعمال ثانوية ،يتوجب عليهن التنافس والتخبط ف سوق
«مسلمة» ببساطة .البدأ :كلمة «إسلم» .ومن ث نُ َقرّر [وجود] الفن العمل الذي تتزايد مصاعبه ويُهيمن عليه التمييز ،من أجل الصول على
السلمي ،والنمنمات السلمية والعمارة السلمية ،والشعر السلمي ،وأرض الد الدن للجور الذي تقرره الدولة .ويأتي بعد الرجال ،وبعد النساء
السلم .حت أن ورد أصفهان اعتُب رائحة السلم .ول يبقى بعدئذ إل ذكر غي الشرقيات ،كأدوات لتهميش اجتماعي واقتصادي بل رحة.
الناط الختلفة :السلم الصول ،السلم السلفي ،السلم العتدل ،وآخر ما تَستَب ِعدُهن جاعتهن السلمة عندما يناضلن من أجل انعتاقهن (هذا النعتاق
ُحرّر :السلم العلمان .هل نيا ف قرن الذيان؟ الذي لن يلب إليهن أكثر من الد الدن للدخل الضروري للندماج).
ل يوجد دين علمان .فالعلمانية على وجه الدقة هي الفصل ما بي الدولة، ويسَتبْعدهن الجتمع الفرنسي ،وسوق العمل ،ليدفعن ثنا فادحا
ذات الجال العام ،وبي الدين ،وهو شأن شخصي خاص .ليس بوسعنا من لستقللن .والق أن الجتمع الفرنسي ل يقم با يكفي من أجل استيعابن
الناحية الدللية إلصاق صفة «العلمانية» باسم أي دين .ول يوجد من يتحدث ودمهن .فكيف نستغرب لوء بعضهن إل الختفاء تت الجاب
عن كاثوليكية علمانية أو عن بروتستانتية علمانية .هنا ـ ف فرنسا ـ يَقبَل ماولت العثور على زوج يقوم بأ َودِهِن لقاء عُذريتهن؟
أكثرُ الكاثوليكيي والبوتستانتيي اليوم مبدأَ العلمانية؛ بذا العن هم علمانيون، إنن لن يتشردن ف الشوارع ،على القل ،كالنساء اللوات نراهن
كما يكن أن يكون اللحدون علمانيي؛ إنم كاثوليكيون وعلمانيون، يستجدين ف مطات قطارات النفاق ،بأعداد متزايدة ،ولن يعرفن معاناة
بروتستانتيون وعلمانيون .وهم ل ينتمون إل أشكال (علمانية) من الكاثوليكية الشردات بل مأوى ثابت .ل تنجو هاته النساء من التهميش إل
أو البوتستانتية تعارض أشكا ًل أخرى منهما .ل يدث هذا كله بي عشية بالستلب.
وضحاها .لكنه نتيجة تاريخ طويل وصراعات شديدة .بالبداهة ليست العلمانية لقد آن الوان ،ربا ،للمفكرين الفرنسيي ،للهتمام بالبؤس الصارخ
من جوهر التوحيد السيحي (والتمييز النيلي بي ما يعود إل ال وما يعود إل للمهمشي والهمشات ف هذا البلد الذي نعيش فيه والذي تسوء حاله
قيصر ل علقة له البتة بالعلمانية) .فهي قد فرضت عليها فرضا. يوما بعد يوم .فهم ركزوا اهتمامهم على أفغانستان ،وعلى مسعود ،وعلى
إن إطلق تعبي «إسلم علمان» يرجع إل زلة اللسان أو الفوة الكاشفة أكثر العراق ،وعلى البنامج التلفز …Loft storyوعلى الجاب.
من كونه إيازا فكريا واختصارا .هفوة كاشفة ،لن القصد النطلق من كلٍ ل وعليهم الن الهتمام بالرجال والنساء الفرنسيي أو الهاجرين ،أي بتلك
يُناقَش ،أي السلم ،لوصف واحد من الناط .وهذا يعن ،النطلق من مسعى الشباح الت يصنعها الستبعاد من سوق العمل والت يعلنا وجودُها قربنا،
مضاد للمسعى العلمان الذي يُميّز منذ البداية بي الدائرة العامة وبي الدائرة نشعر بالعار ،سواء صمتوا أو رفعوا الصوت احتجاجا.
الاصة. أخاطب العدد الذي ل يكاد يذكر من النساء السلمات ،اللوات وجدن
أخشى أل يكون أكثر الفكرين السلمي قد فهموا حقا ،بل أخشى أل يكونوا عملً لئقا ،واخترن ارتداء الجاب ،لقول لن :رغبة الشذوذ والنراف
أرادوا أن يفهموا معن كلمة علمانية ومستتبعاتا الضمنية .وهذا أمر ل يدعو موجودة (هناك بنات هوى يبعن أجسادهن ـ كما يقال ـ دون أن يكنّ
إل الدهشة لنه ل مكان لكلمة علمانية ل ف فكر العال السلمي ول ف باجة مادية ،بل من أجل التعة) .إنن راشدات .ويستطعن إخفاء
كلمه ،حيث يب أن ُتلَ ِقنّ مبادئ السلم وتُ َعلّم من منظور السلم أدقَ أجسامهن ف غطاء من الصوف ف جو شديد الرارة .وإذا كن يستمتعن
تفاصيل الياة اليومية لكل فرد .كما أن كلمة علمانية ليس لا ما يكافئها ل ف بذا ،فهو شأنن .ولكن ،ما أن يتعلق المر بالبنات الصغيات ،البنات
العربية ول ف الفارسية( ) .لنا ل يُفَكرُ با ف هاتي اللغتي .غي أن هذا ل يعن اللت يعشن ف فرنسا ،واللت نتول توجيههن وتربيتهن على الستلب
أبدا عجز هاتي اللغتي عن تشكيل مفهوم العلمانية ،بل يعن عجز مفكّريهما. بفرض العلمة النسية الت تعن تبعية أجسادهن ،هنا أقول ل ،إنه انتهاك
انطلقا من هذه النقطة يكون بالستطاع إضافة مفهوم (العلمانية) ف كل لقوق النسان .وأخشى ما أخشاه هو أن يكون نسيان حقوق النسان
الطبخات ،واللعب بل ماطر بفهوم فارغ أو بَدْس أعمى ،كما ف لغة كانط هذه هو ما ألم بعض علماء الجتماع السلمي تليلت تبعث على
[الفيلسوف] .إن هؤلء الثقفي السلمي ،أو على الصح هؤلء السلمي الذهول حقا.
7
الديقراطية الغربية أفضل النظومات الوجودة رغم نواقصها .وأظن أنا مهددة الثقفي ،يريدون حشر السلم ف كل مكان ،وإلصاقه على كل شيء،
بأخطار فعلية نتيجة صعود الليبالية التوحشة واليمي التطرف والديان حت على الفصل بي الدولة وبي الدين .إنم باختصار ل يريدون أن
و«الطوائفيات العرقية». يكون التعليم علمانيا ،بل أن يكون «مؤَسْلما» بطريقة علمانية.
لو أن السلم كان لرة واحدة عامل انعتاق للنساء ،أو ترياقا يقي من العنف، ن قراره القاضي بتصدير السلم إل العال كله ،ظننتُه منونا ،لكن جنونه على
لكنا علمناه! أل يهيمن العنف الوحشي على أكثر البلدان السلمية؟ أل ما يبدو جاعيا ومُعْديا .وهو آخذ بالنتشار.
يُستهان فيها يوميا بقوق النسان ،باصة حقوق النساء والولد؟ نتساءل مثقفي العال السلمي جيعا ف سلة واحدة بل تييز .فلقد دان بعضُهم
أحيانا ما هي القضية الت يدافع عنها الثقفون السلمون على وجه الدقة؟ الستبداد السلمي وقمْعه الوجه إل النساء .غي أن الواقع يفرض علينا
أل يطر ببال النساء السلمات اللوات تلصن بفضل قواني التربية المهورية العتراف بفوت أصوات هؤلء الثقفي النقديي ،فليسوا هم الذين
والعلمانية ف فرنسا ،واللوات يتبنيّن الجاب اليوم ،أن يفكرن بغيهن من نسمعهم .ل يعلن الثقفون الذين يقال عنهم «إسلميون» سخطهم إل
النساء الدفونات تت الجاب ،والحرومات من كل حق ف بلدهن؟ على من يطعن أو يهي شرف السلم وممد .ول ينهضون لتحمل الشَقّة
أتساءل ع ّم إذا كن يُقَدّرن موقف النساء الحرومات من أدن مستويات إل من أجل الدفاع عن قداسة السلم والقرآن .نن ل نشاهدهم يثورون
التعليم ،من ل تلك أكثرهن فقرا حت وثيقة ميلد ،هاته النساء السحوقات، ضد العتقالت والقمع والغتيالت والعنف والخدرات والفقر
هاته النساء الكثيات القيمات ف أكثر الناطق جفافا وانعزالً ف البلدان والنذاب النسي للراشدين نو الولد ،وغياب حقوق النساء والولد
السلمة؟ ربا تصل هؤلء الدّعيات من النساء «اللوات َحرّرهن الجاب» على ف البلدان السلمية .نن ل نسمعهم يتجون على الهل الذين يبون
أكب فائدة من إقامة أيامٍ ف بلد مثل أفغانستان! ربا يتمكنّ من تقاسم حريتهن بناتم على ارتداء الجاب ،ول ضد الزيات بالكراه الفروضة على
مع النساء الفغانيات! الراهقات هنا ف فرنسا (ينبغي مشاهدة فيلم كولي سِيّرو «»chaos
بعد الثورة السلمية ف إيران ،اصطنع بعض علماء الجتماع اليرانيي بذا الصوص) .هل انتزعتْ منهم صرخةَ استنكار مشاهد عمليات قتل
القيمي ف فرنسا نظرية «الجاب كوسيلة للنعتاق» .أما النساء الجرورات من النساء التّهمات بالزنا رجا؟ إنم يُبدون اندفاعا ف الدفاع عن أسباب
شعورهن ،والرميات أرضا ،والضروبات ف شوارع طهران لنن رفضن ارتداء التزمت والتشدد وعن فضائلهما أكثر بكثي من اندفاعهم إل استنكار
الجاب ،فإن علماء الجتماع ل يروهن .وهم مازالوا إل اليوم ل يرون حراسَ المجية .وهم بذا يشبهون ليوت( ) [ماريشال فرنسي أنشأ نظام الماية
السلم يعتقلون النساء اللوات يتركن بعض خصلت متمردة من شعرهن تبدو على الغرب من [ 1912ـ ،]1925إذ يعيدون اكتشاف الدور الَيّر
خارج الجاب. الذي يقوم به السلم ف الحافظة على النظام ،ويبدون مستعدّين لعل
إنه نسيان غريب أصاب هؤلء التخصصي بالجتمع اليران .لقد نسوا التنويه ضواحي الدن الفرنسية ذات الاليات الهاجرة من بلدان مسلمة تستفيد
بأن ارتداء الجاب قد فُرض على النساء جيعا ف أناء البلد كلها :الجاب أو من هذه الاصية .ويؤكدون أمام البورجوازيي الذعورين أن الشباب
الوت .كما أنم نسوا أيضا مسألة فرض ارتداء الجاب ف سائر الدارس التديني الورعي سيكونون ف كل الحوال أكثر انضباطا من الزعران
اليرانية ،با فيها الدارس البتدائية ،على البنات القاصرات تبعا للقواني الذين ل مبدأ لم.
القرآنية ،ذوات السنوات الست أو السبع (فسن الرشد للبنات ف السلم هو دعوا السلم يعمل .ياطبون الدنيي بإطناب ،وقد لحت على ساتم
سن التاسعة) .ففي الدارس حيث ل يعمل أي رجل ،وف صفوف البنات حيث علئم الدهشة والسرور بالدور الذي يلعبونه مع اعتراف الخرين بم،
العلمة نفسها مجبة بالطبع ،ليس للفتيات اللوات بلغن السابعة الق ف خلع ويبدون مؤهلي ـ ف الظاهر ـ من أجل توفي شروط الصعود
حجابن .إنه يشكل جزءا من هويتهن ،بالفعل ،وعليهن أن يتعلّمْن العيش معه. الجتماعي للمرأة السلمة ،ومن أجل إعادة الدوء أيضا إل الحياء الت
لقد أثبتت نظري ُة النعتاق والتحرر بارتداء الجاب قيمتها وإمكاناتا بالتأكيد. يطلقون عليها باستحياء صفة الحرومة أو الصعبة .فمت ُيطَبق نظام الماية
لطِر وقليل الردود ف الامعة هو التوقف على مشهد اللوات فُرض
لكن المر ا َ على الضواحي؟.
عليهن الصمت منذ الطفولة ،معميات ومنوقات تت أقنع ِة وأحجِبة كنا ل نزال ل يعد سرا يفى على أحد واقع دعم الكومات الغربية للنظمة
نرؤ على تسميتها بـ(الظلمية) ف ما مضى. الديكتاتورية والتيوقراطية ،وتسابقها إل عقد اتفاقات ف كل مال معها
وبالفعل ،إن القصد هو تأمي الصعود الهن والجتماعي ،وبالتال البقاء ف باسم النافسة القتصادية العالية .وأيا كانت درجة إدانة هذه السياسة
الوجود من أجل ذلك .هل تتصورون مفكرا مسلما يفكك آليات الستلب الدولية الت تُمارَس باسم الصال الوطنية ،إل أنا ل تد أية معارضة جدية
الدين؟ كل ،بالتأكيد .يوجد هويلبك( ) للقيام بذلك [كاتب فرنسي كتب لا ف أي بلد ديقراطي .فهل ستؤثر نسبوية السياسة الارجية ،على الدى
رواية هاجم فيها السلم والسلمي والسيحيي أيضا] .هويلبك الذي ما كان البعيد ،على السياسة الداخلية؟ وأية سياسة تتصورها الكومة الفرنسية
يعرف عن السلم ما يستحق الذكر ،ليس لديه بالتال ما يفككه وما يُقَشره. من أجل حل السائل ذات الهية التفاقمة ف الضواحي الأهولة بهاجري
أما الثقفون السلمون فليسوا ذوي ميول تدعوهم لكي يكونوا مثل جيوردانو العال الثالث؟ هل سيختار سياسيونا أسلوب السلطات الحلية ،أو أسلوب
برونو( ) أو مثل فولتي ،كل .الفضل للمثقف السلم أن يبقى مسلما ،فهذا «الديكتاتوريات العتدلة» من أجل حفظ المن ومنع التجاوزات؟ تبقى
8
شرسة .غي أن ما يفاجئنا من الثقفي السلمي نسيانُهم أن العال السلمي عرف أكثر حصافة وأكثر ذكاء أو مكرا .وهو يستطيع ـ بالفعل ـ أن يشرح
قرنَه الثامن عشر منذ القرن الادي عشر والثان عشر والثالث عشر للميلد، للخرين أن السلم ليس ما يظنون ،ويصبح هذا المر سة تصصية له ـ
حيث اتذ الشعراء العظام اليرانيون مواقف هرطوقية تاه مبادئ السلم ،مثل إنه أسلوب قدي أثبت قيمتَه ومازال صالا دائما :اتاذ مواقف معارضة
الفردوسي ،ف القرن الادي عشر [مؤلف الشاهنامة 932ـ ،]1020وعمر للكليشيهات الكرورة ،وتطوير القترحات الناجة عن هذا النقلب
اليام ف القرن الادي عشر ،ونظامي ف القرن الثان عشر ،وسعدي والرومي بأسلوب معرف متحذلق .ليس الطلوب التساؤل عما إذا كانت تلك
[جلل الدين] ف الثالث عشر وحافظ ف القرن الرابع عشر .أضف إل ذلك القوال الكرورة تتوافق مع أي شيء كان .الطلوب إثبات الوجود
سهْروردي ف
اللّج ف القرن التاسع ،صاحب القولة الرمزية «أنا الق» ،وال ّ باقتراح مفارقات تظهر ،للناظرين من الارج ،كأنا ثار التجربة والكمة
القرن الثان عشر ،وها فيلسوفان إيرانيان حُكم عليهما بالوت لفكارها والعتدال« :أنا القادم منه [من السلم] ،أنا السلم ،بوسعي التأكيد لكم
الرطوقية. بأنه ليس كما تظنون».
عندما ل ينسى الثقفون السلمون أولئك الشعراء والفلسفة ،ينسون الشارة تعطي هذه العملية أول مردودا غي عادي .تعطيكم مكانة بادئ ذي بدء،
إل أنم كانوا هراطقة ،ويقدمونم بصفتهم كانوا من مفكري السلم وشعرائه. بتَكم الُفترضة .وبالنظر إل ذلك يكن القيام بالعملية نفسها باسم
وتُبز ِخ َ
وعمر اليام ،الذي تتضمن رباعياته أفكارا ل دينية ،تقدّمه الكتب الدرسية أقلية عرقية ،أو باسم حزب سياسي ،أو طائفة ما ،ولكن الرجعية إل
اليرانية بصفته واحدا من علماء الرياضيات السلميي .لقد كان فعلً رياضيا السلم ،ذات أهية أكب.
عظيما وفلكيا وشاعرا ،ولكنه كان باصة صاحب فكر متحرر وذواقة مب تضعكم هذه العملية ـ ف القام الثان ـ تلقائيا ف موقف الوسيط،
للحياة واللذات .إن الثقفي السلمي الذين أحكي عنهم موجودون .وتأثيهم الوسيط بي من هم ف السلم ومن ليسوا كذلك .وبالتال تصبحون
ملموس ،ل ف فرنسا فحسب منذ نو عشرين سنة ،ولكن ف بلدهم الصلية معدودين من «العتدلي» .لن صفتكم كمثقفي تعلكم تفهمون وجهات
أيضا .وف إيران ،ل يكف اللل عن التنويه بالهتمام الذي لدى العال كله النظر كلها ،وتبددون سائر أنواع سوء التفاهم .فأنتم تعرفون ما يعرفه
بالقرآن ويقولون :يعكف العلماء الكثر اطلعا وثقافة ف أكثر الامعات الغربية «من هم فيه» ،ولكنكم تدركون أسئلة الذين «ليسوا فيه» .ولا كنتم
شهرة على القرآن ليكتشفوا فيه مفتاح ألغاز الكون :ذلك أن كل ما ل يدركه تفهمون لغتهم ،تردون عليهم ببذل جهد ضئيل ف الترجة :نعم ،حرية
العلم موجود ف القرآن .وتعل سلطة التكرار وقوة العادة من الصعب عدم العتقد ،والق بالختلف ،والساواة بي النسي ،والديقراطية ،نن عندنا
تصديقهم .فعندما وصلت إل فرنسا كنت أتصور أن الهتمام الرئيسي ف كل هذه المور ،ف حالة وجود بالكمون على أية حال« .ينبغي أن نعرف
الامعات الفرنسية ينصب على السلم والقرآن .إن منبع هذا التلعب بعقولنا كيف نتفاهم» يضيف الذين هم فيه ،إلاحا منهم إل «التراث القيقي»،
نده ف تصرفات بعض علماء السلميات والجتماعيات السلمي التباهي إل «السلم القيقي» .ث يقدمون تناز ًل طفيفا باتامهم حفنة من
بشهرتم الغربية ف بلدهم الصلية .ل أجد صعوبة ف تصور الصداء التطرفي .وتنطلي اليلة وتصبح ناجزة .يأت دور من هم ليسوا فيه ،ولكن
والنعكاسات الت سَيُحدِثها ـ أو أحدثها وانتهى المر ـ ف بلدان السلمي من هم من ذوي الرادة الطيبة ومن تعتمل فيهم الرغبة ف التنكر
الدلُ الدائر ف فرنسا حول الجاب .سيهتف اللل إعجابا« :عودة الغرب إل والرتداد على أفكارهم السبقة ،وعلى قصر نظرهم ،وعلى تركزهم
الجاب»! وسوف يضيفون« :حت النساء الغربيات ،وهن رمز التهتك والياة الغرب على ذاتم .وتبقى بعد ذلك خطوة واحدة إذا تت انقلَبتْ القِيَم:
النحلة ،بدأن يفهمن فضائل الجاب السلمي». تُتّه ُم العلمانية بكونا دينا جديدا ،ويدور الكلم عن طغيان حقوق
يُقدّ ُم الدلُ حول الجاب ،بسبب التجاوزات اليديولوجية الت يتيحها، النسان ـ فهي فكرة ،كما هو معروف عند الميع ،متمركزة عرقيا على
والتأويلت غي الوضوعية الت ستتخذه موضوعا لا ف البلدان ذات الكومات الذات بشكل رهيب ـ ويُنادى بإعادة النظر بالفاهيم التحجرة الامدة.
التيوقراطية ،يُقَدّم ضمانةً لظلمية تلك الكومات وطغيانا .ينبغي على الثقفي يكن أن تتيح هذه «الوضعية» الفكرية ،أخيا ،الصول على وظيفة عمل
الفرنسيي ،الجاهرين بعدائهم لدرس ٍة علمانية ل تتسامح مع القاصرات مرموقة ف الوليات التحدة ،نظرا لفرط ولوعهم با ،أو حت ف فرنسا،
الحجبات ،أن يدركوا كيف أن التزامهم بذا الوقف سيكون داعما حيث يسبب مفهوم البة من الفتك والتلف بقدار ما يسببه مفهوم
للديكتاتوريات السلمية .أما تغنجات الساذجات الحجبات ف فرنسا ،فإنا الثقافة .هكذا يتمكن البي بالثقافة السلمية ـ إذا كان متمكنا قليلً من
تشكل تشجيعا على قمع سائر النساء اللوات ياولن ف البلدان السلمة التخلص مفردات الفكر اللئق سياسيا ـ الذي يتخذ هنا شكل السلم «العتدل»
من سلطان الجاب التوتاليتاري ،ماطرات بياتن .عندما يعلن بعض الدافعي ـ من جعل المال تُعقَد عليه.
عن الجاب« :أن زوجت وابنت ل ترتديان الجاب» ننتشي ونُفْتَت ،ل بل لنعقد هدنة مع السخرية .لئن ل يتلك الثقفون السلمون جرأةَ القرن
نلحظ بالناسبة ـ مع رسم ابتسامة خلبة ـ أنم تناولوا كأسا من النبيذ أو الثامن عشر ،فهذا أمر يكننا فهمه .فالسلم ،من جهته ،متأخر بعدة قرون
رووا حكاية خليعة قليلً .لكن غالبا ما يكون هؤلء هم أنفسهم الذين نشروا عن السيحية ،وبوسعنا توقع تطوره خلل القرون القادمة (إنا مسألة قدرة
بذورَ الشعارات النادية بالجاب «بكونه مطالبة بوية جديدة» .ومنذ نو على الصب) .ث أن النكسات مَُتوَقّعة دائما ف مثل هذه المور .ونن نرى
اليوم تت اسم (مسيحية) تعايشَ فلسفات ذات منحى إنسان ،وأصوليات
9
هذا القبيل .إن الطالبة با فرضَه سلفا علينا الهلُ والعنصرية والحكا ُم السبقة عشرين سنة ،يدافع هؤلء عن (حق) مُدّعى للفتيات السلمات ف فرنسا
أو احتقارُ الخرين ،هي الل الذي يلجأ إليه ا ُل َهمّشُون الستعدون للنراط ف بالطالبة بارتداء الجاب.
أعمال عنيفة وميئوس منها ف هذه الدنيا .أما من يوحون إليهم بثل هذه الفكار لقد أسهموا بكلماتم الغشوشة ،من دون أن نشعر ،بإشاعة جو غريب
فهم إما مهلسون وأصحاب رؤى وإما خبثاء ،ولكنهم أيضا ،وف بعض الحيان، ووبيل تنمو فيه وتتفتح أكثر الوضاع تناقضا .فالرية تصبح حرية
إما مرّضون أو مداورون أو مفسدون. استلب ذاتنا .والوية تصي إل الوية الدينية (يطلقون عليها اسم «ثقافة»
يب علينا أن نتذكر ،لكي نتفظ بدوئنا ،أن الناقشات حول الجاب ف لعلها تساير زمنها) وياولون ،تت ستار الديث بلهجة العتدال (دعوا
الدرسة تتعلق بدَث أ َقلّوي على وجه الطلق .وقضية الجاب ليست الفوارق تعب عن نفسها) ،إضفاء ألوان جذابة وطبيعية وعصرية على
مطروحة ف الكثرية الساحقة من الدارس والصفوف .ويب التذكي ،أيضا، الشكال العتيقة للستلب والتهميش.
بأن أكثرية الهاجرين الكبى أو الواطني من ذوي الصول السلمة يقولون توم فوق الفكر الفرنسي ،منذ بعض الوقت ،رائحة غريبة من السكونية(
بأنم غي معنيي بالسألة الدينية .ومع ذلك ،أتكون الطالبة بالجاب ظاهرة ي الواعظ الت يترها الثقفون
) أرى فيها ـ بي عوامل أخرى ـ تأث َ
يكن التفكي باختفائها تلقائيا عب السنوات والجيال؟ كل بالتأكيد .والثقفون السلمون .لقد أفلحوا ف فرض بعض التصورات ،ونحوا بعل بعض
العارضون لطرد الفتيات الحجبات من الدرسة بذريعة أن هذا الطرد سيفاقم التوكيدات خارج متناول أي مُساءلة أو استجواب.
من أوضاعهن ،بينما يتعلمن ف الدرسة كيف يتحررن ،هؤلء يطئون بأمرين: كنت أستمع ذات يوم ـ من الذاعة ـ إل مثل رابطة حقوق النسان
بالدف الذي يسددون صوبه ،وبالعصر الذي يعيشون فيه ،ف آن معا .لن وهو يصرح با خلصته أن العلمانية ل تفرض على ألبسة التلمذة أية
الوافقة على ارتداء الجاب ف الدرسة سيكون تشجيعا على ارتدائه هنا ف قيود ،وأنا ل تنعهم أيضا من عرض رموز انتماءاتم الدينية؛ وخلص إل
فرنسا .وسيعيد الراهقات القيمات الحياء القفلة وف الضواحي إل ني القول بأنه ل يكننا منع فتاة مسلمة من توكيد خيارها الدين بارتداء
العادات السلمية ويعل تطلعاتن الشروعة إل الساواة أكثر صعوبة .ولقد منديل إسلمي.
رأينا ـ سلفا ـ كيف تعرضت بعض من رفضن ارتداء الجاب للعتداء لنتوقف قليلً ولنفتح معترضتي :فاستعمال كلمات مثل «منديل» أو
عليهن بعنف ولنعتهن بالعاهرات .فهل سنسمع قريبا ف الضواحي من يقول «وشاح» إسلمي ،يستهدف وضع الجاب ف الدروج ا ُل َطمْئِنَة لزانات
مدافعا عن رجل متهم بالغتصاب« :البنت هي الت تسببت ف ما جرى لا .ولو اللبس الكثر تقليدية ،وهذا الستعمال ينم عن جب دِلل ،وعن خدعة
أنا ل ترغب بأن تُغَتصَب ،لرتدت الجاب»… إذن الغتصاب أو الجاب. بلغية بائسة ،تفصح كثيا عن حال الراب الذي وصل إليه الفكر
لن لغة الزم ل تُستَ ْعمَل ـ على وجه التحديد ـ منذ عشر سنوات أو النقدي الراهن .ولكن لنأت إل ما هو مهم :ليس هنا ما يُحرِج مثلَ رابطة
عشرين ،استطاع تيار فكري إسلمي ومناهض للعلمانية أن ينمو ويََتجَسّد .كان حقوق النسان .فواقع أن يكون رمز انتماء دين هو أيضا رمز للتمييز
ينبغي القول منذ زمن بعيد ،إن الوسم «الثقاف» والتمييزي لجساد البنات النسي ،وواقع أن تعلن فتاة مسلمة إيانَها عب الجاب ل يثي ،لدى مثل
القاصرات من قبيل التان والجاب هو أمر منوع بتاتا. الرابطة ،أيّ إشكال .فهل يظن ،ببساطة ،أن الجاب من اختيارها ،كما
هذا النع يب أن يسبق كل جدل حول العلمانية :يب أن يُحمَى الولد يقولون ف التلفزيون؟ من أين جاءت هذه «الرية» وهذا «اليار»؟ وهل
خارج الدرسة .وإذا فُقدت هذه الماية ،فإن أولد الهاجرين وأحفادهم إن التمييز النسي والط من شأن السد منذ الطفولة هو شكل من
سيكونون فرائس موصوفة للتبشي السلمي ،نتيجةً للظروف القاسية الت أشكال التوضيب والتحضي أقل خطورة من التصنيف بواسطة الشّيَع
يواجهها آباؤهم ،ولكآبة بيئة حياتم اليومية .وبد ًل عن مناقشة حفنة من والطوائف؟ وهل سيكون علينا ـ قريبا ـ إعلن رأينا والتصويت على
السلميي حول الجاب ف الدرسة ،يب على السؤولي الهتمام بأوضاع سن الرشد الدين للبنات ،لكون السألة أقل استعجا ًل بالنسبة للصبيان؟
الراهقات القاصرات ،ضحايا التجاوزات النسية ،وتول شؤونن ومتابعتهن أيكون بوسعنا قريبا أن نقرر ف أي عمر يكون بوسع البنات «اختيار»
بواسطة الساعِدات الجتماعيات .لن إجبار القاصرات على ارتداء الجاب، ارتداء الجاب؟ ثلثة عشر عاما أو تسعة أو سبعة أعوام؟.
يعن التصرف بأجسادهن ،وإغواءهن جنسيا وإفسادهن ،وهذا ما أعود إل هل الثقفون السلميون هم الكثر أهلية لعطاء دروس ف التسامح
تأكيده أيضا وأيضا ،كما يعن وضعهن ف سوق النس بأكثر الوسائل فجاجة، والعلمانية ،حت يقدموا اليوم على الدعاء بتعريف مبادئ التسامح
وإخضاعهن لسوء معاملة نفسية جنسية ،وإحداث صدمة لديهن تترك سِمتها والعلمانية ،عب تديدها؟ لديهم هذا الدعاء على أي حال ،ومهارتم
على أجساد نساء الستقبل وعلى عقولن ونفوسهن. بذلك كادّعائهم .وهم يعرفون اللعب على وتر الشعور بالذنب وتأنيب
كيف لنا أن ندهش من انتشار الجاب ـ حت غدا دُ ْرجَة ـ ونن نعيش ف الضمي الهن لدى عدد من الثقفي الفرنسيي ،ويريدون إعطاء الشباب
حجّبة»؟
دنيا وف عصر حقائقهما كلها « ُم َ السلمي الرغبة بقلب معن الرموز والشارات« .الجاب لنن أستحقه
إن مسأل ُة الجاب تجب مسائل جوهرية ليست دون صلة با مع ذلك. تاما» .هذا هو الضمون العلن للرسالة الت يررونا .لكن السألة
ل يأت الهاجرون كلهم من بلد تنتشر فيها اللغة الفرنسية ،والذين يأتون من ليست مسألة مستحضرات تميل .وهؤلء الثقفون السلمون هم أدوات
بلد يتحدث أهلها الفرنسية.ل يتعلموا كلهم ف مدارس فرنسية .ول يتحدث ج كثية من
ترر مزيف ،أدوات ترر ف اليال .ويقدم إلينا التاريخ ناذ َ
10
تتبع القوال؟ فقد تتمكن سياس ًة متمركزةٌ على مسألة تعليم الهاجرين تعليما كثيون من الهاجرين ف فرنسا منذ سنوات بعيدة اللغة الفرنسية ،أو أنم
عاما وعلمانيا ،من التوصل إل إدخال البادئ الديقراطية إل قلب العائلت، يعرفونا بشكل سيء.
والياء إل أولد الجرة باحترام آبائهم والنظومة السياسية الت استقبلتهم، يستحضر السؤولون الفرنسيون بناسبة ومن دون مناسبة الفرانكفونية،
مزيل ًة بذلك واحدا من أكب أسباب العنف. لكن سياسة الدفاع عن اللغة الفرنسية خارج فرنسا ل ند لا تطبيقا
ينبغي أن يكون تعلّم اللغة مواكبا أيضا لتعلم الديقراطية واكتساب الوعي عمليا داخلها .إنه من واجب فرنسا أن تضع بتصرف الهاجرين مؤسسات
الديقراطي .هنالك ثلثة مبادئ جوهرية من أجل حسن اشتغال الديقراطية جهورية ومانية لتعليم الفرنسية .ليس هذا فحسب .بل أن تعل تعلمها
يب على كل فرد أن يستبطنها :وهي العلمانية والتسامح والحترام .ولكن أية إلزاميا لكل الهاجرين الراشدين الذين ل يعرفون اللغة .أيكون بالستطاع
علمانية؟ والتسامح إل أي مدى؟ واحترام ماذا؟. العيش ف بلد ما بكرامة دون القدرة على التعبي بشكل صحيح؟.
ل تأت الديقراطية من تلقاء نفسها :بل هي ُتكْتَسَب وتدافع عن نفسها ،وهي بالضافة إل ما سبق ،يب أن يشمل تعليم الفرنسية للمهاجرين
ف الغرب ثرة قرني من النضال .وهي تُ َقدّم اليوم [كهدية] إل الهاجرين الذين الراشدين أهدافا تتجاوز الناحية اللغوية الباشرة ،بيث يكن جعله مناسبة
غادروا ،ف سن الرشد ،بلدانا أنظمتها متفاوتة ف مستوى ديكتاتوريتها. لفهم الؤسسات المهورية ،والقيم الوهرية للديقراطية ولتاريخ فرنسا
يب أن تُنال الديقراطية عن جدارة ،ويتطلب استبطان قيمتها وقتا وتفكيا منذ الثورة .سيساهم تعليم الهاجرين الراشدين ـ بشكل غي مباشر ـ
وشجاعة. بدمج اليل الثان عن طريق الردم التدريي للهّوة الفاصلة بي الباء
ل يوجد أثر للعلمانية ،كقيمة جهورية ،ل ف عقلية أكثرية الهاجرين الساحقة، والبناء .إن هذه الوة ،الت تعزز تميش الباء والبناء ،تشكل عاملً من
ول ف مارساتم العملية ،ول ف كلمهم .أن تكون علمانيا ،يعن العتراف بأن عوامل المود ومصدرا للعنف .وبالفعل يتخذ العنف الناجم عن الرمان
الواطني جيعا ،بصرف النظر عن معتقداتم ،وعن أصولم ،وعن ظَرفهم عدة أشكال بالفعل :النكوص ،والنطواء على الوّيات ،والتشنج الدين،
الجتماعي ،وعن جنسهم ،متساوون ف نظر القواني المهورية! والقبول ،على وغيها من أشكال العنف والنوح .وأول ضحاياها صغار الشباب،
وجه الصوص ،بوجود أماكن ومؤسسات ل مكان فيها للنتماء الدين ول والفتيات باصة.
لطقوس مارسة هذا النتماء .إنه من الفيد بقاء الله خارج باب الدرسة .أن هل ما سبق قوله تنيات طيبة ل يكن تقيقها ،وتكلفتها مرتفعة؟ كل
ترغب نساء راشدات بارتداء حجاب ف الشارع ،فهو أمر يصهن .لكن يب بالتأكيد .يضع الهاجرون لقواني الضرائب كالواطني الخرين .أفل
وجود أماكن تطبق فيها قواني المهورية على الميع وأن تكون فوق القواني يكن أن نعتب أن هذا المر يعطيهم أيضا حقا بتعلم اللغة وبدراسة تقدمها
الدينية ،حيث ل ينبغي لبادئ السلم ول لسواه من الديان أن تكون ظاهرة. لم المهورية؟ إن فرنسا تُعلّم أبناءها؛ فلماذا ل ينطبق هذا الق على
التسامح والحترام كلمتان تستعملن ف غي موضعهما .لطول ما نسمع ما اليل الول ،وعلى الهاجرين الراشدين ،الحرومي من تربية ديقراطية
يتردد باستمرار عن ضرورة احترام كل شيء ونقيضه ،صار المر إل عدم فعلية ،وهم الذين عانوا طوال سنوات ف بلدانٍ تُنتَهكُ فيها القوق
احترام أي شيء وأيا كان .وكيف نارس التسامح دون الوقوع ف النسبوية؟ أن النسانية كلها؟
نكون متسامي ،كما يبدو ل ،يعن قبولنا بأن الخر يكن أن يطئ ،وأن له هنالك من ل يكفّون عن استنكار فقدان المان والعنف الناجي عن
الق بذلك .أعود إل الوضوع الكثر التهابا ،موضوع الدين .ف ما يصن ،ل مارسات الشباب والراهقي ذوي الصول الغاربية والفريقية ف الغالب.
يهبط أي كتاب مقدس ،ول أي دين من السماء ،ول يوجد أي كلم مقدس، ولكن نادرا ما يقولون لنا شيئا عن العنف الذي ل حدود له الذي يارسه
ويب على سائر ماميّ الله (من ملل وحاخامي وخوارنة من أعلنوا أنفسهم الجتمع على هؤلء الهاجرين منذ نعومة أظفارهم .أيوجد ما هو أكثر
بأنفسهم مفسرين للقول اللي) أن تكون لديهم اهتمامات أكثر دنيوية .ولكنن إثارة للغضب ف نفس أي طفل من رؤية أبويه مُهانَيْن أو ُمهَمشّيْن ف
أقبل بإمكان أن يطئ مثلو الديان وأولئك الذين يتبعونم ،وأن يفكروا على متمع توقعا منه استقبالما وتريرها ،بعد أن قاسيا العذاب وبذل جهودا
نقيض ما أفكر به .أنا ل أطالبهم إل بنظي موقفي ،أو العاملة بالثل :أي أن كبية ليتمكنا من مغادرة بلدها الصلي؟.
يترموا حقي بأل أفكر مثلهم ،أن أفكر بشكل باطل ،وأن أخطئ قياسا على يبدو ل أن تسي شروط استقبال الهاجرين ،وتعليمهم ،واندماجهم،
معاييهم .ما أحترمُه ليس عقيدةَ الخر ،عقيدة ل أنتمي إليها ،ولكن أحترم حقه يشكل أولوية عاجلة جدا .ويوجد ما يكفي من الفرنسيي الستعدين
ف أن يؤمن با ،حقه بالرية .ما يب على كل منا احترامه هو حق الكائن للعمل والبذل ،من معلمي وأساتذة متقاعدين قادرين على الشاركة ف
البشري بصفته فردا حرا ف أن يفكر وأن ييا حياته على طريقته ،دونا أي قسر مشروع ينبغي أن يتجاوز كثيا من ناحية اتساعه بعض دروس مو المية
أو إكراه. الوجودة حاليا .نلحظ وجود مؤسسات من النوع الذي نقترحه ف بعض
أجد من بواعث القلق ،من وجهة النظر هذه ،ميل اللغة السياسية إل حبس الوليات الميكية .وإذا َعمّمت فرنسا إقامة مثل هذه الؤسسات يكون
الهاجرين ف طوائفية ذات أساس دين وعرقي ،وذلك تت تأثي علم اجتماع بوسعها القيام بدور طليعي ،مبهنةً بذلك عن وفائها لصورتا كدولة
رخو. للثقافة والساواة .لقد استمعنا مؤخرا إل رئيس المهورية وإل مافظ
يقال دائما ،على سبيل الثال ،هنالك أربعة مليي مسلم ف فرنسا. باريس يذكّران بضرورة بذل مثل هذا الهد :أيكون بوسع الفعال أن
11
يغرقوا ف نسبوية تدعو إل الستقالة والتخلّي .فليكن باستطاعتهم ـ أخيا ـ ولكن أكثرية هؤلء «السلمي» ـ أكرر ـ يعلنون أنم غي مهتمي
أن يرفعوا الرأس والنظر ،وليسترجعوا حاسة التوجه الصحيح وليطالبوا بأفضل بكونم متديني ،وقد غادر كثيون منهم بلدانم هربا من السلم .هم
جزء من أجزاء مياثهم ،لكي ل تغدو أوروبا نسخة رديئة من الوليات التحدة. مكومون بالوت ف بلدهم ،فهل سوف يرون أنفسهم وقد كُتب عليهم
يتوجه هذا الطاب ـ ف آخر الطاف ـ بشكل خاص إل النساء ،إل النساء السر ف الطوائفية الدينية والتزام الصمت ف البلدان الديقراطية؟
جيعا مسلمات وغي مسلمات ،وإل المهات .لقد انتهى زمان الذلل ينبغي أل تصبح الضجة الثارة حول الجاب وسيلة للتملص من بث
والستلب .إن طلب الوسائل والطرق الؤدية إل ترير النساء ،من الذكور السائل القيقية وهي اللمساواة القتصادية ،والسكن ،والستبعاد
الؤتَمني على العقائد الدينية ،يشكل ِقمّةَ الذلل والستلب .ويقع على عاتق والتعليم .وينبغي على السؤولي السياسيي أل يتقاعسوا عن مارسة
النساء ،وباصة النساء القادمات من بلد مسلمة ،توكيد عدم حاجتهن إل مسؤولياتم ،وأل يهملوا الهاجرين ،وأل يتركوهم لصائرهم ف أحياء
الساومة حول شروط وجودهن .إنن كائنات ذوات حقوق كاملة! ومن هذا العازل ،ليبتعدوا كل يوم أكثر فأكثر عن الجتمع الفرنسي! وأل يُتيحوا
النطلق ل يستطعن تمل وجود بنات صغيات ـ ل ف فرنسا ول ف غيها ـ قيام عوال ثالثة مصغرة ف أماكن مددة كما هي الال ف بريطانيا
ُي َربّيْن ف ظل الجاب ،وف إطار روح السلبية والدونية ،كما ل يستطعن تمل والوليات التحدة.
جعل الثقافة ذريعة وبديل عن الدين ،ول أن يكون الدين ذريعة للتمييز النسي. ما أطلبه هو زيادة الهتمام بالشاكل الت تواجه الهاجرين ،وهو اهتمام
ولكن هذا النداء موجه أيضا إل الباء السلمي الذين ل يتمنون مستقبلً تتعاظم ضرورته ،لن أوروبا ـ كما يبدو ـ ستكون باجة من اليوم
لبناتم تت الجاب. وخلل عدة سنوات قادمة إل يد عاملة أجنبية جديدة .وإذا انعدم هذا
صرّ جيعا ،نساءً ورجالً ،فرنسيي ومهاجرين ،على حكومة
أطلب أن ُن ِ الهتمام ،فسوف يستفحل العنف واللأمان ،رغم الترتيبات القرر اتاذها
شرّع لكي تنع القاصرات من ارتداء الجاب ف الدرسة وخارج
المهورية أن تُ َ من عدم إفلت من القصاص ،ومن زيادة قوة الشرطة وتعزيزها ،وبناء
الدرسة ،وأن تدرس اللول اللزمة لكي تأخذ على عاتقها الراهقات من سجون أكثر اتساعا .ل تردع أي ُة أنظومة قامعة قط الاني ،ول أتاحت
ضحايا التبشي السلمي. فعلً خفض مستوى العنف .نرى هذا بوضوح ف بلد العال الثالث ،حيث
عندما أستعيد ذكرى البنات الصغيات الحجبات وصورهن ف الدارس يعاقب أي انراف أو أية مالفة يرتكبها الراهقون والولد بشدة ،ومع
اليرانية ،وعندما أفكر باللوات يُستَ ْع َملْ َن ف فرنسا رغما عنهن ،أو بطوعهن ،من ذلك يشكل العنف وفقدان المان جزءا مقوّما من الجتمع.
جراء وقوعهن تت تأثي تلعبٍ إسلموي رهيب ليصبحن معه رموزا وشعارات ف غياب مثل هذا الهتمام بأسباب العنف القيقية ،سوف نشهد نوّ
للدعائيي النادين بـ«الوية الجاب» ،يتنازعن الزنُ والغضبُ. الطاب السلمي وخطاب اليمي التطرف ،متشاركي بذق ،متواطئي
هل سنصحو أخيا؟ موضوعيا ،واحدها يغذي الخر بالتبادل.
اللصة ،ل أستطيع إل أن أتوجه إل الس السليم وإل الشعور
بالسؤولية .هذا النداء موجه إل الفرنسيي جيعا والهاجرين القادمي من
البلدان السلمة ،سواء أكانوا لأدريي أم ملحدين أم مؤمني ،ول يشعرون
بكونم معنيي ،ل من قريب ول من بعيد ،بدالت كنا نتمن أن تكون قد
ماتت ،مثل مكان النساء ف الجتمع؛ وهو موجه إل الذين ل يدون
أنفسهم أيضا ف الرجعيات الشوشة لوية مشتركة مزعومة ،ل يشكل
الجاب إل واحدا من رموزها؛ والذين ل يريدون أن يظهروا كمتضامني
مع من يارسون قسرا هجيا يفرضون بواسطته على أجساد البنات
القاصرات وعلى نفوسهن علمات ل تحى تصيبهن بصدمات عميقة.
ينبغي على هؤلء جيعا خرق جدار الصمت ،هذا الصمت الذي يكن أن
يُعتَب برهانا على تواطئهم أو على عدم اهتمامهم.
يتوجه هذا النداء أيضا إل الثقفي الفرنسيي وإل الشخاص ذوي
الرادة الطيبة .ليكن باستطاعة اللوات والذين هم اليوم مثلو اللغة والفكر
الفرنسيي إدراك خطورة وسرعة التقهقر الذي ينم عنه وجود جدل حول
«الجاب ف الدرسة» .ليكن بقدورهم التخلي عن الذر ،والب ،أو
الشكوك الت أثارتا لدى كثيين منهم تارب التاريخ الريرة ،أو إدراك
إخفاقاتم أو أخطائهم .ليكن بوسعهم العودة إل مثالية عصر التنوير دون
أن تعميهم أنواره ،والعثور على آثار التقدم هناك حيث توجد ،دون أن
12