Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
بيل جيتس
العـمـال
بسرعة الخاطرة
ترجمة ومراجعة:
د .فتحي حمد بن شتوان
v
فهرس المحتويات
الصفحة الموضوع
مقـدمة
الباب الول
تدفق المعلومات هو قوام حياتك
.1الدارة بقوة الحقائق
.2هل يستطيع نظامك العصبي الرقمي أن يفعل هذا؟
.3أوجد مكتبا 1بل أوراق
الباب الثاني
التجارة :النترنت تغير كل شئ
.4إركب صاروخ التحول
.5على الوسيط أن يضيف قيمة
.6كن لصيقا 1بعملئك
.7انتهج أسلوب حياة النترنت
.8غيLر حدود أعمالك
.9كن الول إلى السوق
الباب الثالث
تطويع المعرفة لتحسين التفكير
الستراتيجي
.10على الخبار السيئة أن تسرع إليك
.11أقلب الخبر السيىء إلى طيب
.12أعرف أرقامك
.13حوLل موظفيك إلى التفكير بمنطق العمل
.14ارفع مستوى ذكاء شركتك
.15المكاسب الكبيرة تتطلب مجازفات كبيرة
الباب الرابع
اجعل للفراسة نصيبا@ في أعمالك
.16طLور عمليات cتعزز صلحيات العاملين
.17تقنية المعلومات تتيح إمكانية إعادة الهندسة
.18معاملة تقنية المعلومات كمورد استراتيجي
الباب الخامس
مشاريع خاصة
.19نظم الرعاية الصحية ليست جزرا 1منعزلة
.20خذ الحكومة إلى الناس
.21عندما تكون ردة الفعل مسألة حياة أو موت
.22أوجد مجتمعات مترابطة للتعلhم
الباب السادس
توقع غير المتوقع
.23استعد للمستقبل الرقمي
ملحق :بناء عمليات رقمية على مقاييس
مسرد مصطلحات
مقـدمة
سوف تتغير العمال في السنين العشر المقبلة أكثر مما تغيرت في الخمسين
سنة الماضية.
أثناء قيامي بإعداد خطابي لول اجتماع قمة نعقده نحن مدراء الشركات
التنفيذيين في ربيع عام 1997كنت أفكر مليا 0حول كيف أن العصر الرقمي
سيغير العمال التجارية تغييرا 0جوهريا .وقد أردت أن أتخطي حدود الخطاب
العادي لتحدث عن تطورات التقنية المذهلة وأتصدى لسئلة ما فتئت تشغل بال
القائمين على العمال مثل :كيف يمكن للتقنية أن تساعدك في تسيير أعمالك
ق?دما 0بصورة أفضل؟ كيف ستبدل التقنية أعمالك تبديل<<0؟ كيف يمكن أن تسهم
التقنية في جعلك ناجحا 0بعد خمس أو عشر سنوات من الن؟
إذا كان عقد الثمانينيات عن النوعية والتسعينيات عن إعادة الهندسة
فإن العقد الول من اللفية الجديدة سيكون عن السرعة؛ السرعة التي ستتغير
بها طبيعة العمال ..السرعة التي سنزاول بها العمال نفسها ..الكيفية التي
ستغير بها سهولة الحصول على المعلومات أسلوب حياة العملء وتوقعاتهم من
العمل التجاري .سوف تتحقق التحسينات في النوعية وفي إجراءات العمال
على نحو أسرع بكثير .إن طبيعة العمال ذاتها تتغير عندما تكون الزيادة في
سرعة العمال كبيرة بالقدر الكافي؛ ذلك أن الصانع أو تاجر التجزئة الذي
يستجيب للتغييرات في المبيعات في ساعات بدل 0من أسابيع ل يظل في الواقع
شركة منتجات بل شركة خدمات تقوم بعرض منتجات.
سوف تحدث هذه التغييرات بسبب فكرة بسيطة بساطة آسرة :تدفق
المعلومات الرقمية .إننا الن في عصر المعلومات منذ حوالى ثلثين سنة ولكن
/ viiiالعمال بسرعة الخاطرة
نظرا 0لن أغلب المعلومات المتحركة بين العمال التجارية ظلت في الشكل
الورقي فقط فإن عملية عثور المشترين على بائعين بقيت بل تغيير .صحيح أن
معظم الشركات تستخدم أدوات رقمية للشراف على عملياتها الساسية :تسيير
نظمها النتاجية ..استخراج فواتير العملء ..إدارة حساباتها ..إجراء أعمالها
الضريبية ،إل أن هذه الستخدامات ل تفعل شيئا 0سوى إضفاء التسيير اللي
على عمليات قديمة.
هناك قلة قليلة من الشركات تستعمل الن التقنية الرقمية في عمليات
جديدة تحسOن طريقة أدائها تحسينا 0جذريا ..تعطيها الستفادة الكاملة من كل
قدرات عامليها ..تعطيها سرعة الستجابة التي ستحتاج إليها للمنافسة في عالم
العمال الناشىء المتسارع .ولتدرك أغلب الشركات أن أدوات تحقيق هذه
التغييرات هى الن في متناول كل فرد .إن أغلب مشاكل العمال في حقيقتها
هي مشاكل معلوماتية ومع ذلك فل أحد تقريبا 0يستعمل المعلومات كما ينبغي.
يبدو أن العديد من كبار المدراء يأخذون غياب المعلومات المواتية كأمر
مسلم به .لقد عاش الناس زمنا 0طويل 0جدا 0بدون معلومات تحت تصرفهم بحيث
أنهم ل يدركون ماذا ينقصهم ،فل غرو أن كان أحد الهداف في خطابي لمدراء
الشركات التنفيذيين هو استزادة تطلعاتهم .لقد أردت لهم أن يفزعوا من ضآلة
ما جنوه في مجال المعلومات العملية من استثماراتهم الراهنة في تقنية
المعلومات .أردت من اولئك المدراء أن يطالبوا بتدفق من المعلومات يعطيهم
معرفة سريعة ومحسوسة عن كيف تسير المور حقا 0لدى عملئهم.
حتى الشركات التي قامت باستثمارات ذات بال في تقنية المعلومات ل
تجني الن النتائج التي كان يمكن أن تجنيها .إن ما يثير الهتمام هو أن الفجوة
ليست نتيجة لشح في النفاق على التقنية؛ فمعظم الشركات قد استثمرت في
/ ixمقدمة
كان ما تفعله أغلب الشركات بالمعلومات هذه اليام سيبدو رائعا 0قبل عدة
سنوات؛ فالحصول على معلومات غنية كان أمرا 0مكلفا 0بصورة مثبطة ولم تكن
أدوات تحليلها وتنقيحها متوفرة في الثمانينيات بل وحتى في أوائل التسعينيات،
أما الن ونحن على عتبة القرن الحادي والعشرين فإن أدوات العصر الرقمي
واتصاليته تتيح لنا طريقة للحصول بسهولة على المعلومات والمشاركة فيها
والتعامل بها بطرق جديدة وعجيبة.
لول مرة بات من الممكن وضع كل ضروب المعلومات ـ أرقام ونص
وصوت وصورة ـ في شكل رقمي يستطيع أي حاسوب تخزينه ومعالجته
وإرساله ق?دما .لول مرة تقوم معدات قياسية مجتمعة مع منصة برمجيات
قياسية بخلق اقتصاديات حجم تتيح حلول 0حاسوبية قوية بتكلفة زهيدة لشركات
من كل الحجام .وباتت كلمة " شخصي" في عبارة "الحاسوب الشخصي" تعني
أن كل فرد من عمال المعرفة ((لديهم الن أداة قوية لتحليل واستعمال
المعلومات التي تجلبها هذه الحلول .إن ثورة المعال\جات المصغرة ل تعطي الن
الحواسيب الشخصية طفرة أ]سية في القدرة فحسب بل هى أيضا? على وشك
خلق جيل جديد بالكامل من "المراف\قات" الرقمية الشخصية :أجهزة ممسوكة
باليد ،حواسيب شخصية للسيارات ،(((بطاقات ذكية ،وغيرها في الطريق ـ
والتي ستجعل استعمال المعلومات الرقمية أمرا 0شائعا .أحد الدلة على هذا
الشيوع هو التحسن في تقنيات النترنت التي تعطينا الن اتصالية عالمية.
تأخذ "التصالية" في العصر الرقمي معنى أوسع من مجرد وضع
شخصين أو أكثر على اتصال؛ فالنترنت تخلق مجال 0شموليا 0لتقاسم المعلومات
والتعاون فيها والتجارة بها .إنها تتيح وسطا 0جديدا 0تأخذ فورية وتلقائية تقنيات
كالتلفاز والهاتف وتجمع بينهما وبين العمق والتساع المتأصلين في التصالت
الورقية .وفضل 0عن ذلك فإن القدرة على إيجاد معلومات والمضارعة بين أناس
ذوي اهتمامات مشتركة أمر جديد تماما.
سوف تعيد مقاييس المعدات والبرمجيات والتصالت هذه تشكيل مسلك
العمال والمستهلكين؛ ففي خلل عقد من الزمان سيستعمل معظم الناس
الحواسيب الشخصية بانتظام في العمل والبيت وسيستخدمون البريد اللكتروني
(هم العاملون الذين مهمتهم الساسية تليل العلومات ومعالتها .تستطيع الواسيب الشخصية تويل )
مزيد من العامليي إل عمال معرفة بإعطائهم معلومات أفضل عن العمليات الت ينفذونا.
) ، ∗∗) Auto PCوهو جهاز حاسوب شخصـي للمركبات اللية يتيح الصـول على البيد )
اللكترون
والرسائل الصوتية والكالات الاتفية وتعليمات البار وما شابها من الوظائف .ويكون التخاطب معه
بواسطة الوامر الصوتية أساسا Yحت يتمكن السائقون من إبقاء أيديهم على القود وتركيز انتباههم على
حركة الرور.
/ xiمقدمة
عن عملئنا .كذلك فإن الشركات الرائدة الخرى العاكفة على التحول إلى
االنظام الرقمي تحقق الن إنجازات خارقة مماثلة.
ز̀ودنا مؤسستنا بمستوى جديد من الذكاء المبني على اللكترونيات .وأنا
بذلك ل أتحدث عن شىء ميتافيزيقي أوعن كائن غامض في حلقة من حلقات
"درب النجوم" ،إنما عن شئ جديد ومهم؛ فلكي نعمل كما ينبغي في العصر
الرقمي قمنا بتطوير بنية تحتية رقمية جديدة تشبه الجهاز العصبي للنسان .إن
الجهاز العصبي البيولوجي يحفز حركاتك اللرادية حتى يمكنك الستجابة
بسرعة للخطر أو الحاجة؛ إنه يعطيك المعلومات التي تحتاج إليها وأنت تقل_ب
المسائل في ذهنك وتحدد اختياراتك .وفيما تركز انتباهك على الشياء الهم
يقوم جهازك العصبي بسد الطريق على المعلومات غير المهمة لك .تحتاج
الشركات إلى امتلك هذا النوع نفسه من الجهاز العصبي ـ القدرة على العمل
بسلسة وكفاءة ..على الستجابة بسرعة للطوارئ والفرص ..على ايصال
معلومات قيمة إلى من يحتاج لها من العاملين في الشركة ..القدرة على سرعة
اتخاذ القرارات والتفاعل مع العملء.
أثناء نظري في هذه المسائل وعكوفي على وضع اللمسات النهائية
لخطابي الخاص بقمة مدراء الشركات التنفيذيين قفذت إلى ذهني فكرة جديدة:
"الجهاز العصبي الرقمي" .والجهاز العصبي الرقمي هو المكافئ الرقمي في
الشركات لجهاز النسان العصبي؛ وهو بذلك يوفر تدفقا 0من المعلومات متكامل
تكامل 0جيدا 0إلى الجزء المناسب من المؤسسة في الوقت المناسب .يتألف
الجهاز العصبي الرقمي من العمليات الرقمية التي تتيح للشركة أن تعي ما
يحيط بها وتتفاعل معه وأ ن تحس بتحديات المنافسين واحتياجات العملء وأن
تدبر ردودا 0مواتية .يتطلب الجهاز العصبي الرقمي توليفة من المعدات
/ xiiiمقدمة
القائمة ومنحى معماريا 0ومنهجيات لبناء جهاز عصبي رقمي .ولموقع الكتاب
كذلك وصلت لمواقع أخرى على النترنت أشير إليها في ثنايا الكتاب.
لجعل تدفق المعلومات الرقمية جزءا 0ل يتجزأ من شركتك إليك اثنا
عشرة خطوة رئيسية:
لعمليات الشركة
للتجارة:
يغطي كل فصل من هذا الكتاب نقطة أو أكثر ـ ومن شأن تدفق جيد
للمعلومات أن يساعدك على القيام بعدة أشياء من هذه فورا .بل إن أحد أهم
عناصر أى نظام عصبي رقمي هو ربط هذه النظمة المختلفة ـ إدارة المعرفة
وعمليات الشغل والتجارة ـ بعضها مع البعض.
تركز عدة أمثلة ،لسيما في مجال عمليات الشغل ،على مايكروسوفت.
ولذلك سببان أولهما رغبة العملء في معرفة كيف تستعمل مايكروسوفت ـ
باعتبارها من أنصار تقنية المعلومات ـ التقنية في تسيير أعمالها؛ هل تفعل ما
تنصح الخرين به؟ أما السبب الثاني فهو أن بإمكاني الحديث بتعمق عن حكمة
تطبيق النظم الرقمية على مشاكل التشغيل التي تواجهها شركتي )مايكروسوفت(
فعل ،0وفي الوقت نفسه فقد زرت عشرات الشركات الرائدة للعثور على أفضل
الممارسات في كل الصناعات .إنني أريد أن أبيlن قابلية التطبيق الواسعة لنظام
عصبي رقمي .ثمة بعض المجالت حيث تجاوزتنا شركات أخرى في التعاون
الرقمي.
ستكون الشركات الناجحة في العقود التالية هي تلك التي تستعمل
الدوات الرقمية لعادة اختراع الطريقة التي تعمل بها .سوف تضع هذه
الشركات قراراتها بسرعة وتتصرف بكفاءة وتتصل بعملئها مباشرة بطرق
إيجابية .إنني آمل أن تخرج من قراءة هذا الكتاب وقد أثارت اهتمامك إمكانيات
التغيير اليجابي في العشر سنوات القادمة ،سوف يضعك التحول إلى النظام
الرقمي على الحافة المتقدمة لموجة تغيير مزلزلة ستحطم الطريقة القديمة
لمزاولة العمال .سوف يتيح لك النظام العصبي الرقمي أن تزاول أعمالك
بسرعة الخاطرة ،وهذا هو مفتاح النجاح في القرن الحادي والعشرين.
الباب الول
ي معتقد بسيط لكنه قوي وهو أن الطريقة الجدى لتمييز شركتك عن
لl
منافسيك ،الطريقة الفضل لوضع مسافة بينك وبين المتزاحمين ،هو أن
تفعل بالمعلومات شيئا 0ممبزا .إن الكيفية التي بها تmجمع المعلومات وتعللجها
وتستعملها سوف تحدد ما إذا كنت من الفائزين أم الخاسرين .هناك الكثير
من المنافسين .هناك الكثير من المعلومات المتاحة عنهم وعن السوق..
والذي هو الن عالمي .سيكون الفائزون هم أولئك الذين يطورون نظاما
عصبي0ا رقميا 0عالميا 0يتيح للمعلومات أن تتدفق بسهولة خلل شركاتهم من
أجل التعلم المثل والدائم.
كأني بك ترد :كل ،بل إن الفيصل هو العمليات الكفؤة! هو الجودة!
هو شهرة الصنف والسعى وراء الحصة السوقية! هو القتراب من العملء!
بالطبع يعتمد النجاح على كل هذه الشياء؛ فما من أحد يستطيع مساعدتك
3
إذا كانت عملياتك متعثرة ..إذا لم تكن يقظا 0بشأن النوعية ..إذا لم تعمل
جاهدا 0لتوطيد صنفك ..إذا كانت خدمتك للعملء دون المستوى .إن
الستراتيجية السيئة ستفشل مهما كانت جودة معلوماتك ،كما أن التنفيذ
العرج يحبط الستراتيجية الجيدة .إنك إذا أسأت أداء ما يكفي من الشياء
فسيكون مآلك الخروج من ساحة العمال.
ولكن مهما كان ما تتمنع به اليوم ـ موظفين حاذقين ،منتجات
ممتازة ،رضا العملء ،سيولة نقدية في المصرف ـ فإنك تحتاج إلى تدفق
سريع من المعلومات الجيدة لتسليس العمليات والرتقاء بالنوعبة وتحسين
تنفيذ العمال .معظم الشركات لديها أناس جيدون يعملون لها ومعظم
الشركات تريد فعل ما يرضى عملئها .ثمة بيانات مجدية موجودة في مكان
ما داخل أغلب المؤسسات .إن تدفق المعلومات هو ق\وام حياة شركتك لنه
يساعدك على استخلص أفضل ما لدى عامليك والتعلم من عملءك .انظر
إذا كانت لديك المعلومات اللزمة للجابة على هذه السئلة:
ما رأي عملءك في منتجاتك؟ ما هي المشاكل التي يطالبونك
لديك الوقت أمام ناظريك كى تتمكن من رؤية التجاهات وهى مقبلة عليك.
من شأن جهاز عصبي رقمي أيضا 0أن يجعل من الممكن ظهور الحقائق
والفكار سريعا 0من أسفل في مؤسستك ..من اؤلئك الذين لديهم معلومات
عن هذه السئلة ـ وربما العديد من الجوبة .والهم من هذا وذلك هو أنه
سيساعدك في القيام بكل هذه الشياء على جناح السرعة.
من أجل مواجهة هذه الحتياجات وضع سلون نظاما 0قياسيا 0للمحاسبة
على نطاق جنرال موتورز وكل مراكز توزيعها .والكلمة المهمة هنا هي
كلمة "قياسي"؛ فكل موزع وكل مستدخmم على كل مستوى في الشركة كان
يصنvف الرقام بنفس الطريقة تماما .وبحلول منتصف الثلثينيات بات بوسع
موزعي جنرال موتورز وأقسامها الخاصة بالسيارات ومكاتبها الرئيسية اأن
تقوم جميعا 0بتحليل مالي مفص`ل باستعمال نفس الرقام .فمثل 0كان
باستطاعة مركز للتوزيع أن يقيس ليس فقط أداءه هو بل أداءه إزاء
متوسطات المجموعات الخرى.
لقد كان من شأن بنية تحتية أتاحت معلومات دقيقة أن أدت إلى
مؤسسة متجاوبة لم تستطع الشركات الخرى لصناعة السيارات أن تدانيها
مثيل 0لعقود من الزمان .ساهمت تلك البنية التحتية ،التي أسميها "جهاز
الشركة العصبي" ،في هيمنة جنرال موتورز على صناعة السيارات طوال
حياة سلون المهنية .ولم تكن حينذاك رقمية بعد pإل أنها كانت ثمينة للغاية.
كانت معرفة مخزون الموزع أمرا 0تجيده جنرال موتورز أكثر من غيرها،
وقد نالت جنرال موتورز مزية تنافسية هائلة من استغلل تلك المعلومات.
وتجاوزت هذه الستفادة من المعلومات جدران جنرال موتورز؛ فقد
استعملت جنرال موتورز نظم معلومات ك?تيبية لبناء أول "اكسترانيت"ـ شبكة
تربط الشركة بمورديها وموزعيها.
بالطبع لم يكن في إمكانك الحصول على معلومات تتدفق خلل شركتك
آنذاك بمثل الكم الذي يمكنك الحصول عليه الن؛ فالمر كان سيقتضي
مكالمات هاتفية جد كثيرة وأناسا 0جد كثيرين يتناقلون أوراقا 0وينكبون على
سجلت ورقية محاولين الربط بين البيانات والعثور على النماط .كان ذلك
ت اليوم إدارة شركة ذات مستوى عالمي فعليك أن
سيكلف باهظا .وإذا أرد m
تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير وتنجز بأسرع من ذلك بكثير .إن الدارة بقوة
الحقائق ـ والتي هو أحد أساسيات العمال لدى سلون ـ تتطلب تقنية
المعلومات .لقد تغير تغييرا 0دراميا 0ما تطيق الشركات القيام به وما ترى أنه
يستحق القيام به وما بمقدورها تنافسيا 0القيام به.
تستعمل جنرال موتورز الن تقنية الحاسوب الشخصي ومقاييس
النترنت للتصال بعملئها؛ فحلها المتمثل في منظومتها المسماة "جي ام
أكسس" يستعمل شبكة للشركة واسعة النطاق تستخدم القمار الصناعية
للتعامل بين مقر الشركة ومصانعها وموزعيها البالغ عددهم ،9000والذين
لديهم أجهزة متصلةعلى الخط اللكتروني )) onlineلغراض الدارة المالية
والتخطيط التشغيلي بما في ذلك إدارة الطلبات الجمالية وتحليل المبيعات
والتنبؤ بها .وتقوم أداة بيع تفاعلية بالجمع بين سمات المنتجات
ومواصفاتها وتسعيرها وغيرها من المعلومات .ويحظى فنيو خدمة
المنتجات بوصول فوري إلى أحدث المعلومات عن المنتجات وقطع الغيار
من خلل كتيبات الخدمة اللكترونية والنشرات الفنية وتخطيط قطع الغيار
وإعداد تقارير المخزون على الخط الحاسوبي .يربط البريد اللكتروني
الموزعين بمقر جنرال موتورز ومصنعها وببعضهم بعضا .يتم دمج الحل
الذي يأتي به الموزع الخاص في موقع جنرال موتورز العام على النترنت
حيث يجد العملء معلومات تفصيلية عن السيارات .توفر تقنيات النترنت
الساس لتحول جوهري في الطريقة التي بها يتسوlق المستهلكون
السيارات ،فل غرو أنهم يضعون جنرال موتورز كهدف للتجارة اللكترونية.
/ 12العمال بسرعة الخاطرة
وبالطبع عمدت شركات صناعة السيارات الخرى كذلك إلى تحسين أنظمة
معلوماتها؛ فتويوتا تحديدا 0استخدمت تقنية المعلومات لتطوير انتاج صناعي
على مستوى عالمي.
إذا كانت إدارة المعلومات واستجابة المؤسسة قد أحدثتا مثل هذا الختلف
في صناعة تقليدية من ذات المداخن قبل سبعين سنة فأي تمييز أكثر
ست?حدثانه مدفوعتين بالتقنية؟ قد يكون لي شركة حديثة لصناعة السيارات
اسم تجاري قوي وسمعة لنوعية جيدة في يومنا هذا ولكنها تواجه منافسة
أكبر فأكبر على امتداد العالم .إن كل شركات صناعة السيارات تستعمل نفس
الصلب ولها نفس آلت الثقب وتقريبا 0طرق انتاج متماثلة كما أن لها نفس
تكاليف النقل .تقوم الشركات الصانعة للسيارات بتمييز أنفسها عن غيرها
بمجموع من العوامل تتمثل في مدى جودة تصميمها لمنتجاتها ومدى ذكائها
في استغلل التذية المرتدة من العملء لتحسين منتجاتها وخدماتها ومدى
سرعتها في تحسين عملياتها النتاجية ومدى مهارتها في تسويق منتجاتها
ومدى كفاءتها في التوزيع وفي إدارة مخزوناتها ..وكل هذه العمليات الغنية
بالمعلومات تستفيد من العمليات الرقمية.
كيف يتميز مصرفان بعضهما عن الخر؟ هذا المر يعود لذكاء ما يتبعه
البنك في تحليل العتمادات ومعالجة المخاطر وسرعة استجابته في علقته
بالعميل .إن الذكاء هو الذي يعطي هذا المصرف أو ذاك تفوقا 0على غيره،
كيف يتميز مصرفان بعضهما عن الخر؟ هذا المر يعود لذكاء ما يتبعه
البنك في تحليل العتمادات ومعالجة المخاطر وسرعة استجابته في علقته
بالعميل .إن الذكاء هو الذي يعطي هذا المصرف أو ذاك تفوقا 0على غيره،
وأنا ل أعني بذلك فقط المقدرات الفردية لموظفي المصرف وإنما أعني
مقدرة المصرف الكلية التي بموجبها يستفيد المصرف من التفكير الفضل
لجميع عامليه.
في هذه اليام ينبغي على نظم معلومات المصرف أن تقوم بأكثر من
مجرد إدارة كميات ضخمة من البيانات المالية ،فعليها تزويد خبراء
إستراتيجية العمال التجارية ومسئولى القروض بمزيد من المعلومات عن
العملء كما عليها مساعدة العملء أنفسهم للوصول للمعلومات بصورة
مأمونة ودفع فواتيرهم مستعينين بالخطوط النظامية وذلك أثناء تعاون عمال
المعرفة في المصرف على أداء أنشطة ذات قيمة أعلى .لم يعد إهتمام نظم
المعلومات منصبا 0فقط على معالجة الرقام وتصحيح مواضعها وانما
استغلل المعلومات والستفادة منها نيابة عن العميل .يقوم )كريستر بنك
أوف ريتشموند( بفرجينيا بتقديم الخدمات المصرفية والقروض العقارية
وخدمات تسديد الفواتير على النترنت وتقوم أجهزة الحاسبات والصرف
اللية في المواقع البعيدة مثل مجمعات السوبرماركت والمحلت التجارية
الضخمة بفتح الحسابات وتخصيص القروض للعملء – كل ذلك عن طريق
ربط العميل بالعمليات الخلفية عن طريق تدفق المعلومات الرقمي.
/ 5الدارة بقوة الحقائق
توظيف المعلومات
اللي لى عملية ميكانيكية يمكن تجزءتها إلى خطوات متميزة متكررة .غير
أن الحواسيب لم تكن تعمل بمستوى عال .لقد كانت تساعد الناس ولكن
ليس بطريقة ذكية .إن المر يحتاج إلى مقدرة ذهنية لفهم الجوانب
الفيزيائية واستنباط الحسابات الخاصة بالمسارات القوسية لقذائف المدفعية
أو الصواريخ الباليستية ،بينما ل يتطلب سوى خادم بليد – الحاسوب-
لجراء تلك الحسابات في لحظة.
تحتاج العمال للقيام بنوع آخر من العمل أطلق عليه )ميشيل
ديرتوزوس( ،مدير معمل علوم الحاسوب بمعهد ماساشوستس للتقنية ))
MITومؤلف "ما سوف يكون" ،اسم "عمل المعلومات" .إننا
عادة ما نفكر في المعلومات – سواء كان مذكرة أو صورة أو تقريرا 0ماليا
-على أنها ساكنة .ولكن ديرتيوزوس يرى بصورة مقنعة أن هنالك نوعا
نشطا 0من المعلومات " -فعل" وليس اسم ساكن .إن العمل المعلوماتي هو
"تحويل شكل المعلومة بواسطة العقل البشري أو البرامج الحاسوبية" .يؤلف
العمل المعلوماتي -سواء كان تصميم مبنى أو تفاوض على عقد أو إعداد
استمارات الضرائب -أغلب المعلومات الحقيقية التي نتعامل بها وأغلب
العمل المنفذ في القتصاديات المتطورة .يقول )ديرتوزوس( "إن النشطة
الخاصة بالمعلومات تهيمن على مجال المعلومات" .و يقدر أن العمل
المعلوماتي يسهم بنسبة تتراوح من 50إلى 60بالمائة من االدخل القومي
لى قطر صناعي.
إن نظرة )ديرتوزوس( الثاقبة إلى المعلومات على أنها فعل هى نظرة
متعمقة .لقد بدأت الحواسيب تسهم في العمل المعلوماتي عندما انتقلت من
مجرد تحليل الرقام إلى عمل نماذج محاكاة لمشاكل العمال .لقد ظلت حتى
/ 7الدارة بقوة الحقائق
شركات التصنيع تنفق دائما 0الكثير من طاقتها على معلومات حول العمل
أكثر من العمل ذاته :معلومات حول تصميم المنتجات وتطويرها ..وحول
الجدولة ..وحول التسويق والمبيعات والتوزيع ..وحول إصدار الفواتير
والتمويل ..وحول النشاطات التعاونية مع البائعين ..وحول خدمة العملء.
عندما أجلس مع مطوري البرامج في مايكروسوفت لمراجعة
مواصفات المنتجات أومع القائمين على أقسام المنتجات لمراجعة خططهم
للشغل ذات الثلثة سنوات أو مع مجموعاتنا المكلفة بالمبيعات لستعراض
أدائهم المالي فإننا نتصدى للقضايا الصعبة ..بأن نناقش مقايضة ]أوالتنازل
عن[ بعض سمات منتجاتنا مقابل السراع بطرح هذه المنتجات في
السواق ..نفقات التسويق مقابل اليرادات ..عدد العاملين مقابل مردودهم..
وهلم جرا .0إننا نقوم من خلل الذكاء البشري والتعاون بتحويل المبيعات
الساكنة وبيانات العميل والبيانات الديموغرافية إلى تصميم لمنتج أو
برنامج ..إذن فالعمل المعلوماتي هو عمل فكري .وعندما يجد التفكير
والتعاون مساعدة ذات بال من التقنية الحاسوبية فإنك تكون قد حصلت على
نظام عصبي رقمي .ويتكون هذا النظام من الوسائل الرقمية المتقدمة التي
يستخدمها عمال المعرفة لصنع قرارات أفضل ..للتفكير ،والتصرف والتفاعل
والتكيف .يقول )ديرتيوزوس( إن "سوق المعلومات" المستقبلي سوف
يقتضي "برمجيات مخصوصة كثيرة وتجميعات متلحمة تلحما 0دقيقا 0بين
عمل اإنسان واللة " – وهذا ،لعمري ،وصف ممتاز لنظام عصبي رقمي
أثناء عمله.
ينبغي للقيام بعمل معلوماتي أن يكون للعاملين بالشركة وصول فوري إلى
المعلومات .غير أننا تعودنا حتى وقت قريب على العتقاد بوجوب حجز
"الرقام" لكبار التنفيذيين .وربما ليزال هناك القليل من التنفيديين راغبين
في حجز المعلومات لديهم بغرض السرية أما في أغلب الحالت فقد ظل
الوصول إلى المعلومات مقصورا <0لمجرد أن الحصول عليها كان صعبا0؛
فتداول المعلوات كان يستغرق وقتا 0وجهدا 0ومال .إن المر كما لو أن أفكارنا
الجامدة ل زالت تعود القهقري إلى اليام التي كان هناك فيها هذا الكم الكبير
من العمل الناجم من الحاجة لكتابة برنامج مخصوص كلما أراد أحدهم أن
يرى الرقام بطريقة جديدة .لقد كان استخلص البيانات من حاسوب كبير
أمرا 0مكلفا 0جدا 0وكانت محاولة مضاهاة البيانات تستغرق جهدا 0ضخما 0بحيث
كان المر يقتضي منك أن تكون على القل نائب0ا لرئيس الشركة كى يتسنى
لك أن تطلب تنفيذ ذلك العمل .وحتى في تلك الحالة كانت المعلومات أحيانا
غير منسجمة مع بعضها أو غير مستحدثة بحيث كان ل مفر لك من أن
تستدعي نواب الرئيس من مختلف الدارات لجتماعات عالية المستوى
جالبين معهم بياناتهم المختلفة! لقد كانت الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها
المدير التنفيذي لشركة جونسون آند جونسون ،رالف لرسون ،الحصول
على بيانات عن أي من شركات جونسون آند جونسون في أواخر
الثمانييات على سبيل المثال هى أن يطلب من الدارة المالية إعداد تقرير
خاص ..وكما سنرى في الفصل الثامن عشر فإن المور باتت مختلفة الن
في شركة جونسون آند جونسون.
يمكنك في شبكات حواسيب اليوم إستعادة البيانات وتقديمهابسهولة
وبتكلفة زهيدة .ويمكنك الغوص في البيانات لدنى مستوى من التفاصيل
/ 9الدارة بقوة الحقائق
من أفراد فريق ،أن يفهم سجل المنتوج وتسعيره ووكيفية سير البيع حول
العالم وبين شرائح العملء .إن قيمة أن تجعل كل فرد يحصل على الصورة
الكاملة وأن تأمن كل شخص عليها تفوق كثيرا 0المخاطرة المرتبطة بذلك.
في عديد من الشركات يمكن أن يكون مدراء المستوى المتوسط
غارقين في خضم المشاكل اليومية بدون أن تكون لديهم معلومات تساعدهم
على حلها .ولربما كان لديهم كم هائل من البيانات أمامهم – وبالتحديد كم
هائل من التقارير الورقية – يصعب تحليلها أو مضاهاتها بالبيانات في
التقارير الخرى .إن من علمات النظام العصبي الرقمي الجيدة تعزيز سلطة
المدراء ذوي المستوى المتوسط عن طريق تدفق معلومات عملية محددة.
وعليهم رؤية أرقام مبيعاتهم وتفاصيل نفقاتهم وتكاليف البائعيين
والمقاولين وحالة المشاريع الكبرىمبينة على الخط اللكتروني في شكل
يحفvز على التحليل علوة على التنسيق مع العاملين الخرين .إن النظم
إخطارهم بالتطورات غير العادية وفقا 0للمعايير المعدة لذات الغرض .على
سبيل المثال :في حالة خروج بند إنفاق من الخط اللكتروني النتاجي فإن
المر ل يحتاج إلى مراقبة النشاط النفاقي العادي .هذه القدرات متوفرة لدى
شركات قليلة ولكنني في غاية التعجب من استخدام قليل من الشركات لتقنية
المعلومات بغرض الفادة الجيدة لمدرائهم العاملين بخط النتاج مع تجنيبهم
المراجعة الروتينية.
إنه ليدهشني أن أرى المسار المتعرج الذي كثيرا 0ما تتخذه معلومات
حيوية عبر عديد من الشركات الـ 500في قائمة ]مجلة[ فورتشن .إنني
لمحظوظ لتمكني من أن أرسل بالبريد اللكتروني ملخصا 0لحدث البيانات إلى
كبار المدراء وأن أدعهم يغوصون فيها .وفي شركة ماكدونالدز كان ل بد
/11الدارة بقوة الحقائق
لبيانات المبيعات أن تتداولها ،حتى وقت قريب ،كثير من اليدي عدة مرات
قبل إرسالها لمن يحتاجون إليها ،أما اليوم فإن شركة ماكدونالدز على وشك
أن تقوم بإدخال نظام معلومات جديد يستخدم الحواسيب الشخصية وتقنيات
شبكة النترنت لرصد المبيعات في جميع مطاعمها في الوقت الحقيقي.
فبمجرد طلبك وجبتين من الصنف "هابي ميلز" سيعلم مدير تسويق
ماكدونالدز بذلك على الفور .وبدل 0من البيانات السطحية أو الخيالية
فستكون أمام مسؤول التسويق هذا بيانات فعلية لمتابعة التجاهات.
كما سنرى في وصف رد فعل مايكروسوفت للنترنت هناك علمة
أخرى لجهاز عصبي رقمي جيد أل وهى عدد الفكار الجيدة التي تترى من
مدراء خطوط النتاج وعمال المعرفة .إن الناس عندما يستطيعون تحليل
بيانات ملموسة فإنه يأتون بأفكار محددة الكيفية التي يعملون بها الشياء
على نحو أفضل -ويتم محاسبتهم بشأن ذلك أيضا.0
يحب الناس معرفة فائدة شئ يقومون بتنفيذه .وهم يستمتعون
باستعمال التقنية التي تشجعهم على تقييم النظريات المختلفة عما يحدث في
أسواقهم ..إنهم يحصلون على نشوة كبيرة من إجراء تحليلت "ماذا يحدث
إذا" .الناس حقا 0يحبون المعلومات وإنها لدافع كبير.
هنالك علمة أخيرة لي نظام عصبي رقمي جيد هي كيفية تركيز
إجتماعاتك المباشرة وما إذا كانت هناك خطوات عملية محددة ناتجة عنها.
يرى الطيارون أن حالت الهبوط الجيد ماهي إل حصيلة وسائل جيدة .كذلك
فإن الجتماعات الجيدة حصيلة إعداد جيد لها .يجب أل ت?ستغل الجتماعات
على نحو أساسي لتقديم المعلومات .فمن الكفأ والجدر استخدام البريد
اللكتروني لكي يستطيع الناس تحليل البيانات على نحو مسبق ومن ثم
/ 12العمال بسرعة الخاطرة
دروس في العمال
الرقمي.
معظم العمل في كل العمال هو "عمل معلوماتي" وهو مصطلح
يجتاج المدراء المتوسطون إلى نفس كمية البيانات التي يحتاجها
هل عندك التدفق المعلوماتي الذي يتيح لك الجابة على لسئلة