Vous êtes sur la page 1sur 5

‫المتنبي‬

‫(تم التحويل من أبو الطيب المتنبي)‬


‫اذهب إلى‪ :‬تصفح‪ ,‬ابحث‬
‫هذه المقالة عن أبي الطيب المتنبي‪ .‬لرؤية صفحة توضيحية بمقالت ذات عناوين مشابهة‪ ،‬انظر متنبي (توضيح)‪.‬‬

‫مصدر‪.‬‬ ‫اقرأ نصا ذا علقة بالمتنبي‪ ،‬في ويكي‬

‫أبو الطيب المتنبي‪ ،‬أعظم شعراء العرب‪ ،‬وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها‪ ،‬وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء‬
‫العربية‪ .‬فيوصف بأنه نادرة زمانه‪ ،‬وأعجوبة عصره‪ ،‬وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والدباء‪ .‬و هو شاعرحكيم‪ ،‬وأحد مفاخر‬
‫الدب العربي‪ .‬و تدور معظم قصائده حول مدح الملوك‪ .‬ترك تراثاً عظيماً من الشعر‪ ،‬يضم ‪ 326‬قصيدة‪ ،‬تمثل عنواناً لسيرة حياته‪ ،‬صور فيها الحياة‬
‫في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير‪ .‬قال الشعر صبياً‪ .‬فنظم أول اشعاره و عمره ‪ 9‬سنوات ‪ .‬اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته‬
‫الشعرية باكراً‪.‬‬
‫صاحب كبرياء وشجاع طموح محب للمغامرات‪ .‬في شعره اعتزاز بالعروبة‪ ،‬وتشاؤم وافتخار بنفسه‪ ،‬أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف‬
‫المعارك‪ ،‬إذ جاء بصياغة قوية محكمة‪ .‬إنه شاعر مبدع عملق غزير النتاج يعد بحق مفخرة للدب العربي‪ ،‬فهو صاحب المثال السائرة والحكم‬
‫البالغة والمعاني المبتكرة‪ .‬وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى المراء والحكام‪ ،‬إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم‪ .‬لكن‬
‫شعره ل يقوم على التكلف والصنعة‪ ،‬لتفجر أحاسيسه وامتلكه ناصية اللغة والبيان‪ ،‬مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة‪ .‬ترك تراثاً عظيماً من‬
‫الشعر القوي الواضح‪ ،‬يضم ‪ 326‬قصيدة‪ ،‬تمثل عنواناً لسيرة حياته‪ ،‬صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير‪ ،‬ويستدل منها كيف‬
‫جرت الحكمة على لسانه‪ ،‬لسيما في قصائده الخيرة التي بدأ فيها وكأنه يودعه الدنيا عندما قال‪ :‬أبلى الهوى بدني‪.‬‬

‫محتويات‬
‫•‪ 1‬مولده و نسبه‬
‫•‪ 2‬نشأته و تعليمه‬
‫•‪ 3‬عصر أبي الطيب‬
‫•‪ 4‬المتنبي و سيف الدولة الحمداني‬
‫○‪ 4.1‬خيبة المل وجرح الكبرياء‬
‫•‪ 5‬المتنبي و كافور الخشيدي‬
‫•‪ 6‬شعره وخصائصه الفنية‬
‫•‪ 7‬أغراضه الشعرية‬
‫○‪ 7.1‬المدح‬
‫○‪ 7.2‬الوصف‬
‫○‪ 7.3‬الفخر‬
‫○‪ 7.4‬الهجاء‬
‫○‪ 7.5‬الحكمة‬
‫•‪ 8‬مقتله‬
‫•‪ 9‬مصادر خارجية‬

‫مولده و نسبه‬
‫هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي و الحسن هذا جده و ليس ابيه بل هو أبو امه و قد رباه فنسب اليه ‪ .‬ولد بالكوفة‬
‫سنة ‪ 303‬هـ= ‪915‬م‪ .‬في محلة تسمي كندة و منها جاء لقب الكندي وتقع حالياً على مسافة عشرة كيلومترات من النجف وخمسة وستون من كربلء‬
‫تقريباً‪ .‬يقال إن والده الحسين سماه أحمد و لقبه بأبي الطيب‪ ،‬ويقال إنه لم يعرف أمه لموتها وهو طفل فربته جدته لمه‪ .‬قضى طفولته في كندة (‪-304‬‬
‫‪ 308‬هـ= ‪916‬زكمكمكمكمك دنو ‪]]920‬م)‪ .‬في نسب أبو الطيب خلف‪ ،‬إذ قيل أنه ابن سقاء كان يسقي الماء بالكوفة‪ ،‬وقيل أنه ابن عائلة فقيرة‪،‬‬
‫والغالب أن أصوله من كندة وهم ملوك حضرميون ‪ .‬ودس خصومه في نسبه‪.‬‬

‫دد د في هذه السن موجود في ديوانه‪ .‬في الثانية عشر من عمره رحل إلى بادية السماوة‪ ،‬أقام فيها سنتين يكتسب بداوة اللغة العربية وفصاحتها‪ ،‬ثم عاد‬
‫إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناطية الشعر العربي‪ ،‬وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز‪ .‬وعني على الخص بدراسة‬
‫شعر أبي تمام وتلميذه البحتري‪ .‬انتقل إلى الكوفة والتحق بكتاب (‪ 316-309‬هـ=‪928-921‬م) يتعلم فيه أولد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة‬
‫وإعراباً‪.‬وهذا الكتاب مخصص للعلوين فقط و هم احفاد علي بن ابي طالب (ع)لذلك يغلب الصن ان امتنبي هو أحد العلوين او من اشياعهم اتصل في‬
‫صغره بأبي الفضل في الكوفة‪ ،‬وكان من المتفلسفة‪ ،‬فهوسه وأضله‪ .‬كان أبو الطيب سريع الحفظ‪ ،‬فقيل أنه حفظ كتاباً نحو ثلثين ورقة من نظرته‬
‫الولى إليه‪.‬‬

‫نشأته و تعليمه‬
‫بعد أن نشأ بالعراق انتقل إلى الشام ثم تنقل في البادية السورية يطلب الدب وعلم العربية‪ .‬ثم عاد إلى الكوفة حيث أخذ يدرس بعناية الشعر العربي‪،‬‬
‫وبخاصة شعر أبي نواس وابن الرومي ومسلم بن الوليد وابن المعتز‪ .‬وعني على الخص بدراسة شعر [أبو تمام |أبي تمام] وتلميذه البحتري‪ .‬انتقل إلى‬
‫الكوفة والتحق بكُتّاب (‪ 316-309‬هـ الموافق ‪928-921‬م) يتعلم فيه أولد أشراف الكوفة دروس العلوية شعراً ولغة وإعراباً‪ .‬لم يستقر أبو الطيب في‬
‫الكوفة‪ ،‬فقد اتجه إلى الشام ليعمق تجربته في الحياة وليصبغ شِعره بلونها‪ ،‬أدرك بما يتملك من طاقات وقابليات ذهنية أن مواجهة الحياة تزيد من تجاربه‬
‫ومعارفه‪ ،‬فرحل إلى بغداد برفقة والده‪ ،‬وهو في الرابعة عشرة من عمره‪ ،‬قبل أن يتصلب عوده‪ ،‬وفيها تعرف على الوسط الدبي‪ ،‬وحضر بعض‬
‫حلقات اللغة والدب‪ ،‬ثم احترف الشعر ومدح رجال الدولة ‪ .‬ورحل بعدها برفقة والده إلى بادية الشام يلتقي القبائل والمراء هناك‪ ،‬يتصل بهم و‬
‫يمدحهم‪ ،‬فتقاذفته دمشق وطرابلس واللذقية وحمص وحلب ‪ .‬دخل البادية فخالط العراب‪ ،‬وتنقل فيها يطلب الدب واللغة العربية وأيام الناس‪ ،‬وفي‬
‫بادية الشام والبلد السورية التقي الحكام والمراء والوزراء والوجهاء ‪ ،‬اتصل بهم ومدحهم‪ ،‬وتنقل بين مدن الشام يمدح المراء والوزراء وشيوخ‬
‫القبائل والدباء‪.‬‬

‫عصر أبي الطيب‬


‫شهدت الفترة التي نشأ فيها أبو الطيب تفكك الدولة العباسية وتناثر الدويلت السلمية التي قامت على أنقاضها‪ .‬فقد كانت فترة نضج حضاري وتصدع‬
‫سياسي وتوتر وصراع عاشها العرب والمسلمون‪ .‬فالخلفة في بغداد انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء وقادة الجيش ومعظمهم من‬
‫غير العرب‪ .‬ثم ظهرت الدويلت والمارات المتصارعة في بلد الشام‪ ،‬وتعرضت الحدود لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور السلمية‪،‬‬
‫ثم ظهرت الحركات الدموية في العراق كحركة القرامطة وهجماتهم على الكوفة‪ .‬لقد كان لكل وزير ولكل أمير في الكيانات السياسية المتنافسة مجلس‬
‫يجمع فيه الشعراء والعلماء يتخذ منهم وسيلة دعاية وتفاخر ووسيلة صلة بينه وبين الحكام والمجتمع‪ ،‬فمن انتظم في هذا المجلس أو ذاك من الشعراء أو‬
‫العلماء يعني اتفق وإياهم على إكبار هذا المير الذي يدير هذا المجلس وذاك الوزير الذي يشرف على ذاك‪ .‬والشاعر الذي يختلف مع الوزير في بغداد‬
‫مثلً يرتحل إلى غيره فإذا كان شاعراً معروفاً استقبله المقصود الجديد‪ ،‬وأكبره لينافس به خصمه أو ليفخر بصوته‪ .‬في هذا العالم المضطرب كانت‬
‫نشأة أبي الطيب‪ ،‬وعى بذكائه الفطري وطاقته المتفتحة حقيقة ما يجري حوله‪ ،‬فأخذ بأسباب الثقافة مستغلً شغفه في القراءة والحفظ‪ ،‬فكان له شأن في‬
‫مستقبل اليام أثمر عن عبقرية في الشعر العربي‪ .‬كان في هذه الفترة يبحث عن شيء يلح عليه في ذهنه‪ ،‬أعلن عنه في شعره تلميحاً وتصريحاً حتى‬
‫أشفق عليه بعض أصدقائه وحذره من مغبة أمره‪ ،‬حذره أبو عبد ال معاذ بن إسماعيل في اللذقية‪ ،‬فلم يستمع له وإنما أجابه مصرا ً‪ :‬أبا عبد الله معاذ‬
‫أني‪ .‬إلى أن انتهى به المر إلى السجن‪.‬‬

‫المتنبي و سيف الدولة الحمداني‬


‫‪ -‬ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ول في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة ‪ 336‬هـ‪،‬‬
‫واتصل بسيف الدولة بن حمدان‪ ،‬امير وصاحب حلب ‪ ،‬سنة ‪ 337‬هـ وكانا في سن متقاربه‪ ،‬فوفد عليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه بشعره على أل‬
‫يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا واصبح المتنبي من شعراء بلط سيف الدولة في حلب‪ ،‬وأجازه‬
‫سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام‪ ،‬وخاض معه المعارك ضد الروم‪ ،‬وتعد‬
‫سيفياته أصفى شعره‪ .‬غير أن المتنبي حافظ على عادته في إفراد الجزء الكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحة‪ ،‬فكان أن حدثت بينه وبين‬
‫سيف الدولة جفوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلط سيف الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة أن يلتقط أنفاسه‪ ،‬وظن أنه وصل إلى شاطئه الخضر‪ ،‬وعاش مكرماً مميزاً عن‬
‫غيره من الشعراء في حلب ‪ .‬وهو ل يرى إل أنه نال بعض حقه‪ ،‬ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه‪ .‬وظل يحس بالظمأ إلى الحياة‪ ،‬إلى‬
‫المجد الذي ل يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده‪ ،‬إلى أنه مطمئن إلى إمارة حلب العربية الذي يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه‬
‫وإحساسه‪ .‬وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم‪ ،‬وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون‬
‫أشعارهم واقفين بين يدي المير‪ ،‬واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه‪ .‬ولربما احتمل على مضض‬
‫تصرفاته العفوية‪ ،‬إذ لم يكن يحس مداراة مجالس الملوك والمراء‪ ،‬فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الحيان‪.‬‬

‫‪ -‬وفي المواقف القليلة التي كان المتنبي مضطرا لمراعاة الجو المحيط به‪ ،‬فقد كان يتطرق إلى مدح آباء سيف الدولة في عدد من القصائد‪ ،‬ومنها‬
‫السالفة الذكر‪ ،‬لكن ذلك لم يكن إعجابا باليام الخوالي وإنما وسيلة للوصول إلى ممدوحه‪ ،‬إذ ل يمكن فصل الفروع عن جذع الشجرة وأصولها‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫من‬ ‫ومن‬
‫تغلب‬ ‫عدّي‬
‫الغالبين‬ ‫أعادي‬
‫الناس‬ ‫الجبن‬
‫منصبه‬ ‫والبخل‬

‫خيبة المل وجرح الكبرياء‬


‫أحس الشاعر بأن صديقه بدأ يتغير عليه‪ ،‬وكانت الهمسات تنقل إليه عن سيف الدولة بأنه غير راض‪ ،‬وعنه إلى سيف الدولة بأشياء ل ترضي المير‪.‬‬
‫وبدأت المسافة تتسع بين الشاعر والمير‪ ،‬ولربما كان هذا التساع مصطنعاً إل أنه اتخذ صورة في ذهن كل منهما‪ .‬وظهرت منه مواقف حادة مع‬
‫حاشية المير‪ ،‬وأخذت الشكوى تصل إلى سيف الدولة منه حتى بدأ يشعر بأن فردوسه الذي لح له بريقه عند سيف الدولة لم يحقق السعادة التي نشدها‪.‬‬
‫وأصابته خيبة المل لعتداء ابن خالويه عليه بحضور سيف الدولة حيث رمى دواة الحبر على المتنبي في بلط سيف الدولة ‪ ،‬فلم ينتصف له سيف‬
‫الدولة ‪ ،‬ولم يثأر له المير‪ ،‬وأحس بجرح لكرامته‪ ،‬لم يستطع أن يحتمل‪ ،‬فعزم على مغادرته‪ ،‬ولم يستطع أن يجرح كبرياءه بتراجعه‪ ،‬وإنما أراد أن‬
‫يمضي بعزمه‪ .‬فكانت مواقف العتاب الصريح والفراق‪ ،‬وكان آخر ما أنشده إياه ميميته في سنة ‪ 345‬هـ ومنها‪( :‬ل تطلبن كريماً بعد رؤيته)‪ .‬بعد تسع‬
‫سنوات ونيف في بلط سيف الدولة جفاه المير وزادت جفوته له بفضل كارهي المتنبي ولسباب غير معروفة قال البعض أنها تتعلق بحب المتنبي‬
‫المزعوم لخولة شقيقة سيف الدولة التي رثاها المتنبي في قصيدة ذكر فيها حسن مبسمها ‪ ،‬وكان هذا مما ل يليق عند رثاء بنات الملوك ‪ .‬إنكسرت‬
‫العلقة الوثيقة التي كانت تربط سيف الدولة بالمتنبي ‪ .‬فارق أبو الطيب سيف الدولة وهو غير كاره له‪ ،‬وإنما كره الجو الذي مله حساده ومنافسوه من‬
‫حاشية المير‪ .‬فأوغروا قلب المير‪ ،‬فجعل الشاعر يحس بأن هوة بينه وبين صديقة يملؤها الحسد والكيد‪ ،‬وجعله يشعر بأنه لو أقام هنا فلربما تعرض‬
‫للموت أو تعرضت كبرياؤه للضيم‪ .‬فغادر حلب ‪ ،‬وهو يكن لميرها الحب‪ ،‬لذا كان قد عاتبه وبقي يذكره بالعتاب‪ ،‬ولم يقف منه موقف الساخط‬
‫المعادي‪ ،‬وبقيت الصلة بينهما بالرسائل التي تبادلها حين عاد أبو الطيب إلى الكوفة وبعد ترحاله في بلد عديده بقي سيف الدولة في خاطر ووجدان‬
‫المتنبي ‪.‬‬

‫المتنبي و كافور الخشيدي‬


‫الشخص الذي تل سيف الدولة الحمداني أهمية في سيرة المتنبي هو كافور الخشيدي‪ .‬فقد فارق أبو الطيب حلباً إلى مدن الشام ومصر وكأنه يضع‬
‫خطة لفراقها ويعقد مجلساً يقابل سيف الدولة‪ .‬من هنا كانت فكرة الولية أمل في رأسه ظل يقوي‪ .‬دفع به للتوجه إلى مصر حيث (كافور الخشيدي) ‪.‬‬
‫و كان مبعث ذهاب المتنبي إليه على كرهه له لنه طمع في ولية يوليها إياه‪ .‬و لم يكن مديح المتنبي لكافور صافياً‪ ،‬بل بطنه بالهجاء و الحنين إلى‬
‫سيف الدولة الحمداني في حلب ‪ ،‬فكان مطلع أول قصيدته مدح بها كافور‪:‬‬
‫كفى‬
‫بك داء‬ ‫وحسب‬
‫أن‬ ‫المنايا‬
‫ترى‬ ‫أن يكن‬
‫الموت‬ ‫أمانيا‬
‫شافياً‬
‫فكأنه جعل كافورا الموت الشافي والمنايا التي تتمنى ومع هذا فقد كان كافور حذراً‪ ،‬فلم ينل المتنبي منه مطلبه‪ ،‬بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده‪،‬‬
‫فهجاهم المتنبي‪ ،‬و هجا كافور و مصر هجاء مرا ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور‪:‬‬
‫ل‬
‫تشتري‬ ‫إن العبيد‬
‫العبد إل‬ ‫لنجــاس‬
‫والعصا‬ ‫مناكــيد‬
‫معه‬
‫نامت‬ ‫وقد‬
‫نواطير‬ ‫بشمن‬
‫مصر‬ ‫وما‬
‫عن‬ ‫تفنى‬
‫ثعالبها‬ ‫العناقيد‬
‫إل‬
‫ل يقبض‬ ‫وفي‬
‫الموت‬ ‫يده‬
‫نفسا من‬ ‫من‬
‫نفوسهم‬ ‫نتنها‬
‫عود‬
‫من علم‬ ‫أقومه‬
‫السود‬ ‫البيض‬
‫المخصي‬ ‫أم آباؤه‬
‫مكرمة‬ ‫السود‬
‫أم أذنه‬ ‫أم قدره‬
‫في يد‬ ‫وهو‬
‫النخاس‬ ‫بالفلسين‬
‫دامية‬ ‫مردود‬
‫و استقر في عزم أن يغادر مصر بعد أن لم ينل مطلبه‪ ،‬فغادرها في يوم عيد‪ ،‬و قال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور‬
‫و حاشيته‪ ،‬و التي كان مطلعها‪:‬‬
‫عيد‬ ‫بما‬
‫بأية‬ ‫مضى‬
‫حال‬ ‫أم‬
‫عدت‬ ‫لمر‬
‫يا‬ ‫فيك‬
‫عيد‬ ‫تجديد‬
‫ويقول فيها أيضا‪:‬‬
‫إذا‬
‫وجدتها‬
‫أردت‬
‫وحبيب‬
‫كميت‬
‫النفس‬
‫اللون‬
‫مفقود‬
‫صافية‬
‫ماذا‬
‫أني لما‬
‫لقيت‬
‫أنا شا ٍ‬
‫ك‬
‫من‬
‫مِنْهُ‬
‫الدنيا‬
‫مَحْسُودُ‬
‫وأعجبه‬
‫وفي القصيدة هجوم شرس على كافور وأهل مصر بما وجد منهم من إهانة له وحط منزلته وطعنا في شخصيته ثم إنه بعد مغادرته لمصر قال قصيدةن‬
‫يصف بها منازل طريقه وكيف أنه قام بقطع القفار والودية المهجورة التي لم يسلكها أحد قال في مطلعها‪:‬‬
‫أل كل‬ ‫فدى كل‬
‫ماشية‬ ‫ماشية‬
‫الخيزلى‬ ‫الهيدبى‬
‫خنوف‬
‫وكل‬
‫وما بي‬
‫ناجة‬
‫حسن‬
‫بجاوية‬
‫المشى‬
‫وقال يصف ناقته‪ :‬ضربت بها التيه ضرب القمار إما لهذا وإما لذا لذا فزعت قدمتها الجياد وبيض السيوف وسمر القنا‬
‫وهي قصيدة يميل فيها المتنبي إلى حد ما إلى الغرابة في اللفاظ ولعله يرمي بها إلى مساواتها بطريقه ‪ .‬لم يكن سيف الدولة وكافور هما من اللذان‬
‫مدحهما المتنبي فقط‪ ،‬فقد قصد امراء الشام و العراق وفارس‪ .‬و بعد عودته إلى الكوفة‪ ،‬زار بلد فارس‪ ،‬فمر بأرجان‪ ،‬ومدح فيها ابن العميد‪ ،‬وكانت له‬
‫معه مساجلت‪ .‬و مدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز و ذالك بعد فراره من مصر إلى الكوفة ليلة عيد النحر سنة ‪ 370‬هـ‪): .‬‬

‫شعره وخصائصه الفنية‬


‫شعر المتنبي كان صورة صادقة لعصره‪ ،‬وحياته‪ ،‬فهو يحدثك عما كان في عصره من ثورات‪ ،‬واضطرابات‪ ،‬ويدلك على ما كان به من مذاهب‪،‬‬
‫وآراء‪ ،‬ونضج العلم والفلسفة‪ .‬كما يمثل شعره حياته المضطربة‪ :‬فذكر فيه طموحه وعلمه‪ ،‬وعقله وشجاعته‪ ،‬وسخطه ورضاه‪ ،‬وحرصه على المال‪،‬‬
‫كما تجلت القوة في معانيه‪ ،‬وأخيلته‪ ،‬وألفاظه‪ ،‬وعباراته‪.‬وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة‪ ،‬وعباراته رصينة‪ ،‬تلئم قوة روحه‪ ،‬وقوة‬
‫معانيه‪ ،‬وخصب أخيلته‪ ،‬وهو ينطلق في عباراته انطلقاً ول يعنى فيها كثيراً بالمحسنات والصناعة‪.‬‬

‫أغراضه الشعرية‬
‫المدح‬
‫الخشيدي]]‪ ،‬ومدائحه في سيف الدولة وفي حلب تبلغ ثلث شعره او أكثر ‪ ،‬وقد استكبر عن مدح كثير من الولة والقواد حتى في‬
‫حداثته‪ .‬ومن قصائده في مدح سيف الدولة‪:‬‬
‫وقفت وما في الموت شكّ لواقف *** كأنك في جفن الرّدى وهو نائم‬
‫ك باسم‬
‫تمـر بك البطال َكلْمَى هزيمـةً *** ووجهك وضاحٌ ‪ ،‬وثغرُ َ‬
‫تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى *** إلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم‬
‫الوصف‬
‫أجاد المتنبي وصف المعارك والحروب البارزة التي دارت في عصره وخاصة في حضرة وبلط سيف الدولة ‪ ،‬فكان شعره يعتبر سجلً تاريخياً‪ .‬كما‬
‫أنه وصف الطبيعة‪ ،‬وأخلق الناس‪ ،‬ونوازعهم النفسية‪ ،‬كما صور نفسه وطموحه‪ .‬وقد قال يصف شِعب بوّان‪ ،‬وهو منتزه بالقرب من شيراز ‪:‬‬
‫لها ثمر تشـير إليك منـه *** بأَشربـةٍ وقفن بـل أوان‬
‫وأمواهٌ يصِلّ بها حصاهـا *** صليل الحَلى في أيدي الغواني‬
‫إذا غنى الحمام الوُ ْرقُ فيها *** أجابتـه أغـانيّ القيـان‬
‫الفخر‬
‫لم ينسى المتنبي نفسه حين يمدح أو يهجو أو يرثى‪ ،‬ولهذا نرى روح الفخر شائعةً في شعره‪.‬‬
‫وإني لمـن قـوم كـأَن نفـوسهـم *** بهـا أنَـفٌ أن تـسكـن اللحـم والعظمـا‬
‫واضف إلى ذلك القصيدة‬
‫الهجاء‬
‫لم يكثر الشاعر من الهجاء‪ .‬وكان في هجائه يأتي بحكم يجعلها قواعد عامة‪ ،‬تخضع لمبدأ أو خلق‪ ،‬وكثيراً ما يلجأ إلى التهكم‪ ،‬أو استعمال ألقاب تحمل‬
‫في موسيقاها معناها‪ ،‬وتشيع حولها جو السخرية بمجرد الفظ بها‪ ،‬كما أن السخط يدفعه إلى الهجاء اللذع في بعض الحيان‪ .‬وقال يهجو طائفة من‬
‫الشعراء الذين كانوا ينفسون عليه مكانته‪:‬‬

‫أفي كل يوم تحت ضِبني شُ َويْعرٌ *** ضعيف يقاويني ‪ ،‬قصير يطاول‬
‫ك منه هازل‬ ‫لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاح ُ‬
‫وَأ ْتعَبُ مَن ناداك من ل تُجيبه *** وأَغيظُ مَن عاداك مَن ل تُشاكل‬
‫طبّى فيهم ‪ ،‬غير أنني *** بغيـضٌ إِلىّ الجاهـل المتعاقِـل‬
‫وما التّيهُ ِ‬

‫سائل العلياء عنا والزمانا هل غفرنا له ذمة مذ عرفانا‬


‫الحكمة‬
‫اشتهر المتنبي بالحكمة وذهب كثير من أقواله مجرى المثال لنه يتصل بالنفس النسانية‪ ،‬ويردد نوازعها وآلمها‪ .‬ومن حكمه ونظراته في الحياة‪:‬‬
‫ومراد النفوس أصغر من أن *** نتعادى فيـه وأن نتـفانى‬
‫غير أن الفتى يُلقي المنايـا *** كالحات ‪ ،‬ول يلقي الهـوانا‬
‫ولـو أن الحياة تبقـى لحيّ *** لعددنا أضلـنا الشجـعانا‬
‫***‬ ‫'‬

‫مقتله‬
‫كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد السدي العيني بقصيدة شديدة مطلعها‪:‬‬
‫وَإنّما‬
‫مَا‬
‫ُقلْتُ‬
‫صفَ‬ ‫أ ْن َ‬
‫ما ُقلْـ‬
‫القَ ْومُ‬
‫ـتُ‬
‫ض ّبهْ‬
‫ح َمةً‬‫َر ْ‬
‫وَُأ ّمهُ‬
‫ل‬
‫طبّهْ‬‫الطّ ْر ُ‬
‫َمحَ ّبهْ‬
‫عذِ ْرتَ لوْ كنتَ تَأبَهْ‬
‫وَحيلَةً َلكَ حَتّى ُ‬
‫َومَا عَلَ ْيكَ ِمنَ القَتْـ ـلِ إنّما هيَ ضَرْبَهْ‬
‫َومَا عَلَ ْيكَ ِمنَ ال َغدْ رِ إنّما هيَ سُبّهْ‬
‫يَا قَاتِلً كُلّ ضَيْفٍ غَنَاهُ ضَ ْيحٌ َوعُلْبَهْ‬
‫َوخَوْفَ كُلّ َرفِيقٍ أبَا َتكَ اللّيْلُ جَنْبَهْ‬
‫كَذا خُلِ ْقتَ َومَنْ ذا الّـ ـذِي ُيغَاِلبُ رَبّهْ‬
‫َو َمنْ يُبَالي ِب َذمّ إذا َتعَوّد كَسْبَهْ‬
‫سلْ فُؤا َدكَ يا ضـ بّ أينَ خَلّف عُجْ َبهْ‬
‫فَ َ‬
‫صحْبَهْ‬
‫وَإنْ يَخُ ْنكَ فَ َعمْرِي َلطَاَلمَا خانَ َ‬
‫غبُ فِيهِ َو َقدْ تَبَيّ ْنتَ ُرعْبَهْ‬
‫َوكَيْفَ تَ ْر َ‬
‫مَا كُنْتَ إلّ ذُبَأباً نَف ْتكَ عَنّا مذَبّهْ‬
‫حمَ ْلتَ ُرمْحاً وَحَرْبَهْ‬
‫وَإنْ َبعُدْنَا قَليلً َ‬
‫شطْبَهْ‬
‫َو ُق ْلتَ لَ ْيتَ بكَفّي عِنَانَ جَرْداءَ َ‬
‫حشَ ْتكَ المَعَالي فإنّها دارُ غُرْبَهْ‬
‫إنْ أوْ َ‬
‫أوْ آ َنسَ ْتكَ المَخَازي فإنّها َلكَ ِنسْبَهْ‬
‫وَإنْ عَ َر ْفتَ مُرَادي تكَشّفتْ عَنكَ كُرْبَهْ‬
‫جهِ ْلتَ مُرَادي فإنّه ِبكَ أشْبَهْ‬
‫وَإنْ َ‬
‫فلما كان المتنبي عائدًا يريد الكوفة‪ ،‬وكان في جماعة منهم ابنه محشد وغلمه مفلح‪ ،‬لقيه فاتك بن أبي جهل السدي‪ ،‬وهو خال ضبّة‪ ،‬وكان في جماعة‬
‫أيضًا‪ .‬فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محشد وغلمه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد‪.‬‬
‫قصة قتله أنه لما ظفر به فاتك‪ ...‬أراد الهرب فقال له ابنه‪ ...‬اتهرب وأنت القائل‬
‫الخيل‬ ‫والسيف‬
‫والليل‬ ‫والرمح‬
‫والبيداء‬ ‫والقرطاس‬
‫تعرفني‬ ‫والقلم‬
‫فقال المتنبي‪ :‬قتلتني ياهذا‪ ,‬فرجع فقاتل حتى قتل‬
‫ولهذا اشتهر بأن هذا البيت هو الذي قتله‪ .‬بينما الصح أن الذي قتله هو تلك القصيدة‪.‬‬

Vous aimerez peut-être aussi