Vous êtes sur la page 1sur 40

‫القسم الول‬

‫حلّجيات‬

‫القصيدة الولى‪ :‬التلبية‬

‫لبّيك لبّيك يا سرّي و نجوائـــي لبّيك لبّيك يا قصدي و معنائـي‬


‫ت إيّاك أم ناجيتَ إيّائـــي‬
‫أدعوك بلْ أنت تدعوني إليك فهـلْ نادي ُ‬
‫يا عين عين وجودي يا مدى هممي يا منطقي و عباراتي و إعيائـي‬
‫ل كلّي يا سمعي و يا بصري يا جملتي و تباعيضي و أجزائي‬ ‫يا ك ّ‬
‫ل ملتبس و كل كـلّك ملبوس بمعنائــي‬ ‫ل كـلّي و كلّ الكـ ّ‬
‫يا ك ّ‬
‫يا من به عُل َقتْ روحي فقد تلفت وجدا فصرتَ رهينا تحت أهوائي‬
‫أبكي على شجني من فرقتي وطني طوعاً و يسعدني بالنوح أعدائـي‬
‫أدنو فيبعدني خوف فيقلقنــي شوق تمكّن في مكنون أحشائـي‬
‫ل من سقمي أطبّائـي‬ ‫ب َكلِ ْفتُ به مولي قد م ّ‬ ‫فكيف أصنع في ح ّ‬
‫قالوا تداوَ به منه فقلت لهـم يا قوم هل يتداوى الداء بالدائـي‬
‫حبّي لمولي أضناني و أسقمني فكيف أشكو إلى مولي مولئـي‬
‫اّني لرمقه و القلب يعرفـه فما يترجم عنه غير ايمائـــي‬
‫ي منّي فإنّي اصل بلوائـــي‬ ‫يا ويحَ روحي من روحي فوا أسفي عل ّ‬
‫كانّني غَرق تبدو أناملــه تَغوثّاً و هو في بحر من المـاء‬
‫ل منّي في سويدائـي‬ ‫وليس َي ْعلَم ما لقيت من احدٍ إل الذي ح ّ‬
‫ذاك العليم بما لقيت من دنفٍ و في مشي ِئتِه موتي و إحيائــي‬
‫يا غاية السؤل و المأمول يا سكني يا عيش روحي يا ديني و دنيائي‬
‫قُلْ لي فَ َد ْي ُتكَ يا سمعي و يا بصري لِمْ ذا اللجاجة في بُعدي و إقصائي‬
‫حتَجِباً فالقلب يرعاك في البعاد و النائي‬ ‫إِن كنتَ بالغيب عن عينيّ ُم ْ‬

‫***‬

‫القصيدة الثانية‪ :‬جواب في حقيقة اليمان‬

‫للعلم أهلٌ و لليمان ترتيــــب و للعلـــــوم و أْهلِيها تجاريب‬


‫و العلم علمان منبوذ و مكتســب و البحر بحران مركوب و مرهوب‬
‫و الدهر يومان مذموم و ممتــدح و الناس اثنان ممنوح و مسلــوب‬
‫فاسَم ْع بقلبك ما يأتيك عن ثقـــةٍ و انظ ْر بفهمك فالتمييز موهــوب‬
‫إني ارتقيتُ إلى طودٍ بل قـــد ٍم له مَراقٍ على غيري مصاعيـــب‬
‫ضتْهُ روحي و قلبي منه مرغـوب‬ ‫ضتُ بحراً و لم يرسب به قدمي خا َ‬ ‫خ ْ‬ ‫و ُ‬
‫ن منـه يــ ٌد لكــنه ِبيَ ِد الفهــام منهـــوب‬‫صبَاؤُه جوه ٌر لم تَدْ ُ‬
‫ح ْ‬
‫َ‬
‫شربتُ من مائــه رَيًا بغير فــم و الماء قد كان بالفواه مشـــروب‬
‫لن روحي قديماً فيه ق ْد عطشــتْ و الجسم [ما] ماسَ ُه من قبل تركيــب‬
‫ت مكروب‬ ‫إنـي يتيمٌ و لي أبٌ أَلوُذ بــــه قلبــي لِغ ْي َبتِهِ ما عشـْــ ُ‬
‫ت مقلــوب‬
‫أعمى بَصي ٌر و إنـي أ ْبلَه فَطِــنٌ و لــي كلم إذا ما شئ ُ‬
‫ح ِبيَ ومن يُحْظ بالخيرات مصحوب‬ ‫ُذوِ َفتَا عرفوا [ما] قد عرفت َفهْـ ُم صَ ْ‬
‫تعار َفتْ في قديم الذّر َأنْفُسهـــم فأشر َقتْ شمسهم و الدهــر غربيـب‬

‫***‬

‫القصيدة الثالثة‪ :‬جواب إلى شبلي‬

‫يا موضع الناظر من ناظـري و يا مكان السرّ من خاطـري‬


‫ب من بعضي و من سائري‬ ‫يا جملة الكلّ التي كلهــــا أح ّ‬
‫تراك ترثي للذي قلبــــه ُم َعلَق في مخلبي طائــــر‬
‫ش يهرب من قفر إلى آخـــر‬ ‫م َدلَهٌ حيرانُ مستوحـــ ٌ‬
‫يسري و ما يدري و أسراره تسري كلمح البارق النائــر‬
‫ن وهمه على دقيق الغامض الغابـر‬ ‫كسرعة الوهم ِلمَ ْ‬
‫في لجّ بحر الفكر تجري به لطائف من قدرة القـــادر‬

‫***‬

‫القصيدة الرابعة‪ :‬مراحل على الطريق‬


‫علْ ٌم ثم وَجْ ٌد ثم َرمْـــس‬
‫خ ْرسُ و ِ‬‫ت ثم صمتٌ ثم َ‬ ‫سكو ٌ‬
‫ل ثم شمـــس‬ ‫و طينٌ ثم نا ٌر ثم نـــورٌ و بردٌ ثم ظ ّ‬
‫حرٌ ثم َيبْــــس‬
‫حزْنٌ ثم سهل ثم قَ ْفـٌـر و نهر ثم بَ ْ‬‫و َ‬
‫حوٌ ثم شوقٌ و قرب ثم وفر ثم ُأنْــــس‬ ‫و سكر ثم صَ ْ‬
‫طمْـــس‬‫حوٌ و فرق ثم جمع ثم َ‬ ‫و َقبْضٌ ثم بسط ثم مَ ْ‬
‫ب و وصف ثم كشف ثم لبــس‬ ‫و أَخْ ٌذ ثم ردّ ثم جـذ ٌ‬
‫ت لديهم هذه الدنيا و ِفلْــــس‬ ‫عبارات لقوامٍ تسـاو ْ‬
‫و أصوات وراء الباب لكن عبارات الورى في القرب همس‬
‫ظ و نفـــس‬ ‫ع ْبـٌد إذا بلغ المدَى ح ّ‬ ‫وآخر ما يَؤول إليه َ‬
‫ن الخلق خدّام المانـي و حقّ الحقّ في التحقيق قُـدْس‬ ‫لّ‬

‫***‬

‫القصيدة الخامسة‪ :‬الهوال أمانات عند أهلها‬

‫مَن سارروه فأبدى كلّما ستـروا و لم يراع اتّصال كان غَشّاشـا‬


‫إذا النفوس أذاعت سرّ ما علمت فكل ما خلت من عقلها حاشـا‬
‫من لم يصن س ّر موله و سيّـده لم يأمنوه على السرار ما عاشا‬
‫لنْس ايحاشــا‬‫و عاقبوه على ما كان من َزَلـَل و أبدلوه مكان ا ُ‬
‫و جانبوه فلم يصلح لِ ُق ْر ِبهِـــم لمّا رأوه على السرار نبّاشــا‬
‫من أطلعوه على سرّ فن ّم بـــه فذاك مثل يبين الناس طيّاشــا‬
‫هم أهل الس ّر و للسرار قد خُلقوا ل يصبرون على ما كان فحّاشا‬
‫ستْراً كان وَشْواشا‬
‫ل يقبلون مذيعاً في مجالسهــم و ل يحبّون ِ‬
‫ل يصطفون مضيفًا بعْض سرّهم حاشا جللهم من ذلِكم حاشـا‬
‫ن لهم و بهم في كلّ نائبــةٍ إليهم ما بقي الدهر هشّاشــا‬ ‫َفكُ ْ‬

‫***‬

‫(القصيدة السادسة‪ :‬ناي (في وصف فقد حاله‬


‫َأ ْنعَى إليك نفوساً طاح شاهدُها فيما وراء الحيثِ َيلْقَى شاهد القِدَم‬
‫ب الوحي فيها أبْحُر الحكـم‬ ‫طَلتْ سحائ ُ‬ ‫أنْعي إليك قلوباً طالما هَ َ‬
‫أنعي إليك لسان الحق مُذ زمن أودى و تذكاره في الوهم كالعـدم‬
‫أنعي إليك بيانا تستكين له أقوال كل فصيح ٍمِ ْقوَل فهـــم‬
‫ن إل دارس الرمــم‬ ‫أنعي إليك أشارات العقول معًا لم يبق منه ّ‬
‫حبّك أخلقًا لِطائفةٍ كانت مطاياهم من مكمد الكظـم‬ ‫أنعي و ُ‬
‫ضيّ عادٍ و فـُقـْدانَ الُلى ِإرَم‬‫َمضَى الجميع فل عين و ل أثـُر ُم ِ‬
‫ل أعمى من النعم‬ ‫خلّفوا معشراً يجرون لبستهم أعْمى من البهم ب ْ‬ ‫و َ‬

‫***‬

‫القصيدة السابعة‬

‫أشار لحظي بعين علِــم بخالصٍ من خِفّي وَهْم‬


‫و لئحٌ لح في ضميـري أدقّ من فهم وهم همّي‬
‫و خضتُ في لجّ بحر فكري أ ُمرّ فيه كم ّر سهـــم‬
‫و طار قلبي بريش شوقـي مركّب في جناح عزمي‬
‫إلى الذي عن سُئلتُ عنـه رمزت رمزاً و لم اسمّي‬
‫ج ْزتُ كل حــدّ في فلوات الدنّو أَ ْهمِـي‬
‫حتّى إذا ُ‬
‫سجَـالٍ فما تجاوزتُ ح ّد رَسْمي‬ ‫نظرت إذ ذاك في َ‬
‫فجئتُ مستسلما إليــه حدّ قيادي بكفّ سلْمـي‬
‫قد وسم الحبّ منه قلبي بميسم الشوق أي وسـم‬
‫ت اسمي‬ ‫و غاب عنّي شهود ذاتي بالقرب حتّى نسي ُ‬

‫***‬
‫القصيدة الثامنة‬

‫ق ِت ْبيَانـي و ل دليل و ل آيات برهــان‬ ‫لم يبق بيني و بين الح ّ‬


‫هذا تجلّى طلوع الحقّ ِ نائــرةً قد َأزْ َه َرتْ في تلليها بسلطـان‬
‫كان الدليل له منه إليه بــــه مِن شاهدِ الحقّ ِبل عِلمًا ِب ِتبْيـان‬
‫كان الدليل له منه به و لــــه حقـّا وجدناه في تنزيل فـُرقان‬
‫ث يُـنْـبـِي بأزمـان‬ ‫ل على الباري بصنعتــه و َأ ْنتُمُ حَ َد ٌ‬ ‫ل يستد ّ‬
‫هذا وجودي و تصريحي و معتقدي هذا تَـوَحـّدُ توحيدي و إيماني‬
‫هذا عبارة أهل النفراد بـــه ذوي المعارف في سرّ و إعلن‬
‫ن لـه بني التجانـُس ِأصحابي وخُلّني‬ ‫هذا وجودُ وجودِ الواجدي َ‬

‫***‬

‫القصيدة التاسعة‬

‫ت منك و منـّـي يا مُنـْيـَ َة المُتَـ َمنّـي‬


‫عجب ُ‬
‫أدنيتـَني منك حتـّـى ظننتُ أنـّك أنـّــي‬
‫وغبتُ في الوجد حتـّى أفنيتنـَي بك عنـّــي‬
‫يا نعمتي في حياتــي و راحتي بعد دفنـــي‬
‫ما لي بغيرك أُنــسٌ من حيث خوفي وأمنـي‬
‫يا من رياض معانيـهْ قد حّويْـت كل فنـّـي‬
‫وإن تمنيْت شيْــــاً فأنت كل التمنـّـــي‬

‫***‬

‫القصيدة العاشرة‬
‫أُ ْق ُتلُوني يا ثقاتـــي إنّ في قتـْلي حياتــــي‬
‫و مماتـي في حياتـي و حياتي في مماتـي‬
‫ن عنـدي محْو ذاتـي من أجّل المكرمـات‬ ‫أّ‬
‫سيّئــات‬
‫و بقائـي في صفاتـي من قبيح ال ّ‬
‫س ِئ َمتْ نفسـي حياتـي في الرسوم الباليـات‬ ‫َ‬
‫فاقتلونـي واحرقونـي بعظامـي الفانيــات‬
‫ثم مـرّوا برفاتـــي في القبور الدارسـات‬
‫تجدوا سـرّ حبيبــي في طوايا الباقيــات‬
‫إننـي شيـخ كبيــر في علوّ الدارجــات‬
‫ثم إنـّي صرتُ طفـل في حجور المرضعات‬
‫ساكنـاً في لحد قبــر في أراضٍ سبَخــات‬
‫ن ذا من عجبـاتـي‬ ‫ت ُأمّــي أباهـا أ ّ‬‫وَل َد ْ‬
‫ن كـ ـن بناتـي أخواتــــي‬ ‫فبناتـــي َبعْـدَ أ ْ‬
‫ليس من فعل زمــان ل و ل فعل الزنــات‬
‫فاجمعوا الجزاء جمعاً من جسـو ٍر نيــرات‬
‫من هـواء ثم نــار ثم من ماء فـــرات‬
‫فازْرعوا الكلّ بأرض ٍ تُـ ْربُها تـرب مـوات‬
‫وتعاهـدها بســقي من كـؤوس دائـرات‬
‫من جـوار ٍساقيـات و سـواق ٍجاريــات‬
‫فإذا أتممت سبعـــا أنبتَـتْ خير نبــات‬

‫***‬

‫القصيدة الحادية عشر‬

‫حكِي ضياءُها القمـ ْر‬‫غبْنا عن أشباح النظـر بنقطَة ٍت ْ‬


‫يا طالما ِ‬
‫من سمسم و شيرج و أحــرف و ياسمين في جبين قد سطر‬
‫تمشوا و نمشي و نرى أشخاصكم و أنتم ل ترونـّا يا دبــر‬

‫***‬
‫مقطعات‬

‫(‪(1‬‬

‫و أيّ أرض تخلو منك حتّى تعالوا يطلبونك في السمـاء‬


‫تراهم ينظرون إليك جهـرًا وهم ل يبصرون من العماء‬

‫***‬

‫(‪(2‬‬

‫إلى كم أنت في بحر الخطايــا تبارز من يراك و ل تـــراه‬


‫وسمتـُك سمت ذي ورع ٍتـِقّي ٍ و فعْلك فعل متـّبع هـــواه‬
‫فيـا من بات يخلو بالمعاصـي وعين ال شــاهدة تـــراه‬
‫أتطمع أن تنــال العفو ممّــا عصمتَ و أنت لم تطلب رضاه‬
‫فـَتُـبْ قبل الممات وقبل يـوم يلقي العبد ما كسـبت يــداه‬
‫أتفرح بالذنـوب والخطـايــا و تنسـاه و ل أحد ســـواه‬

‫***‬

‫(‪(3‬‬

‫كانـت لقلبي أهواءٌ مفرّقــة فاستجم َعتْ مـُ ْذ راءَتـْك العين أهوائي‬
‫ت مولى الورى مُ ْذ صرتَ مولئي‬ ‫فصار يحسدني من كنت احسده وصر ُ‬
‫ما لمني فيك أحبابي و أعدائي إلّـا لغفلتهم عن عظـم بلوائــــي‬
‫تركتُ للناس دنياهم و دينهـم شغلً بحبـّك يا ديني و دنيائــــي‬
‫أشعلتَ في كبدي نارين واحدة بين الضلوع و أخرى بين أحشائــي‬

‫***‬
‫(‪(4‬‬

‫إذا دهمَتـْك خيول البعـــاد ونادى الياس بقطع الرجـا‬


‫فخُذْ في شمالك ترس الخضوع و شـُ ّد اليمين بسيف البكـا‬
‫و نَـفْسَـك نَفْسَك كُنْ خائفـًا على حذر من كمين الجفـا‬
‫سرْ في مشاعل نور لصفا‬ ‫فإن جاء الهجر في ظلمـــة ف ِ‬
‫ل للحبيب ترى ذلـّــتي فجُ ْد لي بعفوك قبل اللقــا‬ ‫فقـُ ْ‬
‫ل ِب َعوْض ِالمنـا‬
‫حبّ إ ّ‬
‫ب ل تنثنِي راجعــاً عن ال ِ‬
‫ح ّ‬
‫فَـوَ ال ُ‬

‫***‬

‫(‪(5‬‬

‫سبحان من اظهر ناسوتـُهُ سـّر سنا لهوتِه الثاقـب‬


‫ثم بـدا في خلقه ظاهـراً في صورة الكل و الشارب‬
‫خلْقـُه كلحْظِة الحاجب بالحاجـب‬‫حتـّى لقد عَايَـنَهُ َ‬

‫***‬

‫(‪(6‬‬

‫ت على روحي بغير كتا ِ‬


‫ب‬ ‫كتبتُ ولم أكـُتبْ إليك و إنـّما كتب ُ‬
‫و ذلك أنّ الروح ل فرق بينها و بين مُحِبـيّها بِ َفصْلِ خطابِ‬
‫ب صادر منك وارد إليك بل ر ّد الجواب جـواب‬ ‫و كلّ كتا ٍ‬

‫***‬

‫(‪(7‬‬
‫أُريدُك ل أريدك للثواب و لكنـّي أريـدك للعقـاب‬
‫فكلّ مآربي قد ِن ْلتُ منها سوى ملذوذِ وجدي بالعَذَاب‬

‫***‬

‫(‪(8‬‬

‫حزَنًا أنّي أُناديـك دائمـــا كأنـّي بعيدٌ أو كأنـّك غائب‬


‫كَفَى َ‬
‫ب منك الفضل من غير رغبةٍ فلم أر قبلي زاهدا فيك راغب‬ ‫طلُ ُ‬
‫و أَ ْ‬

‫***‬

‫(‪(9‬‬

‫ب بَليّل فـ ـاستنارت فما عليها من غروب‬


‫طَل َعتْ شمس من أح ّ‬
‫َ‬
‫عن شمس النهار تطلع باليلـ ـلِ وشمس القلوب ليس تغيـب‬

‫***‬

‫(‪(10‬‬

‫ت ربّي بعين قلبِ فقلتُ من أنت قال أنت‬‫رأَي ُ‬


‫ث أنت‬
‫فليس للين منك أينٌ و ليس أين بحي ُ‬
‫و ليس للوهم منك وه ٌم فيعلم الوهم أين أنت‬
‫ن أنت‬
‫ت كل أين بنحو ل أينَ فأي َ‬
‫ح ْز َ‬
‫أنت الذي ُ‬
‫و في فنائي فنا فنائي و في فنائي وجدت أنت‬

‫***‬

‫(‪(11‬‬
‫لي حبيبٌ أزور في الخلـوات حاضر غائب عن اللحظات‬
‫ما تراني أصغي إليه بسمــع ٍ كي أعي ما يقول من كلمات‬
‫كلمات من غير شكل ول نطق و ل مثل نغمة الصــوات‬
‫فكأنّـي مخاطب كنت إيــّاه على خاطري بذاتي لذاتــي‬
‫حاضـر غائب قريب بعيــدٌ وهو لم تحوه رسوم الصفات‬
‫هو أدل من الضمير إلى الوهم و أخفى من لئح الخطـرات‬
‫***‬

‫(‪(12‬‬

‫س ّر السرائر مَطْــ ِويّ بـِاث ْـبَات ِ في جانب الُفْق ِمن نور بـِطيّات‬
‫ت بالـــذات‬
‫فكيف والكيف معروف بظاهــره فالغيب باطنه للذا ِ‬
‫تـَاهَ الخلئقُ في عميا َء مظلمــةٍ قصدا و لم يعرفوا غير الشارات‬
‫ق مطلبهـم نح َو الهواء يناجون السمــاوات‬ ‫ن و الوهم نحو الح ّ‬ ‫بالظ ّ‬
‫و الــربّ بينهم في كـل منقـلب مُحِلّ حالتهم في كل ساعــات‬
‫و ما خلوا منه طرف عين لو علموا و ما خل منهم في كل أوقــات‬

‫***‬

‫(‪(13‬‬

‫ن القرب والبُعد واحد‬


‫ك َبعْدَمــــــا تَـيَقّـ ْنتُ أ ّ‬
‫فما لي ُبعْ ٌد َبعْدَ ُبعْ ِد َ‬
‫حبّ واجد‬
‫ج ُر صاحبـي وكيف يصحّ الهجر وال ُ‬ ‫وإنّي وإن أُهْجِرتُ فـَالهَ ْ‬
‫ص لعبدٍ زكـّي ٍما لغيرك ساجــد‬ ‫لك الحمد في التوفيق في محض ِخال ٍ‬

‫***‬

‫(‪(14‬‬

‫جرْ سيـّدي فإنـّي وحيد‬


‫ل تـَلمنّي فاللوم منـّي بعيـد وأَ ِ‬
‫ن في الوعد وَعْدك الحقّ حقًا إنّ في البدء بدء أمري شديد‬ ‫إّ‬
‫مَن أراد الكتاب هذا خطابـي فاقرؤُا وأعلموا بأنّي شهيـد‬
‫***‬

‫(و (‪(15( 16‬‬

‫قد تصبّرت و هل يصـ ـبرُ قلبي عــن فؤادي‬


‫جتْ روحُك روحي في دنـّو وبعــادي‬ ‫ماز َ‬
‫فأنا أنت كمــا أنـّ ـك أنـّـي و مـــرادي‬

‫ل وادي‬
‫أنتم ملكتم فؤادي ف ِهمْت في ك ّ‬
‫ودقّ على فؤادي فقد عدمت رقادي‬
‫أنا غريبا وحيدا بكم يطول إِنفرادي‬

‫***‬

‫(‪(17‬‬

‫ق مُسْتـنِـيَر صارخه بالنبا خبيــر‬


‫حقيقة الح ّ‬
‫حقيقة الحقّ ِقد تجلّـتْ مَطْلب من رامها عسير‬

‫***‬

‫(‪(18‬‬

‫ن َي ْعلَق به ِذكَـرى‬
‫أنت ال ُموَلـّهُ لي ل الذكر ولّهنـي حاشا لقلبي أَ ْ‬
‫الذكر واسطةٌ تـُخْفِيك عن نظري إذا توشـّحَهُ من خاطري فكري‬

‫***‬

‫(‪(19‬‬
‫مواجِيدُ حَقّ ٍَأوْجَ َد الحـــقّ كُـلّها و إِنْ عج َزتْ عنْها فهوم الكابر‬
‫وما الوجد إل خطرة ثم نظـــرة تُـنَشـّي لهيبا بين تلك السرائر‬
‫ت ثلثة أحوال لهل البصائـــر‬ ‫ق السرير َة ضُوعفـ ْ‬ ‫إذا سكن الح ّ‬
‫حضِ ُرهُ بالوجد في حال حائر‬ ‫ل تـُبي ُد السرّ عن كنْه ِوجِــدِه وتـُ ْ‬‫فحا ٌ‬
‫ظرِ أفناه عن كلّ ناظر‬
‫ت قوى السرّ فآنـْث َنتْ إلى مُنـْ ِ‬ ‫ل به ُز ّم ْ‬ ‫و حا ٌ‬

‫***‬

‫(‪(20‬‬

‫الحتمال الول‬
‫إذا بلغ الصبّ الكمال من ال َفتَى ويذهل عن وصل الحبيب من السّكر‬
‫ن صلة العاشقين من الكفـــر‬
‫فيشهد صدْقًا حيث أشهده الهوى بأ ّ‬

‫الحتمال الثاني‬
‫إذا بلغ الصبّ الكمال من الهوى وغاب عن المذكور في سطوة الذكر‬
‫ن صلة العارفين من الكفـــر‬
‫فشاهد حقـّا حين يشهده الهوى بأ ّ‬

‫***‬

‫(‪(21‬‬

‫ق الوَحي في مشكاة تأمــور‬ ‫عَقـُ ْد النبوّة ِمصْباح من النــور ُم َعلّ ُ‬


‫جلَدِي بخاطري نَفْخَ اسرافيلَ في الصور‬ ‫بال ُينْـفَخُ نَفْـخ الروح في َ‬
‫إذا تجلّى لطــوري أن يُكَـلّمني َرَأيْتُ في غيبتي موسى على الطور‬

‫***‬

‫(‪(22‬‬

‫لَنوار نور الدين في الخلق أنوارُ و للسرّ في س ّر المسرّين أسرار‬


‫ن له قلبي و يهدي و يختـار‬‫وللكون في الكوان كون ُمكَـوّن ٍ يك ّ‬
‫ل بعين العقل ما أنا واصـف فللعقل ِأسماع وُعَاة و أبصـار‬
‫تأمّ ْ‬

‫***‬

‫(‪(23‬‬

‫سكنتَ قلبي و فيه منك أســــرار فل َي ْهنِك الدار بلْ فليهنك الجـا ُر‬
‫ظ ْر بعينك هل في الدار ديّار‬ ‫عِل ْمتُ بـــه فأنْ ُ‬
‫ما فيه غيرك من سرّ َ‬
‫ص َرتْ فمؤنسي أملٌ فيه وتذكـــار‬ ‫ت و إن َق ُ‬ ‫و ليلة الهجر ِإنْ طال ْ‬
‫إنّي لراض ٍبما يرضيك من تلفــي يا قاتلي و ِلمَا تختار اختــار‬

‫***‬
‫(‪(24‬‬

‫الحبّ ما دام مكتومًا على خطــرٍ وغاية المْنِ أن تدنو من الحـــذر‬


‫و أطيب الحبّ ما نمّ الحديث بــه كالنارِ ل تأتِ نفعاً و هي في الحجـر‬
‫من بعْدِ ما حضر السحاب و اجتمعا العوانُ و امتطّ أسمى صاحب الخبر‬
‫أرجُو لنفسي براء من محبّتكـــم إذا تبرّأت من سَمعي ومن بصــري‬

‫***‬

‫(‪(25‬‬

‫غ ْبتَ و ما غبتَ عن ضميري و ص ْرتَ فرحتي و سروري‬ ‫ِ‬


‫وانفصل الفصل بافتـــراق فصار في غيبتي حضوري‬
‫فأنت في س ّر غيبِ همّـــي أخفى من الوهم في ضميري‬
‫تؤنسني بالنهار حقــــًا وأنت عند الدجى سميري‬

‫***‬

‫(‪(26‬‬
‫يا شمس يا بدر يا نهار أنت لنا جنـّة و نـار‬
‫ب الثِم فيك ثم إثمٌ وخاصّية العار فيك عار‬
‫تَج ّن ُ‬
‫يخل ُع فيك العذار قـو ٌم وكيف من ل له عـذار‬

‫***‬

‫(‪(27‬‬

‫أحرف أربع بها هام قلبي و تلشت بها همومي و فكري‬


‫أِلفٌ تألف الخلئق بالصنـْـ ـع ِول ٌم على الملمة تجـري‬
‫ثمّ لمٌ زيادة في المعانـي ثمّ ها ٌء أهي ُم بهـا أتــدري‬

‫***‬

‫(و(‪(28( 29‬‬
‫لماذا رفض الشيطان السجود لدم‬

‫الحتمال الول‬
‫جحودي فيك تقديس و عقلي فيك تهويـس‬
‫و مـــا آدم إلك و من في البين إبليس‬

‫الحتمال الثاني‬
‫جنُوني لك تقديـس و ظنّي فيك تهويـس‬ ‫ُ‬
‫و قد حيّرني حِـبّ وط ْرفٌ فيه تقويــس‬
‫ب أن القرب تَـلْبيــس‬
‫ح ّ‬
‫ل دليل ال ُ‬
‫و قد د ّ‬
‫فـمــن آدم إلك ومن في البين إبليـس‬

‫***‬

‫(‪(30‬‬

‫حبّك يا قـُدْسي تكاشفني حتـّى كأنـّك في نفسـي‬


‫ت بكُـلّي كلّ ُ‬
‫حوي ُ‬
‫أُقلّب قلبي في سواك فــل أرى سوى وحشتي منه و منك به ُأنْسـي‬
‫فها أنا في حَبس الحياة مجمّــع من النس فاقبضْني إليك من الحبْس‬

‫***‬

‫(‪(31‬‬

‫وال ما طلعت شمسٌ ول غربت إل و حبّـك مقـرون بأنفاسـي‬


‫ول خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم إل و أنت حديثي بين جلســي‬
‫ول ذكرتك محزوناً و ل َفرِحا إل و أنت بقلبي بين وسواســـي‬
‫ل منك في الكـــأس‬‫ول هممت بشرب الماء من عطش إل َرَأ ْيتُ خيا ً‬
‫ولو قدرتُ على التيان جئتـُكم سعيًا على الوجه أو مشيًا على الرأس‬
‫ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا فغّنـني وأسفا من قلبك القاســـي‬
‫ما لي وللناس كم يلحونني سفها ديني لنفسي ودين الناس للنـــاس‬

‫***‬

‫(‪(32‬‬

‫يا نسيم الروح قولي للرشـا لم يزدني الـِورْد إل عطشـا‬


‫لي حبيبٌ حبّه وسط الحشـا إن يشا يمشي على خدّي مشا‬
‫ت وإن شئتُ يشـا‬
‫روحه روحي وروحي روحه إن يشا شئ ُ‬

‫***‬

‫(‪(33‬‬

‫ت لكلّي كيف يحمله بعضـــي ومن ثقل بعضي ليس تحملني أرضــي‬
‫عجب ُ‬
‫لئن كان في بسط من الرض َمضْجَ ٌع فبعضي على بسط من الرض في قبضي‬

‫***‬
‫(‪(34‬‬

‫ما زلتُ أطفو في بحار الهوى يـرفـعـني المَـوْجُ و انح ّ‬


‫ط‬
‫فتارةً يـرفعـني مَـوْجُـهـا وتـارة أهــوى وانـغــطّ‬
‫حتّى إذا صيّرني في الـهوى إلى مـكـان مـا لـه شــطّ‬
‫ناديتُ يا من لم َأبُـح بِاسمـه ولم أَخُـنْـهُ في الهــوى قطّ‬
‫تقيك نفسي السّـوء من حاكم ما كان هذا بيننــا شــرط‬

‫***‬

‫(‪(35‬‬

‫مكانُك من قلبي هو القلب كـلّــه فليس لخلق ٍفي مكانك موضـــع‬


‫طتْك روحي بين جلدي وأعظامي فكيف تراني إن فقدتك اصنـــع‬ ‫وحَ ّ‬

‫***‬

‫(‪(36‬‬

‫إذا ذكرتك كاد الشوق يقلقني وغفلتي عنك أحزانٌ وأوجاع‬


‫وصار كلّي قلوباً فيك داعية للسقم فيها ولللم إســراع‬

‫***‬

‫(‪(37‬‬

‫نديمي غير منسـوبٍ إلى شي ٍء من الحيـف‬


‫سقاني مثلما يشـرب كفعل الضيف بالضيف‬
‫فلما دارت الكــأس دعا بالنطع و السيـف‬
‫كذا من يشرب الراح مع التِـّنين في الصيف‬
‫***‬
‫(‪(38‬‬

‫صيّرني الحقّ بالحقيقـةْ بالعهد والعقد والوثيقـ ْة‬


‫َ‬
‫شَاهَدَ سرّي بل ضميري هذاك سرّي وذا الطريقةْ‬

‫***‬
‫(‪(39‬‬

‫وَحّ ْدنِي واحدي بتوحيِد صِدْق ٍ مـا إلـيه من المسـالك طَر ُ‬


‫ق‬
‫لبِـسٌ ذاتَـهُ فما ثـمّ فَــرْقُ‬
‫أنا الحقّ و الحقّ للحقّ حـقّ َ‬
‫ن في لـوامـع بَـرْقِ‬ ‫جّلتْ طوال ٌع زاهــراتٌ يتـشعشعْ َ‬
‫قد َت َ‬

‫***‬

‫(‪(40‬‬

‫ق ومعنى العبارة فيه تد ّ‬


‫ق‬ ‫ركوبُ الحقيقة للحقّ حـ ّ‬
‫َر ِك ْبتُ الوجو َد بعين الوجو ِد وقلبي على قسوةٍ ل َيرِقّ‬

‫***‬
‫(‪(41‬‬

‫جبلتْ روحك في روحي كما تجبل العنبر بالمسك الفت ْ‬


‫ق‬
‫فإذا مسّـك شيءٌ مسّـنــي فإذًا أنت أنا ل نفتــرقْ‬

‫***‬

‫(‪(42‬‬
‫ت من الصِدْق‬
‫ج ُ‬‫خ ْلتَ بناسوتي لديك على الخلق ولولك لهوتِي خَر ْ‬ ‫دَ َ‬
‫ل عن النطــق‬‫فإنّ لسان العلم للنطق و الهدى وإنّ لسان الغيب ج ّ‬
‫ت لفتيــ ٍة فتاهوا وضلّوا واحتجبتَ عن الخلـق‬
‫ت لقوم ٍوالتبس َ‬
‫ظهر َ‬
‫فتظهر لللباب في الغرب تارة ً وطورا على اللباب تغرب في الشرق‬

‫***‬

‫(‪(43‬‬

‫ل منك عليْـك‬ ‫س إليك ودليل يد ّ‬


‫فيك معنى يدعو النفو َ‬
‫ي قلـبٌ له إليك عيـونٌ ناظراتٌ وكلّهُ في ي َديْك‬
‫لِـ َ‬

‫***‬
‫(‪(44‬‬

‫هّمي بـه َولٌَـه عـليـك يا من إشارتنا إليك‬


‫حتِك وفي لديـك‬‫روحان ضمهما ال َهوَى في مِدْ َ‬

‫***‬

‫(‪(45‬‬

‫عنِي كأنّـي لستُ أعرف حالهـا‬ ‫ُد ْنيَا تُخَادِ ُ‬


‫ذ ّم الِلـ ُه حرامهــا وأنا اجتنبت حللهـا‬
‫ت إلـىّ يمينهــا فرددْتها وشمالهــا‬‫م ّد ْ‬
‫ورايتـُها محتاجــة فوهبتُ جملتها لهـا‬
‫ومتى عرفت وصالها حتـّى أخاف مللها‬

‫***‬

‫(‪(46‬‬
‫عليـك يا نفـس بالتسلّــي العـزّ بالزهد و التخلّـي‬
‫عليـك بالطلْــعة التــي مشكاتها الكشف و التجلّي‬
‫قد قام بعضي ببعض بعضي و هام كلـي بكـلّ كلـي‬

‫***‬

‫(‪(47‬‬

‫ُمزِجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلل‬


‫فـإذا مسّـك شيء مسّنــي فإذاً أنت أنا في كلّ حـال‬

‫***‬

‫(‪(48‬‬

‫حلَى خِـلـَلـِ ْه‬‫ِنعْمَ الِعَانَ ُة َر ْمزٌ في خفا لُطُـف ٍ في بارق ٍلحَ فيها من ُ‬
‫والحال يرمقني طورًا وَأرْمُـقـُه ُ إن شا يغشى على الخوان من قُـلَـلِـهْ‬
‫حال إليه رأى به فيه بـِهِـمّتـه عن فيض بح ٍر من التمويه من مِـَلـِلـهْ‬
‫ل وأشهــده مع الحقيقة ل بالشخص من طـلـلـهْ‬ ‫فالكـلّ يشهده كـُ ّ‬

‫***‬

‫(‪(49‬‬

‫ثلثة أحرف ل عُجْـمَ فيهـا ومعجومان ِوانقطع الكـلم‬


‫ك ُيصَـدّقـهُ النـام‬
‫فمعجـومٌ يشاكـل واجديِـ ِه ومترو ٌ‬
‫حرْف ِمرمو ٌز ُم َعمّى فل سفر ينـال و ل مقـام‬ ‫وباقي ال َ‬

‫***‬
‫(‪(50‬‬

‫شعَباً جّما‬ ‫تفكّرت في الديان جدّ تحقّق ٍ فألفيتها اصلً له ُ‬


‫ن للمرء ديناً فإنّه ُيصَدّ عن الصل الوثيق وإنّما‬ ‫طُلبَ ْ‬
‫فل تـَ ْ‬
‫ل يعبّر عنده جمي ُع المعالي والمعاني فَـيَ ْف َهمَـا‬
‫يطالبه اص ٌ‬

‫***‬

‫(‪(51‬‬

‫ِ يا لئمي في هواه كم تلوم فَـَل ْو عرَ ْفتَ منـه الـذي عنيت لـم تَـلُم‬
‫جتِي وَ َدمِي‬
‫ج إلى سـكني ُتهْدَى الضاحي وأُهْدِي ُم ْه َ‬ ‫ج ولي ح ّ‬
‫للناس ح ّ‬
‫ِ تطوف بالبيت قومٌ ل بجـارحة ٍ بالِ طافوا فأغنـاهم عـن الحَــرَم‬

‫***‬

‫(‪(52‬‬

‫ح كنت أنت ظلمه‬ ‫بدا لك سـرّ طال عنـك اكتتامه ولح صبا ٌ‬
‫وأنت حجاب القلب عن س ّر غيبه ولولك لم يطبع عليه خاتمـه‬

‫***‬
‫(‪(53‬‬

‫ي الروح ديّـان عليـم‬


‫هيكليّ الجسم نوريّ الصميم صمد ّ‬
‫عـاد بالـروح إلى أربابها فبقي الهيكل في الترب رميم‬

‫(‪(54‬‬

‫ل ول الظلـم‬
‫قلبك شيء وفيه منك أسماء ل النور يدري به ك ّ‬
‫ونور وجهك سرّ حين أشهده هذا هو الجود والحسان والكرم‬
‫حبّي أنت تعلمه ل اللـوح يعلمه حقًا ول القلـم‬
‫فخُذْ حديثي ِ‬

‫***‬

‫(‪(55‬‬

‫ِ آهٍ أنا أم أ ْنتَ؟ هَـ َذيْـن ِإل َهيْــن ِ حاشاي حاشاي مِن إثبـات أثـنَـيْـن‬
‫س بِـوَجْـهـَيْـن‬
‫ِ هــوي ٌة لـك في ليئتي ابَــدًا كـلّي على الكلّ تلبي ٌ‬
‫ن ذاتك عنّي حيث كنت أرى فـقد تَـبَيـّن ذاتـي حيت ل أيــن‬ ‫فـََأيْ َ‬
‫جهُـك مقصود بناظرتّـي في ناظـر القلب أم في ناظـر العيـن‬ ‫ن وَ ْ‬ ‫وَأيْ َ‬
‫ح ُمنِــي فارف ْع بـِأنـّك َأنّـي مِـن الـبـيـن‬
‫َب ْينِـي و َبيْنـك أنّي يُزا ِ‬

‫***‬

‫(‪(56‬‬

‫أل أبْـلـِغْ أحبّـائي بأنّــي ركبتُ البحر وانكَسرَ السفين ْة‬


‫على دين الصليب يكون موتي و ل البطحا أريد ول المدينة‬

‫***‬
‫(‪(57‬‬

‫حَللْـنا بدنا‬
‫أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا نحن روحان ِ َ‬
‫فـإذا أبصرتـَني أبصرتـَهُ و إذا أبصرتـَ ُه أبصرتـَنـا‬

‫***‬

‫(‪(58‬‬

‫ل عـرفـتَ حقيقتـي وبيانـي‬


‫يا غـافلً لجهالـةٍ عن شأني ه ّ‬
‫أعِبـادة لِّ ستـّة أحــرف ٍ مِـن بينها حرفـان معجومــان‬
‫ش ْكلُـه في العجـم منسوب إلى إيـماني‬
‫حرفان اصليّ وآخُـر َ‬
‫فإذا بدا رأس الحروف أمامها حرفٌ يقـوم مقـام حرف ثـان‬
‫أبصرتَني بمكان موسى قائما في النور فوق الطور حين تراني‬

‫***‬
‫(‪(59‬‬

‫خاطَبنِي الحقّ من جناني فكان علمي عـلى لساني‬


‫قربّني منه َبعْـدَ ُبعْــ ٍد وخصّني ال و اصطفاني‬

‫***‬

‫(‪(60‬‬

‫كـذا اجتباني وأَدناني وشرّفنــي والكـلّ بالكـلّ أوصاني وعرّفني‬


‫ل وأعْـرفه فـيـهـا ويعرفنـي‬
‫لم يبق في القلب والحشاءِ جارحةٌ إ ّ‬

‫***‬

‫(‪(61‬‬

‫أ ْنتَ بين الشغاف والقلب تجري مثل جري الدموع من أجفاني‬


‫ف فــؤادي كحلول الرواح فـي البدان‬ ‫ل الضميرَ جو َ‬
‫وتُحِ ّ‬
‫ح ّر ْكتَهُ خَفّي المكــان‬
‫ل أنت َ‬
‫ح ّركَ إ ّ‬
‫ليس من ســاكن ٍتَ َ‬
‫يا هـللً بدا لربع عشـر ٍ لثمـان ٍوأربـع ٍو اثنــان‬

‫***‬
‫(‪(62‬‬

‫ن والقلب يحمل ما ل تحمل البُـدُن‬ ‫ح ّم ْلتَ بالقلب ما ل يحمل البَدَ ُ‬


‫َ‬
‫يا ليتني كنتُ أدنى من يلوذ بكم عينـًا لنظركـم أم ليتنـي أُذن‬
‫***‬
‫(‪(63‬‬

‫ق أنت بيانـه وكـل بيـان ٍأنت منـه لسانـ ُه‬ ‫بيَان بيان الحـ ّ‬
‫ت أَمـانـهُ‬
‫أشرتُ إلى حقّ ٍبحق ٍوكل من أشـار إلى حقّ فأنْـ َ‬
‫ق وكـل لسـان ٍقـد أتـاك أوانـهُ‬‫تشير بحقّ ِالحقّ والحق ناط ٌ‬
‫ق َبيّنـا فما بالُهُ في الناس يَخْفَـي مكانـه‬
‫إذا كان نعْت الحقّ للح ّ‬

‫***‬

‫(‪(64‬‬

‫حبّــ ِه واثنـان ِمنّـي شـاهـدَان ِتـرانـي‬


‫رقَـيـبَـان ِمنّي شاهدَان ِل ُ‬
‫فما جـال في سرّي لغيرك خاطـر ول قـال إل فـي هـواك لسـانـي‬
‫فإِنْ ُر ْمتُ شرقًا أنت في الشرق شرق ُه وإن رمـتُ غربًا أنت نصب عيانـي‬
‫وإن رمتُ فوقًا أنت في الفوق فوقه وإن رمـتُ تحتا أنـت كـل مكـان‬
‫ل ليـس بـِفـان‬‫ل الكـ ّ‬
‫ِ وأنـت محـلّ الكـلّ بـل ل محلّه وأنـت بكـ ّ‬
‫فقلبي وروحي والضمير وخاطري وتـرداد أنفـاسي وعقـد جنـانـي‬

‫***‬

‫(‪(65‬‬

‫ل هــو‬‫ن الغـايةَ ال فـل إِلـ َه إذا بال ْغتَ إ ّ‬


‫أرج ْع إلى ال إ ّ‬
‫خلْق الذين لهـم في الميم والعين والتقديس معناه‬ ‫وإنّه لمَـعَ ال َ‬
‫ل معتقداً عن التهجّي إلى خلق ٍله فاهـوا‬ ‫معناه في شفَتي من ح ّ‬
‫ك هذا هو‬ ‫فإنْ تشكّ ف ِد ّبرْ قول صاحبكم حتّى يقول بِـنَفْي ِالش ّ‬
‫فالميـم يفتح أعله وأسفلـه والعيـن بفتـح أقصـاه وأدناه‬

‫***‬
‫(‪(66‬‬

‫من رامه بالعقل مسترشدا أسرحَهُ في حيرة تلهـو‬


‫ل هو‬
‫قد شاب بالتلبيس أسرارهُ يقول في حيرته هَ ْ‬

‫***‬

‫(‪(67‬‬

‫لستُ بالتوحي ِد ألهـو غير أنّي عنه أسْهـو‬


‫كيف أسهو كيف ألهو وصحيح أنّـني هـو‬

‫***‬

‫(‪(68‬‬

‫ِ يا سـرّ سـرّي تدقّ حتّى تُخفي على وهم كل حّي‬


‫وظـاهـرا باطناً تجـلّى في كلّ شيء لكل شـيء‬
‫ل وعُظْم شكّي وفرط عيّ‬ ‫ِ لئن اعتذاري إليك جهـ ٌ‬
‫ت غيري فما اعتذاري إذاً إلــيّ‬‫س َ‬
‫ِ يا جملةَ الكلّ ل ْ‬

‫***‬

‫(‪(69‬‬

‫اسمٌ مع الخلق قد تاهوا به َولَهاً ليعلموا منه معنىً من معانيه‬


‫وال ل يصلوا منه إلى سبـبٍ حتّى يكون الذي أبداه يبديـه‬

‫***‬
‫يتامى‬

‫(‪(1‬‬

‫مثالُك في عيني وذكُرك في فمي ومَثـْواك في قلبي فأين تغيب‬

‫***‬

‫(‪(2‬‬

‫كفرت بدين ال والكفر واجب لديّ وعـنـد المسلمين قبـح‬

‫***‬

‫(‪(3‬‬

‫ب ولكنْ في تناولها بُـعْـدٌ‬


‫فَقُـ ْلتُ اخلّئي هي الشمسُ نورها قري ٌ‬

‫***‬

‫(‪(4‬‬

‫قد كنتُ في نعمة الهوى بطراً فأدر َكتْني عقـوبة البطـر‬

‫***‬
‫(‪(5‬‬

‫ظ غير مطـّلع‬
‫ل منك إذا بدا المريدُ بلح ٍ‬
‫شرطُ المعارف محو الك ّ‬

‫***‬
‫(‪(6‬‬

‫ِذ ْك ُرهُ ذكري وذكري ِذ ْك ُر ُه هل يكونـَا الذاكران ِإلّ معَا‬

‫***‬
‫(‪(7‬‬

‫ل ُت ِعرّضْ بهذا فهذا بنانٌ قد خضبناه بدم العشّاق‬

‫***‬

‫القسم الثاني‬

‫آ – قصائد مستعارة من شعراء سابقين‬

‫لعبد الصمد بن المضحل البصري – ‪1‬‬


‫ن على المهج‬ ‫يا بديع الـدلّ و الغنج لك سلطا ٌ‬
‫سرُج‬
‫إن بيتـاً أنت سـاكنه غير محتاج إلى ال ّ‬
‫وجهك المأمول حجّتنا يوم يأتي الناس بالحج‬

‫***‬

‫لحسين بن الضحاك الخالي – ‪2‬‬


‫تجاسرتُ فكاشفتـك لما غلب الصبر‬
‫وما أحسن في مثلك ما ينتهك الستـر‬
‫لئن عنـّفني الناس ففي وجهك لي عذر‬
‫كانّ البدر محتـاج إلى وجهك يا بـدر‬

‫***‬

‫لشعراء مجهولين – ‪3‬‬


‫آ‬
‫دللٌ يا حبيبي مستعــارْ دلل بعد أن شاب العـذار‬
‫ملكتَ وحرمة الخلوات قلبًا لعبتَ به وقـ ّر به القـرار‬
‫فل عيـن ي َؤرّقها اشتيـاقٌ ول قلب يقـلّقه اِدّكـــار‬
‫ت بمنزل العداء منّـي و تبتُ فما نزور ول تـزار‬ ‫نزل َ‬
‫كما ذهب الحمار بأُ ِم عمروٍ فما رج َعتْ ول رجع الحمار‬

‫ب‬
‫ق تـََألّـق موهنًا لمعَـانُه‬
‫وبدا له من بعدما اندمل الهوى بر ٌ‬
‫يبدو كحاشية الرداء ودونه صعب الذرى ممتنعا أركانه‬
‫فأتى لينظر كيف لح فلم يطق نظرا إليه وصده أشجانه‬
‫فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه والماء ما سمحت به أجفانه‬

‫‪3‬‬
‫وطائرٍ حَلّ أرضَ الشام افـرده فَـقـْد الليف لـه نطق بإضمار‬
‫بالفهِ كان قصراً صـار مسكنه في غيضَةِ الَيكِ في أغصان أشجار‬
‫سعِدَه يبغي الغريبَ ويُهوِى كـل صبّـار‬ ‫فضلّ يندب حتّى الصبح مُ ْ‬
‫حرَقٍ َفيُسْليِك نَـوْحُهُ نطقـا بإضمــار‬
‫في نطقه رقة تسليك عن ُ‬

‫***‬
‫لبو العتاهية – ‪4‬‬

‫آ‬
‫النفس للشيء الممنّع ُموْلعة والحادثات أصـولهـا متفرّعة‬
‫والنفس للشيء البعيد مُريدة والنفس للشيء القريب مُضيّعة‬
‫كل يحاول حيلةً يرجو بها دفع المضّرة واجتلب المنفعة‬

‫ب‬
‫ت للكــدر‬
‫ت لقلبي راح ًة ابــدا وكيـف ذاك وقد هيي ُ‬‫وما وجد ُ‬
‫جبَـا ممّن يريد النجا في المسلك الخطر‬ ‫لقد ركبت على التغرير واعَ َ‬
‫كـأنّـنـي بين أمواج تقلّبنــي مقلّب بين إِصعادٍ و منحــــدر‬
‫حزْن في مهجتي والنار في كبدي والدمع يشهد لي فاستشهدوا بصري‬ ‫ال ُ‬

‫ج‬
‫الكأس سهّل الشكوى ب ُم ْنتَابكم وما على الكأس من شرّابها درك‬
‫هبْني ادّعيت بأنّي مدنفٌ سَقِمٌ فما لمضْجع جنبي كـلّه حسـك‬
‫هجرٌ يسوء ووصلٌ ل أَسرّ به مالي يدور بمـا ل أشتهي الفلك‬
‫فكلما زاد دمعي زادني قلقـاً كـأنـّـني شمعة تبكي فتنسبك‬

‫د‬
‫ت المست َقرّ بكـل أرض فلم أرَ لي بأرضٍ مستقرّا‬‫طلب ُ‬
‫أطعتُ مطامعي فاستعب َدتْني ولو أنّي قنعتُ لكنتُ حرّا‬

‫[ ف ِن ْلتُ من الزمان ونال منّي وكان مناله حلْوًا و ُمرّا ]‬

‫س الضرّ حتّى ألفتُه وأسلمني حسن العزاء إلى الصبر‬


‫ضتُ م ّ‬
‫تع ّو ْ‬

‫***‬

‫لسهل التستري ‪5 -‬‬


‫قلـوب العارفين لها عيون ترى ما ل يراه الناظرون‬
‫وألسنة بأسـرار تنـاجـي تغيب عن الكرام الكاتبين‬
‫ب العالمين‬
‫وأجنحة تطير بغير ريـش ٍ إلى ملكوت ر ّ‬
‫ف على علوم القدمين‬ ‫فأورثنا الشراب علوم غيبٍ تش ّ‬
‫شواهـدها عليها ناطقـات تبطل كل دعوى المدعين‬

‫***‬
‫لجنيد البغدادي ‪6 -‬‬
‫آ‬
‫الوجد يُطرب من في الوجد راحته والوجد عند وجود الحقّ مفقــود‬
‫قد كان يوحشني وجدي و يؤنسني بروية الوجد من في الوجد موجود‬

‫ب‬
‫ت وكنتُ ل أُخفي ودلئل الهجران ل تُخْفَـى‬
‫ما لي جَ ِف ْي َ‬
‫و أراك تخلطني وتشـربني ولقدْ عهدتك شاربي صرفا‬

‫ج‬
‫قد َتحَقّ ْقتُ في سرّي فتناجاك لسانـي‬
‫فاجتمعنا بمعــان ٍ وافترقنا لمعـان‬
‫غيّبك العـزّة عن لحظ العيـان‬ ‫فلئن َ‬
‫ٍ فلقد صيّرك الوجدُ من الحشاء دان‬

‫***‬
‫لبو الحسن النوري – ‪7‬‬
‫كـادت سرائر سرّي أن تس ّر بما أوليتني مـن جميـل ل اسميــه‬
‫وصـاح بالسرّ س ّر منك يـرقيه كيـف السرور يسـر دون مبديـه‬
‫فظـل يلحظني سرّي للحظـه والحـقّ يلحظني أن ل أخـلـيـه‬
‫ق يخفيني وأبـديـه‬
‫وأقبل الوجد يفني الكل من صفتي وأقبـل الحـ ّ‬

‫***‬

‫لسمنون – ‪8‬‬

‫آ‬
‫ت وَتَـمَـنّـتِ‬
‫ت عيني لغيرك أو بكـتْ فل أعطيت ما ُمنّـيَـ ْ‬ ‫متى سه َر ْ‬
‫ج ّنتِ‬
‫جنَـتَـيْـك و َ‬
‫عتْ رياض ال ُمنَى من و ْ‬
‫ض َم َرتْ يوماً سواك فل رَ َ‬
‫وإن ُأ ْ‬

‫ب‬
‫ت في ثوبي عديـم لقد بليا على ح ّر كريـم‬ ‫لئن أمسي ُ‬
‫ل مغيّرة عن الحال القديـم‬ ‫فل يحزنك إن أبصرتَ حا ً‬
‫فلي نفسٌ ستتلف أو سترقـى َل َع ْم ُر أبي إلى أمر جسيم‬

‫ج‬
‫ت ومـا لقيتُ بعدك مـن هـ ّم ومـن حزن‬
‫أرسلتَ تسأل عنّي كيف كن ُ‬
‫ت ول "ل كنتُ" إن كنت أدري كيف لم أكن‬ ‫ت إن كنتُ أدري كيف كن ُ‬
‫ل كن ُ‬

‫***‬

‫ب – قصائد مستعارة من شعراء لحقين‬

‫لبي فراس الحمداني – ‪1‬‬


‫ك ترضى فالنام غضاب‬ ‫وليتكَ تحلـو والحيـاة مرير ٌة وليتَـ َ‬
‫ت الذي بيني وبينك عامـر وبيني وبين العالمَين خــراب‬ ‫ولي َ‬
‫ت شرابي من ودادك صافيا وشربي من ماء المعين سراب‬ ‫ولي َ‬
‫ل هين وكل الذي فوق التراب تـراب‬ ‫إذا صحّ منك الودّ فالك ّ‬

‫***‬

‫لبو نصر السرّاج – ‪2‬‬


‫ل تَسْأمـنّ مقالتـي يـا صاح وأقبل هدية ناصـح نصّاح‬
‫ليس التصـوّف حيـل ًة وتكلّفـاً وتقشّفا وتواجدًا وصيــاح‬
‫ليس التصوّف كِــذبةً وتظالماً وجهـالةً ودعـابة ومِـزاح‬
‫بـلْ عفّة ومُــرُو َء ًة وفتـ ّوةً وقنـاعةً وطهـارة وصلح‬
‫وَقْفـًا وعِلمـا واقتدا وصفـا ورضا وصِدءقاً ووفا وسماح‬
‫متيقـّنا متصبّــرا متشمّـرا مستمطـرا مستقصّـدا سيّاح‬
‫متعـزّزا متحـرّزا متواضعـا متبـدّل الشبـاح و الرواح‬
‫تاء التقى صاد الصفا واء الوفاء فـاء الفتوّة فاغتنمْ يـا صاح‬
‫مـن قـام فيه بحقّـه و حقوقه وخـل عن الحدثان والشباح‬
‫تتشعشع النـوار من أسـراره كتشعشع المشكاة في المصباح‬
‫لشاعر مجهول – ‪3‬‬
‫سبْحَانـي‬
‫سبْحانك ُ‬
‫أنت أنا بل شــكّ ف ُ‬
‫فتوحيدك توحيـدي وعصيانك عصياني‬
‫واسخاطك اسخاطي وغفرانك غفرانـي‬
‫جلَد يا ربّــي إذا قيل هو الزانـي‬
‫ولِ ْم أُ ْ‬

‫***‬

‫لعين القضاة الحمداني – ‪4‬‬


‫ألقاهُ في البحر مشدوداً وقال له إيّاك إيّاك أن تـَبـتـلّ بالماء‬

‫***‬

‫مدرسة ابن عربي – ‪5‬‬


‫عَقَدَ الخلئقُ في الله عقائدًا وأنا اعتقدتُ جميع ما عقدوه‬

‫***‬
‫ج ‪ -‬في لسان حال الحلّج‬

‫في الحبّ اللهي والتوق إلى العذاب – ‪1‬‬

‫القزويني ‪1 -‬‬
‫ن المُريد بشوق مزيـد أنين المريض لفقد طبيـب‬ ‫حَني ُ‬
‫قد اشتدّ حال المريدين فيه لفقد الوصال و ُبعْد الحبيب‬

‫***‬

‫‪2‬‬
‫ب نواله منك عُجْـبُ‬
‫ح ّ‬
‫ب ِإ ْرثِي مُ ِ‬
‫الصـ ّ‬
‫ب وبُعده فيك قــرب‬
‫عـذابه فيـك عَذ ٌ‬
‫وأنت عندي كروحي بل أنت عندي أح ّ‬
‫ب‬
‫فـأنـت للعين عين وأنـت للقلب قلب‬
‫ب أنّي بمـا يحبّ محـبّ‬
‫حتّى من الح ّ‬

‫***‬

‫‪3‬‬
‫لقد أعجبني الوجد بمن أهواهُ والفقـدُ‬
‫فل بعد ول قرب ول وصل ول صدّ‬
‫ول فوق ول تحت ول قبـل ول بعـد‬
‫ول عُرف ول نكر ول يـأس ول وعد‬
‫فهذا منتهى سولي وهـو الواحد الفرد‬

‫***‬

‫‪4‬‬
‫العيـن تبصر من تهـواه وتفقده ونـاظر القلب ل يخلو مـن النظر‬
‫إن كان ليس معي فالذكر منه معي يراه قلبي وإن قد غاب عن بصري‬

‫***‬

‫‪5‬‬
‫أجريتُ فيك دموعي فالـدمع منك عليـك‬
‫و أنت غاية سـؤلي و الطرف وسنَى عليك‬
‫ت منـك لديك‬
‫فإن ُفنِي فيك بعضي حُفظـ ُ‬

‫***‬
‫‪6‬‬
‫ت فمـن لـي ومـن يجمّل كـلّي‬ ‫إذا هجر َ‬
‫ومـن لروحي وراحي يا أكثـري وأقـلّي‬
‫ك البعض مـنـّي فقد ذهبت بكـــلّي‬ ‫حبّـ َ‬
‫أَ َ‬
‫ن لم تكن لي فمن لي‬ ‫ن لي إ ْ‬
‫ل كـلّي فكـ ْ‬‫يا كـ ّ‬
‫يا كـل كـلّي و أهـلي عنـد انقطاعي وذلّي‬
‫ِ ما لي سوى الروح خذها والـروح جهد المقلّ‬

‫***‬

‫‪7‬‬
‫ب عـلى قلبٍ غير حبّك حرام‬ ‫كل ح ّ‬
‫ح وراح وزهر ومـدام‬‫أنت لي َروْ ٌ‬
‫وسـرور و همـوم وشفاء وسقـام‬
‫ل هوى بْعدَ هوى فيك سلم‬ ‫فعلـىَ ك ّ‬

‫***‬

‫‪8‬‬
‫سنِي الغرام وقد براني‬
‫رماني بالصدود كمـا تراني وَأ ْلبَ َ‬
‫ووقتي كـلّه حلـ ٌو لـذيـذ إذا ما كان مولئي يـراني‬
‫ت بصنعه في كل حال ولستُ بكاره ما قد رمـاني‬ ‫رضي ُ‬
‫فيا من ليس يشهد مـا أراه لقد غيبت عن عين ترانـي‬

‫***‬

‫‪9‬‬
‫ت عقلي بالهوية طاليا فعـاد ضعيفاً في المطالب هاريا‬ ‫صرْ ُ‬‫و َق ّ‬
‫ت في التطلّب جاريا‬ ‫ل أ ْن َ‬
‫س َتعْجِ ْ‬
‫ب العالمين نصرةً فل تَ ْ‬
‫و ُك ْنتَ لر ّ‬
‫عيُهُ جاهل ومـرائيـا‬
‫ق ليس ِبمُد ِركٍ فمن يُدْ ِ‬ ‫تحقّقْ بأن الح ّ‬
‫ولكنّه يبـدو مراراً فيختفي فيعرفه مـن كـان بالعلـم خاليا‬

‫***‬

‫الحمداني ‪10 -‬‬


‫ال يعلمُ مـا فـي النفس جارحةٌ إلّ وذكـرك فيهـا َنيْـلُ ما فيهـا‬
‫ل كنتَ مـع نَفَسِي تجري بك الروح منّي في مجاريها‬ ‫ومـا تنفّست إ ّ‬
‫ت إلـى سـواك فخانتهـا مـآقيهـا‬ ‫إن كانت العين مُذ فار ْقتَها نظر ْ‬
‫أو كـانت النفس بعد ال ُبعْد آلفة خـلقًا عـداك مـا نالت أمانيهـا‬

‫***‬

‫في السكر الروحاني والعذاب – ‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫ن الموت يُحييهـا‬ ‫ل لعلمي بأ ّ‬‫سلِم النفْسَ للسقام تُـ ْتلِفُها إ ّ‬
‫لم أُ ْ‬
‫ونظرةٌ منك يا سؤلي ويا أملي أشهى إلي من الدنيا وما فيها‬
‫ب على اللم صابرة لعـلّ مُسْقمها يومًا يداويهـا‬ ‫ن ْفسُ المح ّ‬

‫***‬

‫‪12‬‬
‫نظري بَـدْء علّتي َويْحَ قلبي وما جنا‬
‫عنّي على الضنا‬ ‫يا معين الضنا علّى أَ ِ‬

‫***‬

‫‪13‬‬
‫وحُرمة الوِ ّد الذي لـم يكنْ يطمع في إفساده الدَ ْهرُ‬
‫مـا نالني عند هجوم البـل بؤسٌ ول مسّني الضرّ‬
‫ل وفيه لـكـم ِذكْـر‬‫عضْ ٌو ول مفصل إ ّ‬‫ما قُ ّد لي َ‬

‫***‬

‫‪14‬‬
‫ن ولو سقوا جبال حُنين ما سقيتُ لغنّـت‬
‫سَ َقوْني وقالوا ل ُتغَ ّ‬
‫سَل ْيمَى أن أموت بحبّهـا وأسهل شيء عندنا ما تمنّت‬
‫تم ّنتْ ُ‬

‫***‬

‫‪15‬‬
‫ت من المعنى الذي هو طيب ولـكنّ سُكري بالمحّبة أَعْجَب‬ ‫سك ْر َ‬
‫ب سكران ول يتأدّب‬ ‫ل سكران يُحَدّ بواجبٍ فـفي الح ّ‬
‫و مـا كـ ّ‬
‫صلَب‬
‫تقوم السكارى عن ثمانين جلدة صحا ًة وسكران المحبّة ُي ْ‬

‫***‬

‫‪16‬‬
‫ت عنّي‬
‫ل بلء علّي منّي فليتَني قد أخذ ُ‬
‫كّ‬

‫***‬

‫‪17‬‬
‫ت على دكّة الخمّار أسـرار وأشرقت في وجـوه القوم أنوار‬ ‫لح ْ‬
‫وطاف بالبيت ساق ٍل شبيه لـه هـذا العقيق وهـذا الربع والدار‬
‫فاستيقظوا يا سكارى بعد رقدتكم واستغنموا الوقت إن الدهر غدّار‬
‫مـن باح بالسرّ كان القتل شيمته بين الرجال ولم يُؤخذ لـه ثـار‬

‫***‬

‫‪18‬‬
‫ب أو قتلى لما حنثوا‬
‫وال لـو حلـف العشّـاق أنّهـم موتى من الح ّ‬
‫قو ٌم إذا أهجروا من بعد ما وصلوا ماتـوا وإن عاد وصْل بعدهُ بُعثوا‬
‫ترى المحبّين صرعى في ديارهم كفتية الكهف ل يدرون كـم لبثوا‬
‫***‬

‫‪19‬‬
‫مواجيد أهل الحق تصدق عن وجدي وأسرار أهل السر مكشوفة عندي‬

‫***‬

‫‪20‬‬
‫حصْناً ل يُـرام‬ ‫ن صدرُك للسرار ِ‬ ‫ِل َيكُ ْ‬
‫إنّمـا ينطـقُ بالسـ ّر و يُفْشيـه الّلئام‬

‫***‬

‫‪21‬‬
‫ل على ورْدي‬
‫ل بَقيّتي وما وردوا في الحبّ إ ّ‬
‫وما شرب العشّاق إ ّ‬

‫***‬

‫د – قصائد مكرّسة لموت الحلّج‬

‫لبو الحسن علي مسفر السبتي‪ :‬قصيدة حول الشهادة – ‪1‬‬


‫ح َزنَـا‬
‫ل لخـوان رآوني ميّتـا فبكوني إذ رآوني َ‬ ‫قـُ ْ‬
‫ت ذاك الميت وال أنا‬ ‫أتظنـّون بأنّـي مـيْـتـكم لس ُ‬
‫أنـا كنزٌ وحـجابي طلسـم من تراب قد تهيّا للفنــا‬
‫أنـا عصفور وهـذا قفصي كان سجني فأبيتُ السجنا‬
‫فاهدموا البيت فرضّوا قفصي وذروا الكـل دفينا بيننـا‬
‫وقميصي مزّقـوه رمـمـاً وذروا الطلسم بعدي وثنا‬
‫فاخلعوا الجساد عن أنفسكم تبصروا الحقّ عيانًا بيّنـا‬
‫ل أنـتـمُ واعتقادي أنكم أنتـم أنـا‬
‫مـا أرى نفسي إ ّ‬
‫عُنصر النفس شيء واحد وكذا الجسام جسم عمّنـا‬
‫***‬

‫للعز المقدسي – ‪2‬‬

‫آ‬
‫ت دمي إذ باح قلبي بحبّها وحلّ لها في حكمها ما استحلّت‬ ‫ح ْ‬
‫أبا َ‬
‫حلّت‬ ‫حتْ حمى لم يرعه الناس قبلها وحلّت تلعاً لم تكن قبل ُ‬ ‫أبا َ‬
‫و ما كنتُ ممّن يظهر السـرّ إنّما عروس هواها في ضميري تجلّت‬
‫ت على سـرّي أشعّة نورها فـلح لجـلّسي خفايـا طويّتي‬ ‫فألقَـ ْ‬
‫ل كـلّي وجملتي‬ ‫وشـاهدتها فاستغرقتني حـيـرة فغابت بها عن ك ّ‬
‫ل منّي بكلها فإياي إيّـاهـا إذا مـا تبـدّت‬
‫ل الكـ ّ‬
‫وحلّـت محـ ّ‬
‫ون ّمتْ على سرّي فكانت هي التي عليهـا بهـا بين البـريّة نَـ ّمتِ‬
‫إذا سَألَت من أنت قلت أنـا الذي بقائي إذا فـنـيت فيك هويّتي‬
‫أنا الحقّ في عشقي كما أن سيّدي هو الحـقّ في حسن بغير معية‬
‫فإن كنتُ في سكري شطحتُ فإنّني حكمـت بتمزيق الفؤاد المفتّت‬
‫ول غروَ إن أصليت نار تحرّقـي فنار الـهوى للعاشقين أعدّتي‬
‫ومـن عجب الذيـن أحـبّـهـم وقد أعلقوا أيدي الهوى بأعنّـة‬
‫سقوني وقالوا ل تُغنّ ولو سقـوا جبال حُنين ما سقوني لغـنّت‬

‫***‬

‫ب‬
‫ل ول صـلـبـوه‬ ‫ت مــا قتلـوه ك ّ‬
‫هيها َ‬
‫لكنهم حيـن غابـوا عن وجـده شبّهـوه‬
‫غيّبــوه‬
‫أحبابه حين غـاروا عليه قـد َ‬
‫سقوه صرفًا وراموا كتمان مـا أوعـدوه‬
‫فمـا أطـاق ثبوتـا لثقل مـا حّملــوه‬
‫فتـا َه سكـراً ونادى أنا الذي أفــردوه‬
‫ب ما أظهروه‬ ‫يا لئمي كيف أخفي وفي الح ّ‬
‫أم كيف يكتـم قلباً بالشوق قد مزّقـوه‬

‫***‬
‫لعلي الششتري – ‪3‬‬

‫(آ – (مستوحاة من قصيدة لبن عربي‬


‫شهدت حقيقتي وعظيم شأني مقدسة عن إدراك العياني‬
‫فقال مترجما عنــي لساني أنا القرآن والسبع المثاني‬
‫وروح الروح ل روح الواني‬
‫أنا فـي مستوى عرشي قـديـم لِذِي َأ ّنيّتي العـظـمى نـديـم‬
‫وفـي بلـوى محبّتكـم أهـيـم فـؤادي عنـد معلومي مقيـم‬
‫غيْركم لساني‬ ‫يناجيه و َ‬
‫سترت حقيقتي عـن كـل فهـم بما أظهرت من وسم ورسـم‬
‫فإن تطلب ترى صفتي مع اسمي فل تنظر بطرفك نحو جسمي‬
‫وَعَدّ عن نعيم بالمغاني‬
‫سـِم فـي العي َنيِنْ كـسّـرْ وحـقّـقْ سرّ معنـائي وحـ ّررْ‬‫طلَ ْ‬
‫ولل ّ‬
‫وللمسجـور مـن بحري فبحّـرْ وغصْ في بحر ذات الذات تبصرْ‬
‫عجايب ليس تبدو للعيان‬
‫فـإن شـاهدتني فـي كـل ذات باسمـآي عيانـا في صفاتـي‬
‫ستفهـم مـا خفي فـي الكاينات وأسـرار تـرآت مبـهـمـات‬
‫مستّرةً بأرواح المعاني‬
‫فعند شهـودك السـرار منهـا فل تك غائبا فـي الكون عنهـا‬
‫ووَحّـ ْد واتّحـ ْد كيمـا ت ُكنْهــا فمـن فهـم الشارة فليصنْهـا‬
‫و إل سوف يُقتل بالسنان‬
‫فمـن َأ ْورَى زناد الحـق رُ ّدتْ حقيقتـه وعنـه البـاب سُـ ّدتْ‬
‫وكعبتـه بفـاس الشرع هُـ ّدتْ كحـلّج المحـبّـة إذ تـبـ ّدتْ‬
‫له شمس الحقيقة بالتداني‬
‫فلـمـا إن دنـا منهـا تدلّـى وبالسـم العظيم قـد تجلّـى‬
‫ق الذي ل‬ ‫تـوحّد عنـد ذاك و مـا تولّى فقـال أنـا هو الح ّ‬
‫يُغيّر ذاتَه مرّ الزمان‬

‫***‬

‫ب – قصيدة في السناد‬
‫أرى طالبًا منّا الزيادة ل الحُسْنى بفكر رمى سهماً فعدّا به عَدنا‬
‫فنحـن كدود القزّ يحصرنا الذي صُنعنا بدفع الحر سجناً لنا منّا‬
‫وتـيـ ّم أرباب الهرامس كلّهـم وحسبك من سقراط أسكنه الدنا‬
‫وجـرّد أمثـال العوالم كـلهـا وأبدى لفلطون في المثل الحسنا‬
‫ث الذي ألقى إليه وما ضنّـا‬ ‫وهام أرسطو أو مشى من هيامه وب ّ‬
‫وكان لذي القر َنيْن عونًا على الذي تبدا به وهو الذي طلب العينـا‬
‫ويفحص عن أسباب ما قد سمعتم وبالبحث عَطّى عين إذ ردّه عينا‬
‫وذّوق للحلج طعـم اتـّـحاده فقال أنـا مـن ل يحيط بـه معْنى‬
‫فقيل له أرجع عن مقالك قـال ل شربت مُداماً كلّ من ذاقها غـنّـى‬
‫وانطـق للشبلي بالوحـدة التي أشار بها لمّا محا عنده الكـونـا‬
‫وأظهر منه الغافقي لما جنـى وكشط عن طواره الغيم والدجنـا‬
‫وبيّن أسرار العبودية التـي عن أعرابهم لم يرفع اللبس واللحنا‬
‫كشفنا غطاء من تداخل سرّها فأصبح ظهرا ما رأيتم له بطنـا‬
‫هدانا لدين الحقّ من قد تول َهتْ لـعـزته ألـبابـنـا وله هُدنا‬
‫فمن كان يبغي السير للجانب الذي تقـدّس يأتي الن يأخذه عـنّـا‬

‫***‬

‫يافي – ‪4‬‬
‫ى غدا بهم في الهوى سكر إلى حشرهم غدا‬ ‫سلمٌ على قومٍ شموس هد ً‬
‫أدار عليهم كـأس راح محبّــة جمالٌ سقى الحباب لـمـا لهم بـدا‬
‫ض في اّلرّءى وبعضهم به وله ظنّوا حـبـوبـاً فَـقُـيّـدا‬
‫به هام بع ٌ‬
‫ن وبعضهم به جـاوز السكارُ حدّا فَـعَـ ْربَـدَا‬
‫وبعض من الكوان با َ‬
‫ل عليه الشرع سيفاً حمى به حدوداً فرا الحلّج مـاض ٍمـردّدا‬ ‫فس ّ‬
‫فمات شهيداً عندكم من محقق وكم عندكم يخرج عن القوم ملحدا‬
‫ولكن فتى بسطام موقى بحاله حمى عن عنايات عزيزاً ممجّــدا‬

‫***‬

‫حريفش مكّي‪ :‬قصة الحلّج – ‪5‬‬

‫الخمرُ ِدنّي ودِن الخمر ريحانـي ومجلس الذكر تسبيحي وعيدانـي‬


‫ل ويطلق النوم لم تغمض له أجفاني‬
‫ل من يكن بَطَ ٌ‬‫ما يشرب الخمر إ ّ‬
‫طلّقت نومي ولم اسل حلوتـه حتّى بقي جفن عيني ساهراً فاني‬
‫أنا الحسين أنا الحلّج يا فقَـراء ذوبّت سندانَهم من عظم برهـاني‬
‫ت قطني بتقـواي وإيمـاني‬
‫أنا الذي شاع ذكري بالمل العلى حلج ُ‬
‫ب أتى نحوي صافحني والولياء أتت مـن أرض جيل ِ‬
‫ن‬ ‫الباز الشه ْ‬
‫شربت من خمرة عن بكرة ُمزِجَت شِبه العروس انجلت في وسط بستانِ‬
‫ب مُلكـه الفـانـي‬ ‫ابن الرفاعي رقا وقتًا بها وعل وابن أدهم س ّي ْ‬
‫افتوا علّي وقالوا قد طغى و بغى حاشا من البغي لكن صرتُ ربّانـي‬
‫ت انّي سمعت لديِك العرش بـآذاني‬ ‫ن يوذّنْ قلت ما حكي ْ‬ ‫طلْع المؤذّ ْ‬
‫َ‬
‫من خاض بحر الهوى من غير معرفة يبلعه الحوتُ يبقى يـونس الثانـي‬
‫خرِجُ جواهرها أل ينادي عليه يا بطّـال كسلني‬ ‫من خاض بحر الهوى يُ ْ‬
‫من باع ُدرّا إلى الفحام ضَـيّـعْ ُه الدر ينباعُ بالقسطاس يا أخواني‬
‫ظ عليـه طوعـاً بإذعـان‬ ‫ن قليل الصـل تظّـلمه وأغلـ ْ‬ ‫ل تَخْدَعَ ّ‬
‫ت عليه البحـر ما لنِ‬ ‫أنّ الحدي َد تـذيب النـار قـوّتـه و لو سكب َ‬
‫شهْـدَ من أنياب ثعبانِ‬ ‫ت كَمداً كطالب ال ُ‬ ‫يا طالب النص َر من أعداك ُم ْ‬
‫يا قـارئ العلم بيـن الجاهلين خَطـأ كواقد الشمع في قاعات عميان‬
‫يا واضع الس ّر مع مـن ليس يكْتمـه كواضع الريح في أكمام عريانِ‬
‫من باح بالس ّر كـان القتـل شيمته بين الرجال ويُضحى اليوم خجلنِ‬
‫ن لــه حلّج حلّج أنت في البلدْ زانـي‬ ‫شدّوا وثـاقي وقـالوا اقتلو ّ‬
‫ل والـرحـمن خـالقنــا لول يقولوا دعـا الحلج بهتـانِ‬ ‫والِ وا ِ‬
‫أصيح فيهم كما صاح ال َفتَى البَـدَوي وأهدم بغداد ما خل لـهـا اركـانِ‬
‫ت ابـن عفـانِ‬ ‫لكن سمعـت رجـال ال قـائـلـهْ ف ُمتْ شهيداً كما ما ْ‬
‫والخضـر واقـفْ قبالي ل يكلّمـني والربعين يقولـوا هكـذا كـانـي‬
‫حتّى أتى القطب والقطاب تـتبعه ثلث مائ ْة وهـم يتلـون قـرآنـي‬
‫أنا مك ّتفْ وسيف الشـرع يلفحْنـي سبعين م ّرةْ بـأذن ال مـا ذانـي‬
‫ج يـا دانـي‬ ‫صرختُ بالسيف قال السيف ألفْ نع ْم لبّيك لبّيك يا حـل ُ‬
‫ت هـم أحرقـوه وكـانوا الكل عميانِ‬ ‫و هـذه قصّة الحلّج قـد فـرِغَـ ْ‬
‫ث مـن نسْـل عدنانِ‬ ‫بعـد الصلة علـى المختار سيّدنـا خير البريّ ْة بُع ْ‬
‫والمسلمين عليهـم دائمـًا ابَــداً منّي سلمٌ فـه ْم أهلي و جيرانـي‬

Vous aimerez peut-être aussi