Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
التي
بذلت على مر السنين الماضية للحد من تدهور البيئة فإن الوضع البيئي اآلن أسوأ منه قبل عشرين سنة بالرغم من بعض
اإلنجازات الخاصة بالحد من التلوث في الدول الصناعية.
لقد أدرك أجدادنا العرب من القدم أهمية تلوث الهواء وأثره على المجتمع وضرورة حماية البيئة والمحافظة عليها ،ولعل ما
أشار إليه العالمة الكبير -ابن خلدون -في مقدمته الشهيرة ،خير دليل على ذلك ،حيث قال " إن الهواء إذا كان راكدا ً أو
مجاورا ً للمياه الفاسدة أو لمناقع متعفنة أو لمروج خبيثة أسرع إليها العفن من مجاورتها ،فأسرع المرض للحيوان الكائن فيه ال
محالة ،وهذه مشاهدة في المدن التي لم يراع فيها طيب الهواء وهي كثيرة األمراض في الغالب " .
وشعر اإلنسان منذ القدم بأهمية إصدار التشريعات وسن القوانين التي تحد من تلويث الهواء ولعل أول القوانين التي اتخذت في
هذا المجال كانت في لندن عام 1273م عندما أصدر الملك إدوارد األول قانونا ً يمنع استعمال الفحم منعا ً لتلوث الهواء ،وقد
جرى إعدام أحد الرجال في العصور الوسطى لحرقه الفحم ،ثم تكونت في إنجلترا فيما بعد بين األعوام 1310 -1285م أربع
هيئات لدراسة تلوث الهواء الذي نجم عن التحول من استخدام الحطب إلى الفحم في أفران صناعة الجير .
وقد أخذت الملوثات تزداد منذ الثورة الصناعية ،فأصبحت بعد الحرب األهلية األمريكية مشكلة مزمنة في الواليات المتحدة
األمريكية ،حتى أن حجم الملوثات وسمكها بلغ في بعض المناطق حدا ً كبيرا ً ،بحيث تشكل غطاءا ً كثيفا ً يحجب جزءا ً من أشعة
الشمس من الوصول إلى سطح األرض ،كما هو الحال في مدينة نيويورك ومدينة شيكاغو إذ تحجب ملوثات الهواء عن هاتين
المدينتين ما بين %40-%25من األشعة الشمسية الساقطة .ومع أن الواليات المتحدة وكثيرا من الدول أقرت مجموعة من
اإلجراءات الهامة منذ عشرات السنين لمنع تلوث الغالف الجوي ،فإن حالة الجو تزداد سوءا ً عاما ً بعد عام في جميع أقطار
العالم ،ألن تلوث الهواء ال يعترف بالحدود السياسية والجغرافية بين الدول.
وقد زاد ت ملوثات الهواء بالقاهرة عن المعدالت العالمية وتكررت بعض الظواهر المناخية لما يعرف بمصر بظاهرة السحابة
السوداء ( مصطلح اطلق على الضباب الدخانى ) وهو نتيجة عوامل كثيرة من اهمها حرق قش األرز والمخلفات وايضا عوادم
السيارات .
وقد اهتمت جميع دول العالم بمكافحة تلوث الهواء ممثلة في منظمات األمم المتحدة وايضا على المستوى االقليمى اهتمت
الحكومة المصرية بتوجهات الزعيم والقائد سيادة الرئيس محمد حسنى مبارك بسبل معالجة ومكافحة اسباب تلوث الهواء وانشأ
وزارة لشئون البيئة لمكافحة ذلك .
تلوث الهواء:
يختلف تلوث الهواء من مكان ألخر حسب سرعة الرياح والظروف الجوية فمثالً تتفاعل أكاسيد النيتروجين مع الهيدروكربونات
في وجود ضوء الشمس تحت ظروف جوية خاصة غالبا ً ما تكون في فصل الصيف لتنتج مواد كيميائية سامة مثل رباعي
األستيل بيروبين وغاز األوزون .
وتؤدي هذه المواد السامة مع بعض المكونات األخرى إلى ما يعرف بالضباب الدخاني -غالبا ً ما يكون لونه مائل للبني -ويحدث
الضباب الدخاني في المدن المزدحمة بالسيارات مثل القاهرة ونيويورك ولندن وغيرها من اشهر هذه الفترات تلك التي حدثت
في لندن عام 1952وراح ضحيتها 4000شخص وايضا السحابة السوداء التى حدثت بالقاهرة .
تعريف تلوث الهواء:
هو وجود أي مواد صلبه أو سائلة أو غازية بالهواء بكميات تؤدي إلى أضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية باالنسان
والحيوان والنباتات واآلالت والمعدات ،او تؤثر في طبيعة االشياء وتقدر خسارة العالم سنويا بحوالي 5000مليون دوالر ،
بسبب تأثير الهواء ،على المحاصيل والنباتات الزراعية .
طرق تلوث الهواء :
أوالً :بمواد صلبة معلقة :
كالدخان ،وعوادم السيارات ،واألتربة ،وحبوب اللقاح ،وغبار القطن ،وأتربة االسمنت ،وأتربة المبيدات الحشرية .
زيادة متوسط األمطار ورطوبة التربة وتخزن المياه في مناطق ونقصها في مناطق أخرى .
ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب انصهار الجليد في القارات القطبية .
ملوثات الهواء
تقسم إلى قسمين :
وعندما يكون االحتراق غير كامل ينتج أول أكسيد الكربون و دقائق عالقة من الكربون العنصري والعضوي وهيدروكربونات عديدة الحلقات .
ج :نعم ،مثل البراكين ،حرائق الغابات ،المياه المعدنية ،دخان المصانع ،مواقد البيوت التي يستخدم فيها الفحم والحطب ,لفافات التبغ وتدخين
السجائر .
ج :تترسب في داخل الجهاز التنفسي وقدرتها على امتصاص مواد أخرى من الهواء الجوي عالية .
.1استخدام الفحم والغاز الطبيعي والمواد والمشتقات النفطية كوسيلة للوقود في الصناعات والحرف المختلفة ومصادر
القوى واألغراض المعيشية المختلفة.
.2الحرف والصناعات المختلفة.
.3وسائل النقل البري والبحري والجوي.
.4النشاط السكاني ويتعلق بمخلفات المنازل من المواد الصلبة والسائلة وكذلك بسبب كثرة استخدام المبيدات الحشرية
والمذيبات الصناعية.
.5النشاط الزراعي وكثرة استخدام المواد الكيماوية المختلفة في أغراض التسميد والزراعة.
.6النشاط اإلشعاعي بسبب التفجيرات الذرية واستخدامات الطاقة النووية في األغراض السلمية.
لذلك تتسبب هذه الملوثات في كثير من أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي واألمراض الجلدية وأمراض العيون.
ويمكن تقسيم ملوثات الهواء إلى خمس مجموعات حسب تأثيرها الفسيولوجي على
اإلنسان والحيوان.
-1المواد المهيجة :
هذه المواد كاوية وتحدث التهابات في األسطح المخاطية أو الرطبة التي تتعرض لها ،وتختلف شدة هذه االلتهابات باختالف
درجة تركيز هذه الملوثات في الهواء ونوعية الجزء المعرض لها من الجسم ومدة التعرض .كثير من المواد المهيجة يهيئ
الجسم أو العضو المصاب منه لخطر اإلصابة بالسرطان.
.1مواد بسيطة وخاملة من الناحية الفسيولوجية مثل غازات ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين والهيليوم والميثان
والنيتروجين وأكسيد النيتروز ،وتؤدي كثرة هذه الملوثات إلى تخفيف نسبة األكسجين في الهواء المستنشق إلى أقل من
الحد الذي يتطلبه جسم اإلنسان .وبذلك تقل كمية األكسجين في الدم مما يؤثر على عملية التنفس الطبيعي في أنسجة
الجسم.
.2مواد كيماوية خانقة وهي تمنع الدم من استخالص األكسجين من الهواء المستنشق أو تمنع األنسجة من امتصاص
األكسجين الموجود في الدم .ومن أمثلة ذلك أول أكسيد الكربون وسيانيد الهيدروجين وكبريتيد الهيدروجين.
-4المواد السامة:
هي المواد التي تؤثر على المجموعة الـدموية مبـاشرة وتقسـم إلى خمـس مجموعات :
.1المواد التي تحدث ضررا ً عضويا ً بالجهاز الهضمي وأغلبيتها من المواد الكربوهيدروجينية المهلجنة.
.2المواد التي تتلف المجموعة الدموية ومعظمها من المذيبات العضوية مثل البنزين والفينول والتولوين والزيلين
والنفتالين.
.3سميات األعصاب مثل ثاني كبريتوز الكربون والكحول الميثيلي.
.4الفلزات مثل الرصاص والزئبق والمنجنيز والبريليوم والكادميوم واألنتيمون والمعادن الثقيلة األخرى.
.5الالفلزات غير العضوية مثل مركبات الزرنيخ والفوسفور والكبريت والفلوريدات والسيلينيوم.
الغبار الذي يحدث تليفات في الرئة كالسيليكا واإلسبستوس -.األتربة الخاملة وأغلبها من المواد الكربونية.
مسببات أمراض الحساسية مثل حبوب اللقاح والبكتريا والفطريات والميكروبات والنشارة و الروائح الكريهة.
المهيجات مثل التربة الحمضية والقلوية والفلوريدات والكرومات .وكثير منها يؤدي إلى اإلصابة بالسرطان.
سبل المعالجة
هذا التأثير الضار لتلوث الهواء قد دفع الكثير من الحكومات والجمعيات والمنظمات العالمية واألهلية ،وأحيانا ً تحت ضغط الرأي
العام ،إلى اتخاذ خطوات وتدابير تهدف إلى الحد من تلوث الهواء ،وبالتالي السيطرة على مراكز هذا التلوث ومصادره على
مختلف أنواعها ،وقد أظهرت مجمل الدراسات والقياسات التي أجريت في شتى أنحاء العالم أن معظم الملوثات الهوائية ينتج
من عمليات االحتراق المستعملة في مختلف القطاعات الصناعية إضافة إلى قطاع النقل ،وعمليات االحتراق هذه هي الوسيلة
التقليدية لتحويل الطاقة من حا ٍل إلى أخرى وتحديدا ً من طاقة حرارية مخزونة داخل الوقود إلى طاقات ميكانيكية أو كهربائية
وغيرها .
ولقد عمدت البلدان الصناعية إلى وضع سلسلة من اإلجراءات والتدابير اآليلة إلى التخفيف من تلوث الهواء.
- 2قطاع النقل
.1تخفيف استعمال السيارات واآلليات،
.2التشجيع على استعمال البنـزين الخالي من الرصاص.
.3تجهيز عوادم السيارات بالمحول الحفازي ,الذي يحول بعض الغازات الضارة الناجمة عن
االحتراق مثل أول أكسيد الكربون وأكسيدات النيتروجين والغازات الهيدروكربونية إلى مواد
أخرى أقل ضرراً ،مثل بخار الماء وثاني أكسيد الكربون.
المراجع
.1التلوث الهوائى والبيئة – الجزء الثاى ،د /.طلعت ابراهيم ،الناشر الهيئة العامة للكتاب . 1994،
.2التلوث مشكلة اليوم والغد ،د /.توفيق محمد قاسم ,الناشر الهيئة العامة للكتاب . 1995
.3القمامة ..نفايات ..ام ثروات ،ا.د /.محمد مختار الحلوجى ,الناشر الهيئة العامة للكتاب نوفمبر 1987
.
.4تلوث المياة العذبع ,د /.احمد عبدالوهاب عبدالجواد ،الدار العربية للنشر ط. 1995 , 1
.5انهم يقتلون البيئة ،د /.ممدوح حامد عطية . 1997
.6تلوث البيئة في مصر المخاطر والحلول ،مبروك سعد النجار ،الناشر الهيئة العامة للكتاب.
-1تلوث الهواء:
الهواء هو كل المخلوط الغازي الذي يمأل جو األرض بما في ذلك بخار الماء ،ويتكون أساساً من غازي النتروجين
نسبته %78,084واألكسجينن %20,946ويوجد إلى جانب ذلك غاز ثاني أكسيد الكربون نسبته %0,033وبخار الماء
وبعض الغازات الخاملة وتأتي أهمية األكسجين من دورة العظيم في تنفس الكائنات الحية التي ال يمكن أن تعيش
بدونه وهو يدخل في تكوين الخاليا الحية بنسبة تعادل ربع مجموع الذرات الداخلة في تركيبها .
ولكي يتم التوازن في البيئة وال يستمر تناقص األكسجين شاءت حكمة هللا سبحانه أن تقوم النباتات بتعويض هذا
الفاقد من خالل عملية البناء الضوئي ،حيث يتفاعل الماء مع غاز ثاني أكسيد الكربون في وجود الطاقة الضوئية التي
يمتصها النبات بواسطة مادة الكلوروفيل الخضراء ولذلك كانت حكمة هللا ذات اثر عظيم رائع فلوال النباتات لما استطعنا
أن نعيش بعد أن ينفد األكسيجين في عمليات التنفس واحتراق ،وال تواجد أي كائن حي في البر أو في البحر ،إذا أن
النباتات المائية أيضاً تقوم بعملية البناء الضوئي ،وتمد المياه باألكسجين الذي يذوب فيها والالزم لتنفس كل الكائنات
البحرية .
( هذا خلق هللا فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضالل مبين ) لقمان – ايه 11
لكل إنسان العصر الحديث قد جاء ودمر الغابات ،وطعن بالعمران على المساحات الخضراء وراحت مصانعه تلقي
كميات هائلة من األدخنة في السماء ،ولهذا كله أسوأ اآلثار عى الهواء وعلى توازن البيئة ،وإذا لجأنا إلى األرقام
لنستدل بها ،فسوف نفزع من تضخم التلوث ،فثاني أكسيد الكربون كانت النسبة المئوية الحجمية له حوالي
%0,029في نهاية القرن الماضي ،وقد ارتفعت إلى %0,033في عام 1970وينتظر أن تصل إلى أكثر من %0,038
في عام ،2000ولهذه الزيادة أثار سيئة جدا على التوازن البيئي .
هو وجود أي مواد صلبه أو سائلة أو غازية بالهواء بكميات تؤدي إلى أضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية باإلنسان
والحيوان والنباتات واآلالت والمعدات ،أو تؤثر في طبيعة األشياء وتقدر خسارة العالم سنويا بحوالي 5000مليون دوالر ،
بسبب تأثير الهواء ،على المحاصيل والنباتات الزراعية .
ويعتبر تلوث الهواء من أسوأ الملوثات بالجو ،وكلما ازداد عدد السكان في المنطقة الملوثة .
وعلى مدار التاريخ وتعاقب العصور لم يسلم الهواء من التلوث بدخول مواد غريبة عليه كالغازات واالبخرة التي كانت
تتصاعد من فوهات البراكين ،أو تنتج من احتراق الغابات ،وكاألتربة والكائنات الحية الدقيقة المسببة لألمراض ،اال أن
ذلك لم يكن بالكم الذي ال تحمد عقباه ،بل كان في وسع اإلنسان أن يتفاداه أو حتى يتحمله ،لكن المشكلة قد
برزت مع التصنيع وانتشار الثورة الصناعية في العالم ،ثم مع هذه الزيادة الرهيبة في عدد السكان ،وازدياد عدد
وسائل المواصالت وتطورها ،واعتمادها على المركبات الناتجة من تقطير البترول كوقود ،ولعل السيارات هي أسوأ
أسباب تلوث الهواء بالرغم من كونها ضرورة من ضروريات الحياة الحديثة ،فهي تنفث كميات كبيرة من الغازات التي
تلوث الجو ،كغاز أول أكسيد الكربون السام ،وثاني أكسيد الكبريت واألوزون .
أوال ً :بمواد صلبة معلقة :كالدخان ،وعوادم السارات ،واألتربة ،وحبوب اللقاح ،وغبار القطن ،وأتربة االسمنت ،
وأتربة المبيدات الحشرية .
ثانياً :بمواد غازية أو أبخرة سامة وخانقة مثل الكلور ،أول أكسيد الكربون ،أكسيد النتروجين ،ثاني أكسيد الكبريت ،
األوزون .
ثالثاً :بالبكتيريا والجراثيم ،والعفن الناتج من تحلل النباتات والحيوانات الميتة والنفايات االدمية .
اظهر هذا التلوث مع بداية استخدام الذرة في مجاالت الحياة المختلفة ،وخاصة في المجالين :العسكري والصناعي
،ولعلنا جميعا ما زلنا نذكر الضجة الهائلة التي حدثت بسبب الفقاعة الشهيرة في أحد المفاعالت الذرية بوالية (
بنسلفانيا ) بالواليات المتحدة االمريكية ،وما حادث انفجار القنبلتين الذريتين على ( ناجازاكي وهيروشيما ) إبان
الحرب العالمية الثانية ببعيد ،فما تزال أثار التلوث قائمة إلى اليوم ،ومازالت صورة المشوهين والمصابين عالقة
باألذهان ،وكائنة باالبدان ،وقد ظهرت بعد ذلك أنواع وأنواع من الملوثات فمثال ً عنصر االسترنشيوم 90الذي ينتج عن
االنفجارات النووية يتواجد في كل مكان تقريباً ،وتتزايد كميته مع االزدياد في إجراء التجارب النووية ،وهو يتساقط
على األشجار والمراعي ،فينتقل إلى األغنام والماشية ومنها إلى االنسان وهو يؤثر في إنتاجية اللبن من األبقار
والمواشي ،ويتلف العظام ،ويسبب العديد من األمراض وخطورة التفجيرات النووية تكمن في الغبار الذري الذي
ينبعث من مواقع التفجير الذري حيث يتساقط بفعل الجاذبية األرضية ،أو بواسطة األمطار فيلوث كل شئ ،ويتلف كل
شئ .
وفي ضوء ذلك يمكن أن نقرر أو أن نفسر العذاب الذي قد حل بقوم سيدنا لوط عليه السالم بأنه ،كان مطراً ملوثاً
بمواد مشعة ،وليس ذلك ببعيد فاألرض تحتوي على بعض الصخور المشعة مثل البتشبلند وهذه الصخور تتواجد منذ
االف السنين ،
وهو أحدث صيحة في مجال التلوث ،وهو ينتج عن المجاالت التي تنتج حول األجهزة االلكترونية إبتداء من الجرس
الكهربي والمذياع والتليفزيون ،وانتهاء إلى األقمار ا لصناعية ،حيث يحفل الفضاء حولنا بالموجات الراديوية والموجات
الكهرومغناطيسية وغيرها ،وهذه المجاالت تؤثر على الخاليا العصبية للمخ البشري ،وربما كانت مصدراً لبعض حاالت
عدم االتزان ،حاالت الصداع المزمن الذي تفشل الوسائل الطبية االكلينيكية في تشخيصه ،ولعل التغييرات التي
تحدث في المناخ هذه االيام ،حيث نرى أياما شديدة الحرارة في الشتاء ،وأياما شديدة البرودة في الصيف ،لعل ذلك
كله مرده إلى التلوث اإللكتروني في الهواء حولنا ،وخاصة بعد انتشار آالف األقمار الصناعية حول األرض .
تتجلى عظمة هللا ولطفه بعباده في هذا التصميم الرائع للكون ،وهذا التوازن الموجود فيه ،لكن اإلنسان بتدخله
األحمق يفسد من هذا التوازن ،في المجال الذي يعيش فيه ،وكأن هذا ما كانت تراه المالئكة حينما خلق هللا آدم –
قال تعالى ( :هو الذي خلق لكم مافي األرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شئ
عليم .وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح
بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما التعلمون ) سورة البقرة االيتان . 30 ،29
وجد أن للتلوث آثاراً ضارة على النباتات والحيونات واالنسان والتربة ،وسوف نناقش هذا األثر الناتج عن تلوث الهواء :
صحياً :تؤدي زيادة الغازات السامة إلى اإلصابة بأمراض الجهاز التنفسي والعيون ،كما أن زيادة تركيز بعض .i
المركبات الكيمائية كأبخرة األمينات العضوية يسبب بعض أنواع السرطان ،والبعض الغازات مثل أكاسيد غاز
النتروجين آثار ضارة على الجهاز العصبي ،كذلك فإن اإلشعاع الذري يحدث تشوهات خلقية تتوارثها إن لم
يسبب الموت .
مادياً :يؤدي االى اآلتي: .ii
يؤدي وجود التراب والضباب إلى عدم إمكانية الرؤية بالطرق األرضية والجوية .
حدوث صدأ وتأكل للمعدات والمباني ،مما يؤثر على عمرها المفيد ،وفي ذلك خسارة كبيرة .
التلوث بمواد صلبة يحجز جزءاً كبيراً من اشعة الشمس ،مما يؤدي إلى زيادة اإلضاءة الصناعية .
على الحيوانات :تسبب الفلوريدات عرجاً وكساحاً في هياكل المواشي العظمية في المناطق التي تسقط
فيها الفلوريدات ،أو تمتص بواسطة النباتات الخضراء ن كما أن أمالح الرصاص التي تخرج مع غازات العادم
تسبب تسماً للمواشي واألغنام والخيول ،وكذلك فإن ثاني اكسيد الكبريت شريك في نفق الماشية .
أما الحشرات الطائرة فإنها ال تستطيع العيش في هواء المدن الملوث ،ولعلك تتصور أيضاً ما هو المصير
المحتوم للطيور التي تعتمد في غذائها على هذه الحشرات ،وعلى سبيل المثال انقرض نوع من الطيور كان
يعيش في سماء مدينة لندن منذ حوالي 80عاماً ،ألن تلوث الهواء قد قضى على الحشرات الطائرة التي كان
يتغذى عليها .
على النباتات :تختنق ا لنباتات في الهواء غير النقي وسرعان ما تموت ،كما أن تلوث الهواء بالتراب ،والضباب
والدخان والهباب يؤدي إلى اختزال كمية أشعة الشمس التي تصل إلى األرض ،ويؤثر ذلك على نمو النباتات
وعلى نضج المحاصيل ،كما يقلل عملية التمثيل الضوئي من حيث كفاءتها ،وتساقط زهور بعض أنواع الفاكهة
كا البرتقال ومعظم األشجار دائمة الخضرة ،وتساقط األوراق والشجيرات نتيجة لسوء استخدام المبيدات
الحشرية الغازية ،وكمثال للنباتات التي تتأثر بالتلوث محاصيل الحدائق وزهور الزينة ،والبرسيم الحجازي ،
والحبوب ،والتبغ ،والخس ،واشجار الزينة ،كالسرو ،والجازورينا ،والزيزفون .
على المناخ :تؤدي اإلشعاعات الذرية واالنفجارات النووية إلى تغيرات كبيرة في الدورة الطبيعية للحياة على
سطح األرض ،كما أن بعض الغازات الناتجة من عوادم المصانع يؤدي وجودها إلى تكسير في طبقة األوزون
التي تحيط باألرض ،والتي قال عنها القران (:وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون ) .
إن تكسير طبقة األوزون يسمح للغازات الكونية والجسيمات الغريبة أن تدخل جو األرض ،وان تحدث فيه تغيرات كبيرة
،أيضاً ،فإن وجود الضباب والدخان والتراب في الهواء يؤدي إلى اختزال كمية االشعاع الضوئي التي تصل إلى سطح
األرض ،واألشعة الضوئية التي ال تصل إلى سطح بذلك ،تمتص ويعاد إشعاعها مرة أخرى إلى الغالف الجوي كطاقة
حرارية فإذا أضفنا إلى ذلك الطاقة الحراية التي التي تتسرب إلى الهواء نتيجة الحتراق الوقود من نفط وفحم وأخشاب
وغير ذلك ،فسوف نجد أننا نزيد تدريجياً من حرارة الجو ،ومن يدري ،إذا استمر االرتفاع المتزايد في درجة حرارة الجو
فقد يؤدي ذلك إلى انصهار جبال الجليد الموجود ة في القطبين واغراق األرض بالمياه ،وربما كان ذلكما تشير إليه
اآلية رقم 3في سورة االنفطار ( :وإذا البحار فجرت ) .حيث ذكر المفسرون أن تفجير البحار يعني اختالط مائها بعضه
ببعض ،وهذا يمكن له الحدوث لو انصهرت جبال الجليد الجليدية في المتجمدين الشمالي والجنوبي .
-2تلوث الماء
يعتبر تلوث الماء من أوائل الموضوعات التي اهتم بها العلماء والمختصون بمجال التلوث ،وليس من الغريب إذن ( أن
يكون حجم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أكبر من حجم تلك التي تناولت باقي فروع التلوث .
األول :أهمية الماء وضروريته ،فهو يدخل في كل العمليات البيولوجية والصناعية ،وال يمكن ألي كائن حي –مهما كان
شكله أو نوعه أو حجمه – أن يعيش بدونه ،فالكائنات الحية تحتاج إليه لكي تعيش ،والنباتات هي األخرى تحتاج إليه
لكي تنمو ( ،وقد أثبت علم الخلية أن الماء هو المكون الهام في تركيب مادة الخلية ،وهو وحدة البناء في كل كائن
نبات كان أم حيواناً ،وأثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء الزم لحدوث جميع التفاعالت والتحوالت التي تتم داخل
ً حي
أجسام األحياء فهو إما وسط أو عامل مساعد أو داخل في التفاعل أو ناتج عنه ،وأثبت علم وظائف األعضاء أن الماء
ضروري لقيام كل عضو بوظائفه التي بدونها ال تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها ) .
إن ذلك كله يتساوى مع االية الكريمة التي تعلن بصراحة عن إبداع الخالق جل وعال في جعل الماء ضرورياً لكل كائن
حي ،قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفال يؤمنون ) األنبياء . 30/
الثاني :أن الماء يشغل أكبر حيز في الغالف الحيوي ،وهو أكثر مادة منفردة موجودة به ،إذ تبلغ مسحة المسطح
المائي حوالي % 70.8من مساحة الكرة االرضية ،مما دفع بعض العلماء إلى أن يطلقوا اسم ( الكرة المائية ) على
االرض بدال من من الكرة األرضية .كما أن الماء يكون حوالي( %70-60من أجسام األحياء الراقية بما فيها االنسان ،
كما يكون حوالي %90من أجسام االحياء الدنيا ) وبالتالي فإن تلوث الماء يؤدي إلى حدوث أضرار بالغة ذو أخطار
جسيمة بالكائنات الحية ،ويخل بالتوازن البيئي الذي لن يكون له معنى ولن تكون له قيمة إذا ما فسدت خواص
المكون الرئيسي له وهو الماء .
يتلوث ال ماء بكل مايفسد خواصه أو يغير من طبيعته ،والمقصود بتلوث الماء هو تدنس مجاري الماء واألبار واالنهار
والبحار واالمطار والمياه الجوفية مما يجعل ماءها غير صالح لإلنسان أو الحيوان أو النباتات أو الكائنات التي تعيش في
البحار والمحيطات ،ويتلوث الماء عن طريق المخ لفات اإلنسانية والنباتية والحيوانية والصناعية التي تلقي فيه أو تصب
في فروعه ،كما تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب مياه المجاري إليها بما فيها من بكتريا وصبغات كيميائية ملوثة ،
ومن أهم ملوثات الماء ما يلي :
تتلوث مياه األمطار – خاصة في المناطق الصناعية ألنها تجمع أثناء سقوطها من السماء كل الملوثات الموجودة بالهواء
،والتي من أشهرها أكاسيد النتروجين وأكاسيد الكبريت وذرات التراب ،ومن الجدير بالذكر أن تلوث مياه االمطار
ظاهرة جديدة استحدثت مع انتشار التصنيع ،وإ لقاء كميات كبيرة من المخلفات والغازات واالتربة في الهواء أو الماء ،
وفي الماضي لم تعرف البشرية هذا النوع من التلوث ،وأنى لها هذا ؟
ولقد كان من فضل هللا على عباده ورحمه ولطفه بهم أن يكون ماء المطر الذي يتساقط من السماء ،ينزل خالياً من
الشوائب ،وأن يكون في غاية النقاء والصفاء والطهارة عند بدء تكوينه ،ويظل الماء طاهراً إلى أن يصل إلى سطح
االرض ،وقد قال هللا تعالى في كتابه العزيز مؤكداً ذلك قبل أن يتأكد منه العلم الحديث ( :وهو الذي أرسل الرياح
بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) الفرقان .48
( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجس الشيطان وليربط على
قلوبكم ويثبت به االقدام ) االنفال 11
وإذا كان ماء المطر نقيا عند بدء تكوينه فإن دوام الحال من المحال ،هكذا قال اإلنسان وهكذا هو يصنع ،لقد امتلئ
ا لهواء بالكثير من الملوثات الصلبة والغازية التي نفثتها مداخن المصانع ومحركات اآلالت والسيارات ،وهذه الملوثات
تذوب مع مياه األمطار وتتساقط مع الثلوج فتمتصها التربة لتضيف بذلك كماً جديداً من الملوثات إلى ذلك الموجود
بالتربة ،ويمتص النبات هذه السموم في جميع أجزائه ،فإذا تناول اإلنسان أو الحيوان هذه النباتات ادى ذلك الى
التسمم ( ليذيقهم بعض الذي علموا لعلهم يرجعون ) الروم 41
كما أن سقوط ماء المطر الملوث فوق المسطحات المائية كالمحيطات والبحار واالنهار والبحيرات يؤدي إلى تلوث هذه
المسطحات وإلى تسمم الكائنات البحرية واألسماك الموجودة بها ،وينتقل السم إلى االنسان إذا تناول هذه
األسماك الملوثة ،كما تموت الطيور البحرية التي تعتمد في غذائها على االسماك .
إنه انتحار شامل وبطيء يصنعه البعض من بني البشر ،والباقي في غفلة عما يحدث حوله ،حتى إذا وصل إليه تيار
التلوث أفاق وانتبه ن ولكن بعد أن يكون قد فاته األوان .
وهي تتلوث بالصابون والمنظفات الصناعية وبعض أنواع البكتريا والميكروبات الضارة ،وعندما تنتقل مياه المجاري إلى
األنهار والبحيرات فإنها تؤدي إلى تلوثا هي األخرى .
وهي تشمل مخلفات المصانع الغذائية والكيمائية واأللياف الصناعية والتي تؤدي إلى تلوث الماء بالدهون والبكتريا
والدماء واالحماض والقلويات واألصباغ والنفط ومركبات البترول والكيماويات واألمالح السامة كأمالح الزئبق والزرنيخ ،
وأمالح المعادن الثقيلة كالرصاص والكادميوم .
تلوث حرارياً للماء مما يؤثر تأثيراً ضاراً على البيئة وعلى حياتها ،مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي ألجيال
ً وهي تسبب
الحقة من اإلنسان وبقية حياتها مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي ألجيال الحقة من اإلنسان وبقية الكائنات .
والتي ترش على المحاصيل الزراعية أو التي تستخدم في إزالة األعشاب الضارة ،فينساب بعضها مع مياه الصرف
المصارف ،كذلك تتلوث مياه الترع والقنوات التي تغسل فيها معدات الرش وآالته ،ويؤدي ذلك إلى قتل األسماك
والكائنات البحرية كما يؤدي إلى نفوق الماشية والحيوانات التي تشرب من مياه الترع والقنوات الملوثة بهذه المبيدات
،ولعل المأساة التي حدثت في العراق عامي 1972– 1971م أو ضح دليل على ذلك حين تم استخدام نوع من
المبيدات الحشرية المحتوية على الزئبق مما أدي إلى دخول حوالي 6000شخص إلى المستشفيات ،ومات منهم
.500
وهو إما نتيجة لحوادث غرق الناقالت التي تتكرر سنوياً ،وإما نتيجة لقيام هذه الناقالت بعمليات التنظيف وغسل
خزاناتها وإلقاء مياه الغسل الملوثة في عرض البحر .
ومن أسباب تلوث مياه البحار أيضاً بزيت البترول تدفقه أثناء عم ليات البحث والتنقيب عنه ،كما حدث في شواطئ
كاليفورنيااا بالواليات المتحدة األمريكية في نهاية الستينيات ،وتكون نتيجة لذلك بقعة زيت كبيرة الحجم قدر طولها
بثمانمائة ميل على مياه المحيط الهادي ،وأدى ذلك إلى موت أعداد ال تحصى من طيور البحر ومن الدرافيل واألسماك
والكائنات البحرية نتيجة للتلوث .
هكذا رأينا كيف ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ،والخطورة الكبرى من تلوث الماء تكمن في
المياه الصالحة للشرب ،ومما يؤسف له أن هناك بعض األنهار لم تعد تصلح لهذا الغرض مثل نهر الرور بالمانيا ،كما أن
إلقاء مخ لفات المجاري في مجري األنهار دون معالجة يؤدي إلى تغير لون الماء ،وإلى نمو الطحالب والنباتات المائية
بصورة كثيفة ،مما يؤثر على المالحة وعلى سرعة التيار ،باإلضافة إلى أن الماء الراكد يكون مركزاً خصباً لنمو وتكاثر
الطفيليات المسببة لألمراض كالكوليرا والبلهارسيا والحمى التيفودية والدوسنتاريا وغيرها من األمراض ،وإذا نحن
تأملنا قوله تعالى ( :مثل لجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير
طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم
كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم ) سورة محمد اية . 15
و جدنا أن اآلية الكريمة ( توجه األنظار إلى أن الماء اآلسن الراكد المتغير ماء ضار ،وقد قررت اآلية الكريمة ذلك قبل
كشف المناظير المكبرة "ميكروسكوب" بقرون عدة حيث تبين أن الماء الراكد المتغير مستودع الماليين البكتريا الضارة
وغيرها من الطفيليات التي تصيب اإلنسان واألنعام بأضرار شتى ) .
والتي من أشهرها مادة د .د.ت ،وبالرغم من أن هذه المبيدات تفيد في مكافحة الحشرات الضارة ،إال أنها ذات تأثير قاتل على البكتريا الموجودة في
التربة ،والتي تقوم بتحليل المواد العضوية إلى مركبات كيميائية بسيطة يمتصها النبات ،وبالتالي تقل خصوبة التربة على مر الزمن مع استمرار
استخدام هذه المبيدات ،وهذه طامه كبرى ،وخاصة إذا أضفناا إلى ذلك المناعة التي تكتسبها الحشرات نتيجة الستخدام هذه المبيدات والتي تؤدي إلى
تواجد حشرات قوية ال تبقى وال ت ذر أي نبات أخضر إذا هاجمته أو داهمته .
إن مادة الـ د .د.ت تتسرب إلى جسم االنسان خالل الغذاء الذي يأتيه من النباتات والخضروات ويتركز هذا المبيد في الطبقات الدهنية بجسم االنسان الذي
إذا حاول أن يتخلص منها أدت إلى التسمم بهذا المبيد ،وتتركز خطورة مادة الـ د .د.ت في بقائها بالتربة الزراعية لفترة طويلة من الزمن دون أن تتحلل
،ولهذا ازدادت الصيحات والنداءات في اآلونة األخيرة بضرورة عدم استعمال هذه المادة كمبيد .
إنه لمن المؤسف أن االتجاهات الحديثة في مكافحة الحشرات تلجأ إلى استخدام المواد الكيميائية ،ويزيد الطين بلة استخدام الطائرات في رش الغابات
والنباتات والمحاصيل الزراعية .إن ذلك ال يؤدي إلى تساقط األوراق واألزهار واألعشاب فحسب ،بل يؤدي إلى تلوث الحبوب والثمار والخضروات
والتربة ،وذلك قد يؤدي إلى نوعين من التلوث :
األول :تلوث مباشر وينتج عن االستعمال اآلدمي المباشر للحبوب والثمار الملوثة .
الثاني :تلوث غير مباشر وهذا له صور شتى وطرق متعددة .
.1فهو إما أن يصاب اإلنسان من جراء تناوله للحوم الطيور التي تحصل على غذائها من التقاطها للحشرات الملوثة حيث تنتقل هذه المبيدات إلى
الطيور وتتراكم داخلها ويزداد تركيزها مع ازدياد تناول هذه الطيور للحشرات فإذا تناولها اإلنسان كانت سما ً بطيئا ً ،يؤدي إلى الموت كلما
تراكم وازدادت كميته وساء نوعه .
.2وهو إما أن يصاب به نتيجة لتناوله للحوم الحيوانات التي تتغذى على النباتات الملوثة .
.3كما يمكن أن يصاب به نتيجة لسقوط هذه المبيدات في التربة وامتصاص النبات لها ،ودخولها في بناء خاليا النبات نفسه .
ومن أشهر المبيدات الحشرية التي تضر بصحة اإلنسان تلك المحتوية على مركبات الزئبق ولقد سمي المرض الناتج عن التسمم بالزئبق بمرض
(الميناماتا) وذلك نسبة إلى منطقة خليج ( ميناماتا ) باليابان والتي ظهر فيها هذا المرض ألول مرة عام 1953م ،وذلك كنتيجة لتلوث المياه المستخدمة
في ري األراضي الزراعية بمخلفات تحتوي على مركبات الزئبق السامة الناتجة من أحد المصانع وحتى ولو كان بكميات صغيرة على جسم اإلنسان
حيث ترتخي العضالت وتتلف خاليا المخ وأعضاء الجسم األخ رى ،وتفقد العين بصرها ،وقد تؤدي إلى الموت كما تؤثر على الجنين في بطن أمه .
فهل بعد هذا فساد ؟ إنه لمن المزعج أن دعاة التقدم والتطور يعتقدون أن استخدم المبيدات الكيمائية والحشرية تساعد على حماية النباتات من خطر
الحشرات والفطريات التي تهاجمها .وأنها بذلك يزيدون اإلنتاج ويصلحون في األرض .
( وإذا قيل لهم ال تفسدوا في األرض قالوا إنما نحن مصلحون .أال إنهم هم المفسدون ولكن ال يشعرون ) .
وهي تلك الناتجة من مخلفات الحيوانات والطيور واإلنسان ،ومما هو معروف علميا ً أن هذه األسمدة تزيد من قدرة التربة على االحتفاظ بالماء .
وهي التي يصنعها اإلنسان من مركبات كيميائية فإنها تؤدي إلى تلوث التربة بالرغم من أن الغرض منها هو زيادة إنتاج األراضي الزراعية ،ولقد وجد Commented [p1]:
المهتمون بالزراعة في بريطانيا أن زيادة محصول الفدان الواحد في السنوات األخيرة ال تزيد على الرغم من الزيادة الكبيرة في استعمال األسمدة
الكيميائية يؤدي إلى تغطية التربة بطبقة ال مسامية أثناء سقوط األمطار الغزيرة ،بينما تقل احتماالت تكون هذه الطبقة في حالة األسمدة العضوية .
ونقول :في الوقت الذي فقد فيه المجاعات واألوبئة كثيرا ً من قسوتها وضراوتها في إرعاب البشرية نجد أن تلوث البيئة قد حل محل هذه األوبئة ،
وخطورة التلوث هو أنه من صنع اإلنسان وأن آثاره السيئة تعود عليه وعلى زراعته وصناعته ،بحيث تؤدي في النهاية إلى قتل النفس التي حرم هللا
قتلها إال بالحق ،وإلى تغيير شكل الحياة على األرض ،ومن الواجب علينا كمسلمين أن نحول منع ذلك بشتى الطرق الممكنة عمالً بقوله تعالى ( :من
قتل نفسا بغير نفس أو فساد في األرض فكأنما قتل الناس جميعا ً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ً ) المائدة . 22
ملخص من كتاب القرآن الكريم وتلوث البيئة -للمهندس محمد عبد القادر الفقي