Vous êtes sur la page 1sur 15

‫لقد بينت الدراسات واألبحاث أن تلوث الهواء يهدد حياة البشرية والكائنات الحية األخرى ‪ ،‬وأنه بالرغم من كل الجهود

التي‬
‫بذلت على مر السنين الماضية للحد من تدهور البيئة فإن الوضع البيئي اآلن أسوأ منه قبل عشرين سنة بالرغم من بعض‬
‫اإلنجازات الخاصة بالحد من التلوث في الدول الصناعية‪.‬‬
‫لقد أدرك أجدادنا العرب من القدم أهمية تلوث الهواء وأثره على المجتمع وضرورة حماية البيئة والمحافظة عليها ‪ ،‬ولعل ما‬
‫أشار إليه العالمة الكبير ‪ -‬ابن خلدون ‪ -‬في مقدمته الشهيرة ‪ ،‬خير دليل على ذلك ‪ ،‬حيث قال " إن الهواء إذا كان راكدا ً أو‬
‫مجاورا ً للمياه الفاسدة أو لمناقع متعفنة أو لمروج خبيثة أسرع إليها العفن من مجاورتها ‪ ،‬فأسرع المرض للحيوان الكائن فيه ال‬
‫محالة ‪ ،‬وهذه مشاهدة في المدن التي لم يراع فيها طيب الهواء وهي كثيرة األمراض في الغالب " ‪.‬‬

‫وشعر اإلنسان منذ القدم بأهمية إصدار التشريعات وسن القوانين التي تحد من تلويث الهواء ولعل أول القوانين التي اتخذت في‬
‫هذا المجال كانت في لندن عام ‪ 1273‬م عندما أصدر الملك إدوارد األول قانونا ً يمنع استعمال الفحم منعا ً لتلوث الهواء ‪ ،‬وقد‬
‫جرى إعدام أحد الرجال في العصور الوسطى لحرقه الفحم ‪ ،‬ثم تكونت في إنجلترا فيما بعد بين األعوام ‪ 1310 -1285‬م أربع‬
‫هيئات لدراسة تلوث الهواء الذي نجم عن التحول من استخدام الحطب إلى الفحم في أفران صناعة الجير ‪.‬‬

‫وقد أخذت الملوثات تزداد منذ الثورة الصناعية ‪ ،‬فأصبحت بعد الحرب األهلية األمريكية مشكلة مزمنة في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية ‪ ،‬حتى أن حجم الملوثات وسمكها بلغ في بعض المناطق حدا ً كبيرا ً ‪ ،‬بحيث تشكل غطاءا ً كثيفا ً يحجب جزءا ً من أشعة‬
‫الشمس من الوصول إلى سطح األرض ‪ ،‬كما هو الحال في مدينة نيويورك ومدينة شيكاغو إذ تحجب ملوثات الهواء عن هاتين‬
‫المدينتين ما بين ‪ %40-%25‬من األشعة الشمسية الساقطة ‪ .‬ومع أن الواليات المتحدة وكثيرا من الدول أقرت مجموعة من‬
‫اإلجراءات الهامة منذ عشرات السنين لمنع تلوث الغالف الجوي ‪ ،‬فإن حالة الجو تزداد سوءا ً عاما ً بعد عام في جميع أقطار‬
‫العالم ‪ ،‬ألن تلوث الهواء ال يعترف بالحدود السياسية والجغرافية بين الدول‪.‬‬

‫وقد زاد ت ملوثات الهواء بالقاهرة عن المعدالت العالمية وتكررت بعض الظواهر المناخية لما يعرف بمصر بظاهرة السحابة‬
‫السوداء ( مصطلح اطلق على الضباب الدخانى ) وهو نتيجة عوامل كثيرة من اهمها حرق قش األرز والمخلفات وايضا عوادم‬
‫السيارات ‪.‬‬

‫وقد اهتمت جميع دول العالم بمكافحة تلوث الهواء ممثلة في منظمات األمم المتحدة وايضا على المستوى االقليمى اهتمت‬
‫الحكومة المصرية بتوجهات الزعيم والقائد سيادة الرئيس محمد حسنى مبارك بسبل معالجة ومكافحة اسباب تلوث الهواء وانشأ‬
‫وزارة لشئون البيئة لمكافحة ذلك ‪.‬‬

‫تلوث الهواء‪:‬‬
‫يختلف تلوث الهواء من مكان ألخر حسب سرعة الرياح والظروف الجوية فمثالً تتفاعل أكاسيد النيتروجين مع الهيدروكربونات‬
‫في وجود ضوء الشمس تحت ظروف جوية خاصة غالبا ً ما تكون في فصل الصيف لتنتج مواد كيميائية سامة مثل رباعي‬
‫األستيل بيروبين وغاز األوزون ‪.‬‬
‫وتؤدي هذه المواد السامة مع بعض المكونات األخرى إلى ما يعرف بالضباب الدخاني ‪ -‬غالبا ً ما يكون لونه مائل للبني ‪ -‬ويحدث‬
‫الضباب الدخاني في المدن المزدحمة بالسيارات مثل القاهرة ونيويورك ولندن وغيرها من اشهر هذه الفترات تلك التي حدثت‬
‫في لندن عام ‪ 1952‬وراح ضحيتها ‪ 4000‬شخص وايضا السحابة السوداء التى حدثت بالقاهرة ‪.‬‬
‫تعريف تلوث الهواء‪:‬‬
‫هو وجود أي مواد صلبه أو سائلة أو غازية بالهواء بكميات تؤدي إلى أضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية باالنسان‬
‫والحيوان والنباتات واآلالت والمعدات ‪ ،‬او تؤثر في طبيعة االشياء وتقدر خسارة العالم سنويا بحوالي ‪ 5000‬مليون دوالر ‪،‬‬
‫بسبب تأثير الهواء ‪ ،‬على المحاصيل والنباتات الزراعية ‪.‬‬
‫طرق تلوث الهواء ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬بمواد صلبة معلقة ‪:‬‬
‫كالدخان ‪ ،‬وعوادم السيارات ‪ ،‬واألتربة ‪ ،‬وحبوب اللقاح ‪ ،‬وغبار القطن ‪ ،‬وأتربة االسمنت ‪ ،‬وأتربة المبيدات الحشرية ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬بمواد غازية أو أبخرة سامة وخانقة‬


‫مثل الكلور ‪ ،‬أول أكسيد الكربون ‪ ،‬أكسيد النيتروجين ‪ ،‬ثاني أكسيد الكبريت ‪ ،‬األوزون ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬بالبكتيريا والجراثيم‪ ،‬والعفن‬


‫الناتج من تحلل النباتات والحيوانات الميتة والنفايات اآلدمية ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬باإلشعاعات الذرية الطبيعية والصناعية‪.:‬‬


‫أسباب خطورة تلوث الهواء ‪:‬‬
‫يعتبرتلوث الهواء من أهم وأخطر المشاكل التي تواجهها كل المجتمعات‪ ،‬وذلك ألسباب عدّة منها‪:‬‬
‫‪ .1‬انتقال الهواء الملوث بحسب اتجاه الرياح وسرعتها من منطقة إلى أخرى وأحيانا ً لمسافات تقدر بمئات الكيلومترات‪،‬‬
‫وبالتالي فإن إمكان تفادي الهواء الملوث أو حصره يصبح غير ممكن عملياً‪.‬‬
‫‪ .2‬الكمية الكبيرة من الهواء التي تدخل جسم اإلنسان يوميا ً والتي تبلغ نحو ‪ 15‬كجم مقابلة بـ ‪ 2.5‬كجم من المياه وايضا‬
‫‪ 1.5‬كجم تقريبا من المأكوالت‪.‬‬
‫‪ .3‬تودى االثار السلبية لتلوث الهواء إلى تغيير االنظمة المناخية على سطح األرضمثل ‪:‬‬

‫يؤدى يؤدي الى تباطؤ الحياة النباتية والحيوانية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫زيادة متوسط األمطار ورطوبة التربة وتخزن المياه في مناطق ونقصها في مناطق أخرى ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب انصهار الجليد في القارات القطبية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أسباب تلوث الهواء‬


‫أسباب تلوث الهواء هي‪-:‬‬

‫قطاع النقل والمواصالت على أنواعها‬ ‫‪.1‬‬


‫مراكز االحتراق الثابتة‬ ‫‪.2‬‬
‫المراكز والتجمعات الصناعة‬ ‫‪.3‬‬
‫العوامل الطبيعية‬ ‫‪.4‬‬

‫ملوثات الهواء‬
‫تقسم إلى قسمين ‪:‬‬

‫ملوثات أساسية‬ ‫‪.1‬‬


‫ملوثات ثانوية‬ ‫‪.2‬‬

‫أوالً ‪ :‬الملوثات األساسية ‪:‬‬


‫(أ)‪ .‬األكاسيد ‪:‬‬
‫وهي الناتجة عن حرق الوقود مثل الفحم الحجري والنفط والغاز الطبيعي حرقا ً كامالً ‪.‬‬

‫وينتج عن ذلك ‪:‬‬

‫‪ .1‬ثاني أكسيد الكربون‬


‫‪ .2‬بخار الماء‬
‫‪ .3‬ثاني أكسيد الكبريت‬
‫‪ .4‬اكاسيد النيتروجين (‪ )NO , NO2‬والتي يرمز لها بصفتها مجموعة‪NO‬‬
‫‪ .5‬إضافة إلى العناصر الثقيلة التي تكون بحالة غازية أو صلبة دقيقة مثل ‪ :‬الزرنيخ (‪ )As‬والكادميوم (‪ )Cd‬والرصاص (‪ )Pb‬والزئبق (‪)Hg‬‬
‫‪.‬‬

‫وعندما يكون االحتراق غير كامل ينتج أول أكسيد الكربون و دقائق عالقة من الكربون العنصري والعضوي وهيدروكربونات عديدة الحلقات ‪.‬‬

‫س ‪ :‬هل هناك مصادر أخرى لتلوث الهواء باالكاسيد ؟‬

‫ج ‪ :‬نعم ‪ ،‬مثل البراكين ‪ ،‬حرائق الغابات ‪ ،‬المياه المعدنية ‪ ،‬دخان المصانع ‪ ،‬مواقد البيوت التي يستخدم فيها الفحم والحطب ‪ ,‬لفافات التبغ وتدخين‬
‫السجائر ‪.‬‬

‫ب‪ .‬المركبات العضوية المتطايرة ‪:‬‬


‫وهي الناتجة عن عوادم السيارات وحرق الفحم الحجري مثل ‪ :‬المركبات الهيدروكربونية كالميثان والبنزين والكلوروفورم ‪.‬‬

‫ج‪ .‬المركبات العالقة والقطيرات ‪:‬‬


‫وهي مواد صلبة توجد عالقة في الهواء مثل ‪ :‬الغبار وجراثيم الكائنات الحية المتحوصلة والرصاص وأمالح الكبريت وأمالح النترات ‪ .‬أما القطيرات‬
‫مثل ‪ :‬النفط والمبيدات الحشرية ‪.‬‬

‫س ‪ :‬ما خطورة المركبات العالقة والقطيرات ؟‬

‫ج ‪ :‬تترسب في داخل الجهاز التنفسي وقدرتها على امتصاص مواد أخرى من الهواء الجوي عالية ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬ملوثات الهواء الثانوية ‪Secondary Pir Pollutants :‬‬


‫مثل ‪:‬‬
‫الضباب الدخانى (‪ )Smog‬واألوزون والمطر الحمضي ‪ ،‬وهي ناتجة من تفاعل الملوثات األساسية للهواء مع بعضها بعضا ً أو‬
‫مع ملوثات أخرى أو مع الماء ‪ ،‬أو مع أشعة الشمس ‪.‬‬

‫مصادر تلوث الهواء‬

‫يمكن تقسيم مصادر تلوث الهواء إلى نوعين رئيسيين‪:‬‬


‫أوالً ‪ /‬المصادر الطبيعية ‪:‬‬
‫وهي المصادر التي ال دخل لإلنسان فيها‪ ،‬هذه المصادر يصعب التحكم فيها أو منع انبعاث الملوثات منها مع أنها تلوث الهواء‬
‫بكثير من الغازات واألتربة لكن األضرار الناتجة عن تلك الملوثات الطبيعية للهواء ليست جسيمة إذ تأقلمت معها كثير من ألوان‬
‫الحياة فوق سطح األرض بسبب تواجدها أو تواجد الكثير منها في الهواء منذ بدء الحياة ‪.‬‬

‫ومن أمثلة هذه الملوثات الطبيعية ‪:‬‬


‫‪ .1‬غازات ثاني أكسيد الكبريت‪ ،‬فلوريد الهيدروجين وكلوريد الهيدروجين المتصاعدة من البراكين المضطربة‪.‬‬
‫‪ .2‬أكاسيد النيتروجين الناتجة عن التفريغ الكهربي في السحب الرعدية‪.‬‬
‫‪ .3‬كبريتيد الهيدروجين الناتج عن انتزاع الغاز الطبيعي من جوف األرض أو بسبب البراكين أو تواجد البكتيريا الكبريتية‪.‬‬
‫‪ .4‬غاز األوزون المتخلق ضوئيا ً في الهواء الجوي أو بسبب التفريغ الكهربي في السحب‪.‬‬
‫‪ .5‬تساقط األتربة المتخلفة عن الشهب والنيازك إلى طبقات الجو السطحية‪.‬‬
‫‪ .6‬األمالح التي تنتشر في الهواء بفعل الرياح والعواصف وتلك التي تحملها المنخفضات والجبهات الجوية وتيارات الحمل‬
‫الحرارية من التربات العارية‪.‬‬
‫‪ .7‬حبيبات لقاح النباتات‪.‬‬
‫‪ .8‬الفطريات والبكتيريا والميكروبات المختلفة التي تنتشر في الهواء سواء كان مصدرها التربة أو نتيجة لتعفن الحيوانات‬
‫والطيور الميتة والفضالت اآلدمية‪.‬‬
‫‪ .9‬المواد ذات النشاط اإلشعاعي كتلك الموجودة في بعض تربات وصخور القشرة األرضية وكذلك الناتجة عن تأين بعض‬
‫الغازات الجوية بفعل األشعة الكونية‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ /‬المصادر غير الطبيعية ‪:‬‬


‫وهي التي تنشأ بفعل اإلنسان وبالتالي يصبح بمقدور اإلنسان نفسه أن يتحكم فيها ويمنع أو يخفض كميات الملوثات المنبعثة‬
‫منها‪ ،‬هذه المصادر تثير العديد مما ال يمكن حصره من مواد ملوثة وروائح كريهة وضوضاء معظمها ضار بأشكال الحياة‬
‫المختلفة ألنها حديثة التواجد في الهواء وتغير كثيرا ً من المواصفات والخصائص المعتادة للبيئة اإلنسانية‪.‬‬

‫وأهم تلك المصادر ‪:‬‬

‫‪ .1‬استخدام الفحم والغاز الطبيعي والمواد والمشتقات النفطية كوسيلة للوقود في الصناعات والحرف المختلفة ومصادر‬
‫القوى واألغراض المعيشية المختلفة‪.‬‬
‫‪ .2‬الحرف والصناعات المختلفة‪.‬‬
‫‪ .3‬وسائل النقل البري والبحري والجوي‪.‬‬
‫‪ .4‬النشاط السكاني ويتعلق بمخلفات المنازل من المواد الصلبة والسائلة وكذلك بسبب كثرة استخدام المبيدات الحشرية‬
‫والمذيبات الصناعية‪.‬‬
‫‪ .5‬النشاط الزراعي وكثرة استخدام المواد الكيماوية المختلفة في أغراض التسميد والزراعة‪.‬‬
‫‪ .6‬النشاط اإلشعاعي بسبب التفجيرات الذرية واستخدامات الطاقة النووية في األغراض السلمية‪.‬‬

‫وينتج عن كل هذه المصادر الطبيعية أو غير الطبيعية عدد من الملوثات ‪.‬‬

‫أضرار تلوث الهواء‬

‫سوف نوجز فيما يلي اآلثار المختلفة لملوثات الهواء‬


‫أثر التلوث على اإلنسان والحيوان‬
‫تدخل الملوثات إلى جسم اإلنسان والحيوان إما عن طريق االستنشاق وهذا أخطر الوسائل وأكثرها فعالية‪ ،‬وإما خالل المسام‬
‫الجلدية بسبب اللمس أو بسبب تراكم الملوثات على األغذية والمشروبات أو تعرض النباتات الغذائية لهذه الملوثات‪.‬‬

‫لذلك تتسبب هذه الملوثات في كثير من أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي واألمراض الجلدية وأمراض العيون‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم ملوثات الهواء إلى خمس مجموعات حسب تأثيرها الفسيولوجي على‬
‫اإلنسان والحيوان‪.‬‬
‫‪ -1‬المواد المهيجة ‪:‬‬
‫هذه المواد كاوية وتحدث التهابات في األسطح المخاطية أو الرطبة التي تتعرض لها‪ ،‬وتختلف شدة هذه االلتهابات باختالف‬
‫درجة تركيز هذه الملوثات في الهواء ونوعية الجزء المعرض لها من الجسم ومدة التعرض ‪ .‬كثير من المواد المهيجة يهيئ‬
‫الجسم أو العضو المصاب منه لخطر اإلصابة بالسرطان‪.‬‬

‫‪ -2‬المواد الخانقة ‪:‬‬


‫هي المواد التي تتداخل مع عمليات األكسدة في أنسجة الجسم المختلفة وتقسم هذه المواد إلى نوعين ‪:‬‬

‫‪ .1‬مواد بسيطة وخاملة من الناحية الفسيولوجية مثل غازات ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين والهيليوم والميثان‬
‫والنيتروجين وأكسيد النيتروز‪ ،‬وتؤدي كثرة هذه الملوثات إلى تخفيف نسبة األكسجين في الهواء المستنشق إلى أقل من‬
‫الحد الذي يتطلبه جسم اإلنسان ‪ .‬وبذلك تقل كمية األكسجين في الدم مما يؤثر على عملية التنفس الطبيعي في أنسجة‬
‫الجسم‪.‬‬
‫‪ .2‬مواد كيماوية خانقة وهي تمنع الدم من استخالص األكسجين من الهواء المستنشق أو تمنع األنسجة من امتصاص‬
‫األكسجين الموجود في الدم ‪ .‬ومن أمثلة ذلك أول أكسيد الكربون وسيانيد الهيدروجين وكبريتيد الهيدروجين‪.‬‬

‫‪ -3‬المواد المخدرة ‪:‬‬


‫هي المواد التي تحدث تأثيراتها على الجسم كله من خالل امتصاصها في الدم وتخفيفها جزئيا ً لضغطه مما يؤدي إلى ضعف أو‬
‫كساد المجموع العصبي المركزي في المخ‪ .‬ومن أمثلة ذلك المواد الكربوهيدروجينية والكحولية ‪.‬‬

‫‪ -4‬المواد السامة‪:‬‬
‫هي المواد التي تؤثر على المجموعة الـدموية مبـاشرة وتقسـم إلى خمـس مجموعات ‪:‬‬

‫‪ .1‬المواد التي تحدث ضررا ً عضويا ً بالجهاز الهضمي وأغلبيتها من المواد الكربوهيدروجينية المهلجنة‪.‬‬
‫‪ .2‬المواد التي تتلف المجموعة الدموية ومعظمها من المذيبات العضوية مثل البنزين والفينول والتولوين والزيلين‬
‫والنفتالين‪.‬‬
‫‪ .3‬سميات األعصاب مثل ثاني كبريتوز الكربون والكحول الميثيلي‪.‬‬
‫‪ .4‬الفلزات مثل الرصاص والزئبق والمنجنيز والبريليوم والكادميوم واألنتيمون والمعادن الثقيلة األخرى‪.‬‬
‫‪ .5‬الالفلزات غير العضوية مثل مركبات الزرنيخ والفوسفور والكبريت والفلوريدات والسيلينيوم‪.‬‬

‫‪ -5‬المواد الصلبة غير السامة‬


‫وهي المواد التي تهيج خاليا الجهاز التنفسي مثل ‪:‬‬

‫الغبار الذي يحدث تليفات في الرئة كالسيليكا واإلسبستوس‪ -.‬األتربة الخاملة وأغلبها من المواد الكربونية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مسببات أمراض الحساسية مثل حبوب اللقاح والبكتريا والفطريات والميكروبات والنشارة و الروائح الكريهة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المهيجات مثل التربة الحمضية والقلوية والفلوريدات والكرومات‪ .‬وكثير منها يؤدي إلى اإلصابة بالسرطان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سبل المعالجة‬
‫هذا التأثير الضار لتلوث الهواء قد دفع الكثير من الحكومات والجمعيات والمنظمات العالمية واألهلية‪ ،‬وأحيانا ً تحت ضغط الرأي‬
‫العام‪ ،‬إلى اتخاذ خطوات وتدابير تهدف إلى الحد من تلوث الهواء‪ ،‬وبالتالي السيطرة على مراكز هذا التلوث ومصادره على‬
‫مختلف أنواعها ‪ ،‬وقد أظهرت مجمل الدراسات والقياسات التي أجريت في شتى أنحاء العالم أن معظم الملوثات الهوائية ينتج‬
‫من عمليات االحتراق المستعملة في مختلف القطاعات الصناعية إضافة إلى قطاع النقل ‪ ،‬وعمليات االحتراق هذه هي الوسيلة‬
‫التقليدية لتحويل الطاقة من حا ٍل إلى أخرى وتحديدا ً من طاقة حرارية مخزونة داخل الوقود إلى طاقات ميكانيكية أو كهربائية‬
‫وغيرها ‪.‬‬

‫ولقد عمدت البلدان الصناعية إلى وضع سلسلة من اإلجراءات والتدابير اآليلة إلى التخفيف من تلوث الهواء‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬من أهم الخطوات والمقترحات لقطاعي الصناعة والنقل ما يلي‪:‬‬


‫‪ - 1‬قطاع الكهرباء والصناعات الثقيلة‬
‫تشمل سبل المعالجة على هذا الصعيد ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬التخفيف من استهالك الطاقة الكهربائية على الصعيد العام ‪.‬‬
‫‪ .2‬اعتماد سياسة بيئية في مشاريع إعادة تأهيل القطاع الكهربائي يقوم على مبدأ زيادة الطاقة‬
‫المنتجة بإقامة معامل جديدة ذات ضرر بيئي محدود‪.‬‬
‫‪ .3‬استحداث أسهم أو سندات تلويث الهواء وتوزيعها على مختلف القطاعات الصناعية‪.‬‬
‫‪ .4‬التحول إلى استعمال مصادر طاقة نظيفة ومتجددة‪ ،‬وهي متوافرة بكثرة في مصر‪.‬‬
‫‪ .5‬حظر استعمال بعض أنواع الوقود الرديء ذي الضرر العالي مثل مادة البتروكوك‪ ،‬وكذلك منع‬
‫استعمال المواد المسببة ألمراض سرطانية مثل مادة األميانت‪.‬‬

‫‪ - 2‬قطاع النقل‬
‫‪ .1‬تخفيف استعمال السيارات واآلليات‪،‬‬
‫‪ .2‬التشجيع على استعمال البنـزين الخالي من الرصاص‪.‬‬
‫‪ .3‬تجهيز عوادم السيارات بالمحول الحفازي ‪ ,‬الذي يحول بعض الغازات الضارة الناجمة عن‬
‫االحتراق مثل أول أكسيد الكربون وأكسيدات النيتروجين والغازات الهيدروكربونية إلى مواد‬
‫أخرى أقل ضرراً‪ ،‬مثل بخار الماء وثاني أكسيد الكربون‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مكافحة االسباب الطبيعية‬


‫‪ .1‬عدم حرق قش األرز وتحويله إلى سماد عضوى‬
‫‪ .2‬عدم حرق الطوب المصنوع من تجريف االراضى الزراعية واستبدال ذلك بالطوب المصنوع في المصانع والتى تراعى‬
‫المعايير الدولية للمحافظة على البيئة ‪.‬‬
‫‪ .3‬عمل مصانع للتخص من النفايات االدمية والطبيعية بطريقة آمنة ومحافظة على البيئة ‪.‬‬
‫‪ .4‬استبدال بعض العناصر والمواد الداخلة في صناعة بعض الصناعات الخطرة على البيئة بمواد صديقة للبيئة‬

‫المراجع‬
‫‪ .1‬التلوث الهوائى والبيئة – الجزء الثاى ‪ ،‬د‪ /.‬طلعت ابراهيم ‪ ،‬الناشر الهيئة العامة للكتاب ‪. 1994،‬‬
‫‪ .2‬التلوث مشكلة اليوم والغد ‪ ،‬د‪ /.‬توفيق محمد قاسم ‪ ,‬الناشر الهيئة العامة للكتاب ‪. 1995‬‬
‫‪ .3‬القمامة ‪ ..‬نفايات ‪ ..‬ام ثروات ‪ ،‬ا‪.‬د ‪ /.‬محمد مختار الحلوجى ‪ ,‬الناشر الهيئة العامة للكتاب نوفمبر ‪1987‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ .4‬تلوث المياة العذبع ‪ ,‬د‪ /.‬احمد عبدالوهاب عبدالجواد ‪ ،‬الدار العربية للنشر ط‪. 1995 , 1‬‬
‫‪ .5‬انهم يقتلون البيئة ‪ ،‬د‪ /.‬ممدوح حامد عطية ‪. 1997‬‬
‫‪ .6‬تلوث البيئة في مصر المخاطر والحلول ‪ ،‬مبروك سعد النجار ‪ ،‬الناشر الهيئة العامة للكتاب‪.‬‬
‫‪-1‬تلوث الهواء‪:‬‬

‫الهواء هو كل المخلوط الغازي الذي يمأل جو األرض بما في ذلك بخار الماء ‪ ،‬ويتكون أساساً من غازي النتروجين‬
‫نسبته ‪ %78,084‬واألكسجينن ‪ %20,946‬ويوجد إلى جانب ذلك غاز ثاني أكسيد الكربون نسبته ‪ %0,033‬وبخار الماء‬
‫وبعض الغازات الخاملة وتأتي أهمية األكسجين من دورة العظيم في تنفس الكائنات الحية التي ال يمكن أن تعيش‬
‫بدونه وهو يدخل في تكوين الخاليا الحية بنسبة تعادل ربع مجموع الذرات الداخلة في تركيبها ‪.‬‬

‫ولكي يتم التوازن في البيئة وال يستمر تناقص األكسجين شاءت حكمة هللا سبحانه أن تقوم النباتات بتعويض هذا‬
‫الفاقد من خالل عملية البناء الضوئي ‪ ،‬حيث يتفاعل الماء مع غاز ثاني أكسيد الكربون في وجود الطاقة الضوئية التي‬
‫يمتصها النبات بواسطة مادة الكلوروفيل الخضراء ولذلك كانت حكمة هللا ذات اثر عظيم رائع فلوال النباتات لما استطعنا‬
‫أن نعيش بعد أن ينفد األكسيجين في عمليات التنفس واحتراق ‪ ،‬وال تواجد أي كائن حي في البر أو في البحر ‪ ،‬إذا أن‬
‫النباتات المائية أيضاً تقوم بعملية البناء الضوئي ‪ ،‬وتمد المياه باألكسجين الذي يذوب فيها والالزم لتنفس كل الكائنات‬
‫البحرية ‪.‬‬

‫( هذا خلق هللا فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضالل مبين ) لقمان – ايه ‪11‬‬

‫لكل إنسان العصر الحديث قد جاء ودمر الغابات ‪ ،‬وطعن بالعمران على المساحات الخضراء وراحت مصانعه تلقي‬
‫كميات هائلة من األدخنة في السماء ‪ ،‬ولهذا كله أسوأ اآلثار عى الهواء وعلى توازن البيئة ‪ ،‬وإذا لجأنا إلى األرقام‬
‫لنستدل بها ‪ ،‬فسوف نفزع من تضخم التلوث ‪ ،‬فثاني أكسيد الكربون كانت النسبة المئوية الحجمية له حوالي‬
‫‪ %0,029‬في نهاية القرن الماضي ‪ ،‬وقد ارتفعت إلى ‪ %0,033‬في عام ‪ 1970‬وينتظر أن تصل إلى أكثر من ‪%0,038‬‬
‫في عام ‪ ،2000‬ولهذه الزيادة أثار سيئة جدا على التوازن البيئي ‪.‬‬

‫تعريف تلوث الهواء‪:‬‬

‫هو وجود أي مواد صلبه أو سائلة أو غازية بالهواء بكميات تؤدي إلى أضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية باإلنسان‬
‫والحيوان والنباتات واآلالت والمعدات ‪ ،‬أو تؤثر في طبيعة األشياء وتقدر خسارة العالم سنويا بحوالي ‪5000‬مليون دوالر ‪،‬‬
‫بسبب تأثير الهواء ‪ ،‬على المحاصيل والنباتات الزراعية ‪.‬‬

‫ويعتبر تلوث الهواء من أسوأ الملوثات بالجو ‪ ،‬وكلما ازداد عدد السكان في المنطقة الملوثة ‪.‬‬

‫وعلى مدار التاريخ وتعاقب العصور لم يسلم الهواء من التلوث بدخول مواد غريبة عليه كالغازات واالبخرة التي كانت‬
‫تتصاعد من فوهات البراكين ‪ ،‬أو تنتج من احتراق الغابات ‪ ،‬وكاألتربة والكائنات الحية الدقيقة المسببة لألمراض ‪ ،‬اال أن‬
‫ذلك لم يكن بالكم الذي ال تحمد عقباه ‪ ،‬بل كان في وسع اإلنسان أن يتفاداه أو حتى يتحمله ‪ ،‬لكن المشكلة قد‬
‫برزت مع التصنيع وانتشار الثورة الصناعية في العالم ‪ ،‬ثم مع هذه الزيادة الرهيبة في عدد السكان ‪ ،‬وازدياد عدد‬
‫وسائل المواصالت وتطورها ‪ ،‬واعتمادها على المركبات الناتجة من تقطير البترول كوقود ‪ ،‬ولعل السيارات هي أسوأ‬
‫أسباب تلوث الهواء بالرغم من كونها ضرورة من ضروريات الحياة الحديثة ‪ ،‬فهي تنفث كميات كبيرة من الغازات التي‬
‫تلوث الجو ‪ ،‬كغاز أول أكسيد الكربون السام ‪ ،‬وثاني أكسيد الكبريت واألوزون ‪.‬‬

‫طرق تلوث الهواء ‪:‬‬

‫أوال ً ‪ :‬بمواد صلبة معلقة ‪ :‬كالدخان ‪ ،‬وعوادم السارات ‪ ،‬واألتربة ‪ ،‬وحبوب اللقاح ‪ ،‬وغبار القطن ‪ ،‬وأتربة االسمنت ‪،‬‬
‫وأتربة المبيدات الحشرية ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬بمواد غازية أو أبخرة سامة وخانقة مثل الكلور ‪ ،‬أول أكسيد الكربون ‪ ،‬أكسيد النتروجين ‪ ،‬ثاني أكسيد الكبريت ‪،‬‬
‫األوزون ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬بالبكتيريا والجراثيم‪ ،‬والعفن الناتج من تحلل النباتات والحيوانات الميتة والنفايات االدمية ‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬باإلشعاعات الذرية الطبيعية والصناعية‪.:‬‬

‫اظهر هذا التلوث مع بداية استخدام الذرة في مجاالت الحياة المختلفة ‪ ،‬وخاصة في المجالين ‪ :‬العسكري والصناعي‬
‫‪ ،‬ولعلنا جميعا ما زلنا نذكر الضجة الهائلة التي حدثت بسبب الفقاعة الشهيرة في أحد المفاعالت الذرية بوالية (‬
‫بنسلفانيا ) بالواليات المتحدة االمريكية ‪ ،‬وما حادث انفجار القنبلتين الذريتين على ( ناجازاكي وهيروشيما ) إبان‬
‫الحرب العالمية الثانية ببعيد ‪ ،‬فما تزال أثار التلوث قائمة إلى اليوم ‪ ،‬ومازالت صورة المشوهين والمصابين عالقة‬
‫باألذهان ‪ ،‬وكائنة باالبدان ‪ ،‬وقد ظهرت بعد ذلك أنواع وأنواع من الملوثات فمثال ً عنصر االسترنشيوم ‪ 90‬الذي ينتج عن‬
‫االنفجارات النووية يتواجد في كل مكان تقريباً ‪ ،‬وتتزايد كميته مع االزدياد في إجراء التجارب النووية ‪ ،‬وهو يتساقط‬
‫على األشجار والمراعي ‪ ،‬فينتقل إلى األغنام والماشية ومنها إلى االنسان وهو يؤثر في إنتاجية اللبن من األبقار‬
‫والمواشي ‪ ،‬ويتلف العظام ‪ ،‬ويسبب العديد من األمراض وخطورة التفجيرات النووية تكمن في الغبار الذري الذي‬
‫ينبعث من مواقع التفجير الذري حيث يتساقط بفعل الجاذبية األرضية ‪ ،‬أو بواسطة األمطار فيلوث كل شئ ‪ ،‬ويتلف كل‬
‫شئ ‪.‬‬

‫وفي ضوء ذلك يمكن أن نقرر أو أن نفسر العذاب الذي قد حل بقوم سيدنا لوط عليه السالم بأنه ‪ ،‬كان مطراً ملوثاً‬
‫بمواد مشعة ‪ ،‬وليس ذلك ببعيد فاألرض تحتوي على بعض الصخور المشعة مثل البتشبلند وهذه الصخور تتواجد منذ‬
‫االف السنين ‪،‬‬

‫خامسا‪ :‬التلوث األكتروني ‪:‬‬

‫وهو أحدث صيحة في مجال التلوث ‪ ،‬وهو ينتج عن المجاالت التي تنتج حول األجهزة االلكترونية إبتداء من الجرس‬
‫الكهربي والمذياع والتليفزيون ‪ ،‬وانتهاء إلى األقمار ا لصناعية ‪ ،‬حيث يحفل الفضاء حولنا بالموجات الراديوية والموجات‬
‫الكهرومغناطيسية وغيرها ‪ ،‬وهذه المجاالت تؤثر على الخاليا العصبية للمخ البشري ‪ ،‬وربما كانت مصدراً لبعض حاالت‬
‫عدم االتزان ‪ ،‬حاالت الصداع المزمن الذي تفشل الوسائل الطبية االكلينيكية في تشخيصه ‪ ،‬ولعل التغييرات التي‬
‫تحدث في المناخ هذه االيام ‪ ،‬حيث نرى أياما شديدة الحرارة في الشتاء ‪ ،‬وأياما شديدة البرودة في الصيف ‪ ،‬لعل ذلك‬
‫كله مرده إلى التلوث اإللكتروني في الهواء حولنا ‪ ،‬وخاصة بعد انتشار آالف األقمار الصناعية حول األرض ‪.‬‬

‫تأثير تلوث الهواء على البر والبحر ‪:‬‬

‫تتجلى عظمة هللا ولطفه بعباده في هذا التصميم الرائع للكون ‪ ،‬وهذا التوازن الموجود فيه ‪ ،‬لكن اإلنسان بتدخله‬
‫األحمق يفسد من هذا التوازن ‪ ،‬في المجال الذي يعيش فيه ‪ ،‬وكأن هذا ما كانت تراه المالئكة حينما خلق هللا آدم –‬
‫قال تعالى ‪( :‬هو الذي خلق لكم مافي األرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شئ‬
‫عليم ‪ .‬وإذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح‬
‫بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما التعلمون ) سورة البقرة االيتان ‪. 30 ،29‬‬

‫وجد أن للتلوث آثاراً ضارة على النباتات والحيونات واالنسان والتربة ‪ ،‬وسوف نناقش هذا األثر الناتج عن تلوث الهواء ‪:‬‬

‫صحياً ‪ :‬تؤدي زيادة الغازات السامة إلى اإلصابة بأمراض الجهاز التنفسي والعيون ‪ ،‬كما أن زيادة تركيز بعض‬ ‫‪.i‬‬
‫المركبات الكيمائية كأبخرة األمينات العضوية يسبب بعض أنواع السرطان ‪ ،‬والبعض الغازات مثل أكاسيد غاز‬
‫النتروجين آثار ضارة على الجهاز العصبي ‪ ،‬كذلك فإن اإلشعاع الذري يحدث تشوهات خلقية تتوارثها إن لم‬
‫يسبب الموت ‪.‬‬
‫مادياً ‪ :‬يؤدي االى اآلتي‪:‬‬ ‫‪.ii‬‬

‫يؤدي وجود التراب والضباب إلى عدم إمكانية الرؤية بالطرق األرضية والجوية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حدوث صدأ وتأكل للمعدات والمباني ‪ ،‬مما يؤثر على عمرها المفيد ‪ ،‬وفي ذلك خسارة كبيرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التلوث بمواد صلبة يحجز جزءاً كبيراً من اشعة الشمس ‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة اإلضاءة الصناعية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫على الحيوانات ‪ :‬تسبب الفلوريدات عرجاً وكساحاً في هياكل المواشي العظمية في المناطق التي تسقط‬ ‫‪‬‬
‫فيها الفلوريدات ‪ ،‬أو تمتص بواسطة النباتات الخضراء ن كما أن أمالح الرصاص التي تخرج مع غازات العادم‬
‫تسبب تسماً للمواشي واألغنام والخيول ‪ ،‬وكذلك فإن ثاني اكسيد الكبريت شريك في نفق الماشية ‪.‬‬
‫أما الحشرات الطائرة فإنها ال تستطيع العيش في هواء المدن الملوث ‪ ،‬ولعلك تتصور أيضاً ما هو المصير‬ ‫‪‬‬
‫المحتوم للطيور التي تعتمد في غذائها على هذه الحشرات ‪ ،‬وعلى سبيل المثال انقرض نوع من الطيور كان‬
‫يعيش في سماء مدينة لندن منذ حوالي ‪ 80‬عاماً ‪ ،‬ألن تلوث الهواء قد قضى على الحشرات الطائرة التي كان‬
‫يتغذى عليها ‪.‬‬
‫على النباتات ‪ :‬تختنق ا لنباتات في الهواء غير النقي وسرعان ما تموت ‪ ،‬كما أن تلوث الهواء بالتراب ‪ ،‬والضباب‬ ‫‪‬‬
‫والدخان والهباب يؤدي إلى اختزال كمية أشعة الشمس التي تصل إلى األرض ‪ ،‬ويؤثر ذلك على نمو النباتات‬
‫وعلى نضج المحاصيل ‪ ،‬كما يقلل عملية التمثيل الضوئي من حيث كفاءتها ‪ ،‬وتساقط زهور بعض أنواع الفاكهة‬
‫كا البرتقال ومعظم األشجار دائمة الخضرة ‪ ،‬وتساقط األوراق والشجيرات نتيجة لسوء استخدام المبيدات‬
‫الحشرية الغازية ‪ ،‬وكمثال للنباتات التي تتأثر بالتلوث محاصيل الحدائق وزهور الزينة ‪ ،‬والبرسيم الحجازي ‪،‬‬
‫والحبوب ‪ ،‬والتبغ ‪ ،‬والخس ‪ ،‬واشجار الزينة ‪ ،‬كالسرو ‪ ،‬والجازورينا ‪ ،‬والزيزفون ‪.‬‬
‫على المناخ ‪ :‬تؤدي اإلشعاعات الذرية واالنفجارات النووية إلى تغيرات كبيرة في الدورة الطبيعية للحياة على‬ ‫‪‬‬
‫سطح األرض ‪ ،‬كما أن بعض الغازات الناتجة من عوادم المصانع يؤدي وجودها إلى تكسير في طبقة األوزون‬
‫التي تحيط باألرض ‪ ،‬والتي قال عنها القران ‪ (:‬وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون ) ‪.‬‬

‫إن تكسير طبقة األوزون يسمح للغازات الكونية والجسيمات الغريبة أن تدخل جو األرض ‪ ،‬وان تحدث فيه تغيرات كبيرة‬
‫‪ ،‬أيضاً ‪ ،‬فإن وجود الضباب والدخان والتراب في الهواء يؤدي إلى اختزال كمية االشعاع الضوئي التي تصل إلى سطح‬
‫األرض ‪ ،‬واألشعة الضوئية التي ال تصل إلى سطح بذلك ‪ ،‬تمتص ويعاد إشعاعها مرة أخرى إلى الغالف الجوي كطاقة‬
‫حرارية فإذا أضفنا إلى ذلك الطاقة الحراية التي التي تتسرب إلى الهواء نتيجة الحتراق الوقود من نفط وفحم وأخشاب‬
‫وغير ذلك ‪ ،‬فسوف نجد أننا نزيد تدريجياً من حرارة الجو ‪ ،‬ومن يدري ‪ ،‬إذا استمر االرتفاع المتزايد في درجة حرارة الجو‬
‫فقد يؤدي ذلك إلى انصهار جبال الجليد الموجود ة في القطبين واغراق األرض بالمياه ‪ ،‬وربما كان ذلكما تشير إليه‬
‫اآلية رقم ‪ 3‬في سورة االنفطار ‪ ( :‬وإذا البحار فجرت ) ‪.‬حيث ذكر المفسرون أن تفجير البحار يعني اختالط مائها بعضه‬
‫ببعض ‪ ،‬وهذا يمكن له الحدوث لو انصهرت جبال الجليد الجليدية في المتجمدين الشمالي والجنوبي ‪.‬‬

‫‪-2‬تلوث الماء‬

‫أول وأخطر مشكلة ‪:‬‬

‫يعتبر تلوث الماء من أوائل الموضوعات التي اهتم بها العلماء والمختصون بمجال التلوث ‪ ،‬وليس من الغريب إذن ( أن‬
‫يكون حجم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع أكبر من حجم تلك التي تناولت باقي فروع التلوث ‪.‬‬

‫ولعل السر في ذلك مرده إلى سببين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬أهمية الماء وضروريته ‪ ،‬فهو يدخل في كل العمليات البيولوجية والصناعية ‪ ،‬وال يمكن ألي كائن حي –مهما كان‬
‫شكله أو نوعه أو حجمه – أن يعيش بدونه ‪ ،‬فالكائنات الحية تحتاج إليه لكي تعيش ‪ ،‬والنباتات هي األخرى تحتاج إليه‬
‫لكي تنمو ‪ ( ،‬وقد أثبت علم الخلية أن الماء هو المكون الهام في تركيب مادة الخلية ‪ ،‬وهو وحدة البناء في كل كائن‬
‫نبات كان أم حيواناً ‪ ،‬وأثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء الزم لحدوث جميع التفاعالت والتحوالت التي تتم داخل‬
‫ً‬ ‫حي‬
‫أجسام األحياء فهو إما وسط أو عامل مساعد أو داخل في التفاعل أو ناتج عنه ‪ ،‬وأثبت علم وظائف األعضاء أن الماء‬
‫ضروري لقيام كل عضو بوظائفه التي بدونها ال تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها ) ‪.‬‬
‫إن ذلك كله يتساوى مع االية الكريمة التي تعلن بصراحة عن إبداع الخالق جل وعال في جعل الماء ضرورياً لكل كائن‬
‫حي ‪ ،‬قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفال يؤمنون ) األنبياء ‪. 30/‬‬

‫الثاني ‪ :‬أن الماء يشغل أكبر حيز في الغالف الحيوي ‪ ،‬وهو أكثر مادة منفردة موجودة به ‪ ،‬إذ تبلغ مسحة المسطح‬
‫المائي حوالي ‪ % 70.8‬من مساحة الكرة االرضية ‪ ،‬مما دفع بعض العلماء إلى أن يطلقوا اسم ( الكرة المائية ) على‬
‫االرض بدال من من الكرة األرضية ‪ .‬كما أن الماء يكون حوالي( ‪ %70-60‬من أجسام األحياء الراقية بما فيها االنسان ‪،‬‬
‫كما يكون حوالي ‪ %90‬من أجسام االحياء الدنيا ) وبالتالي فإن تلوث الماء يؤدي إلى حدوث أضرار بالغة ذو أخطار‬
‫جسيمة بالكائنات الحية ‪ ،‬ويخل بالتوازن البيئي الذي لن يكون له معنى ولن تكون له قيمة إذا ما فسدت خواص‬
‫المكون الرئيسي له وهو الماء ‪.‬‬

‫مصادر تلوث الماء ‪:‬‬

‫يتلوث ال ماء بكل مايفسد خواصه أو يغير من طبيعته ‪ ،‬والمقصود بتلوث الماء هو تدنس مجاري الماء واألبار واالنهار‬
‫والبحار واالمطار والمياه الجوفية مما يجعل ماءها غير صالح لإلنسان أو الحيوان أو النباتات أو الكائنات التي تعيش في‬
‫البحار والمحيطات ‪ ،‬ويتلوث الماء عن طريق المخ لفات اإلنسانية والنباتية والحيوانية والصناعية التي تلقي فيه أو تصب‬
‫في فروعه ‪ ،‬كما تتلوث المياه الجوفية نتيجة لتسرب مياه المجاري إليها بما فيها من بكتريا وصبغات كيميائية ملوثة ‪،‬‬
‫ومن أهم ملوثات الماء ما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬مياه األمطار الملوثة‪:‬‬

‫تتلوث مياه األمطار – خاصة في المناطق الصناعية ألنها تجمع أثناء سقوطها من السماء كل الملوثات الموجودة بالهواء‬
‫‪ ،‬والتي من أشهرها أكاسيد النتروجين وأكاسيد الكبريت وذرات التراب ‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن تلوث مياه االمطار‬
‫ظاهرة جديدة استحدثت مع انتشار التصنيع ‪ ،‬وإ لقاء كميات كبيرة من المخلفات والغازات واالتربة في الهواء أو الماء ‪،‬‬
‫وفي الماضي لم تعرف البشرية هذا النوع من التلوث ‪ ،‬وأنى لها هذا ؟‬

‫ولقد كان من فضل هللا على عباده ورحمه ولطفه بهم أن يكون ماء المطر الذي يتساقط من السماء ‪ ،‬ينزل خالياً من‬
‫الشوائب ‪ ،‬وأن يكون في غاية النقاء والصفاء والطهارة عند بدء تكوينه ‪ ،‬ويظل الماء طاهراً إلى أن يصل إلى سطح‬
‫االرض ‪ ،‬وقد قال هللا تعالى في كتابه العزيز مؤكداً ذلك قبل أن يتأكد منه العلم الحديث ‪ ( :‬وهو الذي أرسل الرياح‬
‫بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) الفرقان ‪.48‬‬

‫وقال أيضا ‪:‬‬

‫( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجس الشيطان وليربط على‬
‫قلوبكم ويثبت به االقدام ) االنفال ‪11‬‬

‫وإذا كان ماء المطر نقيا عند بدء تكوينه فإن دوام الحال من المحال ‪ ،‬هكذا قال اإلنسان وهكذا هو يصنع ‪ ،‬لقد امتلئ‬
‫ا لهواء بالكثير من الملوثات الصلبة والغازية التي نفثتها مداخن المصانع ومحركات اآلالت والسيارات ‪ ،‬وهذه الملوثات‬
‫تذوب مع مياه األمطار وتتساقط مع الثلوج فتمتصها التربة لتضيف بذلك كماً جديداً من الملوثات إلى ذلك الموجود‬
‫بالتربة ‪ ،‬ويمتص النبات هذه السموم في جميع أجزائه ‪ ،‬فإذا تناول اإلنسان أو الحيوان هذه النباتات ادى ذلك الى‬
‫التسمم ( ليذيقهم بعض الذي علموا لعلهم يرجعون ) الروم ‪41‬‬

‫كما أن سقوط ماء المطر الملوث فوق المسطحات المائية كالمحيطات والبحار واالنهار والبحيرات يؤدي إلى تلوث هذه‬
‫المسطحات وإلى تسمم الكائنات البحرية واألسماك الموجودة بها ‪ ،‬وينتقل السم إلى االنسان إذا تناول هذه‬
‫األسماك الملوثة ‪ ،‬كما تموت الطيور البحرية التي تعتمد في غذائها على االسماك ‪.‬‬
‫إنه انتحار شامل وبطيء يصنعه البعض من بني البشر ‪ ،‬والباقي في غفلة عما يحدث حوله ‪ ،‬حتى إذا وصل إليه تيار‬
‫التلوث أفاق وانتبه ن ولكن بعد أن يكون قد فاته األوان ‪.‬‬

‫‪ .2‬مياه المجاري ‪:‬‬

‫وهي تتلوث بالصابون والمنظفات الصناعية وبعض أنواع البكتريا والميكروبات الضارة ‪ ،‬وعندما تنتقل مياه المجاري إلى‬
‫األنهار والبحيرات فإنها تؤدي إلى تلوثا هي األخرى ‪.‬‬

‫‪ .3‬المخلفات الصناعية ‪:‬‬

‫وهي تشمل مخلفات المصانع الغذائية والكيمائية واأللياف الصناعية والتي تؤدي إلى تلوث الماء بالدهون والبكتريا‬
‫والدماء واالحماض والقلويات واألصباغ والنفط ومركبات البترول والكيماويات واألمالح السامة كأمالح الزئبق والزرنيخ ‪،‬‬
‫وأمالح المعادن الثقيلة كالرصاص والكادميوم ‪.‬‬

‫‪ .4‬المفاعالت النووية ‪:‬‬

‫تلوث حرارياً للماء مما يؤثر تأثيراً ضاراً على البيئة وعلى حياتها ‪ ،‬مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي ألجيال‬
‫ً‬ ‫وهي تسبب‬
‫الحقة من اإلنسان وبقية حياتها مع احتمال حدوث تلوث إشعاعي ألجيال الحقة من اإلنسان وبقية الكائنات ‪.‬‬

‫‪ .5‬المبيدات الحشرية ‪:‬‬

‫والتي ترش على المحاصيل الزراعية أو التي تستخدم في إزالة األعشاب الضارة ‪ ،‬فينساب بعضها مع مياه الصرف‬
‫المصارف ‪ ،‬كذلك تتلوث مياه الترع والقنوات التي تغسل فيها معدات الرش وآالته ‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى قتل األسماك‬
‫والكائنات البحرية كما يؤدي إلى نفوق الماشية والحيوانات التي تشرب من مياه الترع والقنوات الملوثة بهذه المبيدات‬
‫‪ ،‬ولعل المأساة التي حدثت في العراق عامي ‪1972– 1971‬م أو ضح دليل على ذلك حين تم استخدام نوع من‬
‫المبيدات الحشرية المحتوية على الزئبق مما أدي إلى دخول حوالي ‪6000‬شخص إلى المستشفيات ‪ ،‬ومات منهم‬
‫‪.500‬‬

‫‪ .6‬التلوث الناتج عن تسرب البترول الى مياه البحار والمحطات ‪:‬‬

‫وهو إما نتيجة لحوادث غرق الناقالت التي تتكرر سنوياً ‪ ،‬وإما نتيجة لقيام هذه الناقالت بعمليات التنظيف وغسل‬
‫خزاناتها وإلقاء مياه الغسل الملوثة في عرض البحر ‪.‬‬

‫ومن أسباب تلوث مياه البحار أيضاً بزيت البترول تدفقه أثناء عم ليات البحث والتنقيب عنه ‪ ،‬كما حدث في شواطئ‬
‫كاليفورنيااا بالواليات المتحدة األمريكية في نهاية الستينيات ‪ ،‬وتكون نتيجة لذلك بقعة زيت كبيرة الحجم قدر طولها‬
‫بثمانمائة ميل على مياه المحيط الهادي ‪ ،‬وأدى ذلك إلى موت أعداد ال تحصى من طيور البحر ومن الدرافيل واألسماك‬
‫والكائنات البحرية نتيجة للتلوث ‪.‬‬

‫هكذا رأينا كيف ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ‪ ،‬والخطورة الكبرى من تلوث الماء تكمن في‬
‫المياه الصالحة للشرب ‪ ،‬ومما يؤسف له أن هناك بعض األنهار لم تعد تصلح لهذا الغرض مثل نهر الرور بالمانيا ‪ ،‬كما أن‬
‫إلقاء مخ لفات المجاري في مجري األنهار دون معالجة يؤدي إلى تغير لون الماء ‪ ،‬وإلى نمو الطحالب والنباتات المائية‬
‫بصورة كثيفة ‪ ،‬مما يؤثر على المالحة وعلى سرعة التيار ‪ ،‬باإلضافة إلى أن الماء الراكد يكون مركزاً خصباً لنمو وتكاثر‬
‫الطفيليات المسببة لألمراض كالكوليرا والبلهارسيا والحمى التيفودية والدوسنتاريا وغيرها من األمراض ‪ ،‬وإذا نحن‬
‫تأملنا قوله تعالى ‪ ( :‬مثل لجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير‬
‫طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم‬
‫كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم ) سورة محمد اية ‪. 15‬‬
‫و جدنا أن اآلية الكريمة ( توجه األنظار إلى أن الماء اآلسن الراكد المتغير ماء ضار ‪ ،‬وقد قررت اآلية الكريمة ذلك قبل‬
‫كشف المناظير المكبرة "ميكروسكوب" بقرون عدة حيث تبين أن الماء الراكد المتغير مستودع الماليين البكتريا الضارة‬
‫وغيرها من الطفيليات التي تصيب اإلنسان واألنعام بأضرار شتى ) ‪.‬‬

‫‪-3‬تلوث األرض ‪:‬‬


‫يتلوث سطح األرض نتيجة التراكم المواد والمخلفات الصلبة التي تنتج من المصانع والمزارع والنوادي والمنازل والمطاع والشوارع ‪ ،‬كما يتلوث أيضا ً‬
‫من مخلفات المزارع كأعواد المحاصيل الجافة ورماد احتراقها ‪.‬‬

‫المبيدات الحشرية ‪:‬‬

‫والتي من أشهرها مادة د ‪.‬د‪.‬ت ‪ ،‬وبالرغم من أن هذه المبيدات تفيد في مكافحة الحشرات الضارة ‪ ،‬إال أنها ذات تأثير قاتل على البكتريا الموجودة في‬
‫التربة ‪ ،‬والتي تقوم بتحليل المواد العضوية إلى مركبات كيميائية بسيطة يمتصها النبات ‪ ،‬وبالتالي تقل خصوبة التربة على مر الزمن مع استمرار‬
‫استخدام هذه المبيدات ‪ ،‬وهذه طامه كبرى ‪ ،‬وخاصة إذا أضفناا إلى ذلك المناعة التي تكتسبها الحشرات نتيجة الستخدام هذه المبيدات والتي تؤدي إلى‬
‫تواجد حشرات قوية ال تبقى وال ت ذر أي نبات أخضر إذا هاجمته أو داهمته ‪.‬‬

‫إن مادة الـ د ‪.‬د‪.‬ت تتسرب إلى جسم االنسان خالل الغذاء الذي يأتيه من النباتات والخضروات ويتركز هذا المبيد في الطبقات الدهنية بجسم االنسان الذي‬
‫إذا حاول أن يتخلص منها أدت إلى التسمم بهذا المبيد ‪ ،‬وتتركز خطورة مادة الـ د ‪.‬د‪.‬ت في بقائها بالتربة الزراعية لفترة طويلة من الزمن دون أن تتحلل‬
‫‪ ،‬ولهذا ازدادت الصيحات والنداءات في اآلونة األخيرة بضرورة عدم استعمال هذه المادة كمبيد ‪.‬‬

‫إنه لمن المؤسف أن االتجاهات الحديثة في مكافحة الحشرات تلجأ إلى استخدام المواد الكيميائية ‪ ،‬ويزيد الطين بلة استخدام الطائرات في رش الغابات‬
‫والنباتات والمحاصيل الزراعية ‪ .‬إن ذلك ال يؤدي إلى تساقط األوراق واألزهار واألعشاب فحسب ‪ ،‬بل يؤدي إلى تلوث الحبوب والثمار والخضروات‬
‫والتربة ‪ ،‬وذلك قد يؤدي إلى نوعين من التلوث ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬تلوث مباشر وينتج عن االستعمال اآلدمي المباشر للحبوب والثمار الملوثة ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬تلوث غير مباشر وهذا له صور شتى وطرق متعددة ‪.‬‬

‫‪ .1‬فهو إما أن يصاب اإلنسان من جراء تناوله للحوم الطيور التي تحصل على غذائها من التقاطها للحشرات الملوثة حيث تنتقل هذه المبيدات إلى‬
‫الطيور وتتراكم داخلها ويزداد تركيزها مع ازدياد تناول هذه الطيور للحشرات فإذا تناولها اإلنسان كانت سما ً بطيئا ً ‪ ،‬يؤدي إلى الموت كلما‬
‫تراكم وازدادت كميته وساء نوعه ‪.‬‬
‫‪ .2‬وهو إما أن يصاب به نتيجة لتناوله للحوم الحيوانات التي تتغذى على النباتات الملوثة ‪.‬‬
‫‪ .3‬كما يمكن أن يصاب به نتيجة لسقوط هذه المبيدات في التربة وامتصاص النبات لها ‪ ،‬ودخولها في بناء خاليا النبات نفسه ‪.‬‬

‫ومن أشهر المبيدات الحشرية التي تضر بصحة اإلنسان تلك المحتوية على مركبات الزئبق ولقد سمي المرض الناتج عن التسمم بالزئبق بمرض‬
‫(الميناماتا) وذلك نسبة إلى منطقة خليج ( ميناماتا ) باليابان والتي ظهر فيها هذا المرض ألول مرة عام ‪1953‬م ‪ ،‬وذلك كنتيجة لتلوث المياه المستخدمة‬
‫في ري األراضي الزراعية بمخلفات تحتوي على مركبات الزئبق السامة الناتجة من أحد المصانع وحتى ولو كان بكميات صغيرة على جسم اإلنسان‬
‫حيث ترتخي العضالت وتتلف خاليا المخ وأعضاء الجسم األخ رى ‪ ،‬وتفقد العين بصرها ‪ ،‬وقد تؤدي إلى الموت كما تؤثر على الجنين في بطن أمه ‪.‬‬
‫فهل بعد هذا فساد ؟ إنه لمن المزعج أن دعاة التقدم والتطور يعتقدون أن استخدم المبيدات الكيمائية والحشرية تساعد على حماية النباتات من خطر‬
‫الحشرات والفطريات التي تهاجمها ‪ .‬وأنها بذلك يزيدون اإلنتاج ويصلحون في األرض ‪.‬‬

‫( وإذا قيل لهم ال تفسدوا في األرض قالوا إنما نحن مصلحون ‪ .‬أال إنهم هم المفسدون ولكن ال يشعرون ) ‪.‬‬

‫األسمدة الكيماوية ‪:‬‬

‫من المعروف أن األسمدة المستخدمة في الزراعة تنقسم إلى نوعين ‪:‬‬


‫األسمدة العضوية ‪:‬‬

‫وهي تلك الناتجة من مخلفات الحيوانات والطيور واإلنسان ‪ ،‬ومما هو معروف علميا ً أن هذه األسمدة تزيد من قدرة التربة على االحتفاظ بالماء ‪.‬‬

‫األسمدة غير العضوية ‪:‬‬

‫وهي التي يصنعها اإلنسان من مركبات كيميائية فإنها تؤدي إلى تلوث التربة بالرغم من أن الغرض منها هو زيادة إنتاج األراضي الزراعية ‪ ،‬ولقد وجد‬ ‫‪Commented [p1]:‬‬
‫المهتمون بالزراعة في بريطانيا أن زيادة محصول الفدان الواحد في السنوات األخيرة ال تزيد على الرغم من الزيادة الكبيرة في استعمال األسمدة‬
‫الكيميائية يؤدي إلى تغطية التربة بطبقة ال مسامية أثناء سقوط األمطار الغزيرة ‪ ،‬بينما تقل احتماالت تكون هذه الطبقة في حالة األسمدة العضوية ‪.‬‬

‫ونقول ‪ :‬في الوقت الذي فقد فيه المجاعات واألوبئة كثيرا ً من قسوتها وضراوتها في إرعاب البشرية نجد أن تلوث البيئة قد حل محل هذه األوبئة ‪،‬‬
‫وخطورة التلوث هو أنه من صنع اإلنسان وأن آثاره السيئة تعود عليه وعلى زراعته وصناعته ‪ ،‬بحيث تؤدي في النهاية إلى قتل النفس التي حرم هللا‬
‫قتلها إال بالحق ‪ ،‬وإلى تغيير شكل الحياة على األرض ‪ ،‬ومن الواجب علينا كمسلمين أن نحول منع ذلك بشتى الطرق الممكنة عمالً بقوله تعالى ‪ ( :‬من‬
‫قتل نفسا بغير نفس أو فساد في األرض فكأنما قتل الناس جميعا ً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ً ) المائدة ‪. 22‬‬

‫ملخص من كتاب القرآن الكريم وتلوث البيئة ‪-‬للمهندس محمد عبد القادر الفقي‬

Vous aimerez peut-être aussi