Vous êtes sur la page 1sur 31

‫علوم الحديث ) ) )‬

‫د ) رامز‬
‫الحمد ل حمكدا كثيكرا طيكباً مباًرككششاً فيششه‪ ،‬والصششلةا والسششلما علششى أشششرف‬
‫المرسلين‪ ،‬وإماًما المرسلين‪ ،‬سيدناً محمد‪ ،‬وعلششى آلششه وصششحبه‪ ،‬ومششن صششاًر‬
‫على دربه‪ ،‬واقتفى سنته إلى يوما الدين وبعد)‬
‫الللهم ل سهل إل ماً جعلته سششهكل‪ ،‬وأنششت تجعششل الحششزن إن شششئت سششهكل‪،‬‬
‫وأسأل ا )عز وجل) بأسششماًئه وصششفاًته‪ ،‬أن يجعششل اجتماًعنششاً هششذا اجتماًكعششاً‬
‫مرحوكماً‪ ،‬وتفرقه من بعده تفركقاً معصوكماً‪ ،‬كماً أسششأله )سششبحاًنه وتعششاًلى) أن‬
‫يجعل أعماًلناً كلهاً خاًلصة لوجهه الكريم‪ ،‬وأن يتقبل مناً صاًلح العماًل‪ ،‬إنه‬
‫ولي ذلك والقاًدر عليه)‬
‫وأشكر المشاًهدين العزاء علششى القنششوات الفضششاًئية‪ ،‬وأثنششي عليهششم ثنششاًكء‬
‫طيكباً عطكرا مباًرككششاً‪ ،‬كمششاً أشششكر طلبا الكاًديميششة السششلمية المفتوحششة فششي‬
‫المستوى الول‪ ،‬وكذلك الذين يتاًبعونناً عبر الموقع اللكتروني للكاًديمية)‬
‫وأسأل اشش )عششز وجششل) بأسششماًئه وصششفاًته‪ ،‬أن يجعششل هششذا المسششتوى أن‬
‫يجعله مستوى فيه من العلم والنفع والبركة لطلبناً ماً شاًء ا أن يفعل)‬
‫ونبششدأ بششإذن اشش )عششز وجششل) ابتششداكء أن نتكلششم عششن محششاًور هششذه المششاًدةا‪،‬‬
‫كخطتهاً‪ ،‬وماً السبيل الذي سنسلكه في دراسة هذا المسششتوى بششإذن اشش )عششز‬
‫وجل)‬
‫سينقسم المر إلى محاًور عدةا‪ ،‬فسنتكلم في المحور الول) عن مقششدماًت‬
‫ضرورية لعلششم مصششطلح الحششديث‪ ،‬مششن تعريششف علششم المصششطلح‪ ،‬وأهميتششه‪،‬‬
‫وأشهر المؤلفاًت والمصنفاًت التي صنفت فيه)‬
‫ثم بعد ذلك نتكلم عن أقساًما الحديث باًعتباًر طرقه‪ ،‬أي أن الحديث ينقسششم‬
‫باًعتباًر طرقه إلى حديث متواتر‪ ،‬وحديث آحششاًد‪ ،‬وكششذلك سششنتكلم عشن أقسششاًما‬
‫الحديث الحاًد بماً أصله أهل العلم وقرروه)‬
‫ثم بعد ذلك نثني باًلوحدةا الثاًنية‪ ،‬والشتي سشنتكلم فيهشاً ع ن أقسشاًما الحشديث‬
‫المقبول‪ ،‬وتقسيماًته الربعة المشششهورةا‪ ،‬الصششحيح لششذاته‪ ،‬والصششحيح لغيششره‪،‬‬
‫والحسن لذاته‪ ،‬ثم نختم باًلحسن لغيره)‬
‫ونتكلم بعد ذلك عن كيف يتعاًمل طاًلب العلم مع هذه الحششاًديث المحتجششة‬
‫بهاً الصحيحة الثاًبتة عن النبي )صلى ا عليششه وسششلم) حششاًل تعاًرضششهاً؟ إذا‬
‫تعاًرضششت هششذه الحششاًديث فششي ظاًهرهششاً‪ ،‬فمششاً ينبغششي علششى طششاًلب العلششم أن‬
‫يتعاًمل)‬
‫فسنتكلم بإذن ا )عز وجل) ونطرق مساًمعكم باًلبحث في إمكاًنية الجمع‬
‫بينهاً‪ ،‬والتوفيق بينهاً‪ ،‬والتأليف بينهاً‪ ،‬فإن تعذر الجمع بينهاً‪ ،‬انتقلناً إلى تقديم‬
‫الناًسخ على المنسوخ‪ ،‬ثم بعد ذلك نتكلششم فششي الترجيششح بأحششد طششرق الترجيششح‬
‫المعتبرةا عند أهل الفن‪ ،‬ثم إن تعذر علششلي أي طريششق مششن تلششك الطششرق‪ ،‬ولششم‬
‫أستطع إل أن أتوقف فينبغي على المسلم حينهاً أن يتوقف في هذه الحاًديث‪،‬‬
‫وأل يبت ببنت شفته‪ ،‬حتى يتبين له ماً الثاًبت منهاً‪ ،‬ومششاً الششوجه الششذي يجمششع‬
‫بينهاً وبينهاً فيماً بينهاً)‬
‫ثم بعد ذلك نتكلم عن الوحدةا الثاًلثة) وهي أقساًما الحديث المردود‪ ،‬والششتي‬
‫ستنقسششم باًعتبششاًر العدالششة والضششبط‪ ،‬فنتكلششم عششن خششوارما أو ضششبط الششراوي‪،‬‬
‫وكششذلك عشن أسششباًبا الطعششن فششي عدالششة الششراوي‪ ،‬وأسششباًبا انقطششاًع السشناًد‪،‬‬
‫وأسباًبا انقطاًع السناًد في الحديث)‬
‫ثم بعششد ذلششك نعششرج علششى أقسششاًما الحششديث مششن حيششث منتهششاًه‪ ،‬فنتكلششم عششن‬
‫الحديث المرفوع‪ ،‬وعن الموقوف‪ ،‬وعن الحديث المقطوع‪ ،‬وماً هو الحششديث‬
‫المرفششوع؟ ومششاً هششو الموقششوف؟ ومششاً هششو المقطششوع؟ ومششاً الفششرق بيششن هششذه‬
‫الحاًديث؟‬
‫ثم نختم بآخر عنصر من عناًصر هذه الدروس المباًركة في مبششاًحث فششي‬
‫علششوما السششند والمتششن‪ ،‬هششي عبششاًرةا عششن مبششاًحث متنوعششة‪ ،‬ججمعششت فششي هششذا‬
‫العنصر‪ ،‬تتعلق باًلسناًد العاًلي والنششاًزل‪ ،‬وبروايششة القششران‪ ،‬وروايششة البششاًء‬
‫عن البناًء‪ ،‬وطششرق تحمششل الحششديث وأدائششه‪ ،‬وتمييششز الششرواةا‪ ،‬وعلششم الجششرح‬
‫والتعديل‪ ،‬وكذلك التصنيف في علم الحديث‪ ،‬وآدابا الشيخ والتلميذ بششإذن اشش‬
‫)عز وجل)‪ ،‬ونسأل ا )عز وجل) أن يبششاًرك لنششاً‪ ،‬وأن يجعششل كلمنششاً طيبكششاً‬
‫مباًرككاً منطلكقاً من كلما النبي )صلى ا عليه وسلم) الذي كاًن يتكلم بأفصششح‬
‫الكلما)‬
‫فنبدأ بإذن ا )عز وجل) أول المر‪ ،‬وباًدئ ذي بدئ بتعريششف الحششديث‪،‬‬
‫الحديث الذي نقول هو حديث النبي )صلى ا عليه وسلم) فمششاً هششو الحششديث‬
‫عند علماًء الحششديث؟ ومششاً التعريششف الششذي اختششاًره علمششاًء الحششديث فششي بيششاًن‬
‫تعريف حديث النبي )صلى ا عليه وسلم؟‬
‫)ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) مشن قششول أو فعشل أو تقريشر‬
‫أو صفة خخلقية أو جخلقية))‬
‫نعم‪ ،‬هو ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) من قششول أو فعششل أو‬
‫تقرير أو صفة خخلقية أو جخلقية)‬
‫إذن هششو ل يتكلششم عششن الثششاًر الششواردةا عششن التششاًبعين والسششلف الصششاًلح‬
‫والصحاًبة رضوان ا تعششاًلى عليهشم‪ ،‬إنمشاً غششاًيته الساًسشية هشو كلما النشبي‬
‫)صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬وكل ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم)‬
‫من قوله‪ ،‬أي) من منطوق كلما النششبي )صششلى اشش عليششه وسششلم)‪ ،‬أو مششن‬
‫فعل النبي )صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬أو من تقريره‪ ،‬أي) إقراره‪ ،‬وهذا سششيتبين‬
‫الن بإذن اشش )عششز وجششل)‪ ،‬مششاً هششو القششرار؟ أو كششاًنت صششفة خخلقيششة للنششبي‬
‫ق خعظظيششمم﴾ٍ‬ ‫ك لخخعلششى جخلجشش م‬
‫)صلى ا عليه وسلم) قد أوتي جوامششع الخلق ﴿خوإظنلشش خ‬
‫)القلم) )) أو كاًنت صفة خخلقية من جخلقة النبي )صلى ا عليه وسلم)‬
‫فلنبدأ بإذن ا مستعينين باًل )عز وجل)‪ ،‬فنريد أن نعشرف حششديكثاً قولكييشاً‪،‬‬
‫نقول) هو ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليششه وسششلم) مششن قششول‪ ،‬فنريششد أن‬
‫نعرف حديكثاً قولكيياً عن النبي )صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬من يذكرناً بحديث عششن‬
‫النبي )صلى ا عليه وسلم؟‬
‫)عن عمر بن الخطاًبا )رضي ا عنه) قاًل) قاًل رسول ا )صلى اشش‬
‫عليه وسلم) )إنماً العماًل باًلنياًت‪ ،‬وإنمشاً لكشل امششرئ مشاً نشوى‪ ،‬فمشن كششاًنت‬
‫هجرته إلى ا ورسوله‪ ،‬فهجرته إلى ماً هاًجر إليه‪ ،‬ومن كاًنت هجرتشه إلشى‬
‫دنياً يصيبهاً‪ ،‬أو امرأةا ينكحهاً فهجرته إلى ماً هاًجر إليه)))‬
‫أحسن ا إليك‪ ،‬نعم‪ ،‬قاًل النبي )صلى ا عليه وسلم) فيماً رواه صاًحب‬
‫الصحيح عن عمر )رضي ا عنه) قاًل) سمعت رسول ا )صلى ا عليه‬
‫وسلم) يقول‪ ،‬إذن هذا حديث قولي )إنماً العماًل باًلنياًت‪ ،‬وإنمششاً لكششل امششرئ‬
‫ماً نوى) فهذا حديث مثبت إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) من قوله)‬
‫فهذا يعتبر من الحديث الوارد عن النبي )صلى ا عليه وسششلم)‪ ،‬وعنششدناً‬
‫ضاً كل ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) من قوله أو فعلششه‪ ،‬هششل‬‫أي ك‬
‫يستحضر واحد منكم حديث من فعل النبي )صلى ا عليه وسلم؟‬
‫الحديث الذي رواه البخاًري ومسلم في صششحيحيهماً‪ ،‬مششن حششديث عاًئشششة‬
‫)رضي اشش عنهششاً) وهششي تصششف صششياًما التطششوع الششذي كششاًن يصششومه النششبي‬
‫)صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬هي تصف صياًما النشبي‪ ،‬أي فعشل النشبي )صشلى اش‬
‫عليه وسلم)‪ ،‬فكاًنت تقول) )كاًن النبي )صلى ا عليششه وسششلم) يصششوما حششتى‬
‫نقششول ل يفطششر‪ ،‬ويفطششر حششتى نقششول ل يصششوما)‪ ،‬إذن عاًئشششة أما المششؤمنين‬
‫)رضي ا عنهاً) وصفت فعل النبي )صلى ا عليه وسلم) حاًل صياًمه)‬
‫ومن المثلة على النوع الثاًلث‪ ،‬أو القسم الثاًلث من الحديث المروي عششن‬
‫النبي )صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬وهو) تقرير النبي )صلى ا عليه وسششلم) فششي‬
‫تعريف العلماًء حين قاًلوا) ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليششه وسششلم) مششن‬
‫قول‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو تقرير)‬
‫تقرير النبي )صلى ا عليه وسلم) معناًه؟‬
‫)أنه أقر فعل وقع بين يديه‪ ،‬أو وصله ولم ينكره))‬
‫أحسن ا إليك‪ ،‬نعم‪ ،‬فعل وقع بيشن ي دي النشبي )صشلى اش عليشه وسشلم)‬
‫فعله بعض الصحاًبة‪ ،‬فسكت النبي )صلى ا عليه وسلم) وأقره ولم ينكششره‪،‬‬
‫وهششذا يششدل عليششه أو مششن أمثلتششه‪ ،‬الحششديث الششذي رواه البخششاًري ومسششلم فششي‬
‫صحيحيهماً من حديث ابن عمر )رضي ا عنهماً) لماً رجششع النششبي )صششلى‬
‫ا عليه وسلم) من غزوةا الحزابا‪ ،‬قاًل )صلى ا عليه وسلم) )ل يصششلين‬
‫أحدكم العصر إل في بني قريظة)‪ ،‬هذا الن هذا الحديث مششاً نسششميه؟ حششديث‬
‫قولي‪ ،‬فاًنطلق الصحاًبة إلى بني قريظة‪ ،‬فأدركهم العصر وهم في الطريششق‪،‬‬
‫فقاًل بعضهم) ماً أراد النبي )صلى اشش عليششه وسششلم) إل أن يسششتحث هممنششاً‪،‬‬
‫يعني سنصلي الن‪ ،‬وإل لن نفوت الوقت‪ ،‬وقاًل بعضهم) امتثاًكل لمر النششبي‬
‫)صلى اشش عليششه وسششلم) لششن نصششلي إل فششي بنششي قريظششة‪ ،‬ولششو خششرج وقششت‬
‫العصر‪ ،‬فبلغ ذلك النبي )صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬فأقر إلى الفريقين‪ ،‬ولم ينكر‬
‫على هذا أو ذاك‪ ،‬فهذا من تقريره )صلى ا عليه وسلم)‬
‫قلناً) هو ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) مششن قششول‪ ،‬أو فعششل‪،‬‬
‫أو تقرير‪ ،‬أو صفة خلقية‪ ،‬أو خلقية)‬
‫الصفة الخلقية) هي الصفة التي تتكلم عن أخلق النبي )صششلى اشش عليششه‬
‫وسلم)‪ ،‬كماً في الحديث في الصحيحين‪ ،‬من حديث ابششن عبششاًس )رضششي اشش‬
‫عنهماً) قاًل) )كاًن رسول ا )صلى ا عليه وسلم) أجود الناًس) هذه صفة‬
‫خلقية )وكاًن أجود ماً يكون في رمضاًن‪ ،‬حين يدارسه جبريل القرآن))‬
‫)كاًن رسول ا )صلى اشش عليششه وسششلم) أجششود النششاًس‪ ،‬وكششاًن أجششود مششاً‬
‫يكون في رمضاًن‪ ،‬حين يدارسه جبريل القرآن)‬
‫ويبقى عندناً آخر قيد ذكره العلماًء في هذا التعريف‪ ،‬وهو ماً أضيف إلششى‬
‫النبي )صلى ا عليه وسلم) من قول‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو تقرير‪ ،‬أو صفة خلقية‪ ،‬أو‬
‫خلقية‪ ،‬من ذلك ماً صح في الصحيحين) )أن النبي )صششلى اشش عليششه وسششلم)‬
‫كاًن أحسن الناًس وجكهاً‪ ،‬وأحسنه خوكفاً ليس باًلطويل الباًئن‪ ،‬ول باًلقصير))‬
‫إذن هذا هو الحديث‪ ،‬هذا مناًط حديثناً هو ماً أضيف إلى النبي )صلى ا‬
‫عليه وسلم) من قول‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو تقرير‪ ،‬أو صفة خلقية‪ ،‬أو خلقية)‬
‫من يورد لناً التعريف؟‬
‫)الحديث) هو ماً أضيف إلى النبي )صلى ا علي ه وسشلم) مشن قشول‪ ،‬أو‬
‫فعل‪ ،‬أو تقرير‪ ،‬أو صفة خخلقية‪ ،‬أو جخلقية))‬
‫نعم‪ ،‬جيد)‬
‫هذا الحديث من أجله قاًما علم مصطلح الحديث‪ ،‬من أجششل هششذا التعريششف‪،‬‬
‫قاًما علم مصطلح الحديث؛ ليبين الثاًبت عن النبي )صلى ا عليه وسلم) مششن‬
‫غيره‪ ،‬لكن علم الحديث أطلقت عليه إطلقاًت أخرى‪ ،‬فيقاًل مشرةا عنشه الثشر‬
‫عن الحديث‪ ،‬ويقاًل مرةا الخبر عن الحديث‪ ،‬فنبدأ مثل باًلطلقششاًت المرادفششة‬
‫للحديث النبوي‪ ،‬قد يقاًل الثر‪ ،‬وقد يقاًل الخبر‪ ،‬فماً هو الخبر؟ أو مششاً الفششرق‬
‫بين الحديث والخبر؟‬
‫وقشششع الخلف بيشششن العلمشششاًء‪ ،‬والخلف فيهشششاً يسشششير‪ ،‬ول مششششاًحة فشششي‬
‫الصطلح)‬
‫الخلف يسير‪ ،‬فذهب بعض العلماًء إلى أن الخبر هو نفس الحششديث‪ ،‬هششو‬
‫ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬ورفع إليه‪ ،‬ونهي إليه)‬
‫وذهب بعضهم إلى أن الحديث) هو ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليششه‬
‫وسلم)‪ ،‬أماً الخبر) فهو ماً أضيف إلى غيره من صحاًبي‪ ،‬أو تاًبعي‪ ،‬إلششى أن‬
‫الخبر هو ماً أضيف إلى غير النبي )صلى ا عليه وسلم) مششن صششحاًبي‪ ،‬أو‬
‫تاًبعي‪ ،‬فيقولون) جاًء في الخبر عن عمر )رضي ا عنششه) مثكل كششذا وكششذا‪،‬‬
‫أماً الحديث فيخصوه برسول ا )صلى ا عليه وسلم)‬
‫وذهب بعضهم إلى أن الفرق بينهماً عموما وخصوص‪ ،‬والمر فيهاً سهل‬
‫)إن شاًء ا عز وجل)‬
‫لكن الذي ينبغي أن ندركه أن للفظ الحديث مرادفششاًت أخششرى‪ ،‬لششه أسششماًء‬
‫أخرى ذكرهاً العلماًء‪ ،‬منهاً) الحديث‪ ،‬ومنهاً الخبر‪ ،‬ومنهاً الثر‪ ،‬فهذه بعض‬
‫السماًء الواردةا في حديث النبي )صلى ا عليه وسلم)‬
‫بعد هذه المقدمة السريعة‪ ،‬نعود إلى حديث النبي )صلى ا عليه وسلم)‪،‬‬
‫فنجد أن الحديث ينقسم إلى قسششمين‪ ،‬أي حششديث وارد عششن النششبي )صششلى اشش‬
‫عليه وسلم) فهو على قسمين‪ ،‬أو ينقسم إلى قسمين)‬
‫الول) السناًد)‬
‫والثاًني) المتن)‬
‫فكل حديث عند علماًء الحديث قد دونوه في كتب السنة إنماً يبدأ باًلسششناًد‬
‫من المؤلف المصنف إلى شيخه‪ ،‬إلى شيخ شيخه‪ ،‬حتى يبلغ به النبي )صششلى‬
‫ا عليه وسلم) فيذكر قول النبي‪ ،‬أو فعل النبي )صلى ا عليه وسلم)‬
‫فإذن علم الحديث ينقسم إلى إسناًد ومتن‪ ،‬فماً هو السناًد؟ وماً هو المتن؟‬
‫فلنبدأ الن) ماً هو السناًد؟‬
‫)هي السلسلة الموصلة إلى المتن))‬
‫هي سلسلة الرواةا الموصلة إلى متن حديث النبي )صلى ا عليه وسلم)‪،‬‬
‫يعنششي كششأن أخششاًكم يريششد أن يقششول) هششو قششول الششراوي أو المحششدث) حششدثناً‬
‫وأخبرناً‪ ،‬حدثناً فلن عن فلن‪ ،‬أخبرناً فلن عن فلن)‬
‫السناًد هو سلسلة الرواةا الموصلة إلى متن حديث النبي )صلى ا عليششه‬
‫وسلم)‪ ،‬إذن السناًد في حقيقة أمره غاًية أما وسيلة؟‬
‫هششو وسششيلة‪ ،‬فليسششت الغاًيششة مششن السششناًد إل التحقششق مششن صششحة الحششديث‬
‫وثبوته إلى النبي )صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬فاًلسناًد ليس غاًية المطاًف‪ ،‬غاًيششة‬
‫المطاًف هو حديث النبي )صلى اشش عليششه وسششلم) الصششحيح الثششاًبت‪ ،‬نششدرس‬
‫فقهه‪ ،‬ونستنبط ماً فيه من أحكاًما وفوائد وعبر)‬
‫إذن السناًد هو سلسلة الرواةا الموصلة إلى حديث النبي )صلى ا عليششه‬
‫وسلم)‬
‫ماً المتن؟‬
‫)هو كلما النبي )صلى ا عليه وسلم))‬
‫هششو كلما النششبي )صششلى اشش عليششه وسششلم)‪ ،‬أو فعششل‪ ،‬أو تقريششر‪ ،‬أو صششفة‬
‫خخلقية‪ ،‬أو جخلقية للنبي )صلى ا عليه وسلم)‬
‫فإذن الحديث ينقسم إلى قسمين) إسششناًد ومتششن‪ ،‬والسششناًد ليششس هششو غاًيششة‬
‫المنتهى‪ ،‬إنماً هو وسيلة موصلة إلى المتن‪ ،‬فغاًيتنششاً معرفششة الصششحيح الثششاًبت‬
‫عن النبي )صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬وهذا ل يقلل من أمر السناًد في شيء‪ ،‬ل‬
‫وا‪ ،‬لم؟ لنك لن تعرف الحديث الثاًبت عن النبي )صششلى اشش عليششه وسششلم)‬
‫إل بدراسة السناًد‪ ،‬ومعرفة أحوال الرجاًل‪ ،‬وصبر أحوالهم‪ ،‬ومعرفششة الثقششة‬
‫من الضعيف‪ ،‬وهلم جر‪ ،‬وهذا الذي سنتحدث عنه بإذن ا )عشز وجششل) فششي‬
‫مباًحث قاًدمة)‬
‫إذن علم الحديث ينقسششم إلششى إسششناًد ومتششن‪ ،‬ويحتششاًج السششناًد إلششى دراسششة‬
‫أحوال الرواةا‪ ،‬وتمييششز الثقششة مششن غيششره؛ لمعرفششة الحششديث المحتششج بششه علششى‬
‫قسميه الصحيح والحسن‪ ،‬ومعرفة الحديث الذي ل يجشوز للنسشاًن أن يحت ج‬
‫به‪ ،‬وهو الحديث الضعيف)‬
‫كل هذه الخطوات تحتاًج إلى قواعد وأصول وعلششوما جتقععششد هششذا العلششم‪ ،‬ل‬
‫يستطيع إنساًن أن يتكلم في السناًد‪ ،‬إل وأن يكون له أصششول ثاًبتششة‪ ،‬وقواعششد‬
‫راسخة‪ ،‬منهاً ينطلق إلى الحكم على الحديث‪ ،‬ومعرفة الصششحيح مششن غيششره‪،‬‬
‫أو المحتج به من غير المحتج به‪ ،‬وهناً ينشأ عندناً هذه الماًدةا التي سندرسششهاً‬
‫بإذن ا )عششز وجششل)‪ ،‬وهششي مششاًدةا )مصششطلح الحششديث)‪ ،‬أو إن ششئت سششمهاً‬
‫)علوما الحديث) أو )قواعد الحديث) أو )علم الحديث) أو )أصول الحديث))‬
‫إذن مصطلح الحديث من يسششتطيع أن يعششرف لنششاً مصششطلح الحششديث؟ مششاً‬
‫هو؟ من خلل ماً ذكرناً)‬
‫هششو علششم بقواعششد وضششوابط مششن خللهششاً نسششتطيع معرفششة أحششوال الششرواةا‬
‫ومعرفة أحوال الحديث قبوكل وركدا)‬
‫إذن هو) علم قاًئم على قواعد وأصول ثاًبتة‪ ،‬مستنبطة مششن فهششم العلمششاًء‪،‬‬
‫استنبطوهاً من كتاًبا ا )عز وجل)‪ ،‬وهذا ماً سنتكلم عنه الن‪ ،‬وسنة النششبي‬
‫)صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬هذه غاًية علم الحديث هناً‪ ،‬غاًية علم المصطلح هناً‪،‬‬
‫لمعرفة المردود من المقبول‪ ،‬من المنسوبا لحششديث النششبي )صششلى اشش عليششه‬
‫وسلم) قبوكل وركدا)‬
‫إذن هو قواعد‪ ،‬هو جملة قواعششد‪ ،‬وجملشة قششوانين‪ ،‬لشن تسشتطيع أن تحكشم‬
‫على حديث الرسول )صلى ا عليه وسلم) إل إن سبرت أغورهاً‪ ،‬وتعمقششت‬
‫فيهاً‪ ،‬وعلمت ماً يتعلق فيهاً من كلما العلماًء‪ ،‬لتنطبششق بعششد ذلشك لتحكششم علشى‬
‫حديث رسول ا )صلى ا عليه وسلم)‬
‫الن قبل أن أبدأ وقد انتقلناً انتقاًلة طيبة إلى الماًدةا الششتي سندرسششهاً بحششول‬
‫ا )عز وجل وتوفيقه) قبل أن أبدأ في بياًن هششذه القواعششد‪ ،‬وهششذه الضششوابط‪،‬‬
‫دعوناً نتذاكر أمكرا مهكماً‪ ،‬النبي )صلى ا عليه وسلم) لمششاً مششاًت‪ ،‬مششاًت وقششد‬
‫أثبت العقيدةا في قلوبا الصحاًبة‪ ،‬فلششم يختلششف الصششحاًبة‪ ،‬فكششاًنوا علششى عقيششدةا‬
‫رجل واحد‪ ،‬عقيدةا النششبي )صششلى اشش عليششه وسششلم)‪ ،‬إذن علششم اللتوحيششد الششذي‬
‫ندرسشه الن‪ ،‬والششذي ستدرسشونه فشي هششذه المسششتوياًت‪ ،‬علشم اللتوحيشد أصشله‬
‫وقواعده وطرق الستنباًط من الكتاًبا والسششنة بمششاً يوافششق عقيششدةا أهششل السششنة‬
‫والجماًعة‪ ،‬إنماً أخذهاً العلماًء من النبي )صلى ا عليه وسلم)‬
‫علم التفسير ورد عندناً في جملة من الحاًديث أن النبي )صلى اشش عليشه‬
‫وسلم) قاًما بتفسير بعض آياًت كتششاًبا اشش )عششز وجششل)‪ ،‬كششأنه يريششد أن يقششول‬
‫لعلماًء التفسير) أناً سأضشيء لكشم الطريشق لتسشلكوا طريكقشاً ممه دةا تفهشم مشن‬
‫طريقة تفسيري كيف تفسرون كتاًبا ا )عز وجل)‬
‫إذن انطلق علماًء العقيدةا‪ ،‬وانطلق علماًء التفسير مششن أصششول قششد أصششلهاً‬
‫النششبي‪ ،‬اسششتطاًعوا مشن خلل هششذه الكلمششاًت الطيبشة الششتي خرجششت مشن فهمششه‬
‫)صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬أن تضششيء لهششم الطريششق‪ ،‬وأن يضششعوا قواعششد لعلششم‬
‫العقيدةا أو علم اللتوحيد‪ ،‬ويضعوا قواعد لعلم التفسير)‬
‫ننتقل إلى الفقه‪ ،‬ماً هو الفقششه؟ هشو اسشتنباًط‪ ،‬تعريفششه اللغشوي) هششو الفقششه‪،‬‬
‫والصطلحي) معرفة الحلل والحراما‪ ،‬ماً يجوز ول ماً ل يجوز)‬
‫ألم تكن هذه واقعة زمن النبي )صلى ا عليه وسلم)؟ بل كاًنت كل حيششاًةا‬
‫الصحاًبة على هذا‪ ،‬إماً أن يبدأ النششبي )صششلى اشش عليششه وسششلم) فششي بيششاًن مششاً‬
‫ت فيسأل النبي )صلى ا عليه وسلم)‬ ‫يجوز‪ ،‬وماً ل يجوز‪ ،‬أو أن يأتي مستف م‬
‫عن أمر قد أشكل عليه في أمر من حلل أو حراما‪ ،‬فيبين له النبي )صلى ا‬
‫ضاً لعلماًء الفقه طريقششة‬ ‫عليه وسلم) ماً يجوز وماً ل يجوز‪ ،‬إذن كأنه جعل أي ك‬
‫لللستنباًط‪ ،‬كأنه قاًل لهم انظروا طريقتي‪ ،‬اسششلكوا مثلمششاً سششلكت واسششتنبطوا‬
‫مثل استنبطت‪ ،‬هذه هي قواعد علم الفقه)‬
‫إذن كأنني أتفق معكم أو تتفقون معي على أن العقيدةا قرر زمششن الحششبيب‬
‫صلى ا عليه وآله وسلم وأعلم النششبي العلمششاًء مششن بعششده كيفيششة التعاًمششل مششع‬
‫حديث العقيدةا وآياًت العقيدةا‪ ،‬وكيف يستنبطون العقيششدةا مششن الكتششاًبا والسششنة‪،‬‬
‫وكذا الحاًل في علم التفسير وكذا الحاًل في علم الفقه)‬
‫نتقل الن إلى علم حديث النبي )صلى اشش عليششه وسششلم) فنجششد أن حششديث‬
‫النبي )صلى ا عليه وسششلم) كمششاً أسششلفناً مششن قسششمين) قسششم متعلششق باًلسششند‪،‬‬
‫وقسم متعلق باًلمتن)‬
‫أماً المتعلق باًلمتن‪ ،‬فهو كعلم الفقه‪ ،‬هششو طريقششة السششتنباًط مششن المصششدر‬
‫الثاًني من مصاًدر الشريعة‪ ،‬وهي السنة النبوية)‬
‫لكن هل ثبت أو صح أو وردت عن النبي )صلى ا عليه وسلم) آلية في‬
‫التعاًمل مع السند؟ وهل وضع قواعد واضحة جلية يسششتطيع علمششاًء الحششديث‬
‫أن يستقوا منهاً قواعد علم المصطلح؟‬
‫الحق يقاًل أن النبي )صلى ا عليه وسلم) ماً كاًن هششذا المششر واركدا فششي‬
‫زمنه؛ لنه ل حاًجششة للسششناًد؛ لن السششناًد إنمششاً نشششأ بحثكششاً عششن الثششاًبت عششن‬
‫رسول ا )صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬أليس كذلك؟ ففي زمن النششبي )صششلى اشش‬
‫عليه وسلم) ل حاًجة إلى السششناًد‪ ،‬الصششحاًبي يتششوجه إلششى النششبي )صششلى اشش‬
‫عليه وسلم) فيقول) ياً رسول ا )صلى ا عليه وسلم) مششاً حكششم كششذا‪ ،‬فهششذا‬
‫السناًد من فم النبي إلى أذن الصحاًبي‪ ،‬وقد وقشع‪ ،‬اسشتقرت الكلمشة م ن فمشه‬
‫إلى أذني الصحاًبي‪ ،‬فل حاًجة لمعرفة علم المصطلح)‬
‫إذن هو علم فتي ناًشئ‪ ،‬ماً وضع له النبي )صلى اشش عليششه وسششلم) كششبير‬
‫قواعد‪ ،‬ول أسس لعلماًء الحديث حتى يسيروا على دربه وخطاًه في التعاًمششل‬
‫مع حديث النبي )صلى ا عليه وسلم)‬
‫ماًذا تريد أن ترمي؟ أريد أن أصل إلى مسألة‪ ،‬وهي) أن علم الحديث أن‬
‫قواعد علم المصطلح توافق الفطرةا النساًنية‪ ،‬أي قاًعدةا نص العلمششاًء عليهششاً‬
‫في علم المصطلح لن تجدهاً أبكدا تتنكب عن الفطرةا النسششاًنية‪ ،‬عششن الطبيعششة‬
‫البشرية‪ ،‬عن العقل السليم‪ ،‬أي عقل سليم سششيوافق علششى كششل قاًعششدةا وضششعهاً‬
‫علماًء الحديث في بياًن معرفة الصحيح من غيره‪ ،‬أو المحتششج بششه مششن غيششره‬
‫من حديث النبي )صلى ا عليه وسلم)‬
‫إلى ماًذا ترمي إلى ماً سبقت من الكلما؟ أريششد أن أرمششي إلششى مسششألة) أن‬
‫علم مصطلح الحديث اختلف العلماًء فيه اختلكفاً قليكل يسيكرا‪ ،‬بخلف العقيششدةا‬
‫التي افترقت المة بهششاً إلششى فششرق‪ ،‬مششع أن النششبي حررهششاً وقررهششاً وقعششدهاً‪،‬‬
‫وبخلف التفسششير‪ ،‬فششي تفسششير آيششة اشش نسششمع كششثيكرا‪ ،‬ونقششرأ كششثيكرا‪ ،‬اختلششف‬
‫المفسرون في قول ا على كذا وكذا‪ ،‬وبخلف الفقه الذي تبحر العلماًء فيه‪،‬‬
‫حتى بلغ فيه الخلف مبلكغاً عظيكماً‪ ،‬من اختلف التنوع ل التضاًد)‬
‫إذن مع أن النبي )صلى ا عليه وسلم) )هذا الذي أريد أن أجمل كل مششاً‬
‫ذكرت في ماً مضى‪ ،‬نجمله في هذا) مع أن الحبيب النششبي )صششلى اشش عليششه‬
‫وسلم) وضع لعلم العقيدةا قواعد تضيء طريق العاًلم‪ ،‬ووضششع لعلششم التفسششير‬
‫كذلك‪ ،‬وكذا علم الفقه‪ ،‬فإن الختلف حق وصدق موجود‪ ،‬بعششض الختلف‬
‫مذموما كاًلختلف فششي العقيششدةا‪ ،‬وبعششض الختلف سششاًئغ ممششدوح‪ ،‬أمششاً علششم‬
‫مصطلح الحديث فلششم يقعششد النششبي )صششلى اشش عليششه وسششلم)‪ ،‬ألششم يقعششد النششبي‬
‫)صلى ا عليه وسلم) قواعده لنه كاًن في زمششن ل حاًجششة إليششه‪ ،‬ومششع ذلششك‬
‫الخلف فيه قليششل‪ ،‬لمششاًذا؟ هششذه مشششكلة‪ ،‬الحششق نششاًكس‪ ،‬الششذي قعششد فيششه النششبي‬
‫)صلى ا عليه وسلم) القواعد‪ ،‬وبين الطرق‪ ،‬وهدى فيششه السششبيل فششي كيفيششة‬
‫التعاًون والستنباًط هذا الذي حقه أن يقششل فيشه الخلف‪ ،‬والششذي لشم يضششع لشه‬
‫النبي )صلى ا عليه وسلم) مصاًبيح تضيء طريقهاً‪ ،‬كاًن حقه أن يكثر فيه‬
‫الختلف)‬
‫لم كاًن هذا المر على مثيل ذلك؟ لمشاً ذكشرت‪ ،‬أن علشم الحشديث‪ ،‬أو علشم‬
‫مصطلح الحديث هو علم يتوافق ينسجم يتناًغم تماًكماً‪ ،‬هو علم رائق غاًية في‬
‫الذوق والمتعة‪ ،‬حقيقة وا ياً إخوةا‪ ،‬لمن استشعر علم الحديث يتمتع به؛ لنه‬
‫يمشي مششع النسششاًن ل ينششاًقض شخصششية النسششاًن‪ ،‬ول ينششاًقض طششبيعته‪ ،‬ول‬
‫يناًقش بشريته؛ لنناً نعلم أن الكماًل ل )عز وجل)‪ ،‬وأن كل بني آدما يصششيب‬
‫ويخطئ‪ ،‬حتى الراوي الثقة؟ نعم حتى الثقة يصيب ويخطئ‪ ،‬فإذن علم تناًغم‬
‫مع النفس البشرية‪ ،‬توافق مع الفطرةا‪ ،‬سلك نفس طريق العقل السليم‪ ،‬فحينئذ‬
‫قل الختلف)‬
‫إذن أريد أن أصل إلى نقطة غاًية في الهمية) أن علم مصششطلح الحششديث‬
‫هو قواعد منسجمة تماًكماً‪ ،‬إذا العقششل السششليم لششم يقبلهششاً‪ ،‬ضششع علمششة اسششتفهاًما‬
‫ظاً‪ ،‬هششو‬ ‫على تلك القاًعدةا‪ ،‬إذن كأنني أريد أن أقول) أن علم الحديث ليس حف ك‬
‫فهكماً وذوكقاً‪ ،‬ولششذلك تجششد كششثيكرا حششتى مششن الششذين ليسششوا مششن المسششلمين‪ ،‬مششن‬
‫النصششاًرى‪ ،‬مششن مششؤرخي العششربا أو غيرهششم مششن النصششاًرى‪ ،‬وأنششاً قششرأت‬
‫لبعضهم‪ ،‬يعتمد فششي معرفششة الثششاًبت فششي الروايششة التاًريخيششة فششي أمششر معيششن‪،‬‬
‫رواية تاًريخية ماً‪ ،‬يعتمششد فششي تحقيششق ثبششوت هششذه الروايششة علششى قواعشد علششم‬
‫المصطلح‪ ،‬هو كاًفر يؤمن برسول ا )صلى اشش عليششه وسششلم)‪ ،‬وباًلتششاًلي ل‬
‫يؤمن بحديث رسششول اشش )صششلى اشش عليششه وسششلم)‪ ،‬كششأن حششاًله يقششول) هششذه‬
‫القواعد تنسجم مع كل أمر أريد أن أستثبت منه‪ ،‬وكل خبر أريششد أن أسششتوثق‬
‫منه‪ ،‬سواكء كاًن خبر النبي )صلى ا عليه وسلم) )وهذا غاًية أمرناً) أو كاًن‬
‫خبكرا من الخباًر‪ ،‬ومن هذا يقاًل عن التاًريخ‪ ،‬ماًذا يقاًل عنه؟ إخباًري؛ لنششه‬
‫يتعلق باًلخباًر عن الجماًعاًت والناًس والشعوبا والقباًئل)‬
‫إذن فسششننطلق الن فششي معرفششة قواعششد هششذا العلششم‪ ،‬وأطششر فنششه وطريقششة‬
‫التعاًمل معه‪ ،‬واجعل عقلك السليم منتقكدا‪ ،‬منيششكرا‪ ،‬مستضششيكئاً؛ لنششه سششتجد أن‬
‫عقلك يتناًغم تناًغكماً تاًكماً‪ ،‬وينسجم انسجاًكماً متكاًمكل مع هذا العلم)‬
‫الن ماً بقي علينشاً إل أن نل ج فشي علشم مصشطلح الحشديث‪ ،‬وقبشل أن ألشج‬
‫وأقدما عليه‪ ،‬دعوناً نتذاكر تاًريخ علم المصششطلح‪ ،‬كششأنني أريششد أن أقششول) لششن‬
‫أدرس تاًريخ السنة كلهاً‪ ،‬ل طاًقة لناً بذلك‪ ،‬ولن يسع المقاًما لذلك‪ ،‬لكننشاً نريشد‬
‫أن نقول) تطور علم مصطلح الحديث‪ ،‬من أين ابتدأ‪ ،‬وإلى ماًذا انتهى‪ ،‬فنبششدأ‬
‫بلمحششة تاًريخيششة‪ ،‬وإطللششة سششريعة‪ ،‬نتكلششم فيهششاً عششن بعششض المصششنفاًت‪،‬‬
‫والمؤلفاًت التي ألفت في علم مصطلح الحديث)‬
‫أوكل) ابتدأ التأليف‪ ،‬ابتدأ به هو الماًما رامهرمزي‪ ،‬ابتدأ التأليف فششي علششم‬
‫مصطلح الحديث والتصنيف فيه‪ ،‬هو الماًما رامهرمزي في كتششاًبه )المحششدث‬
‫الفاًصل بين الراوي والواعد))‬
‫لو أردناً أن نقششف عنششد هششذا الكتششاًبا‪ ،‬نجششد أن الكتششاًبا يعتمششد علششى أقششوال‬
‫العلماًء‪ ،‬لكنه يسوقهاً باًلسناًد منه إلى العلماًء المعتبرين‪ ،‬يعتمد على ثلة مششن‬
‫علماًء الحديث‪ ،‬من الذين برزوا ونطحوا فششي علششم الحششديث‪ ،‬فيعتمششد أقششوالهم‬
‫في كتاًبه هذا‪ ،‬لكنه يسوق تلك القوال باًلسناًد‪ ،‬كأنني أريد أن أقششول أن هشذا‬
‫منهج علماًء الرواية‪ ،‬أنهم ل يرون شيكئاً إل باًلسناًد‪ ،‬وليششس مختششص المششر‬
‫بحديث رسول ا )صلى ا عليه وسلم) فقط‪ ،‬ل‪ ،‬فإذن الحششديث يتميششز بششأنه‬
‫يذكر القوال باًلسناًد‪ ،‬لكنه كحاًل أي علم‪ ،‬لماً يبدأ النساًن في التصنيف في‬
‫علم من العلوما‪ ،‬ل شك أنه لن يستوعب جميع أنواع هذا العلم‪ ،‬ولششن يغششوص‬
‫في كل أعماًقه؛ لنه يكفيه الساًبقة‪ ،‬أنه كاًن من الساًبقين إلى التصنيف‪ ،‬كفششاًه‬
‫فخشكرا ب ذلك‪ ،‬فهشو لشم يسشتوعب جميشع علشوما الحشديث‪ ،‬واعتم د علشى أقشوال‬
‫العلماًء دون أن يكون له ترجيح أو رأي أو اختياًر إل في القليل الناًدر)‬
‫إذن كأنه ينقل أقوال العلماًء دون أن يكون له تششدخل واضششح بششاًرز فيهششاً‪،‬‬
‫إل من خلل العناًوين التي يضعهاً‪ ،‬ومن خلل بعض القوال القليلة النششاًدرةا‬
‫في ثناًياً الكتاًبا)‬
‫إذن كأنه كتاًبا ابتدأه صاًحبه يريد أن يجمع أقوال العلماًء في هششذا العلششم‪،‬‬
‫أقوال العلماًء المختصين في علم الحشديث‪ ،‬يريشد أن يجمشع أقشوالهم؛ حشتى ل‬
‫تذهب سكدا ول ينتفع المسلمون منهاً)‬
‫ثم أتششى بعششد ذلششك المششاًما الحششاًكم النيسششاًبوري‪ ،‬فششي كتششاًبه )معرفششة علششوما‬
‫الحششديث) وصششاًر علششى نحششو قريششب مششن سششير رامهرمششزي‪ ،‬فسششاًق القششوال‬
‫باًلسناًد كحششاًل رامهرمشزي‪ ،‬لكنشه حقيقشة زاد فاًسشتوعب أكشثر أنشواع علشوما‬
‫الحديث‪ ،‬وكاًن له شخصية باًرزةا وكلما واضح‪ ،‬ورأي يرجح فيه بين أقوال‬
‫العلمششاًء إن وقششع الختلف فيمششاً بينهششم‪ ،‬ابتششدع هنششاً التحريششر والتحقيششق فششي‬
‫المساًئل‪ ،‬كاًن رامهرمزي اعتمد على النقل‪ ،‬وهناً ابتدأ في تحريششر القششوال‪،‬‬
‫والتمييز بينهاً‪ ،‬والترجيح بينهاً على )كمششاً قلنششاً) علششى الخلف القليششل النششاًدر‬
‫الذي وقع في علم مصششطلح الحششديث‪ ،‬لكششن الكتششاًبا حقيقششة لششن يرتششب ترتيبكششاً‬
‫جميكل ساًئكغاً سهكل لطاًلب علم‪ ،‬ولم يهذبا)‬
‫ثم بعد ذلشك أتشى الحششاًفظ الخطيشب البغشدادي‪ ،‬صشاًحب الفنشون‪ ،‬المتفنشن‪،‬‬
‫فوضع كتكباً عدةا في علوما الحديث‪ ،‬حتى أن كل باًبا من أبوابا علششم الحششديث‬
‫ل يخلو إل وأن يصنف فيه الخطيب كتاًكباً‪ ،‬لكنه وضع كتاًكباً يجمع كششل علششوما‬
‫الحديث‪ ،‬في كتاًبا أسششماًه )الكفاًيششة فششي علششم الروايششة)‪ ،‬حقيقششة تميششز الكتششاًبا‬
‫باًلسعة والشمول‪ ،‬إل أنه خلط كلما علماًء الحديث بكلما الفقهاًء‪ ،‬يعني كأنني‬
‫أريد أن أقول) الفقهششاًء علمششاًء الملششة‪ ،‬وبهششم يستضششيء المسششلم طريقششه‪ ،‬لكششن‬
‫المختص مششن هشو؟ المختششص عششاًلم الحششديث‪ ،‬الششذي أفنششى عمششره فششي حششديث‬
‫رسول ا )صلى اشش عليشه وسشلم)‪ ،‬يسششاًفر أقاًسششي الرض مشششركقاً ومغركبشاً‬
‫يتتبع كلما النبي )صلى ا عليه وسلم)‪ ،‬ليس حاًله كحششاًل الفقيششه‪ ،‬مششع إجلل‬
‫الجميششع‪ ،‬والمكاًنششة البششاًرزةا السششاًبقة لكليهمششاً‪ ،‬لكششن ذاك أدرى بفنششه‪ ،‬وأدرى‬
‫باًختصاًصه‪ ،‬كماً أن الفقيه أعلم باًلفقه والستنباًط والفن من المحدث‪ ،‬فكتششاًبه‬
‫اتسم باًلسعة والشمول‪ ،‬إل أنه خلط كلما علماًء الحديث باًختيششاًرات الفقهششاًء‪،‬‬
‫وهو مع ذلك لم يرتبه الترتيب الساًئغ اللئق في كتاًبه)‬
‫ثم أتى بعد ذلك الماًما القاًضي عياًض‪ ،‬فششي كتششاًبه المششاًتع الراقششي الرائششع‬
‫)اللماًع إلى معرفة أصششول الروايششة وتقييششد السششماًع)‪ ،‬فلششم يسششتوعب جميششع‬
‫ضاً من مميزاته أنه لم يستوعب جميششع علششوما الحششديث‪ ،‬لكششن‬ ‫علوما الحديث أي ك‬
‫انتبهوا هناً كتاًبا رامهرمزي وكتاًبا الحاًكم‪ ،‬وكتاًبا الخطيب البغدادي كاًنوا‬
‫فششي عصششر الروايششة‪ ،‬فاًعتمششدوا سششوق السششاًنيد‪ ،‬السششاًنيد منهششم إلششى علمششاًء‬
‫الحديث‪ ،‬أماً القاًضي عياًض فلم يكشن كشذلك؛ لن السشناًد قشد طشاًل‪ ،‬وصششاًر‬
‫السناًد طويكل‪ ،‬وحينئذ )كلمششة غيششر مفهومششة‪ ،‬دقيقششة )))‪ ))) ::‬فهششو لششم يسششق‬
‫القوال باًلساًنيد‪ ،‬وحاًل باًقي الكتب التي سنذكرهاً كذلك‪ ،‬أنهاً لن تسق باًقي‬
‫القوال باًلساًنيد‪ ،‬ومشع ذلششك لششم يسششتوعب جميششع علشوما الحششديث‪ ،‬وقشد اهتششم‬
‫بطرق تحمششل الحششديث وأدائشه‪ ،‬وكتاًبشة الحشديث وضشبطه‪ ،‬فتكلشم عشن هششذين‬
‫الموضوعين من مواضيع علم الحديث بإبداع وإمتاًع وإجاًدةا وإفشاًدةا‪ ،‬فكتشاًبا‬
‫ماًتع متميز رائق)‬
‫ثم بعد هششذا أتششى بعششد ذلششك أبششو حفششص‪ ،‬فششي كتششاًبه )مششاً ل يسششع المحششدث‬
‫جهله)‪ ،‬وهو جزء صغير لطيف‪ ،‬لم يستوعب فيه جميع علوما الحششديث‪ ،‬ولششم‬
‫يسقه باًلسناًد‪ ،‬كحاًل القاًضي عياًض‪ ،‬ثم بعد ذلك أتى الماًما العمدةا فششي هششذا‬
‫الباًبا‪ ،‬وهو أبو عمرو بن الصلح‪ ،‬في كتاًبه )معرفة علششوما الحششديث) أو إن‬
‫شئت فسمه )مقدمة ابن الصلح) أو إن شئت فسمه )علوما الحديث عنششد ابششن‬
‫الصلح))‬
‫هششذا الكتششاًبا حقيقششة صششاًر عمششدةا العلمششاًء مششن بعششده‪ ،‬وتنششاًولوه باًلشششرح‪،‬‬
‫والتحقيق‪ ،‬والختصاًر‪ ،‬والشرح‪ ،‬والبسط‪ ،‬ماً ل يعلمه كثرت مشن تنشاًوله إل‬
‫ا )عز وجل)‪ ،‬وهذا إن دل فإنماً يدل علششى التحقيششق‪ ،‬والتقششاًن‪ ،‬والجششاًدةا‪،‬‬
‫والفششاًدةا‪ ،‬حششتى تقبلششه العلمششاًء وتنششاًقلوه‪ ،‬وصششاًروا يدرسششون بششه الطلبا‪،‬‬
‫ويدرسون علم الحششديث منششه‪ ،‬وكششاًن منهششم الشششاًرح لششه‪ ،‬والمششوجز باًلعبششاًرةا‪،‬‬
‫والناًظم له‪ ،‬وكاًن منهششم المبسششط فششي العبششاًرةا‪ ،‬والمفششرد فيهششاً‪ ،‬فششإذن تنششوعت‬
‫طرائق العلماًء في تعاًملهم مشع هشذا الكتشاًبا‪ ،‬فكشاًن كتاًبكششاً مسشتوعكباً‪ ،‬ششاًمكل‪،‬‬
‫طبكعاً ل يذكر السناًد كاًلعاًدةا )كعاًدةا العلماًء)؛ لن السناًد قششد طششاًل‪ ،‬إل أنششه‬
‫لم يرتب الترتيب اللئق المناًسب الذي يستطيع أو يسششهل علششى طششاًلب العلششم‬
‫أن يتناًوله هذا العلم كوحدةا موضششوعية واحششدةا‪ ،‬وقششد اعتمششد فششي كتششاًبه علششى‬
‫كتشب الخطيشب البغشدادي‪ ،‬كشاًن اعتمشاًده حقيقشة فشي هشذا الكتشاًبا علشى كتشب‬
‫الخطيب البغدادي المتعددةا التي ذكرناًهاً‪ ،‬وعلى رأسهاً كتاًبا )الكفاًية))‬
‫هذه لمحة سريعة‪ ،‬وإطللة عششاًبرةا علششى تطششور علششم مصششطلح الحششديث‪،‬‬
‫والمصنفاًت‪ ،‬والمؤلفاًت التي ألفت في هذا العلم)‬
‫بعد أن انتهيناً من هذه المقدمة الششتي لبششد منهششاً‪ ،‬كششاًن يحسششن بنششاً أن نبششدأ‬
‫باًلكلما على أول ماً ذكرناً فيه‪ ،‬وهو تقسيم الحديث باًعتباًر طرقششه‪ ،‬إذ ينقسششم‬
‫الحديث إلى حديث متواتر‪ ،‬وحديث آحاًد)‬
‫أوكل قبل أن نبدأ في هذا الدرس‪ ،‬لبششد أن نقششرر أن علششم الحششديث أو علششم‬
‫مصششطلح الحششديث انقسششم إلششى أقسششاًما عششدةا‪ ،‬فتششاًرةا ينظششر العلمششاًء إلششى علششم‬
‫المصطلح من هذا الباًبا‪ ،‬لعتبشاًر الطشرق‪ ،‬وكشثرت الطشرق وقلتهششاً‪ ،‬وتششاًرةا‬
‫ينظرون إليه من باًبا المقبول وغير المقبول‪ ،‬وتاًرةا ينظرون إليششه مششن بششاًبا‬
‫لطاًئف العلم كاًلعاًلي‪ ،‬والنشاًزل‪ ،‬وروايشة القشران‪ ،‬والمدبشج‪ ،‬وروايشة البششاًء‬
‫عن البناًء‪ ،‬يعني المششور اللطيفششة الجميلششة‪ ،‬العششاًدةا البششن يششروي عششن أبيششه‪،‬‬
‫والقرين ل يروي عن زميله‪ ،‬عن قرينة‪ ،‬تأخذه شيكئاً ماً أن يروي عن قرينه‪،‬‬
‫بل يطلباًن كلهماً الرواية عن الشيخ‪ ،‬فإذن كششأن هششذا اللطششاًئف هششي لطششاًئف‬
‫ذائقة) طعمهاً حلو‪ ،‬يحسن بطاًلب العلم أن يلم بهاً‪ ،‬وأن يكششون علششى بصششيرةا‬
‫بهاً)‬
‫ضاً إلى معرفة الجرح والتعديل‪،‬‬ ‫ثم بعد ذلك من تقسيم هذا العلم سيقسم أي ك‬
‫وطرق الجرح والتعديل‪ ،‬ومساًلك العلماًء فششي الجششرح والتعششديل مششن متشششدد‬
‫ومعتدل ومتساًهل‪ ،‬وألفاًظ الجرح والتعديل وهذا في غاًية الهمية‪ ،‬إذ عمششدةا‬
‫علم الحديث إنماً قاًمت حقيقششة عمشدةا علششم المصششطلح هششو علششم المصششطلح يششاً‬
‫إخوةا ليس غاًية‪ ،‬إنماً هو وسششيلة يششؤدي بنششاً إلششى الحكششم علششى الحششديث قبششوكل‬
‫وعدكماً‪ ،‬وهذا هو علم الجرح والتعديل‪ ،‬وعلم علل الحديث)‬
‫فاًلن إذا أردناً أن ننطلق وأن نبدأ‪ ،‬فلبد أن نبدأ بدراسة علم الحديث من‬
‫حيث عدد طرقه‪ ،‬يعني المتواتر والحاًد‪ ،‬فلعلنششاً نرجششئ هششذا‪ ،‬أو نتكلششم عنششه‬
‫ببسط‪ ،‬وإفاًدةا )إن شاًء ا عز وجل)‪ ،‬في المحاًضششرةا أو فششي الششدرس القششاًدما‬
‫بإذن ا )عز وجل)‪ ،‬حتى يكون المر مجمكعششاً فششي أذهششاًنكم‪ ،‬حاًضششكرا حششتى‬
‫نستطيع أن نخلص منه بخلصاًت نص عليهاً العلماًء‪ ،‬وقبلهششاً جماًعششاًت مششن‬
‫العلماًء)‬
‫لكن الن نريد أن نراجع مراجعة سريعة في ماً ذكرنششاً‪ ،‬قلنششاً أن الحششديث‬
‫هو؟‬
‫)ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) مشن قششول أو فعشل أو تقريشر‬
‫أو صفة خخلقية أو جخلقية))‬
‫أحسن ا إليك‪ ،‬وعلم الحديث قد يسمى بش؟‬
‫)علم الثر‪ ،‬أو علم الخبر))‬
‫وعلم الحديث ينقسم إلى؟‬
‫)إسناًد ومتن))‬
‫يعني كأنك تقول) علم الحديث ينقسم إلى علوما متعلقة باًلسششناًد‪ ،‬وقواعششد‬
‫متعلقة باًلسناًد‪ ،‬وعلوما متعلقة باًلمتن)‬
‫والسناًد ماً هو؟‬
‫)السناًد هو سلسلة الرجاًل الموصلة إلى المتن))‬
‫هو سلسلة الرواةا أو الرجاًل الموصلة إلى متن حششديث النششبي )صششلى اشش‬
‫عليه وسلم)‪ ،‬يعني كأني بك أفهم أن السناًد غاًية أما وسيلة؟‬
‫)السناًد وسيلة))‬
‫والغاًية هو) كلما النبي )صلى ا عليه وسلم)‬
‫ماً هو المتن؟‬
‫)هو كلما النبي )صلى ا عليه وسلم))‬
‫إذن لو أردناً أن نعرف علوما الحديث‪ ،‬علم مصطلح الحششديث‪ ،‬فمششاً نقششول‬
‫في علم مصطلح الحديث؟ ماً هو؟‬
‫)هو علم قوانين جيعرف بهاً أحوال النبي )صلى ا عليه وسلم) من قول‪،‬‬
‫وفعل‪ ،‬أو تقرير))‬
‫جميل‪ ،‬هو علم وقواعد جيعرف بهاً أحوال الحديث قبوكل وركدا‪ ،‬سششمه كمششاً‬
‫شئت‪ ،‬المر )قلناً) يعتمد على الفهشم ل الحفشظ‪ ،‬فقشل) جيعشرف بشأحوال السشند‬
‫والمتن‪ ،‬من حيث القبول والرد‪ ،‬هذا ل بأس)‬
‫إذن هو علم بقواعد قد اسششتنبطهاً العلمششاًء واسششتقوهاً‪ ،‬مششن أيششن أتششوا بهششذه‬
‫القواعد؟ من الفطرةا النساًنية‪ ،‬والفهم‪ ،‬والعقل السليم‪ ،‬والطبيعة البشرية)‬
‫ثششم بعششد ذلششك نتششذاكر فششي تاًريششخ علششم الحششديث‪ ،‬ونحششن قلنششاً ابتششدأ بكتششاًبا‬
‫رامهرمزي‪ ،‬ثم بعد ذلك الحاًكم النيساًبوري‪ ،‬ثم بعد ذلك القاًضي عياًض‪ ،‬ثم‬
‫بعد ذلك الخطيب البغدادي‪ ،‬ثم بعد ذلك انختم بششاًبن الصششلح‪ ،‬وانطلقششت بعششد‬
‫ذلك الشروح‪ ،‬وبسط العلماًء الشرح والتحقيق في كتاًبا ابن الصلح)‬
‫هذا ماً أحببشت أن أتكلشم فيشه فشي هشذه العجاًلشة‪ ،‬ونسشأل ا )ع ز وجشل)‬
‫بأسماًئه وصفاًته‪ ،‬أن يجعلناً ممن يستمع القول فيتبششع أحسششنه‪ ،‬إنششه ولششي ذلششك‬
‫والقاًدر عليه)‬
‫سبحاًنك اللهم وبحمدك‪ ،‬أشهد أن ل إله إل أنت‪ ،‬أستغفرك ونتششوبا إليششك‪،‬‬
‫وصلى ا على سيدناً محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين)‬
‫وأحسن اشش إليكششم لحسششن اسششتماًعكم‪ ،‬وبششاًرك اشش )تعششاًلى) فيكششم‪ ،‬وآخششر‬
‫دعواناً أن الحمد ل ربا العاًلمين)‬
‫علوما الحديث‬
‫المحاًضرةا الثاًنية‬
‫الدكتور رامز بن محمد ابو السعود‬
‫الحمد ل حمدا كثيرا طيباً مباًركاً فيه‪ ،‬والصلةا والسلما على إماًما المرسششلين‬
‫سيدناً محمد وعلى آله وصحبه ومن ساًر على دربه‪ ،‬واقتفشى سشنته إلشى ي وما‬
‫الدين‪ ،‬وبعد))‬
‫اللهم ل سهل إل ماً جعلته سهل‪ ،‬وأنت تجعل الحزن إن شئت سهل‪ ،‬أرحششب‬
‫بششإخواني المشششاًهدين العششزاء‪ ،‬كمششاً أرحششب بطلبا الكاًديميششة السششلمية‬
‫ضاً بمتاًبعيناً على الموقع اللكتروني)‬ ‫المفتوحة‪ ،‬كماً أرحب أي ك‬
‫واسأل ا عز وجل بأسماًئه وصفاًته أن يجعل عملناً خاًلصاً لوجهه الكريششم‪،‬‬
‫وأن يجعله في رضاًه إنه ولي ذلك والقاًدر عليه‪ ،‬كماً أسأله سبحاًنه أن يوفقناً‬
‫للخير والهدى إنه على كل شيء قدير)‬
‫تكلمناً في الدرس الماًضي عن بعض المقدماًت الساًسششية فششي علششم مصششطلح‬
‫الحديث‪ ،‬وأود أن نراجع مع أخواني الطلبا ماً ذكرناًه على عجل وعجاًلة)‬
‫تذكرناً وعرفناً الحديث بأنه ماً أضيف إلى النبي صلى اشش عليششه وآلششه وسششلم‬
‫من قول أو فعل أو تقرير أو صفة جخلقية أو خلقية)‬
‫كأن علماًء الحديث أرادوا كل ماً يخرج من النبي صلى ا عليه وآلششه وسششلم‬
‫أن يكون شرعاً وديكناً‪ ،‬نعم)) وذلك أن الصحاًبة رضوان ا تعاًلى عليهم لماً‬
‫نقلوا حديث النبي صلى ا عليه وآله وسلم ماً تركوا من قوله شششيئاً إل نقلششوه‬
‫صششلوات ربششي وسششلمه عليششه‪ ،‬ول مششن فعلششه‪ ،‬وقششل كششذلك ول مششن تقريششره‬
‫وسكوته عن أمر وقع بين يديه‪ ،‬وكذا الحاًل في صفاًته الخلقية والخلقية)‬
‫يعني كأن علماًء الحديث يريدون أن يقولوا إن الواجب على طششاًلب العلششم أن‬
‫يتتبع خطششوات النششبي صششلى اشش عليششه وسششلم خطششوةا بخطششوةا‪﴿ ،‬ووإإنِ تهإطيِهعععوهه‬
‫سعوول﴾ٍ )النششور) )))‪﴿ ،‬ووومعنَ‬ ‫اوعع ووأوإطيِهععوا الار ه‬ ‫توههتوهدوا﴾ٍ )النور) )))‪﴿ ،‬قههل أوإطيِهعوا ا‬
‫سوول فوهأولوئإوك وموع الاإذيونَ أوهنوعوم ا‬
‫اه وعلوهيِإهم ممونَ النابإميِيِونَ ووال م‬
‫صمديإقيِونَ‬ ‫يهإطإع ا‬
‫او ووالار ه‬
‫شوهوداإء﴾ٍ )النساًء) )))))‬
‫ووال ش‬
‫إذن كششأن غاًيششة علماًئنششاً هششو أن نتبششع النششبي صششلى اشش عليششه وسششلم مششن هششذا‬
‫التعريف حقاً وصدقاً حق التباًع‪ ،‬وأن نتأسى بششاًلنبي صششلى اشش عليششه وسششلم‬
‫سيرةا وسريرةا‪ ،‬ظاًهرا وباًطناً‪ ،‬فيكون سمتناً على هدي النبي صلى ا عليششه‬
‫وآله وسلم‪ ،‬وخلقناً على هدي الحبيب صششلى اشش عليششه وآلششه وسششلم‪ ،‬وكششل مششاً‬
‫يصدر من قول أو فعل أو تقرير فهو عباًدةا نتعبد ونتقربا إلى ا عششز وجششل‬
‫بذلك)‬
‫ثم بعد ذلك تكلمناً عن الفرق بين الحديث والخبر‪ ،‬وقلنششاً إن البعششض يشرى أن‬
‫الحديث مرادف للخبر‪ ،‬وقلناً إن البعض يرى أن بينهمششاً عمششوما وخصششوص‪،‬‬
‫وفريق ثاًلث يرى أن الحديث يشمل ماً أضيف إلى النبي صلى ا عليه وآلششه‬
‫وسلم فقط‪ ،‬أماً الخبر فهو ماً أضيف إلى خلف النششبي صششلى اشش عليششه وآلششه‬
‫وسلم)‬
‫ثم أشرناً إلى أن الحديث ينقسم إلى سند ومتن‪ ،‬وعرفناً السششناًد وأشششرناً إلششى‬
‫معنى المتن)‬
‫ثم تكلمناً عن تعريشف علششوما الحششديث‪ ،‬هششذا العلششم الششذي نخششوض غمششاًره‪ ،‬مششاً‬
‫تعريفه‪ ،‬أو إن شئت فسششمه قواعششد الحششديث‪ ،‬أو علششوما الحششديث‪ ،‬أو مصششطلح‬
‫الحديث))‬
‫)هو علم وقواعد يعرف به أحوال السند )))‬
‫هو علم وأصول وقواعد يعرف بهاً أحششوال السششند والمتششن مششن حيششث القبششول‬
‫والرد‪ ،‬ولو زدناً وحقنششاً أن نزيششد ونسششتطيع مششن خللهششاً أن نسششتنبط الحكششاًما‬
‫الفقهية من حديث رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم‪ ،‬لن الغاًية مششن السششند‬
‫هششو المتششن‪ ،‬والغاًيششة مششن المتششن هششو اسششتخراج الحكششم الشششرعي مششن الدلششة‬
‫التفصيلية)) صح أما ل))‬
‫هذا هو إذن علوما الحديث))‬
‫ونبهت إلى مسألة غاًية في الهمية‪ ،‬وهي أن علم الحديث مشع أنشه هششذا العلشم‬
‫ليس له مثل ساًبق‪ ،‬أي أنه لم يكن باًرزا تماًما الششبروز زمششن النششبي صششلى اشش‬
‫عليه وآله وسلم فلم يسر علماًء الحديث على منوال ساًبق من النبي صلى ا‬
‫عليه وآله وسلم‪ ،‬بخلف علم التوحيد‪ ،‬علم العقيدةا‪ ،‬فماً ماًت النبي صششلى اشش‬
‫عليه وآله وسلم إل وبين العقيدةا وأبقى المة على المحجششة البيضششاًء ل يزيششغ‬
‫عنهاً إل هاًلك‪ ،‬وكذا الحاًل في التفسير‪ ،‬فقد فسر بعض آياًت اشش عششز وجششل‪،‬‬
‫وكذا الحاًل في الفقه فششإن غاًيششة العلششوما هششو اسششتنباًط الحكششم الشششرعي‪ ،‬وكششاًن‬
‫النبي صلى ا عليه وسلم على أتم وجه في ذلك)‬
‫إذن كأنني أريد أن أقول أن علماًء العقيدةا والتفسير والفقه لهم مثل ساًبق مششن‬
‫قول النبي ومن فعله ومن هديه يقتدون به ويتأسون به في طريقششة السششتنباًط‬
‫واستخراج الحكاًما الفقهية أو تفسير كتاًبا اشش عششز وجششل‪ ،‬وأصششل ذلششك هششو‬
‫معرفة العقيدةا السليمة الصاًفية التي هي منبع عقيدةا السلف الصاًلح)‬
‫لكن علوما الحديث‪ ،‬خاًصة علم الستناًد منه‪ ،‬ماً كاًن له مثل ساًبق مششن النششبي‬
‫صلى ا عليه وآله وسلم‪ ،‬لنه ل غاًيشة مشن هششذا السششناًد فشي حضششرةا النششبي‬
‫صلى ا عليه وآله وسلم‪ ،‬لن الصحاًبي يأخذ من النششبي مباًشششرةا فل يحتششاًج‬
‫إلى سلسلة رواةا وتواصل إسناًد)‬
‫ومع ذلك وقع الختلف في علوما العقيدةا إلى فرق كماً أخبر النبي صلى اشش‬
‫عليششه وآلششه وسششلم‪ ،‬والختلف فششي تفسششير آيششاًت كتششاًبا اشش‪ ،‬والختلف فششي‬
‫الحكاًما الفقهية‪ ،‬وندر وقل هناًك موجود لكنه ندر وقل وقششوع الختلف فششي‬
‫مصطلح الحديث بين العلماًء)‬
‫إن أشعرناً فإنماً يشعرناً بأمرين)‬
‫الول) أن ا عز وجل حقيقة هششو حششاًفظ لسششنة النششبي صششلى اشش عليششه وآلششه‬
‫نِ﴾ٍ )الحجششر)‬ ‫ظو و‬ ‫وسلم‪ ،‬وأن قوله عز وجل ﴿إإنااَّ نوهحهنَ نوازهلنواَّ المذهكور ووإإنااَّ لوععهه لووحععاَّفإ ه‬
‫))‪ ،‬يشمل الكتاًبا والسنة)‬
‫وا لنبعد النجعة بهذا‪ ،‬وكيف سنة النبي صششلى اشش عليششه وسششلم هششي المبينششة‬
‫المفصلة بماً أجمل فششي كتششاًبا اشش‪ ،‬فلششو أخششذناً مثل أركششاًن السششلما الربعششة‬
‫العملية‪ ،‬من صلةا وزكاًةا وصياًما وحج‪ ،‬هل عندناً فششي كتششاًبا اشش عششز وجششل‬
‫تفصيل لكيفية الصلةا أو كيفية أداء الزكششاًةا وأنصششاًبهاً‪ ،‬أو مششاً يتعلششق باًلحششج‪،‬‬
‫صععولةو ووآَتهععوا الازوكععاَّةو﴾ٍ‬ ‫وكذا المششر باًلنسششبة للصششياًما‪ ،‬هششي أوامششر ﴿ووأوإقيِهمععوا ال ا‬
‫ب﴾ٍ )البقششرةا) ))))‪،‬‬ ‫صيِواَّهم وكوماَّ هكتإ و‬ ‫ب وعلوهيِهكهم ال م‬ ‫)البقرةا) )))‪﴿ ،‬يواَّ أوشيوهاَّ الاإذيونَ آَومهنوا هكتإ و‬
‫ت﴾ٍ )آل عمران) )))‪ ،‬فقط))‬ ‫س إحشج اهلبوهيِ إ‬
‫﴿ووإالإ وعولىَ النااَّ إ‬
‫أماً كيف سيقيم المسلم دين ا عز وجل‪ ،‬ويتمثل هذه العباًدات‪ ،‬فإنماً هو مششن‬
‫سنة النبي صلى ا عليه وآله وسلم)‬
‫نعم)) كأنني أريد أن أقول إن حفظ السنة إنماً كاًن بتوفيق من ا عز وجششل‪،‬‬
‫وأن العلماًء لماً استقوا هشذه القواع د واسشتنبطوهاً إنمشاً كشاًن بتوفيشق مشن اش‬
‫وفضل وإلهاًما من ا عز وجل ليحفظ السنة‪ ،‬ولماً رأى من صدقهم في طلب‬
‫العلم والدعوةا والخلص إلى ا‪ ،‬فوفقهم إلى قواعد قل الختلف فيهاً)‬
‫ولذلك صنفت مصنفاًت وكتب كتب تثبت هذا‪ ،‬ومن شششاًء أن يرجششع فليرجششع‬
‫إلى كتاًبا وديعة البرهاًن على أن السنة محفوظة كاًلقرآن‪ ،‬لسيدي محمششد بششن‬
‫أحمد الشنقيطي‪ ،‬وهو كتاًبا جيد)‬
‫المر الثاًني الذي قد نستفيده من هذا‪ ،‬من قلة الختلف ونششدرته مششع وجششوده‬
‫بين علماًء مصطلح الحديث‪ ،‬وهو أن علم الحششديث موافششق )وهششذا قششد أشششرناً‬
‫إليه المرةا الماًضششية) أن علششم الحششديث قواعششد‪ ،‬هششذه القواعششد موافقششة للفطششرةا‬
‫النساًنية‪ ،‬منسجمة تماًماً مع الطبيعة البشرية‪ ،‬متكيفة بل متناًغمة مششع العقششل‬
‫السليم)‬
‫فلن تجد عقل سليماً‪ ،‬أو فطرةا مستقيمة إل وتتناًغم هذه القواعد وتتفششق معهششاً‬
‫ول تفترق‪ ،‬إي وا)‬
‫يعني علماًء الحديث لماً وضعوا القواعد ماً جعلششوا حششتى الششراوي ثقششة‪ ،‬وهششو‬
‫من المراتب التي يحتج بحديثه‪ ،‬ماً جعلوه ملكاً يمشي على الرض‪ ،‬أو نبينششاً‬
‫معصوماً‪ ،‬بل أدركوا أن الثقة يعشتريه الخطشأ وإن قشل خطشأه وكشثر صشوابه‪،‬‬
‫ندر خطأه لكنه سيخطئ لنه بشر‪ ،‬ليس له من الكماًل في شششيء‪ ،‬وليسششت لششه‬
‫صفة العصمة)‬
‫فبينوا أن الثقة قد يخطئ بين الفينة والفينة‪ ،‬إذن هذه هي‪ ،‬لذلك قششل الختلف‬
‫لن العلوما والقواعد المستقاًةا إنماً هي توافق هشذه الفطششرةا‪ ،‬تتنشاًغم مشع العقششل‬
‫السليم‪ ،‬تتآلف مع الفطرةا النساًنية والسلوك النساًني)‬
‫ثم أشرناً إشاًرةا عاًبرةا إلى تاًريخ علوما الحديث وأبرز المؤلفاًت والمصششنفاًت‬
‫فيه))‬
‫فلنبششدأ بششإذن اشش عششز وجششل وحششوله وتششوفيقه‪ ،‬فنششدخل فششي أول مششاً ينبغششي أن‬
‫ندرسه‪ ،‬وهو تقسيم الحديث باًعتباًر طرقه))‬
‫ومن كلمتناً باًعتباًر طرقه‪ ،‬كأنناً نفهم أن الحديث قد ينقسم بأكثر من اعتبششاًر‪،‬‬
‫فينقسم الحديث باًعتباًر طرقه إلى) متواتر‪ ،‬وآحاًد))‬
‫هذا التقسيم هو الذي ذكره طوائف كثيرةا من أهل العلم‪ ،‬وبعضهم يزيد قسششماً‬
‫ثاًلثاً‪ ،‬فيقول) متواتر ومستفيض أو مشهور وآحاًد)‬
‫فيقول هو متواتر ومشهور مستفيض وآحاًد))‬
‫والبعض يجعل المشهور أو المستفيض من ضششمن الحششاًد‪ ،‬وهششذا ل مشششاًحة‬
‫في الصطلح‪ ،‬هذا اصطلح ل بأس فيه‪ ،‬ل مشاًحة في الصطلح))‬
‫فلنبدأ الن بأن نمر على كل قسم من المتواتر أو الحاًد بأقساًما الحاًد‪ ،‬لنطلع‬
‫على مثل في المتواتر)) نريد أن نعرف ماً هو المتواتر؟ ومششاً الحششديث الششذي‬
‫يستحق أن يكون حديثاً متواترا؟ ثم نريششد أن نعششرف مششاً شششروط التششواتر؟ ثششم‬
‫نعرج على حجيته وهل هو حجة أما ليششس بحجششة؟ ومششاًذا يفيششد مششن العلششم؟ ثششم‬
‫نتكلم عن إمكاًنية وجوده‪ ،‬وهشل هشو موجشود أما غيشر موجشود؟ هشل لشه واقشع‬
‫وثمرةا وأحاًديث موجودةا أما ل؟ ثم نختم بأقساًما المتواتر بإذن ا عز وجل)‬
‫فإذا أردناً أن نبدأ بتعريف المتواتر‪ ،‬فنقول ماً هو المتواتر؟‬
‫)تعريف المتواتر)‬
‫ماً رواه عدد كثير عن مثله إلى نهاًية السناًد‪ ،‬وأحاًلت العاًدةا تواطؤهم علششى‬
‫الكذبا‪ ،‬وكاًن مستندهم إلى الحس‪ ،‬وأفاًد الخبر العلم بساًمعه))‬
‫إذن كأن هناًك جملة من القيود هي التي تآلفت فجمعت لناً تعريششف المتششواتر‪،‬‬
‫ماً رواه عدد كثير عن مثله إلى نهاًية السناًد‪ ،‬إذن المتواتر عدد كششثير‪ ،‬وقششع‬
‫الخلف بين العلماًء‪ ،‬كم هذا العدد‪ ،‬فبعضهم قاًل أربع ة وبعضشهم قشاًل سشتة‪،‬‬
‫وبعضششهم قششاًل سششبعة‪ ،‬وبعضششهم قششاًل عشششرةا‪ ،‬وبعضششهم قششاًل اثنششي عشششر‪،‬‬
‫وبعضهم قاًل ستين‪ ،‬وبعضهم قاًل سبعين‪ ،‬والحق الذي قرره الحششاًفظ رحمششه‬
‫ا تعاًلى وهو الحق بإذن ا‪ ،‬أن المر ليس هكذا‪ ،‬ليششس علششى العششدد‪ ،‬وإنمششاً‬
‫على ماً يورث طمأنينششة أن الششرواةا يسششتحيل أن يتفقششوا علششى الكششذبا فششي هششذا‬
‫الحديث‪ ،‬يعني هي نفسية أو ملكة نفسية تششورث طمأنينشة فششي القلششب علششى أن‬
‫الحديث نقطع بأنه من حديث رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم)‬
‫فإن قلت لم ل نعتبر العدد؟‬
‫كن معي الن عشرةا من الرواةا يعيشون هناً‪ ،‬رووا حديثاً‪ ،‬هششل سششيحدث لششك‬
‫طمأنينة في قلبك‪ ،‬نرجع إلششى العصششور الولششى‪ ،‬ل نتكلششم إلششى العصششر الششذي‬
‫ساًرت الدنياً كلهاً كقرية صغيرةا)) في العصور الولى فهششل هششؤلء العشششرةا‬
‫سيقع لك طمأنينة في القلب مثل ماً يقع لك إن كاًن واحد في البصرةا‪ ،‬والخر‬
‫في الشاًما‪ ،‬والثاًلث في اليمن‪ ،‬والرابع في خراسششاًن‪ ،‬والخششاًمس فششي الجزيششرةا‬
‫العربية‪ ،‬والساًدس في مكة‪ ،‬والساًبع في العراق‪ ،‬صح أما ل‪ ،‬من الذي يحدث‬
‫في نفسك طمأنينة‪ ،‬الول الذين اتفقوا فششي مششوطن واحششد ومكششاًن واحششد علششى‬
‫ذلششك‪ ،‬أما الششذين تفرقششت أمصششاًرهم‪ ،‬وتباًعششدت أقطششاًرهم‪ ،‬وصششعب عليهششم‬
‫الجتماًع‪ ،‬صح أما ل؟‬
‫الثششاًني يششورث فششي نفسششك طمأنينششة ليسششت تتحقششق بششاًلول‪ ،‬إذن هششي قضششية‬
‫نسبية)) ول حد للعدد‪ ،‬فربا عشرةا أقبشل حشديثهم وأعشده مشن المتشواتر الشذي‬
‫أقطع بثبوته عن النبي صلى اشش عليشه وآلشه وسشلم‪ ،‬وربا عششرةا ل أقبششل أن‬
‫يكششون الحششديث متششواترا‪ ،‬أقطششع بثبششوته‪ ،‬ممكششن أقبششل الحششديث لكششن ل أقطششع‬
‫بثبوته‪ ،‬وهذا سيأتي إليناً)) لم يحدث العلم الضششروري العلششم القطعششي‪ ،‬وإنمششاً‬
‫أحدث غلبة ظن أو علم نظري))‬
‫إذن ماً رواه عدد كثير عن مثلششه‪ ،‬وبينششاً أن العششدد ل يحصششى‪ ،‬والحششق أنششه ل‬
‫يحصى إنماً يختلف بحاًل)) هذا أول))‬
‫ثاًنياً) إذا تناًقل هذا السناًد‪ ،‬وهششذا التششواتر علمششاًء حفششاًظ مششن أبششرز العلمششاًء‪،‬‬
‫توافقونني أن العدد سنقبل بأقل من عدد رواةا عششاًديين صششح أما ل؟ لننششاً أمنششاً‬
‫بثقتهم وإماًمتهم أنهم لن يكذبوا‪ ،‬فضل عن أنهم قد اتفقوا علششى هششذا الحششديث‪،‬‬
‫فنقطع بصدق هذا الحديث‪ ،‬وأنه من قول النبي صلى ا عليه وسلم)‬
‫ماً رواه عدد كثير عن مثله إلى نهاًية السشناًد‪ ،‬يعنشي كشأن العلمششاًء أرادوا أن‬
‫يقرروا أن التواتر ل يثبت للحديث إل إن كاًن العدد كثيرا يحششدث فششي النفششس‬
‫طمأنينة في كل طبقة من طبقاًت السناًد‪ ،‬يعنشي وه ذا س ؤال‪ ،‬عنشدي حشديث‬
‫رواه عمر بن الخطاًبا‪ ،‬فقط‪ ،‬ثم تواتر عن عمر عن جماًعاًت مششن التششاًبعين‪،‬‬
‫ثم تواتر عن جماًعاًت من أتباًع التاًبعين‪ ،‬ثم تواتر حتى بلغ المصنفاًت‪ ،‬حتى‬
‫بلغ أصحاًبا التصاًنيف) فهو تواتر فششي كششل طبقششاًته‪ ،‬إل طبقششة واحششدةا‪ ،‬فهششذا‬
‫الحديث ماً نسميه؟ متواتر‪ ،‬هل حقق تعريششف التششواتر يششاً إخششوةا؟ ل)) هششذا ل‬
‫يعتبر متواترا‪ ،‬ولو كششاًن التششواتر فششي كششل طبقششة إل طبقششة واحششدةا‪ ،‬ل يعتششبر‪،‬‬
‫ينبغي أن يكون العدد الكثير الذي يحدث في النفس طمأنينة في كل طبقة مششن‬
‫طبقاًت إسناًده من مبتدأه إلى منتهاًه)‬
‫وأحاًلت العاًدةا تواطؤهم على الكذبا)) وأحاًلت من المستحيل‪ ،‬مششن المحششاًل‪،‬‬
‫وليسششت مششن الحاًلششة التحويششل‪ ،‬ل)) وأحششاًلت أي اسششتحاًل تواطششؤهم علششى‬
‫الكششذبا‪ ،‬فبعششد وأحششدث‪ ،‬قلششت لكششم ملكششة نفسششية قطعششت بششأنهم مسششتحيل أن‬
‫يتواطؤوا بهذا العدد‪ ،‬وبتفرق البدان‪ ،‬ومع هذا اتفاًق في حديث النبي صششلى‬
‫ا عليه وسلم‪ ،‬وفي روايته‪ ،‬استحاًل أن يتواطؤوا علششى كششذبا علششى رسششول‬
‫ا صلى ا عليه وسلم)‬
‫القيد الول) ماً رواه عدد كثير عن مثله إلى نهاًية السناًد)‬
‫الثاًني) وأحاًلت العاًدةا تواطؤهم على الكذبا))‬
‫وكاًن مستندهم إلى الحس‪ ،‬يقول العلماًء في هذا وكاًن مستند انتهاًئهم الحس)‬
‫يعنششي ليششس مسششتندهم هششو العقششل والنظششر‪ ،‬إنمششاً مسششتندهم الواقششع الحسششي‬
‫الملموس‪ ،‬فأي شيء كششاًن مسششتنده العقششل ل يششدخل فششي التششواتر‪ ،‬يعنششي نقششول‬
‫خرجت بقول وكاًن مستند انتهاًءهم الحششس خرجششت بششه القضششاًياً العتقاًديششة‪،‬‬
‫التي تستند إلى العقل‪ ،‬مثل وحدانية ا جل جلله‪ ،‬كماً خرجت بذلك القضاًياً‬
‫العقلية الصرفة مثل كون الواحد على نصشف مشن الثنيشن‪ ،‬فشإن العششبرةا فيهشاً‬
‫للعقل ل للخباًر)‬
‫إذن مرد المر ليس إلى النظر‪ ،‬كأن العلماًء يريدون أن يقولششوا) إن الحششديث‬
‫المتواتر نقطع بثبوته إلى النبي صششلى اشش عليششه وسششلم وبششأنه صششلوات ربششي‬
‫وسلمه عليه قد قاًله ونطق به من غيششر اسششتعماًل عقششل‪ ،‬بمجششرد تششواؤما تلششك‬
‫الطرق‪ ،‬واجتماًع أولئششك الششرواةا‪ ،‬يحششدث فششي النفششس طمأنينشة علششى اسششتحاًلة‬
‫كذبهم على رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم)‬
‫وأفاًد الخبر العلم لساًمعه)) يعني أن الخششبر سششيورث فششي نفسششك حينئششذ العلششم‬
‫لساًمعه‪ ،‬العلم هناً هو العلم اليقيني‪ ،‬أو القطعششي‪ ،‬أو الضششروري‪ ،‬الششذي يششدفع‬
‫النفس دفعاً إلى التصديق والتسليم من غير مناًقشة ول اختياًر)‬
‫وهناًك علم هو العلم النظري‪ ،‬والذي هو يحتاًج إلى النظر والفكر والجتهششاًد‬
‫والروية‪ ،‬إذن أيهماً أبلغ في القوةا‪ ،‬علم يقطع باًلضرورةا ثبششوت الخششبر‪ ،‬وهششو‬
‫يقيني قطعي أما علم يحتاًج إلى نظر لثبوت الخبر؟‬
‫الول‪ ،‬ذاك ضرورةا‪ ،‬علم ضروري يششدفع صششاًحبه دفعششاً للتصششديق والتسششليم‬
‫من غير مناًقشة)‬
‫وبهذا نستطيع بعد أن عرفناً الحديث المتواتر أن نتكلششم عششن شششروط الحششديث‬
‫المتواتر))‬
‫شروط التواتر)‬
‫فنقششول الشششرط الول) أن يرويششه عششدد كششثير أحششاًلت العششاًدةا تواطششؤهم علششى‬
‫الكذبا))‬
‫وهذا قد بسطناً المر فيه))‬
‫الثاًني)‬
‫)رووا ذلك عن مثلهم من البتداء حتى النهاًية)‬
‫يعني من أول السششند إلششى منتهششاًه فششي كششل طبقششة مششن طبقششاًت السششناًد‪ ،‬هنششاًك‬
‫تواتر)) ولم تخلو طبقة من تواتر‪ ،‬ل ينبغي)‬
‫الثاًلث)‬
‫)مستندهم إلى الحس)‬
‫إلى الحس وليس إلى النظر والعقل)‬
‫الرابع)‬
‫)أن يحصل بخبرهم إفاًدةا العلم لساًمعه)‬
‫أن يحصششل بخششبرهم إفششاًدةا العلششم لسششاًمعه‪ ،‬وهششو العلششم القطعششي الضششروري‬
‫اليقيني)‬
‫بعد هذا بعد أن اتضح ماً هو المتواتر وماً شروطه‪ ،‬دعوناً نتكلم عن وجوده‪،‬‬
‫هل المتواتر موجود؟ شروطه صعبة وشديدةا‪ ،‬صح أما ل؟ فهل بهذه الشروط‬
‫حكقاً هناًك أحاًديث متواترةا عن رسول ا صلى ا عليه وسششلم تششورث تلقششاًء‬
‫التسليم بصدقهاً وثبوتهاً عنه صلوات ربي وسلمه عليه)‬
‫قاًل الحاًفظ ابن حجر) إن المتواتر موجود بكثرةا في الحاًديث))‬
‫هذا رأي الحاًفظ أن الحديث المتواتر كثير‪ ،‬وموجود بكثرةا فششي كتششب السششنة‪،‬‬
‫وذهب الماًما ابن الصلح إلى أن المتواتر يعز وجوده أو يندر وجوده‪ ،‬وأنششه‬
‫قليل)‬
‫والحق حقيقة ماً اختاًره ابن الصلح‪ ،‬وسنأتي الن باًلبينة والدليل)‬
‫المتواتر قليل ياً إخوةا‪ ،‬أوكل الشروط شديدةا جششكدا‪ ،‬ثاًنيكششاً) متششون السششنة‪ ،‬متششون‬
‫أصول أحاًديث النبي صلى ا عليه وسلم تبلغ تقريكباً من ثماًنية آلف حششديث‬
‫إلى عشرةا آلف حديث‪ ،‬هذه التي تجمع حديث النبي كمتون‪ ،‬وليست كطرق‬
‫ومتاًبعاًت وشواهد‪ ،‬من ثماًنية آلف إلششى عشششرةا آلف‪ ،‬الحششاًديث المتششواترةا‬
‫إن بلغت على أقصى حد لن تزيششد عششن الماًئششة والخمسششين أو المششاًئتين‪ ،‬علششى‬
‫أقصى حد‪ ،‬ول أظنهاً تبلغ هذا المبلغ)‬
‫الماًئة والخمسين أو الماًئتين‪ ،‬مقاًبل عشرةا آلف‪ ،‬قليلة أما كثيرةا؟ قليلششة جششكدا‪،‬‬
‫وهذا الواقع‪ ،‬ولذلك لو رجعناً إلششى مششن صششنف فششي كتششب المتششواتر‪ ،‬أريششد أن‬
‫ضاً أن هناًك علماًء اهتموا بهذا الحششديث المتششواتر‪ ،‬وصششنفوا فيششه‬ ‫أشير لكم أي ك‬
‫الكتب‪ ،‬وذلك لن هذه الحاًديث نقطع بثبوتهاً إلى النبي صلى ا عليششه وآلششه‬
‫وسلم)‬
‫فمثكل الزهاًر المتناًثرةا في الخباًر المتواترةا للماًما السيوطي‪ ،‬لقط الزهششاًر‬
‫المتناًثرةا للزبيدي‪ ،‬كتاًبا ثاًلث نظم المتناًثر مششن الحششديث المتششواتر‪ ،‬للكتششاًني‪،‬‬
‫محمد بن جعفر الكتاًني)‬
‫لو استعرضششت الحششاًديث مششاً زادت ول ربششت عششن قرابششة المششاًئتين‪ ،‬مششاًئتين‬
‫مقاًبل عشرةا آلف حششديث قليششل‪ ،‬جششد قليششل‪ ،‬وقششد ينششاًزع وإن أردت التحقيششق‬
‫والتحرير والتدقيق يناًزع فششي كششثير مششن الحششاًديث أنهششاً متششواتر‪ ،‬قششاًلوا إنهششاً‬
‫وأثبتوهاً من المتواتر وهي ليست من المتواتر)‬
‫ثم بعد ذلك نتكلم عن أقساًما المتواتر)‬
‫إذن عرفناًه‪ ،‬ثم بيناً الشروط‪ ،‬ثم أثبتناً أنه موجود لكنه على قلة‪ ،‬ثم بعششد ذلششك‬
‫نتكلم عن أقساًما المتواتر‪ ،‬إذن المتواتر ينقسم إلى قسمين) متواتر لفظي)‬
‫ماً معنى متواتر لفظي؟‬
‫أي أنه بلفظ النبي صلى ا عليه وسلم تواتر‪ ،‬بلفظ واحد كحديث) )من كذبا‬
‫علي متعمكدا فليتبوأ مقعده من الناًر)‪ ،‬فهذا بهذا اللفظ قد نقله من الصحاًبة مششاً‬
‫يربوا على الستين‪ ،‬كذا نص أهل العلم‪ ،‬فهو متواتر بلفظه)‬
‫ومتواتر معنوي‪ ،‬بمعنى أنه متواتر لكن باًلمعنى‪ ،‬أي لششم ينطششق النششبي صششلى‬
‫ظاً واحكدا قد تواتر فيه‪ ،‬نضربا مثششاًل) رفششع اليششدين)) وهششذا‬ ‫ا عليه وسلم لف ك‬
‫الذي يضربه العلماًء‪ ،‬رفع اليدين حاًل الدعاًء‪ ،‬هششذا متششواتر معنششوي‪ ،‬بمعنششى‬
‫أنششه ثبششت أن النششبي صششلى اشش عليششه وسششلم فعلششه فششي مواضششع متعششددةا‪ ،‬حششاًل‬
‫الستسقاًء‪ ،‬أو حاًل دعاًء ا عز وجل‪ ،‬وفي مواضع متعددةا من حياًته‪ ،‬لكنه‬
‫ماً تواتر الحششديث فششي موقششف واحششد أو موضششع واحششد قششاًما بششه النششبي‪ ،‬ل فششي‬
‫مواضع متعددةا ثبت أن النبي إذا دعاً رفع يديه وتوجه بهماً إلى السماًء)‬
‫فتواتر تواترا معنوكياً‪ ،‬أي أنششه ل لفششظ محششدد‪ ،‬وإنمششاً نقششول أن رفششع اليششدين))‬
‫لحظوا هذا من كلمي أما كلما النبي‪ ،‬هذا من كلمي وليس من كلمه صلى‬
‫ا عليه وآله وسلم‪ ،‬أن رفع اليدين سنة حاًل الدعاًء)‬
‫هذا قد تواتر تواترا معنوكياً)‬
‫فإذن التواتر على قسمين‪ ،‬متواتر لفظي‪ ،‬ومتواتر معنوي)‬
‫الن المتواتر اللفظي‪ ،‬اتضح‪ ،‬والمتواتر المعنوي اتضششح‪ ،‬مششن المثلششة علششى‬
‫المتواتر المعنوي‪ ،‬وأريد أن أشير إليه‪ ،‬وأرغب أن أشير إليششه‪ ،‬مششن يعششرف؟‬
‫مسششألة اختلششف فيهششاً أهششل السششنة‪ ،‬فأثبتوهششاً‪ ،‬وأنكرهششاً بعششض العقلنييششن‬
‫والعصرانيين‪ ،‬وبعض المعتزلة‪ ،‬وأنكروا تواترهاً))‬
‫)حديث) )إنماً العماًل باًلنياًت) يمكن)) ا أعلم))‬
‫حششديث )إنمششاً العمششاًل باًلنيششاًت)‪ ،‬ل متششواتر‪ ،‬ول مشششهور‪ ،‬ول عزيششز‪ ،‬ول‬
‫مستفيض‪ ،‬إنماً هو آحاًد‪ ،‬لنه من رواية عمر وروى عنه واحد‪ ،‬وروى عششن‬
‫واحد‪ ،‬فهو في ثلث طبقاًت آحاًد‪ ،‬فليس بمتواتر))‬
‫إنماً أقصد عذابا القبر‪ ،‬أحاًديث عذابا القششبر‪ ،‬الحششق والصششدق أنهششاً متششواترةا‬
‫تواترا معنوكياً‪ ،‬إذ ورد عن عذابا القبر أحاًديث كثيرةا‪ ،‬وردت أحاًديث كثيرةا‬
‫عن النبي صلى ا عليه وسلم تثبت عذابا القبر‪ ،‬لكن ل على صيغة واحدةا‪،‬‬
‫ول في مناًسشبة واحشدةا‪ ،‬بشل مناًسشباًت متعشددةا‪ ،‬وبألفشاًظ متباًينشة‪ ،‬لكنهشاً كلهشاً‬
‫تجعل في القلب طمأنينة باًلقطع واليقين أن النبي صلى ا عليه وسششلم أخششبر‬
‫أن للقبر عذابا ونعيم)‬
‫تجعل باًلقطع واليقين ذلك‪ ،‬فقلناً هذا من المتواتر المعنوي)‬
‫بعد أن فهماً أقساًما المتواتر)) دعوناً نذهب إلى حجية المتواتر‪ ،‬هل هو حجششة‬
‫أما ليس بحجة؟ ماً رأيكم)) حجة قطكعاً‪ ،‬من غير خلف ول نزاع)‬
‫المتواتر يفيد العلم اليقيني‪ ،‬أي الضروري‪ ،‬أي القطعي بمعنى العلششم الششذي ل‬
‫تحتاًج من خلله إل برهاًن وفرك وإعماًل عقل ونظر‪ ،‬ليس العلششم النظششري‪،‬‬
‫وليست غلبة الظن‪ ،‬إطلكقاً‪ ،‬بل هو علم يقطع المششؤمن ويجششزما بثبششوت الخششبر‬
‫عن النبي صلى ا عليه وسلم)‬
‫هششذا الول‪ ،‬الثششاًني) يششوجب العلششم والعمششل)) أي نعششم‪ ،‬إن لششم يششوجب العلششم‬
‫والعمل‪ ،‬فأي الحاًديث توجب العلم والعمل‪ ،‬ونحن نقطششع بثبششوته عششن النششبي‬
‫صلى ا عليه وسلم)‬
‫ثم ثاًلكثاً) أن منكره كاًفر خاًرج عن الملة‪ ،‬لماًذا؟ لنناً نعلششم أن منكششر المعلششوما‬
‫من الششدين باًلضششرورةا يكفششر بإنكششاًره‪ ،‬صششح أما ل؟ أنششه ل يعششذر إل مششن كششاًن‬
‫حديث بإسششلما‪ ،‬وهششذا كششاًلمعلوما مششن الششدين باًلضششرورةا‪ ،‬لنششه كمششاً أن المششر‬
‫كاًلصلةا معلومة من الدين باًلضششرورةا‪ ،‬حقيقششة‪ ،‬لششم تعلششم الصششلةا مششن الششدين‬
‫باًلضرورةا إل بعد أن تواترت)) وتناًقلهاً الجمششع عششن الجمششع‪ ،‬فاًلكششل يصششلي‬
‫خلف عن سلف)‬
‫فمنكششره كششاًفر إذا أقيمششت عليششه الحجششة‪ ،‬وتششوفرت الشششروط‪ ،‬وانتفششت موانششع‬
‫التكفير)‬
‫هذا ماً يتعلق باًلمتواتر))‬
‫قلناً ينقسم الحديث إلى قسمين) متواتر وآحاًد)‬
‫ماً الحاًد؟‬
‫سنتطرق فيهاً إلى تعريفهاً‪ ،‬ثم أقساًمه في الحديث الحاًد‪ ،‬ثم هل هو موجود؟‬
‫ثم مدى حجيته‪ ،‬هل هو حجة أما ل؟‬
‫أماً من حديث تعريف حديث الحاًد‪ ،‬فهو)‬
‫)كل خبر لم يبلغ حد التواتر))‬
‫نعم كل خبر لم يبلغ حد المتواتر فهو آحاًد‪ ،‬إذن روايششة الواحششد آحششاًد‪ ،‬روايششة‬
‫الثنين آحاًد‪ ،‬روايششة الثلثششة آحششاًد‪ ،‬روايشة الربعششة آحششاًد‪ ،‬حششتى يبلششغ عنششدك‬
‫الطمأنينة والقطع بثبوت‪ ،‬دون ذلششك فهششو آحششاًد‪ ،‬فكششل حششديث دون ذلششك فهششو‬
‫آحاًد)) التعريف ظاًهر واضح)‬
‫أماً أقساًما الحاًد‪ ،‬هذه الحاًد تنقسم إلى كم قسم‪ ،‬إلى ثلثة)‬
‫القسم الول) وهو المشهور‪ ،‬والثاًني) هو العزيز‪ ،‬والثاًلث) هو الغريب)‬
‫فلنأخذ كل قسم على حدةا)‬
‫ماً المشهور‪ ،‬ماً الحديث المشهور؟‬
‫ياً إخوةا حقيقة نقرر مسألة‪ ،‬أن هذه التعريفاًت وهذه القساًما اصطلحية‪ ،‬فإن‬
‫تخاًلف العلماًء فيهاً‪ ،‬فهذا ل يضر ول يؤثر‪ ،‬ل مشاًحة في الصطلح)‬
‫لكن استقر أو أكثر العلماًء على أن المشهور قد عرفه الحاًفظ ابن حجر) بأنه‬
‫ماً له طرق محصورةا بأكثر من اثنين‪ ،‬هذا تعريف الحاًفظ في النخبة‪ ،‬ماً لششه‬
‫طرق محصورةا)) قوله ماً له طرق محصورةا‪ ،‬أخرج غير المحصورةا وهو‬
‫المتواتر‪ ،‬كأنه يقول هو الحديث غير متواتر‪ ،‬لن الحديث المتواتر ل حصر‬
‫لطرقه)‬
‫ضاً أخرج الحديث الذي يكششون‬ ‫ماً له طرق محصورةا بأكثر من اثنين‪ ،‬إذن أي ك‬
‫فيه اثنين أو واحد‪ ،‬يكون فيه راوياًن أو رامو واحد)‬
‫إذن أخرج المتواتر‪ ،‬وأخرج الراوي الواحد‪ ،‬وهو الغريب‪ ،‬وأخششرج الثنيششن‬
‫وهو العزيز‪ ،‬فهذا هو المشهور)) هذا كلما الحاًفظ) ماً لششه طششرق محصششورةا‬
‫بأكثر من اثنين) انتهى كلمه)‬
‫إل أنه ينبغي أن يضاًف له حقيقة في كل طبقة من طبقاًت السند‪ ،‬هششذا ينبغششي‬
‫أن يضاًف‪ ،‬كأنني أريد أن أقول إن التعريف يكون) ماً لششه طششرق محصششورةا‬
‫بأكثر من اثنين في كل طبقة من طبقاًت السناًد؛ لنه إن كاًن فششي طبقششة مششن‬
‫طبقاًت السناًد فهذا مشهور‪ ،‬ليس بمشهور‪ ،‬هذا يسمى غريب‪ ،‬غريكباً فششركدا‪،‬‬
‫إن كاًناً اثنين فيسمى عزيزا‪ ،‬إذن فششاًلحق أن نقششول) مششاً لششه طششرق محصششورةا‬
‫بأكثر من اثنين في كل طبقة من طبقاًت السند)‬
‫ضششاً رحمششه اشش‬ ‫حيث ذكر الحاًفظ هذا القيد في تعريف المتواتر‪ ،‬فكاًن حقه أي ك‬
‫أن يذكره هناً للزوما هذا القيد فيهماً)‬
‫ضاً على تعريف الحشاًفظ‪ ،‬قشاًل) مشاً لشه طشرق محصشورةا‬ ‫ثم هناًك ملحظة أي ك‬
‫بأكثر من اثنين‪ ،‬حقيقة أكثر العلماًء وكثير مششن العلمششاًء مششاً قيششدوه بششأكثر مششن‬
‫اثنين‪ ،‬وإنماً قاًلوا بأكثر من ثلثة؛ لن العزيز عندهم ماً رواه اثناًن أو ثلثة)‬
‫فينبغي أن نقول ماً له طرق محصورةا بأكثر من ثلثشة حشتى ل يتششاًرك مشع‬
‫العزيز في كل طبقة من طبقششاًت السششناًد‪ ،‬فيكششون تعريششف المشششهور) مششاً لششه‬
‫طرق محصورةا بأكثر من ثلثة في كل طبقة من طبقاًت السناًد‪ ،‬أو السند)‬
‫هذا المشهور‪ ،‬أماً العزيششز) فهششو أن يكششون))) مششاً هششو العزيششز مششن خلل مششاً‬
‫تكلمناًه)‬
‫ماً رواه اثناًن أو أكثر )) يدخل فيه المشهور والمتشواتر)) ل‪ ،‬مشاً رواه اثنشاًن‬
‫ضاً في كششل طبقششة مششن طبقششاًت السششناًد‪،‬‬ ‫أو ثلثة‪ ،‬هو أن يكون عدد الرواةا أي ك‬
‫اثنين أو ثلثة)‬
‫واشترطناً)) إذن الن في المتواتر نشترط أن يكون في كل طبقة من طبقششاًت‬
‫السناًد‪ ،‬وفي المشهور في كل طبقة من طبقاًت السناًد‪ ،‬وفي العزيز من كل‬
‫طبقة من طبقاًت السناًد)‬
‫أن يكون عدد الرواةا في كل طبقة من طبقاًت السند اثنين أو ثلثة‪ ،‬وهذا القيد‬
‫بششأنه اثنششاًن أو ثلثششة‪ ،‬كششل العلمششاًء اعتمششدوا فيششه علششى مششاً ذكششره المششاًما ابششن‬
‫الصلح)‬
‫حيث قاًل ابن الصلح) رويناً عن الحاًفظ أبي عبشد اش ابشن من ده‪ ،‬أن ه قشاًل)‬
‫انتبهوا إلى كلما هذا الماًما)) الغريب من الحششديث كحششديث الزهششري وقتششاًدةا‬
‫وأشباًههماً‪ ،‬من الئمة ممن يجمع حديثهم‪ ،‬إذا انفششرد الرجششل عنهششم باًلحششديث‬
‫يسمى غريكباً‪ ،‬فإذا روى عنهششم رجلن وثلثششة واشششتركوا فششي حششديث يسششمى‬
‫عزيزا‪ ،‬فإذا روى الجماًعة عنهم حديكثاً سمي مشهوكرا) انتهششى كلمششه رحمششه‬
‫ا تعاًلى)‬
‫أقول فكل من ذكر عدد الرواةا في العزيز اعتمد على كلما ابششن منششده‪ ،‬وأرى‬
‫حقيقة أن كلمه خاًص وليس عاًكماً‪ ،‬بمعنى فهو خاًص باًلئمة المكششثرين مششن‬
‫أمثاًل الزهري وقتاًدةا‪ ،‬وليس عاًكماً حتى يعمم فيقاًل) العزيز من الحششديث هششو‬
‫كششذا وكششذا)) نعيششد عبششاًرةا المششاًما ابششن منششده) الغريششب مششن الحششديث كحششديث‬
‫الزهري وقتاًدةا وأشباًههماً‪ ،‬من الئمة مم ن يجمشع حشديثهم)) إذن هشو جعلشه‬
‫في فئة معينة‪ ،‬هم الذين عليهم مدار الساًنيد‪ ،‬هم الذين تشبعوا بعلم الحششديث‪،‬‬
‫فكاًنت بين أيديهم آلف من الحاًديث يحفظونهاً‪ ،‬وليس المر عاًكماً على كششل‬
‫رامو‪ ،‬هذا الذي يظهر وا تعاًلى أعلم)‬
‫ثم إن تعريف الحاًفظ رحمه اشش تعششاًلى حيششن قششاًل‪ ،‬هششذا تعريششف الحششاًفظ فششي‬
‫النخبة‪ ،‬قاًل) العزيز هو أن ل يرويه أقل من اثنين عن أقل من اثنين))‬
‫ضششاً‬
‫ضششاً إلششى تحريششر وتششدقيق‪ ،‬إذ علششى هششذا التعريششف يششدخل فيششه أي ك‬ ‫يحتاًج أي ك‬
‫المتواتر والمشهور‪ ،‬إذ المتواتر والمشهور ل يرويه أقل من اثنيششن عششن أقششل‬
‫من اثنين)‬
‫الذي أريد على كل هذه المور حقيقة فوائد ونكت ونتف‪ ،‬لكن الذي نريششد أن‬
‫نحرره‪ ،‬وأن نلخصه من هذه المور)‬
‫أن المشهور هو ))‬
‫)ماً رواه ))) طرق محصورةا بأكثر من اثنين )‬
‫بأكثر من اثنين أو ثلثة في كل طبقة من طبقاًت السناًد‪ ،‬والعزيز)) ماً رواه‬
‫)ماً رواه اثناًن أو ثلثة )))‬
‫في كل طبقة من طبقاًت السناًد‪ ،‬يعني) فششي الطبقششة الولششى ثلثششة‪ ،‬أريششد أن‬
‫أسأل سؤاكل الن‪ ،‬تنبهوا معي‪ ،‬في الطبقة الولى ثلثشة‪ ،‬وفششي الثاًنيشة اثنششاًن‪،‬‬
‫وفي الثاًلثة أربعة‪ ،‬وفي الرابعة ماًئة‪ ،‬ماً يسمى هذا الحديث))‬
‫)عزيزا)‬
‫يسمى عزيزا نعم‪ ،‬لن أقل حد اثناًن من قيد الحديث العزيز باًلضبط)‬
‫بقي عندناً الغريب‪ ،‬الغريب هو؟‬
‫)ماً رواه راو واحد )))‬
‫ماً تفرد بروايته راو واحد في أي طبقة من طبقاًت السند)‬
‫لحظوا أوكل راو واحد‪ ،‬في المتشواتر قلنشاً لبشد أن يك ون فشي كشل طبقشة م ن‬
‫طبقاًت السناًد‪ ،‬في المشهور في كل طبقة من طبقششاًت السششناًد‪ ،‬فششي العزيششز‬
‫في كل طبقة من طبقاًت السناًد‪ ،‬فششي الغريششب طبقششة واحششدةا تكفششي أن تجعششل‬
‫الحديث غريباً‪ ،‬طبقة واحدةا يتفرد بهاً راو واحد تكفي أن تجعل الحششديث مششن‬
‫أحاًديث الغريب)‬
‫المتواتر لبد أن يكون التواتر في كل طبقة‪ ،‬وكششذا المشششهور‪ ،‬وكششذا العزيششز‪،‬‬
‫لكن الغريب يكفي فيه طبقة واحدةا‪ ،‬يتفرد بهاً راو واحد‪ ،‬تنشزل الحشديث ولشو‬
‫كاًن في طبقاًته متواترا‪ ،‬تنزله إلى الغريب)‬
‫نعم)) الن الذي أريد أن أنبه عليه ياً مشاًيخ‪ ،‬تنبهوا معي) التفرد)) الغريششب‬
‫أو الفرد‪ ،‬حقيقة ياً إخشوةا التفشرد مظن ة الخطشأ‪ ،‬يعن ي يتفشرد راو خاًصشة فشي‬
‫عصششر قششد اشششتهرت فيششه الروايششة‪ ،‬كاًلعصششر الششذهبي لعلششم الحششديث)) آلف‬
‫مؤلفة‪ ،‬من العلماًء وطلبا العلم والمحدثين‪ ،‬آلف مؤلفة‪ ،‬كاًن مجلس بعض‬
‫المحدثين يبلغ سبعين ألف وماًئششة ألششف)) ثششم يششأتي رجششل واحششد فيششروي هششذا‬
‫الحديث فيتفرد)) قلناً لكم نرجع‪ ،‬علم قواعد مصششطلح الحششديث)) تتنششاًغم مششع‬
‫الفطرةا النساًنية‪ ،‬ل تكاًبر))‬
‫ماً يندفع في نفسك من أول وهلة بعقل سليم هذا هو علم قواعد الحديث‪ ،‬أبكدا‪،‬‬
‫أرأيتم علم وا رائق ماًتع‪ ،‬له لذةا لنه منسجم تماًكماً مع الفطرةا‪ ،‬ومع النفششس‬
‫النساًنية‪ ،‬متناًغم تماًكماً مع العقل البشري‪ ،‬فعلم غاًية في المتعة‪ ،‬واشش تسششتلذ‬
‫وأنت تتعلم علم الحديث)‬
‫الن رجل عند الماًما الزهري فأتى راو فتفرد بروايششة عششن المششاًما الزهششري‬
‫الذي كاًن مجلسه بعشرات اللف‪ ،‬هل يحدث في نفسك هناً ريبة بششاًلقبول أما‬
‫قبوكل)‬
‫)ريبة)‬
‫ريبة‪ ،‬أين البقية‪ ،‬أيششن بششاًقي الطلبا‪ ،‬لششم حفششظ دون سششاًئر الطلبا‪ ،‬ل يعقششل‬
‫هذا‪ ،‬صح أما ل؟ ل يعقل‪ ،‬ماً تششأتي تقشول لششي واشش زيشاًدةا ثقشة‪ ،‬وزيششاًدةا علشم‪،‬‬
‫الزهري كاًن له مجلس ثاًبت محدد معشروف للقاًصشي والشداني مشن الطلبا‪،‬‬
‫الكل يحضره‪ ،‬إماًما‪ ،‬مدرسة إسششناًد‪ ،‬مششدار أسششاًنيد‪ ،‬تششأتي بعششد هششذا تفششرد راو‬
‫عنه‪ ،‬خاًصة إذا كاًن من غير المشهورين من تلميذه ول النجبششاًء‪ ،‬واشش فششي‬
‫النفس منهاً أشياًء‪ ،‬صح أما ل؟‬
‫فششاًلتفرد مششن القرائششن الششتي تششبين للعششاًلم الناًقششد أن الحششديث فيششه خطششأ‪ ،‬التفششرد‬
‫والمخاًلفششة هششي مششن وسششاًئل كشششف العلششة‪ ،‬وسششنأتي إليهششاً مششاً العلششة‪ ،‬التفششرد‬
‫والمخاًلفة من أبرز الوساًئل التي يعتمشد عليهشاً العششاًلم لمعرفشة علشة الحشديث‪،‬‬
‫ووجود العلة في الحديث)‬
‫انتهيناً الن من أقساًما الحاًد‪ ،‬ننتقل إلى إمكاًنية وجوده‪ ،‬هششل موجششود الحششاًد‬
‫أما ل؟ ماً رأيكم؟‬
‫)موجود)‬
‫موجود وبكثرةا)) نعم)) ذهششب الجمهششور إلششى وجششود الحششاًد بكششثرةا‪ ،‬وذهششب‬
‫الحاًفظ ابن حباًن إلى أن العزيز قسم العزيز من الحاًد صعب المنششاًل‪ ،‬غيششر‬
‫موجود)) وللفاًئدةا أقرهاً الحاًفظ ابن حجر علشى تعريشف ابششن حبشاًن للعزيشز‪،‬‬
‫وهو اثناًن عششن اثنيششن فششي كششل طبقششة‪ ،‬يعنششي كششل طبقششة اثنششاًن ل يزيششدان ول‬
‫ينقصاًن)‬
‫فماًل الحاًفظ في النخبة والنزهة إلى إقراره‪ ،‬وأنه أقره‪ ،‬فقاًل على قيده وحششده‬
‫فيكاًد يكون معدوماً‪ ،‬أو بهذا المعنى)‬
‫لكن من حيث وجود الحاًد‪ ،‬موجودةا‪ ،‬بل أكثر أحاًديث النبي صلى ا عليششه‬
‫وسلم من هذا القسم‪ ،‬من الحاًد)‬
‫حجية حديث الحاًد) بعششد أن مررنششاً بكششل مراحششل حششديث الحششاًد‪ ،‬فهششل هششذا‬
‫الحديث حديث الحاًد حجة أما ل؟ حششديث الحششاًد فششي الصششل يششوجب العمششل‬
‫وهو من غلبة الظن على صدق قاًئله)‬
‫هذا في الصل‪ ،‬هو يوجب العمل‪ ،‬عموما أحاًديث الحاًد توجب العمل‪ ،‬وهششو‬
‫من باًبا غلبة الظن ليس العلم اليقيني ول العلشم النظشري‪ ،‬بشل أدنشى م ن هشذا‬
‫عندناً يقسم إلى علم يقيني وعلم نظري وغلبة ظن‪ ،‬فهو من أدنى المسششتوياًت‬
‫من باًبا غلبة الظن على ثبوته وصدق قاًئله‪ ،‬فهو يوجب العمل‪ ،‬وهذا مذهب‬
‫أهل السنة والجماًعة)‬
‫وأحياًكناً ياً إخوةا أحاًديث الحاًد)) اقرأ ماً هو مكتوبا))‬
‫)حجية أحاًديث الحاًد يوجب العمل‪ ،‬يغلب على الظششن صشدق الخشبر لثبشوت‬
‫صدق ناًقله‪ ،‬إفاًدةا العلم النظري )))‬
‫أحياًكناً حديث الحاًد يفيد العلم ))) يرتقي من غلبة الظن إلى العلششم النظششري‪،‬‬
‫ليس العلم اليقيني أبكدا‪ ،‬إل عند طوائف قلة من العلماًء‪ ،‬لكششن علششى مششاً حششرره‬
‫الحاًفظ ابن حجر‪ ،‬وكتاًبناً نعتمد فيه النزهة والنخبة على ماً حرره‪ ،‬فإنه يفيششد‬
‫العلم النظري)‬
‫)إفاًدةا العلم النظري إن وجدت قرينة تقويه إلى درجة إفششاًدةا العلششم أفششاًد العلششم‬
‫النظري))‬
‫إذن يشترط لفاًدةا العلم النظري وجود قرينة‪ ،‬تجعلششه ينتقششل مششن غلبششة الظششن‬
‫إلى إفاًدةا العلم النظري‪ ،‬وهو أقوى وأثبت وأرسخ في الدللة)‬
‫لكن على كل الحوال هو موجب للعمل)‬
‫ماً هي القرائن؟‬
‫قد ذكر هذه القرائن الحششاًفظ ابششن حجششر‪ ،‬فششأول قرينششة) مششاً أخرجششه البخششاًري‬
‫ومسلم في صحيحيهماً مماً لم يبلغ درجة التواتر‪ ،‬فهذا يوجب العلم النظششري‪،‬‬
‫ق من غلبة الظن إلى العلم النظري)‬ ‫فهو تر م‬
‫القرينششة الثاًنيششة) المشششهور إذا تعششددت طرقششه‪ ،‬وسششلمت مششن ضششعف الششرواةا‬
‫والعلل‪ ،‬يعني حديث مشهور تعددت مخششاًرجه‪ ،‬لكنهششاً محصششورةا‪ ،‬مششاً زالششت‬
‫محصورةا لم تبلغ التواتر‪ ،‬فتعددت مخششاًرجه‪ ،‬وسششلمت مششن الشششذوذ والعلششل‪،‬‬
‫فأفاًدت العلم النظري)‬
‫القرينة الثاًلثة) المسلسل برواية الئمة الحفاًظ المتقنين بعضششهم عششن بعششض‪،‬‬
‫بحيث ل يكون فيه تفرد في السناًد‪ ،‬يعني حاًفظ إماًما عششن حششاًفظ إمششاًما‪ ،‬فهششذا‬
‫يفيد العلم النظري)‬
‫إذن أحاًديث الحاًد توجب العمل‪ ،‬وتفيد الظن الغاًلب‪ ،‬إل أنهاً إن احتفت بهششاً‬
‫قرائن إخششراج أصششحاًبا الصششحيح لهششاً‪ ،‬أو أنهششاً مششن المشششهور الششذي تعششددت‬
‫مخاًرجه وسلم من شذوذ والعلل‪ ،‬أو أنه مسلسل بحاًفظ عن حاًفظ‪ ،‬إمششاًما عششن‬
‫إماًما‪ ،‬فهذا يترقى إلى إفاًدةا العلم النظري ولكن يبقى هو هو أنشه يجششب العمششل‬
‫به‪ ،‬سواء كاًن غلبة ظن أما علكماً نظركيياً)‬
‫في المرةا القاًدمة بإذن ا عز وجل سنتاًبع الكلما على هذه النقطة لمر نريد‬
‫أن نصل إليه‪ ،‬نسأل ا عز وجل بأسماًئه وصفاًته أن ينفعناً بماً سششمعناً‪ ،‬وأن‬
‫يجعل الذي سمعناًه حجة لناً ل عليناً‪ ،‬وأن يباًرك ا لناً في أسششماًعناً وقواتنششاً‬
‫إنه ولي ذلك والقاًدر عليه))‬
‫سبحاًنك اللهششم وبحمششدك‪ ،‬أششهد أن ل إلششه إل أنششت‪ ،‬أسششتغفرك وأتششوبا إليششك‪،‬‬
‫وصلى ا على سيدناً محمشد وعلشى آلشه وصشحبه أجمعيشن‪ ،‬والحمشد لش ربا‬
‫العاًلمين)‬

Vous aimerez peut-être aussi