Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
د ) رامز
الحمد ل حمكدا كثيكرا طيكباً مباًرككششاً فيششه ،والصششلةا والسششلما علششى أشششرف
المرسلين ،وإماًما المرسلين ،سيدناً محمد ،وعلششى آلششه وصششحبه ،ومششن صششاًر
على دربه ،واقتفى سنته إلى يوما الدين وبعد)
الللهم ل سهل إل ماً جعلته سششهكل ،وأنششت تجعششل الحششزن إن شششئت سششهكل،
وأسأل ا )عز وجل) بأسششماًئه وصششفاًته ،أن يجعششل اجتماًعنششاً هششذا اجتماًكعششاً
مرحوكماً ،وتفرقه من بعده تفركقاً معصوكماً ،كماً أسششأله )سششبحاًنه وتعششاًلى) أن
يجعل أعماًلناً كلهاً خاًلصة لوجهه الكريم ،وأن يتقبل مناً صاًلح العماًل ،إنه
ولي ذلك والقاًدر عليه)
وأشكر المشاًهدين العزاء علششى القنششوات الفضششاًئية ،وأثنششي عليهششم ثنششاًكء
طيكباً عطكرا مباًرككششاً ،كمششاً أشششكر طلبا الكاًديميششة السششلمية المفتوحششة فششي
المستوى الول ،وكذلك الذين يتاًبعونناً عبر الموقع اللكتروني للكاًديمية)
وأسأل اشش )عششز وجششل) بأسششماًئه وصششفاًته ،أن يجعششل هششذا المسششتوى أن
يجعله مستوى فيه من العلم والنفع والبركة لطلبناً ماً شاًء ا أن يفعل)
ونبششدأ بششإذن اشش )عششز وجششل) ابتششداكء أن نتكلششم عششن محششاًور هششذه المششاًدةا،
كخطتهاً ،وماً السبيل الذي سنسلكه في دراسة هذا المسششتوى بششإذن اشش )عششز
وجل)
سينقسم المر إلى محاًور عدةا ،فسنتكلم في المحور الول) عن مقششدماًت
ضرورية لعلششم مصششطلح الحششديث ،مششن تعريششف علششم المصششطلح ،وأهميتششه،
وأشهر المؤلفاًت والمصنفاًت التي صنفت فيه)
ثم بعد ذلك نتكلم عن أقساًما الحديث باًعتباًر طرقه ،أي أن الحديث ينقسششم
باًعتباًر طرقه إلى حديث متواتر ،وحديث آحششاًد ،وكششذلك سششنتكلم عشن أقسششاًما
الحديث الحاًد بماً أصله أهل العلم وقرروه)
ثم بعد ذلك نثني باًلوحدةا الثاًنية ،والشتي سشنتكلم فيهشاً ع ن أقسشاًما الحشديث
المقبول ،وتقسيماًته الربعة المشششهورةا ،الصششحيح لششذاته ،والصششحيح لغيششره،
والحسن لذاته ،ثم نختم باًلحسن لغيره)
ونتكلم بعد ذلك عن كيف يتعاًمل طاًلب العلم مع هذه الحششاًديث المحتجششة
بهاً الصحيحة الثاًبتة عن النبي )صلى ا عليششه وسششلم) حششاًل تعاًرضششهاً؟ إذا
تعاًرضششت هششذه الحششاًديث فششي ظاًهرهششاً ،فمششاً ينبغششي علششى طششاًلب العلششم أن
يتعاًمل)
فسنتكلم بإذن ا )عز وجل) ونطرق مساًمعكم باًلبحث في إمكاًنية الجمع
بينهاً ،والتوفيق بينهاً ،والتأليف بينهاً ،فإن تعذر الجمع بينهاً ،انتقلناً إلى تقديم
الناًسخ على المنسوخ ،ثم بعد ذلك نتكلششم فششي الترجيششح بأحششد طششرق الترجيششح
المعتبرةا عند أهل الفن ،ثم إن تعذر علششلي أي طريششق مششن تلششك الطششرق ،ولششم
أستطع إل أن أتوقف فينبغي على المسلم حينهاً أن يتوقف في هذه الحاًديث،
وأل يبت ببنت شفته ،حتى يتبين له ماً الثاًبت منهاً ،ومششاً الششوجه الششذي يجمششع
بينهاً وبينهاً فيماً بينهاً)
ثم بعد ذلك نتكلم عن الوحدةا الثاًلثة) وهي أقساًما الحديث المردود ،والششتي
ستنقسششم باًعتبششاًر العدالششة والضششبط ،فنتكلششم عششن خششوارما أو ضششبط الششراوي،
وكششذلك عشن أسششباًبا الطعششن فششي عدالششة الششراوي ،وأسششباًبا انقطششاًع السشناًد،
وأسباًبا انقطاًع السناًد في الحديث)
ثم بعششد ذلششك نعششرج علششى أقسششاًما الحششديث مششن حيششث منتهششاًه ،فنتكلششم عششن
الحديث المرفوع ،وعن الموقوف ،وعن الحديث المقطوع ،وماً هو الحششديث
المرفششوع؟ ومششاً هششو الموقششوف؟ ومششاً هششو المقطششوع؟ ومششاً الفششرق بيششن هششذه
الحاًديث؟
ثم نختم بآخر عنصر من عناًصر هذه الدروس المباًركة في مبششاًحث فششي
علششوما السششند والمتششن ،هششي عبششاًرةا عششن مبششاًحث متنوعششة ،ججمعششت فششي هششذا
العنصر ،تتعلق باًلسناًد العاًلي والنششاًزل ،وبروايششة القششران ،وروايششة البششاًء
عن البناًء ،وطششرق تحمششل الحششديث وأدائششه ،وتمييششز الششرواةا ،وعلششم الجششرح
والتعديل ،وكذلك التصنيف في علم الحديث ،وآدابا الشيخ والتلميذ بششإذن اشش
)عز وجل) ،ونسأل ا )عز وجل) أن يبششاًرك لنششاً ،وأن يجعششل كلمنششاً طيبكششاً
مباًرككاً منطلكقاً من كلما النبي )صلى ا عليه وسلم) الذي كاًن يتكلم بأفصششح
الكلما)
فنبدأ بإذن ا )عز وجل) أول المر ،وباًدئ ذي بدئ بتعريششف الحششديث،
الحديث الذي نقول هو حديث النبي )صلى ا عليه وسلم) فمششاً هششو الحششديث
عند علماًء الحششديث؟ ومششاً التعريششف الششذي اختششاًره علمششاًء الحششديث فششي بيششاًن
تعريف حديث النبي )صلى ا عليه وسلم؟
)ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) مشن قششول أو فعشل أو تقريشر
أو صفة خخلقية أو جخلقية))
نعم ،هو ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) من قششول أو فعششل أو
تقرير أو صفة خخلقية أو جخلقية)
إذن هششو ل يتكلششم عششن الثششاًر الششواردةا عششن التششاًبعين والسششلف الصششاًلح
والصحاًبة رضوان ا تعششاًلى عليهشم ،إنمشاً غششاًيته الساًسشية هشو كلما النشبي
)صلى ا عليه وسلم) ،وكل ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم)
من قوله ،أي) من منطوق كلما النششبي )صششلى اشش عليششه وسششلم) ،أو مششن
فعل النبي )صلى ا عليه وسلم) ،أو من تقريره ،أي) إقراره ،وهذا سششيتبين
الن بإذن اشش )عششز وجششل) ،مششاً هششو القششرار؟ أو كششاًنت صششفة خخلقيششة للنششبي
ق خعظظيششمم﴾ٍ ك لخخعلششى جخلجشش م
)صلى ا عليه وسلم) قد أوتي جوامششع الخلق ﴿خوإظنلشش خ
)القلم) )) أو كاًنت صفة خخلقية من جخلقة النبي )صلى ا عليه وسلم)
فلنبدأ بإذن ا مستعينين باًل )عز وجل) ،فنريد أن نعشرف حششديكثاً قولكييشاً،
نقول) هو ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليششه وسششلم) مششن قششول ،فنريششد أن
نعرف حديكثاً قولكيياً عن النبي )صلى ا عليه وسلم) ،من يذكرناً بحديث عششن
النبي )صلى ا عليه وسلم؟
)عن عمر بن الخطاًبا )رضي ا عنه) قاًل) قاًل رسول ا )صلى اشش
عليه وسلم) )إنماً العماًل باًلنياًت ،وإنمشاً لكشل امششرئ مشاً نشوى ،فمشن كششاًنت
هجرته إلى ا ورسوله ،فهجرته إلى ماً هاًجر إليه ،ومن كاًنت هجرتشه إلشى
دنياً يصيبهاً ،أو امرأةا ينكحهاً فهجرته إلى ماً هاًجر إليه)))
أحسن ا إليك ،نعم ،قاًل النبي )صلى ا عليه وسلم) فيماً رواه صاًحب
الصحيح عن عمر )رضي ا عنه) قاًل) سمعت رسول ا )صلى ا عليه
وسلم) يقول ،إذن هذا حديث قولي )إنماً العماًل باًلنياًت ،وإنمششاً لكششل امششرئ
ماً نوى) فهذا حديث مثبت إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) من قوله)
فهذا يعتبر من الحديث الوارد عن النبي )صلى ا عليه وسششلم) ،وعنششدناً
ضاً كل ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) من قوله أو فعلششه ،هششلأي ك
يستحضر واحد منكم حديث من فعل النبي )صلى ا عليه وسلم؟
الحديث الذي رواه البخاًري ومسلم في صششحيحيهماً ،مششن حششديث عاًئشششة
)رضي اشش عنهششاً) وهششي تصششف صششياًما التطششوع الششذي كششاًن يصششومه النششبي
)صلى ا عليه وسلم) ،هي تصف صياًما النشبي ،أي فعشل النشبي )صشلى اش
عليه وسلم) ،فكاًنت تقول) )كاًن النبي )صلى ا عليششه وسششلم) يصششوما حششتى
نقششول ل يفطششر ،ويفطششر حششتى نقششول ل يصششوما) ،إذن عاًئشششة أما المششؤمنين
)رضي ا عنهاً) وصفت فعل النبي )صلى ا عليه وسلم) حاًل صياًمه)
ومن المثلة على النوع الثاًلث ،أو القسم الثاًلث من الحديث المروي عششن
النبي )صلى ا عليه وسلم) ،وهو) تقرير النبي )صلى ا عليه وسششلم) فششي
تعريف العلماًء حين قاًلوا) ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليششه وسششلم) مششن
قول ،أو فعل ،أو تقرير)
تقرير النبي )صلى ا عليه وسلم) معناًه؟
)أنه أقر فعل وقع بين يديه ،أو وصله ولم ينكره))
أحسن ا إليك ،نعم ،فعل وقع بيشن ي دي النشبي )صشلى اش عليشه وسشلم)
فعله بعض الصحاًبة ،فسكت النبي )صلى ا عليه وسلم) وأقره ولم ينكششره،
وهششذا يششدل عليششه أو مششن أمثلتششه ،الحششديث الششذي رواه البخششاًري ومسششلم فششي
صحيحيهماً من حديث ابن عمر )رضي ا عنهماً) لماً رجششع النششبي )صششلى
ا عليه وسلم) من غزوةا الحزابا ،قاًل )صلى ا عليه وسلم) )ل يصششلين
أحدكم العصر إل في بني قريظة) ،هذا الن هذا الحديث مششاً نسششميه؟ حششديث
قولي ،فاًنطلق الصحاًبة إلى بني قريظة ،فأدركهم العصر وهم في الطريششق،
فقاًل بعضهم) ماً أراد النبي )صلى اشش عليششه وسششلم) إل أن يسششتحث هممنششاً،
يعني سنصلي الن ،وإل لن نفوت الوقت ،وقاًل بعضهم) امتثاًكل لمر النششبي
)صلى اشش عليششه وسششلم) لششن نصششلي إل فششي بنششي قريظششة ،ولششو خششرج وقششت
العصر ،فبلغ ذلك النبي )صلى ا عليه وسلم) ،فأقر إلى الفريقين ،ولم ينكر
على هذا أو ذاك ،فهذا من تقريره )صلى ا عليه وسلم)
قلناً) هو ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) مششن قششول ،أو فعششل،
أو تقرير ،أو صفة خلقية ،أو خلقية)
الصفة الخلقية) هي الصفة التي تتكلم عن أخلق النبي )صششلى اشش عليششه
وسلم) ،كماً في الحديث في الصحيحين ،من حديث ابششن عبششاًس )رضششي اشش
عنهماً) قاًل) )كاًن رسول ا )صلى ا عليه وسلم) أجود الناًس) هذه صفة
خلقية )وكاًن أجود ماً يكون في رمضاًن ،حين يدارسه جبريل القرآن))
)كاًن رسول ا )صلى اشش عليششه وسششلم) أجششود النششاًس ،وكششاًن أجششود مششاً
يكون في رمضاًن ،حين يدارسه جبريل القرآن)
ويبقى عندناً آخر قيد ذكره العلماًء في هذا التعريف ،وهو ماً أضيف إلششى
النبي )صلى ا عليه وسلم) من قول ،أو فعل ،أو تقرير ،أو صفة خلقية ،أو
خلقية ،من ذلك ماً صح في الصحيحين) )أن النبي )صششلى اشش عليششه وسششلم)
كاًن أحسن الناًس وجكهاً ،وأحسنه خوكفاً ليس باًلطويل الباًئن ،ول باًلقصير))
إذن هذا هو الحديث ،هذا مناًط حديثناً هو ماً أضيف إلى النبي )صلى ا
عليه وسلم) من قول ،أو فعل ،أو تقرير ،أو صفة خلقية ،أو خلقية)
من يورد لناً التعريف؟
)الحديث) هو ماً أضيف إلى النبي )صلى ا علي ه وسشلم) مشن قشول ،أو
فعل ،أو تقرير ،أو صفة خخلقية ،أو جخلقية))
نعم ،جيد)
هذا الحديث من أجله قاًما علم مصطلح الحديث ،من أجششل هششذا التعريششف،
قاًما علم مصطلح الحديث؛ ليبين الثاًبت عن النبي )صلى ا عليه وسلم) مششن
غيره ،لكن علم الحديث أطلقت عليه إطلقاًت أخرى ،فيقاًل مشرةا عنشه الثشر
عن الحديث ،ويقاًل مرةا الخبر عن الحديث ،فنبدأ مثل باًلطلقششاًت المرادفششة
للحديث النبوي ،قد يقاًل الثر ،وقد يقاًل الخبر ،فماً هو الخبر؟ أو مششاً الفششرق
بين الحديث والخبر؟
وقشششع الخلف بيشششن العلمشششاًء ،والخلف فيهشششاً يسشششير ،ول مششششاًحة فشششي
الصطلح)
الخلف يسير ،فذهب بعض العلماًء إلى أن الخبر هو نفس الحششديث ،هششو
ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) ،ورفع إليه ،ونهي إليه)
وذهب بعضهم إلى أن الحديث) هو ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليششه
وسلم) ،أماً الخبر) فهو ماً أضيف إلى غيره من صحاًبي ،أو تاًبعي ،إلششى أن
الخبر هو ماً أضيف إلى غير النبي )صلى ا عليه وسلم) مششن صششحاًبي ،أو
تاًبعي ،فيقولون) جاًء في الخبر عن عمر )رضي ا عنششه) مثكل كششذا وكششذا،
أماً الحديث فيخصوه برسول ا )صلى ا عليه وسلم)
وذهب بعضهم إلى أن الفرق بينهماً عموما وخصوص ،والمر فيهاً سهل
)إن شاًء ا عز وجل)
لكن الذي ينبغي أن ندركه أن للفظ الحديث مرادفششاًت أخششرى ،لششه أسششماًء
أخرى ذكرهاً العلماًء ،منهاً) الحديث ،ومنهاً الخبر ،ومنهاً الثر ،فهذه بعض
السماًء الواردةا في حديث النبي )صلى ا عليه وسلم)
بعد هذه المقدمة السريعة ،نعود إلى حديث النبي )صلى ا عليه وسلم)،
فنجد أن الحديث ينقسم إلى قسششمين ،أي حششديث وارد عششن النششبي )صششلى اشش
عليه وسلم) فهو على قسمين ،أو ينقسم إلى قسمين)
الول) السناًد)
والثاًني) المتن)
فكل حديث عند علماًء الحديث قد دونوه في كتب السنة إنماً يبدأ باًلسششناًد
من المؤلف المصنف إلى شيخه ،إلى شيخ شيخه ،حتى يبلغ به النبي )صششلى
ا عليه وسلم) فيذكر قول النبي ،أو فعل النبي )صلى ا عليه وسلم)
فإذن علم الحديث ينقسم إلى إسناًد ومتن ،فماً هو السناًد؟ وماً هو المتن؟
فلنبدأ الن) ماً هو السناًد؟
)هي السلسلة الموصلة إلى المتن))
هي سلسلة الرواةا الموصلة إلى متن حديث النبي )صلى ا عليه وسلم)،
يعنششي كششأن أخششاًكم يريششد أن يقششول) هششو قششول الششراوي أو المحششدث) حششدثناً
وأخبرناً ،حدثناً فلن عن فلن ،أخبرناً فلن عن فلن)
السناًد هو سلسلة الرواةا الموصلة إلى متن حديث النبي )صلى ا عليششه
وسلم) ،إذن السناًد في حقيقة أمره غاًية أما وسيلة؟
هششو وسششيلة ،فليسششت الغاًيششة مششن السششناًد إل التحقششق مششن صششحة الحششديث
وثبوته إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) ،فاًلسناًد ليس غاًية المطاًف ،غاًيششة
المطاًف هو حديث النبي )صلى اشش عليششه وسششلم) الصششحيح الثششاًبت ،نششدرس
فقهه ،ونستنبط ماً فيه من أحكاًما وفوائد وعبر)
إذن السناًد هو سلسلة الرواةا الموصلة إلى حديث النبي )صلى ا عليششه
وسلم)
ماً المتن؟
)هو كلما النبي )صلى ا عليه وسلم))
هششو كلما النششبي )صششلى اشش عليششه وسششلم) ،أو فعششل ،أو تقريششر ،أو صششفة
خخلقية ،أو جخلقية للنبي )صلى ا عليه وسلم)
فإذن الحديث ينقسم إلى قسمين) إسششناًد ومتششن ،والسششناًد ليششس هششو غاًيششة
المنتهى ،إنماً هو وسيلة موصلة إلى المتن ،فغاًيتنششاً معرفششة الصششحيح الثششاًبت
عن النبي )صلى ا عليه وسلم) ،وهذا ل يقلل من أمر السناًد في شيء ،ل
وا ،لم؟ لنك لن تعرف الحديث الثاًبت عن النبي )صششلى اشش عليششه وسششلم)
إل بدراسة السناًد ،ومعرفة أحوال الرجاًل ،وصبر أحوالهم ،ومعرفششة الثقششة
من الضعيف ،وهلم جر ،وهذا الذي سنتحدث عنه بإذن ا )عشز وجششل) فششي
مباًحث قاًدمة)
إذن علم الحديث ينقسششم إلششى إسششناًد ومتششن ،ويحتششاًج السششناًد إلششى دراسششة
أحوال الرواةا ،وتمييششز الثقششة مششن غيششره؛ لمعرفششة الحششديث المحتششج بششه علششى
قسميه الصحيح والحسن ،ومعرفة الحديث الذي ل يجشوز للنسشاًن أن يحت ج
به ،وهو الحديث الضعيف)
كل هذه الخطوات تحتاًج إلى قواعد وأصول وعلششوما جتقععششد هششذا العلششم ،ل
يستطيع إنساًن أن يتكلم في السناًد ،إل وأن يكون له أصششول ثاًبتششة ،وقواعششد
راسخة ،منهاً ينطلق إلى الحكم على الحديث ،ومعرفة الصششحيح مششن غيششره،
أو المحتج به من غير المحتج به ،وهناً ينشأ عندناً هذه الماًدةا التي سندرسششهاً
بإذن ا )عششز وجششل) ،وهششي مششاًدةا )مصششطلح الحششديث) ،أو إن ششئت سششمهاً
)علوما الحديث) أو )قواعد الحديث) أو )علم الحديث) أو )أصول الحديث))
إذن مصطلح الحديث من يسششتطيع أن يعششرف لنششاً مصششطلح الحششديث؟ مششاً
هو؟ من خلل ماً ذكرناً)
هششو علششم بقواعششد وضششوابط مششن خللهششاً نسششتطيع معرفششة أحششوال الششرواةا
ومعرفة أحوال الحديث قبوكل وركدا)
إذن هو) علم قاًئم على قواعد وأصول ثاًبتة ،مستنبطة مششن فهششم العلمششاًء،
استنبطوهاً من كتاًبا ا )عز وجل) ،وهذا ماً سنتكلم عنه الن ،وسنة النششبي
)صلى ا عليه وسلم) ،هذه غاًية علم الحديث هناً ،غاًية علم المصطلح هناً،
لمعرفة المردود من المقبول ،من المنسوبا لحششديث النششبي )صششلى اشش عليششه
وسلم) قبوكل وركدا)
إذن هو قواعد ،هو جملة قواعششد ،وجملشة قششوانين ،لشن تسشتطيع أن تحكشم
على حديث الرسول )صلى ا عليه وسلم) إل إن سبرت أغورهاً ،وتعمقششت
فيهاً ،وعلمت ماً يتعلق فيهاً من كلما العلماًء ،لتنطبششق بعششد ذلشك لتحكششم علشى
حديث رسول ا )صلى ا عليه وسلم)
الن قبل أن أبدأ وقد انتقلناً انتقاًلة طيبة إلى الماًدةا الششتي سندرسششهاً بحششول
ا )عز وجل وتوفيقه) قبل أن أبدأ في بياًن هششذه القواعششد ،وهششذه الضششوابط،
دعوناً نتذاكر أمكرا مهكماً ،النبي )صلى ا عليه وسلم) لمششاً مششاًت ،مششاًت وقششد
أثبت العقيدةا في قلوبا الصحاًبة ،فلششم يختلششف الصششحاًبة ،فكششاًنوا علششى عقيششدةا
رجل واحد ،عقيدةا النششبي )صششلى اشش عليششه وسششلم) ،إذن علششم اللتوحيششد الششذي
ندرسشه الن ،والششذي ستدرسشونه فشي هششذه المسششتوياًت ،علشم اللتوحيشد أصشله
وقواعده وطرق الستنباًط من الكتاًبا والسششنة بمششاً يوافششق عقيششدةا أهششل السششنة
والجماًعة ،إنماً أخذهاً العلماًء من النبي )صلى ا عليه وسلم)
علم التفسير ورد عندناً في جملة من الحاًديث أن النبي )صلى اشش عليشه
وسلم) قاًما بتفسير بعض آياًت كتششاًبا اشش )عششز وجششل) ،كششأنه يريششد أن يقششول
لعلماًء التفسير) أناً سأضشيء لكشم الطريشق لتسشلكوا طريكقشاً ممه دةا تفهشم مشن
طريقة تفسيري كيف تفسرون كتاًبا ا )عز وجل)
إذن انطلق علماًء العقيدةا ،وانطلق علماًء التفسير مششن أصششول قششد أصششلهاً
النششبي ،اسششتطاًعوا مشن خلل هششذه الكلمششاًت الطيبشة الششتي خرجششت مشن فهمششه
)صلى ا عليه وسلم) ،أن تضششيء لهششم الطريششق ،وأن يضششعوا قواعششد لعلششم
العقيدةا أو علم اللتوحيد ،ويضعوا قواعد لعلم التفسير)
ننتقل إلى الفقه ،ماً هو الفقششه؟ هشو اسشتنباًط ،تعريفششه اللغشوي) هششو الفقششه،
والصطلحي) معرفة الحلل والحراما ،ماً يجوز ول ماً ل يجوز)
ألم تكن هذه واقعة زمن النبي )صلى ا عليه وسلم)؟ بل كاًنت كل حيششاًةا
الصحاًبة على هذا ،إماً أن يبدأ النششبي )صششلى اشش عليششه وسششلم) فششي بيششاًن مششاً
ت فيسأل النبي )صلى ا عليه وسلم) يجوز ،وماً ل يجوز ،أو أن يأتي مستف م
عن أمر قد أشكل عليه في أمر من حلل أو حراما ،فيبين له النبي )صلى ا
ضاً لعلماًء الفقه طريقششة عليه وسلم) ماً يجوز وماً ل يجوز ،إذن كأنه جعل أي ك
لللستنباًط ،كأنه قاًل لهم انظروا طريقتي ،اسششلكوا مثلمششاً سششلكت واسششتنبطوا
مثل استنبطت ،هذه هي قواعد علم الفقه)
إذن كأنني أتفق معكم أو تتفقون معي على أن العقيدةا قرر زمششن الحششبيب
صلى ا عليه وآله وسلم وأعلم النششبي العلمششاًء مششن بعششده كيفيششة التعاًمششل مششع
حديث العقيدةا وآياًت العقيدةا ،وكيف يستنبطون العقيششدةا مششن الكتششاًبا والسششنة،
وكذا الحاًل في علم التفسير وكذا الحاًل في علم الفقه)
نتقل الن إلى علم حديث النبي )صلى اشش عليششه وسششلم) فنجششد أن حششديث
النبي )صلى ا عليه وسششلم) كمششاً أسششلفناً مششن قسششمين) قسششم متعلششق باًلسششند،
وقسم متعلق باًلمتن)
أماً المتعلق باًلمتن ،فهو كعلم الفقه ،هششو طريقششة السششتنباًط مششن المصششدر
الثاًني من مصاًدر الشريعة ،وهي السنة النبوية)
لكن هل ثبت أو صح أو وردت عن النبي )صلى ا عليه وسلم) آلية في
التعاًمل مع السند؟ وهل وضع قواعد واضحة جلية يسششتطيع علمششاًء الحششديث
أن يستقوا منهاً قواعد علم المصطلح؟
الحق يقاًل أن النبي )صلى ا عليه وسلم) ماً كاًن هششذا المششر واركدا فششي
زمنه؛ لنه ل حاًجششة للسششناًد؛ لن السششناًد إنمششاً نشششأ بحثكششاً عششن الثششاًبت عششن
رسول ا )صلى ا عليه وسلم) ،أليس كذلك؟ ففي زمن النششبي )صششلى اشش
عليه وسلم) ل حاًجة إلى السششناًد ،الصششحاًبي يتششوجه إلششى النششبي )صششلى اشش
عليه وسلم) فيقول) ياً رسول ا )صلى ا عليه وسلم) مششاً حكششم كششذا ،فهششذا
السناًد من فم النبي إلى أذن الصحاًبي ،وقد وقشع ،اسشتقرت الكلمشة م ن فمشه
إلى أذني الصحاًبي ،فل حاًجة لمعرفة علم المصطلح)
إذن هو علم فتي ناًشئ ،ماً وضع له النبي )صلى اشش عليششه وسششلم) كششبير
قواعد ،ول أسس لعلماًء الحديث حتى يسيروا على دربه وخطاًه في التعاًمششل
مع حديث النبي )صلى ا عليه وسلم)
ماًذا تريد أن ترمي؟ أريد أن أصل إلى مسألة ،وهي) أن علم الحديث أن
قواعد علم المصطلح توافق الفطرةا النساًنية ،أي قاًعدةا نص العلمششاًء عليهششاً
في علم المصطلح لن تجدهاً أبكدا تتنكب عن الفطرةا النسششاًنية ،عششن الطبيعششة
البشرية ،عن العقل السليم ،أي عقل سليم سششيوافق علششى كششل قاًعششدةا وضششعهاً
علماًء الحديث في بياًن معرفة الصحيح من غيره ،أو المحتششج بششه مششن غيششره
من حديث النبي )صلى ا عليه وسلم)
إلى ماًذا ترمي إلى ماً سبقت من الكلما؟ أريششد أن أرمششي إلششى مسششألة) أن
علم مصطلح الحديث اختلف العلماًء فيه اختلكفاً قليكل يسيكرا ،بخلف العقيششدةا
التي افترقت المة بهششاً إلششى فششرق ،مششع أن النششبي حررهششاً وقررهششاً وقعششدهاً،
وبخلف التفسششير ،فششي تفسششير آيششة اشش نسششمع كششثيكرا ،ونقششرأ كششثيكرا ،اختلششف
المفسرون في قول ا على كذا وكذا ،وبخلف الفقه الذي تبحر العلماًء فيه،
حتى بلغ فيه الخلف مبلكغاً عظيكماً ،من اختلف التنوع ل التضاًد)
إذن مع أن النبي )صلى ا عليه وسلم) )هذا الذي أريد أن أجمل كل مششاً
ذكرت في ماً مضى ،نجمله في هذا) مع أن الحبيب النششبي )صششلى اشش عليششه
وسلم) وضع لعلم العقيدةا قواعد تضيء طريق العاًلم ،ووضششع لعلششم التفسششير
كذلك ،وكذا علم الفقه ،فإن الختلف حق وصدق موجود ،بعششض الختلف
مذموما كاًلختلف فششي العقيششدةا ،وبعششض الختلف سششاًئغ ممششدوح ،أمششاً علششم
مصطلح الحديث فلششم يقعششد النششبي )صششلى اشش عليششه وسششلم) ،ألششم يقعششد النششبي
)صلى ا عليه وسلم) قواعده لنه كاًن في زمششن ل حاًجششة إليششه ،ومششع ذلششك
الخلف فيه قليششل ،لمششاًذا؟ هششذه مشششكلة ،الحششق نششاًكس ،الششذي قعششد فيششه النششبي
)صلى ا عليه وسلم) القواعد ،وبين الطرق ،وهدى فيششه السششبيل فششي كيفيششة
التعاًون والستنباًط هذا الذي حقه أن يقششل فيشه الخلف ،والششذي لشم يضششع لشه
النبي )صلى ا عليه وسلم) مصاًبيح تضيء طريقهاً ،كاًن حقه أن يكثر فيه
الختلف)
لم كاًن هذا المر على مثيل ذلك؟ لمشاً ذكشرت ،أن علشم الحشديث ،أو علشم
مصطلح الحديث هو علم يتوافق ينسجم يتناًغم تماًكماً ،هو علم رائق غاًية في
الذوق والمتعة ،حقيقة وا ياً إخوةا ،لمن استشعر علم الحديث يتمتع به؛ لنه
يمشي مششع النسششاًن ل ينششاًقض شخصششية النسششاًن ،ول ينششاًقض طششبيعته ،ول
يناًقش بشريته؛ لنناً نعلم أن الكماًل ل )عز وجل) ،وأن كل بني آدما يصششيب
ويخطئ ،حتى الراوي الثقة؟ نعم حتى الثقة يصيب ويخطئ ،فإذن علم تناًغم
مع النفس البشرية ،توافق مع الفطرةا ،سلك نفس طريق العقل السليم ،فحينئذ
قل الختلف)
إذن أريد أن أصل إلى نقطة غاًية في الهمية) أن علم مصششطلح الحششديث
هو قواعد منسجمة تماًكماً ،إذا العقششل السششليم لششم يقبلهششاً ،ضششع علمششة اسششتفهاًما
ظاً ،هششو على تلك القاًعدةا ،إذن كأنني أريد أن أقول) أن علم الحديث ليس حف ك
فهكماً وذوكقاً ،ولششذلك تجششد كششثيكرا حششتى مششن الششذين ليسششوا مششن المسششلمين ،مششن
النصششاًرى ،مششن مششؤرخي العششربا أو غيرهششم مششن النصششاًرى ،وأنششاً قششرأت
لبعضهم ،يعتمد فششي معرفششة الثششاًبت فششي الروايششة التاًريخيششة فششي أمششر معيششن،
رواية تاًريخية ماً ،يعتمششد فششي تحقيششق ثبششوت هششذه الروايششة علششى قواعشد علششم
المصطلح ،هو كاًفر يؤمن برسول ا )صلى اشش عليششه وسششلم) ،وباًلتششاًلي ل
يؤمن بحديث رسششول اشش )صششلى اشش عليششه وسششلم) ،كششأن حششاًله يقششول) هششذه
القواعد تنسجم مع كل أمر أريد أن أستثبت منه ،وكل خبر أريششد أن أسششتوثق
منه ،سواكء كاًن خبر النبي )صلى ا عليه وسلم) )وهذا غاًية أمرناً) أو كاًن
خبكرا من الخباًر ،ومن هذا يقاًل عن التاًريخ ،ماًذا يقاًل عنه؟ إخباًري؛ لنششه
يتعلق باًلخباًر عن الجماًعاًت والناًس والشعوبا والقباًئل)
إذن فسششننطلق الن فششي معرفششة قواعششد هششذا العلششم ،وأطششر فنششه وطريقششة
التعاًمل معه ،واجعل عقلك السليم منتقكدا ،منيششكرا ،مستضششيكئاً؛ لنششه سششتجد أن
عقلك يتناًغم تناًغكماً تاًكماً ،وينسجم انسجاًكماً متكاًمكل مع هذا العلم)
الن ماً بقي علينشاً إل أن نل ج فشي علشم مصشطلح الحشديث ،وقبشل أن ألشج
وأقدما عليه ،دعوناً نتذاكر تاًريخ علم المصششطلح ،كششأنني أريششد أن أقششول) لششن
أدرس تاًريخ السنة كلهاً ،ل طاًقة لناً بذلك ،ولن يسع المقاًما لذلك ،لكننشاً نريشد
أن نقول) تطور علم مصطلح الحديث ،من أين ابتدأ ،وإلى ماًذا انتهى ،فنبششدأ
بلمحششة تاًريخيششة ،وإطللششة سششريعة ،نتكلششم فيهششاً عششن بعششض المصششنفاًت،
والمؤلفاًت التي ألفت في علم مصطلح الحديث)
أوكل) ابتدأ التأليف ،ابتدأ به هو الماًما رامهرمزي ،ابتدأ التأليف فششي علششم
مصطلح الحديث والتصنيف فيه ،هو الماًما رامهرمزي في كتششاًبه )المحششدث
الفاًصل بين الراوي والواعد))
لو أردناً أن نقششف عنششد هششذا الكتششاًبا ،نجششد أن الكتششاًبا يعتمششد علششى أقششوال
العلماًء ،لكنه يسوقهاً باًلسناًد منه إلى العلماًء المعتبرين ،يعتمد على ثلة مششن
علماًء الحديث ،من الذين برزوا ونطحوا فششي علششم الحششديث ،فيعتمششد أقششوالهم
في كتاًبه هذا ،لكنه يسوق تلك القوال باًلسناًد ،كأنني أريد أن أقششول أن هشذا
منهج علماًء الرواية ،أنهم ل يرون شيكئاً إل باًلسناًد ،وليششس مختششص المششر
بحديث رسول ا )صلى ا عليه وسلم) فقط ،ل ،فإذن الحششديث يتميششز بششأنه
يذكر القوال باًلسناًد ،لكنه كحاًل أي علم ،لماً يبدأ النساًن في التصنيف في
علم من العلوما ،ل شك أنه لن يستوعب جميع أنواع هذا العلم ،ولششن يغششوص
في كل أعماًقه؛ لنه يكفيه الساًبقة ،أنه كاًن من الساًبقين إلى التصنيف ،كفششاًه
فخشكرا ب ذلك ،فهشو لشم يسشتوعب جميشع علشوما الحشديث ،واعتم د علشى أقشوال
العلماًء دون أن يكون له ترجيح أو رأي أو اختياًر إل في القليل الناًدر)
إذن كأنه ينقل أقوال العلماًء دون أن يكون له تششدخل واضششح بششاًرز فيهششاً،
إل من خلل العناًوين التي يضعهاً ،ومن خلل بعض القوال القليلة النششاًدرةا
في ثناًياً الكتاًبا)
إذن كأنه كتاًبا ابتدأه صاًحبه يريد أن يجمع أقوال العلماًء في هششذا العلششم،
أقوال العلماًء المختصين في علم الحشديث ،يريشد أن يجمشع أقشوالهم؛ حشتى ل
تذهب سكدا ول ينتفع المسلمون منهاً)
ثم أتششى بعششد ذلششك المششاًما الحششاًكم النيسششاًبوري ،فششي كتششاًبه )معرفششة علششوما
الحششديث) وصششاًر علششى نحششو قريششب مششن سششير رامهرمششزي ،فسششاًق القششوال
باًلسناًد كحششاًل رامهرمشزي ،لكنشه حقيقشة زاد فاًسشتوعب أكشثر أنشواع علشوما
الحديث ،وكاًن له شخصية باًرزةا وكلما واضح ،ورأي يرجح فيه بين أقوال
العلمششاًء إن وقششع الختلف فيمششاً بينهششم ،ابتششدع هنششاً التحريششر والتحقيششق فششي
المساًئل ،كاًن رامهرمزي اعتمد على النقل ،وهناً ابتدأ في تحريششر القششوال،
والتمييز بينهاً ،والترجيح بينهاً على )كمششاً قلنششاً) علششى الخلف القليششل النششاًدر
الذي وقع في علم مصششطلح الحششديث ،لكششن الكتششاًبا حقيقششة لششن يرتششب ترتيبكششاً
جميكل ساًئكغاً سهكل لطاًلب علم ،ولم يهذبا)
ثم بعد ذلشك أتشى الحششاًفظ الخطيشب البغشدادي ،صشاًحب الفنشون ،المتفنشن،
فوضع كتكباً عدةا في علوما الحديث ،حتى أن كل باًبا من أبوابا علششم الحششديث
ل يخلو إل وأن يصنف فيه الخطيب كتاًكباً ،لكنه وضع كتاًكباً يجمع كششل علششوما
الحديث ،في كتاًبا أسششماًه )الكفاًيششة فششي علششم الروايششة) ،حقيقششة تميششز الكتششاًبا
باًلسعة والشمول ،إل أنه خلط كلما علماًء الحديث بكلما الفقهاًء ،يعني كأنني
أريد أن أقول) الفقهششاًء علمششاًء الملششة ،وبهششم يستضششيء المسششلم طريقششه ،لكششن
المختص مششن هشو؟ المختششص عششاًلم الحششديث ،الششذي أفنششى عمششره فششي حششديث
رسول ا )صلى اشش عليشه وسشلم) ،يسششاًفر أقاًسششي الرض مشششركقاً ومغركبشاً
يتتبع كلما النبي )صلى ا عليه وسلم) ،ليس حاًله كحششاًل الفقيششه ،مششع إجلل
الجميششع ،والمكاًنششة البششاًرزةا السششاًبقة لكليهمششاً ،لكششن ذاك أدرى بفنششه ،وأدرى
باًختصاًصه ،كماً أن الفقيه أعلم باًلفقه والستنباًط والفن من المحدث ،فكتششاًبه
اتسم باًلسعة والشمول ،إل أنه خلط كلما علماًء الحديث باًختيششاًرات الفقهششاًء،
وهو مع ذلك لم يرتبه الترتيب الساًئغ اللئق في كتاًبه)
ثم أتى بعد ذلك الماًما القاًضي عياًض ،فششي كتششاًبه المششاًتع الراقششي الرائششع
)اللماًع إلى معرفة أصششول الروايششة وتقييششد السششماًع) ،فلششم يسششتوعب جميششع
ضاً من مميزاته أنه لم يستوعب جميششع علششوما الحششديث ،لكششن علوما الحديث أي ك
انتبهوا هناً كتاًبا رامهرمزي وكتاًبا الحاًكم ،وكتاًبا الخطيب البغدادي كاًنوا
فششي عصششر الروايششة ،فاًعتمششدوا سششوق السششاًنيد ،السششاًنيد منهششم إلششى علمششاًء
الحديث ،أماً القاًضي عياًض فلم يكشن كشذلك؛ لن السشناًد قشد طشاًل ،وصششاًر
السناًد طويكل ،وحينئذ )كلمششة غيششر مفهومششة ،دقيقششة ))) ))) ::فهششو لششم يسششق
القوال باًلساًنيد ،وحاًل باًقي الكتب التي سنذكرهاً كذلك ،أنهاً لن تسق باًقي
القوال باًلساًنيد ،ومشع ذلششك لششم يسششتوعب جميششع علشوما الحششديث ،وقشد اهتششم
بطرق تحمششل الحششديث وأدائشه ،وكتاًبشة الحشديث وضشبطه ،فتكلشم عشن هششذين
الموضوعين من مواضيع علم الحديث بإبداع وإمتاًع وإجاًدةا وإفشاًدةا ،فكتشاًبا
ماًتع متميز رائق)
ثم بعد هششذا أتششى بعششد ذلششك أبششو حفششص ،فششي كتششاًبه )مششاً ل يسششع المحششدث
جهله) ،وهو جزء صغير لطيف ،لم يستوعب فيه جميع علوما الحششديث ،ولششم
يسقه باًلسناًد ،كحاًل القاًضي عياًض ،ثم بعد ذلك أتى الماًما العمدةا فششي هششذا
الباًبا ،وهو أبو عمرو بن الصلح ،في كتاًبه )معرفة علششوما الحششديث) أو إن
شئت فسمه )مقدمة ابن الصلح) أو إن شئت فسمه )علوما الحديث عنششد ابششن
الصلح))
هششذا الكتششاًبا حقيقششة صششاًر عمششدةا العلمششاًء مششن بعششده ،وتنششاًولوه باًلشششرح،
والتحقيق ،والختصاًر ،والشرح ،والبسط ،ماً ل يعلمه كثرت مشن تنشاًوله إل
ا )عز وجل) ،وهذا إن دل فإنماً يدل علششى التحقيششق ،والتقششاًن ،والجششاًدةا،
والفششاًدةا ،حششتى تقبلششه العلمششاًء وتنششاًقلوه ،وصششاًروا يدرسششون بششه الطلبا،
ويدرسون علم الحششديث منششه ،وكششاًن منهششم الشششاًرح لششه ،والمششوجز باًلعبششاًرةا،
والناًظم له ،وكاًن منهششم المبسششط فششي العبششاًرةا ،والمفششرد فيهششاً ،فششإذن تنششوعت
طرائق العلماًء في تعاًملهم مشع هشذا الكتشاًبا ،فكشاًن كتاًبكششاً مسشتوعكباً ،ششاًمكل،
طبكعاً ل يذكر السناًد كاًلعاًدةا )كعاًدةا العلماًء)؛ لن السناًد قششد طششاًل ،إل أنششه
لم يرتب الترتيب اللئق المناًسب الذي يستطيع أو يسششهل علششى طششاًلب العلششم
أن يتناًوله هذا العلم كوحدةا موضششوعية واحششدةا ،وقششد اعتمششد فششي كتششاًبه علششى
كتشب الخطيشب البغشدادي ،كشاًن اعتمشاًده حقيقشة فشي هشذا الكتشاًبا علشى كتشب
الخطيب البغدادي المتعددةا التي ذكرناًهاً ،وعلى رأسهاً كتاًبا )الكفاًية))
هذه لمحة سريعة ،وإطللة عششاًبرةا علششى تطششور علششم مصششطلح الحششديث،
والمصنفاًت ،والمؤلفاًت التي ألفت في هذا العلم)
بعد أن انتهيناً من هذه المقدمة الششتي لبششد منهششاً ،كششاًن يحسششن بنششاً أن نبششدأ
باًلكلما على أول ماً ذكرناً فيه ،وهو تقسيم الحديث باًعتباًر طرقششه ،إذ ينقسششم
الحديث إلى حديث متواتر ،وحديث آحاًد)
أوكل قبل أن نبدأ في هذا الدرس ،لبششد أن نقششرر أن علششم الحششديث أو علششم
مصششطلح الحششديث انقسششم إلششى أقسششاًما عششدةا ،فتششاًرةا ينظششر العلمششاًء إلششى علششم
المصطلح من هذا الباًبا ،لعتبشاًر الطشرق ،وكشثرت الطشرق وقلتهششاً ،وتششاًرةا
ينظرون إليه من باًبا المقبول وغير المقبول ،وتاًرةا ينظرون إليششه مششن بششاًبا
لطاًئف العلم كاًلعاًلي ،والنشاًزل ،وروايشة القشران ،والمدبشج ،وروايشة البششاًء
عن البناًء ،يعني المششور اللطيفششة الجميلششة ،العششاًدةا البششن يششروي عششن أبيششه،
والقرين ل يروي عن زميله ،عن قرينة ،تأخذه شيكئاً ماً أن يروي عن قرينه،
بل يطلباًن كلهماً الرواية عن الشيخ ،فإذن كششأن هششذا اللطششاًئف هششي لطششاًئف
ذائقة) طعمهاً حلو ،يحسن بطاًلب العلم أن يلم بهاً ،وأن يكششون علششى بصششيرةا
بهاً)
ضاً إلى معرفة الجرح والتعديل، ثم بعد ذلك من تقسيم هذا العلم سيقسم أي ك
وطرق الجرح والتعديل ،ومساًلك العلماًء فششي الجششرح والتعششديل مششن متشششدد
ومعتدل ومتساًهل ،وألفاًظ الجرح والتعديل وهذا في غاًية الهمية ،إذ عمششدةا
علم الحديث إنماً قاًمت حقيقششة عمشدةا علششم المصششطلح هششو علششم المصششطلح يششاً
إخوةا ليس غاًية ،إنماً هو وسششيلة يششؤدي بنششاً إلششى الحكششم علششى الحششديث قبششوكل
وعدكماً ،وهذا هو علم الجرح والتعديل ،وعلم علل الحديث)
فاًلن إذا أردناً أن ننطلق وأن نبدأ ،فلبد أن نبدأ بدراسة علم الحديث من
حيث عدد طرقه ،يعني المتواتر والحاًد ،فلعلنششاً نرجششئ هششذا ،أو نتكلششم عنششه
ببسط ،وإفاًدةا )إن شاًء ا عز وجل) ،في المحاًضششرةا أو فششي الششدرس القششاًدما
بإذن ا )عز وجل) ،حتى يكون المر مجمكعششاً فششي أذهششاًنكم ،حاًضششكرا حششتى
نستطيع أن نخلص منه بخلصاًت نص عليهاً العلماًء ،وقبلهششاً جماًعششاًت مششن
العلماًء)
لكن الن نريد أن نراجع مراجعة سريعة في ماً ذكرنششاً ،قلنششاً أن الحششديث
هو؟
)ماً أضيف إلى النبي )صلى ا عليه وسلم) مشن قششول أو فعشل أو تقريشر
أو صفة خخلقية أو جخلقية))
أحسن ا إليك ،وعلم الحديث قد يسمى بش؟
)علم الثر ،أو علم الخبر))
وعلم الحديث ينقسم إلى؟
)إسناًد ومتن))
يعني كأنك تقول) علم الحديث ينقسم إلى علوما متعلقة باًلسششناًد ،وقواعششد
متعلقة باًلسناًد ،وعلوما متعلقة باًلمتن)
والسناًد ماً هو؟
)السناًد هو سلسلة الرجاًل الموصلة إلى المتن))
هو سلسلة الرواةا أو الرجاًل الموصلة إلى متن حششديث النششبي )صششلى اشش
عليه وسلم) ،يعني كأني بك أفهم أن السناًد غاًية أما وسيلة؟
)السناًد وسيلة))
والغاًية هو) كلما النبي )صلى ا عليه وسلم)
ماً هو المتن؟
)هو كلما النبي )صلى ا عليه وسلم))
إذن لو أردناً أن نعرف علوما الحديث ،علم مصطلح الحششديث ،فمششاً نقششول
في علم مصطلح الحديث؟ ماً هو؟
)هو علم قوانين جيعرف بهاً أحوال النبي )صلى ا عليه وسلم) من قول،
وفعل ،أو تقرير))
جميل ،هو علم وقواعد جيعرف بهاً أحوال الحديث قبوكل وركدا ،سششمه كمششاً
شئت ،المر )قلناً) يعتمد على الفهشم ل الحفشظ ،فقشل) جيعشرف بشأحوال السشند
والمتن ،من حيث القبول والرد ،هذا ل بأس)
إذن هو علم بقواعد قد اسششتنبطهاً العلمششاًء واسششتقوهاً ،مششن أيششن أتششوا بهششذه
القواعد؟ من الفطرةا النساًنية ،والفهم ،والعقل السليم ،والطبيعة البشرية)
ثششم بعششد ذلششك نتششذاكر فششي تاًريششخ علششم الحششديث ،ونحششن قلنششاً ابتششدأ بكتششاًبا
رامهرمزي ،ثم بعد ذلك الحاًكم النيساًبوري ،ثم بعد ذلك القاًضي عياًض ،ثم
بعد ذلك الخطيب البغدادي ،ثم بعد ذلك انختم بششاًبن الصششلح ،وانطلقششت بعششد
ذلك الشروح ،وبسط العلماًء الشرح والتحقيق في كتاًبا ابن الصلح)
هذا ماً أحببشت أن أتكلشم فيشه فشي هشذه العجاًلشة ،ونسشأل ا )ع ز وجشل)
بأسماًئه وصفاًته ،أن يجعلناً ممن يستمع القول فيتبششع أحسششنه ،إنششه ولششي ذلششك
والقاًدر عليه)
سبحاًنك اللهم وبحمدك ،أشهد أن ل إله إل أنت ،أستغفرك ونتششوبا إليششك،
وصلى ا على سيدناً محمد ،وعلى آله وصحبه أجمعين)
وأحسن اشش إليكششم لحسششن اسششتماًعكم ،وبششاًرك اشش )تعششاًلى) فيكششم ،وآخششر
دعواناً أن الحمد ل ربا العاًلمين)
علوما الحديث
المحاًضرةا الثاًنية
الدكتور رامز بن محمد ابو السعود
الحمد ل حمدا كثيرا طيباً مباًركاً فيه ،والصلةا والسلما على إماًما المرسششلين
سيدناً محمد وعلى آله وصحبه ومن ساًر على دربه ،واقتفشى سشنته إلشى ي وما
الدين ،وبعد))
اللهم ل سهل إل ماً جعلته سهل ،وأنت تجعل الحزن إن شئت سهل ،أرحششب
بششإخواني المشششاًهدين العششزاء ،كمششاً أرحششب بطلبا الكاًديميششة السششلمية
ضاً بمتاًبعيناً على الموقع اللكتروني) المفتوحة ،كماً أرحب أي ك
واسأل ا عز وجل بأسماًئه وصفاًته أن يجعل عملناً خاًلصاً لوجهه الكريششم،
وأن يجعله في رضاًه إنه ولي ذلك والقاًدر عليه ،كماً أسأله سبحاًنه أن يوفقناً
للخير والهدى إنه على كل شيء قدير)
تكلمناً في الدرس الماًضي عن بعض المقدماًت الساًسششية فششي علششم مصششطلح
الحديث ،وأود أن نراجع مع أخواني الطلبا ماً ذكرناًه على عجل وعجاًلة)
تذكرناً وعرفناً الحديث بأنه ماً أضيف إلى النبي صلى اشش عليششه وآلششه وسششلم
من قول أو فعل أو تقرير أو صفة جخلقية أو خلقية)
كأن علماًء الحديث أرادوا كل ماً يخرج من النبي صلى ا عليه وآلششه وسششلم
أن يكون شرعاً وديكناً ،نعم)) وذلك أن الصحاًبة رضوان ا تعاًلى عليهم لماً
نقلوا حديث النبي صلى ا عليه وآله وسلم ماً تركوا من قوله شششيئاً إل نقلششوه
صششلوات ربششي وسششلمه عليششه ،ول مششن فعلششه ،وقششل كششذلك ول مششن تقريششره
وسكوته عن أمر وقع بين يديه ،وكذا الحاًل في صفاًته الخلقية والخلقية)
يعني كأن علماًء الحديث يريدون أن يقولوا إن الواجب على طششاًلب العلششم أن
يتتبع خطششوات النششبي صششلى اشش عليششه وسششلم خطششوةا بخطششوةا﴿ ،ووإإنِ تهإطيِهعععوهه
سعوول﴾ٍ )النششور) )))﴿ ،ووومعنَ اوعع ووأوإطيِهععوا الار ه توههتوهدوا﴾ٍ )النور) )))﴿ ،قههل أوإطيِهعوا ا
سوول فوهأولوئإوك وموع الاإذيونَ أوهنوعوم ا
اه وعلوهيِإهم ممونَ النابإميِيِونَ ووال م
صمديإقيِونَ يهإطإع ا
او ووالار ه
شوهوداإء﴾ٍ )النساًء) )))))
ووال ش
إذن كششأن غاًيششة علماًئنششاً هششو أن نتبششع النششبي صششلى اشش عليششه وسششلم مششن هششذا
التعريف حقاً وصدقاً حق التباًع ،وأن نتأسى بششاًلنبي صششلى اشش عليششه وسششلم
سيرةا وسريرةا ،ظاًهرا وباًطناً ،فيكون سمتناً على هدي النبي صلى ا عليششه
وآله وسلم ،وخلقناً على هدي الحبيب صششلى اشش عليششه وآلششه وسششلم ،وكششل مششاً
يصدر من قول أو فعل أو تقرير فهو عباًدةا نتعبد ونتقربا إلى ا عششز وجششل
بذلك)
ثم بعد ذلك تكلمناً عن الفرق بين الحديث والخبر ،وقلنششاً إن البعششض يشرى أن
الحديث مرادف للخبر ،وقلناً إن البعض يرى أن بينهمششاً عمششوما وخصششوص،
وفريق ثاًلث يرى أن الحديث يشمل ماً أضيف إلى النبي صلى ا عليه وآلششه
وسلم فقط ،أماً الخبر فهو ماً أضيف إلى خلف النششبي صششلى اشش عليششه وآلششه
وسلم)
ثم أشرناً إلى أن الحديث ينقسم إلى سند ومتن ،وعرفناً السششناًد وأشششرناً إلششى
معنى المتن)
ثم تكلمناً عن تعريشف علششوما الحششديث ،هششذا العلششم الششذي نخششوض غمششاًره ،مششاً
تعريفه ،أو إن شئت فسششمه قواعششد الحششديث ،أو علششوما الحششديث ،أو مصششطلح
الحديث))
)هو علم وقواعد يعرف به أحوال السند )))
هو علم وأصول وقواعد يعرف بهاً أحششوال السششند والمتششن مششن حيششث القبششول
والرد ،ولو زدناً وحقنششاً أن نزيششد ونسششتطيع مششن خللهششاً أن نسششتنبط الحكششاًما
الفقهية من حديث رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم ،لن الغاًية مششن السششند
هششو المتششن ،والغاًيششة مششن المتششن هششو اسششتخراج الحكششم الشششرعي مششن الدلششة
التفصيلية)) صح أما ل))
هذا هو إذن علوما الحديث))
ونبهت إلى مسألة غاًية في الهمية ،وهي أن علم الحديث مشع أنشه هششذا العلشم
ليس له مثل ساًبق ،أي أنه لم يكن باًرزا تماًما الششبروز زمششن النششبي صششلى اشش
عليه وآله وسلم فلم يسر علماًء الحديث على منوال ساًبق من النبي صلى ا
عليه وآله وسلم ،بخلف علم التوحيد ،علم العقيدةا ،فماً ماًت النبي صششلى اشش
عليه وآله وسلم إل وبين العقيدةا وأبقى المة على المحجششة البيضششاًء ل يزيششغ
عنهاً إل هاًلك ،وكذا الحاًل في التفسير ،فقد فسر بعض آياًت اشش عششز وجششل،
وكذا الحاًل في الفقه فششإن غاًيششة العلششوما هششو اسششتنباًط الحكششم الشششرعي ،وكششاًن
النبي صلى ا عليه وسلم على أتم وجه في ذلك)
إذن كأنني أريد أن أقول أن علماًء العقيدةا والتفسير والفقه لهم مثل ساًبق مششن
قول النبي ومن فعله ومن هديه يقتدون به ويتأسون به في طريقششة السششتنباًط
واستخراج الحكاًما الفقهية أو تفسير كتاًبا اشش عششز وجششل ،وأصششل ذلششك هششو
معرفة العقيدةا السليمة الصاًفية التي هي منبع عقيدةا السلف الصاًلح)
لكن علوما الحديث ،خاًصة علم الستناًد منه ،ماً كاًن له مثل ساًبق مششن النششبي
صلى ا عليه وآله وسلم ،لنه ل غاًيشة مشن هششذا السششناًد فشي حضششرةا النششبي
صلى ا عليه وآله وسلم ،لن الصحاًبي يأخذ من النششبي مباًشششرةا فل يحتششاًج
إلى سلسلة رواةا وتواصل إسناًد)
ومع ذلك وقع الختلف في علوما العقيدةا إلى فرق كماً أخبر النبي صلى اشش
عليششه وآلششه وسششلم ،والختلف فششي تفسششير آيششاًت كتششاًبا اشش ،والختلف فششي
الحكاًما الفقهية ،وندر وقل هناًك موجود لكنه ندر وقل وقششوع الختلف فششي
مصطلح الحديث بين العلماًء)
إن أشعرناً فإنماً يشعرناً بأمرين)
الول) أن ا عز وجل حقيقة هششو حششاًفظ لسششنة النششبي صششلى اشش عليششه وآلششه
نِ﴾ٍ )الحجششر) ظو و وسلم ،وأن قوله عز وجل ﴿إإنااَّ نوهحهنَ نوازهلنواَّ المذهكور ووإإنااَّ لوععهه لووحععاَّفإ ه
)) ،يشمل الكتاًبا والسنة)
وا لنبعد النجعة بهذا ،وكيف سنة النبي صششلى اشش عليششه وسششلم هششي المبينششة
المفصلة بماً أجمل فششي كتششاًبا اشش ،فلششو أخششذناً مثل أركششاًن السششلما الربعششة
العملية ،من صلةا وزكاًةا وصياًما وحج ،هل عندناً فششي كتششاًبا اشش عششز وجششل
تفصيل لكيفية الصلةا أو كيفية أداء الزكششاًةا وأنصششاًبهاً ،أو مششاً يتعلششق باًلحششج،
صععولةو ووآَتهععوا الازوكععاَّةو﴾ٍ وكذا المششر باًلنسششبة للصششياًما ،هششي أوامششر ﴿ووأوإقيِهمععوا ال ا
ب﴾ٍ )البقششرةا) ))))، صيِواَّهم وكوماَّ هكتإ و ب وعلوهيِهكهم ال م )البقرةا) )))﴿ ،يواَّ أوشيوهاَّ الاإذيونَ آَومهنوا هكتإ و
ت﴾ٍ )آل عمران) ))) ،فقط)) س إحشج اهلبوهيِ إ
﴿ووإالإ وعولىَ النااَّ إ
أماً كيف سيقيم المسلم دين ا عز وجل ،ويتمثل هذه العباًدات ،فإنماً هو مششن
سنة النبي صلى ا عليه وآله وسلم)
نعم)) كأنني أريد أن أقول إن حفظ السنة إنماً كاًن بتوفيق من ا عز وجششل،
وأن العلماًء لماً استقوا هشذه القواع د واسشتنبطوهاً إنمشاً كشاًن بتوفيشق مشن اش
وفضل وإلهاًما من ا عز وجل ليحفظ السنة ،ولماً رأى من صدقهم في طلب
العلم والدعوةا والخلص إلى ا ،فوفقهم إلى قواعد قل الختلف فيهاً)
ولذلك صنفت مصنفاًت وكتب كتب تثبت هذا ،ومن شششاًء أن يرجششع فليرجششع
إلى كتاًبا وديعة البرهاًن على أن السنة محفوظة كاًلقرآن ،لسيدي محمششد بششن
أحمد الشنقيطي ،وهو كتاًبا جيد)
المر الثاًني الذي قد نستفيده من هذا ،من قلة الختلف ونششدرته مششع وجششوده
بين علماًء مصطلح الحديث ،وهو أن علم الحششديث موافششق )وهششذا قششد أشششرناً
إليه المرةا الماًضششية) أن علششم الحششديث قواعششد ،هششذه القواعششد موافقششة للفطششرةا
النساًنية ،منسجمة تماًماً مع الطبيعة البشرية ،متكيفة بل متناًغمة مششع العقششل
السليم)
فلن تجد عقل سليماً ،أو فطرةا مستقيمة إل وتتناًغم هذه القواعد وتتفششق معهششاً
ول تفترق ،إي وا)
يعني علماًء الحديث لماً وضعوا القواعد ماً جعلششوا حششتى الششراوي ثقششة ،وهششو
من المراتب التي يحتج بحديثه ،ماً جعلوه ملكاً يمشي على الرض ،أو نبينششاً
معصوماً ،بل أدركوا أن الثقة يعشتريه الخطشأ وإن قشل خطشأه وكشثر صشوابه،
ندر خطأه لكنه سيخطئ لنه بشر ،ليس له من الكماًل في شششيء ،وليسششت لششه
صفة العصمة)
فبينوا أن الثقة قد يخطئ بين الفينة والفينة ،إذن هذه هي ،لذلك قششل الختلف
لن العلوما والقواعد المستقاًةا إنماً هي توافق هشذه الفطششرةا ،تتنشاًغم مشع العقششل
السليم ،تتآلف مع الفطرةا النساًنية والسلوك النساًني)
ثم أشرناً إشاًرةا عاًبرةا إلى تاًريخ علوما الحديث وأبرز المؤلفاًت والمصششنفاًت
فيه))
فلنبششدأ بششإذن اشش عششز وجششل وحششوله وتششوفيقه ،فنششدخل فششي أول مششاً ينبغششي أن
ندرسه ،وهو تقسيم الحديث باًعتباًر طرقه))
ومن كلمتناً باًعتباًر طرقه ،كأنناً نفهم أن الحديث قد ينقسم بأكثر من اعتبششاًر،
فينقسم الحديث باًعتباًر طرقه إلى) متواتر ،وآحاًد))
هذا التقسيم هو الذي ذكره طوائف كثيرةا من أهل العلم ،وبعضهم يزيد قسششماً
ثاًلثاً ،فيقول) متواتر ومستفيض أو مشهور وآحاًد)
فيقول هو متواتر ومشهور مستفيض وآحاًد))
والبعض يجعل المشهور أو المستفيض من ضششمن الحششاًد ،وهششذا ل مشششاًحة
في الصطلح ،هذا اصطلح ل بأس فيه ،ل مشاًحة في الصطلح))
فلنبدأ الن بأن نمر على كل قسم من المتواتر أو الحاًد بأقساًما الحاًد ،لنطلع
على مثل في المتواتر)) نريد أن نعرف ماً هو المتواتر؟ ومششاً الحششديث الششذي
يستحق أن يكون حديثاً متواترا؟ ثم نريششد أن نعششرف مششاً شششروط التششواتر؟ ثششم
نعرج على حجيته وهل هو حجة أما ليششس بحجششة؟ ومششاًذا يفيششد مششن العلششم؟ ثششم
نتكلم عن إمكاًنية وجوده ،وهشل هشو موجشود أما غيشر موجشود؟ هشل لشه واقشع
وثمرةا وأحاًديث موجودةا أما ل؟ ثم نختم بأقساًما المتواتر بإذن ا عز وجل)
فإذا أردناً أن نبدأ بتعريف المتواتر ،فنقول ماً هو المتواتر؟
)تعريف المتواتر)
ماً رواه عدد كثير عن مثله إلى نهاًية السناًد ،وأحاًلت العاًدةا تواطؤهم علششى
الكذبا ،وكاًن مستندهم إلى الحس ،وأفاًد الخبر العلم بساًمعه))
إذن كأن هناًك جملة من القيود هي التي تآلفت فجمعت لناً تعريششف المتششواتر،
ماً رواه عدد كثير عن مثله إلى نهاًية السناًد ،إذن المتواتر عدد كششثير ،وقششع
الخلف بين العلماًء ،كم هذا العدد ،فبعضهم قاًل أربع ة وبعضشهم قشاًل سشتة،
وبعضششهم قششاًل سششبعة ،وبعضششهم قششاًل عشششرةا ،وبعضششهم قششاًل اثنششي عشششر،
وبعضهم قاًل ستين ،وبعضهم قاًل سبعين ،والحق الذي قرره الحششاًفظ رحمششه
ا تعاًلى وهو الحق بإذن ا ،أن المر ليس هكذا ،ليششس علششى العششدد ،وإنمششاً
على ماً يورث طمأنينششة أن الششرواةا يسششتحيل أن يتفقششوا علششى الكششذبا فششي هششذا
الحديث ،يعني هي نفسية أو ملكة نفسية تششورث طمأنينشة فششي القلششب علششى أن
الحديث نقطع بأنه من حديث رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم)
فإن قلت لم ل نعتبر العدد؟
كن معي الن عشرةا من الرواةا يعيشون هناً ،رووا حديثاً ،هششل سششيحدث لششك
طمأنينة في قلبك ،نرجع إلششى العصششور الولششى ،ل نتكلششم إلششى العصششر الششذي
ساًرت الدنياً كلهاً كقرية صغيرةا)) في العصور الولى فهششل هششؤلء العشششرةا
سيقع لك طمأنينة في القلب مثل ماً يقع لك إن كاًن واحد في البصرةا ،والخر
في الشاًما ،والثاًلث في اليمن ،والرابع في خراسششاًن ،والخششاًمس فششي الجزيششرةا
العربية ،والساًدس في مكة ،والساًبع في العراق ،صح أما ل ،من الذي يحدث
في نفسك طمأنينة ،الول الذين اتفقوا فششي مششوطن واحششد ومكششاًن واحششد علششى
ذلششك ،أما الششذين تفرقششت أمصششاًرهم ،وتباًعششدت أقطششاًرهم ،وصششعب عليهششم
الجتماًع ،صح أما ل؟
الثششاًني يششورث فششي نفسششك طمأنينششة ليسششت تتحقششق بششاًلول ،إذن هششي قضششية
نسبية)) ول حد للعدد ،فربا عشرةا أقبشل حشديثهم وأعشده مشن المتشواتر الشذي
أقطع بثبوته عن النبي صلى اشش عليشه وآلشه وسشلم ،وربا عششرةا ل أقبششل أن
يكششون الحششديث متششواترا ،أقطششع بثبششوته ،ممكششن أقبششل الحششديث لكششن ل أقطششع
بثبوته ،وهذا سيأتي إليناً)) لم يحدث العلم الضششروري العلششم القطعششي ،وإنمششاً
أحدث غلبة ظن أو علم نظري))
إذن ماً رواه عدد كثير عن مثلششه ،وبينششاً أن العششدد ل يحصششى ،والحششق أنششه ل
يحصى إنماً يختلف بحاًل)) هذا أول))
ثاًنياً) إذا تناًقل هذا السناًد ،وهششذا التششواتر علمششاًء حفششاًظ مششن أبششرز العلمششاًء،
توافقونني أن العدد سنقبل بأقل من عدد رواةا عششاًديين صششح أما ل؟ لننششاً أمنششاً
بثقتهم وإماًمتهم أنهم لن يكذبوا ،فضل عن أنهم قد اتفقوا علششى هششذا الحششديث،
فنقطع بصدق هذا الحديث ،وأنه من قول النبي صلى ا عليه وسلم)
ماً رواه عدد كثير عن مثله إلى نهاًية السشناًد ،يعنشي كشأن العلمششاًء أرادوا أن
يقرروا أن التواتر ل يثبت للحديث إل إن كاًن العدد كثيرا يحششدث فششي النفششس
طمأنينة في كل طبقة من طبقاًت السناًد ،يعنشي وه ذا س ؤال ،عنشدي حشديث
رواه عمر بن الخطاًبا ،فقط ،ثم تواتر عن عمر عن جماًعاًت مششن التششاًبعين،
ثم تواتر عن جماًعاًت من أتباًع التاًبعين ،ثم تواتر حتى بلغ المصنفاًت ،حتى
بلغ أصحاًبا التصاًنيف) فهو تواتر فششي كششل طبقششاًته ،إل طبقششة واحششدةا ،فهششذا
الحديث ماً نسميه؟ متواتر ،هل حقق تعريششف التششواتر يششاً إخششوةا؟ ل)) هششذا ل
يعتبر متواترا ،ولو كششاًن التششواتر فششي كششل طبقششة إل طبقششة واحششدةا ،ل يعتششبر،
ينبغي أن يكون العدد الكثير الذي يحدث في النفس طمأنينة في كل طبقة مششن
طبقاًت إسناًده من مبتدأه إلى منتهاًه)
وأحاًلت العاًدةا تواطؤهم على الكذبا)) وأحاًلت من المستحيل ،مششن المحششاًل،
وليسششت مششن الحاًلششة التحويششل ،ل)) وأحششاًلت أي اسششتحاًل تواطششؤهم علششى
الكششذبا ،فبعششد وأحششدث ،قلششت لكششم ملكششة نفسششية قطعششت بششأنهم مسششتحيل أن
يتواطؤوا بهذا العدد ،وبتفرق البدان ،ومع هذا اتفاًق في حديث النبي صششلى
ا عليه وسلم ،وفي روايته ،استحاًل أن يتواطؤوا علششى كششذبا علششى رسششول
ا صلى ا عليه وسلم)
القيد الول) ماً رواه عدد كثير عن مثله إلى نهاًية السناًد)
الثاًني) وأحاًلت العاًدةا تواطؤهم على الكذبا))
وكاًن مستندهم إلى الحس ،يقول العلماًء في هذا وكاًن مستند انتهاًئهم الحس)
يعنششي ليششس مسششتندهم هششو العقششل والنظششر ،إنمششاً مسششتندهم الواقششع الحسششي
الملموس ،فأي شيء كششاًن مسششتنده العقششل ل يششدخل فششي التششواتر ،يعنششي نقششول
خرجت بقول وكاًن مستند انتهاًءهم الحششس خرجششت بششه القضششاًياً العتقاًديششة،
التي تستند إلى العقل ،مثل وحدانية ا جل جلله ،كماً خرجت بذلك القضاًياً
العقلية الصرفة مثل كون الواحد على نصشف مشن الثنيشن ،فشإن العششبرةا فيهشاً
للعقل ل للخباًر)
إذن مرد المر ليس إلى النظر ،كأن العلماًء يريدون أن يقولششوا) إن الحششديث
المتواتر نقطع بثبوته إلى النبي صششلى اشش عليششه وسششلم وبششأنه صششلوات ربششي
وسلمه عليه قد قاًله ونطق به من غيششر اسششتعماًل عقششل ،بمجششرد تششواؤما تلششك
الطرق ،واجتماًع أولئششك الششرواةا ،يحششدث فششي النفششس طمأنينشة علششى اسششتحاًلة
كذبهم على رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم)
وأفاًد الخبر العلم لساًمعه)) يعني أن الخششبر سششيورث فششي نفسششك حينئششذ العلششم
لساًمعه ،العلم هناً هو العلم اليقيني ،أو القطعششي ،أو الضششروري ،الششذي يششدفع
النفس دفعاً إلى التصديق والتسليم من غير مناًقشة ول اختياًر)
وهناًك علم هو العلم النظري ،والذي هو يحتاًج إلى النظر والفكر والجتهششاًد
والروية ،إذن أيهماً أبلغ في القوةا ،علم يقطع باًلضرورةا ثبششوت الخششبر ،وهششو
يقيني قطعي أما علم يحتاًج إلى نظر لثبوت الخبر؟
الول ،ذاك ضرورةا ،علم ضروري يششدفع صششاًحبه دفعششاً للتصششديق والتسششليم
من غير مناًقشة)
وبهذا نستطيع بعد أن عرفناً الحديث المتواتر أن نتكلششم عششن شششروط الحششديث
المتواتر))
شروط التواتر)
فنقششول الشششرط الول) أن يرويششه عششدد كششثير أحششاًلت العششاًدةا تواطششؤهم علششى
الكذبا))
وهذا قد بسطناً المر فيه))
الثاًني)
)رووا ذلك عن مثلهم من البتداء حتى النهاًية)
يعني من أول السششند إلششى منتهششاًه فششي كششل طبقششة مششن طبقششاًت السششناًد ،هنششاًك
تواتر)) ولم تخلو طبقة من تواتر ،ل ينبغي)
الثاًلث)
)مستندهم إلى الحس)
إلى الحس وليس إلى النظر والعقل)
الرابع)
)أن يحصل بخبرهم إفاًدةا العلم لساًمعه)
أن يحصششل بخششبرهم إفششاًدةا العلششم لسششاًمعه ،وهششو العلششم القطعششي الضششروري
اليقيني)
بعد هذا بعد أن اتضح ماً هو المتواتر وماً شروطه ،دعوناً نتكلم عن وجوده،
هل المتواتر موجود؟ شروطه صعبة وشديدةا ،صح أما ل؟ فهل بهذه الشروط
حكقاً هناًك أحاًديث متواترةا عن رسول ا صلى ا عليه وسششلم تششورث تلقششاًء
التسليم بصدقهاً وثبوتهاً عنه صلوات ربي وسلمه عليه)
قاًل الحاًفظ ابن حجر) إن المتواتر موجود بكثرةا في الحاًديث))
هذا رأي الحاًفظ أن الحديث المتواتر كثير ،وموجود بكثرةا فششي كتششب السششنة،
وذهب الماًما ابن الصلح إلى أن المتواتر يعز وجوده أو يندر وجوده ،وأنششه
قليل)
والحق حقيقة ماً اختاًره ابن الصلح ،وسنأتي الن باًلبينة والدليل)
المتواتر قليل ياً إخوةا ،أوكل الشروط شديدةا جششكدا ،ثاًنيكششاً) متششون السششنة ،متششون
أصول أحاًديث النبي صلى ا عليه وسلم تبلغ تقريكباً من ثماًنية آلف حششديث
إلى عشرةا آلف حديث ،هذه التي تجمع حديث النبي كمتون ،وليست كطرق
ومتاًبعاًت وشواهد ،من ثماًنية آلف إلششى عشششرةا آلف ،الحششاًديث المتششواترةا
إن بلغت على أقصى حد لن تزيششد عششن الماًئششة والخمسششين أو المششاًئتين ،علششى
أقصى حد ،ول أظنهاً تبلغ هذا المبلغ)
الماًئة والخمسين أو الماًئتين ،مقاًبل عشرةا آلف ،قليلة أما كثيرةا؟ قليلششة جششكدا،
وهذا الواقع ،ولذلك لو رجعناً إلششى مششن صششنف فششي كتششب المتششواتر ،أريششد أن
ضاً أن هناًك علماًء اهتموا بهذا الحششديث المتششواتر ،وصششنفوا فيششه أشير لكم أي ك
الكتب ،وذلك لن هذه الحاًديث نقطع بثبوتهاً إلى النبي صلى ا عليششه وآلششه
وسلم)
فمثكل الزهاًر المتناًثرةا في الخباًر المتواترةا للماًما السيوطي ،لقط الزهششاًر
المتناًثرةا للزبيدي ،كتاًبا ثاًلث نظم المتناًثر مششن الحششديث المتششواتر ،للكتششاًني،
محمد بن جعفر الكتاًني)
لو استعرضششت الحششاًديث مششاً زادت ول ربششت عششن قرابششة المششاًئتين ،مششاًئتين
مقاًبل عشرةا آلف حششديث قليششل ،جششد قليششل ،وقششد ينششاًزع وإن أردت التحقيششق
والتحرير والتدقيق يناًزع فششي كششثير مششن الحششاًديث أنهششاً متششواتر ،قششاًلوا إنهششاً
وأثبتوهاً من المتواتر وهي ليست من المتواتر)
ثم بعد ذلك نتكلم عن أقساًما المتواتر)
إذن عرفناًه ،ثم بيناً الشروط ،ثم أثبتناً أنه موجود لكنه على قلة ،ثم بعششد ذلششك
نتكلم عن أقساًما المتواتر ،إذن المتواتر ينقسم إلى قسمين) متواتر لفظي)
ماً معنى متواتر لفظي؟
أي أنه بلفظ النبي صلى ا عليه وسلم تواتر ،بلفظ واحد كحديث) )من كذبا
علي متعمكدا فليتبوأ مقعده من الناًر) ،فهذا بهذا اللفظ قد نقله من الصحاًبة مششاً
يربوا على الستين ،كذا نص أهل العلم ،فهو متواتر بلفظه)
ومتواتر معنوي ،بمعنى أنه متواتر لكن باًلمعنى ،أي لششم ينطششق النششبي صششلى
ظاً واحكدا قد تواتر فيه ،نضربا مثششاًل) رفششع اليششدين)) وهششذا ا عليه وسلم لف ك
الذي يضربه العلماًء ،رفع اليدين حاًل الدعاًء ،هششذا متششواتر معنششوي ،بمعنششى
أنششه ثبششت أن النششبي صششلى اشش عليششه وسششلم فعلششه فششي مواضششع متعششددةا ،حششاًل
الستسقاًء ،أو حاًل دعاًء ا عز وجل ،وفي مواضع متعددةا من حياًته ،لكنه
ماً تواتر الحششديث فششي موقششف واحششد أو موضششع واحششد قششاًما بششه النششبي ،ل فششي
مواضع متعددةا ثبت أن النبي إذا دعاً رفع يديه وتوجه بهماً إلى السماًء)
فتواتر تواترا معنوكياً ،أي أنششه ل لفششظ محششدد ،وإنمششاً نقششول أن رفششع اليششدين))
لحظوا هذا من كلمي أما كلما النبي ،هذا من كلمي وليس من كلمه صلى
ا عليه وآله وسلم ،أن رفع اليدين سنة حاًل الدعاًء)
هذا قد تواتر تواترا معنوكياً)
فإذن التواتر على قسمين ،متواتر لفظي ،ومتواتر معنوي)
الن المتواتر اللفظي ،اتضح ،والمتواتر المعنوي اتضششح ،مششن المثلششة علششى
المتواتر المعنوي ،وأريد أن أشير إليه ،وأرغب أن أشير إليششه ،مششن يعششرف؟
مسششألة اختلششف فيهششاً أهششل السششنة ،فأثبتوهششاً ،وأنكرهششاً بعششض العقلنييششن
والعصرانيين ،وبعض المعتزلة ،وأنكروا تواترهاً))
)حديث) )إنماً العماًل باًلنياًت) يمكن)) ا أعلم))
حششديث )إنمششاً العمششاًل باًلنيششاًت) ،ل متششواتر ،ول مشششهور ،ول عزيششز ،ول
مستفيض ،إنماً هو آحاًد ،لنه من رواية عمر وروى عنه واحد ،وروى عششن
واحد ،فهو في ثلث طبقاًت آحاًد ،فليس بمتواتر))
إنماً أقصد عذابا القبر ،أحاًديث عذابا القششبر ،الحششق والصششدق أنهششاً متششواترةا
تواترا معنوكياً ،إذ ورد عن عذابا القبر أحاًديث كثيرةا ،وردت أحاًديث كثيرةا
عن النبي صلى ا عليه وسلم تثبت عذابا القبر ،لكن ل على صيغة واحدةا،
ول في مناًسشبة واحشدةا ،بشل مناًسشباًت متعشددةا ،وبألفشاًظ متباًينشة ،لكنهشاً كلهشاً
تجعل في القلب طمأنينة باًلقطع واليقين أن النبي صلى ا عليه وسششلم أخششبر
أن للقبر عذابا ونعيم)
تجعل باًلقطع واليقين ذلك ،فقلناً هذا من المتواتر المعنوي)
بعد أن فهماً أقساًما المتواتر)) دعوناً نذهب إلى حجية المتواتر ،هل هو حجششة
أما ليس بحجة؟ ماً رأيكم)) حجة قطكعاً ،من غير خلف ول نزاع)
المتواتر يفيد العلم اليقيني ،أي الضروري ،أي القطعي بمعنى العلششم الششذي ل
تحتاًج من خلله إل برهاًن وفرك وإعماًل عقل ونظر ،ليس العلششم النظششري،
وليست غلبة الظن ،إطلكقاً ،بل هو علم يقطع المششؤمن ويجششزما بثبششوت الخششبر
عن النبي صلى ا عليه وسلم)
هششذا الول ،الثششاًني) يششوجب العلششم والعمششل)) أي نعششم ،إن لششم يششوجب العلششم
والعمل ،فأي الحاًديث توجب العلم والعمل ،ونحن نقطششع بثبششوته عششن النششبي
صلى ا عليه وسلم)
ثم ثاًلكثاً) أن منكره كاًفر خاًرج عن الملة ،لماًذا؟ لنناً نعلششم أن منكششر المعلششوما
من الششدين باًلضششرورةا يكفششر بإنكششاًره ،صششح أما ل؟ أنششه ل يعششذر إل مششن كششاًن
حديث بإسششلما ،وهششذا كششاًلمعلوما مششن الششدين باًلضششرورةا ،لنششه كمششاً أن المششر
كاًلصلةا معلومة من الدين باًلضششرورةا ،حقيقششة ،لششم تعلششم الصششلةا مششن الششدين
باًلضرورةا إل بعد أن تواترت)) وتناًقلهاً الجمششع عششن الجمششع ،فاًلكششل يصششلي
خلف عن سلف)
فمنكششره كششاًفر إذا أقيمششت عليششه الحجششة ،وتششوفرت الشششروط ،وانتفششت موانششع
التكفير)
هذا ماً يتعلق باًلمتواتر))
قلناً ينقسم الحديث إلى قسمين) متواتر وآحاًد)
ماً الحاًد؟
سنتطرق فيهاً إلى تعريفهاً ،ثم أقساًمه في الحديث الحاًد ،ثم هل هو موجود؟
ثم مدى حجيته ،هل هو حجة أما ل؟
أماً من حديث تعريف حديث الحاًد ،فهو)
)كل خبر لم يبلغ حد التواتر))
نعم كل خبر لم يبلغ حد المتواتر فهو آحاًد ،إذن روايششة الواحششد آحششاًد ،روايششة
الثنين آحاًد ،روايششة الثلثششة آحششاًد ،روايشة الربعششة آحششاًد ،حششتى يبلششغ عنششدك
الطمأنينة والقطع بثبوت ،دون ذلششك فهششو آحششاًد ،فكششل حششديث دون ذلششك فهششو
آحاًد)) التعريف ظاًهر واضح)
أماً أقساًما الحاًد ،هذه الحاًد تنقسم إلى كم قسم ،إلى ثلثة)
القسم الول) وهو المشهور ،والثاًني) هو العزيز ،والثاًلث) هو الغريب)
فلنأخذ كل قسم على حدةا)
ماً المشهور ،ماً الحديث المشهور؟
ياً إخوةا حقيقة نقرر مسألة ،أن هذه التعريفاًت وهذه القساًما اصطلحية ،فإن
تخاًلف العلماًء فيهاً ،فهذا ل يضر ول يؤثر ،ل مشاًحة في الصطلح)
لكن استقر أو أكثر العلماًء على أن المشهور قد عرفه الحاًفظ ابن حجر) بأنه
ماً له طرق محصورةا بأكثر من اثنين ،هذا تعريف الحاًفظ في النخبة ،ماً لششه
طرق محصورةا)) قوله ماً له طرق محصورةا ،أخرج غير المحصورةا وهو
المتواتر ،كأنه يقول هو الحديث غير متواتر ،لن الحديث المتواتر ل حصر
لطرقه)
ضاً أخرج الحديث الذي يكششون ماً له طرق محصورةا بأكثر من اثنين ،إذن أي ك
فيه اثنين أو واحد ،يكون فيه راوياًن أو رامو واحد)
إذن أخرج المتواتر ،وأخرج الراوي الواحد ،وهو الغريب ،وأخششرج الثنيششن
وهو العزيز ،فهذا هو المشهور)) هذا كلما الحاًفظ) ماً لششه طششرق محصششورةا
بأكثر من اثنين) انتهى كلمه)
إل أنه ينبغي أن يضاًف له حقيقة في كل طبقة من طبقاًت السند ،هششذا ينبغششي
أن يضاًف ،كأنني أريد أن أقول إن التعريف يكون) ماً لششه طششرق محصششورةا
بأكثر من اثنين في كل طبقة من طبقاًت السناًد؛ لنه إن كاًن فششي طبقششة مششن
طبقاًت السناًد فهذا مشهور ،ليس بمشهور ،هذا يسمى غريب ،غريكباً فششركدا،
إن كاًناً اثنين فيسمى عزيزا ،إذن فششاًلحق أن نقششول) مششاً لششه طششرق محصششورةا
بأكثر من اثنين في كل طبقة من طبقاًت السند)
ضششاً رحمششه اشش حيث ذكر الحاًفظ هذا القيد في تعريف المتواتر ،فكاًن حقه أي ك
أن يذكره هناً للزوما هذا القيد فيهماً)
ضاً على تعريف الحشاًفظ ،قشاًل) مشاً لشه طشرق محصشورةا ثم هناًك ملحظة أي ك
بأكثر من اثنين ،حقيقة أكثر العلماًء وكثير مششن العلمششاًء مششاً قيششدوه بششأكثر مششن
اثنين ،وإنماً قاًلوا بأكثر من ثلثة؛ لن العزيز عندهم ماً رواه اثناًن أو ثلثة)
فينبغي أن نقول ماً له طرق محصورةا بأكثر من ثلثشة حشتى ل يتششاًرك مشع
العزيز في كل طبقة من طبقششاًت السششناًد ،فيكششون تعريششف المشششهور) مششاً لششه
طرق محصورةا بأكثر من ثلثة في كل طبقة من طبقاًت السناًد ،أو السند)
هذا المشهور ،أماً العزيششز) فهششو أن يكششون))) مششاً هششو العزيششز مششن خلل مششاً
تكلمناًه)
ماً رواه اثناًن أو أكثر )) يدخل فيه المشهور والمتشواتر)) ل ،مشاً رواه اثنشاًن
ضاً في كششل طبقششة مششن طبقششاًت السششناًد، أو ثلثة ،هو أن يكون عدد الرواةا أي ك
اثنين أو ثلثة)
واشترطناً)) إذن الن في المتواتر نشترط أن يكون في كل طبقة من طبقششاًت
السناًد ،وفي المشهور في كل طبقة من طبقاًت السناًد ،وفي العزيز من كل
طبقة من طبقاًت السناًد)
أن يكون عدد الرواةا في كل طبقة من طبقاًت السند اثنين أو ثلثة ،وهذا القيد
بششأنه اثنششاًن أو ثلثششة ،كششل العلمششاًء اعتمششدوا فيششه علششى مششاً ذكششره المششاًما ابششن
الصلح)
حيث قاًل ابن الصلح) رويناً عن الحاًفظ أبي عبشد اش ابشن من ده ،أن ه قشاًل)
انتبهوا إلى كلما هذا الماًما)) الغريب من الحششديث كحششديث الزهششري وقتششاًدةا
وأشباًههماً ،من الئمة ممن يجمع حديثهم ،إذا انفششرد الرجششل عنهششم باًلحششديث
يسمى غريكباً ،فإذا روى عنهششم رجلن وثلثششة واشششتركوا فششي حششديث يسششمى
عزيزا ،فإذا روى الجماًعة عنهم حديكثاً سمي مشهوكرا) انتهششى كلمششه رحمششه
ا تعاًلى)
أقول فكل من ذكر عدد الرواةا في العزيز اعتمد على كلما ابششن منششده ،وأرى
حقيقة أن كلمه خاًص وليس عاًكماً ،بمعنى فهو خاًص باًلئمة المكششثرين مششن
أمثاًل الزهري وقتاًدةا ،وليس عاًكماً حتى يعمم فيقاًل) العزيز من الحششديث هششو
كششذا وكششذا)) نعيششد عبششاًرةا المششاًما ابششن منششده) الغريششب مششن الحششديث كحششديث
الزهري وقتاًدةا وأشباًههماً ،من الئمة مم ن يجمشع حشديثهم)) إذن هشو جعلشه
في فئة معينة ،هم الذين عليهم مدار الساًنيد ،هم الذين تشبعوا بعلم الحششديث،
فكاًنت بين أيديهم آلف من الحاًديث يحفظونهاً ،وليس المر عاًكماً على كششل
رامو ،هذا الذي يظهر وا تعاًلى أعلم)
ثم إن تعريف الحاًفظ رحمه اشش تعششاًلى حيششن قششاًل ،هششذا تعريششف الحششاًفظ فششي
النخبة ،قاًل) العزيز هو أن ل يرويه أقل من اثنين عن أقل من اثنين))
ضششاً
ضششاً إلششى تحريششر وتششدقيق ،إذ علششى هششذا التعريششف يششدخل فيششه أي ك يحتاًج أي ك
المتواتر والمشهور ،إذ المتواتر والمشهور ل يرويه أقل من اثنيششن عششن أقششل
من اثنين)
الذي أريد على كل هذه المور حقيقة فوائد ونكت ونتف ،لكن الذي نريششد أن
نحرره ،وأن نلخصه من هذه المور)
أن المشهور هو ))
)ماً رواه ))) طرق محصورةا بأكثر من اثنين )
بأكثر من اثنين أو ثلثة في كل طبقة من طبقاًت السناًد ،والعزيز)) ماً رواه
)ماً رواه اثناًن أو ثلثة )))
في كل طبقة من طبقاًت السناًد ،يعني) فششي الطبقششة الولششى ثلثششة ،أريششد أن
أسأل سؤاكل الن ،تنبهوا معي ،في الطبقة الولى ثلثشة ،وفششي الثاًنيشة اثنششاًن،
وفي الثاًلثة أربعة ،وفي الرابعة ماًئة ،ماً يسمى هذا الحديث))
)عزيزا)
يسمى عزيزا نعم ،لن أقل حد اثناًن من قيد الحديث العزيز باًلضبط)
بقي عندناً الغريب ،الغريب هو؟
)ماً رواه راو واحد )))
ماً تفرد بروايته راو واحد في أي طبقة من طبقاًت السند)
لحظوا أوكل راو واحد ،في المتشواتر قلنشاً لبشد أن يك ون فشي كشل طبقشة م ن
طبقاًت السناًد ،في المشهور في كل طبقة من طبقششاًت السششناًد ،فششي العزيششز
في كل طبقة من طبقاًت السناًد ،فششي الغريششب طبقششة واحششدةا تكفششي أن تجعششل
الحديث غريباً ،طبقة واحدةا يتفرد بهاً راو واحد تكفي أن تجعل الحششديث مششن
أحاًديث الغريب)
المتواتر لبد أن يكون التواتر في كل طبقة ،وكششذا المشششهور ،وكششذا العزيششز،
لكن الغريب يكفي فيه طبقة واحدةا ،يتفرد بهاً راو واحد ،تنشزل الحشديث ولشو
كاًن في طبقاًته متواترا ،تنزله إلى الغريب)
نعم)) الن الذي أريد أن أنبه عليه ياً مشاًيخ ،تنبهوا معي) التفرد)) الغريششب
أو الفرد ،حقيقة ياً إخشوةا التفشرد مظن ة الخطشأ ،يعن ي يتفشرد راو خاًصشة فشي
عصششر قششد اشششتهرت فيششه الروايششة ،كاًلعصششر الششذهبي لعلششم الحششديث)) آلف
مؤلفة ،من العلماًء وطلبا العلم والمحدثين ،آلف مؤلفة ،كاًن مجلس بعض
المحدثين يبلغ سبعين ألف وماًئششة ألششف)) ثششم يششأتي رجششل واحششد فيششروي هششذا
الحديث فيتفرد)) قلناً لكم نرجع ،علم قواعد مصششطلح الحششديث)) تتنششاًغم مششع
الفطرةا النساًنية ،ل تكاًبر))
ماً يندفع في نفسك من أول وهلة بعقل سليم هذا هو علم قواعد الحديث ،أبكدا،
أرأيتم علم وا رائق ماًتع ،له لذةا لنه منسجم تماًكماً مع الفطرةا ،ومع النفششس
النساًنية ،متناًغم تماًكماً مع العقل البشري ،فعلم غاًية في المتعة ،واشش تسششتلذ
وأنت تتعلم علم الحديث)
الن رجل عند الماًما الزهري فأتى راو فتفرد بروايششة عششن المششاًما الزهششري
الذي كاًن مجلسه بعشرات اللف ،هل يحدث في نفسك هناً ريبة بششاًلقبول أما
قبوكل)
)ريبة)
ريبة ،أين البقية ،أيششن بششاًقي الطلبا ،لششم حفششظ دون سششاًئر الطلبا ،ل يعقششل
هذا ،صح أما ل؟ ل يعقل ،ماً تششأتي تقشول لششي واشش زيشاًدةا ثقشة ،وزيششاًدةا علشم،
الزهري كاًن له مجلس ثاًبت محدد معشروف للقاًصشي والشداني مشن الطلبا،
الكل يحضره ،إماًما ،مدرسة إسششناًد ،مششدار أسششاًنيد ،تششأتي بعششد هششذا تفششرد راو
عنه ،خاًصة إذا كاًن من غير المشهورين من تلميذه ول النجبششاًء ،واشش فششي
النفس منهاً أشياًء ،صح أما ل؟
فششاًلتفرد مششن القرائششن الششتي تششبين للعششاًلم الناًقششد أن الحششديث فيششه خطششأ ،التفششرد
والمخاًلفششة هششي مششن وسششاًئل كشششف العلششة ،وسششنأتي إليهششاً مششاً العلششة ،التفششرد
والمخاًلفة من أبرز الوساًئل التي يعتمشد عليهشاً العششاًلم لمعرفشة علشة الحشديث،
ووجود العلة في الحديث)
انتهيناً الن من أقساًما الحاًد ،ننتقل إلى إمكاًنية وجوده ،هششل موجششود الحششاًد
أما ل؟ ماً رأيكم؟
)موجود)
موجود وبكثرةا)) نعم)) ذهششب الجمهششور إلششى وجششود الحششاًد بكششثرةا ،وذهششب
الحاًفظ ابن حباًن إلى أن العزيز قسم العزيز من الحاًد صعب المنششاًل ،غيششر
موجود)) وللفاًئدةا أقرهاً الحاًفظ ابن حجر علشى تعريشف ابششن حبشاًن للعزيشز،
وهو اثناًن عششن اثنيششن فششي كششل طبقششة ،يعنششي كششل طبقششة اثنششاًن ل يزيششدان ول
ينقصاًن)
فماًل الحاًفظ في النخبة والنزهة إلى إقراره ،وأنه أقره ،فقاًل على قيده وحششده
فيكاًد يكون معدوماً ،أو بهذا المعنى)
لكن من حيث وجود الحاًد ،موجودةا ،بل أكثر أحاًديث النبي صلى ا عليششه
وسلم من هذا القسم ،من الحاًد)
حجية حديث الحاًد) بعششد أن مررنششاً بكششل مراحششل حششديث الحششاًد ،فهششل هششذا
الحديث حديث الحاًد حجة أما ل؟ حششديث الحششاًد فششي الصششل يششوجب العمششل
وهو من غلبة الظن على صدق قاًئله)
هذا في الصل ،هو يوجب العمل ،عموما أحاًديث الحاًد توجب العمل ،وهششو
من باًبا غلبة الظن ليس العلم اليقيني ول العلشم النظشري ،بشل أدنشى م ن هشذا
عندناً يقسم إلى علم يقيني وعلم نظري وغلبة ظن ،فهو من أدنى المسششتوياًت
من باًبا غلبة الظن على ثبوته وصدق قاًئله ،فهو يوجب العمل ،وهذا مذهب
أهل السنة والجماًعة)
وأحياًكناً ياً إخوةا أحاًديث الحاًد)) اقرأ ماً هو مكتوبا))
)حجية أحاًديث الحاًد يوجب العمل ،يغلب على الظششن صشدق الخشبر لثبشوت
صدق ناًقله ،إفاًدةا العلم النظري )))
أحياًكناً حديث الحاًد يفيد العلم ))) يرتقي من غلبة الظن إلى العلششم النظششري،
ليس العلم اليقيني أبكدا ،إل عند طوائف قلة من العلماًء ،لكششن علششى مششاً حششرره
الحاًفظ ابن حجر ،وكتاًبناً نعتمد فيه النزهة والنخبة على ماً حرره ،فإنه يفيششد
العلم النظري)
)إفاًدةا العلم النظري إن وجدت قرينة تقويه إلى درجة إفششاًدةا العلششم أفششاًد العلششم
النظري))
إذن يشترط لفاًدةا العلم النظري وجود قرينة ،تجعلششه ينتقششل مششن غلبششة الظششن
إلى إفاًدةا العلم النظري ،وهو أقوى وأثبت وأرسخ في الدللة)
لكن على كل الحوال هو موجب للعمل)
ماً هي القرائن؟
قد ذكر هذه القرائن الحششاًفظ ابششن حجششر ،فششأول قرينششة) مششاً أخرجششه البخششاًري
ومسلم في صحيحيهماً مماً لم يبلغ درجة التواتر ،فهذا يوجب العلم النظششري،
ق من غلبة الظن إلى العلم النظري) فهو تر م
القرينششة الثاًنيششة) المشششهور إذا تعششددت طرقششه ،وسششلمت مششن ضششعف الششرواةا
والعلل ،يعني حديث مشهور تعددت مخششاًرجه ،لكنهششاً محصششورةا ،مششاً زالششت
محصورةا لم تبلغ التواتر ،فتعددت مخششاًرجه ،وسششلمت مششن الشششذوذ والعلششل،
فأفاًدت العلم النظري)
القرينة الثاًلثة) المسلسل برواية الئمة الحفاًظ المتقنين بعضششهم عششن بعششض،
بحيث ل يكون فيه تفرد في السناًد ،يعني حاًفظ إماًما عششن حششاًفظ إمششاًما ،فهششذا
يفيد العلم النظري)
إذن أحاًديث الحاًد توجب العمل ،وتفيد الظن الغاًلب ،إل أنهاً إن احتفت بهششاً
قرائن إخششراج أصششحاًبا الصششحيح لهششاً ،أو أنهششاً مششن المشششهور الششذي تعششددت
مخاًرجه وسلم من شذوذ والعلل ،أو أنه مسلسل بحاًفظ عن حاًفظ ،إمششاًما عششن
إماًما ،فهذا يترقى إلى إفاًدةا العلم النظري ولكن يبقى هو هو أنشه يجششب العمششل
به ،سواء كاًن غلبة ظن أما علكماً نظركيياً)
في المرةا القاًدمة بإذن ا عز وجل سنتاًبع الكلما على هذه النقطة لمر نريد
أن نصل إليه ،نسأل ا عز وجل بأسماًئه وصفاًته أن ينفعناً بماً سششمعناً ،وأن
يجعل الذي سمعناًه حجة لناً ل عليناً ،وأن يباًرك ا لناً في أسششماًعناً وقواتنششاً
إنه ولي ذلك والقاًدر عليه))
سبحاًنك اللهششم وبحمششدك ،أششهد أن ل إلششه إل أنششت ،أسششتغفرك وأتششوبا إليششك،
وصلى ا على سيدناً محمشد وعلشى آلشه وصشحبه أجمعيشن ،والحمشد لش ربا
العاًلمين)