‫مرض خناق الخيل ‪Strangles:‬‬

‫خناق الخيل أو ما يعرف بدستمبر الخيل ‪Equine distemper‬من األمراض المعدية التي تصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي عند‬
‫الخيول نتيجة العدوى بجراثيم المكورات العقدية الخيلية ‪Streptococcus equi equi.‬‬
‫يعتبر خناق الخيل من األمراض الوبائية ‪ Enzootic‬في الوقت الحاضر‪ ،‬نتيجة انتشاره حول العالم بفعل توسع رياضات الخيول‬
‫‪Sporting events‬ومسابقاتها العالمية وتنقل الخيول المستمر بين الدول‪.‬‬
‫تنتقل الجراثيم بين الحيوانات باإلتصال المباشر أو غير المباشر عبر األدوات وتجهيزات الخيول‪ ،‬وال تعيش وتنتقل هذه الجراثيم لفترة‬
‫طويلة في البيئة المحيطة مقارنة ببعض أنواع الجراثيم‪ .‬ويعتبر كل حيوان من كل عشرة خيول حامل للمرض ويطرحه بشكل مستمر‬
‫خالل أسابيع أو أشهر‪ ،‬لذلك من المهم عزل الخيول الجديدة في اإلسطبالت لفترة قبل دمجها في الخيول في اإلسطبل‪.‬‬
‫تتراوح فترة الحضانة ‪Incubation period‬للمرض بين ‪ 10-3‬أيام ويستغرق ظهور الخراجات حوالي أسبوع ويستمر المرض ثالث‬
‫أسابيع في حال عدم كشفه ومعالجته بشكل مبكر ‪.‬‬
‫تتدرج حدة أعراض المرض بين المتوسطة والشديدة مع ارتفاع حرارة فوق ‪ 39‬درجة وقد تصل حتى ‪ 41‬درجة‪ ،‬وتراجع شهية الحيوان‬
‫وصعوبة حركته و ‪ Depression.‬كما يالحظ خروج سوائل مخاطية ‪ Discharge‬مصفرة من كال فتحتي األنف‪ .‬ويمكن تحسس كتل‬
‫خراجية‪ Abscesses‬مؤلمة وساخنة حوالي منطقة البلعوم في مكان اتصال الرأس بالرقبة عند الحيوان نتيجة التهاب العقد الليمفاوية بين‬
‫الفكية والعقد الليمفاوية المحيطة باألكياس الهوائية ‪ ،Guttural pouch‬والتي قد تنفجر الحقا ً لداخل التجويف البلعومي أو األكياس‬
‫الهوائية وهو ما يشاهد على شكل إفرازات انفية قيحية سميكة ذات رائحة كريهة‪ ،‬أو قد تنفجر للخارج عبر الجلد على شكل قيح ‪Pus‬‬
‫أصفر مخضر سميك‪ .‬ويظهر الحيوان صعوبة في قدرته على تناول ومضغ الطعام ‪ difficulty eating‬ومد الرأس لألمام نتيجة التضخم‬
‫واأللم في منطقة العنق ‪ Throat‬ومن هنا جاء تسمية هذا المرض بمصطلح الخناق‪.‬‬
‫وقد تصاب الخيول بخناق الخيل مع غياب واضح لألعراض باستثناء ارتفاع حرارى خفيف وسوائل أنفية صافية ‪clear nasal‬‬
‫‪discharge‬وتراجع مؤقت لتناول الغذاء‪ ،‬ومن المهم للمربين في حال الشك باإلصابة بخناق الخيل وخاصة مع تواجد حيوان مصاب أو‬
‫حيوان جديد في اإلسطبل السرعة في عزل الخيول المرجح اصابتها واستدعاء طبيب الخيل إلجراء الفحص البيطري‪.‬‬
‫نادرا ً ما يسبب خناق الخيول نفوق الخيول المصابة إال أن حوالي ‪ %20‬من الخيول قد يحدث عندها مضاعفات ‪Complications‬نتيجة‬
‫اإلصابة‪ ،‬كالتهبات مزمنة وتضخم دائم في العقد الليمفاوية في منطقة العنق والذي يسبب تراجع قدرة الحيوان على األكل وضعف المقدرة‬
‫التنفسية عند الحيوان بفعل تضيق الممر التنفسي العلوي‪ .‬وقد تنتشر الجراثيم ‪ metastatic‬ألجزاء من جسم الحيوان مما يسبب خراجات‬
‫‪Abscesses‬في أعضاء الجسم المختلفة كالكلية أو الطحال‪ ،‬وفي بعض الحاالت النادرة قد يسبب اضطراب مناعي عند الخيول أو ما‬
‫يعرف‪Purpura haemorrhagica‬‬
‫يوجد العديد من الطرق المخبرية ‪ Lab tests‬لتأكيد وجود المرض‪ ،‬لكن يجب معرفة أن العديد من الخيول قد تكون حاملة ‪carriers‬‬
‫للمرض مع نتيجة مخبرية إيجابية دون وجود أعراض إصابة إكلينيكية عليها‪ .‬ومن المهم معرفته أن أفضل طريق إلنقاص انتشار‬
‫المرض هو الكشف المبكر عنه‪ ،‬من خالل مالحظ األعراض اإلكلينيكية األولية للمرض‪.‬‬
‫أغلب الخيول المصابة تحتاج لعناية طبية جيدة وراحة ومضادات التهاب غير ستروئيدية ‪ anti-inflammatories‬لتخفيف حدة االلم‬
‫واألعراض‪ .‬من المهم تغذية الخيول من األرض وعلى أغذية صلبة نسبيا ً لتحفيز إنضاج الخراريج وتصريف السوائل ‪encourage‬‬
‫‪drainage‬القيحية المتجمعة‪ ،‬كما يفيد تنضيج الخراريج عن طريق تطبيق كمادت ساخنة في منطقة العنق أو بعض المراهم المنضجة‪،‬‬
‫لتسريع نضج وفتح هذه الخراجات‪ .‬ويتم معالجة الخراجات التي فتحت كمعالجة خراج عادية من خالل التنظيف المستمر والتطهير‬
‫ووضع دريناج ‪Drainage‬يسمح بسحب السوائل ويمنع انغالق الخراج قبل شفائه بشكل كامل‪.‬‬
‫ويوجد خالف بشأن استعمال المضادات الحيوية ‪ Antibiotics‬في عالج خناق الخيل‪ ،‬لكن من خالل تجربتنا الحقلية وجدنا أن استعمال‬
‫البنسليين ‪ Penicillin G‬قد يفيد في المرحلة األولى من المرض وقبل تشكل الخراجات‪ ،‬لكن ال يفضل استعمال المضادات الحيوية في‬
‫حال مالحظة وجود الخراجات النها قد تتشكل محفظة حول هذه الخراجات ويصعب فتحها وقد تبقى تسبب ألم للحيوان وصعوبة في‬
‫التنفس الشهر أو لسنوات‪.‬‬
‫توجد في االسواق في الوقت الحالي بعض اللقاحات ضد خناق الخيل ‪ ،Vaccine against strangle‬مثل لقاح ‪(PinnacleTM I.N. by‬‬
‫)‪ ،Fort Dodge‬لكن من المهم في حال تطبيقها‪ ،‬إعطاءها بشكل دوري للحيوان‪ regular boosters‬وتطبيقها على كل الخيول في‬
‫اإلسطبل أو المنطقة الواحدة‪.‬‬
‫ونعرض بعض النصائح للحد من انتشار المرض في حال وجود حيوان أو أكثر مصاب في اإلسطبل‪:‬‬
‫‪1.‬تعقيم مداخل اإلسطبل عن طريق وضع أحواض سائلة لتعقيم األقدام ودواليب السيارت بشكل مستمر‪.‬‬
 ‫‪ 2.‬األشخاص العاملين في التعقيم في اإلسطبل يتوجب عليهم تبديل مالبسهم الخارجية غسل األيدي بشكل جيد بشكل دوري‪.‬‬
‫‪3.‬المكورات العقدية من الجراثيم الضعيفة التي يتم قتلها بالحرارة المتوسطة‪ ،‬لذلك غسل الثياب بالماء الساخن كفيل بالقضاء على مسبب‬
‫العدوى والحد من انتشار المرض‪.‬‬
‫‪4.‬يجب عزل الخيول المصابة أو المتوقع اصابتها في أماكن عزل خاصة مفصولة عن اسطبل الخيول‪ ،‬حتى نضمن خلوها من المرض‪.‬‬
‫‪5.‬يجب قياس الحرارة لكل الخيول في اإلسطبل عند وجود حيوان مصاب مرتين يوميا ً وعزل الخيول التي أظهرت ارتفاع في الحرارة‬
‫بشكل فوري‪ ،‬الن ارتفاع الحرارة هو من أولى مؤشرات اإلصابة بالمرض‪.‬‬
‫‪6.‬يجب إعالم األشخاص الذين يتوجب عليهم الدخول لإلسطبل كاألطباء وموزعين األعالف أو التجهيزات بحالة اإلسطبل‪ ،‬حتى يرتبو‬
‫جولتهم على اإلسطبالت ويجعلو زيارة اإلسطبل الذي يحوي على المرض أخر زيارة تجنبا ً لنقل المرض لألسطبالت المجاورة‪.‬‬
‫‪7.‬يجب تحذير مربيين الخيول الذي يقتربون بخيولهم من االسطبل المصاب من خالل الرعي او الركوب من وجود المرض ليبتعدو‬
‫بخيولهم قدر االمكان عن األسطبل‪.‬‬