Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻘود
اﻟﻧﻘود ھﻲ ﻛل أداة ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻘﺑول اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻛﺗﺳدﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت و اﻟدﯾون و ﺗﺗداول
ﻟﻘد ﻋرﻓت ظﺎھرة اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻷﺷﻛﺎل اﻟﻧﻘود ﻋﺑر اﻟزﻣن ﺑﺎﺳم ″اﻟﻼﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗدرﯾﺟﯾﺔ ﺣﯾث ﻣرت اﻟﻧﻘود
اﻟﻣﯾﺎﻗﺿﺔ ← اﻟﻧﻘود اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ← اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ← اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ ← اﻟﻧﻘود اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ← اﻟﻧﻘود اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ .
ﻓﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت اﻟﻧﻘود ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم ،ﺑدأت ﺗﻔﻘد ﻣن ﻣﺎدﯾﺗﮭﺎ ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺷﯾﺋﺎ ) ﻣﻌدن ﺛم ورق ( و أﺻﺑﺣت ﺣﺎﻟﯾﺎ
اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ
ﻗﺑل ظﮭور اﻟﻧﻘود ،ﻛﺎﻧت ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدﻻت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﺗﺗم ﻋﺑر ﻧظﺎم اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ،أي اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻣﺑﺎﺷر
ﻟﻠﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت دون اﺳﺗﺧدام اﻟﻧﻘود .و ﻗد ﻋرف ھذا اﻻﻗﺗﺻﺎد ″ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﺑﺎدﻟﻲ .″و ﻋﻠﯾﮫ ﯾﻌﺗﺑر ﻧظﺎم اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ
أول ﺻورة ﻣن ﺻور اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﮭﺎ اﻹﻧﺳﺎن ،و اﻟﺗﻲ ﺑواﺳطﺗﮭﺎ ﺗم اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻗﺗﺻﺎد ﻻ ﺗﺑﺎدﻟﻲ إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد
ﺗﺑﺎدﻟﻲ ﻟﻛن اﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ھو :ھل ﺳﮭﻠت اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل أم ﻋﻘدﺗﮭﺎ ? و اﻟﺟواب أن ﻧظﺎم اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ
ﯾﻛون ﻧﺎﺟﺣﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ ﻋدد اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣدودا ﻗﻠﯾﻼ و ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻓراد ﺳﮭﻠﺔ و ﻏﯾر ﻣﻌﻘدة .
و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎن ﺗﻧوع اﻟﺣﺎﺟﺎت واﺗﺳﺎع ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻟﺗﺷﻣل أﻧواﻋﺎ ﻋدﯾدة ﻣن اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت،
طرح ﻣﺷﻛﻠﯾن أﺳﺎﺳﯾن و ھﻣﺎ :ﺻﻌوﺑﺔ ﺗواﻓق رﻏﺑﺎت اﻷﻓراد ﻣن ﺟﮭﺔ ،و ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى.
1
ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻻ ﺑد ﻣن ﺿرورة ﺗواﻓق اﻟرﻏﺑﺔ ﻟدى اﻟطرﻓﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ
اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟطرف اﻷﺧر ﻛﻣﯾﺔ ووﺻﻔﮭﺎ ،و ھذا ﻣﻣﻛن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺳوق ﻣﻛوﻧﺎ ﻣن ﻋدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻷطراف و
اﻟﺳﻠﻊ ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺛر ﻋدد اﻷﻓراد و اﻟﺳﻠﻊ ﯾﺻﺑﺢ ﺗواﻓق اﻟرﻏﺑﺎت ﺻﻌﺑﺎ ﺟدا ) .ﻣﺛﺎل :اﻟﻧﺟﺎر اﻟذي ﯾرﯾد
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛﻠﺟﺎت ،ﻋﻠﯾﮫ اﻟذھﺎب إﻟﻰ ﺑﺎﺋﻌﮭﺎ ﻟﯾرى إن ﻛﺎن ھذا اﻷﺧﯾر ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻧﺟﺎرة ﺣﺗﻰ ﯾﺣﺻل
ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛﻠﺟﺎت ،و ﻟﻛن إذا ﻛﺎن ﺑﺎﺋﻊ اﻟﻣﺛﻠﺟﺎت ﻏﯾر راﻏب ﻓﻲ ﺧدﻣﺎت اﻟﻧﺟﺎر ﻓﻛﯾف ﯾﻠﺑﻲ اﻟﻧﺟﺎر رﻏﺑﺗﮫ ﻓﻲ
اﺳﺗﮭﻼك اﻟﻣﺛﻠﺟﺎت ﴾
إذا اﻓﺗرﺿﻧﺎ أن اﻟﻣﺷﻛل اﻷول ﻗد ﺣل أي أن ھﻧﺎك طرﻓﯾن ﯾرﯾدان إﺟراء اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﻓﺎﻟﻣﺷﻛل اﻵن ھو
اﻟﻣﻘﯾﺎس اﻟذي ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮫ ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل أو ﻣﺎ ھو ﻣﻌدل اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ﻛل ﺳﻠﻌﺔ ﺑﺄﺧرى؟ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ
ﺑﯾن ﺳﻠﻊ ﻣﺟزﺋﺔ ) اﻟﻘﻣﺢ ﻣﺛﻼ ( و ﺳﻠﻊ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ ) ﻛﺎﻟﺑﻘر ﻣﺛﻼ (
اﻟﻧﻘود اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻣﯾزت ﻧظﺎم اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ،ﻓﻘد ظﮭر ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ″ﻧظﺎم اﻟﻧﻘود اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ″اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ
اﺧﺗﯾﺎر ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﻧﯾﺔ ﺗﺣظﻰ ﺑﻘﺑول ﻋﺎم ) ﻛﺎﻟﻣﻠﺢ ،اﻟﺑن اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ ،اﻹﺑل ( ........ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻛﻧﻘد ﻟﺗﺳوﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺎدﻻت .و ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟذي ﻟدﯾﮫ ﻛﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﻣﺢ و ﯾرﯾد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺎت اﻟﻧﺟﺎرة ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻵﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﺿﺣﮭﺎ اﻟﻣﺧطط اﻟﻣواﻟﻲ :اﻟﻘﻣﺢ ← اﻟﻧﻘد اﻟﺳﻠﻌﻲ ) اﻟﻣﻠﺢ ﻣﺛﻼ ← اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻧﺟﺎرة ﯾﺑﺎدل اﻟﻘﻣﺢ
ﺑﺎﻟﻧﻘد اﻟﺳﻠﻌﻲ اﻟذي ھو ﻓﻲ ﻣﺛﺎﻟﻧﺎ اﻟﻣﻠﺢ ،ﺛم ﯾﺑﺎدل اﻟﻧﻘد اﻟﺳﻠﻌﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﺧدﻣﺎت اﻟﻧﺟﺎرة .
ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘد اﻟﺳﻠﻌﻲ ھﻧﺎك ﺳﻠﻌﺔ واﺣدة ﻓﻘط ﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﺿﺣﮭﺎ اﻟﻣﺧطط أﻋﻼه ،و ﻣن أﺟل
إن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻧﻘود اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﻗد أدى إﻟﻰ اﻧﻘﺳﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ اﻟواﺣدة ) أو اﻟﻣﺑﺎﺷرة ( إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺗﯾن ﻣﻧﻔﺻﻠﺗﯾن )
ﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ( ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﺳﮭﯾل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻷﻓراد .و اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﺑﺎدﻟﻲ إﻟﻰ
2
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي .ﺣﯾث أن اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻛﻧﻘد ﺗوﺻف ﺑﺄﻧﮭﺎ ″ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺣق اﻟﺧﯾﺎر ″أي أن ھذه اﻟﺳﻠﻌﺔ
ﺗﻣﻧﺢ ﻟﺣﺎﻣﻠﮭﺎ ﺧﯾﺎر ﻣﺑﺎدﻟﺗﮭﺎ ﺑﺄي ﺳﻠﻌﺔ أﺧرى ﻷﻧﮭﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻘد .
و ﻗد وﺿﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﻼور ﺑﺄن اﺳﺗﺧدام ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ﻛﻧﻘد ﺳﯾﺧﻔض ﻣن ﻧﺳب اﻟﺗﺑﺎدل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻧظﺎم اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ
،و ﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺢ ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻧﻣوذج ﻛﻼور و ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺳﺎﺑق .
ﻧﺗﯾﺟﺔ :ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘد اﻟﺳﻠﻌﻲ ﺗﻧﺧﻔض ﻧﺳب اﻟﺗﺑﺎدل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ .رﻏم أن ﻧظﺎم اﻟﻧﻘد اﻟﺳﻠﻌﻲ ﻗد
أزال ﺑﻌض اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﮭﺎ ﻧظﺎم اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ إﻻ أﻧﮫ ﺑدوره ﻟم ﯾﺧﻠوا ﻣن ﺑﻌض اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻷﺧرى
ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻧﻘود اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ ) ﻛﺎﻟﺑﻘر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ( ﻣﺛﻼ :ﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺟزء ﻣن اﻟﻘﻣﺢ
ﺑﺟزء ﻣن اﻟﺑﻘر؟ﺻﻌوﺑﺔ ﻧﻘﻠﮭﺎ أو ﺣﻣﻠﮭﺎ ﻟﻸﺳواق اﻟﺑﻌﯾدة ،ﺗﻌرﺿﮭﺎ ﻟﻠﺗﻠف و اﻟﺳرﻗﺔ ،و ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﺧزﯾﻧﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ أن
ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻣدة ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻣﺣدودة ،و ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻓﻘد ظﮭرت اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻛﺑدﯾل ﻟﻧظﺎم اﻟﻧﻘد اﻟﺳﻠﻌﻲ.
اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ
إن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ ﻣﻧﮭﺎ ) اﻟذھب و اﻟﻔﺿﺔ ( ﻛﺑدﯾل ﻟﻠﻣﻘﺎﯾﺿﺔ و ﻟﻠﻧﻘد اﻟﺳﻠﻌﻲ ،ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻔرد ﺑﮭﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎﻣﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن و أھﻣﮭﺎ :ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﮭﺎ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ ،ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﮭﺎ ﻟﻠﻧﻘل ،و ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﮭﺎ ﻟﻠﺗﻠف و ﻗد
اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ
ﻓﻲ اﻷﺻل ،اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺷﮭﺎدة إﯾداع ورﻗﯾﺔ ،ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻷﻓراد ﻋﻧد إﯾداﻋﮭم ﻟﻛﻣﯾﺔ ﻣن
اﻟذھب اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛوﻧﮭﺎ ،ﻟدى اﻟﺻراف أو اﻟﺻﺎﺋﻐﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﺗم.ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ) ذھب و ﻓﺿﺔ (
و ﺑﯾن اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺳﺎﻋدة ) ﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ك 05دج 10 ،دج ( ....و اﻟﺗﻲ ھﻲ ﻗطﻊ ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﺗﺳﮭﯾل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﺳرﻗﺔ أو اﻟﺿﯾﺎع ،و ﯾﺗﻌﮭد اﻟﺻراف ﺑرد ﻣﺎ أودﻋوه ﻟدﯾﮫ ﺑﻣﺟرد طﻠﺑﮭم .و ﺗﺣدد ﻗﯾﻣﺔ ھذه اﻟﺷﮭﺎدات
ﺑﻛﻣﯾﺔ اﻟذھب اﻟﻣودﻋﺔ .و أﺻﺑﺣت ﺗﺳﺗﺧدم ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻓﻲ ﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﮭم و ﻟﻛن ﺑﺷرط ﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ إﻟﻰ ذھب .
3
و ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳوﯾدي ″ﺑﺎﻟﻣﺳﺗراش ″ﻣؤﺳس ﺑﻧك اﻟﺳوﯾد ﻋﺎم 1656أول ﻣن ﻗﺎم ﺑﺈﺻدار ﺷﮭﺎدات إﯾداع و أﻣر ﺑﺗداوﻟﮭﺎ
ﻓﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدﻻت ﺑﯾن اﻷﻓراد دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﺔ ﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ إﻟﻰ ذھب ﺣﯾث اﺳﺗﻣدت ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﮭﺎ
اﻷﻓراد ﻓﯾﮭﺎ .و ﻟذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ″ﺑﺎﻟﻣﺳﺗراش ″ﻣﺑﺗﻛر اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر ) و ﻧﺷﯾر ھﻧﺎ إﻟﻰ أن أول
ﻣن ﻟراودﺗﮫ ﻓﻛرة إﻧﺷﺎء اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ ﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﺟﺳدھﺎ ھو اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ ″ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب ″رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻘرن
اﻟﺳﺎﺑﻊ اﻟﻣﯾﻼدي .ﺣﯾث أﻧﮫ ﺑﻌد ﺗوﺳﻊ اﻟﺧﻼﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﮭده ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻔﺗوﺣﺎت ،أﺻﺑﺣت اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻣن
اﻟذھب و اﻟﻔﺿﺔ ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗداول ،ﻓﻘﺎل ﻣﻘوﻟﺗﮫ اﻟﻣﺷﮭورة ″ھﻣﻣت أن أﺟﻌل ﻣن ﺟﻠود اﻹﺑل ﻧﻘودا ،ﻓﻘﯾل ﻟﻲ
و ﻓﻲ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ أﺻﺑﺣت ﻧﻘودا ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ إﻟزاﻣﯾﺔ ،دون ﻗﯾﻣﺔ ذاﺗﯾﺔ و ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣوﯾل إﻟﻰ
ذھب ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،و ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻘوة اﺑراﺋﯾﺔ ) و ھﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾن و ﺗﺳدﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ و ﻟﺧدﻣﺎت (
ھﻲ ﻣن ﺧﻠق اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻧﺷﺎطﮭﺎ ،و ھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ دﻓﺎﺗر اﻟﺑﻧوك ﺗﺗداول ﻋن طرﯾق
اﻟﺷﯾك ،اﻟﺗﺣوﯾﻼت ،ﺑطﺎﻗﺔ اﻟﻘرض ...... ،و ﺗﺗﻛون اﻟﻧﻘود اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻣن :وداﺋﻊ ﺗﺣت اﻟطﻠب ﻟدى ﻛل ﻣن اﻟﺑﻧوك
ﻣﺛﺎل :اﻟﻣﻧﺣﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻠطﺎﻟب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻧﻌﺗﺑر أﻣر ﺗﺣوﯾل ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﻌﯾن 2700دج ،ﻣن
رﺻﯾد اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ إﻟﻰ رﺻﯾد اﻟطﺎﻟب دون اﺳﺗﺧدام اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ ،ﻓﮭﻲ ﻣﺟرد ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻣن ﺣﺳﺎب ﻟﺣﺳﺎب .و
اﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ھﻧﺎ ھل ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﯾك ﻧﻘدا ? و اﻟﺟواب ھو ﻻ ،ﻷن ﺣرق ﺷﯾك ﺑﻣﺑﻠﻎ ﻣﻠﯾون دج ﻣﺛﻼ ،ﻻ
ﯾﻌﻧﻲ ﺧﺳﺎرة اﻟﻣﺑﻠﻎ ،ﻓﺎﻟﺷﯾك ھو وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻘط ﻟﺗداول اﻟﻧﻘود أو اﻷﻣوال اﻟﻣودﻋﺔ ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﺎت ﻟدى اﻟﺑﻧوك ،اﻟﺑرﯾد أو
اﻟﺧزﯾﻧﺔ .
4
اﻟﻧﻘود اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
ھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺑطﺎﻗﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﺑطﺎﻗﺔ اﻟﻘرض ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺳوﯾﺔ و ﺳداد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت ﻣن اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت
،و اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺳﺣوﺑﺎت ﻟﻸﻣوال ﻣن اﻟﻣوزﻋﺎت اﻵﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود .و ﻣن أﻣﺛﻠﺗﮭﺎ :
ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻘود
-اﻟﻘﺑول اﻟﻌﺎم :أي إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻗﺑوﻟﮭﺎ ﻓﻲ أﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺿﻣن ﻓﺿﺎء اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻌﯾن .
-اﻟﻘوة اﻻﺑراﺋﯾﺔ :و ھﻲ ﻗدرة وﺣدة اﻟﻧﻘد ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟدﯾون و ﺗﺳدﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت .
وﺳﯾط ﻟﻠﻣﺑﺎدﻟﺔ :ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻧﻘود ﻟﻠوﺳﺎطﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ و اﻟﻣﺷﺗري ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺣﻘق ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل.
ﻣﺳﺗودع ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ :أي ھﻲ وﺳﯾﻠﺔ ادﺧﺎر ،ﻓﻣﺛﻼ ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻧك ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ،ﻓﮭﻲ ﻻ ﺗﻔﻘد ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ.
ﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﻘﯾم :أي ﺗﺣدد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ أي ﻣﺟﺗﻣﻊ و ﻣﻘﺎرﻧﺗﮭﺎ ﺑﺑﻐﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض ) .اﻟﺳﻠﻌﺔ أ = 5دج ،
ﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﻣدﻓوﻋﺎت اﻵﺟﻠﺔ :أي ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻧﻘود ﻓﻲ ﺳداد ﻗﯾﻣﺔ اﻟدﯾون اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻣﯾﻌﺎد اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
ﺗﺳﺟل اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺟﻣوع اﻟﻧﻘود اﻟﻣوﺟودة و اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻟدى اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ) اﻷﻓراد و
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ( ﻓﻲ وﻗت ﻣﺎ .أو ھﻲ ﻣﺟﻣوع اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﻠﻛﮭﺎ اﻟﻘطﺎع ﻏﯾر اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﮭﻲ
5
ﻣﺟﻣوع اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك و ﯾرﻣز ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻧﻘدي . M2و ﺗﺗﻛون اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ﻣن
اﻟﻧﻘود ھﻲ :
وھﻲ اﻷوراق اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرھﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،و ﻻ ﯾﻘدﻣﮭﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠوﺣدات ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ) اﻷﻓراد و
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ( و إﻧﻣﺎ ﯾﻘدﻣﮭﺎ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻟذﯾن ﻣن ﺧﻼﻟﮭﻣﺎ ﺗﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻓراد و
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺎﻷوراق اﻟﻧﻘدﯾﺔ .إن اﻟﺟزء ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﻣوﺟﮫ إﻟﻰ اﻷﻓراد ﯾﺗﻛون ﻣن اﻷوراق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،و اﻟﺟزء اﻟﻣوﺟﮫ
إﻟﻰ اﻟوﺣدات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺗﻛون ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ) ﺣﺳﺎﺑﺎت ﻛل ﻣن اﻟﺑﻧوك و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﺣﺳﺎب
اﻟﺟﺎري ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و اﻟﺣﺳﺎب اﻟﺟﺎري ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي (.
ھﻲ ﻣن ﺻﻧﻊ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻻ ﺗطرﺣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗداول ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ ،و إﻧﻣﺎ ﺗﺑﯾﻌﮭﺎ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗوﺟد ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﻌﺔ .و اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﯾطرح ھذه اﻟﻘطﻊ ﻟﻠﺗداول ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻷوراق اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
ھﻲ ﻗطﻊ ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﺗﺳﮭﯾل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،و ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ اﻻﺳﻣﯾﺔ أﻛﺑر ﻣن ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻛﻣﻌدن .و ﯾرﻣز ﻟﻠﻧﻘود اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻧﻘدي M0اﻟذي ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ اﺳم ″اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ .أو ﺣﯾث:
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ = = M0أوراق ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗداول +اﻟﻘطﻊ اﻟﻧﻘدي اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرھﺎ اﻟﺧزﯾﻧﺔ +اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻓﻲ
ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ) ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟﺧزﯾﻧﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ( .
6
و ﺑﻣﺎ أن اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻻ ﺗﺗداول ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻧﻘود اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﯾﯾن أي ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻘط ﻣﺎ ﺑﯾن
اﻟﺑﻧوك ،ﻓﻼ ﺗؤﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر .و ﻛذﻟك اﻟﻘطﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻼ ﺗﺳﺟل ﻷن ﻟدﯾﮭﺎ ﻗﯾﻣﺔ
ﺣﯾث ﺗﺳﺟل اﻟرﺻﯾد ﺧﻼل اﻟﻌﺎم ﺑﻌد اﻟﺳﺣب و اﻟدﻓﻊ .و ﯾرﻣز اﻟﻣﺟﻣوع ﻛل ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟﻣﻊ
أﺷﺑﺎه اﻟﻧﻘود :ھﻲ ﺟﻣﯾﻊ وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻐﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣوﯾل ﺑﺳﮭوﻟﺔ إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ .و ﺗﺗﻛون ﻣن :
ﯾﻣﻛن ﻟﻸﻓراد أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت أن ﺗﻔﺗﺢ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗوﻓﯾر و اﻻﺣﺗﯾﺎط C N E P
،ﺣﺳﺎﺑﺎت ادﺧﺎر ﻣﺟﺳدة ﻓﻲ دﻓﺎﺗر ﺗﻌود ﻋﻠﻰ أﺻﺣﺎﺑﮭﺎ ﺑﻔﺎﺋدة ﻣﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣوﯾل ﺟزء أو ﻛل اﻻدﺧﺎر
7
اﻟوداﺋﻊ ﻷﺟل ﻗﺻﯾر ﻟدى اﻟﺑﻧوك و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﯾﻣﻛن ﻟﻠوﺣدات اﻟطﻠب ﻣن اﻟﺑﻧوك ﺗﺣوﯾل اﻟوداﺋﻊ ﻟدى اﻟطﻠب إﻟﻰ وداﺋﻊ ﺗﻌود ﻋﻠﯾﮭم ﺑﻔﺎﺋدة ﺑﺷرط أن ﺗﺑﻘﻰ ﻷﺟل
أﻣﺎ اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣوﺳﻌﺔ ) أو ﺳﯾوﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ( و ﯾرﻣز ﺑﺎﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻧﻘدي M3ﻓﺗﺗﻛون ﻣن :
+ M2 = M3اﻟﺗوظﯾﻔﺎت ﻷﺟل اﻟﻐﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول +اﻟوداﺋﻊ و اﻟﺗوظﯾﻔﺎت ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ +اﻟﺳﻧدات ﻗﺻﯾرة
اﻷﺟل اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدي اﻟﺻﺎدرة ﻣن طرف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و ﺧزﯾﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ
M3ھﻲ : M2 M1 و ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺟﻣﻌﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ M0
ﻣﻼﺣظﺔ :ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻘد ﺗم اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻣﻔﮭوم اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻧﻘدي M2و ﺗم ﺗﻌوﯾﺿﮫ ﺑﻣﻔﮭوم ″اﻟﻧﻘود
،و ذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗوﺻﯾﺎت ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص ﺗوﺣﯾد ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ إﻋداد اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟواﺳﻊ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .و ھﻧﺎك ) اﻷﻧﺟﻠوﺳﺎﻛﺳون ( ﻣن ﯾﺻﻧف ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻓق ﻣﻔﮭوﻣﯾن أﺳﺎﺳﯾن و ھﻣﺎ :
ﺣﯾث:
8
ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
ﺗﺳﺟل اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﺧﺻوم ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻌﺑر ﻋن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺑﻧﻛﻲ
أو ﺣﻘوق اﻷﻋوان ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟﺑﻧﻛﻲ .و ذﻟك ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
اﻟﺧﺻوم اﻷﺻول
ﺧﻼل(
-اﻟﺑﻧوك.
-اﻟﺑرﯾد.
ﻣﻼﺣظﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ
ھﻧﺎك ﻓرق ﺑﯾن إﺻدار اﻟﻧﻘود و إﻧﺷﺎء اﻟﻧﻘود ﺣﯾث أن إﺻدار اﻟﻧﻘود ھﻲ وظﯾﻔﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻘط ،و
ﺗﻛون ﺑﯾن ﻋون ﻣﺎﻟﻲ و ﻋون ﻣﺎﻟﻲ آﺧر .ﻓﻲ ﺣﯾن أن إﻧﺷﺎء اﻟﻧﻘود و ﺗﺧص اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺗﻛون ﺑﯾن ﻋون ﻣﺎﻟﻲ و
9
اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﯾﻧﺷﺊ ﻧﻘود ﻟﻣﺎ :ﯾﺷﺗري اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ ،ﯾﻘدم ﻣﺳﺎﻋدة ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،أو ﯾﻣﻧﺢ ﻗروض .ﺣﯾث أن
ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أن ﯾﺻدر ﻧﻘودا ﻣن اﻟﻌدم ،ﺑل ھﻧﺎك ﻗواﻋد ﻟﻺﺻدار ﻻ ﺑد ﻣن اﺣﺗراﻣﮭﺎ إذ أن ﻟﻛل
ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺻدار ﻣﻘﺎﺑل ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ دﯾن أو ﺳﻧد و ھو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ ″ﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ .″
ﺗﻌرﯾﻔﮭﺎ
ھﻲ ﻣﺟﻣوع اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﻠﻛﮭﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ) اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ( ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،اﻟدوﻟﺔ
،و اﻟﺧﺎرج .أي ﺗﻌﺗﺑر أﺻوﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺑﻧﻛﻲ و ﺧﺻوﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﻐﯾر اﻟﺑﻧﻛﻲ .و اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎﺑل إﺻدار
ﺗﺣﺻل اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻧﺷﺎطﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ و اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ذھب وﻋﻣﻼت أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺗداول ﻓﻲ اﻟداﺧل ،ﻓﯾﺣﺟزھﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي و ﯾﺻدر ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﻋﻣﻠﺔ وطﻧﯾﺔ ) أي ھﻧﺎك ﺗﻌوﯾض ﻟﻘدرة ﺷراﺋﯾﺔ
ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﻘوة ﺷراﺋﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ( .و ﯾﻣﺛل اﻟذھب و اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟرﺻﯾد اﻟﺻﺎﻓﻲ ﻟﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت .
ﻣﺛﺎل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺻدﯾر← ) ( +ذھب و ﻋﻣﻼت أﺟﻧﺑﯾﺔ ←اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ← زﯾﺎدة اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ.
ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﺳﺗﯾراد ← ) ( -اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ← اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ←اﻧﺧﻔﺎض اﻟذھب و اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
ھو ﻣﻧﺢ ﻗدرة ﺷراﺋﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﻘﺎﺑل دﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ .و ﺗﺗﻣﺛل ھذه اﻟﻘروض ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
10
ﺗﺳﺑﯾﻘﺎت اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي :ﻋﻧدﻣﺎ ﺗواﺟﮫ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﺟزا ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮭﺎ اﻻﺗﺟﺎه إﻟﻰ
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي طﺎﻟﺑﺔ ﻣﻧﮫ ﺗزوﯾدھﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘود .و ھذه اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ و ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎوزھﺎ
اﻟﺳﻧدات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻣﺣﻔظﺔ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :و ھﻲ ﺳﻧدات ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻘط ،و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ
ﺣﺟز ﺣد ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻧﻘود ﻣن طرف ﻛل ﺑﻧك ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﺗواﺟﮫ ﺑﮫ ﻋﺟزھﺎ اﻟﺗﻣوﯾﻠﻲ .و اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ
ﺣﻘوق اﻷﻓراد و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺧزﯾﻧﺔ :و ھﻲ ﺗﺗﻣﺛل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟوداﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻛوﻧﮭﺎ اﻷﺷﺧﺎص و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
ﻟدى اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺟﺎرﯾﺔ واﻟوداﺋﻊ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟدى اﻟﺧزﯾﻧﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ .
ﺗﻣﻧﺢ ﻣن طرف اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ و ھﻲ ﺗﺳﻠﯾم ﻗدرة ﺷراﺋﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ) اﻷﻓراد
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ( ﻣﻘﺎﺑل دﯾن ﻋﻠﯾﮭم ،ﺣﯾث ﺗﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ) ﻗروض
ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ( أو ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﺑر ﻣﺑﺎﺷرة ﻋن طرﯾق إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﻟﻠﺳﻧدات اﻟﻣوﺟودة ﺑﺣوزة اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .
و ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻣﻘﺎﺑﻠﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
اﻟﺧﺻـــوم اﻷﺻــــول
. 1اﻟذھب و اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ) اﻟﺣﻘوق ﻋﻠﻰ .1اﻷوراق اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻘط
. 2اﻟوداﺋﻊ ﺗﺣت اﻟطﻠب )ﻧﺳﺟل اﻟرﺻﯾد ﺧﻼل اﻟﺧﺎرج (
اﻟﻌﺎم( . 2اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺑﻌد اﻟﺳﺣب و اﻟدﻓﻊ ( ﻟدى : ) اﻟﺣﻘوق ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ (
-اﻟﺑﻧوك -ﺗﺳﺑﯾﻘﺎت اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
-اﻟﺑرﯾد -اﻟﺳﻧدات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﻔظﺔ اﻟﺑﻧوك
-اﻟﺧزﯾﻧﺔ ) اﻷﻣوال اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ( اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
-ﺣﻘوق اﻷﻓراد و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺧزﯾﻧﺔ . 3أﺷﺑﺎه اﻟﻧﻘود :اﻟوداﺋﻊ ﻷﺟل ﻟدى اﻟﺑﻧوك
)ﻧﺳﺟل اﻟرﺻﯾد ﺧﻼل ﻋﺎم ( . 3اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد
--------------------------------------------------------------------------------------
11
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ
اﻟﻧظم اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﺳﺎد ھذا اﻷﺳﻠوب ﻛل اﻟﺑﻼد اﻷوروﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﺳﻠطﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ إﺻدار
ﻧوع واﺣد ﻣن اﻟﻧﻘود ﯾﻠزم ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .وﯾﺗﻣﺛل ھذا اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام ﻣﻌدﻧﻲ اﻟﻔظﺔ و اﻟذھب ﻛﻣﻌﺎﯾﯾر
ﻧﻘدﯾﺔ دون أن ﯾرﺗﺑطﺎ ﺑﺑﻌﺿﮭﻣﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗﺧدﻣﮭﻣﺎ اّﻷﻓراد ﻣﻧﻔﺻﻼن ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ و ﻗد ﺷﮭدت ھذه اﻟﻔﺗرة
وﺟود ﻋدة ﺳﻠطﺎت ﻣﺧول ﻟﮭﺎ ﺿرب اﻟﻧﻘود ﻻﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل .و ﻗد اﺗﺳم ھذا اﻷﺳﻠوب ﺑﺎﻧﻌدام ﻋﻼﻗﺔ
ﻗﺎرة ﺑﯾن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﯾﺎرﯾن اﻟذھﺑﻲ و اﻟﻔﺿﻲ ﻓﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻧﺎﺳﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻌدﻧﯾن ﺗﺣددھﺎ آﻟﯾﺔ اﻟﺳوق ﻣن ﻋرض و طﻠب ﻣﻣﺎ
ﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻧﺗﺷﺎر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ و اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ اﻟذھب إذا ﻛﺎن ﻣرﺗﻔﻌﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻔﺿﺔ و اﻟﻌﻛس ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓواﺋض
ﻣﻌﯾﻧﺔ .
ﻧظﺎم اﻟﻣﻌدﻧﯾن
ﯾﺧﺗﻠف ھذا اﻷﺳﻠوب ﻋن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺑق ﻓﻲ وﺟود ﻧﺳﺑﺔ أو ﻣﻌدل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺑﯾن ﻋﯾﺎر اﻟﻔﺿﺔ و ﻋﯾﺎر اﻟذھب ،ﺣﯾث
ﻟﺟﺄت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل اﻟﺑﻠدان اﻷوروﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣﻌدل ﯾرﺑط ﺑﯾن اﻟﻣﻌدﻧﯾن ) 1إﻟﻰ 15.5ﺑﻔرﻧﺳﺎ( ﻣﻣﺎ
أﻛﺗﺳب اﻷﺳﻠوب ﻣﺻداﻗﯾﺔ ﻋﻛس ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣن ﺧﻼل أرﺑﻌﺔ أوﺟﮫ رﺋﯾﺳﯾﺔ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻌﯾﺎرﯾن ﻗوة إﺑراء و ﯾﺻﻠﺣﺎن ﻓﻲ
ﺗﺄدﯾﺔ ﻛل اﻟدﻓﻌﺎت .ﺗم ﺗوﺣﯾد اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ و اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺣﺳﺎﺑﯾﺔ ﺑﻌد أن ﺗﻛﻠﻔت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺑﺿرب اﻟﻧﻘود و
إﻟزام اﻷﻓراد ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل .ﺣرﯾﺔ ﺿرب اﻟﻧﻘود ﺑﺎﻟﺗﻘدم إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺑﻣﻘدار ﻣن
12
ﻟﻛن و رﻏم اﻟﻣزاﯾﺎ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻘد اﻋﺗرﺿﮫ ﻋدة ﺻﻌوﺑﺎت ﺣﺎﻟت دون اﺳﺗﻣراره ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﺻدور ﻣﺎ
ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻘﺎﻧون ﺟرﯾﺷﺎم اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ اﻟذي ﻣﻔﺎده أن اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟردﯾﺋﺔ ﺗطرد اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺟﯾدة ﻣن اﻟﺗداول ھذه اﻷﺧﯾرة ﯾﻘﺑل
اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ اﺧﺗزاﻧﮭﺎ ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺗﺎرﻛﺔ ﺑذﻟك اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟردﯾﺋﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺗﺑﺎدل ﻓﻲ اﻟﺳوق .
ھذا اﻷﻣر ﻓﺳﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻣن ﺟﮭﺔ وﻣن ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ و ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻛﺗﺷﺎﻓﺎت اﻟﺟدﯾدة
ﺳﺎد ھذا اﻷﺳﻠوب اﻟﺛﻠث اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر و ﻗد ﺷﮭدت اﻟﻔﺗرة ﻋدة ﺗطورات ﺣﯾث ﻋﺎﺷت اﻟﺑﻼد
اﻷوروﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗداوﻻ ﻟﻌﯾﺎر ﻗطﻊ اﻟذھب أو ﻧظﺎم اﻟﻘطﻊ اﻟذھﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﻗوة إﺑراء ﻏﯾر
ﻣﺣدودة ﻣﻊ وﺟود ﻟﻠﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﮭﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﺑدل ذھﺑﺎ ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ .
ﻛﻠﻣﺔ “ ﺑﻧك ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن ﻛﻠﻣﺔ Bancoاﻻﯾطﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻟطﺎوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗم ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓﻲ
إﺑطﺎﻟﯾﺎ ﺑﯾن اﻟﺗﺟﺎر .و ﯾرﺟﻊ ظﮭور أول ﺑﻧك إﻟﻰ ﻋﺎم 1401ﺑﺑرﺷﻠوﻧﺔ ﺑﺎﺳﺑﺎﻧﺑﺎ .
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
ﯾﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ “ ﺑﻧك اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ” و ﯾﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﮫ اﻟﺑﻧك اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ وظﺎﺋف ﻣرﻛزﯾﺔ داﺧل اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ
ﻟﺑﻠد ﻣﺎ .ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺑﺎﺻدا اﻟﻧﻘود و ﺗﺳﯾﯾرھﺎ ،رﺳم و إدارة اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،اﻹﺷراف و ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
و ﯾﻌود ظﮭور أول ﺑﻧك ﻣرﻛزي إﻟﻰ ﻋﺎم 1615ﺑﺎﻟﺳوﯾد و ھو “ ﺑﻧك رﯾﻛﺳن ” .أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﺎن ظﮭور اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻛﺎن ﻋﺎم 1963و ﻣﻧذ ﻋﺎم 1990ﺗﻐﯾرت ﺗﺳﻣﯾﺗﮫ ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ “ ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ”
ﯾﺗﻣﯾز اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ﺗﻣﯾزه ﻋن ﻏﯾره ﻣن اﻟﺑﻧوك اﻷﺧرى و أھﻣﮭﺎ:
ﻻ ﯾﮭدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ،و إﻧﻣﺎ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺷﻛل ﻋﺎم و اﻟﻧﻘدي ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﻣن ﺧﻼل إﺣداث
وظﯾﻔﺔ “ ﺑﻧك اﻟﺑﻧوك ” ﻣن ﺧﻼل اﻟرﻗﺎﺑﺔ و اﻹﺷراف و ﺗﻧظﯾم ﻧﺷﺎط اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ؛
اﻟﻣﻠﺟﺄ اﻷﺧﯾر ﻟﻺﻗراض ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :ﺑﮭدف ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘرار اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻧﺣﮫ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳﺣوﺑﺎت اﻟﻣﻔﺎﺟﺋﺔ و اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣودﻋﯾن ﻷﻣواﻟﮭم ،و ذﻟك ﻣن أﺟل ﺗﺟﻧﯾﺑﮭﺎ اﻹﻓﻼس ؛
رﺳم و إدارة اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ :ﻣن ﺧﻼل ﺗﺷﺟﯾﻊ أو ﺗﻘﯾﯾد ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد و ذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷدوات ﻣﺛل :ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ،ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ،ﻣﻌدﻻت إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ، .....و ذﻟك ﻣن أﺟل اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ
ﺑﻧك اﻟدوﻟﺔ و ﻣﺳﺗﺷﺎرھﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ :ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺑﻔﺗﺢ ﺣﺳﺎﺑﺎت ﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﮭﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﯾﻘدم ﻟﮭﺎ
ﻗروﺿﺎ ﻓﻲ ﺣدود ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ و اﻟﺧﺎرج.
14
اﻟﺳﮭر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘد اﻟوطﻧﻲ ﻋن طرﯾق اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺳوق اﻟﺻرف ﻟﺷراء أو ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻣﻠﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﻟوﺣدة أو ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻣﻧﺳﻘﺔ ﻣﻊ ﺑﻧوك ّأﺧرى.
إﻟزام اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﺣﺗرام ﻗواﻋد اﻟﺣذر ﻓﻲ ﺗﺳﯾرھﺎ و ﺧﺎﺻﺔ ﻧﺳﺑﺔ ﻛوك اﻻﻟﺗزاﻣﺎت /اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ < % 8
إن اﻟدور اﻟﮭﺎم اﻟذي ﯾؤدﯾﮫ اﻟﻣﺻرف اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻘدي ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻗﯾﻣﺔ وﺣدة اﻟﻧﻘد .ﯾﺗطﻠب ﺿرورة أن ﺗﺗﻣﺗﻊ ھذه اﻟﮭﯾﺋﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻋن
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ) و ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻣﺎ ﺧﺿﻌت ﻟﺣزب ﻣﻌﯾن ،و ذﻟك ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣزﺑﯾﺔ
( ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺟرد أداة ﻹﺻدار اﻟﻧﻘود ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻟوﺣﺔ اﻹﺻدار ﻓﻘط ﻣن أﺟل ﺗﻐطﯾﺔ ﻋﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
إﻻ أن اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺧص ھذه اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ،ھو ﻣﻧﺢ اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻗدرا ﻣﺣددا ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﻣﻊ
ﺿرورة وﺟود ﻗواﻧﯾن و ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺗﺿﻣن ﺗﻌﺎون اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻣﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ) ﻣﻣﺛﻠﺔ ﺑوزارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻟﺧزﯾﻧﺔ
اﻟﺑﻧـــوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺗﺷﻛل اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷط ﻓﻲ إطﺎر اﻷﺳواق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻣن ﺣﯾث أھﻣﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ
ﻓﯾﮫ و ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻷي اﻗﺗﺻﺎد ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ
درﺟﺔ ﺗطورع ،ﻓﮭﻲ ﺑذﻟك ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾرﺗﻛز ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺑول اﻟوداﺋﻊ ) ﺳواء ﺗﻌﻠﻘت ﺑﺎﻷﻓراد أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت (
ﺑذﻟك ﻛل اﻟﺑﻧك ﺗﺟﺎري ﺻﻔﺔ اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﯾن ﻣﺟﻣوع وﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻼزم ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد أﻓراد أو ﻣﺷروﻋﺎت ﻟﯾﻛﺗﺳب
اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺷﮭد ﻋﺟزا ﻓﻲ ذﻟك ،ﻏﯾر أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻣﺛل اﻷطراف اﻟﺗﻲ ﺗﺷﮭد ﻓﺎﺋﺿﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ و ﻣﺟﻣوع اﻷطراف
15
إن ﻗﯾﺎم اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﺑدور اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ اﻧﺗﻘﺎل اﻷﻣوال ﻣن ﻣدﺧرﯾﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺣﺗﺎﺟﯾﮭﺎ ﯾﺗم ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻣن ﺧﻼل
ﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ دورة اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛل اﻗﺗﺻﺎد أﯾن ﺗﻘوم ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺷروﻋﺎت أو
ﺑﻣﻧﺢ دﺧول ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻣﺟﻣوع اﻷﻓراد اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن ﯾﻘوﻣوا ﺑ ﻧﻔﺎﻗﮭﺎ ﺟزﺋﯾﺎ أو ﻛﻠﯾﺎ ﻟﺷراء ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و ﯾﻛون
ﺑذﻟك ﺗدﻓﻘﺎ ﻧﻘدﯾﺎ ﻟﺻﺎﻟﺣﮭﺎ و اﻟﺟزء اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر ﯾﻣﯾل أﺻﺣﺎﺑﮫ إﻟﻰ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮫ أو ادﺧﺎره ﻟدى ﻣؤﺳﺳﺎت
ﻣﺎﻟﯾﺔ وﺟدت ﻟﮭذا اﻟﻐرض ﺗﻘوم ﺑدور اﻟوﺳﺎطﺔ أﺑرزھﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻣﺟﻣوع ﺗﻠك اﻷرﺻدة ﻓﻲ
ﺗﻣوﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋن طرﯾق ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻗراض ،ﻟﯾﺷﮭد اﻻﻗﺗﺻﺎد و اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﺟود طرﻓﯾن :طرف ﻣﻘرض )
اﻟﻣدﺧرﯾن ( و طرف ﻣﻘﺗرض ) طﺎﻟﺑﻲ اﻷﻣوال ( ﺑﻣﻛن أن ﺗﺗﻼﻗﻰ رﻏﺑﺎﺗﮭم ﻋرﺿﺎ و طﻠﺑﺎ إﻣﺎ ﻓﻲ وﺟود ﺳوق اﻟﻧﻘد
ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو ﻓﻲ إطﺎر ﺳوق رأس اﻟﻣﺎل ﻹﺗﻣﺎم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل .
ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻧﺟدھﺎ اﻛﺗﺳﺑت ﺧﺻﺎﺋص وﺳﻣﺎت ﻣﯾزﺗﮭﺎ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟوﺳﺎطﺔ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى و ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺛﻼﺛﺔ ﺟواﻧب أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﺳﺑب ﺗواﺟد ﻛل ﺑﻧك ﺗﺟﺎري و ھﻲ اﻟرﺑﺣﯾﺔ واﻟﺳﯾوﻟﺔ
أوﻻ :اﻟرﺑﺣﯾﺔ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﺷروﻋﺎت رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓ ن ھدﻓﮭﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺗﺣﻘﯾق و ﺗﻌظﯾم اﻟرﺑﺢ ﺑﺄﻗل ﻣﺳﺗوى ﻣﻣﻛن ﻣن
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻋن طرﺑق ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ و ﺧﻠﻘﮭﺎ ﻟﻧﻘود اﻟوداﺋﻊ ،ﻓﻣﻘدرة اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻠﻰ ﺧﻠق و
ﺗﻌظﯾم اﻟرﺑﺢ ﺗﺗﻌﻠق أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺣﺟم إﯾراداﺗﮭﺎ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺑﻧك ﺗﺻل إﻟﻰ ﺣد اﻟﺛﺑﺎت ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺗﺗﻌﻠق
ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﺑﻣﻘﺎدﯾر اﻟﻔواﺋد اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻌﮭﺎ ﻋن اﻟوداﺋﻊ ﻟدﯾﮫ ﻟذﻟك ﻛﻠﻣﺎ زادت إﯾرادات اﻟﺑﻧك اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋن ذﻟك
زﯾﺎدة ﻓﻲ أرﺑﺎﺣﮫ و ﻛﻠﻣﺎ ﻗﻠت إﯾرادات اﻟﺑﻧك اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗوﺟﮫ ﻧﺣو اﻟﻐﻠق و اﻹﻓﻼس ،وﻣن ﺑﯾن أھم ﻣوارد اﻟﺑﻧك اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟوداﺋﻊ ﻟدﯾﮫ اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻊ ﻋﻧﮭﺎ أﻗﺳﺎط ﻓواﺋد ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺻل ﻓﻲ ﻣﻘﺎدﯾرھﺎ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻔواﺋد اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻠﻘﺎھﺎ اﻟﺑﻧك ﻋن
16
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺳﯾوﻟﺔ
ﺗﺷﻛل اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﺟﺎﻧﺑﺎ ﻣﮭﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل ﺑﻧك ﺗﺟﺎري ھذا اﻷﺧﯾر ﻣن اﻷوﻟوﯾﺎت ﻟدﯾﮫ ﺗوﻓره ﻋﻠﻰ
اﻹاﺳﺗﻌداد أﻻزم و اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑطﻠﺑﺎت اﻟﻣودﻋﯾن ﻟدﯾﮫ ﻓﻲ أي ﻟﺣظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﺟﺎﻧﺑﺎ
ﻛﺑﯾرا ﻣن إﯾرادات اﻟﺑﻧك ﺑﺗﺷﻛل ﻣن وداﺋﻊ ﺗﺳﺗﺣق ﻋﻧد اﻟطﻠب ) وداﺋﻊ ﺗﺣت اﻟطﻠب ( و ذﻟك ﻓ ن ﺷﮭد اﻟﺑﻧك ﺣﺎﻟﺔ
ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻧﺟد ﻋﻣﻼﺋﮫ ﯾﺳﺎرﻋون إﻟﻰ ﺳﺣب وداﺋﻌﮭم ﺗﺧوﻓﺎ ﻣن اﺳﺗﻣرار ھذه اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺻل ﺑﺎﻟﺑﻧك
ﻟذﻟك ﻓ ن ﻣﻔﮭوم اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر ھﻲ ﻗدرة اﻟﺑﻧك ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﺑﺻﻔﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ طﻠﺑﺎت اﻟﻣودﻋﯾن ﻟﻠﺳﺣب ﻋﻠﻰ اﻟوداﺋﻊ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ طﻠﺑﺎت اﻻﺋﺗﻣﺎن أي اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﺗﻔﻲ
وﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﮭدف ﻧﺟد أن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻛون أﻣﺎم ﻣﻛوﻧﺗﯾن ﻣن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟدﯾﮭﺎ ﻣﺎ
ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺣﺎﺿرة و ﻣﺎ ﯾدﻋﻰ ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ ﺷﺑﮫ اﻟﻧﻘدﯾﺔ .ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺣﺎﺿرة ﻓﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣﺎﺿرة
ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري و ﺗﺣت ﺗﺻرﻓﮫ و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟدﯾﮫ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺧزاﺋﻧﺔ أو ﻧﻘدﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻛل ﻓﯾﮭﺎ اﻹﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺟزءا ﻣﻧﮭﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺷﯾﻛﺎت ﺗﺣت اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﮭﺎ اﻟﻌﻣﻼء
ﻟﺗﺣﺻﯾﻠﮭﺎ ﻣن ﻋﻣﻼء آﺧرﯾن ﻟﺑﻧوك أﺧرى ﺗﺿﺎف إﻟﻰ ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﮭم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋن طرﯾق ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك
أﻣﺎ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﺷﺑﮫ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﺗﺗﻛون أﺳﺎﺳﺎ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ ﺑﻌد إﺧﺿﺎﻋﮭﺎ إﻟﻰ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ إﺟراءات إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﺗﺎﻣﺔ ) ﻧﻘود ( و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻛﻣﺑﯾﺎﻻت اﻟﻣﺧﺻوﻣﺔ ،اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن أﺳﮭم و
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻷﻣﺎن
ﺣﺗﻰ ﯾﻘوم اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﺑدوره ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘد ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾوﻓر ﻋﻧﺻر اﻷﻣﺎن و اﻟﺛﻘﺔ ﻟﻣﺟﻣوع ﻋﻣﻼﺋﮫ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن
ﺗوظﯾف ھؤﻻء ھﻲ أﺳﺎس ﻛل اﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺑﻧك اﻟذي ﻻ ﯾﺗﻌﻣد ﻋﻠﻰ رأﺳﻣﺎﻟﮫ اﻷﺳﺎﺳﻲ .
17
ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﻓ ن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟرأﺳﻣﺎل اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق اﻷﻣﺎن
ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻣودﻋﯾن ﻓﯾﮫ و أﻧﮫ ﻓﻲ ﻛل اﻟﺣﺎﻻت ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري أن ﯾﺣﻘق ﺣﺟﻣﺎ ﻣن اﻟﺧﺳﺎﺋر ﻻ ﺗﺗﻌدى رأس ﻣﺎﻟﮫ
ﻷن ذﻟك ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اھﺗﻼك ﺟزء ﻣن أﻣوال اﻟﻣودﻋﯾن ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﺣﺟم اﻟﺧﺳﺎرة .
ﺗﻘوم ﻣﺟﻣوع اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺄداء دورھﺎ اﻟﺗﻣوﯾﻠﻲ ﻓﻲ اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺻﯾرة ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﺗﺎح ﻟﮭﺎ ﻣن ﻣوارد
ﺗظﮭر ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺗﮭﺎ ﻛﺄي ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺟﺎﻧب اﻷﺻول اﻟذي ﯾﻣﺛل اﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻷﻣوال و ﺟﺎﻧب
اﻟﺧﺻوم اﻟذي ﯾﻣﺛل ﻣﺻﺎدر اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﯾوﺿﺣﮫ اﻟﺟدول اﻟﻣواﻟﻲ :
ﺗظﮭر ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻛﺄي ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺑﺟﺎﻧﺑﮭﺎ :اﻷﺻول و اﻟﺧﺻوم ﻓﺈذا ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺧﺻوم ﻧﻣﯾز
- 1رأس اﻟﻣﺎل :ﯾﻣﺛل اﻟﺣﺻص اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻌﮭﺎ اﻷطراف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻠﺑﻧك و اﻟذي ﯾﺣدده اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻣن ﺣﯾث
ﺣده اﻷدﻧﻰ و ﻻ ﯾﺷﻛل ﻓﻲ ″إطﺎر ﻛل ﺑﻧك إﻻ ﻧﺳﺑﺔ ﺿﺋﯾﻠﺔ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺧﺻوﻣﮫ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺗﻌدى ﻣﺳﺗواه % 7
-2اﻹﺣﺗﯾﺎطﺎت :ﺗﻣﺛل اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﻘﺗطﻌﺔ ﻣن ﻋواﺋد اﻟﺑﻧك ) أرﺑﺎﺣﮫ ( و اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ ﻋﺑر اﻟزﻣن ﻧﻣﯾز ﻓﯾﮭﺎ
ﻧوﻋﺎن ﻣن اﻹﺣﺗﯾﺎطﺎت :اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺑﻧك ﻟدى اﻟﺑﻧك
18
اﻟﻣرﻛزي )اﻹﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري ( ﺑل ھﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻷرﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﮭﺎ اﻟﺑﻧك ﯾﻠزﻣﮫ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺎﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮭﺎ
ﻓﻲ ﺷﻛل اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟدﻋم ﻣوﻗﻔﮫ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺗﺟﺎه ﻋﻣﻼﺋﮫ ﻟﯾﻛﺳب ﺛﻘﺗﮭم و ﯾﺷﻌرھم ﺑﺎﻷﻣﺎن أﻣﺎ اﻹﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﮭﻲ
اﻟﻧوع اﻟذي ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﮫ ﻛﺟزء ﻣن أرﺑﺎﺣﮫ ﺣﺳب اﺧﺗﯾﺎره و ﺗﻘدﯾره ﻟﻣﺎ ﺳﯾﻛون ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﺣﺳب ﻟﻛل
- 3ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟدﻓﻊ :ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺷﯾﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻟﺻـــﺎﻟﺢ
– 4دﯾون ﻟﻠﺑﻧوك :ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺷﯾﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺑﻧوك أﺧرى
- 5اﻟوداﺋﻊ ﻟدى اﻟﺑﻧوك :و ھﻲ اﻷﻣوال اﻟﻣودﻋﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري و ﻧﻣﯾز ﻓﯾﮭﺎ ﻋدة أﻧواع ﻧذﻛرھﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ :اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ أو اﻟوداﺋﻊ ﺗﺣت اﻟطﻠب :و ھﻲ اﻟﻧوع اﻟذي ﯾﻛون اﻟﺑﻧك أﻣﺎﻣﮫ ﻣﻠزم ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﻣﺗﻰ طﻠﺑﮭﺎ
ﻣﺎﻟﻛوھﺎ ﻟذﻟك ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد داﺋم ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺳﺣوﺑﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟوداﺋﻊ و اﻟﺗﻲ ﻻ
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟوداﺋﻊ ﻷﺟل :ﯾرﺗﺑط ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟوداﺋﻊ ﺑﺂﺟﺎل اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﻛون أﻣﺎﻣﮫ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻠزم
ﺛﺎﻟﺛﺎ :وداﺋﻊ اﻟﺗوﻓﯾر :ﯾﺣﺻل أﺻﺣﺎب ھذه اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ دﻓﺎﺗر ﺗوﻓﯾر ﺗﺳﺟل ﻓﯾﮭﺎ ﻛل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳﺣب و
اﻹﯾداع و ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻔواﺋد ،و ﻣﺎ ﯾﻣﯾزھﺎ أن ﻷﺻﺣﺎﺑﮭﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻓواﺋد و ﻟﮭم اﻣﺗﯾﺎز اﻟﺳﺣب ﻣﺗﻰ
ﺷﺎءوا
راﺑﻌﺎ :اﻟوداﺋﻊ ﺑﺈﺧطﺎر :ﯾﺣﺻل أﺻﺣﺎﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻓواﺋد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗوظﯾﻔﺎ ﺗﮭم ﻟﻛﻧﮭم ﻻ ﯾﻣﻠﻛون ﺣق اﻟﺳﺣب ﻋﻠﯾﮭﺎ إﻻ
ﺑﺈﺧطﺎر اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﺑﻣدة ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﺑل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﺣب اﻟﻔﻌﻠﻲ .أﻣﺎ إذا ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷﺻول ﻟدى اﻟﺑﻧك
اﻟﺗﺟﺎري اﻟذي ﯾﻣﺛل ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﺳﺗﺧداﻣﺎت ﻣﺟﻣوع اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن:
19
– 1اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣﺎﺿرة :و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري إﻣﺎ أن ﺗﻛون أﻣواﻻ
ﺣﺎﺿرة ﻓﻲ ﺧزاﺋن اﻟﺑﻧك و أن ﺗﻛون أرﺻدة ﻧﻘدﯾﺔ ﻣوﺟودة ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣدد ﻧﺳﺑﺗﮭﺎ ﺣﺳب اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷرﺻدة اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﻛﺎﻟﺷﯾﻛﺎت ﺗﺣت اﻟﺗﺣﺻﯾل و اﻷوراق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .
– 2اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻوﻣﺔ :و اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻋﻧد اﻟﺑﻌض اﻟﻛﺗﺎب ﻣﺎ ﯾﺳﻣوﻧﮫ ﺑﺎﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ
ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻣﯾزھﺎ ﺳﮭوﻟﺔ ﺗﺣوﯾﻠﮭﺎ إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﻣطﻠﻘﺔ و ﺑدون ﺧﺳﺎرة و ﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ و ﺟﯾزة .
– 3دﯾون ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك:ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﮭﺎ اﻟﺑﻧك إﻟﻰ ﺑﻧوك أﺧرى
– 4أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ واﺳﺗﺛﻣﺎرات :ﻧﻣﯾز ﻓﯾﮭﺎ ﻋدة أﻧواع ﻛﺎﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ و اﻷﺳﮭم و اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
ﻷي ﺑﻧك ﻣن ﺗوظﯾف ﻓواﺋﺿﮫ ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺷراء اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺣﻛوﻣﯾﺔ أو ﻟﺷرﻛﺎت
ﻣﺳﺎھﻣﺔ ذات ﺻﺑﻐﺔ ﺧﺎﺻﺔ أو ﻋﻣوﻣﯾﺔ ،وھﻲ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻧﻘوﺻﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﺳوق ﻣﺎﻟﯾﺔ
– 5ﻣﺟﻣوع اﻟﻘروض :أدﻧﻰ درﺟﺎت اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺧرى ﻻرﺗﺑﺎطﮭﺎ ﺑﺂﺟﺎل ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺎوزھﺎ إذ
ﻻ ﯾﻣﺗﻠك اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﺣق اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﺳﺗرﺟﺎع اﻟﻘروض ﻓﻲ ﻏﯾر أﺟل اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮭﺎ و ﻧﻣﯾز ﻓﯾﮭﺎ ﻧوﻋﺎن :ﻗروض
ﺗرﺗﺑط ﻋﻣﻠﯾﺔ إدارة اﻷﺻول ﻓﻲ أي ﺑﻧك ﺗﺟﺎري ﺑﻣدى ﺳﯾوﻟﺔ اﻷﺻل ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮫ ،ﻓﺎﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﺟب
أﻧﺔ ﺗﻛون ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد داﺋم ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﻛﺎﻓﺔ طﻠﺑﺎت اﻟﺳﺣب ﻋﻠﻰ اﻟوداﺋﻊ ﺳواء ﻛﺎﻧت طﻠﺑﺎت ﻣﺗوﻗﻌﺔ أو ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ و
ﻻ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧك ﻓﻲ أي ﻟﺣﺿﮫ أن ﯾﻘﻊ أﻣﺎم ﻣﺣدودﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ و إن ﺣدث ذﻟك ﻓﺎن اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ
اھﺗزاز ﺛﻘﺔ ﺟﻣﮭور اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻌﮫ ﻣﻣﺎ ﯾﻌرﺿﮫ ﻟﻔﻘداﻧﮭم ،ﻟذﻟك ﻓﺎن اﻻھﺗﻣﺎم اﻷول اﻟذي ﯾواﺟﮫ أي ﺑﻧك ﺗﺟﺎري ھﻲ
اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﻠﺣﺔ ﻟﻼﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻘدر ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﻲ ﺻور ﻧﻘدﯾﺔ أو ﻓﻲ ﺷﻛل أﺻول ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣوﯾل ﺑﺳرﻋﺔ و ﺑﺳﮭوﻟﺔ
20
إﻟﻰ ﻧﻘدﯾﺔ ،ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺎﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻠزم ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺔ طﻠﺑﺎت اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻓﯾﮫ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋواﺋد و أرﺑﺎح ﺗﻐطﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل
إذا رﺟﻌﻧﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷﺻول ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻟوﺟدﻧﺎھﺎ ﻓﻲ ﺧﻣﺳﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺎت رﺋﯾﺳﯾﺔ :ﺗﺗﻣﺛل
ﻓﻲ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣﺎﺿرة :واﻷوراق اﻟﻣﺧﺻوﻣﺔ ،و اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﺑﻧوك أﺧرى ،و اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻟﻘروض ﻟﻌﻣﻼﺋﮫ .ﻓﺈذا ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ ﻛل ﻣﻛوﻧﺔ ﻟوﺟدﻧﺎ أن اﻟﻧﻘدﯾﺔ أﺻل ذا
ﺳﯾوﻟﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﺗﻣﺛل ﺟﺎﻧﺑﺎ ﻣﮭﻣﺎ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ طﻠﺑﺎت اﻟﻣودﻋﯾن ،أﻣﺎ اﻷوراق اﻟﻣﺧﺻوﻣﺔ ﻓﮭﻲ أﺻول ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻣﻛن إﻋﺎدة
إطﺎر ﺑورﺻﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺧﺻﻣﮭﺎ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،أﻣﺎ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘروض ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟﺑﻧوك أو ﻟﻌﻣﻼء ﻓﺗظل أﻗل ﻋﻧﺎﺻر اﻷﺻوال ﺳﯾوﻟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺧرى ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﻣﺛل
ﻣﺻدرا ﻣﮭﻣﺎ ﻟﻠرﺑﺢ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري و ﺗظل ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻛل ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﻣﻛوﻧﺎت اﻷﺻول اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺧﺗﻠف
ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺗﮭﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺈﺟﻣﺎﻟﻲ اﻷﺻول ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻔﺗرات و اﻷوﺿﺎع اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك .
إن اﻟﺣدﯾث ﻋن إدارة اﻷﺻول ﻓﻲ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري أوﺳﻊ ﻣن ﺗﻧﺎوﻟﮫ ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ ﺳوف ﻧرﻛز
ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻷﺻول ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺗﻣﺛل ﺟﺎﻧب اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﯾﮫ و ﺗﻣﺛل اﻟﺑﻧد اﻟﻣﮭم
ﺗﻣﺛل اﻟﻧﻘدﯾﺔ أﻛﺛر ﻋﻧﺎﺻر أﺻول اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﺳﯾوﻟﺔ و ﯾﺗم اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮭﺎ ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﯾوﻣﯾﺔ و
اﻟﻣﺗﻛررة ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺣب ﻣن اﻟوداﺋﻊ و ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﻛل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻧك اﻟﻣﻌﻧﻲ و اﻟﺑﻧوك اﻷﺧرى ،
أﻣﺎ ﻛل اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻐﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻲ ظل ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﺗﺗم ﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻛﺎﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻوﻣﺔ أو اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول ﺑﺳرﻋﺔ ﻓﻲ ﺑورﺻﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .و ﯾﻣﻛن
- 2اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي :و ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﻔرﺿﮫ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻻ ﯾدﻓﻊ ﻋﻧﮫ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻓﺎﺋدة .إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻓﺎﺋض اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣﺣﺗﻔظ ﺑﮫ .
21
- 3ﺷﯾﻛﺎت ﺗﺣت اﻟﺗﺣﺻﯾل :ﺗزﯾد ﻣن رﺻﯾد اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك و ﺗﺧﻔض ﻣن رﺻﯾد اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟدى
ﯾﺷﻛل طﻠب اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟدى أي ﺑﻧك ﺗﺟﺎري ﺳﺑﺑﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن :اﻷول و ﯾﺗﻌﻠق ﺑطﻠﺑﺎت اﻟﺳﺣب ﻣن ﻗﺑل
اﻟﻣودﻋﯾن ﺑﮫ و اﻟﺛﺎﻧﻲ و ﯾﺗﻌﻠق ﺑطﻠﺑﺎت اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻣن ﻗﺑل ﻋﻣﻼﺋﮫ أو ﻣﺎ ﯾدﻋﻲ ﺑطﻠب اﻟﻘروض ،و اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري
اﻟﻐﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟطﻠﺑﺎت ﻋﻣﻼﺋﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺣب ﻣن اﻟوداﺋﻊ أو اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﻣوﻗف
ﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﺿﻌﯾف ﯾﻌرﺿﮫ ﻟﮭزات ﻓﻲ ﻣوﻗﻔﮫ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﻘدان اﻟﺛﻘﺔ ﻓﯾﮫ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ أي ﺑﻧك أن ﯾﻛون ﻋﻠﻰ
إن اﻟﺑﻧك ﻟﺗﺟﺎري ﻟﯾس ﻣﺟﺑرا ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﻟدﯾﮫ ﺑﻣﻘدار ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﯾﻌﺎدل ﻓﻲ ﺣﺟﻣﮫ ﻣﻘﺎدﯾر اﻟﻔروض اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
أو اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻟدﯾﮫ ﺳﺑل ﻛﺛﯾرة ﯾﻣﻛن إﺗﺑﺎﻋﮭﺎ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر ﺣﺟم ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟذﻟك ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ
ﺗوﻟﯾد اﻷﻣوال ﻟﺗﻣوﯾل ھذه اﻟﻘروض ﻓﺈذا ﺗﺻورﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺛﺎل اﻓﺗراﺿﻲ أن اﻟﺑﻧك ﯾواﺟﮫ طﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻗروض ﺑﻣﺎ ﯾﻌﺎدل
1 000 000دج ﻓﺎن ﻛﻣﯾﺔ اﻟوداﺋﻊ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﺗﻣوﯾل ھذه اﻟﻘروض ﺗﺣﺳب ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣواﻟﯾﺔ :
إن ﻗﯾﺎم اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﺑﺗﻘدﯾﻣﮫ ﻟﻘروض ﺑﻘﯾﻣﺔ 1 000 000دج ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ أﻧﮫ ﺳوف ﯾﺣﺗﺎج ﻟﺳﯾوﻟﺔ ﺗﻔوق
ﺣﺟﻣﮭﺎ ﻣﻘدار ھذا اﻟﻘرض ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﺗﻣوﯾل اﻟﻘرض ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أﻣوال اﻟﻣودﻋﯾن ،و أن ھذه
اﻷﺧﯾرة ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣﻔروض ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي و ﻟﻧﺗﺻور أن ﻧﺳﺑﺗﮫ . % 20
ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎن ﺣﺟم اﻟوداﺋﻊ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﯾﺣﺳب ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ :
ﺣﺟم اﻟوداﺋﻊ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻘرض = ﻣﻘدار اﻟﻘرض – 1 /ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري
22
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺳﺣب ﻋﻠﻰ اﻟوداﺋﻊ
ﺗﺣﺗﺎج اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻟﻰ ﺣﺟم ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺣﺎﺿرة ﻟﻣواﺟﮭﺔ طﻠﺑﺎت اﻟﻣودﻋﯾن ﻟﻠﺳﺣب ﻣن وداﺋﻌﮭم
ﻟذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧك ﻓﻲ ظل ھﺎﺗﮫ اﻟوﺿﻌﯾﺔ أن ﯾﺣدد ﺑدﻗﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮫ ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و ھﻲ اﻟﻣﮭﻣﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻹدارة
أي ﺑﻧك ﺗﺟﺎري .و ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﺑﻧك ﻓﻲ ذﻟك وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻧﺑؤ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﯾﻛون اﻟﺑﻧك أﻣﺎم ﻧوﻋﯾن ﻣن
اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت :اﻷوﻟﻰ ﻣوﺳﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘروض اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﮭﺎ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺗﺟﺎرب اﻟﺑﻧك
أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﮭﻲ دورﯾﺔ اﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ و ﯾﺻﻌب ﺣﺻرھﺎ ﺑدﻗﺔ ﻟذا ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧك أن ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﺄرﺻدة ﺳﺎﺋﻠﺔ ﻟدﯾﮫ
ﻟﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ و أن ﻋدم اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻘدر ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ ھذه اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﯾﻌرض اﻟﺑﻧك إﻟﻰ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗراض
ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة ﻗد ﺗﻛون ﻋﺎﻟﯾﺔ أو ﺑﺎﻻﺿطرار إﻟﻰ ﺑﯾﻊ أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟدﯾﮫ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﺗدﻧﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﮫ ﺧﺳﺎﺋر .ﻟﻛن ھذا ﻻ
ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻘدر ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟرﺑﺣﯾﺔ ﻟﻛن رﻏم اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ أي ﺑﻧك ﻓﻲ
اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮫ ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ إﻻ أن ھﻧﺎك ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﻛﺎﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻟﻣؤﺷر ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻓﻲ ﻓﺗرات ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزت ﺑﺎزدھﺎر اﻗﺗﺻﺎدي .
ﻟﻛن ﻋﻣوﻣﺎ ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣدﺧﻠﯾن أﺳﺎﺳﯾن ﻣدﺧل ھﯾﻛل اﻟوداﺋﻊ و ﻣدﺧل
أوﻻ :ﻣدﺧل ھﯾﻛل اﻟوداﺋﻊ :ﯾرﻛز ھذا اﻟﻣدﺧل ﻛﻣؤﺷر ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﺳﺣب ﻣن اﻟوداﺋﻊ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف
– 1وداﺋﻊ ﺳرﯾﻌﺔ اﻟطﻠب :و ھو اﻟﻧوع اﻟذي ﯾﻛون ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﺣب و ﯾﺗطﻠب ﻣﺳﺗوى أﻋﻠﻰ
– 2اﻟوداﺋﻊ اﻟﻣﺳﺗﻘرة :و ھو اﻟﻧوع اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺑﻧك ﺣﺳﺎب ﻣﻌدل اﻟﺳﺣب ﻋﻠﯾﮭﺎ و ﻟﯾﺳت ﻣﺗﻘﻠﺑﺔ ﻛﺛﯾرا.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣدﺧل اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ :إن اﻟﻣدﺧل اﻷول ﻻ ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض أﻣﺎ
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﻌﺗﺑر أﻛﺛر ﺷﻣوﻟﯾﺔ و ﯾﺄﺧذ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن ﻛل ﻣن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض و اﻟﺳﺣب ﻋﻠﻰ اﻟوداﺋﻊ و أن اﻟﺗﻐﯾر
23
ﻓﯾﮭﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺣﺳﺎﺑﮫ ﺑدﻗﺔ و ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ذﻟك ﺑﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟداﺧﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﻧك ﻓﻲ ﺷﻛل وداﺋﻊ ﻣﻊ طﻠﺑﺎت
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﯾوم إﺗﺑﺎع ﻋدة اﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗوﻓﯾر اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾﺻﮭﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ
أﻧواع :اﻷوﻟﻰ و ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ إدارة اﻷﺻول و اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﺧﺻوم و اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣزج
ﺗﻌﺗﻣد اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ھذه اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أوﻻ :ﻣواﺟﮭﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻋن طرﯾق إدارة اﻷﺻول
اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠﻛﮭﺎ و ﻛل اﻟﺗوظﯾﻔﺎت ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗوﺟﮫ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري إﻟﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن
ﻗﺻﯾر اﻷﺟل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻗروض آﺟﺎﻟﮭﺎ ﻗﺻﯾرة و ﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة وﺟﯾزة .ﻓﺎﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ ظل
ھذه اﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﮭﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻋن طرﯾق اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرھﺎ ﺳوق اﻟﻧﻘد ﻣﺛل
اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﻛون اﻷرﺻدة اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرة ﻓﻲ ھذه اﻷوراق و ﺗوارﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮭﺎ ﺗﺗواﻓق و اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
ﺑﻣﻌﻧﻰ أدق إذا ﺗﺻورﻧﺎ أن اﻟﺑﻧك ﯾﺗﻧﺑﺄ ﺑﺎﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟﺷﮭر ﺟوان ﻣﻘدارھﺎ 1000.000دج ﯾﻣﻛن
ﻟﻠﺑﻧك ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﺗوظﯾﻔﺎت أﺧرى ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ﺗﻛون ﺗوارﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮭﺎ
ﻗﺑل ھذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ و إن ﺷﮭد اﻟﺑﻧك ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺣﺎﺟﺔ ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ أﻛﺑر ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗوﻓرھﺎ ﺗﻠك اﻟﺗوظﯾﻔﺎت ﻓﻲ ھذا
اﻟﺷﮭر ) ﺟوان ( ﻓﯾﻣﻛن ﻓﻲ أي ﻟﺣظﺔ أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﺑﯾﻊ ﺑﻌض ﻣن أﺻوﻟﮫ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺗﮫ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺳﯾوﻟﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :إدارة اﻷﺻول و اﻟﺧﺻوم ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺳﯾوﻟﺔ :اﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ھﺎﻣﺔ ﺗﻣزج ﺑﯾن ﺟﺎﻧﺑﯾن :اﻷﺻول و
اﻟﺧﺻوم ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ،ﺗﺄﺧذ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻷﻣوال و درﺟﺔ اﻟﻣﺧﺎطرة وﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن اﻟﺑﻧك
اﻟﺗﺟﺎري ﻣن ﺗطﺑﯾق ھذه اﻻﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟﮫ ﻣرﻛز ﻣﺎﻟﻲ ﺳﻠﯾم ﺧﺎﺻﺔ رأﺳﻣﺎﻟﮫ اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﮫ ﻣن اﻹﻗﺗراض
ﻣن أطراف ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ طﻠﺑﺎت اﻟﻘروض ﻟدﯾﮫ .ﺗﻧطوي ھذه اﻻﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻛﻔﺎءة اﻟﺟﮭﺎز اﻹداري
24
اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺷؤون اﻟﺑﻧك ﻓﻲ إدارة اﻷﺻول و اﻟﺧﺻوم ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺣﻘق ﺟﺎﻧب اﻟﺳﯾوﻟﺔ و ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺎن ﻓﻲ
ﺛﺎﻟﺛﺎ :إدارة اﻟﺧﺻوم ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮫ ﻣن اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﻹدارة اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل ﻓﯾﮫ ) ﺧﺻوﻣﺔ ( ﺑدل اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻷﻣوال ﻟدﯾﮫ ) أﺻوﻟﮫ (
ﻓﺎﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﯾﻣﻛﻧﮫ ان ﯾوﻓر اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣن ﺳوق اﻟﻧﻘد ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﮭﺎ ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراض ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺑﻧك ﻓﻲ
ﻣواﺟﮭﺔ ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟﯾوم أو ﻟﻌدة أﯾﺎم ﻓﯾﻣﻛن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﺗوﻓﯾر ذﻟك .
ﻣﺎ ﯾﻣﯾز ھذه اﻹﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﻣﻛن اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻣن اﻟﺗوﺟﮫ ﻧﺣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﻋﻠﻰ
ﺣﺳﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺻﯾرة ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻧﻘد إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑدرﺟﺔ ﻣﺧﺎطرة ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﺣﺗﻣﺎل ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺑﻧك
اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ ظل ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻟدﯾﮫ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻣل اﻟﺑﻧك ﺗﻛﻠﻔﺔ زاﺋدة .أو أن اﻟﺑﻧك ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮫ أن
ﯾواﺟﮫ ﻓﻲ ظل ﺗﻠك اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻋدم ﺗوﻓر اﻷﻣوال اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺳد اﻟطﻠب ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرات اﻷزﻣﺔ
إن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر و اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ أﻣﺎم ﻛل ﺑﻧك ﺗﺟﺎري ﺗﺷﻛل ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت و ﺧﯾﺎرات ﻣﺗﻧوﻋﺔ
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧك ﺑواﺳطﺗﮭﺎ ﺗدﻋﯾم ﻣوﻗﻔﮫ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻛﻠﮭﺎ ،و ﻟﻌل أھم اﻟﺧﯾﺎرات
ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﻣﺎ ﯾدﻋﻲ ﺑﺈﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوداﺋﻊ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ ﺳﻌﯾﮫ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻋﻠﻰ ﻣردود أو رﺑﺢ .
ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﺑرز اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ اﻟﺑﻧك ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣوارده اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ
ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوداﺋﻊ ﻟدﯾﮫ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺳﯾﺎﺳﺔ زﯾﺎدة رأس اﻟﻣﺎل ،و ﺳﯾﺎﺳﺔ اﺣﺗﺟﺎز اﻷرﺑﺎح ﻟذﻟك ﻓﺎن اﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر
ﺗﻌﺗﺑر اﻟوداﺋﻊ أﺳﺎس ﺟل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ وﺗﻣﺛل اﻟﻣورد اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
أﻧﺷطﺗﮫ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺗﺿﻣن وﺟود ﻣﺻﺎدر ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾوﻟﺔ ،ﺗﻐطﻲ إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد ﺣﺎﺟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد أﻓراد أو ﻣؤﺳﺳﺎت .
25
وﺗﻌﺗﻣد اﻟوداﺋﻊ ﻓﻲ وﺟودھﺎ ﻋﻠﻰ ﺗواﻓر ﻋﻧﺻر اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن ﺟﻣﮭور اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن و اﻟﺑﻧك ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌداده اﻟداﺋم
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻷﻛﺑر ﻣن ﻣﺟﻣوع ﻣواردھﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،و ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ ﺟذب وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوداﺋﻊ ﻋدة
طرق ﻧذﻛر ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﻣن ﺣﯾث ﻋددھﺎ و ﻧوﻋﯾﺗﮭﺎ و ﻛﻠﻔﺗﮭﺎ و ﺳرﻋﺔ ﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن
اﺳﺗﻘرار اﻟﻣودﻋﯾن ﻓﯾﮫ و ﯾﺿﻣن ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺟذب ﻣودﻋﯾن ﺟدد و ﻣن ﺑﯾن ھذه اﻟﺧدﻣﺎت ﻧذﻛر
ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺷﯾﻛﺎت :ﺗﺣﺻﯾل اﻟﻛﻣﺑﯾﺎﻻت ،ﻗﺑول اﻟﺷﯾﻛﺎت ،ﺗﻧﻔﯾذ اﻷواﻣر ،إدارة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻷوراق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺿﻣﺎن اﻟوداﺋﻊ ،ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ .ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﺧدﻣﺎت ﺗﺷﻛل ﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷي ﺑﻧك
ﺗﺟﺎري ﯾﺗﺑﻧﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوداﺋﻊ ﻓﯾﮫ و ﺗﺷﻛل اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻧﻘد.
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﺎن ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوداﺋﻊ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺧﻠق اﻷوﻋﯾﺔ
اﻻدﺧﺎرﯾﺔ ﻟدﯾﮫ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺑﻧك ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻧوﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺗوظﯾﻔﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻌﮫ ﻓرص ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر و
اﻹﯾداع
ﻟﺗﻔﺳﯾر ھذا اﻷﻣر ﯾﻣﻛن ﺗﺻور ﻣﺛﺎل اﻓﺗراﺿﻲ ﯾظﮭر ﻓﯾﮫ ﺑﻧﻛﯾن ) (Aو) (Bﻣﻊ اﻓﺗراض أن ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ
اﻹﺟﺑﺎري % 25و ﻟﻧﺗﺻور ﻗﯾﺎم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﻣودﻋﻲ اﻟﺑﻧك ) (Aﺑﺳﺣب وداﺋﻌﮭم ﻣن اﻟﺑﻧك ) (Aو إﯾداﻋﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﺑﻧك ) ( Bﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ھذا اﻷﺧﯾر ﯾﺗﺑﻧﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوداﺋﻊ ﻓﯾﮫ و ﯾﻘدم ﺧدﻣﺎت ﻣﺻرﻓﯾﺔ أﺣﺳن و ﯾوﻓر
ﺗوظﯾﻔﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ أﻛﺛر ﻣردودﯾﺔ ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرھﺎ اﻟﺑﻧك ) . ( Aﻓﺈذا ﺗﺻورﻧﺎ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك ) ( Aﻗﺑل ﻋﻣﻠﯾﺔ
26
اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ) : ( 1اﻟﺑﻧك Aﻗﺑل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﺣب
ﺧﺻـــــوم أﺻــــول
20000 رأس اﻟﻣﺎل اﺣﺗﯾﺎطﻲ إﺟﺑﺎري 45000
50000 أرﺑﺎح ﻣﺣﺗﺟزة اﺣﺗﯾﺎطﻲ إﺿﺎﻓﻲ 40000
40000 وداﺋﻊ ﺟﺎرﯾﺔ 57000 أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ
140000 وداﺋﻊ ﻷﺟل 108000 ﻗروض
250000 250000
ﻧﺗﺻور ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺛﺎل ﻗﯾﺎم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﻋﻣﻼء اﻟﺑﻧك ) ( Aﺑﺳﺣب وداﺋﻊ ﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣﺑﻠﻎ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻗدره
12000دج ،ﻓﺗﻛون ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك ) ( Aﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﺣب ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
ﺧﺻـــــوم أﺻــــول
238000 238000
27
ﺗوﺿﺢ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ) ( 2اﻧﺧﻔﺎض اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺿﺎﻓﻲ اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣﺎﺿرة ﻟدى اﻟﺑﻧك ) ( Aﺑﻣﺑﻠﻎ
9000دج ﻟﯾﺻﺑﺢ رﺻﯾده 31000دج ،و ﯾﻧﺧﻔض رﺻﯾد اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري ﺑﻣﺑﻠﻎ 3000دج ﯾﻣﺛل اﻟوﻓر اﻟذي
ﻓﺈذا ﺗﺻورﻧﺎ ﻗﯾﺎم ھؤﻻء اﻟﻌﻣﻼء ﺑﺈداع ھذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﺎت ﺟﺎرﯾﺔ ﻟﮭم ﻓﻲ اﻟﺑﻧك ) ( Bﻓﺈن
ﻛﺎﻧت ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ھذا اﻷﺧﯾر ﻓرﺿﺎ ﻗﺑل ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﻣواﻟﻲ ( B ) :
ﺧﺻـــــوم أﺻــــول
120000 120000
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ) ( 3ﯾﻣﻛن ﺗﺻور ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك ) ( Bﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﯾداع ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ :
ﺧﺻـــــوم أﺻــــول
30000 راس اﻟﻣﺎل اﺣﺗﯾﺎطﻲ إﺟﺑﺎري 23000
أرﺑﺎح ﻣﺣﺗﺟزة 10000 اﺣﺗﯾﺎطﻲ إﺿﺎﻓﻲ 19000
وداﺋﻊ ﺟﺎرﯾﺔ 42000 40000 أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ
50000 وداﺋﻊ ﻷﺟل 50000 ﻗروض
132000 132000
28
ﺗوﺿﺢ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ) ( 4أن إﯾداع ﻣﺑﻠﻎ 12000دج ﻓﻲ ﺻورة و داﺋﻊ ﺟﺎرﯾﺔ ﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺣﺳﺎب اﻟوداﺋﻊ
ﻟدى اﻟﺑﻧك ) ( Bﺑﻣﺑﻠﻎ 12000دج ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﻟم ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘدرة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك إﻟﻰ ﺑﻣﺑﻠﻎ 9000دج ،
ﺳﺟل ﻓﻲ ذﻟك اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺿﺎﻓﻲ ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻟﯾﻧﺗﻘل ﻣن ﻣﺳﺗوى 10000دج إﻟﻰ 19000دج ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻛل
ﺳﯾوﻟﺔ إﺿﺎﻓﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري اﻟﻣﻘدرة ﺑﻧﺳﺑﺔ . % 25ﻟذﻟك ﯾﻣﻛن ﺣﺳﺎب اﻟﻘوة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ
إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺳﺎھﻣت ﻛذﻟك ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻘوة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك ) ( Aﺑﻣﺑﻠﻎ 9000دج
و ﻟﯾس ﺑﻣﺑﻠﻎ 12000دج ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ان ﺟزءا ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺳﺣوب ) 12000دج ( ﺷﻛل ﻓﯾﮫ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ
اﻹﺟﺑﺎري ﻣﺑﻠﻎ ) 3000دج ( ،ﺗﻣﺛل وﻓرا ﻟﻠﺑﻧك ﻓﻲ اﻹﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري ﯾﺳﺎوي ﻋﻠﻰ اﻟدوام ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﺣوﺑﺎت
إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺑﯾن ﺑوﺿوح ﺣدوث ارﺗﻔﺎع ﻟﻠﻘوة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك ) ( Bو ﺣدوث اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻟﻘوة
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك ) ( Aﺑﻧﻔس اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎ .
ﯾﻣﻛن ﻷي ﺑﻧك ﺗﺟﺎري إذا أراد اﻟﺗوﺳﻊ ﻛﺄي ﻣﺷروع رأﺳﻣﺎﻟﻲ أن ﯾﻘوم ﺑﺈﺻدار أﺳﮭم ﻟزﯾﺎدة رأﺳﻣﺎﻟﮫ ،و
ﺑﺎﺗﺎﻟﻲ ﺗوﺳﯾﻊ ﻧﺷﺎطﮫ ،و ﯾﺷﻛل رأﺳﻣﺎﻟﮫ ھﺎﻣﺷﺎ ﻣن اﻷﻣﺎن ﻟﻠﻣودﻋﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻧك ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺟزءا ﻣن اﻟﻘوة
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري .ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﯾﻣﻛن أن ﻧﻣﯾز ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﯾن :
اﻷوﻟﻰ إذا ﻣﺎ ﻗرر اﻟﺑﻧك إﺻدار أﺳﮭم ﻟﯾﻛﺗﺗب ﻓﯾﮭﺎ ﻣودﻋﯾﺔ ،و اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إذا ﻣﺎ ﺗم اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻣن ﻗﺑل أطراف ﺧﺎرﺟﺔ
ﻋن اﻟﺑﻧك
29
أوﻻ :اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻷﺳﮭم ﻣن ﻗﺑل ﻣودﻋﻲ اﻟﺑﻧك
ﻟﻧﺗﺻور ﻣﺛﺎﻻ اﻓﺗراﺿﯾﺎ ﻟﺑﻧك ) ( Bﻗرر اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ رأﺳﻣﺎﻟﮫ ﻋن طرﯾق إﺻدار أﺳﮭم ﻟﻼﻛﺗﺗﺎب و ﻧﻔﺗرض ﻗﯾﺎم
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣودﻋﯾن ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك ) ( Bﻗﺑل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل
ﺧﺻـــــوم أﺻــــول
30000 رأس اﻟﻣﺎل اﺣﺗﯾﺎطﻲ إﺟﺑﺎري 20000
أرﺑﺎح ﻣﺣﺗﺟزة 10000 اﺣﺗﯾﺎطﻲ إﺿﺎﻓﻲ 10000
وداﺋﻊ ﺟﺎرﯾﺔ 30000 40000 أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ
وداﺋﻊ ﻷﺟل 50000 50000 ﻗروض
120000 120000
إذا ﺗﺻورﻧﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺛﺎل ﻗﯾﺎم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣودﻋﯾن ﺑﺎﻟﺳﺣب ﻋﻠﻰ وداﺋﻌﮭم اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣﺑﻠﻎ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻣﻘدر
ﺑــــ 12000دج ﺗﻣﺛل إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل )اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻷﺳﮭم (ﻓﺈن ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك ) ( Bﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ
ﺧﺻـــــوم أﺻــــول
42000 راس اﻟﻣﺎل اﺣﺗﯾﺎطﻲ إﺟﺑﺎري 17000
أرﺑﺎح ﻣﺣﺗﺟزة 10000 اﺣﺗﯾﺎطﻲ إﺿﺎﻓﻲ 13000
وداﺋﻊ ﺟﺎرﯾﺔ 18000 40000 أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ
وداﺋﻊ ﻷﺟل 50000 50000 ﻗروض
120000 120000
إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض رﺻﯾد اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻣﺑﻠﻎ إﺟﻣﺎﻟﻲ ﻗدره 12000دج ﺗﻣﺛل إﺟﻣﺎﻟﻲ
اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻷﺳﮭم اﻟﻣﺻدرة ،ﺳﺎھﻣت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ رﻓﻊ رأس اﻟﻣﺎل ﺑﻘﯾﻣﺔ 12000دج ،إﻻ أن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ
ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻘوة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻠوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺑﻠﻎ 9000دج ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ 3000دج ﯾﻣﺛل اﻗﺗطﺎع
30
إن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أي ﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل ﺑﻣﺑﻠﻎ 12000دج ﺑﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة زﯾﺎدة اﻟﻘدرة
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك ﺑﻧﻔس اﻟﻣﺑﻠﻎ ،ﺑل إذا ﺗﺄﻣﻠﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻷﺻول ﻟوﺟدﻧﺎ أن اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣﺎﺿرة و ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﺑﻧك
) ( Bﺗﻘدر ﺑﻣﺑﻠﻎ 13000دج ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﺳﺎﺑق 10000دج .ﻓﺎﻟﻔرق ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ 3000دج ﻓﻘط ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺳﺣب ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﻘﯾﻣﺔ 3000دج ﺗﻣﺛل وﻓرا ﻟﻠﺑﻧك ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺛﻣﺎره ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻣن ﻗﺑل ﻣودﻋﻲ ﻧﻔس اﻟﺑﻧك ﺳﺎھﻣت ﻓﻘط ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟﻘدرة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك ﺑﻣﻘدار اﻟوﻓر اﻟذي ﯾﺣﻘﻘﮫ
ﻟﻧﺗﺻور ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ أن اﻷﺳﮭم اﻟﻣﺻدرة ﺗم اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﯾﮭﺎ ﻣن طرف ﻣودﻋﯾن ﻓﻲ ﺑﻧوك أﺧرى ﻓﯾﻣﻛن ﺗﺻور
اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ) :( 7اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ رأس ﻣﺎل اﻟﺑﻧك ) ( Bﻣن ﻗﺑل ﻣودﻋﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﻧك )( A
ﺧﺻــــــــوم أﺻـــــــــول
42000 رأس اﻟﻣﺎل اﺣﺗﯾﺎطﻲ إﺟﺑﺎري 20000
أرﺑﺎح ﻣﺣﺗﺟزة 10000 اﺣﺗﯾﺎطﻲ إﺿﺎﻓﻲ 22000
وداﺋﻊ ﺟﺎرﯾﺔ 30000 40000 أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ
50000 وداﺋﻊ ﻷﺟل 50000 ﻗروض
132000 132000
ﺗظﮭر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑوﺿوح أن ﻗﯾﺎم ﻋﻣﻼء اﻟﺑﻧك ) ( Aﺑﺎﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻷﺳﮭم اﻟﺗﻲ طرﺣﮭﺎ اﻟﺑﻧك ) ( Bﻗد
ﺳﺎھﻣت ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ زﯾﺎدة رأﺳﻣﺎﻟﮫ ﺑﻣﺑﻠﻎ 12000دج ،و ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻘوة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﮫ ﺑﻧﻔس اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻋﻠﻰ
اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل إﻟﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻧد ﻓﺗﺢ رأﺳﻣﺎﻟﮫ ﻟﻠزﯾﺎدة إﻟﻰ ﻧﺳﺑﺔ
اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري .ﻛﻣﺎ ﺳﺎھﻣت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ إﺣداث أﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧك ) ( Aو أﺻﺑﺣت ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺑﻌد
31
ﺧﺻــــــــوم أﺻـــــــــول
238000 238000
إن اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﺗﯾن اﻟذﻛر ﻻ ﺗﻣﺛﻼن ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛل ﺻورة اﻻﻛﺗﺗﺎب و إﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺻﺎدف اﻟﻌدﯾد
ﻣن اﻟﺣﺎﻻت إﻣﺎ أن ﺗﻛون ﻣزﯾﺟﺎ ﺑﯾن اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﺗﯾن أو ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﻋدة وﺿﻌﯾﺎت ﯾﺟﺗﻣﻊ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﻛﺗﺗﺑون إﻣﺎ
ﻣودﻋﯾن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺑﻧك أو ﻣودﻋﯾن ﺧﺎرج اﻟﺑﻧك أو أطراف أﺧرى ﺧﺎرﺟﮫ ﻋن اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣﺑدأ
ﺣﯾث ﺗﺗم اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻓروع ﻓﻲ ﻣﻛﺎن واﺣد ) ﻣدﯾﻧﺔ أو أﻛﺛر ﻣن ﻣﻛﺎن ،أﻛﺛر ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ ( ،و
ﺑذﻟك ﯾﺗم اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻔروع ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣرﻛز اﻟرﺋﯾﺳﻲ و ﻗد ﯾﺣدث اﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ﻣن اﻟﻔروع ،و ﻗد ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﯾث ﺗﻘوم ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻘﻠﯾدﺑﺔ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺗﻘدﯾم اﻻﺋﺗﻣﺎن
ﺣﯾث ﺗﺗم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺑﻧك ﻣوﺟود ﻓﻲ ﻣﻛﺎن واﺣد ،و ﯾﻌﺗﺑر ھذا اﻟﻧوع ﺷﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
32
أھداف اﻟﻣﺻرف اﻟﺗﺟﺎري :اﻟﻣﺻرف اﻟﺗﺟﺎري إذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣؤﺳﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن أھداف اﻷﻓراد و اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،و ﯾﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺗﺣﻘﯾق أھداف ﻣﻼك اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ زﯾﺎدة
ﻣﻌدل اﻷرﺑﺎح اﻟﻣوزﻋﺔ ﻟﻠﺳﮭم اﻟﺳﻧوﯾﺔ و زﯾﺎدة اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻷﺳﮭم اﻟﻣﺻرف .
ﻣن أھم اﻟوظﺎﺋف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺻﺎرف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ھو ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ ﺑدور اﻟوﺳﯾط ،ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﺑﻧوك اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﺑﯾن اﻟﻣﻘرﺿﯾن و اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن ﺑﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣدﺧرات اﻟوطﻧﯾﺔ و ﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ﻧﺣو اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺑﻣﺎ
ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ،و طﺑﻘﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ ﻣﻛﯾﻧون – ﺷو ﻓﺎن وظﯾﻔﺔ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎھم
ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣو اﻹﻗﺗﺻﺎدي إذا ﻣﺎ وﻓرت ﻟﮭﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺟو اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ و اﻟﺣرﯾﺔ ،و ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻣﺎ
ﺳﻣﺣت ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑدﻓﻊ ﻓﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻟوداﺋﻊ و ﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻛس أﺣوال اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﯾوم ﺗﻌﺗﺑر أﺣد دﻋﺎﺋم اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟوطﻧﻲ ﻣن ﺣﯾث أﻧﮭﺎ ﺗﻘوم ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻛﻔﺎﻻت ﻟﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻛﺑﯾرة . ،ﻟدورھﺎ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻹﻋﺗﻣﺎدات اﻟﻣﺳﺗﻧدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن
ﺣﻘوق اﻟﻣﺻدرﯾن ،ھذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﮭﺎ اﻟﺑﻧوك إﻟﻰ زﺑﺎﺋﻧﮭﺎ ﻣﺛل اﻟﺣواﻻت ،
ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺷﯾﻛﺎت و اﻟﻛﻣﺑﯾﻼت ،ﺻرف اﻟﻣرﺗﺑﺎت و اﻷﺟور ،ﺗﺳﮭﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻛﺗﺗﺎب اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻷﺳﮭم و اﻟﺳﻧدات ،و
- 1ﺗﻘوم اﻟﻣﺻرف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑوظﺎﺋف ﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺗﻌددة و ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ أﯾﺿﺎ إﻟﻰ وظﺎﺋف ﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻗدﯾﻣﺔ و أﺧرى
ﺣدﯾﺛﺔ ،و اﻟوظﺎﺋف اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﮭﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻗﺑول اﻟوداﺋﻊ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﮭﺎ .
- 2ﺗﺷﻐﺑل ﻣوارد اﻟﺑﻧك ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻗروض و اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﺑدأ اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن ﺳﯾوﻟﺔ أﺻول اﻟﺑﻧك و
أﻣﺎ اﻟوظﺎﺋف اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ اﺋﺗﻣﺎن و ﻣﻧﮭﺎ :ﻣﺎ ﻻ ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ
-3ادﺧﺎر اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت.
-6ﺗﺣﺻﯾل ﻓواﺗﯾر اﻟﻛﮭرﺑﺎء و اﻟﺗﻠﻔون و اﻟﻣﺎء ﻣن ﺧﻼل ﺣﺳﺎﺑﺎت ﺗﻔﺗﺣﮭﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﯾﻘوم اﻟﻣﺷﺗرﻛون ﺑﺈﯾداع
-1ﺣﺳن اﻟﺗوزﯾﻊ :ﺑﯾن رؤوس أﻣوال ﻣﺧﺑﺄة أو ﻣﺳﺗﺛﻣرة ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺧﺎﺳرة ﻟﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ إﻟﻰ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول
-2ﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻔﺗرات اﻟزﻣﻧﯾﺔ :ﻋﻧد ﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ داﺧﻠﯾﺎ أو ﺧﺎرﺟﯾﺎ ﺗوﺟد ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﺑﯾن ﻣوﻋد.
ﺗﻘدﯾم اﻹﻧﺗﺎج ﻟﻠﺑﯾﻊ و ﺑﯾن ﺗﺳدﯾد ﺛﻣﻧﮫ ،و ھذه اﻟﻔﺗرة ﺗزﯾد ﻛﻠﻣﺎ زاد ﻋدد اﻟوﺳطﺎء و ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺑرت اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ .ﻓﺎﻟﺑﻧوك
ﺑواﺳطﺔ ﻓروﻋﮭﺎ و ﻣراﺳﻠﯾﮭﺎ و أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺳدﯾد ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻐطﻲ .ھذه اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﻘﺎء أﺟر ﺑﺳﯾط و ﻣﻘﺎﺑل زﯾﺎدة
-3اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﻣﺛل ﺣﻔظ اﻷﻣوال اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﺛروات ورﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺎت و ﻗﺑض .ﻣواردھﺎ و ﺗﻘدﯾم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
34
طﺑﻘﺎ ﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺎﺑق ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ
-1ﺗﻘوم ﺑﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﻼء دون ﺗﻣﯾز ﻓﮭﻲ ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺔ ﻗطﺎع ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻌﻣﻼء دون
اﻵﺧر.
-2ﺗﻘﺑل ﺟﻣﯾﻊ أﻧواع اﻟوداﺋﻊ اﻹدﺧﺎرﯾﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﮭﻲ ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻠﻣدﺧرﯾن ﻓرﺻﺎ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣدﺧراﺗﮭم ،ﻓﮭﻧﺎك
-3ﺗﻣﻧﺢ أﻧواع ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﻘروض .ﺳواء ﻗﺻﯾرة ،ﻣﺗوﺳطﺔ أو طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل و ھو ﻣﺎ ﯾﻣﻧﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓرﺻﺎ
ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻟﻠﻣﻘرﺿﯾن.
-4ﯾﺗواﻓر ﻟﮭﺎ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻋدد ﻣﺗﻧوع ﻣن اﻟﻣﺷروﻋﺎت و ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎﺋﮭﺎ ﻣن ﻋرض
اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻧﺗطرق اﻵن إﻟﻰ ﻋرض اﻟﺑﻧوك اﻟﻣﺗﺑﻘﯾﺔ اﻷﺧرى .اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣﮭﻣﺔ ﺑﻘدر أھﻣﯾﺔ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺗﺧﺗﻠف وظﺎﺋف اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى و ذﻟك وﻓﻘﺎ ﻹﺧﺗﻼف اﻷوﺿﺎع و اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت و اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ
-1ﺗﻧظﯾم إﺻدار اﻟﻌﻣﻠﺔ و ﺗﻐطﯾﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣوﺟودات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و ﺗﺣدﯾد ﻓﺋﺎﺗﮭﺎ و ذﻟك ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﮫ ﻣن إﺣﺗﻛﺎر ﻛﻠﻲ أو
-2اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺟﮭﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﮭو ﯾﺣﺗﻔظ ﺑوداﺋﻊ اﻟدواﺋر اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ وﯾﻧظم ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﮭﺎ و ﯾﺳدد
اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟدوﻟﺔ و ﯾﻘدم ﻟﮭﺎ اﻹﺋﺗﻣﺎن ﺿﻣن ﺣدود و ظواﺑط ﻣﻌﯾﻧﺔ و ﺑذﻟك ﻓﮭو ﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ أو وظﯾﻔﺔ ﺑﻧك اﻟﺣﻛوﻣﺔ
-3اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻛﺑﻧك اﻟﺑﻧوك ،و ذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺻﺎرف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﻘﺑول – ﺑﯾن ﺻﻛوﻛﮭﺎ و ﺗﻘدﯾم
اﻟﻘروض ﻟﮭﺎ وداﺋﻌﮭﺎ و إﺟراء اﻟﻣﻘﺎﺻﺔ و ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ھو ﺑﻧك اﻟﺑﻧوك
35
-4ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺻﺎرف و ﺿﻣﺎن ﺗطﺑﯾق ﺷروط ﺗﺄﺳﯾس ﻣﺻﺎرف ﺟدﯾدة أو ﻓﺗﺢ ﻓروع ﻟﮭﺎ ،و ﻣدى إﻟﺗزاﻣﮭﺎ
-5ﯾﻘوم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺗﻧظﯾم اﻹﺋﺗﻣﺎن ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ داﺧﻠﯾﺎ ،أي أﻧﮫ ﯾﺗوﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺻﯾﺎﻏﺔ
و ﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وظﯾﻔﺗﮫ ﻛﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﮭو ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺷﯾط و اﻹﺳراع
ﺗﻘوم اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑوظﺎﺋف ﻣﺗﻌددة ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎ إﻟﻰ وظﺎﺋف ﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ و أﺧرى ﺣدﯾﺛﺔ
– 1اﻟوظﺎﺋف اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ
*ﻗﺑول اﻟوداﺋﻊ ﻋﻠﻰ إﺧﺗﻼف أﻧواﻋﮭﺎ ،اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ و اﻹدﺧﺎرﯾﺔ إذا ﺗﺷﻛل ھذه اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟزء اﻟﻛﺑﯾر ﻣن
*ﻣﻧﺢ اﻹﺋﺗﻣﺎن و اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﺑدأ اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن ﺳﯾوﻟﺔ أﺻل اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري و رﺑﺣﮭﺎ و أﻣﻧﮭﺎ
– 2اﻟوظﺎﺋف اﻟﺣدﯾﺛﺔ:
-3وﺿﻊ وﺳﺎﺋل دﻓﻊ ﺣدﯾﺛﺔ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﻌﻣﻼء ﻛﺧدﻣﺎت اﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻹﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ و ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺗﻣوﯾﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ
اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ و ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ دﻓﻊ اﻟﺣواﻻت اﻟﺑرﻗﯾﺔ و اﻟﺑرﯾدﯾﺔ اﻟواردة و ﺗﺣوﯾل اﻟﻌﻣﻠﺔ ﻟﻠﺧﺎرج
-5وظﯾﻔﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ :ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ذات اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣرﻛزي ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗوزﯾﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻣوال اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج أو إﻋﺎدة
و اﻟﻣﺗوﻟدة ﻣن ﻣﺻﺎدر ﺧﺎرج اﻟﻣﺷروع ﻧﻔﺳﮫ ﻋن طرﯾق اﻟﺑﻧك اﻟﺗﺟﺎري و ﯾﺗم ذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟﻘرض و ﻻ ﯾوﺟد
-6وظﯾﻔﺔ اﻹﺷراف و اﻟﻣراﻗﺑﺔ :ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ذات اﻟﺗﺧطﯾط اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣرﻛزي ﻋﻣﻠﯾﺔ
ﺗوﺟﯾﮫ اﻷﻣوال ﻓﻲ إﻗراض أرﺻد ﻟﮭﺎ و اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻣدى ﺗﺣﻘﯾق ھذه اﻹﺳﺗﺧدﻣﺎت ﻷھداف اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﺣدد ﻣﺳﺑﻘﺎ .
ﻣن أﻛﺛر اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﺑﻧوك أھﻣﯾﺔ ھﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض إذ أن ھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر
اﻟﻧﺷﺎط اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺑﻧوك و اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن وﺟودھﺎ ،و ﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻟﮭذه اﻟوداﺋﻊ و اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻌﮭﺎ اﻟﺑﻧوك ﻣﺎ
ﻟم ﺗوظف ﺑطرﯾﻘﺔ أو ﺑﺄﺧرى ﻓﻲ ﺳد ﺣﺎﺟﺎﺗﮭم ﻟﮭذه اﻷﻣوال ﺳواء ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺑﻠﻎ أو ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣدة و ذﻟك ﺗﺑﻌﺎ
ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾﻘوﻣون ﺑﮫ و ﺣﺟﻣﮫ ،و دور اﻟﺑﻧوك ھﻧﺎ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ ھذه اﻟرﻏﺑﺔ ﺑﻣﻧﺣﮫ ﻗروﺿﺎ ﺗﺗﻼﺋم ﻣﻊ ﺧﺻﺎﺋص
اﻟﻧﺷﺎط ،و ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻘروض وﻓق ﻣدﺗﮭﺎ ″ﻗروض ﻗﺻﯾرة ﻣﺗوﺳطﺔ ،و طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ″أو
ﺣﺳب وظﯾﻔﺗﮭﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و طﺑﯾﻌﺔ ﻣوﺿوع اﻟﺗﻣوﯾل ″ﺗﻣوﯾل اﻷﺻول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ،ﺗﻣوﯾل اﻷﺻول اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ″
و ﯾﺗﻐﯾر ﺳﻠوك اﻹﻗراض ﻟﻠﺑﻧك ﺣﺳب ﻧوع اﻟﻘرض اﻟذي ﯾﻘدم ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺣﮫ و ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﻧﺟد أن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘرارات
اﻹﻗراﺿﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧك ﺗﺧﺗﻠف ﺣﺳب ﻣدة اﻟﻘرض أي ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻘروض ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل – اﻟﺗﻲ ھدﻓﮭﺎ
ﺗﻣوﯾن ﻧﺷﺎط اﻹﺳﺗﻐﻼل – أو ﻗروض ﻣﺗوﺳطﺔ أو طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل – اﻟﺗﻲ ھدﻓﮭﺎ ﺗﻣوﯾل ﻧﺷﺎطﺎت اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر – و ﯾﻌود
ﻣﺛل ھذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﺣد ذاﺗﮭﺎ ،و ﺣﺟم اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﻘدم و طﺑﯾﻌﺔ اﻷﺧطﺎر
و إن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض ﺳواء ﻗﺻﯾرة أو ﻣﺗوﺳطﺔ أو طوﯾﻠﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻓر ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻧﺻرﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﯾﺗﻣﺛل
اﻟﻌﻧﺻر اﻷول ﻓﻲ ﻋﻧﺻر اﻟﺛﻘﺔ ،ﻓﺎﻟﺑﻧك ) اﻟداﺋن ( ﻟﮫ ﺛﻘﺔ ﻓﻲ أن اﻟﻣﻘﺗرض ) اﻟﻣدﯾن ( ﺳوف ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺳدﯾد ﻓﻲ
اﻟﻣوﻋد اﻟﻣﺣدد ،و ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﮭو ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﻛل اﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﮭد ﺑﮭﺎ ،و ﯾﺗﻣﺛل اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ
ﺿرورة وﺟود ﻓﺎرق زﻣﻧﻲ ﻣﺎ ﺑﯾن ﻣﻧﺢ اﻷﻣوال و ﻣﺎ ﺑﯾن اﺳﺗرﺟﺎﻋﮭﺎ .
37
ﻣﻔﮭوم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و أھداﻓﮭﺎ
ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر ﯾﻌرف أﺣد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ″اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﻧظﯾم ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻐرض ﺗﺣﻘﯾق أھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ″و ﯾﻌرﻓﮭﺎ آﺧر ﺑﺄﻧﮭﺎ ″
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻣن طرف اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎدﯾرھﺎ و ﻓﻲ
ﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ،″ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ″ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات و اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﺻدار
اﻟﻧﻘدي و اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن ″ﻛﻣﺎ ﯾﻌرﻓﮭﺎ أﺣد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺄﻧﮭﺎ ″ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ و اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧﺧﻠص إﻟﻰ أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ آﻟﯾﺔ ﻣﮭﻣﺔ ﻧﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة
ﻟﻣراﻗﺑﺔ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ ﻣن ﺗﺣﻘﯾق أھداف ﺳﯾﺎﺳﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛزﯾﺎدة ﺣﺟم
اﻹﻧﺗﺎج ) اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ ( ،ﺗﺣﻘﯾق أدﻧﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘرار
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻛﺣﺎﺟز أﻣﺎم ﻛل اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .
ﻟﻛن ﻣن اﻟﻣﮭم أن ﻧﺷﯾر ھﻧﺎ إﻟﻰ أﻣر ھﺎم ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن ﺳﯾﺎﺳﺗﺎن :اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﺎﻷوﻟﻰ ﺗم اﻟﺗطرق
إﻟﯾﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﻧﺷﯾط اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌدﻻت
اﻟﺿراﺋب و ﻣﺳﺗوى اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،ﻓﺎﻟدراﺳﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ أﺛﺑﺗت ﻣﯾداﻧﯾﺎ ﻋدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟوﺣدھﺎ ﻓﻲ
ﺗﺣﻘﺑق اﻻﺳﺗﻘراراﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟذﻟك ﺑرزت أھﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﯾث إﺟراءﺗﮭﺎ ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
و ﻟﻌﻠﻰ أﺑرز ﺟواﻧب اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر ﻛل ﻣن ﻣﻌدﻻت اﻟﺿراﺋب و ﻣﺳﺗوى إﻧﻔﺎﻗﮭﺎ ،
ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻧﺟد اﻟدوﻟﺔ ﺗﺳﻌﻰ ﺟﺎھدة ﻹﺣداث اﻧﺗﻌﺎش اﻗﺗﺻﺎدي ﻋن طرﯾق ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدﻻت
اﻟﺿراﺋب ﻣن ﺟﮭﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﻟﯾزﯾد ﺣﺟم اﻟدﺧل ﺗﺣت اﻟﺗﺻرف و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾزﯾد إﻧﻔﺎﻗﮭم ﺑﻣﻌﻧﻰ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟطﻠب
38
اﻟﻛﻠﻲ ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺟﯾن إﻟﻰ زﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﮭم ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟطﻠب و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗوﻓر إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ زﯾﺎدة ﺣﺟم
إن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻛﺟزء ﻣن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﮭدف ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻷھداف ﻧذﻛر
ﻣﻧﮭﺎ :
: 01اﻟﺗدﺧل اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟﻔوري ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻌرض ﻣن اﻟﻧﻘود و ﻛذا وﺳﺎﺋل اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ
ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻋﺑر ﻣﺟﻣوﻋﺔ إﺟراءات و أدوات ،ﻛﺄن ﯾﺗدﺧل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ رﻓﻊ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻘروض
اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﺟﮭﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﺑﺎﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻵﻟﯾﺔ ﺳﻌر اﻟﺧﺻم ،و ﻛذﻟك ﻣن ﺧﻼل رﻓﻊ ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ
اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن و اﻟﺗﻲ ﻧﺗطرق
: 02اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎھﯾن :اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ و اﻻﻧﻛﻣﺎﺷﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوﯾﺎت
ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻣن اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﻘرار ﻟﺗﺣﻘﯾق رﺿﻰ ﻛل اﻷطراف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد
: 03اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أھداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ رﻓﻊ ﻣﻌدﻻت اﻹﻧﺗﺎج و ﺗﺣﻘﯾق
ﻣﺳﺗوى ﻣﻘﺑول ﻣن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوى ﺟﯾد ﻣن اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد .
: 04ﻣراﻗﺑﺔ و ﺣﺻر ﻛل اﻟظواھر اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻹﻗﺗﺻﺎد و ﻧﻘﺻد ﺑﺎﻟظواھر اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ﻛل زﯾﺎدة
ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر.
ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ إﺟراءات ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﻣﯾﮭﺎ اﺻطﻼﺣﺎ أدوات ﻣن ﺧﻼل ﺗدﺧﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾق أھداﻓﮭﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ .و ﻟﺗﻔﺻﯾل ﻣﺟﻣوﻋﺔ
39
اﻹﺟراءات ھذه ﯾﻣﻛن ﺗﺻدﯾﻘﮭﺎ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن :ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺔ ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،و ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺔ
ﯾطﻠق ﻣﺻطﻠﺢ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﮭدف ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻻﺋﺗﻣﺎن ) اﻟﻘروض ( ﻓﻲ إطﺎر اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎ ﺑﮭدف اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال * اﻟﻘروض * و
اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ﻣن أﺟل إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ إﺟﻣﺎﻻ ،و ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﻛل ﻣن ﻣﻌدل اﻟﺧﺻم و ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ .
ﯾﻌﺗﺑر ﺳﻌر اﻟﺧﺻم أﻗدم وﺳﺎﺋل اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻷول ﻣرة ﺑرﯾطﺎﻧﻲ
ﻋﺎم ،1839و ﯾﻘﺻد ﺑﺳﻌر اﻟﺧﺻم ھﻧﺎ ﻣﻌدل إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺣﯾث ﯾﺳﺗﺧدم
اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻷول ﻣن ﻗﺑل رﺟﺎل اﻟﻣﯾدان ﻟﻼﺧﺗﺻﺎر ﻓﻘط ،و ﯾﻘﺻد ﺑﮫ ″ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻋﻧد إﻗراﺿﮫ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻣواﻻ أو ﺑﺈﻋﺎدة ﺧﺻم اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﮫ ، ″ﻟذﻟك ﻓﻣﻌدل اﻟﺧﺻم
اﻟﻣﺣدد ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﯾﻌﺗﺑر آﻟﯾﺔ ﻣﮭﻣﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ درﺟﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﮭﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ .
إن ﻗﯾﺎم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدل اﻟﺧﺻم ﻟدﯾﮫ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓرﺻﺔ اﻗﺗراض أﻣوال و إﻋﺎدة ﺧﺻم
أوراﻗﮭﺎ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﯾرﻓﻊ ﻣن ﺣﺟم اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺳوف ﺗﻘدم ﺗﺳﮭﯾﻼت ﻟﻌﻣﻼﺋﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻗروض ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺗﺧﻔﯾض أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ذﻟك
أﻣﺎ إذا أﻗدم اﻟﺑﻧك ﻋﻠﻰ رﻓﻊ ﻣﻌدل اﻟﺧﺻم ﻟدﯾﮫ ﻓﺎﻧﮫ ﯾﺗﺣﺗم ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أن ﺗﻘﻠل ﻣن ﺣﺟم اﻻﻗﺗراض ﻣﻧﮫ و
أن ﺗرﺗﻔﻊ ﻣن ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻗروﺿﺎ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻌﻣﻼﺋﮭﺎ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘﻠﯾص ﺣﺟم اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻣﻧوح .ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺳﻌر اﻟﺧﺻم
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أن ﯾؤﺛر ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻣﻘدار اﻟﻌﻣﻠﺔ
40
اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻟذﻟك ﻓﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺗﺳﺗﺧدﻣﮫ ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟظواھر اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ و اﻻﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ ،وﻣﻧﮫ ﻓﺎن ﺗﻐﯾﯾر ﺳﻌر
اﻟﺧﺻم ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﻣﺎرس ﺗﺄﺛﯾرا ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﮭﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻧذﻛر ﻣﻧﮭﺎ :
– 3ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ارﺗﻔﺎﻋﮫ ﯾوﻗف ﻛل زﯾﺎدة ﻓﻲ ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻧﻔﺎذ اﻟﻣﺧزوﻧﺎت و
اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﻌطﯾل ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ارﺗﻔﺎﻋﮫ ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر
اﻟﻔﺎﺋدة و ﻣﻧﮫ ﺗﻘﻠﯾص ﺣﺟم اﻟﻘروض و ﻣﻧﮫ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﺗداول أي اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ .
و ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻛﺳﯾﺔ ،أي اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر اﻟﺧﺻم ﻧﺟده ﯾﺣﻘق ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻌﺎﻛﺳﺔ ﻟﻠﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻛن ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ
ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺳﻌر اﻟﺧﺻم ﻣرھوﻧﺔ ﻓﻲ إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﺑﺗوﻓر ﺑﻌض اﻟﺷروط اﻟﺿرورﯾﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﮭﺎ :
–1أن ﺗﻛون ﻣﺟﻣوع اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرة ﻣﺟﺑرة ﻋﻠﻰ طﻠب ﻣﺳﺎﻋدات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻣﺣدودﯾﺔ ﺳﯾوﻟﺗﮭﺎ
–2أن ﺗﻛون ﻣﺟﻣوع اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أﻣﺎم ﻣﺣدودﯾﺔ ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣوﯾل اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﮭﺎ ﻓرﺻﺔ ﻋدم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
ﯾﺳﺗﮭدف ھذا اﻹﺟراء اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻋرض اﻟﻧﻘود إﻣﺎ ارﺗﻔﺎﻋﺎ أو اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ و ﻗد ﺗم اﺳﺗﺧداﻣﮫ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﺑﺗداء ﻣن ﺳﻧﺔ 1929ﺑﺎﻧﺗظﺎم ،و ﯾﻌﺗﺑر ھذا اﻹﺟراء ﻣﮭﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧدﻣﮫ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﮭدف ﺗﻘﻠﯾص ﺣﺟم
ﻟﻼﺋﺗﻣﺎن ﻣن ﺧﻼل ﺗدﺧﻠﮫ ﻓﻲ ﻗرض رﻗﺎﺑﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺳﺎﺋدة رﻛودا أم ﺗﺿﺧﻣﺎ و ﻣﻧﮫ و ﻟﺗﺣﻘﯾق ھذا اﻷﻣر ﻓﺎن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت ﺑﯾﻊ و ﺷراء ﻟﻸوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ) اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ( ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌﺎﻣﻠﮫ ﻣﻊ ﻋﻣوم اﻟﺟﻣﮭور و اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
41
* ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻗرر اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻘﺑل ﻋﻠﻰ ﺷراء اﻟﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣﺎﻧﺣﺎ ﺑذﻟك
اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻛﻣﯾﺔ ﻧﻘود ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗداول ،و ھو اﻹﺟراء اﻟذي ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﮫ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟرﻛود
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺈﺣداث ﻧوع ﻣن اﻻﻧﺗﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻣﻛﻧﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑذﻟك ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻣوال إﺿﺎﻓﯾﺔ
ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ رﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻘدم إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻷﻓراد أو اﻟﻣﺷروﻋﺎت .
* ﺑﯾﻧﻣﺎ إذا ﻣﺎ أراد اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻣﺗﺻﺎص ﺟزء ﻣن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرات اﻟﺗﺿﺧم ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻘﺑل ﻋﻠﻰ
ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑﯾﻊ اﻟواﺳﻌﺔ ﻟﻠﺳﻧدات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺗﯾﺢ ﻟﮫ ﻓرﺻﺔ اﻣﺗﺻﺎص ﻓﺎﺋض اﻟﻌﻣﻠﺔ ﻟﺗﻘﻠﯾص اﻟﻛﺗﻠﺔ و
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘﻠﯾص إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﺢ اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻟﻠﻘروض اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد.
ﻓﻔﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ و ﻟﻧﻔﺗرض أن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أﻗﺑل ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺷراء ﻟﺳﻧدات ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺗرﺟﻊ ﻣﻠﻛﯾﺗﮭﺎ
اﻟﺑﻧوك ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺎن اﻟﺑﻧك ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﺳﯾوﻟﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗﺿﺎف إﻟﻰ ﺣﺳﺎﺑﺎت ھذه اﻟﺑﻧوك ﻟدى اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻣوﺳﻌﺎ ﺑذﻟك ﻗﺎﻋدة ﺳﯾوﻟﺗﮭﺎ ﻣﺎﻧﺣﺎ إﯾﺎھﺎ ﻓرﺻﺔ ﺗوﺳﯾﻊ درﺟﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻟدﯾﮭﺎ .
* ﻣن اﻟﻣﮭم أن ﻧﺷﯾر ھﻧﺎ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﻘدرة اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻟذﻟك ﺑل ﯾﺟب
ﺗواﻓر اﻟرﻏﺑﺔ ﻟدى اﻷﻓراد و اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن و ﺗواﻓر اﻟرﻏﺑﺔ ﻟدى اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻓﻲ
ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗواﺟﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺻﻌوﺑﺔ اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻟﻌدم
وﺿوح اﻟرؤﯾﺔ ﺑﺷﺄن ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻸﻓراد و اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﻓﻲ ﺳﯾﺎدة ظروف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ .
* إن اﺳﺗﺧدام اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ إﻧﻣﺎ ﺗﺄﯾﯾدا ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻣن إﺣداث اﻷﺛر اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻧﺷﺎط اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن ،ﻟذﻟك و ﻟﺗوﺿﯾﺢ
ھذا اﻷﻣر ﻧﺟد أن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻌدل ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﻣن ﺟﮭﺔ و
ﯾﻌﻣل ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺷراء اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺳﻧدات ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻣن أﺟل دﻓﻊ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠق
اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟواﺳﻊ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾواﺟﮭﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻧﺟد أن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ رﻓﻊ ﺳﻌر
إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﺑﻣﻌﻧﻰ رﻓﻊ ﺗﻛﻠﻔﺔ ﺣﺻول اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗروض ﻣﻧﮫ و ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ ھذا اﻹﺟراء ﻧﺟد اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﯾﻘﺑل ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺑﯾﻊ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻻﻣﺗﺻﺎص ﺳﯾوﻟﻰ اﻷﻓراد و اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد
ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﻟﻛن ﻣن اﻟﻣﮭم أن ﻧﺷﯾر ھﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ أﺛﺑﺗت أن ھذه اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
ﺗﺣدث أﺛرا ھﺎﻣﺎ ﻋﻧد رﻏﺑﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾوﻟﺔ دون أن ﺗﺣدث ﻧﻔس اﻷﺛر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﻏب
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ زﯾﺎدة ﻣﻘدار اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﯾﺟب أن ﺗﺗواﺟد اﻷطراف اﻟراﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎزل
ﻋﻣﺎ ﺗﻣﺗﻠﻛﮫ ﻣن ﺳﻧدات ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظروف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ھذا ﻣن ﺟﮭﺔ ،وأﻧﮫ ﻟﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﯾﺟب أن ﺗﺟد اﻟﺑﻧوك
* ﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ ﻧﺟﺎح ھذا اﻹﺟراء ﻣرھوﻧﺎ ﺑوﺟود ﺳوق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺗﺳﻌﺔ ﺗﺷﮭد ﺗداوﻻ واﺳﻌﺎ ﻟﻸوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺟﮭﺎزھﺎ
اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻓﻌﺎﻻ و ﯾﻘدم ﺗﺳﮭﯾﻼت ﻛﺑﯾرة ﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان ،ﻟذﻟك ﻓﺎن اﻹﺟراء اﻟﺳﺎﺑق ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻧﻘوص اﻷﺛر ﻓﻲ
ظل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗﻘر إﻟﻰ اﻟﺷروط اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟذﻛر .
ﺳﻣﯾت ﻛذﻟك ) ﻣﺑﺎﺷرة ( ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺗﻘﻧﯾﺎت ذات طﺎﺑﻊ ﻣﺑﺎﺷر ﯾﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻻﺋﺗﻣﺎن
اﻟﻣﻣﻧوح ﻣن ﻗﯾل اﻟﺟﮭﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ و ﯾﻧدرج ﺗﺣت ھذا اﻹطﺎر ) ﻣﺑﺎﺷر ( ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻹﺟراءات :ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ
ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة و اﻹﺟراءات اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة و ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻋن ﺟﻣﻠﺔ إﺟراءات
أ :اﻹﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ
ﺗﺗوﻓر ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﺧدام وﺳﯾﻠﺔ اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻧﻘدﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺟﻣوع اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﺑﻐرض اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻣﻧوح و ﯾﻧدرج ھذا اﻹﺟراء ﺿﻣن اﻹﺟراءات اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﻧك اﻟﺑﻧوك ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﻹﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ھﻲ
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون ﺣدھﺎ اﻷدﻧﻰ ﻣﺎﻧﺣﺎ ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ ذﻟك ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺳﻠطﺔ ﺗﻐﯾﯾر ﻧﺳﺑﺔ ﺗﻠك اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت
43
* إن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر ھذه اﻟﻧﺳﺑﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻼﺋم و اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة رﻛودا أم ﺗﺿﺧﻣﺎ ،
ﻓﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ رﻓﻊ ھذه اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺗﺿﺧم و ﯾﺧﻔض ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت ﺗﻼﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي إذا ﻣﺎ أراد زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﻧﻘود ﻟﻠﺗداول ﻣن أﺟل إﺣداث اﻧﺗﻌﺎش اﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻘﺑل ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻘدار
اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﮭﺎ ﻟدﯾﮫ ﻣن أدﺟل ﺗﻣﻛﯾﻧﮭﺎ ﻣن ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن
* إن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﯾﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ ذﻟك اﻹﺟراءاﻟذي ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﮫ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺟز ﻓﯾﮭﺎ
ﺳﻌر اﻟﺧﺻم و اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻋﻠﻰ إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻟﻣﺎ ﻟﮫ ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ إﺣداث ذﻟك و ﻗد
اﺳﺗﺧدم ھذا اﻷﺳﻠوب ﻷول ﻣرة ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﺑﺗداء ﻣن ﺳﻧﺔ 1913ﺑﮭدف ﺗﺄﻣﯾن وداﺋﻊ ﻋﻣﻼء
اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﯾﺳﺗﺧدم ﺑﻌد ذﻟك ﻛﺈﺟراء ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻻﺋﺗﻣﺎن .
ﺗﻧدرج ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺄطﯾر اﻟﻘروض ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺑﺎﺷرة ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ ﺗﻧدرج ﻓﻲ إطﺎر اﻹﺟراءات اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻌﻛس اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻛل ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺷﻣوﻟﯾﺔ ھذا اﻹﺟراء ﻟﻛل اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑدون اﺳﺗﺛﻧﺎء ﺳواء اﻟﺗﻲ
ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ وﺟود اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟراھن ﻛﺎن ﯾﻛون وﺿﻌﺎ ﺗﺿﺧﯾﻣﯾﺎ أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺳﺎھم ﻓﯾﮫ .
* ﻟذاك ﻓﺎن ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺄطﯾر اﻟﻘروض اﻋﺗﺑرت ذﻟك اﻹﺟراء اﻟﻛﯾﻔﻲ ﻣﺣدود اﻷﺛر ﻓﻲ اﻟزﻣﺎن و اﻟﻣﻛﺎن ،ﻓﻔﻲ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ اﻹﻗﺗﺻﺎد ﻧﺟد اﻟدوﻟﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﺑﻧﻛﮭﺎ اﻟﻣرﻛزي ﺗﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺄطﯾرﯾﺔ ﺗوﺟﯾﮭﯾﺔ
ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق أﺳﺎﺳﺎ ﺑﻣﻘﺎدﯾر اﻟﻘروض و طرﯾﻘﺔ ﻣﻧﺟﮭﺎ ﺑﺎﻋطﺎء إرﺷﺎدات و ﺗوﺟﯾﮭﺎت ﻣﺑﺎﺷرة
و اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﮭﺎ اﻟﻣﻘﺗرض و ﻛذا ﺗﺣدﯾد اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻣﻧﺢ ﻟﮭﺎ ﻗروض ،و ﻗد ﯾذھب اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺣد ﻓرض ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺄطﯾرﯾﺔ إﺟﺑﺎرﯾﺔ ﯾﺣدد ﻓﯾﮭﺎ ﺑدﻗﺔ اﻟﺣد اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘروض اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻛن ﻣﻧﺣﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ھﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗزاﻣن ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﺑﺎﻧﺗﮭﺎج اﻟدوﻟﺔ ﺳﯾﺳﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻧﻔﻘﺎﺗﮭﺎ ،
44
ﻣﻊ ﺗﺷﺟﯾﻊ ﻟﻌﻣﻠﺔ اﻻدﺧﺎر ﻻﻣﺗﺻﺎص ﻓﺎﺋض اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺻدار ﺳﻧدات ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺗﺷﺟﻊ اﻷﻓراد و
ﯾﺟدر ﺑﻧﺎ اﻟﻘول ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد أن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺗداول ﺗﻌﺗﺑر
ﻣﺣدودة ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﺑﺗوﻓر ﺷروط ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻼءم و اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺳﺎﺋد ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻘوم
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺎﺗﺧﺎذ أﺣد اﻹﺟراءات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻻﺋﺗﻣﺎن ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﮫ ﺑل ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ و
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﯾﮭﺎ أن ﯾﺄﺧذ ﻓﻲ ﻋﯾن اﻹﻋﺗﺑﺎر ﻟﻛل اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد و اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﻌﯾق و ﺗﺣد
ﺳـــوق اﻟﻣــــﺎل
ﺗﻌرف اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣﻛﺎن اﻟﺗﻘﺎء ﻋرض اﻷﻣوال ) اﻟﻣدﺧرﯾن ( ﺑﺎﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ ) اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن( ،ﻓﮭﻲ ﺑذﻟك
ﺗﻣﺛل اﻟﺗﻘﺎء رﻏﺑﺎت اﻟﻌرض اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻣوال ) ﻣﺟﻣوع اﻟﻣدﺧرﯾن ( ﻣﻊ رﻏﺑﺎت اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﮭﺎ ) اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ( ،
وﺿﯾﻔﺗﮭﺎ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﻧﻘل ﺟزء ﻣﮭم ﻣن ﻣدﺧرات اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ذات ﺟدوى اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن
أﻓﺿل اﺳﺗﺧدام ﻟﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘﻧوات اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺳﺎب ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﺎل ﻣن أﻓراد و ﻣؤﺳﺳﺎت و ﻗطﺎﻋﺎت ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ أﻓراد و ﻣؤﺳﺳﺎت و ﻗطﺎﻋﺎت أﺧرى ،ﺣﯾث ﺗﻣﺛل اﻷوﻟﻰ ذوي اﻟﻔﺎﺋض ﻣن اﻷﻣوال .أﻣﺎ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﺗﺿم ھذه اﻟﺳوق أطراف ﻋدة أﺑرزھﺎ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﻣﺟﻣوع اﻟﻣدﺧرﯾن ﻣن أﻓراد و ﻣؤﺳﺳﺎت ،و ﻣﺟﻣوع
اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ،و ﻣﺟﻣوع اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ .ﻓﻔﻲ ﻛل وﻗت و ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛل اﻗﺗﺻﺎد ﯾﻣﻛن أن ﻧﺟد
اﻟﻌدﯾد ﻣن اّﻷطراف اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻟﻸﻣوال و ﻟﻛن ﺗﻧﻘﺻﮭﺎ اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،و ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗﺗواﺟد أطراف
أﺧرى ﺗﺗوﻓر ﻟدﯾﮭﺎ اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﺗﻧﻘﺻﮭﺎ اﻷﻣوال اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹﺗﻣﺎم ذﻟك .ﻣن ھذا اﻟﻣﻧطﻠق
ﺟﺎءت أھﻣﯾﺔ وﺟود اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻧﺗﻘﺎل ﺗﻠك اﻷﻣوال ﻣن اﻷطراف اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق ﻓﺎﺋﺿﺎ إﻟﻰ اﻷطراف
اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛو ﻋﺟزا ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻣوﯾل .ﻣن ھذا اﻟﻣﻧظور ﯾرى اﻟﺑﻌض أن دور اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ
45
– 1ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻼﻗﻲ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن و اﻟﻣﺷﺗرﯾن و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر أﺻل ﻣﺎﻟﻲ ﻣﻌﯾن.
ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﮭذه اﻟﻣﮭﻣﺔ ﺗﻧﻘﺳم اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﺷﻘﯾن أﺳﺎﺳﯾن ھﻣﺎ :ﺳوق رأس اﻟﻣﺎل ،و ﻣﺎ ﯾدﻋﻲ ﺑﺳوق
اﻟﻧﻘد ،ﯾﺷﺗرك ﻛﻼھﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ وﺟود ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣن طﺎﻟﺑﻲ و ﻋﺎرﺿﻲ اﻷﻣوال ﻓﻲ أي ﻟﺣﺿﺔ .ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ
أن ھذا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻣﻌﯾﺎر أﺳﺎﺳﻲ ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣل اﻟزﻣن ،ﺣﯾث ﯾرﺗﺑط ﻧﺷﺎط اﻟﺳوق اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻵﺟﺎل اﻟطوﯾﻠﺔ
و ﯾرﺗﺑط ﻧﺷﺎط اﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻵﺟﺎل اﻟﻘﺻﯾرة ،و ﺗﻧﻘﺳم ﺳوق رأس اﻟﻣﺎل ﺑدورھﺎ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻷﺳواق :أﺳواق
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﺳواق اﻟﺣﺎﺿرة ﺗﻠك اﻷﺳواق اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ﻣن أﺳﮭم و ﺳﻧدات ﯾﺗم
واﺳﺗﻼﻣﮭﺎ ﻓور إﺗﻣﺎم اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ،و ﯾﺿم ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺳواق ﻛل ﻣن أﺳواق رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻧظﻣﺔ، ﺗﺳﻠﯾﻣﮭﺎ
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺳواق رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻐﯾر ﻣﻧظﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻘﯾدة ﺑﺎﻟﺑورﺻﺔ .أﻣﺎ
أﺳواق اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻓﮭﻲ أﺳواق ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻷﺳﮭم و اﻟﺳﻧدات ،ﻟﻛن ﻣن ﺧﻼل ﻋﻘود ﺗرﺗﺑط
ﺑﺗوارﯾﺦ ﻣؤﺟﻠﺔ.
46
أﺳواق رأس اﻟﻣﺎل
ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﮫ أن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة و ﻣﺎ ﺗﺷﮭد ﻣن ﻛﺑر ﻓﻲ ﺣﺟﻣﮭﺎ و ﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﮭﺎ ،و
ﺗﻧوع ھﺎﺋل ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﮭﺎ ﺟﻌﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﺣث داﺋم ﻋن ﻣﺻﺎدر ﻟﺗﻣوﯾل أﻧﺷطﺗﮭﺎ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،ﺑﺎﺳﺗﺧدام أدوات
ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺂﺟﺎل اﺳﺗﺣﻘﺎق طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل و ھو اﻷﻣر اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷي ﻣؤﺳﺳﺔ أن ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﮫ اﻻ ﻓﻲ ظل ﺗوﻓر
ان ﺳوق رأس اﻟﻣﺎل ھﻲ ﺗﻠك اﻟﺳوق اﻟﺗﻲ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺣﺛﺎ ﻋن اﻟﺗﻣوﯾل طوﯾل اﻷﺟل ،أﻣﺎ ﺑﻌرض ﻛل
أو ﺟزء ﻣن رأس ﻣﺎﻟﮭﺎ ﻟﻼﻛﺗﺗﺎب اﻟﻌﺎم ،و ﺗﺳﻣﻰ ﺑذﻟك ﺷرﻛﺎت ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﮭذه اﻟﻣؤﺳﺳﺎت أن ﺗﺣﺻل
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻣن ﺣﯾث ﺣﺟﻣﮫ و ﺗﻛﻠﻔﺗﮫ ،ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻣﻠﮭﺎ ﻟدﯾن ﯾﻣﺛل اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﺗطرﺣﮭﺎ
ﻟﻼﻛﺗﺗﺎب ،و ﺗﺗم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣذﻛورة ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳوق اﻷوﻟﻲ ﻟﯾﺗم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗداول ﺗﻠك اﻷوراق ﺿﻣن اﻟﺳوق
اﻟﺛﺎﻧوي ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﺳوق رأس اﻟﻣﺎل ﯾﺿم ﻣﻛوﻧﺗﯾن ھﻣﺎ :اﻟﺳوق اﻷوﻟﻲ و اﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧوي .ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر
“
ﺗﻌرف ﺳوق رأس اﻟﻣﺎل ﺑﺄﻧﮭﺎ ” :اﻟﺳوق اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛﻔل ﺑﺈﯾﺟﺎد اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﺂﺟﺎل ﺗﻔوق اﻟﺳﻧﺔ اﻟواﺣدة
اﻟﺳوق اﻷوﻟﻲ
ﯾﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ ﺑﺳوق اﻹﺻدار و ھﻲ ﺗﻠك اﻟﺳوق اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛﻔل ﺑﺧﻠﻘﮭﺎ ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻣوﯾل ،ﺗﻌرض
ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ أﺻدرت ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ ﻟﺣﺳﺎب ﻣؤﺳﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﺷرﻛﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ أو
ﺣﻛوﻣﯾﺔ ،و ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺑﻧوك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،و ﺑﻌرﻓﮭﺎ أﺣد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ” ﺑﺄﻧﮭﺎ اﻟﺳوق ﺣﯾث
ﯾﻛون ﺑﺎﺋﻊ اﻟورﻗﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ) اﻷﺳﮭم و اﻟﺳﻧدات ( ھو ﻣﺻدرھﺎ أي أن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ھﻲ اﻟﺑﺎﺋﻌﺔ ﻟﮭذه اﻟورﻗﺔ .ﻓﺑﻧوك
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻛﻣﻧظﻣﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻐطﯾﺔ اﻹﺻدار ﻛﺛﯾرة اﻻﻧﺗﺷﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،و ﺗﻐﯾب ﻓﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أو اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻟﯾﺗم ﺗﻌوﯾﺿﮭﺎ ﺑﺑﻌض اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑدورھﺎ.
ﯾﻧﺣﺻر دور ﺑﻧك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻛوﻧﮫ وﺳﯾطﺎ ﺑﯾن ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن ﺑﺧﺻوص ورﻗﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺟﮭﺔ
اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﮭﺎ ﻛﺄن ﺗﻛون ﻣؤﺳﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓﮭو ﺑذﻟك ﯾﻘدم اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﺟﻣوع اﻟﺷرﻛﺎت اﻟراﻏﺑﺔ ﻓﻲ
إﺻدار أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ ،و ﺑﻘوم ﺑدور أﺳﺎﺳﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻐطﯾﺔ اﻹﺻدار ﺑﺄﻛﻣﻠﮫ ﺑﮭدف إﻋﺎدة ﺑﯾﻌﮫ ﻟﻌﻣوم اﻟﺟﻣﮭور .
47
ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﻧﺷﯾر ھﻧﺎ إﻟﻰ أن ﺗﻐطﯾﺔ اﻹﺻدار ﻣن ﻗﺑل ﺑذﻟك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻻ ﯾﻌد اﺳﺗﺛﻣﺎرا داﺋﻣﺎ ،و إﻧﻣﺎ ھو اﺳﺗﺛﻣﺎر
ﻣؤﻗت ﯾزول ﺑﻣﺟرد ﺗﺧﻠص اﻟﺑﻧك ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﻣﻠﺗﮭﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻدار ﺗﻠك .و ﺗﺿطﻠﻊ ﺑﻧوك
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﺧﻼل وﺟودھﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﺳوق رأس اﻟﻣﺎل ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﮭﺎم اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
- 1ﺗﺗﻛﻔل ﺑﻣﮭﻣﺔ ﺗﻘدﯾم اﻟﻧﺻﺢ و اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﺑﺷﺄن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻدار ﻣن ﺣﯾث ﺣﺟﻣﮭﺎ اﻷﻣﺛل ،ﺗوﻗﯾﺗﮭﺎ اﻟﻣﻧﺎﺳب
،ﻋرض ﺑداﺋل ﺗﻣوﯾل أﺧرى ﻋﻠﻰ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻏب ﻓﻲ اﻹﺻدار ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺎﻋد وﺟودھﺎ اﻟﺟﮭﺎت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻋن
اﻟﺗﻣوﯾل ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾم ﻗراراﺗﮭﺎ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﻗﺑل اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺻدار ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻟﻣﺎ ﯾﺗوﻓر ﻟدى ﺑﻧك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن
ﻣؤھﻼت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل ﺗﻛﺳﺑﮫ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ أﺣﺳن اﻟﻘرارات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻛﻔﺎءة و ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ .
– 2ﯾﺗﻛﻔل ﺑﻧك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﻛل اﻹﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻹﺗﻣﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻدار اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑورﻗﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﻛﺎﻻﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﺟﮭﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع ،اﻻﺗﺻﺎل ﺑﺑورﺻﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﺳﺗﺷﺎرة ﻟﺟﻧﺔ
اﻟﺑورﺻﺔ .
– 3إﺑرام ﻋﻘد أو ﺗﻌﮭد ﻣﻊ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠورﻗﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺧﺻوص ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﻛﺗﺗﺎب اﻟﺗﻲ ﻧﻣﯾز ﻓﯾﮭﺎ
ﺣﺎﻻت ﻋدة ،ﻛﺄن ﯾﺗﻌﮭد ﺑﻧك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺑﯾﻊ ﻛل اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻدرة ،أو أن ﯾﺗﻌﮭد ﺑﺑﯾﻊ ﺟزء ﻣن ﺗﻠك اﻷوراق
و ﯾدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ،أو أن ﯾﺗﻌﮭد ﻓﻘط ﺑﺑذل ﺟﮭد أﻛﺑر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻋﻠﻰ اﻟورﻗﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ دون أن ﯾﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟﻐﯾر ﻣﻛﺗﺗب ﻓﯾﮫ ،و اﻟذي ﯾرد إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺻدرة ،و ﻓﻲ ﻛل اﻟوﺿﻌﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ اﻷﺧﯾرة ﻧﺟد ﺑﻧك
– 4إﺗﻣﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ اﻟورﻗﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻛﺛﯾف ﺑﻧك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻻﺗﺻﺎﻻﺗﮫ وإﻋﻼم ﺟﻣﮭور
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻌﮫ ﺑﺧﺻوص ﺗﻠك اﻟورﻗﺔ و ﺗرﻏﯾﺑﮭم ﻓﻲ اﻗﺗﻧﺎﺋﮭﺎ ،و ھو اﻷﻣر اﻟذي ﺗﻣﮭد ﻟﮫ ﺑﻧوك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋن
طرﯾق ﺗﻛﺛﯾف اﻹﻋﻼم ﺑﻣﺟرد اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﺟﮭﺔ اﻟراﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻹﺻدار ﻋﻠﻰ ﺣﺟم و ﺗوﻗﯾت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل إﻧﺟﺎﺣﮭﺎ.
اﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧوي
ﺗدﻋﻲ أﯾﺿﺎ ﺑﺳوق اﻟﺗداول ،و ھﻲ اﻟﺳوق اﻟﺗﻲ ﺗﺗداول ﻓﯾﮭﺎ ﻛﺎﻓﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻌد ﻋﻣﻠﯾﺔ إﺻدارھﺎ ،أي ﺑﻌد ﻗﯾﺎم
ﺑﻧوك اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔﻠت ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺻدار ﺑﺗوزﯾﻌﮭﺎ ،و ﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ:
48
” اﻟﺳوق اﻟﺗﻲ ﺗﺗداول ﻓﯾﮭﺎ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺑق إﺻدارھﺎ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻷوﻟﯾﺔ ،و ﺗﻌﻣل ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺗﻧﺷﯾط ﺗداول اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و ﺗوﻓﯾر ﻋﻧﺻر اﻟﺳﯾوﻟﺔ » .9وﺗﺗﻛون أﺳواق اﻟﺗداول ﻣن أﺳواق ﻣﻧظﻣﺔ و
– 1اﻷﺳواق اﻟﻣﻧظﻣﺔ
ھﻲ ﺗﻠك اﻷﺳواق اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻋﻣﺎﻟﮭﺎ ﻟﻠﻘواﻋد و اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﮭﺎ اﻟدوﻟﺔ و أﺟﮭزﺗﮭﺎ
اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ،و ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻓق طرﯾﻘﺔ اﻟﻣزاﯾدة و ﯾﺗم اﻟﺗداول ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﺣدد ﻣن أﻣﺛﻠﺗﮭﺎ ﺑورﺻﺔ
ﻧﯾوﯾورك ،ﺑﺎرﯾس ،ﻟﻧدن ،طوﻛﯾو ،ﺑﻛﯾن ،و ﺗﺗﻣﯾز ﻛل اﻟﺑورﺻﺎت ﺑﺟواﻧب ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺟﻌل ﻣﻧﮭﺎ أﺳواﻗﺎ
ﻧﺷطﺔ و ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘق ﺟﺎﻧﺑﻲ اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﯾﮭﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ و اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ .و ھﻲ ﺗﻠك اﻟﺑورﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻟدﯾﮭﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ
أطراف ﯾﺣق ﻟﮭﺎ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾﻔﮭﺎ إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ أﻧواع ﯾدﺧﻠون اﻟﺑورﺻﺔ وﻓق ﺷروط ﻣﺣددة ﻣﻊ
-1اﻟﺳﻣﺎﺳرة اﻟوﻛﻼء :ﯾﻣﺛل اﻟﺳﻣﺳﺎر اﻟوﻛﯾل إﺣدى ﺷرﻛﺎت اﻟﺳﻣﺳرة ﻟﻠﻣﺗﺎﺟر ﻟﺣﺳﺎﺑﮭﺎ ﯾﻣﺛﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ
- 2اﻟﺳﻣﺎﺳرة اﻟﻘﺎﻋﺔ ) اﻟردھﺔ ( :ھﻲ أطراف ﻻ ﺗﻌﻣل ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺷرﻛﺎت ﺳﻣﺳرة ﺑل ﯾﻌﻣﻠون ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم
اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻣن ﯾﺣﺗﺎﺟﮭﺎ و ﺗدﻓﻊ رﺳوم اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ ﻣن ﺣﺳﺎﺑﮭﺎ اﻟﺧﺎص و ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮭم ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت ﺣﺗﻰ
ﻟﻠﺳﻣﺎﺳرة اﻟوﻛﻼء ،و ﯾﺟرون اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺑدﻻ ﻋﻧﮭم ،ﻓوﺟود ﺳﻣﺎﺳرة اﻟﺻﺎﻟﺔ ﻣن ﺷﺎﻧﮫ ﺗﻧﺷﯾط ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗداول ﻓﻲ
- 3ﺗﺟﺎر اﻟﻘﺎﻋﺔ ) اﻟردھﺔ ( :ﯾﻌﺗﺑرون ﻣن ﺳﻣﺎﺳرة اﻟﺻﺎﻟﺔ ،ﯾدﻓﻌون رﺳوم اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻣن ﺣﺳﺎﺑﮭم اﻟﺧﺎص
ﻟﻛﻧﮭم ﯾﻌﻣﻠون ﻟﺣﺳﺎﺑﮭم و ﻟﯾس ﻟﻐﯾرھم ،ﻓﮭم ﺑذﻟك ﻣﺿﺎرﺑﯾن ﯾﻣﻠﻛون أﻣواﻻ ﯾﻧﺗظرون اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق
49
–4اﻟﻣﺗﺧﺻﺻون :ھم أﺷﺧﺎص ﯾﺗﺧﺻص ﻛل ﻣﻧﮭم ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﺷرﻛﺎت ،ﻓﻠﻛل ورﻗﺔ ﻣﺗﺧﺻص واﺣد ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﮭﺎ ،و ﯾدﻓﻌون رﺳوم ﻋﺿوﯾﺗﮭم ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ ﻣن أﻣواﻟﮭم اﻟﺧﺎﺻﺔ.
ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺷﺧص اﻟﺳﻣﺳﺎر وﺷﺧص اﻟﺗﺎﺟر ﺑﻣﺎ أﻧﮫ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮭم إﺟراء ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻟﺣﺳﺎب ﻏﯾرھم ﻣﻘﺎﺑل ﻋﻣوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ
ﯾﻣﻛﻧﮭم إﺟراء ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻟﺻﺎﻟﺣﮭم ﻟﺗﺣﻘﯾق رﺑﺢ ،و ﯾﺗواﺟد اﻟﻣﺗﺧﺻﺻون ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺑﮭدف ﺗﺣﻘﯾق اﻷداء اﻟﻣﻧﺗظم
واﻟﻣﺳﺗﻘر ﻓﯾﮭﺎ ﻓﮭم ﻣن ﺻﺎﺋﻐﻲ اﻷﺳواق ﻓﻔﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻌرض ﻋن ورﻗﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻟطﻠب
ﺗﺷﺗري اﻟﻔﺎﺋض و ﻋﻧد زﯾﺎدة اﻟﻣطﻠوب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌروض ﻣن ورﻗﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﻟﺳد اﻟﻌﺟز و ﺗﺣﻘﯾق
– 5ﺗﺟﺎر اﻟطﻠﺑﯾﺎت اﻟﺻﻐﯾرة :أطراف ﺗﺗداول اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾﻌﺎ و ﺷراء ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺑورﺻﺔ ،و ﺗﻘوم
ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت ﺷراء اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺣﺳﺎﺑﮭﺎ اﻟﺧﺎص ﺑﻐرض إﻋﺎدة ﺑﯾﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻻﺣﻘﺔ ﻣﻊ ﺗﺣﻘﯾق ھﺎﻣش رﺑﺢ ،و ﻋﺎدة
ﻣﺎ ﺗﻛون ھﺎﻣش اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾﺣﻘﻘوﻧﮫ ﺿﺋﯾل ﯾﻣﺎرﺳون ﺗﺄﺛﯾرا ﻋﻠﻰ اﻟﻌرض و اﻟطﻠب ﻣن اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و ﯾﺻﻔﮭم
ﯾﺗﻌﻠق ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺳواق ﺑﻛل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﺧﺎرج اﻷﺳواق اﻟﻣﻧظﻣﺔ أو اﻟﺑورﺻﺎت ،و ﯾطﻠق
ﻋﻠﯾﮭﺎ اﺳم اﻟﺳوق اﻟﻣوازي ﺗﺗوﻟﻰ إﺗﻣﺎم ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﮫ ﺟﻣﯾﻊ ﺷرﻛﺎت اﻟﺳﻣﺳرة و ﻻ ﯾوﺟد ﻟﮭﺎ ﻣﻛﺎن ﻣﻌﻠوم ﺗﺗم ﻓﻲ إطﺎره
ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ،ھذه اﻷﺧﯾرة ﺗﺗم ﺑﺄﺷﻛﺎل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛﺎﻻﺗﺻﺎل اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲ .
ﯾﺗﻌﻠق اﻟﺗداول ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻐﯾر ﻣﻧظﻣﺔ ﺑﺎﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳﻧدات ،و ﯾﺗﺣدد
ﺳﻌر اﻟورﻗﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺳوق ﺑطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻔﺎوض اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﺳوق و اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟورﻗﺔ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣوﺿوع اﻟﺗﻔﺎوض ،ﻟﻛن ﻣﺎ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﺳواق أﻧﮭﺎ ﺗﺷﮭد ھزات ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ،و ﻓﻲ ﻏﯾﺎب ﺟﮭﺎز ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﯾﺣﻛم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗداول ﻓﯾﮭﺎ ﻓﺎﻧﮫ ﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﺗدﺧل ﻟﻠﺣد ﻣن ﺗذﺑذب اﻷﺳﻌﺎر
50
ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷرﻛﺎت اﻟﺳﻣﺳرة اﻟﺗﻲ ﺗرﻏب ﻓﻲ إﺟراء ﺗﻌﺎﻣﻼت ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﺳوق اﻟﻐﯾر ﻣﻧظﻣﺔ أن ﺗﺛﺑت ﻋﺿوﯾﺗﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻻﺗﺣﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻟﺗﺟﺎر اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،و ھو اﻟﺗﻧظﯾم
اﻟﻣﺧول ﻟﮫ ﺗﺣدﯾد ﺷروط اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻓﯾﮫ ،و ﯾﻣﺎرس رﻗﺎﺑﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﻋﺿﺎﺋﮫ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗزاﻣﮭم ﺑﺎﻟﻘواﻋد
– 3اﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ
ﺗﻣﺛل ﺟزءا ﻣﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﺳوق اﻟﻐﯾر ﻣﻧظﻣﺔ ،و ﺗﺿم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﺷرﻛﺎت اﻟﺳﻣﺳرة اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ
ﻋﺿوﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳوق اﻟﻣﻧظﻣﺔ ) اﻟﺑورﺻﺔ ( رﻏم ﺗوﻓرھﺎ ﻋﻠﻰ اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﺎﻟﺑورﺻﺔ ،
و ﻣن ﺑﯾن اﻷطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺳوق ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺗﻘﺎﻋد ،ﺷرﻛﺎت اﻟﺳﻣﺳرة اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﺗﻣﺛﯾل
ﺑﺎﻟﺑورﺻﺔ .
– 4اﻟﺳوق اﻟراﺑﻌﺔ
ﺗﺿم ھذه اﻟﺳوق طرﻓﯾن ﻣﮭﻣﯾن :اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة و ﻣﺎﻟﻛﻲ اﻷﻣوال اﻟذﯾن ﯾﺷﻛﻠون ﺳوﻗﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻣن
ﺧﻼل ﺷراء و ﺑﯾﻊ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل طﻠﺑﯾﺎت ﺗﺟﻧﺎ ﻟدﻓﻊ ﻋﻣوﻻت ﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺻرة ﺟراء ذﻟك اﻟﺗﻌﺎﻣل.
أﺳواق اﻟﻧﻘد
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ” ﺗﻠك اﻟﺳوق اﻟﺗﻲ ﺗﺗداول ﻓﯾﮭﺎ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﻣﺎﺳرة و
اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻛذا ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟﮭﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ و ذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘﺻﯾرة اﻷﺟل اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرھﺎ
اﻟﺣﻛوﻣﺔ “ و ﯾﻌرﻓﮭﺎ آﺧر ﺑﺄﻧﮭﺎ اﻟﺳوق اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻘل ﻓﯾﮭﺎ اﻷﻣوال ﻣن ﺧﻼل أدوات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل ذات درﺟﺔ
ﺳﯾوﻟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ “
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﺎن ﻣوﺿوع اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ھو اﻟﺗﻣوﯾل ﻓﻲ اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺻﯾرة و اﻟذي ﯾﺷﻣل ﺗﻠك اﻟﺗﺳﮭﯾﻼت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺻﻧﺎﻋﺔ و اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن ﻗروض و ﻛﻣﺑﯾﺎﻻت ﻣﺧﺻوﻣﺔ أو ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘطﺎﻋﺎت اﺳﺗﮭﻼﻛﯾﺔ ،و ﺗﻌﺗﻣد
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﻧﺷﺎط ﻓﻲ ﻣﻧﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﯾﮫ ﻣن أﺻول ﻧﻘدﯾﺔ ﺳﺎﺋﻠﺔ ﻣن ﻧﻘود ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ و ﻧﻘود
اﻟوداﺋﻊ .ﻓﺎﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﮭذا اﻟﻣﻔﮭوم ھﻲ ﺗﻠك اﻟﺳوق اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻌرض و اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض ﻗﺻﯾرة
51
اﻷﺟل و ﻣن ﻣﯾزاﺗﮭﺎ أﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﻛﺎن ﻣﻌﻠوم ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑل أن ﺟﻣﯾﻊ
ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﻠك اﻟﺳوق ﺗﺗم ﺑوﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻣن ھﺎﺗف و ﻓﺎﻛس واﺗﺻﺎل اﻟﻛﺗروﻧﻲ .
ﯾﺧﺗﻠف ھﯾﻛل اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗواﺟدة ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺣﯾث درﺟﺔ ﺗطور اﻗﺗﺻﺎدھﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ
درﺟﺔ ﺗطور ﺳوﻗﮭﺎ اﻟﻧﻘدي ﻣن ﺣﯾث ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرھﺎ ،درﺟﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻧﺟد اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﺗظم ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت :اﻷوﻟﻰ وﺗدﻋﻰ ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺻم ،أﯾن ﺗﺧﺻم اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ھﻲ ﺗﻠك اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن ﺣﺎﻣل اﻟورﻗﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﺑﻧك ﻣﻌﯾن ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﮭﺎ دﻓﻊ ﻗﯾﻣﺔ اﻟورﻗﺔ ﻗﺑل أﺟل اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻧﺳﺑﺔ
ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺑﻧك ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﺗﻧﺎزل ﻋن ﻣﺎل ﺣﺎﺿر ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎل ﻣﺳﺗﻘﯾل .
أﻣﺎ اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻓﯾدﻋﻰ ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﺗوﺟﮫ ﻣﺟﻣوع اﻟﺑﻧوك اﻟﺣﺎﺋزة
ﻋﻠﻰ أوراق ﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي طﺎﻟﺑﯾن إﻋﺎدة ﺧﺻﻣﮭﺎ ﻟدﯾﮫ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺳﯾوﻟﺔ
ﻧﻘدﯾﺔ ﻗﺑل وﺻول آﺟﺎل اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﮭﺎ ﻣﻘﺎﺑل ﻧﺳﺑﺔ ﯾﺄﺧذھﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم .
ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف أﻗﺳﺎﻣﮭﺎ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺑﻼد اﻟﻣﺗواﺟدة ﻓﯾﮭﺎ ﻟﻛن ﻣوﺿوﻋﮭﺎ واﺣد و اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﯾﮭﺎ واﺣدة ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺧﺻم و إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﻓﺈذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ ﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﺳوق اﻷوﻟﻰ :و ﺗدﻋﻲ ﺑﺎﻟﺳوق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﻧوك ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻛل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑﻧوك و ﺗﺿم أطراف
اﻟﺳوق اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :و ﺗدﻋﻰ ﺳوق اﻟﻘﯾم اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ،ھﻲ ذﻟك اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﮭﺎ ﺗداول
ﺷﮭﺎدات اﻹﯾداع ،أذوﻧﺎت اﻟﺧزاﻧﺔ ،ﺳﻧدات اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و ﺳﻧدات اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .
ﻟﻛن ﻣﮭﻣﺎ اﺧﺗﻠﻔت اﻟﺗﺳﻣﯾﺎت و اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻟﺗﻠك اﻟﺳوق ﯾﺑﻘﻰ ﻣوﺿوﻋﮭﺎ واﺣد و ھدﻓﮭﺎ واﺣد ﻓﻲ ﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺟﮭﺎز ﻓﻌﺎل ﯾوﻓر ﺑداﺋل ﺟﯾدة ﻟﻼدﺧﺎر و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻵﺟﺎل اﻟﻘﺻﯾرة ﻟﺗﻣﻛﯾن اﻷﻓراد و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻟﻔﺎﺋض اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣن ﺗوظﯾﻔﮭﺎ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر و اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮭﺎ ﺟراء ﺗﺣﺻﯾل ﻓواﺋد ﻋن ذﻟك ،ﻓﮭﻲ آﻟﯾﺔ
ﻣﮭﻣﺔ ﺗﺟﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻗوﻋﮫ أﻣﺎم ظﺎھرة اﻻﻛﺗﻧﺎز و ﻣﺎ ﺗﻣﺎرﺳﮫ ﻣن أﺛر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
52
اﻟﻛﻠﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ظﺎھرة ﺗﻣس ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق ﺧﺎﺻﺔ اﻻﺳﺗﮭﻼﻛﻲ ﻣﻧﮫ ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻊ ﺑﺎﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻰ
اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻣﻊ اﻟزﻣن و إﺣداﺛﮫ ﻷﺛر ﺑﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ وﺗﯾرة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ و ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺗﺑﺎطؤ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣواﺟﮭﺔ
ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ :إن اﻟﺗطرق ﻟﻣوﺿوع ﺣرﻛﺔ اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن ﺣﺎﺋزﯾﮭﺎ ) ﻋﺎرﺿﯾﮭﺎ ( و طﺎﻟﺑﯾﮭﺎ ﯾﺗم ﻓﻲ
اﻟواﻗﻊ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوع ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ و ﻧﻘدﯾﺔ وﺳﯾطﺔ ،اﻛﺗﺳﺑت ﺑذﻟك اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺧﺻﺎﺋص ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻣﯾزھﺎ ﻋن
أوﻻ :ﻣن ﺣﯾث ﻣوﺿوﻋﮭﺎ ﻓﺎن ھذه اﻟﺳوق ﺗﺧﺗص ﺑﺗوع ﻣن اﻷﺻول ﻣﯾزاﺗﮭﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ارﺗﻔﺎع درﺟﺔ ﺳﯾوﻟﺗﮭﺎ
اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ و ﻧﻘﺻد ﺑﻣﺻطﻠﺢ ﺳﯾوﻟﺔ ھﻧﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣوﯾل أﺻل ﻣﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﺳﯾوﻟﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ) اﻟﻧﻘود ( ﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ و ﺟﯾزة
دون ﺗﻛﺑد ﺧﺳﺎﺋر ﻛﺑﯾرة ﻣن ﺑﯾن ھذه اﻷﺻول ﻧذﻛر أذون اﻟﺧزاﻧﺔ ،اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺻﻛوك
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾﮫ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺟد ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ،اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن و ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﻓﻲ ھذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت.ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﻣؤﺳﺳﺎت ﺗﻠﻌب دور اﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻷطراف اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻣن أﻓراد و ﻣﺷروﻋﺎت و
ﺣﻛوﻣﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻊ ﻓواﺋﺿﮭم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣدﺧرات إن ﺣﻘﻘوا ﻓﺎﺋﺿﺎ ﻋن ﺣﺎﺟﺎﺗﮭم و ﺗﻣﻧﺣﮭم اﺋﺗﻣﺎن إن
إن اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺣﻛم ﺗواﺟدھﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﺣﺟم اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد و ﺗوﻓﯾر أدوات
اﻟدﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺟﮭﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑوظﯾﻔﺗﮭﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﻧﺷﺎط اﻹﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟﺎري
ﻣن ﻧﺷﺎط ﺗﺟﺎري و ﺻﻧﺎﻋﻲ و اﺳﺗﮭﻼﻛﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻗطﺎﻋﺎت ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻣوﯾل داﺋم ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑدورھﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﺷﯾط
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻣن ﺣﯾث ﺗوازﻧﮭﺎ ﻓﺎن اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗﺣﻘق ﺗوازﻧﮭﺎ واﺳﺗﻘرارھﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺳﺎﺋد ﻓﯾﮭﺎ و ﯾﻌﺑر
ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻋن ﺗﻔﺿﯾل اﻟﻔرد أو اﻟﻣﺷروع اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﺳﺗﮭﻼك ﺧﺎﻟﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗﮭﻼك ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻣﺿﺎﻓﺎ
53
إﻟﯾﮫ ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗرﺗب ﻋن أﺻل اﻟﻘرض أو اﻟودﯾﻌﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أن ﯾﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ
ﻓﻲ إﺧﻼل اﻟﺗوازن اﻟذي ﯾﺣﺗﺎﺟﮫ اﻹﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺧﻼل ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﯾﮫ إﻣﺎ
ارﺗﻔﺎﻋﺎ أو اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ.
54