Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
باسم الشعب
والسادة القضاة
فى الجلسة العلنية المنعقدة بمقر محكمة النقض بدار القضاء العالى بمدينة القاهرة
فى يوم الثالثاء 23من جمادى األخرة سنة 1438هـ الموافق 21من مارس سنة 2017م .
أصدرت الحكم األتى:
الوقائع
أتهمت النيابة العامة المطعون ضدهما فى قضية الجناية رقم .......لسنة 2011قسم بوالق أبو العال
(المقيدة بالجدول الكلى برقم 58لسنة 2011وسط القاهرة ) بوصف أنهما فى خالل عام 2010
بدائرة قسم بوالق أبو العال – محافظة القاهرة :
وأحالتهما إلى محكمة جنايات القاهرة لمعاقبتهما طبقا للقيد والوصف الواردين بأمر االحالة ،وادعى
مدنيا قبل المتهمين محاميان عن نفسهما وبصفتهما عن لجنة الحريات وحقوق اإلنسان بنقابة
المحامين ،كما ادعت هيئة قضايا الدولة مدنيا قبل المتهمين .
والمحكمة المذكورة قضت حضوريا لألول وغيابيا للثانى فى 2011/7/5ببراءة المتهمين مما أسند
اليهما وبعدم قبول االدعاء المدنى المبدى من نقابة المحامين لرفعه من غير ذى صفة وبرفض
الدعوى المدنية المقامة منهيئة قضايا الدولة وألزمت المدعين بالحق المدنى المصاريف ومائتى جنيه
أتعابا للمحاماة .
فطعنت النيابة العامة فى هذا الحكم بطريق النقض فى 2011/8/28وأودعت مذكرة بأسباب الطعن
فى التاريخ ذاته موقعا عليها من محام عام بها ،كما طعنت هيئة قضايا الدولة نائبة عن وزير .......
بصفته مدعيا بالحق المدنى فى هذا الحكم بطريق النقض فى 2011/9/3وأودعت مذكرة بأسباب
الطعن فى التاريخ ذاته موقعا عليها من مستشار بها .
وبجلسة 22من فبراير سنة 2017نظرت الهيئة العامة للمواد الجنائية الطعن وسمعت المرافعة على
ماهو مبين بمحضر الجلسة وقررت الهيئة حجز الطعن ليصدر فيه الحكم بجلسة اليوم .
الهيـئة
بعد االطالع على األوراق وسماع التقرير الذى تاله السيد القاضى المقرر والمرافعة وبعد المداولة
قانونا .
وحيث إنه بجلسة الثالث من إبريل سنة 2016قررت دائرة األحد " أ" الجنائية إحالة الطعن الماثل
إلى الهيئة العامة للمواد الجنائية بطلب حسم الخالف بين الدوائر الجنائية بالمحكمة فى األحكام
الصادرة منها بجواز أو عدم جواز طعن النيابة العامة والمدعى بالحقوق المدنية والمسئول عنها
با لنقض فى الحكم الصادر من محكمة الجنايات فى غيبة المتهم بجناية بعد إلغاء المادة " "33من
القانون رقم 57لسنة 1959بشأن حاالت وإجراءات الطعن أمام محكمة النقض وذلك بالقانون رقم
74لسنة . 2007
ومن حيث إن الحكم المطعون فيه صدر من محكمة جنايات القاهرة حضوريا للمطعون ضده األول
...........................وغيابيا للثانى ،.......................بجلسة 5من يوليو سنة 2011ببراءتهما
مما أسند إليهما وبرفض الدعوى المدنية المقامة من هيئة قضايا الدولة ،فقررت النيابة العامة
وهيئة قضايا الدولة عن وزير ..................بصفته مدعيا بالحقوق المدنية الطعن فى هذا الحكم
بطريق النقض
ولما كان الحكم قد صدر غيابيا بالنسبة للمطعون ضده الثانى وكان قد صدر من قبل القانون رقم 74
لسنة 2007المعمول به من أول أكتوبر سنة 2007والذى نص فى المادة الخامسة منه على إلغاء
المادة 33من قانون حاالت وإجراءات الطعن أمام محكمة النقض الصادر بالقانون رقم 57لسنة
1959والتى كانت تجيز للنيابة العامة والمدعى بالحقوق المدنية والمسئول عنها كل فيما يختص به
الطعن بطريق النقض فى الحكم الصادر من محكمة الجنايات فى غيبة المتهم بجناية .
وحيث إنه لما كانت الدوائر الجنائية بالمحكمة قد تباينت األحكام الصادرة منها فى طعن النيابة العامة
على حكم البراءة الصادر من محكمة الجنايات فى غيبة المتهمفى جناية ،فالبعض منها لم يجز الطعن
بالنقض تأسيسا على أن الحكم الغيابى الصادر بالبراءة هو حكم نهائى على خالف ظاهره ،وأن مرد
هذا الخالف هو التسوية بين األحكام الصادرة من محكمة الجنايات فى غيبة المتهم بجناية باإلدانة
والبراءة من جهة أن المشرع أوصد باب الطعن عليها بطريق النقض أمام النيابة العامة عندما نص
فى القانون رقم 74لسنة 2007على إلغاء المادة 33من القانون 57لسنة 1959سالف الذكر .
وحيث إنه
لما كانت المادة 30من القانون رقم 57لسنة 1959فى شأن حاالت وإجراءات الطعن أمام محكمة
النقض تنص على أن " :لكل من النيابة العامة والمحكوم عليه والمسئول عن الحقوق المدنية
والمدعي بها الطعن بالنقض فى الحكم النهائي الصادر من آخر درجة فى مواد الجنايات والجنح "
والمراد بالحكم النهائي هو الحكم الذي انسد فيه طريق الطعن العادي وأصبح قابالً للطعن بالنقض ،
وال ريب حكم البراءة ورفض الدعوى المدنية من هذا القبيل هو وغيره من األحكام القاضية بغير
اإلدانة من محكمة الجنايات فى غيبة المتهم بجناية ،فهو حكم نهائي من وقت صدوره ألنه ال يعتبر
أنه أضر به ألنه لم يدنه بشئ ،ومن ثم فهو ال يسقط بحضوره أو بالقبض عليه ألن السقوط وإعادة
نظر الدعوى أمام محكمة الجنايات مقصوران على الحكم الصادر بالعقوبة أو التعويضات فى غيبة
المتهم بجناية -حسبما يبين من صريح نص الفقرة األولى من المادة 395من قانون اإلجراءات
الجنائية -المستبدلة بموجب القانون رقم 95لسنة ، - 2003
ويكون طعن النيابة العامة والمدعي بالحقوق المدنية والمسئول عنها بطريق النقض عليه جائزا ً ،
خالفا ً لألحكام الصادرة من محكمة الجنايات باإلدانة فى غيبة المتهم بجناية التي أوصد القانون رقم
74لسنة - 2007المار ذكره -باب الطعن بالنقض أمام النيابة والمدعي بالحقوق المدنية والمسئول
عنها ،ومن ثم فإن الهيئة تنتهي -باألغلبية المنصوص عليها بالفقرة الثانية من المادة الرابعة من
قانون السلطة القضائية رقم 46لسنة 1972المعدل -إلى جواز طعن النيابة العامة والمدعي
بالحقوق المدنية والمسئول عنها فى الحكم الصادر بالبراءة وبرفض الدعوى المدنية وما فى حكمهما
من محكمة الجنايات فى غيبة المتهم فى جناية ،والعدول عن المبدأ القانوني الذي تضمنته األحكام
المخالفة لما انتهت إليه الهيئة.
وحيث إن
نص المادة الرابعة من قانون السلطة القضائية الصادر بالقرار بقانون رقم 46لسنة 1972المعدل
جرى على أنه " تشكل الجمعية العامة لمحكمة النقض هيئتين بالمحكمة كل منها أحد عشر قاضيا
برئاسة رئيس المحكمة أو أحد نوابه إحداهما للمواد الجنائية والثانية للمواد المدنية والتجارية ومواد
األحوال الشخصية وغيرها وإذا رأت إحدى دوائر المحكمة العدول عنمبدأ قانونى قررته أحكام سابقة
أحالت الدعوى إلى الهيئتين مجتمعتين للفصل فيها وتصدر األحكام فى هذه الحالة بأغلبية أربعة عشر
عضوا على األقل والمستفاد مما ورد فى هذه المادة سواء ماتعلق منها بتشكيل الهيئة فقرة " "2أو
بتشكيل الهيئتين مجتمعتين فقرة " "3هو أنه كلما رأت إحداها العدول عن مبدأ قررته أحكام سابقة
أصدرت حكمها بالعدول بأغلبية سبعة أعضاء بالنسبة للهيئة وأربعة عشر عضوا بالنسبة للهيئتين
مجتمعتين ،ولم تلزم هذه المادة أيا من التشكيلين بعد الفصل فى مسألة العدول بالفصل فى موضوع
الطعن وهو ماتشير إليه عبارة " وتصدر األحكام فى هذه الحالة بأغلبية أربعة عشر عضوا على
األقل " والتى وردت بعجز المادة إذ إن العدول هو الذى يلزم له األغلبية المقررة إلصدار األحكام .
فإنه يتعين بعد الفصل فى المسألة المعروضة على الهيئة أن تعيد الطعن إلى الدائرة التى أحالته إليها
للفصل فيه طبقا ألحكام القانون .
فلهذه األسباب
حكمت الهيئة العامة للمواد الجنائية باألغلبية المنصوص عليها بالفقرة الثانية من المادة الرابعة من
قانون السلطة القضائية رقم 46لسنة 1972المعدل :
أوال :بجواز طعن النيابة العامة والمدعى بالحقوق المدنية والمسئول عنها فى الحكم الصادر بالبراءة
ورفض الدعوى المدنية وما فى حكمها من محكمة الحجنايات فى غيبة المتهم فى جناية
والعدول عن المبدأ القانونى الذى تضمنته األحكام التى صدرت على خالف هذا النظر .