Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
حة في ال َ
مغرِب ال ُ
محمد محفوظ
أسباب هذا الفشل إلى غالء أثمان هذه المنتوجات البنكية ،و الضرائب المرتفعة ،و ضَ عف اإلرادة ُ و تعو ُد
ُ
الباحث بتحليل اإلطار التنظيمي للمرابحة التسويقية البنكية .و من أجل تفادي هذا الفشل مرّة أخرى ،سيقوم
ي ) لهذا
ي و الضريب ّي و المحاسب ّ في المغرب ،و إبراز أه ّ
م المفارقات و العوائق التي تعتري اإلطا َر (القانون ّ
ة عا َّم ة و شاملة للمعايير الدولية للمالية االسالمية الصاد رة عن هيئة األيوفي.
المنتوج ،مع مقارن ٍ
تعريف المرابحة -المادة 58من القانون البنكي - 12-103بأنها “:كل عقد يبيع بموجبه بنك ُ يمكن
ُ
هامش ربح ٍ متفق ً
ة اقتنائه مضافا إليها ً
تشاركي،منقوال أو عقارا محددا وفي ملكيته ،لعميله بتكلف ِ
ف العميل لهذه العملية تبعا للكيفيات الم َّت فقِ عليها بين الطرفين”. ُّ
.يتم األدا ُء من طر ِعليهما مسبقا ً
فما هي هذه األخطا ُء و المفارقات التي تعتري اإلطارَ القانوني و التنظيمي للمرابحة في المغرب؟
-1اإلطا ُر القانون ّ
ي والشرعي:
ُ
يمكن ي ِ للم رابحة بالمعايير الدولية لاليوفي عدة نقاط،
ي و الشرع ّ
ص من مقارنة الباحثِ لإلطار القانون ّيستخل َ ُ
ضها كالتالي:عر ُ
-صيغة العقد :حسب المعايير الدولية فإنه يجب التفريق بين مرحلة شراء السلعة من البائع األصلي
ن المشرِّع المغربي أدم َ
ج ومرحلة إعادة بيعها من طرف البنك إلى العميل عن طريق عقدين مختلفين؛ ّ
إال أ ّ
د واحد ثالثي األطراف.العقدَين معا في عق ٍ
-الوعد بالشراء :ال يوجد أي أساس قانوني لعقد الوعد بالشراء في القانون المغربي .بينما تؤكد معايير
األيوفي بوضوح على أن عقد الوعد بالشراء يجب أن يكون:
أحاد َّ
ي الطرف(االلتزامات واآلثار القانونية) -
-هامش الجدية /العربون :حسب المعايير الدولية لأليوفي ،فإن ثمة فرق بين هامش الجدية والعربون.
فمن خصائص هامش الجدية أنه:
ُ
يكون العربون بعد عقد المرابحة ويمثل جزءا من ثمن البيع .أما في حالة نكول العميل،فإن هيئة األيوفي بينما
تنصح ب خصم مبلغ الخسائر واألضرار فقط من العربون.
-كون العميل اآلمر بالشراء وكيال :مسألة كون العميل اآلمر بالشراء وكيال في عملية المرابحة تخضع
للعديد من الشروط لئال يصبح العقد شبيها ببيع العينة أو القرض الربوي .ويحتوي قانون االلتزامات والعقود
المغربي(المواد من 879إلى ) 942على كل ما يتعلق بالوكالة في عقد البيع،إال أنه ال يوجد ذكر لمنتوج
المرابحة الذي يتميز بخصائص أخرى ال نجدها في عقد البيع العادي .فاإلخالل بشروط الوكالة في عقد
المرابحة يطعن في شرعية العملية كما تقدم ذكره.
-العموالت المدفوعة قبل العقد :تبين المعايير الشرعية لأليوفي بوضوح موقف الشرع من العموالت
المدفوعة قبل إبرام العقد .وذلك بأنه ال يجوز للبنك أخذ أي عمولة قبل إبرام عقد المرابحة،ويدخل في هذا
اإلطار عمولة االرتباط وعمولة التسهيالت .إال أنه يجوز للمصرف أخذ عمولة دراسة الجدوى وعمولة تكاليف
الملف التي يتم االتفاق عليها مسبقا مع العميل مع ضرورة ذكرها في العقد .من جهة أخرى،وفي غياب
موقف المشرع المغربي من هذه العموالت فإن البنوك التقليدية تكلف زبائنها ماال يطيقونه من تكاليف الملف
وعموالت ارتباط .ورغم أن هذه العموالت تدخل في إطار حرية التعاقد؛ إ ال أن المصارف التقليدية تستفيد من
موقع القوة لتفرض تكاليف باهظة في حين أنها يجب أن تمثل التكاليف الحقيقية فقط.
-2اإلطارالمحاسبي:
من خالل مقارنة الباحثِ لإلطار المحاسبي للمرابحة في المغرب بما تضمنته توجيهات المعايير المحاسبية
الدولية لأليوفي ،نخلص إلى ال مفارقات التالية:
-نوعية الوعد وهامش الجدية :لقد تطرق المعيار المحاسبي رقم 2لأليوفي إلى مسألة الوعد الملزم و
ن توجيهات البنك المركزي لم الوعد غير الملزم مع تبيان كيفية تقييد هامش الجدية في كلتا الحالتين .لك ّ
ع ي الوعد كما أنها لم توضح طريقة تس جيل هامش الجدية ،و إنما اكتفت بذكر تقييد الوعد خارج تفرق بين نو َ
حساب المركز المالي ).(out of balance
-مبدأ القبض :تعتبر هيئة األيوفي قبض السلعة من طرف المصرف قبل إعادة بيعها للعميل مرحلة مهمة و
أساسية في عملية المرابحة؛ ألنها تعتبر الفرق الجوهري بين عقد المرابحة و ا لقرض الربوي .لكننا نجد أن
س ه ،و بهذا البنك المركزي يعتبر أ ّ
ن المرابحة هي عبارة عن عمليتَي (شراءٍ ،و بيع ٍ) آنيتين في الوقت نف ِ
يصبح قبض السلعة أمرا ً صعب التحقيق مما يطعن في شرعية عملية المرابحة.
-تقييم السلع في نهاية الفترة المالية :لم يتطرق المشرع المغربي الى تقييم سلع المرابحة في
ن بنك المغرب يعتبر (كما سبق ذ ِْك ُره) أن المرابحة عبارة عن
نهاية الفترة المالية .و السبب في ذلك هو أ ّ
عميلتي( شرا ٍء و بيع ٍ) آنيتين ،و بذلك ال يمكن لسلعة المرابحة أن تبقى في حوزة المصرف عند نهاية الفترة
المالية لعدم تحقق مرحلة القبض.
-نكول العميل :تطرقت المعايير المحاسبية لأليوفي لمسألة نكول العميل و كيفية اقتطاع األضرار و
الخسائر من هامش الجدية و العربون .أمّا بنك المغرب فلم يتط َّر ق لهذا الموضوع ألن احتمال نكول العميل
(عنده) غير وارد بسبب ترادف عميلتي شراء السلعة و إعادة بيعها في الزمن.
-غرامات التأخير :تعتبر غرامات التأخير في عقود الدين في المالية اإلسالمية كعامل ردع و زجر للمدين
المماطل فقط ،و ال تستفيد منها البنوك االسالمية و إنما تصرف في أوجه البر و في الجمعيات الخيرية
بتوجيه من هيئة الرقابة الشرعية للبنك.
في حين أن المشرع المغربي يفرض غرامات التأخير على الزبون المتأخر عن سِداد دَينه سواء كان المدين
(مماطال ً ،أو معسرا ً).
-حصول المصرف على حسم من طرف البائع :في حالة حصول البنك على حسم من طرف البائع
األصلي ،فإنه -طبقا لمقتضيات معايير األيوفي -يجب أن يخصم من الثمن االجمالي لبي ع المرابحة لفائدة
العميل ،سواء تم الحصول على الحسم (قبل ،أو بعد) إبرام عقد المرابحة .في حين لم يتطرق المشرع
المغربي لهذه المسألة.
-3اإلطارالضريبي:
عرف االطار الضريبي لعقد المرابحة في المغرب تطورا مهما بعد صدور قانون المالية لسنة 2010م؛ إذ أنه تم
تخفيض الض ريبة على القيمة المضافة بنسبة 10في المئة بعد أن كانت 20في المئة منذ انطالق العمل
بالمنتوجات البنكية البديلة سنة 2007م .و قد تم كذلك تخفيض نسبة رسوم التسجيل التي كانت تؤدى مرتين
إلى 4في المائة مرة واحدة ،و استفاد أيضا الموظفون من إمكان حسم مبلغ هامش الربح من القاعدة
الضريبية عند احتساب الضريبة على الدخل.
َّ
تلخص فيما يلي: و رغم هذه التعديالت فإنه ال تزال بعض المالحظات،
-الضريبة على القيمة المضافة المركبة :من المنظور التجاري ،يحسب هامش الربح على القيمة
األصلية للسلعة بدون ض.ق.م ) ، (without VATأما في عقد المرابحة فإن المصرف يشتري السلعة من
البائع بالثمن اإلجمالي (الذي يحتوي على ض.ق.م) ثم يقوم بحساب هامش الربح بناء على هذا الثمن
نفسه ،مما يتنافى مع المنطق التجاري كما بيناه و هذا من عوامل غالء منتوج المرابحة في السوق المالي
المغربي.
-رسوم الم حافظة العقارية :ال يزال يؤدي العميل رسوم المحافظة العقارية -بالنسبة للمرابحة العقارية
-مرتين كما كان عليه األمر بالنسبة لرسوم التسجيل قبل . 2010و هذا من العوامل المؤدية إلى ارتفاع ثمن
المرابحة في السوق المالي.
في هذا الجزء األخير،سنتطرق إلى سرد التعديالت الواجب إدخالها على نموذج عقد المرابحة المعد من طرف
بنك المغرب والتجمع المهني لبنوك المغرب) (GPBMوالذي اعتمدتها لبنوك التقليدية ودار الصفاء]:[2
-عقدين منفصلين :أول ما يجب تعديله هو إبرام عقدين منفصلين عوض عقد ثالثي األطراف .العقد األول
بين ال بائع األصلي والبنك والعقد الثاني بين البنك والعميل.
-محضرين منفصلين لتسليم السلعة :على غرار العقدين المبرمين أعاله،يجب توقيع محضري تسليم
للسلعة،األول موقع من طرف البنك ،والثاني موقع من طرف الزبون؛كل محضر تسليم يؤكد على أنه تم قبض
السلعة من طرف المعني با ألمر على أن يتم المحضر األول قبل الثاني حتما ً.
-إلغاء أي اتفاقية مسبقة بين العميل والبائع األصلي :يجب إلغاء أي اتفاقية مسبقة تمت بين العميل
والبنك سواء تعلق األمر بحجز السلعة أو العقار أو اتفاق للبيع.
-اعتبار المبلغ المدفوع في مرحلة الوعد كهامش للجدية :يجب التمييز بين هامش الجدية المدفوع
في مرحلة الوعد والعربون المقدم من طرف العميل بعد إبرام العقد .فمحاسبة كل من المبلغين يخضعل
قواعد معينة خصوصا في حالة نكول العميل توضحها معايير األيوفي.
-ابقاء السلعة مدة معينة في البنك قبل إعادة بيعها للعميل :لكي يت حقق انتقال ملكية السلعة من
البائع الى البنك ،يجب على هذا األخير االحتفاظ بالسلعة مدة معينة يختلف طولها باختالف العادات والتقاليد
الجارية في البلد .و عموما فإن االحتفاظ بالسلعة منوط بأسبقية عقد الشراء على عقد البيع و لو لدقائق.
-فعلى سبيل المثال ،تنتقل م لكية العقار من البائع إلى المشتري في المغرب بعد تحفيظه– أي تسجيله
في المحافظة العقارية.-
-تعديل المادة الخاصة بغرامة التأخير :تجدر اإلشارة إلى أن غرامة التأخير تفرض على المدين
المماطل فقط وتصرف في أوجه البر والجمعيات الخيرية ،و به وجب التنبيه في عقد الم رابحة .وهذا يعتبر من
أبرز نقاط االختالف بين عقد المرابحة وعقد القرض الربوي.
ُ
الباحث في هذا المقال إلى عدة نقاط اختالف ومفارقات تتخلل اإلطار التنظيمي للمرابحة في وختاما ً :تطرق
المغرب مع ما هو مقرر في المعايير الشرعية والمحاسبية لأليوفي المعتمدة دوليا في البنوك اإلسالمية .ورغم
ما تعتريه المرابحة في المغرب من أخطاء؛ فإنها تظل المنتوج الوحيد الذي يحتوي على إطار قانوني ومحاسبي
وضريبي متكامل عكس المنتوجات التشاركية األخرى كاإلجارة واالستصناع والسلم والمشاركة والصكوك.
ونهدف بهذه التعديالت المقترحة إلى جعل منتوج ال مرابحة أكثر تنافسية وفاعلية في السوق المالي المغربي
من خالل مطابقته للمعايير الشرعية والمحاسبية الدولية للمالية اإلسالمية.
المراجع:
-المعاييرالشرعيةلاليوفي -طبعة2011
-المعاييرالمحاسبيةلاليوفي -طبعة2007
-ورقةمديرية الرقابة البنكية الصادرة عن بنك المغرب المتعلقة بإجراءات محاسبة منتوج اإلجارة،المرابحة
والمشاركة
-مقال “ النظام القانوني للمرابحة العقارية كمنتوج جديد في العمل البنكي بالمغرب” للدكتور عبد المهيمن
حمزة ضمن سلسلة “ األنظمة و المنازعات العقارية” -المستجدات التشريعية في المادة العقارية -ج 1ـ
منشورات مجلة الحقوق -اإلصدار السابع ،فبراير .2013
- La finance islamique au Maroc: Les voies de la normalisation - EL OMARI ALAOUI Sidi
Mohamed et MAFTAH Souhail. Première édition 2012.
- La comptabilité en Finance Islamique selon les normes AAOIFI - Salima Bennani et
Azzouz Elhamma - Editions Universitaires Européennes - Première édition 2015
- Mémoire présenté pour l’obtention du diplôme national d’expert-comptable: “ADAPTATION DU
PLAN COMPTABLE DES ETABLISSEMENTS DE CREDIT ET APPLICATION DES NORMES IFRS AUX
PARTICULARITES DE LA FINANCE ISLAMIQUE” - Salima Bennani - Institut Supérieur de Commerce
et d’Administration des Entreprises - 2012
جواد مريد :البنوك االسالمية في ضوء المستجدات التنظيمية للمنتجات التمويلية بالمغرب ،الطبعة -
األولى ، 2012مطبعة برينتر ،المحمدية.2012 ،
عبد الحق صافي :عقد البيع :دراسة في قانون االلتزامات و العقود و في القوانين الخاصة - ،بدون دار -
النشر و الطبع -الطبعة االولى السنة 1998
-الدكتور رفيق يونس المصري :بيع المرابحة لالمر بالشراء في المصارف االسالمية -مؤسسة الرسالة -
الطبعة االولى .1996 -
][2مؤسسة مالية تابعة لمجموعة التجاري وفا بنك تقوم بتسويق المنتجات البديلة؛ وخصوصا المرابحة طبقا
للقانون التنظيمي للمنتجات البديلةل2007