Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
إعداد
مخائل الورد
أحكام المضاربة
وتعٌٌن مقدار نصٌب العامل من الربح ٌرجع إلٌهما :فلو قال رب المال للعامل :اتجر به والربح
بٌننا ; صار لكل منهما نصؾ الربح ; ألنه أضافه إلٌهما إضافة واحدة ال مرجح ألحدهما
على اآلخر فٌها ,فاقتضى ذلك التسوٌة فً االستحقاق ,كما لو قال :هذه الدار بٌنً وبٌنك
; فإنها تكون بٌنهما نصفٌن ,
وإن قال رب المال للعامل :اتجر به ولً ثبلثة أرباع ربحه أو ثلثه ,أو قال له :اتجر به ولك
ثبلثة أرباع ربحه أو ثلثه صح ذلك ; ألنه متى علم نصٌب أحدهما ; أخذه ,والباقً لآلخر ;
ألن الربح مستحق لهما .
وإن اختلفا لمن الجزء المشروط ; فهو للعامل ,قلٌبل كان أو كثٌرا ; ألنه ٌستحقه بالعمل ,وهو
ٌقل وٌكثر ; فقد ٌشترط له جزء قلٌل لسهولة العمل ,وقد ٌشترط له جزء كثٌر لصعوبة
العمل ,وقد ٌختلؾ التقدٌر الختبلؾ العاملٌن فً الحذق وعدمه ,وإنما تقدر حصة العامل
بالشرط ; بخبلؾ رب المال ; فإنه ٌستحقه بماله ال بالشرط .
شركة األبدان
شركة األبدان هً أن ٌشترك اثنان فأكثر فٌما ٌكتسبان بأبدانهما ,
سمٌت بذلك ألن الشركاء بذلوا أبدانهم فً األعمال لتحصٌل
مخائل الورد 6
المكاسب ,واشتركوا فٌما ٌحصلون علٌه من كسب .
* ودلٌل جواز هذا النوع من الشركة ما رواه أبو داود والنسابً
" اشتركت أنا وؼٌرهما عن ابن مسعود رضً هللا عنه ; قال :
وعمار وسعد فٌما نصٌب ٌوم بدر ,فجاء سعد بأسٌرٌن ,ولم أجا
قال أحمد " :أشرك بٌنهم النبً صلى هللا علٌه أنا وعمار بشًء "
وسلم ,فدل هذا الحدٌث على صحة الشركة فً مكاسب األبدان " .
حكمهما
والدلٌل على جواز المساقاة والمزارعة حدٌث ابن عمر رضً هللا عنهما " :أن النبً صلى هللا
متفق علٌه ,وروى عامل أهل خٌبر بشطر ما ٌخرج منها من ثمر أو زرع " علٌه وسلم
دفع إلى ٌهود خٌبر نخلها وأرضها على أن ٌعملوها مسلم " :أن النبً صلى هللا علٌه وسلم
أي :نصفه ,وروى اإلمام أحمد " :أن النبً صلى هللا من أموالهم ولهم شطر ثمرها "
فدل هذا الحدٌث على دفع إلى أهل خٌبر أرضها ونخلها مقاسمة على النصؾ " علٌه وسلم
صحة المساقاة
قال اإلمام ابن القٌم " :وفً قصة خٌبر دلٌل على جواز المساقاة والمزارعة بجزء من
الؽلة من ثمر أو زرع ; فإنه صلى هللا علٌه وسلم عامل أهل خٌبر ,واستمر على ذلك إلى
حٌن وفاته ,ولم ٌنسخ ألبتة ,واستمر عمل الخلفاء الراشدٌن علٌه ,ولٌس من باب
المؤاجرة ,بل من باب المشاركة ,وهو نظٌر المضاربة سواء " انتهى .
شروط صحة المساقاة
وقد ذكر الفقهاء رحمهم هللا أنه ٌشترط لصحة المساقاة أن ٌكون الشجر
المساقى علٌه له ثمر ٌؤكل فبل ٌصح على شجر ال ثمر له ,أو له
مخائل الورد 9
ثمر ال ٌؤكل ; ألن ذلك ؼٌر منصوص علٌه .
* ومن شروط صحة المساقاة تقدٌر نصٌب العامل أو المالك بجزء
معلوم مشاع من الثمرة ; كالثلث والربع ,سواء قل الجزء
المشروط أو كثر ,فلو شرطا كل الثمرة ألحدهما ; لم ٌصح ;
الختصاص أحدهما بالؽلة ,
حكمها وما ٌلزم الطرفٌن
والصحٌح الذي علٌه الجمهور أن المساقاة عقد الزم ال ٌجوز فسخها إال برضى اآلخر * ال بد من
تحدٌد مدتها ,ولو طالت ,مع بقاء الشجر .
* وٌلزم العامل كل ما فٌه صبلح الثمرة ; من حرث ,وسقً ,وإزالة ما ٌضر الشجر والثمرة
من األؼصان ,وتلقٌح النخل ,وتجفٌؾ الثمر ,وإصبلح مجاري الماء ,وتوزٌعه على
الشجر .
* وعلى صاحب الشجر ما ٌحفظ األصل -وهو الشجر ; -كحفر الببر ,وبناء الحٌطان ,
وتوفٌر الماء فً الببر .. .ونحو ذلك ,وعلى المالك كذلك تحصٌل المواد التً تقوي
األشجار كالسماد ونحوه .ولٌس دفع الحب مع األرض شرطا فً صحة المزارعة ,فلو دفع
إلٌه األرض فقط لٌزرعها العامل ببذر من عنده ; صح ذلك ; كما هو قول جماعة من
الصحابة ,وعلٌه عمل الناس
شروط صحة المزارعة
وٌشترط لصحة المزارعة بٌان مقدار ما للعامل أو لصاحب األرض
من الؽلة وأن ٌكون جزءا مشاعا منها ; كثلث ما ٌخرج من
األرض أو ربعه ونحو ذلك ; ألن النبً صلى هللا علٌه وسلم عامل
أهل خٌبر بشطر ما ٌخرج منها ,وإذا عرؾ نصٌب أحدهما ;
فالباقً ٌكون لآلخر ; ألن الؽلة لهما ,فإذا عٌن نصٌب أحدهما ;
تبٌن نصٌب اآلخر ,ولو شرط ألحدهما آصعا معلومة كعشرة
آصع أو زرع ناحٌة معٌنة من األرض والباقً لآلخر ; لم تصح ,
أو اشترط صاحب األرض أن ٌأخذ مثل بذره وٌقتسمان الباقً ,لم
تصح المزارعة ; ألنه قد ال ٌخرج من األرض إال ذلك ,فٌختص
به دون اآلخر
أحكام السبق
وٌجوز السباق على األقدام وسابر الحٌوانات والمراكب قال اإلمام القرطبً رحمه هللا " :ال
خبلؾ فً جواز المسابقة على الخٌل وؼٌرها من الدواب ,وعلى األقدام ,وكذا الترامً
بالسهام واستعمال األسلحة ; لما فً ذلك من التدرب على الحرب " انتهى .وقد سابق النبً
صلى هللا علٌه وسلم عابشة رضً هللا عنها ,وصارع ركانة فصرعه ,وسابق سلمة بن
األكوع رجبل من األنصار بٌن ٌدي رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم .
• لقوله صلى وال تجوز المسابقة على عوض إال فً المسابقة على اإلبل والخٌل والسهام ;
هللا علٌه وسلم :ال سبق إال فً نصل أو خؾ أوحافر
رواه الخمسة عن أبً هرٌرة ; أي :ال ٌجوز أخذ الجعل على السبق إال إذا كانت المسابقة
على اإلبل أو الخٌل أو السهام ; ألن تلك من آالت الحرب المأمور بتعلمها وإحكامها
وقٌل :إن الحدٌث ٌحتمل أن ٌراد به أن أحق ما بذل فٌه السبق هذه الثبلثة ; لكمال نفعها وعموم
مصلحتها ,فٌدخل فٌها كل مؽالبة جابزة ٌنتفع بها فً الدٌن
شروط صحة المسابقة وأنواعها
و ٌشترط لصحة المسابقة خمسة شروط
الشرط األول :تعٌٌن المركوبٌن فً المسابقة بالرؤٌة .
الشرط الثانً :اتحاد المركوبٌن فً النوع ,وتعٌٌن الرماة ; ألن القصد معرفة حذقهم ومهارتهم فً الرمً .
الشرط الثالث :تحدٌد المسافة ,لٌعلم السابق والمصٌب
مخائل الورد 15
الشرط الرابع :أن ٌكون العوض معلوما مباحا .
الشرط الخامس :الخروج عن شبه القمار ,بأن ٌكون العوض من غٌر المتسابقٌن ,أو من أحدهما فقط ,فإن
كان العوض من المتسابقٌن ,فهو محل خالف :هل ٌجوز ,أو ال ٌجوز والصحٌح أنه ال ٌجوز .
* ومما سبق ٌتبٌن أن المسابقة المباحة على نوعٌن :
النوع األول :ما ٌترتب علٌه مصلحة شرعٌة ; كالتدرب على الجهاد ,والتدرب على مسائل العلم.
النوع الثانً :ما كان المقصود منه اللعب الذي ال مضرة فٌه .
فالنوع األول والذي ٌجوز أخذ العوض علٌه بشروطه السابقة.والنوع الثانً مباح بشرط أن ال ٌشغل عن
واجب أو ٌلهً عن ذكر هللا وعن الصالة ,وهذا النوع ال ٌجوز أخذ العوض علٌه
وٌجب على المستعٌر المحافظة على العارٌة أشد مما ٌحافظ على ماله ; لٌردها سلٌمة إلى
هللا ٌَأْض ُم ُر ُك ْضم أَنْض ُت َؤ ُّدوا ْضاألَ َما َنا ِ
ت إِلَى أَهْض لِ َها فدلت اآلٌة على وجوب صاحبها ; لقوله تعالى :إِنِهَّللا ِهَّللا َ
رد األمانات ,ومنها العارٌة ,وقال صلى هللا علٌه وسلم :على الٌد ما أخذت حتى تؤدٌه
وقال صلى هللا علٌه وسلم :أد األمانة إلى من ابتمنك فدلت هذه النصوص على وجوب
المحافظة على ما ٌؤتمن علٌه اإلنسان وعلى وجوب رده إلى صاحبه سالما ,وتدخل فً هذا
العموم العارٌة ; ألن المستعٌر مؤتمن علٌها ; ومطلوبة منه ; لقوله صلى هللا علٌه وسلم :
على الٌد ما أخذت حتى تؤدٌه رواه الخمسة ,وصححه الحاكم ; فدل على وجوب رد ما
مخائل الورد 17
قبضه المرء وهو ملك لؽٌره ,وال ٌبرأ إال بمصٌره إلى مالكه أو من ٌقوم مقامه .وإن تلفت
فً انتفاع بها بالمعروؾ ; لم ٌضمنها المستعٌر ; ألن المعٌر قد أذن له فً هذا االستعمال ,
وما ترتب على المأذون ; فهو ؼٌر مضمون .
وال ٌجوز للمستعٌر أن ٌعٌر العٌن المعارة ألن من أبٌح له شًء ; لم ٌجز له أن ٌبٌحه لؽٌره ;
وألن فً ذلك تعرٌضا لها للتلؾ .
هذا ; وقد اختلؾ العلماء فً ضمان المستعٌر للعارٌة إذا تلفت فً ٌده فً ؼٌر ما استعٌرت له
فذهب جماعة إلى وجوب ضمانها علٌه سواء تعدى أو لم ٌتعد ; لعموم قوله صلى هللا علٌه
وسلم :على الٌد ما أخذت حتى تؤدٌه وذلك مثل ما لو ماتت الدابة أو احترق الثوب أو
سرقت العٌن المعارة ,وذهب جماعة آخرون إلى عدم ضمانها إذا لم ٌتعد ; ألنها ال تضمن
إال بالتعدي علٌها ,ولعل هذا القول هو الراجح ; ألن المستعٌر قبضها بإذن مالكها ,فكانت
أمانة عنده كالودٌعة .
على أنه ٌجب على المستعٌر المحافظة على العارٌة واالهتمام بها والمسارعة إلى ردها إلى
صاحبها إذا انتهت مهمته منها ,وأن ال ٌتساهل بشأنها ,أو ٌعرضها للتلؾ ; ألنها أمانة
ان إِ ِهَّللاال ْض ِ
اإلحْض َسانُ عنده ; وألن صاحبها أحسن إلٌه ,و َه ْضل َج َزا ُء ْض ِ
اإلحْض َس ِ
ومن أحكام الودٌعة أنها إذا تلفت عند المودع ولم ٌفرط ,فإنه ال ٌضمنها ,كما لو تلفت من بٌن
ماله ; ألنها أمانة ,واألمٌن ال ٌضمن إذا لم ٌتعد .,أما المعتدي على الودٌعة أو المفرط فً
حفظها ; فإنه ٌضمنها إذا تلفت ; ألنه متلؾ لمال ؼٌره .
* ومن أحكام الودٌعة أنه ٌجب على المودع حفظها فً حرز مثلها كما ٌحفظ فً قوله ((إِنِهَّللا
هللا ٌَأْض ُم ُر ُك ْضم أَنْض ُت َؤ ُّدوا ْضاألَ َما َنا ِ
ت إِلَى أَهْض لِ َها ماله ; ألن هللا تعالى ِهَّللا َ
وال ٌمكن أداؤها إال بحفظها ; وألن المودع حٌنما قبل الودٌعة ; فقد التزم بحفظها ,فٌلزمه ما
التزم به .
* وإذا كانت الودٌعة دابة ; لزم المودع إعبلفها ,فلو قطع العلؾ عنها بؽٌر أمر صاحبها ,
فتلفت ; ضمنها ; ألن إعبلؾ الدابة مأمور به ,ومع كونه ٌضمنها ; فإنه ٌأثم أٌضا بتركه
إعبلفها أو سقٌها حتى ماتت ; ألنه ٌجب علٌه علفها وسقٌها لحق هللا تعالى ; ألن
لها حرمة .
أحكام الودٌعة
وإن ؼصب شٌبا وحبسه حتى رخص سعره ضمن نقصه على الصحٌح .
وإن خلط المؽصوب مع ؼٌره مما ٌتمٌز -كحنطة بشعٌر ; -لزم الؽاصب
تخلٌصه ورده ,وإن خلطه بما ال ٌتمٌز -كما لو خلط حنطة بمثلها ; -
الجعال وأحكامها:
ة
ي اإلنسان على أمر الجعٌل أٌضا :وهً ما ٌعط ه
ة وتسمى الجعل و
ٌفعله كأن ٌقول:من فعل كذا فله كذا من المال بأن ٌجعل شٌبا
معلوما من المال لمن ٌجعل له عمبل كبناء حابط
والدلٌل جواز ذلك قوله تعالى(:ولمن جاء به فحمل بعٌر وأنا به
زعٌم)أي لمن دل على سارق صواع الملك حمل بعٌر وهذا جعل
قد دلت اآلٌة على جواز الجعاةل
ودلٌلها من السنة:حدٌث اللدٌػ وهو فً الصحٌحٌن وؼٌرهما من
حدٌث ابً سعٌد أنهم نزلوا على حً من أحٌاء العرب
ؾدغ سٌد ذلك الحً فسعوا له بكل شًء فاستضافوهم فأبوا ل
فأتوهم فقالوا هل عندكم من شًء قال بعضهم أنً وهللا ألرقً
ولكن استضفناكم فلم تضٌفوننا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا
جعبل فصالحوهم على قطٌع من ؼنم فانطلق ٌنفث علٌه وٌقرأ
الحمد هللا رب العالمٌن وكأنما نشط من عقال أؾوفوهم جعلهم
وقدموا على النبً صلى هللا علٌه وسلم فذكروا ذلك له
فقال(:أصبتم اقتسموا واجعلوا لً معكم سهما) فمن عمل عمبل
جعلت علٌه الجعا له بعد علمه بها استحق الجعل ألن العقد استمر
بتمام العمل وإن قام بالعمل جماعه فقسموا الجعل علٌه بالسوٌة
مخائل الورد 27
ألنهم اشتركوا فً العمل الذي ٌستحق العوض فاشتركوا فً
العوض
فأن عمل العمل قبل علمه بما جعل علٌه لم ٌستحق شٌبا ألنه
عمل ؼٌر مأذون فٌه فلم ٌستحق به عوضا وإن علم بالجعل فً
اثنا العمل اخذ من الجعل ما عمله بعد العلم
(حكمها والفرق بٌنها وبٌن اإلجارة)
والجعال عقد جابز لكل من الطرفٌن فسخها فإن كان الفسخ منة
العامل لم ٌستحق شٌبا من الجعل ألنه اسقط حق نفسه وإن كان
الفسخ من الجاعل وكان قبل الشروع فً العمل فللعامل أجرة مثل
عمله ألنه عمله بعوض لم ٌسلم له,
مسأل
ة الفروق مهمة جدا ---:والجعل تخالؾ اإلجارة فً
الجعال ال ٌشترط بصحتها العلم بالعمل المجاعل
ة -1منها:أن
علٌه بخبلؾ اإلجارة فأنه ٌشترط فٌها أن ٌكون العمل المؤجر
معلوما.
الجعال ال ٌشترط فٌها معرفه مده العمل بخبلؾ
ة -2ومنها ::أن
اإلجارة فأن مده العمل معلومة..
الجعال ٌجوز فٌها الجمع بٌن العمل والمدة كأن
ة -3ومنها::أن
ٌقول من ٌخٌط الثوب فً ٌوم كذا فله كذا فأن أخاطه فً ٌوم كذا
استحق الجعل واإلجارة ال ٌصح فٌها الجمع بٌن العمل والمدة.
الجعال لم ٌلزم بالعمل بخبلؾ اإلجارة فإن
ة ومنها:أن العامل فً
مخائل الورد 28
العامل فٌها قد ٌلتزم بالعمل.
الجعال عقد جابز لكل الطرفٌن فسخها بدون إذن
ة -4ومنها::أن
اآلخر بخبلؾ اإلجارة فأنها عقد الزم ال ٌجوز ألحد الطرفٌن
فسخا إال برضى اآلخر
(حكمها)
وقد ذكر الفقهاء رحمهم هللا أن من عمل لؽٌره عمبل بؽٌر جعل
وال أذن من أحب العمل لم ٌستحق شٌبا ألنه بذل منفعة من ؼٌر
عوض لم ٌستحقه وألنه لم ٌلزم إلنسان شًء لم ٌلزمه إال أنه
ٌستثنى من ذلك شٌبان:
األول:إذا كان العامل قد اعد نفسه للعمل باألجرة كالدالل ولحمال
ونحوها فأنه ٌستحق األجرة لعرؾ الناس لذلك ومن لم ٌعد نفسه
للعمل ال ٌستحق ولو أذن له إال بشرط.
الثانً:من قام بتخلٌص متاع ؼٌره من هلكه كأخرجه من البحر
او من الحرٌق او وجده فً مهلكه ٌذهب لو تركه فله أجره المثل
وإن لم ٌأذن له صاحبه النه ٌخشى هبلكه وتلفه على صاحبه
وألن فً دفع االجره ترؼٌبا فً مثل هذا العمل وهو انقاذ
االموال من الهبلك.
احكام اللقطه
اللقطه :هً مال ضل عن صاحبه ؼٌر حٌوان فإذا ضل عن
ثبلث حاالت:
صاحبه فبل ٌخلو عن ة
-الحالة األولى::أن ٌكون مما ألتتبعه همه أوساط الناس كالسوط
والرؼٌؾ والثمر والعصا فهذا ٌملكه واجده وٌنتفع به ببل تعرٌؾ
لما روى جابر قال:رخص رسول هللا فً العصا والسوط والحبل
ٌلتقطه الرجل.
-الحالة الثانٌة :
أن ٌكون مما ٌمتنع من صؽار السباع أما لضخامته كا ألبل
والخٌل والبؽال
وأما لطٌارنه كالطٌور وأما لسرعته كالضبا وأما لدفاعها عن
كالفهود فهذا القسم بأنواعه ٌحرم التقاطه وال ٌملكه أخذه بتعرٌفه
لقوله صلى هللا علٌه وسلم :لما سبل عن ضالة اإلبل .مالك ولها
معها سقابها وحذابها ترد الماء وتأكل الشجر حتى ٌجدها ربها .
متفق علٌه
وقال عمر :من أخذ الضالة فهو ضال أي مخطئ وقد حكم
رسول هللا
بأنها ال تلتقط وٌلحق بذالك األدوات الكبٌرة كا السٌارة والخشب
مخائل الورد 30
والحدٌد
وما ٌحتفظ بنفسه وال ٌكاد ٌضٌع وال ٌنتقل من مكانه فا ٌحرم
أخذه
-الحالة الثالثة:
أن ٌكون المال الضال من سار األموال كالنقود و األمتعه وما ال
ٌمتنع من صؽار السباع كالؽنم و الفصبلن والعجول فهذا القسم
أن أمن واجده نفسه
علٌه جاز له التقاطه
وهو ثالثة أنواع
*النوع األول :
حٌوان مأكول كشاة ودجاجه فهذا ٌلزم واجده أخذه ألحظ من
أمور ثبلث:
أحدها :أكله وعلٌه قٌمته فً الحال.
الثانً ٌ :بٌعه و االحتفاظ بثمنه لصاحبه بعد معرفة أوصافه.
ثالث :حفظه واألنفاق علٌه من ماله وال ٌملكه وٌرجع بنفقته
على صاحبه أذا جاء واستلمه ألن رسول هللا لما سبل عن الشاة
قال ( :خذها فإنما هً لك أو ألخٌك أو لذبب(.
أنها ضعٌفة معرضه للهبلك مترددة بٌن أن تأخذها أو ٌأخذها
ؼٌرك أو ٌأكلها الذبب
النوع الثانً:
مخائل الورد 31
ما ٌخشى فساده كالبطٌخ والفاكهة فٌفعل الملتقط الحظ لمالكه من
أكله ودفع ثمنه أو أكله وحفظ ثمنه
النوع الثالث :
سابر األموال ما عدا السابقٌن كالنقود واألوانً فا ٌلزمه حفظ
الجمٌع أمانة بٌده ثم ٌعرفه فً مجامع الناس.
أحكامها:
وال ٌجوز له أخذ اللقطة بأنواعها إال إذا أمن نفسه علٌها وقوى
على التعرٌؾ
ما ٌحتاج إال التعرٌؾ.
لحدٌث زٌد أبن خالد الجهنً قال:
سبل الرسول عن لقطة الذهب والورق فقال :
عرؾ وكاءها وعفأصها.
ثم عرفها سنه فإن لم تعرؾ فا ستنفقها ولكن ودٌعة عندك
فإن جاء وسبل طالبها ٌوم من الدهر فأدفعها إلٌه ومعنى الوكاء
ما ٌربط به الوعاء و العفاص الوعاء وقد بنً على ما سبق انه
ٌلزم للقطة
أمور :
أوالً :أذا وجدها فبل ٌقدم على أخذها إال أذا عرؾ فً نفسه
ا ة
ألمان
والقوه على تعرٌفها ولم ٌأمن نفسه علٌها ال ٌجوز له أخذها فأن
مخائل الورد 32
أخذها
ألنه أخذ مال ؼٌره ال ٌجوز له أخذه
ثانٌا ً :البد له قبل أخذها من ضبط صفاتها وقدرها وجنسها
وصفتها والمراد بنوعها والظرؾ الذي هً فٌه كٌسا ً كان أو
خرقه والمراد بوكبها
ما تشد به ألن النبً آمر بذالك واألمر ٌقتضً الوجوب.
ثالثا:البد من النداء علٌها حوال كامبل وفً األسبوع األول كل ٌوم
ائ فً مجامع ثم ماجرت علٌه العادة فً التعرٌؾ وتكون الند ه
الناس كاألسواق وأبواب المساجد فً أوقات الصلوات وال ٌنادى
فً المساجد لقوله" علٌه الصبلة والسبلم (من سمع رجبل ٌنشد
ضالته فً المسجد فلٌقل ألردها هللا علٌك )الن المساجد لم تبنا
لذالك.
رابعا:إذا جاء طالبها فوصفها بما ٌطابق وصفها دفعت إلٌه ألمر
النبً بذالك.
خامسا:إذا لم ٌأت صاحبها بعد تعرٌفها لحوال تكون ملكا لواجدها
ولكن ٌجب علٌه قبل صرفها ضبط صفاتها بحٌث لو جاء
صاحبها فً أي وقت ردها إلٌه إذا كانت موجودة أورد بدلها
فملكه ٌنتهً بمجًء صاحبها
سادسا:اختلؾ العلماء فً لقطه الحرم هل هً كلقطة الحل تملك
بالتعرٌؾ بعد مضً الحول؟أو ال تملك مطلقا ؟البعض ٌرى أنها
مخائل الورد 33
تملك لعموم الحدٌث وذهب فرٌق أخر أنها ال تملك بل ٌجب
تعرٌفها دابما لقوله صلى هللا علٌه وسلم (و ال تحل لقطتها)إال
لمعرؾ.
سابعا:إذا وجد الصبً أو السفٌه لقطه فأن ولٌه ٌقوم مقامه
بتعرٌفها وٌلزمه أخذها منهما ولو أخذها من موضع وردها فٌه
ضمنها ألنها أمانه فً ٌده ٌلزمه حفظها كسابر األمانات.
اللقٌط وإحكامه:
أحكام اللقٌط لها عبلقة كبٌره بأحكام اللقطة اللقطة أموال واللقٌط
هو إنسان ضابع فاإلسبلم شامل كل أمور الحٌاة فقد عنً اإلسبلم
بأمر اللقٌط وهو الطفل الذي ٌوجد مفقودا وٌضل أهله وال ٌعرؾ
كفاي إذا قام
نسبه فٌجب على من وجده على تلك الحال وجوب ة
به البعض سقط عن الباقٌن وٌجب اخذ اللقٌط ألنه التعاون على
اآلي وٌجب على ولٌه إطعامه واللقٌطالبر والتقوى كما ورد فً ة
ٌرى فً جمٌع األحكام الحرٌة الن األصل والرق عارض فإذا لم
ٌعلم فاألصل عدمه وما وجد معه من المال أو وجد حوله فهو له
عمبل بالظاهر وعلى ولٌه أن ٌنفق علٌه منه بالمعروؾ وان لم
ٌوجد معه ٌنفق علٌه من بٌت المال لقول عمر اذهب فهو لك و
لك والٌته وعلٌنا النفقة.
حكمه وألحكام المتعلقة باللقٌط:
وحكمه من ناحٌة الدٌن أن وجد فً ببلد المسلمٌن فهو مسلم وان
مخائل الورد 34
وجد فً ببلد الكفر فهو كافر وحضانته تكون لواجده أن كان
أمٌنا الن عمر اقر اللقٌط فً ٌد أبً جمٌله حٌن علم انه رجل
صالح ,وٌنفق علٌه من ما وجد معه بالمعروؾ.
وان كان واجده ال ٌصلح للحضانة كونه فاسقا أو كافرا ال تقر
حضانته ألنه ٌفتنه فً دٌنه وال والٌة لكافر على مسلم.
وإذا اقر رجل أو امرأة بأن اللقٌط ولده أو ولدها الحق به الن فٌه
مصلحه باتصال بالنسب و ال مضره على ؼٌره
بشرط أن ٌنفرد بدعابه نسبه ,وأن كانت جماعه قدم ذو البٌنة وأن
لم ٌكن ألحدهم بٌنه عرض على ألقافه فمن لحقه القاؾ هبه لحقه
لقضاء عمر و ألقافه قوم ٌعرفون األنساب بالشبه وٌكفً واحد
ببلصاب
ة بشرط أن ٌكون ذكرا مجربا
الوقؾ وإحكامه
تعرٌؾ الوقؾ:.
هو.:تحبٌس األصل وتسٌل المنفعة
والمراد باألصل :ما ٌمكن االنتفاع به مع بقاء عٌنه كالدور
والدكاكٌن والبساتٌن ونحوها.
الؽل الناتجة عن ذلك األصل كالشر وسكنا والمراد بالمنفعة :ة
الدار.
وحكم الوقؾ :انه قربه مستحبه فً اإلسبلم .والدلٌل على ذلك
السنة الصحٌحة –ففً الصحٌحٌن ان عمر رضً هللا عنه
قالٌ:ا رسول هللا إنً أصبت ماال بخٌبر لم اصب قط
ماال أنفس عندي منه .فما أتمرنً فٌه :قال:
ان شبت حسبت أصلها وتصدقت بها ,ؼٌر انه
ال ٌباع أصلها وال ٌوهب وال ٌورث فتصدق بها عمر فً
الفقراء
او ذوي القربى والرقاب وفً سبٌل هللا وابن السبٌل والضٌؾ
.رواه مسلم
عن النبً صلى هللا علٌه وسلم قال :اذ مات انقطع ابن ادم انقطع
عمله إال من ثبلث:.
مخائل الورد 36
صدقه جارٌه وعلم ٌنتفع به من بعده او ولد صالح ٌدعو له
وقال :جابر لم ٌكن احد من أصحاب رسول هللا ذو مقدره إال
وقؾ.
وقال القرطبً :وال خبلؾ بٌن البمه فً تحبس القناطر والمساجد
.وخلفوا فً ؼٌر ذلك.
وٌشترط ان ٌكون الوقؾ جابز التصرؾ ,بان ٌكون بالؽا حراً
رشٌداً,فبل ٌصح الوقؾ من الصؽٌر والسفٌه والمملوك وٌنعقد
الوقؾ بأمرٌن:
األول :القول الدال على الوقؾ –كان ٌقول وفق هذا المكان
وجعه مسجداً.
الثانً :الفعل الدال على الوقؾ فً عرؾ الناس .كمن جعل
داره مسجداً وإذن للناس فً الصبلة فٌه إذا عاما ً
أو جعل أرضه مقبرة وإذن لناس بالدفن فٌها
واأللفاظ الوقؾ قسمان:
األول :األلفاظ صرٌحة كان ٌقول :حبست وسبلت وسمٌت ..
هذه األلفاظ صرٌحة ألنها ال تجعل ؼٌر للوقؾ فمتى أتى بصًؼة
منها صار وقفا ً.من ؼٌر انضمام أمر زابد إلٌها .
القسم الثانً :األلفاظ كناٌه ,كان ٌقول تصدقت وحرمت وأبدت
.سمٌت كناٌه ألنها تحتمل معنى الوقؾ وؼٌره.
باحد منها تشترط اقتران نٌة الوقؾ معه أو اقترن فمتى تلفظ و
مخائل الورد 37
احد األلفاظ الصرٌح هاو الباقً من األلفاظ الكناٌة معه
كان ٌقول:تصدقت بكذا صدقه موقوؾ هاو محبسة
أو مؤبدة أو محرمه كان ٌقول تصدقت بكذا صدقه ال تورث
وٌشترط لصحة الوقؾ شروط هً:
أوال:أن ٌكون الوقؾ جابز التصرؾ
ثانٌا ً:أن ٌكون الوقؾ مما ٌنفع به انتفاعا ً مستمراً مع بقاء عٌنه
,فبل ٌصح وقؾ ما الًٌبقى بعد االنتفاع به .كالطعام
ثالثا ً:ان ٌكون الموقوؾ معٌنا ً فبل ٌصح وقؾ ؼٌر المعٌن ,كما
لو قال وقفت عٌنا ً أو عبداً أو بٌتا ً.
رابعا ً:أن ٌكون الوقؾ على بر ,الن المقصود به التقرب إلى هللا
كالمساجد وللمساكن وكتب العلم –فبل ٌصح من ؼٌرجهه البر
كمعابد الكفار وكتب الزندقة واألضرحة الن فٌها أعانه على
معصٌة هللا.
خامسا ًٌ:شترط لصحة الوقؾ إذا كان معٌن أن ٌكون ذلك المعٌن
ملكا ً ثابتا ً الن الوقؾ ٌملك فبل ٌصح على من ال ٌملك
كالمٌت والحٌوان.
سادسا ً :وٌشترط لصحة الوقؾ أن ٌكون منجزاً فبل ٌصح الوقؾ
الم ؤقت وال المعلق إال إذا علقه على موته اصح ذالك
كان ٌقول إذا مت فان بٌتً وقؾ للفقراء ,أوصى عمر إن حدث
به حدث فإن سمعا ً وهً أرض له ((رهن له ))صدقه
مخائل الورد 38
ومن أحكام الوقف -انه ٌجب العمل بشرط الوقؾ إذا كان ال
ٌخالؾ الشرع .لقوله صلى هللا علٌه وسلم (المسلمون على
شروطهم إال شرطا ً احل حراما ً أو حرم حبلالً(.
-و إذا لم ٌعٌن ناظراً للوقؾ وهو الذي ٌرعى شؤون الوقؾ أو
عٌن شخصا ً ومات فالناظر ٌكون للم وقؾ علٌه إن كان م عٌنا ً وان
كان الوقؾ على جهة كالمساجد أومن ال ٌمكن حصرهم
كالمساكٌن للناظر على الوقؾ الحاكم ٌتواله بنفسه أو ٌنيب عند
من تواله
-وٌجب على الناظر أن ٌتقً هللا وٌحسن الوالٌة على الوقؾ الن
ذلك أمانه أؤتمن علٌها
-وإذا وقؾ على أوالده استوى الذكور واإلناث فً االستحقاق
ألنه شرك بٌنهم وإطبلق التشرٌك ٌقتضي االستواء فً
االستحقاق
-ولو قال :وقؾ على أبنابً أو بنً فبلن اختص الوقؾ
بذكورهم الن اللفظ للبنٌن وضع لذلك حقٌقة
قال تعالى (أم له البنات ولكم البنون ) -إال أن ٌكون الموقوؾ
علٌهم قبٌلة كبنً هاشم وبنً تمٌم فٌدخل فٌهم النساء الن اسم
القبٌلة ٌشمل ذكورها وإناثها
-لكن إذا وقؾ على جماعه ٌمكن حصرهم وحب ٌعمٌهم
والتسوٌة بٌنهم -وان لم ٌمكن حصرهم كبنً هاشم لم ٌجب
مخائل الورد 39
تعمٌمهم ألنه ؼٌر ممكن وجان القتصار على بعضهم وتفضٌل
بعضهم على بعض -الوقؾ من العقود الأل زم ة بمجرد القول فبل
ٌجوز فسخه ,لقوله علٌه الصبلة والسبلم :ال ٌباع أصلها وال
ٌوهب ٌورث ,قال الترمذي العمل على هذا الحدٌث عند أهل
ب وال ٌباع وال ٌناقل به إال أن
العلم ,فبل ٌجوز فسخه ألنه مؤ د
تكن عم ارتها من ريع تتعطل منافعه بالكلٌة كدار انهدمت ولم م
الوقؾ أو ارض زراعٌه خربت وعادت مواتا ً ولم ٌمكن
عمارتها بحث ال ٌكون فً ريع الوقؾ تعمٌرها .وان كان الوقؾ
مسجداً فتعطل ولم ٌنتفع به فً موضعه كان تعطل منافعه فان
ٌباع وٌصرؾ ثمنه فً مسجدا ً آخر و إذا كان المسجد وقؾ زاد
اع به
ريعه حاجته ,جاز صرؾ الزابد إلى مسجد آخر ألنه انتؾ
فً جنس ما وقؾ له ,وتجوز الصدقة بالزابد فً ؼلة الوقؾ
مسجد على المساكٌن.
و إذا وقؾ على معٌن ,كما لو قال :هذا وقؾ على زٌد ٌ,عطً
منه كل سنه مابه ,وكان فً رٌع الوقؾ فابض عن هذا القدر فإنه
ٌعٌن الرصٌد الزابد ٌتصدق به.
المحاضرة الرابعة عشر مراجعة لما سبق دراسته