Vous êtes sur la page 1sur 40

‫ملخص‬

‫فقه املعامالت ( ‪) 2‬‬

‫د‪.‬عبذ اإلله املال‬

‫إعداد‬

‫مخائل الورد‬

‫ال تنسوا أختكم يف اهلل من صاحل دعائكم‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪1‬‬


‫المحاضرة األولى‬
‫أحكام الشركات‬
‫أقسام الشركات‬
‫وهً خمسة أنواع ‪:‬‬
‫النوع األول ‪ :‬أن ٌكون االشتراك فً المال والعمل ‪ ,‬وهذا النوع ٌسمى شركة العنان ‪.‬‬
‫النوع الثانً ‪ :‬اشتراك فً مال من جانب وعمل من جانب آخر ‪ ,‬وهذا ما ٌسمى بالمضاربة ‪.‬‬
‫النوع الثالث ‪ :‬اشتراك فً التحمل بالذمم دون مال ‪ ,‬وهذا ما ٌسمى بشركة الوجوه ‪.‬‬
‫النوع الرابع ‪ :‬اشتراك فٌما ٌكسبان بأبدانهما ‪ ,‬وهذا ما ٌسمى بشركة األبدان ‪.‬‬
‫النوع الخامس ‪ :‬اشتراك فً كل ما تقدم ‪ ,‬بأن ٌفوض أحدهما إلى اآلخر كل تصرؾ مالً وبدنً‬
‫‪ ,‬فٌشمل شركة العنان والمضاربة والوجوه واألبدان ‪ ,‬وٌسمى هذا النوع بشركة المفاوضة ‪.‬‬
‫هذا مجمل أنواع الشركات ‪ ,‬ولنبٌنها بالتفصٌل واحدة واحدة‬
‫شركة العنان‬
‫* وهً بكسر العٌن ‪ ,‬سمٌت بذلك لتساوي الشرٌكٌن فً المال والتصرؾ ; كالفارسٌن إذا سوٌا‬
‫بٌن فرسٌهما وتساوٌا فً السٌر فكان عنانا فرسٌهما سواء ‪ ,‬وذلك أن كل واحد من الشرٌكٌن‬
‫ٌساوى اآلخر فً تقدٌمه ماله وعمله فً الشركة ‪.‬‬
‫فحقٌقة شركة العنان أن ٌشترك شخصان فأكثر بمالٌهما ‪ ,‬بحٌث ٌصٌران ماال واحدا ٌعمبلن‬
‫فٌه بٌدٌهما ‪ ,‬أو ٌعمل فٌه أحدهما وٌكون له من الربح أكثر من نصٌب اآلخر ‪.‬‬
‫* وشركة العنان بهذا االعتبار المذكور جابزة باإلجماع ; كما حكاه ابن المنذر رحمه هللا ‪,‬‬
‫وإنما اختلؾ فً بعض شروطها ‪.‬‬
‫* وٌنفذ تصرؾ كل من الشرٌكٌن فً مال الشركة بحكم الملك فً نصٌبه والوكالة فً‬
‫نصٌب شرٌكه ; ألن لفظ الشركة ٌؽنً عن اإلذن من كل منهما لآلخر ‪.‬‬
‫*واتفقوا على أنه ٌجوز أن ٌكون رأس مال الشركة من النقدٌن المضروبٌن ; ألن الناس‬
‫ٌشتركون بهما من زمن النبً صلى هللا علٌه وسلم إلى ٌومنا هذا من ؼٌر نكٌر ‪.‬‬
‫واختلفوا فً كون رأس المال فً شركة العنان من العروض ‪ ,‬فقال بعضهم ‪ :‬ال ٌجوز ; ألن‬
‫قٌمة أحد المالٌن قد تزٌد قبل بٌعه وال تزٌد قٌمة المال اآلخر ‪ ,‬فٌشارك أحدهما اآلخر فً‬
‫نماء ماله ‪.‬‬
‫والقول الثانً جواز ذلك ‪ ,‬وهو الصحٌح ‪ ,‬ألن مقصود الشركة تصرفهما فً المالٌن جمٌعا‬
‫‪ ,‬وكون ربح المالٌن بٌنهما ; وهو حاصل فً العروض كحصوله فً النقود ‪.‬‬
‫شروط شركة العنان‬
‫وٌشترط لصحة شركة العنان أن ٌشترطا لكل من الشرٌكٌن جزءا من الربح مشاعا معلوما كالثلث‬
‫والربع ; ألن الربح مشترك بٌنهما ; فبل ٌتمٌز نصٌب كل منهما إال باالشتراط والتحدٌد ‪,‬‬
‫فلو كان نصٌب كل منهما من الربح مجهوال ‪ ,‬أو شرط ألحدهما ربح شًء معٌن من المال‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪2‬‬
‫‪ ,‬أو ربح وقت معٌن ‪ ,‬أو ربح سفرة معٌنة ; لم ٌصح فً جمٌع هذه الصور ; ألنه قد ٌربح‬
‫المعٌن وحده ‪ ,‬وقد ال ٌربح ‪ ,‬وقد ال ٌحصل ؼٌر الدراهم المعٌنة ‪ ,‬وذلك ٌفضً إلى النزاع‬
‫وضٌاع تعب أحدهما دون اآلخر ‪ ,‬وذلك مما تنهى عنه الشرٌعة السمحة ; ألنها جاءت بدقع‬
‫الؽرر والضرر ‪.‬‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪3‬‬


‫المحاضرة الثانٌة‬
‫شركة المضاربة‬
‫ون شركة المضاربة سمٌت بذلك أخذا من الضرب فً األرض ‪ ,‬وهو السفر للتجارة ‪ ,‬قال هللا تعالى ‪:‬‬ ‫َو َ‬
‫آخرُ َ‬
‫ون مِنْض َفضْض ِل ِهَّللا ِ‬
‫هللا‬ ‫ض ٌَ ْضب َت ُؽ َ‬ ‫َ‬
‫ُون فًِ ْضاألرْض ِ‬
‫أي ‪ٌ :‬طلبون رزق هللا فً المتاجر والمكاسب ‪ٌَ ,‬ضْض ِرب َ‬
‫ومعنى المضاربة شرعا ‪ :‬دفع مال معلوم لمن ٌتجر به ببعض ربحه ‪.‬‬
‫* وهذا النوع من التعامل جابز باإلجماع ‪ ,‬وكان موجودا فً عصر النبً صلى هللا علٌه‬
‫وسلم ‪ ,‬وأقره ‪ ,‬وروي عن عمر وعثمان وعلً وابن مسعود وؼٌرهم ‪ ,‬ولم ٌعرؾ لهم‬
‫مخالؾ من الصحابة رضً هللا عن الجمٌع ‪ ,‬والحكمة تقتضً جواز المضاربة بالمال ; ألن‬
‫الناس بحاجة إلٌها ; ألن الدراهم والدنانٌر ال تنمو إال بالتقلٌب والتجارة ‪.‬‬

‫أحكام المضاربة‬
‫وتعٌٌن مقدار نصٌب العامل من الربح ٌرجع إلٌهما ‪ :‬فلو قال رب المال للعامل ‪ :‬اتجر به والربح‬
‫بٌننا ; صار لكل منهما نصؾ الربح ; ألنه أضافه إلٌهما إضافة واحدة ال مرجح ألحدهما‬
‫على اآلخر فٌها ‪ ,‬فاقتضى ذلك التسوٌة فً االستحقاق ‪ ,‬كما لو قال ‪ :‬هذه الدار بٌنً وبٌنك‬
‫; فإنها تكون بٌنهما نصفٌن ‪,‬‬
‫وإن قال رب المال للعامل ‪ :‬اتجر به ولً ثبلثة أرباع ربحه أو ثلثه ‪ ,‬أو قال له ‪ :‬اتجر به ولك‬
‫ثبلثة أرباع ربحه أو ثلثه صح ذلك ; ألنه متى علم نصٌب أحدهما ; أخذه ‪ ,‬والباقً لآلخر ;‬
‫ألن الربح مستحق لهما ‪.‬‬
‫وإن اختلفا لمن الجزء المشروط ; فهو للعامل ‪ ,‬قلٌبل كان أو كثٌرا ; ألنه ٌستحقه بالعمل ‪ ,‬وهو‬
‫ٌقل وٌكثر ; فقد ٌشترط له جزء قلٌل لسهولة العمل ‪ ,‬وقد ٌشترط له جزء كثٌر لصعوبة‬
‫العمل ‪ ,‬وقد ٌختلؾ التقدٌر الختبلؾ العاملٌن فً الحذق وعدمه ‪ ,‬وإنما تقدر حصة العامل‬
‫بالشرط ; بخبلؾ رب المال ; فإنه ٌستحقه بماله ال بالشرط ‪.‬‬

‫تابع أحكام المضاربة‬


‫وإذا فسدت المضاربة فربحها ٌكون لرب المال ; ألنه نماء ماله ‪ ,‬وٌكون للعامل أجرة مثله ; ألنه‬
‫إنما ٌستحق بالشرط ‪ ,‬وقد فسد الشرط تبعا لفساد المضاربة ‪.‬‬
‫* وتصح المضاربة مؤقتة بوقت محدد بأن ٌقول رب المال ‪ :‬ضاربتك على هذه الدراهم‬
‫لمدة سنة ‪.‬‬
‫وتصح المضاربة معلقة بشرط ; كأن ٌقول صاحب المال ‪ :‬إذا جاء شهر كذا ; فضارب بهذا‬
‫المال ‪ ,‬أو ٌقول ‪ :‬إذا قبضت مالً من زٌد ; فهو معك مضاربة ; ألن المضاربة إذن فً‬
‫التصرؾ ‪ ,‬فٌجوز تعلٌقه على شرط مستقبل ‪.‬‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪4‬‬


‫* وال ٌجوز للعامل أن ٌأخذ مضاربة من شخص آخر إذا كان ذلك ٌضر بالمضارب األول إال‬
‫بإذنه ‪ ,‬وذلك كأن ٌكون المال الثانً كثٌرا ٌستوعب وقت العامل فٌشؽله عن التجارة بمال‬
‫األول ‪ ,‬أو ٌكون مال المضارب األول كثٌرا ٌستوعب وقته ومتى اشتؽل عنه بؽٌره تعطلت‬
‫بعض تصرفاته فٌه ‪ ,‬فإن أذن األول ‪ ,‬أو لم ٌكن علٌه ضرر ; جاز للعامل أن ٌضارب‬
‫آلخر ‪.‬‬

‫تابع أحكام المضاربة‬


‫* وال ٌنفق العامل من مال المضاربة ال لسفر وال لؽٌره ; إال إذا اشترط على صاحب المال ذلك ; ألنه ٌعمل‬
‫فً المال بجزء من ربحه ; فبل ٌستحق زٌادة علٌه إال بشرط ; إال أن ٌكون هناك عادة فً مثل هذا فٌعمل‬
‫بها ‪.‬‬
‫* وال ٌقسم الربح فً المضاربة قبل إنهاء العقد بٌنهما إال بتراضٌهما ; ألن الربح وقاٌة لرأس المال ‪ ,‬وال ٌؤمن‬
‫أن ٌقع خسارة فً بعض المعاملة ‪ ,‬فتجبر من الربح ‪ ,‬وإذا قسم الربح مع بقاء عقد المضاربة ; لم ٌبق‬
‫رصٌد ٌجبر منه الخسران ; فالربح وقاٌة لرأس المال ‪ ,‬ال ٌستحق العامل منه شٌبا إال بعد كمال رأس‬
‫المال ‪.‬‬
‫* والعامل أمٌن ٌجب علٌه أن ٌتقً هللا فٌما ولً علٌه ‪ ,‬وٌقبل قوله فٌما ٌدعٌه من تلؾ أو خسران ‪,‬‬
‫وٌصدق فٌما ٌذكر أنه اشتراه لنفسه ال للمضاربة أو اشتراه للمضاربة ال لنفسه ; ألنه مؤتمن على ذلك ‪,‬‬
‫وهللا أعلم ‪.‬‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪5‬‬


‫المحاضرة الثالثة‬

‫شركة الوجوه ‪:‬‬


‫* شركة الوجوه هً أن ٌشترك اثنان فأكثر فٌما ٌشترٌان بذمتٌهما‬
‫‪ ,‬وما ربحا فهو بٌنهما على ما شرطاه ‪ ,‬سمٌت بذلك ألنها لٌس لها‬
‫رأس مال ‪ ,‬وإنما تبذل فٌها الذمم والجاه وثقة التجار بهما ‪,‬‬
‫فٌشترٌان وٌبٌعان بذلك ‪ ,‬وٌقتسمان ما ٌحصل لهما من ربح على‬
‫المسلمون على حسب الشرط ; لقوله صلى هللا علٌه وسلم ‪:‬‬
‫وهذا النوع من الشركة ٌشبه شركة العنان ‪ ,‬فأعطً شروطهم‬
‫حكمها‪.‬‬

‫أحكام شركة الوجوه‬


‫وكل واحد من الشرٌكٌن وكٌل عن صاحبه وكفٌل عنه بالثمن ; ألن مثل هذا النوع من الشركة‬
‫على الوكالة والكفالة ‪.‬‬
‫* ومقدار ما ٌملكه كل واحد منهما من هذه الشركة على حسب الشرط ‪ ,‬من مناصفة ‪ ,‬أو‬
‫أقل ‪ ,‬أو أكثر ‪ .‬وٌتحمل كل واحد من الخسارة على قدر ما ٌملك فً الشركة ‪ ,‬فمن له‬
‫نصؾ الشركة ; فعلٌه نصؾ الخسارة ‪ .. .‬وكذا ‪ .‬وٌستحق كل من الشركاء من الربح على‬
‫حسب الشرط من نصؾ أو ربع أو ثلث ; ألن أحدهما قد ٌكون أوثق وأرؼب عند التجار‬
‫وأبصر بطرق التجارة من الشخص اآلخر ‪ ,‬وألن عمل كل منهما قد ٌختلؾ عن عمل اآلخر‬
‫‪ ,‬فٌتطلع إلى زٌادة نصٌبه فً مقابل ذلك ‪ ,‬فٌرجع إلى الشرط الجاري بٌنهما فً ذلك ‪.‬‬
‫* و لكل واحد من الشركاء فً شركة الوجوه من الصبلحٌات مثل ما للشركاء فً شركة‬
‫العنان‬

‫شركة األبدان‬
‫شركة األبدان هً أن ٌشترك اثنان فأكثر فٌما ٌكتسبان بأبدانهما ‪,‬‬
‫سمٌت بذلك ألن الشركاء بذلوا أبدانهم فً األعمال لتحصٌل‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪6‬‬
‫المكاسب ‪ ,‬واشتركوا فٌما ٌحصلون علٌه من كسب ‪.‬‬
‫* ودلٌل جواز هذا النوع من الشركة ما رواه أبو داود والنسابً‬
‫" اشتركت أنا وؼٌرهما عن ابن مسعود رضً هللا عنه ; قال ‪:‬‬
‫وعمار وسعد فٌما نصٌب ٌوم بدر ‪ ,‬فجاء سعد بأسٌرٌن ‪ ,‬ولم أجا‬
‫قال أحمد ‪ " :‬أشرك بٌنهم النبً صلى هللا علٌه أنا وعمار بشًء "‬
‫وسلم ‪ ,‬فدل هذا الحدٌث على صحة الشركة فً مكاسب األبدان " ‪.‬‬

‫أحكام شركة األبدان‬


‫وتصح شركة األبدان ولو اختلفت صنابع المشتركٌن ; كخٌاط مع حداد ‪.. .‬‬
‫وهكذا ‪ ,‬ولكل واحد من الشركاء أن ٌطالب بأجرة العمل الذي تقبله هو أو‬
‫صاحبه ‪ ,‬وٌجوز للمستأجر من أحدهم دفع األجرة إلى أي منهم ; ألن كل‬
‫واحد منهم كالوكٌل عن اآلخر ‪ ,‬فما ٌحصل لهم من العمل أو األجرة ;‬
‫فهو مشترك بٌنهم ‪.‬‬
‫* وتصح شركة األبدان فً تملك المباحات كاالحتطاب ‪ ,‬وجمع الثمار‬
‫المأخوذة من الجبال ‪ ,‬واستخراج المعادن ‪.‬‬
‫* وإن مرض أحد شركاء األبدان ; فالكسب الذي تحصل علٌه اآلخر‬
‫بٌنهما ; ألن سعدا وعمارا وابن مسعود اشتركوا ‪ ,‬فجاء سعد بأسٌرٌن‬
‫وأخفق اآلخران ‪ ,‬وشرك بٌنهم النبً صلى هللا علٌه وسلم‬
‫تابع لؤلبدان‬
‫وإن اشترك أصحاب دواب أو سٌارات على أن ٌحملوا علٌها باألجرة ‪,‬‬
‫وما حصلوا علٌه فهو بٌنهم صح ذلك ; ألنه نوع من االكتساب ‪,‬‬
‫وٌصح أٌضا دفع دابة أو سٌارة لمن ٌعمل علٌها ‪ ,‬وما تحصل من‬
‫كسب ; فهو بٌنهما ‪ ,‬وإن اشترك ثبلثة من أحدهم دابة ومن اآلخر‬
‫آلة ومن الثالث العمل على أن ما تحصل فهو بٌنهم ; صح ذلك ‪.‬‬
‫وتصح شركة الداللٌن بٌنهم إذا كانوا ٌقومون بالنداء على بٌع السلع‬
‫وعرضها وإحضار الزبون ‪ ,‬وما تحصل ; فهو بٌنهم‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪7‬‬
‫شركة المفاوضة‬
‫وشركة المفاوضة هً أن ٌفوض كل من الشركاء إلى صاحبه كل‬
‫تصرؾ مالً وبدنً من أنواع الشركة ; فهً الجمع بٌن شركة‬
‫العنان والمضاربة والوجوه واألبدان ‪ ,‬أو ٌشتركون فً كل ما ٌثبت‬
‫لهم وعلٌهم ‪.‬‬
‫* وٌصح هذا النوع من الشركة ; ألنه ٌجمع أنواعا ٌصح كل منها‬
‫منفردا فٌصح إذا جمع مع ؼٌره ‪.‬‬
‫أحكام شركة المفاوضة‬
‫والربح ٌوزع فً هذه الشركة على ما شرطوا ‪ ,‬وٌتحملون من الخسارة‬
‫على قدر ملك كل واحد منهم من الشركة بالحساب ‪ .‬وهكذا شرٌعة‬
‫اإلسبلم وسعت دابرة االكتساب فً حدود المباح ‪ ,‬فأباحت لئلنسان‬
‫أن ٌكتسب منفردا ومشتركا مع ؼٌره ‪ ,‬وعاملت الناس حسب‬
‫شروطهم ما لم تكن شروطا جابرة محرمة ; مما به ٌعلم صبلحٌة‬
‫هذه الشرٌعة لكل زمان ومكان ‪.‬‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪8‬‬


‫المحاضرة الرابعة‬
‫المساقاة والمزارعة‬
‫المساقاة والمزارعة من جملة األعمال التً ٌزاولها الناس من قدٌم الزمان ; لحاجتهم إلٌهما ‪ ,‬فقد‬
‫ٌكون فً ملك اإلنسان شجر ال ٌستطٌع القٌام علٌه واستثماره ‪ ,‬أو تكون له أرض زراعٌة‬
‫ال ٌستطٌع العمل علٌها واستؽبللها ‪ ,‬وعند آخر القدرة على العمل ولٌس فً ملكه شجر وال‬
‫أرض ‪ ,‬ومن ثم أبٌحت المزارعة والمساقاة لمصلحة الطرفٌن ‪ ,‬وهكذا كل التعامل الشرعً‬
‫قابم على العدل وتحقٌق المصالح ودفع المفاسد ‪.‬‬
‫* فالمساقاة عرفها الفقهاء ‪ :‬بأنها دفع شجر مؽروس أو شجر ؼٌر مؽروس مع أرض إلى‬
‫من ٌؽرسه فٌها وٌقوم بسقٌه وما ٌحتاج إلٌه حتى ٌثمر ‪ ,‬وٌكون للعامل جزء مشاع من ثمر‬
‫ذلك الشجر والباقً لمالكه ‪.‬‬
‫و المزارعة ‪ :‬دفع أرض لمن ٌزرعها ‪ ,‬أو دفع أرض وحب لمن ٌزرعه فٌها وٌقوم علٌه ‪ ,‬بجزء‬
‫مشاع منه ‪ ,‬والباقً لمالك األرض وقد ٌكون الجزء المشروط فً المساقاة والمزارعة لمالك‬
‫األرض أو الشجر والباقً للعامل‪.‬‬

‫حكمهما‬
‫والدلٌل على جواز المساقاة والمزارعة حدٌث ابن عمر رضً هللا عنهما ‪ " :‬أن النبً صلى هللا‬
‫متفق علٌه ‪ ,‬وروى عامل أهل خٌبر بشطر ما ٌخرج منها من ثمر أو زرع " علٌه وسلم‬
‫دفع إلى ٌهود خٌبر نخلها وأرضها على أن ٌعملوها مسلم ‪ " :‬أن النبً صلى هللا علٌه وسلم‬
‫أي ‪ :‬نصفه ‪ ,‬وروى اإلمام أحمد ‪ " :‬أن النبً صلى هللا من أموالهم ولهم شطر ثمرها "‬
‫فدل هذا الحدٌث على دفع إلى أهل خٌبر أرضها ونخلها مقاسمة على النصؾ " علٌه وسلم‬
‫صحة المساقاة‬
‫قال اإلمام ابن القٌم ‪ " :‬وفً قصة خٌبر دلٌل على جواز المساقاة والمزارعة بجزء من‬
‫الؽلة من ثمر أو زرع ; فإنه صلى هللا علٌه وسلم عامل أهل خٌبر ‪ ,‬واستمر على ذلك إلى‬
‫حٌن وفاته ‪ ,‬ولم ٌنسخ ألبتة ‪ ,‬واستمر عمل الخلفاء الراشدٌن علٌه ‪ ,‬ولٌس من باب‬
‫المؤاجرة ‪ ,‬بل من باب المشاركة ‪ ,‬وهو نظٌر المضاربة سواء " انتهى ‪.‬‬
‫شروط صحة المساقاة‬
‫وقد ذكر الفقهاء رحمهم هللا أنه ٌشترط لصحة المساقاة أن ٌكون الشجر‬
‫المساقى علٌه له ثمر ٌؤكل فبل ٌصح على شجر ال ثمر له ‪ ,‬أو له‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪9‬‬
‫ثمر ال ٌؤكل ; ألن ذلك ؼٌر منصوص علٌه ‪.‬‬
‫* ومن شروط صحة المساقاة تقدٌر نصٌب العامل أو المالك بجزء‬
‫معلوم مشاع من الثمرة ; كالثلث والربع ‪ ,‬سواء قل الجزء‬
‫المشروط أو كثر ‪ ,‬فلو شرطا كل الثمرة ألحدهما ; لم ٌصح ;‬
‫الختصاص أحدهما بالؽلة ‪,‬‬
‫حكمها وما ٌلزم الطرفٌن‬
‫والصحٌح الذي علٌه الجمهور أن المساقاة عقد الزم ال ٌجوز فسخها إال برضى اآلخر * ال بد من‬
‫تحدٌد مدتها ‪ ,‬ولو طالت ‪ ,‬مع بقاء الشجر ‪.‬‬
‫* وٌلزم العامل كل ما فٌه صبلح الثمرة ; من حرث ‪ ,‬وسقً ‪ ,‬وإزالة ما ٌضر الشجر والثمرة‬
‫من األؼصان ‪ ,‬وتلقٌح النخل ‪ ,‬وتجفٌؾ الثمر ‪ ,‬وإصبلح مجاري الماء ‪ ,‬وتوزٌعه على‬
‫الشجر ‪.‬‬
‫* وعلى صاحب الشجر ما ٌحفظ األصل ‪ -‬وهو الشجر ‪ ; -‬كحفر الببر ‪ ,‬وبناء الحٌطان ‪,‬‬
‫وتوفٌر الماء فً الببر ‪ .. .‬ونحو ذلك ‪ ,‬وعلى المالك كذلك تحصٌل المواد التً تقوي‬
‫األشجار كالسماد ونحوه ‪ .‬ولٌس دفع الحب مع األرض شرطا فً صحة المزارعة ‪ ,‬فلو دفع‬
‫إلٌه األرض فقط لٌزرعها العامل ببذر من عنده ; صح ذلك ; كما هو قول جماعة من‬
‫الصحابة ‪ ,‬وعلٌه عمل الناس‬
‫شروط صحة المزارعة‬
‫وٌشترط لصحة المزارعة بٌان مقدار ما للعامل أو لصاحب األرض‬
‫من الؽلة وأن ٌكون جزءا مشاعا منها ; كثلث ما ٌخرج من‬
‫األرض أو ربعه ونحو ذلك ; ألن النبً صلى هللا علٌه وسلم عامل‬
‫أهل خٌبر بشطر ما ٌخرج منها ‪ ,‬وإذا عرؾ نصٌب أحدهما ;‬
‫فالباقً ٌكون لآلخر ; ألن الؽلة لهما ‪ ,‬فإذا عٌن نصٌب أحدهما ;‬
‫تبٌن نصٌب اآلخر ‪ ,‬ولو شرط ألحدهما آصعا معلومة كعشرة‬
‫آصع أو زرع ناحٌة معٌنة من األرض والباقً لآلخر ; لم تصح ‪,‬‬
‫أو اشترط صاحب األرض أن ٌأخذ مثل بذره وٌقتسمان الباقً ‪ ,‬لم‬
‫تصح المزارعة ; ألنه قد ال ٌخرج من األرض إال ذلك ‪ ,‬فٌختص‬
‫به دون اآلخر‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪10‬‬


‫المحاضرة الخامسة‬
‫اإلجارة‬
‫* هذا العقد ٌتكرر فً حٌاة الناس فً مختلؾ مصالحهم وتعاملهم الٌومً‬
‫والشهري والسنوي ; فهو جدٌر بالتعرؾ على أحكامه ; إذ ما من تعامل‬
‫ٌجري بٌن الناس فً مختلؾ األمكنة واألزمان ‪ ,‬إال وهو محكوم بشرٌعة‬
‫اإلسبلم وفق ضوابط شرعٌة ترعى المصالح وترفع المضار ‪.‬‬
‫ت * واإلجارة مشتقة من األجر ‪ ,‬وهو العوض ‪ ,‬قال تعالى ‪:‬‬ ‫لَ ْضو شِ ْضب َ‬
‫ت َعلَ ْضٌ ِه أَجْض رً ا‬
‫* َال ِهَّللات َخ ْضذ َ‬
‫وهً شرعا ‪ :‬عقد على منفعة مباحة من عٌن معٌنة أو موصوفة فً الذمة‬
‫مدة معلومة ‪ ,‬أو على عمل معلوم بعوض معلوم ‪.‬‬
‫شروط صحة اإلجارة‬
‫وهذا التعرٌؾ مشتمل على ؼالب شروط صحة اإلجارة وأنواعها ‪ - :‬فقولهم ‪ " :‬عقد على منفعة‬
‫" ‪ٌ :‬خرج به العقد على الرقبة ; فبل ٌسمى إجارة ‪ ,‬وإنما ٌسمى بٌعا ‪ - .‬وقولهم ‪ " :‬مباحة "‬
‫‪ٌ :‬خرج به العقد على المنفعة المحرمة ; كالزنى ‪ - .‬وقولهم ‪ " :‬معلومة " ‪ٌ :‬خرج به‬
‫المنفعة المجهولة ; فبل ٌصح العقد علٌها ‪ - .‬وقولهم ‪ " :‬من عٌن معٌنة أو موصوفة فً‬
‫الذمة أو عمل معلوم "‬
‫وقولهم ‪ " :‬بعوض معلوم " ; معناه ‪ :‬أنه ال بد أن ٌكون مقدار اإلجارة معلوما ‪ .‬وبهذا ٌتضح أن‬
‫مجمل شروط صحة اإلجارة بنوعٌها ‪ :‬أن ٌكون عقد اإلجارة على المنفعة ال على العٌن ‪,‬‬
‫وأن تكون المنفعة مباحة ‪ ,‬وأن تكون معلومة ‪ ,‬وإذا كانت اإلجارة على عٌن ؼٌر معٌنة ;‬
‫فبل بد أن تكون مما ٌنضبط بالوصؾ ‪ ,‬وأن تكون مدة اإلجارة معلومة ‪ ,‬وأن ٌكون العوض‬
‫فً اإلجارة معلوما أٌضا‪.‬‬
‫حكم اإلجارة‬
‫واإلجارة الصحٌحة جابزة بالكتاب والسنة واإلجماع ‪ - :‬قال تعالى ‪:‬‬
‫ُورهُنِهَّللا‬‫ضعْض َن لَ ُك ْضم َف ُتوهُنِهَّللا أُج َ‬ ‫ت َال ِهَّللات َخ ْضذ َ‬
‫ت وقال تعالى ‪َ :‬فإِنْض أَرْض َ‬ ‫لَ ْضو ِش ْضب َ‬
‫‪ -‬وقد استأجر النبً صلى هللا علٌه وسلم رجبل ٌدله َعلَ ْضٌ ِه أَجْض رً ا‬
‫الطرٌق فً سفره للهجرة ‪ - .‬وقد حكى ابن المنذر اإلجماع على‬
‫جوازها ‪ ,‬والحاجة تدعو إلٌها ; ألن الحاجة إلى المنافع كالحاجة‬
‫إلى األعٌان ‪.‬‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪11‬‬
‫أحكام اإلجارة‬
‫وٌصح استبجار اآلدمً لعمل معلوم كخٌاطة ثوب ‪ ,‬وبناء جدار ‪ ,‬أو لٌدله على طرٌق ; كما ثبت‬
‫فً " صحٌح البخاري " عن عابشة رضً هللا عنها فً حدٌث الهجرة ‪ " :‬أن النبً صلى هللا‬
‫استأجر هو وأبو بكر رضً هللا عنه عبد هللا ابن أرٌقط اللٌثً ‪ ,‬وكان هادٌا خرٌتا علٌه وسلم‬
‫والخرٌت هو الماهر بالداللة ‪" .‬‬
‫* وال ٌجوز تأجٌر الدور والدكاكٌن والمحبلت للمعاصً كبٌع الخمر ‪ ,‬وبٌع المواد المحرمة‬
‫; كبٌع الدخان والتصوٌر ; ألن ذلك إعانة على المعصٌة ‪.‬‬
‫* وٌجوز للمستأجر أن ٌؤجر ما استأجره آلخر ٌقوم مقامه فً استٌفاء المنفعة ألنها مملوكة‬
‫له ‪ ,‬فجاز له أن ٌستوفٌها بنفسه وبناببه ‪ ,‬لكن بشرط أن ٌكون المستأجر الثانً مثل‬
‫المستأجر األول فً استٌفاء المنفعة أو دونه ‪ ,‬ال أكثر منه ضررا ; كما لو استأجر دارا‬
‫للسكنى ; جاز أن ٌؤجرها لؽٌره للسكنى أو دونها ‪ ,‬وال ٌجوز أن ٌؤجرها لمن ٌجعل فٌها‬
‫مصنعا أو معمبل ‪.‬‬
‫تابع أحكامها‬
‫وال تصح اإلجارة على أعمال العبادة والقربة كالحج ‪ ,‬واألذان ; ألن هذه‬
‫األعمال ٌتقرب بها إلى هللا ‪ ,‬وأخذ األجرة علٌها ٌخرجها عن ذلك ‪,‬‬
‫وٌجوز أخذ رزق من بٌت المال على األعمال التً ٌتعدى نفعها ; كالحج‬
‫واألذان واإلمامة وتعلٌم القرآن والفقه والقضاء والفتٌا ; ألن ذلك لٌس‬
‫معاوضة ‪ ,‬وإنما هو إعانة على الطاعة ‪ ,‬وال ٌخرجه ذلك عن كونه قربة‬
‫‪ ,‬وال ٌخل باإلخبلص ‪ .‬قال شٌخ اإلسبلم ابن تٌمٌة رحمه هللا ‪ " :‬والفقهاء‬
‫متفقون على الفرق بٌن االستبجار على القرب وبٌن رزق أهلها ; فرزق‬
‫المقاتلة والقضاة والمؤذنٌن واألبمة جابز ببل نزاع ‪ ,‬وأما االستبجار ; فبل‬
‫ٌجوز عند أكثرهم " ‪ ,‬وقال أٌضا ‪ " :‬وما ٌؤخذ من بٌت المال ; فلٌس‬
‫عوضا وأجرة ‪ ,‬بل رزقا لئلعانة على الطاعة ‪ ,‬فمن عمل منهم هلل ; أثٌب‬
‫‪ ,‬وما ٌأخذه رزق لئلعانة على الطاعة "‪.‬‬
‫ما ٌلزم المؤجر والمستأجر‬
‫فٌلزم المؤجر بذل كل ما ٌتمكن به المستأجر من االنتفاع بالمؤجر ‪,‬‬
‫كإصبلح السٌارة المؤجرة وتهٌبتها للحمل والسٌر ‪ ,‬وعمارة الدار‬
‫المؤجرة وإصبلح ما فسد من عمارتها وتهٌبة مرافقها لبلنتفاع ‪- .‬‬
‫وعلى المستأجر عندما ٌنتهً أن ٌزٌل ما حصل بفعله ‪ - .‬و‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪12‬‬
‫اإلجارة عقد الزم من الطرفٌن ‪ -‬المؤجر والمستأجر ‪ -‬ألنها نوع‬
‫من البٌع ‪ ,‬فأعطٌت حكمه ‪ ,‬فلٌس ألحد الطرفٌن فسخها إال‬
‫برضى اآلخر ; إال إذا ظهر عٌب لم ٌعلم به المستأجر حال العقد ;‬
‫فله الفسخ ‪.‬‬
‫تابع لما سبق‬
‫وٌلزم المؤجر أن ٌسلم العٌن المؤجرة للمستأجر ‪ ,‬وٌمكنه من االنتفاع‬
‫بها ‪ ,‬فإن أخره شٌبا ومنعه من االنتفاع به كل المدة أو بعضها ;‬
‫فبل شًء له من األجرة ‪ ,‬أو ال ٌستحقها كاملة ; ألنه لم ٌسلم له ما‬
‫تناوله عقد اإلجارة ‪ ,‬فلم ٌستحق شٌبا ‪ ,‬وإذا مكن المستأجر من‬
‫االنتفاع ‪ ,‬لكنه تركه كل المدة أو بعضها ‪ ,‬فعلٌه جمٌع األجرة ;‬
‫ألن اإلجارة عقد الزم ‪ ,‬فترتب مقتضاها ‪ ,‬وهو ملك المؤجر‬
‫األجرة ‪ ,‬وملك المستأجر المنافع‬
‫ما تنفسخ به اإلجارة‬
‫وٌنفسخ عقد اإلجارة بأمور‬
‫أوال ‪ :‬إذا تلفت العٌن المؤجرة ‪ :‬كما لو أجره دوابه فماتت ‪ ,‬أو استأجر‬
‫دارا فانهدمت ‪ ,‬أو اكترى أرضا لزرع فانقطع ماؤها ‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬وتنفسخ اإلجارة أٌضا بزوال الؽرض الذي عقدت من أجله ;‬
‫كما لو استأجر طبٌبا لٌداوٌه فبرئ ; لتعذر استٌفاء العقود علٌه ‪.‬‬
‫أقسام األجٌر‬
‫واألجٌر على قسمٌن خاص ومشترك ‪ :‬فاألجٌر الخاص هو من‬
‫استؤجر مدة معلومة ٌستحق نفعه فً جمعها ال ٌشاركه فٌها أحد ‪,‬‬
‫والمشترك هو من قدر نفعه بالعمل وال ٌختص به واحد بل ٌتقبل‬
‫أعماال لجماعة فً وقت واحد ‪ - .‬فاألجٌر الخاص ال ٌضمن ما‬
‫جنت ٌده خطأ ; كما لو انكسرت اآللة التً ٌعمل بها ; ألنه نابب‬
‫عن المالك ‪ ,‬فلم ٌضمن ; كالوكٌل ‪ ,‬وإن تعدى أو فرط ; ضمن ما‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪13‬‬
‫تلؾ ‪ - .‬أما األجٌر المشترك ; فإنه ٌضمن ما تلؾ بفعله ; ألنه ال‬
‫ٌستحق إال بالعمل ; فعمله مضمون علٌه ‪ ,‬وما تولد عن المضمون‬
‫فهو مضمون ‪.‬‬
‫وقت وجوب األجرة‬
‫وتجب أجرة األجٌر بالعقد وال ٌملك المطالبة بها إال بعدما ٌسلم العمل‬
‫الذي فً ذمته ‪ ,‬أو استٌفاء المنفعة ‪ ,‬أو تسلٌم العٌن المؤجرة‬
‫ومضً المدة مع عدم المانع ; ألن األجٌر إنما ٌوفً أجره إذا‬
‫قضى عمله أو ما فً حكمه ‪ ,‬وألن األجرة عوض ; فبل تستحق إال‬
‫بتسلٌم المعوض ‪.‬‬
‫ما ٌجب على األجٌر‬
‫هذا وٌجب على األجٌر إتقان العمل وإتمامه ‪ ,‬وٌحرم علٌه الؽش فً العمل والخٌانة فٌه ‪ ,‬كما‬
‫ٌجب علٌه أٌضا مواصلة العمل فً المدة التً استؤجر فٌها ‪ ,‬وال ٌفوت شٌبا منها بؽٌر عمل‬
‫‪ ,‬وأن ٌتقً هللا فً أداء ما علٌه ‪ ,‬وٌجب على المستأجر إعطاء أجرته كاملة عندما ٌنهً‬
‫فعن أبً هرٌرة أعطوا األجٌر أجره قبل أن ٌجؾ عرقه عمله ; لقوله صلى هللا علٌه وسلم ‪:‬‬
‫قال هللا تعالى ‪ :‬ثبلثة أنا خصمهم ٌوم رضً هللا عنه عن النبً صلى هللا علٌه وسلم ; قال ‪:‬‬
‫القٌامة ‪ ,‬ومن كنت خصمه ; خصمته ‪ :‬رجل أعطى بً ثم ؼدر ‪ ,‬ورجل باع حرا فأكل‬
‫رواه البخاري وؼٌره ‪ .‬ثمنه ‪ ,‬ورجل استأجر أجٌرا ‪ ,‬فاستوفى منه العمل ‪ ,‬ولم ٌعطه أجره‬
‫فعمل األجٌر أمانة فً ذمته ‪ٌ ,‬جب علٌه مراعاتها بإتقان العمل وإتمامه والنصح فٌه ‪,‬‬
‫وأجرة األجٌر دٌن فً ذمة المستأجر ‪ ,‬وحق واجب علٌه ‪ٌ ,‬جب علٌه أداؤه من ؼٌر مماطلة‬
‫وال نقص ‪.‬‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪14‬‬


‫المحاضرة السادسة‬
‫السبق وأحكامه‬
‫المسابقة ‪ :‬هً المجاراة بٌن حٌوان وؼٌره ‪ ,‬وكذا المسابقة بالسهام ‪.‬‬
‫َوأَعِ ُّدوا لَ ُه ْضم َما * وهً جابزة بالكتاب والسنة واإلجماع ‪ - :‬قال هللا تعالى ‪:‬‬
‫وقال أال إن القوة الرمً قال النبً صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬اسْض َت َطعْض ُت ْضم ِمنْض قُوِهَّللا ٍةة‬
‫أي ‪ :‬نترامى بالسهام أو نتجارى على األقدام ‪ - .‬إِ ِهَّللانا َذ َه ْضب َنا َنسْض َت ِب ُق تعالى ‪:‬‬
‫" ال سبق إال فً خؾ أو نصل أو حافر " وعن أبً هرٌرة مرفوعا ‪:‬‬
‫رواه الخمسة ; فالحدٌث دلٌل على جواز السباق على جعل‬
‫‪ -‬وقد حكى اإلجماع على جوازه فً الجملة ؼٌر واحد من أهل العلم ‪.‬‬
‫وقال شٌخ اإلسبلم ابن تٌمٌة رحمه هللا ‪ " :‬السباق بالخٌل والرمً بالنبل‬
‫ونحوه من آالت الحرب مما أمر هللا به ورسوله مما ٌعٌن على الجهاد فً‬
‫سبٌل هللا " ‪.‬‬

‫أحكام السبق‬
‫وٌجوز السباق على األقدام وسابر الحٌوانات والمراكب قال اإلمام القرطبً رحمه هللا ‪ " :‬ال‬
‫خبلؾ فً جواز المسابقة على الخٌل وؼٌرها من الدواب ‪ ,‬وعلى األقدام ‪ ,‬وكذا الترامً‬
‫بالسهام واستعمال األسلحة ; لما فً ذلك من التدرب على الحرب " انتهى ‪ .‬وقد سابق النبً‬
‫صلى هللا علٌه وسلم عابشة رضً هللا عنها ‪ ,‬وصارع ركانة فصرعه ‪ ,‬وسابق سلمة بن‬
‫األكوع رجبل من األنصار بٌن ٌدي رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ‪.‬‬
‫•‬ ‫لقوله صلى وال تجوز المسابقة على عوض إال فً المسابقة على اإلبل والخٌل والسهام ;‬
‫هللا علٌه وسلم ‪:‬ال سبق إال فً نصل أو خؾ أوحافر‬
‫رواه الخمسة عن أبً هرٌرة ; أي ‪ :‬ال ٌجوز أخذ الجعل على السبق إال إذا كانت المسابقة‬
‫على اإلبل أو الخٌل أو السهام ; ألن تلك من آالت الحرب المأمور بتعلمها وإحكامها‬
‫وقٌل ‪ :‬إن الحدٌث ٌحتمل أن ٌراد به أن أحق ما بذل فٌه السبق هذه الثبلثة ; لكمال نفعها وعموم‬
‫مصلحتها ‪ ,‬فٌدخل فٌها كل مؽالبة جابزة ٌنتفع بها فً الدٌن‬
‫شروط صحة المسابقة وأنواعها‬
‫و ٌشترط لصحة المسابقة خمسة شروط‬
‫الشرط األول‪ :‬تعٌٌن المركوبٌن فً المسابقة بالرؤٌة ‪.‬‬
‫الشرط الثانً‪ :‬اتحاد المركوبٌن فً النوع ‪ ,‬وتعٌٌن الرماة ; ألن القصد معرفة حذقهم ومهارتهم فً الرمً ‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬تحدٌد المسافة ‪ ,‬لٌعلم السابق والمصٌب‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪15‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬أن ٌكون العوض معلوما مباحا ‪.‬‬
‫الشرط الخامس‪ :‬الخروج عن شبه القمار ‪ ,‬بأن ٌكون العوض من غٌر المتسابقٌن ‪ ,‬أو من أحدهما فقط ‪ ,‬فإن‬
‫كان العوض من المتسابقٌن ‪ ,‬فهو محل خالف ‪ :‬هل ٌجوز ‪ ,‬أو ال ٌجوز والصحٌح أنه ال ٌجوز ‪.‬‬
‫* ومما سبق ٌتبٌن أن المسابقة المباحة على نوعٌن ‪:‬‬
‫النوع األول ‪ :‬ما ٌترتب علٌه مصلحة شرعٌة ; كالتدرب على الجهاد ‪ ,‬والتدرب على مسائل العلم‪.‬‬
‫النوع الثانً ‪ :‬ما كان المقصود منه اللعب الذي ال مضرة فٌه ‪.‬‬
‫فالنوع األول والذي ٌجوز أخذ العوض علٌه بشروطه السابقة‪.‬والنوع الثانً مباح بشرط أن ال ٌشغل عن‬
‫واجب أو ٌلهً عن ذكر هللا وعن الصالة ‪ ,‬وهذا النوع ال ٌجوز أخذ العوض علٌه‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪16‬‬


‫المحاضرة السابعة‬
‫العارٌة وأحكامها‬
‫تعرٌؾ العارٌة هً ‪ :‬إباحة نفع عٌن ٌباح االنتفاع بها وتبقى بعد استٌفاء المنفعة لٌردها إلى مالكها‬
‫‪.‬‬
‫فخرج بهذا التعرٌؾ ما ال ٌباح االنتفاع به ‪ ,‬فبل تحل إعارته ‪ ,‬وخرج به أٌضا ما ال ٌمكن‬
‫االنتفاع به إال مع تلؾ عٌنه ; كاألطعمة واألشربة ‪.‬‬
‫والعارٌة مشروعة بالكتاب والسنة واإلجماع ‪:‬‬
‫ُون أي ‪ :‬المتاع ٌتعاطاه الناس بٌنهم ‪ ,‬فذم الذٌن ٌمنعونه ممن‬ ‫ُون ْضال َماع َ‬
‫قال تعالى ‪َ :‬و ٌَ ْضم َنع َ‬
‫ٌحتاج إلى استعارته ‪ ,‬وقد استدل بهذه اآلٌة الكرٌمة من ٌرى وجوب اإلعارة ‪ ,‬وهو اختٌار‬
‫شٌخ اإلسبلم ابن تٌمٌة رحمه هللا إذا كان المالك ؼنٌا ‪.‬‬
‫‪ -‬واستعار النبً صلى هللا علٌه وسلم فرسا ألبً طلحة ‪ ,‬واستعار من صفوان بن أمٌة‬
‫أدراعا ‪.‬‬

‫شروط صحة االعارة‬


‫وٌشترط لصحة اإلعارة أربعة شروط‬
‫أحدها ‪ :‬أهلٌة المعٌر للتبرع ; ألن اإلعارة فٌها نوع من التبرع ; فبل تصح‬
‫من صؽٌر وال مجنون وسفٌه ‪.‬‬
‫الشرط الثانً ‪ :‬أهلٌة المستعٌر للتبرع له ‪ ,‬بأن ٌصح منه القبول ‪.‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬كون نفع العٌن المعارة مباحا ‪ ,‬فبل تباح إعارة عبد مسلم لكافر‬
‫اإل ْضث ِم َو ْضالع ْضُد َو ِ‬
‫ان‬ ‫وال صٌد ونحوه لمحرم ; لقوله تعالى ‪َ :‬و َال َت َع َاو ُنوا َعلَى ْض ِ‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬كون العٌن المعارة مما ٌمكن االنتفاع به مع بقابه كما سبق ‪.‬‬

‫وٌجب على المستعٌر المحافظة على العارٌة أشد مما ٌحافظ على ماله ; لٌردها سلٌمة إلى‬
‫هللا ٌَأْض ُم ُر ُك ْضم أَنْض ُت َؤ ُّدوا ْضاألَ َما َنا ِ‬
‫ت إِلَى أَهْض لِ َها فدلت اآلٌة على وجوب‬ ‫صاحبها ; لقوله تعالى ‪ :‬إِنِهَّللا ِهَّللا َ‬
‫رد األمانات ‪ ,‬ومنها العارٌة ‪ ,‬وقال صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬على الٌد ما أخذت حتى تؤدٌه‬
‫وقال صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬أد األمانة إلى من ابتمنك فدلت هذه النصوص على وجوب‬
‫المحافظة على ما ٌؤتمن علٌه اإلنسان وعلى وجوب رده إلى صاحبه سالما ‪ ,‬وتدخل فً هذا‬
‫العموم العارٌة ; ألن المستعٌر مؤتمن علٌها ; ومطلوبة منه ; لقوله صلى هللا علٌه وسلم ‪:‬‬
‫على الٌد ما أخذت حتى تؤدٌه رواه الخمسة ‪ ,‬وصححه الحاكم ; فدل على وجوب رد ما‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪17‬‬
‫قبضه المرء وهو ملك لؽٌره ‪ ,‬وال ٌبرأ إال بمصٌره إلى مالكه أو من ٌقوم مقامه ‪ .‬وإن تلفت‬
‫فً انتفاع بها بالمعروؾ ; لم ٌضمنها المستعٌر ; ألن المعٌر قد أذن له فً هذا االستعمال ‪,‬‬
‫وما ترتب على المأذون ; فهو ؼٌر مضمون ‪.‬‬

‫وال ٌجوز للمستعٌر أن ٌعٌر العٌن المعارة ألن من أبٌح له شًء ; لم ٌجز له أن ٌبٌحه لؽٌره ;‬
‫وألن فً ذلك تعرٌضا لها للتلؾ ‪.‬‬
‫هذا ; وقد اختلؾ العلماء فً ضمان المستعٌر للعارٌة إذا تلفت فً ٌده فً ؼٌر ما استعٌرت له‬
‫فذهب جماعة إلى وجوب ضمانها علٌه سواء تعدى أو لم ٌتعد ; لعموم قوله صلى هللا علٌه‬
‫وسلم ‪ :‬على الٌد ما أخذت حتى تؤدٌه وذلك مثل ما لو ماتت الدابة أو احترق الثوب أو‬
‫سرقت العٌن المعارة ‪ ,‬وذهب جماعة آخرون إلى عدم ضمانها إذا لم ٌتعد ; ألنها ال تضمن‬
‫إال بالتعدي علٌها ‪ ,‬ولعل هذا القول هو الراجح ; ألن المستعٌر قبضها بإذن مالكها ‪ ,‬فكانت‬
‫أمانة عنده كالودٌعة ‪.‬‬
‫على أنه ٌجب على المستعٌر المحافظة على العارٌة واالهتمام بها والمسارعة إلى ردها إلى‬
‫صاحبها إذا انتهت مهمته منها ‪ ,‬وأن ال ٌتساهل بشأنها ‪ ,‬أو ٌعرضها للتلؾ ; ألنها أمانة‬
‫ان إِ ِهَّللاال ْض ِ‬
‫اإلحْض َسانُ‬ ‫عنده ; وألن صاحبها أحسن إلٌه ‪ ,‬و َه ْضل َج َزا ُء ْض ِ‬
‫اإلحْض َس ِ‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪18‬‬


‫المحاضرة الثامنة‬
‫الودٌعة وأحكامها‬
‫اإلٌداع ‪ :‬توكٌل فً الحفظ تبرعا ‪.‬‬
‫والودٌعة لؽة ‪ :‬من ودع الشًء إذا تركه ‪ ,‬سمٌت بذلك ألنها متروكة عند‬
‫المودع ‪.‬‬
‫وهً شرعا ‪ :‬اسم للمال المودع عند من ٌحفظه ببل عوض ‪.‬‬
‫و ٌشترط لصحة اإلٌداع ما ٌعتبر للتوكٌل من البلوغ والعقل والرشد ; ألن‬
‫اإلٌداع توكٌل فً الحفظ ‪.‬‬
‫وٌستحب قبول الودٌعة لمن علم من نفسه أنه ثقة قادر على حفظها ألن فً‬
‫ذلك ثوابا جزٌبل ; لما فً الحدٌث عن النبً صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬وهللا‬
‫فً عون العبد ما كان العبد فً عون أخٌه ولحاجة الناس إلى ذلك ‪ ,‬أما‬
‫من ال ٌعلم من نفسه القدرة على حفظها ; فٌكره له قبولها ‪.‬‬

‫ومن أحكام الودٌعة أنها إذا تلفت عند المودع ولم ٌفرط ‪ ,‬فإنه ال ٌضمنها ‪ ,‬كما لو تلفت من بٌن‬
‫ماله ; ألنها أمانة ‪ ,‬واألمٌن ال ٌضمن إذا لم ٌتعد ‪ .,‬أما المعتدي على الودٌعة أو المفرط فً‬
‫حفظها ; فإنه ٌضمنها إذا تلفت ; ألنه متلؾ لمال ؼٌره ‪.‬‬
‫* ومن أحكام الودٌعة أنه ٌجب على المودع حفظها فً حرز مثلها كما ٌحفظ فً قوله ((إِنِهَّللا‬
‫هللا ٌَأْض ُم ُر ُك ْضم أَنْض ُت َؤ ُّدوا ْضاألَ َما َنا ِ‬
‫ت إِلَى أَهْض لِ َها‬ ‫ماله ; ألن هللا تعالى ِهَّللا َ‬
‫وال ٌمكن أداؤها إال بحفظها ; وألن المودع حٌنما قبل الودٌعة ; فقد التزم بحفظها ‪ ,‬فٌلزمه ما‬
‫التزم به ‪.‬‬
‫* وإذا كانت الودٌعة دابة ; لزم المودع إعبلفها ‪ ,‬فلو قطع العلؾ عنها بؽٌر أمر صاحبها ‪,‬‬
‫فتلفت ; ضمنها ; ألن إعبلؾ الدابة مأمور به ‪ ,‬ومع كونه ٌضمنها ; فإنه ٌأثم أٌضا بتركه‬
‫إعبلفها أو سقٌها حتى ماتت ; ألنه ٌجب علٌه علفها وسقٌها لحق هللا تعالى ; ألن‬
‫لها حرمة ‪.‬‬

‫أحكام الودٌعة‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪19‬‬


‫و التعدي على الودٌعة ٌوجب ضمانها إذا تلفت ‪ ,‬كما لو أودع دابة فركبها‬
‫لؽٌر علفها أو سقٌها ‪ ,‬أو أودع ثوبا فلبسه لؽٌر خوؾ من عث ‪ ,‬وكما لو‬
‫أودع دراهم فً حرز فأخرجها من حرزها ‪ ,‬أو كانت مشدودة فأزال الشد‬
‫عنها ‪ ,‬فإنه ٌضمن الودٌعة إذا تلفت فً هذه الحاالت ; ألنه قد تعدى‬
‫بتصرفه هذا ‪.‬‬
‫والمودع أمٌن تقبل قوله إذا ادعى أنه ردها إلى صاحبها أو من ٌقوم مقامه ‪,‬‬
‫وٌقبل قوله أٌضا إذا ادعى أنها تلفت من ؼٌر تفرٌطه مع ٌمٌنه ; ألنه‬
‫هللا ٌَأْض ُم ُر ُك ْضم أَنْض ُت َؤ ُّدوا ْضاألَ َما َنا ِ‬
‫ت‬ ‫أمٌن ; ألن هللا تعالى سماها أمانة بقوله ‪ :‬إِنِهَّللا ِهَّللا َ‬
‫إِلَى أَهْض لِ َها واألصل براءته إذا لم تقم قرٌنة على كذبه ‪ ,‬وكذا لو ادعى تلفها‬
‫بحادث ظاهر كالحرٌق ; فإنه ال ٌقبل قوله إال إذا أقام بٌنة على وجود ذلك‬
‫الحادث ‪.‬‬
‫ولو طلب منه صاحب الودٌعة ردها إلٌه ‪ ,‬فتأخر من ؼٌر عذر حتى تلفت‬
‫; ضمنها ; ألنه فعل محرما بإمساكها بعد طلب صاحبها لها ‪ ,‬وهللا أعلم ‪.‬‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪20‬‬


‫المحاضرة التاسعة‬
‫الؽصب وأحكامه‬
‫الؽصب لؽة ‪ :‬أخذ الشًء ظلما ‪,‬‬
‫ومعناه فً اصطبلح الفقهاء ‪ :‬االستٌبلء على حق ؼٌره قهرا بؽٌر حق ‪.‬‬
‫والؽصب محرم بإجماع المسلمٌن ; لقوله تعالى ‪َ :‬و َال َتأْض ُكلُوا أَم َْضوالَ ُك ْضم َب ْضٌ َن ُك ْضم ِب ْضالبَاطِ ِل والؽصب من‬
‫أعظم أكل المال بالباطل ‪ ,‬ولقوله صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم‬
‫علٌكم حرام وقال صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬ال ٌحل مال امرئ مسلم إال بطٌب نفسه‬
‫والمال المؽصوب قد ٌكون عقارا وقد ٌكون منقوال ; لقوله صلى هللا علٌه وسلم ‪:‬‬
‫من اقتطع شبرا من األرض ظلما ; طوقه من سبع أرضٌن‬
‫فٌلزم الؽاصب أن ٌتوب إلى هللا عز وجل ‪ ,‬وٌرد المؽصوب إلى صاحبه ‪ ,‬وٌطلب منه العفو ;‬
‫فإن كان المؽصوب باقٌا ; رده بحاله ‪ ,‬وإن كان تالفا ; رد بدله ‪ .‬قال اإلمام الموفق ‪" :‬‬
‫أجمع العلماء على وجوب رد المؽصوب إذا كان بحاله لم ٌتؽٌر " انتهى ‪.‬‬

‫ٌلزمه رد المؽصوب بزٌادته ‪ ,‬سواء كانت متصلة أو منفصلة ; ألنها نماء‬


‫المؽصوب ; فهً لمالكه كاألصل ‪.‬‬
‫وإن كان الؽاصب قد بنى فً األرض المؽصوبة أو ؼرس فٌها لزمه قلع البناء‬
‫والؽراس إذا طالبه المالك بذلك ‪ ,‬لقوله صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬لٌس لعرق‬
‫ظالم حق رواه الترمذي وؼٌره وحسنه ‪ ,‬وإن كان ذلك ٌؤثر على األرض‬
‫; لزمه ؼرامة نقصها ‪ ,‬وٌلزمه أٌضا إزالة آثار الؽراس والبناء المتبقٌة ‪,‬‬
‫حتى ٌسلم األرض لمالكها سلٌمة ‪.‬‬
‫وٌلزمه أٌضا دفع أجرتها منذ أن ؼصبها إلى أن سلمها ; أي ‪ :‬أجرة مثلها ;‬
‫ألنه منع صاحبها من االنتفاع بها فً هذه المدة بؽٌر حق ‪.‬‬

‫وإن ؼصب شٌبا وحبسه حتى رخص سعره ضمن نقصه على الصحٌح ‪.‬‬
‫وإن خلط المؽصوب مع ؼٌره مما ٌتمٌز ‪ -‬كحنطة بشعٌر ‪ ; -‬لزم الؽاصب‬
‫تخلٌصه ورده ‪ ,‬وإن خلطه بما ال ٌتمٌز ‪ -‬كما لو خلط حنطة بمثلها ‪; -‬‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪21‬‬


‫لزمه رد مثله كٌبل أو وزنا من ؼٌر المخلوط ‪ ,‬وإن خلطه بدونه أو أحسن‬
‫منه أو خلطه بؽٌر جنسه مما ال ٌتمٌز ; بٌع المخلوط ‪ ,‬وأعطً كل منهما‬
‫قدر حصته من الثمن ‪ ,‬وإن نقص المؽصوب فً هذه الصورة عن قٌمته‬
‫منفردا ‪ ,‬ضمن الؽاصب نقصه ‪.‬‬
‫ُ‬
‫الؽصب‬
‫وإذا كان المؽصوب مما جرت العادة بتأجٌره لزم الؽاصب أجرة مثله مدة‬
‫بقابه بٌده ; ألن المنافع مال متقوم ‪ ,‬فوجب ضمانها كضمان العٌن ‪.‬‬
‫وكل تصرفات الؽاصب الحكمٌة باطلة ‪ ,‬لعدم إذن المالك ‪.‬‬
‫وإن ؼصب شٌبا ‪ ,‬وجهل صاحبه ‪ ,‬ولم ٌتمكن من رده إلٌه ; سلمه إلى‬
‫الحاكم الذي ٌضعه فً موضعه الصحٌح ‪ ,‬أو تصدق به عن صاحبه ‪,‬‬
‫وإذا تصدق به ; صار ثوابه لصاحبه ‪ ,‬وتخلص منه الؽاصب ‪.‬‬
‫ولٌس اؼتصاب األموال مقصورا على االستٌبلء علٌها بالقوة ‪ ,‬بل ذلك ٌشمل‬
‫االستٌبلء علٌها بطرٌق الخصومة الباطلة واألٌمان الفاجرة ‪ :‬قال هللا‬
‫ام لِ َتأْض ُكلُوا تعالى ‪:‬‬ ‫ْض‬ ‫َ‬ ‫ْض‬
‫َو َال َتأ ُكلُوا أمْض َوالَ ُك ْضم َب ْضٌ َن ُك ْضم ِبال َباطِ ِل َو ُت ْضدلُوا ِب َها إِلَى ال ُح ِهَّللاك ِ‬
‫ْض‬
‫اإل ْضث ِم َوأَ ْضن ُت ْضم َتعْض لَمون‬
‫اس ِب ْض ِ‬ ‫َف ِرٌ ًقا ِمنْض أَمْض َو ِ‬
‫ال ال ِهَّللان ِ‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪22‬‬


‫المحاضرة العاشرة‬

‫إحٌاء الموات وأحكامه‬


‫الموات – بفتح المٌم والواو ‪ :‬هو ماال روح فٌه والمراد به هنا‬
‫األرض التً ال مالك لها‬
‫وٌعرفها الفقهاء – رحمهم هللا‪ -‬أبنها ‪ :‬األرض المنفكة عن‬
‫االختصاصات وملك معصوم‬
‫فٌخرج بهذا التعرٌؾ شٌبان‪:‬‬
‫األول ‪:‬ما جرى علٌه ملك معصوم من مسلم وكافر بشراء أو‬
‫عطٌة وؼٌرها‬
‫الثانً ‪ :‬ما تعلقت به مصلحة ملك المعصوم كالطرق واألفنبة‬
‫وسٌل الماء‬
‫أو ماتعلقت به مصلح العامر من البلد كدفن الموتى وموضع‬
‫القمامة‬
‫والبقاع المرصدة لصبلة العٌدٌن والمحتطبات والمراعً فكل‬
‫ذلك‬
‫ال ٌملك باإلحٌاء‬
‫فإذا خلت األرض عن ملك معصوم واختصاصه وأحٌاها شخص‬
‫ملكها‬
‫لحدٌث جابر رضً هللا عنه مرفوعا‪:‬‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪23‬‬
‫(من أحٌاء األرض مٌته فهً له ) رواه احمد وورد بمعناه‬
‫أحادٌث‬
‫وعامة الفقهاء األمصار‪ :‬على أن الموات تملك باألحٌاء وأن‬
‫اختلفوا فً الشروط‬
‫إال موات الحرم ‪ ,‬وعرفات فبل ٌملك باألحٌاء‬
‫لما فٌه من التضٌٌق فً أداء مناسك واالستٌبلء على محل الناس‬
‫فٌه سواء‪.‬‬
‫وٌحصل أحٌاء الموات بأمور‪:‬‬
‫األول ‪ :‬إذا احاطها بحابط منٌع مما جرت علٌه العادة فقد أحٌاها‬
‫لقوله صلى هللا علٌه وسلم ‪( :‬من أحاط حابطا على األرض فهً‬
‫له‪( .‬‬
‫وهو ٌدل على أن التحوٌط على األرض مما ٌستحق به ملكها‪,‬‬
‫والمقدار المعتبر ما ٌسمى حابطا فً اللؽة أما لو دار حول‬
‫الموات أحجار أو نحوها كتراب أو جدار صؽٌر ال ٌمنع ما‬
‫وراءه أو حفر حولها خندقا ً‪ ,‬فأنه ال ٌملكه بذلك لكن ٌكون أحق‬
‫من ؼٌره إبحٌائها من ؼٌره والٌجوز له بٌعه اإل بإحٌابها‬
‫ثانً‪ :‬إذا حفر حفره فً األرض الموات ببراً ‪ ,‬فوصل الماء قد‬
‫أحٌاها فإن حفر الببر ولم ٌصل الماء لم ٌملكها بذلك وإنما ٌكون‬
‫أحق أحٌابها من ؼٌره ألنه شرع فً أحٌابها‬
‫الثالث‪ :‬إذا أوصل إلى األرض الموات ماء أجراه من عٌن أو‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪24‬‬
‫نهر قد أحٌابها بذالك ‪ ,‬الن نقع الماء لؤلرض أكثر من الحابط‬
‫الرابع‪:‬إذا حبس عن األرض الموات الذي كان ٌؽمرها و ال‬
‫تصلح معه الزراعة فحبسه عنها حتى أصبحت صالحة لك فقد‬
‫أحٌاها ألن نفع األرض بذلك أكثر من الحابط ولذلك انه ٌملكه ا‬
‫بإقامته علٌها‬
‫ومن العلماء من ٌرى أن أحٌاء الموات ال ٌقؾ على تلك األمور‬
‫بل ٌرجع فٌه إلى العرؾ عند الناس باإلحٌاء‬
‫فانه ٌملك األرض الموات واختار ذلك جمع من أبمة الحنابلة‬
‫وؼٌرهم وألمام المسلمٌن إقطاع األرض الموات لمن ٌحٌها ألن‬
‫النبً صلى هللا علٌه وسلم أقطع ببلل بن الحارث العقٌق واقطع‬
‫وابل بن حجر حضرموت وأقطع عثمان وجمعا من الصحابة‬
‫لكن ال ٌملكه بمجرد اإلقطاع حتى ٌحٌه بل ٌكون أحق من به من‬
‫ؼٌره فإن أحٌاها ملكه وأن عجز عن إحٌابها فاإلمام استرجاعها‬
‫وإقطاع الؽٌر ممن ٌقدر على إحٌابها ألن عمر بن الخطاب‬
‫استرجع القطاعات من الذٌن عجزوا ومن سبق إلى مباح ؼٌر‬
‫األرض الموات كالصٌد والحطب فهو أحق به وإذا كان ٌمر‬
‫بأمبلك الناس ماء ؼٌر مباح(أي ؼٌر مملوك )كماء النهر وماء‬
‫الوادي فلأل على ان ٌسقً منه وٌحبس الماء إلى الكعب ثم ٌرسله‬
‫لؤلسفل ممن ٌلٌه وٌفعل الذي ٌلٌه كذلك ثم ٌرسله لمن بعده لقوله‬
‫علٌه الصبله والسبلم (اسق ٌازبٌر ثم احبس الماء حتى ٌصل‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪25‬‬
‫الجدر )وإذا كان الماء مملوكا فأنه ٌقسم بٌن المبلك بقدر أمبلكهم‬
‫وكل واحد ٌترؾ فً حصته بما شاء ‪.‬وإلمام المسلمٌن أن ٌحمً‬
‫مرعى المواشً ببٌت المال المسلمٌن كاخٌل الجاد وابل الصدقه‬
‫ومالم ٌضرهم بالتضٌٌق علٌهم لما روى ابن عمر رضً هللا‬
‫عنهما أن النبً ص حمى النقٌع لخٌل المسلمٌن فٌجوز لئلمام‬
‫حماٌه العشب فً ارض الموات البل الصدقه وخٌل المجاهدٌن‬
‫ونعم الجزٌه والضوال إذا احتاج إلى ذالك ولم ٌضٌق على‬
‫المسلمٌن‪..‬‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪26‬‬


‫المحاضرة الحادٌة عشره‬

‫الجعال وأحكامها‪:‬‬
‫ة‬
‫ي اإلنسان على أمر‬ ‫الجعٌل أٌضا ‪:‬وهً ما ٌعط ه‬
‫ة‬ ‫وتسمى الجعل و‬
‫ٌفعله كأن ٌقول‪:‬من فعل كذا فله كذا من المال بأن ٌجعل شٌبا‬
‫معلوما من المال لمن ٌجعل له عمبل كبناء حابط‬
‫والدلٌل جواز ذلك قوله تعالى‪(:‬ولمن جاء به فحمل بعٌر وأنا به‬
‫زعٌم)أي لمن دل على سارق صواع الملك حمل بعٌر وهذا جعل‬
‫قد دلت اآلٌة على جواز الجعاةل‬
‫ودلٌلها من السنة‪:‬حدٌث اللدٌػ وهو فً الصحٌحٌن وؼٌرهما من‬
‫حدٌث ابً سعٌد أنهم نزلوا على حً من أحٌاء العرب‬
‫ؾدغ سٌد ذلك الحً فسعوا له بكل شًء‬ ‫فاستضافوهم فأبوا ل‬
‫فأتوهم فقالوا هل عندكم من شًء قال بعضهم أنً وهللا ألرقً‬
‫ولكن استضفناكم فلم تضٌفوننا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا‬
‫جعبل فصالحوهم على قطٌع من ؼنم فانطلق ٌنفث علٌه وٌقرأ‬
‫الحمد هللا رب العالمٌن وكأنما نشط من عقال أؾوفوهم جعلهم‬
‫وقدموا على النبً صلى هللا علٌه وسلم فذكروا ذلك له‬
‫فقال‪(:‬أصبتم اقتسموا واجعلوا لً معكم سهما) فمن عمل عمبل‬
‫جعلت علٌه الجعا له بعد علمه بها استحق الجعل ألن العقد استمر‬
‫بتمام العمل وإن قام بالعمل جماعه فقسموا الجعل علٌه بالسوٌة‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪27‬‬
‫ألنهم اشتركوا فً العمل الذي ٌستحق العوض فاشتركوا فً‬
‫العوض‬
‫فأن عمل العمل قبل علمه بما جعل علٌه لم ٌستحق شٌبا ألنه‬
‫عمل ؼٌر مأذون فٌه فلم ٌستحق به عوضا وإن علم بالجعل فً‬
‫اثنا العمل اخذ من الجعل ما عمله بعد العلم‬
‫(حكمها والفرق بٌنها وبٌن اإلجارة)‬
‫والجعال عقد جابز لكل من الطرفٌن فسخها فإن كان الفسخ من‬‫ة‬
‫العامل لم ٌستحق شٌبا من الجعل ألنه اسقط حق نفسه وإن كان‬
‫الفسخ من الجاعل وكان قبل الشروع فً العمل فللعامل أجرة مثل‬
‫عمله ألنه عمله بعوض لم ٌسلم له‪,‬‬
‫مسأل‬
‫ة‬ ‫الفروق مهمة جدا ‪ ---:‬والجعل تخالؾ اإلجارة فً‬
‫الجعال ال ٌشترط بصحتها العلم بالعمل المجاعل‬
‫ة‬ ‫‪ -1‬منها‪:‬أن‬
‫علٌه بخبلؾ اإلجارة فأنه ٌشترط فٌها أن ٌكون العمل المؤجر‬
‫معلوما‪.‬‬
‫الجعال ال ٌشترط فٌها معرفه مده العمل بخبلؾ‬
‫ة‬ ‫‪ -2‬ومنها ‪::‬أن‬
‫اإلجارة فأن مده العمل معلومة‪..‬‬
‫الجعال ٌجوز فٌها الجمع بٌن العمل والمدة كأن‬
‫ة‬ ‫‪ -3‬ومنها‪::‬أن‬
‫ٌقول من ٌخٌط الثوب فً ٌوم كذا فله كذا فأن أخاطه فً ٌوم كذا‬
‫استحق الجعل واإلجارة ال ٌصح فٌها الجمع بٌن العمل والمدة‪.‬‬
‫الجعال لم ٌلزم بالعمل بخبلؾ اإلجارة فإن‬
‫ة‬ ‫ومنها‪:‬أن العامل فً‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪28‬‬
‫العامل فٌها قد ٌلتزم بالعمل‪.‬‬
‫الجعال عقد جابز لكل الطرفٌن فسخها بدون إذن‬
‫ة‬ ‫‪ -4‬ومنها‪::‬أن‬
‫اآلخر بخبلؾ اإلجارة فأنها عقد الزم ال ٌجوز ألحد الطرفٌن‬
‫فسخا إال برضى اآلخر‬
‫(حكمها)‬
‫وقد ذكر الفقهاء رحمهم هللا أن من عمل لؽٌره عمبل بؽٌر جعل‬
‫وال أذن من أحب العمل لم ٌستحق شٌبا ألنه بذل منفعة من ؼٌر‬
‫عوض لم ٌستحقه وألنه لم ٌلزم إلنسان شًء لم ٌلزمه إال أنه‬
‫ٌستثنى من ذلك شٌبان‪:‬‬
‫األول‪:‬إذا كان العامل قد اعد نفسه للعمل باألجرة كالدالل ولحمال‬
‫ونحوها فأنه ٌستحق األجرة لعرؾ الناس لذلك ومن لم ٌعد نفسه‬
‫للعمل ال ٌستحق ولو أذن له إال بشرط‪.‬‬
‫الثانً‪:‬من قام بتخلٌص متاع ؼٌره من هلكه كأخرجه من البحر‬
‫او من الحرٌق او وجده فً مهلكه ٌذهب لو تركه فله أجره المثل‬
‫وإن لم ٌأذن له صاحبه النه ٌخشى هبلكه وتلفه على صاحبه‬
‫وألن فً دفع االجره ترؼٌبا فً مثل هذا العمل وهو انقاذ‬
‫االموال من الهبلك‪.‬‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪29‬‬


‫المحاضرة الثانٌة عشر‬

‫احكام اللقطه‬
‫اللقطه ‪:‬هً مال ضل عن صاحبه ؼٌر حٌوان فإذا ضل عن‬
‫ثبلث حاالت‪:‬‬
‫صاحبه فبل ٌخلو عن ة‬
‫‪ -‬الحالة األولى‪::‬أن ٌكون مما ألتتبعه همه أوساط الناس كالسوط‬
‫والرؼٌؾ والثمر والعصا فهذا ٌملكه واجده وٌنتفع به ببل تعرٌؾ‬
‫لما روى جابر قال‪:‬رخص رسول هللا فً العصا والسوط والحبل‬
‫ٌلتقطه الرجل‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثانٌة ‪:‬‬
‫أن ٌكون مما ٌمتنع من صؽار السباع أما لضخامته كا ألبل‬
‫والخٌل والبؽال‬
‫وأما لطٌارنه كالطٌور وأما لسرعته كالضبا وأما لدفاعها عن‬
‫كالفهود فهذا القسم بأنواعه ٌحرم التقاطه وال ٌملكه أخذه بتعرٌفه‬
‫لقوله صلى هللا علٌه وسلم ‪ :‬لما سبل عن ضالة اإلبل ‪ .‬مالك ولها‬
‫معها سقابها وحذابها ترد الماء وتأكل الشجر حتى ٌجدها ربها ‪.‬‬
‫متفق علٌه‬
‫وقال عمر ‪ :‬من أخذ الضالة فهو ضال أي مخطئ وقد حكم‬
‫رسول هللا‬
‫بأنها ال تلتقط وٌلحق بذالك األدوات الكبٌرة كا السٌارة والخشب‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪30‬‬
‫والحدٌد‬
‫وما ٌحتفظ بنفسه وال ٌكاد ٌضٌع وال ٌنتقل من مكانه فا ٌحرم‬
‫أخذه‬
‫‪ -‬الحالة الثالثة‪:‬‬
‫أن ٌكون المال الضال من سار األموال كالنقود و األمتعه وما ال‬
‫ٌمتنع من صؽار السباع كالؽنم و الفصبلن والعجول فهذا القسم‬
‫أن أمن واجده نفسه‬
‫علٌه جاز له التقاطه‬
‫وهو ثالثة أنواع‬
‫*النوع األول ‪:‬‬
‫حٌوان مأكول كشاة ودجاجه فهذا ٌلزم واجده أخذه ألحظ من‬
‫أمور ثبلث‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أكله وعلٌه قٌمته فً الحال‪.‬‬
‫الثانً ‪ٌ :‬بٌعه و االحتفاظ بثمنه لصاحبه بعد معرفة أوصافه‪.‬‬
‫ثالث ‪ :‬حفظه واألنفاق علٌه من ماله وال ٌملكه وٌرجع بنفقته‬
‫على صاحبه أذا جاء واستلمه ألن رسول هللا لما سبل عن الشاة‬
‫قال ‪( :‬خذها فإنما هً لك أو ألخٌك أو لذبب(‪.‬‬
‫أنها ضعٌفة معرضه للهبلك مترددة بٌن أن تأخذها أو ٌأخذها‬
‫ؼٌرك أو ٌأكلها الذبب‬
‫النوع الثانً‪:‬‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪31‬‬
‫ما ٌخشى فساده كالبطٌخ والفاكهة فٌفعل الملتقط الحظ لمالكه من‬
‫أكله ودفع ثمنه أو أكله وحفظ ثمنه‬
‫النوع الثالث ‪:‬‬
‫سابر األموال ما عدا السابقٌن كالنقود واألوانً فا ٌلزمه حفظ‬
‫الجمٌع أمانة بٌده ثم ٌعرفه فً مجامع الناس‪.‬‬
‫أحكامها‪:‬‬
‫وال ٌجوز له أخذ اللقطة بأنواعها إال إذا أمن نفسه علٌها وقوى‬
‫على التعرٌؾ‬
‫ما ٌحتاج إال التعرٌؾ‪.‬‬
‫لحدٌث زٌد أبن خالد الجهنً قال‪:‬‬
‫سبل الرسول عن لقطة الذهب والورق فقال ‪:‬‬
‫عرؾ وكاءها وعفأصها‪.‬‬
‫ثم عرفها سنه فإن لم تعرؾ فا ستنفقها ولكن ودٌعة عندك‬
‫فإن جاء وسبل طالبها ٌوم من الدهر فأدفعها إلٌه ومعنى الوكاء‬
‫ما ٌربط به الوعاء و العفاص الوعاء وقد بنً على ما سبق انه‬
‫ٌلزم للقطة‬
‫أمور ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬أذا وجدها فبل ٌقدم على أخذها إال أذا عرؾ فً نفسه‬
‫ا ة‬
‫ألمان‬
‫والقوه على تعرٌفها ولم ٌأمن نفسه علٌها ال ٌجوز له أخذها فأن‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪32‬‬
‫أخذها‬
‫ألنه أخذ مال ؼٌره ال ٌجوز له أخذه‬
‫ثانٌا ً ‪ :‬البد له قبل أخذها من ضبط صفاتها وقدرها وجنسها‬
‫وصفتها والمراد بنوعها والظرؾ الذي هً فٌه كٌسا ً كان أو‬
‫خرقه والمراد بوكبها‬
‫ما تشد به ألن النبً آمر بذالك واألمر ٌقتضً الوجوب‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬البد من النداء علٌها حوال كامبل وفً األسبوع األول كل ٌوم‬
‫ائ فً مجامع‬ ‫ثم ماجرت علٌه العادة فً التعرٌؾ وتكون الند ه‬
‫الناس كاألسواق وأبواب المساجد فً أوقات الصلوات وال ٌنادى‬
‫فً المساجد لقوله" علٌه الصبلة والسبلم (من سمع رجبل ٌنشد‬
‫ضالته فً المسجد فلٌقل ألردها هللا علٌك )الن المساجد لم تبنا‬
‫لذالك‪.‬‬
‫رابعا‪:‬إذا جاء طالبها فوصفها بما ٌطابق وصفها دفعت إلٌه ألمر‬
‫النبً بذالك‪.‬‬
‫خامسا‪:‬إذا لم ٌأت صاحبها بعد تعرٌفها لحوال تكون ملكا لواجدها‬
‫ولكن ٌجب علٌه قبل صرفها ضبط صفاتها بحٌث لو جاء‬
‫صاحبها فً أي وقت ردها إلٌه إذا كانت موجودة أورد بدلها‬
‫فملكه ٌنتهً بمجًء صاحبها‬
‫سادسا‪:‬اختلؾ العلماء فً لقطه الحرم هل هً كلقطة الحل تملك‬
‫بالتعرٌؾ بعد مضً الحول؟أو ال تملك مطلقا ؟البعض ٌرى أنها‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪33‬‬
‫تملك لعموم الحدٌث وذهب فرٌق أخر أنها ال تملك بل ٌجب‬
‫تعرٌفها دابما لقوله صلى هللا علٌه وسلم (و ال تحل لقطتها)إال‬
‫لمعرؾ‪.‬‬
‫سابعا‪:‬إذا وجد الصبً أو السفٌه لقطه فأن ولٌه ٌقوم مقامه‬
‫بتعرٌفها وٌلزمه أخذها منهما ولو أخذها من موضع وردها فٌه‬
‫ضمنها ألنها أمانه فً ٌده ٌلزمه حفظها كسابر األمانات‪.‬‬
‫اللقٌط وإحكامه‪:‬‬
‫أحكام اللقٌط لها عبلقة كبٌره بأحكام اللقطة اللقطة أموال واللقٌط‬
‫هو إنسان ضابع فاإلسبلم شامل كل أمور الحٌاة فقد عنً اإلسبلم‬
‫بأمر اللقٌط وهو الطفل الذي ٌوجد مفقودا وٌضل أهله وال ٌعرؾ‬
‫كفاي إذا قام‬
‫نسبه فٌجب على من وجده على تلك الحال وجوب ة‬
‫به البعض سقط عن الباقٌن وٌجب اخذ اللقٌط ألنه التعاون على‬
‫اآلي وٌجب على ولٌه إطعامه واللقٌط‬‫البر والتقوى كما ورد فً ة‬
‫ٌرى فً جمٌع األحكام الحرٌة الن األصل والرق عارض فإذا لم‬
‫ٌعلم فاألصل عدمه وما وجد معه من المال أو وجد حوله فهو له‬
‫عمبل بالظاهر وعلى ولٌه أن ٌنفق علٌه منه بالمعروؾ وان لم‬
‫ٌوجد معه ٌنفق علٌه من بٌت المال لقول عمر اذهب فهو لك و‬
‫لك والٌته وعلٌنا النفقة‪.‬‬
‫حكمه وألحكام المتعلقة باللقٌط‪:‬‬
‫وحكمه من ناحٌة الدٌن أن وجد فً ببلد المسلمٌن فهو مسلم وان‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪34‬‬
‫وجد فً ببلد الكفر فهو كافر وحضانته تكون لواجده أن كان‬
‫أمٌنا الن عمر اقر اللقٌط فً ٌد أبً جمٌله حٌن علم انه رجل‬
‫صالح ‪,‬وٌنفق علٌه من ما وجد معه بالمعروؾ‪.‬‬
‫وان كان واجده ال ٌصلح للحضانة كونه فاسقا أو كافرا ال تقر‬
‫حضانته ألنه ٌفتنه فً دٌنه وال والٌة لكافر على مسلم‪.‬‬
‫وإذا اقر رجل أو امرأة بأن اللقٌط ولده أو ولدها الحق به الن فٌه‬
‫مصلحه باتصال بالنسب و ال مضره على ؼٌره‬
‫بشرط أن ٌنفرد بدعابه نسبه ‪,‬وأن كانت جماعه قدم ذو البٌنة وأن‬
‫لم ٌكن ألحدهم بٌنه عرض على ألقافه فمن لحقه القاؾ هبه لحقه‬
‫لقضاء عمر و ألقافه قوم ٌعرفون األنساب بالشبه وٌكفً واحد‬
‫ببلصاب‬
‫ة‬ ‫بشرط أن ٌكون ذكرا مجربا‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪35‬‬


‫المحاضرة الثالثة عشر واألخٌرة‬

‫الوقؾ وإحكامه‬
‫تعرٌؾ الوقؾ‪:.‬‬
‫هو‪.:‬تحبٌس األصل وتسٌل المنفعة‬
‫والمراد باألصل ‪:‬ما ٌمكن االنتفاع به مع بقاء عٌنه كالدور‬
‫والدكاكٌن والبساتٌن ونحوها‪.‬‬
‫الؽل الناتجة عن ذلك األصل كالشر وسكنا‬ ‫والمراد بالمنفعة ‪ :‬ة‬
‫الدار‪.‬‬
‫وحكم الوقؾ ‪:‬انه قربه مستحبه فً اإلسبلم ‪.‬والدلٌل على ذلك‬
‫السنة الصحٌحة –ففً الصحٌحٌن ان عمر رضً هللا عنه‬
‫قال‪ٌ:‬ا رسول هللا إنً أصبت ماال بخٌبر لم اصب قط‬
‫ماال أنفس عندي منه ‪.‬فما أتمرنً فٌه ‪:‬قال‪:‬‬
‫ان شبت حسبت أصلها وتصدقت بها ‪,‬ؼٌر انه‬
‫ال ٌباع أصلها وال ٌوهب وال ٌورث فتصدق بها عمر فً‬
‫الفقراء‬
‫او ذوي القربى والرقاب وفً سبٌل هللا وابن السبٌل والضٌؾ‬
‫‪.‬رواه مسلم‬
‫عن النبً صلى هللا علٌه وسلم قال ‪:‬اذ مات انقطع ابن ادم انقطع‬
‫عمله إال من ثبلث‪:.‬‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪36‬‬
‫صدقه جارٌه وعلم ٌنتفع به من بعده او ولد صالح ٌدعو له‬
‫وقال ‪:‬جابر لم ٌكن احد من أصحاب رسول هللا ذو مقدره إال‬
‫وقؾ‪.‬‬
‫وقال القرطبً ‪:‬وال خبلؾ بٌن البمه فً تحبس القناطر والمساجد‬
‫‪.‬وخلفوا فً ؼٌر ذلك‪.‬‬
‫وٌشترط ان ٌكون الوقؾ جابز التصرؾ ‪,‬بان ٌكون بالؽا حراً‬
‫رشٌداً‪,‬فبل ٌصح الوقؾ من الصؽٌر والسفٌه والمملوك وٌنعقد‬
‫الوقؾ بأمرٌن‪:‬‬
‫األول ‪:‬القول الدال على الوقؾ –كان ٌقول وفق هذا المكان‬
‫وجعه مسجداً‪.‬‬
‫الثانً ‪:‬الفعل الدال على الوقؾ فً عرؾ الناس ‪.‬كمن جعل‬
‫داره مسجداً وإذن للناس فً الصبلة فٌه إذا عاما ً‬
‫أو جعل أرضه مقبرة وإذن لناس بالدفن فٌها‬
‫واأللفاظ الوقؾ قسمان‪:‬‬
‫األول ‪ :‬األلفاظ صرٌحة كان ٌقول ‪ :‬حبست وسبلت وسمٌت ‪..‬‬
‫هذه األلفاظ صرٌحة ألنها ال تجعل ؼٌر للوقؾ فمتى أتى بصًؼة‬
‫منها صار وقفا ً‪.‬من ؼٌر انضمام أمر زابد إلٌها ‪.‬‬
‫القسم الثانً ‪:‬األلفاظ كناٌه ‪,‬كان ٌقول تصدقت وحرمت وأبدت‬
‫‪.‬سمٌت كناٌه ألنها تحتمل معنى الوقؾ وؼٌره‪.‬‬
‫باحد منها تشترط اقتران نٌة الوقؾ معه أو اقترن‬ ‫فمتى تلفظ و‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪37‬‬
‫احد األلفاظ الصرٌح هاو الباقً من األلفاظ الكناٌة معه‬
‫كان ٌقول‪:‬تصدقت بكذا صدقه موقوؾ هاو محبسة‬
‫أو مؤبدة أو محرمه كان ٌقول تصدقت بكذا صدقه ال تورث‬
‫وٌشترط لصحة الوقؾ شروط هً‪:‬‬
‫أوال‪:‬أن ٌكون الوقؾ جابز التصرؾ‬
‫ثانٌا ً‪:‬أن ٌكون الوقؾ مما ٌنفع به انتفاعا ً مستمراً مع بقاء عٌنه‬
‫‪,‬فبل ٌصح وقؾ ما الًٌبقى بعد االنتفاع به ‪ .‬كالطعام‬
‫ثالثا ً‪:‬ان ٌكون الموقوؾ معٌنا ً فبل ٌصح وقؾ ؼٌر المعٌن ‪,‬كما‬
‫لو قال وقفت عٌنا ً أو عبداً أو بٌتا ً‪.‬‬
‫رابعا ً‪:‬أن ٌكون الوقؾ على بر ‪,‬الن المقصود به التقرب إلى هللا‬
‫كالمساجد وللمساكن وكتب العلم –فبل ٌصح من ؼٌرجهه البر‬
‫كمعابد الكفار وكتب الزندقة واألضرحة الن فٌها أعانه على‬
‫معصٌة هللا‪.‬‬
‫خامسا ً‪ٌ:‬شترط لصحة الوقؾ إذا كان معٌن أن ٌكون ذلك المعٌن‬
‫ملكا ً ثابتا ً الن الوقؾ ٌملك فبل ٌصح على من ال ٌملك‬
‫كالمٌت والحٌوان‪.‬‬
‫سادسا ً‪ :‬وٌشترط لصحة الوقؾ أن ٌكون منجزاً فبل ٌصح الوقؾ‬
‫الم ؤقت وال المعلق إال إذا علقه على موته اصح ذالك‬
‫كان ٌقول إذا مت فان بٌتً وقؾ للفقراء ‪,‬أوصى عمر إن حدث‬
‫به حدث فإن سمعا ً وهً أرض له ((رهن له ))صدقه‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪38‬‬
‫ومن أحكام الوقف ‪ -‬انه ٌجب العمل بشرط الوقؾ إذا كان ال‬
‫ٌخالؾ الشرع ‪.‬لقوله صلى هللا علٌه وسلم (المسلمون على‬
‫شروطهم إال شرطا ً احل حراما ً أو حرم حبلالً‪(.‬‬
‫‪ -‬و إذا لم ٌعٌن ناظراً للوقؾ وهو الذي ٌرعى شؤون الوقؾ أو‬
‫عٌن شخصا ً ومات فالناظر ٌكون للم وقؾ علٌه إن كان م عٌنا ً وان‬
‫كان الوقؾ على جهة كالمساجد أومن ال ٌمكن حصرهم‬
‫كالمساكٌن للناظر على الوقؾ الحاكم ٌتواله بنفسه أو ٌنيب عند‬
‫من تواله‬
‫‪ -‬وٌجب على الناظر أن ٌتقً هللا وٌحسن الوالٌة على الوقؾ الن‬
‫ذلك أمانه أؤتمن علٌها‬
‫‪ -‬وإذا وقؾ على أوالده استوى الذكور واإلناث فً االستحقاق‬
‫ألنه شرك بٌنهم وإطبلق التشرٌك ٌقتضي االستواء فً‬
‫االستحقاق‬
‫‪ -‬ولو قال ‪ :‬وقؾ على أبنابً أو بنً فبلن اختص الوقؾ‬
‫بذكورهم الن اللفظ للبنٌن وضع لذلك حقٌقة‬
‫قال تعالى (أم له البنات ولكم البنون )‪ -‬إال أن ٌكون الموقوؾ‬
‫علٌهم قبٌلة كبنً هاشم وبنً تمٌم فٌدخل فٌهم النساء الن اسم‬
‫القبٌلة ٌشمل ذكورها وإناثها‬
‫‪ -‬لكن إذا وقؾ على جماعه ٌمكن حصرهم وحب ٌعمٌهم‬
‫والتسوٌة بٌنهم‪ -‬وان لم ٌمكن حصرهم كبنً هاشم لم ٌجب‬
‫مخائل الورد‬ ‫‪39‬‬
‫تعمٌمهم ألنه ؼٌر ممكن وجان القتصار على بعضهم وتفضٌل‬
‫بعضهم على بعض ‪ -‬الوقؾ من العقود الأل زم ة بمجرد القول فبل‬
‫ٌجوز فسخه ‪,‬لقوله علٌه الصبلة والسبلم ‪:‬ال ٌباع أصلها وال‬
‫ٌوهب ٌورث ‪,‬قال الترمذي العمل على هذا الحدٌث عند أهل‬
‫ب وال ٌباع وال ٌناقل به إال أن‬
‫العلم ‪,‬فبل ٌجوز فسخه ألنه مؤ د‬
‫تكن عم ارتها من ريع‬ ‫تتعطل منافعه بالكلٌة كدار انهدمت ولم م‬
‫الوقؾ أو ارض زراعٌه خربت وعادت مواتا ً ولم ٌمكن‬
‫عمارتها بحث ال ٌكون فً ريع الوقؾ تعمٌرها‪ .‬وان كان الوقؾ‬
‫مسجداً فتعطل ولم ٌنتفع به فً موضعه كان تعطل منافعه فان‬
‫ٌباع وٌصرؾ ثمنه فً مسجدا ً آخر و إذا كان المسجد وقؾ زاد‬
‫اع به‬
‫ريعه حاجته ‪,‬جاز صرؾ الزابد إلى مسجد آخر ألنه انتؾ‬
‫فً جنس ما وقؾ له ‪ ,‬وتجوز الصدقة بالزابد فً ؼلة الوقؾ‬
‫مسجد على المساكٌن‪.‬‬
‫و إذا وقؾ على معٌن ‪ ,‬كما لو قال ‪ :‬هذا وقؾ على زٌد ‪ٌ,‬عطً‬
‫منه كل سنه مابه ‪,‬وكان فً رٌع الوقؾ فابض عن هذا القدر فإنه‬
‫ٌعٌن الرصٌد الزابد ٌتصدق به‪.‬‬
‫المحاضرة الرابعة عشر مراجعة لما سبق دراسته‬

‫ال تنسوا أختكم يف اهلل من صاحل دعائكم‬ ‫إعداد ‪/‬مخائل الورد‬

‫مخائل الورد‬ ‫‪40‬‬

Vous aimerez peut-être aussi