Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
مشكاة النأوار
أبو حامد الغزالي
المحد ل فائض النأوار وفاتتح البأصتار .وكاشتتف السأترار ورافتع السأتتار .والصتتلةا علتى ممحتد نأتور النأتوار وسأتيد البأترار
وحبيب البار وبأشي الغفار ونأذير القهار ،وقامع الكفار وفاضح الفجار؛ وعلى آله وأصحابأه الطيبي الطاهرين الخأيار.
أمتتا بأعتتد فقتتد سأتتألتن أيهتتا الخأ الكريت قيضتتك الت لطلتتب الستتعادةا الكتتبىر ،ورشتتحك للعتتروج إلت التتذروةا العليتتا ،وكحتتل
بأنتتور القيقتتة بأصتيتك ،ونأقتتى عمحتتا سأتتوىر التتقح سأتريرتك ،أن أبأتتث إليتتك أسأترار النأتوار اللإيتتة مقرونأتتة بأتأويتتل متتا يشتتي إليتته
ظاهر اليات التلوةا والخأبتار الرويتة مثتل قتوله تعتال (اللته نأتور الستمحوا ت
ت لواللر ت
ض)ِ ومعنت تتثيله ذلتك بأالشتكاةا والزجاجتة ه ه لل
والصتتباح والزيتتت والشتتجرةا ،متتع قت توله عليتته الستتلما )ِإن لت ت سأتتبعي حجابأتتا متتن نأتتور وظلمحتتة وإنأتته لتتو كشتتفها لحرقتتت
سأت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتبحات وجهت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تته كت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتل مت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتن أدركت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تته بأصت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتره(.
ولقت تتد ارتقيت تتت بأس ت تؤالك مرتق ت تىى صت تتعباى تنخفت تتض دون أعت تتاليه أعي ت ت النت تتاظرين؛ وقرعت تتت بأابأ ت تاى مغلقت تتا ل يفتت تتح إل للعلمحت تتاء
الراخأسي .ث ليس كل سأر يكشف ويفشى ،ول كل حقيقة تعرض وتلى ،بأل صدور الحرار قبور السأرار
1
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
ولقد قال بأعض العارفي )ِإفشاء سأر الربأوبأية كفر( بأل قال سأيد الولي والخأرين صلى ال عليه وسألم )ِإن من العلم كهيئة الكنون ل يعلمحه ال العلمحاء بأتال( .فتإذا نأطقتوا بأته لت ينكره
إل أهل الغرةا بأال ،ومهمحا كتثر أهتل الغاتتار وجتب حفتظ السأترار علتى وجته السأترار .لكنت أراك مشتروح الصتدر بأتال بأتالنور ،منتزه الستر عتن ظلمحتات الغترور فل أشتح عليتك فت هتذا
الفت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتن بأالشت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتارةا إلت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت لوامت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتع ولوائ ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتح والرمت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتز إل ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت حقت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتائقح ودقت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتائقح.
ت ال ت
ي
لولمن لمنللع اللستوجب ل لهالل علمحاى لأضالعهه
فاقنع بأإشارات متصرةا وتلويات موجزةا؛ فإن تقيقح القول فيه يستدعي تهيد أصتتول وشتترح فصتول ليتس يتستع الن لإتا
وقت ،وليس ينصرف إليه هي وفكرت .ومفاتيتتح القلتوب بأيتتد الت يفتحهتا إذا شتاء كمحتتا شتاء بتا يشتتاء .وإنتا التذي ينفتتتح
الفصل الوأل
2
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
وبأيانأه بأأن يعرف معن النور بأالوضتع الول عنتد العتواما ،ثت بأالوضتع الثتان عنتد التواص ،ثت بأالوضتع الثتالث عنتد خأتواص
الواص .ث تعرف درجات النأوار التتذكورةا النستوبأة إلت خأتواص التواص وحقائقهتا لينكشتف لتتك عنتد ظهتور درجاتتتا أن
ال تعال هو النور العلى القصى ،وعند انأكشاف حقائقها أنأه النور القح القيقي وحده ل شريك له فيه.
أما الوضع الول عند العامي فالنور يشي إل ظهوره ،والظهور أمر إضتتاف:ي إذ يظهتتر الشتيء ل مالتتة النأستتان ويبطتتن عتتن
غايه:ي فيكون ظاهرا بأالضتافة وبأاطنتا بأالضتافة .وإضتافة ظهتوره إلت الدراكتتات ل مالتتة .وأقتوىر الدراكتات وأجلهتا عنتتد
والش ت ت ت تتياء بأالض ت ت ت تتافة إلت ت ت ت ت ال ت ت ت تتس البص ت ت ت تتري ثالثا ت ت ت تتة أقس ت ت ت تتاما:ي منه ت ت ت تتا م ت ت ت تتا ل يبص ت ت ت تتر بأنفس ت ت ت تته كالجس ت ت ت تتاما الظلمح ت ت ت تتة.
ومنهت ت تتا مت ت تتا يبصت ت تتر بأنفست ت تته ول يبصت ت تتر بأت ت تته غايت تته كالجست ت تتاما الضت ت تتيئة كت ت تتالكواكب وجت ت ترةا النت ت تتار إذا لت ت ت تكت ت تتن مشت ت تتتعلة.
ومنهت ت ت ت ت تتا مت ت ت ت ت تتا يبصت ت ت ت ت تتر بأنفست ت ت ت ت تته ويبصت ت ت ت ت تتر بأت ت ت ت ت تته أيضت ت ت ت ت تتا غايت ت ت ت تته كالشت ت ت ت ت تتمحس والقمحت ت ت ت ت تتر والس ت ت ت ت ت تراج والنيت ت ت ت تتان الشت ت ت ت ت تتتعلة.
والنور اسأم لإذا القسم الثالث .ت تارةا يطلقح على ما يفيض متتن الجستاما علتى ظتاهر الجستاما الكثيفتتة ،فيقتتال اسأتتتنارت
الرض ووقع نأور الشمحس علتى الرض ونأتور الستراج علتى التائط والثتتوب .وتتارةا يطلتقح علتى نأفتس هتذه الجستاما الشترقة
3
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
وعلى المحلة فالنور عبارةا عمحا يبصر بأنفسه ويبصر بأه غايه كالشمحس .هذا حده وحقيقته بأالوضع الول.
دقيقة
لا كان سأر النور وروحه هو الظهور للدراك ،وكان الدراك موقوفا على وجود النور وعلى وجود العي الباصرةا أيضا:ي إذ
النور هو الظاهر الظهر؛ وليس شيء من النأوار ظاهراى ف حقح العمحيان ول مظهرا .فقد تساوىر الروح الباصرةا والنور
الظاهر ف كونأه ركنا ل بأد منه للدراك ث ترجح عليه ف أن الروح الباصرةا هي الدركة وبا الدراك .وأما النور فليس
بدرك ول بأه الدراك ،بأل عنده الدراك .فكان اسأم النور بأالنور الباصر أحقح منه بأالنور البصر.
وأطلقوا إسأم النور على نأور العي البصرةا فقتالوا فت الفتاش إن نأتور عينته ضتعيف ،وفت العمحتش إنأته ضتعيف نأتور بأصتره،
وف العمحى إنأه فقد نأور البصر ،وف السواد إنأه يمحع نأتور البصتر ويقتويه ،وإن الجفتان إنا خأصتتها الكمحتة بألتون الستواد
وجعتتل العي ت مفوفتتة بتتا لتجمحتتع ضتتوء العيتت .وأمتتا البيتتاض فيفتترق ضتتوء العي ت ويضتتعف نأتتوره ،حتتت إن إدامتتة النظتتر إل ت
البيت ت تتاض الشت ت تترق ،بأت ت تتل إل ت ت ت نأت ت تتور الشت ت تتمحس يبهت ت تتر نأت ت تتور العي ت ت ت ويحقت ت تته كمحت ت تتا ينمححت ت تتقح الضت ت تتعيف ف ت ت ت جنت ت تتب القت ت تتوىر.
سى نأورا ،وأنأه ل كان بتذا السأتتم أولتت .وهتتذا هتتو الوضتتع الثتتان وهتتو
فقد عرفت بذا أن الروح الباصر سى نأورا ،وأنأه ل س
وضع الواص.
دقيقة
4
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
إعلم أن نأور بأصر العي موسأوما بأأنأواع النقصان:ي فإنأه يبصر غايه ول يبصر نأفسه ،ول يبصر ما بأعد منه ،ول يبصر ما هو
وراء حجاب.
ويبصر من الشياء ظاهرها دون بأاطنها؛ ويبصر من الوجودات بأعضها دون كلها .ويبصر أشياء متناهية ول يبصر ما ل
نأاية له .ويغلط كثيا ف إبأصاره:ي فيىر الكبي صغيا والبعيد قريبا والساكن متحركا والتحرك سأاكنا.
فهذه سأبع نأقائص ل تفارق العي الظاهرةا .فإن كان ف العي عي منزهة عن هذه النقائص كلها فليت شعري هل هو
أول بأاسأم النور أما ل.
واعلم أن ف قلب النأسان عينا هذه صفة كمحالإا وهي الت يعب عنها تارةا بأالعقل وتارةا بأالروح وتارةا بأالنفس النأسان.
ودع عنك العبارات فإنأا إذا كثرت أوهت عند ضعيف البصيةا كثرةا العان .فنعن بأه العن الذي يتمحيز بأه العاقل عن
الطفل الرضيع وعن البهيمحة وعن النون .ولنسمحه )ِعقل( متابأعة للجمحهور ف الصطلح فنقول:ي العقل أول بأأن يسمحى
نأورا من العي الظاهرةا لرفعة قدره عن النقائص السبع وهو أن العي ل تبصر نأفسها ،والعقل يدرك غايه ويدرك صفات
نأفسه:ي إذ يدرك نأفسه عالا وقادرا:ي ويدرك علم نأفسه ويدرك علمحه بأعلم نأفسه وعلمحه بأعلمحه بأعلم نأفسه إل غاي نأاية.
وهذه خأاصية ل تتصور لا يدرك بأآلة الجساما .ووراء سأر يطول شرحه.
والثان أن العي ل تبصر ما بأعد منها ول ما قرب منها قربأا مفرطا:ي والعقل يستوي عنده القريب والبعيد:ي يعرج ف تطريفه
إل أعلى السمحوات رقيا ،وينزل ف لظة إل توما الرضي هربأا .بأل إذا حقت القائقح يكشف أنأه منزه عن أن توما
بنبات قدسأه معان القرب والبعد الذي يفرض بأي الجساما ،فإنأه أنوذج من نأور ال تعال ،ول يلو النوذج عن
ماكاةا ،وإن كان ل يرقي إل ذروةا الساواةا .وهذا ربا هزك للتفطن لسر قوله عليه السلما )ِإن ال خألقح آدما على
صورته( فلست أرىر الوض فيه الن.
الثالث أن العي ل تدرك ما وراء الجب ،والعقل يتصرف ف العرش والكرسأي وما وراء حجب السمحوات ،وف اللم
العلى واللكوت السى كتصرفه ف عاله الاص وملكته القريبة أعن بأدنأه الاص .بأل القائقح كلها ل تتجب عن
العقل .وأما حجاب العقل حيث يجب فمحن نأفسه لنفسه بأسبب صفات هي مقارنأة له تضاهي حجاب العي من
نأفسه عند تغمحيض الجفان .وسأتعرف هذا ف الفصل الثالث من الكتاب.
الرابأع أن العي تدرك من الشياء ظاهرها وسأطحها العلى دون بأاطنها؛ بأل قوالبها وصورها دون حقائقها .والعقل
يتغلغل إل بأواطن الشياء وأسأرارها ويدرك حقائقها وأرواحها ،ويستنبط سأببها وعلتها وغاايتها وحكمحتها ،وأنأا من خألقح،
وكيف خألقح ،ول خألقح ،ومن كم معن جع وركب ،وعلى أي مرتبة ف الوجود نأزل ،وما نأسبته إل خأالقها وما نأسبتها إل
سأائر ملوقاته ،إل مباحث هأخأر يطول شرحها نأرىر الياز فيها أول.
5
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
الامس أن العي تبصر بأعض الوجودات إذ تقصر عن جيع العقولت وعن كثي من السوسأات:ي إذ ل تدرك
الصوات والروائح والطعوما والرارةا والبودةا والقوىر الدركة:ي أعن قوةا السمحع والبصر والشم والذوق ،بأل الصفات الباطنة
النفسانأية كالفرح والسرور والغم والزن والل واللذةا والعشقح والشهوةا والقدرةا والرادةا والعلم إل غاي ذلك من موجودات
ل تصى ول تعد؛ فهو ضيقح الال متصر الرىر ل تسعة ماوزةا اللوان والشكال وها أخأس الوجودات:ي فإن الجساما
ف أصلها أخأس أقساما الوجودات ،واللوان والشكال من أخأس أعراضها.
فالوجودات كلها مال العقل؛ إذ يدرك هذه الوجودات الت عددنأاها وما ل نأعتدها ،وهتو الكتتثر:ي فيتصتترف فت جيعهتا
ويكتتم عليهتتا حكمحتتا يقينتتا صتتادقا .فالسأ ترار الباطنتتة عنتتده ظتتاهرةا ،والعتتان الفيتتة عنتتده جليتتة .فمحتتن أيتتن للعيت الظتتاهرةا
مساماته وماراته ف اسأتحقاق اسأم النور كل إنأا نأور بأالضتافة إلت غايهتا لكنهتا ظلمحتة بأالضتافة إليته .بأتل هتي جاسأتوس
من جواسأيسه وكله بأأخأس خأزائنه وهتتي خأزانأتة اللتوان والشتتكال لتتفع إلت حضترته أخأبارهتا فيقضتي فيهتا بتا يقتضتيه رأيته
والواس المحس جواسأيسه .وله فت البتاطن جواسأتيس سأتواها متن خأيتال ووهتم وفكتر وذكتر وحفتظ؛ ووراءهتم خأتدما وجنتود
مسخرةا له ف عاله الاص يستسخرهم ويتصترف فيهتم اسأتستخار اللتك عبيتده بأتل أشتد .وشترح ذلتك يطتول.وقتد ذكرنأتاه
فت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت كت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتاب )ِعج ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتاب القل ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتب( م ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتن كت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتاب الحي ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتاء.
الس تتادس ان العيت ت لتبص تتر م تتا لنأاي تتة ل تته،فاإنأ تتا تبص تتر ص تتفات الجس تتاما والجس تتاما لتتص تتور إلمتناهي تتة.والعق تتل ي تتدرك
6
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
نأعم إذا لحظ العلوما الفصتله فل يكتون التاظر الاصتل عنتده إل متناهيتا.لكتن فت قتوته إدراك متا لنأايتة لته.وشترح ذلتك
يط ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتول.
فتتإن أردت لتته مثتتال فختتذه متتن الليتتات ،ف تإنأه يتتدرك العتتداد ول نأايتتة لإتتا؛ بأتتل يتتدرك تضتتعيفات الثاني ت والثلثاتتة وسأتتائر
العتتداد ول يتصتتور لإتتا نأايتتة .ويتتدرك أنأواعتتا متتن النستتب بأيت العتتداد ل يتصتتور التنتتاهي عليهتتا:ي بأتتل يتتدرك علمحتته بأالشتتىء
وعلمحت ت ت ت ت تته بأعلمحت ت ت ت ت تته بأالشت ت ت ت ت تتيء ،وعلمحت ت ت ت ت تته بأعلمح ت ت ت ت ت تته بأعلمحت ت ت ت ت تته .فق ت ت ت ت ت تتوته فت ت ت ت ت ت ت هت ت ت ت ت تتذا الواحت ت ت ت ت تتد ل تق ت ت ت ت ت تتف عنت ت ت ت ت تتد نأايت ت ت ت ت تتة.
السابأع أن العي تبصر الكتبي صتغيا ،فتتىر الشتمحس ف مقتدار متن والكتواكب ف صتور دنأتانأي منثتورةا علتى بأستاط أزرق.
والعقل يدرك أن الكواكب والشمحس أكب من الرض أضعافا مضاعفة؛ والعي ترىر الكواكب سأاكنة ،بأتل تترىر الظتل بأيت
يتتديه سأتتاكنا ،وتتترىر الصتتب سأتتاكنا ف ت مقتتداره ،والعقتتل يتتدرك أن الصتتب متحتترك ف ت النشتتوء والتزايتتد علتتى التتدواما ،والظتتل
متحرك دائمحا ،والكواكب تتحرك ف كل لظ أميتتال كتثيةا كمحتا قتتال صتلى الت عليتته وسأتتلم لبيتل عليته الستلما:ي )ِأزالتتت
الشت تتمحس( فقت تتال ل:ي نأع ت تتم ق ت تتال كي ت تتف ق ت تتال )ِمن ت تتذ قلت تتت ل إلت ت ت أن قلت تتت نأعت تتم:،ي ق ت تتد ت ت تترك مست ت تيةا خست تتمحائة سأت تتنة(.
وأنأواع غالط البصر كثيةا ،والعقل منزه عنها .فإن قلت:ي نأرىر العقلء يغلطون فت نأظرهتتم فتتاعلم أن فيهتتم خأيتتالت وأوهامتتا
واعتقادات يظنون أحكامها أحكاما العقتل؛ فتالغلط منستوب إليهتا .وقتد شترحنا مامعهتا ف كتتاب )ِمعيتار العلتم( وكتتاب
7
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
فأما العقل إذا ترد عن غاشاوةا الوهم واليال لت يتصتور أن يغلتتط؛ بأتل رأىر الشتياء علتتى متتا هتي عليتته ،وفت تريتده عستر
عظيم .وإنا يكمحل ترده عن هذه النوازع بأعد التتوت ،وعنتتد ذلتتك ينكشتف الغطتتاء وتنجلتتي السأترار ويصتادف كتل أحتد
متتا قتتدما متتن خأي ت أو شتتر مض ترا؛ ويشتتاهد كتابأتتا ل يغتتادر صتتغيةا ول كتتبيةا إل أحصتتاها ،وعنتتده يقتتال ،فكشتتفنا عنتتك
غاطاءك فبصرك اليتوما حديتد .وإنتا الغطتاء غاطتاء اليتال والتوهم وغايهتا؛ وعنتده يقتول الغترور بأأوهتامه واعتقتاداته الفاسأتدةا
صت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ترنأا لو لتست ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتعنا فللارتجعنت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتا لنأعلمحت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتل صت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتاتلىا)ِ اليت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتة.
وخأيت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتالته الباطلت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتة (لربأبنت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتا ألبأ ل
فقد عرفت بذا أن العي أول بأاسأم النور متن النتور العتروف ،ثت عرفتت أن العقتل أولت بأاسأتم النتور متن العيت .بأتل بأينهمحتا
من التفاوت ما يصح معه أن يقال إنأه أول بأل القح أنأه الستحقح للسأم دونأه.
دقيقة
اعلم أن العقول وإن كتانأت مبصترةا ،فليستت البصترات كلهتا عنتدها علتى وتيةا واحتدةا ،بأتل بأعضتها يكتون عنتدها كتأنأه
حاضر كالعلوما الضرورية مثل علمحه بأأن الشتيء الواحتد ل يكتون قديا حادثاتا ول يكتون موجتودا معتدوما ،والقتول الواحتد
ل يكون صدقا وكتذبأا ،وأن الكتتم إذا ثابتتت للشتتيء جتوازه ثابتت لثلتته ،وأن الخأتص إذا كتان موجتودا كتان العتم واجتب
الوجود:ي فإذا وجد الستواد فقتد وجتد اللتتون ،وإذا وجتد النأستان فقتد وجتد اليتوان .وأمتا عكستته فل يلتزما فت العقتل ،إذ ل
8
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
يلزما من وجود اللون وجود السواد ول من وجود اليوان وجتتود لنأستان إلت غايت ذلتتك متن القضتتايا الضتترورية فت الواجبتتات
والائزات والستحيلت .ومنها متا ل يقتارن العقتل فت كتل حال إذا عترض عليته بأتل يتتاج إلت أن يهتز أعطتافه ويستتوري
زنأاده وينبه عليه بأالتنبيه كالنظريتات .وإنتا ينبهته كلما الكمحتة ،فعنتد إشتراق نأتور الكمحتة يصتي العقتل مبصترا بأالفعتل بأعتد
أن كان مبصرا بأالقوةا .وأعظم الكمحة كلما ال تعال .ومن جلتتة كلمتته القتترآن خأاصتتة ،فتكتتون منزلتتة آيتتات القتترآن عنتتد
الشمحس نأورا فمحثال القرآن نأور الشمحس ومثال العقل نأور العي .وبذا نأفهم معن قتوله:ي (فتلتآتمنوا بأتتتاللته لولرسأتتولتته لوالنتتوتر التبتذي
ألنألزلنا( ،وقوله:ي )ِلقد جاءلهكم هبأرهانن تمن لربأتهكم لوألنألزلنا تإليهكم نأوراى لمبينىا)ِ.
فقد فهمحت متن هتذا أن العيت عينتان:ي ظتاهرةا وبأاطنتة:ي فالظاهرةا متن عتال التس والشتهادةا ،والباطنتة متن عتال آخأر وهتو
عال اللكوت .ولكتل عيت متن العينيت شس ونأتور عنتده تصتي كاملتة البأصتار إحتداها ظتاهرةا والخأترىر بأاطنتة؛ والظتاهرةا
م ت تتن ع ت تتال الش ت تتهادةا وه ت تتي الش ت تتمحس السوسأ ت تتة .والباطن ت تتة م ت تتن ع ت تتال اللك ت تتوت وه ت تتو الق ت تترآن وكت ت تتب الت ت ت تع ت تتال النزل ت تتة.
ومهمحا انأكشف لك هذا انأكشتافا تامتا فقتد انأفتتح لتك أول بأتاب متن أبأتواب اللكتوت .وفت هتذا العتال عجتائب يستتحقر
9
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
بأالضافة إليها عال الشهادةا .وإن ل يسافر إل هذا العال ،وقعد بأه القصتتور فت حضتتيض عتتال الشتهادةا فهتو بيمحتتة بأعتد،
مروما عن خأاصية النأسانأية؛ بأل أضل متن البهيمحتة إذ لت تستعد البهيمحتة بأأجنحتة الطيان إلت هتذا العتال .ولتذلك قتال الت
وأعلتتم أن الشتتهادةا بأالضتتافة إل ت عتتال اللكتتوت كالقشتتر بأالضتتافة إل ت اللتتب ،وكالصتتورةا والقتتالب بأالضتتافة إل ت التتروح،
وكالظلمحة بأالضافة إل النور ،كالستفل بأالضتتافة إلت العلتو .ولتذلك يستمحى عتال اللكتتوت العتتال العلتتوي والعتال الروحتتان
والعت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتال النت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتوران .وفت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت مقت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تابألته الست ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتفلي والست ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتمحان والظلمحت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتان.
ول تظن أسنأا نأعن بأالعال العلوي السمحوات فإنأا علو وفوق ف حقح عال الشهادةا والس ،ويشارك ف إدراكه البهتتائم .وأمتتا
العبد فل يفتح له بأاب اللكوت ول يصتتي ملكوتيتا إل ويبتتدل فت حقتته الرض غايت الرض والستمحوات فيصتتي كتل داخأتل
تتتت التتس واليتتال أرضتته ومتتن جلتتة الستتمحوات ،وكتتل متتا ارتفتتع عتتن التتس فستتمحاؤه وهتتذا هتتو العتراج الول لكتتل سأتتالك
ابأتتدأ سأتتفره إلت قترب الضترةا الربأوبأيتتة .فالنأستتان متتردود إلت أسأتفل الستافلي ،ومنته يتتتقى إلت العتتال العلتتى .وأمتا اللئكتة
فإنأم جلة عتال اللكتوت عتاكفون فت حضترةا القتدوس ،ومنهتا يشترفون إلت العتال السأتفل .ولتذلك قتال عليته الستلما )ِإن
ال خألقح اللقح ف ظلمحة ث أفاض عليهم من نأوره( وقال:ي )ِإن ل ملئكة هو أعلم بأأعمحال الناس منهتم( والنأبيتتاء إذا بألتغ
معراجهتتم البلتتغ القصتتى وأشترقوا منتته إلت الستتفل ونأظتتروا متتن فتتوق إلت تتتت اطلعتوا أيضتتا علتتى قلتتوب العبتتاد وأشترفوا علتتى
10
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
جلة متن علتوما الغيتب:ي إذ متن كتان فت عتال اللكتوت كتان عنتد الت تعتال ( -وتعنتلدهه لمفاتتتح الغليت ت
ب)ِ أي متن عنتده تنتزل ه ل
أسأتتباب الوجتتودات ف ت عتتال الشتتهادةا؛ وعتتال الشتتهادةا أثاتتر متتن آثاتتار ذلتتك العتتال ،يتتري منتته متترىر الظتتل بأالضتتافة إلت ت
السبب .ومفاتيح معرفة السببات ل توجد إل من السأباب ،ولذلك كان عال الشهادةا مثال لعتال اللكتتوت كمحتتا سأتيأت
ف بأيان الشكاةا والصباح والشجرةا:ي لن السبب ل يلو عن موازاةا السبب وماكاته نأوعا من الاكاةا علتتى قتترب أو علتتى
بأعت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتد.
وهذا لن له غاورا عمحيقا ومن اطلع على كنه حقيقته انأكشف له حقائقح أمثلة القرآن على يسر.
فنقول إن كان ما يبصتتر نأفستته وغايه أولت بأاسأتتم النتور ،فتتإن كتتان متتن جلتتة متا يبصتتر بأتته غايه أيضتتا متع أنأتته يبصتتر نأفستته
وغايه ،فهتتو أولتت ،بأاسأتتم النتتور متتن التتذي ل يتؤثار فت غايه أصتتل ،بأتتل بأتتالري أن يستتمحى سأتراجا منيا لفيضتتان أنأتواره علتتى
غايه .وهذه الاصية توجد للروح القدسأي النبوي إذ تفيض بأواسأطته أنأواع العارف على اللئقح .وبذا نأفهم معنت تستتمحية
ال ممحدا عليه السلما سأراجا منيا .والنأبياء كلهم سأرج ،وكذلك العلمحاء .ولكن التفاوت بأينهم ل يصى.
دقيقة
11
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
إذا كان اللئقح بأالذي يستفاد منته نأتور البأصتار أن يستمحى سأتراجا منيا فالذي يقتبتس منته الستراج ف نأفسته جدير بأتأن
يكن عنه بأالنتار .وهتذه السترج الرضتية إنا تقتبتس ف أصتلها متن أنأتوار علويتة .فالروح القدسأتي النبتتوي يكتاد زيتته يضتىء
ول ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتو لت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تسس ت ت ت ت ت ت ت ت ت تته نأ ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتار .ولك ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتن إن ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتا يص ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتي نأ ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتورا عل ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتى نأ ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتور إذا مس ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتته الن ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتار.
ىر أن يكون مقتبس الرواح الرضية هي الروح اللإية العلوية الت وصفها علي وابأتن عبتاس رضتي الت عنهمحتا فقتال:ي
وبأالر س
)ِإن ل ملكا( له سأبعون ألف وجه ف كل وجه سأبعون ألف لسان يسبح ال بمحيعهتا( وهتو التذي قوبأتل بأاللئكتة كلهم
صتسفىا)ِ فهتتي إذا اعتتتبت متتن حيتتث يقتبتتس منهتتا السستترج الرضتتية لت يكتتن لإتتا ت
فقيتتل يتوما القيامتتة (يتلتولما يلقتتوهما التسروهح والللئكتةه ل
دقيقة
النأوار السمحاوية الت تقتبس منها النأوار الرضية إن كان لإا ترتيب بيث يقتبس بأعضها من بأعض ،فالقرب من النبتتع
الول أول بأاسأم النور لنأه أعلى رتبة .ومثال ترتيبه ف عال الشتتهادةا ل تتتدركه إل بأتتأن يفتترض ضتتوء القمحتتر داخأل فت كتوةا
بأيت واقعا على مرآةا منصوبأة علتى حتائط ،ومنعكستا منهتا إلت حتائط آخأتر ف مقابألتهتا ثت منعطفتا منته إلت الرض بيتث
تستتني الرض .فتأنأت تعلتم أن متا علتى الرض متن النتور تتابأع لتا علتى التائط ومتا علتى التائط تتابأع لتا علتى الترآةا ،ومتا
12
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
علتى الترآةا تتابأع لتا ف القمحتر ،ومتا ف القمحتر تتابأع لتا فت الشتمحس:ي إذ منهتا يشترق النتور علتى القمحتر .وهتذه النأتوار الربأعتة
مرتب ت ت ت ت تتة بأعض ت ت ت ت تتها أعل ت ت ت ت تتى وأكمح ت ت ت ت تتل م ت ت ت ت تتن بأع ت ت ت ت تتض ،ولك ت ت ت ت تتل واح ت ت ت ت تتد مق ت ت ت ت تتاما معلت ت ت ت ت توما ودرج ت ت ت ت تتة خأاص ت ت ت ت تتة ل يتع ت ت ت ت تتداها.
فاعلم أنأه قد انأكشف لربأاب البصائر أن النأوار اللكوتيتة إنتا وجتدت علتى ترتيتب كتذلك ،وأن القترب هتتو القتترب إلت
النور القصى .فل يبعد أن تكون رتبة إسأرافيل فتوق رتبتة جبيتل ،وأن فيهتم القترب لقترب درجتته متن حضترةا الربأوبأيتة التت
هتتي منبتتع النأتوار كلهتتا ،وأن فيهتتم الدنتت ،وبأينهمحتتا درجتتات تستعصتتي علتتى الحصتتاء .وإنتتا العل توما كتتثرتم وترتيبهتتم فت
مقاماتم وصفوفهم ،وأنأم كمحا وصفوا بأه أنأفسهم إذ قالوا:ي (لوإتسنأا للنحهن الصاسفون .لوإتسنأا للنحهن اللستبحولن)ِ.
ه
دقيقة
إذا عرفت أن النأوار لإا ترتيب فاعلم أنأه ل يتسلسل إل غاي نأاية ،بأل يرتقي إل منبع أول هو النور لذاته وبأذاته ،ليتتس
يتأتيه نأتور متن غايه ،ومنته تشترق النأتوار كلهتا علتى ترتيبهتا .فتانأظر الن اسأتم النتور أحتقح وأولت بأالستتني الستتعي نأتوره متن
غايه ،أو بأالني ف ذاتته النيت لكتل متا سأتواه فمحتا عنتدي أنأته يفتى عليتك التقح فيته .وبأته يتحقتقح أن اسأتم النتور أحقح بأتالنور
حقيقة
13
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
بأل أقول ول أبأال إن اسأم النور على غاي النور الول ماز مض:ي إذ كل ما سأواه إذا اعتب ذاته فهو ف ذاته من حيث
ذاته ل نأور له:ي بأل نأورانأيته مستعارةا من غايه ول قواما لنورانأيته الستعارىر بأنفسها ،بأل بأغيها .ونأسبة الستعار إل الستعي
ماز مض .أفتىر أن من اسأتعار ثايابأا وفرسأا ومركبا وسأرجا ،وركبه ف الوقت الذي أركبه العي ،وعلى الد الذي رسه،
غان بأالقيقة أو بأالاز? وأن العي هو الغن أو الستعي? كل ،بأل الستعي فقي ف نأفسه كمحا كان .وإنا الغن هو العي
الذي منه العارةا والعطاء ،وإليه السأتداد والنأتزاع .فإذن النور القح هو الذي بأيده اللقح والمر ،ومنه النأارةا أول
والدامة ثاانأيا .فل شركة لحد معه ف حقيقة هذا السأم ول ف اسأتحقاقه إل من حيث يسمحيه بأه ويتفضل عليه
بأتسمحيته تفضل الالك على عبده إذا أعطاه مال ث ساه مالكا .وإذا انأكشف للعبد القيقة علم أنأه وماله لالكه على
التفرد ل شريك له فيه أصل وألبتة.
مهمحتتا عرفتتت أن النتتور يرجتتع إلت الظهتتور وإلظهتتار ومراتبتته ،فتتاعلم أنأتته ل ظلمحتتة أشتتد متتن كتتتم العتتدما:ي لن الظلتتم ستتى
مظلمحت ت ت تتا لنأت ت ت تته ليت ت ت تتس للبأصت ت ت تتار إليت ت ت تته وصت ت ت تتول ،إذ ليت ت ت تتس يصت ت ت تتي موجت ت ت تتودا للبصت ت ت تتي مت ت ت تتع أنأت ت ت تته موجت ت ت تتود فت ت ت ت ت نأفست ت ت تته.
فالذي ليس موجودا ل لغيه ول لنفسه كيتف ل يستتحقح أن يكتتون هتتو الغايتتة فت الظلمحتتة وفت مقتابألته الوجتتود فهتتو النتتور:ي
ف ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتإن الش ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتيء م ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتا لت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت يظه ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتر فت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ذات ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تته ل يظه ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتر لغيت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تته.
والوجود ينقسم إل ما للشيء من ذاته وإل ماله من غايه .وما له الوجود من غايه فوجوده مستعار ل قواما له بأنفستته .بأتتل
إذا اعتتب ذاتته متن حيتث ذاتته فهتو عتدما متض .وإنتا هتو موجتود متن حيتث نأستبته إلت غايه ،وذلتك ليتس بأوجتود حقيقتي
كمحا عرفت ف مثال اسأتعارةا الثوب والغن .فالوجود القح هو ال تعال ،كمحا أن النور القح هو ال تعال.
حقيقة الحقائق
14
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
متتن هنتتا ترقتتى العتتارفون متتن حضتتيض التتاز إلت يفتتاع القيقتتة ،واسأتتتكمحلوا معراجهتتم فترأوا بأالشتتاهدةا العيانأيتتة أن ليتتس فت
ء
الوجتتود إل الت تعتتال ،وأن (هكتلل لشتتيء هالتت ن
ك إتسل لوجلهتهه)ِ ل أنأتته يصتتي هالكتتا فت وقتتت متتن الوقتتات ،بأتتل هتتو هالتتك أزل
وأبأتتدا ل يتصتتور إل كتتذلك ،فتتإن كتتل شتتيء سأتواه إذا اعتتتب ذاتتته متتن حيتتث ذاتتته فهتتو عتتدما متتض؛ وإذا اعتتتب متتن التتوجه
الذي يسري إليه الوجود من الول القح رؤىر موجودا ل فت ذاتته لكتن متن التتوجه التتذي يلتي موجتده فيكتتون الوجتتود وجتته
الت تعتتال فقتتط .فلكتتل شتتيء وجهتتان:ي وجتته إلت نأفستته ووجتته إلت ربأتته؛ فتتإذن ل موجتتود إل الت تعتتال ووجهتته .فتتإذن كتتل
اللقسهاتر)ِ بأل هذا النداء ل يفارق سعهم أدبأا .ول يفهمحوا من معن قوله )ِال أكتب( أنأته أكتب متن غايه ،حتاش لت ،إذ ليتس
ف الوجود معه غايه حت يكون أكب منه؛ بأتتل بأيتس لغيه رتبتتة العيتة ،بأتل رتبتتة التبعيتتة .بأتتل ليتس لغيه وجتود إل متن التتوجه
التتذي يليتته .فتتالوجود وجهتته فقتتط .ومتتال أن يقتتال إنأتته أكتتب متتن وجهتته .بأتتل معناهتتا أنأتته أكتتب متتن أن يقتتال لتته أكتتب بعنت
الضتافة والقايستة ،وأكتب متن أن يتدرك غايه كنته كبيتائه ،نأبيتا كتان أو ملكتا .بأتل ل يعترف الت كنته معرفتته إل الت .بأتل
كل معروف داخأل ف سألطة العارف واسأتيلئه دخأول ما ،وذلك يناف اللل والكبياء .وهذا له تقيقح ذكرنأاه ف كتاب
15
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
إشارة
العارفون -بأعد العروج إل ساء القيقة -اتفقوا على أنأم ل يروا ف الوجود إل الواحد القح .لكن منهم من كان له هذه الال عرفانأا علمحيتتا ،ومنهتم متتن صتار لتته ذلتتك حتال ذوقيتا.
وانأتفت عنهم الكثرةا بأالكلية واسأتغرقوا بأالفردانأية الضة واسأتوفيت فيها عقولإم فصاروا كالبهوتي فيه ول يبتقح فيهتم متستع ل لتذكر غايت الت ول لتذكر أنأفستهم أيضتا .فلتم يكتن عنتدهم
إل الت ،فستكروا سأتكرا دفتع دونأته سأتلطان عقتولإم ،فقتال أحتدهم )ِأنأتا القح( وقتال الخأتر )ِسأتبحان متا أعظتم شتأن( وقتال آخأتر )ِما فت البتة إل الت( وكلما العشتاق فت حتال السكر
يطوىر ول يكى .فلمحا خأف عنهم سأكرهم وردوا إل سألطان العقتل التذي هتو ميتزان الت فت أرضته ،عرفتوا أن ذلتك لت يكتن حقيقتة التتاد بأتل شتبه التتاد مثتل قتول العاشتقح فت حال
فترط عشقه )ِأنأتا من أهتوىر ومتن أهتوىر أنأتا( ول يبعتد أن يفاجىء النأستان مترآةا فينظتر فيهتا ولت يتر الترآةا قط ،فيظتن أن الصتورةا التت رآهتا هتي صتورةا الترآةا متحتدةا با ،ويترىر المحتر فت
الزجاج فيظن أن المحر لون الزجاج .وإذا صار ذلك عنده مألوفا ورسأخ فيه قدمه اسأتغفر وقال:
)ِفنتتاء( بأتتل )ِفنتتاء الفنتتاء(:ي لنأتته فن ت عتتن نأفستته وفن ت عتتن فنتتائه ،ف تإنأه ليتتس يشتتعر بأنفستته ف ت تلتتك التتال ول يعتتدما شتتعوره
بأنفسه .ولو شعر بأعدما شعوره بأنفسته لكتان قتد شتعر بأنفسته .وتستمحى هتذه الالتة بأالضتافة إلت الستتغرق بأته بألستان التاز
اتادا أو بألسان القيقة توحيدا .ووراء هذه القائقح أيضا أسأرار يطول الوض فيها.
خاتمة
16
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
لعلك تشتهي أن تعرف وجه إضافة نأوره إل السمحوات والرض ،بأل وجه كونأه ف ذاته نأور السمحوات والرض ،فل
ينبغي أن يفى ذلك عليك بأعد أن عرفت أنأه النور ول نأور سأواه وأنأه كل النأوار ،وأنأه النور الكلي ،لن النور عبارةا
عمحا ينكشف بأه الشياء ،وأعلى منه ما ينكشف بأه وله ،وأعلى منه ما ينكشف بأه وله ومنه ،وأن القيقي منه ما
ينكشف بأه وله ،وأعلى منه ما ينكشف بأه وله ومنه ،وأن القيقي منه ما ينكشف بأه وله ومنه وليس فوقه نأور منه
اقتباسأه واسأتمحداده:ي بأل ذلك له ف ذاته من ذاته لذاته ل من غايه .ث عرفت أن هذا لن يتصف بأه إل النور الول.
ث عرفت أن السمحوات والرض مشحونأة نأورا من طبقت النور:ي اعن النسوب إل البصر والبصيةا:ي أي إل الس والعقل.
أما البصرىر فمحا نأشاهده ف السمحوات من الكواكب والشمحس والقمحر ،وما نأشاهده ف الرض من الشعة النبسطة على
كل ما على الرض حت ظهرت بأه اللوان الختلفة خأصوصا ف الربأيع ،وعلى كل حال ف اليوانأات والعادن وأصناف
الوجودات .ولولها ل يكن للملوان ظهور ،بأل وجود .ث سأائر ما يظهر للحس من الشكال والقادير يدرك تبعا للملوان
ول يتصور إدراكها إل بأواسأطتها.
وأما النأوار العقلية العنوية فالعال العلى مشحون با ،وهي جواهر اللئكة ،والعال السأفل مشحون با وهي الياةا
اليوانأية ث النأسانأية.
وبأالنور النأسان السفلي ظهر نأظاما عال السفل كمحا بأالنور اللكي ظهر نأظاما عال العلو .وهو العن بأقوله (ألنألشألهكم تملن
ض)ِ ،وقال:ي (إتسن جاتعنل ف ض لواسألتعلمحرهكم فيها)ِ وقال تعال:ي (لليسلتخلتلفنبتههم ف اللرض)ِ وقال:ي (لوليلعلهكم هخأللفاءل اللر ت
اللر ت
ل
ض لخأليلفة)ِ.اللر ت
فإذا )ِعرفت هذا عرفت أن العال بأأسأره مشحون بأالنأوار الظاهرةا البصرية والباطنة العقلية ،ث عرفت أن السفلية فائضة
بأعضها من بأعض فيضان النور من السراج وأن السراج هو الروح النبوي القدسأي ،وأن الرواح النبوية القدسأية مقتبسة من
الرواح العلوية اقتباس السراج من النور؛ وأن العلويات بأعضها مقتبسة من البعض ،وأن ترتيبها ترتيب مقامات .ث ترقى
جلتها إل نأور النأوار ومعدنأا ومنبعها الول؛ وأن ذلك هو ال تعال وحده ل شريك له ،وأن سأائر النأوار مستعارةا،
وإنا القيقي نأوره فقط؛ وأن الكل نأوره ،بأل هو الكل ،بأل ل هوية لغيه إل بأالاز .فإذن ل نأور إل نأوره ،وسأائر النأوار
أنأوار من الذي يليه ل من ذاته .فوجه كل ذي وجه إليه وموسل شطره:ي (فللأيلنمحا تهتلولسوا فلتثلبم لوجهه اللته)ِ فإذن ل إله ال هو:ي
فإن الله عبارةا عمحا الوجه موليه نوه بأالعبادةا والتأله:ي أعن وجوه القلوب فإنأا النأوار .بأل كمحا ل إله إل هو ،فل هو إل
هو:ي لن )ِهو( عبارةا عمحا إليه إشارةا كيفمحا كان ،ول إشارةا إل إليه .بأل كل ما أشرت إليه فهو بأالقيقة إشارةا عليه وإن
كنت ل تعرفه أنأت لغفلتك عن حقيقة القائقح الت ذكرنأاها .ول إشارىر إل نأور الشمحس بأل إل الشمحس .فكل ما ف
17
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
الوجود فنسبته إليه ف ظاهر الثال كنسبة النور إل الشمحس .فإذن )ِل إله إل ال( توحيد العواما ،و )ِل إله إل هو(
توحيد الواص ،لن هذا أت وأخأص وأشل وأحقح وأدق وأدخأل بأصاحبه ف الفردانأية الضة والوحدانأية الصرفة .ومنتهى
معراج اللئقح ملكة الفردانأية .وليس وراء ذلك مرقي:ي إذ التقي ل يتصور إل بأكثرةا:ي فإنأه نأوع إضافة يستدعى ما منه
الرتقاء وما إليه الرتقاء .وإذا ارتفعت الكثرةا حقت الوحدةا وبأطلت الضافات وطاحت الشارات ول يبقح علو وسأفل
ونأازل ومرتفع:ي واسأتحال التقي فاسأتحال العروج .فليس وراء العلى علو ،ول مع الوحدةا كثرةا ،ول مع انأتفاء الكثرةا
عروج ،فإن كان من تغي حال .فالنزول إل ساء الدنأيا:ي أعن بأالشراف من علو إل سأفل لن العلى له أسأفل وليس
له أعلى .فهذه هي غااية الغايات ومنتهى الطلبات:ي يعلمحه من يعلمحه وينكره من يهله .وهو من العلم الذي هو كهيئة
الكنون الذي ل يعلمحه إل العلمحاء بأال .فإذا نأطقوا بأه ل ينكره إل أهل الغرةا بأال .ول يبعد أن قال العلمحاء إن النزول
إل السمحاء الدنأيا هو نأزول ملك:ي فقد توهم العلمحاء ما هو أبأعد منه؛ إذ قال هذا الستغرق بأالفردانأية أيضا له نأزول إل
السمحاء الدنأيا:ي فإن 1ذلك هو نأزوله إل اسأتعمحال الواس أو تريك العضاء .وإليه الشارةا بأقوله )ِصرت سعه الذي
يسمحع بأه وبأصره الذي يبصر بأه ولسانأه الذي ينطقح بأه( فإذا كان هو سعه وبأصره ولسانأه ،فهو السامع والباصر والناطقح
إذن ل غايه؛ وإليه الشارةا بأقوله:ي )ِمرضت فلم تعدن( الديث.
فحركات هذا الوحد من السمحاء الدنأيا وإحساسأاته كالسمحع والبصر من ساء فوقه ،وعقله فوق ذلك .وهو يتقي من
ساء العقل إل منتهى معراج اللئقح .وملكة الفردانأية تاما سأبع طبقات ث بأعده يستوي على عرش الوحدانأية ،ومنه يدبأر
المر لطبقات سواته.
فربا نأظر الناظر إليه فأطلقح القول بأأن ال خألقح آدما على صورةا الرحن ،إل أن يعن النظر فيعلم أن ذلك تأويل كقول
القائل )ِأنأا القح( و )ِسأبحان( بأل كقوله لوسأى عليه السلما:ي )ِمرضت فلم تعدن( و )ِكنت سعه وبأصره ولسانأه( وأرىر
الن قبض البيان فمحا أراك تطيقح من هذا القدر أكثر من هذا القدرِ) .مساعدةا( لعلك ل تسمحو إل هذا الكلما بمحتك،
بأل تقصر دون ذروته هتك ،فخذ إليك كلما أقرب إل فهمحك وأوفقح لضعفك.
واعلتتم أن معنت كتونأه نأتتور الستتمحوات والرض تعرفتته بأالنستتبة إلت النتتور الظتتاهر البصتتري .فتتإذا رأيتتت أنأتوار الربأيتتع وخأضترته
مثل فت ضتتياء النهتتار فلستتت تشتتك فت أنأتتك تتترىر اللتوان .وربتتا ظننتتت أنأتتك لستتت تتترىر متتع اللتوان غايهتتا ،فإنأتتك تقتتول
لستتت أرىر متتع الض ترةا غاي ت الض ترةا .ولقتتد أصتتر علتتى هتتذا ق توما فزعمح توا أن النتتور ل معن ت لتته ،وأنأتته ليتتس متتع الل توان غاي ت
18
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
اللتوان ،فتأنأكروا وجتتود النتتور متتع أنأتته أظهتتر الشتتياء ،وكيتتف ل وبأتته تظهتتر الشتتياء ،وهتتو التتذي يبصتتر فت نأفستته ويبصتتر بأتته
غايه كمحتتا سأتتبقح .لكتتن عنتتد غاتتروب الشتتمحس وغايبتتة الس تراج ووقتتوع الظتتل أدرك توا تفرقتتة ضتترورية بأيت متتل الظتتل وبأيت موقتتع
الضياء فاعتفوا بأأن النور معن وراء اللوان يدرك مع اللوان حت كأنأه لشدةا انلئه ل يدرك ،ولشدةا ظهوره يفتتى .وقتتد
يكت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتون الظهت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتور سأت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتبب الفت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتاء .والشت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتيء إذا جت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتاوز حت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتده انأعكت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتس علت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتي ضت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتده.
فإذا عرفت هذا فاعلم أن أربأاب البصائر متتا رأوا شتتيئا إل رأوا الت معتته .وربتتا زاد علتتى هتتذا بأعضتتهم فقتال )ِمتتا رأيتت شتتيئا
إل رأيت ال قبله( لن منهم من يرىر الشياء بأه ومنهم من يرىر الشياء فياه بأالشياء .وإل الول الشتتارةا بأقتوله تعتتال:ي
ك ألنأستهه لعلتتى هك تلل شتتيءء لشتتهيند)ِ؛ وعلتتى الثتتان الشتتارةا بأق توله تعتتال:ي (لسأ تنهريتهم لآياتتنتتا ف ت اللفتتاتق)ِ فتتاللول (ألولل ت يك ت ت
ف بأتلربألت ل ل ل
صتتاحب مشتتاهدةا ،والثتتان صتتاحب السأتتتدلل عليتته ،والول درجتتة الصتتديقي ،والثتتان درجتتة العلمحتتاء الراسأتتخي ،وليتتس
وإذ قد عرفت هذا فاعلم أنأه كمحا ظهر كل شيء للبصر بأالنور الظتاهر ،فقتتد ظهتر كتتل شتيء للبصتيةا الباطنتة بأتال .فهتو
مع كل شيء ل يفارقه ث يظهر كل شيء ،كمحا أن النور مع كل شيء وبأه يظهر .ولكتن بأقتى هتا هنتا تفتاوت:ي وهتو أن
النور الظاهر يتصور أن يغيب بأغروب الشمحس ويجب حت يظهر الظل ،وأما النور اللإي الذي بأتته يظهتتر كتل شتتيء ،ل
يتصتور غايبتته بأتل يستتحيل تغيه .فيبقتى متع الشتياء دائمحتا ،فتانأقطع طريتقح السأتتدلل بأالتفرقتة .ولتو تصتور غايبتته لنأتدت
19
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
الستتمحوات والرض ،ولدرك بأتته متتن التفرقتتة متتا يضتتطر معتته إل ت العرفتتة بتتا بأتته ظهتترت الشتتياء .ولكتتن لتتا تستتاوت الشتتياء
كلهتتا علتتى نتتط واحتتد فت الشتتهادةا علتتى وحدانأيتتة خأالقهتتا ارتفتتع التفريتتقح وخأفتتي الطريتتقح:ي إذ الطريتتقح الظتتاهر معرفتتة الشتتياء
بأالضتتداد فمحتتا ل ضتتد لتته ول تغي ت لتته تتش تابأه الح توال ف ت الشتتهادةا لتته .فل يبعتتد أن يفتتى ويكتتون خأفتتاؤه لشتتدةا جلئتته
والغفلة عنه لشتراق ضتيائه .فستبحان متن اخأتفتى عتن اللقح لشتدةا ظهتوره ،واحتجتب عنهتم لشتراق نأتوره .وربتا لت يفهتم
أيضا كنه هذا الكلما بأعض القاصترين ،فيفهتم متن قولنتا )ِإن الت متع كتل شتيء كتالنور متع الشتياء )ِأنأته ف كتل مكتان؛
تعتال وتقتدس عتن النستبة إلت الكتان .بأتل لعتل البأعتد عتن إثاتارةا هتذا اليتال أن نأقتول إنأته قبتل كتل شتيء؛ وإنأته فتوق كتل
شتتيء؛ وإنأتته مظهتتر كتتل شتتيء .والظهتتر ل يفتتارق الظهتتر فت معرفتتة صتتاحب البصتيةا فهتتو التتذي نأعنت بأقولنتتا عنتته متتع كتتل
شتيء .ثت ل يفتى عليتك أيضتا أن الظهتر وفتوقه متع أنأته معته بأتوجه:ي لكنته معته بأتوجه وقبلته بأتوجه.فل تظنتن أنأته متنتاقض،
واعتتتب بأالسوسأ تتات ال تتت هتتي درجتتتك فت ت العرفتتان؛ وانأظ تتر كي تتف تك تتون حركتتة اليتتد متتع حركتتة ظتتل اليتتد وقبلهتتا أيضتتا.
ومن ل يتسع صدره لعرفة هذا فليهجر هذا النمحط من العلم ،فلكل علم رجال؛ وكل ميسر لا خألقح له.
الفصل الثانأي
20
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
ومعرفة هذا يستعدي تقدي قطبي يتسع الال فيهمحا إل غاي حد مدود .لكن أشي إليهمحا بأتالرمز والخأتصتتار:ي أحتدها
فت بأيتتان سأتتر التمحثيتتل ومنهتتاجه ووجتته ضتتبط أرواح العتتان بأقتوالب المثلتتة ،ووجتته كيفيتتة الناسأتتبة بأينهتتا ،وكيفيتتة الوازنأتتة بأيت
عت ت ت ت تتال الشت ت ت ت تتهادةا الت ت ت ت تتت منهت ت ت ت تتا تتخت ت ت ت تتذ طينت ت ت ت تتة المثت ت ت ت تتال ،وعت ت ت ت تتال اللكت ت ت ت تتوت الت ت ت ت تتذي منت ت ت ت تته تست ت ت ت تتتنزل أرواح العت ت ت ت تتان.
والثان ف طبقات أرواح الطينة البشرية ومراتب أنأوارها؛ فتإن هتذا الثتال مستوق لبيتان ذلتك؛ إذ قترأ ابأتن مستعود )ِمثتل نأتوره
ف قلب الؤمن كمحشكاةا( وقرأ أب بأن كعب:ي )ِمثل نأور قلب من آمن(.
اعلم أن العال عالان:ي روحان وجسمحان:ي وإن شئت قلت:ي حسي وعقلي؛ وإن شئت علوي وسأفلي .والكل متقارب،
وإنا تتلف بأاخأتلف العتبارات:ي فإذا اعتبتمحا ف أنأفسهمحا قلت جسمحان وروحان ،وإن اعتبتمحا بأالضافة إل العي
الدركة لإمحا قلت حسي وعقلي .وإن اعتبتمحا بأإضافة أحدها إل الخأر قلت علوي وسأفلى .وربا سيت أحدها عال
اللك والشهادةا والخأر عال الغيب واللكوت .ومن نأظر إل القائقح من اللفاظ ربا تي عند كثرةا اللفاظ وتيل كثرةا
العان .والذي تنكشف له القائقح يعل العان أصل واللفاظ تابأعا .وأمر الضعيف بأالعكس؛ إذ يطلب القائقح من
اللفاظ .وإل الفريقي الشارةا بأقوله تعال:ي (ألفللمحن ليشي همتكبساى لعلى لوجتهته لأهدىر لأما لمن ليشي لسأوياى لعلى تصراءط
لمسلتقيم(.
وإذ قد عرفت معن العالي فاعلم أن العال اللكوت عال غايب؛ إذ هو غاائب عن الكثرين .والعال السي عال شهادةا
إذ يشهده الكافة .والعال السي مرقاةا إل العقل .فلو ل يكن بأينهمحا اتصال ومناسأبة لنأسد طريقح التقي إليه .ولو تعذر
21
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
ذلك لتعذر السفر إل حضرةا الربأوبأية والقرب من ال تعال .فلم يقرب من ال تعال أحد ما ل يطأ ببوحة حظيةا
القدس.
والعال الرتفع عن إدراك الس واليال هو الذي نأعنيه بأعال القدس .فإذا اعتبنأا جلته بيث ل يرج منه شيء ول
يدخأل فيه ما هو غاريب منه سيناه حظيةا القدس .وربا سينا الروح البشري الذي هو مرىر لوائح القدس )ِالوادي
القدس( .ث هذه الظيةا فيها حظائر بأعضها أشد إمعانأا ف معان القدس .ولكن لفظ الظيةا ييط بمحيع طبقاتا .فل
تظنن أن هذه اللفاظ طامات غاي معقولة عند أربأاب البصائر .واشتغال الن بأشرح كل لفظ مع ذكره يصدن عن
القصد .فعليك التشمحي لفهم هذه اللفاظ فأرجع إل الغرض وأقول:ي لا كان عال الشهادةا مرقاةا إل عال اللكوت،
وكان سألوك الصراط الستقيم عبارةا عن هذا التقي؛ وقد يعب عنه بأالدين وبنازل الإدىر -فلو ل يكن بأينهمحا مناسأبة
واتصال لا تصور التقي من أحدها إل الخأر -جعلت الرحة اللإية عال الشهادةا على موازنأة عال اللكوت:ي فمحا من
شيء من هذا العال إل وهو مثال لشيء من ذلك العال .وربا كان الشيء الواحد مثال لشياء من عال اللكوت .وربا
كان للشيء الواحد من اللكوت أمثلة كثيةا من عال الشهادةا .وإنا يكون مثال إذا ماثاله نأوعا من المحاثالة ،وطابأقه نأوعا
من الطابأقة .وإحصاء تلك المثلة يستدعي اسأتقصاء جيع موجودات العالي بأأسأرها ،ولن تفي بأه القوةا البشرية وما
اتسع لفهمحه القوةا البشرية .فل تفي بأشرحه العمحار القصيةا .فغايت أن أعرفك منها أنوذجا لتستدل بأاليسي منها على
الكثي ،وينفتح لك بأاب السأتعبار بذا النمحط من السأرار فأقول:ي إن كان ف عال اللكوت جواهر نأورانأية شريفة عالية
يعب عنها بأاللئكة ،منها تفيض النأوار على الرواح البشرية ،ولجلها قد تسمحى أربأابأا ،ويكون ال تعال رب الربأاب
ىر أن يكون مثالإا من عال الشهادةا الشمحس والقمحر والكواكب. لذلك ،ويكون لإا مراتب ف نأورانأيتها متفاوتة ،فبالر س
والسالك للطريقح أول ينتهي إل ما درجته درجة الكواكب فيتضح له إشراق نأوره وينكشف له أن العال السأفل بأأسأره
تت سألطانأه وتت إشراق نأوره؛ ويتضح له من جاله وعلو درجته ما يبادر فيقول:ي )ِهذا رب( ث إذا اتضح له ما فوقه
ما رتبته رتبة القمحر ،رأىر دخأول الول ف مغرب الإوىر بأالضافة إل ما فوقه فقال:ي )ِل أحب الفلي( وكذلك يتقى
حت ينتهي إل ما مثاله الشمحس فياه أكب وأعلى ،فياه قابأل للمحثال بأنوع مناسأبة له معه .والناسأبة مع ذي النقص
ت ت
ض لحنيفىا)ِ ومعن )ِالذي( إشارةا مبهمحة ل ت لوجتهلي لبلذي فلطللر اللسلمحوات لواللر ل
نأقص وأفول أيضا .فمحنه يقول:ي (لولجه ه
مناسأبة لإا:ي إذ لو قال قائل ما مثال مفهوما )ِالذي( ل يتصور أن ياب عنه .فالتنزه عن كل مناسأبة هو الول القح.
ولذلك لا قال بأعض العراب لرسأول ال صلى ال عليه وسألم:ي )ِما نأسب الله?( نأزل ف جوابأه (هقل ههلو اللهه أللحند .اللهه
بصلمحهد .لل يلتلد لولل يوللد( إل آخأرها ،معناه أن التقدس والتنزه عن النسبة نأسبته .ولذلك لا قال فرعون لوسأى:ي (لوما لر ل ال ل
22
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
تب السمحوا ت
ي)ِ كالطالب لاهيته ل يب إل بأتعريفه بأأفعاله ،إذ كانأت الفعال أظهر عند السائل فقال:ي (بر ل ل ل العاللمح ل
ض)ِ ،فقال فرعون لن حوله (لأل لتسلمحعولن)ِ كالنكر عليه ف عدوله ف جوابأه عن طلب الاهية ،فقال موسأى:ي (لربأههكم لواللر ت
ي)ِ فنسبه فرعون إل النون إذ كان مطلبه الثال والاهية؛ وهو ييب عن الفعال ،فقال:ي (إتبن ور ل ت
ب آبأائهكهم اللول ل لل
لرسأولهكهم ابلذي هأرتسألل إتلليهكم للمحجنونن)ِ.
ولنرجع إل النوذج فنقول علم )ِالتعبي( يعرفك منهاج ضرب الثال؛ لن الرؤيا جزء من النبوةا .أما ترىر أن الشمحس ف
الرؤيا تعبيها السلطان ،لا بأينهمحا من الشاركة والمحاثالة ف معن روحان -وهو السأتعلء على الكافة مع فيضان الثاار
على المحيع .والقمحر تعبيه الوزير لفاضة الشمحس نأورها بأواسأطة القمحر على العال عند غايبتها كمحا يفيض السلطان أنأواره
بأواسأطة الوزير على من يغيب عن حضرةا السلطان .وأن من يرىر أنأه ف يده خأات يتم بأه أفواه الرجال وفروج النساء
فتعبيه أنأه مؤذن يؤذن قبل الصبح ف رمضان .وأن من يرىر أنأه يصب الزيت ف الزيتون فتعبيه أن تته جارية هي أمه
وهو ل يعرف .واسأتقصاء أبأواب التعبي يزيك أنأسا بذا النس ،فل يكنن الشتغال بأعدها:ي بأل أقول:ي كمحا أن ف
الوجودات العالية الروحانأية ما مثاله الشمحس والقمحر والكواكب ،فكذلك فيها ما له أمثلة أخأرىر إذا اعتبت منه أوصاف
هأخأر سأوىر النورانأية.
فإن كان ف تلك الوجودات ما هو ثاابأت ل يتغي وعظيم ل يستصغر ،ومنه ينفجر إل أودية القلوب البشرية مياه
العارف ونأفائس الكاشفات فمحثاله )ِالطور(؛ وإن كان ث موجودات تتلقى تلك النفائس بأعضهم أول من بأعض فمحثالإا
الوادي .وإن كانأت تلك النفائس بأعد اتصالإا بأالقلوب البشرية تري من قلب إل قلب ،فهذه القلوب أيضا أودية.
ىر أن ومفتتح الوادي قلوب النأبياء ث العلمحاء ث من بأعدهم .فإن كانأت هذه الودية دون الول وعنها تغتف ،فبالر س
يكون الول هو الوادي الين لكثرةا ينه وعلو درجته .وإن كان الوادي الدون يتلقى من آخأر درجات الوادي الين
فمحغتفه شاطىء الوادي الين دون لته ومبدئه .وإن كان روح النب سأراجا منيا ،وكان ذلك الروح مقتبسا بأواسأطة
ك روحاى تمن لأمترنأا)ِ فمحا منه القتباس مثاله النار ،وإن كان التلقنون من النأبياء بأعضهم على وحي كمحا قال:ي (لأوحينا تإلي ل
مض التقليد لا سعه ،وبأعضهم على حظ من البصيةا ،فمحثال حظ القلد الب ،ومثال حظ الستبصر الذوةا والقبس
والشهاب .فإن صاحب الذوق مشارك للنب ف بأعض الحوال .ومثال تلك الشاركة الصطلء .وإنا يصطلي بأالنار من
معه النار ،ل من يسمحع خأبها .وإن كان أول منزل النأبياء التقي إل العال القدس عن كدورةا الس واليال ،فمحثال
ذلك النزل الوادي القدس.
وإن كان ل يكن وطء ذلك الوادي القدس إل بأاطراح الكونأي -أعن الدنأيا والخأرةا -والتوجه إل الواحد القح ،ولن
23
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
الدنأيا والخأرةا متقابألتان متحاذيتان وها عارضان للجوهر النوران البشري يكن اطراحهمحا مرةا والتلبس بمحا أخأرىر،
فمحثال اطراحهمحا عند الحراما للتوجه إل كعبة القدس خألع النعلي .بأل نأتقي إل حضرةا الربأوبأية مرةا أخأرىر ونأقول:ي
إن كان ف تلك الضرةا شيء بأواسأطته تنتقش العلوما الفصتتلة فت التواهر القابألتة لإتا فمحثتاله )ِالقلتم( .وإن كتان فت تلتك
الواهر القابألة ما بأعضها سأابأقح إل التلقي ،ومنها تنتقتل إلت غايهتا ،فمحثالإتا )ِاللتوح الفتوظ( و )ِالترق النشتور( .وإن كتان
فتتوق النتتاقش للعل توما شتتيء هتتو مستتخر فمحثتتاله )ِاليتتد( وإن كتتان لإتتذه الض ترةا الشتتتمحلة علتتى اليتتد واللتتوح والقلتتم والكتتتاب
ترتيب منظوما فمحثاله )ِالصورةا( وإن كان يوجتد للصتورةا النأستية نأتوع ترتيتب علتى هتذه الشتاكلة ،فهتي علتى صتورةا الرحتن.
وفرق بأي أن يقال )ِعلى صورةا الرحن( وبأي أن يقال )ِعلى صورةا ال( لن الرحة اللإية هتتي التتت صتتورت الضترةا اللإيتتة
ث أنأعم على آدما فأعطاه صورةا متصرةا جامعة لمحيع أصناف ما ف العال حت كأنأه كتل متا فت العتال أو هتو نأستخة متن
العتتال متصترةا .وصتتورةا آدما -أعنت هتتذه الصتتورةا -مكتوبأتتة بتتط التت .فهتتو التتط اللإتتي التتذي ليتتس بأرقتتم حتتروف ،إذ تنتتزه
خأطه عن أن يكون رقمحا وحروفتتا كمحتتا تنتزه كلمتته عتتن أن يكتون صتوتا وحرفتا ،وقلمحتته عتن أن يكتتون خأشتبا وقصتبا ،ويتتده
عتتن أن تكتتون لمحتتا وعظمحتتا .ولتتول هتتذه الرحتتة لعجتتز الدمتتي عتتن معرفتتة ربأتته:ي إذ ل يعتترف ربأتته إل متتن عتترف نأفستته .فلمحتا
كان هتذا متن آثاتار الرحتة صتار علتى صتورةا الرحتن ل علتى صتورةا الت:ي فتإن حضترةا اللإيتة غايت حضترةا الرحتة وغايت حضترةا
24
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
ب النتتاتس ،ملتت ت
ك النتتاتس ،إتلتته اللتتك وغاي ت حض ترةا الربأوبأيتتة .ولتتذلك أمتتر بأالعيتتاذ بمحيتتع هتتذه الض ترات فقتتال:ي (قتهتل ألعتتوذه بأتتلر ل
ل
النتتاتس)ِ ولتتول هتتذا العنت ت لكتتان ينبغتتي أن يقتتول علتتى صتتورته واللفتتظ الت توارد فت ت التتديث الصتتحيح علتتى صتتورةا الرحتتن.
ولن تييز حضرةا اللك عن اللإية والربأوبأية يستدعي شرحا طويل فلنتجاوزه ،ويكفيك من النوذج هذا القتتدر ،فتتإن هتتذا
بر ل سأاحل له .فإن وجدت ف نأفسك نأفورا عن هتذه المثتال فتآن قلبتك بأقتوله تعتال:ي (ألنأتلزلل تمتلن اللستمحاتء متاءى فلستاللت
لأوتديلةن بأتلقلدترها)ِ الية ،وأنأه كيف ورد ف التفسي أن الاء هو العرفة والقرآن والودية القلوب.
خاتمة وأاعتذار
ل تظنن من هذا النوذج وطريقح ضرب الثال رخأصة من ف رفع الظاهر واعتقادا ف إبأطالإا حت أقول مثل ل يكن مع
موسأى نأعلن ،ول يسمحع الطاب بأقوله:ي )ِاخألع نأعليك( حاش ل فإن إبأطال الظواهر رأىر الباطنية الذين نأظروا بأالعي
العوراء إل أحد العالي ول يعرفوا الوازنأة بأي العالي ،ول يفهمحوا وجهه .كمحا أن إبأطال السأرار مذهب الشوية.
فالذي يرد الظاهر حشوىر ،والذي يرد الباطن بأاطن .والذي يمحع بأينهمحا كامل .ولذلك قال عليه السلما:ي )ِللقرآن
ظاهر وبأاطن وحند ومطلع( وربا نأقل هذا عن علسى موقوفا عليه .بأل أقول فهم موسأى من المر بلع النعلي اطراح
الكونأي فامتثل المر ظاهرا بلع نأعليه ،وبأاطنا بأاطراح العالي .وهذا هو )ِالعتبار( أي العبور من الشيء إل غايه ،ومن
الظاهر إل السر .وفرق بأي من يسمحع قول رسأول ال صلى ال عليه وسألم:ي )ِل يدخأل اللئكة بأيتا فيه كلب( فيقتن
الكلب ف البيت ويقول ليس الظاهر مرادا ،بأل الراد تلية بأيت القلب عن كلب الغضب لنأه ينع العرفة الت هي من
أنأوار اللئكة:ي إذا الغضب غاول العقل ،وبأي من يتثل المر ف الظاهر ث يقول:ي الكلب ليس كلبا لصورته بأل لعناه-
وهو السبعية والضراوةا -وإذا كان حفظ البيت الذي هو مقر الشخص والبدن واجبا عن صورةا الكلب ،فبأن يب
حفظ بأيت القلب -وهو مقر الوهر القيقي الاص -عن شر الكلبية أول .فأنأا أجع بأي الظاهر والسر جيعا ،فهذا
هو الكامل:ي وهو العن بأقولإم )ِالكامل من ل يطفىء نأور معرفته نأور ورعه( ولذلك ترىر الكامل ل تسمحح نأفسه بأتك
25
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
حد من حدود الشرع مع كمحال البصيةا .وهذه مغلطة منها وقع بأعض السالكي إل البأاحة وطى بأساط الحكاما
ظاهرا ،حت أنأه ربا ترك أحدهم الصلةا وزعم أنأه دائمحا ف الصلةا بأسره .وهذا سأوىر مغلطة المحقى من البأاحية الذين
مأخأذهم ترهات كقول بأعضهم )ِإن ال غان عن عمحلنا( وقول بأعضهم إن الباطن مشحون بأالبائث ليس يكن تزكيته
ول يطمحع ف اسأتئصال الغضب والشهوةا لظنه أنأه مأمور بأاسأتئصالإا:ي وهذه حاقات.
له ببتل الغترور .وأرجتع إلت حتديث النعليت فتأقول:ي
فأمتا متا ذكرنأتتاه فهتتو كبتوةا جتواد وهفتوةا سأتالك حستتده الشتتيطان فتد س
ظاهر خألع النعلي منبه على ترك الكتونأي .فالثتال فت الظتاهر حقح وأداؤه إلت الستر البتاطن حقيقتة .وأهتل هتذا التنتبيه هتم
التتذين بألغتوا درجتتة الزجاجتتة كمحتتا سأتتيأت معنت الزجاجتتة؛ لن اليتتال التتذي متتن طينتتته يتختتذ الثتتال صتتلب كتتثيف يجتتب
السأرار ويول بأينك وبأي النأوار؛ ولكن إذا صفا حت صار كالزجاج الصتاف غايت حائتتل عتن النأتوار ،بأتتل صتار متع ذلتك
مؤديت ت تتا للمنأت ت توار ،بأت ت تتل صت ت تتار مت ت تتع ذلت ت تتك حافظت ت تتا للمنأت ت توار عت ت تتن النأطفت ت تتاء بأعواصت ت تتف الريت ت تتاح .وسأت ت تتتأتيك قصت ت تتة الزجاجت ت تتة.
فاعلم أن العال الكثيف اليال السفلي صار ف حقح النأبياء زجاجة ومشكاةا للمنأوار ومصفاةا للمسأرار ،ومرقتتاةا إلت العتتال
العلى .وبذا يعرف أن الثال الظاهر حقح ووراءه سأر .وقس على هذا )ِالطور( و )ِالنار( وغايها.
دقيقة
إذا قال الرسأول عليه السلما:ي )ِرأيت عبد الرحن بأن عوف يدخأل النة حبوا( فل تظنن أنأه ل يشاهده بأالبصتتر كتتذلك،
بأل رآه ف يقظته كمحا يراه النائم ف نأومه؛ وإن كان عبد الرحن مثل نأائمحتا ف بأيتته بأشخصته ،فتإن النتوما إنتا أثاتر ف أمثتال
26
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
هتتذه الشتتاهدات لقهتتره سأتتلطان ال تواس عتتن النتتور البتتاطن اللإتتي ،فتتإن ال تواس شتتاغالة لتته وجاذبأتتة إيتتاه إل ت عتتال التتس،
وصارفة وجهه عن عال الغيب واللكوت .وبأعض النأوار النبوية قد يستعلي ويستول بيتث ل تستتجره التواس إلت عالهتا
ول تشتتغله ،فيشتتاهد فت اليقظتتة متتا يشتتاهد غايه فت النتتاما .ولكنتته إذا كتتان فت غاايتتة الكمحتتال لت يقتصتتر إدراكتته علتتى متتض
الصتتورةا البصترةا ،بأتتل عتتب منهتتا إلت الستتر فانأكشتتف لتته أن اليتتان جتتاذب إلت العتتال التتذي يعتتب عنتته بأالنتتة؛ والغنت والتتثروةا
جاذب إل الياةا الاضرةا وهي العال السأفل .فإن كان الاذب إل أشغال الدنأيا أقتتوىر أو مقاومتتا للجتتاذب الخأتتر صتتد
عن السي إل النة .وإن كان جاذب اليان أقتوىر أورث عسترا وبأطئتا ف سأتيه؛ فيكتون مثتاله متن عتال الشتهادةا )ِالبتو(
فكتتذلك تتجلتتى لتته أنأ توار السأ ترار متتن وراء زجاجتتات اليتتال .ولتتذلك ل يقتصتتر ف ت حكمحتته علتتى عبتتد الرحتتن وإن كتتان
إبأصاره مقصورا عليه ،بأل يكم بأه على كل من قويت بأصيته واسأتحكم إيانأه ،وكثرت ثاروته كثرةا تزاحم اليتتان لكتتن ل
فهذا يعرفك كيفية إبأصار النأبياء الصورةا وكيفية مشتتاهدتم العتتان متتن وراء الصتتور .والغالتتب أن يكتتون العنت سأتابأقا إلت
الشاهدةا الباطنة ث يشرق منها على الروح اليال فينطبع اليال بأصورةا موازنأة للمحعن ماكيتتة لتته .وهتتذا النمحتتط متتن التتوحي
فت اليقظتتة يفتقتتر إلت التأويتتل ،كمحتتا أنأتته فت النتوما يفتقتتر إلت التعتتبي .والواقتتع منتته فت النتوما نأستتبته إلت التواص النبويتتة نأستتبة
27
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
الواحتتد إلت سأتتتة وأربأعيتت .والواقتتع فت اليقظتتة نأستتبته أعظتتم متتن ذلتتك .وأظتتن أن نأستتبته إليتته نأستتبة الواحتتد إلت الثلثاتتة .فتتإن
الذي انأكشف لنا من الواص النبوية ينحصر شعبها ف ثالثاة أجناس ،وهذا واحد من تلك الجناس الثلثاة.
القطب الثانأي
فالول منها الروح الساس وهو الذي يتلقى ما تورده الواس المحس ،وكأنأه أصل الروح اليوان وأوله ،إذ بأه يصي
اليوان حيوانأا .وهو موجود للصب الرضيع.
الثان الروح اليال ،وهو الذي يستثبت ما أورده الواس ويفظه مزونأا عنده ليعرضه على الروح العقلي الذي فوقه عند
الاجة إليه .وهذا ل يوجد للصب الرضيع ف بأداية نأشوئه:ي ولذلك يولع بأالشيء ليأخأذه ،فإذا غااب عنه ينساه ول تنازعه
نأفسه إليه إل أن يكب قليل فيصي بيث إذا هغايب عنه بأكى وطلب ذلك لبقاء صورته مفوظة ف خأياله .وهذا قد يوجد
لبعض اليوانأات دون بأعض ،ول يوجد للفراش التهافت على النار لنأه يقصد النار لشغفه بأضياء النهار:ي فيظن أن
السراج كوةا مفتوحة إل موضع الضياء فيلقي نأفسه عليه فيتأذىر بأه .لكنه إذا جاوزه وحصل ف الظلمحة عاوده مرةا بأعد
مرةا .ولو كان له الروح الافظ الستثبت لا أداه الس إليه من الل لا عاوده بأعد أن تضرر مرةا بأه فالكلب إذا ضرب
مرةا بشبة ،فإذا رأىر الشبة بأعد ذلك من بأعد هرب.
الثتتالث التتروح العقلتتي التتذي بأتته تتتدرك العتتان الارجتتة عتتن التتس واليتتال ،وهتتو التتوهر النأستتي التتاص ،ول يوجتتد ل
للبهت تتائم ول للصت تتبيان .ومت تتدركاته العت تتارف الضت تترورية الكليت تتة كمحت تتا ذكرنأت تتاه عنت تتد ترجيت تتح نأت تتور العقت تتل علت تتى نأت تتور العيت تت.
28
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
الرابأتتع التتروح الفكتتري ،وهتتو التتذي يأخأتتذ العل توما العقليتتة الضتتة فيوقتتع بأينهتتا تأليفتتات وازدواجتتات ويستتتنتج منهتتا معتتارف
شريفة .ث إذا اسأتفاد نأتيجتتي مثل ،ألتف بأينهمحتتا مترةا أخأترةا واسأتتتفاد نأتيجتتة أخأترىر .ول يتزال يتزايتد كتتذلك إلت غايت نأايتة.
الامس الروح القدسأتي النبتتوي التذي يتتص بأته النأبيتاء وبأعتض الوليتاء ،وفيته تتجلتى لوائتح الغيتب وأحكتاما الخأترةا وجلتة
من معارف ملكتتوت الستتمحوات والرض ،بأتتل متن العتتارف الربأانأيتة التت يقصتتر دونأتا التتروح العقلتي والفكتري .وإليتته الشتارةا
الية .فل يبعد أيها العاكف ف عال العقل أن يكون وراء العقل طور آخأر يظهر فيه ما ل يظهر ف العقل ،كمحا ل يبعتتد
كت ت تتون العقت ت تتل طت ت تتورا وراء التمحييت ت تتز والحست ت تتاس تنكشت ت تتف فيت ت تته غارائت ت تتب وعجت ت تتائب يقصت ت تتر عنهت ت تتا الحست ت تتاس والتمحييت ت تتز.
ول تعل أقصتى الكمحتال وقفتا علتى نأفستك .وإن أردت مثتال متا نأشتاهده متن جلتة خأتواص بأعتض البشتر فتانأظر إلت ذوق
الشعر كيف يتص بأه قوما من الناس وهو نأوع إحساس وإدراك ،ويرما عنه بأعضهم حت ل تتمحيز عندهم اللتتان الوزونأتتة
م تتن النزحف تتة .وانأظ تتر كي تتف عظمح تتت قت توةا ال تتذوق فت ت طائف تتة ح تتت اسأ تتتخرجوا ب تتا الوسأ تتيقى والغا تتان والوت تتار وص تتنوف
الدسأتانأات الت منها الزن ومنها الطرب ومنها النوما ومنها الضتحك ومنهتا النتن ومنهتا القاتتل ،ومنهتا التوجب للغشتى.
وإنا تقوىر هذه الثاار فيمحن له أصل الذوق .وأما العاطل عن خأاصية الذوق فيشارك ف ساع الصوت وتضتعف فيتته هتتذه
الثاار ،وهو يتعجب من صاحب الوجد والشغى .ولو اجتمحع العقلء كلهم متن أربأتاب التذوق علتى تفهيمحته معنت التذوق
29
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
فهتتذا مثتتال فت أمتتر خأستتيس لكنتته قريتتب إلت فهمحتتك .فقتتس بأتته التتذوق التتاص النبتتوي واجتهتتد أن تصتتي متتن أهتتل التتذوق
بأشيء من ذلك الروح:ي فإن للمولياء منه حظا وافرا .فإن ل تقدر فاجتهد أن تصي بأالقيسة الت ذكرنأاهتتا والتنبيهتتات التتت
رمزنأا إليهتا متن أهتل العلتم با .فتإن لت تقتدر فل أقتل متن أن تكتون متن أهتل اليتان بتا:ي و (ليرفلتهع اللتهه البتذيلن آللمنتوا تمننكتم
لوالبتلذيلن هأوتتوا العتلتلم لدلرجتتاءت)ِ .والعلتتم فتتوق اليتتان ،والتتذوق فتتوق العلتتم .فالتتذوق وجتتدان والعلتتم قيتتاس واليتتان قبتتول متترد
بأالتقليت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتد .وحست ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتن الظت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتن بأأهت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتل الوجت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتدان أو بأأهت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتل العرفت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتان.
فتتإذا عرفتتت هتتذه الرواح المحستتة فتتاعلم أنأتتا بمحلتهتتا أنأتوار لنأتتا تظهتتر أصتتناف الوجتتودات ،والستتى واليتتال منهتتا ،وإن
كتتان يشتتارك البهتتائم فت جنستتها ،لكتتن التتذي للنأستتان منتته نتتط آخأتتر أشتترف وأعلتتى؛ وخألتتقح النأستتان لجتتل غاتترض أجتتل
وأستتى .أمتتا اليوانأتتات فلتتم يلتتقح ذلتتك لإتتا إل ليكتتون آلتهتتا ف ت طلتتب غاتتذائها ف ت تستتخيها للدمتتي .وإنتتا خألتتقح للمدمتتي
ليكتتون شتتبكة لتته يقتنتتص بتتا متتن العتتال السأتتفل مبتتادىرء العتتارف الدينيتتة الش تريفة .إذ النأستتان إذا أدرك بأتتالس شخصتتا
معينا اقتبس عقله منه معن عاما مطلقا كمحا ذكرنأا ف مثال حبو عبد الرحن بأن عوف .وإذا عرفت هتتذه الرواح المحستتة
30
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
اعلم أن القول ف موازنأة هذه الرواح المحسة للمحشكاةا والزجاجة والصباح والشجرةا والزيت يكن تطويله ،لكن أوجزه
وأقتصر على التنبيه على طريقه فأقول:ي أما الروح الساس فإذا نأظرت إل خأاصيته وجدت أنأواره خأارجة من ثاقب عدةا
كالعيني والذنأي والنخرين وغايها .وأوفقح مثال له من عال الشهادةا الشكاةا .وأما الروح اليال فنجد له خأواص ثالثاا:ي
إحداها:ي أنأه من طينة العال السفلي الكثيف:ي لن الشيء التخيل ذو مقدار وشكل وجهات مصورةا مصوصة .وهو
على نأسبة من التخيل من قرب أو بأعد .ومن شأن الكثيف الوصوف بأأوصاف الجساما أن يجب عن النأوار العقلية
الضة الت تتنزه عن الوصف بأالهات والقادير والقرب والبعد.
الثانأية:ي أن هذا اليال الكثيف إذا صسفى ودققح وهسذب وضبط صار موازيا للمحعان العقلية ومؤديا لنأوارها ،غاي حائل عن
إشراق نأورها منها.
الثالثة:ي أن اليال ف بأداية المر متاج إليه جدا ليضبط بأه العارف العقلية فل تضطرب ول تتزلزل ول تنتشر انأتشارا
يرج عن الضبط .فنعم العي الثالت اليالية للمحعارف العقلية .وهذه الواص الثلث ل ندها ف عال الشهادةا
بأالضافة إل النأوار البصرةا ال للزجاجة:ي فإنأا ف الصل من جوهر كثيف لكن صفى ورققح حت ل يجب نأور الصباح
بأل يؤديه على وجهه ،ث يفظه عن النأطفاء بأالرياح العاصفة والركات العنيفة .فهي أول مثال له.
وأما الثالث وهو الروح العقلي الذي بأه إدراك العارف الشريفة اللإية فل يفى عليك وجه تثيله بأالصباح .وقد عرفت
هذا فيمحا سأبقح من بأيان كون النأبياء سأرجا منيةا.
وأما الرابأع وهو الروح الفكري فمحن خأاصيته أنأه يبتدىرء من أصل واحد ث تتشعب منه شعبتان ،ث من كل شعبة
شعبتان وهكذا إل أن تكثر الشعب بأالتقسيمحات العقلية ،ث يفضي بأالخأرةا إل نأتائج هي ثراتا .ث تلك الثمحرات تعود
فتصي بأذورا لمثالإا:ي إذ يكن أيضا تلقيح بأعضها بأالبعض حت يتمحادىر إل ثرات وراءها كمحا ذكرنأاه ف كتاب
ىر أن يكون مثاله من هذا العال الشجرةا .وإذ كانأت ثراته مادةا لتضاعف أنأوار العارف القسطاس الستقيم .فبالر س
ىر أل تثل بأشجرةا السفرجل والتفاح والرمان وغايها ،بأل من جلة سأائر الشجار بأالزيتونأة خأاصة:ي وثاباتا وبأقائها فبالر س
لن لب ثرها هو الزيت الذي هو مادةا الصابأيح ،ويتص من سأائر الدهان باصية زيادةا الشراق مع قلة الدخأان .وإذا
كانأت الاشية الت يكثر نأسلها والشجرةا الت تكثر ثرتا تسمحى مباركة ،فالت ل يتناهى ثرتا إل حد مدود أول أن
تسمحى شجرةا مباركة .وإذا كانأت شعب الفكار العقلية الضة خأارجة عن قبول الضافة إل الهات والقرب والبعد،
31
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
وإذا كتانأت هتذه كلهتا مظلمحتة فبتالري أن تكتون ظلمحتات بأعضتها فتوق بأعتض .وإذا كتانأت هتذه الظلمحتات تجتب عتن
معرفتة الشتياء القريبتة فضتل عتن البعيتدةا ،ولتذلك حجتب الكفتار عتن معرفتة عجتائب أحتوال النتب عليته الستلما متع قترب
32
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
متناوله وظهوره بأأدن تأمل ،فبالرىر أن يعب عنه بأأنأه لو أخأرج يده ل يكتد يراهتا .وإذا كتان منبتع النأتوار كلهتا متن النتور
الول التقح كمحتا سأتبقح بأيتانأه فبتالرىر أن يعتقتد كتل موحتد أن )ِلولمتن بلت ليلعتتل الهت لتهه نأتوراى فلمحتا لتهه تمتن نأستوءر( فيكفيتك هتذا
الفصل الثالث
وف ت بأعتتض الروايتتات سأتتبعمحائة ،وف ت بأعضتتها سأتتبعي ألفتتا:ي فتتأقول:ي إن ال ت تعتتال متجتتل ف ت ذاتتته لتتذاته ،ويكتتون الجتتاب
بأالضتتافة إلت ت مجتتوب ل مالتتة؛ وإن الجت توبأي متتن اللتتقح ثالثاتتة أقستتاما:ي منهتتم متتن حجتتب بجتترد الظلمحتتة؛ ومنهتتم متتن
حجت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتب بأت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتالنور الت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتض؛ ومنهت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتم مت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتن حجت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتب بأنت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتور مقت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تترون بأظلمحت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتة.
وأصناف هذه القساما كتثيةا أتقتقح كثرتتا ،ويكننت أن أتكلتف حصترها فت سأتبعي ،لكتن ل أثاتقح بتا يلتوح لت متن تديتد
33
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
وحصر ،إذ ل أدري أنأه الراد بأالديث أما ل .أما الصر إلت سأتبعمحائة وسأتبعي ألفتا فذلك ل يستتقل بأته إل القتوةا النبويتة،
متتع أن ظتتاهر ظن ت أن هتتذه العتتداد متتذكورةا للتكتتثي ل للتحديتتد؛ وقتتد تتتري العتتادةا بأتتذكر عتتدد ول ي تراد بأتته الصتتر بأتتل
التكتتثي .وال ت أعلتتم بأتحقيتتقح ذلتتك ،فتتذلك خأتتارج عتتن الوسأتتع .وإنتتا التتذي يكنن ت الن أن أعرفتتك هتتذه القستتاما وبأعتتض
القسم الوأل
وهم الجوبأون بحض الظلمحة ،وهم اللحدةا الذين ل يؤمنون بأال واليوما الخأر .وهم الذين اسأتحبوا الياةا الدنأيا على
الخأرةا لنأم ل يؤمنون بأالخأرةا أصل وهؤلء صنفان:ي صنف تشوف إل طلب سأبب لإذا العال فأحاله إل الطبع:ي
والطبع عبارةا عن صفة مركوزةا ف الجساما حالة فيها؛ وهي مظلمحة إذ ليس لإا معرفة وإدراك ول خأب لإا من نأفسها ول
ما يصدر منها؛ وليس لإا نأور يدرك بأالبصر الظاهر أيضا.
والصنف الثان:ي هم الذين شغلوا بأأنأفسهم ول يفرغاوا لطلب السبب أيضا ،بأل عاشوا عيش البهائم ،فكان حجبهم
ت
ت لمن التللذ إتللإلهه
نأفوسأهم الكدرةا ،وشهواتم الظلمحة ،ول ظلمحة أشد من الإوىر والنفس:ي ولذلك قال ال تعال:ي (ألفلرلأي ل
لهواهه)ِ وقال رسأول ال صلى ال عليه وسألم :ي )ِالإوىر أبأغض إله عبد ف الرض( وهؤلء انأقسمحوا فرقا:ي فرقة زعمحت أن
غااية الطلب ف الدنأيا هي قضاء الوطار ونأيل الشهوات وإدراك اللذات البهيمحية من منكح ومطعم وملبس .فهؤلء عبيد
اللذةا ،يعبدونأا ويطلبونأا ويعتقدون أن نأيلها غااية السعادات:ي رضوا لنأفسهم أن يكونأوا بنزلة البهائم بأل أخأس منها.
وأي ظلمحة أشد من ذلك فقد حجب هؤلء بحض الظلمحة.
وفرقة رأت أن غااية السعادات هي الغلبة والسأتيلء والقتل والسب والسأر ،وهذا مذهب العراب والكراد وكثي من
المحقى ،وهم مجوبأون بأظلمحة الصفات السبعية لغلبتها عليهم وكون إدراكها مقصود أعظم اللذات .وهؤلء قنعوا بأأن
يكونأوا بنزلة السباع بأل أخأس.
وفرقة ثاالثة رأت أن غااية السعادات كثرةا الال واتساع اليسار لن الال هو آلة قضاء الشهوات كلها ،وبأه يصل
34
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
للنأسان القتدار على قضاء الوطار .فهؤلء هتهم جع الال واسأتكثار الضياع والعقار واليل السومة والنأعاما والرث
وكنز الدنأانأي تت الرض .فتىر الواحد يتهد طول عمحره يركب الخأطار ف البوادي والسأفار والبحار ويمحع الموال
ويشح با على نأفسه فضل عن غايه:ي وهم الرادون بأقوله عليه السلما:ي )ِتعس عبد الدراهم ،تعس عبد الدنأانأي( .واي
ظلمحة أعظم ما يلبس على النأسان? إن الذهب والفضة حجران ل يرادان لعيانأمحا .وهي إذا ل يقض با الوطار ول
تنفقح فهي والصباء بثابأة ،والصباء بثابأتها.
وفرقتتة رابأعتتة ترقتتت عتتن جهالتتة هتتؤلء وتعتتاقلت ،وزعمحتتت أن أعظتتم الستتعادات ف ت اتستتاع التتاه والصتتيت وانأتشتتار التتذكر
وكثرةا التباع ونأفوذ المر الطاع .فتاها ل هسم لإا إل التراءاةا وعمحتارةا مطتتارح أبأصتتار النتتاظرين حتت إن الواحتد قتد يتتوع فت
بأيتتته ويتمحتتل الضتتر ويصتترف متتاله إلت ثايتتاب يتجمحتتل بتتا عنتتد خأروجتته كتتي ل ينظتتر إليتته بأعيت القتتارةا .وأصتتناف هتتؤلء ل
يص ت ت ت ت ت ت ت تتون ،وكله ت ت ت ت ت ت ت تتم مجوبأ ت ت ت ت ت ت ت تتون عت ت ت ت ت ت ت ت تتن الت ت ت ت ت ت ت ت ت تعت ت ت ت ت ت ت ت تتال بح ت ت ت ت ت ت ت تتض الظلمحت ت ت ت ت ت ت ت تتة ،وه ت ت ت ت ت ت ت تتي نأفوسأ ت ت ت ت ت ت ت تتهم الظلمحت ت ت ت ت ت ت ت تتة.
ول معنت لتتذكر آحتتاد الفتترق بأعتتد وقتتوع التنتتبيه علتتى الجنتتاس .ويتتدخأل فت جلتتة هتتؤلء جاعتتة يقولتتون بألستتانأم )ِل إلتته إل
الت( ،لكتتن ربتتا حلهتتم علتى ذلتتك خأتوف أو اسأتتظهار بأالستلمحي وتمحتل بتم أو اسأتتمحداد متن متتالإم؛ أو لجتل التعصتتب
لنصرةا مذهب البأاء .فهؤلء إذا ل تمحلهم هذه الكلمحة على العمحل الصال فل ترجهم الكلمحة متن الظلمحتات إلت النتور،
القسم الثانأي
35
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
طائفة حجبوا بأنور مقرون بأظلمحة وهم ثالثاة أصناف:ي صنف منشأ ظلمحتهم من الس ،وصنف منشأ ظلمحتهم من
اليال ،وصنف منشأ ظلمحتهم من مقايسات عقلية فاسأدةا.
الصنف الول الجوبأون بأالظلمحة السية وهم طوائف ل يلو واحد منهم عن ماوزةا اللتفات إل نأفسه وعن التأله
والتشوف إل معرفة ربأه .وأول درجاتم عبدةا الوثاان وآخأرهم الثنوية ،وبأينهمحا درجات .فالطائفة الول عبدةا الوثاان:ي
علمحوا على المحلة أن لإم ربأا يلزمهم إيثاره على نأفوسأهم الظلمحة ،واعتقدوا أن ربم أعز من كل شيء ولكن حجبتهم
ظلمحة الس عن أن ياوزوا العال السوس فاتذوا من أنأفس الواهر كالذهب والفضة والياقوت أشخاصا مصورةا
بأأحسن الصور واتذوها آلإة .فهؤلء مجوبأون بأنور العزةا والمحال ،والعزةا والمحال من صفات ال وأنأواره ،ولكنهم
ألصقوها بأالجساما السوسأة وصدهم عن ذلك ظلمحة الس ،فإن الس ظلمحة بأالضافة إل العال الروحان العقلي كمحا
سأبقح.
الطائفة الثانأية جاعة من أقاصي التك ليس لإم ملة ول شريعة يعتقدون أن لإم ربأا وأنأه أجل الشياء ،فإذا رأوا إنأسانأا ف
غااية المحال أو شجرا أو فرسأا أو غاي ذلك سأجدوا له وقالوا إنأه ربأنا .فهؤلء مجوبأون بأنور المحال مع ظلمحة الس،
وهم أدخأل ف ملحظة النور من عبدةا الوثاان لنأم يعبدون المحال الطلقح دون الشخص الاص فل يصصونأه بأشيء؛
ث يعبدون المحال الطبوع ل الصنوع من جهتهم وبأأيديهم.
وطائفة ثاالثة قالوا ينبغي أن يكون ربأنا نأورانأيا ف ذاته بيا ف صورته ،ذا سألطان ف نأفسه ،مهيبا ف حضرته ،ل يطاق
القرب منه ،ولكن ينبغي أن يكون مسوسأا؛ إذ ل معن لغي السوس عندهم .ث وجدوا النار بذه الصفة فعبدوها
واتذوها ربأا .فهؤلء مجوبأون بأنور السلطنة والبهاء:ي وكل ذلك من أنأوار ال تعال.
وطائفة رابأعة زعمحوا أن النار نأستول عليها نن بأالشعال والطفاء ،فهي تت تصرفنا فل تصلح لللإية ،بأل ما يكون
بذه الصفات ول يكن تت تصرفنا ث نأكون نن تت تصرفه ويكون مع ذلك موصوفا بأالعلو والرتفاع .ث كان
الشهور فيمحا بأينهم علم النجوما وإضافة التأثايات إليها .فمحنهم من عبد السشعرىر ،ومنهم من عبد الشتي إل غاي ذلك
من الكواكب بسب ما اعتقدوه ف النجوما من كثرةا التأثايات .فهؤلء مجوبأون بأنور العلو والشراف والسأتيلء ،وهي
من أنأوار ال تعال .وطائفة خأامسة سأاعدت هؤلء ف الأخأذ ولكن قالت ل ينبغي أن يكون ربأنا موسأوما بأالصغر
والكب بأالضافة إل الواهر النورانأية ،بأل ينبغي أن يكون أكبها ،فعبدوا الشمحس وقالوا هي أكب .فهؤلء مجوبأون بأنور
الكبياء مع بأقية النأوار مقرونأا بأظلمحة الس.
وطائفة سأادسأة ترقوا عن هؤلء فقالوا:ي النور كله ل ينفرد بأه الشمحس بأل لغيها أنأوار ،ول ينبغي للرب شريك ف نأورانأيته
فعبدوا النور الطلقح الامع لمحيع أنأوار العال وزعمحوا أنأه رب العال واليات كلها منسوبأة إليه .ث رأوا ف العال شرورا
36
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
فلم يستحسنوا إضافتها إل ربم تنزيها له عن الشر ،فجعلوا بأينه وبأي الظلمحة منازعة ،وأحالوا العال إل النور والظلمحة،
وربا سوها )ِيزدان( و )ِأهرمن( ،وهم الثنوية .فيكفيك هذا القدر تنبيها على هذا الصنف ،فهم أكثر من ذلك.
الصتتنف الثتتان الجوبأتتون بأبعتتض النأتوار مقرونأتتا بأظلمحتتة اليتتال ،وهتتم التتذين جتتاوزوا التتس ،وأثابتتوا وراء السوسأتتات أمترا،
لكن لت يكنهتم متاوزةا اليتال ،فعبتدوا موجتودا قاعتدا علتى العترش .وأخأستهم رتبتة الستمحة ثت أصتناف الكراميتة بأتأجعهم.
ول يكنن شرح مقالتم ومذاهبهم فل فائدةا ف التكثي .لكن أرفعهم درجة من نأفى السمحية وجيتتع عوارضتتها ال الهتتة
الخصوصة بهة فوق:ي لن الذي ل ينسب إل الهات ول يوصف بأأنأه خأارج العال ول داخألتته لت يكتتن عنتتدهم موجتتودا
إذ لت ت ت ت ت ت ت ت ت يك ت ت ت ت ت ت ت تتن متخيل .ولت ت ت ت ت ت ت ت ت ي ت ت ت ت ت ت ت تتدركوا أن أول درج ت ت ت ت ت ت ت تتات العق ت ت ت ت ت ت ت تتولت ت ت ت ت ت ت ت ت تتاوز النس ت ت ت ت ت ت ت تتبة إلت ت ت ت ت ت ت ت ت اله ت ت ت ت ت ت ت تتات.
الصتتنف الثتتالث الجوبأتتون بأتتالنأوار اللإيتتة مقرونأتتة بقايستتات عقليتتة فاسأتتدةا مظلمحتتة فعبتتدوا إلإتتا ستتيعا بأصتيا متكلمحتتا عالتتا
ق ت ت ت تتادرا مري ت ت ت تتدا حي ت ت ت تتا ،منزه ت ت ت تتا ع ت ت ت تتن اله ت ت ت تتات ،لك ت ت ت تتن فهمحت ت ت ت توا ه ت ت ت تتذه الص ت ت ت تتفات عل ت ت ت تتى حس ت ت ت تتب مناسأ ت ت ت تتبة ص ت ت ت تتفاتم.
وربا صسرح بأعضهم فقال:ي )ِكلمه صوت وحرف ككلمنا( وربا ترقي بأعضهم فقال:ي )ِل بأل هو كحديث نأفسنا ول هتتو
صتتوت ول حتترف( وكتتذلك إذا طولبت توا بقيقتتة الستتمحع والبصتتر واليتتاةا رجعت توا إلت ت التشتتبيه متتن حيتتث العنت ت وإن أنأكروهتتا
بأاللفظ إذ ل يدركوا أصل معان هذه الطلقات ف حقح الت تعتال .ولتذلك قتالوا ف إرادتته إنأتا حادثاتة مثتل إرادتنتا .وإنأتا
طلب وقصد مثل قصدنأا .وهذه مذاهب مشهورةا فل حاجتة إلت تفصتيلها .فهتؤلء مجوبأتون بمحلتة متن النأتوار متع ظلمحتة
القايسات العقلية .فهؤلء أصناف القسم الثان الذين حجبوا بأنور مقرون بأظلمحة .وبأال التوفيقح.
37
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
القسم الثالث
ث الجوبأون بحض النأوار وهم أصناف ول يكن إحصاؤهم:ي فأشي إل ثالثاة أصناف منهم.
الول -طائفة عرفوا معان الصفات تقيقا وأدركوا أن إطلق اسأم الكلما والرادةا والقدرةا والعلم وغايها على صفاته
ليس مثل إطلقه على البشر؛ فتحاشوا عن تعريفه بذه الصفات وعرفوه بأالضافة إل الخلوقات كمحا عسرف موسأى عليه
ي( فقالوا إن الرب القدس النزه عن معان هذه الصفات هو مرك ب العاللمح ل
السلما ف جواب قول فرعون:ي )ِلوما بر ل
السمحوات ومدبأرها(.
والصنف الثان ترقوا عن هؤلء من حيث ظهر لإم أن ف السمحوات كثرةا ،وأن مرك كل ساء خأاصة موجود آخأر يسمحى
ملكا ،وفيهم كثرةا ،وإنا نأسبتهم إل النأوار اللإية نأسبة الكواكب .ث لح لإم أن هذه السمحوات ف ضمحن فلك آخأر
يتحرك المحيع بركته ف اليوما والليلة مرةا فالرب هو الرك للجرما القصى النطوي على الفلك كلها إذ الكثرةا منفية
عنه.
والصنف الثالث ترقوا عن هؤلء وقالوا:ي إن تريك الجساما بأطريقح الباشرةا ينبغي أن يكون خأدمة لرب العالي وعبادةا له
وطاعة من عبد من عباده يسمحى ملكا:ي نأسبته إل النأوار اللإية الضة نأسبة القمحر ف النأوار السوسأة .فزعمحوا أن الرب
هو الطاع من جهة هذا الرك؛ ويكون الرب تعال مركا للكل بأطريقح المر ل بأطريقح الباشرةا .ث ف تقسيم ذلك المر
وماهيته غامحوض يقصر عنه أكثر الفهاما ول يتمحله هذا الكتاب.
فهؤلء الصناف كلهم مجوبأون بأالنأوار الضة .وإنا الواصلون صنف رابأع تلى لإم أيضا أن هذا )ِالطاع( موصوف
بأصفة تناف الوحدانأية الضة والكمحال البالغ لسر ل يتمحل هذا الكتاب كشفه:ي وأن نأسبة هذا )ِالطاع( نأسبة الشمحس
ف النأوار .فتوجهوا من الذي يرك السمحوات ومن الذي يرك الرما القصى ،ومن الذي أمر بأتحريكها إل الذي فطر
السمحوات وفطر الرما القصى وفطر المر بأتحريكها ،فوصلوا إل موجود منزه عن كل ما أدركه بأصر من قبلهم فأحرقت
سأبحات وجهه الول العلى جيع ما أدركه بأصر الناظرين وبأصيتم فإذا وجدوه مقدسأا منزها عن جيع ما وصفناه من
قبل.
ث هؤلء انأقسمحوا:ي فمحنهم من احتق منه جيع ما أدركه بأصره وانحقح وتلشى ،لكن بأقي هو ملحظا للجمحال والقدس
وملحظا ذاته ف جاله الذي نأاله بأالوصول إل الضرةا اللإية .فانحقت فيه البصرات دون البصر .وجاوز هؤلء طائفة
هم خأواص الواص فأحرقتهم سأبحات وجهه وغاشيهم سألطان اللل فانحقوا وتلشوا ف ذاتم ول يبقح لإم لظ إل
38
مكتبة مشكاة السإلمية أبو حامد الغزالي مشكاة النأوار
أنأفسهم لفنائهم عن أنأفسهم .ول يبقح إل الواحد القح .وصار معن قوله:ي (كل شىء هالك ال وجهه( لإم ذوقا وحال.
وقد أشرنأا إل ذلك ف الفصل الول ،وذكرنأا أنأم كيف أطلقوا التاد وكيف ظنوه .فهذه نأاية الواصلي.
ومنهم من ل يتدرج ف التقي والعروج على التفصيل الذي ذكرنأاه ول يطل عليهم الطريقح فسبقوا ف أول وهلة إل معرفة
القدس وتنزيه الربأوبأية عن كل ما يب تنزيهه عنه ،فغلب عليهم أول ما غالب على الخأرين آخأرىا ،وهجم عليهم التجلي
دفعة فأحرقت سأبحات وجهه جيع ما يكن أن يدركه بأصر حسي وبأصيةا عقلية .ويشبه أن يكون الول طريقح )ِالليل(
والثان طريقح البيب صلى ال عليه وسألم ،وال أعلم بأأسأرار أقدامهمحا وأنأوار مقامهمحا.
فهذه إشارةا إل أصناف الجوبأي ،ول يبعد أن يبلغ عدههم إذا فصلت القالت وتتبع حجب السالكي سأبعي ألفا.
ولكن إذا فتشت ل تد واحدا منها خأارجا عن القساما الت حصرنأاها:ي فإنأم إنا يجبون بأصفاتم البشرية ،أو بأالس
أو بأاليال أو بقايسة العقل ،أو بأالنور الض كمحا سأبقح .فهذا ما حضرن ف جواب هذه السأئلة ،مع أن السؤال
صادفن والفكر متقسم ،والاطر متشعب ،والإم إل غايها هذا الفن منصرف ،ومقتحي عليه أن يسأل ال تعال العفو
عمحا طغى بأه القلم ،أو زسلت بأه القدما؛ فإن خأوض غامحرةا السأرار اللإية خأطي ،واسأتشفاف النأوار اللإية من وراء
الجب البشرية عسي غاي يسي.
39