Vous êtes sur la page 1sur 11

‫البداية والنهاية‪/‬الجزء الأول‪/‬باب خلق الجان وقصة‬

‫الشيطان‬

‫سماء الدنيا‪ ،‬وكان له سلطان الأرض‪.‬‬ ‫ق الْجا َ َ ّ‬


‫ن م ِنْ‬ ‫ل ك َالْف َ َخ ّارِ * وَخ َل َ َ‬
‫ق ال ِْإنْس َانَ م ِنْ صَلْصَا ٍ‬
‫قال الل ّٰه تعالى‪ } :‬خ َل َ َ‬
‫وقال صالح ‪ -‬مولى التوأمة ‪ -‬عن ابن عباس‪ :‬كان يسوس ما بين السماء‬ ‫ن { ‪] 14 −[16‬الرحمن‪. :‬‬ ‫ي آل َاء ِ ر َب ِّ ُ‬
‫كمَا تُكَذِّب َا ِ‬ ‫م َار ٍِج م ِنْ ن َا ٍر * فَب ِأَ ّ ِ‬
‫والأرض‪ ،‬رواه ابن جرير‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ :‬كان إبليس رئيس ملائكة سماء‬ ‫ن * و َالْجا َ َّن‬
‫ل م ِنْ حَمَإ ٍ مَسْن ُو ٍ‬
‫وقال تعالى‪ } :‬و َلَق َ ْد خ َلَقْنَا ال ِْإنْس َانَ م ِنْ صَلْصَا ٍ‬
‫الدنيا‪.‬‬ ‫سم ُو ِم { ‪] [26-27‬الحجر‪. :‬‬
‫ل م ِنْ ن َارِ ال َ ّ‬
‫خ َلَقْنَاه ُ م ِنْ قَب ْ ُ‬
‫وقال الحسن البصري‪ :‬لم يكن من الملائكة طرفة عين‪ ،‬وأنه لأصل الجن‪،‬‬
‫وقال ابن عباس‪ ،‬وعكرمة‪ ،‬ومجاهد‪ ،‬والحسن‪ ،‬وغير واحد‪ } :‬م ِنْ م َار ٍِج‬
‫كما أن آدم أصل البشر‪.‬‬
‫م ِنْ ن َا ٍر { قالوا‪ :‬من طرف اللهب‪.‬‬
‫وقال شهر بن حوشب‪ ،‬وغيره‪ :‬كان إبليس من الجن الذين طردتهم‬
‫الملائكة‪ ،‬فأسره بعضهم‪ ،‬وذهب به إلى السماء‪ .‬رواه ابن جرير‪.‬‬ ‫وفي رواية من خالصه‪ ،‬وأحسنه‪.‬‬

‫وقد ذكرنا آنف ًا من طر يق الزهري‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن عائشة قالت‪ :‬قال قالوا فلما أراد الل ّٰه خلق آدم‪ ،‬ليكون في الأرض هو وذريته من بعده‪،‬‬
‫وصور جثته منها‪ ،‬جعل إبليس‪ ،‬وهو رئيس الجان‪ ،‬وأكثرهم عبادة إذ‬ ‫‪:‬‬ ‫رسول الل ّٰه‬
‫ذاك‪ ،‬وكان اسمه عزاز يل‪ ،‬يطيف به‪ ،‬فلما رآه أجوف‪ ،‬عرف أنه خلق‬ ‫» خلقت الملائكة من نور‪ ،‬وخلق الجان من نار‪ ،‬وخلق آدم مما وصف‬
‫لا يتمالك‪.‬‬ ‫لـكم « رواه مسلم‪.‬‬
‫وقال‪ :‬أما لئن سلطت عليك لأهلـكنك‪ ،‬ولئن سلطت علي لأعصينك‪،‬‬
‫قال كثير من علماء التفسير‪ :‬خلقت الجن قبل آدم عليه السلام‪ ،‬وكان‬
‫فلما أن نفخ الل ّٰه في آدم من روحه كما سيأتي‪ ،‬وأمر الملائكة بالسجود له‪،‬‬
‫قبلهم في الأرض‪ ،‬الحن والبن‪ ،‬فسلط الل ّٰه الجن عليهم فقتلوهم‪ ،‬وأجلوهم‬
‫دخل إبليس منه حسد عظيم‪ ،‬وامتنع من السجود له‪.‬‬
‫عنها‪ ،‬وأبادوهم منها‪ ،‬وسكنوها بعدهم‪.‬‬
‫وقال‪ :‬أنا خير منه‪ ،‬خلقتني من نار‪ ،‬وخلقته من طين‪.‬‬
‫وذكر السدي في )تفسيره( عن أبي مالك‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس‪ ،‬وعن مرة‪ ،‬عن ابن مسعود‪ ،‬وعن ناس من أصحاب رسول اللٰه فخالف الأمر واعترض على الرب عز وجل‪ ،‬وأخطأ في قوله‪ ،‬وابتعد‬
‫ّ‬
‫من رحمة ربه‪ ،‬وأنزل من مرتبته‪ ،‬التي كان قد نالها بعبادته‪ ،‬وكان قد‬
‫‪ :‬لما فرغ الل ّٰه من خلق ما أحب‪ ،‬استوى على العرش‪ ،‬فجعل إبليس‬
‫على ملك الدنيا‪ ،‬وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن‪ ،‬وإنما سموا تشبه بالملائكة‪ ،‬ولم يكن من جنسهم لأنه مخلوق من نار‪ ،‬وهم من نور‪.‬‬

‫فخانه طبعه في أحوج ما كان إليه‪ ،‬ورجع إلى أصله النار‪.‬‬ ‫الجن لأنهم خ ُزان الجنة‪ .‬وكان إبليس مع ملـكه خازن ًا‪ ،‬فوقع في صدره‬
‫إنما أعطاني الل ّٰه هذا لمز ية لي على الملائكة‪.‬‬
‫ن‬
‫جدِي َ‬
‫سا ِ‬ ‫} فَسَجَد َ ال ْمَلَائِك َة ُ ك ُُل ّه ُ ْم أَ جْم َع ُونَ * ِإ َلّا ِإ بْل ِ َ‬
‫يس أَ بَى أَ ْن يَكُونَ م َ َع ال َ ّ‬
‫{ ‪] 30 −[31‬الحجر‪. :‬‬ ‫وذكر الضحاك عن ابن عباس‪ :‬أن الجن لما أفسدوا في الأرض‪ ،‬وسفكوا‬
‫الدماء‪ ،‬بعث الل ّٰه إليهم إبليس ومعه جند من الملائكة‪ ،‬فقتلوهم‪ ،‬وأجلوهم‬
‫اسجُد ُوا ل ِآدَم َ فَسَجَد ُوا ِإ َّلا ِإ بْل ِ َ‬
‫يس ك َانَ‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬و َِإ ْذ قلُ ْنَا لِل ْمَلَائِكَة ِ ْ‬
‫عن الأرض‪ ،‬إلى جزائر البحور‪.‬‬
‫خذ ُونَه ُ وَذُرِّ َي ّت َه ُ أَ وْلِيَاء َ م ِنْ د ُونِي و َه ُ ْم‬
‫ق ع َنْ أَ ْمر ِ ر َبِّه ِ أَ فَتَت ّ ِ‬ ‫ن الْج ّ ِِن فَفَسَ َ‬ ‫وقال محمد بن إسحاق‪ ،‬عن خلاد‪ ،‬عن عطاء‪ ،‬عن طاوس‪ ،‬عن ابن م ِ َ‬

‫ظالِمِينَ بَدَل ًا { ‪] [50‬الـكهف‪. :‬‬ ‫ْس لِل َ ّ‬‫عباس‪ ،‬كان اسم إبليس قبل أن يرتكب المعصية عزاز يل‪ ،‬وكان من لـَك ُ ْم عَد ُ ّو ٌ بِئ َ‬

‫فأهبط إبليس من الملأ الأعلى‪ ،‬وحرم عليه قدر أن يسكنه‪ ،‬فنزل إلى‬ ‫سكان الأرض‪ ،‬ومن أشد الملائكة اجتهاد ًا‪ ،‬وأكثرهم علمًا‪ ،‬وكان من‬
‫حي يقال لهم الجن‪.‬‬
‫الأرض‪ ،‬حقير ًا‪ ،‬ذليل ًا‪ ،‬مذؤم ًا‪ ،‬مدحور ًا‪ ،‬متوعدًا بالنار‪ ،‬هو ومن اتبعه‬
‫وروى ابن أبي حاتم‪ ،‬عن سعيد بن جبير‪ ،‬عنه‪ ،‬كان اسمه عزاز يل‪ ،‬من الجن‪ ،‬والإنس‪ ،‬إلا أنه مع ذلك جاهد كل الجهد على إضلال بني‬
‫آدم‪ ،‬بكل طر يق‪ ،‬وبكل مرصد‪.‬‬ ‫وكان من أشرف الملائكة من أولى الأجنحة الأربعة‪.‬‬

‫ك هَذ َا ال َ ّذ ِي ك ََر ّمْتَ عَل َيّ لئَ ِ ْن أَ َ ّ‬


‫خرْت َ ِن ِإلَى يَو ْ ِم الْق ِيَامَة ِ‬ ‫ل أَ ر َأَ ي ْت َ َ‬
‫كما قال‪ } :‬قَا َ‬ ‫وقد أسند عن حجاج‪ ،‬عن ابن جريج قال ابن عباس‪ :‬كان إبليس من‬
‫أشرف الملائكة‪ ،‬وأكرمهم قبيلة‪ ،‬وكان خازن ًا على الجنان‪ ،‬وكان له سلطان‬

‫‪١‬‬
‫‪٢‬‬

‫جه َ َن ّم َ » كل عظم ذكر اسم الل ّٰه عليه‪ ،‬تجدونه أوفر ما يكون لحمًا‪ ،‬وكل روثة‬
‫ن َ‬ ‫ك مِنْه ُ ْم ف َِإ َ ّ‬ ‫ل اذْه َْب فَم َنْ تَبِع َ َ‬‫ل َأَ حْ تَنِك ََنّ ذُرِّ َي ّت َه ُ ِإ َلّا قَلِيل ًا * قَا َ‬
‫ك و َأَ جْل ِْب علف لدوابكم «‪.‬‬ ‫صو ْت ِ َ‬
‫ن اسْ تَطَعْتَ مِنْه ُ ْم ب ِ َ‬‫جَز َاؤ ُك ُ ْم جَز َاء ً مَو ْف ُور ًا * و َاسْ ت َ ْفزِ ْز م َ ِ‬

‫‪ ،‬أن يستنجي بهما‪ ،‬وقال‪ » :‬إنهما زاد إخوانكم الجن «‪.‬‬ ‫ل و َالْأَ ول َادِ وَعِدْه ُ ْم وَم َا يَعِد ُهُم ُ ونهى النبي‬
‫ك وَشَارِكْ ه ُ ْم فِي الْأَ مْوَا ِ‬
‫ك وَرَجِل ِ َ‬
‫عَلَيْه ِ ْم بِ خَي ْل ِ َ‬
‫ك‬
‫كفَى ب ِر َب ِّ َ‬
‫ن وَ َ‬
‫ك عَلَيْه ِ ْم سُلْطَا ٌ‬
‫ْس ل َ َ‬ ‫شيْطَانُ ِإ َلّا غ ُرُور ًا * ِإ َ ّ‬
‫ن عِبَادِي لَي َ‬ ‫ال َ ّ‬
‫ونهى عن البول في السرب‪ ،‬لأنها مساكن الجن‪.‬‬
‫وَك ِيل ًا { ‪] 62 −[65‬الإسراء‪. :‬‬
‫ي‬
‫‪ ،‬سورة الرحمن‪ ،‬فما جعل يمر فيها بآية } فَب ِأَ ّ ِ‬
‫وقرأ عليهم‪ ،‬رسول الل ّٰه‬
‫وسنذكر القصة مستفاضة عند ذكر خلق آدم عليه السلام‪ .‬والمقصود أن‬
‫ن { إلا قالوا‪ :‬ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب‪ ،‬فلك‬ ‫آل َاء ِ ر َب ِّ ُ‬
‫كمَا تُكَذِّب َا ِ‬
‫الجان خلقوا من النار‪ ،‬وهم كبني آدم‪ ،‬يأكلون‪ ،‬ويشربون‪ ،‬ويتناسلون‪،‬‬
‫الحمد‪.‬‬
‫ومنهم المؤمنون‪ ،‬ومنهم الكافرون‪ ،‬كما أخبر تعالى عنهم في سورة الجن في‬
‫‪ ،‬في ذلك‪ ،‬لما قرأ هذه السورة على الناس‬ ‫وقد أثنى عليهم‪ ،‬النبي‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬
‫فسكتوا‪ .‬فقال‪:‬‬
‫ن الْج ّ ِِن يَسْتَمِع ُونَ الْقُر ْآنَ فَلَم ّا حَضَر ُوه ُ قَالُوا أَ ن ْصِ ت ُوا‬ ‫ك نَف َرًا م ِ َ‬
‫} و َِإ ْذ صَر َف ْنَا ِإلَي ْ َ‬
‫» الجن كانوا أحسن منكم رد ًا‪ ،‬ما قرأت عليهم‪ ،‬فبأي آلاء ربكما تكذبان‪،‬‬
‫ل م ِنْ إلا قالوا‪ :‬ولا بشيء من آلائك ربنا‪ ،‬نكذب‪ ،‬فلك الحمد «‪.‬‬ ‫ن * قَالُوا ي َاقَوْم َنَا ِإ َن ّا سَمِعْنَا ك ِتَاب ًا ُأنْز ِ َ‬
‫فَل َم ّا قُضِيَ و ََل ّو ْا ِإلَى قَوْمِه ِ ْم مُنْذِرِي َ‬
‫ق مُسْتَق ٍِيم *‬
‫ص ّدِقًا لم َِا بَيْنَ يَد َيْه ِ يَهْدِي ِإلَى الْحَقّ ِ و َِإلَى َطرِ ي ٍ‬
‫بَعْدِ م ُوس َى م ُ َ‬
‫رواه الترمذي‪ ،‬عن جبير‪ ،‬وابن جرير‪ ،‬والبزار‪ ،‬عن ابن عمر‪.‬‬

‫وقد اختلف في مؤمني الجن‪ ،‬هل يدخلون الجنة‪ ،‬أو يكون جزاء طائعهم‪،‬‬ ‫الل ّه ِ و َآم ِن ُوا بِه ِ يَغْفِر ْ لـَك ُ ْم م ِنْ ذ ُنُوبِك ُ ْم و َ ُ‬
‫يجِر ْك ُ ْم م ِنْ‬ ‫ي َاقَوْم َنَا أَ جِيب ُوا د َاعِ ي َ َ‬
‫ْس لَه ُ أن لا يعذب بالنار فقط‪ .‬على قولين‪:‬‬
‫ض و َلَي َ‬
‫جزٍ فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫الل ّه ِ فَلَي َ‬
‫ْس بِمُعْ ِ‬ ‫ِب د َاعِ ي َ َ‬
‫يج ْ‬
‫َاب أَ ل ٍِيم* وَم َنْ ل َا ُ‬
‫عَذ ٍ‬

‫الصحيح‪ :‬أنهم يدخلون الجنة‪ ،‬لعموم القرآن‪ ،‬ولعموم قوله تعالى‪:‬‬ ‫ل م ُبِينٍ { ‪] 29 −[32‬الأحقاف‪. :‬‬ ‫م ِنْ د ُونِه ِ أَ ولِيَاء ُ ُأولَئ ِ َ‬
‫ك فِي ضَلَا ٍ‬
‫ن {‬ ‫ي آل َاء ِ ر َب ِّ ُ‬
‫كمَا تُكَذِّب َا ِ‬ ‫َاف مَق َام َ ر َبِّه ِ ج ََن ّتَا ِ‬
‫ن * فَب ِأَ ّ ِ‬ ‫} و َلم َِنْ خ َ‬
‫ن الْج ّ ِِن فَق َالُوا ِإ َن ّا سَمِعْنَا قُر ْآن ًا‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬ق ُلْ ُأو ِ‬
‫حي َ ِإل َ َّي أَ ن َّه ُ اسْ تَم َ َع نَف َر ٌ م ِ َ‬
‫‪] 46 −[47‬الرحمن‪. :‬‬
‫الر ّشْ دِ ف َآم َن َّا بِه ِ و َلَنْ نُشْرِك َ ب ِر َب ّنَِا أَ حَدًا * و َأَ ن َّه ُ تَع َالَى ج َ ُ ّد‬
‫عَجَبًا * يَهْدِي ِإلَى ُ‬
‫فامتن تعالى عليهم بذلك‪ ،‬فلولا أنهم ينالونه لما ذكره‪ ،‬وعده عليهم من‬
‫الل ّه ِ َ‬
‫شطَطًا‬ ‫سف ِيهُنَا عَلَى َ‬ ‫ر َب ّنَِا م َا َاتّ خَذ َ صَاحِب َة ً وَل َا وَلَد ًا * و َأَ َن ّه ُ ك َانَ يَق ُو ُ‬
‫ل َ‬
‫النعم‪ .‬وهذا وحده دليل مستقل كاف في المسألة وحده‪ ،‬والل ّٰه أعلم‪.‬‬
‫الل ّه ِ كَذِب ًا و َأَ َن ّه ُ ك َانَ رِج َا ٌ‬
‫ل‬ ‫ْس و َالْج ُِنّ عَلَى َ‬ ‫* و َأَ َن ّا ظَنَن ّا أَ ْن لَنْ تَق ُو َ‬
‫ل ال ِْإن ُ‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا قتيبة‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن عبد الرحمن بن عبد الل ّٰه‪،‬‬
‫ن الْج ّ ِِن ف َزَاد ُوه ُ ْم ر َهَق ًا * و َأَ َ ّنه ُ ْم ظ َُن ّوا كَمَا‬
‫ل مِ َ‬
‫ْس يَع ُوذ ُونَ بِرِج َا ٍ‬
‫ن ال ِْإن ِ‬
‫مِ َ‬
‫بن عبد الرحمن‪ ،‬بن أبي صعصعة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬أن أبا سعيد الخدري‪ ،‬قال‬
‫الل ّه ُ أَ حَدًا * و َأَ َن ّا لَمَسْنَا ال َ ّ‬
‫سم َاء َ ف َوَجَدْن َاه َا م ُلِئ َْت حَرَسًا‬ ‫ظَنَن ْتُم ْ أَ ْن لَنْ يَبْع َثَ َ‬
‫له‪ :‬إني أراك‪ ،‬تحب الغنم‪ ،‬والبادية‪ ،‬فإذا كنت في غنمك‪ ،‬وباديتك‪،‬‬
‫سم ِْع فَم َنْ يَسْتَم ِِع الْآنَ َ‬
‫يج ِ ْد لَه ُ فأذنت بالصلاة‪ ،‬فارفع صوتك بالنداء‪ ،‬فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن‬ ‫شدِيد ًا و َشُه ُبًا * و َأَ َن ّا ك َُن ّا نَقْعُد ُ مِنْهَا مَق َاعِد َ لِل َ ّ‬ ‫َ‬
‫ض أَ ْم أَ ر َاد َ بِه ِ ْم ر َ ُ ّبه ُ ْم جن‪ ،‬ولا إنس‪ ،‬ولا شيء‪ ،‬إلا شهد له يوم القيامة‪.‬‬
‫صدًا * و َأَ َن ّا ل َا ن َ ْدرِي أَ شَرّ ٌ ُأرِيد َ بِم َنْ فِي الْأَ ْر ِ‬ ‫شِه َاب ًا ر َ َ‬

‫‪ ،‬انفرد به البخاري‪ ،‬دون مسلم‪.‬‬ ‫قال أبو سعيد‪ :‬سمعته من رسول الل ّٰه‬ ‫ق قِدَد ًا * و َأَ َن ّا ظَنَن َّا‬ ‫شدًا * و َأَ َّنا م ِنَّا الصَّ الِ حُونَ وَم ِن َّا د ُونَ ذَل ِ َ‬
‫ك ك ُن َّا طَرَائ ِ َ‬ ‫رَ َ‬
‫ض و َلَنْ نُعْجِزَه ُ ه َر َب ًا * و َأَ َن ّا لَم ّا سَمِعْنَا ال ْهُد َى آم ََن ّا‬
‫َالل ّه َ فِي الْأَ ْر ِ‬
‫أَ ْن لَنْ نُعجِز َ‬
‫وأما كافرو الجن‪ ،‬فمنهم الشياطين‪ ،‬ومقدمهم الأكبر‪ :‬إبليس‪ ،‬عدو آدم‪،‬‬
‫بخْسًا وَل َا ر َهَق ًا * و َأَ َن ّا م ِن َّا ال ْمُسْل ِم ُونَ وَم ِن َّا‬
‫اف َ‬
‫بِه ِ فَم َنْ يُؤْم ِنْ ب ِر َبِّه ِ فَلَا يَخ َ ُ‬
‫أبي البشر‪ .‬وقد سلطه هو‪ ،‬وذريته‪ ،‬على آدم‪ ،‬وذريته‪.‬‬
‫سط ُونَ فَك َانُوا لِ جَه َ َن ّم َ‬
‫شدًا * و َأَ َمّا الْق َا ِ‬ ‫سط ُونَ فَم َنْ أَ سْ لَم َ ف َُأولَئ ِ َ‬
‫ك تَح ََر ّوْا ر َ َ‬ ‫الْق َا ِ‬
‫وتكفل الل ّٰه عز وجل‪ ،‬بعصمة من آمن به‪ ،‬وص َ ّدق رسله‪ ،‬واتبع شرعه‬
‫حطَبًا * و َأَ ْن لَوِ اسْ تَق َام ُوا عَلَى ال َ ّ‬
‫طرِ يقَة ِ ل َأَ سْ قَي ْنَاه ُ ْم م َاء ً غَد َقًا * لِنَفْتِنَه ُ ْم ف ِيه ِ‬ ‫َ‬
‫ك وَك ِيل ًا‬
‫كفَى ب ِر َب ِّ َ‬
‫ن وَ َ‬
‫ك عَلَيْه ِ ْم سُلْطَا ٌ‬
‫ْس ل َ َ‬ ‫منهم‪ ،‬كما قال‪ِ } :‬إ َ ّ‬
‫ن عِبَادِي لَي َ‬
‫ِض ع َنْ ذِكْر ِ ر َبِّه ِ يَسْلـُكْه ُ عَذ َاب ًا صَعَدًا { ‪] -1 [17‬الجن‪. :‬‬
‫وَم َنْ يُعْر ْ‬
‫‪] [65‬الإسراء‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫{‬
‫وقد ذكرنا تفسير هذه السورة‪ ،‬وتمام القصة‪ ،‬في آخر سورة الأحقاف‪.‬‬
‫يس ظ ََن ّه ُ فَا َت ّب َع ُوه ُ ِإ َلّا فَرِ يق ًا م ِ َ‬
‫ن‬ ‫ص َ ّدقَ عَلَيْه ِ ْم ِإ بْل ِ ُ‬
‫وقال تعالى‪ } :‬و َلَق َ ْد َ‬
‫وذكرنا الأحاديث المتعلقة بذلك‪ ،‬هنالك‪.‬‬
‫خرَة ِ م َِم ّنْ‬ ‫ن ِإ َلّا لِنَعْلَم َ م َنْ يُؤْم ِ ُ‬
‫ن ب ِالْآ ِ‬ ‫ال ْمُؤْم ِنِينَ * وَم َا ك َانَ لَه ُعَلَيْه ِ ْم م ِنْ سُلْطَا ٍ‬
‫وأن هؤلاء النفر‪ ،‬كانوا من جن نصيبين‪.‬‬
‫ِيظ { ‪] 20 - [21‬سبأ‪. :‬‬
‫حف ٌ‬‫ل شَيْء ٍ َ‬ ‫َك وَر َُب ّ َ‬
‫ك عَلَى ك ُ ّ ِ‬ ‫ه ُو َ مِنْهَا فِي ش ٍّ‬
‫‪ ،‬وهو‬ ‫وفي بعض الآثار‪ ،‬من جن بصرى‪ ،‬وأنهم مروا برسول الل ّٰه‬
‫ن الْج َنَ ّة ِ‬
‫ج أَ بَو َيْك ُ ْم م ِ َ‬
‫خر َ َ‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬ي َابَنِي آدَم َ ل َا يَفْت ِنَن ّكُم ُ ال َ ّ‬
‫شيْطَانُ كَمَا أَ ْ‬ ‫قائم يصلي بأصحابه‪ ،‬ببطن نخلة‪ ،‬من أرض مكة‪ .‬فوقفوا‪ ،‬فاستمعوا لقراءته‪.‬‬
‫سو ْآتِهِم َا ِإن َّه ُ ي َر َاك ُ ْم ه ُو َ و َقَب ِيلُه ُ م ِنْ َ‬
‫حي ْثُ ل َا‬ ‫يَنْزِع ُ عَنْهُم َا لِبَاسَهُم َا لِيُر ِ يَهُم َا َ‬
‫ليلة كاملة‪ ،‬فسألوه عن أشياء‪ ،‬أمرهم بها‪،‬‬ ‫ثم اجتمع بهم النبي‬
‫ن ل َا يُؤْم ِن ُونَ { ‪] [27‬الأعراف‪. :‬‬
‫شيَاطِينَ أَ وْلِيَاء َ ل َِل ّذ ِي َ‬
‫جعَل ْنَا ال َ ّ‬
‫ت َر َ ْونَه ُ ْم ِإ َن ّا َ‬
‫ونهاهم عنها‪ ،‬وسألوه الزاد‪ ،‬فقال لهم‪:‬‬
‫‪٣‬‬

‫ل م ِنْ حَمَإ ٍ أبو المغيرة‪ ،‬حدثنا صفوان‪ ،‬حدثني معاذ التميمي‪ ،‬عن جابر بن عبد الل ّٰه‪،‬‬
‫ق بَشَر ًا م ِنْ صَلْصَا ٍ‬ ‫ل ر َُب ّ َ‬
‫ك لِل ْمَلَائِكَة ِ ِإن ِ ّي خ َال ِ ٌ‬ ‫وقال‪ } :‬و َِإ ْذ قَا َ‬
‫ن * فَسَجَد َ قال قال رسول الل ّٰه‬
‫‪:‬‬ ‫جدِي َ‬ ‫س َو ّي ْت ُه ُ و َنَف َخْ تُ ف ِيه ِ م ِنْ ر ُوحِي فَق َع ُوا لَه ُ سَا ِ‬
‫ن * ف َِإذ َا َ‬ ‫مَسْن ُو ٍ‬
‫ل » عرش إبليس في البحر يبعث سراياه في كل يوم‪ ،‬يفتنون الناس‪،‬‬ ‫ن * قَا َ‬ ‫جدِي َ‬ ‫سا ِ‬‫يس أَ بَى أَ ْن يَكُونَ م َ َع ال َ ّ‬‫ال ْمَلَائِك َة ُ ك ُُل ّه ُ ْم أَ جْم َع ُونَ * ِإ َلّا ِإ بْل ِ َ‬
‫فأعظمهم عنده منزلة‪ ،‬أعظمهم فتنة للناس « ورواه‪.‬‬
‫ل ل َ ْم أَ كُنْ ل ِأَ ْسجُد َ لِب َشَرٍ‬ ‫ن * قَا َ‬ ‫ك أَ َّلا تَكُونَ م َ َع ال َّسا ِ‬
‫جدِي َ‬ ‫يس م َا ل َ َ‬ ‫ي َِاإ بْل ِ ُ‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا روح‪ ،‬حدثنا ابن جريج‪ ،‬أخبرني أبو الزبير‪ ،‬أنه سمع‬ ‫خر ُجْ مِنْهَا ف َِإ َن ّ َ‬
‫ك رَجِيم ٌ *‬ ‫ل فَا ْ‬
‫ن * قَا َ‬
‫ل م ِنْ حَمَإ ٍ مَسْن ُو ٍ‬
‫خ َلَقْت َه ُ م ِنْ صَلْصَا ٍ‬
‫يقول‪:‬‬ ‫جابر بن عبد الل ّٰه يقول‪ ،‬سمعت رسول الل ّٰه‬ ‫َب ف َأَ نْظِرْنِي ِإلَى يَو ْ ِم يُبْع َث ُونَ *‬
‫ل ر ِّ‬ ‫ك َ‬
‫الل ّعْن َة َ ِإلَى يَو ْ ِم الد ِّي ِن * قَا َ‬ ‫و َِإ َ ّ‬
‫ن عَلَي ْ َ‬
‫» عرش إبليس على البحر‪ ،‬يبعث سراياه‪ ،‬فيفتنون الناس‪ ،‬فأعظمهم‬ ‫َب بِمَا أَ غْو َي ْتَنِي‬
‫ل ر ِّ‬
‫ْت ال ْمَعْلُو ِم * قَا َ‬
‫ن * ِإلَى يَو ْ ِم ال ْو َق ِ‬
‫ن ال ْمُنْظَرِي َ‬ ‫ل ف َِإ َن ّ َ‬
‫ك مِ َ‬ ‫قَا َ‬
‫عنده أعظمهم فتنة « تفرد به من هذا الوجه‪.‬‬
‫ض وَل َ ُأ ْغوِيَنّه ُ ْم أَ جْم َع ِينَ * ِإ َلّا عِبَادَك َ مِنْهُم ُ ال ْمُخْلَصِ ينَ‬
‫ل َ ُأز َيِّن َ َّن لَه ُ ْم فِي الْأَ ْر ِ‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا مؤمل‪ ،‬حدثنا حماد‪ ،‬حدثنا علي بن زيد‪ ،‬عن أبي‬
‫ن ِإ َلّا‬
‫ك عَلَيْه ِ ْم سُلْطَا ٌ‬ ‫َاط عَل َ َّي مُسْتَق ِيم ٌ * ِإ َّن عِبَادِي لَي َ‬
‫ْس ل َ َ‬ ‫ل هَذ َا صِر ٌ‬
‫* قَا َ‬
‫لابن صائد‪» :‬‬ ‫نضرة‪ ،‬عن جابر‪ ،‬بن عبد الل ّٰه قال‪ ،‬قال رسول الل ّٰه‬ ‫اب‬ ‫جه َ َن ّم َ لَمَوْعِد ُه ُ ْم أَ جْم َع ِينَ * لَهَا َ‬
‫سبْع َة ُ أَ ب ْو َ ٍ‬ ‫ن * و َِإ َ ّ‬
‫ن َ‬ ‫ن ال ْغ َاوِي َ‬ ‫ن ا َت ّبَع َ َ‬
‫ك مِ َ‬ ‫مَ ِ‬
‫ما ترى « ؟‪.‬‬
‫َاب مِنْه ُ ْم جُزْء ٌ م َ ْقس ُوم ٌ { ‪] 28 - [44‬الحجر‪. :‬‬
‫لب ٍ‬‫لِك ُ ّ ِ‬
‫قال‪ :‬أرى عرشًا على الماء‪ ،‬أو قال‪ :‬على البحر حوله حيات‪.‬‬
‫وقد ذكر تعالى‪ ،‬هذه القصة‪ ،‬في سورة البقرة‪ ،‬وفي الأعراف‪ ،‬وهاهنا‪،‬‬
‫‪ » :‬ذاك عرش إبليس « هكذا رواه في مسند جابر‪.‬‬ ‫قال‬
‫وفي سورة سبحان‪ ،‬وفي سورة طه‪ ،‬وفي سورة ص‪.‬‬
‫وقال في مسند أبي سعيد‪ :‬حدثنا عفان‪ ،‬حدثنا حماد بن سلمة‪ ،‬أنبأنا علي‬
‫وقد تكلمنا على ذلك كله‪ ،‬في مواضعه‪ ،‬في كتابنا )التفسير(‪ ،‬ولل ّٰه الحمد‪.‬‬
‫قال لابن‬ ‫بن زيد‪ ،‬عن أبي نضرة‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬أن رسول الل ّٰه‬ ‫وسنوردها في قصة آدم‪ ،‬إن شاء الل ّٰه‪.‬‬
‫صائد‪:‬‬
‫» ما ترى « ؟‬ ‫والمقصود‪ :‬أن إبليس أنظره الل ّٰه إلى يوم القيامة‪ ،‬محنة لعباده‪ ،‬واختبار ًا‬
‫ن ِإ َّلا لِنَعْلَم َ‬
‫منه لهم‪ ،‬كما قال تعالى‪ } :‬وَم َا ك َانَ لَه ُ عَلَيْه ِ ْم م ِنْ سُلْطَا ٍ‬
‫قال‪ :‬أرى عرشًا على البحر حوله الحيات‪.‬‬
‫ِيظ {‬
‫حف ٌ‬‫ل شَيْء ٍ َ‬ ‫َك وَر َُب ّ َ‬
‫ك عَلَى ك ُ ّ ِ‬ ‫خرَة ِ م َِم ّنْ ه ُو َ مِنْهَا فِي ش ٍّ‬
‫ن ب ِالْآ ِ‬
‫م َنْ يُؤْم ِ ُ‬
‫‪ » :‬صدق؛ ذاك عرش إبليس «‪.‬‬ ‫فقال رسول الل ّٰه‬
‫‪] [21‬سبأ‪. :‬‬
‫وروى الإمام أحمد‪ ،‬من طر يق معاذ التميمي‪ ،‬وأبي الزبير‪ ،‬عن جابر بن‬
‫الل ّه َ و َعَد َك ُ ْم وَعْد َ الْحَقّ ِ وَو َعَدْتُك ُ ْم‬
‫ن َ‬ ‫شيْطَانُ لَم ّا قُضِيَ الْأَ مْرُ ِإ َ ّ‬
‫ل ال َ ّ‬
‫} و َقَا َ‬
‫‪:‬‬ ‫عبد الل ّٰه قال‪ ،‬قال رسول الل ّٰه‬
‫ن ِإ َلّا أَ ْن دَعَو ْتُك ُ ْم فَاسْ ت َ َ‬
‫جب ْتُم ْ ل ِي‬ ‫ف َأَ خْلَفْتُك ُ ْم وَم َا ك َانَ ل ِي عَلَيْك ُ ْم م ِنْ سُلْطَا ٍ‬
‫» إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون‪ ،‬ولـكن في التحريش بينهم‬
‫«‪.‬‬ ‫خ َيّ ِإن ِ ّي َ‬
‫كفَر ْتُ‬ ‫خك ُ ْم وَم َا أَ ن ْتُم ْ بِمُصْرِ ِ‬
‫فَلَا تَلُوم ُونِي و َلُوم ُوا أَ نْفُسَك ُ ْم م َا أَ ن َا بِمُصْرِ ِ‬
‫وروى الإمام مسلم‪ ،‬من حديث الأعمش‪ ،‬عن أبي سفيان‪ ،‬طلحة بن‬ ‫ل ال َ ّذ ِي َ‬
‫ن آم َن ُوا‬ ‫َاب أَ ل ِيم ٌ * و َ ُأ ْد ِ‬
‫خ َ‬ ‫ل ِإ َّن ال َ ّ‬
‫ظالِمِينَ لَه ُ ْم عَذ ٌ‬ ‫ن م ِنْ قَب ْ ُ‬
‫بِمَا أَ شْرَكْ تُم ُو ِ‬

‫قال‪:‬‬ ‫نافع‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن النبي‬ ‫ن ر َ ّبِه ِ ْم‬


‫ن ف ِيهَا ب ِِإ ْذ ِ‬
‫تحْتِهَا الْأَ نْهَار ُ خ َالِد ِي َ‬
‫تجْرِي م ِنْ َ‬ ‫ات ج ََن ّ ٍ‬
‫ات َ‬ ‫و َعَم ِلُوا َ‬
‫الصّ الِ ح َ ِ‬
‫‪] 22 - [23‬إبراهيم‪:‬‬
‫» إن الشيطان يضع عرشه على الماء‪ ،‬ثم يبعث سراياه في الناس‪ ،‬فأقربهم‬ ‫‪.‬‬ ‫تح َِي ّتُه ُ ْم ف ِيهَا سَلَام ٌ {‬
‫َ‬
‫عنده منزلة‪ ،‬أعظمهم عنده فتنة‪ ،‬يجيء أحدهم فيقول‪ :‬مازلت بفلان‬ ‫فإبليس لعنه الل ّٰه حي الآن‪ ،‬منظر إلى يوم القيامة‪ ،‬بنص القرآن‪ ،‬وله‬
‫عرش على وجه البحر‪ ،‬وهو جالس عليه‪ ،‬ويبعث سراياه يلقون بين حتى تركته‪ ،‬وهو يقول‪ :‬كذا وكذا‪.‬‬
‫كيْد َ ال َّشيْطَا ِ‬
‫ن ك َانَ ضَع ِيف ًا فيقول إبليس‪ :‬لا والل ّٰه ما صنعت شيئًا‪ .‬و يجيء أحدهم فيقول‪ :‬ما‬ ‫الناس الشر والفتن‪ ،‬وقد قال الل ّٰه تعالى‪ِ } :‬إ َّن َ‬

‫تركته حتى فرقت بينه وبين أهله‪.‬‬ ‫{ ‪] [76‬النساء‪. :‬‬


‫وكان اسمه قبل معصيته العظيمة‪ :‬عزاز يل‪.‬‬
‫قال‪ :‬فيقربه‪ ،‬ويدنيه‪ .‬و يقول‪ :‬نعم أنت «‪.‬‬

‫يروى بفتح النون‪ ،‬بمعنى نعم‪ ،‬أنت ذاك الذي تستحق الإكرام‪،‬‬ ‫لابن صياد‪:‬‬ ‫قال النقاش‪ :‬وكنيته )أبو كردوس( ولهذا لما قال النبي‬

‫وبكسرها‪ ،‬أي نعم‪ ،‬منك‪ .‬وقد استدل به بعض النحاة‪ ،‬على جواز‬ ‫‪:‬‬ ‫ما ترى؟ قال‪ :‬أرى عرشًا على الماء‪ ،‬فقال له النبي‬
‫كون فاعل نعم مضمرًا‪ ،‬وهو قليل‪ .‬واختار شيخنا الحافظ أبو الحجاج‪،‬‬ ‫» اخسأ فلن تعدو قدرك « فعرف أن مادة مكاشفته التي كاشفه بها‪،‬‬
‫الأول‪ .‬ورجحه‪ ،‬ووجهه‪ ،‬بما ذكرناه‪ ،‬والل ّٰه أعلم‪.‬‬ ‫شيطانية‪ ،‬مستمدة من إبليس‪ ،‬الذي هو يشاهد عرشه على البحر‪ ،‬ولهذا‬
‫قال له اخسأ فلن تعدو قدرك‪ ،‬أي لن تجاوز قيمتك الدنية‪ ،‬الخسيسة‪،‬‬
‫وقد أوردنا هذا الحديث‪ ،‬عند قوله تعالى‪ } :‬م َا يُف َرِّق ُونَ بِه ِ بَيْنَ ال ْمَر ْء ِ‬
‫الحقيرة‪.‬‬
‫جه ِ { ‪] [102‬البقرة‪. :‬‬
‫وَز َ ْو ِ‬ ‫والدليل على أن عرش إبليس على البحر‪ ،‬الذي رواه الامام أحمد‪ ،‬حدثنا‬
‫‪٤‬‬

‫بدابته‪ ،‬فإذا سكن له زنقة أو ألجمه « قال أبو هريرة‪ :‬وأنتم ترون ذلك‪.‬‬ ‫يعني‪ :‬أن السحر المتلقي عن الشياطين‪ ،‬من الإنس‪ ،‬والجن‪ ،‬يتوصل به‬
‫إلى التفرقة بين المتآلفين‪ ،‬غاية التآلف‪ ،‬المتوادين‪ ،‬المتحابين‪ ،‬ولهذا يشكر‬
‫أما المزنوق‪ ،‬فتراه مائل ًا كذا لا يذكر إلا الل ّٰه‪.‬‬ ‫إبليس سعي من كان السبب في ذلك‪.‬‬
‫وأما الملجم‪ ،‬ففاتح فاه لا يذكر الل ّٰه عز وجل‪ .‬تفرد به أحمد‪.‬‬
‫فالذي ذ َمّه الل ّٰه يمدحه‪ ،‬والذي يغضب الل ّٰه يرضيه‪ ،‬عليه لعنة الل ّٰه‪ .‬وقد‬
‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا ابن نمير‪ ،‬حدثنا ثور‪ ،‬يعني ابن يزيد‪ ،‬عن‬ ‫أنزل الل ّٰه عز وجل سورتي المعوذتين‪ ،‬مطردة لأنواع الشر‪ ،‬وأسبابه‪،‬‬
‫‪:‬‬ ‫س * ِإلَه ِ مكحول‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬ ‫س * م َلِكِ َ‬
‫الن ّا ِ‬ ‫َب َ‬
‫الن ّا ِ‬ ‫وغاياته‪ .‬ولا سيما سورة } قُلْ أَ ع ُوذ ُ ب ِر ِّ‬

‫س * » العين حق و يحضرها الشيطان‪ ،‬وحسد ابن آدم «‪.‬‬


‫صد ُورِ الن َّا ِ‬ ‫س * ال َ ّذ ِي يُو َسْ و ُ‬
‫ِس فِي ُ‬ ‫س الْخنَ َّا ِ‬
‫س * م ِنْ شَرِّ ال ْو َسْ وَا ِ‬
‫النَّا ِ‬
‫س { ‪] [1-6‬الناس‪. :‬‬ ‫ن الْج َِن ّة ِ و َ‬
‫َالن ّا ِ‬ ‫مِ َ‬
‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬عن سفيان‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن ذر بن‬
‫وثبت في )الصحيحين( عن أنس‪ ،‬وفي صحيح البخاري‪ :‬عن صفية بنت عبد الل ّٰه الهمداني‪ ،‬عن عبد الل ّٰه بن شداد‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬جاء‬
‫فقال‪ :‬يا رسول الل ّٰه إني أحدث نفسي بالشيء ‪-‬‬ ‫رجل إلى النبي‬ ‫قال‪:‬‬ ‫حسين‪ ،‬أن رسول الل ّٰه‬

‫‪:‬‬ ‫لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به‪ .‬فقال النبي‬ ‫» إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم «‪.‬‬

‫عند مسلم صفية بنت حيي زوج النبي صلى الل ّٰه عليه و سلم‪ ،‬و هو الصواب‪.‬‬
‫» الل ّٰه أكبر‪ ،‬الحمد لل ّٰه الذي رد كيده إلى الوسوسة «‪.‬‬

‫وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي‪ :‬حدثنا محمد بن جبير‪ ،‬حدثنا عدي بن أبي ورواه أبو داود والنسائي من حديث منصور‪ ،‬زاد النسائي‪ ،‬والأعمش‬
‫كلاهما عن أبي ذر به‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عمارة‪ ،‬حدثنا ز ياد النميري‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا يحيى بن بكير‪ ،‬حدثنا الليث‪ ،‬عن عقيل‪ ،‬عن ابن‬ ‫» إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم‪ ،‬فإن ذكر الل ّٰه خنس‪،‬‬
‫‪:‬‬ ‫شهاب‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني عروة قال‪ :‬قال أبو هريرة‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬ ‫وإن نسي التقم قلبه‪ ،‬فذلك الوسواس الخناس «‪.‬‬

‫» يأتي الشيطان أحدكم فيقول‪ :‬من خلق كذا‪ ،‬من خلق كذا‪ ،‬حتى‬ ‫ولما كان ذكر الل ّٰه مطردة للشيطان عن القلب‪ ،‬كان فيه تذكار للناس كما‬
‫يقول من خلق ربك‪ ،‬فإذا بلغه فليستعذ بالل ّٰه ولينته «‪.‬‬ ‫ك ِإذ َا نَسِيتَ { ‪] [24‬الـكهف‪. :‬‬
‫قال تعالى‪ } :‬و َا ْذكُر ْ ر ََب ّ َ‬
‫وهكذا رواه مسلم من حديث الليث‪ ،‬ومن حديث الزهري‪ ،‬وهشام بن‬
‫} وَم َا أَ نْس َانِيه ُ ِإ َلّا ال َ ّ‬
‫شيْطَانُ أَ ْن أَ ْذك ُرَه ُ {‬ ‫وقال صاحب موسى‪:‬‬
‫عروة‪ ،‬كلاهما عن عروة به‪.‬‬
‫‪] [63‬الـكهف‪. :‬‬
‫ن ال َّشيْطَا ِ‬
‫ن‬ ‫ن َّاتقَو ْا ِإذ َا م َ َّسه ُ ْم طَائ ٌِف م ِ َ‬
‫ن الَّذ ِي َ‬
‫وقد قال الل ّٰه تعالى‪ِ } :‬إ َ ّ‬ ‫‪ [42‬الأية من جزء ]يوسف‪:‬‬
‫وقال تعالى‪ } :‬ف َأَ نْس َاه ُ ال َ ّ‬
‫شيْطَانُ ذِك ْر َ ر َبِّه ِ {‬
‫‪] [201‬الأعراف‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫تَذ َك ّر ُوا ف َِإذ َا ه ُ ْم مُبْصِر ُونَ {‬ ‫يعني‪ :‬الساقي لما قال له يوسف‪ :‬اذكرني عند ربك‪ ،‬نسي الساقي أن يذكره‬
‫لربه‪ .‬يعني مولاه الملك‪.‬‬
‫ات ال َّشيَاطِينِ * و َأَ ع ُوذ ُ ب ِ َ‬
‫ك‬ ‫ك م ِنْ هَم َز َ ِ‬
‫َب أَ ع ُوذ ُ ب ِ َ‬
‫وقال تعالى‪ } :‬و َقُلْ ر ِّ‬
‫ن { ‪] [97-98‬المؤمنون‪. :‬‬
‫يح ْضُر ُو ِ‬
‫َب أَ ْن َ‬
‫ر ِّ‬ ‫وكان هذا النسيان من الشيطان‪ ،‬فلبث يوسف في السجن بضع سنين‪،‬‬
‫ل الَّذ ِي نَجَا مِنْهُم َا و َادَّك َر َبَعْد َ ُأ َّمة ٍ { ‪] [45‬يوسف‪، :‬‬
‫ولهذا قال بعده‪ } ،‬و َقَا َ‬
‫ن نَزْغٌ فَاسْ ت َع ِ ْذ ب َِّالله ِ ِإنَّه ُ سَم ِي ٌع عَل ِيم ٌ‬
‫ن ال َّشيْطَا ِ‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬و َِإ َّما يَنْزَغ ََن ّ َ‬
‫ك مِ َ‬
‫أي‪ :‬مدة‪ .‬وقرىء بعد أمة‪ ،‬أي نسيان‪.‬‬
‫‪] [200‬الأعراف‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫{‬
‫وهذا الذي قلنا من أن الناسي هو الساقي هو الصواب من القولين‪ ،‬كما‬
‫ِيم *‬ ‫ن َ‬
‫الر ّج ِ‬ ‫شيْطَا ِ‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬ف َِإذ َا ق َرأْ َ تَ الْقُر ْآنَ فَاسْ ت َع ِ ْذ ب َِالل ّه ِ م ِ َ‬
‫ن ال َ ّ‬ ‫قررناه في التفسير‪ ،‬والل ّٰه أعلم‪.‬‬
‫ن آم َن ُوا و َعَلَى ر َ ّبِه ِ ْم يَت َو َ َكّلُونَ* ِإ َن ّمَا سُلْطَانُه ُ عَلَى‬
‫ن عَلَى ال َ ّذ ِي َ‬
‫ْس لَه ُ سُلْطَا ٌ‬ ‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن عاصم‪ِ ،‬إ َن ّه ُ لَي َ‬
‫ن ه ُ ْم بِه ِ مُشْرِكُونَ { ‪] -98 [100‬النحل‪. :‬‬ ‫ن يَت َو َ َّلو ْنَه ُ و َالَّذ ِي َ‬
‫الَّذ ِي َ‬
‫قال‪ :‬عثر بالنبي‬ ‫سمعت أبا تميمة‪ ،‬يحدث عن رديف رسول الل ّٰه‬
‫وروى الإمام أحمد‪ ،‬وأهل السنن‪ ،‬من حديث أبي المتوكل‪ :‬عن أبي‬
‫‪:‬‬ ‫حماره فقلت‪ :‬نفس الشيطان‪ ،‬فقال النبي‬
‫يقول‪:‬‬ ‫سعيد قال‪ :‬كان رسول الل ّٰه‬
‫» لا تقل نفس الشيطان‪ ،‬فإنك إذا قلت نفس الشيطان تعاظم‪ ،‬وقال‬
‫» أعوذ بالل ّٰه السميع العليم من الشيطان الرجيم‪ ،‬من همزه‪ ،‬ونفخه‪ ،‬ونفثه‬ ‫بقوتي صرعته‪ ،‬وإذا قلت‪ :‬بسم الل ّٰه تصاغر حتى يصير مثل الذباب «‪.‬‬
‫«‪.‬‬
‫وجاء مثله من رواية جبير بن مطعم‪ ،‬وعبد الل ّٰه بن مسعود‪ ،‬وأبي أسامة‬ ‫تفرد به أحمد وهو إسناد جيد‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا أبو بكر الحنفي‪ ،‬حدثنا الضحاك بن عثمان‪ ،‬عن سعيد الباهلي‪.‬‬
‫وتفسيره في الحديث‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المقبري‪ ،‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬
‫فهمزه‪ :‬الموتة‪ ،‬وهو الخنق الذي هو الصرع‪.‬‬
‫» إن أحدكم إذا كان في المسجد جاء الشيطان فأيس به‪ ،‬كما يئس الرجل‬
‫‪٥‬‬

‫قال‪ » :‬فإنه قد شرب معك من هو شر منه‪ :‬الشيطان «‪ .‬تفرد به أحمد‬ ‫ونفخه‪ :‬الـكبر‪ .‬ونفثه‪ :‬الشعر‪.‬‬
‫من هذا الوجه‪.‬‬
‫كان إذا دخل‬ ‫وثبت في )الصحيحين(‪ :‬عن أنس أن رسول الل ّٰه‬
‫وقال أيضًا‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن رجل‪،‬‬ ‫الخلاء قال‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬ ‫» أعوذ بالل ّٰه من الخبث والخبائث «‪.‬‬
‫» لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء «‪.‬‬ ‫قال كثير من العلماء‪ :‬استعاذ من ذكران الشياطين‪ ،‬وإناثهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وحدثنا عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الأعمش‪ ،‬عن أبي صالح‪،‬‬ ‫وروى الإمام أحمد عن شريح‪ ،‬عن عيسى بن يونس‪ ،‬عن ثور‪ ،‬عن‬

‫بمثل حديث الزهري‪.‬‬ ‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي‬ ‫الحسين‪ ،‬عن ابن سعد الخـير‪ ،‬وكان من أصحاب عمر‪ ،‬عن أبي هريرة‬
‫‪:‬‬ ‫قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬
‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا موسى‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن ابن الزبير أنه‬
‫» ومن أتى الغائط فليستتر‪ ،‬فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبًا فليستدبره‪ ،‬فإن‬
‫قال‪:‬‬ ‫سأل جابر ًا سمعت النبي‬
‫الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم‪ ،‬من فعل فقد أحسن‪ ،‬ومن لا فلا حرج‬
‫» إذا دخل الرجل بيته‪ ،‬فذكر اسم الل ّٰه حين يدخل‪ ،‬وحين يطعم‪ ،‬قال‬ ‫«‪.‬‬
‫الشيطان‪ :‬لا مبيت لـكم‪ ،‬ولا عشاء هاهنا‪.‬‬ ‫ورواه أبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث ثور بن يزيد به‪.‬‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن الأعمش‪ ،‬وإن دخل ولم يذكر اسم الل ّٰه عند دخوله‪ ،‬قال‪ :‬أدركتم المبيت‪.‬‬
‫عن عدى بن ثابت‪ ،‬قال‪ :‬قال سليمان بن صرد‪ :‬استب رجلان عند‬
‫‪ ،‬ونحن عنده جلوس‪ ،‬فأحدهما يسب صاحبه مغضبًا قد احمر وإن لم يذكر اسم الل ّٰه عند طعامه‪ ،‬قال‪ :‬أدركتم المبيت والعشاء‪ .‬قال‪:‬‬ ‫النبي‬
‫نعم «‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫وجهه‪ .‬فقال النبي‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا محمد‪ ،‬حدثنا عبدة‪ ،‬حدثنا محمد عن هشام بن‬
‫» إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد‪ ،‬لو قال‪ :‬أعوذ بالل ّٰه من عروة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬
‫‪:‬‬
‫» إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى يبرز‪ ،‬وإذا غاب حاجب‬ ‫الشيطان الرجيم «‪.‬‬
‫الشمس فدعوا الصلاة حتى يغيب‪ ،‬ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس‬
‫؟‪.‬‬ ‫فقالوا للرجل‪ :‬ألا تسمع ما يقول النبي‬
‫ولا غروبها‪ ،‬فإنها تطلع بين قرني الشيطان ‪ -‬أو الشياطين ‪ « -‬لا أدري‬
‫فقال‪ :‬إني لست بمجنون‪.‬‬
‫أي ذلك‪ ،‬قال هشام‪.‬‬
‫ورواه أيضًا مسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬من طرق عن الأعمش‪.‬‬
‫ورواه مسلم‪ ،‬والنسائي‪ ،‬من حديث هشام به‪.‬‬
‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن عبيد‪ ،‬حدثنا عبيد الل ّٰه بن عمر‪ ،‬عن‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عبد الل ّٰه بن مسلمة‪ ،‬عن مالك‪ ،‬عن عبد الل ّٰه بن‬
‫‪:‬‬ ‫نافع‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬أن رسول الل ّٰه‬
‫يشير إلى المشرق‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫دينار‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬قال‪ :‬رأيت رسول الل ّٰه‬
‫» ها إن الفتنة هاهنا‪ ،‬إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان «‪.‬‬ ‫» قال لا يأكل أحدكم بشماله‪ ،‬ولا يشرب بشماله‪ ،‬فإن الشيطان يأكل‬
‫بشماله ويشرب بشماله «‪.‬‬
‫هكذا رواه البخاري منفرد ًا به من هذا الوجه‪.‬‬
‫وهذا على شرط )الصحيحين( بهذا الإسناد‪ ،‬وهو في الصحيح من غير‬
‫‪:‬‬ ‫وفي السنن أن رسول الل ّٰه‬ ‫هذا الوجه‪.‬‬
‫وروى الإمام أحمد من حديث إسماعيل بن أبي حكيم‪ ،‬عن عروة‪ ،‬عن‬
‫نهى أن يجلس بين الشمس والظل‪ ،‬وقال‪ » :‬إنه مجلس الشيطان «‪.‬‬
‫وقد ذكروا في هذا معاني‪ .‬من أحسنها‪ :‬أنه لما كان الجلوس في مثل هذا‬ ‫أنه قال‪:‬‬ ‫عائشة‪ ،‬عن رسول الل ّٰه‬
‫الموضع فيه تشو يه بالخلقة‪ ،‬فيما يرى‪ ،‬كان يحبه الشيطان‪ ،‬لأن خلقته في‬ ‫» من أكل بشماله أكل معه الشيطان‪ ،‬ومن شرب بشماله شرب معه‬
‫الشيطان «‪.‬‬
‫نفسه مشوه‪ ،‬وهذا مستقر في الأذهان‪ ،‬ولهذا قال تعالى‪ } :‬طَل ْعُه َا ك َأَ ن َّه ُ‬
‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا محمد بن جعفر‪ ،‬أنبأنا شعبة‪ ،‬عن أبي ز ياد‬
‫ُؤوس ال َّشيَاطِينِ { ‪] [65‬الصافات‪. :‬‬ ‫ر ُ‬
‫أنه رأى رجل ًا يشرب‬ ‫الطحان‪ ،‬سمعت أبا هريرة‪ ،‬يقول عن النبي‬
‫الصحيح‪ :‬أنهم الشياطين‪ ،‬لا ضرب من الحيات‪ ،‬كما زعمه من زعمه من‬
‫قائمًا‪ ،‬فقال له‪:‬‬
‫المفسرين‪ ،‬والل ّٰه أعلم‪.‬‬
‫» قه «‪.‬‬
‫فإن النفوس مغروز فيها قبح الشياطين‪ ،‬وحسن خلق الملائكة‪ ،‬وإن لم‬
‫قال‪ :‬لم َ؟‪.‬‬
‫شيَاطِينِ {‪.‬‬ ‫ُؤوس ال َ ّ‬ ‫يشاؤوا‪ .‬ولهذا قال تعالى‪ } :‬طَل ْعُه َا ك َأَ َن ّه ُ ر ُ‬
‫قال‪ » :‬أيسرك أن يشرب معك الهر «‪.‬‬
‫َاش ل َِل ّه ِ م َا هَذ َا بَشَر ًا ِإ ْن هَذ َا‬
‫وقال النسوة لما شاهدن جمال يوسف‪ } :‬ح َ‬ ‫قال‪ :‬لا‪.‬‬
‫ِإ َلّا م َل َكٌ كَر ِيم ٌ { ‪] [31‬يوسف‪. :‬‬
‫‪٦‬‬

‫يزيد بن الهادي به‪.‬‬ ‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا يحيى بن جعفر‪ ،‬حدثنا محمد بن عبد الل ّٰه الأنصاري‪،‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا جرير‪ ،‬عن منصور‪،‬‬ ‫قال‪ » :‬إذا‬ ‫حدثنا ابن جريج‪ ،‬أخبرني عطاء‪ ،‬عن جابر‪ ،‬عن النبي‬
‫استجنح ‪ -‬أو كان جنح الليل ‪ -‬فكفوا صبيانكم‪ ،‬فإن الشياطين تنتشر عن أبي وائل‪ ،‬عن عبد الل ّٰه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حينئذ‪ ،‬فإذا ذهب ساعة من العشاء فحلوهم‪ ،‬وأغلق بابك‪ ،‬واذكر اسم‬
‫رجل نام ليله‪ ،‬ثم أصبح‪ ،‬قال‪ :‬ذاك رجل بال‬ ‫» ذكر عند النبي‬
‫ك سقاءك‪ ،‬واذكر اسم الل ّٰه‪،‬‬
‫الل ّٰه‪ ،‬وأطفئ مصباحك‪ ،‬واذكر اسم الل ّٰه‪ ،‬وأو ِ‬
‫الشيطان في أذنيه‪ ،‬أو قال‪ :‬في أذنه «‪.‬‬
‫وخمر إناءك‪ ،‬واذكر اسم الل ّٰه‪ ،‬ولو تعرض عليه شيئًا «‪.‬‬
‫ورواه مسلم‪ ،‬عن عثمان‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬كلاهما عن جرير به‪.‬‬
‫ورواه أحمد‪ :‬عن يحيى‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬وعنده‪:‬‬
‫وأخرجه البخاري أيضًا‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬من حديث منصور بن‬
‫المعتمر به‪.‬‬ ‫» فإن الشيطان لا يفتح مغلق ًا «‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا محمد بن يوسف‪ ،‬أنبأنا الأوزاعي‪ ،‬عن يحيى ابن‬
‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬عن قط‪ ،‬عن أبي الزبير‪ ،‬عن جابر قال‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫أبي كثير‪ ،‬عن أبي سلمة‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬
‫‪:‬‬ ‫قال رسول الل ّٰه‬
‫» إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان‪ ،‬وله ضراط‪ ،‬فإذا قضى أقبل‪ ،‬فإذا‬
‫» أغلقوا أبوابكم‪ ،‬وخمروا آنيتكم‪ ،‬وأوكئوا أسقيتكم‪ ،‬وأطفئوا سرجكم‪ ،‬فإن‬
‫ثوب بها أدبر‪ ،‬فإذا قضى أقبل‪ ،‬حتى يخطر بين الإنسان وقلبه‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫الشيطان لا يفتح باب ًا مغلق ًا‪ ،‬ولا يكشف غطاء‪ ،‬ولا يحل وكاء‪ ،‬وإن‬
‫اذكر كذا‪ ،‬وكذا‪ ،‬حتى لا يدري أثلاث ًا صلَّى‪ ،‬أم أربع ًا‪ ،‬فإذا لم يدرِ أثلاث ًا‬
‫الفويسقة تضرم البيت على أهله ‪ -‬يعني الفأرة ‪.« -‬‬
‫صلى أم أربع ًا‪ ،‬سجد سجدتي السهو «‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا آدم‪ ،‬حدثنا شعبة‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن سالم بن أبي‬
‫هكذا رواه منفرد ًا به‪ ،‬من هذا الوجه‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫الجعد‪ ،‬عن كريب‪ ،‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا أسود بن عامر‪ ،‬حدثنا جعفر يعني الأحمر‪ ،‬عن عطاء‬
‫» لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال‪ :‬اللهم جنبنا الشيطان‪ ،‬وجنب‬
‫‪:‬‬ ‫الشيطان ما رزقتني‪ ،‬فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان‪ ،‬ولم يسلط بن السائب‪ ،‬عن أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬

‫صوا الصفوف‪ ،‬فإن الشيطان يقوم في الخلل «‪.‬‬ ‫» را ُ ّ‬ ‫عليه «‪.‬‬


‫وحدثنا الأعمش‪ ،‬عن سالم‪ ،‬عن كريب‪ ،‬عن ابن عباس مثله‪.‬‬
‫وقال أحمد‪ :‬حدثنا أبان‪ ،‬حدثنا قتادة‪ ،‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن النبي‬
‫كان يقول‪:‬‬ ‫ورواه أيضًا عن موسى بن إسماعيل‪ ،‬عن همام‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن سالم‪،‬‬
‫قال‪:‬‬ ‫عن كريب‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬عن النبي‬
‫» را ُ ّ‬
‫صوا الصفوف‪ ،‬وقاربوا بينها‪ ،‬وحاذوا بين الأعناق‪ ،‬فوالذي نفس‬
‫محمد بيده‪ ،‬إني لأرى الشيطان‪ ،‬يدخل من خلل الصف‪ ،‬كأنه الحذف‬ ‫» أما لو أحدكم إذا أتى أهله قال‪ :‬بسم الل ّٰه‪ ،‬اللهم جنبنا الشيطان‪ ،‬وجنب‬
‫«‪.‬‬
‫الشيطان ما رزقتنا‪ ،‬فرزقا ولد ًا‪ ،‬لم يضره الشيطان «‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا أبو معمر‪ ،‬حدثنا عبد الوارث‪ ،‬حدثنا يونس‪ ،‬عن‬
‫حميد بن هلال‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬ ‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا إسماعيل‪ ،‬حدثنا أخي‪ ،‬عن سليمان‪ ،‬عن يحيى بن‬

‫‪:‬‬ ‫قال‪:‬‬ ‫سعيد‪ ،‬عن سعيد بن المسيب‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الل ّٰه‬

‫» يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد‪ ،‬يضرب » إذا َ ّ‬
‫مر بين يدي أحدكم شيء فليمنعه‪ ،‬فإن أبى فليمنعه‪ ،‬فإن أبى فليقاتله‪،‬‬
‫على كل عقدة مكانها‪ ،‬عليك ليل طو يل فارقد‪ ،‬فإن استيقظ فذكر الل ّٰه فإنما هو شيطان «‪.‬‬

‫انحلت عقدة‪ ،‬فإن توضأ انحلت عقدة‪ ،‬فإن صلى انحلت عقده كلها‪ ،‬ورواه أيضًا مسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬من حديث سليمان بن المغيرة‪ ،‬عن حميد‬
‫بن هلال به‪.‬‬ ‫فأصبح نشيطًا طيب النفس‪ ،‬وإلا أصبح خبيث النفس كسلان «‪.‬‬

‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو أحمد‪ ،‬حدثنا بشير بن معبد‪ ،‬حدثنا أبو‬ ‫هكذا رواه منفرد ًا به من هذا الوجه‪..‬‬
‫عبيد‪ ،‬حاجب سليمان‪ ،‬قال‪ :‬رأيت عطاء بن يزيد الليثي‪ ،‬قائمًا يصلي‪،‬‬ ‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا إبراهيم عن حمزة‪ ،‬حدثني ابن أبي حازم‪ ،‬عن‬
‫أمر بين يديه‪ ،‬فردني‪ ،‬ثم قال‪ :‬حدثني أبو سعيد الخدري‪ ،‬أن‬
‫فذهبت ّ‬ ‫يزيد‪ ،‬يعني ابن الهادي‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم‪ ،‬عن عيسى بن طلحة‪ ،‬عن‬
‫‪ ،‬قام يصلي صلاة الصبح‪ ،‬وهو خلفه يقرأ‪ ،‬فالتبست عليه‬ ‫رسول الل ّٰه‬ ‫قال‪:‬‬ ‫أبي هريرة‪ ،‬عن النبي‬
‫القراءة‪ ،‬فلما فرغ من صلاته‪ ،‬قال‪:‬‬
‫» إذا استيقظ أحدكم من منامه‪ ،‬فتوضأ‪ ،‬فاستنثر ثلاث ًا‪ ،‬فإن الشيطان‬
‫» لو رأيتموني وإبليس‪ ،‬فأهويت بيدي‪ ،‬فما زلت أخنقه‪ ،‬حتى وجدت برد‬ ‫يبيت على خيشومه «‪.‬‬
‫لعابه بين أصبعي هاتين‪ ،‬الإبهام والتي تليها‪ ،‬ولولا دعوة أخي سليمان‪،‬‬
‫ورواه مسلم‪ ،‬عن بشر بن الحكم‪ ،‬عن الدراوردي‪.‬‬
‫لأصبح مربوطًا بسار ية من سواري المسجد‪ ،‬يتلاعب به صبيان المدينة‪،‬‬
‫والنسائي‪ ،‬عن محمد بن زنبور‪ ،‬عن عبد العزيز بن أبي حازم‪ ،‬كلاهما عن‬
‫‪٧‬‬

‫‪ ،‬كان يقول في دعائه‪:‬‬ ‫وفي )سنن أبي داود(‪ ،‬أن رسول الل ّٰه‬ ‫فمن استطاع منكم‪ ،‬أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد‪ ،‬فليفعل «‪.‬‬

‫وروى أبو داود منه‪ » ،‬فمن استطاع إلى آخره « عن أحمد بن أبي سريج‪ » ،‬وأعوذ بك‪ ،‬أن يتخبطني الشيطان‪ ،‬عند الموت «‪.‬‬
‫عن أبي أحمد‪ ،‬محمد بن عبد الل ّٰه بن محمد بن الزبير به‪.‬‬
‫وروينا في بعض الأخبار‪ ،‬أنه قال‪:‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا محمود‪ ،‬حدثنا شبابة‪ ،‬حدثنا شعبة عن محمد بن‬
‫» يا رب وعزك‪ ،‬وجلالك‪ ،‬لا أزال أغويهم‪ ،‬ما دامت أرواحهم‪ ،‬في‬
‫أنه صلى صلاة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ز ياد‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي‬
‫أجسادهم‪ ،‬فقال الل ّٰه تعالى‪ :‬وعزتي وجلالي‪ ،‬ولا أزال أغفر لهم‪ ،‬ما‬
‫» إن الشيطان عرض لي‪ ،‬فس َّد عل َيّ لقطع الصلاة علي‪ ،‬فأمكنني الل ّٰه منه استغفروني «‪.‬‬
‫« فذكر الحديث‪.‬‬
‫وقال الل ّٰه تعالى‪ } :‬ال َّشيْطَانُ يَعِد ُكُم ُ الْفَقْر َ و َي َأْ م ُرُك ُ ْم ب ِالْف َحْ شَاء ِ و ََّالله ُ يَعِد ُك ُ ْم‬
‫س ٌع عَل ِيم ٌ { ‪] [268‬البقرة‪. :‬‬
‫مَغْف ِرَة ً مِن ْه ُ و َف َضْ ل ًا و ََالل ّه ُ و َا ِ‬ ‫و قد رواه مسلم‪ ،‬و النسائي‪ ،‬من حديث شعبة به‪ ،‬مطول ًا‪.‬‬

‫ولفظ البخاري‪ ،‬عند تفسير قوله تعالى‪ ،‬إخبار ًا عن سليمان عليه السلام فوعد الل ّٰه هو‪ :‬الحق المصدق‪ ،‬ووعد الشيطان هو‪ :‬الباطل‪.‬‬
‫أنه قال‪:‬‬
‫وقد روى الترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬في )صحيحه(‪ ،‬وابن أبي‬
‫ك أَ ن ْتَ حاتم‪ ،‬في )تفسيره(‪ ،‬من حديث عطاء بن السائب‪ ،‬عن مرة الهمداني‪،‬‬ ‫َب ا ْغفِر ْ ل ِي و َه َْب ل ِي م ُلْك ًا ل َا يَن ْبَغ ِي ل ِأَ حَدٍ م ِنْ بَعْدِي ِإ َن ّ َ‬
‫ل ر ِّ‬
‫} قَا َ‬

‫‪:‬‬ ‫عن ابن مسعود‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬ ‫ال ْو َ َه ّابُ { ‪] [35‬ص‪. :‬‬

‫» إن للشيطان لمة بابن آدم‪ ،‬وللملك لمة‪ ،‬فأما لمة الشيطان‪ ،‬فايعاد بالشر‪،‬‬ ‫من حديث روح‪ ،‬وغندر‪ ،‬عن شعبة‪ ،‬عن محمد بن ز ياد‪ ،‬عن أبي هريرة‪،‬‬
‫وتكذيب بالحق‪ ،‬وأما لمة الملك‪ ،‬فإيعاد بالخـير‪ ،‬وتصديق بالحق‪ ،‬فمن وجد‬ ‫قال‪:‬‬ ‫عن النبي‬
‫ذلك فليعلم أنه من الل ّٰه‪ ،‬فليحمد الل ّٰه‪ .‬ومن وجد الأخرى‪ ،‬فليتعوذ من‬
‫» إن عفريتًا من الجن‪ ،‬تفلت علي البارحة ‪ -‬أو كلمة نحوها ‪ -‬ليقطع علي‬
‫الشيطان‬
‫الصلاة‪ ،‬فأمكنني الل ّٰه منه‪ ،‬فأردت أن أربطه إلى سار ية من سواري‬
‫ثم قرأ‪ } :‬ال َّشيْطَانُ يَعِد ُكُم ُ الْفَقْر َ و َي َأْ م ُرُك ُ ْم ب ِالْف َحْ شَاء ِ و ََّالله ُ يَعِد ُك ُ ْم مَغْف ِرَة ً‬
‫المسجد‪ ،‬حتى تصبحوا‪ ،‬وتنظروا إليه كلـكم‪ ،‬فذكرت قول أخي سليمان‪:‬‬
‫س ٌع عَل ِيم ٌ { ‪] [268‬البقرة‪.« :‬‬ ‫مِن ْه ُ و َف َضْ ل ًا و ََالل ّه ُ و َا ِ‬
‫َب ا ْغفِر ْ ل ِي و َه َْب ل ِي م ُلْك ًا ل َا يَن ْبَغ ِي ل ِأَ حَدٍ م ِنْ بَعْدِي ِإ َن ّ َ‬
‫ك أَ ن ْتَ‬ ‫ل ر ِّ‬‫} قَا َ‬
‫وقد ذكرنا‪ ،‬في فضل سورة البقرة‪ ،‬أن الشيطان يفر من البيت‪ ،‬الذي‬ ‫ال ْو َ َه ّابُ { ‪ -‬قال روح ‪ :-‬فرده خاسئًا «‪.‬‬
‫تقرأ فيه‪.‬‬
‫وروى مسلم‪ ،‬من حديث أبي إدريس‪ ،‬عن أبي الدرداء‪ ،‬قال‪ :‬قام رسول‬
‫وذكرنا في فضل آية الـكرسي‪ ،‬أن من قرأها في ليلة‪ ،‬لا يقربه الشيطان‬
‫حتى يصبح‪.‬‬ ‫يصلي‪ ،‬فسمعناه يقول‪:‬‬ ‫الل ّٰه‬

‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عبد الل ّٰه بن يوسف‪ ،‬أنبأنا مالك عن سمي‪ ،‬عن‬ ‫» أعوذ بالل ّٰه منك‪ ،‬ثم قال‪ :‬ألعنك بلعنة الل ّٰه ثلاث ًا‪ ،‬وبسط يده‪ ،‬كأنه‬
‫‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫أبي صالح‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن رسول الل ّٰه‬ ‫يتناول شيئًا‪.‬‬

‫» من قال لا إله إلا الل ّٰه‪ ،‬وحده لا شر يك له‪ ،‬له الملك‪ ،‬وله الحمد‪ ،‬وهو‬ ‫فلما فرغ من الصلاة‪ ،‬قلنا يا رسول الل ّٰه‪ :‬قد سمعناك تقول في الصلاة‬
‫على كل شيء قدير‪ ،‬مائة مرة‪ ،‬كانت له عدل عشر رقاب‪ ،‬وكتبت له‬ ‫شيئًا‪ ،‬لم نسمعك تقوله قبل ذلك‪ ،‬ورأيناك بسطت يدك؟‪.‬‬
‫مائة حسنة‪ ،‬ومحيت عنه مائة سيئة‪ ،‬وكانت له حرز ًا من الشيطان‪ ،‬يومه‬
‫فقال‪ :‬إن عدو الل ّٰه إبليس‪ ،‬جاء بشهاب من نار‪ ،‬ليجمله في وجهي‪،‬‬
‫ذلك‪ ،‬حتى يمسي‪ ،‬ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به‪ ،‬إلا رجل عمل أكثر‬
‫من ذلك «‪.‬‬ ‫فقلت‪ :‬أعوذ بالل ّٰه منك‪ ،‬ثلاث مرات‪ ،‬ثم قلت‪ :‬ألعنك بلعنة الل ّٰه التامة‪،‬‬
‫فلم يستأخر‪ ،‬ثم أردت أخذه‪ ،‬والل ّٰه لولا دعوة أخينا سليمان‪ ،‬لأصبح‬
‫وقال البخاري‪ :‬أنبأنا أبو اليمان‪ ،‬أنبأنا شعيب‪ ،‬عن أبي الزناد‪ ،‬عن‬
‫موثق ًا يلعب به ولدان أهل المدينة «‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫الأعرج‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫وقال تعالى‪ } :‬فَلَا تَغ ُر ََّن ّكُم ُ الْحيََاة ُ ال ُد ّن ْيَا وَل َا يَغ ُر ََّن ّك ُ ْم ب َِّالله ِ الْغ َر ُور ُ {‬
‫» كل ابن آدم يطعن الشيطان‪ ،‬في جنبيه بإصبعه‪ ،‬حين يولد‪ ،‬غير عيسى‬
‫بن مريم‪ ،‬ذهب يطعن‪ ،‬فطعن في الحجاب «‪.‬‬ ‫‪] [33‬لقمان‪ . :‬يعني‪ :‬الشيطان‪.‬‬

‫حزْبَه ُ تفرد به من هذا الوجه‪.‬‬


‫شيْطَانَ لـَك ُ ْم عَد ُ ّو ٌ ف َ َاتّ خِذ ُوه ُ عَد ُ ً ّوا ِإ َن ّمَا ي َ ْدع ُو ِ‬
‫ن ال َ ّ‬‫وقال تعالى‪ِ } :‬إ َ ّ‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا عاصم بن علي‪ ،‬حدثنا بن أبي ذئب‪ ،‬عن سعيد‬ ‫سع ِير ِ { ‪] [6‬فاطر‪. :‬‬ ‫اب ال َ ّ‬‫صح َ ِ‬‫لِيَكُونُوا م ِنْ أَ ْ‬
‫قال‪:‬‬ ‫المقبري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي‬ ‫فالشيطان لا يألو الإنسان خبال ًا‪ ،‬جهده وطاقته‪ ،‬في جميع أحواله‪،‬‬
‫» التثاؤب من الشيطان‪ ،‬فإذا ٺثاءب أحدكم‪ ،‬فليرده ما استطاع‪ ،‬فإن‬ ‫وحركاته‪ ،‬وسكناته‪ ،‬كما صنف الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا‪ ،‬كتاب ًا في‬
‫أحدكم إذا قال‪ :‬ها‪ ،‬ضحك الشيطان «‪.‬‬ ‫سم ّاه‪) :‬مصائد الشيطان( وفيه فوائد َ‬
‫جم ّة‪.‬‬ ‫ذلك‪َ ،‬‬
‫‪٨‬‬

‫وقال تعالى إخبار ًا عن الجان‪ } :‬و َأَ َن ّا لَمَسْنَا ال َ ّ‬


‫سم َاء َ ف َوَجَدْن َاه َا م ُلِئ َْت حَرَسًا‬ ‫ورواه أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وصححه النسائي‪ ،‬من حديث ابن أبي‬
‫ذئب به‪.‬‬
‫شدِيد ًا و َشُه ُبًا * و َأَ َن ّا ك ُنَّا نَقْعُد ُ مِنْهَا مَق َاعِد َ لِل َّسم ِْع فَم َنْ يَسْتَم ِِع الْآنَ َ‬
‫يج ِ ْد لَه ُ‬ ‫َ‬
‫وفي لفظ‪:‬‬
‫صدًا { ‪] 8 - [9‬الجن‪. :‬‬
‫شِه َاب ًا ر َ َ‬
‫» إذا ٺثاءب أحدكم‪ ،‬فليكظم ما استطاع‪ ،‬فإن الشيطان يدخل «‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬وقال الليث‪ :‬حدثني خالد بن يزيد‪ ،‬عن سعيد بن أبي‬
‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬أنبأنا سفيان عن محمد بن عجلان‪،‬‬
‫هلال‪ ،‬أن أبا الأسود‪ ،‬أخبره عن عروة‪ ،‬عن عائشة‪ ،‬عن النبي‬
‫‪ :‬قال‪:‬‬ ‫عن سعيد المقبري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬
‫» الملائكة تحدث في العنان ‪ -‬والعنان الغمام ‪ -‬بالأمر يكون في الأرض‪،‬‬ ‫» إن الل ّٰه يحب العطاس‪ ،‬ويبغض‪ ،‬أو يكره التثاؤب‪ ،‬فإذا قال أحدكم‪:‬‬
‫فتسمع الشياطين الكلمة‪ ،‬فتقرها في أذن الكاهن‪ ،‬كما تقر القارورة‪،‬‬ ‫هاها‪ ،‬فإنما ذلك الشيطان‪ ،‬يضحك من جوفه «‪.‬‬
‫فيزيدون معها مائة كلمة «‪.‬‬ ‫ورواه الترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬من حديث محمد بن عجلان به‪.‬‬
‫هكذا رواه في صفة إبليس‪ ،‬معلق ًا عن الليث به‪.‬‬
‫ل ك َالْف َ َخ ّارِ *‪......‬‬
‫ق ال ِْإنْس َانَ م ِنْ صَلْصَا ٍ‬
‫قال الل ّٰه تعالى‪ } :‬خ َل َ َ‬
‫ورواه في صفة الملائكة‪ ،‬عن سعيد بن أبي مريم‪ ،‬عن الليث عن عبيد‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا الحسن بن الربيع‪ ،‬حدثنا أبو الأحوص‪ ،‬عن‬
‫الل ّٰه بن أبي جعفر‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود‪ ،‬عن عروة‪،‬‬
‫عن عائشة بنحوه‪ .‬تفرد بهذين الطر يقين دون مسلم‪.‬‬ ‫أشعث‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن مسروق‪ ،‬قال‪ :‬قالت عائشة‪ :‬سألت النبي‬
‫عن التفات الرجل في الصلاة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫وروى البخاري في موضع آخر‪ ،‬ومسلم من حديث الزهري‪ ،‬عن يحيى‬
‫» هو اختلاس يختلسه الشيطان‪ ،‬من صلاة أحدكم «‪.‬‬
‫بن عروة بن الزبير‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قالت عائشة‪ :‬سأل ناس النبي‬
‫وكذا رواه أبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬من رواية أشعث بن أبي الشعثاء‪ ،‬سليم‬
‫عن الـكهان‪ ،‬فقال‪ » :‬إنهم ليسوا بشيء «‪.‬‬
‫بن أسود المحاربي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن مسروق به‪.‬‬
‫فقالوا يا رسول الل ّٰه‪ :‬إنهم يحدثوننا أحيان ًا بشيء فيكون حق ًا‪.‬‬
‫وروى البخاري‪ ،‬من حديث الأوزاعي‪ ،‬عن يحيى بن أبي كثير‪ :‬حدثني‬
‫‪ » :‬تلك الكلمة من الحق‪ ،‬يخطفها من الجني‪ ،‬فيقرقرها في أذن‬ ‫فقال‬ ‫‪:‬‬ ‫عبد الل ّٰه بن أبي قتادة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬
‫وليه‪ ،‬كقرقرة الدجاجة‪ ،‬فيخلطون معها مائة كذبة «‪.‬‬
‫» الرؤ يا الصالحة من الل ّٰه‪ ،‬والحلم من الشيطان‪ ،‬فإذا حلم أحدكم‪ ،‬حلمًا‬
‫هذا لفظ البخاري‪.‬‬
‫يخافه‪ ،‬فليبصق عن يساره‪ ،‬وليتعوذ بالل ّٰه من شرها‪ ،‬فإنها لا تضره «‪.‬‬
‫وقال البخاري‪ :‬حدثنا الحميدي‪ ،‬حدثنا سفيان‪ ،‬حدثنا عمرو‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬
‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬حدثنا معمر عن همام‪ ،‬عن أبي عكرمة يقول‪ :‬سمعت أبا هريرة يقول‪ :‬إن نبي الل ّٰه‬
‫قال‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬
‫» إذا قضى الل ّٰه الأمر في السماء‪ ،‬ضربت الملائكة بأجنحتها خضعان ًا‬
‫» لا يشيرن أحدكم إلى أخيه بالسلاح‪ ،‬فإنه لا يدري أحدكم‪ ،‬لعل الشيطان لقوله‪ ،‬كأنه سلسلة على صفوان‪ ،‬فإذا فزع عن قلوبهم قالوا‪ :‬ماذا قال‬
‫ربكم؟‬ ‫أن ينزع في يده‪ ،‬فيقع في حفرة من النار «‪.‬‬

‫قالوا للذي قال‪ :‬الحق وهو العلي الـكبير‪.‬‬ ‫أخرجاه من حديث عبد الرزاق‪.‬‬

‫جعَل ْنَاه َا رُجُوم ًا فيسمعها مسترق السمع‪ ،‬ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض‪- ،‬‬ ‫سم َاء َ ال ُد ّن ْيَا بِمَصَابيِ َ‬
‫ح وَ َ‬ ‫وقال الل ّٰه تعالى‪ } :‬و َلَق َ ْد ز َ َي َ ّن ّا ال َ ّ‬
‫ووصف سفيان بكفه فحرفها‪ ،‬وبدد بين أصابعه ‪ -‬فيسمع الكلمة فيلقيها‬ ‫سع ِير ِ { ‪] [5‬الملك‪. :‬‬
‫شيَاطِينِ و َأَ عْتَدْن َا لَه ُ ْم عَذ َابَ ال َ ّ‬
‫لِل َ ّ‬
‫إلى من تحته‪ ،‬ثم يلقيها الآخر إلى من تحته‪ ،‬حتى يلقيها على لسان الساحر‬
‫ن‬
‫شيْطَا ٍ‬
‫ل َ‬
‫ح ْفظًا م ِنْ ك ُ ّ ِ‬ ‫وقال‪ِ } :‬إ َن ّا ز َ َّي َن ّا ال َّسم َاء َ ال ُد ّن ْيَا بِز ِينَة ٍ ال ْـكَوَاك ِ‬
‫ِب * و َ ِ‬
‫أو الكاهن‪ .‬فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها‪ ،‬وربما ألقاها قبل أن‬
‫يدركه فيكذب معها مائة كذبة‪.‬‬ ‫م َارِدٍ * ل َا ي َ َّس َمّع ُونَ ِإلَى ال ْمَل َ ِإ الْأَ ع ْلَى و َي ُ ْقذ َف ُونَ م ِنْ ك ُ ّ ِ‬
‫ل ج َان ٍِب * دُحُور ًا‬
‫ِب { فيقال‪ :‬أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا‪ ،‬كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة‬ ‫َاب ث َاق ٌ‬
‫ِف الْخ َ ْطف َة َ ف َأَ ت ْب َع َه ُ شِه ٌ‬ ‫خط َ‬ ‫ِب * ِإ َّلا م َنْ َ‬ ‫َاب و َاص ٌ‬ ‫و َلَه ُ ْم عَذ ٌ‬
‫التي سمعت من السماء «‪.‬‬
‫‪] 6 - [10‬الصافات‪. :‬‬
‫حفِظْنَاه َا انفرد به البخاري‪.‬‬ ‫سم َاء ِ ب ُر ُوج ًا وَز َ َي َ ّن ّاه َا ل ِ َلن ّاظِرِي َ‬
‫ن * وَ َ‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬و َلَق َ ْد جَعَل ْنَا فِي ال َ ّ‬
‫ن { وروى مسلم من حديث الزهري‪ ،‬عن علي بن الحسين زين العابدين‪ ،‬عن‬ ‫ن اسْ تَر َقَ ال َ ّ‬
‫َاب م ُبِي ٌ‬
‫س ْم َع ف َأَ ت ْبَع َه ُ شِه ٌ‬ ‫ِيم * ِإ َّلا م َ ِ‬
‫ن رَج ٍ‬‫شيْطَا ٍ‬
‫ل َ‬
‫م ِنْ ك ُ ّ ِ‬
‫نحو هذا‪.‬‬ ‫ابن عباس‪ ،‬عن رجال من الأنصار‪ ،‬عن النبي‬ ‫‪] 16 - [18‬الحجر‪. :‬‬
‫شيْطَان ًا فَه ُو َلَه ُقَرِي ٌن *‬
‫ن نُق َي ّ ِْض لَه ُ َ‬ ‫ْش ع َنْ ذِكْر ِ َ‬
‫الر ّحْم َ ِ‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬وَم َنْ يَع ُ‬ ‫ت بِه ِ ال َ ّ‬
‫شيَاطِينُ * وَم َا يَن ْبَغ ِي لَه ُ ْم وَم َا يَسْتَط ِيع ُونَ *‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬وَم َا تَنَز ّل َ ْ‬

‫يحْسَب ُونَ أَ َ ّنه ُ ْم مُه ْتَد ُونَ * ح ََت ّى ِإذ َا ج َاءن َا قَا َ‬
‫ل‬ ‫ل وَ َ‬ ‫ص ُ ّدونَه ُ ْم ع َ ِ‬
‫ن ال َ ّ‬
‫سب ِي ِ‬ ‫و َِإ َ ّنه ُ ْم لَي َ ُ‬ ‫ن ال َّسم ِْع لَمَعْز ُولُونَ { ‪] -210 [212‬الشعراء‪. :‬‬
‫ِإ َ ّنه ُ ْم ع َ ِ‬
‫‪٩‬‬

‫قال‪ » :‬نعم‪ ،‬ولـكن ربي أعانني عليه حتى أسلم «‪.‬‬ ‫ن { ‪] [36-38‬الزخرف‪. :‬‬
‫ْس الْقَرِي ُ‬
‫ك بُعْد َ ال ْمَشْرِقَيْنِ فَب ِئ َ‬
‫ي َالَي ْتَ بَيْنِي و َبَي ْن َ َ‬

‫وهكذا رواه مسلم عن هارون‪ ،‬وهو ابن سعيد الأيلي بإسناده نحوه‪.‬‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬و َقَي َّضْ نَا لَه ُ ْم ق ُر َن َاء َ ف َز َي ّن ُوا لَه ُ ْم م َا بَيْنَ أَ يْدِيه ِ ْم وَم َا خ َلْفَهُمْ‪....‬‬
‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا ابن لهيعة‪ ،‬عن موسى‬ ‫{ الآية ‪] [25‬فصلت‪. :‬‬

‫قال‪:‬‬ ‫ل قَرِين ُه ُ ر َ َب ّنَا م َا أَ طْ غَي ْت ُه ُ و َلـَكِنْ ك َانَ فِي ضَلَا ٍ‬


‫ل بَع ِيدٍ * بن وردان‪ ،‬عن أبي هريرة أن النبي‬ ‫وقال تعالى‪ } :‬قَا َ‬

‫» إن المؤمن لينصي شيطانه كما ينصي أحدكم بعيره في السفر «‪.‬‬ ‫ل لَد ََيّ‬ ‫تخ ْت َصِ م ُوا لَد ََيّ و َق َ ْد ق َ ّدمْتُ ِإلَيْك ُ ْم ب ِال ْوَعِيدِ * م َا يُب َ ّد ُ‬
‫ل الْقَو ْ ُ‬ ‫ل ل َا َ‬
‫قَا َ‬
‫وَم َا أَ ن َا بِظَلَّا ٍم لِلْع َب ِيدِ { ‪] [27-29‬ق‪. :‬‬
‫تفرد به أحمد من هذا الوجه‪ .‬ومعنى لينصي شيطانه‪ :‬ليأخذ بناصيته‬
‫فيغلبه‪ ،‬و يقهره كما يفعل بالبعير إذا شرد ثم غلبه‪.‬‬ ‫ل نَبِ ٍ ّي عَد ُ ً ّوا شَيَاطِينَ ال ِْإن ِ‬
‫ْس و َالْج ّ ِِن يُوحِي‬ ‫ك جَعَل ْنَا لِك ُ ّ ِ‬
‫وقال تعالى‪ } :‬وَكَذَل ِ َ‬
‫ك‬ ‫ل فَبِم َا أَ غْو َي ْتَنِي ل َأَ ق ْعُد َ َ ّ‬
‫ن لَه ُ ْم صِر َا َط َ‬ ‫وقوله تعالى إخبار ًا عن إبليس‪ } :‬قَا َ‬ ‫ل غ ُرُور ًا و َلَو ْ شَاء َ ر َُب ّ َ‬
‫ك م َا ف َع َلُوه ُ فَذَرْه ُ ْم وَم َا‬ ‫ُف الْقَو ْ ِ‬
‫خر َ‬
‫ض زُ ْ‬
‫بَعْضُه ُ ْم ِإلَى بَعْ ٍ‬
‫ال ْمُسْتَق ِيم َ * ث َُم ّ ل َآتِيَنّه ُ ْم م ِنْ بَيْنِ أَ يْدِيه ِ ْم وَم ِنْ خ َلْفِه ِ ْم وَع َنْ أَ يْمَانِه ِ ْم وَع َنْ‬ ‫ضوْه ُ و َلِيَقْتَر ِف ُوا‬
‫خرَة ِ و َلِيَرْ َ‬ ‫يَفْت َر ُونَ * و َلِت َصْ غ َى ِإلَيْه ِ أَ ف ْئِدَة ُ ال َ ّذ ِي َ‬
‫ن ل َا يُؤْم ِن ُونَ ب ِالْآ ِ‬
‫‪] [16-17‬الأعراف‪:‬‬ ‫‪] 112 −[113‬الأنعام‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫ن{‬
‫تجِد ُ أَ كْ ثَر َه ُ ْم شَاكِر ِي َ‬
‫شَمَائِلِه ِ ْم وَل َا َ‬ ‫‪.‬‬ ‫م َا ه ُ ْم مُقْتَرِف ُونَ {‬
‫قال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا هاشم بن القاسم‪ ،‬حدثنا أبو عقيل ‪-‬هو عبد الل ّٰه‬ ‫وقد قدمنا في صفة الملائكة ما رواه أحمد‪ ،‬ومسلم‪ ،‬من طر يق منصور‬
‫بن عقيل الثقفي‪ ،‬حدثنا موسى بن المسيب‪ ،‬عن سالم بن أبي الجعد‪ ،‬عن‬ ‫عن سالم بن أبي الجعد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬واسمه رافع‪ ،‬عن ابن مسعود قال‪ :‬قال‬
‫قال‪:‬‬ ‫سبرة بن أبي فاكه‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول الل ّٰه‬ ‫‪:‬‬ ‫رسول الل ّٰه‬
‫» إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه‪ ،‬فقعد له بطر يق الإسلام‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫» ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن‪ ،‬وقرينه من الملائكة‪.‬‬
‫أتسلم وتذر دينك ودين آبائك؟‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬وإياك يا رسول الل ّٰه؟‬
‫قال‪ :‬فعصاه وأسلم‪.‬‬
‫قال‪ :‬وإياي‪ ،‬ولـكن الل ّٰه أعانني عليه فلا يأمرني إلا بخـير «‪.‬‬
‫قال‪ :‬وقعد له بطر يق الهجرة‪ ،‬فقال‪ :‬أتهاجر وتذر أرضك وسماءك؟ وإنما‬
‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا جرير عن قابوس‪،‬‬
‫مثل المهاجر كالفرس في الطول‪.‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬واسمه حصين بن جندب‪ ،‬وهو أبو ظبيان الجنبي‪ ،‬عن ابن‬
‫فعصاه وهاجر‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫عباس قال‪ :‬قال رسول الل ّٰه‬
‫ثم قعد له بطر يق الجهاد‪ ،‬وهو جهد النفس والمال‪ .‬فقال‪ :‬أتقاتل فتقتل‬
‫» ليس منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الشياطين‪.‬‬
‫فتنكح المرأة و يقسم المال؟‬
‫قال‪ :‬فعصاه وجاهد‪.‬‬ ‫قالوا‪ :‬وأنت يا رسول الل ّٰه؟‪.‬‬

‫‪ :‬فمن فعل ذلك منهم كان حق ًا على الل ّٰه أن يدخله‬ ‫قال رسول الل ّٰه‬ ‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬ولـكن الل ّٰه أعانني عليه فأسلم «‪.‬‬

‫الجنة‪ ،‬وإن قتل كان حق ًا على الل ّٰه أن يدخله الجنة‪ ،‬وإن كان غرق كان‬ ‫تفرد به أحمد وهو على شرط الصحيح‪.‬‬
‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا هارون‪ ،‬حدثنا عبد الله بن وهب‪ ،‬أخبرني أبو حق ًا على الل ّٰه أن يدخله الجنة‪ ،‬وإن وقصته دابته كان حق ًا على الل ّٰه أن‬
‫ّٰ‬
‫يدخله الجنة «‪.‬‬
‫صخر‪ ،‬عن يزيد بن قسيط‪ ،‬حدثه أن عروة بن الزبير‪ ،‬حدثه أن عائشة‬
‫وقال الإمام أحمد‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا عبادة بن مسلم الفزاري‪ ،‬حدثني‬
‫خرج من عندها ليل ًا قالت‪:‬‬ ‫حدثته أن رسول الل ّٰه‬ ‫زوج النبي‬
‫جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم‪ ،‬سمعت عبد الل ّٰه بن عمر يقول‪:‬‬
‫فغرت عليه‪ ،‬قالت‪ :‬فجاء‪ ،‬فرأى ما أصنع‪ ،‬فقال‪ » :‬مالك يا عائشة أغرت‬
‫يدع هذه الدعوات حين يصبح‪ ،‬وحين يمسي‪:‬‬ ‫لم يكن رسول الل ّٰه‬ ‫«‪.‬‬
‫قالت‪ :‬فقلت ومالي أن لا يغار مثلي على مثلك‪.‬‬
‫» اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة‪ ،‬اللهم إني أسألك العفو‬
‫والعافية في ديني‪ ،‬ودنياي‪ ،‬وأهلي‪ ،‬ومالي‪ .‬اللهم استر عوراتي‪ ،‬وآمن‬ ‫‪ » :‬أفأخذك شيطانك «‪.‬‬ ‫فقال رسول الل ّٰه‬
‫روعاتي‪ ،‬اللهم احفظني من بين يدي‪ ،‬ومن خلفي‪ ،‬وعن يميني وعن‬
‫قالت يا رسول الل ّٰه‪ :‬أو معي شيطان؟‬
‫شمالي‪ ،‬ومن فوقي‪ ،‬وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي «‪.‬‬
‫قال‪ » :‬نعم «‪.‬‬
‫قال وكيع‪ :‬يعني الخسف‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومع كل إنسان‪.‬‬
‫ورواه أبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬والحاكم‪ ،‬من حديث‬
‫قال‪ » :‬نعم «‪.‬‬
‫عبادة بن مسلم به‪ .‬وقال الحاكم صحيح الإسناد‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومعك يا رسول الل ّٰه؟‬
‫هامش‬
١٠
١١

‫ والمساهمون والتراخيص‬،‫مصادر النص والصور‬ ١


‫ النص‬١.١
https://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9% :‫باب خلق الجان وقصة الشيطان المصدر‬/‫الجزء الأول‬/‫• البداية والنهاية‬
8A%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1_
%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84/%D8%A8%D8%A7%D8%A8_%D8%AE%D9%84%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%AC%
D8%A7%D9%86_%D9%88%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86?oldid=229702
1 :‫ مصعب و مجهولون‬،Adam nohe، CipherBot، Obaydbot~arwikisource :‫المساهمون‬

‫ الصور‬٢.١
https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/c/c5/Mohamed_peace_be_upon_ :‫ المصدر‬Mohamed_peace_be_upon_him.svg:‫• ملف‬
Bakkouz :‫ عمل شخصي الفنان الأصلي‬:‫ المساهمون‬CC-BY-SA-3.0 :‫ الترخيص‬him.svg

‫ترخيص المضمون‬ ٣ .١
Creative Commons Attribution-Share Alike 3.0 •

Vous aimerez peut-être aussi