Vous êtes sur la page 1sur 34

‫إلى اإلنسانة األهم في حياتي‪ ،‬أمي الحبيبة التي وهبتني كل شيء‪ ،‬كانت وما‬

‫دائما مصدر الدفء والطمأنينة‪..‬‬


‫زالت بالنسبة لي ً‬
‫إلى أبي الغالي‪ ،‬الذي أحبه أكثر مما يظن‪ ،‬والذي هو قدوتي في كثير من‬
‫مفاصل شخصيتي دون أن يعلم‪..‬‬
‫إلى زوجتي ومحبوبتي وصديقتي‪ ،‬والتي هي مصدر بهجتي‪ ،‬وقمري الذي‬
‫يطلع كل مساء من نافذة الكلمات‪..‬‬
‫إلى أخي األكبر المشاكس وأخواتي البنات األربعة‪..‬‬
‫أثرا قبل الرحيل‪..‬‬
‫إلى معلمي األول الذي همس في أذني أن أترك ً‬
‫ضل‬
‫المف ّ‬
‫وصديقي األعز الذي قضى ليلة نابغيّة في مراجعة الكتاب‪ ..‬ورفيقي ٌ‬
‫صاحب اليوسفي‪..‬‬
‫وصديقي (األنتيخ) القديم‪..‬‬
‫إلى رفاق دربي الثمانية‪..‬‬


www.braheen.com
info@braheen.com
alshehri@braheen.com
t.braheen.com fb.braheen.com
i.braheen.com y.braheen.com
8
‫هناك مثل إنجليزي قديم يقول‪:‬‬

‫‪“A jack of all trades is master of none”.‬‬

‫أي أن من يتعاط حرفًا كثيرة‪ ،‬ال يجيد شيئًا منها‪ !..‬ويقابل ذلك عند العرب‬
‫الكارات قليل البارات" والبارات هي الدراهم‪ ،‬أي أن من يعمل الكثير‬
‫قولهم‪" :‬كثير ّ‬
‫من المهن ال يملك الكثير من المال‪ ،‬باعتباره لن يجيد أيًّا منها‪ ..‬بالطبع هذا ال ينطبق‬
‫على بالدنا‪ ،‬وال ينطبق على (عم جمال) حارس العقار الذي يمسح السيارات ويغير‬
‫أسطوانة الغاز ويحمل الحقائب ويصلح السباكة ويجعلك تتحسر على راتبك كطبيب‬
‫الذي بالتأكيد لن يتفوق على راتب عم جمال‪..‬‬

‫في المعرفة والقراءة هناك مثل التيني آخر يقول‪" :‬خذ حذرك من رجل الكتاب‬
‫الواحد"‪ ،‬بالطبع ترجمت المثل مباشرة ولم أنقل أصله ألني لو اكتشفت أن أح ًدا م ّمن‬
‫سيقرؤون هذا الكالم يجيد الالتينية بالفعل فسيتوقف قلبي رعبًا‪!..‬‬

‫سهال على‬‫رجال ً‬ ‫خذ حذرك من رجل الكتاب الواحد‪ ،‬ألنه ببساطة لن يكون ً‬
‫اإلطالق‪ ،‬هذا رجل أفنى حياته في تفاصيل هذا الكتاب (الذي سيكون كتابًا ه ًاما في‬
‫كثيرا ولكن في‬
‫العادة)‪ ،‬وأتقن كل معارفه‪ !..‬كما كان يقول (بليني)‪" :‬علينا أن نقرأ ً‬
‫كتب قليلة"‪!..‬‬

‫تشتهر هذه الهواية بين الكتّاب بشكل خاص‪ ،‬حيث أنه من أسهل طرق تنمية‬
‫الكتابة هي العكوف على كاتب بعينه أو كتاب ما لحفظ وإجادة أسلوبه ومن ثم يبدأ‬
‫من حيث انتهى هو ليضيف سماته الخاصة‪..‬‬

‫مثال (وليام جونز) الذي كان يتم قراءة أعمال (شيشرون) كل عام‬
‫خذ عندك ً‬
‫مرة‪ !..‬لم يكن جونز هو المولع الوحيد بشيشرون‪ ،‬فحين ُسئل (أرنو) عن أفضل‬
‫‪9‬‬
‫وسيلة يمكن للمرء أن يكون فيها صاحب أسلوب جيد في الكتابة نصحه بالقراءة‬
‫اليومية ألعمال (شيشرون) فقال له السائل‪ :‬أنا أقصد األسلوب الجيد في اللغة‬
‫ضا‬
‫الفرنسية وليس الالتينية‪ ،‬فقال له أرنو‪" :‬في هذه الحالة فإن عليك أن تقرأ أي ً‬
‫لشيشرون"‪!..‬‬
‫كان (ديموشينس) يستمتع بتاريخ (ثيوديوس) لدرجة أنه نسخه ثماني مرات‬
‫بيده‪ !..‬ومن جديد‪ ،‬لو كنت تعلم من هو ديموشينس أو ثيوديوس فسوف يتوقف قلبي‬
‫ضا من الرعب‪ ..‬وكانت كتب (ميكافيللي) ال تفارق يد (نابليون بونابرت)‪ ،‬وبنفس‬ ‫أي ً‬
‫الحماس الذي جعل (بروتس) –الذي يعرفه كل واحد منا من عبارة يوليوس قيصر‪:‬‬
‫حتى أنت يا بروتس– يقضي آخر ليلة له يلخص نسخة من (بوليبيوس) الذي كان‬
‫يعشقه في الليلة التي سبقت معركته مع أوكتافيوس وأنطونيوس‪ ..‬ويُقال أن (فولتير)‬
‫دائما نسخة من (أتالي) لـ (راسين)‪..‬‬
‫كان يضع على مكتبه ً‬
‫مثال كتاب (صحيح البخاري)‬
‫في تراثنا اإلسالمي هناك نماذج أشد غرابة‪ ،‬فلدينا ً‬
‫الذي وقع في غرامه الكثير من المحققين األوائل للدرجة التي تجعلهم يكررونه‬
‫عشرات المرات‪ ،‬حتى كرره (سليمان بن إبراهيم اليمني) ‪ 051‬مرة‪ ،‬وكرره (أبو بكر‬
‫بن عطية) ‪ 011‬مرة‪!..‬‬
‫مثال (المزني) ظل ينظر في كتاب‬
‫حتى في غير كتب السنة وقع مثل هذا الغرام‪ً ،‬‬
‫المدونة) ألف مرة‪!..‬‬
‫عاما‪ ،‬بينما درس (ابن تبان) كتاب ( ّ‬
‫(الرسالة) للشافعي خمسين ً‬
‫وأما (أحمد بن عمر اليماني) فقد اشتُهر بمعرفة كتاب (الوسيط في الفقه الشافعي)‬
‫للغزالي‪ ،‬حتى كان يعرف أين مكان المسألة فيه‪ ،‬وفي أي صفحة هي‪ ،‬بعد أن أُصيب‬
‫بالعمى‪!..‬‬
‫ذرعا بهذه المبالغات التي ال تكاد تُص ّدق في عشق الكتاب‬
‫لو كنت قد ضقت ً‬
‫الواحد‪ ،‬فدعني أزيدك من الشعر آخر بيت‪ ،‬حين أذ ّكرك أن هناك من هؤالء من تغيّرت‬

‫‪01‬‬
‫تبعا لهذا العشق‪ ،‬فـ (جمال الدين األشمومي) صار اسمه‪:‬‬ ‫أسماؤهم بالكامل ً‬
‫(الوجيزي) من كثرة عنايته واهتمامه بكتاب (الوجيز في الفقه الشافعي) للغزالي‪ ،‬ولُقب‬
‫(الزركشي) بـ (المنهاجي) نسبةً إلى (منهاج الطالبين) للنووي‪ ،‬بينما عُرف (محمد بن‬
‫سليمان محي الدين) بـ (الكافيجي) لكثرة اشتغاله بـ (الكافية) في علم النحو‪!..‬‬

‫هؤالء وأولئك من محبي الكتاب الواحد قد اختاروا طواعيةً أال يلتفتوا للكثير من‬
‫الكت ب‪ ،‬وآمنوا من داخلهم أنه ليس كل ما هو مكتوب فهو جدير بالقراءة‪ ،‬تلك‬
‫القاعدة التي نتعلمها نحن بالطريقة الصعبة حين نفني الكثير من أعمارنا في قراءة‬
‫الهراء‪ ،‬وحين نتابع بشغف المهاترات الموسمية التي تنتهي بمرور الوقت وتفنى معها‬
‫األعمار والهمم‪..‬‬

‫في أحد أعداد مجلة (المختار) التي كانت ترجمة لمجلة (‪)Reader’s Digest‬‬
‫فها‬
‫مقاال تا ً‬
‫األمريكية (أعلنت هذه المجلة إفالسها منذ سنوات قليلة) كتب أحدهم ً‬
‫قرائه أن يتجاهلوا هذا المقال‪ !..‬من فضلك ال‬
‫ال يحوي أي شيء ذي قيمة طالبًا من ّ‬
‫تقرأ هذا المقال‪ ،‬فهو لن يفيدك بأي شيء‪ ..‬كذا ظل الكاتب طوال المقال يذكر‬
‫قراءه‪ ،‬واعتبر نفسه قد فشل إن استطاع أحد بالفعل في الوصول إلى آخره‪ ..‬معنى‬
‫ّ‬
‫أنك قرأت هذا المقال آلخره‪ ،‬أنك لن تستطيع أن تتجاهل أي شيء مقروء‪ ..‬بمعنى‬
‫آخر أنت قد ضعت يا صاحبي وسط ماليين العناوين المطبوعة التي ال تعنيك بشيء‪!..‬‬

‫على أن اختيارك للكتاب الواحد هذا قد يعني نجاحك أو فشلك المعرفي في‬
‫الحياة‪ ،‬فال أظن أنك تحب أن تفني عمرك في دراسة وتحليل أحد مجلدات‬
‫ضا أن (هوي ودوي ولوي) –أو‬ ‫(ميكي)‪ !..‬وعلى ذكر (ميكي) عليك أن تتذكر أي ً‬
‫شافة)‬
‫(سوسو ولولو وتوتو) كما نعرفهم نحن في مصر– كانوا يملكون كتاب (الك ّ‬

‫‪00‬‬
‫الذي يحوي كل شيء وكل سر في الحياة‪ ،‬من جديد فإن ثقافة الكتاب الواحد تتكرر‬
‫في الوعي اإلنساني بأبسط صور هذا الوعي‪ :‬قصص األطفال‪!..‬‬

‫مقومات اختيار هذا الكتاب نحتاج إليها فقط حين تكون البدائل متكافئة ومحيّرة‪،‬‬
‫ّ‬
‫أما عند عدم تكافؤ هذه االختيارات‪ ،‬وعند وجود الفجوة العمالقة بين إحداها والبقيّة‪،‬‬
‫مقومات االختيار وطرائقه يعتبر ضربًا من المزاح الثقيل‪ ،‬أو السخرية المقنعة‪..‬‬
‫فإن ذكر ّ‬
‫الشهي‬
‫ّ‬ ‫إنه وكأني أحاول إقناعك أن وجبة اللحم المشويّة ذات الرائحة النفاذة والطعم‬
‫أفضل من شطيرة الفول البارد التي أعدها لك (عم أشرف) بأصابع متسخة على عربة‬
‫مهترئة في شارع يغرق في مياه الصرف‪!..‬‬

‫عند هذا التفاوت الكبير في االختيار يتحول األمر من عملية (ذوق) و(اجتهاد)‬
‫اجعا إليك في تحديد كتابك الواحد الذي‬
‫إلى عملية (صواب وخطأ)‪ ،‬األمر لم يعد ر ً‬
‫عما إذا كنت ستنجح في اختيارك لهذا الكتاب تحدي ًدا‬
‫اختبارا ّ‬
‫ً‬ ‫ترغب به‪ ،‬األمر صار‬
‫أم ال‪..‬‬

‫وحين نتحدث عن القرآن الكريم‪ ،‬فإننا –ال شك تعلمون– ال نستطيع أن نضعه‬


‫في مقارنة مع أي كتاب آخر‪ ،‬إذ أن القرآن كالم خالق الكون‪ ،‬إرشا ٌد من الحكيم‪،‬‬
‫إخبار من عالم الغيوب‪ ،‬تزكيةٌ من الحي القيوم‪ ،‬تربيةٌ من رب العالمين‪ ،‬ورسالته إلى‬ ‫ٌ‬
‫ساكني هذا الوجود المترامي األبعاد‪ ..‬كما قال ‪﴿ :‬وإنَّك لتُـل َّقى الْ ُق ْرآن م ْن ل ُد ْن‬
‫القرآن ليس فقط االختيار الصائب لكتابك الواحد ولكنه‬ ‫(النمل ‪..)6‬‬ ‫حك ٍيم عل ٍيم﴾‬
‫المفترض أن يكون هو االختيار الوحيد‪!..‬‬

‫كتاب يغني عن‬


‫القرآن هو الكتاب األمثل لفكرة الكتاب الواحد‪ ،‬فلو كان هناك ٌ‬
‫قطعا هذا الكتاب المعجز‪﴿ :‬أول ْم ي ْكفه ْم أنَّا أنْـزلْنا عل ْيك الْكتاب‬
‫بقية الكتب فهو ً‬

‫‪01‬‬
‫المتبحر في‬
‫ّ‬ ‫يـُْتـلى عل ْيه ْم إ َّن في ذلك لر ْحمةً وذ ْكرى لق ْوٍم يـُ ْؤمنُون﴾ (العنكبوت ‪ ..)50‬إن‬
‫علوم القرآن هو أولى الناس بالتحذير الالتيني‪ :‬خذ حذرك من رجل الكتاب الواحد‪!..‬‬
‫‪‬‬
‫أريد أن أنتقل بك –اسمح لي– إلى منطقة أخرى من مناطق تقديمي لهذا‬
‫سؤاال ما أو مجموعة أسئلة تشعر وكأنها‬
‫الكتاب‪ ..‬هل سبق لك أن شعرت أن هناك ً‬
‫موحدة قد بُرمجت عليها كل الكائنات البشرية‪..‬؟؟‬
‫أقرب لشفرة ّ‬
‫طبعا األسئلة التي سألناها كلنا ونحن صغار مثل‪ :‬لماذا السماء زرقاء‪..‬؟‬
‫ال أقصد ً‬
‫لماذا يجب أن أذهب للمدرسة‪..‬؟ لماذا تحب سالحف النينجا البيتزا إلى هذا‬
‫الحد‪..‬؟ فصحيح أن هذه األسئلة يشترك في الحيرة بشأنها كل البشر إال أن دافعها‬
‫الفضول وليس أكثر‪..‬‬

‫ولكني أتحدث عن نوعية األسئلة الوجودية التي تتعلق بفهمنا للواقع الذي وجدنا‬
‫أنفسنا فيه فجأة‪ !..‬تلك األسئلة التي (وجدنا) أنفسنا مغموسين فيها دون أن ندري‪..‬‬
‫حيث انزلق وعينا اإلنساني الذكي بشكل مفاجئ من ذلك العالم الساكن الغامض‬
‫تماما يمكننا‬
‫مذكورا إلى عالم مادي واقعي ً‬
‫ً‬ ‫الذي كان يحيا فيه حين لم نكن بعد شيئًا‬
‫فيه أن نشعر بهواء البحر‪ ،‬وبطعم الحلوى‪ ،‬وبرائحة األزهار‪ ،‬وبصوت منبهات‬
‫ضا فيه بمذاق الجمال‪ ،‬وبدفء الحب‪،‬‬
‫السيارات في الشارع المزدحم‪ ..‬ونشعر أي ً‬
‫وبرهبة العجز وألم الخيانة‪..‬‬

‫غموضا مما يبدو في أذهاننا السريالية المليئة‬


‫ً‬ ‫وجدنا أنفسنا في عالم مادي أقل‬
‫مما تحتاجه المتطلبات الحياتية‪ !..‬حينها‬
‫بالمعاني المجردة‪ ،‬مع وعي فريد أكثر تعقي ًدا ّ‬

‫‪01‬‬
‫بدأنا نتساءل‪ :‬من أين أتينا‪..‬؟ وإلى أين سنذهب‪..‬؟ ترى ما المصير‪..‬؟ ترى من‬
‫أوجدنا‪..‬؟ ترى ماذا يريده منا‪..‬؟‬

‫ثم قد تتخذ هذه األسئلة طعم االحتجاج أحيانًا‪ !..‬لماذا رسبت في االختبار‬
‫طوال‪..‬؟ هل اخترت‬
‫ونجح زميلي‪..‬؟ ألنني اخترت أال أذاكر‪ ..‬إ ًذا لماذا أنا أقصر منه ً‬
‫ضا كذلك‪..‬؟ إذن هناك من األشياء ما أختاره وهناك ما ال أختاره‪!..‬‬ ‫أنا أي ً‬
‫تماما في‬
‫نحن إذن في هذه األسئلة أمام اختبار مفتوح المدة‪ ،‬أسئلته مشتركة ً‬
‫تبعا لكل طالب‪ ،‬حيث أنك ترى أنه‬
‫معظمها‪ ..‬على أن هناك اختالفات يسيرة فيها ً‬
‫يسيرا ج ًدا‬
‫في النهاية كل منا لديه أسئلته الخاصة‪ ،‬ولربما يستعصي عليه شيء يكون ً‬
‫على بقية الزمالء‪ ،‬ولربما العكس‪!..‬‬

‫هذا االختبار هو أقرب لنوع االختبار المفتوح‪ ،‬حيث يمكنك أن تدخل إلى لجنة‬
‫االمتحان بكل ما تشاء من الكتب والمراجع والمل ّخصات‪ ..‬ذلك النوع من االختبارات‬
‫التي تهدف إلى اختبار فهم الطالب للمعلومة وكيفية تطبيقه لها على الواقع‪ ،‬وليس‬
‫قدرته على الحفظ واالسترجاع‪ ..‬لم نعرف هذا النوع من االختبارات في تعلمينا‬
‫مهددا بالخطر لو لم تستطع تذ ّكر‬
‫المجاني على كل حال‪ ،‬حيث قد يكون مستقبلك ً‬
‫السبب الذي كان من أجله يحب طه حسين أن يأكل البليلة‪..‬‬

‫على أن هذا النوع من االختبارات ليس جنة للطالب‪ ،‬فبحسب دراسة أعدتها‬
‫جامعة (نيو ساوث ويلز) في أستراليا‪ ،)UNSW( :‬فإن أكبر األفكار الخاطئة التي‬
‫يحملها الطالب نحو االختبار المفتوح هو أنهم ليس عليهم االستذكار له‪ ،‬وأنه‬
‫قطعة من الكعك في السهولة‪ ..‬بينما األمر ليس كذلك على اإلطالق‪!..‬‬

‫‪01‬‬
‫ضا أن الطالب الذين ال يستذكرون قبل االختبار المفتوح‬
‫أوضحت الدراسة أي ً‬
‫يعانون من مشكلة متكررة وهي عدم قدرتهم على إيجاد المعلومة داخل الكتاب‬
‫أصال‪ ..‬للدرجة التي تجعلهم يظنون أن المعلومة المراد الوصول إليها ال عالقة لها‬
‫ً‬
‫بموضوع الكتاب الذي دخلوا به إلى اللجنة‪ ،‬مع شعور بأنهم قد ُخدعوا‪!..‬‬

‫المسألة بسيطة‪ ..‬أنت بالفعل ال تحتاج إلى أن تحفظ الكتاب عن ظهر قلب‪،‬‬
‫كامال وأن تكون قراءتك فيه‬
‫فهما ً‬
‫ولكنك تحتاج كي تصل إلى ما تريده منه أن تفهمه ً‬
‫متكررة وواعية ودقيقة‪ ..‬فبالرغم من أنك لن تحتاج إال إلى كتاب واحد –وقد سبق‬
‫وشرحنا أهمية أن يكون لك الكتاب الواحد– إال أن معاملتك وتناولك لهذا الكتاب‬
‫يجب أن يكون مختل ًفا حتى تحصل منه على كل أجوبة أسئلتك‪..‬‬

‫حتى ال تقع في الخطأ المتكرر الفادح وتخرج لتقول أن القرآن ليس به‬
‫الجواب‪!..‬‬

‫بل أنت حينها فقط قد رسبت في االختبار‪!..‬‬

‫‪05‬‬
‫(هي في الواقع مقدمة ثانية‪ ،‬ولكني أدعي العكس!)‬

‫‪06‬‬
‫امتألت الثقافة الشعبية الغربية بقصص ألواح التوراة‪ ،‬وصارت مادة خصبة للخيال‬
‫في نسج األساطير حولها‪ ،‬نحن أمام الكتاب الوحيد الذي تواتر للبشر نزوله من‬
‫السماء مكتوبًا كما هو‪ ،‬هذه قدسية خاصة بالتأكيد‪..‬‬

‫تحدثوا عن أن هذه األلواح تحتوي أسرار المخلوقات األخرى الغيبية من غير‬


‫البشر‪ ،‬أو أنها تحدد بوضوح موعد القيامة‪ ،‬وأنه ليس ألي أحد أن يقرأها‪..‬‬

‫ربما كانت من آثار هذه المبالغات الخيالية ما وصل إلينا عن بعض التابعين من‬
‫بعيرا وأنه لم يطلع عليها إال‬
‫أخبار إسرائيلية واضحة أن هذه األلواح كانت تزن سبعين ً‬
‫أربعة منهم موسى وعيسى عليهما السالم‪..‬‬

‫فعال إال أن أقل ما يمكن أن نتفق عليها أنها مميّزة!‬


‫اهلل أعلم بحقيقة هذه األلواح ً‬
‫مما ذُكر لنا في القرآن من ميزاتها هي أنها تحوي تفاصيل كل شيء‪ ،‬كما قال‬
‫كل شي ٍء﴾ (األعراف ‪..)015‬‬ ‫ٍ‬
‫‪﴿ :‬وكت ْبـنا لهُ في ْاأللْواح م ْن ُكل ش ْيء م ْوعظ ًة وتـ ْفص ًيال ل ُ ْ‬
‫حتى قيل أنها كانت سبعة أجزاء رفعت ستة منها لما ألقاها موسى ‪ ‬في لحظة‬
‫عجال سمينًا لمجرد أنه له خوار‪!..‬‬
‫غضب حين رأى قومه يعبدون ً‬
‫فعال‪ ،‬وإنما بقي السبع‬
‫قيل أن هذه األجزاء الستة كانت تحوي تفاصيل كل شيء ً‬
‫األخير فقط الذي يحوي المواعظ واألحكام‪ ..‬على أن األرجح عند الكثير من علماء‬
‫التفاسير أن هذا غير صحيح‪ ،‬لقد كانت ألواح التوراة كاملة مع موسى ‪ ،‬وكانت‬
‫تحوي تفاصيل كل شيء كما ذكر القرآن‪ ،‬ولكن ليس بالمعنى المتبادر للذهن من‬
‫كلمة (كل شيء)‪ ،‬بل المقصود كل ما ينفع بني إسرائيل من المواعظ واألحكام‪!..‬‬

‫ضا‪ ،‬بل وأكمل‬‫على هذا المعنى فالقرآن الذي بين أيدينا يحوي كل شيء أي ً‬
‫وأنفع‪ ..‬اللهم إال أنه قد يكون أقل في تفاصيل تقرير األحكام التي جعل اهلل ‪ ‬لنا‬
‫‪00‬‬
‫موجودا مثله عند بني إسرائيل‪ ،‬وهذه‬
‫ً‬ ‫مجاال لالجتهاد في أمة محمد ‪ ‬لم يكن‬
‫فيها ً‬
‫رحمة ال شك مهداة إلى األمة التي ستبقى حتى آخر الزمان بكل ما يشهده آخر‬
‫الزمان من تغيرات وتطورات تستدعي االجتهاد وتستدعي عباءة األحكام الواسعة التي‬
‫تدل على أن هذه األمة قد أوتيت بالفعل مع كل عسر يُسران‪..‬‬

‫‪ 016‬مرة هي عدد مرات ذكر اسم نبي اهلل (موسى) ‪ ‬في القرآن‪ ..‬ورد ذكره‬
‫في ‪ 11‬سورة من القرآن‪ !..‬أي تقريبًا ثلث سور القرآن‪ ..‬ومع ذلك أنت ال تستطيع‬
‫أن تعرف إن كان له من اإلخوة أحد غير هارون وأخته التي راقبته من بعيد‪ ..‬ال تستطيع‬
‫فقيرا‪ ..‬ال تستطيع‬
‫عما إذا كان غنيًا أو ً‬
‫أن تعرف إن كان ُولد له من األوالد أحد‪ ،‬أو ّ‬
‫أن تعرف ماذا كانت مهنته بعد أن خرج من مدين‪ ،‬أو ماذا كان لباسه المفضل‪ ،‬أو كم‬
‫تزوج من النساء‪..‬‬
‫ّ‬
‫القرآن يعلمنا إذن أن نحرص على ما ينفعنا‪ ،‬وأال ننشغل بالسفاسف من األمور‪،‬‬
‫وأنه من حسن إسالم المرء تركه ما ال يعنيه‪!..‬‬

‫في الكتب التي نكتبها نحن البشر توجد عالقة عكسية بين كثرة التفاصيل وبين‬
‫اإلثارة والمتعة والتشويق‪ ،‬كلما كان المقال غارقًا في التفاصيل لكان هذا معناه أنه مثير‬
‫للملل‪ ..‬ربما لهذا السبب تشيع في األدب السياسي ظاهرة الـ ‪ Time lapse‬حين‬
‫يحلل األديب السياسي ظاهرةً ما باستخدام المرور السريع على األحداث‪ ،‬بينما في‬
‫علم التحليل السياسي يشيع الـ ‪ Slow motion‬أكثر‪ ،‬حين يقوم المحلل السياسي‬
‫بالوقوف بك على نقطة زمنية وال يتزحزح عنها عدة عشرات من الصفحات لتصاب‬
‫أنت بنوبة ملل عصبية وتموت‪..‬‬

‫‪08‬‬
‫قطعا في كتاب اهلل ‪ ،‬فهو يحوي كافة التفاصيل التي‬ ‫ال توجد هذه المفارقة ً‬
‫صديق الَّذي بـ ْين يديْه وتـ ْفصيل ُكل ش ْي ٍء‬
‫نحتاج إليها‪﴿ :‬ما كان حديثًا يـُ ْفتـرى ولك ْن ت ْ‬
‫و ُه ًدى ور ْحمةً لق ْوٍم يـُ ْؤمنُون﴾ (يوسف ‪ ..)000‬في كتاب من مجلد واحد من ستمائة صفحة‬
‫كامال في عدة أيام‪ ،‬بل ويمكنك أن تزور أصغر قرية من قرى بلدكم‬ ‫يمكنك أن تقرأه ً‬
‫لتقابل األطفال الذين ال يعرفون بعد كيف يقسمون بالعدل أربع برتقاالت على اثنين‪،‬‬
‫وبرغم ذلك يحفظون هذا الكتاب المعجز عن ظهر قلب‪ ،‬ال يتعثر لسانهم وال تتداخل‬
‫س ْرنا‬
‫لما تنضج بعد‪ !..‬وهذا ألنه‪﴿ :‬ولق ْد ي َّ‬
‫حروفه وال تشتبه آياته على عقولهم التي ّ‬
‫الْ ُق ْرآن للذ ْكر فـه ْل م ْن ُم َّدك ٍر﴾ (القمر ‪!..)00‬‬

‫هذه التفاصيل القرآنية تتميز بالعزة حيث ال تظهر ألي أحد‪ !..‬وبمنطق شبيه‬
‫بلوحات متحف اللوفر التي نراها أنا وأنت فال نفهم ما المثير لإلعجاب في هذه‬
‫قرصا غير مكتمل من (الفالفل) يحيط به فطر عفن‬
‫اللوحة التي تحوي على ما يبدو ً‬
‫الخبز‪ ،‬قبل أن نسمع الخبير الفني بجانبنا يصيح بانبهار من الطريقة الموجزة التي‬
‫شرحت بها هذه اللوحة أزمة اإلنسان الحديث في المتطلبات الروحانية‪ !..‬على ما‬
‫يبدو تبين أن قرص الفالفل هي عجلة الوجود وعفن الخبز كان عفنًا حقيقيًا‪ !..‬ربما‬
‫الفرق بين موضوعنا وبين هذا المثال أنني حين أحدثك عن إجابات القرآن المخفيّة‬
‫فأنا ال أنصب عليك بخالفهم‪!..‬‬

‫لذلك تجد أن هذه التفاصيل قد تكون داعيًا للجدال أو للكفر أو للنفور عند‬
‫البعض‪ !..‬كما قال ‪﴿ :‬ولق ْد ص َّرفْـنا في هذا الْ ُق ْرآن لي َّذ َّك ُروا وما يزي ُد ُه ْم إ َّال نـُ ُف ً‬
‫ورا﴾‬
‫(اإلسراء ‪﴿ ..)10‬ولق ْد ص َّرفْـنا للنَّاس في هذا الْ ُق ْرآن م ْن ُكل مث ٍل فأبى أ ْكثـ ُر النَّاس إ َّال‬
‫ورا﴾ (اإلسراء ‪﴿ ..)89‬ولق ْد ص َّرفْـنا في هذا الْ ُق ْرآن للنَّاس م ْن ُكل مث ٍل وكان ْاإلنْسا ُن‬ ‫ُك ُف ً‬
‫كثـر شي ٍء جد ًال﴾ (الكهف ‪..)51‬‬ ‫أْ‬
‫ْ‬
‫‪09‬‬
‫فبالرغم من أنه كتاب ال يدخله الشك أو الريبة أو االستثناءات إال أنه ال ينتفع‬
‫اب ال ريْب فيه ُه ًدى ل ْل ُمتَّقين﴾‬
‫به ح ًقا أو يهتدي إال من يستحق ذلك‪﴿ :‬ذلك الْكت ُ‬
‫(البقرة ‪ ..)1‬واالنتفاع (الكامل) بكتاب اهلل ‪ ‬ال يكون إال للمؤمنين به ‪..‬‬

‫على سبيل المثال تكثر في القرآن قصص األنبياء التي لن ينتفع بها أحد بطبيعة‬
‫الحال بقدر ما ينتفع المؤمنون‪ ،‬حينها يستطيعون أن يفهموا سنن اهلل ‪ ‬المبثوثة في‬
‫ضل‪ ..‬لذلك انظر إلى تخصيص المؤمنين بالنفع‬ ‫هذا التاريخ المحفوظ في كتابهم المف ّ‬
‫ت به‬
‫الر ُسل ما نـُثب ُ‬ ‫من القصص القرآني في هذه اآلية‪﴿ :‬وُك ًّال نـ ُق ُّ‬
‫ص عل ْيك م ْن أنْـباء ُّ‬
‫فُـؤادك وجاءك في هذه الْح ُّق وم ْوعظةٌ وذ ْكرى لل ُ‬
‫ْم ْؤمنين﴾ (هود ‪ ..)011‬ألن من ال يؤمن‬
‫بالقرآن سيعتبر هذه القصص من البداية ضربًا من الخيال البشري وسيتعامل معها كما‬
‫نتعامل نحن مع الميثولوجيا اإلغريقية التي تتحدث عن رأس ميدوسا ونهر الموتى‬
‫والحصان المجنّح الوفي‪ :‬مصدر تسلية فقط مع بعض منثورات الحكمة‪!..‬‬

‫ولكن بهذا المنطق فجمهور القرآن سيكون من المؤمنين فقط‪ !..‬إذن ما تكون‬
‫وظيفة القرآن‪..‬؟! أليس هو المعجزة التي أوتيها النبي ‪..‬؟ أليس هو كالم اهلل ‪‬‬
‫الذي يسمعه الجميع فيعرف من يريد اهلل أن يهديه منهم أنه ليس بكالم البشر‪..‬؟!‬

‫كيسا عمالقًا ومكتوب عليه‬


‫ذكرني ذلك بصورة وجدتها على االنترنت تظهر ً‬
‫بحروف كبيرة‪ :‬سكر‪ ،‬ومكتوب عليه باألسفل بخط صغير‪ٍ :‬‬
‫خال من السكر‪ !..‬إذن‬
‫ما الذي يحويه هذا الكيس الغامض‪..‬؟! هل رأيت من قبل من يح ّذر مرضى الحمى‬
‫الروماتيزمية من تناول األسبرين‪..‬؟ أو يمنع مريض السكر من حقن األنسولين‪..‬؟‬
‫صنع الستخدام‬
‫سيحوز هذا على جائزة أفشل طبيب في العصر الحديث‪ ..‬الدواء إنما ُ‬
‫المريض‪ ،‬فكيف تخبرني أنه لن ينتفع به‪..‬؟!‬

‫‪11‬‬
‫َّاس‬
‫بالمثل فإن اهلل ‪ ‬قد وصف هذا القرآن بأنه شفاء‪ ،‬فقال ‪﴿ :‬يا أيـُّها الن ُ‬
‫الص ُدور﴾ (يونس ‪ ..)50‬والمريض هو أولى‬
‫ق ْد جاءتْ ُك ْم م ْوعظةٌ م ْن رب ُك ْم وشفاءٌ لما في ُّ‬
‫الناس باستخدام الترياق‪ ،‬فال تخبرني أن الكافر لن ينتفع به‪ ،‬بل الحقيقة أنه ال يوجد‬
‫نفعا له من هذا الترياق‪ ،‬فكل ما سواه سيكون أقل منه‪ ،‬أنقص منه‪ ،‬أضعف‬ ‫ما هو أكثر ً‬
‫بما ال يقاس‪ ،‬كما قال ‪﴿ :‬فبأي حد ٍ‬
‫يث بـ ْعدهُ يـُ ْؤمنُون﴾ (المرسالت ‪ ..)51‬أي‪ :‬بأي‬
‫شيء آخر تراهم ينتفعون بعد هذا القرآن‪..‬؟؟ اإلجابة‪ :‬ال شيء‪!..‬‬

‫لذلك فال عجب من أن نجد أن مهمة النبي ‪ ‬الدعوية تكاد تكون اقتصرت‬
‫ب هذه الْبـلْدة الَّذي ح َّرمها‬ ‫على تالوة القرآن وتبيينه للناس‪﴿ !..‬إنَّما أُم ْر ُ‬
‫ت أ ْن أ ْعبُد ر َّ‬
‫ت أ ْن أ ُكون من ال ُْم ْسلمين ‪ ‬وأ ْن أتْـلُو الْ ُق ْرآن فمن ْاهتدى فإنَّما‬ ‫ولهُ ُك ُّل ش ْي ٍء وأُم ْر ُ‬
‫ْم ْنذرين﴾ (النمل ‪..)91–90‬‬ ‫يـ ْهتدي لنـ ْفسه وم ْن ض َّل فـ ُق ْل إنَّما أنا من ال ُ‬
‫ليس هذا معناه أن مجرد وقع الكلمات لها تأثير سحري على الناس‪ ،‬وإن كان‬
‫هذا موجود بالفعل لدى الكثيرين حتى بين غير الناطقين بالعربية منهم‪ ..‬إال أن حجة‬
‫ضا‪،‬‬
‫اهلل ‪ ‬على عباده ال تقوم بمجرد وصول األلفاظ المجردة‪ ،‬ولكن بفهمها أي ً‬
‫فنحن ال نتحدث عن تعاويذ سحرية مثل تعاويذ التحكم في قصص هاري بوتر‪ ،‬وإنما‬
‫معان حكيمة تشتمل على رؤوس الحجج العقليّة والمحاجات المنطقية مختلطة‬ ‫عن ٍ‬
‫باألحاديث العاطفية التي تمس حاجة اإلنسان من الداخل ويشعر بأنها تفهمه وتجيبه‬
‫مرحب به كضيف أتى من بعيد في بيت دافئ وسط صحراء‬
‫دون أن يسأل‪ ،‬ويشعر أنه ّ‬
‫الحياة الجرداء في ليلة باردة‪..‬‬

‫في حالة القرآن فأنت تقوم مع الكافر أو الحائر أو المسلم المتشكك أو الباحث‬
‫عن الجواب (وفي هذه الحالة فإن هذا الشخص قد يكون أنت) بمهمة تهيئة جهاز‬
‫الملتقط لموجات الراديو‪ ،‬أنت ال تتدخل في هذه الموجات لتغيّرها حتى‬
‫المذياع ُ‬
‫‪10‬‬
‫تالئم طبيعة أحد‪ ،‬ليس لك أن تفعل ذلك‪ ،‬وال يحق لك أن تتحرج مما جاء فيها‬
‫اب أُنْزل إل ْيك فال ي ُك ْن في ص ْدرك حر ٌ‬
‫ج م ْنهُ لتُـ ْنذر به﴾ (األعراف ‪ ..)1‬أنت‬ ‫أصال‪﴿ :‬كت ٌ‬
‫ً‬
‫تقوم بضبط جهاز االستقبال لآليات الحكيمة القادمة بوقار من السماء‪ ،‬تشرح أنت‬
‫مشكال‪ ،‬تتخير من اآليات ما هو أنسب لحاله‪ ،‬تتخير من‬
‫ً‬ ‫مبهما‪ ،‬توضح لفظًا‬
‫معنى ً‬
‫ً‬
‫الحجج ما يجي ب على سؤاله‪ ،‬تتكلم معه بأمثلة من حياته فيما يوافق هذه المعاني‬
‫المترددة في الموجات‪ ،‬ثم تترك المجال بعد ذلك لتلك المعجزة أن تقوم بأثرها‪ ،‬إن‬
‫كان اهلل يريد أن يهديه فمن تراه سيمنع عنه ذلك‪..‬؟!‬

‫ما سبق من الكالم يمكن أن نستخلصه في أن القرآن حجة سماعية ملزمة للمؤمن‬
‫إذا قيل له‪ :‬قال اهلل كذا‪ ،‬قال سمعنا وأطعنا‪ ،‬هذا هو ما علينا أن نتوقعه من المؤمن‪..‬‬
‫وأما الكافر فلنا أن نتوقع ّأال تمثل له آيات القرآن إلز ًاما في طاعته‪ ،‬ولكن سيبقى‬
‫ضا‪ ،‬وستبقى حجج القرآن العقلية مطلقة القوة‬‫القرآن حجة عقلية كاملة عليه هو أي ً‬
‫والجالء‪ ،‬يختبر اهلل ‪ ‬بها العباد‪ ،‬أيهم يستمع الهدى فيتبعه‪ ،‬وأيهم يتبع هواه‪!..‬‬
‫﴿فـبش ْر عباد ‪ ‬الَّذين ي ْستمعُون الْق ْول فـيتَّبعُون أ ْحسنهُ أُولئك الَّذين هد ُ‬
‫اه ُم اللَّهُ‬
‫األلْباب﴾ (الزمر ‪..)08–00‬‬ ‫وأُولئك ُه ْم أُولُو ْ‬
‫القرآن فيه تفصيل كل شيء للحائر عن الجواب‪..‬‬

‫فيه الهداية واإلرشاد للباحث عن التقوى والرشاد‪..‬‬

‫فيه الشفاء لمن به مرض عضال‪..‬‬

‫فيه الكفاية للسائل عن الحجة‪..‬‬


‫أخبرني إذن‪ ...‬من أنت من هؤالء؟ وأتيت هنا تبحث عن أي شيء؟؟‬

‫‪11‬‬
11
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫مجرد مقدمة ‪8 ................................................................‬‬


‫تفاصيل وأسرار ‪61 ............................................................‬‬

‫‪42 ...........................................................................‬‬
‫‪ -6‬أفضلها هكذا ‪43 ........................................................‬‬
‫‪ -4‬المادية والتجريدية ‪93 ....................................................‬‬
‫‪ -9‬فقط‪ ،‬انظر بجانبك ‪94 ...................................................‬‬
‫‪ -2‬الرمزية ‪99 ................................................................‬‬
‫‪ -5‬كما يحب أن يقولها‪95 ...................................................‬‬
‫‪ -1‬حديث من المتعال ‪93 ...................................................‬‬
‫‪ -3‬الواقعيّة الحكيمة ‪93 .....................................................‬‬
‫‪ -8‬البالغة التي ننتظرها ‪26 ..................................................‬‬
‫‪ -3‬قشعريرة متقطعة ‪29 ......................................................‬‬
‫‪933‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪ -63‬الثنائيّات الداعمة ‪21 ...................................................‬‬


‫‪ -66‬إنه يقرؤني ‪28 ..........................................................‬‬
‫‪ -64‬األجزاء الصغيرة ‪53 ....................................................‬‬

‫(عن سؤال‪ :‬هل يوجد إله)‬


‫‪52 ...........................................................................‬‬
‫‪ -6‬االمتالك المتفرد ‪16 .....................................................‬‬
‫‪ -4‬الهشاشة ‪19 .............................................................‬‬
‫‪ -9‬العناية ‪18 ...............................................................‬‬
‫‪ -2‬الوجود كما اعتدناه ‪33 ...................................................‬‬
‫‪ -5‬الجمال ‪86 ..............................................................‬‬
‫‪ -1‬روعة االتزان ‪89 .........................................................‬‬
‫‪ -3‬إحكام فائق ‪83 ..........................................................‬‬
‫‪ -8‬اختالف ‪36 .............................................................‬‬
‫‪ -3‬طاعة الوجود ‪38 .........................................................‬‬
‫‪ -63‬االهتداء ‪639 .........................................................‬‬
‫‪ -66‬المشاعر ‪633 .........................................................‬‬
‫‪ -64‬اإلنسان المرفّه ‪633 ...................................................‬‬
‫‪ -69‬الفناء ‪664 ............................................................‬‬

‫‪936‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪ -62‬القيم التي بداخلك ‪665 ...............................................‬‬


‫‪ -65‬اإلنسان الذي يتعلم ‪663 ..............................................‬‬
‫‪ -61‬البدائل المستحيلة ‪646 ................................................‬‬

‫(عن سؤال‪ :‬من خلق اهلل‪ ،‬وعن صفات اهلل‪ ،‬وأشياء شبيهة)‬
‫‪648 .........................................................................‬‬
‫‪ -6‬الصمديّة ‪694 ...........................................................‬‬
‫‪ -4‬عليك أن تيأس ‪692 .....................................................‬‬
‫‪ -9‬اإلنسان المفعول به ‪693 ................................................‬‬
‫‪ -2‬مسكنة الحواس ‪623 ....................................................‬‬
‫‪ -5‬الظاهر والباطن ‪624 .....................................................‬‬

‫(عن شبهات الربوبيين‪ ،‬والغاية من الخلق)‬


‫‪625 .........................................................................‬‬
‫‪ -6‬المحطة األولى‪ :‬ال يوجد إهمال ‪623 .....................................‬‬
‫‪ -4‬المحطة الثانية‪ :‬وال يوجد لهو ‪653 .......................................‬‬
‫‪ -9‬المحطة الثالثة‪ :‬ال توجد عبثيّة كذلك ‪654 ................................‬‬
‫‪ -2‬المحطة الرابعة‪ :‬وهذه الغاية ليست فاسدة ‪655 ...........................‬‬
‫‪ -5‬المحطة الخامسة‪ :‬اإلعالم بهذه الغاية ‪653 ...............................‬‬
‫‪934‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫(عن سؤال‪ :‬لماذا يكون اإليمان بالغيب)‬


‫‪613 .........................................................................‬‬
‫‪ -6‬حتميّة ‪619 .............................................................‬‬
‫‪ -4‬واختيار من اهلل ‪615 .....................................................‬‬
‫‪ -9‬واستخراج ‪613 ..........................................................‬‬
‫‪ -2‬مطالب من فاقدي األهلية ‪634 ..........................................‬‬

‫(عن وحدانيّة اهلل عز وجل)‬


‫‪631‬‬ ‫‪.........................................................................‬‬
‫‪633‬‬ ‫الموحد ‪...............................................‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -6‬نمط الخليقة‬
‫‪689‬‬ ‫‪ -4‬الكمال ال يتعدد ‪...................................................‬‬
‫‪688‬‬ ‫‪ -9‬متعة االتجاه الواحد ‪................................................‬‬

‫(عن سؤال‪ :‬لماذا خلقنا وهو ال يحتاجنا)‬


‫‪634‬‬ ‫‪.........................................................................‬‬
‫‪632‬‬ ‫‪ -6‬عن البالء ‪..........................................................‬‬
‫‪633‬‬ ‫‪ -4‬عن العبادة ‪.........................................................‬‬
‫‪633‬‬ ‫‪ -9‬عن الغرور ‪.........................................................‬‬

‫‪939‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫(عن البعث واليوم اآلخر)‬


‫‪439 .........................................................................‬‬
‫‪ -6‬ما هو أهون ‪433 ........................................................‬‬
‫‪ -4‬أنت تراه في الدنيا ‪438 ..................................................‬‬
‫‪ -9‬حين يكتمل العدل ‪464 .................................................‬‬
‫‪ -2‬خيارات غير متكافئة ‪461 ................................................‬‬

‫(عن أسئلة القدر)‬


‫‪446 .........................................................................‬‬
‫‪ -6‬حتميّة اإلرادة اإللهية ‪443 ...............................................‬‬
‫‪ -4‬عن إرادة اإلنسان ‪493 ..................................................‬‬
‫‪ -9‬على مواقع القدر ‪494 ...................................................‬‬
‫السر ‪495 ..............................................................‬‬
‫‪ّ -2‬‬

‫(عن سؤال وجود الشرور واآلالم في الدنيا)‬


‫‪498 .........................................................................‬‬
‫‪ -6‬عن الدنيا التي ال تستحق ‪426 ...........................................‬‬
‫‪ -4‬عن النعم التي هي أكثر ‪428 .............................................‬‬
‫‪932‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪ -9‬عن ضريبة الحرية البشرية ‪452 ...........................................‬‬


‫‪ -2‬عن الشر الذي هو ليس كذلك ‪453 .....................................‬‬
‫‪ -5‬عن الحكم التي قد تخفى ‪419 ..........................................‬‬
‫‪ -1‬عن لغز إدراكنا لمعنى الشر ‪436 ..........................................‬‬
‫‪ -3‬عن الشر الذي هو أهم مما يبدو ‪432 ....................................‬‬

‫النبوات والوحي والرسالة)‬


‫(عن ّ‬
‫‪483 .........................................................................‬‬
‫‪ -6‬أمة واحدة ‪489 .........................................................‬‬
‫‪ -4‬هم ‪488 .................................................................‬‬
‫‪ -9‬بشريّون ‪439 ............................................................‬‬
‫‪ -2‬األدلة ‪433 ..............................................................‬‬
‫‪ -5‬التعامل اإللهي ‪936 .....................................................‬‬

‫(عن نتائج العلم التجريبي)‬


‫‪931 .........................................................................‬‬
‫‪ -6‬زاوية الرؤية ‪933 .........................................................‬‬
‫‪ -4‬خطايا التعامل مع العلم ‪962 .............................................‬‬
‫‪ -9‬خارج النطاق ‪949 .......................................................‬‬
‫‪935‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪ -2‬عن فاعليّة األسباب ‪994 ................................................‬‬

‫(عن قيام الحجة ووجود العذاب في اآلخرة)‬


‫‪993 .........................................................................‬‬
‫‪ -6‬األربعة ‪993 .............................................................‬‬
‫‪ -4‬الذهول ‪926 ............................................................‬‬
‫‪ -9‬الرعب ‪921 .............................................................‬‬
‫‪ -2‬االعتراف ‪956 ..........................................................‬‬

‫(عن األديان)‬
‫‪953 .........................................................................‬‬
‫‪ -6‬أكسل أسس االختيار ‪914 ...............................................‬‬
‫‪ -4‬صراع الحق والهوى ‪911 ................................................‬‬
‫‪ -9‬المدرسة اإلبراهيمية ‪933 ................................................‬‬
‫‪ -2‬العناكب ‪939 ...........................................................‬‬

‫مجرد خاتمة ‪933 ............................................................‬‬


‫المراجع ‪986 ................................................................‬‬
‫الفهرس ‪933 .................................................................‬‬

‫‪931‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪933‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪938‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪933‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪233‬‬

Vous aimerez peut-être aussi