Vous êtes sur la page 1sur 87

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جـامعة الجياللي بونعامة خميــس ملي ــانة‬

‫كلية اآلداب و اللغات‬

‫قسم اللغة و األدب العربي‬

‫العتبات النصية في رواية أنثى السراب‬

‫لواسيني األعرج‬

‫بحث مقدم ضمن متطلبات التخرج لنيل شهادة الماستر في (اللغة واألدب العربي )‬

‫تخصص ( أدب جزائري )‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬

‫‪ -‬أحمد عبد القوي‬ ‫‪ -‬ابتسام بن حاج جياللي‬

‫‪ -‬زهرة زنيني‬

‫السنة الجامعية ‪1026 - 1025 :‬‬


‫﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق( ) خلق اإلنسان‬
‫‪1‬‬

‫من علق( ) اقرأ وربك األكرم ( ) الذي علم‬


‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫بالق لم(‪ )4‬علم اإلنسان مالم يعلم(‪﴾)5‬‬

‫سورة العلق‬
‫اﻹﻫداء‬
‫اﻟﺣﻣد ﷲ اﻟذي أﻧﺎر ﻟﻧﺎ درب اﻟﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ وأﻋﺎﻧﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟواﺟب ووﻓﻘﻧﺎ ﻓﻰ إﻧﺟﺎز ﻫذا‬
‫اﻟﻌﻣل ﻓﻛﺎن ﻣن دواﻋﻲ اﻻﻋﺗزاز أن أﺧﺗم ﻣﺷواري اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺑﻬذا اﻟﺟﻬد اﻟﻣﺑﺎرك اﻟذي‬
‫ﻻﯾﻛﺗﻣل ﺣﺗﻰ ﯾﻛﺗﻣل ﯾﻛون ﻫدﯾﺔ وﻓﺎء‪:‬‬

‫إﻟﻰ ‪ :‬ﻤن ﯿﻨﻬﺞ ﺜﻐري ﺒﺎﺴﻤﻬﺎ وﯿﻨﺒض ﻗﻠﺒﻲ ﺒﺤﺒﻬﺎ وﺘدﻤﻊ ﻋﯿﻨﻲ ﻟﺸوﻗﻬﺎ إﻟﻰ ﻤن أرﻀﻌﺘﻨﻲ‬
‫اﻟﺤﻨﺎن وواﺴﺘﻨﻲ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻷﻓراح واﻷﺤزان أﻤﻲ اﻟﻐﺎﻟﯿﺔ‬

‫إﻟﻰ ‪ :‬أﻋز اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ وأرﺤﻤﻬم ﺒﻲ و أﺤرﺴﻬم ﻋﻠﻰ وﻤن ﻟﻪ أﺜر ﻓﻲ ﺤﯿﺎﺘﻲ وﻤﺼدر‬

‫ﻓﺨري وإﻋﺘزازي اﻟداﺌم أﺒﻲ اﻟﻐﺎﻟﻲ أﻫدﯿﻪ ﺜﻤرة ﻨﺠﺎﺤﻲ‬


‫إﻟﻰ ‪ :‬ﺧطﯾﺑﻲ وﻋﺎﺋﻠﺗﻪ‬

‫إﻟﻰ ‪ :‬اﻟذﯾن ﻗﺎﺳﻣوﻧﻲ ﺣﻧﺎن اﻷم وﺻﻠﺔ اﻟرﺣم إﻟﻰ إﺧوﺗﻲ وأﺧواﺗﻲ‬

‫إﻟﻰ أزواﺟﻬم وزوﺟﺎﺗﻬم و أوﻻدﻫم ﻛل ﺑﺈﺳﻣﻪ‬

‫إﻟﻰ‪ :‬ﺻدﯾﻘﺎت اﻟدرب واﺣﺑﺎﺋﻲ وﻛل ﻣن ﺳﺎﻋدﻧﻲ ﻣن ﻗرﯾب او ﺑﻌﯾد‪.‬‬

‫إﺑﺗﺳﺎم‬
‫اﻹﻫداء‬

‫إﻟﻰ ﻣن وﻟد ﻓﻲّ ﺣب اﻟﻌﻠم‪ ......‬واﻟدي ﺣﻔظﻪ اﷲ‬

‫إﻟﻰ ﺟﻧﺔ اﻷرض وﺣﺑﯾﺑﺔ اﻟﻘﻠب‪.......‬أﻣﻲ اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ ﺣﻔظ ـ ـ ــﻬﺎ‬

‫اﷲ‬

‫إﻟﻰ ﺴﯿد اﻟﻛﻠﻤﺎت‪...‬وﻤن اﺘﺴﻊ ﺼدرﻩ‪...‬زوﺠﻲ اﻟﻌزﯿز‬


‫إﻟﻰ أﺣﺑﺎﺋﻲ اﻟذﯾن ﺷﺎرﻛوﻧﻲ اﻟﺣﯾﺎة‪.......‬إﺧوﺗﻲ‬

‫وأﺨواﺘﻲ‪ ،‬ﻋﺎﺌﻠﺔ زوﺠﻲ ﺒدءا ﻤن اﻷب واﻷم إﻟﻰ اﻷوﻻد‬

‫واﻷﺣﻔﺎد‪....‬وﻛل ﺻدﯾق ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﻟدراﺳﺔ‬

‫إﻟﯾﻬم ﺟﻣﯾﻌﺎ أﻫدي ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗواﺿﻊ‪.‬‬

‫»زﻫرة«‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫ﻟم ﺗﻛن اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻣن دواﻋﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻓﻲ اﻟﻧﻘد ﻗﺑل ﺗوﺳﻊ اﻟﻧص‪ ،‬وﻟم ﯾﺗوﺳﻊ ﻣﻔﻬوم اﻟﻧص‬
‫إﻻّ ﺑﻌد أن ﺗمّ اﻟوﻋﻲ واﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﺟزﺋﯾﺎﺗﻪ وﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻪ ‪ ،‬وﻟﻘد أدى إﻟﻰ‬
‫ﺗﺑﻠور ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﻧﺻﻲ وﺗﺣﻘق اﻹﻣﺳﺎك ﺑﻣﺟﻣل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻل اﻟﻧﺻوص ﺑﻌﺿﻬﺎ‬
‫اﻟﺑﻌض‪ ،‬واﻟذي ﺻﺎر ﯾﺣﺗل ﺣﯾزا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر‪.‬‬

‫ﻓﻘد ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗطور ﻓﻲ ﻓﻬم اﻟﻧص واﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﻧﺻﻲ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ أﻋﻣق ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظر إﻟﻰ‬
‫اﻟﻧص‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻓﺿﺎء‪ ،‬وﻣن ﺛم ﺟﺎء اﻻﻟﺗﻔﺎت إﻟﻰ ﻋﺗﺑﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫و ﻛﺛﯾرة ﻫﻲ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزال ﺗﻬﯾﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ و ﺗﺟﻌل‬
‫اﻹﺣﺎ طﺔ ﺑﻬﺎ ﻋﺳﯾرة ‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ واﺣدة أو ﺑﺣث واﺣد ‪ ،‬واﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ أو اﻟﻣﻧﺎص) ‪le‬‬
‫‪ (paratexte‬ﻛﻣﺻطﻠﺢ ﻧﻘدي ﯾﺷﻬد ﻧﻣوا وﺣرﻛﯾﺔ وﺗﺑﺎﯾﻧﺎ ﻓﻲ وﺳﺎﺋل ﺗوظﯾﻔﻪ ‪ ،‬ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﻧﺳﺟﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻧص ﻣن ﺣﯾث ﻫو ﻛﯾﺎن ﻣﻌﻘد وﻣﺗﺷﺎﺑك ‪.‬‬

‫ﺛم إن اﻟﻧص ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾُﻘدَ م ﻋﺎرﯾﺎ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾﺟﻪ ‪ ،‬ﻷن ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻻ ﺗﺗﺣدد‬
‫ﺑﻣﺗﻧﻪ وداﺧﻠﻪ ﻓﻘط ‪ ،‬ﺑل أﯾﺿﺎ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺷﻛل ﺑﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻓﻘد ﺳﻌﻰ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر اﻟﯾوم إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺗﻧظﯾرا وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ) ﻣداﺧل اﻟﻧص(‪ ،‬أو‬
‫)ﻋﺗﺑﺎت اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ (‪ ،‬ﺑﻌد أن ظل إﻟﻰ وﻗت ﻗرﯾب ﻣن اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﻬﻣﺷﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد‪.‬‬

‫وﯾرﺟﻊ ﻫذا اﻻﻫﺗﻣﺎم إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺷﻛﻠﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣداﺧل ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻗراءة اﻟﻧص ‪ ،‬واﻟﻛﺷف ﻋن‬
‫ﻣﻔﺎﺗﻧﻪ ودﻻﻟﺗﻪ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻫﻲ ﻋﻼﻣﺎت ﻟﻬﺎ وظﺎﺋف ﻋدﯾدة ﻓﻲ إﯾﺟﺎد رﻏﺑﺎت‬
‫اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺗدﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻗﺗﺣﺎم اﻟﻧص‪.‬‬

‫وﺗﻧدرج اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﺗﺑﺎت ﺑوﺻﻔﻬﺎ أوﻻ وﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء‪ ،‬ﻧﺻﺎ ﻣوازﯾﺎ ﯾﻣﺗﻠك وظﺎﺋف ﻋدﯾدة‬
‫وأﻫداﻓﺎ ﺗﻌﯾن اﻟﻐرض ﻣن اﻟﺗﺄ ﻟﯾف وطرﯾﻘﺔ ﺗﻧظﯾﻣﻪ‪ ،‬ﻫﻛذا ﺗﻛﺳب اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻗﺿﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻣﺛﻠﻣﺎ‬
‫ﯾﻛﺗﺳب ﺟﺎﻧﺑﺎ ﺧﺻﺑﺎ ﻣن ﺟواﻧب اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣؤﻟف ﺑﺗﺣدﯾد ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم‬

‫أ‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫واﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌرض ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻪ وﺗﺣﻠﯾﻠﻪ‪ ،‬ﻓﺗﺻﺑﺢ اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻣﺗﻌﺎﻟﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﻧص اﻟﻣؤﻟف‬
‫وﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘراﺋن‪ ،‬اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻘراءة واﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻬم واﻻﺳﺗﯾﻌﺎب‪.‬‬

‫وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻧطﻠق ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺑﺎﻟﺳﻌﻲ ﻟﻠوﻟوج إﻟﻰ اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث‪ ،‬ﻋن طرﯾق دراﺳﺔ‬
‫اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﺣﺎﺿرة ﻓﻲ رواﯾﺔ ) أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب( ‪،‬وﺗﻘدﯾم ﺗﺻور أوﻟﻲ ﻟﺗﻣظﻬرات اﻟﻣﻘدﻣﺎت‪،‬‬
‫ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻧﺻﺎ ﻣوازﯾﺎ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ أو اﻟﻣرﻓﻘﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﺎﻟﻧص ‪ ،‬وﺗﻌد‬
‫اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻹﺟراﺋﯾﺔ و اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻻﺳﺗﻛﺷﺎف اﻷﻏوار اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻟﻠﻧص‪،‬‬
‫وﺗﺷﻣل اﻟﻌﺗﺑﺎت ‪) :‬اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ و اﻟﻔرﻋﯾﺔ ‪ ،‬واﺳم اﻟﻣؤﻟف واﻟﺗﻣﻬﯾد ‪ ،‬واﻟﻣﻘدﻣﺔ ‪ ،‬وﻟوﺣﺔ‬
‫اﻟﻐﻼف( وا ٕ ذا ﻛﺎ ن اﻟﻧﻘد اﻟﻘدﯾم ﻟم ﯾوﻟﻰ ﻋﻧﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣرﻓﻘﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻧﻘد اﻟﺣدﯾث ﺑدأ ﯾرﻛز‬
‫ﻋﻠﻰ ﺟزﺋﯾﺎت اﻟﻌﻣل اﻷ دﺑﻲ وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺑﺢ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﯾط اﻟﻧص ﺟزءا‬
‫ﻣن اﻟﻧص ‪ ،‬ﯾوﺿﺢ ﻏﺎﯾﺎﺗﻪ وﺑواﻋث إﺑداﻋﻪ‪.‬‬

‫إن أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﺗﺑﺎت‪ ،‬ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل إﺣدى اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎدر اﻟﻧﻘدﯾﺔ‬
‫اﻟﺗراﺛﯾﺔ‪ .‬واﻟوﻗوف ﻋﻧدﻫﺎ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﺗﺣدﯾد‪ ،‬ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻧﺑﻪ اﻟﻘﺎرئ إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻟك‬
‫ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻟوﻟوج ﻋﺎﻟم اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺗراﺛﻲ‪ .‬وﯾﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﺗﺄوﯾل إﻣﻛﺎﻧﺎت‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻘراءة‪ ،‬وﯾﺿﺊ ﻣﺎ ﺗﻌﺗم ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص أن ﺗﺛ ﯾر اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻟوﻻ ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﻔﻬوم اﻟﻧص‪ ،‬ﻓﺂﺛرﻧﺎ إﺛﺎرﺗﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺳﺑﯾل ﺗﻌﻣﯾق "ﻓﻬم اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ وﺗﺄوﯾﻠﻪ" ‪،‬ﻣﺗﺧذﯾن رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ"واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج"‬
‫ﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ‪ ،‬وأول إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻧطرﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ‪ :‬ﻣﺎ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ؟‬
‫وﻣﺎ اﻟذي ﺗﻣﺛﻠﻪ ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب"؟ ﻓﻛﯾف دﻋّم ﻟدى اﻟﻘﺎرئ ﺗﻌﺳف اﻟﻘراءة‪ ،‬وﻓﺿول‬
‫اﻟﻛﺷف ﻋن ﻣﺗن اﻟﻧص‪ ،‬ووﺟﻬت أﻓق إﻧﺗظﺎرﻩ؟‪.‬‬

‫ب‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫إنّ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ أوﻻ _ وﻟﺿرورة ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ _ اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻬذا‬
‫اﻟﻣوﺿوع ﻣﺻطﻠﺣﺎ وﻣﻔﻬوﻣﺎ ودﻻﻻت ‪ ،‬ﻟﻬذا ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ أن ﻧﻠم ﺑﺟواﻧب ﻣﺗﻌددة ﻣن اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﻓﻛﺎن اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺳﻣﯾﺎﺋﻲ أداﺗﻧﺎ ﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻓﻬم وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧص ‪ ،‬وا ٕ ن ﺗﺧﻠﻠﺗﻪ ﺑﻌض اﻵراء اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺻﻧف ﺿﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ إﯾطﺎرﻫﺎ اﻟﺗﻌﻠﯾﻠﻲ‪ .‬ﻛﺎن ذﻟك ﻋﺑر ﺧطﺔ اﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﻰ‬
‫ﻓﺻﻠﯾن‪ ،‬وﻓﻲ ﻛل ﻓﺻل ﻋرض ﻟﺟواﻧب ﻣﺣددة‪ ،‬وأﺿﻔﻧﺎ ﻟﻠﻣذﻛرة ﺧﺎﺗﻣﺔ‪ ،‬ﻋرﺿﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ أﻫم ﻣﺎ‬
‫ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻪ ﺧﻼ ﻣﺳﺎر ﻫذا اﻟﺑﺣث‪.‬‬

‫ﻓﻘد ﻣﺛل اﻟﻔﺻل اﻷول اﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﻧظري ﻟﻠﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ وﻗﺳﻣﻧﺎﻩ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎﺣث ﺣﯾث‬
‫ﺗﻌﻧون اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ واﺣﺗوى ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻋﺗﺑﺎت ‪ :‬ﻋﺗﺑﺔ‬
‫اﻟﺻورة‪ ،‬اﻟﻣؤﻟف‪ ،‬اﻟﻧﺎﺷر‪ ،‬اﻟﺗﺟﻧﯾس ‪ .‬وﺟﺎء اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﺣت ﻋﻧوان ﻋﺗﺑﺔ‬
‫اﻹﻫداء‪/‬اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ‪ .‬وﺛﺎﻟث ﻣﺑﺣث ﻫو ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧوان‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺷرح ﻣﻔﺻل ﻟﻬذﻩ‬
‫اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻛل ﻋﻠﻰ ﺣدة‪.‬‬

‫وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺎﺳﻘﺎط اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻟﻠﻛﺎﺗب‬
‫واﻟرواﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" وﻫذا اﻟﻔﺻل ﻛﺎن ﺑﻌﻧوان ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ‬
‫"أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻣﻘﺳﻣﺎ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺑﺎﺣث ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻛﺎن ﻣﻔﺻﻼ ﻟﻠﺟﻬود اﻟرواﺋﯾﺔ‬
‫ﻟـ ـ ـ ـ"واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻠﺧﺻﺎ ﻟرواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ‪ ،‬واﻷﺧﯾر ﻫو اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ‪ ،‬ﺣﯾث ﻋﻛﻔﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﺑﺗﺣﻠﯾل ﺻورة اﻟﻐﻼف‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﻲ ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻏﯾر اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻼﺣم ﻣﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻛﺎﻟﻌﻧوان‬
‫اﻟرﺋﯾﺳﻲ واﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻔرﻋﯾﺔ واﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ واﻹﻫداء واﻟﺗﻲ ﺗؤﺳس ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻟﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻧص‪ ،‬وﺗﺣدد أﻓق اﻻﻧﺗظﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠﻣﻧﺎ ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ دﺧول اﻟﻧص وﺗﻠﻘﯾﻪ ﺑﻌﯾدا ﻋن‬
‫إﻛراﻫﺎت اﻟﻌﻘد اﻟﻘراﺋﻲ اﻟﻣﺛﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪.‬‬

‫وﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺑﻔرﺿﯾﺗﻬﺎ ‪ ،‬ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺂﻟﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺳﻌﻔﻧﺎ ﻋﻠﻰ وﺻف‬
‫اﻟﻌﻧوان وﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ‪،‬ﻓﻛﺎن اﻷﺳﺎس ﻣﺎ اﻗﺗرﺣﻪ "ﺟﯾرار ﺟﯾﻧﯾت"‪ ،‬ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻊ‬

‫ت‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫اﻟﺗرﻛﯾز أوﻻ و أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان و اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ واﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺟﺎﻧب‬
‫اﻹﺟراﺋﻲ ‪ ،‬إن ﻫذا اﻟﺻﻧف ﻣن اﻷﺑﺣﺎث ﯾﻔﺿل اﻹﻓﺎدة ﻣﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓﻲ ﺣﻘل اﻷﺑﺣﺎث‬
‫اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ وﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎب وﻟﺳﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧص ‪...‬ﻓﻘد أوﻟت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺣداﺛﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻋﻧﺎﯾﺔ ﺗﻛﺎد ﺗﻛون ا ﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻬﺎ ﺧطﺎﺑﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑذاﺗﻪ ‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧت اﻟﻌﺗﺑﺎت‬
‫ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧص ﻣواز ﻟﻠﻣﺗن‪.‬‬

‫ﻣن أﺟل ﻛل ﻫذﻩ اﻷﻫداف واﻷﺳﺑﺎب ‪ ،‬ﺟﺎءت اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺻﺎدر وﻣراﺟﻊ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ‬
‫ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻹﺟراﺋﻲ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة ‪ ،‬ﻣن أﺑرزﻫﺎ‬
‫ﻛﺗﺎب ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد "ﻋﺗﺑﺎت"‪ ،‬و" ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﺗﺑﺎت اﻟﻧص " ﻟﻌﺑد اﻟرزاق ﺑﻼل‪ ،‬و"اﻟﻌﻧوان‬
‫وﺳﻣﯾوطﯾﻘﺎ اﻻﺗﺻﺎل اﻻدﺑﻲ " ﻟﻣﺣﻣد ﻓﻛري اﻟﺟزار‪ " ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧص" ﻟﺣﺳﯾن ﺧﻣري‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ ﻣراﺟﻊ أﺧرى ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻓﻘد اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺧﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬
‫اﺧﺗﻼﻓﺎ طﻔﯾﻔﺎ‪ ،‬ﻣن رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب"‪:‬‬

‫‪ /1‬ﻧﺳﺧﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ أوﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻣطﺑوﻋﺔ‪ ،‬ﺗﺣﺻﻠﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف‪.‬‬

‫‪ /2‬ﻧﺳﺧﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن ﻧوع ‪ ، pdf‬ﺗﺣت ﻋﻧوان "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" )ﺳﻛرﺑﯾﺗورﯾوم( ﻓﻲ ﺷﻬوة‬


‫اﻟﺣﺑر وﻓﺗﻧﺔ اﻟورق ‪ ،‬دار اﻟﺻدى‪،‬ط ‪ ،1‬أﻛﺗوﺑر‪ ،2009‬اﻟﻛﺗﺎب رﻗم ‪ ،29‬ﯾﺻدر ﻋن ﻣﺟﻠﺔ‬
‫"دﺑﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ" وﯾوزع ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺟﻠﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻧﺎ ﻓﻲ أﺛﻧﺎء إﻧﺟﺎز اﻟﻣذﻛرة ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣراﺟﻊ‪ ،‬ﺑﺳﺑب اﻧﻌدام‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺣو ل ﻣؤﻟﻔﺎﺗﻧﺎ اﻟﺗراﺛﯾﺔ واﻟﺗﺄﺻﯾل ﻟﻬﺎ ﺿﻣن اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ‬
‫رﻛزت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺣداﺛﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧواع أﺧرى ﻣن اﻟﺧطﺎﺑﺎت‪.‬‬

‫ﻻﺷك أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛﺗﻣل ﺑﻌد ‪ ،‬وﺗﺣﺗﺎج ﻟﺳد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺛﻐرات واﻟﻬﻔوات ‪ ،‬ﻟﻬذا ﻧرﺟو أن‬
‫ﺗﻛون ﺣﺎﻓزا ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﯾن اﻻﺧرﯾن ‪ ،‬اﻟذﯾن ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺟﺎل واﺳﻊ‬
‫وﺛري ﺑﺎﻟﺗﺳﺎؤﻻت واﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ‪ ،‬ﻓﻲ أﻓﺎق اﻟدراﺳﺎت واﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪.‬‬

‫ث‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫وﻟﻌل ﻣن أﻫم اﻟدواﻓﻊ اﻟﺗﻲ دﻓﻌﺗﻧﻲ ﻻﺧﺗﯾﺎر ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ‪:‬‬

‫رﻏﺑﺗﻧﺎ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ وﻓق ﻣﻧﻬﺞ ورؤﯾﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ وﺗﺟﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ‬
‫اﻟﺳراب" ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ"واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ﻹﻋﺟﺎﺑﻧﺎ ﺑرؤى اﻟﻛﺎﺗب وﻛذا ﻟﻐﺗﻪ اﻟﺷﺎﻋرﯾﺔ اﻟﻣﻣﯾزة ﻋدا اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺣﺎز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ أﻗطﺎر اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ‪.‬‬

‫وﻻ ﯾﻔوﺗﻧﺎ أن ﻧﺗوﺟﻪ ﺑﺎﻟﺷﻛر اﻟﺟزﯾل إﻟﻰ أﺳﺗﺎذﻧﺎ اﻟﻣﺷرف "أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻘوي" ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣﻠﻪ‬
‫أﻋﺑﺎء ﻗراءة اﻟﻣذﻛرة ﺣﺗﻰ اﻧﺗﻬت‪ ،‬وﺻﺑرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣرة‪ ،‬واﻟذي‬
‫ﺧﺻﻧﺎ ﺑوﻗﺗﻪ‪ ،‬وﺧﺑرﺗﻪ‪ ،‬وﺗوﺟﯾﻬﺎﺗﻪ اﻟﺳدﯾدة‪ ،‬ﻟﺗﺟﺎوز اﻟﻌﻘﺑﺎت‪.‬‬

‫وا ٕ ﻟﻰ ﻛل ﻣن ﻛﺎﻧت ﻟﻪ ﯾد اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻣن ﻗرﯾب أو ﺑﻌﯾد‪ ،‬ﻗراءة أو ﺟﻣﻌﺎ وﺗدوﯾﻧﺎ‪ ،‬ﻷﻗدم ﻫذا‬
‫اﻟﺑﺣث ﻣﻌﺗذرة ﻋم ﯾﺷوﺑﻪ ﻣن ﻧﻘص وﻗﺻور‪.‬‬

‫وﻻ ﯾﺳﻌﻧﺎ ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟﻰ أن ﻧﺄﻣل أن ﺗﻛون ﻗراءﺗﻧﺎ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣﺗواﺿﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﺗﺑﺎت‬
‫اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر‪.‬‬

‫وﻓﻲ اﻷﺧﯾر أوﺟزﻧﺎ أﻫم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻫذا اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺗواﺿﻊ ‪ ،‬وﺣﺳﺑﻧﺎ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ‬
‫ﺑﺟﻬد وﺻدق‪.‬‬

‫وﻧﺳﺄل اﷲ اﻟﺗوﻓﯾق‪.‬‬

‫ج‬
‫اﻟﻔـــــــــــــــــــــــــﺻل اﻷول‪:‬‬

‫اﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﻧظري ﻟﻠﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪:‬ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﺗﺑﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوان‬


‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫إن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓﻬم اﻟﻧص وا ٕ ﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أن ﯾﺻﻧﻊ ﻣن ﻧﻔﺳﻪ ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ‪ ،‬ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻓﯾﻪ ﺑﻧﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﺟﻣﻌﻬﺎ‬
‫اﻟﻧص ﺣﯾث ﯾﻣﺛل ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻟﻬدف اﻟﺳﺎﻣﻲ ﻟﻠﻘﺎرئ اﻟذي ﯾﺣﺎول ﻣﻼﻣﺳﺔ ﺳﺣرﻩ واﻟدﺧول إﻟﻰ‬
‫ﻋﺎﻟﻣﻪ‪ .‬واﻟﺑداﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﯾﻣﺛﻠﻬﺎ ﻋﺎﻟم اﻟﻧص‪ ،‬أي ﻛل ﻣﺎ ﯾرﺑط اﻟﻧﺻوص ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ وﻫذا ﻣﺎ‬
‫ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ‪،‬ﺣﯾث ﺗﻌرف ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻣوازي أو اﻟﻧص اﻟﻣﺻﺎﺣب ‪para‬‬
‫‪ texte‬وﻗد ﻗدﻣت ﻋدة ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻣﺛل‪ :‬ﻣﺣﻣد ﺑﻧﯾس‪ :‬ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻣوازي‪ ،‬ﻣﺧﺗﺎر‬
‫ﺣﺳﻧﻲ‪:‬ﺑﺎﻟﺗوازي اﻟﻧﺻﻲ‪ ،‬ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟﻣطوي‪ :‬ﺑﻣوازي اﻟﻧص‪ ،‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺷﺑل‪ :‬ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻣﺣﺎذ‪،‬‬
‫وﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن‪ :‬ﺑﺎﻟﻣﻧﺎص‪ .‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗرﺟﻣﺎت أﺧرى ﻛﺎﻟﻣﻧﺎﺻﺻﺔ‪ ،‬اﻟﻧص اﻟﻣؤطر‪ ،‬اﻟﻧص‬
‫اﻟﻣﺻﺎﺣب‪ ،‬واﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ﻫو اﻟﻌﺗﺑﺎت‪ seuils‬و ﺗﻌدد ﻫذﻩ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت راﺟﻊ‬
‫ﻻﺧﺗﻼف اﻟﺗرﺟﻣﺎت ﻟﻠﺟذر اﻷول ) ‪ ): (para‬ﻓﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ واﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺻﻔﺔ ﺗﺣﻣل ﻣﻌﻧﻰ‬
‫اﻟﺷﺑﯾﻪ واﻟﻣﻣﺎﺛل واﻟﻣﺳﺎوي )‪ ( pareil égal‬ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷﺑﻌﺎد اﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟﻘﯾﻣﺔ ‪،‬ﺑﺣﯾث ﻧﺟد اﻟﻛﻠﻣﺔ‬
‫اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ )ﺗوازي( اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ وﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ اﻟﻣﺟﺎﻧﺳﺔ واﻟﻣﻼﺋﻣﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك ﻣﻌﻧﻰ اﻟظﻬور‬
‫‪(corvéable,‬‬ ‫‪compagnon,‬‬ ‫‪apparie,‬‬ ‫واﻟﻣﺷﺎﻛﻠﺔ )‪semblable‬‬ ‫اﻟوﺿوح‬
‫وﺑﻣﻌﻧﯨﺎﻟﻣوازﯾواﻟﻣﺳﺎوﯾﻠﻼرﺗﻔﺎﻋواﻟﻘوة‬
‫‪.‬وﺑﻣﻌﻧﯨﺎﻟزوﺟواﻟﻘرﯾﻧواﻟوزﻧﺑﯾﻧﻣﻘدارﯾﻧواﻟﻌدﻟواﻟﻣﺳﺎواةﺑﯾﻧﺷﺧﺻﯾﻧﺑﻣﻌﻧﯨﺗﺣﺎذﯾﺎﻟﺟﻣﻠﺑﯾﻧﺑﻌﺿﻬﺎاﻟﺑﻌض‪(1‬‬
‫ﻓﺎﻟﺗرﺟﻣﺎﺗﺎﻟﻌدﯾدةﻟﻣﺻطﻠﺣواﺣدأﻧﺗﺟﺗﻌدداﻛﺑﯾراﻣﻧﺎﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت‪،‬وﻟﻛﻧﺎﻟﻣﺻطﻠﺣﺎﻷﻛﺛراﻧﺗﺷﺎراﻫو"ﻋﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧص‬
‫)ﺣﺳﯾﻧﺧﻣرﯾﻔﯾﻣؤﻟﻔﻪ‬ ‫ﻓﻘداﺳﺗﻌﻣﻠﻬذااﻟﻣﺻطﻠﺣﺟﻣﻠﺔﻣﻧﺎﻟﺑﺎﺣﺛﯾﻧﻣﻧﻬم‪:‬‬ ‫"اﻟﻌﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧﺻﯾﺔ"‬ ‫أو‬ ‫"‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫(‬ ‫"‬ ‫اﻟﺑﻧﯾﺔواﻟدﻻﻟﺔ‬ ‫"ﻋﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧص‪:‬‬ ‫اﻟﻔﺗﺎﺣﺎﻟﺟﺣﻣرﯾﻔﯾﻛﺗﺎﺑﻪ‬ ‫(‪)،‬ﻋﺑد‬ ‫"‬ ‫"ﻧظرﯾﺔاﻟﻧص‬
‫وﻓﯾدراﺳﺔﻟﻌﺑداﻟرزاﻗﺑﻼﻟﻣﻌﻧوﻧﺔب"ﻣدﺧﻺﻟﯨﻌﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧص"‪.‬‬

‫‪1:vior‬‬ ‫‪:Larousse ;(dictionnairedefrancais)France ;1997 ;p301-302‬‬


‫‪:2‬ﯾﻧظر‪:‬ﺣﺳﯾﻧﺧﻣري‪،‬ﻧظرﯾﺔاﻟﻧص‪/‬ﻣﻧﺑﻧﯾﺔاﻟﻣﻌﻧﯨﺈﻟﯨﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔاﻟدال‪،‬ﻣﻧﺷوراﺗﺎﻻﺧﺗﻼف‪،‬ط‪،1‬اﻟﺟزاﺋر‪،2007،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ :3‬ﻋﺑداﻟﻔﺗﺎﺣﺎﻟﺟﺣﻣري‪،‬ﻋﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧﺻﺎﻟﺑﻧﯾﺔواﻟدﻻﻟﺔ‪،‬ﻣﻧﺷورات اﻟراﺑطﺔ‪،‬اﻟرﺑﺎط‪،‬ط ‪ ،1996 ،1‬ص‪.53‬‬

‫‪9‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫واﻟﻣﻼﺣظﺄﻧﻣﺻطﻠﺣﺎﻟﻌﺗﺑﺎﺗﻛﺛراﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬوذﻟﻛﻸﻧﺎﻟﻌﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧﺻﯾﺔﻫﯾﺄﺳﺎﺳﺎﻋﺑﺎرةﻋﻧﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻧﺻﯾﺔ‪،‬واﻟﻌﺗﺑﺎﺗﻧطؤﻫﺎﻗ‬
‫ﺑﻼﻟدﺧوﻹﻟﯨﻌﺎﻟﻣﺎﻟﻧص‪،‬ﻓﻔﯾﺗﻌرﯾﻔﻬﺎاﻟﻠﻐوﯾﻛﻣﺎﺟﺎءﻓﻲ )ﻟﺳﺎﻧﺎﻟﻌرﺑﻔﯾﻣﺎدةﻋﺗب ‪}:‬اﻟﻌﺗﺑﺔﻫﯾﺄﺳﻛﻔﺔاﻟﺑﺎﺑﺎﻟﺗﯾﺗوطﺄ{‬
‫ﻓﻬﯾﺑداﯾﺔاﻟﺣرﻛﺔ‪.(1‬‬
‫وﻟﻌﻠﻬذﻫﺎﻟﻛﺛرةﻓﯾﺎﻟﻣﺻطﻠﺣﺎﺗراﺟﻌﺔﺑﺎﻟدرﺟﺔاﻷوﻟﯨﺈﻟﯨﻣﺎﺗﺗواﻓرﻋﻠﯾﻬﺎﻟﻠﻐﺔاﻟﻌرﺑﯾﺔﻣﻧﻔﺎﺋﺿﻔﯾﺎﻷﻟﻔﺎظواﻟدﻻﻻت‪،‬وﺗﺗ‬
‫ﺳﻣﺑﻬﺎﻟﺗراﻛﯾﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔﻣﻧﺗﻧوع‪.‬‬
‫)‪(1987‬‬ ‫"ﻋﺗﺑﺎت"‬ ‫وﻗدﻛﺎﻧﺎﻟﻐرﺑﻬﻣﺎﻟﺳﺑﺎﻗوﻧﻔﯾدراﺳﺔﻫذااﻟﻣﺻطﻠﺢ‪،‬ﻓﻧﺟدأﻧﻛﺗﺎﺑﺟﯾرارﺟﯾﻧت‬
‫ﻫواﻟﺻدراﻟرﺋﯾﺳﯾﻠﻛﻠﺑﺎﺣﺛﯾﻬدﻓﺈﻟﯨدراﺳﺔﺧﻔﺎﯾﺎﺧطﺎب"ﻋﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧص"‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻐرﺑﻛﺎﻧواأﺳﺑﻘﻣﻧﺎﻟﻌرﺑﻔﯾﺎﻟﺗﺳﻣﯾﺔاﻟﺣداﺛﯾﺔﻟﻠﻣﺻطﻠﺢ‬
‫"اﻟﻌﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧﺻﯾﺔ"‪،‬ﻓﻼﯾﺧﻔﯨﺄﻧﺎﻟﻌرﺑﻛﺎﻧﺗﻠﻬﻣدراﺳﺎﺗﺣﺗﯨوا ٕ ﻧﻠﻣﺗﻛﻧﺑﺎﻟﻣﻔﻬوﻣﺎﻟﺣداﺛﯾﻣﻧﺣﯾﺛﺎﻟﺗﻧظﯾﻣواﻟﺗﺧطﯾطﺎﻟﻣﻧﻬﺟﻲ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﺗﺻﻔﺣﻧﺎ ﻛﺗب اﻟﻧﻘد اﻟﺗراﺛﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب ﻧﺟد ﺑﻌض اﻟﻣﺻﻧﻔﺎت ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺎﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ‪،‬‬
‫وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻋﻧد اﻟﻛﺗﺎب اﻟذﯾن ﻋﺎﻟﺟوا ﻣوﺿوع اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﻛﺗﺎب ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ"اﻟﺻوﻟﻲ" و "اﺑن ﻗﺗﯾﺑﺔ"‪.‬‬
‫ف"أدب اﻟﻛﺗﺎب" ﻟﻠـ ـ ـ ـ"ﺻوﻟﻲ" ﯾﻣﺗﺎز ﺑﺎﻹﯾﺟﺎز اﻟﺑﻠﯾﻎ ووﺿوح اﻷﻓﻛﺎر‪) .‬إذ اﺷﺗﻣﻠﻌﻠﻰ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت‬
‫اﻟﺧﺎ ﺻﺔ ﺑﺄدب اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬اﻟﺗﺻدﯾر‪ ،‬اﻟﺧط‪ ،‬ﻣﺎ ﻗﯾل ﻓﻲ اﻟﻘﻠم‪ ،‬اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ‪ ،‬اﻟﻧﺣو ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب‬
‫ﻋرض اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬اﻟﻠﺣن ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬اﻟﻌﻧوان‪ ،‬اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺧﺗﯾم‪ ،‬ﺗﺣرﯾر اﻟﻛﺗﺎب ‪.(2 ....‬‬

‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻧﺻوص وﻧﺷرﻫﺎ "ﻓﻬذا اﻷﺧﯾر اﺣﺗوى ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن‬
‫اﻹﺷﺎرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب وﺗﺣﻘﯾق اﺳم اﻟﻣؤﻟف وﺗﺣﻘﯾق ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻛﺗﺎب إﻟﻰ ﻣؤﻟﻔﻪ ﻛﻣﺎ‬
‫ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻣﻛﻣﻼت اﻟﺣداﺛﯾﺔ وﯾﺧص ﺑﺎﻟذﻛر‪:‬‬

‫‪ :1‬اﺑﻧﻣﻧظور‪،‬ﻟﺳﺎﻧﺎﻟﻌرب‪،‬ج ‪،1‬دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث‪،‬ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌرﺑﻲ‪،‬ط ‪،3‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪،1999،‬ص ‪.576‬‬


‫‪ :2‬ﯾﻧظر‪ :‬أﺑو ﺑﻛر اﻟﺻوﻟﻲ‪ ،‬أدب اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﺷرح وﺗﻌﻠﯾق أﺣﻣد ﺣﺳن ﺳﺑﺞ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ط‪ ،1‬ﺑﯾروت‪ ،1984 ،‬ص ‪. 3‬‬

‫‪10‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔﺑﺗﻘدﯾﻣﺎﻟﻧﺻووﺻﻔﻣﺧطوطﺎﺗﻪ ‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻹﺧراج اﻟطﺑﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ﺻﻧﻊ اﻟﻔﻬﺎرس اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ اﻻﺳﺗدراﻛﺎت واﻟﺗذﯾﯾﻼت ‪."1‬‬
‫ﻓﻛﻠﻬذﻫﺎﻟﻌﻧﺎﺻرﺗﻧدرﺟﺿﻣﻧﺎﻟﻌﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧﺻﯾﺔ‪،‬ﻓﻬذاﻣﺎﯾؤﻛدأﻧﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺎﻟﻌرﺑﺎﻟﺗراﺛﯾوﻧواﻟﺣداﺛﯾوﻧوﻋواﺿرورةإﻟﺣﺎﻗﺎﻟﻣﺗﻧﺑ‬
‫ﻋﻧﺎﺻرأﺧرﯨﺗﺣددطﺑﯾﻌﺔﻣوﺿوﻋﻪ‪.‬‬
‫وﻣﻧﺧﻼﻟﻬذﻫﺎﻟدراﺳﺎﺗﺎﻟﻐرﺑﯾﺔواﻟﻌرﺑﯾﺔﻧﺣددأﻧﻣﻛوﻧﺎﺗﺎﻟﻌﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧﺻﯾﺔﺗﻛﻣﻧﻔﻲ‪:‬اﻟﻧﺻﺎﻟﻣﺣﯾط)‪،(Peritexte‬اﺳﻣﺎﻟ‬
‫ﻛﺎﺗب‪،‬اﻟﻌﻧوان‬
‫)اﻟرﺋﯾﺳﯾواﻟﻔرﻋﻲ( ‪،‬اﻟﻌﻧﺎوﯾﻧﺎﻟداﺧﻠﯾﺔ‪،‬اﻻﺳﺗﻬﻼل‪،‬اﻟﻣﻘدﻣﺔ‪،‬اﻹﻫداء‪،‬اﻟﺗﺻدﯾر‪،‬اﻟﻣﻼﺣظﺎت‪،‬اﻟﺣواﺷﻲ‪،‬اﻟﻬواﻣ‬
‫ش‪.‬‬
‫اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻧﻘوم ﺑﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﻣذﻛرﺗﻧﺎ ﻫﻲ ﻛل ﻣن‪ :‬ﻋﺗﺑﺔ‬
‫اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﻌﻧﺻرﯾﻬﺎ اﻟﺻورة واﻷﻟوان‪ ،‬ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧوان‪ ،‬ﻋﺗﺑﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ )اﻟﺷﻛر(‪،‬‬
‫ﻋﺗﺑﺔ اﺳم اﻟﻣؤﻟف‪.‬‬

‫‪-1‬ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ‪:‬‬

‫‪ :1‬ﯾﻧظر‪ :‬ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺻوص وﻧﺷرﻫﺎ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ط ‪ ،1‬ﺑﯾروت‪ ،2001،‬ص ‪.84 – 43‬‬

‫‪11‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫ﯾﻌد اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻛﺗب ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﺗﻘدﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﻣن اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر أول ﻣﺎ ﯾواﺟﻬﻪ‬
‫اﻟﻘﺎرئ ﺑﺳﺑب ﺣﺿورﻩ اﻟﺑﺎرز ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬إذ ﯾﺳﺎﻫم ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ ﻓﻲ إﻗﻧﺎع اﻟﻘﺎرئ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺷراء اﻟﻛﺗﺎب ﻣن ﻋدﻣﻪ‪ .‬ﯾﻌرف ﺟﯾﻧت ﺗﺻدﯾر اﻟﻛﺗﺎب‪/‬اﻟﻌﻣل‪":‬ﻛﺎﻗﺗﺑﺎﺳﯾﺗﻣوﺿﻊ )ﯾﻧﻘش( ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫رأس اﻟﻛﺗﺎب أو ﻓﻲ ﺟزء ﻣﻧﻪ‪"1‬‬

‫ﻓﯾﻘول ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﺣﻣﺎد‪ ":‬اﻟﻐﻼف أول ﻣﺎ ﻧﻘف ﻋﻧدﻩ‪ ،‬وﻫو اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻠﻔت اﻧﺗﺑﺎﻫﻧﺎ ﺑﻣﺟرد‬
‫ﺣﻣﻠﻧﺎ ورؤﯾﺗﻧﺎ ﻟﻠرواﯾﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻪ اﻟﻌﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻋﺗﺑﺎت اﻟﻧص اﻟﻬﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺗدﺧﻠﻧﺎ إﺷﺎراﺗﻪ إﻟﻰ اﻛﺗﺷﺎف‬
‫ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻧص ﺑﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻪ‪ :‬ﺻورة‪ ،‬أﻟوان ‪"2.....‬ﻓﻠﻬذا ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻐﻼف ﻣن أﻫم‬
‫اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻘول اﻟﻘﺎص واﻟرواﺋﻲ ﻧﺎﺻر اﻟﺟﺎﺳم‪ ):‬ﻋﻠم اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ اﻟﺛﻼث‪:‬‬
‫اﻟﻐﻼف ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن اﻟﻠوﺣﺎت اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﯾﺔ‪،‬واﻟﻌﻧوان‪،‬وﻋﺑﺎرة اﻹﻫداء‪،‬واﻻﺳﺗﻬﻼل ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻷوﻟﻰ‬
‫‪(3...‬‬

‫وﻧﺟد ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺣﻣﯾد اﻟﺣﻣداﻧﻲ ﯾﻘول ﻋن اﻟﻐﻼف أﻧﻪ‪ » :‬ﻓﺿﺎء ﻣﻛﺎﻧﻲ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﺷﻛل‬
‫إﻻ ﻋﺑر اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ‪ ،‬ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻛﺗﺎب وأﺑﻌﺎدﻩ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣﻛﺎن ﻣﺣدود وﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎن‪ ،‬اﻟذي‬
‫ﯾﺗﺣرك ﻓﯾﻪ اﻷﺑطﺎل ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻣﻛﺎن ﺗﺗﺣرك ـ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺢ ـ ﻓﯾﻪ ﻋﯾن اﻟﻘﺎرئ إﻧﻪ ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ﻓﺿﺎء‬
‫اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟرواﺋﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ طﺑﺎﻋﺔ ‪«4‬‬

‫‪ :1‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت )ﺟﯾرار ﺟﯾﻧت ﻣن اﻟﻧص إﻟﻰ اﻟﻧﺎص(‪ ،‬ﺗﻘدﯾم ﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻹﺧﺗﻼف‪ ،‬ط ‪ ،2001 ،1‬ص‬
‫‪.107‬‬
‫‪ :2‬ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﺣﻣﺎد‪ ،‬ﺗداﺧل اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ )ﺑﺣث ﻓﻲ ﻧﻣﺎذج ﻣﺧﺗﺎرة ( دراﺳﺎت أدﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣطﺎﺑﻊ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،‬ص ‪. 148‬‬
‫‪:3‬أﻏﻠﻔﺔ اﻟﻛﺗب ظﺎﻫرة ﻋﺻرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺷور ﺑﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟرﯾﺎض اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪2013/10/13‬‬
‫‪www.moheet.com‬‬
‫‪ :4‬ﺣﻣﯾد اﻟﺣﻣداﻧﻲ‪ ،‬ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧص اﻟﺳردي ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﻛزاﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻐرب‪ ،‬ط‪ ،2000 ،3‬ص‪.124‬‬

‫‪12‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫ﻓﺎﻟﻐﻼف ﻣن أﺑرز اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾواﺟﻬﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ أﺛﻧﺎء ﻣطﺎﻟﻌﺗﻪ ﻟﻠرواﯾﺔ "ﻓﻬو ﻋﺗﺑﺔ ﺿرورﯾﺔ‬
‫ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻣق ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻧص و اﺳﺗﻛﻧﺎﻩ ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن أﻓﻛﺎر واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎدﻩ‬
‫اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪."1‬‬

‫" ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺧطﺎب اﻟﻐﻼﻓﻲ ﻣن أﻫم ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧص اﻟﻣوازي اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻷﺟﻧﺎس اﻷدﺑﯾﺔ‬
‫ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬واﻟرواﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﺷﻛﯾل و اﻟﻣﻘﺻدﯾﺔ‪."2‬‬

‫ﻓﺎﻟﻐﻼف اﻟﻣطﺑوع ﻟم ﯾﻌرف إﻻ ﻓﻲ اﻟﻘرن ‪ 19‬م ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻘرن اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت‬
‫اﻟﻛﺗب ﺗﻐﻠف ﺑﺎﻟﺟﻠود " ﻟﯾﺄﺧذ اﻟﻐﻼف اﻵن ﻓﻲ زﻣن اﻟطﺑﺎﻋﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬واﻟطﺑﺎﻋﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ و‬
‫اﻟرﻗﻣﯾﺔ أﺑﻌﺎدا وآﻓﺎﻗﺎ أﺧرى‪ ،" 3‬ﻓﻬو اﻟذي ﯾﺣﯾط ﺑﺎﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ‪ ،‬وﯾﻐﻠﻔﻪ‪ ،‬وﯾﺣﻣﯾﻪ‪ ،‬وﯾوﺿﺢ ﺑؤرﻩ‬
‫اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻧوان ﺧﺎرﺟﻲ ﻣرﻛزي‪.‬‬

‫وﻧﺟد اﻟﺧطﺎب اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﯾﺗﻛون ﻣن‪:‬اﻟﺻورة أو اﻟﻠوﺣﺎت اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﯾﺔ‪ ،‬اﺳم اﻟرواﺋﻲ وﻋﻧوان‬
‫رواﯾﺗﻪ‪ ،‬وﺣﯾﺛﯾﺎت اﻟطﺑﻊ واﻟﻧﺷر‪ ،‬وﯾطﺑﻊ اﻟﻐﻼف اﻟرواﺋﻲ ﻫﻧدﺳﯾﺎ ﺑﺄﺣﺟﺎم ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻧوﻋﺔ؛ "وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ‬
‫ﯾﺗﺧذ اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ ﺣﺟﻣﺎ ﻣﺳﺗطﯾﻼ‪ ،‬وﯾﻧدر وﺟود اﻟﺣﺟم اﻟﻣرﺑﻊ ﻓﻲ إﺧراج اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ ‪."4‬‬

‫‪ 1‬ـ ‪ 1‬ـﺎﻟﺻـورة‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺷﻲء اﻟﺑﺎرز ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف وﺗﺗﻛون ﻣن اﻟرﺳم واﻷﻟوان‪.‬‬

‫اﻟﺟراﻓﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬ ‫اﻟﺻورة‬ ‫أو‬ ‫اﻟرﺳم‬ ‫أ‪/‬‬


‫ﻻﯾﻣﻛﻧﻸﯾﻘﺎرﺋﻛﺎﻧﺄﻧﯾﺗﺟﺎﻫﻼﻟﺷﻛﻼﻟﺧﺎرﺟﯾﻠﻠﻛﺗﺎب‪،‬ﻓﻬوأوﻟﻣﺎﺗﺗﻠﻘﺎﻫﺎﻟﻌﯾﻧﺑﻌداﻟﻌﻧواﻧﺄوﻗﺑﻠﻬﻔﯾﻛﺛﯾرﻣﻧﺎﻷﺣﯾﺎن‪،‬ﻓﺎﻟﺻو‬

‫‪ :1‬اﻟﺳﻌﯾد ﻣوﻓﻘﻲ‪ ،‬إﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ﺧطﺎب اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ ﺷرﻓﺎت اﻟﺑﺣر واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج‪ ،‬دﯾوان اﻟﻌرب‪ ،‬اﻟﺧﻣﯾس‬
‫‪ ،2013/03/31‬ص ‪.03‬‬
‫‪ :2‬ﺟﻣﯾل ﺣﻣداوي‪ ،‬ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟﻐﻼﻓﻲ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ "اﻟﻐﻼف ﻋﺗﺑﺔ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻔﻬم اﻟﻧص اﻹﺑداﻋﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺗﺑﺎت‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻋزوز إﺳﻣﺎﻋﯾل‪ ،‬اﻟﻌدد اﻷول‪ ،‬اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،2012/01/25،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ :3‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪ ،‬ص ‪. 48‬‬
‫‪ :4‬ﺟﻣﯾل ﺣﻣداوي‪ ،‬ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟﻐﻼﻓﻲ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ "اﻟﻐﻼف ﻋﺗﺑﺔ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻔﻬم اﻟﻧص اﻹﺑداﻋﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺗﺑﺎت‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻋزوز إﺳﻣﺎﻋﯾل‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪13‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫رواﻟرﻣوز‪،‬وﺣﺗﯨﺎﻷﻟواﻧﺎﻟﻣﻧﺳﺟﻣﺔوﻏﯾراﻟﻣﻧﺳﺟﻣﺔﺗﻠﻌﺑدوراﻣﻬﻣﺎﻓﯾﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔاﻟﺗواﺻﻠﯾﺔواﻹﺑداﻋﯾﺔاﻟﺗﯾﯾروﻣﻬﺎأﯾﻛﺗﺎﺑﻣ‬
‫ﻫﻣﺎﻛﺎﻧﻧوﻋﻬوﺟﻧﺳﻣﺗﻧﻬﻔﺎﻟﺻورة ﺗﻌﺗﺑر‬

‫"أﯾﻘوﻧﺔ ﺑﺻرﯾﺔ وﻋﻼﻣﺔ ﺗﺻوﯾرﯾﺔ وﺗﺷﻛﯾﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺳوﻣﺎت ﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ واﻗﻌﯾﺔ وروﻣﺎﻧﺳﯾﺔ‬
‫وأﺷﻛﺎﻻ ﺗﺟرﯾدﯾﺔ وﻟوﺣﺎت ﻓﻧﯾﺔ ﻟﻔﻧﺎﻧﯾن ﻣرﻣوﻗﯾن ﻟﻌﺎﻟم اﻟﺗﺷﻛﯾل اﻟﺑﺻري أو ﻓن اﻟرﺳم ‪ ،‬ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ واﻟﻘﺎرئ واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ‪."1‬‬

‫و ﻗد ﻋرف ﻣﻧذ اﻟﻘدم اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺻورة وذﻟك ﻟظﻬور اﻟرﺳم ﻗﺑل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺻورة أﻛﺛر اﻟﺗﺻﺎﻗﺎ‬
‫ﺑﺎﻟواﻗﻊ‪ ،‬و أﻛﺛر ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻪ‪،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺟﺎﻧب ﻣﺎدي ﻣﻠﻣوس ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻌﻼﻣﺔ‬
‫اﻟﻠﻐوﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻋﺑرﻫﺎ ﺗوﻟﯾد ﻣﺟﻣل اﻟدﻻﻻت داﺧل اﻟﺻورة‪ ،‬ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗرﺗﯾب‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻷﻓﻛﺎر واﻟدﻻﻻت ﻣن ﻟﻐﺔ إﻟﻰ أﺧرى؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺣﻛﻲ اﻟﻔﻛرة ﺑﻠﻐﺔ اﻟﺷﻛل ـ‬
‫اﻟﺧط ـ اﻟﻠون ـ اﻟظل ـ اﻟﻣﻼﻣﺢ واﻻﺗﺳﺎق اﻟﺑﺻري‪ ،‬اﻟﺗﻧوع ﻟﺗﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻠم اﻟﻘراءة‪ ،‬وﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ‬
‫اﻟﻔﻬم اﻹدراك‪ ،‬ﻋﺑر ﺗﺣرﯾك اﻟﻌﻘل وا ٕ ﻋﻣﺎل ﻣﻬﺎراﺗﻪ‪ .‬ﻓﺎﻟﺻورة ﺗﻌﻧﻲ ﺗﺣوﯾل اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ داﺧل‬
‫اﻟﻌﻣل اﻟرواﺋﻲ إﻟﻰ ﺗﺟرﺑﺔ ﺑﺻرﯾﺔ‪.‬‬

‫ب‪/‬اﻷﻟوان‪ " :‬ﻟﻘد اﺗﺧذ اﻟﻠون وظﯾﻔﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺣل ﻣﺣل اﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬وﻣﺣل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟﻬذا وﺟب رﺑط‬
‫اﻟﻠون ﺑﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدث وﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺛم ﺑﺎﻟوﺳط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺛم ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻔﻧﺎن ﻓﺗﺳﺎﻫم‬
‫دﻻﻻت اﻟﻠون ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟدﻻﻻت اﻟﺧﻔﯾﺔ واﻷﺑﻌﺎد اﻟﻣﺳﺗﺗرة ﻓﻲ اﻟﻧﻔس اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪"2‬‬

‫‪ :1‬ﺟﻣﯾل ﺣﻣداوي‪ ،‬ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟﻐﻼﻓﻲ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ "اﻟﻐﻼف ﻋﺗﺑﺔ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻔﻬم اﻟﻧص اﻹﺑداﻋﻲ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺗﺑﺎت‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ :2‬ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻧﺎﻓﻊ‪ ،‬ﺟﻣﺎﻟﯾﺎت اﻟﻠون ﻓﻲ ﺷﻌر اﺑن اﻟﻣﻌﺗزة ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗواﺻل‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،1999/06/04 2‬ص ‪. 125‬‬

‫‪14‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫‪ .2.1‬اﻟﻣؤﻟـف‪" :‬ﯾﻌد اﺳم اﻟﻛﺎﺗب ﻣن ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺟﺎﻫﻠﻪ أو‬
‫ﻣﺟﺎوز ﺗﻪ ﻷﻧﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻔﺎرﻗﺔ ﺑﯾن ﻛﺎﺗب و آﺧر‪."1‬‬

‫ﻓﺎﺳم اﻟﻣؤﻟف ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف ﯾﺧﺻﻪ ﺗﻣﯾزا وﻫوﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻧﺣﻪ ﻗﯾﻣﺔ أدﺑﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ"وﯾراد ﻣن ﺗﺛﺑﯾت اﺳم‬
‫اﻟﻣؤﻟف اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ واﻟﺷﺧﺻﻲ ﺗﺧﻠﯾدﻩ ﻓﻲ ذاﻛرة اﻟﻘﺎرئ ‪."2‬‬

‫ﻓﺎﺳم اﻟﻛﺎﺗب ﯾﺄﺧذ ﺛﻼث أﺷﻛﺎل ﺣﺳب ﺟﯾرار ﺟﯾﻧت‪ :‬اﻻﺳم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻛﺎﺗب )‪ ،(onymat‬اﻻﺳم‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻌﺎر ﻟﻠﻛﺎﺗب )‪ ،(pseudonymat‬اﻻﺳم اﻟﻣﺟﻬول ﻟﻠﻛﺎﺗب )‪.(anonymat‬‬

‫وﯾﻘو اﺳم اﻟﻛﺎﺗب اﻟظﺎﻫر ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻛﺗﺎب ﺑﺛﻼث وظﺎﺋف أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺳﻧﻬﺎﺟﯾرار ﺟﯾﻧت‬
‫وﺗﻛﻣن ﻓﻲ‪:‬‬

‫" وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺛﺑﯾت ﻫوﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻛﺎﺗب ﺑﺈﻋطﺎﺋﻪ اﺳﻣﻪ‪.‬‬

‫وظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘف دون اﻟﺗﻧﺎزع ﻋﻠﻰ أﺣﻘﯾﺔ ﺗﻣﻠّك اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻓﺎﺳم اﻟﻛﺎﺗب ﻫو‬
‫اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﻪ‪.‬‬

‫وظﯾﻔﺔ إﺷﻬﺎرﯾﺔ‪ :‬وﻫذا ﻟوﺟودﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان اﻟﺗﻲ ﺗﻌد اﻟواﺟﻬﺔ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ‪،‬وﺻﺎﺣب‬
‫اﻟﻛﺗﺎب أﯾﺿﺎ‪،‬اﻟذي ﯾﻛون اﺳﻣﻪ ﻋﺎﻟﯾﺎ ﯾﺧﺎطﺑﻪ ﺑﺻرﯾﺎ ﻟﺷراﺋﻪ ‪."3‬‬

‫‪ 1‬ـ ‪ 3‬ـ اﻟﻧﺎﺷـر‪ :‬ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﻛﻠﻣﺔ اﻟﻧﺎﺷر أو ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺗﺻﻠﯾﺔ "وﺗﻌد ﻣن ﺑﯾن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻧﺎص ﻋﺎﻣﺔ‪"4‬‬

‫‪ :1‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد ‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت ‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫‪ :2‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺗﺑﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ‪ ،‬اﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋزوز ‪.‬‬
‫‪ :3‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد ‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت ‪ ،‬ص ‪ 64‬ـ ‪. 65‬‬
‫‪ :4‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪. 90‬‬

‫‪15‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫وﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻬﺎ‪ " :‬أﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن ورﻗﺔ ﻣدرﺟﺔ )‪ (encart‬ﺗﻛون ﻣطﺑوﻋﺔ‪ ،‬ﺗﺣﺗوي‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣؤﺷرات ﻟﻌﻣل ﻣﺎ‪"1‬‬

‫ﻓﻧﻘرأﻋﻠﯨﺎﻟﻐﻼﻓﺎﺳﻣداراﻟﻧﺷراﻟﺗﯾﻧﺷرﺗﺎﻟﻣﺟﻣوﻋﺔﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔإﻟﯨﺎﺳﻣﻣﻣوﻻﻟﻧﺷروﻫذﻫﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﺿرورﯾﺔوا ٕ ﻟزاﻣﯾﺔﻓﯾﺄ‬
‫ﯾﺈﺻدارﯾﺣﺗرﻣﺎﻟﺷروطﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔﻟﻠﻧﺷر‪،‬ودوﻧﻬﺎﺗﻧﺳﺣﺑﺎﻟﺷرﻋﯾﺔاﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔﻋﻧﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺎﻟذﯾﯾﻔﻘداﻟﺣﻘﻔﯾﺎﻟﺣﺿوراﻟﺷرﻋﯾﺑ‬
‫ﻣﺟردﻏﯾﺎﺑﺎﺳﻣﺎﻟﺟﻬﺔاﻟﻧﺎﺷرةﻟﻪ‪،‬واﻟﺗﯾﺗﻘدﻣﺈﺿﺎﻓﺔإﻟﯨﺎﺳﻣﻬﺎﻛﻼﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﺎﻟﺧﺎﺻﺔﺑﻬﺎ‪:‬‬
‫اﻟﻌﻧوان‪،‬اﻟﻬﺎﺗف‪،‬اﻟﻔﺎﻛس‪،‬اﻟﻌﻧواﻧﺎﻟﺑرﯾدي‪،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔإﻟﯨرﻗﻣﺎﻹﯾداﻋﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺎﻟذﯾﻣﻧﺣﺗﻬﻠﻠﻛﺗﺎﺑﻠﯾﻛﺗﺳﺑﺎﻟﺷرﻋﯾﺔاﻟﻘﺎﻧو‬
‫ﻧﯾﺔ‪،‬وﻫﯾﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﺗﻔرﺿﻬﺎﻛﻣﺎأﺳﻠﻔﻧﺎﻗواﻧﯾﻧﺎﻟﻧﺷراﻟﻣﻌﻣوﻟﺑﻬﺎﻋﻠﯨﺎﻟﻣﺳﺗوﯨﺎﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪.‬‬

‫‪1‬ـ‪4‬ـ اﻟﺗﺟﻧـﯾس‪ :‬اﻟﻣؤﺷر اﻟﺟﻧﺳﻲ )‪" (indication générique‬ﻫو ﻣﻠﺣق ﺑﺎﻟﻌﻧوان ‪(annex du‬‬
‫)‪ titer‬ﯾﻌد ﻧظﺎﻣﺎ رﺳﻣﯾﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن ﻣﻘﺻدﯾﺔ ﻛل ﻣن اﻟﻛﺎﺗﺑو اﻟﻧﺎﺷر ﻟﻣﺎ ﯾرﯾدان ﻧﺳﺑﺗﻪ ﻟﻠﻧص‪"2‬‬

‫ﻣﺎﯾرادﻣﻧﻬﺗﺣدﯾدﺟﻧﺳﺎﻟﻌﻣﻼﻷدﺑﯾﺄﯾوﺿﻌﺎﻟﻧﺻﺿﻣﻧﺳﻠﺳﻠﺔﻣﺣددةﺗﻛوﻧرواﯾﺔأوﺗﻛوﻧﻣﺟﻣوﻋﺔﻗﺻﺻﯾﺔأوﻣﺟﻣوﻋ‬
‫ةﺷﻌرﯾﺔأوﻧﻘدأوﻣﺳرح‪.‬‬

‫"ﯾﻌﺗﺑروﺣدةﻣﻧﺎﻟوﺣداﺗﺎﻟﺟراﻓﯾﻛﯾﺔأوﻣﺳﻠﻛﺎﻣﻧﺎﻟﻣﺳﺎﻟﻛﺎﻷوﻟﯨﻔﯾﻌﻣﻠﯾﺔاﻟوﻟوﺟﻔﯾﻧﺻﻣﺎ؛ﻓﻬوﯾﺳﺎﻋداﻟﻘﺎرﺋﻌﻠﯨﺎﺳﺗﺣﺿﺎ‬
‫رأﻓﻘﺎﻧﺗظﺎرﻩ‪،‬ﻛﻣﺎﯾﻬﯾﺋﻬﻠﺗﻘﺑﻸﻓﻘﺎﻟﻧص‪"3‬‬

‫ووظﯾﻔﺗﻬﺎﻷﺳﺎﺳﯾﺔﺗﻛﻣﻧﻔﯾﺈﺧﺑﺎراﻟﻘﺎرﺋوا ٕ ﻋﻼﻣﻬﺑﺟﻧﺳﺎﻟﻌﻣﻼﻟذﯾﺳﯾﻘرؤﻩ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺧطﺎب اﻟﻐﻼﻓﻲ ﺳﻧﺧﺻص ﻟﻬﺎ ﻣﺑﺣث‬
‫ﺧﺎص ﺑﺎﻟدراﺳﺔ وذﻟك ﻷﻫﻣﯾﺗﻪ‪.‬‬

‫‪:1‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪ ،‬ص ‪. 91‬‬


‫‪ :2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪. 89‬‬

‫‪ :3‬ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟرواﺋﻲ ﻗراءة ﻓﻲ " اﻟوﻟﻲ اﻟطﺎﻫر ﯾﻌود إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻣﻪ اﻟزﻛﻲ " ﻟطﺎﻫر وطﺎر ‪ ،‬ص ‪. 5‬‬

‫‪16‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫‪ 2‬ـ ﻋﺗﺑﺔ اﻹﻫداء‪/‬اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ‪ :‬ﺗﻌﺗﺑر ﻋﺗﺑﺔ اﻹﻫداء ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﺗﺑﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ‬
‫ﻓﻧﺟد "ﻛﻠود دﯾﺷﻲ" ﯾﻘول ﻋﻧﻪ أﻧﻪ‪»:‬ﻧوع ﻣن اﻟﺧطﺎﺑﺎت اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﺣﻛﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻘرﯾب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟﻧس اﻷدﺑﻲ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ‪ ،‬و إﻋطﺎﺋﻪ ﺗﺻورا ﻋن اﻟﻛﺎﺗب ﻛذات أﻧﺗﺟت اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ‬
‫ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬و اﻟﻛﺎﺗب ﻛﻘﺎرئ ﻟﻌﻣﻠﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪«1‬‬

‫اﻻﻫداء ﻫو ﺗﻘرﯾر ﻣن اﻟﻛﺎﺗب وﻋرﻓﺎن ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻟﻶﺧرﯾن‪،‬ﺳواء ﻛﺎﻧوا أﺷﺧﺎﺻﺎ أوﻣﺟﻣوﻋﺎت )واﻗﻌﯾﺔ‬
‫أو اﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ (‪ ""2‬وﺗﺣﻣل داﺧﻠﻬﺎ إﺷﺎرة ذات دﻻﻟﺔ واﺿﺣﺔ‪"3‬‬

‫واﻹﻫداء ﻧوﻋﺎن‪ :‬واﺣد ﻋﺎم‪ :‬وﻫو ﻣﺎ وﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت‬
‫واﻟﻣﻧظﻣﺎت وآﺧر ﺧﺎص‪ :‬وﻫو ﻣﺎ وﺟﻪ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣﻘرﺑﯾن ﻣن اﻟﻛﺎﺗب وﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟواﻗﻌﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻫﻧﺎك أﯾﺿﺎ اﺧﺗﻼف ﻣﺎ ﺑﯾن إﻫداء اﻟﻌﻣل‪/‬اﻟﻛﺗﺎب وا ٕ ﻫداء اﻟﻧﺳﺧﺔ " ﺣﯾث أن اﻹﻫداء اﻷول ﯾﻛون‬
‫ﻣطﺑوﻋﺎ وﻣﻧدرﺟﺎ ﻓﯾﻪ ﺑﻌد ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان وﻗﺑل اﻻﺳﺗﻬﻼل‪ ،‬أﻣﺎ إﻫداء اﻟﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻓﯾﻛون‬
‫إﻫداءً ﺑﺧط ﯾد اﻟﻛﺎﺗب ﻧﻔﺳﻪ ﻟﻠﻘﺎرئ‪."4‬‬

‫وﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ اﻟﻧوع اﻷول ﻣن اﻹﻫداء) إﻫداء اﻟﻛﺗﺎب( ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﻛﻠﻣن اﻟﻣﻬدى‬
‫واﻟﻣﻬدى إﻟﯾﻪ ﺣﯾث ﯾﻧﻘﺳم اﻟﻣﻬدى إﻟﻰ ﻣﻬدى ﺧﺎص وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻘرﯾﺑﯾن ﻣن اﻟﻛﺎﺗب‪،‬‬
‫وﻣﻬدى ﻋﺎم ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺑطﻬﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﻣﻊ اﻵﺧر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ‪،‬وﻣﻬدى ذاﺗﻲ وﻫو ﻧوع ﻧﺎدر اﻟوﺟود وﯾﻛون ذﻟك ﺑﺈﻫداء اﻟﻛﺎﺗب ﻟﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬

‫‪ :1‬ﺷﻌﯾب ﺣﻠﯾﻔﻲ‪ ،‬ﻫوﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت )ﻓﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت وﺑﻧﺎء اﻟﺗﺄوﯾل(‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ط‪ ،1‬اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ‪/‬اﻟﻣﻐرب ‪ ،2005‬ص‪. 51‬‬

‫‪ :2‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪ ،‬ص‪. 93‬‬


‫‪ :3‬ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﺣﻣﺎد‪ ،‬ﺗداﺧل اﻟﻧﺻوص‪) ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق(‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ :4‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪ ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪17‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 1‬ـ وظﺎﺋف اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ‪:‬‬

‫أ‪ /‬وظﺎﺋف إﻫداء اﻟﻌﻣل‪:‬‬

‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ‪ :‬ﻫﻲ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻋن دﻻﻟﺔ ﻫذا اﻹﻫداء وﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﻣﻬدى إﻟﯾﻪ‪،‬‬
‫واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻧﺳﺟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ‪.‬‬

‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗداوﻟﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ وظﯾﻔﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻧﺷط اﻟﺣرﻛﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﺎﺗب وﺟﻣﻬورﻩ اﻟﺧﺎص‬
‫واﻟﻌﺎم‪،‬ﻣﺣﻘﻘﺔ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻗﺻدﯾﺗﻬﺎ اﻟﻧﻔﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻋل ﻛل ﻣن اﻟﻣﻬدى واﻟﻣﻬدى إﻟﯾﻪ‪."1‬‬

‫ب‪ /‬وظﺎﺋف إﻫداء اﻟﻧﺳﺧﺔ‪:‬‬

‫"وظﯾﻔﺔ )وﺿﻊ( اﻟﺗواﺿﻊ )‪:(modestie‬ﺣﯾث ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﺗب أن ﯾﺗواﺿﻊ ﻟﻣن ﯾﻬدي إﻟﯾﻪ‬
‫اﻟﻧﺳﺧﺔ‪ ،‬ﻗﺻد اﻧﺗظﺎر رد ﻓﻌﻠﻪ ﺣﺎل ﻗراءﺗﻪ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪.‬‬

‫وظﯾﻔﺔ )وﺿﻊ( اﻻﻋﺗذار )‪ :(l’excuse‬وﻫﻲ وﺿﻌﯾﺎت اﻹﻫداء اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ‪،‬ﺣﯾث ﻧﺟد روﻻن ﺑﺎرت ﻣن‬
‫ﺑﯾن اﻟﻛﺗﺎب اﻟذﯾن ﯾﻛﺛرون اﻻﻋﺗذار ﻟﻘراﺋﻬم‪."2‬‬

‫‪ :1‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪ ،‬ص ‪.99‬‬


‫‪ :2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪ 102‬ـ ‪.103‬‬

‫‪18‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧوان‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرق إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ‬
‫ﻗراءة اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ وﻋﻠﯾﻪ ﻛﺎﻧت ﻣﻘوﻟﺔ اﻟﻌﻧوان ﻣدﺧﻼ ﻣﻬﻣﺎ‪ ،‬وﻋﺗﺑﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻏﯾﺎﻫب‬
‫اﻟﻧص وﺗﻘودﻩ إﻟﻰ ﻓك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن طﻼﺳﻣﻪ‪.‬‬

‫أوﻻ‪:‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻧوان‪:‬‬

‫ﯾﻌود اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ ﺟذرﻩ اﻟﻠﻐوي إﻟﻲ ﻣﺎدة)ﻋﻧن( ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ "ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب"‪:‬‬

‫ﻋﻧن‪:‬ﻋن اﻟﺷﻲء ﯾﻌن وﯾﻌن ﻋﻧﻧﺎ وﻋﻧوﻧﺎ‪ :‬ظﻬر أﻣﺎﻣك‪ ،‬وﻋن ﯾﻌن وﯾﻌن ﻋﻧﺎ وﻋﻧوﻧﺎ و اﻋﺗﻧﺎﻋﺗرض‬
‫وﻋرض‪......‬واﻻﺳم‪ :‬اﻟﻌﻧن واﻟﻌﻧﺎن‪.1‬‬

‫وﻋﻧﻧت اﻟﻛﺗﺎب أﻋﻧﻧﺗﻪ أي ﻋرﺿﺗﻪ ﻟﻪ وﺻرﻓﺗﻪ إﻟﯾﻪ‪ ،‬وﻋن اﻟﻛﺗﺎب ﯾﻌﻧﻪ ﻋﻧﺎ وﻋﻧﻧﻪ ﻛﻌﻧوﻧﻪ‬
‫وﻋﻧوﻧﺗﻪ وﻋﻠوﻧﺗﻪ ﺑﻣﻌﻧﻰ واﺣد ﻣﺷﺗق ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ‪.‬‬

‫"وﯾﺿﯾﻔﺎﺑن ﻣﻧظور‪:‬ﻗﺎل اﺑن ﺑري‪ :‬واﻟﻌﻧوان اﻷﺛر‪ ،‬وﻛﻠﻣﺎ اﺳﺗدﻟت ﺑﺷﻲء ﺗظﻬرﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ ﻓﻬو‬
‫ﻋﻧوان ﻟﻪ‪."2‬‬

‫وﯾﺷﯾر أﺑو ﺑﻛر اﻟﺻوﻟﻲ‪:‬إﻟﻰ أن "اﻟﻌﻧوان ﯾﻘﺎل ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب وﻋﻧوﻧﺗﻪ وﻫﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺻﯾﺣﺔ‬
‫‪.....‬وﻗد ﻗﯾل اﻟﻌﻠوان ﻓﻌﻠوان ﻣن اﻟﻌﻼﻧﯾﺔ ﻷﻧك أﻋﻠﻧت ﺑﻪ أﻣر اﻟﻛﺗﺎب‪،‬وﻣﻣن ﻫو واﻟﻲ‪.....‬واﻟﻌﻧوان‬
‫اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻛﺄﻧك ﻋﻠﻣﺗﻪ"‪.‬‬

‫‪:1‬إﺑن ﻣﻧظور‪،‬ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب‪،‬ص‪.290،292‬‬


‫‪:2‬أﺑو ﺑﻛر اﻟﺻوﻟﻲ‪،‬أدب اﻟﻛﺗﺎب )ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق(‪،‬ص ‪.148‬‬

‫‪19‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫وﻟﻌل ﻣﺎ ﯾﻬﻣﻧﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن اﻟﻌﻧوان ﻋﻼﻣﺔ أو رﻣز‪ ،‬ﺑﻪ ﯾﻌرف اﻟﻛﺗﺎب وﺑﻔﺿﻠﻪ ﯾﺗداول ‪،‬‬
‫وﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﺗواﻓق ﻣﻊ اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬إذ ﻧﻘول اﻟﻌرب "ﻣﺎ ﻋﻧوان ﺑﻌﯾرك أي ﻣﺎ أﺛرﻩ اﻟذي ﯾﻌرف‬
‫ﺑﻪ" وﻫو اﻟﺷﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ﻟﺗﻣﯾزﻩ ﻣن ﺳﺎﺋر اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺷﺎﺑﻪ ﻣﻌﻬﺎ أو‬
‫ﯾذوب ﻣﻌﻬﺎ‪.1‬‬

‫ﻓﻲ ﺿوء اﺳﺗﻘراﺋﻧﺎ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟدﻻﻻت اﻟواردة ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول إن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺗﺣﻣل ﻓﻲ‬
‫ﺛﻧﺎﯾﺎﻫﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻟدﻻﻻت اﻻﺻطﻼﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان ‪ ،‬ﻓﻘد ارﺗﺑط ﺑذﻛر اﻟﻛﺗﺎب وﺑﺄﻧﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر‬
‫إﻟﯾﻪ ‪.‬‬

‫إن‪ ":‬اﻟﻌﻧوان ﻟﻠﻛﺗﺎب ﻛﺎﻻﺳم ﻟﻠﺷﻲء ﺑﻪ ﯾﻌرف‪ ،‬وﺑﻔﺿﻠﻪ ﯾﺗداول وﯾﺷﺎر ﺑﻪ إﻟﯾﻪ وﯾدل ﺑﻪ ﻋﻠﯾﻪ و‬
‫ﯾﺣﻣل ا ﺳم ﻛﺗﺎﺑﻪ ‪،‬وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﯾﺳﻣﻪ اﻟﻌﻧوان ﺑﺈﯾﺟﺎز ﯾﻧﺎﺳب اﻟﺑداﯾﺔ ‪،‬ﻋﻼﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن اﻟﻛﺗﺎب‬
‫ﺟﻌﻠت ﻟﻪ ﻟﻛﻲ ﺗدل ﻋﻠﯾﻪ‪.2‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾؤﻛد "ﻣﺣﻣد ﻓﻛري اﻟﺟزار" أﯾﺿﺎ أن اﻟﻌﻧوان ‪ ":‬ﺳﻠطﺔ اﻟﻧص وواﺟﻬﺗﻪ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺗﻣﺎرس‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ إﻛراﻫﺎ أدﺑﯾﺎ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ اﻟﺟزء اﻟدال ﻣن اﻟﻧص اﻟذي ﯾؤﺷر ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ ﻓﺿﻼ ﻣن‬
‫ﻛوﻧﻪ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧص واﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻓك ﻏﻣوﺿﻪ ‪."3‬‬

‫وﯾﺿﯾف ﺗﻌرﯾف آﺧر ﻟﻠﻌﻧوان ﺑوﺻﻔﻪ‪":‬ﺷﺑﻛﯾﺔ ﯾﻔﺗﺗﺢ ﺑﻬﺎ اﻟﻧص وﯾؤﺳس ﻟﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﯾﻪ‪ ،‬واﻟﻌﻧوان ﺑوﻋﻲ ﻣن اﻟﻛﺎﺗب ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺑﺋﯾر اﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣل اﻷدﺑﻲ واﻟﻣؤﺷرة ﻋﻠﯾﻪ ‪."4‬‬

‫‪ :1‬ﯾﻧظر‪ :‬ﺣﺳﯾن ﺧﻣري‪،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧص‪،‬ﻣن ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ إﻟﻰ ﺳﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟدال‪،‬ص‪.111‬‬


‫‪:2‬ﻣﺣﻣد ﻓﻛري اﻟﺟزار‪،‬اﻟﻌﻧوان وﺳﻣﯾوطﯾﻘﺎ اﻻﺗﺻﺎل اﻷدﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،2006 ،‬د‪/‬ط‪،‬ص‪.15‬‬
‫‪ :3‬ﻣﺣﻣد ﻓﻛري اﻟﺟزار‪،‬ﻟﺳﺎﻧﯾﺎت اﻹﺧﺗﻼف‪،‬اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺑﻧﺎء اﻟﻧص ﻓﻲ ﺷﻌر اﻟﺣداﺛﺔ‪ ،‬دار ﯾﺗراك ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ط ‪ ،1‬اﻟﻘﺎﻫرة‪،2001،‬ص‪.280‬‬
‫‪ :4‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪،‬ص‪.280‬‬

‫‪20‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫وﻻﺑد ﻟﻧﺎ اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف أﺣد اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن ﺑﻌﻠم اﻟﻌﻧوﻧﺔ ﻓﻲ اﻟدرس اﻟﻐرﺑﻲ اﻟذي‬
‫ﺳﺑق أن ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎﻩ‪ ،‬ﻓـ"ﺟﯾرارد ﺟﻧﯾﯾت"ﯾﻌر ض ﺗﻌرﯾف ﻟﯾوﻫوك ﻟﻠﻌﻧوان ﺑﻘوﻟﻪ‪ :‬أﻧﻪ "ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟدﻻﺋل‬
‫اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ ‪.....‬ﻗد ﺗظﻬر ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻧص ﻟﺗدل ﻋﻠﯾﻪ وﺗﻌﯾﻧﻪ‪ ،‬وﺗﺷﯾر ﻟﻣﺣﺗواﻩ اﻟﻛﻠﻲ وﺗﺟذب ﺟﻣﻬورﻩ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻬدف"‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻌﻧوان اﺻطﻼﺣﺎ‪ :‬ﻓﻬو ﺳﻣﺔ اﻟﻛﺗﺎب أو اﻟﺿرورة اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﻣﻘطﻊ ﻟﻐوي أﻗل ﻣن اﻟﺟﻣﻠﺔ‬
‫ﻧﺻﺎ أو ﻋﻣﻼ ﻓﻧﯾﺎ ﯾدل ﻋﺑر وظﺎﺋﻔﻪ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص واﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﻘدﻣﻬﺎ‪.1‬‬

‫وﯾﻣﯾز ﺳﻌﯾد ﻋﻠوش ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻌﻧوان اﻟﺳﯾﺎﻗﻲ‪":‬ﯾﻛون وﺣدة ﻣﻊ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى«اﻟﺳﻣﯾﺎﺋﻲ‪،‬وﯾﻣﻠك وظﯾﻔﺔ ﻣرادﻓﺔ ﻟﻠﺗﺄوﯾل‬


‫ﻋﺎﻣﺔ‪."2‬‬

‫‪ -‬اﻟﻌﻧوان اﻟﻣﺳﻣﻲ‪":‬اﻟذي ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﺳﺗﻘﻼل ﻋن اﻟﻌﻣل ﻟﺗﺳﻣﯾﺔ واﻟﺗﻔوق ﻋﻠﯾﻪ ﺳﻣﯾﺎﺋﯾﺎ‪."3‬‬

‫وﻣن ﻫﻧﺎ ﻻ ﯾﻌد اﻟﻌﻧوان ﻋﻧﺻرا زاﺋدا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل واﺟﻬﺗﻪ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﯾﻪ ﻋﺑر ﺗﻛﺛﯾف‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﺳواء ﻟﻧﺻوص ﻋﻠﻣﯾﺔ أو إﺑداﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺟﻧﺎﺳﻬﺎ اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.4‬‬

‫‪:1‬ﯾﻧظر‪ :‬ﺧطﺎب اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻗراءة ﻓﻲ أﻋﻣﺎل أﻣﯾن ﺻﺎﻟﺢّ ‪،‬رﺷﯾد ﯾﺣﯾﺎوي‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣرﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ‪،‬اﻟﻌدد‪،18‬اﻟﺳﻧﺔ ‪،1998‬ص‪18/17‬‬
‫وﯾﻧظر‪ :‬اﻟطﻔل ل ﻣﺣﺟوب اﻟﻌﯾﺎري‪ ،‬ﻧص اﻟﻔﺗﻧﺔ أم ﻓﺗﻧﺔ اﻟﻧص؟‪،‬ﺻﺎﺑر ﺣﺑﺎﺷﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻣﺎن‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬اﻟﻌدد‪ ،115‬ﺳﻧﺔ‪ ،1978‬ص‬
‫‪. 35‬‬
‫‪ :2‬ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪،‬ﺳﻌﯾد ﻋﻠوش‪،‬ص‪.155‬‬
‫‪ :3‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪،‬ص‪.155‬‬
‫‪:4‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪) ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق(‪،‬ص ‪.14‬‬

‫‪21‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪:‬ﻣﻔﻬوم ااﻟﻌﻧوان وﺗطورﻩ‪:‬‬

‫‪:1/1‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻧوان‪:‬‬

‫ﻟﻘد اﻫﺗم ﻋﻠم اﻟﺳﻣﯾﺎءاﻫﺗﻣﺎﻣﺎ واﺳﻌﺎ ﺑﺎﻟﻌﻧوان ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﻛوﻧﻪ ﻧظﺎﻣﺎ ﺳﻣﯾﺎﺋﯾﺎ ذا أﺑﻌﺎد‬
‫دﻻﻟﯾﺔ وأﺧرى رﻣزﯾﺔ ﺗﻐري اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺗﺗﺑﻊ دﻻﻻﺗﻪ وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓك ﺷﻔراﺗﻪ اﻟراﻣزة‪.1‬‬

‫ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ "ﻟﯾوﻫوك"ﺑﺄﻧﻪ‪":‬ﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻛﻠﻣﺎت‪-‬ﻣﻔردة‪ -‬ﺟﻣل – ﻧص‪،‬اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن‬
‫ﺗدرج ﻋﻠﻰ رأس ﻧﺻﻪ ﻟﺗﺣددﻩ وﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺗواﻩ اﻟﻌﺎم وﺗﻌرف اﻟﺟﻣﻬور ﺑﻘراءﺗﻪ واﻟﻧﺎظر إﻟﻰ ﻣﻌظم‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ﯾدرك ﺑﺷﻛل واﺿﺢ اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻘﺻوي اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺿﻰ ﺑﻬﺎ‬
‫اﻟﻌﻧوان ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻧﺻﺎ ﻣﺧﺗزﻻ وﻣﻛﺛﻔﺎ وﻣﺧﺗﺻرا‪"2‬‬

‫وﻫذا ﻣﺎ اﻟﻧﻘﺎد إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻧن ﻓﻲ ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻣﺻدر إﻟﻬﺎﻣﻪ‪ ،‬وﺣﺎﻓزا ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ‬
‫أﻏوار ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻔﻛري‪ ،‬ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أذواق اﻟﺟﻣﻬور ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ وﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻷدﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺳوق راﺋﺟﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﺗﻠﻘﻲ ذﻛﻲ ﯾﻔﻛك ﺷﻔراﺗﻬﺎ ﻓﻛﺎن اﻟﻣﺑدع‬
‫ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﻣراﻋﺎة ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﻹﻧﺗﺎﺟﻪ اﻷدﺑﻲ ﻫﻲ )ﻋﻧوان اﻹﺑداع ‪ +‬اﻟﻣﺗن اﻟرواﺋﻲ‪ +‬إﺳم اﻟﻣﺑدع =‬
‫اﻟﻌﻣل اﻹﺑداﻋﻲ(‪.‬‬

‫وﻫذا ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺎﻟﺳﻣﯾﺎء إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﻧوان اﻟذي أﺻﺑﺢ ﻋﻠﻣﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑذاﺗﻪ ﯾﺳﻣﻲ ﻋﻠم اﻟﻌﻧوﻧﺔ‬
‫ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﺧطﺎﺑﻲ ﻟﻠﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳردﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻬذا ﻓﺎﻟﻌﻧوان اﻟﺳردي‬
‫ﯾﻠﻌب دورا ﺑﺎرزا ﻓﻲ ﻟﻔت اﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑرﺳﺎﻟﺗﻪ وﻫو اﻟﻌﻧوان اﻟﻣﻔﺗوح)‪،(titrologie‬ﻋﻠﻰ دﻻﻻت‬
‫ﻫﻼﻣﯾﺔ ﻣﺗﻌددة ﻟرؤى اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن وﻗد ﻓطن اﻟﻣﺑدع اﻟﻌرﺑﻲ إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻧوان وأدرك وظﺎﺋﻔﻪ ﻣن ﺧﻼل‬

‫‪ :1‬ﺑﺳﺎم ﻗطوس‪،‬ﺳﻣﯾﺎء اﻟﻌﻧوان‪،‬وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬ط‪،1،2001‬ص ‪.33‬‬


‫‪ :2‬اﻟطﯾب ﺑودرﺑﺎﻟﺔ‪،‬ﻗراءة ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﺳﻣﯾﺎء اﻟﻌﻧوان ﻟﻠدﻛﺗور ﺑﺳﺎم ﻗطوس‪،‬ﻣﺣﺎﺿرات اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟوطﻧﻲ اﻷول اﻟﺳﻣﯾﺎء واﻟﻧص‬
‫اﻷدﺑﻲ‪،‬ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺳﻛرة‪ /7،‬ﻧوﻓﻣﺑر‪،2000/‬ص‪.271‬‬

‫‪22‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫طرﯾﻘﺔ إﺧراﺟﻪ‪،‬وﻣراﻋﺎة ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺣﺎل ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﯾن ﻟﻬذا اﻹﺑداع اﻟذي ﯾﻌﻛس ﻗراءﺗﻬم‪،‬ﺛم إن ﻧﻘطﺔ‬
‫اﻟوﺻل ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟرﺳﺎﻟﺔ‪:‬ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺑدع واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪.‬‬

‫ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑدع أن ﯾراﻋﻲ ﻓﻧﯾﺎت ﻓن اﻟﻌﻧوﻧﺔ ﻟﯾﺟﻌل ﻣﻧﻪ ﻣﺻطﻠﺣﺎ إﺟراﺋﯾﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ وﻋﻠﯾﻪ " ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﺿرورة ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ‪."1‬‬

‫ﻟﻠوﻟوج إﻟﻰ أﻏوار اﻟﻧﺻوص و اﺳﺗﻧطﺎﻗﻬﺎ وﻋﻠﯾﻪ ﺗﻘدم اﻟدراﺳﺔ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻠﻌﻧوان أدرﺟﻬﺎ‬
‫ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎد ﻫﻲ ﻛﺎﻷﺗﻲ‪:‬‬

‫ﯾﻌرف "ﻟﯾوﻫوك" أﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ )ﻛﻠﻣﺔ‪ -‬ﺟﻣﻠﺔ – ﻧص( اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗدرج ﻋﻠﻰ‬
‫رأس ﻧص ﻟﺗﺣددﻩ وﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺗواﻩ اﻟﻌﺎم وﺗﻌرف اﻟﺟﻣﻬور ﺑﻘراءاﺗﻪ‪ ،‬و ﻣﻊ ذﻟك ﯾﺳﺗدرك"ﻟﯾوﻫوك"‬
‫ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻋن اﻟﻌﻧوان وﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺻﺎف ﻣﺗﻌددة أﻣﺎ "ﻋﺑد اﷲ‬
‫اﻟﻐذاﻣﻲ" ﻓﯾذﻫب إﻟﻰ أن اﻟﻌﻧوان ﺑدﻋﺔ‪"،‬ﺣﯾث ﯾﻘول اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻓﻲ اﻟﻘﺻﺎﺋد ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺑدﻋﺔ‬
‫ﺣدﯾﺛﺔ‪،‬أﺧذ ﺑﻬﺎ ﺷﻌراءﻧﺎ ﻣﺣﺎﻛﺎة ﻟﺷﻌراء اﻟﻐرب واﻟروﻣﺎﻧﺳﯾﯾن ﻣﻧﻬم ﺧﺎﺻﺔ ‪."2‬‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾري "ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟﻣطوي" أن اﻟﻌﻧوان" ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻐوﯾﺔ ﺗﻌرف ﺑﻬوﯾﺔ اﻟﻧص ‪ ،‬وﺗﺣدد‬
‫ﻣﺿﻣوﻧﻪ وﺗﺟذ ب اﻟﻘﺎرئ إﻟﯾﻪ وﺗﻐوﯾﻪ ﺑﻪ ‪."3‬‬

‫وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺻدد ﻧﺟد "ﺑﺷرى اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ" ﺗﻌرف اﻟﻌﻧوان ﺑﺄﻧﻪ "رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻐوﯾﺔ ﺗﻌرف ﺑﺗﻠك اﻟﻬوﯾﺔ‬
‫وﺗﺣدد ﻣﺿﻣوﻧﻪ وﺗﺟذب اﻟﻘﺎرئ إﻟﯾﻪ وﺗﻐرﯾﻪ ﺑﻘراءﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻫو اﻟظﺎﻫر اﻟذي ﯾدل ﻋﻠﯨﺑﺎطن اﻟﻧص‬
‫وﻣﺣﺗواﻩ‪."4‬‬

‫‪ :1‬ﻣﺣﻣد ﻓﻛري اﻟﺟزار‪:‬اﻟﻌﻧوان وﺳﻣﯾوطﯾﻘﺎاﻹﺗﺻﺎل اﻷدﺑﻲ‪،‬ص ‪.15‬‬


‫‪ :2‬ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ‪:‬اﻟﺧطﯾﺋﺔ واﻟﺗﻛﻔﯾر‪،‬ﻣن اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺷرﯾﺣﯾﺔ‪،‬ﻗراءة ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻧﻣوذج اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻر‪ ،‬اﻟﻧﺎدي اﻷدﺑﻲ‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ‪،‬ﺟدة‪،‬اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ‪،‬ط‪، 1985 ،1‬ص‪. 261‬‬
‫‪ :3‬ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟﻣطوي‪:‬ﺷﻌرﯾﺔ ﻋﻧوان ﻛﺗﺎب اﻟﺳﺎق ﻋﻠﻰ ﺳﺎق ﻓﯾﻣﺎ ﻫو اﻟﻔﺎرﯾﺎق‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻔﻛر‪،‬ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ‬
‫ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻧون واﻵداب اﻟﻛوﯾت‪ ،‬ﻣﺟﻠد ‪ ،28‬اﻟﻌدد اﻷول ‪/‬ﯾوﻟﯾو‪ ،1999/‬ص ‪457‬‬
‫‪ :4‬ﺑﺷرى اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ‪:‬ﻗراءات ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث‪،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ‪،‬ﺑﯾروت‪،‬ﻟﺑﻧﺎن‪،‬ط‪،1،2002‬ص‪.34‬‬

‫‪23‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫‪: 2/1‬ﻧﺷﺄة اﻟﻌﻧوان وﺗطورﻩ‪la naissance et l’évolution du titre :‬‬

‫ﻟﻘد أﻫﻣل اﻟﻌﻧوان ﻛﺛﯾرا ﺳواء ﻣن ﻗﺑل اﻟدارﺳﯾن اﻟﻌرب ‪ ،‬أو اﻟﻐرﺑﯾﯾن ﻗدﯾﻣﺎ وﺣدﯾﺛﺎ‪ ،‬ﻷﻧﻬم اﻋﺗﺑروﻩ‬
‫ﻫﺎﻣﺷﺎ ﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﻪ‪ ،‬وﻣﻠﻔوظﺎ ﻟﻐوﯾﺎ ﻻ ﯾﻘدم ﺷﯾﺋﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ‪،‬ﻟذﻟك ﺗﺟﺎوزو ﻩ إﻟﻰ اﻟﻧص‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﺟﺎوزوا ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻪ‪،‬وﻟﻛن ﻟﯾس اﻟﻌﻧوان ﻛﻣﺎ ﯾﻘول "ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻔر‬
‫اﻟﻌﻼق""ﻫل اﻟذي ﯾﺗﻘدم اﻟﻧص وﯾﻔﺗﺗﺢ ﻣﺳﯾرة ﻧﻣوﻩ‪،‬أو ﻣﺟرد اﺳم ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ‪:‬ﯾﺣدد‬
‫ﻫوﯾﺗﻪ وﯾﻛرس اﻧﺗﻣﺎءﻩ ﻷب ﻣﺎ‪ ،‬ﻟﻘد ﺻﺎر أﺑﻌد ﻣن ذﻟك ﺑﻛﺛﯾر‪ ،‬و أوﺿﺣت ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧص ﺑﺎﻟﻐﺔ‬
‫اﻟﺗﻌﻘﯾد ‪،‬إﻧﻪ ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻣﺎرة اﻟﻧص‪،‬ﻓﻘد أﺧذ اﻟﻌﻧوان ﯾﺗﻣرد ﻋﻠﻰ إﻫﻣﺎﻟﻪ ﻓﺗرات طوﯾﻠﺔ‪ ،‬وﯾﻧﻬض‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن رﻣﺎدﻩ اﻟذي ﺣﺟﺑﻪ ﻋن ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻪ‪ ،‬وأﻗﺻﺎﻩ إﻟﻰ ﻟﯾل ﻣن اﻟﻧﺳﯾﺎن‪ ،‬وﻟم ﯾﻠﺗﻔت إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ‬
‫اﻟﻌﻧوان إﻻ ﻣؤﺧرا‪."1‬‬

‫وﻣن أﻫم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺻﺑت ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﻌﻧوان ﺗﻌرﯾﻔﺎ وﺗﺄرﯾﺧﺎ وﺗﺣﻠﯾﻼ وﺗﺻﻧﯾﻔﺎ‬
‫ﻧذﻛر ﻣﺎ أﻧﺟزﻩ اﻟﺑﺎﺣﺛون اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ‪ ،‬اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا اﻟﺳﺑﺎﻗﯾن إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎرئ اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻻﺷﺗﻐﺎل‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان‪:‬ﺗﻧظﯾرا وﺗطﺑﯾﻘﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺣﺗﺷﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻗﺔ‬

‫وﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﻫﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻷﺗﻲ‪:‬‬

‫‪/1‬ﻣﺣﻣد ﻋوﯾس‪"،‬اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻧﺷﺄة واﻟﺗطور" ‪1988‬‬

‫‪/2‬ﺷﻌﯾب ﺣﻠﯾﻔﻲ‪"،‬اﻟﻧص اﻟﻣوازي ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ ‪،‬إﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻟﻌﻧوان" ‪1996‬‬

‫‪/3‬ﺟﻣﯾل ﺣﻣداوي "ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻر رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت‬
‫اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث و اﻟﻣﻌﺎﺻر إﺷراف اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺗﺎﻧﻲ‪،‬ﻧوﻗﺷت ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد‬
‫اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺳﻌدي ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ )ﺗطوان (ﺑﺎﻟﻣﻐرب" ‪1996‬‬

‫‪/4‬ﻣﺣﻣد ﻓﻛر ي اﻟﺟزار ‪"،‬اﻟﻌﻧوان وﺳﻣﯾوطﯾﻘﺎ اﻻﺗﺻﺎل اﻷدﺑﻲ"‪1998‬‬

‫‪ :1‬ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻔر اﻟﻌﻼق‪،‬ﺷﻌرﯾﺔ اﻟرواﯾﺔ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﻘد ‪،‬ﻣﺞ ‪،6‬ع‪،23‬اﻟﺳﻧﺔ‪،1997‬ص ‪.100‬‬

‫‪24‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫‪/5‬ﺟﻣﯾل ﺣﻣداوي‪"،‬ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻧص اﻟﻣوازي ﻓﻲ رواﯾﺎت ﺑﻧﺳﺎﻟم ﺣﻣﯾش" أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ‪،‬ﻧﺎﻗﺷﻬﺎ‬
‫اﻟﺑﺎﺣث ‪2001‬ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻷول اﻟﻣﻐرب‪.‬‬

‫وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك‪ ،‬ﺣرص اﻟﻧﻘﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑﺷﯾر – ﻓﻲ دراﺳﺎت‬

‫ﻣﻌﻣﻘﺔ – ﺑﻌﻠم ﺟدﯾد ذي اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ‪،‬أﻻ وﻫو ﻋﻠم اﻟﻌﻧوان )‪ (titrologie‬اﻟذي ﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ‬
‫وﺗﺄﺳﯾﺳﻪ ﺑﺎﺣﺛون ﻏرﺑﯾون ﻣﻌﺎﺻرون ﻣﻧﻬم ﻛﺎﻷﺗﻲ‪":‬ﺟﯾرارﺟﯾﻧت"‪" ،G .GENETTE‬وﻫﻧري ﻣﺗران‬
‫‪" ،H.METTERAND‬وﻟوﺳﯾﺎﻧﻐوﻟدﻣﺎن"‪" ،L.GOLDMANN‬و ﺷﺎرﻟﻛرﯾﻔل"‪،CH·GRIVEL‬‬
‫"ورودروﻓر"‪ ،RODERROGER‬وﻟﯾوﻫوك ‪ ،LEOHOEK‬ﻫذا وﻗد ﻧﺑﻪ "ﻟوﺳﯾﺎﻧﻐوﻟدﻣﺎن" اﻟدارﺳﯾن‬
‫واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﻐرﺑﯾﯾن إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﺗﺑﺎت ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬واﻟﻌﻧوان ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أﻛد ﻓﻲ‬
‫ﻗراءﺗﻪ اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠرواﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬وﻣدى ﻗﻠﺔ اﻟﻧﻘﺎد اﻟذﯾن ﺗﻌرﺿوا إﻟﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﺳﯾطﺔ‬
‫ﻣﺛل ﻓﻲ رواﯾﺔ اﻟراﺋﻲ ‪ LE VOYEUR‬اﻟذي ﯾﺷﯾر ﻣﻊ ذﻟك ﺑوﺿوح إﻟﻰ ﻣﺿﻣون اﻟﻛﺗﺎب‪،‬ﻟﯾﺗﻔﺣﺻوﻩ‬
‫ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق ﻣن ﻋﻧﺎﯾﺔ ‪.1‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﻧﺎﻗد ﻟﯾوﻫوك دور ﺑﺎرز ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻟﻌﻠم اﻟﻌﻧوان وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ظﻬور ﻛﺗﺎﺑﻪ )ﺳﻣﺔ‬
‫اﻟﻌﻧوان ( ‪1973‬واﻟذي ﯾﻌد ﺑﺣق ﻛﺗﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻌﻧوﻧﺔ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ ﺟواﻧﺑﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ "ﺟﯾرارد‬
‫ﺟﯾﻧﯾت"اﻟذي ﻗدم ﻛﺗﺎﺑﻲ )اﻷطراس( و)ﻋﺗﺑﺎت( وﯾﻌد ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟدﯾوان اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟرﺋﯾﺳﻲ‬
‫ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻌﻧوﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻌد أﻫم دراﺳﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﻣﻧﻬﺟﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻌﻧوان ﺑﺻﻔﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك ﯾﺑﻘﻲ ﻟﯾوﻫوك اﻟﻣؤﺳس اﻟﻔﻌﻠﻲ )ﻟﻌﻠم اﻟﻌﻧوان(ﻷﻧﻪ ﻗﺎم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻌﻧوﻧﺔ ﻣن ﻣﻧظور‬
‫ﻣﻔﺗوح ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻟﻌﻣق اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ واﻹطﻼع اﻟﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺎت وﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺳﻣﯾوطﯾﻘﺎ وﺗﺎرﯾﺦ‬
‫اﻟﻛﺗﺎب واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ‪.‬‬

‫‪ :1‬ﻟوﺳﯾﺎﻧﻐوﻟدﻣﺎن وآﺧرون‪ :‬اﻟرواﯾﺔ واﻟواﻗﻊ‪،‬ﺗرﺟﻣﺔ رﺷﯾد ﺑﻧﺟدو‪،‬ﻋﯾوﻧﺎﻟﻣﻘﺎﻻت‪،‬دار ﻗرطﺑﺔ‪،‬اﻟداراﻟﺑﯾﺿﺎء‪،‬ط‪،1988 ،1‬ص ‪.12‬‬

‫‪25‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫أ‪ /‬ااﻟﻌﻧوان ﻛﺣﻘل دﻻﻟﻲ رﺋﯾس‪:‬‬

‫"ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ اﻟدرس اﻟﻣﻌﺎﺻر اﻟﻣدﺧل اﻟرﺋﯾس ﻟﻠﻌﻣﺎرة اﻟﻧﺻﯾﺔ‪،‬إﻧﻪ إﺿﺎءة ﺑﺎرﻋﺔ وﻏﺎﻣﺿﺔ‬
‫‪،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺳؤاﻻ إﺷﻛﺎﻟﯾﺎ ﯾﺗﻛﻔل اﻟﻧص ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﻪ‪."1‬‬

‫ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﯾﻌﻠن ﻋن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧص وﻣن ﺛم ﯾﻌﻠن ﻋﻠﻰ ﻧوع اﻟﻘراءة اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﻧص إﻧﻪ اﻟﺑﻬو‬
‫اﻟذي ﻧدﻟف ﻣن ﺧﻼﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻧص‪."2‬‬

‫ودوﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟدﺧول إﻟﻰ ﺣﺟرة اﻟﻧص ﻟﻐﻣوﺿﻪ وﺗﺷﺎﺑﻛﻪ‪،‬وﻟﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟوﻟوج إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﺎرة‬
‫اﻟﻧﺻﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻘرب ﻣن ﺣﺟراﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻣﻼﻣﺳﺔ اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬﺎ وﺣرﻛﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺛﻧﺎﯾﺎ اﻟﻧﺳﯾﺞ اﻟﻧﺻﻲ وﺷظﯾﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﺛل اﻟﻌﻧوان ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﻧدرج ﻋﻠﻰ رأس ﻧص ﻟﺗﺣددﻩ وﺗدل ﻣﺣﺗو اﻩ‪،‬وﻫو ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ‬
‫ﻫذﻩ إﻧﻣﺎ ﯾؤﺳس ﺳﯾﺎﻗﯾﺎ دﻻﻟﯾﺎ ﯾﻬﯾﺊ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﺗﻠﻘﻲ اﻟﻧص ﻟﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ) ﺗﻌﯾن اﻟﻧص‪،‬وﺗﺟدﯾد‬
‫ﻣﺿﻣوﻧﻪ‪،‬واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺟﻣﻬورﻩ ( وﺗﺑرز وظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺔ اﻟﻧص ﻓﺿﻼ ﻋن وﺻف‬
‫اﻟﻧص ﺑﺈﺣدى ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ أو اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ وﺑرز ﻟﯾﻛون ﺟﺎﻧﺑﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣؤطرة‬
‫ﻟﺑﻧﺎء اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﺗﺣﻘﻘﻬﺎ اﻟﺗﺧﯾﯾﻠﻲ‪،‬ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﻗﺎﻋدة ﺗواﺻﻠﯾﺔ ﺗﻣﻛن اﻟﻧص ﻣن اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ‬
‫أﺑﻌﺎد دﻻﻟﯾﺔ ﺗﻐﻧﻲ اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻌﺎم‪،‬ﻋﺑر ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻟﺑﻧﯾﺔ دﻻﻟﯾﺔ‪،‬وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻋﻣﻠﯾﺔ‬
‫ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﻘﺻدﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت اﻋﺗﺑﺎطﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧظور ﯾﺗﺧذ ﻋﻧوان اﻟرواﯾﺔ ﻣﻌﻧﻲ‬
‫دﻻﻟﯾﺎ ﯾﺣﺎول اﻟرواﺋﻲ ﻋﺑرﻩ إﯾﺻﺎل ﻓﻛرة اﻟرواﯾﺔ‪.3‬‬

‫ب‪/‬اﻟﻌﻧوان ﻛﺣﻘول دﻻﻟﯾﺔ ﻓرﻋﯾﺔ‪:‬‬

‫‪:1‬ﺟﻣﯾل ﺣﻣداوي‪،‬اﻟﺳﻣﯾوطﯾﻘﺎ واﻟﻌﻧوﻧﺔ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻔﻛر‪،‬اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪،‬اﻟﻛوﯾت‪،‬ص ‪.108‬‬


‫‪:2‬ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻔراﻟﻌﻼق‪،‬اﻟﺷﻌر واﻟﺗﻠﻘﻲ‪،‬دار اﻟﺷرق‪،‬ﻋﻣﺎن ط ‪ ،1997 ،1‬ص ‪.173‬‬
‫‪ :3‬ﯾﻧظر‪:‬ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ‪،‬ﻓﻲ ﻗراءة اﻟﻧص اﻟﺳﯾري )اﻟﺳﯾرة اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﻠرﺑﯾﻌﻲ أﻧﻣوذﺟﺎ( ‪،‬ﺧﻠﯾل ﺷﻛري‪ ،‬ﺿﻣن ﻛﺗﺎب )أﺳرار‬
‫اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ (‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪26‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫إﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ‪،‬ﻣن ﻛﻠﻣﺎت وﺟﻣل و ﻧﺻوص‪،‬وﻗد ﺗظﻬر ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻧص ﻟﺗدل‬
‫ﻋﻠﯾﻪ وﺗﺷﯾر ﻟﻣﺣﺗواﻩ اﻟﻛﻠﻲ‪،‬وﻟﺗﺟذب ﺟﻣﻬورﻩ اﻟﻣﺳﺗﻬدف‪،‬وﻫﻲ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺧﻠﺧﻠﺔ‬
‫اﻟﺗﻬﻲء اﻟذي ﯾﺿﻌﻪ اﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس‪،‬أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺧﻠق ﻫﺎﻣش ﻣﻧﺎﻟﺗﻠﻘﻲ اﻟﻣﻐﺎﯾر ﻟﺗﻠﻘﻲ‬
‫اﻷوﻟﻰ‪،‬ﻓﺟﺎءت ﻧﺻوﺻﺎ ﺷﺎرﺣﺔ رﻏم ﺗرﻛﯾزﻫﺎ ﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻋﻧﺎﯾﺔ اﻟﻣؤﻟف ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻛﻠﻲ وﺑﺎﻟﺟﻣﻬور‪،‬ﻓﻲ‬
‫ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻠﯾف وﺗﺷﻛﯾل وﺗﺄطﯾر اﻟرواﯾﺔ‪،‬ﻓﺗﺣﻛﻣت ﻓﻲ ﻧﺻوﺻﻬﺎ‬
‫اﻟﺟزﺋﯾﺔ‪،‬ﺑﺷﻛل ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﻘﺎرئ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ‪.1‬‬

‫واﻟﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻌﯾن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧص‪،‬وﯾﺣدد ﻧوع‬
‫اﻟﻘراءة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ إذ إن ﺗﺣدﯾد ﺟﻧس اﻟﻧص‪،‬ﯾوﺟﻬﻧﺎ ﻧﺣو ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ ﻧوع اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﻠك اﻟﻧﺻوص‪ ،‬وﯾﺗﻣﯾز اﻟﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ ﺑﺧﺎﺻﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫‪/1‬ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ‪ :‬أي وﻗوﻋﻪ ﻓﻲ اﻟداﺋرة اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس‪.‬‬

‫‪/2‬ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗوﺿﯾﺣﯾﺔ ﺗﺧﺻﺻﯾﺔ‪ :‬ﺑوﺻﻔﻪ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺣﻣول إﻋﻼﻣﻲ ﻣﻐﺎﯾر‪ ،‬ﯾﻛون ﺷﺎرﺣﺎ ﻟﻠﻌﻧوان‬
‫اﻟرﺋﯾس‪.‬‬

‫وﻟو ﺗﺄﻣﻠﻧﺎ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟﻠرواﯾﺔ ﻓﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻬﺎ دﻻﻟﺗﯾن‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﻟﻧوع اﻷدﺑﻲ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ﻫذا اﻟﻧص ﻣﻧطﻠﻘﺎﻣن ﺗﺣدﯾد زﻣﺎﻧﻲ وﻣﻛﺎﻧﻲ ﻟﻬذا‬
‫اﻟﻧص‪.‬ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺗﺄﻛﯾد ﻣﺑدأ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗراﺑط اﻟدﻻﻟﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس ﻓﻛﻼﻫﻣﺎ )اﻟرﺋﯾس واﻟﻔرﻋﻲ(‬
‫ﯾﺷﻛﻼن اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻹﺟراﺋﻲ اﻷول اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻋﺑرﻩ اﻟوﻟوج إﻟﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﻧص‪ ،‬وﻛﺷف أﺳرارﻩ‪.2‬‬

‫‪:3/1‬ﻣﻛﺎن ظﻬور اﻟﻌﻧوان‪:‬‬

‫‪ :1‬ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﺣﻣﺎد‪ ،‬ﺗداﺧل اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ص ‪.61‬‬


‫‪:2‬ﯾﻧظر‪:‬ﺧﻠﯾل ﺷﻛري‪،‬ﺿﻣن ﻛﺗﺎب )أﺳرار اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ(‪ ،‬ص‪.54‬‬

‫‪27‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫إن اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻌﺻر اﻟﻧﻬﺿﺔ وظﻬور اﻟطﺑﺎﻋﺔ ﻟن ﯾﺟد ﻣﻛﺎﻧﺎ ﻣﺣددا ﻟﻠﻌﻧوان‬
‫أو ا ﺳم اﻟﻛﺎﺗب‪ ،‬ﻷن اﻟﻛﺗب ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻟﻔﺎﻓﺎت ورﺳﺎﺋل ﻣﺧﺗوﻣﺔ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ‬
‫اﻟﻌﻧوان ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻠﺻﻘﺔ ﺗﻠﺻق ﺑﻬذﻩ اﻟﻠﻔﺎﻓﺔ ﻣﺛﺑﺔ ﺑرز‪،‬ﻓﻛﺎن اﻟﻌﻧوان ﯾﻌرف إﻣﺎ ﻣن ﺑداﯾﺔ اﻟﻧص أو‬
‫ﻣن ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ‪،‬ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺧطوطﺎت ﻗﺑل ظﻬور اﻟطﺑﺎﻋﺔ ﻻ ﺗﺣﻣل ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان‪ ،‬ﻟﻬذا ﯾﺑﺣث ﻋن‬
‫اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺧطوط ﻣﻊ اﺳم اﻟﻧﺎﺳﺦ‪،‬وﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺳﺧﻪ‪.‬‬

‫وﻟم ﺗظﻬر ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان ) ‪ (page de titre‬إﻻ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات ﺑﯾن )‪ (1480-1475‬وﺑﻘﯾت‬


‫ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ﺣﺗﻰ ﺗطورت ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻛﺗﺎب‪،‬ﻟﯾظﻬر اﻟﻐﻼف اﻟﻣطﺑوع‪،‬وﺑﻬذا ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺣدﯾد ﻣﻛﺎن ظﻬور‬
‫اﻟﻌﻧوان وﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣؤﺷرات اﻟطﺑﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان وﻫﻲ ﺗردف ﺑﺎﻟﻌﻧوان اﻟﺟﺎري ) ‪titre tout‬‬
‫‪. (court‬‬

‫ﻟﯾﻧﺷﺄ اﻟﻌﻧوان اﻵن ﺑﺧروﺟﻪ ﻣن طﺑﺎﻋﻪ‪ /‬ﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﻧﺻﻲ )‪ (textuel‬إﻟﻲ ﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﻣﻧﺎﺻﻲ‬
‫)‪ (para textuel‬اﻟذي ﯾﻌد اﻟﯾوم ﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﺧﺎص ‪ ،‬أﻣﺎ اﻷﻣﻛﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣوﺿﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻧوان‬

‫وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟطﺑﺎﻋﻲ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻲ أرﺑﻌﺔ أﻣﺎﻛن‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻷوﻟﻲ ﻟﻠﻐﻼف‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻓﻲ ظﻬر اﻟﻐﻼف‪.‬‬

‫‪ -3‬ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان‪.‬‬

‫‪-4‬ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣزﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان )وﻫﻲ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻧوان ﻓﻘط ‪ ،‬ورﺑﻣﺎ ﻻ‬
‫ﻧﺟدﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺳﻼﺳل اﻟطﺑﺎﻋﯾﺔ (‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫وﻗد ﻧﺟد اﻟﻌﻧوان ﯾﺗﻛرر ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻟﻠﻐﻼف ‪/‬أو ﻓﻲ اﻟﻌﻧوان اﻟﺟﺎري أي ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ‬
‫آﺧذا ﻣوﺿﻌﺎ ﻣﻊ ﻋﻧوان اﻟﻔﺻل‪.1‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺟﻠدة ﻓﻧﺟد اﻟﻌﻧوان ﻣﺗﻣوﺿﻌﺎ ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻐﻼف‪،‬وﻟﻛن ﻷﺳﺑﺎب ﻓﻧﯾﺔ وﻣﻛﺗﺑﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ‬
‫ﻣﺎ ﯾﺗواﺟد ﻓﻲ ظﻬر اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻷﻧﻪ اﻟﻣﻛﺎن اﻷﻛﺛر رؤﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾوﺿﻊ ﻓﻲ رﻓوف اﻟﻣﻛﺗﺑﺎت ‪ ،‬وﻫذا ﻫو‬
‫اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ اﻟﯾوم دون اﻟﻧظر إﻟﻲ ﺷﻛل ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻣودﯾﺔ ﻛﺎﻧت أم أﻓﻘﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ : 4/1‬وﻗت ظﻬور اﻟﻌﻧوان‪:‬‬

‫ﻻ ﺗطرح ﻟﺣظﺔ ظﻬور اﻟﻌﻧوان أي ﻣﺷﻛل‪،‬ﻷن اﻟﻣﺑدأ اﻟﺟﺎري ﺑﻪ اﻟﻌﻣل‪،‬ﻫوأن ﯾﻛون ظﻬور اﻟﻌﻧوان‬
‫ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور طﺑﻌﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ )اﻷوﻟﻰ(‪.2‬‬

‫ﻟﻛن اﻟﻣﺷﻛل اﻟذي ﯾطرﺣﻪ "ﺟﯾﻧﯾت" ﺑﺧﺻوص اﻟﻌﻧﺎوﯾن وﻫﻲ ﺗﺗﺷﻛل ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻓﻬل‬
‫ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻧﺎ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻲ ﺗﻠك اﻟﺗرددات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺣوط ﺑﺎﻟﻛﺎﺗب وﻫو ﯾﻘوم ﺑﺈﺧﺗﯾﺎر ﻋﻧﺎوﯾﻧﻪ ؟ ﻫذا ﻣﺎ‬
‫ﯾﻌرف ﺑﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻧص ‪ /‬اﻟﻧص اﻟﻘﺑﻠﻲ )‪ (l’avant-texte‬ﺑﺗﻌﺑﯾر"ﺑﯾرﻧﺎرﻧووال"‪،‬ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻧوان‬
‫ﻧﺻﺎ‪،‬أو ﺑﺄﻛﺛر دﻗﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﻧﺎص‪/‬اﻟﻣﻧﺎص اﻟﻘﺑﻠﻲ)‪ (lavant-para texte‬ﻛﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ‬
‫"دوﺷﻲ"‪ ،‬ﻓﻣن ﻣن ﯾذﻛر أن اﻟﻌﻧوان اﻟﻘﺑﻠﻲ ل )اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟزﻣن اﻟﺿﺎﺋﻊ ( ل "ﺑروﺳت" ﻛﺎن ﻗﺑل‬
‫ﻫذا اﻟﻌﻧوان اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ )‪" (les intermittentes du cœur) ،(titre définitif‬ﺗﻔطرات اﻟﻘﻠب" أو‬
‫)‪" (Les intermittentes du cœur‬اﻟﺣﻣﺎﺋم اﻟﺟرﯾﺣﺔ"‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ )‪(lavant-titres‬‬
‫ﻋﻧد اﻟﻛﺗﺎب ﯾﻣﻛﻧﻬم إﺧﺗﯾﺎر واﺣد ﻣﻧﻬﺎ ‪.3‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾوﺟد ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ﻣن ﯾﺿﻊ اﻟﻌﻧوان ﻗﺑل اﻟﻧص‪ /‬اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﺛم ﯾﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻧص ﻟﯾﺑرر ﻫذا‬
‫اﻟﻌﻧوان‪،‬اﻟذي ﯾﺟﻣل ﻣﺎ ﺳﯾﻔﺻﻠﻪ وﯾﻔﺳرﻩ اﻟﻧص ﻛﻛل )ورﺑﻣﺎ ﻻ؟(‪،‬ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﻋﻘد ﺷﻌري ﺑﯾن اﻟﻛﺎﺗب‬

‫‪:1‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪،‬ﻋﺗﺑﺎت‪،‬ص‪.69‬‬


‫‪:2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪:1‬اﻟﻣرﺟﻌﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻋﻘد ﻗراﺋﻲ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﺟﻣﻬورﻩ وﻗراﺋﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ‪،‬وﻋﻘد ﺗﺟﺎري‪/‬إﺷﻬﺎر ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن‬
‫اﻟﻧﺎﺷر ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬ﻟﻬذا ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻧﺎﺷر اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ إﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻧوان ﺑﻣﻘﺗﺿﻲ ﻫذا اﻟﺗﻌﺎﻗد‪،‬إذا ﻣﺎ‬
‫وﺟد ﻫذا اﻟﻌﻧوان ﻏﯾر ﺟﺎذب ﻟﻠﻘراء وﻟﻠﻣﺑﯾﻌﺎت‪،‬ﻣن ﺛﻣﺔ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎورة اﻟﻛﺎﺗب ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺷﻌر ﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪،‬واﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻻﺷﻬﺎرﯾﺔ‬
‫‪،‬‬ ‫ﺗﻌدﯾﻠﻪ أو ﺗﻐﯾﯾرﻩ ﻟﺗﺣﻘﯾق‬
‫ﻟﻠﻧﺎﺷر‪.‬‬

‫‪ :5/1‬اﻟﻌﻣﻠﯾﺔاﻟﺗواﺻﻠﯾﺔواﻟﺗداوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان‪:‬‬

‫ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان ﺑﺎﻟﺧطﺎطﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ "ﯾﺎﻛﺑﺳون"‬
‫ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪.1‬‬

‫ﻟﻧﻛﺗﺷف ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗواﺻل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔﻓﻲ)اﻟﻣرﺳل‪،‬واﻟرﺳﺎﻟﺔ‪،‬واﻟﻣرﺳل‬


‫إﻟﯾﻪ(‪،‬وﻟﻛن ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣﺷﺗﻐل ﻋﻠﯾﻪ وﻫو اﻟﻣﻧﺎص ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻌﻧوان ﻋﻧﺻر ﻣﻧﻪ‪ ،‬ﯾﻣﻛن‬
‫وﺿﻊ ﺧطﺎطﺔ ﺗواﺻﻠﯾﺔ ﻋﻧواﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻟﺳﺎﺑﻘﺗﻬﺎ ﻟﺗﻛون أطراﻓﻬﺎ‪ :‬اﻟﻣﻌﻧون ) اﻟﻣرﺳل ‪ /‬اﻟﻛﺎﺗب(‪،‬‬
‫واﻟﻌﻧوان )اﻟرﺳﺎﻟﺔ(‪ ،‬واﻟﻣﻌﻧون ﻟﻪ )اﻟﻣرﺳل إﻟﯾﻪ ‪ /‬اﻟﻘﺎرئ(‪ ،‬وﻫذا ﻛﻠﻪ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺧﺻوص وﺳﯾﺎق‬
‫ﻣﺧﺻوص‪ ،‬وﻣرﺟﻊ ﻣﺧﺻوص أﯾﺿﺎ‪ ،‬وﺳﻧﺗﺗﺑﻊ "ﺟﯾﻧﯾت" ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﻧواﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫______________________ اﻟﻣرﺳل إﻟﯾﻪ‬ ‫اﻟرﺳﺎﻟﺔ‬ ‫اﻟﻣرﺳل‬

‫اﻟﻌﻧوان _______________________ اﻟﻣﻌﻧون ﻟﻪ‬ ‫اﻟﻣُﻌﻧوِ ن‬

‫ﻋﻧوان اﻟﻧص ____________________اﻟﻘﺎرئ‪ /‬اﻟﺟﻣﻬور‬ ‫اﻟﻛﺎﺗب‬

‫‪ :1‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪،،‬ص‪.71‬‬

‫‪30‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫أ‪/‬اﻟﻣُﻌﻧوِ ن‪ /‬اﻟﻣرﺳل )‪:(titreur/destinateur‬‬

‫ﻛﻛل اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ‪،‬ﻧﺟد اﻟﻔﻌل اﻟﺗواﺻﻠﻲ اﻟﻌﻧواﻧﻲ ﯾﺗﻛون ﻣن اﻟرﺳﺎﻟﺔ )اﻟﻌﻧوان( واﻟﻣرﺳل‬
‫)اﻟﻣﻌﻧون ( ‪ ،‬واﻟﻣرﺳل إﻟﯾﻪ )اﻟﻣﻌﻧون ﻟﻪ ‪ /‬اﻟﻘﺎرئ(‪.‬‬

‫ﯾرى "ﺟﻧﯾﯾت" أن اﻟواﺿﻊ ﻟﻠﻌﻧوان أو ﺑﺄﻛﺛر دﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾرى "ﺟﻧﯾﯾت" ﺑﺄن اﻟﻣرﺳل ﻟﻠﻌﻧوان‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻫو اﻟﻛﺎﺗب‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن وﺿﻊ ﻫذا اﻟﻌﻧوان ﺑﺈﯾﻌﺎز ﻣن اﻟﻧﺎﺷر أو اﻟﻣﺣﯾط اﻟﺗﺄﻟﯾﻔﻲ أي ﻣﺣﯾط‬
‫اﻟﻛﺎﺗب‪.‬‬

‫إﻻ أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻌﻧوان ﺗﻛون ﺧﺎﻟﺻﺔ ﻟﻠﻛﺎﺗب‪ ،‬وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺑﻣﺷﺎورة‬
‫اﻟﻧﺎﺷر‪،‬ﺣﯾث ﻧﺟد ﺑﻌض دور اﻟﻧﺷر ﺗﺿﻊ رزﻧﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎوﯾن ذات اﻟوﻗﻊ اﻟﺗﺟﺎري واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق ﻟﻬﺎ أرﺑﺎﺣﺎ‪ ،‬وﻫذا دون اﻟﻧظر ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧص وﻣﺣﺗواﻩ وﻫذا ﻻ ﯾﺧدم ﻻ اﻟﻛﺎﺗب وﻻ اﻟﻘﺎرئ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء‪.1‬‬

‫ب‪ /‬اﻟﻣﻌﻧون ﻟﻪ‪ /‬اﻟﻣرﺳل إﻟﯾﻪ )‪: ( titrier/destinataire‬‬

‫اﻟذي ﯾرﺳل إﻟﯾﻪ اﻟﻌﻧوان ﻋﻣوﻣﺎ ﻫو )اﻟﺟﻣﻬور(‪،‬إﻻ أن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺟﻣﻬور ﻣﻔﻬوم واﺳﻊ أﻛﺛر ﻣن‬
‫ﻣﺻطﻠﺢ )اﻟﻘراء(‪ ،‬ﻓﻬو ﻟﯾس ذﻟك اﻟﻣﺟﻣوع ﻣن اﻟﻘراء‪ ،‬وﻟﻛن ﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ‬
‫)‪ (audience‬أي ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن‪ ،‬ﺟﻣﻬور اﻟﻘراء‪ ،‬واﻟﻣﺳﺗﻣﻌﯾن أو اﻷﻧﺻﺎر واﻷﺗﺑﺎع أو ﺣﺗﻰ‬
‫ﺣرﯾﺔ اﻟﻛﻼم ‪.2.......‬‬

‫ﻓﺎﻟﺟﻣﻬور ﻛﯾﺎن ﻗﺎﻧوﻧﻲ أوﺳﻊ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﻘراء‪،‬ﻷن اﻟﻌﻧوان ﯾﻣﻛن أن ﯾرﺗﺣل ﻋﻠﻰ أﻟﺳﻧﺔ‬
‫أﺷﺧﺎص ﻟم ﯾﻘرؤوا اﻟﻛﺗﺎب‪،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾدﻋﻲ ﺑﺎﻟﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻧواﻧﻲ‪ ،‬وﺑﻬذا ﯾﻣﻛن أن ﻧﺣدد ﺑدﻗﺔ ﻣن ﯾرﺳل‬

‫‪:1‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪ ،‬ص‪.73‬‬


‫‪ :2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫إﻟﯾﻪ اﻟﻧص ﻫو اﻟﻘﺎرئ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟذي ﯾرﺳل إﻟﯾﻪ اﻟﻌﻧوان ﻓﻬو اﻟﺟﻣﻬور ﻛﻣﺎ ﺣدد ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﯾﺧﺎطب‬
‫ﺑﻪ ﺑﺻرﯾﺎ و إ ﺷﻬﺎرﯾﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس ﻓﯾﺗﻠﻘوﻧﻪ ﻟﯾﻧﻘﻠوﻧﻪ ﺑدورﻫم إﻟﻰ اﻵﺧرﯾن وﺑﻬذا ﻓﻬم ﯾﺳﻬﻣون ﻓﻲ‬
‫دورﺗﻪ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ واﻟﺗداوﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻧص ﻫو ﻣوﺿوع ﻟﻠﻘراءة ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﻣﺛل اﺳم اﻟﻛﺎﺗب ﻣوﺿوع ﻟﻠدوران وﺑدﻗﺔ أﻛﺑر‬
‫ﻣوﺿوع ﻟﻠﺗﺣﺎدث )‪.(conversation objet de‬‬

‫‪: 6/1‬وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان‪:‬‬

‫ﺗﻌد وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان ﻣن اﻟﻣﺑﺎﺣث اﻟﻣﻌﻘدة ﻟﻠﻣﻧﺎص‪،‬ﻟذا إﺗﺟﻪ ﺑﻌض اﻟدارﺳﯾن إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﺣﯾث‬
‫ﻋﺎﻟﺞ ﻟﻧﺎ ﺟﯾرار ﺟﻧﯾﯾت وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ طرﺣﻪ ﻛل ﻣن ﺷﺎرل ﻛرﯾﻔل‪charlescrivel‬‬
‫‪،‬وﻟﯾوﻫوك ‪ Leo hoek‬ﻣﺣددا ﺛﻼث وظﺎﺋف ﻟﻠﻌﻧوان‪:‬‬

‫‪ -1‬ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻌﻣل ‪désignation‬‬

‫‪ -2‬ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣﺗوي اﻟﻌﻣل ‪indication contenu‬‬

‫‪ -3‬إﻏواء اﻟﺟﻣﻬور ‪séduetion du public‬‬

‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬ ‫وﯾؤﻛد ﺟﻧﯾت أن ﻟﯾوﻫوك ﺣدد وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان إﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ‬
‫اﻟدﻻﺋل اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ ‪......‬ﻗد ﺗظﻬر ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻧص ﻟﺗدل ﻋﻠﯾﻪ وﺗﻌﯾﻧﻪ‪ ،‬وﺗﺷﯾر ﻟﻣﺣﺗواﻩ اﻟﻛﻠﻲ وﺗﺟذب‬
‫ﺟﻣﻬورﻩ اﻟﻣﺳﺗﻬدف‪،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗؤدي وظﺎﺋف ﻣﻬﻣﺔ وأﺳﺎﺳﯾﺔ ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﻣﺣﯾط اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ‬
‫إﻟﯾﻪ ﻫذا اﻟﻧص أو ذاك‪."1‬‬

‫وﯾذﻛر أﻧﻪ ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷوﻟﻰ أن ﺗﻌﻣل دون وﺟود اﻟوظﺎﺋف اﻷﺧرى وﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ أﻫم‬
‫وظﯾﻔﺔ ﻟﻠﻌﻧوان وأﺑﺳط وظﯾﻔﺔ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن وﺟود وظﺎﺋف أﺧرى ﻋدﯾدة ﻛوظﯾﻔﺔ‬

‫‪ :1‬ﯾﻧظر‪ :‬ﺑدري ﻋﺛﻣﺎن‪ ،‬وظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟرواﺋﯾﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻟﻧﺟﯾب ﻣﺣﻔوظ ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎق اﻟداﺧﻠﻲ‪،‬ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻣﻌﻬد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬
‫وآداﺑﻬﺎ‪،‬ع‪ 1‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪،1992،‬ص ‪.82-81‬‬

‫‪32‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن و واﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﯾﻘوﻧﯾﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ‪،‬و اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺎﺗﯾﺔ‪ ،‬واﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾرﯾﺔ‪،‬‬
‫واﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﯾﺣﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬وظﯾﻔﺔ اﻻﺗﺳﺎﻗواﻻﻧﺳﺟﺎم‪ ،‬واﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﺧﺑﺎرﯾﺔ‪.1‬‬

‫إن اﻟﻌﻧوان إذن" اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ أو اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﺻﻠﻧﺎ‪ ،‬وﻧﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻣن ذﻟك اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺻﻔﺗﻪ‬
‫آﻟﺔ ﻟﻘراءة اﻟﻧص‪."2‬‬

‫وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن أﯾﺔ ﻣﺎدة ﻛﻼﻣﯾﺔ أو أدﺑﯾﺔ وظﺎﺋف ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻌددة‬
‫ﻋرﺿﻬﺎ ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑداﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﺟﻧﯾﯾت ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻌﯾﻧﯾﺔ‪ :‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾن اﺳم اﻟﻛﺗﺎب وﺗﻌرف ﺑﻪ ﻟﻠﻘراء ﺑﻛل دﻗﺔ وﺑﺄﻗل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن اﺣﺗﻣﺎﻻت‬
‫اﻟﻠﺑس‪.‬‬

‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟوﺻﻔﯾﺔ‪:‬اﻟﺗﻲ ﯾﻘول اﻟﻌﻧوان ﻓﯾﻬﺎ ﺷﯾﺋﺎﻋن اﻟﻧص اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻌﻧوان‪.‬‬

‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﯾﺣﺎﺋﯾﺔ‪ :‬ﻣرﺗﺑطﺔ ﻛﺛﯾرا ﺑﻣﺎ ﻗﺑﻠﻬﺎ‪ ،‬ﺳواء أراد اﻟﻛﺎﺗب ذﻟك أم ﻟم ﯾرد‪ ،‬وﻟﻬﺎ طرﯾﻘﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟوﺟود‪.‬‬

‫اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﻏراﺋﯾﺔ‪ :‬ﺣﯾث ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻌﻧوان ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻐري‪،‬ﺟﺎذﺑﺎ ﻗﺎرﺋﻪ اﻟﻣﻔﺗرض‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ‬
‫ﯾﺣدث اﻟﺗﺷوﯾق واﻻﻧﺗظﺎر‪،‬وﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﻋرﺿﻧﺎﻫﺎ ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻧوان‬
‫واﻟﻧص ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗﻌﻘﯾد‪ ،‬ﻓﻘد ﯾﺳﻬل أﺣﯾﺎﻧﺎ أن ﻧﺧﺗﺻر وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان إرﺷﺎدﯾﺔ أو إﻏراﺋﯾﺔ‪ ،‬أو‬
‫إﯾﺿﺎﺣﯾﺔ‪،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺳﻬوﻟﺔ ﺧﺎدﻋﺔ‪ ،‬ﺛم إن ﻟﻠﻌﻧوان ﯾﻛﺗﺳﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﻟﺻﺔ ﻓﻬو ﻻﻓﺗﺔ ﺗوﺿﺢ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن‬
‫ﻣطﺎﻟب اﻟﻛﺎﺗب أو ﻫو "رأس اﻟﻧص واﻟرأس ﯾﺣﺗوي اﻟوﺟﻪ وﻓﻲ اﻟوﺟﻪ أﻫم اﻟﻣﻼﻣﺢ وﻟذﻟك ﻓﺈن‬

‫‪ :1‬ﺧﻠﯾل ﻣوﺳﻰ ‪،‬ﻗراءات ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻر‪،‬ﻣﻧﺷوراﺗﺈﺗﺣﺎد اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرب‪ ،‬دﻣﺷق‪ ،2000 ،‬د‪/‬ط‪،‬ص‪.73‬‬
‫‪:2‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪ ،‬ص‪.88-86‬‬

‫‪33‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﻧوان ﻫو اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﺻﻣﯾم اﻟﻧص‪.......‬وﻛﻣﺎ أن اﻟرأس ﻣرﺗﺑط ﺑﻪ ارﺗﺑﺎطﺎ ﻋﺿوﯾﺎ‬


‫وﻧص ﺑﻼ ﻋﻧوان‪ ،‬ﺟﺳد ﺑﻼ رأس‪."1‬‬

‫‪: 7/1‬ﺗﺣدﯾد وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان‪:‬‬

‫أ‪/‬اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻌﻧﯾﻧﯾﺔ)اﻟﺗﻌﻧﯾﻧﯾﺔ‪:(f.désignation/‬‬

‫اﻟﻣﺗﻌﺎر ف ﻋﻠﯾﻪ أن اﻟﻌﻧوان )اﺳم‪ (nom/‬ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬ﺑﻪ ﯾﻌرف ﻛﻣﺎ ﺟرت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺗﺳﻣﯾﺔ طﻔل ﻣﺎ ﺗﻌﻧﻲ ﻣﺑﺎرﻛﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻣﺗﻰ أﻋﻠن ﻋن اﺳﻣﻪ ﺳﯾﺗم ﺗﺳﺟﯾﻠﻪ ﺑﻪ‪ ،‬دون اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ‬
‫اﻻﻋﺗﺑﺎطﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﺳﻣﻪ‪ ،‬ﻛذﻟك أن ﺗﻣﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎ‪ ،‬ﯾﻌﻧﻲ أﻧﺗﻌﯾﻧﻪ‪/‬ﺗﻌﻧِﻧَﻪ)‪ ،(désigner‬ﻛﻣﺎ‬
‫ﻧﺳﻣﻲ ﺷﺧﺻﺎ ﺗﻣﺎﻣﺎ‪،‬ﻟﻬذا اﻧﺳﺣب ﻧظﺎم اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان ﺣﯾثﺗﻌرّف ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻘرّاء‬
‫ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬وﺗﻘدﻣﻪ ﻟﻬم ﺑدﻗﺔ وﺗﻔﺻﯾل‪ ،‬وﯾﺳﺗﻌﻣل ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺗﻐﻠﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان ﺗﺳﻣﯾﺎت أﺧرى‬
‫ﻓـ""ﻏرﯾﻔل" ﯾﺳﺗﺧدم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻻﺳﺗدﻋﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬و"ﻣﯾﺗﯾرون" ﯾﺳﺗﺧدم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺳﻣوﯾﺔ ) ‪Fonction‬‬
‫‪ .(appellative‬أﻣﺎ "ﻏوﻟدﻧﺷﺗﺎﯾن" ﻓﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ )‪،(Fonction denominative‬‬
‫وﯾﺳﺗﻌﻣل "ﻛﺎﻧﺗورووﯾﻛس‪ "Kantorowics/‬اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ )‪(Fonction referencielle‬‬

‫ﻓﻼ ﺑد ﻟﻠﻛﺎﺗب أن ﯾﺧﺗﺎر اﺳﻣﺎ ﻟﻛﺗﺎﺑﻪ ﻟﯾﺗداوﻟﻪ اﻟﻘراء ‪ ،‬ﻓﻣﺛﻼ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧدﺧل إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ أول ﻣﺎ ﻧﺳﺄل‬
‫اﻟﻣﻛﺗﺑﻲ ﻫو ﻋن اﺳم اﻟﻛﺗﺎب اﻟذي ﻧرﯾد ﺷراءﻩ "ﻫل ﻋﻧدك طوق اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن أو اﻷﺣﻣر واﻷﺳود"‪ ،‬أو‬
‫ﻧﺳﺄل طﺎﻟﺑﺎ "ﻫل ﻗرأت طوق اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن‪ ،‬أو اﻷﺣﻣر واﻷﺳود" أي ﻫل ﻗرأت اﻟﻛﺗﺎب ‪ /‬اﻟر واﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﻧوﻧﺔ ﺑﺎﺳم طوق اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن ‪ ،‬أو اﻷﺣﻣر واﻷﺳود‪ ،‬أﻣﺎ إذا أردت ﺗﺣﻔﯾزﻩ ‪ ،‬أو أن ﻧﻧﺷط ﻓﯾﻪ ﻓﺿوﻟﻪ‬
‫اﻟﻘراﺋﻲ ﻓﺄﺳﺄﻟﻪ "ﻫل ﺗﻌﻠم ﻟﻣﺎذا ﻋﻧون ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﺑطوق اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن أو اﻷﺣﻣر و اﻷﺳود"‪.‬‬

‫ﻟﯾري "ﺟﯾﻧﯾت" أﻧﻪ ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻧﺟد ﺑﺄن وظﯾﻔﺔ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ )‪ (indentification‬ﻫﻲ ﻣن‬
‫أﻫم اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﺗﺟﺎوز ﺑﻘﯾﺔ اﻟوظﺎﺋف‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗرﯾد أن ﺗطﺎﺑق ﺑﯾن ﻋﻧﺎوﯾﻧﻬﺎ‬

‫‪ :1‬ﺧﻠﯾل ﻣوﺳﻰ‪،‬ﻗراءات ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻر‪ ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪34‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫وﻧﺻوﺻﻬﺎ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻧﺎ ﻧﺟد ﺑﻌض اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻣراوﻏﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳرﯾﺎﻟﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗطﺎﺑق ﻧﺻوﺻﻬﺎ‬
‫ﺗﻣﺎﻣﺎ‪ ،‬وﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺄوﯾل وﺣﻔر ﻓﻲ طﺑﻘﺎﺗﻬﺎ ﻗﺻد ﻗراءة وﻓﻬم ﺗﻠﻣﯾﺣﺎﺗﻬﺎ‪.1‬‬

‫وﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن ﻣن أﻣر ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻫﻲ اﻟوﺣﯾدة اﻹﻟزاﻣﯾﺔ واﻟﺿرورﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘق اﻟﺗﻌرﯾف‬
‫ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب ﻟدى اﻟﻘرّاء‪.‬‬

‫ب‪ /‬اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟوﺻﻔﯾﺔ )‪: (f.Descriptive‬‬

‫وﯾﺳﻣﯾﻬﺎ "ﺟﯾﻧﯾت" اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﯾﺣﺎﺋﯾﺔ )‪ ،(connotation‬ﻷن اﻟﺗﻘﺎﺑل اﻟﻣوﺟود ﺑﯾن اﻟﻧﻣطﯾن‬


‫اﻟﻣوﺿوﻋﺎﺗﻲ و اﻟﺧﺑري‪ ،‬ﻻ ﯾﺣددان ﺗﻘﺎﺑﻼ ﻣوازﯾﺎ ﺑﯾن وظﯾﻔﺗﯾن‪ ،‬اﻷوﻟﻰ ﻣوﺿوﻋﺎﺗﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺧﺑرﯾﺔ‬
‫ﺗﻌﻠﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬ﻏﯾر أن ﻫذﯾن اﻟﻧﻣطﯾن ﻓﻲ ﺗﻧﺎﻓﺳﻬﻣﺎ وا ٕ ﺧﺗﻼﻓﺗﻬﻣﺎ ﯾﺗﺑﺎدﻻن ﻧﻔس اﻟوظﯾﻔﺔ وﻫﻲ وﺻف‬
‫اﻟﻧص‪ ،‬ﺑﺄﺣد ﻣﻣﯾزاﺗﻪ إﻣﺎ ﻣوﺿوﻋﺎﺗﯾﺔ )ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﯾﺗﻛﻠم ﻋن ‪،(Ce livre parle de....‬وا ٕ ﻣﺎ‬
‫ﺧﺑرﯾﺔ ﺗﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب )ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻫو‪ ،(Ce livre est…...‬وﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟوظﯾﻔﺔ اﻟوﺻﻔﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻧوان‪.2‬‬

‫ﻓﻧﺣن ﺣﺗﻰ اﻵن ﻧﻣﺎرس إﻗﺻﺎء ﻟﻧﻣط ﻣن أﻧﻣﺎط اﻟوﻗﻊ اﻟدﻻﻟﻲ‪ ،‬وا ٕ ن ﻛﺎن وﻗﻌﺎ ﺛﺎﻧوﯾﺎ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ‬
‫ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ أن ﯾﺿﺎف إﻟﻰ اﻟﻧﻣط اﻟﻣوﺿوﻋﺎﺗﻲ أو اﻟﺧﺑري‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ وﻗﺎﺋﻊ ﯾﻣﻛن ﺗﺄﻫﯾﻠﻪ ﻓﻲ اﻹﯾﺣﺎﺋﻲ‬
‫ﻟﺳﻠوﻛﻬﺎ طرﯾﻘﺗﻪ ‪ ،‬وﻓﯾﻬﺎ ﯾﻣﺎرس اﻟﻌﻧوان اﻟﻣوﺿوﻋﺎﺗﻲ واﻟﺧﺑري ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ ﻋﻧﺎوﯾن‬
‫ﻣﺛل ) ‪ ،(Beyrouth à Bangkok)،( banco/dérouté à‬ﻓﻬﻲ ﻋﻧﺎوﯾن ﻣوﺿوﻋﺎﺗﯾﺔ ﺗﻌﻠن ﻋن‬
‫ﻣﻐﺎﻣرة وﻗﻌت ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻣﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺧطﯾرة‪ ،‬ﻏﯾر أن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻠن ﺑﻬﺎ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎوﯾن‬
‫واﻟﺣدث ﻛﻛل ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﺎﺛل اﻟﺻوﺗﻲ‪ ،‬اﻟذي ﯾﺿﯾف إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾﻧﯾﺔ ﻗﯾﻣﺔ أﺧرى ﻫﻲ‬
‫اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﯾﺣﺎﺋﯾﺔ ‪،‬وﻫذا إﻣﺎ ﻟﻘﺎرئ ﻣﺳﺗﻌﻠم‪ ،‬ﻓﯾﻌﻣل اﻟﻛﺎﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻼﻋب ﺑﻪ‪ ،‬وا ٕ ﻣﺎ ﻟﻘﺎرئ ﻛفء‪ ،‬ﻓﻠﯾس‬
‫ﻟﻠﻛﺎﺗب إﻻ أن ﯾﻌﻠن ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ )‪ ،(jean bruce‬أو أﺣدا ﯾﺣﺎﻛﻲ أﺳﻠوﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻧوﻧﺔ‪ ،‬وﻫذا اﻟﻛﻼم‬

‫‪ :1‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪،‬ص‪.78‬‬


‫‪ :2‬اﻟﻣرﺟﻌﻧﻔﺳﻪ‪،‬ص‪.83‬‬

‫‪35‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫ﯾﻧﺳﺣب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﺧﺑرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر إﻧﻬﺎ ﺗﻌﯾن ﺑﻘدر ﻣﺎﻫﻲ ﺗوﺣﻲ ﻣن ﺧﻼل أﺳﻠوﺑﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌﻧوﻧﺔ‪.‬‬

‫وﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن ﻣن أﻣر ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻫﻲ اﻟوﺣﯾدة اﻹﻟزاﻣﯾﺔ واﻟﺿرورﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘق اﻟﺗﻌرﯾف‬
‫ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب ﻟدى اﻟﻘرّاء‪.‬‬

‫ج‪/‬اﻟوظﯾﻔﺔ اﻻﻏراﺋﯾﺔ ‪: (f.Séductive):‬‬

‫ﺗﻌد اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﻏراﺋﯾﺔ ﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠﻌﻧوان‪ ،‬اﻟﻣﻌول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﺛﯾرا ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ‬
‫اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻐرر ﺑﺎﻟﻘﺎرئ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺗﻧﺷﯾطﻬﺎ ﻟﻘدرة اﻟﺷراء ﻋﻧدﻩ‪ ،‬وﺗﺣرﯾﻛﻬﺎ ﻟﻔﺿول اﻟﻘراءة‬
‫ﻓﯾﻪ‪ ،‬واﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻗد وﺿﻌت ﻣﻧذ ﻗرون ﻓﻲ ﻣﻘوﻟﺔ " ‪"Furetière‬اﻟﻌﻧوان اﻟﺟﯾد‬
‫ﻫو أﺣﺳن ﺳﻣﺳﺎر ﻟﻠﻛﺗﺎب"‪ ،‬وﻫذا اﻟﺟﻣﺎل ﻟﯾس اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻌﻧوان‪ ،‬ﻓﻬو ذو ﻗﯾﻣﺗﯾن‪ ،‬ﻗﯾﻣﺔ‬
‫ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻧﺷرط ﺑوظﯾﻔﺗﻪ اﻟﺷﻌرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺛﻬﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﻛﺎﺗب‪ ،‬وﻗﯾﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺳﻠﻌﯾﺔ ﺗﻧﺷطﻬﺎ اﻟطﺎﻗﺔ‬
‫اﻹﻏراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ ﺑﻔﺿول اﻟﻘراء ﻟﻠﻛﺷف ﻋن ﻏﻣوﺿﻪ وﻏراﺑﺗﻪ‪.1‬‬

‫ﻫﻧﺎ ﻧﺟد اﻟﻧﺎﺷرﯾن ﯾﺗﻔﻘون ﻣﻊ اﻟﻛﺗﺎب ﻟوﺿﻊ ﻋﻧﺎوﯾن ﻣﻐرﯾﺔ وﺟذاﺑﺔ ﻗﺻد ﺿﻣﺎن اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت‬

‫إﻻ أن ﻫذا ﻏﯾر ﻣﻌول ﻋﻠﯾﻪ ﻛﺛﯾرا ﻷن ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻛﺗﺎب وﺗوزﯾﻌﻪ ﺗﺧﺿﻌﺎن ﻟﻣﺳﺎﻟك ﻣﻌﻘدة‬
‫وﺻﻌﺑﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻊ ﺧﺎرج اﻟﻣﻧﺎص وداﺧﻠﻪ ﻓﻲ آن‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ )‪:(intertitres‬‬

‫اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻧﺎوﯾن ﻣراﻓﻘﺔ أو ﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠﻧص‪ ،‬وﺑوﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ داﺧل اﻟﻧص ﻛﻌﻧﺎوﯾن‬
‫ﻟﻠﻔﺻول واﻟﻣﺑﺎﺣث واﻷﻗﺳﺎم واﻷﺟزاء ﻟﻠﻘﺻص واﻟرواﯾﺎت واﻟدواوﯾن اﻟﺷﻌرﯾﺔ ‪،...‬وﻫﻲ ﻛﺎﻟﻌﻧوان‬
‫اﻷﺻﻠﻲ ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾوﺟﻪ ﻟﻠﺟﻣﻬور ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻧﺟدﻫﺎ أﻗل ﻣﻧﻪ ﻣﻘروﺋﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺗﺣدد‬

‫‪:1‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪،‬ص ‪.85‬‬

‫‪36‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫ﺑﻣدى إطﻼع اﻟﺟﻣﻬور ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻧص ‪/‬اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬أو ﺗﺻﻔﺢ وﻗراءة ﻓﻬرس ﻣوﺿوﻋﺎﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم‬
‫ﻣن ﯾرﺳل إﻟﯾﻬم ‪/‬ﯾﻌﻧون ﻟﻬم اﻟﻧص‪ ،‬واﻟﻣﻧﺧرطون ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﻗراءﺗﻪ‪.‬‬

‫وﻣﻣﺎ ﯾﻔرق اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﻌﻧوان اﻟﻌﺎم‪ ،‬أﻧﻪ ﻣﺎ ﻣن ﺿرورة ﻟوﺟود اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻌﻧو ان اﻷﺻﻠﻲ اﻟذي ﯾﻌد ﺣﺿورﻩ ﺿرورﯾﺎ‪ ،‬ﻓﺣﺿور اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣﺣﺗﻣل‬
‫وﻟﯾس ﺿروري وا ٕ ﻟزاﻣﻲ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻛﺗب‪ ،‬إﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺑﯾﺎن أﺟزاءﻫﺎ و ﻓﺻوﻟﻬﺎ وﻣﺑﺎﺣﺛﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻓﺗوﺿﻊ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻟزﯾﺎدة اﻹﯾﺿﺎح ‪ ،‬وﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻘﺎرئ اﻟﻣﺳﺗﻬدف‪ ،‬وﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎﺷر‬
‫ﻟﺿرورة ﺗﻘﻧﯾﺔ طﺑﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﻟداع ﻓﻧﻲ وﺟﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫إن اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﻌﻧوان اﻷﺻﻠﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻛﺛﯾف ﻓﺻوﻟﻬﺎ أو ﻧﺻوﺻﻬﺎ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وا ٕ ﻣﺎ ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ‪ ،‬وا ٕ ﻣﺎ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺄزق اﻟﺗﺄوﯾل‪ ،‬ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل‬
‫اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺗﺣﻣل إﻣﺎ اﺳم اﻟﺑطل أو اﻟﺳﺎرد‪،‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﯾرى "ﺟﻧﯾﯾت" أﻧﻬﺎ‬
‫أﺣدﺛت ﺗﻐﯾﯾرات ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﺗطور اﻷﺟﻧﺎس اﻷدﺑﯾﺔ‪.1‬‬

‫‪ :1/1‬ﻣﻛﺎن ظﻬور اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪:‬‬

‫إن اﻷﻣﻛﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺟدﻫﺎ ﻋﻠﻰ رأس ﻛل ﻓﺻل أو ﻣﺑﺣث ‪،‬‬
‫إﻣﺎ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟﻌﻧوان اﻷﺻﻠﻲ وا ٕ ﻣﺎ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﻓﯾﻛون اﻟﻌﻧوان اﻷﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﯾﻣﯾن و اﻟﻌﻧوان‬
‫اﻟداﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﯾﺳﺎر)واﻟﻌﻛس ﻓﻲ اﻟﻛﺗب اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ(‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﻔﻬرس أو ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣواﺿﯾﻊ‪،‬وﻫذا ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻷن اﻟﻔﻬرس ﯾﻌد ﻋﻧد‬
‫"ﺟﻧﯾﯾت" ﻛﺄداة ﺗذﻛﯾرﯾﺔ وﺗﻧﺑﯾﻬﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺎز اﻟﻌﻧوﻧﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻧﺟدﻫﺎ ﻏﯾر ﺿرورﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل‪.2‬‬

‫‪: 2/1‬وظﺎﺋف اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪:‬‬

‫‪،‬ص‪.86‬‬ ‫‪:1‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪،‬‬


‫‪ :2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪،‬ص‪. 126‬‬

‫‪37‬‬
‫اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪:‬‬

‫ﻟم ﯾﺗﻛﻠم "ﺟﻧﯾت" ﻋن وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان‪،‬وﻫذا اﻟﺻﻣت ﯾدل ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان‬
‫اﻟرﺋﯾﺳﻲ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻧﺎ ﻧرى ﺑﺄن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻫﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟوﺻﻔﯾﺔ‬
‫ﻋﻧد "ﺟﻧﯾت"‪،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن رﺑط اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ وﻓﺻوﻟﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ‪،‬واﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ‬
‫أﺧرى ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻛﺑﻧﻲ ﺳطﺣﯾﺔ ﻫﻲ ﻋﻧﺎوﯾن واﺻﻔﺔ‪/‬ﺷﺎرﺣﺔ ﻟﻌﻧواﻧﻬﺎ اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻛﺑﻧﯾﺔ‬
‫ﻋﻣﯾﻘﺔ‪ ،‬ﺑذﻟك اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺎوﯾن )اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ( واﻟﻧص ﺑﺎﻧﯾﺔ ﺳﯾﻧﺎرﯾوﻫﺎت ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ‬
‫ﻟﻔﻬﻣﻪ‪.1‬‬

‫‪ :1‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪،‬ص ‪.126‬‬

‫‪38‬‬
‫اﻟﻔــــــــــــــــــــــــــــــــــﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب"‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﺟﻬود اﻟرواﺋﯾﺔ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ"واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج"‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻘدﯾم رواﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب"‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب"‬


‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﺗﺟرﺑﺔ "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" اﻟرواﺋﯾﺔ‪:‬‬

‫وﻟد "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ﻋﺎم ‪ 1954‬ﺑﺗﻠﻣﺳﺎن‪ ،‬وﯾﻧﺣدر ﻣن ﻋﺎﺋﻠﺔ أﻧدﻟﺳﯾﺔ "ﻣورﯾﺳﻛﯾﺔ"‪ ،‬أﺟﺑر‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎدرة اﻷﻧدﻟس ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ‪ ،‬وﺳﻛن ﻏرب اﻟﺟزاﺋر‪ .‬ﺣﺎﺻل ﻋﻠﻰ دﻛﺗوراﻩ‬
‫دوﻟﺔ ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق‪ ،‬وﻋﻠﻰ دﻛﺗوراﻩ ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺳورﺑون ﺑﺑﺎرﯾس‪ ،‬وﻋﻣل أﺳﺗﺎذ ﻛرﺳﻲ‬
‫اﻷدب ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣﻧذ ﻋﺎم ‪ 1985‬م‪ ،‬أﺳﺗﺎذ اﻷدب ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺳورﺑون اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‬
‫‪ 1994‬م‪ ،"1‬وﺗﻧﻘﺳم أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ‪ :‬اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟرواﺋﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ؛ أﻣﺎ‬
‫اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟرواﺋﯾﺔ ﻓﻘد أﺳﻬﻣت ﻓﻲ ظﻬور "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬
‫واﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل ﺗرﺟﻣﺔ أﻋﻣﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻠﻐﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟرواﺋﯾﺔ‬
‫ﺑﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫‪" -‬اﻟﺑواﺑﺔ اﻟزرﻗﺎء"‪ ،‬وﻗﺎﺋﻊ ﻣن أوﺟﺎع رﺟل"‪ ،‬دﻣﺷق ‪ 1980‬م‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ 1982‬م‪.‬‬

‫‪" -‬وﻗﻊ اﻷﺣذﯾﺔ اﻟﺧﺷﻧﺔ"‪ ،‬ﻗﺻﺔ ﻣطوﻟﺔ‪ 1981 ،‬م‪ ،‬وأﻋﯾد طﺑﺎﻋﺗﻬﺎ ﻋﺎم ‪ 2010‬م ﻋن‬
‫ﻣﻧﺷورات اﻟﺟﻣل ﻓﻲ ﺑﻐداد‪.‬‬

‫‪" -‬ﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣن ﺳﯾرة ﻟﺧﺿر ﺣﻣروش"‪ ،‬دﻣﺷق ‪ 1982‬م‪.‬‬

‫‪" -‬ﻧوار اﻟﻠوز"‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ 1983‬م‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ 1986‬م‪ 2001 ،‬م‪ ،‬ﺗرﺟﻣت إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن‬
‫اﻟﻠﻐﺎت‪ ،‬وﻗد اﻫﺗم ﺑﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن طﻠﺑﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ‪ ،‬ﻓﻲ أﺛﻧﺎء دراﺳﺗﻬم ﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺧطﺎب‬
‫اﻟﺳردي‪.‬‬

‫‪" -‬أﺣﻼم ﻣرﯾم اﻟودﯾﻌﺔ"‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ 1984‬م‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ 1987‬م‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪" -‬ﺿﻣﯾر اﻟﻐﺎﺋب"‪ ،‬دﻣﺷق ‪ 1990‬م‪ ،‬واﻟﺟزاﺋر ‪ 2001‬م‪ ،‬ﺗرﺟﻣت إﻟﻰ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‪.‬‬

‫‪" -‬اﻟﻠﯾﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﺑﻌد اﻷﻟف‪ :‬رﻣل اﻟﻣﺎﯾﻪ"‪ ،‬دﻣﺷق و اﻟﺟزاﺋر ‪ 1993‬م‪ ،‬ﺗرﺟﻣت إﻟﻰ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ :1‬إﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﷲ‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﻣﻧﻔﻰ‪ ،‬ط‪ ،1‬اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧﺷورات اﻻﺧﺗﻼف‪ 2011 ،‬م‪ ،‬ص ‪.352‬‬

‫‪41‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫‪" -‬ﺳﯾدة اﻟﻣﻘﺎم"‪ ،‬أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ‪ 1995‬م و اﻟﺟزاﺋر ‪ 1997‬م و ‪ 2001‬م‪ .‬ﺗرﺟﻣت إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن‬
‫اﻟﻠﻐﺎت‪ ،‬وﻧﺎﻟت ﻗدرا ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻓﻲ أﺑﺣﺎث اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‪،‬‬
‫واﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪.‬‬

‫‪" -‬ﺣﺎرﺳﺔ اﻟظﻼل"‪ ،‬أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ‪ 1996‬م واﻟﺟزاﺋر ‪ 1998‬م و ‪ 2001‬م‪ ،‬أﺛﺎرت ﺟدﻻ واﺳﻌﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻣوﺿوﻋﻬﺎ‪ ،‬وﻛﺎﻧت ﻣﺣط أﻧظﺎر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧﻘﺎد‪.‬‬

‫‪ " -‬ذاﻛرة اﻟﻣﺎء"‪ ،‬أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ‪ 1997‬م و ‪ 2001‬م‪ .‬ﺗرﺟﻣت إﻟﻰ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ واﻹﯾطﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪" -‬ﻣراﯾﺎ اﻟﺿرﯾر"‪ ،‬ﺑﺎرﯾس ‪ 1998‬م ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﺑﻌﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬وﻗد أﻋﯾد طﺑﺎﻋﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﺎم ‪ 2011‬م‪.‬‬

‫‪" -‬ﺷرﻓﺎت ﺑﺣر اﻟﺷﻣﺎل"‪ ،‬ﺑﯾروت واﻟﺟزاﺋر ‪ 2001‬م‪.‬‬

‫‪" -‬اﻟﻠﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﺑﻌد اﻷﻟف‪ :‬اﻟﻣﺧطوطﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ"‪ ،‬دﻣﺷق ‪ 2002‬م‪.‬‬

‫‪" -‬طوق اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن" ‪ 2003‬م‪.‬‬

‫‪" -‬ﻛﺗﺎب اﻷﻣﯾر" ﺑﯾروت ‪ 2005‬م واﻟﺟزاﺋر ‪ 2005‬م‪ ،‬وﻗد أﺛﺎرت ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ﺟدﻻ واﺳﻌﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬

‫‪" -‬ﺳوﻧﺎﺗﺎ ﻷﺷﺑﺎح اﻟﻘدس"‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ 2009‬م وأﻋﯾد طﺑﺎﻋﺗﻬﺎ ﻋﺎم ‪ 2013‬م‪.‬‬

‫‪" -‬أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب"‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ 2010‬م‪ .‬وﻫﻲ رواﯾﺔ ﺷﺑﻪ ﺳﯾرة ذاﺗﯾﺔ‪ ،‬وﻣﻬد ﻓﯾﻬﺎ ﻟﺳﯾرﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻧﺷر ﻗرﯾﺑﺎ‪.‬‬

‫‪" -‬اﻟﺑﯾت اﻷﻧدﻟﺳﻲ"‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ 2010‬م‪ .‬ﺗرﺟﻣت إﻟﻰ اﻟﻛردﯾﺔ واﻟدﻧﻣﺎرﻛﯾﺔ‪.‬‬

‫‪" -‬أﺻﺎﺑﻊ ﻟوﻟﯾﺗﺎ" ﺑﯾروت ‪ 2012‬م‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻔراﺷﺔ"‪ ،‬ﺻدرت ﻋن ﻣﺟﻠﺔ دﺑﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻋﺎم ‪ 2013‬م‪ ،‬وأﻋﯾد طﺑﺎﻋﺗﻬﺎ ﻋن دار‬
‫اﻷداب ﻓﻲ ﺑﯾروت‪.‬‬

‫‪" -‬ﺳﯾرة اﻟﻣﻧﺗﻬﻰ‪ ....‬ﻋﺷﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ اﺷﺗﻬﺗﻧﻲ" ﺳﯾرة ذاﺗﯾﺔ ‪ 2012‬م ‪ ،‬دار اﻵداب ﻟﻠﻧﺷر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪.‬‬

‫أﻣﺎ دراﺳﺗﻪ اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺛﻣﺎﻧﯾﻧﯾﺎت وﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ؛ ﺣﯾث ﻧﺷر اﻟﻛﺛﯾر‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ‪ ،‬ﻣوطن ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻷول وﻣﻬد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻣن أﻫم ﺗﻠك اﻟدراﺳﺎت‪:‬‬

‫‪ -‬اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪ 1986‬م‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻧزﻋﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬دﻣﺷق ‪ 1987‬م‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺟذور اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻟﻠواﻗﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ 1988‬م‪.‬‬

‫‪ -‬أﺗوﺑﯾوﻏراﻓﯾﺎ اﻟرواﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻠﺳﺔ اﻟدراﺳﺎت‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ 1990‬م‪.‬‬

‫‪ -‬دﯾوان اﻟﺣداﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﺷﻌري اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﺗﺣﺎد اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ‪ 1993‬م‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟرواﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬أﻧطوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻧﺻوص واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ 2006‬م‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻣﻘﺎﻻت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺷرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣوﻗف اﻟﺳورﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣﺿﺎﻣﯾن ﺟدﯾدة ﻟﻠﻘﺻﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣوﻗف اﻷدﺑﻲ ﻋﺎم ‪ 1980‬م‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟوﻓﺎء ﻟﻠوﻫم اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﻲ اﻹﺻﻼﺣﻲ ﻗراءة ﺟدﯾدة ﻟرواﯾﺔ أم اﻟﻘرى ل )رﺿﺎ ﺣوﺣو( ﻣﺟﻠﺔ‬
‫اﻟﻣوﻗف اﻷدﺑﻲ ﻋﺎم ‪ 1987‬م‪.‬‬

‫‪ -‬اﻧﻬﯾﺎر ﻣﺷروع اﻟﺑطل اﻟﺛوري ﻓﻲ رواﯾﺔ "رﺻﯾف اﻷزﻫﺎر ﻻ ﯾﺟﯾب" ﻟ ـ )ﻣﺎﻟك ﺣداد(‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ‬
‫اﻟﻣوﻗف اﻷدﺑﻲ ﻋﺎم ‪ 1987‬م‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻧﺎﻟت رواﯾﺎت "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘراء واﻟدارﺳﯾن‪ ،‬وﻋرﻓت ﺑﺄﺳﻠوﺑﻬﺎ‬
‫اﻟﺣداﺛﻲ اﻟﻧﺎﺑﻊ ﻣن ﻓﻛرة اﻟﺗﺟدﯾد ﺑﻣﺣﺎﻛﺎة اﻟﻔن اﻟﻘﺻﺻﻲ اﻷول "أﻟف ﻟﯾﻠﺔ وﻟﯾﻠﺔ"‪ ،‬و"اﻟﺣرص‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ وﺗﺄﺟﯾﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺧﯾﯾل اﻧدراﺟﺎ ﻓﻲ ﻓﺿﺎء ﺧﺎص‪ ،‬ﻋﻣﺎدﻩ وﺟدان ﻣﻔﺟوع ﺑﺎﻟﺗﺣوﻻت‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬وﻣﺗﺄس ﺑﻧﺑرة ﺗﻔﺎؤل اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ‪ ،‬وﻣذﺟﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻧداء اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‬
‫واﻷﺧﻼﻗﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺣﺎﺷر ﺑﯾن ﺷﻬوة اﻟﺗطﻠﻊ إﻟﻰ أﻣل اﻟﺗﻐﯾﯾر ورﻛﺎم اﻟﺧﯾﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫واﻟﻛﺛﯾرة‪ ،" 1‬واﻣﺗﺎزت رواﯾﺎت "اﻷﻋرج" ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﻬﺎ اﻟﻣﺑﻛرة ﺑﻌدد ﻣن اﻟﺳﻣﺎت ﻣﻧﻬﺎ‪":‬اﻹﻣﻌﺎن‬
‫اﻟوﺻﻔﻲ ﻟﻠﻣﺷﻬدﯾﺔ‪ ،‬واﻹﺣﺎطﺔ ﺑﺄطراف اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ واﻣﺗدادﻫﺎ داﺧل ﻣﺟﺗﻣﻌﻬﺎ اﻟﺧﺎص‪ ،‬وﺗﻌﺿﯾد‬
‫ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟراوي ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ واﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎﺗﻪ دون اﻻﻣﺗزاج ﺑﺗﻘﺎﻧﺎت اﻟﺗﻌدد اﻟﺣواري ورؤاﻩ‬
‫اﻟﺧﺻﯾﺑﺔ‪ ،‬واﻻ ﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻣﺷوﺑﺔ ﺑﺄﻓﻛﺎر وأدﻟﺟﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻟﯾﺗﻠﻔﻊ اﻟﺳرد ﺑﺧطﺎب إﯾدﯾوﻟوﺟﻲ‬
‫ﺷدﯾد اﻟﺣﻣﺎﺳﺔ وﺷدﯾد اﻟﺑﺄس ﻓﻲ اﺳﺗﺻراخ اﻟرﺟﺎء‪"2‬‬

‫وﻣﺟﻣل ﺗﻠك اﻟﺳﻣﺎت ﺟﻌﻠت "اﻷﻋرج" ورواﯾﺎﺗﻪ ﺣﺎﺿرة ﻓﻲ دراﺳﺎت اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن‬
‫ﺑﺎﻷدب اﻟﺣدﯾث؛ وﻣن اﻟدارﺳﯾن اﻟذﯾن ﺗﻧﺎوﻟوﻩ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ "ﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن" ﻓﻘد ﺗﺣدث ﻋن ﻣﻛﺎﻧﺔ‬
‫"واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﻛﺗﺎﺑﻪ "اﻟرواﯾﺔ واﻟﺗراث اﻟﺳردي" ﻓﻲ اﻷدب ‪):‬واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ﻣن‬
‫اﻟرواﺋﯾﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن اﻟﻘﻼﺋل ﺟدا‪ ،‬اﻟذﯾن ﻧﺟﺣوا ﻣن ﺧﻼل إﺑداﻋﻬم اﻷدﺑﻲ أن ﯾﺗﺟﺎوزا ﺣدود‬
‫اﻟوطن‪ ،‬وﯾﻘرﺿوا ﻧﺗﺎﺟﻬم اﻟرواﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أرﺟﺎء اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪ ...‬وﻻ ﺷك ﻓﻲ أن إﻧﺗﺎﺟﻪ‬
‫ﻗراءة ﻧﻘدﯾﺔ ﺟﺎدة ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﻣوﻗﻌﺗﻪ ﺿﻣن اﻹﻧﺗﺎج اﻟرواﺋﻲ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد‪ ،‬اﻟذي ﺳﺎﻫم ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺗﻪ‬
‫رواﺋﯾون ﻣن ﻗﺑﯾل ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﻧﯾف وﻧﺑﯾل ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻐﯾطﺎﻧﻲ وﺻﻧﻊ اﷲ إﺑراﻫﯾم‪ ،‬وآﺧرون ﻣن‬
‫ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪"3‬‬

‫‪ :1‬اﺑو ﻫﯾف ﻋﺑد اﷲ‪ ،‬اﻻﺷﺗﻐﺎل اﻟﺳردي اﻟﺣداﺛﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﻘد‪ ،‬ع ‪ ،54‬م ‪ ،2004 ،14‬ص ‪.504‬‬
‫‪ :2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬اﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ :3‬ﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن‪ ،‬اﻟرواﯾﺔ واﻟﺗراث اﻟﺳردي‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،1992 ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪.49‬‬

‫‪44‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫وﻫذا إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ﻓﻘد اﻫﺗم ﺑﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘراء‬
‫واﻟﻣﺛﻘﻔﯾن‪ ،‬وﺷﻛل ﺣﺿورﻩ إﻟﻰ ﻓﻠﺳطﯾن ﻟﻔﺗﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﻌرﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪،‬‬
‫ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﺟﯾﺋﻪ إﻟﻰ رام اﷲ وﻧﺎﺑﻠس ﻋﺎم ‪ ،2013‬وﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻧدوﺗﯾن ﺣول أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟرواﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺟواﺋز اﻟﺗﻲ ﻧﺎﻟﻬﺎ "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ﻓﻬﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1997‬م‪ ،‬اﺧﺗﯾرت رواﯾﺗﻪ ﺣﺎرﺳﺔ اﻟظﻼل )دون ﻛﯾﺷوت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر(‬
‫ﺿﻣن أﻓﺿل ﺧﻣس رواﯾﺎت ﺻدرت ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬وﻧﺷرت ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﺧﻣس طﺑﻌﺎت‬
‫ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ طﺑﻌﺔ اﻟﺟﯾب اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺑل أن ﺗﻧﺷر ﻓﻲ طﺑﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺿﻣن اﻷﻋﻣﺎل‬
‫اﻟﺧﻣﺳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣﺻل ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 2001‬م ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة اﻟرواﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣل أﻋﻣﺎﻟﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣﺻل ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 2006‬م ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﯾن اﻟﻛﺑرى ﻋﻠﻰ رواﯾﺗﻪ "ﻛﺗﺎب اﻷﻣﯾر"‪،‬‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ ﻋﺎدة ﻷﻛﺛر اﻟﻛﺗب وراﺟﺎ واﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﻧﻘدﯾﺎ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﺗﻘدﯾم رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ‪:‬‬

‫ﺗدور أﺣداث ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ﺣول ﻗﺻﺔ ﺣب ﺧﺎﻟدة ﺧﻠود اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟرواﺋﻲ‬
‫ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬اﻟذي اﺳﺗﺧدم ﻓﯾﻬﺎ اﺳﻣﻪ اﻟﺻرﯾﺢ "ﺳﯾﻧو" وﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ "ﻟﯾﻠﻲ" اﻟﺗﻲ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ ورﻗﯾﺔ‬
‫اﺳﻣﻬﺎ ﻣرﯾم‪ ،‬أو ﻛﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ " ﺳﯾدة اﻟظل واﻟورق"‪.‬‬

‫ﺑدأت أﺣداﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫران‪ ،‬أﯾن ﻛﺎﻧت ﻟﯾﻠﻰ ﺗزاول دراﺳﺗﻬﺎ ﻟﺗﻧﻘﻠب اﻷوﺿﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺑﻼد إﺑﺎن اﻟﻌﺷر ﯾﺔ اﻟﺳوداء‪ ،‬وﻧظرا ﻟﻛﺗﺎﺑﺎت "ﺳﯾﻧو" اﻟﺻﺎرﺧﺔ أﺻﺑﺢ ﻣطﻠوﺑﺎ ﻟﺗﺻﻔﯾﺔ‬
‫اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﻣﻣﺎ اﺿطر ﻟﯾﻠﻲ ﻟﺗطﻠب ﻣﻧﻪ ﻣﻐﺎدرة اﻟﺑﻼد و اﻟﺳﻔر ﺑﻌﯾدا ﺧوﻓﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ أن ﺗزﻫق‬
‫روﺣﻪ ﻓﻲ ظل ﺗﻠك اﻟﻔوﺿﻰ ﺇ ﻻ أﻧﻪ أﺑﻰ ذﻟك وﺑﻌد ﻣﺣﺎوﻻت ﻋدﯾدة ﻣﻧﻬﺎ ﻹﻗﻧﺎﻋﻪ اﻧﺻﺎع‬
‫ﻷواﻣرﻫﺎ وﻏﺎدر اﻟﺑﻼد ﻣﻛرﻫﺎ ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﺣﻣل ﺑﻌدﻩ ﻋن ﺣﺑﯾﺑﺗﻪ ووطﻧﻪ ﻓﻛﺎﻧت وﺟﻬﺗﻪ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ‬
‫ﺑﺎرﯾس ‪ ,‬وﻟم ﯾﺟد أﻓﺿل وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗواﺻل ﻣﻌﻬﺎ اﻟرﺳﺎﺋل ﻣﺳﺗﻌﯾدا ﺑذﻟك ﻫذا اﻟﻔن اﻟﻌرﺑﻲ‬
‫اﻷﺻﯾل ‪ ,‬ﻛﻣﺎ أن اﻟرواﯾﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة رﺳﺎﺋل ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن "ﺳﯾﻧو وﻟﯾﻠﻲ" ﺟﺳدت‬
‫ﺿرورة اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة ﻣن أﺟل اﻟﺣب وﻣﺛﻠت اﻟﻣرض واﻹﻋﯾﺎء إزاء اﻟﻣﻧﻔﻰ و اﻟﺑﻌد‪.‬‬

‫وﺗﻌد رﺑﺎﻋﯾﺔ اﻟﺣب واﻟﺣﯾﺎة واﻟﻣﻧﻔﻰ واﻟﻣرض‪ ،‬اﻟرﻛﺎﺋز اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫اﻟرواﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣب ﻣﻔﺗﺎح ﺑﺎب اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻛل اﻟﻌواﻟم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻟﺳﻧﺎ ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺗدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك‬
‫وﺑطﻼ رواﯾﺗﻧﺎ "اﻟراوي ﺳﯾﻧو وﻟﯾﻠﻰ" ﺗرى اﻟدﻧﯾﺎ وﻣﻼﺣﺗﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺣب و اﻟﺳﻼم واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ ﻟم‬
‫ﯾطﻠﺑﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻫذا‪.‬‬

‫وﻛﺎن اﻟﺣب أو ﺑﺎﻷﺣرى ذﻛرﯾﺎﺗﻪ ﻣدﺧل اﻟراوي إﻟﻰ ﺣﻛﺎﯾﺎﺗﻪ ﻓﻼ ﻧﻌﺗﺑرﻩ ﺣﺑﺎ ﻓﻘط ﺇﻧﻣﺎ‬
‫اﺷﺗﻬﺎء ﻋﺎﺟز ﻛﺧوف رﻫﯾب ﻻ ﯾﺣﺗﻣﻠﻪ أﺣد وﻛﺎن واﺿﺣﺎ ﻣن ﺷﻌو ر اﻟﺑطﻠﯾن ﺣﺗﻰ وﺇن ﻟم‬
‫ﯾﺻرﺣﺎ ﺑذﻟك‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻓﻐزل اﻟراوي ﻣن اﻟﺣب واﻟﻐرﺑﺔ واﻻﺷﺗﻬﺎء واﻟرﻏﺑﺔ ﻧﺳﯾﺟﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﻪ ﻋﺎﻟﻣﻪ اﻟرواﺋﻲ وﯾﺷﯾد‬
‫ﻣن اﻟﺣﺎن ﻟﯾﻠﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﻛﻧت اﻟروح ﻗﺑل اﻟﺟﺳد ﻛﺄﻟﺣﺎن اﻟﻔردوس اﻷرﺿﻲ ﺑﻛل ﺟﻣﺎﻟﻬﺎ وﺟﻼﻟﻬﺎ‬
‫ﺑﻛل اﻧﺳﺟﺎﻣﻬﺎ وﻧظﺎراﺗﻬﺎ ﺑﻛل أﻟواﻧﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺿم ﻟوﻋﺔ اﻟﺣب و اﻻﺷﺗﯾﺎق ‪.‬‬

‫وﻟم ﯾﺗوﻗف اﻟﺣب ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ ﺑل اﺳﺗﻣر ﻛروح أﺛرﯾﺔ ﺗﺣﯾﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﺷﺎﻋر ﺟﻣﯾﻠﺔ ﺗﻣﯾل اﻟﻘﻠوب‬
‫وﺗﺻرف إﻟﯾﻬﺎ اﻟوﺟوﻩ ﺗﺳﺗدﻋﻲ إﺿﻌﺎف اﻷﺳﻣﺎع إﻟﯾﻬﺎ ﻟﺣرص اﻟراوي ﻋﻠﻰ أن ﺗظل اﻟﻘﻠوب‬
‫ﻣﻔﺗوﺣﺔ داﺋﻣﺎ وﺑﻬذا ﯾﻛون اﻟﺗواؤم ﻣﻊ ﻋﺎﻟﻣﻪ واﻻﻧﺳﺟﺎم ﻣﻌﻪ وﺣﯾن ﺗﺿﯾق ﺑﻪ اﻟدﻧﯾﺎ ﻣن اﻵﻻم‬

‫واﻷﺣزان ﯾﻬرع إﻟﻰ ﺟﻧﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺻﻧﻌﻬﺎ ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺗﻠك اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﺣﯾﺎ ﺑﻬﺎ وذﻟك اﻟﺣب اﻟذي‬
‫ﻣﻸ ﻛـوﻧـﻪ و ﺑﻌد ﻛل ﻫذا اﻟﺣب و اﻟﻬﯾﺎم و ﺗﺑﺎدل اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟراﻗﯾﺔ اﻗﺗرﺣت "ﻟﯾﻠﻲ" ﻋﻠﻰ‬
‫"ﺳﯾﻧـو" ﻓﻛرة اﻟزواج‪ ،‬ﻓﻠم ﯾﺗﻘﺑل اﻟﻔﻛرة‪ ،‬ﺑل رﻓﺿﻬﺎ ﺑﺣﺟﺔ أﻧﻪ ﻻ ﯾرﯾد اﻟﺗﻘﯾد و ﻻ ﯾﻘﺗﻧﻊ ﺑﺎﻟﻔﻛرة‬
‫أﺻﻼ ﻓﻠم ﺗﺟد ﺳﺑﯾﻼ إﻻ أن ﺗﻘﺑل ﺑﻌرض اﺑن ﺧﺎﻟﺗﻬﺎ رﯾﺎض اﻟذي طﻠب ﯾدﻫﺎ ﻣرارا وﺗﻛرارا‬
‫ﻓﺣﻘﻘت ﺑذﻟك أﻣﻧﯾﺔ واﻟدﺗﻬﺎ وﺑﺎﻋت أﺣﻼم ﺣﺑﻬﺎ ﻟﻠﻣﺟﻬول و ﺑﻣﺟرد ﻋﻠم " ﺳﯾﻧـو " ﺑزواﺟﻬﺎ ﺗزوج‬
‫ﻫو اﻵﺧر ﺑـﻬﺎﺟر ﻣﺎ زاد ﻟﯾﻠﻰ أﻟﻣﺎ و ﺣﺳر ة و رﻏم زواﺟﻬﺎ ﺑـرﯾﺎض إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ ﻧﺳﯾﺎن‬
‫ﺣﺑﻬﺎ اﻷول واﻷﺑدي ﻓﻛﺎﻧت ﻛل ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑزوﺟﻬﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ‪ ،‬و ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﯾش ﻣﻌﻪ ﻻ ﻣﻊ ﻏﯾرﻩ‬
‫روﺣﻬﺎ ﻣﻌﻪ و ﺟﺳدﻫﺎ ﻣﻊ رﯾﺎض اﻟذي ﻛﺎﻧت رﺣﻠﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن ﻛﺎﻧت ﺗرﺗﺎدﻩ ﻣﻊ "‬
‫ﺳﯾﻧـو " ﻷﻧﻬﺎ ﻣن اﻗﺗرح اﻟﻣﻛﺎن ﻓذﻛرﺗﻬﺎ ﻛل ﺧطوة ﺑﻪ ﺑﻬﻣﺳﺎﺗﻪ و ﺟﻧوﻧﻪ اﻟﻼ ﻣﺗﻧﺎﻫﯾﺔ و ﻗﺑﻼﺗﻪ‬
‫اﻟﺻﺎرﺧﺔ ﻓﻲ ﻋرض اﻟﺑﺣر و ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء ﺷﻬر اﻟﻌﺳل و ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻣل رﯾﺎض وﺗﻌﻠﻘﻬﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻌزف ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﺎن ﻓﻲ اﻷوﺑرا ﻛﺎﻧت ﺗﻐﺗﻧم ﻓرﺻﺔ ﻏﯾﺎب زوﺟﻬﺎ أو ﻓرﺻﺔ ﺳﻔرﻫﺎ ﻹﺣﯾﺎء‬
‫ﺣﻔﻼت اﻟﻌزف ﻓﻲ اﻷوﺑرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎء ﺳﯾﻧو واﺳﺗرﺟﺎع ﺣﺑﻬﺎ اﻟﻬﺎدئ‬

‫و اﻟﺿﺎﺋﻊ ﻣﺟرد ﻟﺣظﺎت ﺟﻧون ﻋﺷق ﻣﺳروﻗﺔ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ إﻻ أن و ﻗﻌﻬﺎ ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ‬
‫ﻓﺎﺷﺗرﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت و اﻟﺣﻣﺎم ﻧﻔﺳﻪ و ﻧﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﯾر ذاﺗﻪ‪ ،‬و ﺑﻌد ﻣدة ﻣن زواﺟﻬﺎ أﻧﺟﺑت‬
‫اﺑﻧﻬﺎ اﻷول ﻣن رﯾﺎض اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗﺟد ﻓﻲ ﻛﻠﻣﺔ "ﺑـﺎﺑـﺎ" ﺣﻛـرا ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻷﻧﻬﺎ أﻏﻠﻰ ﻣن أن ﺗﻘﺎل‬

‫‪47‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻟﻪ‪ ،‬ﻓﻬو ﺣﺳب ا ﻋﺗﻘﺎدﻫﺎ ﻟﯾس ﺑﺄﻓﺿل ﻣﻧﻬﺎ ﻷن ﻛل ﻫﻣﻪ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﺎل ﺑﺷﺗﻰ اﻟطرق واﻻﺳﺗﻣﺗﺎع‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺎء اﻟﺣﺳﻧﺎوات ﻓﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺟد ﺻورﻩ وﺳط ﻧﺳﺎء ﺟﻣﯾﻼت ﯾﻠﻬو ﻣﻌﻬن‬

‫و ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﺣﺿر ﻟﯾﻠﻰ ذﻛرﯾﺎت واﻟدﻫﺎ "اﻟﺳﻲ ﻧـﺎﺻر" اﻟذي‬
‫ﻋﻠﻣﻬﺎ اﻟﻌزف ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﺎن ﺑﺄﻟﺣﺎﻧﻪ اﻟﺷﺟﯾﺔ اﻟﻌذﺑﺔ و اﻧﻛﺳﺎراﺗﻪ اﻟﻣﺗﺄﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫وﯾﺗواﺻل ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺗﺑﺎدل رﺳﺎﺋل اﻟﺣب و اﻟﻌﺗﺎب ﻣن ﺟﻬﺔ و اﻟﺷوق و اﻟﻌذاب ﻣن ﺟﻬﺔ‬
‫أﺧرى ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳوء ذﻛرﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ﺑﻛل ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻬﺎ اﻟﺣﻣﯾﻣﯾﺔ و إﻏراﺋﻬﺎ اﻟﻼ ﻣﺣدود‬
‫ذﻛرﯾﺎت ﺷﺎء اﻟﻘدر ﻟﻬﺎ ﺑﺄن ﻻ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻓﻛل رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺣﻣل ﻗﺻﺔ ﻣﺎ‪ ،‬وﺗرﻣﻲ إﻟﻰ ﻋﺑرة‬

‫أو ﻫدف أﻛﺛر ﻣن ﺳﺎﺑﻘﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺑﻌد اﻟﻣﺳﺎﻓﺎت ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ إﻻ أﻧﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﯾﺗواﺻﻼن‬
‫ﻓﺣﻣﻠت رﺳﺎﺋﻠﻬﻣﺎ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ و اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن وﻫران‬

‫واﻟﺟزاﺋر وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟﻘدس و اﻟدوﺣﺔ و ﻣن ﺑﺎرﯾس و ﻟﻧدن إﻟﻰ ﻏرﻧﺎطﺔ و ﻧﯾوﯾورك ‪.‬‬

‫ﻓﻛﺎن "اﻟﺳﯾﻛرﯾﺗورﯾوم" أو اﻟﻛﻬف ﻛﻣﺎ أﺳﻣﺎﻩ أطﻔﺎل ﻟﯾﻠﻲ ﻣﺧﺑﺄ ﻫﺎﺗﻪ اﻟرﺳﺎﺋل و ﻛل‬
‫اﻷﺣﺎﺳﯾس و اﻟذﻛرﯾﺎت اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ‪ ،‬ﻓﻛﻠﻣﺎ ﺷﻌرت ﺑﺎﻟﺿﯾق واﻻﺧﺗﻧﺎق ﻟﺟـﺄت إﻟﯾﻪ ﻻﺳﺗرﺟﺎع أﺳرار‬
‫ﺣﺑﻬﺎ اﻟدﻓﯾن وﻟﺗﺣﺎرب ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣرﯾم اﻟورﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺧذت ﺣرﯾﺗﻬﺎ و ﺳﻠﺑت اﺳﻣﻬﺎ وﺷﻌورﻫﺎ‪ ،‬و‬
‫ﻋﺎﯾﺷت ﺗﺟرﺑﺗﻬﺎ ﻟﺗدﺧلﻓﻲ ﺣوار ﻫﺎ اﻟﻧﻔﺳﻲ "أﻧﺎ ﻟﯾﻠﻲ و ﻟﺳت ﻣرﯾم أﻧﺎ ﻟﯾﻠﻲ ﻟﯾﻠﻲ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺻراع ﻣﻊ اﻣرأة وﻟدت ﻣن اﻟﻌدم و ﺗرﻋرﻋت ﻓﻲ ﻛﻧف ﻛﺗﺎﺑﺎت ﺳﯾﻧـو ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎض اﻟورق‪.‬‬

‫اﻟﺳﯾﻛرﯾﺗورﯾوم ﺳرﻫﺎ اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ‪ ،‬ﻣﻛﺎن ﺻﻐﯾر ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻷﻏراض اﻟﻛﺛﯾرة و اﻟذﻛرﯾﺎت اﻟﺣﻠوة‬
‫و اﻟﻣرﯾرة ﻟﺗﻌوم وﺳط اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟوﻧﺎن ‪ :‬اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﻲ و اﻷزرق اﻟﻠذان ﯾﺑﻌﺛﺎن‬
‫ﻓﯾﻬﺎ ﻛل اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺳرﻫﺎ و ﺗﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻛف اﻟﺷﻣس و ﺗﺣوم ﺑﻬﺎ ﻋﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎق‬
‫اﻟﻣﻠﺗﻬﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﻗرار ﻟﻬﺎ‪ ،‬و ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻛﺎﻧت ﺗﺳرد " ﻟﺳﯾﻧـو " أﺣداث اﻟﻣدﯾﻧﺔ و‬
‫اﻧﻛﺳﺎراﺗﻬﺎ و اﻹﺿراﺑﺎت اﻟﺗﻲ وﻗﻌت ﻓﯾﻬﺎ و ﺗﺻف اﻟﺷوارع اﻟﺗﻲ اﻧﺑﻌﺛت ﻣﻧﻬﺎ راﺋﺣﺔ اﻟدﻣﺎء‬
‫و ﺗﻧﺎﺛرت ﻓﯾﻬﺎ أﺷﻼء اﻟﻣوﺗﻰ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫وﺣﯾدة ﻣﻊ ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺻﻣت و اﻟﺧوف اﻟﻐرﯾب ﻣن اﻟﻣوت‪ ،‬ﺗﻛﺗب رﺳﺎﻟﺔ ﻛﻲ ﻻ ﺗﻣوت‬


‫اﺧﺗﻧﺎﻗﺎ‪ ،‬ﻣوﺟوﻋﺔ ﺑﺣﺑﻪ و ﺟﻧوﻧﻪ‪ ،‬ﻓﺗﺑﺣث ﻋﻧﻪ ﻓﻲ ﻛل ﺣرف ﻫﺎرب‪ ،‬إذ ﻟم ﺗﻧدم ﻋﻠﻰ ﻗرار‬
‫إﺑﻌﺎدﻩ ﻣن اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻷن ﻗﺗﻠﺗﻪ و اﻟﻣﺗرﺑﺻﯾن ﺑﻪ ﻛﺛر‪ ،‬ﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗرﺗﺎح ﻗﻠﯾﻼ‪" ،‬وﻣن اﻟﺣب ﻣﺎ‬
‫ﻗﺗل"‪ ،‬ﻋﺑﺎرة ﻛﺎن ﯾرددﻫﺎ ﺳﯾﻧـو ﻛﺛﯾرا و ﻟﻌﻠﻪ أوﻟﻰ ﺿﺣﺎﯾﺎﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻬو اﻵن ﯾﻧﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ‬
‫اﻟﺑﺎرﯾﺳﻲ ﻷن ﻗﻠﺑﻪ ﻟم ﯾﺗﺣﻣل ﻗﺎﻧون ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻐرﯾب ﺣﯾث آﺛر اﻟﻣﻧﻔﻰ ﻛﺛﯾرا ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣب‬
‫ﻣوت و اﻟﻣﻧﻔﻰ ﻣوت‪ ،‬اﻟﺣب اﺳﺗﻼب و ﻓﻘدان ذوﺑﺎن ﻟﻠﻣﺣب ﻓﻲ ﻣﺣﺑوﺑﻪ‪ ،‬ﻣﺣو ﻟﻬوﯾﺗﻪ‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬و اﻟﻣوت ﻟﯾس ﻣوت اﻷﺣﯾﺎء ﻓﻘط ﺑل ﻣوت اﻟروح ﺣﯾن ﺗﻌﯾش ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬و اﻟﻣﻧﻔﻰ‬
‫ﻟﯾس ﻣﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ ﺑل ﻫو روﺣﻬﺎ و روح اﻧﻛﺳﺎر ﺣﻠم "ﺳﯾﻧـو" ﺑﺎﻟﻌﯾش ﻓﻲ وطﻧﻪ و ﻓراﻗﻪ‬
‫ﻟﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻛﺎن اﻟﻣﻧﻔﻰ ﺑذﻟك ﻫروﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺣب و اﻟﺳﻼم و اﻟوطن و اﻟذﻛرﯾﺎت اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ‪ ،‬ﻣﺎ‬
‫زادﻩ إﻋﯾﺎء ﻟﯾﺳﻘط ﻓﻲ إﺣدى اﻟﺷوارع و ﯾﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ اﻷﻣراض اﻟﻘﻠﺑﯾﺔ ﺣﯾث ﻗﺑﻊ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ أﯾﺎﻣﺎ ﻋدﯾدة ﻋﺎﻧﻰ اﻟﻣرض و اﻟوﺣدة اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺳﺗﺳﻠم ﻟﻠﻣوت و ظل‬
‫ﻣﺗﻣﺳﻛﺎ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة ﻣن أﺟل ﺣﺑﯾﺑﺗﻪ‪.‬‬

‫و ﻣﻧذ اﻷزل ﻟم ﯾﻧﺷﺄ اﻟﺣب إﻻ داﺧل اﻟﻣﺄﺳﺎة و اﻟﻔﺟﺎﺋﻊ ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻓر إﻟﻰ اﻟﻧﺳﯾﺎن اﻧﻔﺗﺣت‬
‫أﻣﺎﻣﻪ اﻟذاﻛرة ﻋﻠﻰ اﺗﺳﺎﻋﻬﺎ ﻟﻧﻘول ﻣﺄﺳﺎة اﻟﺣب وﺗﺟﻠﯾﺎﺗﻪ اﻟﻛﺎوﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻫذﻩ ﻓﺗﻧﺔ اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ أﻣدﺗﻪ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة و اﻟﺣب‪ ،‬ﻣﻧﺣﺗﻪ اﻹﺣﺳﺎس اﻟﻧﺑﯾل و اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة‬
‫ﺣﺗﻰ اﻟذوﺑﺎن ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬و أﺟﻣل ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ واﺣدة ﻻ ﺗﺗﻛرر و ﻟن ﺗﺗﻛرر ﻟذا ﻧﺟد أن "ﺳﯾﻧـو‬
‫وﻟﯾﻠﻲ" ﻗد اﻣﺗﻸ ﺣﺗﻰ اﻟذؤاﺑﺔ ﺑﺣراﺋﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻫﻛذا ﻋﻠﻣﺗﻪ ﻓﺗﻧﺗﻪ "ﺳﯾدة اﻟظل و اﻟورق"‪.‬‬

‫ﺗﺳرﺑت ﻧﺳﻣﺎت اﻟﺻﺑﺎح إﻟﻰ اﻟﺳﯾﻛرﯾﺗورﯾوم و ﻟﯾﻠﻲ ﻻ ﺗزال ﺗﺑﺣث ﻓﻲ اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﻣﺑﻌﺛرة‬
‫ﻟﺗﺟد رﺳﺎﻟﺔ وﺻل اﻟﺟﻧون ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻘﻔﻪ‪ ،‬ﻓروت رﺣﻠﺗﻬﺎ ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و ﺟزر‬
‫اﻟﻛراﯾﺑﻲ‪ ،‬ﻓﻘﺿت أﻛﺛر ﻣ ن ﺷﻬر ﻣﻊ ﺳﯾﻧـو ﺑﺣﺟﺔ أن ﻟﻬﺎ دورة ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻟوس أﻧﺟﻠس‬
‫اﺳﺗﻣﺗﻌت ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻛل ﻣﺎ ﻟم ﺗرﻩ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬و ﻛﺎﻧت ﺗرﯾد أن ﺗﺷﺑﻊ ﻣن ﺳﯾﻧو ﻻ ﻏﯾر‪ ،‬و ﺗﻣﻧﺣﻪ‬

‫‪49‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﺻﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺷﺗﻬﺎﻫﺎ ﺗﺣت أﺟﻣل ﺳﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم و ﻓﻲ أﻧﻌم ﻏﺎﺑﺔ و أدﻓﺋﻬﺎ‪ ،‬وﺿﻌﺎ أول ﺑذرة‬
‫ﻟﻣﺎ ﺳﯾﻛون "ﻣﻠﯾﻧﺎ" اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺛﻣرة ﺣﺑﻬﻣﺎ و ﺟﻧوﻧﻬﻣﺎ‪.‬‬

‫و ﺑﻌد ﻣرور ﻓﺗرة اﻟﺣﻣل أﻧﺟﺑت "ﻟﯾﻠﻲ" "ﻣﻠﯾﻧﺎ" ﻟﺗرى ﺿوء اﻟﺣﯾﺎة و ﺗﻌﯾش ﺻﺧﺑﻬﺎ‬
‫ﻓﺗﻌﻠﻘت "ﺑﺳﯾﻧـو" و أﺣﺑﺗﻪ ﻓطرﯾﺎ و ﻛﺄن ﺷﯾﺋﺎ ﻣﺎ ﯾﺟذﺑﻬﺎ إﻟﯾﻪ دون أن ﺗدرك أﻧﻪ واﻟدﻫﺎ‪.‬‬

‫ﺗراﻛﻣت ﻛوﻣﺔ اﻷوراق و اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑـﻠﯾﻠﻲ و ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗرﺗﺑﻬﺎ ﻟﺗﺧﻠق ﺑﻌض‬
‫اﻟﻣﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺗب اﻟذي ﻟم ﯾﻌد ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻣل‪.‬‬

‫و ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟرواﯾﺔ رﺳﺎﺋل ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ و اﻋﺗراﻓﺎت ﺧﺎطﻔﺔ ﻟﺷﻌورﻫﻣﺎ ﻛﻘول "ﺳﯾﻧو"‬
‫"ﺣﺑﯾﺑﺗﻲ ﻟﯾﻠﻲ‪...‬وﺟدت ﻋﻧواﻧﺎ ﻟﺳﯾرﺗﻲ و أﻧﺎ ﻻ أﻋرف دﻻﻟﺗﻪ ﺟﯾدا‪ :‬ﻋﺷﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ اﺷﺗﻬﺗﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺎ‬
‫رأﯾك؟‪...‬أﺷﻬد اﻵن ﺑﻌد ﻛل ﻫذا اﻟزﻣن أن وﻫران ﺧﺗﻣت ﻗﺻﺗﻧﺎ ﺑﺎﻟﺷﻣﻊ اﻷﺣﻣر‪ ،‬و ﺻوﺗك‬
‫اﻟﻌذب ﺳﻛن اﻟدم و ﻟن ﯾﻐﺎدرﻩ أﺑدا "‪...‬ﻟك ﻋﻣري أﺻدق ﻗﺑﻠﺔ ﻣﺳﺎﺋﯾﺔ"‪.‬‬

‫ﻟﺗرد ﻟﯾﻠﻰ ﺑﻘوﻟﻬﺎ "ﺳﯾﻧـو ﺣﺑﯾﺑﻲ‪ ،‬ﻣﺎزﻟت أﻋﯾش ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﺗك اﻟﺻﻌب و اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أﺣﯾﺎﻧﺎ‬
‫‪ ...‬ﺳﯾﻧو اﻟﻐﺎﻟﻲ‪ ،‬اﻣﻧﺣﻧﻲ ﻓﻘط ﻓرﺻﺔ ﻗﺗل ﻣرﯾم اﻟورق و اﻟﺧﻣﺎﺋر‪ ،‬ﻟﻛﻲ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻋﯾش‬
‫ﻣﻌك ﺑﻘﯾﺔ ﻋﻣري "‪.‬‬

‫و ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺗﺗﺑﻊ ﻟﯾﻠﻲ ﺧﯾط اﻟﻌطر اﻟﻣﺗﺳرب ﻣن ﻣرﯾم "اﻟﻣرأة اﻟورﻗﯾﺔ" ﻋطرﻫﺎ اﻟﻣﺳروق‬
‫ﻋطر أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‪...‬‬

‫‪50‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﺗﺗﻣﯾز رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ﺑﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻟذا ﺳﻧﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ وذﻟك ﻻﺣﺗواﺋﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻷﻟﻌﺎب اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺎطب اﻟﻌﯾن ﺑدءا ﻣن اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﯾﺗﻛون ﻣن‬
‫اﻟﺻورة وﻣﺎ ﺗﺣﺗوﯾﻪ ﻣن رﺳم وأﻟوان‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣؤﻟف واﻟﻧﺎﺷر‪ ،‬و اﻟﺗﺟﻧﯾس ودار اﻟﻧﺷر‬
‫وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟﻌﻧوان واﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ‪.‬‬

‫‪ /1‬ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ‪:‬‬

‫ﻣن أﻫم ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧص اﻟﻣوازي اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎول اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ‪ ،‬واﻟرواﺋﻲ‬
‫ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﺷﻛﯾل و اﻟﻣﻘﺻدﯾﺔ‪.‬‬

‫إن ﺻورة اﻟﻐﻼف ﺑﺄﻟواﻧﻬﺎ "داﻟﺔ وﺑﻛﺛﺎﻓﺔ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻛﻣﺎﻫﯾﺔ ﺑﺻرﯾﺔ ﺗﺳﺗدﻋﻲ اﻗﺗراﻧﻬﺎ ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻟﺳﻧﯾﺔ ﺗﻌﺿد‬
‫دﻻﻟﺗﻬﺎ‪ ،"1‬وﻟﻬﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة إذ ﻗد "ﺗﺿﯾف ﺷﯾﺋﺎ إﻟﻰ اﻟﻧص‪"2‬‬

‫وﻏﻼف ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ﯾﺗﻛون ﻣن أرﺑﻊ وﺣدات ﻏراﻓﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬اﻟوﺣدة اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﻣﯾزت‬
‫اﻟﻐﻼف‪ ،‬واﻟوﺣدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣؤﻟف ‪،‬اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻫﻲ اﻟﻧﺎﺷر‪ ،‬أﻣﺎ اﻟراﺑﻌﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺗﺟﻧﯾس‪.‬‬

‫واﻟﺻورة ﻫﻧﺎ ﻫﻲ ﻣن ﻟوﺣﺎت اﻟﻔﻧﺎن "ﺟﺎﺑر ﻋﻠوان" وﻣن إﺑداﻋﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ وﻫو اﺳم ﻣﻛﺗوب ﺑﺧط‬
‫ﻏﯾر واﺿﺢ ﻓ ﻲ اﻟوﺟﻪ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠرواﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ ﺟﻬﺔ اﻟﯾﺳﺎر‪ ،‬ﺑﺷﻛل‬
‫ﻋﻣودي ﺑﺎﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ " ﻟوﺣﺔ اﻟﻐﻼف ﻟﻠﻔﻧﺎن ﺟﺎﺑر ﻋﻠوان"‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺻورة اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠﻐﻼف ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻧﺟدﻫﺎ ﻣرﺳوﻣﺔ داﺧل ﺷﻛل‬
‫ﻫﻧدﺳﻲ ﻫو اﻟﻣﺳﺗطﯾل‪ ،‬وﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف أن اﻟﻣﺳﺗطﯾل ﻟﻪ ﺑﻌدان ﻏﯾر ﻣﺗﺳﺎوﯾﺎن )اﻟطول‬
‫واﻟﻌرض(‪ ،‬وﻋﻧد ﻗراءة ﺣﯾﺛﯾﺎت اﻟرواﯾﺔ ﻓرﺑﻣﺎ أن اﻟﻛﺎﺗب أراد أن ﯾرﻣز ﻟﻬذﯾن اﻟﺑﻌدﯾن ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻣﺎ‬
‫ﯾﻣﺛﻼن اﻟﻣرأة واﻟرﺟل ﻫﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾﺗﺎن ﻏﯾر ﻣﺗﺳﺎوﯾﺗﯾن أو وﻻ ﻣﺗطﺎﺑﻘﺗﯾن‪ ،‬أو أﻧﻬﻣﺎ ﯾﻣﺛﻼن "ﻣرﯾم"‬

‫‪ :1‬أﺣﻣد ﻓرﺷوخ‪ ،‬ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ‪ ،‬ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻟرواﯾﺔ "ﻟﺑﻌﺔ اﻟﻧﺳﯾﺎن"‪ ،‬دار اﻷﻣﺎن ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ط ‪،1‬‬
‫اﻟرﺑﺎط‪/‬اﻟﻣﻐرب ‪ 1996‬ص ‪.13‬‬
‫‪ :2‬ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻛﻠﯾطو‪ ،‬اﻟﻐﺎﺋب "دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﻠﺣرﯾري"‪ ،‬دار ﺗوﺑﻘﺎل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬اﻟﻣﻐرب‪ ،‬ط ‪ ،1987 ،1‬ص‬
‫‪.91‬‬

‫‪51‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟورﻗﯾﺔ‪ ،‬و"ﻟﯾﻠﻲ" اﻟﻣرأة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻐﺎر ﻣن ﻣرﯾم وﺗﺣب "واﺳﯾﻧﻲ" أﻣﺎ اﻟزواﯾﺎ اﻷرﺑﻊ‬
‫اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗطﯾل ﻓﯾرﻣز ﺑﻬﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﻟﻠﺑﻌد اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ واﻟذي ﯾﺗﺳﺎوى ﻋﻧد اﻟﺑﺷر‪.‬‬

‫وﻫﻧﺎ ﻧﺟد ﺗﺻدر اﻟﻠوﺣﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠرواﯾﺔ اﻟﻔﻧﺎن "ﺟﺎﺑر ﻋﻠوان" ﺣول أن‬
‫ﯾﻌطﯾﻬﺎ أﺑﻌﺎدا ﻓﻧﯾﺔ ﻣﻧطﻠﻘﺎ ﻣن اﻟﻧص "اﻟﻌﻧوان"‪ ،‬إﻟﻰ اﻟﻧص "اﻟﻣﺣﺗوى"‪ .‬ﻓﺎﻟﺻور ﻏﺎﻟب ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫اﻟﻠون اﻷﺳود واﻷﻟوان اﻟداﻛﻧﺔ‪ .‬ﻓﺗﺗرﺑﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻورة اﻣرأة اﻟﺑﺎرزة ﻓﻲ اﻟﻠوﺣﺔ وﻫذا ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان‬
‫أو اﻟﺟزء اﻷول ﻣن اﻟﻌﻧوان وﻫو "أﻧﺛﻰ" ﻓﺎﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻫﻲ اﻟﻣﺣور إﺣدى اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﻓﻲ‬
‫ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻛﺎﺗب‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﺻورة طوﯾﻠﺔ وﻧﺣﯾﻔﺔ ‪ ،‬ﺟﻣﯾﻠﺔ وأﻧﯾﻘﺔ ‪ ،‬وﻧﺻف وﺟﻬﻬﺎ ﻣﺿﻲء‬
‫واﻟﻧﺻف اﻵﺧر ﻓﻲ اﻟظل‪ ،‬وﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻌﺗﯾم واﻹﺿﺎءة ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﺗذﻛر واﻟﻧﺳﯾﺎن ‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺟد ﻫذﻩ‬
‫اﻷﺧﯾرة ﺗﺗواﺻل ﻓﻲ اﻟﺻورة إﻟﻰ ﺗﻧورﻩ ﺗرﺗﺎدﯾﻬﺎ اﻟﻣرأة وﻫﻲ ﺳوداء طوﯾل إﻟﻰ اﻟﻘدﻣﯾن وﺳﺗرة‬
‫ﻧﺻف ﻣﻠﺑوﺳﺔ رﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻠون‪ ،‬وﻛﺗف ﻧﺻف ﻋﺎرى‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺟﺳﻣﻬﺎ ﺗرﺗدي ﻗﻣﯾص أﺑﯾض ﻗﺻﯾر‪،‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺷﻌرﻫﺎ اﻷﺳود واﻟﻘﺻﯾر ‪ .‬ﺗﺗوﻛﺄ ﻫذﻩ اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ ﺟدار أو ﺻﺧرة ﻛﻌﺎرﺿﺔ أزﯾﺎء‪،‬‬
‫وﺧﻠف ﻫذﻩ اﻟﺻﺧرة ﻧﺟد ﻣﻧﺣدر أﺳود ﯾﺧرج ﻣﻧﻪ ﺳﯾل أﺧﺿر وﻛﺄن اﻟﻛﺎﺗب ﯾﻘول أن ﻓﻲ ﻫذﻩ‬
‫اﻟذﻛرﯾﺎت ﯾوﺟد ﺳﻼم وﺣرﯾﺔ أي أﻧﻪ وﺟد ﺗﺣررا ﻷﻓﻛﺎرﻩ‪ ،‬وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﺳﯾل ﻛﺗﺑت ﻛﻠﻣﺔ "رواﯾﺔ"‬
‫ﺣﯾث ﺗدل ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣؤﺷر اﻟﺗﺟﻧﯾس دﺑر ﻋن ﻣﻘﺻدﯾﺔ اﻟﻛﺎﺗب وﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑوظﯾﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫وﻫﻲ إﺧﺑﺎر اﻟﻘﺎرئ ﺑﺟﻧس اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ اﻟذي ﺑﯾن ﯾدﯾﻪ وﺣﺻر ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻣن اﻟﺑدﯾﻬﻲ ﺟدا أن ﯾﺳﺗﻌﯾن اﻟﻣﺑدع ﻓﻲ رﺳم ﻟوﺣﺎﺗﻪ ﺑـ"اﻷﻟوان" ﺣﯾث إن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ "ﯾﻧدرج‬
‫ﺿﻣن اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺟﻣﺎﻟﻲ ﻣﻊ ﻣظﺎﻫر اﻟﺣﯾﺎة وﺧواطرﻫﺎ‪ ،‬وﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻛﺗب ﻧﺻﺎ أدﺑﯾﺎ وﻻ‬
‫ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻷﻟوان وﻻ ﯾﺻطﻧﻌﻬﺎ وﻻ ﯾﺳﺧرﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑث واﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن ﺣﯾث ﻫﻲ أدوات‬
‫ﻟﺗﺟﻣﯾل ﻧﺳﺟﻪ‪."1‬‬

‫واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذا ﻋدّ اﻟﻠون "ﻣوﺿوﻋﺎ ﻣﻌﻘدا وﻫو ﺟزء ﻣن ﺧﺑرﺗﻧﺎ اﻹدراﻛﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋد‬
‫اﻟﻣرﺋﻲ‪ ،‬واﻟﻠون‪ ....‬ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﻗدرﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ اﻷﺷﯾﺎء ﻓﻘط‪ ،‬ﺑل وﯾﻐﯾر ﻣن ﻣزاﺟﻧﺎ‬

‫‪:1‬ﺳﻠﻣﺎن ﻛﺎﺻد‪ ،‬اﻟﻣوﺿوع واﻟﺳرد"ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑﻧﯾوﯾﺔ ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻘﺻﺻﻲ"‪ ،‬دار اﻟﻛﻧدي‪ ،‬د‪/‬ط‪ ،2002 ،‬ص ‪.181‬‬

‫‪52‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫وأﺣﺎﺳﯾﺳﻧﺎ وﯾؤﺛر ﻓﻲ ﺗﻔﺻﯾﻼﺗﻧﺎ وﺧﺑراﺗﻧﺎ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﻛﺎد ﯾﻔوق ﺗﺄﺛﯾر أي ﺑﻌد آﺧر ﯾﻌﺗﻣد‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺳﺔ اﻟﺑﺻر أو أي ﺣﺎﺳﺔ أﺧرى‪"1‬‬

‫وﻓوق ﻫذا اﻟﻣﻧﺣدر ﻛﺗب ﺑﺑﻧد ﻋرﯾض ﻋﻧوان اﻟرواﯾﺔ )ﺑﻠون أﺑﯾض( "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" إﺿﺎﻓﺔ‬
‫إﻟﻰ وﺟود اﺳم اﻟﻛﺎﺗب ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف داﺧل إطﺎر ﺣدد ﺑﺎﻟﻠون اﻷﺧﺿر وﻛﺗب ﺑﺎﻟﻠون اﻷﺳود‬
‫"واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج"‪ ،‬ﻓﻘد ﺧﺻﻪ ﻫذا اﻟذﻛر ﺗﻣﯾزا وﻫوﯾﺔ‪ ،‬ﻓد اﺧذ اﺳﻣﻪ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﺗﺧﻠﯾدﻩ ﻓﻲ ذاﻛرة‬
‫اﻟﻘﺎرئ‪ ،‬وﯾظﻬر اﺳم اﻟﻛﺎﺗب ﺑﻌد اﻟﻐﻼف ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺣﺗﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺗﯾن ﻣﺣﻘﻘﺎ ﺑذﻟك وظﺎﺋﻔﻪ اﻟﺛﻼث‬
‫ﺑدءا ﻣن وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺗﺛﺑﯾت ﻫوﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻛﺎﺗب‪ ،‬ﺛم وظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫وﻗﻔت ﻋﻠﻰ أﺣﻘﯾﺔ ﺗﻣﻠك اﻟﻛﺗﺎب‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻧﻘرأ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف اﺳم دار اﻟﻧﺷر اﻟﺗﻲ ﻧﺷرت اﻟرواﯾﺔ "دار اﻵداب ﺑﯾروت" وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة‬
‫ﻛذﻟك ذﻛرت ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف وﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺗﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺗﯾن ﻟﻠرواﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟطﺑﻌﺔ ورﻗم اﻟﻔﺎﻛس‬
‫ﻓﻧﺟد ﻣﻛﺗوب ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠرواﯾﺔ رﻣز وﻋﻧوان دار اﻟﻧﺷر )دار اﻵداب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‬
‫ﺳﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﻧزﯾر – ﺑﻧﺎﯾﺔ ﺑﯾﻬم ‪ ،‬ص‪،‬ب ‪ ،11_4123‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ﻫﺎﺗف ‪_ (01)795135 :‬‬
‫‪ ،(01)861632 _ (01)861633‬ﻓﺎﻛس‪ ( 009611861633 :‬وﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب‬
‫ﻛﺳب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻧﺷر رواﯾﺗﻪ‪.‬‬

‫وﻏﻠﺑﺔ اﻟﻠون اﻷﺳود واﻟرﻣﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف‪ ،‬دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن اﻟرواﯾﺔ ﺗﺳرد أﺣداﺛﻬﺎ "أﻧﺛﻰ" ﻋﻠﻰ ﻗدر‬
‫ﻣﺎ ﺗﻣﻧﺢ ﻣن ﻟذة و أﻓراح ﺗﺣﻣل ﻣﺎ ﺗﺣﻣل ﻣن أﻟم وﺣزن‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺣﻛﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻛﺎﺗب وﺗﺗرﺟم أﺣزاﻧﻪ‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﺗﻌدد ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺻورة‪ ،‬وﺗﻣﺎﯾزﻫﺎ اﻟﺷﻛﻠﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺣﯾل إﻟﻰ ﻣﻧظور اﺳﺗرﺟﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺑﻠﻐﺔ ﺻﺎﻣﺗﺔ‪،‬‬
‫ﻟﺗؤدي وظﯾﻔﺔ ﺑﺻرﯾﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﺟذب اﻟﻘﺎرئ وا ٕ ﺛﺎرﺗﻪ اﻧﺗﺑﺎﻫﻪ‪ ،‬ووظﯾﻔﺔ ﺗﯾﺑوﻏراﻓﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ إﺧراج‬
‫اﻟﺻﻔﺣﺔ‪ ،‬ووظﯾﻔﺔ اﺗﺻﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ ﺗوﻟﯾد اﻟﻣﻌﻧﻰ‪ .‬وأﺧﯾرا ﻓﻠﯾس ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻧﺎ اﺳﺗﻧطﺎق ﺟﻣﯾﻊ ﺑﯾﺎﺿﺎت اﻟﻠوﺣﺔ‬

‫‪ :1‬ﺳﻠﻣﺎن ﻛﺎﺻد‪ ،‬اﻟﻣوﺿوع واﻟﺳرد "ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑﻧﯾوﯾﺔ ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻘﺻﺻﻲ" ص ‪..181‬‬

‫‪53‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫_ﺻورة اﻟﻐﻼف_ إذ ﺛﻣﺔ ﺧﻔﻲ ﯾﺗﺄﺑﻰ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺳﺎك ﻟﯾﺣﻘق ﺷﻌرﯾﺔ اﻟﻐﯾﺎب‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﺗروم اﻟرواﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ‬
‫ﻋﺑر اﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻟﻣﺿﻣر ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺳﻣق ﻓﻲ وﺣداﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﯾﺿﺎء‪"1‬‬

‫وﯾظل اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻷﻟوان واﻟﺧط ﻫﻲ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺟذب اﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﻘﺎرئ‪ ،‬وﺗﺷﺟﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﻧﺎء اﻟﺳﻠﻌﺔ‪،‬‬
‫وﻗد أﻗرت اﻟدراﺳﺎت أن ﻧﺳﺑﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﺟﺗذاب اﻟﻘراء ﺗﺻل إﻟﻰ ‪ 75‬ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﯾﻌود ﺳﺑﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻧوان‬
‫اﻟﺟﯾد وﺗﺻﻣﯾم اﻟﻐﻼف وﺟﻣﺎﻟﯾﺎﺗﻪ‪"2‬‬

‫‪ :1‬ﯾﻧظر‪ :‬أﺣﻣد ﻓرﺷوخ‪ ،‬ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬


‫‪ :2‬ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟﺟﺑوري‪ ،‬اﻹﺑداع ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟرواﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟطﻠﯾﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ط ‪،1984 ،2‬‬
‫ص ‪172‬‬

‫‪54‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫‪ /2‬ﻋﺗﺑﺔ اﻹﻫداء‪/‬اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ‪:‬‬

‫" اﻹﻫداء ﻫو ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ‪،‬ﯾﻬدف ﻋﺑرﻫﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﻣﺧﺎطﺑﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ‪،‬وﯾﺷدد ﻋﻠﻰ‬
‫دورﻩ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﻫذا اﻷﺛر اﻷدﺑﻲ ﻗﺑل وﺑﻌد ﺻدورﻩ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻻ ﯾﺧﻠو اﻹﻫداء ﻣن ﻗﺻدﯾﺔ‬
‫اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻬدى إﻟﯾﻪ أو اﻟﻌﺑﺎرات‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﺛل اﻹﻫداء ﺑواﺑﺔ ﺣﻣﯾﻣﯾﺔ ﺗوردﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻧص اﻻدﺑﻲ‪"1‬‬

‫" إذ ﯾﺣوز اﻟﻣﻬدى إﻟﯾﻪ ﻗﺻب اﻟﺳﺑق ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻹﻫداء اﻟﻣﻔﻌﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر واﻻﻣﺗﻧﺎن‪ ،‬ﻷﻧﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل اﻷﻗدر‪ ،‬ﺷﻛل اﻓﺗراﺿﻲ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻛﯾك اﻟﺷﻔرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻹﻫداء أوﻻ‪ ،‬واﻟﻧص اﻷدﺑﻲ‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪"2‬‬

‫وﻟو ﻋدﻧﺎ إﻟﻰ اﻹﻫداء ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻟوﺟدﻧﺎ أﻧﻪ ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﻣط اﻟرﺳﺎﺋل‪ ،‬واﺳﺗﻬﻠﻪ‬
‫ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ ﺧطﺎب اﻟرﺳﺎﺋل " رﯾﻣﺎ‪ ،‬اﺑﻧﺗﻲ وﺣﺑﯾﺑﺗﻲ‪ ".....‬وﻫﻧﺎ ﯾظﻬر أن اﻹﻫداء ﺧﺎص‬
‫ﺣﯾث ﺗوﺟﻪ ﺑﻪ اﻟﻛﺎﺗب ﻏﻠﻰ ﺷﺧص ﻣﻘرب ﻣﻧﻪ وﻫو اﺑﻧﺗﻪ‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﻧﺟد أن ﻫذا اﻹﻫداء إﻫداء ﻋﻣل‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب أﻫدى ﻋﻣﻠﻪ ﻻﺑﻧﺗﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻹﻫداء ﻧﺻﺎ ﻣﺻﻐرا ﻣﺳﺎﻋدا ﻋﻠﻰ ﻓﻬم ﻣﺣﺗوى اﻟرواﯾﺔ ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻹﻫداء ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻘدﯾم ﻟﻣﺎ ﺳﯾدور ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ ﻣن رﺳﺎﺋل ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﺎﺗب و"ﻟﯾﻠﻲ"‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟورﻗﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟرﺳﺎﺋل ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﻫداء ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺗرﺟﻣﺎن ﻟﺧﻠﺟﺎت‬
‫ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬وﺳرد ﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﺣﯾﺎﺗﻪ‪ .‬ﻓﻘد ﻋﺑر ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺗﺟﺎرب "ﺑﺎﻷﻧﺛﻰ"‪ ،‬وﻛﺄن اﻟﻛﺎﺗب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻧﻔﺻﺎم ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ وﻋﺑر ﻋن ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ "ﺑﺎﻷﻧﺛﻰ" اﻟﺗﻲ أﺟﻬرت ﺑدواﺧﻠﻪ‪ ،‬وﺗﺗﺟﺳد ﻋﻠﻰ‬
‫أرض اﻟواﻗﻊ‪ ،‬ﻓﻘد ﻋﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻘوﻟﻪ أﻧﻬﺎ "ﻣﺟرد ﻟﺣظﺔ أﻟم ﻣن اﻣرأة ورﻗﯾﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﺟرة اﻟﺟﻧﺔ‪،‬‬
‫وﻟم ﯾﻌد ﺷﻲء ﯾﻬﻣﻬﺎ ﺑﻌدﻣﺎ ﻗﺑﻠت ﺑﻛل اﻟﺧﺳﺎرات‪ ،‬ﺗرﯾد ﻓﻘط أن ﺗﻧزل إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻷرض ﻻﺳﺗﻌﺎدة‬
‫ﺻراﺧﻬﺎ و ﻟﺣﻣﻬﺎ وﺣواﺳﻬﺎ اﻟﺿﺎﺋﻌﺔ‪ "3‬وﻛﺄن اﻟﻛﺎﺗب ﻫذﻩ اﻟذﻛرﯾﺎت ﺗﺄﻟﻣﻪ‪ ،‬وﺗرﯾﺣﻪ ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﻪ‪،‬‬

‫‪ :1‬ﺑﺎن ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﺷﻌرﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﻣدن" ﻟﺣﺳﯾن رﺣﯾم‪ ،‬دراﺳﺎت ﻣوﺻﻠﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد)‪ (42‬ذو اﻟﺣﺟﺔ‬
‫‪1434‬ه ‪/‬ﺗﺷرﯾن اﻷول ‪2013‬م‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ :2‬ﯾﻧظر‪ :‬ﺧﻠﯾل ﺷﻛري‪ ،‬ﺿﻣن ﻛﺗﺎب )أﺳرار اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ(‪ ،‬ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻗراءة اﻟﻧص اﻟﺳردي )اﻟﺳﯾرة‬
‫اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﻠرﺑﯾﻌﻲ أﻧﻣوذﺟﺎ(‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ :3‬واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج‪ ،‬أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‪ ،‬دار اﻵداب ﻟﻠﻧﺷر اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،2010 ،‬ص ‪.05‬‬

‫‪55‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻓﻬﻲ دﻟﯾل ﺑراءﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻪ ﺑﻌرف اﺧﺗﻼﻓﻬﺎ ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ‪ ،‬ﻓﺟﻌل ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﺋل‬
‫ﺑطﺎﻗﺔ اﻋﺗراف واﺷﺑﺎع ﻟﻔﺿول اﻻﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻓﺧﺎض اﻟﻛﺎﺗب ﻏﻣﺎر ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻣل اﺳﻣﺎﻩ ﺑﺎﻟﺟﻧون‬
‫اﻟﻌﺎري‪ ،‬ﻟﯾﺿﻊ ﺣﯾﺎﺗ ﻪ ﻣوﺿﻊ اﺧﺗﺑﺎر‪ ،‬ﻓﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﻋﻣل اﺑداﻋﻲ اﻟﺗﺑس ﻓﯾﻪ اﻟﺧﯾﺎل ﺑﺎﻟواﻗﻊ ‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫وﺿﻊ اﻟﻛﺎﺗب ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷدب "ﻻ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﻌﻠو ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷدب ﻧﺣن ﻻ ﻧﻛﺗب ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ‬
‫ﺳوى ﺣﯾﺎة ﻣوازﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻧدﻫﺎ اﻟﺧﻔﻲ إﺷراﻗﺎت ﻣرﺗﺑﻛﺔ‪ ،‬وﻟﻐﺔ ﺗﺿﻌﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣواف اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل‪ "1‬ﻓﻘد ﻋﺑر‬
‫ﻋن ذاﺗﻪ ﺑﻼﻟﺔ اﻵﺧر‪/‬اﻷﻧﺛﻰ " إن اﻟرﺟﺎل اﻟذﯾن اﻟﻌرف ﻋﯾﻧﻬم ﻫم إﻧﺎث‪ "2‬ﻓﻬﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﺣﻠﯾﻔﺔ‬
‫إﺑﻠﯾس – ﻟﻌﻧﻪ اﷲ – ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺧطﯾﺋﺔ وﺧروﺟﻬﺎ ﻣن اﻟﺟﻧﺔ ﻛﺎﻧت ﻫﻲ ﺳﺑﺑﺎ ﻓﯾﻪ ﺑل اﺻرار‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑرﻏﺑﺔ وﻟذة‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﻗد ﺟﻌﻠت ﻣﻧﻪ اﻟﻣﻘﺗطف "ﻟﺗﻔﺎﺣﺔ اﻟﻔﺿول" ﻟﻬﺎ ﻣﺗﻠذذة ﺑﻬذﻩ‬
‫اﻟﺧطﯾﺋﺔ‪ ،‬ﻓدﺧل إﻟﻰ "اﻟﺳﯾﻛرﯾﺗرﯾوم" ﻓﺄﺻﺑﺣت "ﻣرﯾم" ﻏﺎوﯾﺔ ﻟﻪ ﻟﯾﻔﺿﻲ ﺑﺄﺳرارﻩ وﻟﻌﺑت ﻣﻌﻪ ﻟﻌﺑﺔ‬

‫"اﻣرأة اﻟﻌزﯾز" ﻣﻊ ﺳﯾدﻧﺎ "ﯾوﺳف" ﻓراودﺗﻪ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪﴿ :‬وراودﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻫﻮ‬
‫ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻧّﻔﺴﻪ وﻏﻠّﻘﺖ اﻷﺑﻮاب وﻗـﺎﻟﺖ ﻫﻴﺖ ﻟﻚ﴾‪.3‬‬

‫إن اﻟﻛﺎﺗب ﯾﻘر ﺑﺄن "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻻ وﺟود ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻪ اﻹﻟﻬﯾﺔ وروﺣﻪ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻣدّ ﻟﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺧﻔﯾﺔ ﺑﺣﯾﺎة أﺧرى أﻛﺛر ﻫﺑﻼ‪ ،‬ﻟﯾﺟد اﻟﻛﺎﺗب أﻧﻪ ﻗد ﻏوت ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺗﻌﺔ‬
‫إﺷﺑﺎع ﺟوﻋﻪ اﻷﺑدي‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﺣﻘق إﻫداء ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ وظﯾﻔﺗﻪ اﻟدﻻﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﻣﻬدي إﻟﯾﻪ‪ ،‬واﻟﻌﻼﻗﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻧﺳﺟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ‪ ،‬ووظﯾﻔﯾﻪ اﻟﺗداوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﯾﺣل ﻣن ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺗﻧﺷط اﻟﺣرﻛﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﺑﯾن‬
‫اﻟﻛﺎﺗب وﺟﻣﻬورﻩ اﻟﺧﺎص واﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻣﺣﻘﻘﺔ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ وﻗﺻدﯾﺗﻬﺎ اﻟﻧﻔﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻋل ﻛل ﻣن اﻟﻣﻬدي‬
‫واﻟﻣﻬدي إﻟﯾﻪ‪.‬‬

‫‪ :1‬واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج‪ ،‬أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‪ ،‬ص ‪.05‬‬


‫‪ :2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪) ،‬ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﺑن ﻋرﺑﻲ ‪:‬اﻟوﺻﺎﯾﺎ(‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫‪ :3‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم‪ ،‬ﺳورة ﯾوﺳف‪ ،‬اﻵﯾﺔ‪.23‬‬

‫‪56‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧوان‪:‬‬

‫ﯾﻣﺛل اﻟﻌﻧوان ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﻧدرج ﻋﻠﻰ رأس ﻧص ﻟﺗﺣددﻩ وﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺗواﻩ‪ ،‬وﻫو‬
‫ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻫذﻩ‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﯾؤﺳس ﺳﯾﺎﻗﻬﺎ دﻻﻟﯾﺎ ﯾﻬﯾﺊ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ‪):‬ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻧص‪،‬‬
‫وﺗﺟدﯾد ﻣﺿﻣوﻧﻪ‪ ،‬واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻬور(‪ ،‬وﯾﺑرز وظﯾﻔﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺔ اﻟﻧص ﻓﺿﻼ ﻋن‬
‫وﺻف اﻟﻧص ﺑﺈﺣدى ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ أو اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ‪.1‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻌد اﻟﻌﻧوان ﺑﻧﯾﺔ ﺻﻐرى ﻻ ﺗﻌﻣل ﺑﺎﺳﺗﻘﻼل ﺗﺎم ﻋن اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﻫﻲ اﻟﻧص‬
‫اﻟﻣﻧﺿوي ﺗﺣت اﻟﻌﻧوان‪ ،‬ﻓﻬو ﺟزء ﻣن اﻟﻧص‪ ،‬واﻟﻘﺎرئ ﯾﻠﺗﻔت أول اﻷﻣر إﻟﯾﻪ‪ ،‬ﻷﻧﻪ أول ﻣﺎ‬
‫ﯾﺻﺎدﻓﻪ ﻓﻲ ﻏﻼف اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬وﯾﻛون ﺑﺣﺟم أﻛﺑر ﻣن ﻛل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣراﻓﻘﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﻛﺎﺳم اﻟﻣﺑدع أو‬
‫اﻟﻛﺎﺗب‪،‬ودار اﻟﻧﺷر‪ .‬ﻓﻬو ﻓﻲ اﻷﻏﻠب اﻷﻋم‪ ،‬ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻧص‪.2‬‬

‫وﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﻪ أ ن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﻘﺻدﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت اﻋﺗﺑﺎطﯾﺔ‬
‫اﻻﺧﺗﯾﺎر‪ ،‬ﺑل ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﻋﻣوﻣﺎ ﻣدﻓوﻋﺎ ﻣن ﻣرﺟﻌﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺷﺧﺻﯾﺗﻪ‪ ،‬وﻣن ﻫذا‬
‫اﻟﻣﻧظور ﯾﺗﺧذ اﻟﻛﺎﺗب واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ﻋﻧوان رواﯾﺗﻪ ب" أﻧﺜﻰ اﻟﺴﺮاب " ‪.‬‬

‫وﯾﺷرق ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻐﻼف ﺑﺎﻟﺧط اﻷﺑﯾض اﻟﻛﺛﯾف ﻟﯾﺿﻲء اﻟﻌﺗﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻏﻼف‬
‫اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬وﻓﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﯾﻣﯾن ﯾرد اﺳم اﻟﻣؤﻟف ﻣﻘدﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان‪ ،‬ﻓﻌﻧوان " أﻧﺛﻰ‬
‫اﻟﺳراب" ﯾﺷﻛل ﻋﻼﻣﺔ ﺗﻌﯾﻧﯾﻪ ﺗﻣﯾزﻩ ﻋن ﻧﺻوص أﺧرى‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا اﻟﻌﻧوان‬
‫ﺗؤﺷر ﻟﻬوﯾﺔ اﻟﺟﻧس اﻷدﺑﻲ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب ﯾﺻرح ﺑﺗﺟﻧﯾس اﻟﻣؤﻟف ﻋﻠﻰ وﺟﻪ‬
‫اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﺧط أﺣﻣر ﺧﺟول‪ ،‬ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾظﻬر‪ ،‬ﻣﺛﺑﺗﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺗطﯾل أﺧﺿر ﻓﻲ ﻣﺻب‬
‫اﻟﺷﻼل ﯾﺷﻛل ﺟزءا ﻣن اﻟﻠوﺣﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻠﻐﻼف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ :‬ﺧﻠﯾل ﺷﻛري‪ ،‬ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ :‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﺎﻟﺢ ﺧرﻓﻲ‪ ،‬ﻓﺿﺎء اﻟﻧص‪ ،‬ﻓﺿﺎء اﻟﻧص ‪/‬ﻧص اﻟﻔﺿﺎء )دراﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﺟزاﺋري ( ﻣﻧﺷورات‬
‫أرﺗﯾﺳﺗﯾك)ش‪ ،‬م‪ ،‬م دار اﻷﺧﺑﺎر ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ‪ ،‬ط‪،2‬اﻟﻘﺑﺔ‪ /‬اﻟﺟزاﺋر‪.2007 ،‬‬

‫‪57‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻛﻣﺎ أن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻧوان " ﻟواﺳﯾﻧﻲ" اﺧﺗﯾﺎر ﻣوﻓق‪ ،‬ﻷن ﻋﻧوان " أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﯾؤﺛر ﻓﻲ‬
‫اﻷذن وﻟﻪ ﻣﯾزﺗﺎن أدﺑﯾﺔ و ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻷدﺑﯾﺔ‪ :‬ﯾﻌﻠن ﻋن اﻟﻌﻣل وﯾﻠﺧﺻﻪ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻣﯾز ﻋﻧوان "اﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" إذ أﻧﻪ ﯾﻌﻠن ﻗﺑل‬
‫اﻟﺑدء أن ﻛل اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗم ذﻛرﻫﺎ ﺗدور ﺣول اﻟﻣرأة أو اﻣرأة ﻣﻌﯾﻧﺔ‬

‫و اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ‪:‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺟذب روح اﻟﻘﺎرئ ﻟﻠﺣﻠم‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻧوان اﻟﺟﻣﯾل ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻛﺎﺗب‬
‫إﯾﺟﺎد ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻧﻔﻌﺎل ﯾﻼﻣس اﻷرواح‪ ،‬وﯾﺑﺣث ﻟدى اﻟﻘﺎرئ ﻋن ﻣﺷﺎﻋر أﻛﺛر‬
‫ﻋﻣﻘﺎ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس ودﻻﻟﺗﻪ‪:‬‬

‫ﯾﻣﺛل اﻟﻌﻧوان ﺟﺎﻧﺑﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣؤطرة ﻟﺑﻧﺎء اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ وﻟﺑﻌض طراﺋق ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﻗﺎﻋدة ﺗواﺻﻠﯾﺔ ﺗﻣﻛن اﻟﻧص ﻣن اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎد دﻻﻟﯾﺔ ﺗﻐﻧﻲ اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻋﺑر‬
‫ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻟﺑﻧﯾﺔ دﻻﻟﯾﺔ‪.1‬‬

‫وﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ أن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﻘﺻدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت اﻋﺗﺑﺎطﯾﺔ‬
‫اﻻﺧﺗﯾﺎر وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧظور ﯾﺗﺧذ ﻋﻧوان رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻣﻌﻧﻰ دﻻﻟﯾﺎ‪ ،‬ﯾﺣﺎول اﻟرواﺋﻲ‬
‫ﻋﺑرﻩ إﯾﺻﺎل ﻓﻛرة اﻟرواﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ ﯾﺗﻛون ﻣن )ﺟﻣﻠﺔ اﺳﻣﯾﺔ( ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻘﺎرئ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ أول دﻗﺔ‬
‫ﺷﻌورﯾﺔ )أﻧﺛﻰ( ‪ ،‬اﻟﻠﻔظﺔ اﻟﻧﻛرة اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﺷﻲء ﻣﺣدد‪ ،‬ﺛم ﻋرﻓت ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻓوردت‬
‫ﻛﻠﻣﺔ أﺧرى )اﻟﺳراب(‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺟﻲء ﺑﻬﺎ ﻟﺗﻧوب ﻋن )أل( اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻲ ﺣذﻓت ﻓﻲ اﻻﺳم اﻟذي‬
‫أﺿﯾف إﻟﯾﻪ؛ ﻟﺗﻔﯾد ﺑذﻟك اﻻﺧﺗﺻﺎص واﻟﺗﺣدﯾد اﻟدﻗﯾق ﻟﯾﻛﻣل اﻟﺑﻧﺎء وﯾﺗم اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺗﻐﯾﻬﺎ‬
‫ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪:‬ﯾﻧظر‪ :‬ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺣﻣوي‪،‬ﻋﺗﺑﺎت اﻟﻧص اﻟﺑﻧﯾﺔ واﻟدﻻﻟﺔ ‪،‬ص‪. 16،17‬‬
‫وﯾﻧظر‪ :‬ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟﻣطوي‪،‬ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻟﻲ اﻟﻧﺻﻲ واﻟﻣﺗﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ‪،‬ص‪.185،188‬‬

‫‪58‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫وﻟﻘد ورد اﻟﻌﻧوان ﺟﻣﻠﺔ اﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻛن أن ﻧﺷﯾر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد إﻟﻰ ﻗول "ﺳﯾﺑوﯾﻪ" اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫) واﻋﻠم أن ﺑﻌض اﻟﻛﻼم أﺛﻘل ﻣن ﺑﻌض‪ ،‬ﻓﺎﻷﻓﻌﺎل أﺛﻘل ﻣن اﻷﺳﻣﺎء‪ ،‬ﻷن اﻷﺳﻣﺎء ﻫﻲ‬
‫اﻷوﻟﻰ‪ ،‬وﻫﻲ أﺷد ﺗﻣﻛﻧﺎ)‪ (...‬أﻻ ﺗرى أن اﻟﻔﻌل ﻻﺑد ﻟﻪ ﻣن اﻻﺳم وا ٕ ﻻ ﻟم ﯾﻛن ﻛﻼﻣﺎ‪ ،‬واﻻﺳم‬
‫ﻗد ﯾﺳﺗﻐﻧﻲ ﻋن اﻟﻔﻌل‪.(1‬‬

‫ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب ‪ -‬إذن‪ -‬ارﺗﺿﻰ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻧوان ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺷﺎﻛﻠﺔ‪ ،‬وﺑﻬذﻩ اﻟﺻورة اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ؛‬
‫ﻟﻘوة اﻟدﻻﻟﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ‪ ،‬وﻷﻧﻬﺎ أﺷد ﺗﻣﻛﻧﺎ وأﺧف ﻋﻠﻰ اﻟذوق اﻟﺳﻠﯾم ﻣن اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ‬
‫ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى‪.‬‬

‫وا ٕ ذا ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﺗﺟﺎوز ﻫذﻩ اﻟﻧظرة اﻟﻧﺣوﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻧوان‪ ،‬ﻷﻟﻔﯾﻧﺎ ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى وﻓﻲ ﻣﺳﺗواﻩ‬
‫اﻟدﻻﻟﻲ ﺑﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺟزءا ﻣن اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟذي ﯾﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻛﻧﺎﻩ‬
‫ﻋﺎﻟم اﻟﻧص وﺗﻔﺳﯾرﻩ‪ ،‬ﻓﻬو اﻟﻣﻧﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻲء ﻓﺿﺎء اﻟﻧص وﺗﻘود اﻟﻘﺎرئ إﻟﻰ ﻓك رﻣوزﻩ‬
‫وﻛﺷف ﻏﻣوﺿﻪ؛ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻼﻣﺔ داﻟﺔ‪.‬‬

‫وﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ دﻻﻻﺗﻪ ﻻﺑد ﻣن ﺗﻔﻛﯾك ﻟﻬذا اﻟﺗرﻛﯾب ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺗﺄوﯾل‪ ،‬إذ إنٌ ﻟﻔظﺔ )أﻧﺛﻰ (‬
‫ﺧﺑر ﻟﻣﺑﺗدأ ﻣﺣذوف ﺗﻘدﯾرﻫﺎ‪" :‬أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﺗﺗﺣدث‪ ،‬وﺗظل ﻛﻠﻣﺔ "اﻟﺳراب" ﻣﺿﺎف إﻟﯾﻪ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺄوﯾل أو ﺗﺣوﯾل‪ ،‬أي ﺗﻘدر ب )ﻫذﻩ( أو )ﻫﻲ( ﺗﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﺳراب ‪.‬‬

‫وﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟدﻻﻟﻲ ﻟﻬﺎ )اﻟﺣﻧﺎن ‪،‬اﻟﻌطﺎء‪ ،‬اﻹﻧﺟﺎب ( وﻫﻲ ﻣﺿﺎﻓﺔ واﻟﺳراب ﻣﺿﺎف إﻟﯾﻪ‬
‫‪،‬وأول ﻣﺎ ﯾﻠﺣظ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان ﻟﻛوﻧﻪ ﺟﻣﻠﺔ اﺳﻣﯾﺔ أﻧﻪ ﯾﻌطﻲ )اﻟﺛﺑﺎت واﻟﺳﻛون(‪.‬‬

‫‪ :1‬ﺳﯾﺑوﯾﻪ‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،1‬ﺗﺢ‪/‬ﻋﺑد اﻟﺳﻼ ﻫﺎرون‪ ،‬ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،1975 ،‬ص ‪.20.21‬‬

‫‪59‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ ودﻻﻻﺗﻪ‪:‬‬

‫وا ٕ ذا ﻛﺎن ﻋﻧوان اﻟرواﯾﺔ ﻫو أول ﻋﻘﺑﺔ ﺗﺿﻲء ﻏواﻣض اﻟﻧص و ﺗﻔﻛك رﻣوزﻩ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻌﻧوان‬
‫اﻟﻔرﻋﻲ ﯾدﺧل ﺿﻣن ﻫذا اﻟطرح؛ ﺑوﺻﻔﻪ اﻣﺗدادا ﻟﻠﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس‪.‬‬

‫اﻟﻣرﻛب اﻹﺳﻧﺎدي اﻟذي ﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻧوان اﻟرواﯾﺔ‪ ،‬ﻧﺳﻘطﻪ ﻋﻠﻰ ﺗرﻛﯾب اﻟﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ‬
‫اﻟﺳﻛرﯾﺗورﯾوم( " ﺗﻣددت ﺑﻛل طوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛرﺳﻲ اﻟﻘﺻﺑﻲ‪ .‬أﻏﻣﺿت ﻋﯾﻧﻲّ ﻗﻠﯾﻼ ﻷﺳﺗرﺟﻊ‬
‫أﻧﻔﺎﺳﻲ اﻟﻣﺗﻘطﻌﺔ‪ .‬ﻻ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﺳﻛرﯾﺑﺗورﯾوم* ﺳوى ﻫذا اﻟﺿوء اﻟﺧﺎﻓت‪."1‬‬

‫ﻓﯾﺗﻌﻠق اﻟﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ ﺑﻣﺗن اﻟرواﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺗطﻠق ﻫﺎﺗﻪ "اﻷﻧﺛﻰ"‬
‫اﻟﻌﻧﺎن ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ وﺗﺑوح ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺟول ﻓﻲ ﺧﺎطرﻫﺎ "ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ﻣدار ﺷﺑﻪ ﻣﻐﻠق‪ ،‬ﯾﺷﺑﻪ‬
‫اﻟﺳﻛرﯾﺗورﯾوم ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء‪ .‬ﻗد ﻻ ﯾﻛون اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي أﻧﺎ ﻓﯾﻪ روﻣﻧﺳﯾﺎ وﻣﻧﺎﺳﺑﺎ‪ ،‬وﻟﻛﻧﻪ ﺟﻣﯾل‬
‫ﻷﻧﻪ ﻣﺛﻘل ﺑﺎﻷﺳرار‪ ،‬وﻏﺎﻣض ﻷﻧﻪ ﯾﺷﺑﻬﻧﻲ‪"2‬‬

‫ﻓ ـ"اﻟﺳﻛرﯾﺗرﯾوم" ﻫو أول ﻋﻧوان ﻓرﻋﻲ ﻟﻠرواﯾﺔ‪ ،‬وﺑﻌدﻩ ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻧوان ﻓرﻋﻲ آﺧر ﻫو "ﻓﻲ ﺷﻬوة‬
‫اﻟﺣﺑر وﻓﺗﻧﺔ اﻟورق"‬

‫ﻟﻠﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻌﯾن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧص‪،‬وﯾﺣدد ﻧو ع‬
‫اﻟﻘراءة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ‪ ،‬إذ إن ﺗﺣدﯾد ﺟﻧس اﻟﻧص‪ ،‬ﯾوﺟﻬﻧﺎ ﻧﺣو ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ ﻧوع اﻟدراﺳﺔ‬
‫اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﻠك اﻟﻧﺻوص‪ ،‬وﯾﺗﻣﯾز اﻟﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ ﺑﺧﺎﺻﯾﺗﯾن‬
‫ﻫﻣﺎ‪:3‬‬

‫*ﻛﻠﻣﺔ ﻣن أﺻل ﻻﺗﯾﻧﻲ وﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻧﺟز ﻓﯾﻪ اﻟﻘﺳﺎوﺳﺔ واﻟﻛﻬﺎن ﻣﺧطوطﺎﺗﻬم‪،‬ﻗﺑل اﺧﺗراع اﻟﻣطﺑﻌﺔ ‪ .‬ﺑﺎﻧزﻻق‬
‫اﻟﻣﻌﻧﻰ‪ ،‬أﺻﺑﺣت اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺗﻌﻧﻲ‪ ،‬اﻟﯾوم‪ ،‬اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻟﻠﻌزﻟﺔ ﻣن أﺟل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ‪.‬‬
‫‪ :1‬واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج‪ ،‬أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ :2‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ :3‬ﯾﻧظر ‪ :‬ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻗراءة اﻟﻧص اﻟﺳﯾري )اﻟﺳﯾرة اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﻠرﺑﯾﻌﻲ أﻧﻣوذﺟﺎ ( ﺿﻣن ﻛﺗﺎب )أﺳرار اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ‬
‫اﻹﺑداﻋﯾﺔ (‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫وﯾﻧظر‪ :‬ﺗﺟﻠﯾﺎت اﻟﺗداﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻟﻲ اﻟﻧﺻﻲ وﺛﺎﻣﻧﻬم ﺣزﻧﻬم أﻧﻣوذﺟﺎ‪ ،‬ﺿﻣن ﻛﺗﺎب )ﺗداﺧل اﻷﻧواع اﻷدﺑﯾﺔ(‪.940 ،‬‬

‫‪60‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫‪/1‬ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ‪:‬أي وﻗوﻋﻪ ﻓﻲ اﻟداﺋرة اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس‪.‬‬

‫‪/2‬ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗوﺿﯾﺣﯾﺔ ﺗﺧﺻﺻﯾﺔ‪ :‬ﺑوﺻﻔﻪ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺣﻣول إﻋﻼﻣﻲ ﻣﻐﺎﯾر‪ ،‬ﯾﻛون ﺷﺎرﺣﺎ‬
‫ﻟﻠﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس‪.‬‬

‫وﻟو ﺗﺄﻣﻠﻧﺎ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟرواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻬﺎ دﻻﻟﺗﯾن‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺗﺣدﯾد اﻟﻧوع اﻷدﺑﻲ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ﻫذا اﻟﻧص‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻗﺿﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ " أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب"‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺗﺄﻛﯾد ﻣﺑدأ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗراﺑط اﻟدﻻﻟﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس ﻓﻛﻼﻫﻣﺎ )اﻟرﺋﯾس واﻟﻔرﻋﻲ(‬

‫ﯾﺷﻛﻼن اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻹﺟراﺋﻲ اﻷول اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻟوﻟوج ﻋﺑرﻩ إﻟﻰ ﻋﺎﻟم اﻟﻧص‪ ،‬وﻛﺷف أﺳرارﻩ‪.‬‬

‫‪/3‬دﻻﻟﺔ اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‪:‬‬

‫اﻟﻌﻧوان ﯾﺣﻣل دﻻﻟﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺿﺢ ﺑﺷﻛل ﺳوي إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘراءة و اﻹﺣﺎطﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺗن ﻛﻠﯾﺔ ﻣن أﺟل رﺑط اﻟﺻﻠﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻧص واﻟﻌﻧوان‪ ،‬وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻧوان ﺑﻧﯾﺔ ﻟﻐوﯾﺔ‬
‫ﻣﺳﯾّﺟﺔ ﻧﺣﺎول ﻣﻘﺎرﺑﺗﻪ ﻛدال وﻣدﻟول‪.‬‬

‫أ‪/‬اﻟدال‪:‬‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﺑﺗﻧﺎ ﻟﻠﻌﻧوان ﻛدال‪ ،‬ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺣدﯾد ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﺑﻌﯾدا ﻋن ﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟرﻏﺑﺔ واﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎ‪ .‬ﺣﯾث ﯾﺣﯾﻠﻧﺎ اﻟﻣﻛون اﻟﺗوﻟﯾدي ﻋﻠﻰ ﻗراءة أﺻوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻠﺔ وﻓق ﻣﺎ‬
‫‪ arbre‬اﻟذي ﯾﺳﺗدﻋﻲ إﻋﺎدة ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ ﺗر ﻛﯾﺑﻪ اﻷﺻﻠﻲ ‪.1‬‬
‫‪،‬‬ ‫ﯾﺳﻣﻰ " اﻟﻣﺷﺟر"‬

‫‪ :1‬أﺣﻣد ﻓرﺷوخ‪ ،‬ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ‪ ،‬ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟرواﯾﺔ ﻟر واﯾﺔ " ﻟﻌﺑﺔ اﻟﻧﺳﯾﺎن" ‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪61‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻓﻧﺟد أن اﻟﻌﻧوان اﻷﺻﻠﻲ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﺟﻣﻠﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﻌل ﻛﺑﻧﯾﺔ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرط اﻟزﻣﺎن‪،‬‬
‫وﻫو ﻣﺎ ﯾﺣﯾل دﻻﻟﺔ اﻟﻌﻧوان إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ واﻻﻧﺳﯾﺎب‪ ،‬وﻋدم اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟزﻣن أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻻ‬
‫ﯾﻣﺛل ﺷرطﺎ ﻓﻲ اﻹﻣﺳﺎك ﺑﺟوﻫر اﻟﻣدﻟول اﻟذي ﯾﺷﻲ ﺑﻪ اﻟﻔﻌل‪ .‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻌرﯾف ﻓﻲ "اﻟﺳراب"‬
‫ﯾؤﺳس ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟدال ﻛﻧﺳق ﻣﺟرد ﯾﺄﺑﻰ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺳﺎك‪ .‬واﻟﺗﻧﻛﯾر ﻓﻲ اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻷوﻟﻰ "أﻧﺛﻰ" ﺗﺣﯾﻠﻧﺎ‬
‫إﻟﻰ ﺗﻌدد اﻟدﻻﻻت اﻟﺗﻲ ﯾؤﺷر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺗن اﻟﻧص‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن إﺣﺎﻟﺔ ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻌﻧوان إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى‬
‫اﺧﺗﯾﺎري آﺧر‪ ،‬ﻧﺣول اﻟﻣﺑﺗدأ ﺧﺑرا‪)،‬ﻫذﻩ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب (‪ ،‬أو ﻧﺣول اﻟﻣﺑﺗدأ ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻪ )ﻫذﻩ‬
‫رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب(‪ ،‬وﻫذا ﯾﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﺗﻛﺳﯾر ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻌﻧوان وا ٕ ﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻋﻣﻼ ﺑﻣﺣوري‬
‫اﻻﺧﺗﯾﺎر واﻟﺗوزﯾﻊ أو اﻟﻣﻘدرة اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﺣﺳب ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﺣو اﻟﺗوﻟﯾدي "ﻟﺗﺷوﻣﺳﻛﻲ"‪ ،‬اﻟذي ﯾﺗﻌﺎﻣل‬
‫ﻣﻊ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻛﻣﺎ ﻟو أﻧﻬﺎ ﻧﺻﺎ‪ ،‬ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠوﺻف ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌددة‪ ،‬اﻟﺻوﺗﯾﺔ واﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ‬
‫واﻟدﻻﻟﯾﺔ‪ ،‬واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أﯾﺿﺎ اﻷﺳﻠوب اﺧﺗﯾﺎر ﻧﺣوي‪.‬‬

‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻛﺎﺗب ﻟﻛﻠﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻣﺔ أو ﺗرﻛﯾب ﻋﻠﻰ ﺗرﻛﯾب‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ – ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻩ –‬
‫أدق ﻓﻲ ﺗوﺻﯾل ﻣﺎ ﯾرﯾد‪ ،‬وا ٕ ﻟﺣﺎﺣﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻠﻐوي‪ ،‬ﯾﻌدّ اﺳﺗﺧداﻣﺎ ﻣﻣﯾّزا ﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺎﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗرﻛﯾﺑﻲ ﻟﻠﻌﻧوان ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﺣوﯾل‬
‫أو اﻟزﯾﺎدة ‪.‬‬

‫ب‪/‬اﻟﻣدﻟول‪:‬‬

‫وﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﺑﺗﻧﺎ اﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾﺳﻲ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻛﻣدﻟول ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻓﺿﺎء ﯾرﺗّد إﻟﻰ واﻗﻊ‬
‫ﻣﺎدي‪ ،‬وﯾﺗﻌﻠق ﺑﺳﻘف ﺛﻘﺎﻓﻲ ﯾﺣﯾل إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ‪ ،‬ذﻟك أن اﻟﻌﻧوان ﻣﺛﻘل‬
‫ﺑدﻻﻻت ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ وا ٕ ﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻧﺣﻪ ﺳﻠطﺔ أﻛﯾدة‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪:‬أﺣﻣد ﻓرﺷوخ‪ ،‬ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.24‬‬

‫‪62‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﯾﺣﻣل ﺑﻌض ﺳﻣﺎت اﻹﯾﻘﺎع اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﻣؤﻟف وﺗﻧطﺑﻊ ﺑﺎﻹﯾﻘﺎع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻔﻛري‪ .‬ﻓﻛﻠﻣﺔ "أﻧﺛﻰ" ﺗﺣﯾل ﻣن اﻟوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﺻورة اﻟﻣرأة‪ ،‬ﺑﻛل ﻣﺎ ﺗرﻣز إﻟﯾﻪ‬
‫ﻣن دﻻﻻت اﻟﺣب واﻟﺟﻣﺎل واﻟﺧﺻب واﻟﻌطﺎء واﻹﻟﻬﺎم‪ ،‬وﺣﺗﻰ اﻟﻌطف أﺣﯾﺎﻧﺎ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ﯾﻘر أن ﻟدﯾﻪ ﺗﻌﺎطﻔﺎ ﻛﺑﯾرا ﻣﻊ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻣﻊ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﺻﺣﻔﻲ‬
‫"ﻛﻣﺎل اﻟرﯾﺎﺣﻲ"‪" ،‬ﻟﻘد وﻟدت وﻋﺷت ﻓﻲ ﺑﯾت ﻛﻠﻪ ﻧﺳﺎء‪ ،‬ﻛﺎن ﻟﻲ أخ وﺣﯾد‬
‫‪............،‬ﻓﺄﻧﻬﯾت إﻟﻰ أن اﻟﻣرأة اﻟﻣﺳﻛﯾﻧﺔ إﻧﺳﺎﻧﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﺟﻬد ﻧﻔﺳﻬﺎ داﺋﻣﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﻘﻧﻊ‬
‫اﻟرﺟل اﻟﻐﺑﻲ ﺑﺑراءﺗﻬﺎ‪."1‬‬

‫ﻫذا اﻟﺗﻌﺎطف اﻟﻛﺑﯾر ﻣﻊ اﻟﻣرأة ﺟﻌل اﻟﻛﺎﺗب ﯾﺧﺗﺎرﻫﺎ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟرﻣوز ﻟﺗﻌﺑر ﻋن ذاﺗﻪ‬
‫ﺑﻛل أﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ و اﻟذﻫﻧﯾﺔ واﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻛﺳب ﻟﻔظﺔ "أﻧﺛﻰ" ﺗﺷﻛﯾﻼ ﻣﻌﻧوﯾﺎ آﺧر‪،‬‬
‫ﯾﻛﺗﺳب أﻫﻣﯾﺔ ﻗﺻوى ﻟﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺔ اﻟﺟﻧس اﻷدﺑﻲ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟـ"أﻧﺛﻰ" ﻻ طﺎﻟﻣﺎ ﻣﺛﻠت ﻓﺿﺎءﻩ اﻟرواﺋﻲ اﻟﺷﺎﺳﻊ‪ ،‬وﻛﺎﻧت ﻣرﯾم اﻟﻣﺣورﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم‬
‫رواﯾﺎﺗﻪ – ﻣﺛل "ﺷرﻓﺎت ﺑﺣر اﻟﺷﻣﺎل" "ﻣﺻرع ﻣرﯾم اﻟودﯾﻌﺔ" وﻫﻲ داﺋﻣﺎ اﻟﻣﻣر اﻟﺳري إﻟﻰ‬
‫ﻋﺎﻟﻣﻪ اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﺗﻔﺟﯾر طﺎﻗﺎﺗﻪ اﻟﻔﻧﯾﺔ )اﻟرواﺋﯾﺔ( وﻫﻲ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ ﺷﺧوﺻﻪ وا ٕ دارة‬
‫ﻓﻌﺎﻟﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﺗﻰ أﻛﺳب ﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟورﻗﯾﺔ ﺣرﻓﺔ إﺑداﻋﯾﺔ ﻣﻘﺗدرة ﻓﻲ ﺧﻠق ﻋواﻟم ﺧﯾﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﺗوازي ﻋواﻟﻣﻪ اﻟواﻗﻌﯾﺔ و اﻟﻔﻛرﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟرؤاﻩ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺟﻣﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ "اﻷﻧﺛﻰ" ﺧﻼف اﻟذﻛر ﻣن ﻛل ﺷﻲء‪ ،‬وﺟذر اﻟﻛﻠﻣﺔ‬

‫"أﻧث" أﻧوﺛﺔ و أﻧﺎﺛﺔ‪:‬ﻻن‪ ،‬ﻓﻬو أﻧﯾث‪ ،‬وأﻧّث ﻓﻲ اﻷﻣر‪:‬ﻻن وﻟم ﯾﺗﺷدّد‪ ،‬ﯾُﻘﺎل‪ :‬ﺗﺄﻧث ﻟﻪ ﻓﻲ‬
‫اﻷﻣر‪ .‬و"اﻷﻧﯾث "ﯾُﻘﺎل ﺣدﯾث أﻧﯾث‪:‬ﻏﯾر ﺻﻠب‪ ،‬وﺳﯾف اﻧﯾث‪ :‬ﻟّﯾن‪ .‬وﻣﻛﺎن أﻧﯾث‪ :‬ﺳﻬل‬

‫‪ :1‬ﻛﻣﺎل اﻟرﯾﺎﺣﻲ‪ :‬ﻫﻛذا ﺗﺣدث واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج و)اﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋر ج ‪ :‬دون ﻛﯾﺷوت اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ (‪TRAVELLING ،‬‬
‫ﻟﻼﺗﺻﺎل‪ ،‬ﺗوﻧس‪، 2009،‬ص ‪.59‬‬

‫‪63‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻣﻧﺑﺎت‪ .‬ورﺟل أﻧﯾث‪:‬ﻟﻲ}ن اﻟﻛﻼم ‪،‬اﻷﻋﺿﺎء‪ .‬واﻟﻣﺋﻧﺎث" ‪:‬ﺻﯾﻐﺔ ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠﺗﻲ ﻣن ﻋﺎدﺗﻬﺎ وﻻدة‬
‫اﻹﻧﺎث‪ .‬وﯾﻘﺎل رﺟل ﻣﺋﻧﺎث‪.1‬‬

‫وﻛﻠﻣﺔ "اﻟﺳراب "‪ :‬ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾُرى ﻓﻲ ﻧﺻف اﻟﻧﻬﺎر ﻣن اﺷﺗداد اﻟﺣر‪ ،‬ﻛﺎﻟﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوز‬
‫)اﻟﺻﺣﺎري‪ (،‬ﯾُﻠﺻق ﺑﺎﻷرض‪ ،‬واﻟﺳّربُ ‪:‬اﻟﻣﺳﻠك ﻓﻲ ﺧﻔﯾﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺗﻧزﯾل اﻟﻌزﯾز‪﴿:‬واﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﻛﻔﺮوا أﻋﻤﻠﻬﻢ ﻛﺴﺮاب ﺑﻘﻴﻌﺔ ﻳﺤﺴﺒﻪ اﻟﻈﻤﺌﺎن ﻣﺎءً ﺣﺘّﻰ إذا ﺟﺎءﻩ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻩ ﺷﻴﺌـًﺎ ﴾‪2‬؛ وﻛﻠﻣﺔ‬
‫ﺳراب ﻫﻧﺎ ﺗﻌﻧﻲ ﺧط أﺑﯾض ﯾﺧرج ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء ﻋﻧد اﺷﺗداد اﻟﺣر‪ ،‬ج"أﺳراب"؛ وﺟذر اﻟﻛﻠﻣﺔ‬
‫َرَبَ " ﺳُروﺑﺎ‪ :‬ﺧرج وﺳرب ﻓﻲ اﻷرض‪ ،‬ذﻫب ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻬو ﺳﺎرب‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺗﻧزﯾل‬
‫ﺳ"‬
‫اﻟﻌزﯾز‪" :‬وﻣن ﻫو ﻣﺳﺗﺧف ﺑﺎﻟﻠﯾل وﺳﺎربٌ ﺑﺎﻟﻧﻬﺎر"؛ ﻟوﯾُﻘﺎل‪:‬ﺳرَب ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺗﻪ‪ :‬ﻣﺿﻰ ﻓﯾﻬﺎ‪."3‬‬

‫واﻟﻌﻧوان اﻟﻛﺎﻣل "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻻ ﯾﻧﺄى ﻛﺛﯾرا ﻋن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻌﺟﻣﻲ‪ .‬ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب " ﻣﺋﻧﺎث"‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر رواﯾﺎﺗﻪ اﻟﻌدﯾدة اﻟﺗﻲ أﻟّﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺗﺄﻧﯾث ﻟﻔظﺔ "رواﯾﺔ" ﺗﺄﻧﯾﺛﺎ ﻣﺟﺎزﯾﺎ ‪ .‬وﺣدﯾﺛﻪ‬
‫"أﻧﯾث" ﻏﯾر ﺻﻠب‪ ،‬وﻟﯾّن اﻟﺟﺎﻧب‪ ،‬ﻻ ﯾﺗﺷدّد ﻓﻲ آراﺋﻪ وﻣواﻗﻔﻪ‪ ،‬ﯾﺣﺎور ﺑﻠﺑﺎﻗﺔ اﻟﻔﻧﺎن‪ ،‬وﻟﯾوﻧﺔ‬
‫اﻟﻣﺛﻘف‪ ،‬وﻋن ذﻟك ﻗﺎﻟت اﻟﺳﺎرة "ﻟﯾﻠﻰ"‪" :‬ﻣﺎ ﯾزال واﺳﯾﻧﻲ ﯾظن اﻟﺧﯾر ﻓﻲ ﻛل اﻟﺑﺷر‪ .‬أﻟﯾس ﻫو‬
‫ﺻﺎﺣب ﺷﻌﺎر‪ :‬ﻛل اﻟﻧﺎس طﯾﺑون ﺣﺗﻰ إﺷﻌﺎر آﺧر‪ .4‬وﻫو اﻷﺳﺗﺎذ اﻟذي طﺎﻟﻣﺎ ﻗدم ﻣﺳﺎﻋدات‬
‫ﻣﺎدﯾﺔ ﻻ ﺗﺣﺻﻰ ﻟﻠطﻠﺑﺔ اﻟﺑﺳطﺎء‪ ،‬ﻓﻲ ﺻﻣت وﺳرﯾﺔ ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺷﺎﺷﺔ ﻣﺷﺎﻋرﻫم‪.‬‬

‫وﻫو اﻟذي ﺳﺎﻋد طﺎﻟﺑﺎ ﻟم ﯾﻛن ﯾﻣﻠك ﺛﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﻣدﯾﻧﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬وﻟم ﯾﻣﻠك ﺛﻣن‬
‫اﻟﻌﺻﯾر اﻟذي ﯾﻘدﻣﻪ ﻟﻠﺣﺿور ﺑﻌد اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‪ ،‬وﻟم ﯾﻛن ﯾﺷﺗﻛﻲ اﻟطﺎﻟب ﯾوﻣﺎ‪ " ،‬ﻟﻛن واﺳﯾﻧﻲ‬
‫ﻛﺎن ﯾﺣس ﺑﺂﻻﻣﻧﺎ وﻣﺄزﻗﻧﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺎم ﺑﻌطﺎء ﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻣﺎل ﻹﺣدى اﻟطﺎﻟﺑﺎت‪ ،‬وطﻠب أن ﯾﻘﺎم‬
‫ﻟﻠطﺎﻟب اﺣﺗﻔﺎﻻ ﯾﻠﯾق ﺑﻪ وﯾﺟﻌﻠﻪ ﺳﻌﯾدا‪ ،‬و أﻟﺢ أﻻ ﯾﻌرف اﻟطﺎﻟب ﻣﺻدر ﻫذا اﻟﻣﺎل‪.‬‬

‫‪ :1‬إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس وﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻣﻧﺗﺻر وﻋطﯾﺔ اﻟﺻواﻟﺣﻲ و ﻣﺣﻣد ﺧﻠف اﷲ اﻷﺣﻣر‪ :‬اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط‪ ،‬دار اﻷﻣواج‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ط‪ ،2‬ﺑﯾروت ‪ /‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ ،1991‬ص‪.29‬‬
‫‪ :2‬ﺳورة اﻟﻧور‪ ،‬اﻻﯾﺔ‪.39‬‬
‫‪ :3‬إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس‪ ،‬اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط‪ ،‬ص‪.424،425‬‬
‫‪ :4‬واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ‪ ،‬أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ‪ ،‬ص ‪.83‬‬

‫‪64‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫وﻟﻣﺎ أﺻﯾب ﺑﻧوﺑﺔ ﻓﺟﺎﺋﯾﺔ أرﻗدﺗﻪ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺑﺑﺎرﯾس‪ ،‬ﺗﻘول ﻟﯾﻠﻰ "ﺳﯾﻛﻔﻲ ﺟواﺑﺎ أن واﺳﯾﻧﻲ‬
‫ﯾﻧﺎم اﻵن ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺑﺑﺎرﯾس‪ ،‬ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ﻻن ﻗﻠﺑﻪ ﻗرر ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﻣن اﻟﻠﺣظﺎت أن‬
‫ﯾﺗﺧﻠﻰ ﻋﻧﻪ ﻟﻔرط ﻣﺎ أﺗﻌﺑﻪ‪ ،‬وﺳرق ﻣن ﻧﺑﺿﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻟﯾﻣﻧﺣﻪ ﻟﻠﻧﺎس"‪.1‬‬

‫إن ﻫذا اﻟﻘﻠب اﻟﻧﺎﺑض ﺑﺎﻟﻌطف واﻟرﻓق ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻛﯾن ﻫو ﻣﺎ ﺟﻌل ﻣﻧﻪ وﻣن روﺣﻪ أﻧﺛﻰ‬
‫ﺷﻔﺎﻓﺔ‪ ،‬اﻣرأة ﺑدون ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺣددة وﻻ ﻣواﺻﻔﺎت ﺟﺳدﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻫﻲ روح ﻣﻌﻧوﯾﺔ‪ ،‬وﻣﻣر‬
‫ﺳري إﻟﻰ ﻋواﻟﻣﻪ اﻟﺗﺧﯾﻠﯾﺔ‪ .‬ﻓﺎﻷﻧﺛﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﺻورة ذﻫﻧﯾﺔ‪ ،‬و ﻫﻲ ﻣﺻدر إﻟﻬﺎﻣﻪ‪ .‬ﻟذﻟك‬
‫أﻫدى رواﯾﺗﻪ "ﺳﯾرﺗﻪ" إﻟﻰ اﺑﻧﺗﻪ "رﯾﻣﺎ" وﻫﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ و اﺑﻧﺗﻪ ﻣن ﺻﻠﺑﻪ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻟﺣﯾﺎة‪،‬‬
‫ﻣﻌﺗرﻓﺎ أﻧﻬﺎ ﺳرّ اﻟﻠﻌﺑﺔ )اﻟﻠﻌﻧﺔ(‪ ،‬ﺷﻛرا ﻟك‪ .‬وﺣدك ﻓﻬﻣت ﺳر ﻫذﻩ اﻟﻠﻌﻧﺔ‪ ،‬وﻫذا اﻟﺧوف‬
‫واﻟﺟﻧون اﻟﻌﺎري اﻟذي اﺳﻣﻪ اﻷدب"‪.2‬‬

‫‪ :1‬واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج‪ ،‬أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‪ ،‬ص ‪.84‬‬


‫‪:2‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪.85‬‬

‫‪65‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫‪ /4‬وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‪:‬‬

‫‪ /1‬وظﯾﻔﺔ ﺗﻌﯾﻧﯾﻪ‪:‬‬

‫وﺗﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻛﻔل ﺑﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺑﺎرﻛﺗﻪ‪ .‬وﻫﻲ أﻛﺛر‬
‫اﻟوظﺎﺋف ﺷﯾوﻋﺎ واﻧﺗﺷﺎرا‪ ،‬ﺑل ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﺧﻠو ﻣﻧﻬﺎ أي ﻋﻧوان‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﺗﺷﺗرك ﻓﯾﻬﺎ‬
‫اﻷﺳﺎﻣﻲ أﺟﻣﻊ وﺗﺻﺑﺢ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ ﻣﺟرد ﻣﻠﻔوظﺎت ﺗﻔرق ﺑﯾن اﻟﻣؤﻟﻔﺎت واﻷﻋﻣﺎل اﻟﻔﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻓﻬﻲ ﺗﻘﺗرب ﻣن ﻛوﻧﻬﺎ اﺳﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﻣﻰ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺻل ﺗﺣدﯾد ﻟﻬوﯾﺔ اﻟﻧص وﻫﻲ إﻟزاﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫وﻟﻛن دون أن ﺗﻧﻔﺻل ﻋن اﻟوظﺎﺋف اﻷﺧرى‪ .‬ﻟذﻟك ﻛﺎﻧت أوﻟﻰ اﻟوظﺎﺋف وأﺷﻬرﻫﺎ‪ ،‬وﯾﺳﺗﻌﻣل‬
‫ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎد ﺗﺳﻣﯾﺎت أﺧرى ﻟﻬذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﺛل "إﺳﺗدﻋﺎﺋﯾﺔ وﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﯾﺗران‪ ،‬وﺗﺳﻣوﯾﺔ ﻓﻛل‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺎت وا ٕ ن اﺧﺗﻠﻔت‪ ،‬ﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ واﺣد ﻫو اﻟﺗﻌﯾﯾن‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻌﯾن اﺳم اﻟﻛﺗﺎب وﺗﻌرف‬
‫ﺑﻪ ﻟﻠﻘراء ﺑﻛل دﻗﺔ‪ ،‬واﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻠﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺎﺑق ﻧﺟد أن ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب اﻟذي ﺑﯾن أﯾدﯾﻧﺎ "أﻧﺛﻰ‬
‫اﻟﺳراب" ﯾﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ دﻻﻻت ﻋﻣﯾﻘﺔ ﺗﻔﺗﺢ ﺑﺎب اﻟﺗﺄوﯾل أﻣﺎم اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻓﻣﺛﻼ ﻫذا اﻟﻌﻧوان‬
‫"أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" وﺳم اﻟﻧص وﯾﺳﻣﯾﻪ ﻓﻧﺟدﻩ ﯾﺷرق ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻐﻼف ﺑﺎﻟﺧط اﻷﺑﯾض ﻟﯾﺿﻰء‬
‫اﻟﻌﺗﻣﺎت‪ ،‬واﺧﺗﯾﺎر اﻟﻛﺎﺗب ﻟﻬذا اﻟﻌﻧوان ﻛﺎن ﻣوﻓق ﻛوﻧﻪ ﯾﺣﻣل وظﯾﻔﺔ ﺗﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺔ اﻟﻧص‬
‫وﺗﻌﯾن ﻣﺣﺗواﻩ وا ٕ ﻋطﺎءﻩ ﻗﯾﻣﺗﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ‪ ،‬ﻷن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻧص‬
‫ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻧوان اﻟذي ﯾﻛون دﻋوة ﻟﻠﺗﺄﻣل‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎرﻩ ﻟﻬذ ا اﻟﻌﻧوان ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗوﺟﯾﻪ أﻓق اﻻﻧﺗظﺎر اﻟﻘﺎرئ ﺣول ﻫذا اﻟﻛﺎﺗب‬
‫اﻟذي ﺳﺗطرح ﺣوﻟﻪ ﻋدة ﺗﺳﺎؤﻻت ﺣول ﺗﺻﻧﯾﻔﻪ اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻓﻬذا اﻟﺗﻌﯾﯾن اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻣرﺗﺑط ﺑﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ‬
‫اﻟﻧص‪ ،‬و ﻣﻛوﻧﺎﺗﻪ اﻟﺳردﯾﺔ وﻻ ﯾرﺗﺑط ﺑﺈﻗرار اﻟﻣؤﻟف وﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣوﻛﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎرئ‪ ،‬أو اﻟﻧﺎﻗد‬
‫اﻟذي ﻣن ﺣﻘﻪ رﻓض اﻛﺗﺳﺎب ﻛﺗﺎب إﻟﻰ ﺟﻧس ﻣﺎ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫‪/2‬وظﯾﻔﺔ وﺻﻔﯾﺔ‪:‬‬

‫وﻫﻲ وظﯾﻔﺔ ﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ ﻣﺣﺿﺔ‪ ،‬وﺗﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟواﺻﻔﺔ ﺣﯾث ﯾﺳﻌﻰ‬
‫اﻟﻌﻧوان ﻋﺑرﻫﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر ﻣردودﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ّ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻻﻧﺗﻘﺎدات‬
‫اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻌﻧوان‪ ،‬واﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻋدد ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻣن اﻟﻣﺑدﻋﯾن واﻟﻣﻧظرﯾن‪ ،‬اﻟذﯾن أﺑدوا دوﻣﺎ‬
‫إﻧزﻋﺎﺟﺎﺗﻬم أﻣﺎم اﻟﺗﺄﺛﯾر ) اﻟذي ﯾﻣﺎرﺳﻪ اﻟﻌﻧوان ﻋﻧد ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻧص ﺑﻔﻌل ﺧﺎﺻﯾﺗﻪ اﻟﺗﺛﻘﯾﻔﯾﺔ‬
‫اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎرئ‪ .1‬ﻣﺧﺗﻠطﺔ أو ﻣﺑﻬﻣﺔ ﺣﺳب اﺧﺗﯾﺎرﻩ‪ ،‬ﻏﯾر أن ﻟﻬذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﺟﺎﻧﺑﺎ إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ‬
‫وﻫو ﺣرﯾﺔ اﻟﻣرﺳل ﻓﻲ أن ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟوﺻﻔﯾﺔ اﻟﺟزﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺎرة داﺋﻣﺎ‪،‬‬
‫وﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣرﺳل ﻣن ﺗﺄوﯾل ﯾﺑدو ﻏﺎﻟﺑﺎ اﻓﺗراﺿﯾﺎ ﺣول ﺣواﻓز اﻟﻣرﺳل‪.‬‬

‫وﻟﻬذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﺳﻣﯾﺎت أﺧرى ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬ﺗﻠﻔظﯾﻪ‪ ،‬وﺗﻠﺧﯾﺻﯾﺔ‪ ،‬ودﻻﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺻﻔﯾﺔ‪ ،‬وﯾؤﻛد‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ وظﯾﻔﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﺟدا ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟوظﯾﻔﺔ‬
‫اﻟﺗﻌﯾﯾﻧﯾﺔ ﻣوﺟودة ﺑﻘوة‪.2‬‬

‫وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻧوان ﺷﯾﺋﺎ ﻋن اﻟﻧص ﻣﺛل ﻋﻧوان "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﯾﺧﺑرﻧﺎ ﻋن‬
‫ﻣﺣﺗوى اﻟرواﯾﺔ وﯾﻔﺻﺢ ﻋﻧوان اﻟرواﯾﺔ ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣرأة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي‬
‫ﯾﻛﺷف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻧوان ﺑوﺻﻔﻪ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻟﻠرواﯾﺔ ﻣن‬
‫ﺧﻼل اﺧﺗزاﻟﻪ ﻟﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ اﻟﻛﻠﻲ وﻫواﺟﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ دون أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻣﻌﻧﻰ‬
‫ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﻧﻬض ﺑوظﯾﻔﺔ ﺗﻌﯾﯾن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل وﯾﺷﻛل ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻼﻣﺔ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻣرأة ﻫﻲ "أﻧﺛﻰ‬
‫اﻟﺳراب" اﻷﻧﺛوﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ و ﻫﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺟﻠﯾﺎت ﻟﺗﻠك اﻷﻧﺛﻰ اﻟﻣﺳﺗﺣﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺑﺣث ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ‪ ،‬أي وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻠﺗﺑﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﺑﯾن اﻟذات‬
‫اﻟﻛﺎﺗﺑﺔ‪ .‬وﻣن ﺧﻼﻟﻬﻣﺎ وﻣﻌﻬﻣﺎ ﻟﻠوﺟود واﻟﻣوت واﻟﺣﯾﺎة واﻟﺟﺳد واﻟﺣب واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟوطن‪،.‬ﻛﻣﺎ‬
‫أﻧﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻧوان‪.‬‬

‫‪ :1‬ﺑﺳﺎم ﻗطوس‪ ،‬ﺳﻣﯾﺎء اﻟﻌﻧوان‪ ،‬ص‪.20‬‬


‫‪ :2‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪ ،‬ص‪.80‬‬

‫‪67‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫‪ /3‬وظﯾﻔﺔ إﯾﺣﺎﺋﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﻣﯾﻬﺎ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ اﻟﺿﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ وﻫﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ‬
‫اﻟوﺻﻔﯾﺔ وﺗﺣﻣل ﺑﻌﺿﺎ ﻣن ﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻣؤﻟف ﻓﻲ ﻧﺻﻪ‪ ،‬وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ أن ﻧﺳﻣﻲ‬
‫وظﯾﻔﺔ دﻻﻟﯾﺔ ﺿﻣﻧﯾﺔ أو ﻣﺻﺎﺣﺑﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻ ﺣظﻧﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻗدرة اﻟﻣؤﻟف ﻋﻠﻰ‬
‫اﻹﯾﺣﺎء واﻟﺗﻠﻣﯾﺢ ﻣن ﺧﻼل ﺗراﻛﯾب ﻟﻐوﯾﺔ ﺑﺳﯾطﺔ‪.‬‬

‫وﻫﻲ ﻣرﺗﺑطﺔ ﻛﺛﯾرا ﺑﻣﺎ ﻗﺑﻠﻬﺎ‪ ،‬ﺳواء أراد اﻟﻛﺎﺗب ذﻟك أم ﻟم ﯾرد‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﺗوﺣﻲ ﺑﺎﻟﻣﺿﻣون‬
‫اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠرواﯾﺔ اﻟﺗﺣدث ﻋن اﻷﻧﺛﻰ وا ٕ ن ﻟم ﺗﻔﺻﺢ ذﻟك ﺑوﺿوح‪ ،‬ﻓﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﻧوان وا ٕ ن ﻟم‬
‫ﯾﻘﺻد اﻟﻛﺎﺗب ذﻟك‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﻧوان ﺑوﺻﻔﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺑﺎرزة‪ ،‬ﯾﺟدد اﻟﻧص‪ ،‬وﯾﻛﺷف ﻋن دﻻﻻﺗﻪ‪،‬‬
‫ﻓﻬو ﺑﻬذا ﯾﻌد ﻣوﻗﻌﺎ ﺟﻣﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻟوﺣﺔ اﻟﻐﻼف‪.‬‬

‫‪/4‬اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﻏراﺋﯾﺔ‪:‬‬

‫وﻫﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ذات طﺑﯾﻌﺔ اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ وذﻟك ﻷن ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣطﺑوع‬
‫ﻗد ﺗطورت إﻟﻰ ﺷﻛل ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ‪ ،‬ﻓﻠﻛﻲ ﻧﺳﺗطﯾﻊ إﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻷﺷﯾﺎء وﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ‬
‫اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣوادا اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣؤﻟف واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ﻣن ﺧﻼل ﻋﻧوان رواﯾﺗﻪ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب"‪،‬‬
‫ﻗد ﻣﻧﺢ اﻟﻘﺎرئ اﻟﻔﻛرة اﻷوﻟﻰ ﻋﻧﻪ‪ ،‬وﻫذا اﻹﺣﺳﺎس اﻷول ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣﺎ ﯾﻛون ﺟذاﺑﺎ )ﻣﻐرﯾﺎ( أو‬
‫ﻣﺑﻬرا ﻟﻠذﻫن و اﻟﻌﯾﻧﯾن‪ " ،‬ﻓﺄن ﯾﻛون اﻟﻛﺎﺗب أﻏرى ﻣن ﻋﻧواﻧﻪ‪ ،‬أﺣﺳن ﻣن أن ﯾﻛون اﻟﻌﻧوان‬
‫أﻏرى ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ‪ "1‬ﻗد ﯾﺗرك ﻓﯾﻪ أﺛرا ﻟﻣدة ﻗد ﺗطول أو ﺗﻘﺻر‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻟف واﻟطﺎﺑﻊ أن ﯾوﺣد‬
‫اﻟﺟﻬود ﻷﺣداث ﺗوﻗﻊ ﻣﻘﺑول‪ ،‬ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺑﺳﯾط واﻻﺧﺗزال ‪،‬ﻓﻣن ﺧﻼل وﺿﻌﻪ ﻟﻠﻌﻧوان "أﻧﺛﻰ‬
‫اﻟﺳراب" ﻗد أﻋطﺎﻧﺎ ﻓﻛرة ﺗﺎﻣﺔ ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن ﻋن ﻣﺣﺗوى اﻟﻣؤﻟف‪ ،‬ﻣﺻرا ﻣﻊ ذﻟك ﻋﻠﻰ إﺛﺎرة‬
‫ﻓﺿول اﻟﻘﺎرئ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺄﻟﯾف اﻟﻣدﻫش ﻟﺣروف ﻫذا اﻟﻌﻧوان واﻟﻣﻬﺎرة ﻓﻲ وﺿﻊ اﻷﺳطر‪،‬‬
‫ﻓﻘد وﻓر ﻟﻌﯾن اﻟﻘﺎرئ ﻧظرة ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﺑﻼ رﺗﺎﺑﺔ ‪ ....‬ﻓﺄﻛﺳب ﺷﻛل ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺣﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى‬

‫‪ :1‬ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت‪ ،‬ص ‪.86‬‬

‫‪68‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟذي ﻣﺎرﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻬورﻩ اﻟﻘراء ‪ ...‬واﻟذﯾن ﻻ ﯾﺑﺗﺎﻋون اﻟﻛﺗب إﻻ ﻟﻛﻲ‬
‫ﯾﺷﺑﻌوا أﻋﯾﻧﻬم‪ ،‬أو اﻟذﯾن ﯾﺧﺿﻌون ﻹﻏراء ﻫذا اﻟﻌﻧوان ‪.‬‬

‫وﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻌﻧوان ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻐري‪ ،‬وﯾﺟذب ﻗﺎرﺋﻪ اﻟﻣﻔﺗرض‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﺣدث اﻟﺗﺷوﯾق‬
‫و اﻻﻧﺗظﺎر ﺧﺎﺻﺔ ﻛﻠﻣﺔ أﻧﺛﻰ ﻓﯾﻪ ﻧوع ﻣن اﻟﺷﺎﻋرﯾﺔ ﻷن اﻟﻣرأة ﺗﺗﺳم ﺑﺻﻔﺎت اﻟﺣﻧﺎن واﻟﻌطف‬
‫ﺧﺎﺻﺔ وﻫﻲ اﻟﻣرأة ﺑﻛل ﻣﺎ ﺗرﻣز إﻟﯾﻪ و ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻣن دفء وﺧﺻب وﻓرح‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻓﯾض داﺋم ﻣن‬
‫اﻟﺣﻧﯾن واﻟﺷﻐف و اﻷﻟم ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﻌﻧوان ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﺷﻛل اﻟﻣرأة ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺄﺧذ ﺻورة ﻣﺛﯾرة ﻓﺎﺗﻧﺔ‪،‬‬
‫ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛﺎل ﻣﻧﺣوت ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ إﺑداﻋﯾﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﻛل ﻣﺎ ﺗﺣﻣل ﻣن دﻻﻻت اﻟﺣب واﻟﺟﻣﺎل‬
‫واﻟﺧﺻب واﻟﻌطﺎء واﻹﻟﻬﺎم واﻟﺷﻐف‪ ،‬ﺣﺗﻰ واﻹﺷﻔﺎق أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻛﺄن اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻋﻧوان ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ‬
‫ﻫﻲ اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻟرﻣز اﻟﺟﻣﺎﻟﻲ ﻷن اﻟﻣرأة ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﻔﺎﻓﺔ واﻟرﻗﺔ و ﻫذا ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ اﻟﻘﺎرئ‬
‫وﯾﺷوﻗﻪ ﻟﻘراءة ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺣور وأﺣداث ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ‪،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻛﯾف ﺳﺗﻛون ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪/5‬اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ واﻟﺗداوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان‪:‬‬

‫إن اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﯾن اﻟﻣؤﻟف واﻟﻘﺎرئ ﯾﻠﺧص ﻟﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻣرﺳل ﯾﺗﺄول ﻓﯾﺗﻌرف ﻣﻧﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺻدﻩ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﺻد ﯾﺿﻊ ﻋﻧواﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻌﻧوان ﻣن‬
‫ﺟﻬﺔ اﻟﻣرﺳل ﻫو ﻧﺗﺎج ﺗﻔﺎﻋل ﻋﻼﻣﺎﺗﻲ ﺑﯾن اﻟﻣرﺳل واﻟﻌﻣل‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﺈﻧﻪ ﯾدﺧل إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ﻣن ﺑواﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ﻣﺗﺄوﻻ ﻟﻪ وﻣوظﻔﺎ ﺧﻠﻔﯾﺗﻪ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ اﺳﺗﻧطﺎق دواﻟﻪ اﻟﻔﻘﯾرة ﻋددا ‪...‬وﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت دﻻﻟﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻫﻲ ﻧﺗﺎج ﺗﺄوﯾل ﻋﻧواﻧﻪ‪.‬‬

‫ﻷن اﻟﻘﺎرئ ﯾﺳﺗﻧطق اﻟﻧص وﯾﻔﺳرﻩ اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان‪ ،‬ﻓﻬو أول ﻋﺗﺑﺔ ﺗﺳﺗوﻗﻔﻪ ﻓﻲ ﻓك‬
‫ﺷﻔرات اﻟﻧص‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫و ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان‪ ،‬ﺑﺎﻟﺧطﺎطﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ‬
‫"ﯾﺎﻛﺑﺳون")‪ (R.jakobson‬ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ أﻣﻛن وﺿﻊ ﺧطﺎطﺔ ﺗواﺻﻠﯾﺔ‬
‫"ﻋﻧواﻧﯾﻪ" اﻟﻣﻌﻧون )اﻟﻣرﺳل‪/‬اﻟﻛﺎﺗب(‪ ،‬واﻟﻌﻧوان )اﻟرﺳﺎﻟﺔ(‪ ،‬واﻟﻣﻌﻧون ﻟﻪ )اﻟﻣرﺳَل إﻟﯾﻪ‪/‬اﻟﻘﺎرئ(‪:‬‬

‫وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺗﺗﺣول اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻣرﺳل واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣن ﻛوﻧﻬﺎ ﺳﯾﺎﻗﯾﺎ ﺧﺎرﺟﯾﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺷﻔوي ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺳﯾﺎﻗﺎ ﻟﻐوﯾﺎ ﻣوﺟودا ﻓﻲ اﻟﻣرﺳﻠﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ‪ ،‬ﯾﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻧوان‪.‬‬

‫اﻟﻣرﺳَل إﻟﯾﻪ‬ ‫اﻟرﺳﺎﻟﺔ‬ ‫اﻟﻣرﺳل‬


‫اﻟﻣﻌﻧوَ ن ﻟﻪ‬ ‫اﻟﻌﻧوان‬ ‫اﻟﻣﻌﻧون‬
‫اﻟﻘراء ﻋﻣوﻣﺎ‬ ‫أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‬ ‫واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج‬

‫‪70‬‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﯾﻪ ﻣن ﺗوﺿﯾﺢ وﺷرح ﻗﺻد إﺑراز دور اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ‬
‫اﻟﻧﺻوص اﻟرواﺋﯾﺔ وﻣﺎ ﺗدﻋو إﻟﯾﻪ ﻣن ﻧﻘد‪ ،‬ﻣﺳﺗﻧدﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻘوﻻت اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر‪ ،‬وﺗﺑﻠور ذﻟك‬
‫ﻓﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ ‬وﯾﺗﺗﺑﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧص‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺷف ﻋن ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ‬
‫ﺑﯾن اﻟﻌﺗﺑﺎت واﻟرواﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﻓﺗﺢ "ﺟﯾرار ﺟﻧﯾت" ﻓﻲ ﺿوء اﺧﺗﯾﺎرﻩ اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻣﺻطﻠﺢ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ‬
‫‪ ‬وﺗﺣدﯾدﻩ ﻷﻧﻣﺎطﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺟﺎﻻ واﺳﻌﺎ ﻟﻠﻘراءات اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺎوﻟت اﻹﻟﻣﺎم ﺑﺟﻣﯾﻊ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺧطﺎب أدﺑﻲ ﻣﺎ وﻛﺎﻧت اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ أو ‪ ، le paratexte‬ﻣن‬
‫ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ اﻗﺗرﺣﻬﺎ وأﺳس ﻟﻬﺎ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺳدت ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ اﻟراﺑطﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ‬
‫ﺑﯾن اﻟﻧص وﻣﺣﯾطﻪ اﻟﻔﺿﺎﺋﻲ ‪،‬‬

‫ﯾﺷﻣل ذﻟك ﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻌﻧوان ‪،‬اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻔرﻋﯾﺔ ‪،‬اﻟﻣﻘدﻣﺔ ‪،‬اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ وﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾرد ﻣن‬

‫إﺷﺎرات ﺣول اﻟﻧص‪.‬‬

‫‪ ‬أن اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻐرﺑﻲ اﻟواﺣد ‪ le paratexte‬أﻧﺗﺞ ﻋددا ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت‬


‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺟﻣﺔ ﻋﻧﻪ ﻛﺎﻟﻣﻧﺎص واﻟﻧﺻوص اﻟﻣوازﯾﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ و اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ‬
‫واﻟﻣﻛﻣﻼت واﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ وﻛل ﻫذا اﻟﺗﻧوع راﺟﻊ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﺗﻌدد‬
‫واﺿﻌﻲ اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ وﺗﺑﺎﯾن ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﻬم واﺧﺗﻼف ﻗراءاﺗﻬم ووﻋﯾﻬم‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻛﯾف ﯾﻧﻘل إﻟﻰ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣﺗﻰ ﯾﻧﻘل وﺑﺄي ﺷروط ‪.‬‬
‫إن اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻣﺗﻌددة اﻷﻧﻣﺎط واﻟوظﺎﺋف ‪ ،‬ﺣددﻫﺎ ﺟﻧﯾت ﻓﻲ‬ ‫‪‬‬
‫ﻗﺳﻣﯾن ‪ :‬اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ وﻫﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﺣول اﻟﻧص أي ﻓﻲ ﻓﺿﺎء اﻟﻛﺗﺎب ﻧﻔﺳﻪ‬
‫ﻛﺎﻟﻌﻧوان واﻟﻣﻘدﻣﺔ‪ ،‬واﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺧطﺎﺑﺎت وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺧﺎرج اﻟﻛﺗﺎب‬
‫ﻓﻲ إطﺎر ‪ ،‬ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون إﻋﻼﻣﯾﺎ‪ .‬وﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻛﻣﺎ أﻧﺻﺑت ﻋﻧﺎﯾﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻌﻧوان ﻓﺧﺻﺻﻧﺎ ﺣدﯾﺛﺎ ﻣطوﻻ ﻋﻧﻪ ﻛون اﻟﻌﻧوان ﯾﻌد اﻟﻣرآة اﻟﻌﺎﻛﺳﺔ ﻟﻛل ذﻟك‬

‫‪72‬‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‬

‫اﻟﻧﺳﯾﺞ اﻟﻧﺻﻲ ﻓﻲ ﻣﺗن اﻟﻣدوﻧﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث اﻛﺗﺳﻰ اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ رواﯾﺔ " أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب "‬
‫أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﻟﺻﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ﺗﻠﻘﯾﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺄوﻟوﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل‬
‫اﻟذي ﯾﻌﻧوﻧﻪ ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻔﺗﺢ أﻓق إﻧﺗظﺎر اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻗراﺋﯾﺔ ﻣﺣددة ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻧﺣو‬
‫ﻣﺎ ﯾﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﺷﻬرة اﻟﻛﺗﺎب ﻻ ﺳﯾﻣﺎ أن " أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب " ﯾﺗوﺟﻪ إﻟﻰ ﻗراء ﻓﻌﻠﯾﯾن إذ‬
‫ﻫو ﻛﻌﻧوان ﯾﺗﺟﺎوز ﻧطﺎﻗﻬم ‪ ،‬وﯾﺗوﺟﻪ إﻟﻰ ﺟﻣﻬور أوﺳﻊ ‪.‬‬
‫‪ ‬أﻣﺎ اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ ﻫو ذا أﻫﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ وظﯾﻔﺗﻪ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺑﻧﺎﺋﻪ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺣﺗل‬
‫ﻣوﻗﻌﺎ ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن ﻗراءة ﻫذﻩ اﻟﻌﺗﺑﺔ ﻗﺑل اﻟﻣرور إﻟﻰ‬
‫ﻋﺎﻟم اﻟﻣﺗن ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻟﻌﻧوان ﺗﻘوم ﺑﺈﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻟﺑوح واﻻﻋﺗراف ‪ ،‬و ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫو‬
‫أت ﻓﻲ ﺿوء ﺳﻌﯾﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻛﺷف ﻋن أﻧﻣوذج اﻟﺟﻧس اﻟذي ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ وﯾﺳﺗﻘطب‬
‫ﺳﻣﺎﺗﻬﺎ وﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ‪ .‬ﻓﻘد ﺷﻛل اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻓﺿﺎء اﻟﻌﺗﺑﺎتﺑﻌدا ﻣﺣور ﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺎر‬
‫اﻟﻣذﻛرة ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﺗﺑﺎت أﺳﺎﺳﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎرﻗﺔ واﺿﺣﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ أول ﻣﺎ ﯾﻘرأ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻛﺗﺎب و ﻟﻛﻧﻬﺎ أﺧر ﻣﺎ ﯾﻛﺗب ‪ ،‬وﻟﻬذا ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺗرواح اﻟﻣﻠﻔوظﺎت ﻓﯾﻬﺎ ﺑﯾن ﻣﺎ " ﻗﯾل‬
‫" وﻣﺎ " ﯾراد ﻗوﻟﻪ " ﻣن ﺛم ﻓﻬﻲ إﻣﺎ أن ﺗﻛﺗب ﺑﻌد اﻟﻣﺗن‪ ،‬أو ﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻧﺎ ﻟﻠﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ" اﻟﻌﻧوان واﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲو اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ‬
‫" ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﺗﻛﺷف ﻋن ﻣدى أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﯾن اﻟﻌﻧﺻرﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻟﯾف‬
‫اﻟرواﺋﻲ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل اﻟﻣدﺧل اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻣﺗن اﻟرواﯾﺔ وﺗرﺷدﻧﺎ ﻟطرﯾق اﻟﺗو اﺻل ﻣﻌﻪ‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﻣﻛن اﻟﻘﺎرئ ﻣن اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧص وأﺑﻌﺎدﻩ اﻟدﻻﻟﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺟد أن اﻏﻠب اﻟﺧطﺎﺑﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ وظﻔت ﻓﻲ رواﯾﺔ‬
‫اﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ‪،‬ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻧﺻﺎ ﻣﺣﯾطﺎ وﻋﺗﺑﺔ اﻓﺗﺗﺎﺣﯾﺔ ﻗد أﺳﻬﻣت ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل أﻓق ﻗراﺋﻲ‬
‫ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟذي ﻣﺎ زال ﯾﻘف ﻋﻠﻰ أﻋﺗﺎب اﻟﻧص وﻟم ﯾﻠﺞ ﻋﺎﻟﻣﻪ‪ ،‬ﻫذا اﻷﻓق ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ‬
‫ﯾﻛون ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎول إرﺿﺎء ﺻﺎﺣب اﻟﻧص وﻏطﺎء ﻟﺻورة ﻏﯾر‬
‫ﻣﻬﺗزة ﻟﻠﻌﻣل اﻷدﺑﻲ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗرﺳل رﺳﺎﺋل ﺗﻬﯾﺋﯾﺔ وﺗطﻣﯾن ؛ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ‪،‬‬
‫وﻟﻠﻛﺎﺗب ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺗﻬﯾﺄ ﺑﻌد ﺗﺷﻛﯾل أﻓق ﻗراءﺗﻪ ﻟﻠدﺧول ﺑﺄﻣﺎن إﻟﻰ‬

‫‪73‬‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‬

‫داﺧل اﻟﻧص ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﻓﺎﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻫﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﺗطﻣﯾن ﻟﻪ ‪ ،‬ﻷن اﻟﺧطﺎب اﻟﺗﻘدﯾﻣﻲ‬
‫ﯾﺷﺗﻐل ﻋﻠﻰ رﻛﯾزة أﺳﺎﺳﯾﺔ وﻫﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻧص وﻛﺎﺗﺑﻪ ‪،‬ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﺟﻧب اﻟﻣﻘدم‬
‫ﺗوﺟﯾﻪ ﻣﻼﺣظﺎت ﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷر ة ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻣﻘدم ﻟﻪ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ‬
‫اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﺗﺑﺎت ﺗﺣﺎول ﺗﺷﻛﯾل اﻧطﺑﺎع أوﻟﻲ ﻋن اﻟﻧص وﺻﺎﺣﺑﻪ ﻗﺑل‬
‫ﻗراءﺗﻪ أﻣﺎم اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ‪ ،‬واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﻧﻧﺎ وﺟدﻧﺎ أن اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ﻗد ﻧﺟﺣت ﻓﻲ‬
‫ﺗﺷﻛﯾل أﻓق ﻗراﺋﻲ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ و إن ﻛﺎن أﻓﻘﺎ ﺗﺣﻔﯾزﯾﺎ اﻏراﺋﯾﺎ ﻟﻘراءة ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‪:‬‬

‫اﻟﻣﺻﺎدر‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم‪ ،‬ﺑرواﯾﺔ ﺣﻔص‪.‬‬


‫‪ -2‬اﺑﻧﻣﻧظور‪،‬ﻟﺳﺎﻧﺎﻟﻌرب‪،‬ج ‪ ،1‬دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ط ‪ ،3‬ﺑﯾروت‪،‬‬
‫ﻟﺑﻧﺎن‪.1999 ،‬‬
‫‪ -3‬واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج‪ ،‬أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب‪ ،‬دار اﻵداب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ط ‪ ،1‬ﺑﯾروت‪/‬ﻟﺑﻧﺎن‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ -4‬واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج‪ ،‬أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب )ﺳﻛرﯾﺑﺗورﯾوم(‪،‬ﻓﻲ ﺷﻬوة اﻟﺣﺑر‪ ،‬وﻓﺗﻧﺔ اﻟورق‪ ،‬دار‬
‫اﻟﺻدى‪ ،‬اﻹﺻدار رﻗم ‪ ،29‬ﻣﻠﺣق ﺑﻣﺟﻠﺔ "دﺑﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ"‪ ،‬ط ‪ ،1‬اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬أﻛﺗوﺑر ‪.2010‬‬
‫‪ -5‬واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج‪ ،‬أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب )ﺳﯾﻛرﯾﺗﯾرﯾوم(‪ ،‬ﻓﻲ ﺷﻬوة اﻟﺣﺑر وﻓﺗﻧﺔ اﻟورق‪ ،‬ﻧﺳﺧﺔ‬
‫إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻗﺑل اﻟطﺑﻊ‪.‬‬

‫اﻟﻣراﺟﻊ‪:‬‬

‫‪ /1‬أﺑو ﺑﻛر اﻟﺻوﻟﻲ‪ ،‬أدب اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﺷرح وﺗﻌﻠﯾق‪:‬أﺣﻣد ﺣﺳن ﺳﺑﺞ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1‬ﺑﯾروت‪.1984 ،‬‬

‫‪ /2‬أﺣﻣد ﻓرﺷوخ‪ ،‬ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ‪ ،‬ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺳﯾﻣﺎﺋﯾﺔ ﻟرواﯾﺔ ﻟﻌﺑﺔ اﻟﻧﺳﯾﺎن‪ ،‬دار اﻷﻣﺎن‬
‫ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ط ‪ ،1‬اﻟرﺑﺎط‪/‬اﻟﻣﻐرب‪.1996 ،‬‬

‫‪ /3‬إﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﷲ‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﻣﻧﻔﻰ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻻﺧﺗﻼف‪ ،‬ط ‪ ،1‬اﻟﺟزاﺋر‪.2011 ،‬‬

‫‪ /4‬إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس وﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻣﻧﺗﺻر وﻋطﯾﺔ اﻟﺻواﻟﺣﻲ و ﻣﺣﻣد ﺧﻠف اﷲ اﻷﺣﻣر‪ :‬اﻟﻣﻌﺟم‬
‫اﻟوﺳﯾط‪ ،‬دار اﻷﻣواج‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪،2‬ﺑﯾروت ‪ /‬ﻟﺑﻧﺎن ‪.1991‬‬

‫‪/5‬ﺑﺳﺎم ﻗطوس‪ ،‬ﺳﯾﻣﺎء اﻟﻌﻧوان‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪/‬اﻷردن‪ ،‬ط ‪.2001 ،1‬‬


‫‪ /6‬ﺑﺷرى اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻗراءات ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث‪ ،‬دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﺑﯾروت‪/‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‬
‫‪.2002 ،1‬‬

‫‪ /7‬ﺟﻣﯾل ﺣﻣداوي‪،‬اﻟﺳﻣﯾوطﯾﻘﺎ واﻟﻌﻧوﻧﺔ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻔﻛر‪،‬اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪،‬اﻟﻛوﯾت‪ ،‬د‪/‬ط‪.‬‬

‫‪/8‬ﺣﺳﯾن ﺧﻣري‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧص‪ ،‬ﻣن ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ إﻟﻰ ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟدال‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻻﺧﺗﻼف‪،‬ط‬
‫‪ ،1‬اﻟﺟزاﺋر‪.2007 ،‬‬

‫‪/9‬ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﺣﻣﺎد‪ ،‬ﺗداﺧل اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ)ﺑﺣث ﻓﻲ ﻧﻣﺎذج ﻣﺧﺗﺎرة(‪ ،‬دراﺳﺎت‬
‫أدﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣطﺎﺑﻊ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪.‬‬

‫‪ /10‬ﺣﻣﯾد اﻟﺣﻣداﻧﻲ‪ ،‬ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧص اﻟﺳردي ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ‪،‬‬
‫اﻟﻣﻐرب‪ ،‬ط ‪.2000 ،3‬‬

‫‪/11‬ﻋﺑد ﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت)ﺟﯾرار ﺟﯾﻧت ﻣن اﻟﻧص إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎص(‪ ،‬ﺗﻘدﯾم ﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن‪،‬‬
‫ﻣﻧﺷورات اﻻﺧﺗﻼف‪ ،‬ط ‪.2001 ،1‬‬

‫‪/12‬ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺟﺣﻣري‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت اﻟﻧص ‪/‬اﻟﺑﻧﯾﺔ واﻟدﻻﻟﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟراﺑطﺔ‪ ،‬اﻟرﺑﺎط‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪.1996‬‬

‫‪/13‬ﺧﻠﯾل ﻣوﺳﻰ ‪،‬ﻗراءات ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻر‪،‬ﻣﻧﺷورات اﺗﺣﺎد اﻟﻛﺗﺎب‬


‫اﻟﻌرب‪ ،‬دﻣﺷق‪ ، ،‬د‪/‬ط‪.2000 ،‬‬

‫‪/14‬ﺷﻌﯾب ﺣﻠﯾﻔﻲ‪ ،‬ﻫوﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت)ﻓﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت وﺑﻧﺎء اﻟﺗﺄوﯾل(‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬ط ‪ ،1‬اﻟدار‬
‫اﻟﺑﯾﺿﺎء اﻟﻣﻐرب‪.2005 ،‬‬

‫‪/15‬ﺳﻠﻣﺎن ﻛﺎﺻد‪ ،‬اﻟﻣوﺿوع واﻟﺳرد"ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑﻧﯾوﯾﺔ ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻘﺻﺻﻲ"‪ ،‬دار‬


‫اﻟﻛﻧدي‪ ،‬د‪/‬ط‪.2002 ،‬‬

‫‪ /16‬ﺳﯾﺑوﯾﻪ‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،1‬ﺗﺢ‪/‬ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون‪ ،‬ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻣﺻر‪.1975 ،‬‬
‫‪/17‬ﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن ‪ ،‬اﻟرواﯾﺔ واﻟﺗراث اﻟﺳردي‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،1992 ،‬ط ‪.1‬‬

‫‪/18‬ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺻوص وﻧﺷرﻫﺎ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ط ‪ ،1‬ﺑﯾروت‪،‬‬
‫‪.2001‬‬

‫‪/19‬ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ‪ ،‬اﻟﺧطﯾﺋﺔ واﻟﺗﻛﻔﯾر‪ ،‬ﻣن اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺷرﯾﺣﯾﺔ‪ ،‬ﻗراءة ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻧﻣوذج‬
‫اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻر‪ ،‬اﻟﻧﺎدي اﻷدﺑﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ‪ ،‬ﺟدة اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪ ،‬ط ‪.1985 ،1‬‬

‫‪/20‬ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟﺟﺑوري‪ ،‬اﻹﺑداع ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟرواﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟطﻠﯾﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ‬
‫ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ط ‪.1984 ،2‬‬

‫‪/21‬ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻛﻠﯾطو‪ ،‬اﻟﻐﺎﺋب "دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﻠﺣرﯾري"‪ ،‬دار ﺗوﺑﻘﺎل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻟدار‬
‫اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬اﻟﻣﻐرب‪ ،‬ط ‪.1987 ،1‬‬

‫‪/22‬ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻔر اﻟﻌﻼق‪ ،‬اﻟﺷﻌر واﻟﺗﻠﻘﻲ‪ ،‬دار اﻟﺷرق‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،‬ط ‪.1997 ،1‬‬

‫‪ /23‬ﻣﺣﻣد ﻓﻛري اﻟﺟزار‪ ،‬اﻟﻌﻧوان واﻟﺳﯾﻣﯾوطﯾﻘﺎ اﻻﺗﺻﺎل اﻷدﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬د‪/‬ط‪.2006 ،‬‬

‫‪/24‬ﻣﺣﻣد ﻓﻛري اﻟﺟزار‪ ،‬ﻟﺳﺎﻧﯾﺎت اﻻﺧﺗﻼف‪/‬اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺑﻧﺎء اﻟﻧص ﻓﻲ‬
‫ﺷﻌر اﻟﺣداﺛﺔ‪ ،‬دار ﯾﺗراك ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ط ‪ ،1‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.2001 ،‬‬

‫‪ /25‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﺎﻟﺢ ﺧرﻓﻲ‪،‬ﻓﺿﺎء اﻟﻧص‪ ،‬ﻓﺿﺎء اﻟﻧص ‪/‬ﻧص اﻟﻔﺿﺎء )دراﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺷﻌر اﻟﺟزاﺋري ( ﻣﻧﺷورات أرﺗﯾﺳﺗﯾك)ش‪،‬م‪،‬م دار اﻷﺧﺑﺎر ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ‪ ،‬ط‪،2‬اﻟﻘﺑﺔ‪ /‬اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪/26‬ﻛﻣﺎل اﻟرﯾﺎﺣﻲ‪ :‬ﻫﻛذا ﺗﺣدث واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج )واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ‪ :‬دون ﻛﯾﺷوت اﻟرواﯾﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ(‪travelling ،‬ﻟﻼﺗﺻﺎل‪ ،‬ﺗوﻧس‪.2009،‬‬

‫‪ /27‬ﻟوﺳﯾﺎﻧﻐوﻟدﻣﺎن وآﺧرون‪ ،‬اﻟرواﯾﺔ واﻟواﻗﻊ‪ ،‬ﺗرﺟﻣﺔ رﺷﯾد ﺑﻧﺟدو‪ ،‬ﻋﯾون اﻟﻣﻘﺎﻻت‪ ،‬دار‬
‫ﻗرطﺑﺔ‪ ،‬دار اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬ط ‪.1998 ،1‬‬
‫دراﺳﺎت وﻧﺷرﯾﺎت‪:‬‬

‫‪/1‬اﻟطﯾب ﺑودرﺑﺎﻟﺔ‪،‬ﻗراءة ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﺳﻣﯾﺎء اﻟﻌﻧوان ﻟﻠدﻛﺗور ﺑﺳﺎم ﻗطوس‪،‬ﻣﺣﺎﺿرات اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ‬


‫اﻟوطﻧﻲ اﻷول اﻟﺳﻣﯾﺎء واﻟﻧص اﻷدﺑﻲ‪،‬ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺳﻛرة‪ /7،‬ﻧوﻓﻣﺑر‪.2007/‬‬

‫‪/2‬اﻟﺳﻌﯾد ﻣوﻓﻘﻲ‪ ،‬اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺧطﺎب اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻓﻲ رواﯾﺔ ﺷرﻓﺎت اﻟﺑﺣر واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج‪.‬‬

‫‪/3‬اﺑو ﻫﯾف ﻋﺑد اﷲ‪ ،‬اﻻﺷﺗﻐﺎل اﻟﺳردي اﻟﺣداﺛﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﻘد‪ ،‬ع ‪ ،54‬م ‪،14‬‬
‫‪.2004‬‬

‫‪/4‬ﺑﺎن ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﺷﻌرﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﻣدن" ﻟﺣﺳﯾن رﺣﯾم‪ ،‬دراﺳﺎت‬
‫ﻣوﺻﻠﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد)‪ (42‬ذو اﻟﺣﺟﺔ ‪1434‬ه ‪/‬ﺗﺷرﯾن اﻷول ‪.2013‬‬

‫‪/5‬ﺑدري ﻋﺛﻣﺎن‪ ،‬وظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟرواﺋﯾﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻟﻧﺟﯾب ﻣﺣﻔوظ ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎق اﻟداﺧﻠﻲ‪،‬ﻣﻘﺎﻟﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻣﻌﻬد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وآداﺑﻬﺎ‪،‬ع‪ 1‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪.1992،‬‬

‫‪ /6‬ﺗﺟﻠﯾﺎت اﻟﺗداﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻟﻲ اﻟﻧﺻﻲ وﺛﺎﻣﻧﻬم ﺣزﻧﻬم أﻧﻣوذﺟﺎ‪ ،‬ﺿﻣن ﻛﺗﺎب )ﺗداﺧل‬
‫اﻷﻧواع اﻷدﺑﯾﺔ(‪.‬‬

‫‪/7‬ﺧﻠﯾل ﺷﻛري‪ ،‬ﺿﻣن ﻛﺗﺎب )أﺳرار اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ(‪،‬ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻗراءة‬
‫اﻟﻧص اﻟﺳردي )اﻟﺳﯾرة اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﻠرﺑﯾﻌﻲ أﻧﻣوذﺟﺎ(‪.‬‬

‫‪/8‬رﺷﯾد ﯾﺣﯾﺎوي‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣرﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ‪،‬اﻟﻌدد‪،18‬اﻟﺳﻧﺔ ‪ ،1998‬ﺧطﺎب اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻗراءة ﻓﻲ‬
‫أﻋﻣﺎل أﻣﯾن ﺻﺎﻟﺢّ ‪.‬‬

‫‪/9‬ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟرواﺋﻲ ﻗراءة ﻓﻲ " اﻟوﻟﻲ اﻟطﺎﻫر ﯾﻌود إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻣﻪ اﻟزﻛﻲ " ﻟطﺎﻫر‬
‫و طﺎر‪.‬‬

‫‪/10‬ﺳﻌﯾد ﻋﻠوش‪ ،‬ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪.‬‬


‫‪/11‬ﺻﺎﺑر ﺣﺑﺎﺷﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻣﺎن‪ ،‬اﻷردن‪ ،‬اﻟﻌدد‪ ،115‬ﺳﻧﺔ‪ ،1978‬اﻟطﻔل ل ﻣﺣﺟوب‬
‫اﻟﻌﯾﺎري‪ ،‬ﻧص اﻟﻔﺗﻧﺔ أم ﻓﺗﻧﺔ اﻟﻧص؟‪.‬‬

‫‪/12‬ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻧﺎﻓﻊ‪ ،‬ﺟﻣﺎﻟﯾﺎت اﻟﻠون ﻓﻲ ﺷﻌر اﺑن اﻟﻣﻌﺗزة ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗواﺻل‪.1999/06/04 ،‬‬

‫‪/13‬ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺣﻣوي‪ ،‬ﻋﺗﺑﺎت اﻟﻧص اﻟﺑﯾﻧﺔ واﻟدﻻﻟﺔ‪.‬‬

‫‪/14‬ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻔر اﻟﻌﻼق‪،‬ﺷﻌرﯾﺔ اﻟرواﯾﺔ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﻘد ‪،‬ﻣﺞ ‪،6‬ع‪،23‬اﻟﺳﻧﺔ‪.1997‬‬

‫‪/15‬ﻋزوز ﻋﻠﻲ إﺳﻣﺎﻋﯾل‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺗﺑﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪.2012/01/25 ،‬‬

‫‪/16‬ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟﻣطوي‪ ،‬ﺷﻌرﯾﺔ ﻋﻧوان ﻛﺗﺎب اﻟﺳﺎق ﻋﻠﻰ ﺳﺎق ﻓﯾﻣﺎ ﻫو اﻟﻔﺎرﯾﺎق‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ‬
‫ﻋﺎﻟم اﻟﻔﻛر‪،‬ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻧون واﻵداب اﻟﻛوﯾت‪ ،‬ﻣﺟﻠد ‪ ،28‬اﻟﻌدد‬
‫اﻷول ‪/‬ﯾوﻟﯾو‪.1999/‬‬

‫ﻣﺻﺎدر ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪:‬‬

‫‪1/Larousse ;(dictionnairedefrancais)France ;1997‬‬ ‫‪.‬‬


‫ﻓﻬرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت‪:‬‬
‫اﻹﻫداء‬
‫اﻟﺷﻛر‬
‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ ‪ .............................................................................‬أ‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬اﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﻧظري ﻟﻠﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ‬
‫‪ /1‬ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ‪11.........................................................‬‬
‫‪ -1-1‬اﻟﺻورة ‪13...................................................................‬‬
‫‪ -2-1‬اﻟﻣؤﻟف ‪14....................................................................‬‬
‫‪ -3-1‬اﻟﻧﺎﺷر ‪15.....................................................................‬‬
‫‪ -4-1‬اﻟﺗﺟﻧﯾس‪16.......................................................... .........‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺗﺑﺔ اﻹﻫداء‪/‬اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ ‪17...............................................‬‬
‫‪ 1-2‬وظﺎﺋف اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ ‪18...................................................‬‬
‫‪ /3‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻧوان ‪19................................................................‬‬
‫‪1/3‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻧوان وﺗطورﻩ ‪22.......................................................‬‬
‫‪1-1-3‬ﻧﺷﺄة اﻟﻌﻧوان ‪24..............................................................‬‬
‫‪ 2-3‬ﻣﻛﺎن ظﻬور اﻟﻌﻧوان‪28..................................................... ....‬‬
‫‪ 3-3‬وﻗت ظﻬور اﻟﻌﻧوان ‪30.........................................................‬‬
‫‪4-3‬اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ واﻟﺗداوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان ‪31...........................................‬‬
‫‪ 5-3‬وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان‪33 ............................ ................................‬‬
‫‪6-3‬ﺗﺣدﯾد وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان ‪35.......................................................‬‬
‫‪7-3‬اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ‪38.............................................................‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب"‬
‫‪ /1‬ﺗﺟرﺑﺔ واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ‪42........................................................‬‬
‫‪ /2‬ﺗﻘدﯾم رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ‪47......................................................‬‬
‫‪1-2‬ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ‪52.......................................................‬‬
‫‪ 2 -2‬ﻋﺗﺑﺔ اﻹﻫداء‪ /‬اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ‪56...........................................‬‬
‫‪ /3‬ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ‪58................................... ...............................‬‬
‫‪1-3‬اﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾﺳﻲ ودﻻﻻﺗﻪ ‪59....................................................‬‬
‫‪2-3‬اﻟﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ ودﻻﻻﺗﻪ ‪62.....................................................‬‬
‫‪ 3-3‬دﻻﻟﺔ اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ‪63........................................‬‬
‫‪4-3‬وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ‪68......................................‬‬
‫‪5-3‬اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ و اﻟﺗداوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان‪71............................ ..............‬‬
‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‪74...................................................... .......................‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‪76.................................................. ........‬‬
‫اﻟﻔﻬرس ‪81............................... ............................................‬‬

Vous aimerez peut-être aussi