Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
لواسيني األعرج
بحث مقدم ضمن متطلبات التخرج لنيل شهادة الماستر في (اللغة واألدب العربي )
-زهرة زنيني
سورة العلق
اﻹﻫداء
اﻟﺣﻣد ﷲ اﻟذي أﻧﺎر ﻟﻧﺎ درب اﻟﻌﻠم واﻟﻣﻌرﻓﺔ وأﻋﺎﻧﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟواﺟب ووﻓﻘﻧﺎ ﻓﻰ إﻧﺟﺎز ﻫذا
اﻟﻌﻣل ﻓﻛﺎن ﻣن دواﻋﻲ اﻻﻋﺗزاز أن أﺧﺗم ﻣﺷواري اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺑﻬذا اﻟﺟﻬد اﻟﻣﺑﺎرك اﻟذي
ﻻﯾﻛﺗﻣل ﺣﺗﻰ ﯾﻛﺗﻣل ﯾﻛون ﻫدﯾﺔ وﻓﺎء:
إﻟﻰ :ﻤن ﯿﻨﻬﺞ ﺜﻐري ﺒﺎﺴﻤﻬﺎ وﯿﻨﺒض ﻗﻠﺒﻲ ﺒﺤﺒﻬﺎ وﺘدﻤﻊ ﻋﯿﻨﻲ ﻟﺸوﻗﻬﺎ إﻟﻰ ﻤن أرﻀﻌﺘﻨﻲ
اﻟﺤﻨﺎن وواﺴﺘﻨﻲ ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻷﻓراح واﻷﺤزان أﻤﻲ اﻟﻐﺎﻟﯿﺔ
إﻟﻰ :أﻋز اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ وأرﺤﻤﻬم ﺒﻲ و أﺤرﺴﻬم ﻋﻠﻰ وﻤن ﻟﻪ أﺜر ﻓﻲ ﺤﯿﺎﺘﻲ وﻤﺼدر
إﻟﻰ :اﻟذﯾن ﻗﺎﺳﻣوﻧﻲ ﺣﻧﺎن اﻷم وﺻﻠﺔ اﻟرﺣم إﻟﻰ إﺧوﺗﻲ وأﺧواﺗﻲ
إﺑﺗﺳﺎم
اﻹﻫداء
اﷲ
»زﻫرة«
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻟم ﺗﻛن اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻣن دواﻋﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻓﻲ اﻟﻧﻘد ﻗﺑل ﺗوﺳﻊ اﻟﻧص ،وﻟم ﯾﺗوﺳﻊ ﻣﻔﻬوم اﻟﻧص
إﻻّ ﺑﻌد أن ﺗمّ اﻟوﻋﻲ واﻟﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﺟزﺋﯾﺎﺗﻪ وﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻪ ،وﻟﻘد أدى إﻟﻰ
ﺗﺑﻠور ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﻧﺻﻲ وﺗﺣﻘق اﻹﻣﺳﺎك ﺑﻣﺟﻣل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻل اﻟﻧﺻوص ﺑﻌﺿﻬﺎ
اﻟﺑﻌض ،واﻟذي ﺻﺎر ﯾﺣﺗل ﺣﯾزا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻧﻘدي اﻟﻣﻌﺎﺻر.
ﻓﻘد ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗطور ﻓﻲ ﻓﻬم اﻟﻧص واﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﻧﺻﻲ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ أﻋﻣق ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظر إﻟﻰ
اﻟﻧص ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻓﺿﺎء ،وﻣن ﺛم ﺟﺎء اﻻﻟﺗﻔﺎت إﻟﻰ ﻋﺗﺑﺎﺗﻪ.
و ﻛﺛﯾرة ﻫﻲ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزال ﺗﻬﯾﻣن ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ و ﺗﺟﻌل
اﻹﺣﺎ طﺔ ﺑﻬﺎ ﻋﺳﯾرة ،ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ واﺣدة أو ﺑﺣث واﺣد ،واﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ أو اﻟﻣﻧﺎص) le
(paratexteﻛﻣﺻطﻠﺢ ﻧﻘدي ﯾﺷﻬد ﻧﻣوا وﺣرﻛﯾﺔ وﺗﺑﺎﯾﻧﺎ ﻓﻲ وﺳﺎﺋل ﺗوظﯾﻔﻪ ،ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻧﺳﺟﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻧص ﻣن ﺣﯾث ﻫو ﻛﯾﺎن ﻣﻌﻘد وﻣﺗﺷﺎﺑك .
ﺛم إن اﻟﻧص ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾُﻘدَ م ﻋﺎرﯾﺎ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾﺟﻪ ،ﻷن ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻻ ﺗﺗﺣدد
ﺑﻣﺗﻧﻪ وداﺧﻠﻪ ﻓﻘط ،ﺑل أﯾﺿﺎ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺷﻛل ﺑﻬﺎ.
ﻓﻘد ﺳﻌﻰ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر اﻟﯾوم إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺗﻧظﯾرا وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ) ﻣداﺧل اﻟﻧص( ،أو
)ﻋﺗﺑﺎت اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ( ،ﺑﻌد أن ظل إﻟﻰ وﻗت ﻗرﯾب ﻣن اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﻬﻣﺷﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد.
وﯾرﺟﻊ ﻫذا اﻻﻫﺗﻣﺎم إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺷﻛﻠﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣداﺧل ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻗراءة اﻟﻧص ،واﻟﻛﺷف ﻋن
ﻣﻔﺎﺗﻧﻪ ودﻻﻟﺗﻪ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻫﻲ ﻋﻼﻣﺎت ﻟﻬﺎ وظﺎﺋف ﻋدﯾدة ﻓﻲ إﯾﺟﺎد رﻏﺑﺎت
اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺗدﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻗﺗﺣﺎم اﻟﻧص.
وﺗﻧدرج اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﺗﺑﺎت ﺑوﺻﻔﻬﺎ أوﻻ وﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء ،ﻧﺻﺎ ﻣوازﯾﺎ ﯾﻣﺗﻠك وظﺎﺋف ﻋدﯾدة
وأﻫداﻓﺎ ﺗﻌﯾن اﻟﻐرض ﻣن اﻟﺗﺄ ﻟﯾف وطرﯾﻘﺔ ﺗﻧظﯾﻣﻪ ،ﻫﻛذا ﺗﻛﺳب اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻗﺿﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﺛﻠﻣﺎ
ﯾﻛﺗﺳب ﺟﺎﻧﺑﺎ ﺧﺻﺑﺎ ﻣن ﺟواﻧب اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣؤﻟف ﺑﺗﺣدﯾد ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم
أ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
واﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌرض ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻪ وﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ،ﻓﺗﺻﺑﺢ اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻣﺗﻌﺎﻟﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﻧص اﻟﻣؤﻟف
وﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘراﺋن ،اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻘراءة واﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻬم واﻻﺳﺗﯾﻌﺎب.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻧطﻠق ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺑﺎﻟﺳﻌﻲ ﻟﻠوﻟوج إﻟﻰ اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ،ﻋن طرﯾق دراﺳﺔ
اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﺣﺎﺿرة ﻓﻲ رواﯾﺔ ) أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب( ،وﺗﻘدﯾم ﺗﺻور أوﻟﻲ ﻟﺗﻣظﻬرات اﻟﻣﻘدﻣﺎت،
ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻧﺻﺎ ﻣوازﯾﺎ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ.
وﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف ،ﻓﺈن اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ أو اﻟﻣرﻓﻘﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﺎﻟﻧص ،وﺗﻌد
اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻹﺟراﺋﯾﺔ و اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻻﺳﺗﻛﺷﺎف اﻷﻏوار اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻟﻠﻧص،
وﺗﺷﻣل اﻟﻌﺗﺑﺎت ) :اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ و اﻟﻔرﻋﯾﺔ ،واﺳم اﻟﻣؤﻟف واﻟﺗﻣﻬﯾد ،واﻟﻣﻘدﻣﺔ ،وﻟوﺣﺔ
اﻟﻐﻼف( وا ٕ ذا ﻛﺎ ن اﻟﻧﻘد اﻟﻘدﯾم ﻟم ﯾوﻟﻰ ﻋﻧﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣرﻓﻘﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻧﻘد اﻟﺣدﯾث ﺑدأ ﯾرﻛز
ﻋﻠﻰ ﺟزﺋﯾﺎت اﻟﻌﻣل اﻷ دﺑﻲ وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﻓﺄﺻﺑﺢ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﯾط اﻟﻧص ﺟزءا
ﻣن اﻟﻧص ،ﯾوﺿﺢ ﻏﺎﯾﺎﺗﻪ وﺑواﻋث إﺑداﻋﻪ.
إن أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﺗﺑﺎت ،ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل إﺣدى اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﺎدر اﻟﻧﻘدﯾﺔ
اﻟﺗراﺛﯾﺔ .واﻟوﻗوف ﻋﻧدﻫﺎ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﺗﺣدﯾد ،ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻧﺑﻪ اﻟﻘﺎرئ إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻟك
ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻟوﻟوج ﻋﺎﻟم اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺗراﺛﻲ .وﯾﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑوﺳﺎطﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﺗﺄوﯾل إﻣﻛﺎﻧﺎت
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻘراءة ،وﯾﺿﺊ ﻣﺎ ﺗﻌﺗم ﻣﻧﻬﺎ.
ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص أن ﺗﺛ ﯾر اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻟوﻻ ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﻔﻬوم اﻟﻧص ،ﻓﺂﺛرﻧﺎ إﺛﺎرﺗﻬﺎ ﻓﻲ
ﺳﺑﯾل ﺗﻌﻣﯾق "ﻓﻬم اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ وﺗﺄوﯾﻠﻪ" ،ﻣﺗﺧذﯾن رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ"واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج"
ﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ،وأول إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻧطرﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد :ﻣﺎ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ؟
وﻣﺎ اﻟذي ﺗﻣﺛﻠﻪ ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب"؟ ﻓﻛﯾف دﻋّم ﻟدى اﻟﻘﺎرئ ﺗﻌﺳف اﻟﻘراءة ،وﻓﺿول
اﻟﻛﺷف ﻋن ﻣﺗن اﻟﻧص ،ووﺟﻬت أﻓق إﻧﺗظﺎرﻩ؟.
ب
ﻣﻘﺪﻣﺔ
إنّ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ أوﻻ _ وﻟﺿرورة ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ _ اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻬذا
اﻟﻣوﺿوع ﻣﺻطﻠﺣﺎ وﻣﻔﻬوﻣﺎ ودﻻﻻت ،ﻟﻬذا ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ أن ﻧﻠم ﺑﺟواﻧب ﻣﺗﻌددة ﻣن اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ
ﻓﻛﺎن اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺳﻣﯾﺎﺋﻲ أداﺗﻧﺎ ﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻓﻬم وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧص ،وا ٕ ن ﺗﺧﻠﻠﺗﻪ ﺑﻌض اﻵراء اﻟﺗﻲ
ﺗﺻﻧف ﺿﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ إﯾطﺎرﻫﺎ اﻟﺗﻌﻠﯾﻠﻲ .ﻛﺎن ذﻟك ﻋﺑر ﺧطﺔ اﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﻰ
ﻓﺻﻠﯾن ،وﻓﻲ ﻛل ﻓﺻل ﻋرض ﻟﺟواﻧب ﻣﺣددة ،وأﺿﻔﻧﺎ ﻟﻠﻣذﻛرة ﺧﺎﺗﻣﺔ ،ﻋرﺿﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ أﻫم ﻣﺎ
ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﯾﻪ ﺧﻼ ﻣﺳﺎر ﻫذا اﻟﺑﺣث.
ﻓﻘد ﻣﺛل اﻟﻔﺻل اﻷول اﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﻧظري ﻟﻠﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ وﻗﺳﻣﻧﺎﻩ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎﺣث ﺣﯾث
ﺗﻌﻧون اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ واﺣﺗوى ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻋﺗﺑﺎت :ﻋﺗﺑﺔ
اﻟﺻورة ،اﻟﻣؤﻟف ،اﻟﻧﺎﺷر ،اﻟﺗﺟﻧﯾس .وﺟﺎء اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﺣت ﻋﻧوان ﻋﺗﺑﺔ
اﻹﻫداء/اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ .وﺛﺎﻟث ﻣﺑﺣث ﻫو ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ،وﻫﻧﺎ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺷرح ﻣﻔﺻل ﻟﻬذﻩ
اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻛل ﻋﻠﻰ ﺣدة.
وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺎﺳﻘﺎط اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻟﻠﻛﺎﺗب
واﻟرواﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" وﻫذا اﻟﻔﺻل ﻛﺎن ﺑﻌﻧوان ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ
"أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻣﻘﺳﻣﺎ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺑﺎﺣث ،ﻓﺎﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻛﺎن ﻣﻔﺻﻼ ﻟﻠﺟﻬود اﻟرواﺋﯾﺔ
ﻟـ ـ ـ ـ"واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ،واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻠﺧﺻﺎ ﻟرواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ،واﻷﺧﯾر ﻫو اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ
رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ،ﺣﯾث ﻋﻛﻔﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﺑﺗﺣﻠﯾل ﺻورة اﻟﻐﻼف
اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻏﯾر اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻼﺣم ﻣﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻛﺎﻟﻌﻧوان
اﻟرﺋﯾﺳﻲ واﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻔرﻋﯾﺔ واﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ واﻹﻫداء واﻟﺗﻲ ﺗؤﺳس ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻟﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻧص ،وﺗﺣدد أﻓق اﻻﻧﺗظﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠﻣﻧﺎ ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ دﺧول اﻟﻧص وﺗﻠﻘﯾﻪ ﺑﻌﯾدا ﻋن
إﻛراﻫﺎت اﻟﻌﻘد اﻟﻘراﺋﻲ اﻟﻣﺛﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻛﺗﺎب.
وﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺑﻔرﺿﯾﺗﻬﺎ ،ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺂﻟﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺳﻌﻔﻧﺎ ﻋﻠﻰ وﺻف
اﻟﻌﻧوان وﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ،ﻓﻛﺎن اﻷﺳﺎس ﻣﺎ اﻗﺗرﺣﻪ "ﺟﯾرار ﺟﯾﻧﯾت" ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ،ﻣﻊ
ت
ﻣﻘﺪﻣﺔ
اﻟﺗرﻛﯾز أوﻻ و أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان و اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ واﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺟﺎﻧب
اﻹﺟراﺋﻲ ،إن ﻫذا اﻟﺻﻧف ﻣن اﻷﺑﺣﺎث ﯾﻔﺿل اﻹﻓﺎدة ﻣﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓﻲ ﺣﻘل اﻷﺑﺣﺎث
اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ وﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎب وﻟﺳﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧص ...ﻓﻘد أوﻟت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺣداﺛﯾﺔ،
اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻋﻧﺎﯾﺔ ﺗﻛﺎد ﺗﻛون ا ﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻬﺎ ﺧطﺎﺑﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑذاﺗﻪ ،ﻓﻛﺎﻧت اﻟﻌﺗﺑﺎت
ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧص ﻣواز ﻟﻠﻣﺗن.
ﻣن أﺟل ﻛل ﻫذﻩ اﻷﻫداف واﻷﺳﺑﺎب ،ﺟﺎءت اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺻﺎدر وﻣراﺟﻊ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ
ﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻹﺟراﺋﻲ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة ،ﻣن أﺑرزﻫﺎ
ﻛﺗﺎب ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد "ﻋﺗﺑﺎت" ،و" ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﺗﺑﺎت اﻟﻧص " ﻟﻌﺑد اﻟرزاق ﺑﻼل ،و"اﻟﻌﻧوان
وﺳﻣﯾوطﯾﻘﺎ اﻻﺗﺻﺎل اﻻدﺑﻲ " ﻟﻣﺣﻣد ﻓﻛري اﻟﺟزار " ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧص" ﻟﺣﺳﯾن ﺧﻣري ،إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ﻣراﺟﻊ أﺧرى ،أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻓﻘد اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺧﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
اﺧﺗﻼﻓﺎ طﻔﯾﻔﺎ ،ﻣن رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب":
/1ﻧﺳﺧﺔ اﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ أوﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻣطﺑوﻋﺔ ،ﺗﺣﺻﻠﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف.
أﻣﺎ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻧﺎ ﻓﻲ أﺛﻧﺎء إﻧﺟﺎز اﻟﻣذﻛرة ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣراﺟﻊ ،ﺑﺳﺑب اﻧﻌدام
اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﺣو ل ﻣؤﻟﻔﺎﺗﻧﺎ اﻟﺗراﺛﯾﺔ واﻟﺗﺄﺻﯾل ﻟﻬﺎ ﺿﻣن اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
رﻛزت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺣداﺛﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧواع أﺧرى ﻣن اﻟﺧطﺎﺑﺎت.
ﻻﺷك أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛﺗﻣل ﺑﻌد ،وﺗﺣﺗﺎج ﻟﺳد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺛﻐرات واﻟﻬﻔوات ،ﻟﻬذا ﻧرﺟو أن
ﺗﻛون ﺣﺎﻓزا ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﯾن اﻻﺧرﯾن ،اﻟذﯾن ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺟﺎل واﺳﻊ
وﺛري ﺑﺎﻟﺗﺳﺎؤﻻت واﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ،ﻓﻲ أﻓﺎق اﻟدراﺳﺎت واﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ.
ث
ﻣﻘﺪﻣﺔ
رﻏﺑﺗﻧﺎ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ وﻓق ﻣﻧﻬﺞ ورؤﯾﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ وﺗﺟﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ
اﻟﺳراب" ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ"واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ﻹﻋﺟﺎﺑﻧﺎ ﺑرؤى اﻟﻛﺎﺗب وﻛذا ﻟﻐﺗﻪ اﻟﺷﺎﻋرﯾﺔ اﻟﻣﻣﯾزة ﻋدا اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ
اﻟﺗﻲ ﺣﺎز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ أﻗطﺎر اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ.
وﻻ ﯾﻔوﺗﻧﺎ أن ﻧﺗوﺟﻪ ﺑﺎﻟﺷﻛر اﻟﺟزﯾل إﻟﻰ أﺳﺗﺎذﻧﺎ اﻟﻣﺷرف "أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻘوي" ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣﻠﻪ
أﻋﺑﺎء ﻗراءة اﻟﻣذﻛرة ﺣﺗﻰ اﻧﺗﻬت ،وﺻﺑرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ،واﻟذي
ﺧﺻﻧﺎ ﺑوﻗﺗﻪ ،وﺧﺑرﺗﻪ ،وﺗوﺟﯾﻬﺎﺗﻪ اﻟﺳدﯾدة ،ﻟﺗﺟﺎوز اﻟﻌﻘﺑﺎت.
وا ٕ ﻟﻰ ﻛل ﻣن ﻛﺎﻧت ﻟﻪ ﯾد اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻣن ﻗرﯾب أو ﺑﻌﯾد ،ﻗراءة أو ﺟﻣﻌﺎ وﺗدوﯾﻧﺎ ،ﻷﻗدم ﻫذا
اﻟﺑﺣث ﻣﻌﺗذرة ﻋم ﯾﺷوﺑﻪ ﻣن ﻧﻘص وﻗﺻور.
وﻻ ﯾﺳﻌﻧﺎ ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻟﻰ أن ﻧﺄﻣل أن ﺗﻛون ﻗراءﺗﻧﺎ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻣﺗواﺿﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﺗﺑﺎت
اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘد اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر.
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر أوﺟزﻧﺎ أﻫم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻫذا اﻟﺑﺣث اﻟﻣﺗواﺿﻊ ،وﺣﺳﺑﻧﺎ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ
ﺑﺟﻬد وﺻدق.
وﻧﺳﺄل اﷲ اﻟﺗوﻓﯾق.
ج
اﻟﻔـــــــــــــــــــــــــﺻل اﻷول:
إن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓﻬم اﻟﻧص وا ٕ ﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أن ﯾﺻﻧﻊ ﻣن ﻧﻔﺳﻪ ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ،ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻓﯾﻪ ﺑﻧﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﺟﻣﻌﻬﺎ
اﻟﻧص ﺣﯾث ﯾﻣﺛل ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻟﻬدف اﻟﺳﺎﻣﻲ ﻟﻠﻘﺎرئ اﻟذي ﯾﺣﺎول ﻣﻼﻣﺳﺔ ﺳﺣرﻩ واﻟدﺧول إﻟﻰ
ﻋﺎﻟﻣﻪ .واﻟﺑداﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﯾﻣﺛﻠﻬﺎ ﻋﺎﻟم اﻟﻧص ،أي ﻛل ﻣﺎ ﯾرﺑط اﻟﻧﺻوص ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ وﻫذا ﻣﺎ
ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻌرف ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻣوازي أو اﻟﻧص اﻟﻣﺻﺎﺣب para
texteوﻗد ﻗدﻣت ﻋدة ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻟﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻣﺛل :ﻣﺣﻣد ﺑﻧﯾس :ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻣوازي ،ﻣﺧﺗﺎر
ﺣﺳﻧﻲ:ﺑﺎﻟﺗوازي اﻟﻧﺻﻲ ،ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟﻣطوي :ﺑﻣوازي اﻟﻧص ،ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺷﺑل :ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻣﺣﺎذ،
وﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن :ﺑﺎﻟﻣﻧﺎص .إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗرﺟﻣﺎت أﺧرى ﻛﺎﻟﻣﻧﺎﺻﺻﺔ ،اﻟﻧص اﻟﻣؤطر ،اﻟﻧص
اﻟﻣﺻﺎﺣب ،واﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ﻫو اﻟﻌﺗﺑﺎت seuilsو ﺗﻌدد ﻫذﻩ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت راﺟﻊ
ﻻﺧﺗﻼف اﻟﺗرﺟﻣﺎت ﻟﻠﺟذر اﻷول ) ): (paraﻓﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ واﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﺻﻔﺔ ﺗﺣﻣل ﻣﻌﻧﻰ
اﻟﺷﺑﯾﻪ واﻟﻣﻣﺎﺛل واﻟﻣﺳﺎوي ) ( pareil égalﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷﺑﻌﺎد اﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟﻘﯾﻣﺔ ،ﺑﺣﯾث ﻧﺟد اﻟﻛﻠﻣﺔ
اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ )ﺗوازي( اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ وﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ اﻟﻣﺟﺎﻧﺳﺔ واﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ،وﻛذﻟك ﻣﻌﻧﻰ اﻟظﻬور
(corvéable, compagnon, apparie, واﻟﻣﺷﺎﻛﻠﺔ )semblable اﻟوﺿوح
وﺑﻣﻌﻧﯨﺎﻟﻣوازﯾواﻟﻣﺳﺎوﯾﻠﻼرﺗﻔﺎﻋواﻟﻘوة
.وﺑﻣﻌﻧﯨﺎﻟزوﺟواﻟﻘرﯾﻧواﻟوزﻧﺑﯾﻧﻣﻘدارﯾﻧواﻟﻌدﻟواﻟﻣﺳﺎواةﺑﯾﻧﺷﺧﺻﯾﻧﺑﻣﻌﻧﯨﺗﺣﺎذﯾﺎﻟﺟﻣﻠﺑﯾﻧﺑﻌﺿﻬﺎاﻟﺑﻌض(1
ﻓﺎﻟﺗرﺟﻣﺎﺗﺎﻟﻌدﯾدةﻟﻣﺻطﻠﺣواﺣدأﻧﺗﺟﺗﻌدداﻛﺑﯾراﻣﻧﺎﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت،وﻟﻛﻧﺎﻟﻣﺻطﻠﺣﺎﻷﻛﺛراﻧﺗﺷﺎراﻫو"ﻋﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧص
)ﺣﺳﯾﻧﺧﻣرﯾﻔﯾﻣؤﻟﻔﻪ ﻓﻘداﺳﺗﻌﻣﻠﻬذااﻟﻣﺻطﻠﺣﺟﻣﻠﺔﻣﻧﺎﻟﺑﺎﺣﺛﯾﻧﻣﻧﻬم: "اﻟﻌﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧﺻﯾﺔ" أو "
3 2
( " اﻟﺑﻧﯾﺔواﻟدﻻﻟﺔ "ﻋﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧص: اﻟﻔﺗﺎﺣﺎﻟﺟﺣﻣرﯾﻔﯾﻛﺗﺎﺑﻪ ()،ﻋﺑد " "ﻧظرﯾﺔاﻟﻧص
وﻓﯾدراﺳﺔﻟﻌﺑداﻟرزاﻗﺑﻼﻟﻣﻌﻧوﻧﺔب"ﻣدﺧﻺﻟﯨﻌﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧص".
9
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
واﻟﻣﻼﺣظﺄﻧﻣﺻطﻠﺣﺎﻟﻌﺗﺑﺎﺗﻛﺛراﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬوذﻟﻛﻸﻧﺎﻟﻌﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧﺻﯾﺔﻫﯾﺄﺳﺎﺳﺎﻋﺑﺎرةﻋﻧﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻧﺻﯾﺔ،واﻟﻌﺗﺑﺎﺗﻧطؤﻫﺎﻗ
ﺑﻼﻟدﺧوﻹﻟﯨﻌﺎﻟﻣﺎﻟﻧص،ﻓﻔﯾﺗﻌرﯾﻔﻬﺎاﻟﻠﻐوﯾﻛﻣﺎﺟﺎءﻓﻲ )ﻟﺳﺎﻧﺎﻟﻌرﺑﻔﯾﻣﺎدةﻋﺗب }:اﻟﻌﺗﺑﺔﻫﯾﺄﺳﻛﻔﺔاﻟﺑﺎﺑﺎﻟﺗﯾﺗوطﺄ{
ﻓﻬﯾﺑداﯾﺔاﻟﺣرﻛﺔ.(1
وﻟﻌﻠﻬذﻫﺎﻟﻛﺛرةﻓﯾﺎﻟﻣﺻطﻠﺣﺎﺗراﺟﻌﺔﺑﺎﻟدرﺟﺔاﻷوﻟﯨﺈﻟﯨﻣﺎﺗﺗواﻓرﻋﻠﯾﻬﺎﻟﻠﻐﺔاﻟﻌرﺑﯾﺔﻣﻧﻔﺎﺋﺿﻔﯾﺎﻷﻟﻔﺎظواﻟدﻻﻻت،وﺗﺗ
ﺳﻣﺑﻬﺎﻟﺗراﻛﯾﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔﻣﻧﺗﻧوع.
)(1987 "ﻋﺗﺑﺎت" وﻗدﻛﺎﻧﺎﻟﻐرﺑﻬﻣﺎﻟﺳﺑﺎﻗوﻧﻔﯾدراﺳﺔﻫذااﻟﻣﺻطﻠﺢ،ﻓﻧﺟدأﻧﻛﺗﺎﺑﺟﯾرارﺟﯾﻧت
ﻫواﻟﺻدراﻟرﺋﯾﺳﯾﻠﻛﻠﺑﺎﺣﺛﯾﻬدﻓﺈﻟﯨدراﺳﺔﺧﻔﺎﯾﺎﺧطﺎب"ﻋﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧص".
ﻓﺎﻟﻐرﺑﻛﺎﻧواأﺳﺑﻘﻣﻧﺎﻟﻌرﺑﻔﯾﺎﻟﺗﺳﻣﯾﺔاﻟﺣداﺛﯾﺔﻟﻠﻣﺻطﻠﺢ
"اﻟﻌﺗﺑﺎﺗﺎﻟﻧﺻﯾﺔ"،ﻓﻼﯾﺧﻔﯨﺄﻧﺎﻟﻌرﺑﻛﺎﻧﺗﻠﻬﻣدراﺳﺎﺗﺣﺗﯨوا ٕ ﻧﻠﻣﺗﻛﻧﺑﺎﻟﻣﻔﻬوﻣﺎﻟﺣداﺛﯾﻣﻧﺣﯾﺛﺎﻟﺗﻧظﯾﻣواﻟﺗﺧطﯾطﺎﻟﻣﻧﻬﺟﻲ.
ﻓﺈذا ﺗﺻﻔﺣﻧﺎ ﻛﺗب اﻟﻧﻘد اﻟﺗراﺛﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب ﻧﺟد ﺑﻌض اﻟﻣﺻﻧﻔﺎت ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺎﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ،
وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻋﻧد اﻟﻛﺗﺎب اﻟذﯾن ﻋﺎﻟﺟوا ﻣوﺿوع اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﻛﺗﺎب ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ"اﻟﺻوﻟﻲ" و "اﺑن ﻗﺗﯾﺑﺔ".
ف"أدب اﻟﻛﺗﺎب" ﻟﻠـ ـ ـ ـ"ﺻوﻟﻲ" ﯾﻣﺗﺎز ﺑﺎﻹﯾﺟﺎز اﻟﺑﻠﯾﻎ ووﺿوح اﻷﻓﻛﺎر) .إذ اﺷﺗﻣﻠﻌﻠﻰ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
اﻟﺧﺎ ﺻﺔ ﺑﺄدب اﻟﻛﺗﺎب ،اﻟﺗﺻدﯾر ،اﻟﺧط ،ﻣﺎ ﻗﯾل ﻓﻲ اﻟﻘﻠم ،اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ،اﻟﻧﺣو ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب
ﻋرض اﻟﻛﺗﺎب ،اﻟﻠﺣن ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب ،اﻟﻌﻧوان ،اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺧﺗﯾم ،ﺗﺣرﯾر اﻟﻛﺗﺎب .(2 ....
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻧﺻوص وﻧﺷرﻫﺎ "ﻓﻬذا اﻷﺧﯾر اﺣﺗوى ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻹﺷﺎرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب وﺗﺣﻘﯾق اﺳم اﻟﻣؤﻟف وﺗﺣﻘﯾق ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻛﺗﺎب إﻟﻰ ﻣؤﻟﻔﻪ ﻛﻣﺎ
ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻣﻛﻣﻼت اﻟﺣداﺛﯾﺔ وﯾﺧص ﺑﺎﻟذﻛر:
10
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
:1ﯾﻧظر :ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون ،ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺻوص وﻧﺷرﻫﺎ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ط ،1ﺑﯾروت ،2001،ص .84 – 43
11
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
ﯾﻌد اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻛﺗب ﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﺗﻘدﻣﺔ ،ﻓﻬو ﻣن اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر أول ﻣﺎ ﯾواﺟﻬﻪ
اﻟﻘﺎرئ ﺑﺳﺑب ﺣﺿورﻩ اﻟﺑﺎرز ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻷوﻟﻰ ،إذ ﯾﺳﺎﻫم ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ ﻓﻲ إﻗﻧﺎع اﻟﻘﺎرئ ﻋﻠﻰ
ﺷراء اﻟﻛﺗﺎب ﻣن ﻋدﻣﻪ .ﯾﻌرف ﺟﯾﻧت ﺗﺻدﯾر اﻟﻛﺗﺎب/اﻟﻌﻣل":ﻛﺎﻗﺗﺑﺎﺳﯾﺗﻣوﺿﻊ )ﯾﻧﻘش( ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ
رأس اﻟﻛﺗﺎب أو ﻓﻲ ﺟزء ﻣﻧﻪ"1
ﻓﯾﻘول ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﺣﻣﺎد ":اﻟﻐﻼف أول ﻣﺎ ﻧﻘف ﻋﻧدﻩ ،وﻫو اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻠﻔت اﻧﺗﺑﺎﻫﻧﺎ ﺑﻣﺟرد
ﺣﻣﻠﻧﺎ ورؤﯾﺗﻧﺎ ﻟﻠرواﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ اﻟﻌﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻋﺗﺑﺎت اﻟﻧص اﻟﻬﺎﻣﺔ ،وﺗدﺧﻠﻧﺎ إﺷﺎراﺗﻪ إﻟﻰ اﻛﺗﺷﺎف
ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻧص ﺑﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻪ :ﺻورة ،أﻟوان "2.....ﻓﻠﻬذا ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻐﻼف ﻣن أﻫم
اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت ،ﺣﯾث ﯾﻘول اﻟﻘﺎص واﻟرواﺋﻲ ﻧﺎﺻر اﻟﺟﺎﺳم ):ﻋﻠم اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ اﻟﺛﻼث:
اﻟﻐﻼف ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن اﻟﻠوﺣﺎت اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﯾﺔ،واﻟﻌﻧوان،وﻋﺑﺎرة اﻹﻫداء،واﻻﺳﺗﻬﻼل ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻷوﻟﻰ
(3...
وﻧﺟد ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺣﻣﯾد اﻟﺣﻣداﻧﻲ ﯾﻘول ﻋن اﻟﻐﻼف أﻧﻪ » :ﻓﺿﺎء ﻣﻛﺎﻧﻲ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﺷﻛل
إﻻ ﻋﺑر اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ،ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻛﺗﺎب وأﺑﻌﺎدﻩ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣﻛﺎن ﻣﺣدود وﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻣﻛﺎن ،اﻟذي
ﯾﺗﺣرك ﻓﯾﻪ اﻷﺑطﺎل ،ﻷﻧﻪ ﻣﻛﺎن ﺗﺗﺣرك ـ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺢ ـ ﻓﯾﻪ ﻋﯾن اﻟﻘﺎرئ إﻧﻪ ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ﻓﺿﺎء
اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟرواﺋﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ طﺑﺎﻋﺔ «4
:1ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد ،ﻋﺗﺑﺎت )ﺟﯾرار ﺟﯾﻧت ﻣن اﻟﻧص إﻟﻰ اﻟﻧﺎص( ،ﺗﻘدﯾم ﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن ،ﻣﻧﺷورات اﻹﺧﺗﻼف ،ط ،2001 ،1ص
.107
:2ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﺣﻣﺎد ،ﺗداﺧل اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ )ﺑﺣث ﻓﻲ ﻧﻣﺎذج ﻣﺧﺗﺎرة ( دراﺳﺎت أدﺑﯾﺔ ،ﻣطﺎﺑﻊ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﻛﺗﺎب ،د/ط ،ص . 148
:3أﻏﻠﻔﺔ اﻟﻛﺗب ظﺎﻫرة ﻋﺻرﯾﺔ ،ﻣﻧﺷور ﺑﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟرﯾﺎض اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2013/10/13
www.moheet.com
:4ﺣﻣﯾد اﻟﺣﻣداﻧﻲ ،ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧص اﻟﺳردي ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ،اﻟﻣرﻛزاﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻣﻐرب ،ط ،2000 ،3ص.124
12
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
ﻓﺎﻟﻐﻼف ﻣن أﺑرز اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾواﺟﻬﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ أﺛﻧﺎء ﻣطﺎﻟﻌﺗﻪ ﻟﻠرواﯾﺔ "ﻓﻬو ﻋﺗﺑﺔ ﺿرورﯾﺔ
ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻣق ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻧص و اﺳﺗﻛﻧﺎﻩ ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن أﻓﻛﺎر واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎدﻩ
اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ."1
" ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺧطﺎب اﻟﻐﻼﻓﻲ ﻣن أﻫم ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧص اﻟﻣوازي اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻷﺟﻧﺎس اﻷدﺑﯾﺔ
ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،واﻟرواﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﺷﻛﯾل و اﻟﻣﻘﺻدﯾﺔ."2
ﻓﺎﻟﻐﻼف اﻟﻣطﺑوع ﻟم ﯾﻌرف إﻻ ﻓﻲ اﻟﻘرن 19م ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻘرن اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت
اﻟﻛﺗب ﺗﻐﻠف ﺑﺎﻟﺟﻠود " ﻟﯾﺄﺧذ اﻟﻐﻼف اﻵن ﻓﻲ زﻣن اﻟطﺑﺎﻋﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،واﻟطﺑﺎﻋﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ و
اﻟرﻗﻣﯾﺔ أﺑﻌﺎدا وآﻓﺎﻗﺎ أﺧرى ،" 3ﻓﻬو اﻟذي ﯾﺣﯾط ﺑﺎﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ ،وﯾﻐﻠﻔﻪ ،وﯾﺣﻣﯾﻪ ،وﯾوﺿﺢ ﺑؤرﻩ
اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻧوان ﺧﺎرﺟﻲ ﻣرﻛزي.
وﻧﺟد اﻟﺧطﺎب اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﯾﺗﻛون ﻣن:اﻟﺻورة أو اﻟﻠوﺣﺎت اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﯾﺔ ،اﺳم اﻟرواﺋﻲ وﻋﻧوان
رواﯾﺗﻪ ،وﺣﯾﺛﯾﺎت اﻟطﺑﻊ واﻟﻧﺷر ،وﯾطﺑﻊ اﻟﻐﻼف اﻟرواﺋﻲ ﻫﻧدﺳﯾﺎ ﺑﺄﺣﺟﺎم ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻧوﻋﺔ؛ "وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
ﯾﺗﺧذ اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ ﺣﺟﻣﺎ ﻣﺳﺗطﯾﻼ ،وﯾﻧدر وﺟود اﻟﺣﺟم اﻟﻣرﺑﻊ ﻓﻲ إﺧراج اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ ."4
1ـ 1ـﺎﻟﺻـورة :وﻫﻲ اﻟﺷﻲء اﻟﺑﺎرز ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف وﺗﺗﻛون ﻣن اﻟرﺳم واﻷﻟوان.
:1اﻟﺳﻌﯾد ﻣوﻓﻘﻲ ،إﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ﺧطﺎب اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ ﺷرﻓﺎت اﻟﺑﺣر واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ،دﯾوان اﻟﻌرب ،اﻟﺧﻣﯾس
،2013/03/31ص .03
:2ﺟﻣﯾل ﺣﻣداوي ،ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟﻐﻼﻓﻲ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ "اﻟﻐﻼف ﻋﺗﺑﺔ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻔﻬم اﻟﻧص اﻹﺑداﻋﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺗﺑﺎت
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﻋزوز إﺳﻣﺎﻋﯾل ،اﻟﻌدد اﻷول ،اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ،2012/01/25،ص .15
:3ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد ،ﻋﺗﺑﺎت ،ص . 48
:4ﺟﻣﯾل ﺣﻣداوي ،ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟﻐﻼﻓﻲ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ "اﻟﻐﻼف ﻋﺗﺑﺔ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻔﻬم اﻟﻧص اﻹﺑداﻋﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺗﺑﺎت
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﻋزوز إﺳﻣﺎﻋﯾل ،ص .16
13
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
رواﻟرﻣوز،وﺣﺗﯨﺎﻷﻟواﻧﺎﻟﻣﻧﺳﺟﻣﺔوﻏﯾراﻟﻣﻧﺳﺟﻣﺔﺗﻠﻌﺑدوراﻣﻬﻣﺎﻓﯾﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔاﻟﺗواﺻﻠﯾﺔواﻹﺑداﻋﯾﺔاﻟﺗﯾﯾروﻣﻬﺎأﯾﻛﺗﺎﺑﻣ
ﻫﻣﺎﻛﺎﻧﻧوﻋﻬوﺟﻧﺳﻣﺗﻧﻬﻔﺎﻟﺻورة ﺗﻌﺗﺑر
"أﯾﻘوﻧﺔ ﺑﺻرﯾﺔ وﻋﻼﻣﺔ ﺗﺻوﯾرﯾﺔ وﺗﺷﻛﯾﻠﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺳوﻣﺎت ﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ واﻗﻌﯾﺔ وروﻣﺎﻧﺳﯾﺔ
وأﺷﻛﺎﻻ ﺗﺟرﯾدﯾﺔ وﻟوﺣﺎت ﻓﻧﯾﺔ ﻟﻔﻧﺎﻧﯾن ﻣرﻣوﻗﯾن ﻟﻌﺎﻟم اﻟﺗﺷﻛﯾل اﻟﺑﺻري أو ﻓن اﻟرﺳم ،ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ واﻟﻘﺎرئ واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ."1
و ﻗد ﻋرف ﻣﻧذ اﻟﻘدم اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺻورة وذﻟك ﻟظﻬور اﻟرﺳم ﻗﺑل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﻓﺎﻟﺻورة أﻛﺛر اﻟﺗﺻﺎﻗﺎ
ﺑﺎﻟواﻗﻊ ،و أﻛﺛر ﻗدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻪ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺟﺎﻧب ﻣﺎدي ﻣﻠﻣوس ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻌﻼﻣﺔ
اﻟﻠﻐوﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻋﺑرﻫﺎ ﺗوﻟﯾد ﻣﺟﻣل اﻟدﻻﻻت داﺧل اﻟﺻورة ،ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗرﺗﯾب،
ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻷﻓﻛﺎر واﻟدﻻﻻت ﻣن ﻟﻐﺔ إﻟﻰ أﺧرى؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺣﻛﻲ اﻟﻔﻛرة ﺑﻠﻐﺔ اﻟﺷﻛل ـ
اﻟﺧط ـ اﻟﻠون ـ اﻟظل ـ اﻟﻣﻼﻣﺢ واﻻﺗﺳﺎق اﻟﺑﺻري ،اﻟﺗﻧوع ﻟﺗﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻠم اﻟﻘراءة ،وﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ
اﻟﻔﻬم اﻹدراك ،ﻋﺑر ﺗﺣرﯾك اﻟﻌﻘل وا ٕ ﻋﻣﺎل ﻣﻬﺎراﺗﻪ .ﻓﺎﻟﺻورة ﺗﻌﻧﻲ ﺗﺣوﯾل اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ داﺧل
اﻟﻌﻣل اﻟرواﺋﻲ إﻟﻰ ﺗﺟرﺑﺔ ﺑﺻرﯾﺔ.
ب/اﻷﻟوان " :ﻟﻘد اﺗﺧذ اﻟﻠون وظﯾﻔﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺣل ﻣﺣل اﻟﻠﻐﺔ ،وﻣﺣل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻟﻬذا وﺟب رﺑط
اﻟﻠون ﺑﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدث وﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺛم ﺑﺎﻟوﺳط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺛم ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻔﻧﺎن ﻓﺗﺳﺎﻫم
دﻻﻻت اﻟﻠون ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟدﻻﻻت اﻟﺧﻔﯾﺔ واﻷﺑﻌﺎد اﻟﻣﺳﺗﺗرة ﻓﻲ اﻟﻧﻔس اﻟﺑﺷرﯾﺔ"2
:1ﺟﻣﯾل ﺣﻣداوي ،ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟﻐﻼﻓﻲ ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ "اﻟﻐﻼف ﻋﺗﺑﺔ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻔﻬم اﻟﻧص اﻹﺑداﻋﻲ،ﻣﺟﻠﺔ ﻋﺗﺑﺎت
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ص .16
:2ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻧﺎﻓﻊ ،ﺟﻣﺎﻟﯾﺎت اﻟﻠون ﻓﻲ ﺷﻌر اﺑن اﻟﻣﻌﺗزة ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗواﺻل ،اﻟﻌدد ،1999/06/04 2ص . 125
14
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
.2.1اﻟﻣؤﻟـف" :ﯾﻌد اﺳم اﻟﻛﺎﺗب ﻣن ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻣﻬﻣﺔ ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺟﺎﻫﻠﻪ أو
ﻣﺟﺎوز ﺗﻪ ﻷﻧﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻔﺎرﻗﺔ ﺑﯾن ﻛﺎﺗب و آﺧر."1
ﻓﺎﺳم اﻟﻣؤﻟف ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف ﯾﺧﺻﻪ ﺗﻣﯾزا وﻫوﯾﺔ ،وﯾﻣﻧﺣﻪ ﻗﯾﻣﺔ أدﺑﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ"وﯾراد ﻣن ﺗﺛﺑﯾت اﺳم
اﻟﻣؤﻟف اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ واﻟﺷﺧﺻﻲ ﺗﺧﻠﯾدﻩ ﻓﻲ ذاﻛرة اﻟﻘﺎرئ ."2
ﻓﺎﺳم اﻟﻛﺎﺗب ﯾﺄﺧذ ﺛﻼث أﺷﻛﺎل ﺣﺳب ﺟﯾرار ﺟﯾﻧت :اﻻﺳم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻛﺎﺗب ) ،(onymatاﻻﺳم
اﻟﻣﺳﺗﻌﺎر ﻟﻠﻛﺎﺗب ) ،(pseudonymatاﻻﺳم اﻟﻣﺟﻬول ﻟﻠﻛﺎﺗب ).(anonymat
وﯾﻘو اﺳم اﻟﻛﺎﺗب اﻟظﺎﻫر ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻛﺗﺎب ﺑﺛﻼث وظﺎﺋف أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺳﻧﻬﺎﺟﯾرار ﺟﯾﻧت
وﺗﻛﻣن ﻓﻲ:
" وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ :وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺛﺑﯾت ﻫوﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻛﺎﺗب ﺑﺈﻋطﺎﺋﻪ اﺳﻣﻪ.
وظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ :وﻫﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘف دون اﻟﺗﻧﺎزع ﻋﻠﻰ أﺣﻘﯾﺔ ﺗﻣﻠّك اﻟﻛﺗﺎب ،ﻓﺎﺳم اﻟﻛﺎﺗب ﻫو
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ اﻷدﺑﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﻪ.
وظﯾﻔﺔ إﺷﻬﺎرﯾﺔ :وﻫذا ﻟوﺟودﻩ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان اﻟﺗﻲ ﺗﻌد اﻟواﺟﻬﺔ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،وﺻﺎﺣب
اﻟﻛﺗﺎب أﯾﺿﺎ،اﻟذي ﯾﻛون اﺳﻣﻪ ﻋﺎﻟﯾﺎ ﯾﺧﺎطﺑﻪ ﺑﺻرﯾﺎ ﻟﺷراﺋﻪ ."3
1ـ 3ـ اﻟﻧﺎﺷـر :ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﻛﻠﻣﺔ اﻟﻧﺎﺷر أو ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺗﺻﻠﯾﺔ "وﺗﻌد ﻣن ﺑﯾن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻧﺎص ﻋﺎﻣﺔ"4
15
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
وﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻬﺎ " :أﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن ورﻗﺔ ﻣدرﺟﺔ ) (encartﺗﻛون ﻣطﺑوﻋﺔ ،ﺗﺣﺗوي
ﻋﻠﻰ ﻣؤﺷرات ﻟﻌﻣل ﻣﺎ"1
ﻓﻧﻘرأﻋﻠﯨﺎﻟﻐﻼﻓﺎﺳﻣداراﻟﻧﺷراﻟﺗﯾﻧﺷرﺗﺎﻟﻣﺟﻣوﻋﺔﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔإﻟﯨﺎﺳﻣﻣﻣوﻻﻟﻧﺷروﻫذﻫﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﺿرورﯾﺔوا ٕ ﻟزاﻣﯾﺔﻓﯾﺄ
ﯾﺈﺻدارﯾﺣﺗرﻣﺎﻟﺷروطﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔﻟﻠﻧﺷر،ودوﻧﻬﺎﺗﻧﺳﺣﺑﺎﻟﺷرﻋﯾﺔاﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔﻋﻧﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺎﻟذﯾﯾﻔﻘداﻟﺣﻘﻔﯾﺎﻟﺣﺿوراﻟﺷرﻋﯾﺑ
ﻣﺟردﻏﯾﺎﺑﺎﺳﻣﺎﻟﺟﻬﺔاﻟﻧﺎﺷرةﻟﻪ،واﻟﺗﯾﺗﻘدﻣﺈﺿﺎﻓﺔإﻟﯨﺎﺳﻣﻬﺎﻛﻼﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﺎﻟﺧﺎﺻﺔﺑﻬﺎ:
اﻟﻌﻧوان،اﻟﻬﺎﺗف،اﻟﻔﺎﻛس،اﻟﻌﻧواﻧﺎﻟﺑرﯾدي،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔإﻟﯨرﻗﻣﺎﻹﯾداﻋﺎﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺎﻟذﯾﻣﻧﺣﺗﻬﻠﻠﻛﺗﺎﺑﻠﯾﻛﺗﺳﺑﺎﻟﺷرﻋﯾﺔاﻟﻘﺎﻧو
ﻧﯾﺔ،وﻫﯾﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﺗﻔرﺿﻬﺎﻛﻣﺎأﺳﻠﻔﻧﺎﻗواﻧﯾﻧﺎﻟﻧﺷراﻟﻣﻌﻣوﻟﺑﻬﺎﻋﻠﯨﺎﻟﻣﺳﺗوﯨﺎﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
1ـ4ـ اﻟﺗﺟﻧـﯾس :اﻟﻣؤﺷر اﻟﺟﻧﺳﻲ )" (indication génériqueﻫو ﻣﻠﺣق ﺑﺎﻟﻌﻧوان (annex du
) titerﯾﻌد ﻧظﺎﻣﺎ رﺳﻣﯾﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن ﻣﻘﺻدﯾﺔ ﻛل ﻣن اﻟﻛﺎﺗﺑو اﻟﻧﺎﺷر ﻟﻣﺎ ﯾرﯾدان ﻧﺳﺑﺗﻪ ﻟﻠﻧص"2
ﻣﺎﯾرادﻣﻧﻬﺗﺣدﯾدﺟﻧﺳﺎﻟﻌﻣﻼﻷدﺑﯾﺄﯾوﺿﻌﺎﻟﻧﺻﺿﻣﻧﺳﻠﺳﻠﺔﻣﺣددةﺗﻛوﻧرواﯾﺔأوﺗﻛوﻧﻣﺟﻣوﻋﺔﻗﺻﺻﯾﺔأوﻣﺟﻣوﻋ
ةﺷﻌرﯾﺔأوﻧﻘدأوﻣﺳرح.
"ﯾﻌﺗﺑروﺣدةﻣﻧﺎﻟوﺣداﺗﺎﻟﺟراﻓﯾﻛﯾﺔأوﻣﺳﻠﻛﺎﻣﻧﺎﻟﻣﺳﺎﻟﻛﺎﻷوﻟﯨﻔﯾﻌﻣﻠﯾﺔاﻟوﻟوﺟﻔﯾﻧﺻﻣﺎ؛ﻓﻬوﯾﺳﺎﻋداﻟﻘﺎرﺋﻌﻠﯨﺎﺳﺗﺣﺿﺎ
رأﻓﻘﺎﻧﺗظﺎرﻩ،ﻛﻣﺎﯾﻬﯾﺋﻬﻠﺗﻘﺑﻸﻓﻘﺎﻟﻧص"3
ووظﯾﻔﺗﻬﺎﻷﺳﺎﺳﯾﺔﺗﻛﻣﻧﻔﯾﺈﺧﺑﺎراﻟﻘﺎرﺋوا ٕ ﻋﻼﻣﻬﺑﺟﻧﺳﺎﻟﻌﻣﻼﻟذﯾﺳﯾﻘرؤﻩ.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺧطﺎب اﻟﻐﻼﻓﻲ ﺳﻧﺧﺻص ﻟﻬﺎ ﻣﺑﺣث
ﺧﺎص ﺑﺎﻟدراﺳﺔ وذﻟك ﻷﻫﻣﯾﺗﻪ.
:3ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟرواﺋﻲ ﻗراءة ﻓﻲ " اﻟوﻟﻲ اﻟطﺎﻫر ﯾﻌود إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻣﻪ اﻟزﻛﻲ " ﻟطﺎﻫر وطﺎر ،ص . 5
16
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
2ـ ﻋﺗﺑﺔ اﻹﻫداء/اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ :ﺗﻌﺗﺑر ﻋﺗﺑﺔ اﻹﻫداء ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﺗﺑﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ
ﻓﻧﺟد "ﻛﻠود دﯾﺷﻲ" ﯾﻘول ﻋﻧﻪ أﻧﻪ»:ﻧوع ﻣن اﻟﺧطﺎﺑﺎت اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﺣﻛﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ
ﺗﻘرﯾب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺟﻧس اﻷدﺑﻲ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ،و إﻋطﺎﺋﻪ ﺗﺻورا ﻋن اﻟﻛﺎﺗب ﻛذات أﻧﺗﺟت اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ
ﻣن ﺟﻬﺔ ،و اﻟﻛﺎﺗب ﻛﻘﺎرئ ﻟﻌﻣﻠﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى«1
اﻻﻫداء ﻫو ﺗﻘرﯾر ﻣن اﻟﻛﺎﺗب وﻋرﻓﺎن ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻟﻶﺧرﯾن،ﺳواء ﻛﺎﻧوا أﺷﺧﺎﺻﺎ أوﻣﺟﻣوﻋﺎت )واﻗﻌﯾﺔ
أو اﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ ( ""2وﺗﺣﻣل داﺧﻠﻬﺎ إﺷﺎرة ذات دﻻﻟﺔ واﺿﺣﺔ"3
واﻹﻫداء ﻧوﻋﺎن :واﺣد ﻋﺎم :وﻫو ﻣﺎ وﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻬﯾﺋﺎت
واﻟﻣﻧظﻣﺎت وآﺧر ﺧﺎص :وﻫو ﻣﺎ وﺟﻪ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣﻘرﺑﯾن ﻣن اﻟﻛﺎﺗب وﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟواﻗﻌﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ.
وﻫﻧﺎك أﯾﺿﺎ اﺧﺗﻼف ﻣﺎ ﺑﯾن إﻫداء اﻟﻌﻣل/اﻟﻛﺗﺎب وا ٕ ﻫداء اﻟﻧﺳﺧﺔ " ﺣﯾث أن اﻹﻫداء اﻷول ﯾﻛون
ﻣطﺑوﻋﺎ وﻣﻧدرﺟﺎ ﻓﯾﻪ ﺑﻌد ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان وﻗﺑل اﻻﺳﺗﻬﻼل ،أﻣﺎ إﻫداء اﻟﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ،ﻓﯾﻛون
إﻫداءً ﺑﺧط ﯾد اﻟﻛﺎﺗب ﻧﻔﺳﻪ ﻟﻠﻘﺎرئ."4
وﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ اﻟﻧوع اﻷول ﻣن اﻹﻫداء) إﻫداء اﻟﻛﺗﺎب( ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﻛﻠﻣن اﻟﻣﻬدى
واﻟﻣﻬدى إﻟﯾﻪ ﺣﯾث ﯾﻧﻘﺳم اﻟﻣﻬدى إﻟﻰ ﻣﻬدى ﺧﺎص وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻘرﯾﺑﯾن ﻣن اﻟﻛﺎﺗب،
وﻣﻬدى ﻋﺎم ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺑطﻬﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﻣﻊ اﻵﺧر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ
واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﻣﻬدى ذاﺗﻲ وﻫو ﻧوع ﻧﺎدر اﻟوﺟود وﯾﻛون ذﻟك ﺑﺈﻫداء اﻟﻛﺎﺗب ﻟﻧﻔﺳﻪ.
:1ﺷﻌﯾب ﺣﻠﯾﻔﻲ ،ﻫوﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت )ﻓﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت وﺑﻧﺎء اﻟﺗﺄوﯾل( ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ط ،1اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء /اﻟﻣﻐرب ،2005ص. 51
17
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ :ﻫﻲ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻋن دﻻﻟﺔ ﻫذا اﻹﻫداء وﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﻣﻬدى إﻟﯾﻪ،
واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻧﺳﺟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ.
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗداوﻟﯾﺔ :وﻫﻲ وظﯾﻔﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻧﺷط اﻟﺣرﻛﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﺎﺗب وﺟﻣﻬورﻩ اﻟﺧﺎص
واﻟﻌﺎم،ﻣﺣﻘﻘﺔ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻗﺻدﯾﺗﻬﺎ اﻟﻧﻔﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻋل ﻛل ﻣن اﻟﻣﻬدى واﻟﻣﻬدى إﻟﯾﻪ."1
"وظﯾﻔﺔ )وﺿﻊ( اﻟﺗواﺿﻊ ):(modestieﺣﯾث ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﺗب أن ﯾﺗواﺿﻊ ﻟﻣن ﯾﻬدي إﻟﯾﻪ
اﻟﻧﺳﺧﺔ ،ﻗﺻد اﻧﺗظﺎر رد ﻓﻌﻠﻪ ﺣﺎل ﻗراءﺗﻪ ﻟﻠﻛﺗﺎب.
وظﯾﻔﺔ )وﺿﻊ( اﻻﻋﺗذار ) :(l’excuseوﻫﻲ وﺿﻌﯾﺎت اﻹﻫداء اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ،ﺣﯾث ﻧﺟد روﻻن ﺑﺎرت ﻣن
ﺑﯾن اﻟﻛﺗﺎب اﻟذﯾن ﯾﻛﺛرون اﻻﻋﺗذار ﻟﻘراﺋﻬم."2
18
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧوان:
ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرق إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ
ﻗراءة اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ وﻋﻠﯾﻪ ﻛﺎﻧت ﻣﻘوﻟﺔ اﻟﻌﻧوان ﻣدﺧﻼ ﻣﻬﻣﺎ ،وﻋﺗﺑﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻏﯾﺎﻫب
اﻟﻧص وﺗﻘودﻩ إﻟﻰ ﻓك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن طﻼﺳﻣﻪ.
أوﻻ:ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻧوان:
ﯾﻌود اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ ﺟذرﻩ اﻟﻠﻐوي إﻟﻲ ﻣﺎدة)ﻋﻧن( ﻓﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ "ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب":
ﻋﻧن:ﻋن اﻟﺷﻲء ﯾﻌن وﯾﻌن ﻋﻧﻧﺎ وﻋﻧوﻧﺎ :ظﻬر أﻣﺎﻣك ،وﻋن ﯾﻌن وﯾﻌن ﻋﻧﺎ وﻋﻧوﻧﺎ و اﻋﺗﻧﺎﻋﺗرض
وﻋرض......واﻻﺳم :اﻟﻌﻧن واﻟﻌﻧﺎن.1
وﻋﻧﻧت اﻟﻛﺗﺎب أﻋﻧﻧﺗﻪ أي ﻋرﺿﺗﻪ ﻟﻪ وﺻرﻓﺗﻪ إﻟﯾﻪ ،وﻋن اﻟﻛﺗﺎب ﯾﻌﻧﻪ ﻋﻧﺎ وﻋﻧﻧﻪ ﻛﻌﻧوﻧﻪ
وﻋﻧوﻧﺗﻪ وﻋﻠوﻧﺗﻪ ﺑﻣﻌﻧﻰ واﺣد ﻣﺷﺗق ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ.
"وﯾﺿﯾﻔﺎﺑن ﻣﻧظور:ﻗﺎل اﺑن ﺑري :واﻟﻌﻧوان اﻷﺛر ،وﻛﻠﻣﺎ اﺳﺗدﻟت ﺑﺷﻲء ﺗظﻬرﻩ ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ ﻓﻬو
ﻋﻧوان ﻟﻪ."2
وﯾﺷﯾر أﺑو ﺑﻛر اﻟﺻوﻟﻲ:إﻟﻰ أن "اﻟﻌﻧوان ﯾﻘﺎل ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب وﻋﻧوﻧﺗﻪ وﻫﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺻﯾﺣﺔ
.....وﻗد ﻗﯾل اﻟﻌﻠوان ﻓﻌﻠوان ﻣن اﻟﻌﻼﻧﯾﺔ ﻷﻧك أﻋﻠﻧت ﺑﻪ أﻣر اﻟﻛﺗﺎب،وﻣﻣن ﻫو واﻟﻲ.....واﻟﻌﻧوان
اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻛﺄﻧك ﻋﻠﻣﺗﻪ".
19
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
وﻟﻌل ﻣﺎ ﯾﻬﻣﻧﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن اﻟﻌﻧوان ﻋﻼﻣﺔ أو رﻣز ،ﺑﻪ ﯾﻌرف اﻟﻛﺗﺎب وﺑﻔﺿﻠﻪ ﯾﺗداول ،
وﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺗﺗواﻓق ﻣﻊ اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،إذ ﻧﻘول اﻟﻌرب "ﻣﺎ ﻋﻧوان ﺑﻌﯾرك أي ﻣﺎ أﺛرﻩ اﻟذي ﯾﻌرف
ﺑﻪ" وﻫو اﻟﺷﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ﻟﺗﻣﯾزﻩ ﻣن ﺳﺎﺋر اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺷﺎﺑﻪ ﻣﻌﻬﺎ أو
ﯾذوب ﻣﻌﻬﺎ.1
ﻓﻲ ﺿوء اﺳﺗﻘراﺋﻧﺎ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟدﻻﻻت اﻟواردة ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول إن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺗﺣﻣل ﻓﻲ
ﺛﻧﺎﯾﺎﻫﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻟدﻻﻻت اﻻﺻطﻼﺣﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان ،ﻓﻘد ارﺗﺑط ﺑذﻛر اﻟﻛﺗﺎب وﺑﺄﻧﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر
إﻟﯾﻪ .
إن ":اﻟﻌﻧوان ﻟﻠﻛﺗﺎب ﻛﺎﻻﺳم ﻟﻠﺷﻲء ﺑﻪ ﯾﻌرف ،وﺑﻔﺿﻠﻪ ﯾﺗداول وﯾﺷﺎر ﺑﻪ إﻟﯾﻪ وﯾدل ﺑﻪ ﻋﻠﯾﻪ و
ﯾﺣﻣل ا ﺳم ﻛﺗﺎﺑﻪ ،وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﯾﺳﻣﻪ اﻟﻌﻧوان ﺑﺈﯾﺟﺎز ﯾﻧﺎﺳب اﻟﺑداﯾﺔ ،ﻋﻼﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن اﻟﻛﺗﺎب
ﺟﻌﻠت ﻟﻪ ﻟﻛﻲ ﺗدل ﻋﻠﯾﻪ.2
ﻛﻣﺎ ﯾؤﻛد "ﻣﺣﻣد ﻓﻛري اﻟﺟزار" أﯾﺿﺎ أن اﻟﻌﻧوان ":ﺳﻠطﺔ اﻟﻧص وواﺟﻬﺗﻪ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ﺗﻣﺎرس
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ إﻛراﻫﺎ أدﺑﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ اﻟﺟزء اﻟدال ﻣن اﻟﻧص اﻟذي ﯾؤﺷر ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ ﻓﺿﻼ ﻣن
ﻛوﻧﻪ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧص واﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻓك ﻏﻣوﺿﻪ ."3
وﯾﺿﯾف ﺗﻌرﯾف آﺧر ﻟﻠﻌﻧوان ﺑوﺻﻔﻪ":ﺷﺑﻛﯾﺔ ﯾﻔﺗﺗﺢ ﺑﻬﺎ اﻟﻧص وﯾؤﺳس ﻟﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﯾﻪ ،واﻟﻌﻧوان ﺑوﻋﻲ ﻣن اﻟﻛﺎﺗب ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺑﺋﯾر اﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣل اﻷدﺑﻲ واﻟﻣؤﺷرة ﻋﻠﯾﻪ ."4
20
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
وﻻﺑد ﻟﻧﺎ اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف أﺣد اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن ﺑﻌﻠم اﻟﻌﻧوﻧﺔ ﻓﻲ اﻟدرس اﻟﻐرﺑﻲ اﻟذي
ﺳﺑق أن ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎﻩ ،ﻓـ"ﺟﯾرارد ﺟﻧﯾﯾت"ﯾﻌر ض ﺗﻌرﯾف ﻟﯾوﻫوك ﻟﻠﻌﻧوان ﺑﻘوﻟﻪ :أﻧﻪ "ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟدﻻﺋل
اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ .....ﻗد ﺗظﻬر ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻧص ﻟﺗدل ﻋﻠﯾﻪ وﺗﻌﯾﻧﻪ ،وﺗﺷﯾر ﻟﻣﺣﺗواﻩ اﻟﻛﻠﻲ وﺗﺟذب ﺟﻣﻬورﻩ
اﻟﻣﺳﺗﻬدف".
أﻣﺎ اﻟﻌﻧوان اﺻطﻼﺣﺎ :ﻓﻬو ﺳﻣﺔ اﻟﻛﺗﺎب أو اﻟﺿرورة اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ،ﻓﻬو ﻣﻘطﻊ ﻟﻐوي أﻗل ﻣن اﻟﺟﻣﻠﺔ
ﻧﺻﺎ أو ﻋﻣﻼ ﻓﻧﯾﺎ ﯾدل ﻋﺑر وظﺎﺋﻔﻪ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص واﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ
ﯾﻘدﻣﻬﺎ.1
وﻣن ﻫﻧﺎ ﻻ ﯾﻌد اﻟﻌﻧوان ﻋﻧﺻرا زاﺋدا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل واﺟﻬﺗﻪ اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﯾﻪ ﻋﺑر ﺗﻛﺛﯾف
اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﺳواء ﻟﻧﺻوص ﻋﻠﻣﯾﺔ أو إﺑداﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺟﻧﺎﺳﻬﺎ اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.4
:1ﯾﻧظر :ﺧطﺎب اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻗراءة ﻓﻲ أﻋﻣﺎل أﻣﯾن ﺻﺎﻟﺢّ ،رﺷﯾد ﯾﺣﯾﺎوي ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣرﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،اﻟﻌدد،18اﻟﺳﻧﺔ ،1998ص18/17
وﯾﻧظر :اﻟطﻔل ل ﻣﺣﺟوب اﻟﻌﯾﺎري ،ﻧص اﻟﻔﺗﻧﺔ أم ﻓﺗﻧﺔ اﻟﻧص؟،ﺻﺎﺑر ﺣﺑﺎﺷﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،اﻟﻌدد ،115ﺳﻧﺔ ،1978ص
. 35
:2ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة،ﺳﻌﯾد ﻋﻠوش،ص.155
:3اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ،ص.155
:4ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد ،ﻋﺗﺑﺎت) ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق(،ص .14
21
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
:1/1ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻧوان:
ﻟﻘد اﻫﺗم ﻋﻠم اﻟﺳﻣﯾﺎءاﻫﺗﻣﺎﻣﺎ واﺳﻌﺎ ﺑﺎﻟﻌﻧوان ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﻛوﻧﻪ ﻧظﺎﻣﺎ ﺳﻣﯾﺎﺋﯾﺎ ذا أﺑﻌﺎد
دﻻﻟﯾﺔ وأﺧرى رﻣزﯾﺔ ﺗﻐري اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺗﺗﺑﻊ دﻻﻻﺗﻪ وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓك ﺷﻔراﺗﻪ اﻟراﻣزة.1
ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ "ﻟﯾوﻫوك"ﺑﺄﻧﻪ":ﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻛﻠﻣﺎت-ﻣﻔردة -ﺟﻣل – ﻧص،اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن
ﺗدرج ﻋﻠﻰ رأس ﻧﺻﻪ ﻟﺗﺣددﻩ وﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺗواﻩ اﻟﻌﺎم وﺗﻌرف اﻟﺟﻣﻬور ﺑﻘراءﺗﻪ واﻟﻧﺎظر إﻟﻰ ﻣﻌظم
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ﯾدرك ﺑﺷﻛل واﺿﺢ اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻘﺻوي اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺿﻰ ﺑﻬﺎ
اﻟﻌﻧوان ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻧﺻﺎ ﻣﺧﺗزﻻ وﻣﻛﺛﻔﺎ وﻣﺧﺗﺻرا"2
وﻫذا ﻣﺎ اﻟﻧﻘﺎد إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻧن ﻓﻲ ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻣﺻدر إﻟﻬﺎﻣﻪ ،وﺣﺎﻓزا ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ
أﻏوار ﻫذا اﻟﻌﻣل اﻟﻔﻛري ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أذواق اﻟﺟﻣﻬور ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ وﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻷدﺑﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺳوق راﺋﺟﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﺗﻠﻘﻲ ذﻛﻲ ﯾﻔﻛك ﺷﻔراﺗﻬﺎ ﻓﻛﺎن اﻟﻣﺑدع
ﻣﻠزﻣﺎ ﺑﻣراﻋﺎة ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﻹﻧﺗﺎﺟﻪ اﻷدﺑﻲ ﻫﻲ )ﻋﻧوان اﻹﺑداع +اﻟﻣﺗن اﻟرواﺋﻲ +إﺳم اﻟﻣﺑدع =
اﻟﻌﻣل اﻹﺑداﻋﻲ(.
وﻫذا ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺎﻟﺳﻣﯾﺎء إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﻧوان اﻟذي أﺻﺑﺢ ﻋﻠﻣﺎ ﻗﺎﺋﻣﺎ ﺑذاﺗﻪ ﯾﺳﻣﻲ ﻋﻠم اﻟﻌﻧوﻧﺔ
ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺄﺳﯾس اﻟﺧطﺎﺑﻲ ﻟﻠﻧﺻوص اﻷدﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳردﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻬذا ﻓﺎﻟﻌﻧوان اﻟﺳردي
ﯾﻠﻌب دورا ﺑﺎرزا ﻓﻲ ﻟﻔت اﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑرﺳﺎﻟﺗﻪ وﻫو اﻟﻌﻧوان اﻟﻣﻔﺗوح)،(titrologieﻋﻠﻰ دﻻﻻت
ﻫﻼﻣﯾﺔ ﻣﺗﻌددة ﻟرؤى اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن وﻗد ﻓطن اﻟﻣﺑدع اﻟﻌرﺑﻲ إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻧوان وأدرك وظﺎﺋﻔﻪ ﻣن ﺧﻼل
22
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
طرﯾﻘﺔ إﺧراﺟﻪ،وﻣراﻋﺎة ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺣﺎل ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﯾن ﻟﻬذا اﻹﺑداع اﻟذي ﯾﻌﻛس ﻗراءﺗﻬم،ﺛم إن ﻧﻘطﺔ
اﻟوﺻل ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟرﺳﺎﻟﺔ:ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺑدع واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
ﻟذﻟك ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑدع أن ﯾراﻋﻲ ﻓﻧﯾﺎت ﻓن اﻟﻌﻧوﻧﺔ ﻟﯾﺟﻌل ﻣﻧﻪ ﻣﺻطﻠﺣﺎ إﺟراﺋﯾﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ وﻋﻠﯾﻪ " ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﺿرورة ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ."1
ﻟﻠوﻟوج إﻟﻰ أﻏوار اﻟﻧﺻوص و اﺳﺗﻧطﺎﻗﻬﺎ وﻋﻠﯾﻪ ﺗﻘدم اﻟدراﺳﺔ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻠﻌﻧوان أدرﺟﻬﺎ
ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎد ﻫﻲ ﻛﺎﻷﺗﻲ:
ﯾﻌرف "ﻟﯾوﻫوك" أﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ )ﻛﻠﻣﺔ -ﺟﻣﻠﺔ – ﻧص( اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗدرج ﻋﻠﻰ
رأس ﻧص ﻟﺗﺣددﻩ وﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺗواﻩ اﻟﻌﺎم وﺗﻌرف اﻟﺟﻣﻬور ﺑﻘراءاﺗﻪ ،و ﻣﻊ ذﻟك ﯾﺳﺗدرك"ﻟﯾوﻫوك"
ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻋن اﻟﻌﻧوان وﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺻﺎف ﻣﺗﻌددة أﻣﺎ "ﻋﺑد اﷲ
اﻟﻐذاﻣﻲ" ﻓﯾذﻫب إﻟﻰ أن اﻟﻌﻧوان ﺑدﻋﺔ"،ﺣﯾث ﯾﻘول اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻓﻲ اﻟﻘﺻﺎﺋد ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺑدﻋﺔ
ﺣدﯾﺛﺔ،أﺧذ ﺑﻬﺎ ﺷﻌراءﻧﺎ ﻣﺣﺎﻛﺎة ﻟﺷﻌراء اﻟﻐرب واﻟروﻣﺎﻧﺳﯾﯾن ﻣﻧﻬم ﺧﺎﺻﺔ ."2
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾري "ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟﻣطوي" أن اﻟﻌﻧوان" ﻋﺑﺎرة ﻋن رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻐوﯾﺔ ﺗﻌرف ﺑﻬوﯾﺔ اﻟﻧص ،وﺗﺣدد
ﻣﺿﻣوﻧﻪ وﺗﺟذ ب اﻟﻘﺎرئ إﻟﯾﻪ وﺗﻐوﯾﻪ ﺑﻪ ."3
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺻدد ﻧﺟد "ﺑﺷرى اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ" ﺗﻌرف اﻟﻌﻧوان ﺑﺄﻧﻪ "رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻐوﯾﺔ ﺗﻌرف ﺑﺗﻠك اﻟﻬوﯾﺔ
وﺗﺣدد ﻣﺿﻣوﻧﻪ وﺗﺟذب اﻟﻘﺎرئ إﻟﯾﻪ وﺗﻐرﯾﻪ ﺑﻘراءﺗﻬﺎ ،وﻫو اﻟظﺎﻫر اﻟذي ﯾدل ﻋﻠﯨﺑﺎطن اﻟﻧص
وﻣﺣﺗواﻩ."4
23
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
ﻟﻘد أﻫﻣل اﻟﻌﻧوان ﻛﺛﯾرا ﺳواء ﻣن ﻗﺑل اﻟدارﺳﯾن اﻟﻌرب ،أو اﻟﻐرﺑﯾﯾن ﻗدﯾﻣﺎ وﺣدﯾﺛﺎ ،ﻷﻧﻬم اﻋﺗﺑروﻩ
ﻫﺎﻣﺷﺎ ﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﻟﻪ ،وﻣﻠﻔوظﺎ ﻟﻐوﯾﺎ ﻻ ﯾﻘدم ﺷﯾﺋﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ،ﻟذﻟك ﺗﺟﺎوزو ﻩ إﻟﻰ اﻟﻧص
ﻛﻣﺎ ﺗﺟﺎوزوا ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﻪ،وﻟﻛن ﻟﯾس اﻟﻌﻧوان ﻛﻣﺎ ﯾﻘول "ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻔر
اﻟﻌﻼق""ﻫل اﻟذي ﯾﺗﻘدم اﻟﻧص وﯾﻔﺗﺗﺢ ﻣﺳﯾرة ﻧﻣوﻩ،أو ﻣﺟرد اﺳم ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ:ﯾﺣدد
ﻫوﯾﺗﻪ وﯾﻛرس اﻧﺗﻣﺎءﻩ ﻷب ﻣﺎ ،ﻟﻘد ﺻﺎر أﺑﻌد ﻣن ذﻟك ﺑﻛﺛﯾر ،و أوﺿﺣت ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧص ﺑﺎﻟﻐﺔ
اﻟﺗﻌﻘﯾد ،إﻧﻪ ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻣﺎرة اﻟﻧص،ﻓﻘد أﺧذ اﻟﻌﻧوان ﯾﺗﻣرد ﻋﻠﻰ إﻫﻣﺎﻟﻪ ﻓﺗرات طوﯾﻠﺔ ،وﯾﻧﻬض
ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن رﻣﺎدﻩ اﻟذي ﺣﺟﺑﻪ ﻋن ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻪ ،وأﻗﺻﺎﻩ إﻟﻰ ﻟﯾل ﻣن اﻟﻧﺳﯾﺎن ،وﻟم ﯾﻠﺗﻔت إﻟﻰ وظﯾﻔﺔ
اﻟﻌﻧوان إﻻ ﻣؤﺧرا."1
وﻣن أﻫم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻧﺻﺑت ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﻌﻧوان ﺗﻌرﯾﻔﺎ وﺗﺄرﯾﺧﺎ وﺗﺣﻠﯾﻼ وﺗﺻﻧﯾﻔﺎ
ﻧذﻛر ﻣﺎ أﻧﺟزﻩ اﻟﺑﺎﺣﺛون اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ،اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا اﻟﺳﺑﺎﻗﯾن إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻘﺎرئ اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻻﺷﺗﻐﺎل
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان:ﺗﻧظﯾرا وﺗطﺑﯾﻘﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺣﺗﺷﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻗﺔ
/3ﺟﻣﯾل ﺣﻣداوي "ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻر رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت
اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث و اﻟﻣﻌﺎﺻر إﺷراف اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺗﺎﻧﻲ،ﻧوﻗﺷت ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد
اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺳﻌدي ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ )ﺗطوان (ﺑﺎﻟﻣﻐرب" 1996
24
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
/5ﺟﻣﯾل ﺣﻣداوي"،ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻧص اﻟﻣوازي ﻓﻲ رواﯾﺎت ﺑﻧﺳﺎﻟم ﺣﻣﯾش" أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ،ﻧﺎﻗﺷﻬﺎ
اﻟﺑﺎﺣث 2001ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻷول اﻟﻣﻐرب.
وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك ،ﺣرص اﻟﻧﻘﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑﺷﯾر – ﻓﻲ دراﺳﺎت
ﻣﻌﻣﻘﺔ – ﺑﻌﻠم ﺟدﯾد ذي اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ،أﻻ وﻫو ﻋﻠم اﻟﻌﻧوان ) (titrologieاﻟذي ﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ
وﺗﺄﺳﯾﺳﻪ ﺑﺎﺣﺛون ﻏرﺑﯾون ﻣﻌﺎﺻرون ﻣﻧﻬم ﻛﺎﻷﺗﻲ":ﺟﯾرارﺟﯾﻧت"" ،G .GENETTEوﻫﻧري ﻣﺗران
" ،H.METTERANDوﻟوﺳﯾﺎﻧﻐوﻟدﻣﺎن"" ،L.GOLDMANNو ﺷﺎرﻟﻛرﯾﻔل"،CH·GRIVEL
"ورودروﻓر" ،RODERROGERوﻟﯾوﻫوك ،LEOHOEKﻫذا وﻗد ﻧﺑﻪ "ﻟوﺳﯾﺎﻧﻐوﻟدﻣﺎن" اﻟدارﺳﯾن
واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﻐرﺑﯾﯾن إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﺗﺑﺎت ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،واﻟﻌﻧوان ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺣﯾث أﻛد ﻓﻲ
ﻗراءﺗﻪ اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠرواﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،وﻣدى ﻗﻠﺔ اﻟﻧﻘﺎد اﻟذﯾن ﺗﻌرﺿوا إﻟﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﺳﯾطﺔ
ﻣﺛل ﻓﻲ رواﯾﺔ اﻟراﺋﻲ LE VOYEURاﻟذي ﯾﺷﯾر ﻣﻊ ذﻟك ﺑوﺿوح إﻟﻰ ﻣﺿﻣون اﻟﻛﺗﺎب،ﻟﯾﺗﻔﺣﺻوﻩ
ﺑﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق ﻣن ﻋﻧﺎﯾﺔ .1
ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﻧﺎﻗد ﻟﯾوﻫوك دور ﺑﺎرز ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻟﻌﻠم اﻟﻌﻧوان وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ظﻬور ﻛﺗﺎﺑﻪ )ﺳﻣﺔ
اﻟﻌﻧوان ( 1973واﻟذي ﯾﻌد ﺑﺣق ﻛﺗﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻌﻧوﻧﺔ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ ﺟواﻧﺑﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻲ "ﺟﯾرارد
ﺟﯾﻧﯾت"اﻟذي ﻗدم ﻛﺗﺎﺑﻲ )اﻷطراس( و)ﻋﺗﺑﺎت( وﯾﻌد ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟدﯾوان اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟرﺋﯾﺳﻲ
ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻌﻧوﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻌد أﻫم دراﺳﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﻣﻧﻬﺟﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻌﻧوان ﺑﺻﻔﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ،وﻣﻊ ذﻟك ﯾﺑﻘﻲ ﻟﯾوﻫوك اﻟﻣؤﺳس اﻟﻔﻌﻠﻲ )ﻟﻌﻠم اﻟﻌﻧوان(ﻷﻧﻪ ﻗﺎم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻌﻧوﻧﺔ ﻣن ﻣﻧظور
ﻣﻔﺗوح ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻟﻌﻣق اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ واﻹطﻼع اﻟﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺎت وﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺳﻣﯾوطﯾﻘﺎ وﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﻛﺗﺎب واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ.
25
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
"ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ اﻟدرس اﻟﻣﻌﺎﺻر اﻟﻣدﺧل اﻟرﺋﯾس ﻟﻠﻌﻣﺎرة اﻟﻧﺻﯾﺔ،إﻧﻪ إﺿﺎءة ﺑﺎرﻋﺔ وﻏﺎﻣﺿﺔ
،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺳؤاﻻ إﺷﻛﺎﻟﯾﺎ ﯾﺗﻛﻔل اﻟﻧص ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﻪ."1
ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﯾﻌﻠن ﻋن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧص وﻣن ﺛم ﯾﻌﻠن ﻋﻠﻰ ﻧوع اﻟﻘراءة اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﻧص إﻧﻪ اﻟﺑﻬو
اﻟذي ﻧدﻟف ﻣن ﺧﻼﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻧص."2
ودوﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟدﺧول إﻟﻰ ﺣﺟرة اﻟﻧص ﻟﻐﻣوﺿﻪ وﺗﺷﺎﺑﻛﻪ،وﻟﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟوﻟوج إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﺎرة
اﻟﻧﺻﯾﺔ ،واﻟﺗﻘرب ﻣن ﺣﺟراﺗﻬﺎ ،وﻣﻼﻣﺳﺔ اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬﺎ وﺣرﻛﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺛﻧﺎﯾﺎ اﻟﻧﺳﯾﺞ اﻟﻧﺻﻲ وﺷظﯾﺎﺗﻪ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﺛل اﻟﻌﻧوان ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﻧدرج ﻋﻠﻰ رأس ﻧص ﻟﺗﺣددﻩ وﺗدل ﻣﺣﺗو اﻩ،وﻫو ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ
ﻫذﻩ إﻧﻣﺎ ﯾؤﺳس ﺳﯾﺎﻗﯾﺎ دﻻﻟﯾﺎ ﯾﻬﯾﺊ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﺗﻠﻘﻲ اﻟﻧص ﻟﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ) ﺗﻌﯾن اﻟﻧص،وﺗﺟدﯾد
ﻣﺿﻣوﻧﻪ،واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺟﻣﻬورﻩ ( وﺗﺑرز وظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺔ اﻟﻧص ﻓﺿﻼ ﻋن وﺻف
اﻟﻧص ﺑﺈﺣدى ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ أو اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ وﺑرز ﻟﯾﻛون ﺟﺎﻧﺑﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣؤطرة
ﻟﺑﻧﺎء اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﺗﺣﻘﻘﻬﺎ اﻟﺗﺧﯾﯾﻠﻲ،ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﻗﺎﻋدة ﺗواﺻﻠﯾﺔ ﺗﻣﻛن اﻟﻧص ﻣن اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ
أﺑﻌﺎد دﻻﻟﯾﺔ ﺗﻐﻧﻲ اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻌﺎم،ﻋﺑر ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻟﺑﻧﯾﺔ دﻻﻟﯾﺔ،وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻋﻣﻠﯾﺔ
ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﻘﺻدﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت اﻋﺗﺑﺎطﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧظور ﯾﺗﺧذ ﻋﻧوان اﻟرواﯾﺔ ﻣﻌﻧﻲ
دﻻﻟﯾﺎ ﯾﺣﺎول اﻟرواﺋﻲ ﻋﺑرﻩ إﯾﺻﺎل ﻓﻛرة اﻟرواﯾﺔ.3
26
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
إﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ،ﻣن ﻛﻠﻣﺎت وﺟﻣل و ﻧﺻوص،وﻗد ﺗظﻬر ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻧص ﻟﺗدل
ﻋﻠﯾﻪ وﺗﺷﯾر ﻟﻣﺣﺗواﻩ اﻟﻛﻠﻲ،وﻟﺗﺟذب ﺟﻣﻬورﻩ اﻟﻣﺳﺗﻬدف،وﻫﻲ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺧﻠﺧﻠﺔ
اﻟﺗﻬﻲء اﻟذي ﯾﺿﻌﻪ اﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺧﻠق ﻫﺎﻣش ﻣﻧﺎﻟﺗﻠﻘﻲ اﻟﻣﻐﺎﯾر ﻟﺗﻠﻘﻲ
اﻷوﻟﻰ،ﻓﺟﺎءت ﻧﺻوﺻﺎ ﺷﺎرﺣﺔ رﻏم ﺗرﻛﯾزﻫﺎ ﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻋﻧﺎﯾﺔ اﻟﻣؤﻟف ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻛﻠﻲ وﺑﺎﻟﺟﻣﻬور،ﻓﻲ
ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻠﯾف وﺗﺷﻛﯾل وﺗﺄطﯾر اﻟرواﯾﺔ،ﻓﺗﺣﻛﻣت ﻓﻲ ﻧﺻوﺻﻬﺎ
اﻟﺟزﺋﯾﺔ،ﺑﺷﻛل ﯾﺳﺗﻬدف اﻟﻘﺎرئ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ.1
واﻟﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ ،ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻌﯾن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧص،وﯾﺣدد ﻧوع
اﻟﻘراءة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ إذ إن ﺗﺣدﯾد ﺟﻧس اﻟﻧص،ﯾوﺟﻬﻧﺎ ﻧﺣو ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ ﻧوع اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﻠك اﻟﻧﺻوص ،وﯾﺗﻣﯾز اﻟﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ ﺑﺧﺎﺻﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ:
/2ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗوﺿﯾﺣﯾﺔ ﺗﺧﺻﺻﯾﺔ :ﺑوﺻﻔﻪ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺣﻣول إﻋﻼﻣﻲ ﻣﻐﺎﯾر ،ﯾﻛون ﺷﺎرﺣﺎ ﻟﻠﻌﻧوان
اﻟرﺋﯾس.
أوﻻ :ﺗﺣدﯾد اﻟﻧوع اﻷدﺑﻲ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ﻫذا اﻟﻧص ﻣﻧطﻠﻘﺎﻣن ﺗﺣدﯾد زﻣﺎﻧﻲ وﻣﻛﺎﻧﻲ ﻟﻬذا
اﻟﻧص.ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺄﻛﯾد ﻣﺑدأ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗراﺑط اﻟدﻻﻟﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس ﻓﻛﻼﻫﻣﺎ )اﻟرﺋﯾس واﻟﻔرﻋﻲ(
ﯾﺷﻛﻼن اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻹﺟراﺋﻲ اﻷول اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻋﺑرﻩ اﻟوﻟوج إﻟﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﻧص ،وﻛﺷف أﺳرارﻩ.2
27
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
إن اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻌﺻر اﻟﻧﻬﺿﺔ وظﻬور اﻟطﺑﺎﻋﺔ ﻟن ﯾﺟد ﻣﻛﺎﻧﺎ ﻣﺣددا ﻟﻠﻌﻧوان
أو ا ﺳم اﻟﻛﺎﺗب ،ﻷن اﻟﻛﺗب ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻟﻔﺎﻓﺎت ورﺳﺎﺋل ﻣﺧﺗوﻣﺔ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻌﻧوان ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻠﺻﻘﺔ ﺗﻠﺻق ﺑﻬذﻩ اﻟﻠﻔﺎﻓﺔ ﻣﺛﺑﺔ ﺑرز،ﻓﻛﺎن اﻟﻌﻧوان ﯾﻌرف إﻣﺎ ﻣن ﺑداﯾﺔ اﻟﻧص أو
ﻣن ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ،ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺧطوطﺎت ﻗﺑل ظﻬور اﻟطﺑﺎﻋﺔ ﻻ ﺗﺣﻣل ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻌﻧوان ،ﻟﻬذا ﯾﺑﺣث ﻋن
اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺧطوط ﻣﻊ اﺳم اﻟﻧﺎﺳﺦ،وﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺳﺧﻪ.
ﻟﯾﻧﺷﺄ اﻟﻌﻧوان اﻵن ﺑﺧروﺟﻪ ﻣن طﺑﺎﻋﻪ /ﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﻧﺻﻲ ) (textuelإﻟﻲ ﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﻣﻧﺎﺻﻲ
) (para textuelاﻟذي ﯾﻌد اﻟﯾوم ﻣﻛﺎﻧﻪ اﻟﺧﺎص ،أﻣﺎ اﻷﻣﻛﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣوﺿﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻧوان
-4ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣزﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان )وﻫﻲ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل اﻟﻌﻧوان ﻓﻘط ،ورﺑﻣﺎ ﻻ
ﻧﺟدﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺳﻼﺳل اﻟطﺑﺎﻋﯾﺔ (.
28
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
وﻗد ﻧﺟد اﻟﻌﻧوان ﯾﺗﻛرر ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻟﻠﻐﻼف /أو ﻓﻲ اﻟﻌﻧوان اﻟﺟﺎري أي ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ
آﺧذا ﻣوﺿﻌﺎ ﻣﻊ ﻋﻧوان اﻟﻔﺻل.1
أﻣﺎ اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺟﻠدة ﻓﻧﺟد اﻟﻌﻧوان ﻣﺗﻣوﺿﻌﺎ ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻐﻼف،وﻟﻛن ﻷﺳﺑﺎب ﻓﻧﯾﺔ وﻣﻛﺗﺑﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ
ﻣﺎ ﯾﺗواﺟد ﻓﻲ ظﻬر اﻟﻛﺗﺎب ،ﻷﻧﻪ اﻟﻣﻛﺎن اﻷﻛﺛر رؤﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﯾوﺿﻊ ﻓﻲ رﻓوف اﻟﻣﻛﺗﺑﺎت ،وﻫذا ﻫو
اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ اﻟﯾوم دون اﻟﻧظر إﻟﻲ ﺷﻛل ﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ﻋﻣودﯾﺔ ﻛﺎﻧت أم أﻓﻘﯾﺔ.
ﻻ ﺗطرح ﻟﺣظﺔ ظﻬور اﻟﻌﻧوان أي ﻣﺷﻛل،ﻷن اﻟﻣﺑدأ اﻟﺟﺎري ﺑﻪ اﻟﻌﻣل،ﻫوأن ﯾﻛون ظﻬور اﻟﻌﻧوان
ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور طﺑﻌﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ )اﻷوﻟﻰ(.2
ﻟﻛن اﻟﻣﺷﻛل اﻟذي ﯾطرﺣﻪ "ﺟﯾﻧﯾت" ﺑﺧﺻوص اﻟﻌﻧﺎوﯾن وﻫﻲ ﺗﺗﺷﻛل ﻓﻲ ذﻫن اﻟﻛﺗﺎب ،ﻓﻬل
ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻧﺎ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻲ ﺗﻠك اﻟﺗرددات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺣوط ﺑﺎﻟﻛﺎﺗب وﻫو ﯾﻘوم ﺑﺈﺧﺗﯾﺎر ﻋﻧﺎوﯾﻧﻪ ؟ ﻫذا ﻣﺎ
ﯾﻌرف ﺑﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻧص /اﻟﻧص اﻟﻘﺑﻠﻲ ) (l’avant-texteﺑﺗﻌﺑﯾر"ﺑﯾرﻧﺎرﻧووال"،ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻧوان
ﻧﺻﺎ،أو ﺑﺄﻛﺛر دﻗﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﻧﺎص/اﻟﻣﻧﺎص اﻟﻘﺑﻠﻲ) (lavant-para texteﻛﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ
"دوﺷﻲ" ،ﻓﻣن ﻣن ﯾذﻛر أن اﻟﻌﻧوان اﻟﻘﺑﻠﻲ ل )اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟزﻣن اﻟﺿﺎﺋﻊ ( ل "ﺑروﺳت" ﻛﺎن ﻗﺑل
ﻫذا اﻟﻌﻧوان اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ )" (les intermittentes du cœur) ،(titre définitifﺗﻔطرات اﻟﻘﻠب" أو
)" (Les intermittentes du cœurاﻟﺣﻣﺎﺋم اﻟﺟرﯾﺣﺔ" ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ )(lavant-titres
ﻋﻧد اﻟﻛﺗﺎب ﯾﻣﻛﻧﻬم إﺧﺗﯾﺎر واﺣد ﻣﻧﻬﺎ .3
ﻛﻣﺎ ﯾوﺟد ﻣن اﻟﻛﺗﺎب ﻣن ﯾﺿﻊ اﻟﻌﻧوان ﻗﺑل اﻟﻧص /اﻟﻛﺗﺎب ،ﺛم ﯾﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻧص ﻟﯾﺑرر ﻫذا
اﻟﻌﻧوان،اﻟذي ﯾﺟﻣل ﻣﺎ ﺳﯾﻔﺻﻠﻪ وﯾﻔﺳرﻩ اﻟﻧص ﻛﻛل )ورﺑﻣﺎ ﻻ؟(،ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﻋﻘد ﺷﻌري ﺑﯾن اﻟﻛﺎﺗب
29
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻋﻘد ﻗراﺋﻲ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﺟﻣﻬورﻩ وﻗراﺋﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ،وﻋﻘد ﺗﺟﺎري/إﺷﻬﺎر ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن
اﻟﻧﺎﺷر ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻟﻬذا ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻧﺎﺷر اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ إﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻧوان ﺑﻣﻘﺗﺿﻲ ﻫذا اﻟﺗﻌﺎﻗد،إذا ﻣﺎ
وﺟد ﻫذا اﻟﻌﻧوان ﻏﯾر ﺟﺎذب ﻟﻠﻘراء وﻟﻠﻣﺑﯾﻌﺎت،ﻣن ﺛﻣﺔ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎورة اﻟﻛﺎﺗب ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
اﻟﻘﯾﻣﺗﯾن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺷﻌر ﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب،واﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻻﺷﻬﺎرﯾﺔ
، ﺗﻌدﯾﻠﻪ أو ﺗﻐﯾﯾرﻩ ﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻟﻠﻧﺎﺷر.
:5/1اﻟﻌﻣﻠﯾﺔاﻟﺗواﺻﻠﯾﺔواﻟﺗداوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان:
ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان ﺑﺎﻟﺧطﺎطﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ "ﯾﺎﻛﺑﺳون"
ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ .1
30
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
ﻛﻛل اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ،ﻧﺟد اﻟﻔﻌل اﻟﺗواﺻﻠﻲ اﻟﻌﻧواﻧﻲ ﯾﺗﻛون ﻣن اﻟرﺳﺎﻟﺔ )اﻟﻌﻧوان( واﻟﻣرﺳل
)اﻟﻣﻌﻧون ( ،واﻟﻣرﺳل إﻟﯾﻪ )اﻟﻣﻌﻧون ﻟﻪ /اﻟﻘﺎرئ(.
ﯾرى "ﺟﻧﯾﯾت" أن اﻟواﺿﻊ ﻟﻠﻌﻧوان أو ﺑﺄﻛﺛر دﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾرى "ﺟﻧﯾﯾت" ﺑﺄن اﻟﻣرﺳل ﻟﻠﻌﻧوان
ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻫو اﻟﻛﺎﺗب ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن وﺿﻊ ﻫذا اﻟﻌﻧوان ﺑﺈﯾﻌﺎز ﻣن اﻟﻧﺎﺷر أو اﻟﻣﺣﯾط اﻟﺗﺄﻟﯾﻔﻲ أي ﻣﺣﯾط
اﻟﻛﺎﺗب.
إﻻ أن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻌﻧوان ﺗﻛون ﺧﺎﻟﺻﺔ ﻟﻠﻛﺎﺗب ،وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺑﻣﺷﺎورة
اﻟﻧﺎﺷر،ﺣﯾث ﻧﺟد ﺑﻌض دور اﻟﻧﺷر ﺗﺿﻊ رزﻧﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎوﯾن ذات اﻟوﻗﻊ اﻟﺗﺟﺎري واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق ﻟﻬﺎ أرﺑﺎﺣﺎ ،وﻫذا دون اﻟﻧظر ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧص وﻣﺣﺗواﻩ وﻫذا ﻻ ﯾﺧدم ﻻ اﻟﻛﺎﺗب وﻻ اﻟﻘﺎرئ
ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء.1
اﻟذي ﯾرﺳل إﻟﯾﻪ اﻟﻌﻧوان ﻋﻣوﻣﺎ ﻫو )اﻟﺟﻣﻬور(،إﻻ أن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺟﻣﻬور ﻣﻔﻬوم واﺳﻊ أﻛﺛر ﻣن
ﻣﺻطﻠﺢ )اﻟﻘراء( ،ﻓﻬو ﻟﯾس ذﻟك اﻟﻣﺟﻣوع ﻣن اﻟﻘراء ،وﻟﻛن ﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ
) (audienceأي ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ،ﺟﻣﻬور اﻟﻘراء ،واﻟﻣﺳﺗﻣﻌﯾن أو اﻷﻧﺻﺎر واﻷﺗﺑﺎع أو ﺣﺗﻰ
ﺣرﯾﺔ اﻟﻛﻼم .2.......
ﻓﺎﻟﺟﻣﻬور ﻛﯾﺎن ﻗﺎﻧوﻧﻲ أوﺳﻊ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﻘراء،ﻷن اﻟﻌﻧوان ﯾﻣﻛن أن ﯾرﺗﺣل ﻋﻠﻰ أﻟﺳﻧﺔ
أﺷﺧﺎص ﻟم ﯾﻘرؤوا اﻟﻛﺗﺎب،وﻫذا ﻣﺎ ﯾدﻋﻲ ﺑﺎﻟﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻧواﻧﻲ ،وﺑﻬذا ﯾﻣﻛن أن ﻧﺣدد ﺑدﻗﺔ ﻣن ﯾرﺳل
31
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
إﻟﯾﻪ اﻟﻧص ﻫو اﻟﻘﺎرئ ،أﻣﺎ اﻟذي ﯾرﺳل إﻟﯾﻪ اﻟﻌﻧوان ﻓﻬو اﻟﺟﻣﻬور ﻛﻣﺎ ﺣدد ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﯾﺧﺎطب
ﺑﻪ ﺑﺻرﯾﺎ و إ ﺷﻬﺎرﯾﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس ﻓﯾﺗﻠﻘوﻧﻪ ﻟﯾﻧﻘﻠوﻧﻪ ﺑدورﻫم إﻟﻰ اﻵﺧرﯾن وﺑﻬذا ﻓﻬم ﯾﺳﻬﻣون ﻓﻲ
دورﺗﻪ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ واﻟﺗداوﻟﯾﺔ.
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻧص ﻫو ﻣوﺿوع ﻟﻠﻘراءة ،ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﻣﺛل اﺳم اﻟﻛﺎﺗب ﻣوﺿوع ﻟﻠدوران وﺑدﻗﺔ أﻛﺑر
ﻣوﺿوع ﻟﻠﺗﺣﺎدث ).(conversation objet de
ﺗﻌد وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان ﻣن اﻟﻣﺑﺎﺣث اﻟﻣﻌﻘدة ﻟﻠﻣﻧﺎص،ﻟذا إﺗﺟﻪ ﺑﻌض اﻟدارﺳﯾن إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﺣﯾث
ﻋﺎﻟﺞ ﻟﻧﺎ ﺟﯾرار ﺟﻧﯾﯾت وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ طرﺣﻪ ﻛل ﻣن ﺷﺎرل ﻛرﯾﻔلcharlescrivel
،وﻟﯾوﻫوك Leo hoekﻣﺣددا ﺛﻼث وظﺎﺋف ﻟﻠﻌﻧوان:
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن وﯾؤﻛد ﺟﻧﯾت أن ﻟﯾوﻫوك ﺣدد وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان إﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ
اﻟدﻻﺋل اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ ......ﻗد ﺗظﻬر ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻧص ﻟﺗدل ﻋﻠﯾﻪ وﺗﻌﯾﻧﻪ ،وﺗﺷﯾر ﻟﻣﺣﺗواﻩ اﻟﻛﻠﻲ وﺗﺟذب
ﺟﻣﻬورﻩ اﻟﻣﺳﺗﻬدف،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗؤدي وظﺎﺋف ﻣﻬﻣﺔ وأﺳﺎﺳﯾﺔ ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﻣﺣﯾط اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ
إﻟﯾﻪ ﻫذا اﻟﻧص أو ذاك."1
وﯾذﻛر أﻧﻪ ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷوﻟﻰ أن ﺗﻌﻣل دون وﺟود اﻟوظﺎﺋف اﻷﺧرى وﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ أﻫم
وظﯾﻔﺔ ﻟﻠﻌﻧوان وأﺑﺳط وظﯾﻔﺔ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن وﺟود وظﺎﺋف أﺧرى ﻋدﯾدة ﻛوظﯾﻔﺔ
:1ﯾﻧظر :ﺑدري ﻋﺛﻣﺎن ،وظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟرواﺋﯾﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻟﻧﺟﯾب ﻣﺣﻔوظ ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎق اﻟداﺧﻠﻲ،ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻣﻌﻬد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
وآداﺑﻬﺎ،ع 1ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر،1992،ص .82-81
32
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن و واﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﯾﻘوﻧﯾﺔ اﻟﺑﺻرﯾﺔ،و اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺎﺗﯾﺔ ،واﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾرﯾﺔ،
واﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﯾﺣﺎﺋﯾﺔ ،وظﯾﻔﺔ اﻻﺗﺳﺎﻗواﻻﻧﺳﺟﺎم ،واﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﺧﺑﺎرﯾﺔ.1
إن اﻟﻌﻧوان إذن" اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ أو اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﺻﻠﻧﺎ ،وﻧﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻣن ذﻟك اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺻﻔﺗﻪ
آﻟﺔ ﻟﻘراءة اﻟﻧص."2
وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﺷﺄﻧﻪ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن أﯾﺔ ﻣﺎدة ﻛﻼﻣﯾﺔ أو أدﺑﯾﺔ وظﺎﺋف ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻌددة
ﻋرﺿﻬﺎ ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑداﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﺟﻧﯾﯾت ﻛﺎﻵﺗﻲ:
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻌﯾﻧﯾﺔ :اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾن اﺳم اﻟﻛﺗﺎب وﺗﻌرف ﺑﻪ ﻟﻠﻘراء ﺑﻛل دﻗﺔ وﺑﺄﻗل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن اﺣﺗﻣﺎﻻت
اﻟﻠﺑس.
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟوﺻﻔﯾﺔ:اﻟﺗﻲ ﯾﻘول اﻟﻌﻧوان ﻓﯾﻬﺎ ﺷﯾﺋﺎﻋن اﻟﻧص اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻌﻧوان.
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﯾﺣﺎﺋﯾﺔ :ﻣرﺗﺑطﺔ ﻛﺛﯾرا ﺑﻣﺎ ﻗﺑﻠﻬﺎ ،ﺳواء أراد اﻟﻛﺎﺗب ذﻟك أم ﻟم ﯾرد ،وﻟﻬﺎ طرﯾﻘﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻓﻲ اﻟوﺟود.
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﻏراﺋﯾﺔ :ﺣﯾث ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻌﻧوان ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻐري،ﺟﺎذﺑﺎ ﻗﺎرﺋﻪ اﻟﻣﻔﺗرض ،وﻫو ﻣﺎ
ﯾﺣدث اﻟﺗﺷوﯾق واﻻﻧﺗظﺎر،وﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﻋرﺿﻧﺎﻫﺎ ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻧوان
واﻟﻧص ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺗﻌﻘﯾد ،ﻓﻘد ﯾﺳﻬل أﺣﯾﺎﻧﺎ أن ﻧﺧﺗﺻر وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان إرﺷﺎدﯾﺔ أو إﻏراﺋﯾﺔ ،أو
إﯾﺿﺎﺣﯾﺔ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺳﻬوﻟﺔ ﺧﺎدﻋﺔ ،ﺛم إن ﻟﻠﻌﻧوان ﯾﻛﺗﺳﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﻟﺻﺔ ﻓﻬو ﻻﻓﺗﺔ ﺗوﺿﺢ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
ﻣطﺎﻟب اﻟﻛﺎﺗب أو ﻫو "رأس اﻟﻧص واﻟرأس ﯾﺣﺗوي اﻟوﺟﻪ وﻓﻲ اﻟوﺟﻪ أﻫم اﻟﻣﻼﻣﺢ وﻟذﻟك ﻓﺈن
:1ﺧﻠﯾل ﻣوﺳﻰ ،ﻗراءات ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻر،ﻣﻧﺷوراﺗﺈﺗﺣﺎد اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرب ،دﻣﺷق ،2000 ،د/ط،ص.73
:2ﻋﺑد اﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد ،ﻋﺗﺑﺎت ،ص.88-86
33
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
أ/اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻌﻧﯾﻧﯾﺔ)اﻟﺗﻌﻧﯾﻧﯾﺔ:(f.désignation/
اﻟﻣﺗﻌﺎر ف ﻋﻠﯾﻪ أن اﻟﻌﻧوان )اﺳم (nom/ﻟﻠﻛﺗﺎب ،ﺑﻪ ﯾﻌرف ﻛﻣﺎ ﺟرت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﺎدة ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ،
ﻓﺗﺳﻣﯾﺔ طﻔل ﻣﺎ ﺗﻌﻧﻲ ﻣﺑﺎرﻛﺗﻪ ،ﻓﻣﺗﻰ أﻋﻠن ﻋن اﺳﻣﻪ ﺳﯾﺗم ﺗﺳﺟﯾﻠﻪ ﺑﻪ ،دون اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻻﻋﺗﺑﺎطﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﺳﻣﻪ ،ﻛذﻟك أن ﺗﻣﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎ ،ﯾﻌﻧﻲ أﻧﺗﻌﯾﻧﻪ/ﺗﻌﻧِﻧَﻪ) ،(désignerﻛﻣﺎ
ﻧﺳﻣﻲ ﺷﺧﺻﺎ ﺗﻣﺎﻣﺎ،ﻟﻬذا اﻧﺳﺣب ﻧظﺎم اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان ﺣﯾثﺗﻌرّف ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻘرّاء
ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب ،وﺗﻘدﻣﻪ ﻟﻬم ﺑدﻗﺔ وﺗﻔﺻﯾل ،وﯾﺳﺗﻌﻣل ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺗﻐﻠﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان ﺗﺳﻣﯾﺎت أﺧرى
ﻓـ""ﻏرﯾﻔل" ﯾﺳﺗﺧدم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻻﺳﺗدﻋﺎﺋﯾﺔ ،و"ﻣﯾﺗﯾرون" ﯾﺳﺗﺧدم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺳﻣوﯾﺔ ) Fonction
.(appellativeأﻣﺎ "ﻏوﻟدﻧﺷﺗﺎﯾن" ﻓﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ )،(Fonction denominative
وﯾﺳﺗﻌﻣل "ﻛﺎﻧﺗورووﯾﻛس "Kantorowics/اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ )(Fonction referencielle
ﻓﻼ ﺑد ﻟﻠﻛﺎﺗب أن ﯾﺧﺗﺎر اﺳﻣﺎ ﻟﻛﺗﺎﺑﻪ ﻟﯾﺗداوﻟﻪ اﻟﻘراء ،ﻓﻣﺛﻼ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧدﺧل إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ أول ﻣﺎ ﻧﺳﺄل
اﻟﻣﻛﺗﺑﻲ ﻫو ﻋن اﺳم اﻟﻛﺗﺎب اﻟذي ﻧرﯾد ﺷراءﻩ "ﻫل ﻋﻧدك طوق اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن أو اﻷﺣﻣر واﻷﺳود" ،أو
ﻧﺳﺄل طﺎﻟﺑﺎ "ﻫل ﻗرأت طوق اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن ،أو اﻷﺣﻣر واﻷﺳود" أي ﻫل ﻗرأت اﻟﻛﺗﺎب /اﻟر واﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻧوﻧﺔ ﺑﺎﺳم طوق اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن ،أو اﻷﺣﻣر واﻷﺳود ،أﻣﺎ إذا أردت ﺗﺣﻔﯾزﻩ ،أو أن ﻧﻧﺷط ﻓﯾﻪ ﻓﺿوﻟﻪ
اﻟﻘراﺋﻲ ﻓﺄﺳﺄﻟﻪ "ﻫل ﺗﻌﻠم ﻟﻣﺎذا ﻋﻧون ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﺑطوق اﻟﯾﺎﺳﻣﯾن أو اﻷﺣﻣر و اﻷﺳود".
ﻟﯾري "ﺟﯾﻧﯾت" أﻧﻪ ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻧﺟد ﺑﺄن وظﯾﻔﺔ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ) (indentificationﻫﻲ ﻣن
أﻫم اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﺗﺟﺎوز ﺑﻘﯾﺔ اﻟوظﺎﺋف ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗرﯾد أن ﺗطﺎﺑق ﺑﯾن ﻋﻧﺎوﯾﻧﻬﺎ
34
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
وﻧﺻوﺻﻬﺎ ،ﻏﯾر أﻧﻧﺎ ﻧﺟد ﺑﻌض اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻣراوﻏﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳرﯾﺎﻟﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗطﺎﺑق ﻧﺻوﺻﻬﺎ
ﺗﻣﺎﻣﺎ ،وﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺄوﯾل وﺣﻔر ﻓﻲ طﺑﻘﺎﺗﻬﺎ ﻗﺻد ﻗراءة وﻓﻬم ﺗﻠﻣﯾﺣﺎﺗﻬﺎ.1
وﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن ﻣن أﻣر ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻫﻲ اﻟوﺣﯾدة اﻹﻟزاﻣﯾﺔ واﻟﺿرورﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘق اﻟﺗﻌرﯾف
ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب ﻟدى اﻟﻘرّاء.
ﻓﻧﺣن ﺣﺗﻰ اﻵن ﻧﻣﺎرس إﻗﺻﺎء ﻟﻧﻣط ﻣن أﻧﻣﺎط اﻟوﻗﻊ اﻟدﻻﻟﻲ ،وا ٕ ن ﻛﺎن وﻗﻌﺎ ﺛﺎﻧوﯾﺎ ،إﻻ أﻧﻪ
ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ أن ﯾﺿﺎف إﻟﻰ اﻟﻧﻣط اﻟﻣوﺿوﻋﺎﺗﻲ أو اﻟﺧﺑري ،ﻷﻧﻬﺎ وﻗﺎﺋﻊ ﯾﻣﻛن ﺗﺄﻫﯾﻠﻪ ﻓﻲ اﻹﯾﺣﺎﺋﻲ
ﻟﺳﻠوﻛﻬﺎ طرﯾﻘﺗﻪ ،وﻓﯾﻬﺎ ﯾﻣﺎرس اﻟﻌﻧوان اﻟﻣوﺿوﻋﺎﺗﻲ واﻟﺧﺑري ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ ﻋﻧﺎوﯾن
ﻣﺛل ) ،(Beyrouth à Bangkok)،( banco/dérouté àﻓﻬﻲ ﻋﻧﺎوﯾن ﻣوﺿوﻋﺎﺗﯾﺔ ﺗﻌﻠن ﻋن
ﻣﻐﺎﻣرة وﻗﻌت ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻣﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺧطﯾرة ،ﻏﯾر أن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻠن ﺑﻬﺎ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎوﯾن
واﻟﺣدث ﻛﻛل ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﺎﺛل اﻟﺻوﺗﻲ ،اﻟذي ﯾﺿﯾف إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾﻧﯾﺔ ﻗﯾﻣﺔ أﺧرى ﻫﻲ
اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﯾﺣﺎﺋﯾﺔ ،وﻫذا إﻣﺎ ﻟﻘﺎرئ ﻣﺳﺗﻌﻠم ،ﻓﯾﻌﻣل اﻟﻛﺎﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻼﻋب ﺑﻪ ،وا ٕ ﻣﺎ ﻟﻘﺎرئ ﻛفء ،ﻓﻠﯾس
ﻟﻠﻛﺎﺗب إﻻ أن ﯾﻌﻠن ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ ) ،(jean bruceأو أﺣدا ﯾﺣﺎﻛﻲ أﺳﻠوﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻧوﻧﺔ ،وﻫذا اﻟﻛﻼم
35
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
ﯾﻧﺳﺣب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﺧﺑرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر إﻧﻬﺎ ﺗﻌﯾن ﺑﻘدر ﻣﺎﻫﻲ ﺗوﺣﻲ ﻣن ﺧﻼل أﺳﻠوﺑﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻌﻧوﻧﺔ.
وﻣﻬﻣﺎ ﯾﻛن ﻣن أﻣر ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻫﻲ اﻟوﺣﯾدة اﻹﻟزاﻣﯾﺔ واﻟﺿرورﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘق اﻟﺗﻌرﯾف
ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب ﻟدى اﻟﻘرّاء.
ﺗﻌد اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﻏراﺋﯾﺔ ﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠﻌﻧوان ،اﻟﻣﻌول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﺛﯾرا ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ
اﻟﻘﺑض ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻐرر ﺑﺎﻟﻘﺎرئ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﺑﺗﻧﺷﯾطﻬﺎ ﻟﻘدرة اﻟﺷراء ﻋﻧدﻩ ،وﺗﺣرﯾﻛﻬﺎ ﻟﻔﺿول اﻟﻘراءة
ﻓﯾﻪ ،واﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻗد وﺿﻌت ﻣﻧذ ﻗرون ﻓﻲ ﻣﻘوﻟﺔ " "Furetièreاﻟﻌﻧوان اﻟﺟﯾد
ﻫو أﺣﺳن ﺳﻣﺳﺎر ﻟﻠﻛﺗﺎب" ،وﻫذا اﻟﺟﻣﺎل ﻟﯾس اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻠﻌﻧوان ،ﻓﻬو ذو ﻗﯾﻣﺗﯾن ،ﻗﯾﻣﺔ
ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻧﺷرط ﺑوظﯾﻔﺗﻪ اﻟﺷﻌرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺛﻬﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﻛﺎﺗب ،وﻗﯾﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺳﻠﻌﯾﺔ ﺗﻧﺷطﻬﺎ اﻟطﺎﻗﺔ
اﻹﻏراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ ﺑﻔﺿول اﻟﻘراء ﻟﻠﻛﺷف ﻋن ﻏﻣوﺿﻪ وﻏراﺑﺗﻪ.1
ﻫﻧﺎ ﻧﺟد اﻟﻧﺎﺷرﯾن ﯾﺗﻔﻘون ﻣﻊ اﻟﻛﺗﺎب ﻟوﺿﻊ ﻋﻧﺎوﯾن ﻣﻐرﯾﺔ وﺟذاﺑﺔ ﻗﺻد ﺿﻣﺎن اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت
إﻻ أن ﻫذا ﻏﯾر ﻣﻌول ﻋﻠﯾﻪ ﻛﺛﯾرا ﻷن ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻛﺗﺎب وﺗوزﯾﻌﻪ ﺗﺧﺿﻌﺎن ﻟﻣﺳﺎﻟك ﻣﻌﻘدة
وﺻﻌﺑﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻊ ﺧﺎرج اﻟﻣﻧﺎص وداﺧﻠﻪ ﻓﻲ آن.
اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ﻋﻧﺎوﯾن ﻣراﻓﻘﺔ أو ﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠﻧص ،وﺑوﺟﻪ اﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ داﺧل اﻟﻧص ﻛﻌﻧﺎوﯾن
ﻟﻠﻔﺻول واﻟﻣﺑﺎﺣث واﻷﻗﺳﺎم واﻷﺟزاء ﻟﻠﻘﺻص واﻟرواﯾﺎت واﻟدواوﯾن اﻟﺷﻌرﯾﺔ ،...وﻫﻲ ﻛﺎﻟﻌﻧوان
اﻷﺻﻠﻲ ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾوﺟﻪ ﻟﻠﺟﻣﻬور ﻋﺎﻣﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻧﺟدﻫﺎ أﻗل ﻣﻧﻪ ﻣﻘروﺋﯾﺔ ،ﺗﺗﺣدد
36
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
ﺑﻣدى إطﻼع اﻟﺟﻣﻬور ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻧص /اﻟﻛﺗﺎب ،أو ﺗﺻﻔﺢ وﻗراءة ﻓﻬرس ﻣوﺿوﻋﺎﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم
ﻣن ﯾرﺳل إﻟﯾﻬم /ﯾﻌﻧون ﻟﻬم اﻟﻧص ،واﻟﻣﻧﺧرطون ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﻗراءﺗﻪ.
وﻣﻣﺎ ﯾﻔرق اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﻌﻧوان اﻟﻌﺎم ،أﻧﻪ ﻣﺎ ﻣن ﺿرورة ﻟوﺟود اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻌﻧو ان اﻷﺻﻠﻲ اﻟذي ﯾﻌد ﺣﺿورﻩ ﺿرورﯾﺎ ،ﻓﺣﺿور اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣﺣﺗﻣل
وﻟﯾس ﺿروري وا ٕ ﻟزاﻣﻲ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻛﺗب ،إﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺑﯾﺎن أﺟزاءﻫﺎ و ﻓﺻوﻟﻬﺎ وﻣﺑﺎﺣﺛﻬﺎ،
ﻓﺗوﺿﻊ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻟزﯾﺎدة اﻹﯾﺿﺎح ،وﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻘﺎرئ اﻟﻣﺳﺗﻬدف ،وﯾﻣﻛن أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎﺷر
ﻟﺿرورة ﺗﻘﻧﯾﺔ طﺑﺎﻋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﻟداع ﻓﻧﻲ وﺟﻣﺎﻟﻲ.
إن اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﻌﻧوان اﻷﺻﻠﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻛﺛﯾف ﻓﺻوﻟﻬﺎ أو ﻧﺻوﺻﻬﺎ
ﻋﺎﻣﺔ ،وا ٕ ﻣﺎ ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ،وا ٕ ﻣﺎ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺄزق اﻟﺗﺄوﯾل ،ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل
اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺗﺣﻣل إﻣﺎ اﺳم اﻟﺑطل أو اﻟﺳﺎرد،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﯾرى "ﺟﻧﯾﯾت" أﻧﻬﺎ
أﺣدﺛت ﺗﻐﯾﯾرات ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﺗطور اﻷﺟﻧﺎس اﻷدﺑﯾﺔ.1
إن اﻷﻣﻛﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺟدﻫﺎ ﻋﻠﻰ رأس ﻛل ﻓﺻل أو ﻣﺑﺣث ،
إﻣﺎ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟﻌﻧوان اﻷﺻﻠﻲ وا ٕ ﻣﺎ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻪ ،ﻓﯾﻛون اﻟﻌﻧوان اﻷﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﯾﻣﯾن و اﻟﻌﻧوان
اﻟداﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﯾﺳﺎر)واﻟﻌﻛس ﻓﻲ اﻟﻛﺗب اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ(.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﻔﻬرس أو ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣواﺿﯾﻊ،وﻫذا ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻷن اﻟﻔﻬرس ﯾﻌد ﻋﻧد
"ﺟﻧﯾﯾت" ﻛﺄداة ﺗذﻛﯾرﯾﺔ وﺗﻧﺑﯾﻬﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺎز اﻟﻌﻧوﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻧﺟدﻫﺎ ﻏﯾر ﺿرورﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل.2
37
اﻟﺘﺄﺳﯿﺲ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻠﻌﺘﺒﺎت اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
ﻟم ﯾﺗﻛﻠم "ﺟﻧﯾت" ﻋن وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان،وﻫذا اﻟﺻﻣت ﯾدل ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ وظﺎﺋف اﻟﻌﻧوان
اﻟرﺋﯾﺳﻲ ،ﻏﯾر أﻧﻧﺎ ﻧرى ﺑﺄن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻫﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟوﺻﻔﯾﺔ
ﻋﻧد "ﺟﻧﯾت"،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن رﺑط اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ وﻓﺻوﻟﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ،واﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ
أﺧرى ،ﻷن اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻛﺑﻧﻲ ﺳطﺣﯾﺔ ﻫﻲ ﻋﻧﺎوﯾن واﺻﻔﺔ/ﺷﺎرﺣﺔ ﻟﻌﻧواﻧﻬﺎ اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻛﺑﻧﯾﺔ
ﻋﻣﯾﻘﺔ ،ﺑذﻟك اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺎوﯾن )اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ( واﻟﻧص ﺑﺎﻧﯾﺔ ﺳﯾﻧﺎرﯾوﻫﺎت ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ
ﻟﻔﻬﻣﻪ.1
38
اﻟﻔــــــــــــــــــــــــــــــــــﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وﻟد "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ﻋﺎم 1954ﺑﺗﻠﻣﺳﺎن ،وﯾﻧﺣدر ﻣن ﻋﺎﺋﻠﺔ أﻧدﻟﺳﯾﺔ "ﻣورﯾﺳﻛﯾﺔ" ،أﺟﺑر
ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎدرة اﻷﻧدﻟس ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ،وﺳﻛن ﻏرب اﻟﺟزاﺋر .ﺣﺎﺻل ﻋﻠﻰ دﻛﺗوراﻩ
دوﻟﺔ ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ،وﻋﻠﻰ دﻛﺗوراﻩ ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺳورﺑون ﺑﺑﺎرﯾس ،وﻋﻣل أﺳﺗﺎذ ﻛرﺳﻲ
اﻷدب ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣﻧذ ﻋﺎم 1985م ،أﺳﺗﺎذ اﻷدب ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺳورﺑون اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ
1994م ،"1وﺗﻧﻘﺳم أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن :اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟرواﺋﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ؛ أﻣﺎ
اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟرواﺋﯾﺔ ﻓﻘد أﺳﻬﻣت ﻓﻲ ظﻬور "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
واﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻣن ﺧﻼل ﺗرﺟﻣﺔ أﻋﻣﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻠﻐﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟرواﺋﯾﺔ
ﺑﺎﻵﺗﻲ:
" -اﻟﺑواﺑﺔ اﻟزرﻗﺎء" ،وﻗﺎﺋﻊ ﻣن أوﺟﺎع رﺟل" ،دﻣﺷق 1980م ،اﻟﺟزاﺋر 1982م.
" -وﻗﻊ اﻷﺣذﯾﺔ اﻟﺧﺷﻧﺔ" ،ﻗﺻﺔ ﻣطوﻟﺔ 1981 ،م ،وأﻋﯾد طﺑﺎﻋﺗﻬﺎ ﻋﺎم 2010م ﻋن
ﻣﻧﺷورات اﻟﺟﻣل ﻓﻲ ﺑﻐداد.
" -ﻧوار اﻟﻠوز" ،ﺑﯾروت 1983م ،اﻟﺟزاﺋر 1986م 2001 ،م ،ﺗرﺟﻣت إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻠﻐﺎت ،وﻗد اﻫﺗم ﺑﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن طﻠﺑﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻓﻲ أﺛﻧﺎء دراﺳﺗﻬم ﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺧطﺎب
اﻟﺳردي.
" -ﺿﻣﯾر اﻟﻐﺎﺋب" ،دﻣﺷق 1990م ،واﻟﺟزاﺋر 2001م ،ﺗرﺟﻣت إﻟﻰ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ.
" -اﻟﻠﯾﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﺑﻌد اﻷﻟف :رﻣل اﻟﻣﺎﯾﻪ" ،دﻣﺷق و اﻟﺟزاﺋر 1993م ،ﺗرﺟﻣت إﻟﻰ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ.
:1إﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﻣﻧﻔﻰ ،ط ،1اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧﺷورات اﻻﺧﺗﻼف 2011 ،م ،ص .352
41
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
" -ﺳﯾدة اﻟﻣﻘﺎم" ،أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ 1995م و اﻟﺟزاﺋر 1997م و 2001م .ﺗرﺟﻣت إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻠﻐﺎت ،وﻧﺎﻟت ﻗدرا ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻓﻲ أﺑﺣﺎث اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ،
واﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ.
" -ﺣﺎرﺳﺔ اﻟظﻼل" ،أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ 1996م واﻟﺟزاﺋر 1998م و 2001م ،أﺛﺎرت ﺟدﻻ واﺳﻌﺎ ﻓﻲ
ﻣوﺿوﻋﻬﺎ ،وﻛﺎﻧت ﻣﺣط أﻧظﺎر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧﻘﺎد.
" -ذاﻛرة اﻟﻣﺎء" ،أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ 1997م و 2001م .ﺗرﺟﻣت إﻟﻰ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ واﻹﯾطﺎﻟﯾﺔ.
" -ﻣراﯾﺎ اﻟﺿرﯾر" ،ﺑﺎرﯾس 1998م ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطﺑﻌﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،وﻗد أﻋﯾد طﺑﺎﻋﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﺎم 2011م.
" -ﻛﺗﺎب اﻷﻣﯾر" ﺑﯾروت 2005م واﻟﺟزاﺋر 2005م ،وﻗد أﺛﺎرت ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ﺟدﻻ واﺳﻌﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.
" -ﺳوﻧﺎﺗﺎ ﻷﺷﺑﺎح اﻟﻘدس" ،ﺑﯾروت 2009م وأﻋﯾد طﺑﺎﻋﺗﻬﺎ ﻋﺎم 2013م.
" -أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ،ﺑﯾروت 2010م .وﻫﻲ رواﯾﺔ ﺷﺑﻪ ﺳﯾرة ذاﺗﯾﺔ ،وﻣﻬد ﻓﯾﻬﺎ ﻟﺳﯾرﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻧﺷر ﻗرﯾﺑﺎ.
42
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
-ﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻔراﺷﺔ" ،ﺻدرت ﻋن ﻣﺟﻠﺔ دﺑﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻋﺎم 2013م ،وأﻋﯾد طﺑﺎﻋﺗﻬﺎ ﻋن دار
اﻷداب ﻓﻲ ﺑﯾروت.
" -ﺳﯾرة اﻟﻣﻧﺗﻬﻰ ....ﻋﺷﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ اﺷﺗﻬﺗﻧﻲ" ﺳﯾرة ذاﺗﯾﺔ 2012م ،دار اﻵداب ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ.
أﻣﺎ دراﺳﺗﻪ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻓﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﺛﻣﺎﻧﯾﻧﯾﺎت وﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ؛ ﺣﯾث ﻧﺷر اﻟﻛﺛﯾر
ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺳورﯾﺎ ،ﻣوطن ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻷول وﻣﻬد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻣن أﻫم ﺗﻠك اﻟدراﺳﺎت:
أﻣﺎ اﻟﻣﻘﺎﻻت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺷرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣوﻗف اﻟﺳورﯾﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ :
-ﻣﺿﺎﻣﯾن ﺟدﯾدة ﻟﻠﻘﺻﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣوﻗف اﻷدﺑﻲ ﻋﺎم 1980م.
-اﻟوﻓﺎء ﻟﻠوﻫم اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﻲ اﻹﺻﻼﺣﻲ ﻗراءة ﺟدﯾدة ﻟرواﯾﺔ أم اﻟﻘرى ل )رﺿﺎ ﺣوﺣو( ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻣوﻗف اﻷدﺑﻲ ﻋﺎم 1987م.
-اﻧﻬﯾﺎر ﻣﺷروع اﻟﺑطل اﻟﺛوري ﻓﻲ رواﯾﺔ "رﺻﯾف اﻷزﻫﺎر ﻻ ﯾﺟﯾب" ﻟ ـ )ﻣﺎﻟك ﺣداد( ،ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻣوﻗف اﻷدﺑﻲ ﻋﺎم 1987م.
43
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻧﺎﻟت رواﯾﺎت "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘراء واﻟدارﺳﯾن ،وﻋرﻓت ﺑﺄﺳﻠوﺑﻬﺎ
اﻟﺣداﺛﻲ اﻟﻧﺎﺑﻊ ﻣن ﻓﻛرة اﻟﺗﺟدﯾد ﺑﻣﺣﺎﻛﺎة اﻟﻔن اﻟﻘﺻﺻﻲ اﻷول "أﻟف ﻟﯾﻠﺔ وﻟﯾﻠﺔ" ،و"اﻟﺣرص
ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ وﺗﺄﺟﯾﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺧﯾﯾل اﻧدراﺟﺎ ﻓﻲ ﻓﺿﺎء ﺧﺎص ،ﻋﻣﺎدﻩ وﺟدان ﻣﻔﺟوع ﺑﺎﻟﺗﺣوﻻت
اﻟﻘﺎﻫرة ،وﻣﺗﺄس ﺑﻧﺑرة ﺗﻔﺎؤل اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،وﻣذﺟﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻧداء اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ
واﻷﺧﻼﻗﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺣﺎﺷر ﺑﯾن ﺷﻬوة اﻟﺗطﻠﻊ إﻟﻰ أﻣل اﻟﺗﻐﯾﯾر ورﻛﺎم اﻟﺧﯾﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻟﻛﺛﯾرة ،" 1واﻣﺗﺎزت رواﯾﺎت "اﻷﻋرج" ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺗﻬﺎ اﻟﻣﺑﻛرة ﺑﻌدد ﻣن اﻟﺳﻣﺎت ﻣﻧﻬﺎ":اﻹﻣﻌﺎن
اﻟوﺻﻔﻲ ﻟﻠﻣﺷﻬدﯾﺔ ،واﻹﺣﺎطﺔ ﺑﺄطراف اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ واﻣﺗدادﻫﺎ داﺧل ﻣﺟﺗﻣﻌﻬﺎ اﻟﺧﺎص ،وﺗﻌﺿﯾد
ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟراوي ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ واﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎﺗﻪ دون اﻻﻣﺗزاج ﺑﺗﻘﺎﻧﺎت اﻟﺗﻌدد اﻟﺣواري ورؤاﻩ
اﻟﺧﺻﯾﺑﺔ ،واﻻ ﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻣﺷوﺑﺔ ﺑﺄﻓﻛﺎر وأدﻟﺟﺗﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ ﻟﯾﺗﻠﻔﻊ اﻟﺳرد ﺑﺧطﺎب إﯾدﯾوﻟوﺟﻲ
ﺷدﯾد اﻟﺣﻣﺎﺳﺔ وﺷدﯾد اﻟﺑﺄس ﻓﻲ اﺳﺗﺻراخ اﻟرﺟﺎء"2
وﻣﺟﻣل ﺗﻠك اﻟﺳﻣﺎت ﺟﻌﻠت "اﻷﻋرج" ورواﯾﺎﺗﻪ ﺣﺎﺿرة ﻓﻲ دراﺳﺎت اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن
ﺑﺎﻷدب اﻟﺣدﯾث؛ وﻣن اﻟدارﺳﯾن اﻟذﯾن ﺗﻧﺎوﻟوﻩ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ "ﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن" ﻓﻘد ﺗﺣدث ﻋن ﻣﻛﺎﻧﺔ
"واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﻛﺗﺎﺑﻪ "اﻟرواﯾﺔ واﻟﺗراث اﻟﺳردي" ﻓﻲ اﻷدب ):واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ﻣن
اﻟرواﺋﯾﯾن اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن اﻟﻘﻼﺋل ﺟدا ،اﻟذﯾن ﻧﺟﺣوا ﻣن ﺧﻼل إﺑداﻋﻬم اﻷدﺑﻲ أن ﯾﺗﺟﺎوزا ﺣدود
اﻟوطن ،وﯾﻘرﺿوا ﻧﺗﺎﺟﻬم اﻟرواﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف أرﺟﺎء اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ...وﻻ ﺷك ﻓﻲ أن إﻧﺗﺎﺟﻪ
ﻗراءة ﻧﻘدﯾﺔ ﺟﺎدة ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﻣوﻗﻌﺗﻪ ﺿﻣن اﻹﻧﺗﺎج اﻟرواﺋﻲ اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد ،اﻟذي ﺳﺎﻫم ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺗﻪ
رواﺋﯾون ﻣن ﻗﺑﯾل ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﻧﯾف وﻧﺑﯾل ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻐﯾطﺎﻧﻲ وﺻﻧﻊ اﷲ إﺑراﻫﯾم ،وآﺧرون ﻣن
ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ"3
:1اﺑو ﻫﯾف ﻋﺑد اﷲ ،اﻻﺷﺗﻐﺎل اﻟﺳردي اﻟﺣداﺛﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﻘد ،ع ،54م ،2004 ،14ص .504
:2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،اﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ.
:3ﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن ،اﻟرواﯾﺔ واﻟﺗراث اﻟﺳردي ،ﺑﯾروت ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،1992 ،ط ،1ص .49
44
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وﻫذا إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺷرق اﻷوﺳط وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ﻓﻘد اﻫﺗم ﺑﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘراء
واﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ،وﺷﻛل ﺣﺿورﻩ إﻟﻰ ﻓﻠﺳطﯾن ﻟﻔﺗﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﻌرﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻣﻲ،
ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﺟﯾﺋﻪ إﻟﻰ رام اﷲ وﻧﺎﺑﻠس ﻋﺎم ،2013وﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻧدوﺗﯾن ﺣول أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟرواﺋﯾﺔ.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺟواﺋز اﻟﺗﻲ ﻧﺎﻟﻬﺎ "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ﻓﻬﻲ :
-ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1997م ،اﺧﺗﯾرت رواﯾﺗﻪ ﺣﺎرﺳﺔ اﻟظﻼل )دون ﻛﯾﺷوت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر(
ﺿﻣن أﻓﺿل ﺧﻣس رواﯾﺎت ﺻدرت ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ،وﻧﺷرت ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﺧﻣس طﺑﻌﺎت
ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ طﺑﻌﺔ اﻟﺟﯾب اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﻗﺑل أن ﺗﻧﺷر ﻓﻲ طﺑﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺿﻣن اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺧﻣﺳﺔ.
-ﺗﺣﺻل ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2001م ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة اﻟرواﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣل أﻋﻣﺎﻟﻪ.
-ﺗﺣﺻل ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2006م ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋزة اﻟﻣﻛﺗﺗﺑﯾن اﻟﻛﺑرى ﻋﻠﻰ رواﯾﺗﻪ "ﻛﺗﺎب اﻷﻣﯾر"،
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ ﻋﺎدة ﻷﻛﺛر اﻟﻛﺗب وراﺟﺎ واﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﻧﻘدﯾﺎ ،ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ.
45
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺗدور أﺣداث ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ﺣول ﻗﺻﺔ ﺣب ﺧﺎﻟدة ﺧﻠود اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﯾن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟرواﺋﻲ
ﻧﻔﺳﻪ ،اﻟذي اﺳﺗﺧدم ﻓﯾﻬﺎ اﺳﻣﻪ اﻟﺻرﯾﺢ "ﺳﯾﻧو" وﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ "ﻟﯾﻠﻲ" اﻟﺗﻲ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﺑﺷﺧﺻﯾﺔ ورﻗﯾﺔ
اﺳﻣﻬﺎ ﻣرﯾم ،أو ﻛﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ " ﺳﯾدة اﻟظل واﻟورق".
ﺑدأت أﺣداﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫران ،أﯾن ﻛﺎﻧت ﻟﯾﻠﻰ ﺗزاول دراﺳﺗﻬﺎ ﻟﺗﻧﻘﻠب اﻷوﺿﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﺑﻼد إﺑﺎن اﻟﻌﺷر ﯾﺔ اﻟﺳوداء ،وﻧظرا ﻟﻛﺗﺎﺑﺎت "ﺳﯾﻧو" اﻟﺻﺎرﺧﺔ أﺻﺑﺢ ﻣطﻠوﺑﺎ ﻟﺗﺻﻔﯾﺔ
اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﻣﻣﺎ اﺿطر ﻟﯾﻠﻲ ﻟﺗطﻠب ﻣﻧﻪ ﻣﻐﺎدرة اﻟﺑﻼد و اﻟﺳﻔر ﺑﻌﯾدا ﺧوﻓﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ أن ﺗزﻫق
روﺣﻪ ﻓﻲ ظل ﺗﻠك اﻟﻔوﺿﻰ ﺇ ﻻ أﻧﻪ أﺑﻰ ذﻟك وﺑﻌد ﻣﺣﺎوﻻت ﻋدﯾدة ﻣﻧﻬﺎ ﻹﻗﻧﺎﻋﻪ اﻧﺻﺎع
ﻷواﻣرﻫﺎ وﻏﺎدر اﻟﺑﻼد ﻣﻛرﻫﺎ ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﺣﻣل ﺑﻌدﻩ ﻋن ﺣﺑﯾﺑﺗﻪ ووطﻧﻪ ﻓﻛﺎﻧت وﺟﻬﺗﻪ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ
ﺑﺎرﯾس ,وﻟم ﯾﺟد أﻓﺿل وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗواﺻل ﻣﻌﻬﺎ اﻟرﺳﺎﺋل ﻣﺳﺗﻌﯾدا ﺑذﻟك ﻫذا اﻟﻔن اﻟﻌرﺑﻲ
اﻷﺻﯾل ,ﻛﻣﺎ أن اﻟرواﯾﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة رﺳﺎﺋل ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن "ﺳﯾﻧو وﻟﯾﻠﻲ" ﺟﺳدت
ﺿرورة اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة ﻣن أﺟل اﻟﺣب وﻣﺛﻠت اﻟﻣرض واﻹﻋﯾﺎء إزاء اﻟﻣﻧﻔﻰ و اﻟﺑﻌد.
وﺗﻌد رﺑﺎﻋﯾﺔ اﻟﺣب واﻟﺣﯾﺎة واﻟﻣﻧﻔﻰ واﻟﻣرض ،اﻟرﻛﺎﺋز اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟرواﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺣب ﻣﻔﺗﺎح ﺑﺎب اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻛل اﻟﻌواﻟم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﻟﺳﻧﺎ ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺗدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك
وﺑطﻼ رواﯾﺗﻧﺎ "اﻟراوي ﺳﯾﻧو وﻟﯾﻠﻰ" ﺗرى اﻟدﻧﯾﺎ وﻣﻼﺣﺗﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺣب و اﻟﺳﻼم واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ ﻟم
ﯾطﻠﺑﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻫذا.
وﻛﺎن اﻟﺣب أو ﺑﺎﻷﺣرى ذﻛرﯾﺎﺗﻪ ﻣدﺧل اﻟراوي إﻟﻰ ﺣﻛﺎﯾﺎﺗﻪ ﻓﻼ ﻧﻌﺗﺑرﻩ ﺣﺑﺎ ﻓﻘط ﺇﻧﻣﺎ
اﺷﺗﻬﺎء ﻋﺎﺟز ﻛﺧوف رﻫﯾب ﻻ ﯾﺣﺗﻣﻠﻪ أﺣد وﻛﺎن واﺿﺣﺎ ﻣن ﺷﻌو ر اﻟﺑطﻠﯾن ﺣﺗﻰ وﺇن ﻟم
ﯾﺻرﺣﺎ ﺑذﻟك.
46
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻓﻐزل اﻟراوي ﻣن اﻟﺣب واﻟﻐرﺑﺔ واﻻﺷﺗﻬﺎء واﻟرﻏﺑﺔ ﻧﺳﯾﺟﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﻪ ﻋﺎﻟﻣﻪ اﻟرواﺋﻲ وﯾﺷﯾد
ﻣن اﻟﺣﺎن ﻟﯾﻠﻲ اﻟﺗﻲ ﺳﻛﻧت اﻟروح ﻗﺑل اﻟﺟﺳد ﻛﺄﻟﺣﺎن اﻟﻔردوس اﻷرﺿﻲ ﺑﻛل ﺟﻣﺎﻟﻬﺎ وﺟﻼﻟﻬﺎ
ﺑﻛل اﻧﺳﺟﺎﻣﻬﺎ وﻧظﺎراﺗﻬﺎ ﺑﻛل أﻟواﻧﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺿم ﻟوﻋﺔ اﻟﺣب و اﻻﺷﺗﯾﺎق .
وﻟم ﯾﺗوﻗف اﻟﺣب ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ ﺑل اﺳﺗﻣر ﻛروح أﺛرﯾﺔ ﺗﺣﯾﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﺷﺎﻋر ﺟﻣﯾﻠﺔ ﺗﻣﯾل اﻟﻘﻠوب
وﺗﺻرف إﻟﯾﻬﺎ اﻟوﺟوﻩ ﺗﺳﺗدﻋﻲ إﺿﻌﺎف اﻷﺳﻣﺎع إﻟﯾﻬﺎ ﻟﺣرص اﻟراوي ﻋﻠﻰ أن ﺗظل اﻟﻘﻠوب
ﻣﻔﺗوﺣﺔ داﺋﻣﺎ وﺑﻬذا ﯾﻛون اﻟﺗواؤم ﻣﻊ ﻋﺎﻟﻣﻪ واﻻﻧﺳﺟﺎم ﻣﻌﻪ وﺣﯾن ﺗﺿﯾق ﺑﻪ اﻟدﻧﯾﺎ ﻣن اﻵﻻم
واﻷﺣزان ﯾﻬرع إﻟﻰ ﺟﻧﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺻﻧﻌﻬﺎ ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺗﻠك اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﺣﯾﺎ ﺑﻬﺎ وذﻟك اﻟﺣب اﻟذي
ﻣﻸ ﻛـوﻧـﻪ و ﺑﻌد ﻛل ﻫذا اﻟﺣب و اﻟﻬﯾﺎم و ﺗﺑﺎدل اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟراﻗﯾﺔ اﻗﺗرﺣت "ﻟﯾﻠﻲ" ﻋﻠﻰ
"ﺳﯾﻧـو" ﻓﻛرة اﻟزواج ،ﻓﻠم ﯾﺗﻘﺑل اﻟﻔﻛرة ،ﺑل رﻓﺿﻬﺎ ﺑﺣﺟﺔ أﻧﻪ ﻻ ﯾرﯾد اﻟﺗﻘﯾد و ﻻ ﯾﻘﺗﻧﻊ ﺑﺎﻟﻔﻛرة
أﺻﻼ ﻓﻠم ﺗﺟد ﺳﺑﯾﻼ إﻻ أن ﺗﻘﺑل ﺑﻌرض اﺑن ﺧﺎﻟﺗﻬﺎ رﯾﺎض اﻟذي طﻠب ﯾدﻫﺎ ﻣرارا وﺗﻛرارا
ﻓﺣﻘﻘت ﺑذﻟك أﻣﻧﯾﺔ واﻟدﺗﻬﺎ وﺑﺎﻋت أﺣﻼم ﺣﺑﻬﺎ ﻟﻠﻣﺟﻬول و ﺑﻣﺟرد ﻋﻠم " ﺳﯾﻧـو " ﺑزواﺟﻬﺎ ﺗزوج
ﻫو اﻵﺧر ﺑـﻬﺎﺟر ﻣﺎ زاد ﻟﯾﻠﻰ أﻟﻣﺎ و ﺣﺳر ة و رﻏم زواﺟﻬﺎ ﺑـرﯾﺎض إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ ﻧﺳﯾﺎن
ﺣﺑﻬﺎ اﻷول واﻷﺑدي ﻓﻛﺎﻧت ﻛل ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑزوﺟﻬﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ ،و ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﯾش ﻣﻌﻪ ﻻ ﻣﻊ ﻏﯾرﻩ
روﺣﻬﺎ ﻣﻌﻪ و ﺟﺳدﻫﺎ ﻣﻊ رﯾﺎض اﻟذي ﻛﺎﻧت رﺣﻠﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻛﺎن ﻛﺎﻧت ﺗرﺗﺎدﻩ ﻣﻊ "
ﺳﯾﻧـو " ﻷﻧﻬﺎ ﻣن اﻗﺗرح اﻟﻣﻛﺎن ﻓذﻛرﺗﻬﺎ ﻛل ﺧطوة ﺑﻪ ﺑﻬﻣﺳﺎﺗﻪ و ﺟﻧوﻧﻪ اﻟﻼ ﻣﺗﻧﺎﻫﯾﺔ و ﻗﺑﻼﺗﻪ
اﻟﺻﺎرﺧﺔ ﻓﻲ ﻋرض اﻟﺑﺣر و ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء ﺷﻬر اﻟﻌﺳل و ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻣل رﯾﺎض وﺗﻌﻠﻘﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻌزف ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﺎن ﻓﻲ اﻷوﺑرا ﻛﺎﻧت ﺗﻐﺗﻧم ﻓرﺻﺔ ﻏﯾﺎب زوﺟﻬﺎ أو ﻓرﺻﺔ ﺳﻔرﻫﺎ ﻹﺣﯾﺎء
ﺣﻔﻼت اﻟﻌزف ﻓﻲ اﻷوﺑرات اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎء ﺳﯾﻧو واﺳﺗرﺟﺎع ﺣﺑﻬﺎ اﻟﻬﺎدئ
و اﻟﺿﺎﺋﻊ ﻣﺟرد ﻟﺣظﺎت ﺟﻧون ﻋﺷق ﻣﺳروﻗﺔ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ إﻻ أن و ﻗﻌﻬﺎ ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ
ﻓﺎﺷﺗرﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت و اﻟﺣﻣﺎم ﻧﻔﺳﻪ و ﻧﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﯾر ذاﺗﻪ ،و ﺑﻌد ﻣدة ﻣن زواﺟﻬﺎ أﻧﺟﺑت
اﺑﻧﻬﺎ اﻷول ﻣن رﯾﺎض اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗﺟد ﻓﻲ ﻛﻠﻣﺔ "ﺑـﺎﺑـﺎ" ﺣﻛـرا ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻷﻧﻬﺎ أﻏﻠﻰ ﻣن أن ﺗﻘﺎل
47
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻟﻪ ،ﻓﻬو ﺣﺳب ا ﻋﺗﻘﺎدﻫﺎ ﻟﯾس ﺑﺄﻓﺿل ﻣﻧﻬﺎ ﻷن ﻛل ﻫﻣﻪ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﺎل ﺑﺷﺗﻰ اﻟطرق واﻻﺳﺗﻣﺗﺎع
ﺑﺎﻟﻧﺳﺎء اﻟﺣﺳﻧﺎوات ﻓﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺟد ﺻورﻩ وﺳط ﻧﺳﺎء ﺟﻣﯾﻼت ﯾﻠﻬو ﻣﻌﻬن
و ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﺣﺿر ﻟﯾﻠﻰ ذﻛرﯾﺎت واﻟدﻫﺎ "اﻟﺳﻲ ﻧـﺎﺻر" اﻟذي
ﻋﻠﻣﻬﺎ اﻟﻌزف ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻣﺎن ﺑﺄﻟﺣﺎﻧﻪ اﻟﺷﺟﯾﺔ اﻟﻌذﺑﺔ و اﻧﻛﺳﺎراﺗﻪ اﻟﻣﺗﺄﻧﯾﺔ.
وﯾﺗواﺻل ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺗﺑﺎدل رﺳﺎﺋل اﻟﺣب و اﻟﻌﺗﺎب ﻣن ﺟﻬﺔ و اﻟﺷوق و اﻟﻌذاب ﻣن ﺟﻬﺔ
أﺧرى ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳوء ذﻛرﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ﺑﻛل ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻬﺎ اﻟﺣﻣﯾﻣﯾﺔ و إﻏراﺋﻬﺎ اﻟﻼ ﻣﺣدود
ذﻛرﯾﺎت ﺷﺎء اﻟﻘدر ﻟﻬﺎ ﺑﺄن ﻻ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻓﻛل رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺣﻣل ﻗﺻﺔ ﻣﺎ ،وﺗرﻣﻲ إﻟﻰ ﻋﺑرة
أو ﻫدف أﻛﺛر ﻣن ﺳﺎﺑﻘﺗﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺑﻌد اﻟﻣﺳﺎﻓﺎت ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ إﻻ أﻧﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﯾﺗواﺻﻼن
ﻓﺣﻣﻠت رﺳﺎﺋﻠﻬﻣﺎ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ و اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن وﻫران
واﻟﺟزاﺋر وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟﻘدس و اﻟدوﺣﺔ و ﻣن ﺑﺎرﯾس و ﻟﻧدن إﻟﻰ ﻏرﻧﺎطﺔ و ﻧﯾوﯾورك .
ﻓﻛﺎن "اﻟﺳﯾﻛرﯾﺗورﯾوم" أو اﻟﻛﻬف ﻛﻣﺎ أﺳﻣﺎﻩ أطﻔﺎل ﻟﯾﻠﻲ ﻣﺧﺑﺄ ﻫﺎﺗﻪ اﻟرﺳﺎﺋل و ﻛل
اﻷﺣﺎﺳﯾس و اﻟذﻛرﯾﺎت اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ،ﻓﻛﻠﻣﺎ ﺷﻌرت ﺑﺎﻟﺿﯾق واﻻﺧﺗﻧﺎق ﻟﺟـﺄت إﻟﯾﻪ ﻻﺳﺗرﺟﺎع أﺳرار
ﺣﺑﻬﺎ اﻟدﻓﯾن وﻟﺗﺣﺎرب ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣرﯾم اﻟورﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺧذت ﺣرﯾﺗﻬﺎ و ﺳﻠﺑت اﺳﻣﻬﺎ وﺷﻌورﻫﺎ ،و
ﻋﺎﯾﺷت ﺗﺟرﺑﺗﻬﺎ ﻟﺗدﺧلﻓﻲ ﺣوار ﻫﺎ اﻟﻧﻔﺳﻲ "أﻧﺎ ﻟﯾﻠﻲ و ﻟﺳت ﻣرﯾم أﻧﺎ ﻟﯾﻠﻲ ﻟﯾﻠﻲ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ
ﺻراع ﻣﻊ اﻣرأة وﻟدت ﻣن اﻟﻌدم و ﺗرﻋرﻋت ﻓﻲ ﻛﻧف ﻛﺗﺎﺑﺎت ﺳﯾﻧـو ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎض اﻟورق.
اﻟﺳﯾﻛرﯾﺗورﯾوم ﺳرﻫﺎ اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ،ﻣﻛﺎن ﺻﻐﯾر ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻷﻏراض اﻟﻛﺛﯾرة و اﻟذﻛرﯾﺎت اﻟﺣﻠوة
و اﻟﻣرﯾرة ﻟﺗﻌوم وﺳط اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟوﻧﺎن :اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﻲ و اﻷزرق اﻟﻠذان ﯾﺑﻌﺛﺎن
ﻓﯾﻬﺎ ﻛل اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺳرﻫﺎ و ﺗﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻛف اﻟﺷﻣس و ﺗﺣوم ﺑﻬﺎ ﻋﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎق
اﻟﻣﻠﺗﻬﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﻗرار ﻟﻬﺎ ،و ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻛﺎﻧت ﺗﺳرد " ﻟﺳﯾﻧـو " أﺣداث اﻟﻣدﯾﻧﺔ و
اﻧﻛﺳﺎراﺗﻬﺎ و اﻹﺿراﺑﺎت اﻟﺗﻲ وﻗﻌت ﻓﯾﻬﺎ و ﺗﺻف اﻟﺷوارع اﻟﺗﻲ اﻧﺑﻌﺛت ﻣﻧﻬﺎ راﺋﺣﺔ اﻟدﻣﺎء
و ﺗﻧﺎﺛرت ﻓﯾﻬﺎ أﺷﻼء اﻟﻣوﺗﻰ.
48
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
و ﻣﻧذ اﻷزل ﻟم ﯾﻧﺷﺄ اﻟﺣب إﻻ داﺧل اﻟﻣﺄﺳﺎة و اﻟﻔﺟﺎﺋﻊ ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻓر إﻟﻰ اﻟﻧﺳﯾﺎن اﻧﻔﺗﺣت
أﻣﺎﻣﻪ اﻟذاﻛرة ﻋﻠﻰ اﺗﺳﺎﻋﻬﺎ ﻟﻧﻘول ﻣﺄﺳﺎة اﻟﺣب وﺗﺟﻠﯾﺎﺗﻪ اﻟﻛﺎوﯾﺔ.
ﻫذﻩ ﻓﺗﻧﺔ اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ أﻣدﺗﻪ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة و اﻟﺣب ،ﻣﻧﺣﺗﻪ اﻹﺣﺳﺎس اﻟﻧﺑﯾل و اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة
ﺣﺗﻰ اﻟذوﺑﺎن ﻓﯾﻬﺎ ،و أﺟﻣل ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ واﺣدة ﻻ ﺗﺗﻛرر و ﻟن ﺗﺗﻛرر ﻟذا ﻧﺟد أن "ﺳﯾﻧـو
وﻟﯾﻠﻲ" ﻗد اﻣﺗﻸ ﺣﺗﻰ اﻟذؤاﺑﺔ ﺑﺣراﺋﻘﻬﺎ ،ﻫﻛذا ﻋﻠﻣﺗﻪ ﻓﺗﻧﺗﻪ "ﺳﯾدة اﻟظل و اﻟورق".
ﺗﺳرﺑت ﻧﺳﻣﺎت اﻟﺻﺑﺎح إﻟﻰ اﻟﺳﯾﻛرﯾﺗورﯾوم و ﻟﯾﻠﻲ ﻻ ﺗزال ﺗﺑﺣث ﻓﻲ اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﻣﺑﻌﺛرة
ﻟﺗﺟد رﺳﺎﻟﺔ وﺻل اﻟﺟﻧون ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻘﻔﻪ ،ﻓروت رﺣﻠﺗﻬﺎ ﺑﯾن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و ﺟزر
اﻟﻛراﯾﺑﻲ ،ﻓﻘﺿت أﻛﺛر ﻣ ن ﺷﻬر ﻣﻊ ﺳﯾﻧـو ﺑﺣﺟﺔ أن ﻟﻬﺎ دورة ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻟوس أﻧﺟﻠس
اﺳﺗﻣﺗﻌت ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻛل ﻣﺎ ﻟم ﺗرﻩ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ،و ﻛﺎﻧت ﺗرﯾد أن ﺗﺷﺑﻊ ﻣن ﺳﯾﻧو ﻻ ﻏﯾر ،و ﺗﻣﻧﺣﻪ
49
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺻﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺷﺗﻬﺎﻫﺎ ﺗﺣت أﺟﻣل ﺳﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم و ﻓﻲ أﻧﻌم ﻏﺎﺑﺔ و أدﻓﺋﻬﺎ ،وﺿﻌﺎ أول ﺑذرة
ﻟﻣﺎ ﺳﯾﻛون "ﻣﻠﯾﻧﺎ" اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺛﻣرة ﺣﺑﻬﻣﺎ و ﺟﻧوﻧﻬﻣﺎ.
و ﺑﻌد ﻣرور ﻓﺗرة اﻟﺣﻣل أﻧﺟﺑت "ﻟﯾﻠﻲ" "ﻣﻠﯾﻧﺎ" ﻟﺗرى ﺿوء اﻟﺣﯾﺎة و ﺗﻌﯾش ﺻﺧﺑﻬﺎ
ﻓﺗﻌﻠﻘت "ﺑﺳﯾﻧـو" و أﺣﺑﺗﻪ ﻓطرﯾﺎ و ﻛﺄن ﺷﯾﺋﺎ ﻣﺎ ﯾﺟذﺑﻬﺎ إﻟﯾﻪ دون أن ﺗدرك أﻧﻪ واﻟدﻫﺎ.
ﺗراﻛﻣت ﻛوﻣﺔ اﻷوراق و اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑـﻠﯾﻠﻲ و ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗرﺗﺑﻬﺎ ﻟﺗﺧﻠق ﺑﻌض
اﻟﻣﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺗب اﻟذي ﻟم ﯾﻌد ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻣل.
و ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟرواﯾﺔ رﺳﺎﺋل ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ و اﻋﺗراﻓﺎت ﺧﺎطﻔﺔ ﻟﺷﻌورﻫﻣﺎ ﻛﻘول "ﺳﯾﻧو"
"ﺣﺑﯾﺑﺗﻲ ﻟﯾﻠﻲ...وﺟدت ﻋﻧواﻧﺎ ﻟﺳﯾرﺗﻲ و أﻧﺎ ﻻ أﻋرف دﻻﻟﺗﻪ ﺟﯾدا :ﻋﺷﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ اﺷﺗﻬﺗﻧﻲ ،ﻣﺎ
رأﯾك؟...أﺷﻬد اﻵن ﺑﻌد ﻛل ﻫذا اﻟزﻣن أن وﻫران ﺧﺗﻣت ﻗﺻﺗﻧﺎ ﺑﺎﻟﺷﻣﻊ اﻷﺣﻣر ،و ﺻوﺗك
اﻟﻌذب ﺳﻛن اﻟدم و ﻟن ﯾﻐﺎدرﻩ أﺑدا "...ﻟك ﻋﻣري أﺻدق ﻗﺑﻠﺔ ﻣﺳﺎﺋﯾﺔ".
ﻟﺗرد ﻟﯾﻠﻰ ﺑﻘوﻟﻬﺎ "ﺳﯾﻧـو ﺣﺑﯾﺑﻲ ،ﻣﺎزﻟت أﻋﯾش ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﺗك اﻟﺻﻌب و اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أﺣﯾﺎﻧﺎ
...ﺳﯾﻧو اﻟﻐﺎﻟﻲ ،اﻣﻧﺣﻧﻲ ﻓﻘط ﻓرﺻﺔ ﻗﺗل ﻣرﯾم اﻟورق و اﻟﺧﻣﺎﺋر ،ﻟﻛﻲ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻋﯾش
ﻣﻌك ﺑﻘﯾﺔ ﻋﻣري ".
و ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺗﺗﺑﻊ ﻟﯾﻠﻲ ﺧﯾط اﻟﻌطر اﻟﻣﺗﺳرب ﻣن ﻣرﯾم "اﻟﻣرأة اﻟورﻗﯾﺔ" ﻋطرﻫﺎ اﻟﻣﺳروق
ﻋطر أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب...
50
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺗﺗﻣﯾز رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ﺑﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻟذا ﺳﻧﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟدراﺳﺔ وذﻟك ﻻﺣﺗواﺋﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻷﻟﻌﺎب اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺎطب اﻟﻌﯾن ﺑدءا ﻣن اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﯾﺗﻛون ﻣن
اﻟﺻورة وﻣﺎ ﺗﺣﺗوﯾﻪ ﻣن رﺳم وأﻟوان ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣؤﻟف واﻟﻧﺎﺷر ،و اﻟﺗﺟﻧﯾس ودار اﻟﻧﺷر
وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟﻌﻧوان واﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ.
ﻣن أﻫم ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧص اﻟﻣوازي اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎول اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،واﻟرواﺋﻲ
ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﺑﻧﺎء واﻟﺗﺷﻛﯾل و اﻟﻣﻘﺻدﯾﺔ.
إن ﺻورة اﻟﻐﻼف ﺑﺄﻟواﻧﻬﺎ "داﻟﺔ وﺑﻛﺛﺎﻓﺔ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻛﻣﺎﻫﯾﺔ ﺑﺻرﯾﺔ ﺗﺳﺗدﻋﻲ اﻗﺗراﻧﻬﺎ ﺑرﺳﺎﻟﺔ ﻟﺳﻧﯾﺔ ﺗﻌﺿد
دﻻﻟﺗﻬﺎ ،"1وﻟﻬﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة إذ ﻗد "ﺗﺿﯾف ﺷﯾﺋﺎ إﻟﻰ اﻟﻧص"2
وﻏﻼف ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ﯾﺗﻛون ﻣن أرﺑﻊ وﺣدات ﻏراﻓﯾﻛﯾﺔ ،اﻟوﺣدة اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﻣﯾزت
اﻟﻐﻼف ،واﻟوﺣدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣؤﻟف ،اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻫﻲ اﻟﻧﺎﺷر ،أﻣﺎ اﻟراﺑﻌﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺗﺟﻧﯾس.
واﻟﺻورة ﻫﻧﺎ ﻫﻲ ﻣن ﻟوﺣﺎت اﻟﻔﻧﺎن "ﺟﺎﺑر ﻋﻠوان" وﻣن إﺑداﻋﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ وﻫو اﺳم ﻣﻛﺗوب ﺑﺧط
ﻏﯾر واﺿﺢ ﻓ ﻲ اﻟوﺟﻪ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠرواﯾﺔ ،ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ ﺟﻬﺔ اﻟﯾﺳﺎر ،ﺑﺷﻛل
ﻋﻣودي ﺑﺎﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ " ﻟوﺣﺔ اﻟﻐﻼف ﻟﻠﻔﻧﺎن ﺟﺎﺑر ﻋﻠوان".
وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺻورة اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠﻐﻼف ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻧﺟدﻫﺎ ﻣرﺳوﻣﺔ داﺧل ﺷﻛل
ﻫﻧدﺳﻲ ﻫو اﻟﻣﺳﺗطﯾل ،وﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف أن اﻟﻣﺳﺗطﯾل ﻟﻪ ﺑﻌدان ﻏﯾر ﻣﺗﺳﺎوﯾﺎن )اﻟطول
واﻟﻌرض( ،وﻋﻧد ﻗراءة ﺣﯾﺛﯾﺎت اﻟرواﯾﺔ ﻓرﺑﻣﺎ أن اﻟﻛﺎﺗب أراد أن ﯾرﻣز ﻟﻬذﯾن اﻟﺑﻌدﯾن ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻣﺎ
ﯾﻣﺛﻼن اﻟﻣرأة واﻟرﺟل ﻫﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾﺗﺎن ﻏﯾر ﻣﺗﺳﺎوﯾﺗﯾن أو وﻻ ﻣﺗطﺎﺑﻘﺗﯾن ،أو أﻧﻬﻣﺎ ﯾﻣﺛﻼن "ﻣرﯾم"
:1أﺣﻣد ﻓرﺷوخ ،ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ ،ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻟرواﯾﺔ "ﻟﺑﻌﺔ اﻟﻧﺳﯾﺎن" ،دار اﻷﻣﺎن ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ط ،1
اﻟرﺑﺎط/اﻟﻣﻐرب 1996ص .13
:2ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻛﻠﯾطو ،اﻟﻐﺎﺋب "دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﻠﺣرﯾري" ،دار ﺗوﺑﻘﺎل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،اﻟﻣﻐرب ،ط ،1987 ،1ص
.91
51
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟورﻗﯾﺔ ،و"ﻟﯾﻠﻲ" اﻟﻣرأة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻐﺎر ﻣن ﻣرﯾم وﺗﺣب "واﺳﯾﻧﻲ" أﻣﺎ اﻟزواﯾﺎ اﻷرﺑﻊ
اﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗطﯾل ﻓﯾرﻣز ﺑﻬﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﻟﻠﺑﻌد اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ واﻟذي ﯾﺗﺳﺎوى ﻋﻧد اﻟﺑﺷر.
وﻫﻧﺎ ﻧﺟد ﺗﺻدر اﻟﻠوﺣﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠرواﯾﺔ اﻟﻔﻧﺎن "ﺟﺎﺑر ﻋﻠوان" ﺣول أن
ﯾﻌطﯾﻬﺎ أﺑﻌﺎدا ﻓﻧﯾﺔ ﻣﻧطﻠﻘﺎ ﻣن اﻟﻧص "اﻟﻌﻧوان" ،إﻟﻰ اﻟﻧص "اﻟﻣﺣﺗوى" .ﻓﺎﻟﺻور ﻏﺎﻟب ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟﻠون اﻷﺳود واﻷﻟوان اﻟداﻛﻧﺔ .ﻓﺗﺗرﺑﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻورة اﻣرأة اﻟﺑﺎرزة ﻓﻲ اﻟﻠوﺣﺔ وﻫذا ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان
أو اﻟﺟزء اﻷول ﻣن اﻟﻌﻧوان وﻫو "أﻧﺛﻰ" ﻓﺎﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻫﻲ اﻟﻣﺣور إﺣدى اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﻓﻲ
ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻛﺎﺗب ،ﻓﺎﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﺻورة طوﯾﻠﺔ وﻧﺣﯾﻔﺔ ،ﺟﻣﯾﻠﺔ وأﻧﯾﻘﺔ ،وﻧﺻف وﺟﻬﻬﺎ ﻣﺿﻲء
واﻟﻧﺻف اﻵﺧر ﻓﻲ اﻟظل ،وﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻌﺗﯾم واﻹﺿﺎءة ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﺗذﻛر واﻟﻧﺳﯾﺎن ،ﺣﯾث ﻧﺟد ﻫذﻩ
اﻷﺧﯾرة ﺗﺗواﺻل ﻓﻲ اﻟﺻورة إﻟﻰ ﺗﻧورﻩ ﺗرﺗﺎدﯾﻬﺎ اﻟﻣرأة وﻫﻲ ﺳوداء طوﯾل إﻟﻰ اﻟﻘدﻣﯾن وﺳﺗرة
ﻧﺻف ﻣﻠﺑوﺳﺔ رﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻠون ،وﻛﺗف ﻧﺻف ﻋﺎرى ،وﻋﻠﻰ ﺟﺳﻣﻬﺎ ﺗرﺗدي ﻗﻣﯾص أﺑﯾض ﻗﺻﯾر،
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺷﻌرﻫﺎ اﻷﺳود واﻟﻘﺻﯾر .ﺗﺗوﻛﺄ ﻫذﻩ اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ ﺟدار أو ﺻﺧرة ﻛﻌﺎرﺿﺔ أزﯾﺎء،
وﺧﻠف ﻫذﻩ اﻟﺻﺧرة ﻧﺟد ﻣﻧﺣدر أﺳود ﯾﺧرج ﻣﻧﻪ ﺳﯾل أﺧﺿر وﻛﺄن اﻟﻛﺎﺗب ﯾﻘول أن ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟذﻛرﯾﺎت ﯾوﺟد ﺳﻼم وﺣرﯾﺔ أي أﻧﻪ وﺟد ﺗﺣررا ﻷﻓﻛﺎرﻩ ،وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذا اﻟﺳﯾل ﻛﺗﺑت ﻛﻠﻣﺔ "رواﯾﺔ"
ﺣﯾث ﺗدل ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣؤﺷر اﻟﺗﺟﻧﯾس دﺑر ﻋن ﻣﻘﺻدﯾﺔ اﻟﻛﺎﺗب وﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑوظﯾﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ
وﻫﻲ إﺧﺑﺎر اﻟﻘﺎرئ ﺑﺟﻧس اﻟﻌﻣل اﻷدﺑﻲ اﻟذي ﺑﯾن ﯾدﯾﻪ وﺣﺻر ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ.
وﻣن اﻟﺑدﯾﻬﻲ ﺟدا أن ﯾﺳﺗﻌﯾن اﻟﻣﺑدع ﻓﻲ رﺳم ﻟوﺣﺎﺗﻪ ﺑـ"اﻷﻟوان" ﺣﯾث إن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ "ﯾﻧدرج
ﺿﻣن اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺟﻣﺎﻟﻲ ﻣﻊ ﻣظﺎﻫر اﻟﺣﯾﺎة وﺧواطرﻫﺎ ،وﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻛﺗب ﻧﺻﺎ أدﺑﯾﺎ وﻻ
ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻷﻟوان وﻻ ﯾﺻطﻧﻌﻬﺎ وﻻ ﯾﺳﺧرﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑث واﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣن ﺣﯾث ﻫﻲ أدوات
ﻟﺗﺟﻣﯾل ﻧﺳﺟﻪ."1
واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذا ﻋدّ اﻟﻠون "ﻣوﺿوﻋﺎ ﻣﻌﻘدا وﻫو ﺟزء ﻣن ﺧﺑرﺗﻧﺎ اﻹدراﻛﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋد
اﻟﻣرﺋﻲ ،واﻟﻠون ....ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﻗدرﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ اﻷﺷﯾﺎء ﻓﻘط ،ﺑل وﯾﻐﯾر ﻣن ﻣزاﺟﻧﺎ
:1ﺳﻠﻣﺎن ﻛﺎﺻد ،اﻟﻣوﺿوع واﻟﺳرد"ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑﻧﯾوﯾﺔ ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻘﺻﺻﻲ" ،دار اﻟﻛﻧدي ،د/ط ،2002 ،ص .181
52
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وأﺣﺎﺳﯾﺳﻧﺎ وﯾؤﺛر ﻓﻲ ﺗﻔﺻﯾﻼﺗﻧﺎ وﺧﺑراﺗﻧﺎ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﻛﺎد ﯾﻔوق ﺗﺄﺛﯾر أي ﺑﻌد آﺧر ﯾﻌﺗﻣد
ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺳﺔ اﻟﺑﺻر أو أي ﺣﺎﺳﺔ أﺧرى"1
وﻓوق ﻫذا اﻟﻣﻧﺣدر ﻛﺗب ﺑﺑﻧد ﻋرﯾض ﻋﻧوان اﻟرواﯾﺔ )ﺑﻠون أﺑﯾض( "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ وﺟود اﺳم اﻟﻛﺎﺗب ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف داﺧل إطﺎر ﺣدد ﺑﺎﻟﻠون اﻷﺧﺿر وﻛﺗب ﺑﺎﻟﻠون اﻷﺳود
"واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ،ﻓﻘد ﺧﺻﻪ ﻫذا اﻟذﻛر ﺗﻣﯾزا وﻫوﯾﺔ ،ﻓد اﺧذ اﺳﻣﻪ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﺗﺧﻠﯾدﻩ ﻓﻲ ذاﻛرة
اﻟﻘﺎرئ ،وﯾظﻬر اﺳم اﻟﻛﺎﺗب ﺑﻌد اﻟﻐﻼف ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺣﺗﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺗﯾن ﻣﺣﻘﻘﺎ ﺑذﻟك وظﺎﺋﻔﻪ اﻟﺛﻼث
ﺑدءا ﻣن وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺗﺛﺑﯾت ﻫوﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻛﺎﺗب ،ﺛم وظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ
وﻗﻔت ﻋﻠﻰ أﺣﻘﯾﺔ ﺗﻣﻠك اﻟﻛﺗﺎب.
ﻛﻣﺎ ﻧﻘرأ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف اﺳم دار اﻟﻧﺷر اﻟﺗﻲ ﻧﺷرت اﻟرواﯾﺔ "دار اﻵداب ﺑﯾروت" وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة
ﻛذﻟك ذﻛرت ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف وﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺗﯾن اﻟداﺧﻠﯾﺗﯾن ﻟﻠرواﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟطﺑﻌﺔ ورﻗم اﻟﻔﺎﻛس
ﻓﻧﺟد ﻣﻛﺗوب ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠرواﯾﺔ رﻣز وﻋﻧوان دار اﻟﻧﺷر )دار اﻵداب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ
ﺳﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟﻧزﯾر – ﺑﻧﺎﯾﺔ ﺑﯾﻬم ،ص،ب ،11_4123ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ﻫﺎﺗف _ (01)795135 :
،(01)861632 _ (01)861633ﻓﺎﻛس ( 009611861633 :وﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب
ﻛﺳب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻧﺷر رواﯾﺗﻪ.
وﻏﻠﺑﺔ اﻟﻠون اﻷﺳود واﻟرﻣﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼف ،دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن اﻟرواﯾﺔ ﺗﺳرد أﺣداﺛﻬﺎ "أﻧﺛﻰ" ﻋﻠﻰ ﻗدر
ﻣﺎ ﺗﻣﻧﺢ ﻣن ﻟذة و أﻓراح ﺗﺣﻣل ﻣﺎ ﺗﺣﻣل ﻣن أﻟم وﺣزن ،ﻓﻬﻲ ﺗﺣﻛﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻛﺎﺗب وﺗﺗرﺟم أﺣزاﻧﻪ.
ﻋﻠﻰ ﺗﻌدد ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺻورة ،وﺗﻣﺎﯾزﻫﺎ اﻟﺷﻛﻠﻲ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺣﯾل إﻟﻰ ﻣﻧظور اﺳﺗرﺟﺎﻋﻲ ،ﺑﻠﻐﺔ ﺻﺎﻣﺗﺔ،
ﻟﺗؤدي وظﯾﻔﺔ ﺑﺻرﯾﺔ ،ﻫﻲ ﺟذب اﻟﻘﺎرئ وا ٕ ﺛﺎرﺗﻪ اﻧﺗﺑﺎﻫﻪ ،ووظﯾﻔﺔ ﺗﯾﺑوﻏراﻓﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ إﺧراج
اﻟﺻﻔﺣﺔ ،ووظﯾﻔﺔ اﺗﺻﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ ﺗوﻟﯾد اﻟﻣﻌﻧﻰ .وأﺧﯾرا ﻓﻠﯾس ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻧﺎ اﺳﺗﻧطﺎق ﺟﻣﯾﻊ ﺑﯾﺎﺿﺎت اﻟﻠوﺣﺔ
:1ﺳﻠﻣﺎن ﻛﺎﺻد ،اﻟﻣوﺿوع واﻟﺳرد "ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑﻧﯾوﯾﺔ ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﻘﺻﺻﻲ" ص ..181
53
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
_ﺻورة اﻟﻐﻼف_ إذ ﺛﻣﺔ ﺧﻔﻲ ﯾﺗﺄﺑﻰ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺳﺎك ﻟﯾﺣﻘق ﺷﻌرﯾﺔ اﻟﻐﯾﺎب ،وﻫو ﻣﺎ ﺗروم اﻟرواﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ
ﻋﺑر اﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻟﻣﺿﻣر ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺳﻣق ﻓﻲ وﺣداﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﯾﺿﺎء"1
وﯾظل اﻟﺗﺻﻣﯾم واﻷﻟوان واﻟﺧط ﻫﻲ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺟذب اﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﻘﺎرئ ،وﺗﺷﺟﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻗﺗﻧﺎء اﻟﺳﻠﻌﺔ،
وﻗد أﻗرت اﻟدراﺳﺎت أن ﻧﺳﺑﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﺟﺗذاب اﻟﻘراء ﺗﺻل إﻟﻰ 75ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﯾﻌود ﺳﺑﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻧوان
اﻟﺟﯾد وﺗﺻﻣﯾم اﻟﻐﻼف وﺟﻣﺎﻟﯾﺎﺗﻪ"2
54
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
" اﻹﻫداء ﻫو ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧص اﻷدﺑﻲ ،ﯾﻬدف ﻋﺑرﻫﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﻣﺧﺎطﺑﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ،وﯾﺷدد ﻋﻠﻰ
دورﻩ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﻫذا اﻷﺛر اﻷدﺑﻲ ﻗﺑل وﺑﻌد ﺻدورﻩ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻻ ﯾﺧﻠو اﻹﻫداء ﻣن ﻗﺻدﯾﺔ
اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻬدى إﻟﯾﻪ أو اﻟﻌﺑﺎرات ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﺛل اﻹﻫداء ﺑواﺑﺔ ﺣﻣﯾﻣﯾﺔ ﺗوردﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻧص اﻻدﺑﻲ"1
" إذ ﯾﺣوز اﻟﻣﻬدى إﻟﯾﻪ ﻗﺻب اﻟﺳﺑق ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻹﻫداء اﻟﻣﻔﻌﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر واﻻﻣﺗﻧﺎن ،ﻷﻧﻪ
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل اﻷﻗدر ،ﺷﻛل اﻓﺗراﺿﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻛﯾك اﻟﺷﻔرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻹﻫداء أوﻻ ،واﻟﻧص اﻷدﺑﻲ
ﺛﺎﻧﯾﺎ"2
وﻟو ﻋدﻧﺎ إﻟﻰ اﻹﻫداء ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻟوﺟدﻧﺎ أﻧﻪ ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﻧﻣط اﻟرﺳﺎﺋل ،واﺳﺗﻬﻠﻪ
ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ ﺧطﺎب اﻟرﺳﺎﺋل " رﯾﻣﺎ ،اﺑﻧﺗﻲ وﺣﺑﯾﺑﺗﻲ ".....وﻫﻧﺎ ﯾظﻬر أن اﻹﻫداء ﺧﺎص
ﺣﯾث ﺗوﺟﻪ ﺑﻪ اﻟﻛﺎﺗب ﻏﻠﻰ ﺷﺧص ﻣﻘرب ﻣﻧﻪ وﻫو اﺑﻧﺗﻪ ،وﻫﻧﺎ ﻧﺟد أن ﻫذا اﻹﻫداء إﻫداء ﻋﻣل،
ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب أﻫدى ﻋﻣﻠﻪ ﻻﺑﻧﺗﻪ ،وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻹﻫداء ﻧﺻﺎ ﻣﺻﻐرا ﻣﺳﺎﻋدا ﻋﻠﻰ ﻓﻬم ﻣﺣﺗوى اﻟرواﯾﺔ ،
ﻓﺎﻹﻫداء ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﻘدﯾم ﻟﻣﺎ ﺳﯾدور ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ ﻣن رﺳﺎﺋل ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﺎﺗب و"ﻟﯾﻠﻲ"
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟورﻗﯾﺔ ،ﻓﻬذﻩ اﻟرﺳﺎﺋل ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﻫداء ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺗرﺟﻣﺎن ﻟﺧﻠﺟﺎت
ﻧﻔﺳﻪ ،وﺳرد ﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﺣﯾﺎﺗﻪ .ﻓﻘد ﻋﺑر ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺗﺟﺎرب "ﺑﺎﻷﻧﺛﻰ" ،وﻛﺄن اﻟﻛﺎﺗب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻧﻔﺻﺎم ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ وﻋﺑر ﻋن ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ "ﺑﺎﻷﻧﺛﻰ" اﻟﺗﻲ أﺟﻬرت ﺑدواﺧﻠﻪ ،وﺗﺗﺟﺳد ﻋﻠﻰ
أرض اﻟواﻗﻊ ،ﻓﻘد ﻋﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻘوﻟﻪ أﻧﻬﺎ "ﻣﺟرد ﻟﺣظﺔ أﻟم ﻣن اﻣرأة ورﻗﯾﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﺟرة اﻟﺟﻧﺔ،
وﻟم ﯾﻌد ﺷﻲء ﯾﻬﻣﻬﺎ ﺑﻌدﻣﺎ ﻗﺑﻠت ﺑﻛل اﻟﺧﺳﺎرات ،ﺗرﯾد ﻓﻘط أن ﺗﻧزل إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻷرض ﻻﺳﺗﻌﺎدة
ﺻراﺧﻬﺎ و ﻟﺣﻣﻬﺎ وﺣواﺳﻬﺎ اﻟﺿﺎﺋﻌﺔ "3وﻛﺄن اﻟﻛﺎﺗب ﻫذﻩ اﻟذﻛرﯾﺎت ﺗﺄﻟﻣﻪ ،وﺗرﯾﺣﻪ ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﻪ،
:1ﺑﺎن ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ،ﺷﻌرﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﻣدن" ﻟﺣﺳﯾن رﺣﯾم ،دراﺳﺎت ﻣوﺻﻠﯾﺔ ،اﻟﻌدد) (42ذو اﻟﺣﺟﺔ
1434ه /ﺗﺷرﯾن اﻷول 2013م ،ص .118
:2ﯾﻧظر :ﺧﻠﯾل ﺷﻛري ،ﺿﻣن ﻛﺗﺎب )أﺳرار اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ( ،ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻗراءة اﻟﻧص اﻟﺳردي )اﻟﺳﯾرة
اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﻠرﺑﯾﻌﻲ أﻧﻣوذﺟﺎ( ،ص .87
:3واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ،أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ،دار اﻵداب ﻟﻠﻧﺷر اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2010 ،ص .05
55
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻓﻬﻲ دﻟﯾل ﺑراءﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻪ ﺑﻌرف اﺧﺗﻼﻓﻬﺎ ﻋن ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ ،ﻓﺟﻌل ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﺋل
ﺑطﺎﻗﺔ اﻋﺗراف واﺷﺑﺎع ﻟﻔﺿول اﻻﻧﺳﺎن ،ﻓﺧﺎض اﻟﻛﺎﺗب ﻏﻣﺎر ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻣل اﺳﻣﺎﻩ ﺑﺎﻟﺟﻧون
اﻟﻌﺎري ،ﻟﯾﺿﻊ ﺣﯾﺎﺗ ﻪ ﻣوﺿﻊ اﺧﺗﺑﺎر ،ﻓﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﻋﻣل اﺑداﻋﻲ اﻟﺗﺑس ﻓﯾﻪ اﻟﺧﯾﺎل ﺑﺎﻟواﻗﻊ ،ﺣﯾث
وﺿﻊ اﻟﻛﺎﺗب ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷدب "ﻻ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﻌﻠو ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷدب ﻧﺣن ﻻ ﻧﻛﺗب ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ
ﺳوى ﺣﯾﺎة ﻣوازﯾﺔ ،ﺳﻧدﻫﺎ اﻟﺧﻔﻲ إﺷراﻗﺎت ﻣرﺗﺑﻛﺔ ،وﻟﻐﺔ ﺗﺿﻌﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣواف اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل "1ﻓﻘد ﻋﺑر
ﻋن ذاﺗﻪ ﺑﻼﻟﺔ اﻵﺧر/اﻷﻧﺛﻰ " إن اﻟرﺟﺎل اﻟذﯾن اﻟﻌرف ﻋﯾﻧﻬم ﻫم إﻧﺎث "2ﻓﻬﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرة ﺣﻠﯾﻔﺔ
إﺑﻠﯾس – ﻟﻌﻧﻪ اﷲ – ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺧطﯾﺋﺔ وﺧروﺟﻬﺎ ﻣن اﻟﺟﻧﺔ ﻛﺎﻧت ﻫﻲ ﺳﺑﺑﺎ ﻓﯾﻪ ﺑل اﺻرار
ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑرﻏﺑﺔ وﻟذة ،وﻫﻧﺎ ﻗد ﺟﻌﻠت ﻣﻧﻪ اﻟﻣﻘﺗطف "ﻟﺗﻔﺎﺣﺔ اﻟﻔﺿول" ﻟﻬﺎ ﻣﺗﻠذذة ﺑﻬذﻩ
اﻟﺧطﯾﺋﺔ ،ﻓدﺧل إﻟﻰ "اﻟﺳﯾﻛرﯾﺗرﯾوم" ﻓﺄﺻﺑﺣت "ﻣرﯾم" ﻏﺎوﯾﺔ ﻟﻪ ﻟﯾﻔﺿﻲ ﺑﺄﺳرارﻩ وﻟﻌﺑت ﻣﻌﻪ ﻟﻌﺑﺔ
"اﻣرأة اﻟﻌزﯾز" ﻣﻊ ﺳﯾدﻧﺎ "ﯾوﺳف" ﻓراودﺗﻪ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ﴿ :وراودﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻫﻮ
ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻧّﻔﺴﻪ وﻏﻠّﻘﺖ اﻷﺑﻮاب وﻗـﺎﻟﺖ ﻫﻴﺖ ﻟﻚ﴾.3
إن اﻟﻛﺎﺗب ﯾﻘر ﺑﺄن "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻻ وﺟود ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻪ اﻹﻟﻬﯾﺔ وروﺣﻪ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ،
ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻣدّ ﻟﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺧﻔﯾﺔ ﺑﺣﯾﺎة أﺧرى أﻛﺛر ﻫﺑﻼ ،ﻟﯾﺟد اﻟﻛﺎﺗب أﻧﻪ ﻗد ﻏوت ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺗﻌﺔ
إﺷﺑﺎع ﺟوﻋﻪ اﻷﺑدي.
ﻟﻘد ﺣﻘق إﻫداء ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ وظﯾﻔﺗﻪ اﻟدﻻﻟﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﻣﻬدي إﻟﯾﻪ ،واﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻧﺳﺟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ،ووظﯾﻔﯾﻪ اﻟﺗداوﻟﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾﺣل ﻣن ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺗﻧﺷط اﻟﺣرﻛﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﺑﯾن
اﻟﻛﺎﺗب وﺟﻣﻬورﻩ اﻟﺧﺎص واﻟﻌﺎم ،ﻣﺣﻘﻘﺔ ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ وﻗﺻدﯾﺗﻬﺎ اﻟﻧﻔﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻋل ﻛل ﻣن اﻟﻣﻬدي
واﻟﻣﻬدي إﻟﯾﻪ.
56
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻋﺗﺑﺔ اﻟﻌﻧوان:
ﯾﻣﺛل اﻟﻌﻧوان ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﻧدرج ﻋﻠﻰ رأس ﻧص ﻟﺗﺣددﻩ وﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺗواﻩ ،وﻫو
ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻫذﻩ ،إﻧﻣﺎ ﯾؤﺳس ﺳﯾﺎﻗﻬﺎ دﻻﻟﯾﺎ ﯾﻬﯾﺊ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ﻟﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ):ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻧص،
وﺗﺟدﯾد ﻣﺿﻣوﻧﻪ ،واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻬور( ،وﯾﺑرز وظﯾﻔﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺔ اﻟﻧص ﻓﺿﻼ ﻋن
وﺻف اﻟﻧص ﺑﺈﺣدى ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ أو اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ.1
ﻛﻣﺎ ﯾﻌد اﻟﻌﻧوان ﺑﻧﯾﺔ ﺻﻐرى ﻻ ﺗﻌﻣل ﺑﺎﺳﺗﻘﻼل ﺗﺎم ﻋن اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﻫﻲ اﻟﻧص
اﻟﻣﻧﺿوي ﺗﺣت اﻟﻌﻧوان ،ﻓﻬو ﺟزء ﻣن اﻟﻧص ،واﻟﻘﺎرئ ﯾﻠﺗﻔت أول اﻷﻣر إﻟﯾﻪ ،ﻷﻧﻪ أول ﻣﺎ
ﯾﺻﺎدﻓﻪ ﻓﻲ ﻏﻼف اﻟﻛﺗﺎب ،وﯾﻛون ﺑﺣﺟم أﻛﺑر ﻣن ﻛل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣراﻓﻘﺔ ﻟﻪ ،ﻛﺎﺳم اﻟﻣﺑدع أو
اﻟﻛﺎﺗب،ودار اﻟﻧﺷر .ﻓﻬو ﻓﻲ اﻷﻏﻠب اﻷﻋم ،ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻧص.2
وﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﻪ أ ن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﻘﺻدﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت اﻋﺗﺑﺎطﯾﺔ
اﻻﺧﺗﯾﺎر ،ﺑل ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﻋﻣوﻣﺎ ﻣدﻓوﻋﺎ ﻣن ﻣرﺟﻌﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ،وﻣن ﻫذا
اﻟﻣﻧظور ﯾﺗﺧذ اﻟﻛﺎﺗب واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ﻋﻧوان رواﯾﺗﻪ ب" أﻧﺜﻰ اﻟﺴﺮاب " .
وﯾﺷرق ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻐﻼف ﺑﺎﻟﺧط اﻷﺑﯾض اﻟﻛﺛﯾف ﻟﯾﺿﻲء اﻟﻌﺗﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻏﻼف
اﻟﻛﺗﺎب ،وﻓﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﯾﻣﯾن ﯾرد اﺳم اﻟﻣؤﻟف ﻣﻘدﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان ،ﻓﻌﻧوان " أﻧﺛﻰ
اﻟﺳراب" ﯾﺷﻛل ﻋﻼﻣﺔ ﺗﻌﯾﻧﯾﻪ ﺗﻣﯾزﻩ ﻋن ﻧﺻوص أﺧرى ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا اﻟﻌﻧوان
ﺗؤﺷر ﻟﻬوﯾﺔ اﻟﺟﻧس اﻷدﺑﻲ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب ﯾﺻرح ﺑﺗﺟﻧﯾس اﻟﻣؤﻟف ﻋﻠﻰ وﺟﻪ
اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﺧط أﺣﻣر ﺧﺟول ،ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾظﻬر ،ﻣﺛﺑﺗﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺗطﯾل أﺧﺿر ﻓﻲ ﻣﺻب
اﻟﺷﻼل ﯾﺷﻛل ﺟزءا ﻣن اﻟﻠوﺣﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻠﻐﻼف.
1
:ﺧﻠﯾل ﺷﻛري ،ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ،ص.84
2
:ﻣﺣﻣد اﻟﺻﺎﻟﺢ ﺧرﻓﻲ ،ﻓﺿﺎء اﻟﻧص ،ﻓﺿﺎء اﻟﻧص /ﻧص اﻟﻔﺿﺎء )دراﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﺟزاﺋري ( ﻣﻧﺷورات
أرﺗﯾﺳﺗﯾك)ش ،م ،م دار اﻷﺧﺑﺎر ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ ،ط،2اﻟﻘﺑﺔ /اﻟﺟزاﺋر.2007 ،
57
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻛﻣﺎ أن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻧوان " ﻟواﺳﯾﻧﻲ" اﺧﺗﯾﺎر ﻣوﻓق ،ﻷن ﻋﻧوان " أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﯾؤﺛر ﻓﻲ
اﻷذن وﻟﻪ ﻣﯾزﺗﺎن أدﺑﯾﺔ و ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ.
اﻷدﺑﯾﺔ :ﯾﻌﻠن ﻋن اﻟﻌﻣل وﯾﻠﺧﺻﻪ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻣﯾز ﻋﻧوان "اﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" إذ أﻧﻪ ﯾﻌﻠن ﻗﺑل
اﻟﺑدء أن ﻛل اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗم ذﻛرﻫﺎ ﺗدور ﺣول اﻟﻣرأة أو اﻣرأة ﻣﻌﯾﻧﺔ
و اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ:ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺟذب روح اﻟﻘﺎرئ ﻟﻠﺣﻠم ،ﻷﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻧوان اﻟﺟﻣﯾل ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻛﺎﺗب
إﯾﺟﺎد ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻧﻔﻌﺎل ﯾﻼﻣس اﻷرواح ،وﯾﺑﺣث ﻟدى اﻟﻘﺎرئ ﻋن ﻣﺷﺎﻋر أﻛﺛر
ﻋﻣﻘﺎ.
ﯾﻣﺛل اﻟﻌﻧوان ﺟﺎﻧﺑﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣؤطرة ﻟﺑﻧﺎء اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ وﻟﺑﻌض طراﺋق ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ،
ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﻗﺎﻋدة ﺗواﺻﻠﯾﺔ ﺗﻣﻛن اﻟﻧص ﻣن اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎد دﻻﻟﯾﺔ ﺗﻐﻧﻲ اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻌﺎم ،ﻋﺑر
ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻟﺑﻧﯾﺔ دﻻﻟﯾﺔ.1
وﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ أن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﻘﺻدﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت اﻋﺗﺑﺎطﯾﺔ
اﻻﺧﺗﯾﺎر وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧظور ﯾﺗﺧذ ﻋﻧوان رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻣﻌﻧﻰ دﻻﻟﯾﺎ ،ﯾﺣﺎول اﻟرواﺋﻲ
ﻋﺑرﻩ إﯾﺻﺎل ﻓﻛرة اﻟرواﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ ﯾﺗﻛون ﻣن )ﺟﻣﻠﺔ اﺳﻣﯾﺔ( ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻘﺎرئ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ أول دﻗﺔ
ﺷﻌورﯾﺔ )أﻧﺛﻰ( ،اﻟﻠﻔظﺔ اﻟﻧﻛرة اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﺷﻲء ﻣﺣدد ،ﺛم ﻋرﻓت ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ،ﻓوردت
ﻛﻠﻣﺔ أﺧرى )اﻟﺳراب( ،اﻟﺗﻲ ﺟﻲء ﺑﻬﺎ ﻟﺗﻧوب ﻋن )أل( اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻲ ﺣذﻓت ﻓﻲ اﻻﺳم اﻟذي
أﺿﯾف إﻟﯾﻪ؛ ﻟﺗﻔﯾد ﺑذﻟك اﻻﺧﺗﺻﺎص واﻟﺗﺣدﯾد اﻟدﻗﯾق ﻟﯾﻛﻣل اﻟﺑﻧﺎء وﯾﺗم اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺗﻐﯾﻬﺎ
ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ.
1
:ﯾﻧظر :ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺣﻣوي،ﻋﺗﺑﺎت اﻟﻧص اﻟﺑﻧﯾﺔ واﻟدﻻﻟﺔ ،ص. 16،17
وﯾﻧظر :ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟﻣطوي،ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻟﻲ اﻟﻧﺻﻲ واﻟﻣﺗﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ،ص.185،188
58
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وﻟﻘد ورد اﻟﻌﻧوان ﺟﻣﻠﺔ اﺳﻣﯾﺔ ،وﯾﻣﻛن أن ﻧﺷﯾر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد إﻟﻰ ﻗول "ﺳﯾﺑوﯾﻪ" اﻟﺗﺎﻟﻲ:
) واﻋﻠم أن ﺑﻌض اﻟﻛﻼم أﺛﻘل ﻣن ﺑﻌض ،ﻓﺎﻷﻓﻌﺎل أﺛﻘل ﻣن اﻷﺳﻣﺎء ،ﻷن اﻷﺳﻣﺎء ﻫﻲ
اﻷوﻟﻰ ،وﻫﻲ أﺷد ﺗﻣﻛﻧﺎ) (...أﻻ ﺗرى أن اﻟﻔﻌل ﻻﺑد ﻟﻪ ﻣن اﻻﺳم وا ٕ ﻻ ﻟم ﯾﻛن ﻛﻼﻣﺎ ،واﻻﺳم
ﻗد ﯾﺳﺗﻐﻧﻲ ﻋن اﻟﻔﻌل.(1
ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب -إذن -ارﺗﺿﻰ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻧوان ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺷﺎﻛﻠﺔ ،وﺑﻬذﻩ اﻟﺻورة اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ؛
ﻟﻘوة اﻟدﻻﻟﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،وﻷﻧﻬﺎ أﺷد ﺗﻣﻛﻧﺎ وأﺧف ﻋﻠﻰ اﻟذوق اﻟﺳﻠﯾم ﻣن اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ
ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى.
وا ٕ ذا ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﺗﺟﺎوز ﻫذﻩ اﻟﻧظرة اﻟﻧﺣوﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻧوان ،ﻷﻟﻔﯾﻧﺎ ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى وﻓﻲ ﻣﺳﺗواﻩ
اﻟدﻻﻟﻲ ﺑﺧﺎﺻﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺟزءا ﻣن اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ ،واﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟذي ﯾﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻛﻧﺎﻩ
ﻋﺎﻟم اﻟﻧص وﺗﻔﺳﯾرﻩ ،ﻓﻬو اﻟﻣﻧﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻲء ﻓﺿﺎء اﻟﻧص وﺗﻘود اﻟﻘﺎرئ إﻟﻰ ﻓك رﻣوزﻩ
وﻛﺷف ﻏﻣوﺿﻪ؛ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻼﻣﺔ داﻟﺔ.
وﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ دﻻﻻﺗﻪ ﻻﺑد ﻣن ﺗﻔﻛﯾك ﻟﻬذا اﻟﺗرﻛﯾب ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺗﺄوﯾل ،إذ إنٌ ﻟﻔظﺔ )أﻧﺛﻰ (
ﺧﺑر ﻟﻣﺑﺗدأ ﻣﺣذوف ﺗﻘدﯾرﻫﺎ" :أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﺗﺗﺣدث ،وﺗظل ﻛﻠﻣﺔ "اﻟﺳراب" ﻣﺿﺎف إﻟﯾﻪ ،ﻻ
ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺄوﯾل أو ﺗﺣوﯾل ،أي ﺗﻘدر ب )ﻫذﻩ( أو )ﻫﻲ( ﺗﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﺳراب .
وﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟدﻻﻟﻲ ﻟﻬﺎ )اﻟﺣﻧﺎن ،اﻟﻌطﺎء ،اﻹﻧﺟﺎب ( وﻫﻲ ﻣﺿﺎﻓﺔ واﻟﺳراب ﻣﺿﺎف إﻟﯾﻪ
،وأول ﻣﺎ ﯾﻠﺣظ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان ﻟﻛوﻧﻪ ﺟﻣﻠﺔ اﺳﻣﯾﺔ أﻧﻪ ﯾﻌطﻲ )اﻟﺛﺑﺎت واﻟﺳﻛون(.
:1ﺳﯾﺑوﯾﻪ ،اﻟﻛﺗﺎب ،ﻣﺞ ،1ﺗﺢ/ﻋﺑد اﻟﺳﻼ ﻫﺎرون ،ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻛﺗﺎب ،ﻣﺻر ،1975 ،ص .20.21
59
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وا ٕ ذا ﻛﺎن ﻋﻧوان اﻟرواﯾﺔ ﻫو أول ﻋﻘﺑﺔ ﺗﺿﻲء ﻏواﻣض اﻟﻧص و ﺗﻔﻛك رﻣوزﻩ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻧوان
اﻟﻔرﻋﻲ ﯾدﺧل ﺿﻣن ﻫذا اﻟطرح؛ ﺑوﺻﻔﻪ اﻣﺗدادا ﻟﻠﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس.
اﻟﻣرﻛب اﻹﺳﻧﺎدي اﻟذي ﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻧوان اﻟرواﯾﺔ ،ﻧﺳﻘطﻪ ﻋﻠﻰ ﺗرﻛﯾب اﻟﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ
اﻟﺳﻛرﯾﺗورﯾوم( " ﺗﻣددت ﺑﻛل طوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛرﺳﻲ اﻟﻘﺻﺑﻲ .أﻏﻣﺿت ﻋﯾﻧﻲّ ﻗﻠﯾﻼ ﻷﺳﺗرﺟﻊ
أﻧﻔﺎﺳﻲ اﻟﻣﺗﻘطﻌﺔ .ﻻ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﺳﻛرﯾﺑﺗورﯾوم* ﺳوى ﻫذا اﻟﺿوء اﻟﺧﺎﻓت."1
ﻓﯾﺗﻌﻠق اﻟﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ ﺑﻣﺗن اﻟرواﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺗطﻠق ﻫﺎﺗﻪ "اﻷﻧﺛﻰ"
اﻟﻌﻧﺎن ﻟﻧﻔﺳﻬﺎ وﺗﺑوح ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺟول ﻓﻲ ﺧﺎطرﻫﺎ "ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ﻣدار ﺷﺑﻪ ﻣﻐﻠق ،ﯾﺷﺑﻪ
اﻟﺳﻛرﯾﺗورﯾوم ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء .ﻗد ﻻ ﯾﻛون اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي أﻧﺎ ﻓﯾﻪ روﻣﻧﺳﯾﺎ وﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ،وﻟﻛﻧﻪ ﺟﻣﯾل
ﻷﻧﻪ ﻣﺛﻘل ﺑﺎﻷﺳرار ،وﻏﺎﻣض ﻷﻧﻪ ﯾﺷﺑﻬﻧﻲ"2
ﻓ ـ"اﻟﺳﻛرﯾﺗرﯾوم" ﻫو أول ﻋﻧوان ﻓرﻋﻲ ﻟﻠرواﯾﺔ ،وﺑﻌدﻩ ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻧوان ﻓرﻋﻲ آﺧر ﻫو "ﻓﻲ ﺷﻬوة
اﻟﺣﺑر وﻓﺗﻧﺔ اﻟورق"
ﻟﻠﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ ،ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻌﯾن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧص،وﯾﺣدد ﻧو ع
اﻟﻘراءة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ،إذ إن ﺗﺣدﯾد ﺟﻧس اﻟﻧص ،ﯾوﺟﻬﻧﺎ ﻧﺣو ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ ﻧوع اﻟدراﺳﺔ
اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ إﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺗﻠك اﻟﻧﺻوص ،وﯾﺗﻣﯾز اﻟﻌﻧوان اﻟﻔرﻋﻲ ﺑﺧﺎﺻﯾﺗﯾن
ﻫﻣﺎ:3
*ﻛﻠﻣﺔ ﻣن أﺻل ﻻﺗﯾﻧﻲ وﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻧﺟز ﻓﯾﻪ اﻟﻘﺳﺎوﺳﺔ واﻟﻛﻬﺎن ﻣﺧطوطﺎﺗﻬم،ﻗﺑل اﺧﺗراع اﻟﻣطﺑﻌﺔ .ﺑﺎﻧزﻻق
اﻟﻣﻌﻧﻰ ،أﺻﺑﺣت اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺗﻌﻧﻲ ،اﻟﯾوم ،اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻟﻠﻌزﻟﺔ ﻣن أﺟل اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ.
:1واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ،أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ،ص .11
:2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .55
:3ﯾﻧظر :ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻗراءة اﻟﻧص اﻟﺳﯾري )اﻟﺳﯾرة اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﻠرﺑﯾﻌﻲ أﻧﻣوذﺟﺎ ( ﺿﻣن ﻛﺗﺎب )أﺳرار اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
اﻹﺑداﻋﯾﺔ ( ،ص.54
وﯾﻧظر :ﺗﺟﻠﯾﺎت اﻟﺗداﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻟﻲ اﻟﻧﺻﻲ وﺛﺎﻣﻧﻬم ﺣزﻧﻬم أﻧﻣوذﺟﺎ ،ﺿﻣن ﻛﺗﺎب )ﺗداﺧل اﻷﻧواع اﻷدﺑﯾﺔ(.940 ،
60
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
/2ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗوﺿﯾﺣﯾﺔ ﺗﺧﺻﺻﯾﺔ :ﺑوﺻﻔﻪ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺣﻣول إﻋﻼﻣﻲ ﻣﻐﺎﯾر ،ﯾﻛون ﺷﺎرﺣﺎ
ﻟﻠﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس.
وﻟو ﺗﺄﻣﻠﻧﺎ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟرواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻬﺎ دﻻﻟﺗﯾن:
أوﻻ :ﺗﺣدﯾد اﻟﻧوع اﻷدﺑﻲ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ﻫذا اﻟﻧص ،ﻓﻬو ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻗﺿﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻓﻲ " أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب".
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺄﻛﯾد ﻣﺑدأ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗراﺑط اﻟدﻻﻟﻲ ﻣﻊ اﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾس ﻓﻛﻼﻫﻣﺎ )اﻟرﺋﯾس واﻟﻔرﻋﻲ(
ﯾﺷﻛﻼن اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻹﺟراﺋﻲ اﻷول اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻟوﻟوج ﻋﺑرﻩ إﻟﻰ ﻋﺎﻟم اﻟﻧص ،وﻛﺷف أﺳرارﻩ.
اﻟﻌﻧوان ﯾﺣﻣل دﻻﻟﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺿﺢ ﺑﺷﻛل ﺳوي إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘراءة و اﻹﺣﺎطﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺗن ﻛﻠﯾﺔ ﻣن أﺟل رﺑط اﻟﺻﻠﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻧص واﻟﻌﻧوان ،وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻧوان ﺑﻧﯾﺔ ﻟﻐوﯾﺔ
ﻣﺳﯾّﺟﺔ ﻧﺣﺎول ﻣﻘﺎرﺑﺗﻪ ﻛدال وﻣدﻟول.
أ/اﻟدال:
ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﺑﺗﻧﺎ ﻟﻠﻌﻧوان ﻛدال ،ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﺣدﯾد ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﺑﻌﯾدا ﻋن ﺳﻠطﺔ
اﻟرﻏﺑﺔ واﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎ .ﺣﯾث ﯾﺣﯾﻠﻧﺎ اﻟﻣﻛون اﻟﺗوﻟﯾدي ﻋﻠﻰ ﻗراءة أﺻوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻠﺔ وﻓق ﻣﺎ
arbreاﻟذي ﯾﺳﺗدﻋﻲ إﻋﺎدة ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ ﺗر ﻛﯾﺑﻪ اﻷﺻﻠﻲ .1
، ﯾﺳﻣﻰ " اﻟﻣﺷﺟر"
:1أﺣﻣد ﻓرﺷوخ ،ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ ،ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟرواﯾﺔ ﻟر واﯾﺔ " ﻟﻌﺑﺔ اﻟﻧﺳﯾﺎن" ،ص.23
61
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻓﻧﺟد أن اﻟﻌﻧوان اﻷﺻﻠﻲ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﺟﻣﻠﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﻌل ﻛﺑﻧﯾﺔ داﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرط اﻟزﻣﺎن،
وﻫو ﻣﺎ ﯾﺣﯾل دﻻﻟﺔ اﻟﻌﻧوان إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ واﻻﻧﺳﯾﺎب ،وﻋدم اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟزﻣن أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻻ
ﯾﻣﺛل ﺷرطﺎ ﻓﻲ اﻹﻣﺳﺎك ﺑﺟوﻫر اﻟﻣدﻟول اﻟذي ﯾﺷﻲ ﺑﻪ اﻟﻔﻌل .ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻌرﯾف ﻓﻲ "اﻟﺳراب"
ﯾؤﺳس ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟدال ﻛﻧﺳق ﻣﺟرد ﯾﺄﺑﻰ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺳﺎك .واﻟﺗﻧﻛﯾر ﻓﻲ اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻷوﻟﻰ "أﻧﺛﻰ" ﺗﺣﯾﻠﻧﺎ
إﻟﻰ ﺗﻌدد اﻟدﻻﻻت اﻟﺗﻲ ﯾؤﺷر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺗن اﻟﻧص ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن إﺣﺎﻟﺔ ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻌﻧوان إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى
اﺧﺗﯾﺎري آﺧر ،ﻧﺣول اﻟﻣﺑﺗدأ ﺧﺑرا)،ﻫذﻩ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ( ،أو ﻧﺣول اﻟﻣﺑﺗدأ ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻪ )ﻫذﻩ
رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب( ،وﻫذا ﯾﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﺗﻛﺳﯾر ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻌﻧوان وا ٕ ﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻋﻣﻼ ﺑﻣﺣوري
اﻻﺧﺗﯾﺎر واﻟﺗوزﯾﻊ أو اﻟﻣﻘدرة اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﺣﺳب ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﺣو اﻟﺗوﻟﯾدي "ﻟﺗﺷوﻣﺳﻛﻲ" ،اﻟذي ﯾﺗﻌﺎﻣل
ﻣﻊ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻛﻣﺎ ﻟو أﻧﻬﺎ ﻧﺻﺎ ،ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠوﺻف ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌددة ،اﻟﺻوﺗﯾﺔ واﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ
واﻟدﻻﻟﯾﺔ ،واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أﯾﺿﺎ اﻷﺳﻠوب اﺧﺗﯾﺎر ﻧﺣوي.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻛﺎﺗب ﻟﻛﻠﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻣﺔ أو ﺗرﻛﯾب ﻋﻠﻰ ﺗرﻛﯾب ،ﻷﻧﻬﺎ – ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻩ –
أدق ﻓﻲ ﺗوﺻﯾل ﻣﺎ ﯾرﯾد ،وا ٕ ﻟﺣﺎﺣﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم
اﻟﻠﻐوي ،ﯾﻌدّ اﺳﺗﺧداﻣﺎ ﻣﻣﯾّزا ﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻠﻐﺔ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺎﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗرﻛﯾﺑﻲ ﻟﻠﻌﻧوان ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﺣوﯾل
أو اﻟزﯾﺎدة .
ب/اﻟﻣدﻟول:
وﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﺑﺗﻧﺎ اﻟﻌﻧوان اﻟرﺋﯾﺳﻲ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻛﻣدﻟول ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻓﺿﺎء ﯾرﺗّد إﻟﻰ واﻗﻊ
ﻣﺎدي ،وﯾﺗﻌﻠق ﺑﺳﻘف ﺛﻘﺎﻓﻲ ﯾﺣﯾل إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ ،ذﻟك أن اﻟﻌﻧوان ﻣﺛﻘل
ﺑدﻻﻻت ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ وا ٕ ﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻧﺣﻪ ﺳﻠطﺔ أﻛﯾدة.1
1
:أﺣﻣد ﻓرﺷوخ ،ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.24
62
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻓﺎﻟﻌﻧوان ﯾﺣﻣل ﺑﻌض ﺳﻣﺎت اﻹﯾﻘﺎع اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﻣؤﻟف وﺗﻧطﺑﻊ ﺑﺎﻹﯾﻘﺎع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻔﻛري .ﻓﻛﻠﻣﺔ "أﻧﺛﻰ" ﺗﺣﯾل ﻣن اﻟوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﺻورة اﻟﻣرأة ،ﺑﻛل ﻣﺎ ﺗرﻣز إﻟﯾﻪ
ﻣن دﻻﻻت اﻟﺣب واﻟﺟﻣﺎل واﻟﺧﺻب واﻟﻌطﺎء واﻹﻟﻬﺎم ،وﺣﺗﻰ اﻟﻌطف أﺣﯾﺎﻧﺎ.
ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب "واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج" ﯾﻘر أن ﻟدﯾﻪ ﺗﻌﺎطﻔﺎ ﻛﺑﯾرا ﻣﻊ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻣﻊ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﺻﺣﻔﻲ
"ﻛﻣﺎل اﻟرﯾﺎﺣﻲ"" ،ﻟﻘد وﻟدت وﻋﺷت ﻓﻲ ﺑﯾت ﻛﻠﻪ ﻧﺳﺎء ،ﻛﺎن ﻟﻲ أخ وﺣﯾد
............،ﻓﺄﻧﻬﯾت إﻟﻰ أن اﻟﻣرأة اﻟﻣﺳﻛﯾﻧﺔ إﻧﺳﺎﻧﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺗﺟﻬد ﻧﻔﺳﻬﺎ داﺋﻣﺎ ﻟﻛﻲ ﺗﻘﻧﻊ
اﻟرﺟل اﻟﻐﺑﻲ ﺑﺑراءﺗﻬﺎ."1
ﻫذا اﻟﺗﻌﺎطف اﻟﻛﺑﯾر ﻣﻊ اﻟﻣرأة ﺟﻌل اﻟﻛﺎﺗب ﯾﺧﺗﺎرﻫﺎ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟرﻣوز ﻟﺗﻌﺑر ﻋن ذاﺗﻪ
ﺑﻛل أﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ و اﻟذﻫﻧﯾﺔ واﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ،ﻓﺄﻛﺳب ﻟﻔظﺔ "أﻧﺛﻰ" ﺗﺷﻛﯾﻼ ﻣﻌﻧوﯾﺎ آﺧر،
ﯾﻛﺗﺳب أﻫﻣﯾﺔ ﻗﺻوى ﻟﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺔ اﻟﺟﻧس اﻷدﺑﻲ.
ﻓﺎﻟـ"أﻧﺛﻰ" ﻻ طﺎﻟﻣﺎ ﻣﺛﻠت ﻓﺿﺎءﻩ اﻟرواﺋﻲ اﻟﺷﺎﺳﻊ ،وﻛﺎﻧت ﻣرﯾم اﻟﻣﺣورﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم
رواﯾﺎﺗﻪ – ﻣﺛل "ﺷرﻓﺎت ﺑﺣر اﻟﺷﻣﺎل" "ﻣﺻرع ﻣرﯾم اﻟودﯾﻌﺔ" وﻫﻲ داﺋﻣﺎ اﻟﻣﻣر اﻟﺳري إﻟﻰ
ﻋﺎﻟﻣﻪ اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﺗﻔﺟﯾر طﺎﻗﺎﺗﻪ اﻟﻔﻧﯾﺔ )اﻟرواﺋﯾﺔ( وﻫﻲ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ ﺷﺧوﺻﻪ وا ٕ دارة
ﻓﻌﺎﻟﯾﺎﺗﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ أﻛﺳب ﻫذﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟورﻗﯾﺔ ﺣرﻓﺔ إﺑداﻋﯾﺔ ﻣﻘﺗدرة ﻓﻲ ﺧﻠق ﻋواﻟم ﺧﯾﺎﻟﯾﺔ
ﺗوازي ﻋواﻟﻣﻪ اﻟواﻗﻌﯾﺔ و اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،وﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟرؤاﻩ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ.
أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺟﻣﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ "اﻷﻧﺛﻰ" ﺧﻼف اﻟذﻛر ﻣن ﻛل ﺷﻲء ،وﺟذر اﻟﻛﻠﻣﺔ
"أﻧث" أﻧوﺛﺔ و أﻧﺎﺛﺔ:ﻻن ،ﻓﻬو أﻧﯾث ،وأﻧّث ﻓﻲ اﻷﻣر:ﻻن وﻟم ﯾﺗﺷدّد ،ﯾُﻘﺎل :ﺗﺄﻧث ﻟﻪ ﻓﻲ
اﻷﻣر .و"اﻷﻧﯾث "ﯾُﻘﺎل ﺣدﯾث أﻧﯾث:ﻏﯾر ﺻﻠب ،وﺳﯾف اﻧﯾث :ﻟّﯾن .وﻣﻛﺎن أﻧﯾث :ﺳﻬل
:1ﻛﻣﺎل اﻟرﯾﺎﺣﻲ :ﻫﻛذا ﺗﺣدث واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج و)اﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋر ج :دون ﻛﯾﺷوت اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ (TRAVELLING ،
ﻟﻼﺗﺻﺎل ،ﺗوﻧس، 2009،ص .59
63
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻣﻧﺑﺎت .ورﺟل أﻧﯾث:ﻟﻲ}ن اﻟﻛﻼم ،اﻷﻋﺿﺎء .واﻟﻣﺋﻧﺎث" :ﺻﯾﻐﺔ ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠﺗﻲ ﻣن ﻋﺎدﺗﻬﺎ وﻻدة
اﻹﻧﺎث .وﯾﻘﺎل رﺟل ﻣﺋﻧﺎث.1
وﻛﻠﻣﺔ "اﻟﺳراب " :ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾُرى ﻓﻲ ﻧﺻف اﻟﻧﻬﺎر ﻣن اﺷﺗداد اﻟﺣر ،ﻛﺎﻟﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻔﺎوز
)اﻟﺻﺣﺎري (،ﯾُﻠﺻق ﺑﺎﻷرض ،واﻟﺳّربُ :اﻟﻣﺳﻠك ﻓﻲ ﺧﻔﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺗﻧزﯾل اﻟﻌزﯾز﴿:واﻟﺬﻳﻦ
ﻛﻔﺮوا أﻋﻤﻠﻬﻢ ﻛﺴﺮاب ﺑﻘﻴﻌﺔ ﻳﺤﺴﺒﻪ اﻟﻈﻤﺌﺎن ﻣﺎءً ﺣﺘّﻰ إذا ﺟﺎءﻩ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻩ ﺷﻴﺌـًﺎ ﴾2؛ وﻛﻠﻣﺔ
ﺳراب ﻫﻧﺎ ﺗﻌﻧﻲ ﺧط أﺑﯾض ﯾﺧرج ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء ﻋﻧد اﺷﺗداد اﻟﺣر ،ج"أﺳراب"؛ وﺟذر اﻟﻛﻠﻣﺔ
َرَبَ " ﺳُروﺑﺎ :ﺧرج وﺳرب ﻓﻲ اﻷرض ،ذﻫب ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻬو ﺳﺎرب ،وﻓﻲ اﻟﺗﻧزﯾل
ﺳ"
اﻟﻌزﯾز" :وﻣن ﻫو ﻣﺳﺗﺧف ﺑﺎﻟﻠﯾل وﺳﺎربٌ ﺑﺎﻟﻧﻬﺎر"؛ ﻟوﯾُﻘﺎل:ﺳرَب ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺗﻪ :ﻣﺿﻰ ﻓﯾﻬﺎ."3
واﻟﻌﻧوان اﻟﻛﺎﻣل "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﻻ ﯾﻧﺄى ﻛﺛﯾرا ﻋن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻌﺟﻣﻲ .ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب " ﻣﺋﻧﺎث"
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر رواﯾﺎﺗﻪ اﻟﻌدﯾدة اﻟﺗﻲ أﻟّﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺗﺄﻧﯾث ﻟﻔظﺔ "رواﯾﺔ" ﺗﺄﻧﯾﺛﺎ ﻣﺟﺎزﯾﺎ .وﺣدﯾﺛﻪ
"أﻧﯾث" ﻏﯾر ﺻﻠب ،وﻟﯾّن اﻟﺟﺎﻧب ،ﻻ ﯾﺗﺷدّد ﻓﻲ آراﺋﻪ وﻣواﻗﻔﻪ ،ﯾﺣﺎور ﺑﻠﺑﺎﻗﺔ اﻟﻔﻧﺎن ،وﻟﯾوﻧﺔ
اﻟﻣﺛﻘف ،وﻋن ذﻟك ﻗﺎﻟت اﻟﺳﺎرة "ﻟﯾﻠﻰ"" :ﻣﺎ ﯾزال واﺳﯾﻧﻲ ﯾظن اﻟﺧﯾر ﻓﻲ ﻛل اﻟﺑﺷر .أﻟﯾس ﻫو
ﺻﺎﺣب ﺷﻌﺎر :ﻛل اﻟﻧﺎس طﯾﺑون ﺣﺗﻰ إﺷﻌﺎر آﺧر .4وﻫو اﻷﺳﺗﺎذ اﻟذي طﺎﻟﻣﺎ ﻗدم ﻣﺳﺎﻋدات
ﻣﺎدﯾﺔ ﻻ ﺗﺣﺻﻰ ﻟﻠطﻠﺑﺔ اﻟﺑﺳطﺎء ،ﻓﻲ ﺻﻣت وﺳرﯾﺔ ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺷﺎﺷﺔ ﻣﺷﺎﻋرﻫم.
وﻫو اﻟذي ﺳﺎﻋد طﺎﻟﺑﺎ ﻟم ﯾﻛن ﯾﻣﻠك ﺛﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﻣدﯾﻧﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،وﻟم ﯾﻣﻠك ﺛﻣن
اﻟﻌﺻﯾر اﻟذي ﯾﻘدﻣﻪ ﻟﻠﺣﺿور ﺑﻌد اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ،وﻟم ﯾﻛن ﯾﺷﺗﻛﻲ اﻟطﺎﻟب ﯾوﻣﺎ " ،ﻟﻛن واﺳﯾﻧﻲ
ﻛﺎن ﯾﺣس ﺑﺂﻻﻣﻧﺎ وﻣﺄزﻗﻧﺎ ،ﻓﻘﺎم ﺑﻌطﺎء ﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻣﺎل ﻹﺣدى اﻟطﺎﻟﺑﺎت ،وطﻠب أن ﯾﻘﺎم
ﻟﻠطﺎﻟب اﺣﺗﻔﺎﻻ ﯾﻠﯾق ﺑﻪ وﯾﺟﻌﻠﻪ ﺳﻌﯾدا ،و أﻟﺢ أﻻ ﯾﻌرف اﻟطﺎﻟب ﻣﺻدر ﻫذا اﻟﻣﺎل.
:1إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس وﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻣﻧﺗﺻر وﻋطﯾﺔ اﻟﺻواﻟﺣﻲ و ﻣﺣﻣد ﺧﻠف اﷲ اﻷﺣﻣر :اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ،دار اﻷﻣواج ،ج،1
ط ،2ﺑﯾروت /ﻟﺑﻧﺎن ،1991ص.29
:2ﺳورة اﻟﻧور ،اﻻﯾﺔ.39
:3إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس ،اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ،ص.424،425
:4واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ،أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ،ص .83
64
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وﻟﻣﺎ أﺻﯾب ﺑﻧوﺑﺔ ﻓﺟﺎﺋﯾﺔ أرﻗدﺗﻪ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺑﺑﺎرﯾس ،ﺗﻘول ﻟﯾﻠﻰ "ﺳﯾﻛﻔﻲ ﺟواﺑﺎ أن واﺳﯾﻧﻲ
ﯾﻧﺎم اﻵن ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺑﺑﺎرﯾس ،ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ﻻن ﻗﻠﺑﻪ ﻗرر ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﻣن اﻟﻠﺣظﺎت أن
ﯾﺗﺧﻠﻰ ﻋﻧﻪ ﻟﻔرط ﻣﺎ أﺗﻌﺑﻪ ،وﺳرق ﻣن ﻧﺑﺿﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻟﯾﻣﻧﺣﻪ ﻟﻠﻧﺎس".1
إن ﻫذا اﻟﻘﻠب اﻟﻧﺎﺑض ﺑﺎﻟﻌطف واﻟرﻓق ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻛﯾن ﻫو ﻣﺎ ﺟﻌل ﻣﻧﻪ وﻣن روﺣﻪ أﻧﺛﻰ
ﺷﻔﺎﻓﺔ ،اﻣرأة ﺑدون ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺣددة وﻻ ﻣواﺻﻔﺎت ﺟﺳدﯾﺔ ،ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻫﻲ روح ﻣﻌﻧوﯾﺔ ،وﻣﻣر
ﺳري إﻟﻰ ﻋواﻟﻣﻪ اﻟﺗﺧﯾﻠﯾﺔ .ﻓﺎﻷﻧﺛﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﻪ ﺻورة ذﻫﻧﯾﺔ ،و ﻫﻲ ﻣﺻدر إﻟﻬﺎﻣﻪ .ﻟذﻟك
أﻫدى رواﯾﺗﻪ "ﺳﯾرﺗﻪ" إﻟﻰ اﺑﻧﺗﻪ "رﯾﻣﺎ" وﻫﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ و اﺑﻧﺗﻪ ﻣن ﺻﻠﺑﻪ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻟﺣﯾﺎة،
ﻣﻌﺗرﻓﺎ أﻧﻬﺎ ﺳرّ اﻟﻠﻌﺑﺔ )اﻟﻠﻌﻧﺔ( ،ﺷﻛرا ﻟك .وﺣدك ﻓﻬﻣت ﺳر ﻫذﻩ اﻟﻠﻌﻧﺔ ،وﻫذا اﻟﺧوف
واﻟﺟﻧون اﻟﻌﺎري اﻟذي اﺳﻣﻪ اﻷدب".2
65
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
/1وظﯾﻔﺔ ﺗﻌﯾﻧﯾﻪ:
وﺗﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ وظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻛﻔل ﺑﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺑﺎرﻛﺗﻪ .وﻫﻲ أﻛﺛر
اﻟوظﺎﺋف ﺷﯾوﻋﺎ واﻧﺗﺷﺎرا ،ﺑل ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﺧﻠو ﻣﻧﻬﺎ أي ﻋﻧوان ،ﻓﻬذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﺗﺷﺗرك ﻓﯾﻬﺎ
اﻷﺳﺎﻣﻲ أﺟﻣﻊ وﺗﺻﺑﺢ ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ ﻣﺟرد ﻣﻠﻔوظﺎت ﺗﻔرق ﺑﯾن اﻟﻣؤﻟﻔﺎت واﻷﻋﻣﺎل اﻟﻔﻧﯾﺔ.
ﻓﻬﻲ ﺗﻘﺗرب ﻣن ﻛوﻧﻬﺎ اﺳﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﻣﻰ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺻل ﺗﺣدﯾد ﻟﻬوﯾﺔ اﻟﻧص وﻫﻲ إﻟزاﻣﯾﺔ،
وﻟﻛن دون أن ﺗﻧﻔﺻل ﻋن اﻟوظﺎﺋف اﻷﺧرى .ﻟذﻟك ﻛﺎﻧت أوﻟﻰ اﻟوظﺎﺋف وأﺷﻬرﻫﺎ ،وﯾﺳﺗﻌﻣل
ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎد ﺗﺳﻣﯾﺎت أﺧرى ﻟﻬذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﺛل "إﺳﺗدﻋﺎﺋﯾﺔ وﺗﻣﯾﯾزﯾﺔ ﻋﻧد ﻣﯾﺗران ،وﺗﺳﻣوﯾﺔ ﻓﻛل
ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺎت وا ٕ ن اﺧﺗﻠﻔت ،ﺗﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﻣﻌﻧﻰ واﺣد ﻫو اﻟﺗﻌﯾﯾن ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﯾن اﺳم اﻟﻛﺗﺎب وﺗﻌرف
ﺑﻪ ﻟﻠﻘراء ﺑﻛل دﻗﺔ ،واﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻠﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺎﺑق ﻧﺟد أن ﻋﻧوان اﻟﻛﺗﺎب اﻟذي ﺑﯾن أﯾدﯾﻧﺎ "أﻧﺛﻰ
اﻟﺳراب" ﯾﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ دﻻﻻت ﻋﻣﯾﻘﺔ ﺗﻔﺗﺢ ﺑﺎب اﻟﺗﺄوﯾل أﻣﺎم اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻓﻣﺛﻼ ﻫذا اﻟﻌﻧوان
"أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" وﺳم اﻟﻧص وﯾﺳﻣﯾﻪ ﻓﻧﺟدﻩ ﯾﺷرق ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻐﻼف ﺑﺎﻟﺧط اﻷﺑﯾض ﻟﯾﺿﻰء
اﻟﻌﺗﻣﺎت ،واﺧﺗﯾﺎر اﻟﻛﺎﺗب ﻟﻬذا اﻟﻌﻧوان ﻛﺎن ﻣوﻓق ﻛوﻧﻪ ﯾﺣﻣل وظﯾﻔﺔ ﺗﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد ﻫوﯾﺔ اﻟﻧص
وﺗﻌﯾن ﻣﺣﺗواﻩ وا ٕ ﻋطﺎءﻩ ﻗﯾﻣﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ،ﻷن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻧص
ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻧوان اﻟذي ﯾﻛون دﻋوة ﻟﻠﺗﺄﻣل.
ﻓﺎﻟﻛﺎﺗب ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎرﻩ ﻟﻬذ ا اﻟﻌﻧوان ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗوﺟﯾﻪ أﻓق اﻻﻧﺗظﺎر اﻟﻘﺎرئ ﺣول ﻫذا اﻟﻛﺎﺗب
اﻟذي ﺳﺗطرح ﺣوﻟﻪ ﻋدة ﺗﺳﺎؤﻻت ﺣول ﺗﺻﻧﯾﻔﻪ اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻓﻬذا اﻟﺗﻌﯾﯾن اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻣرﺗﺑط ﺑﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ
اﻟﻧص ،و ﻣﻛوﻧﺎﺗﻪ اﻟﺳردﯾﺔ وﻻ ﯾرﺗﺑط ﺑﺈﻗرار اﻟﻣؤﻟف وﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣوﻛﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎرئ ،أو اﻟﻧﺎﻗد
اﻟذي ﻣن ﺣﻘﻪ رﻓض اﻛﺗﺳﺎب ﻛﺗﺎب إﻟﻰ ﺟﻧس ﻣﺎ.
66
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
/2وظﯾﻔﺔ وﺻﻔﯾﺔ:
وﻫﻲ وظﯾﻔﺔ ﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ ﻣﺣﺿﺔ ،وﺗﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟواﺻﻔﺔ ﺣﯾث ﯾﺳﻌﻰ
اﻟﻌﻧوان ﻋﺑرﻫﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر ﻣردودﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ّ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻻﻧﺗﻘﺎدات
اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻌﻧوان ،واﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻋدد ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻣن اﻟﻣﺑدﻋﯾن واﻟﻣﻧظرﯾن ،اﻟذﯾن أﺑدوا دوﻣﺎ
إﻧزﻋﺎﺟﺎﺗﻬم أﻣﺎم اﻟﺗﺄﺛﯾر ) اﻟذي ﯾﻣﺎرﺳﻪ اﻟﻌﻧوان ﻋﻧد ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻧص ﺑﻔﻌل ﺧﺎﺻﯾﺗﻪ اﻟﺗﺛﻘﯾﻔﯾﺔ
اﻟﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎرئ .1ﻣﺧﺗﻠطﺔ أو ﻣﺑﻬﻣﺔ ﺣﺳب اﺧﺗﯾﺎرﻩ ،ﻏﯾر أن ﻟﻬذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﺟﺎﻧﺑﺎ إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ
وﻫو ﺣرﯾﺔ اﻟﻣرﺳل ﻓﻲ أن ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻟﻠﻌﻼﻣﺎت اﻟﺣﺎﻣﻠﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟوﺻﻔﯾﺔ اﻟﺟزﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺎرة داﺋﻣﺎ،
وﺣﺳب ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣرﺳل ﻣن ﺗﺄوﯾل ﯾﺑدو ﻏﺎﻟﺑﺎ اﻓﺗراﺿﯾﺎ ﺣول ﺣواﻓز اﻟﻣرﺳل.
وﻟﻬذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ﻣﺳﻣﯾﺎت أﺧرى ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ :ﺗﻠﻔظﯾﻪ ،وﺗﻠﺧﯾﺻﯾﺔ ،ودﻻﻟﯾﺔ ،وﺻﻔﯾﺔ ،وﯾؤﻛد
ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ وظﯾﻔﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﺟدا ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟوظﯾﻔﺔ
اﻟﺗﻌﯾﯾﻧﯾﺔ ﻣوﺟودة ﺑﻘوة.2
وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻧوان ﺷﯾﺋﺎ ﻋن اﻟﻧص ﻣﺛل ﻋﻧوان "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﯾﺧﺑرﻧﺎ ﻋن
ﻣﺣﺗوى اﻟرواﯾﺔ وﯾﻔﺻﺢ ﻋﻧوان اﻟرواﯾﺔ ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣرأة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي
ﯾﻛﺷف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻧوان ﺑوﺻﻔﻪ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻟﻠرواﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﺧﺗزاﻟﻪ ﻟﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ اﻟﻛﻠﻲ وﻫواﺟﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻛﺗﺎﺑﻲ دون أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻣﻌﻧﻰ
ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﻧﻬض ﺑوظﯾﻔﺔ ﺗﻌﯾﯾن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل وﯾﺷﻛل ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻼﻣﺔ ،وﻫذﻩ اﻟﻣرأة ﻫﻲ "أﻧﺛﻰ
اﻟﺳراب" اﻷﻧﺛوﯾﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ و ﻫﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺟﻠﯾﺎت ﻟﺗﻠك اﻷﻧﺛﻰ اﻟﻣﺳﺗﺣﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺑﺣث ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،أي وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻠﺗﺑﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ وﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﺑﯾن اﻟذات
اﻟﻛﺎﺗﺑﺔ .وﻣن ﺧﻼﻟﻬﻣﺎ وﻣﻌﻬﻣﺎ ﻟﻠوﺟود واﻟﻣوت واﻟﺣﯾﺎة واﻟﺟﺳد واﻟﺣب واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟوطن،.ﻛﻣﺎ
أﻧﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻧوان.
67
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﺳﻣﯾﻬﺎ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ اﻟﺿﻣﻧﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ وﻫﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ
اﻟوﺻﻔﯾﺔ وﺗﺣﻣل ﺑﻌﺿﺎ ﻣن ﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻣؤﻟف ﻓﻲ ﻧﺻﻪ ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ أن ﻧﺳﻣﻲ
وظﯾﻔﺔ دﻻﻟﯾﺔ ﺿﻣﻧﯾﺔ أو ﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﺣظﻧﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻗدرة اﻟﻣؤﻟف ﻋﻠﻰ
اﻹﯾﺣﺎء واﻟﺗﻠﻣﯾﺢ ﻣن ﺧﻼل ﺗراﻛﯾب ﻟﻐوﯾﺔ ﺑﺳﯾطﺔ.
وﻫﻲ ﻣرﺗﺑطﺔ ﻛﺛﯾرا ﺑﻣﺎ ﻗﺑﻠﻬﺎ ،ﺳواء أراد اﻟﻛﺎﺗب ذﻟك أم ﻟم ﯾرد ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗوﺣﻲ ﺑﺎﻟﻣﺿﻣون
اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠرواﯾﺔ اﻟﺗﺣدث ﻋن اﻷﻧﺛﻰ وا ٕ ن ﻟم ﺗﻔﺻﺢ ذﻟك ﺑوﺿوح ،ﻓﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﻧوان وا ٕ ن ﻟم
ﯾﻘﺻد اﻟﻛﺎﺗب ذﻟك ،ﻷن اﻟﻌﻧوان ﺑوﺻﻔﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺑﺎرزة ،ﯾﺟدد اﻟﻧص ،وﯾﻛﺷف ﻋن دﻻﻻﺗﻪ،
ﻓﻬو ﺑﻬذا ﯾﻌد ﻣوﻗﻌﺎ ﺟﻣﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻟوﺣﺔ اﻟﻐﻼف.
/4اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﻏراﺋﯾﺔ:
وﻫﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻹﺷﻬﺎرﯾﺔ ،وﻫﻲ ذات طﺑﯾﻌﺔ اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ وذﻟك ﻷن ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣطﺑوع
ﻗد ﺗطورت إﻟﻰ ﺷﻛل ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ،ﻓﻠﻛﻲ ﻧﺳﺗطﯾﻊ إﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻷﺷﯾﺎء وﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ
اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣوادا اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣؤﻟف واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج ﻣن ﺧﻼل ﻋﻧوان رواﯾﺗﻪ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب"،
ﻗد ﻣﻧﺢ اﻟﻘﺎرئ اﻟﻔﻛرة اﻷوﻟﻰ ﻋﻧﻪ ،وﻫذا اﻹﺣﺳﺎس اﻷول ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣﺎ ﯾﻛون ﺟذاﺑﺎ )ﻣﻐرﯾﺎ( أو
ﻣﺑﻬرا ﻟﻠذﻫن و اﻟﻌﯾﻧﯾن " ،ﻓﺄن ﯾﻛون اﻟﻛﺎﺗب أﻏرى ﻣن ﻋﻧواﻧﻪ ،أﺣﺳن ﻣن أن ﯾﻛون اﻟﻌﻧوان
أﻏرى ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ "1ﻗد ﯾﺗرك ﻓﯾﻪ أﺛرا ﻟﻣدة ﻗد ﺗطول أو ﺗﻘﺻر ،وﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻟف واﻟطﺎﺑﻊ أن ﯾوﺣد
اﻟﺟﻬود ﻷﺣداث ﺗوﻗﻊ ﻣﻘﺑول ،ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺑﺳﯾط واﻻﺧﺗزال ،ﻓﻣن ﺧﻼل وﺿﻌﻪ ﻟﻠﻌﻧوان "أﻧﺛﻰ
اﻟﺳراب" ﻗد أﻋطﺎﻧﺎ ﻓﻛرة ﺗﺎﻣﺔ ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن ﻋن ﻣﺣﺗوى اﻟﻣؤﻟف ،ﻣﺻرا ﻣﻊ ذﻟك ﻋﻠﻰ إﺛﺎرة
ﻓﺿول اﻟﻘﺎرئ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺄﻟﯾف اﻟﻣدﻫش ﻟﺣروف ﻫذا اﻟﻌﻧوان واﻟﻣﻬﺎرة ﻓﻲ وﺿﻊ اﻷﺳطر،
ﻓﻘد وﻓر ﻟﻌﯾن اﻟﻘﺎرئ ﻧظرة ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﺑﻼ رﺗﺎﺑﺔ ....ﻓﺄﻛﺳب ﺷﻛل ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺣﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى
68
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟذي ﻣﺎرﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻬورﻩ اﻟﻘراء ...واﻟذﯾن ﻻ ﯾﺑﺗﺎﻋون اﻟﻛﺗب إﻻ ﻟﻛﻲ
ﯾﺷﺑﻌوا أﻋﯾﻧﻬم ،أو اﻟذﯾن ﯾﺧﺿﻌون ﻹﻏراء ﻫذا اﻟﻌﻧوان .
وﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻌﻧوان ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻐري ،وﯾﺟذب ﻗﺎرﺋﻪ اﻟﻣﻔﺗرض ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺣدث اﻟﺗﺷوﯾق
و اﻻﻧﺗظﺎر ﺧﺎﺻﺔ ﻛﻠﻣﺔ أﻧﺛﻰ ﻓﯾﻪ ﻧوع ﻣن اﻟﺷﺎﻋرﯾﺔ ﻷن اﻟﻣرأة ﺗﺗﺳم ﺑﺻﻔﺎت اﻟﺣﻧﺎن واﻟﻌطف
ﺧﺎﺻﺔ وﻫﻲ اﻟﻣرأة ﺑﻛل ﻣﺎ ﺗرﻣز إﻟﯾﻪ و ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻣن دفء وﺧﺻب وﻓرح ،ﻓﻬﻲ ﻓﯾض داﺋم ﻣن
اﻟﺣﻧﯾن واﻟﺷﻐف و اﻷﻟم ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﻌﻧوان ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﺷﻛل اﻟﻣرأة ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺄﺧذ ﺻورة ﻣﺛﯾرة ﻓﺎﺗﻧﺔ،
ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛﺎل ﻣﻧﺣوت ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ إﺑداﻋﯾﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ،وﻫﻲ ﻛل ﻣﺎ ﺗﺣﻣل ﻣن دﻻﻻت اﻟﺣب واﻟﺟﻣﺎل
واﻟﺧﺻب واﻟﻌطﺎء واﻹﻟﻬﺎم واﻟﺷﻐف ،ﺣﺗﻰ واﻹﺷﻔﺎق أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻛﺄن اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻋﻧوان ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ
ﻫﻲ اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻟرﻣز اﻟﺟﻣﺎﻟﻲ ﻷن اﻟﻣرأة ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﻔﺎﻓﺔ واﻟرﻗﺔ و ﻫذا ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ اﻟﻘﺎرئ
وﯾﺷوﻗﻪ ﻟﻘراءة ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺣور وأﺣداث ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻛﯾف ﺳﺗﻛون ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ.
إن اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﯾن اﻟﻣؤﻟف واﻟﻘﺎرئ ﯾﻠﺧص ﻟﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻣرﺳل ﯾﺗﺄول ﻓﯾﺗﻌرف ﻣﻧﻪ
ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺻدﻩ ،وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﺻد ﯾﺿﻊ ﻋﻧواﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻌﻣل ،وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻌﻧوان ﻣن
ﺟﻬﺔ اﻟﻣرﺳل ﻫو ﻧﺗﺎج ﺗﻔﺎﻋل ﻋﻼﻣﺎﺗﻲ ﺑﯾن اﻟﻣرﺳل واﻟﻌﻣل.
أﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﺈﻧﻪ ﯾدﺧل إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ﻣن ﺑواﺑﺔ اﻟﻌﻧوان ﻣﺗﺄوﻻ ﻟﻪ وﻣوظﻔﺎ ﺧﻠﻔﯾﺗﻪ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ
ﻓﻲ اﺳﺗﻧطﺎق دواﻟﻪ اﻟﻔﻘﯾرة ﻋددا ...وﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت دﻻﻟﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻫﻲ ﻧﺗﺎج ﺗﺄوﯾل ﻋﻧواﻧﻪ.
ﻷن اﻟﻘﺎرئ ﯾﺳﺗﻧطق اﻟﻧص وﯾﻔﺳرﻩ اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧوان ،ﻓﻬو أول ﻋﺗﺑﺔ ﺗﺳﺗوﻗﻔﻪ ﻓﻲ ﻓك
ﺷﻔرات اﻟﻧص.
69
ﺗﺟﻠﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
و ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧوان ،ﺑﺎﻟﺧطﺎطﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ
"ﯾﺎﻛﺑﺳون") (R.jakobsonﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ أﻣﻛن وﺿﻊ ﺧطﺎطﺔ ﺗواﺻﻠﯾﺔ
"ﻋﻧواﻧﯾﻪ" اﻟﻣﻌﻧون )اﻟﻣرﺳل/اﻟﻛﺎﺗب( ،واﻟﻌﻧوان )اﻟرﺳﺎﻟﺔ( ،واﻟﻣﻌﻧون ﻟﻪ )اﻟﻣرﺳَل إﻟﯾﻪ/اﻟﻘﺎرئ(:
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺗﺗﺣول اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻣرﺳل واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣن ﻛوﻧﻬﺎ ﺳﯾﺎﻗﯾﺎ ﺧﺎرﺟﯾﺎ ﻓﻲ
اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺷﻔوي ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺳﯾﺎﻗﺎ ﻟﻐوﯾﺎ ﻣوﺟودا ﻓﻲ اﻟﻣرﺳﻠﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ،ﯾﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻧوان.
70
ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﯾﻪ ﻣن ﺗوﺿﯾﺢ وﺷرح ﻗﺻد إﺑراز دور اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ
اﻟﻧﺻوص اﻟرواﺋﯾﺔ وﻣﺎ ﺗدﻋو إﻟﯾﻪ ﻣن ﻧﻘد ،ﻣﺳﺗﻧدﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻘوﻻت اﻟﻧﻘد اﻟﻣﻌﺎﺻر ،وﺗﺑﻠور ذﻟك
ﻓﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
وﯾﺗﺗﺑﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧص ،اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺷف ﻋن ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ
ﺑﯾن اﻟﻌﺗﺑﺎت واﻟرواﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻓﺗﺢ "ﺟﯾرار ﺟﻧﯾت" ﻓﻲ ﺿوء اﺧﺗﯾﺎرﻩ اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻣﺻطﻠﺢ
اﻟﻣﺗﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ
وﺗﺣدﯾدﻩ ﻷﻧﻣﺎطﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺟﺎﻻ واﺳﻌﺎ ﻟﻠﻘراءات اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺎوﻟت اﻹﻟﻣﺎم ﺑﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺧطﺎب أدﺑﻲ ﻣﺎ وﻛﺎﻧت اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ أو ، le paratexteﻣن
ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ اﻗﺗرﺣﻬﺎ وأﺳس ﻟﻬﺎ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺳدت ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ اﻟراﺑطﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ
ﺑﯾن اﻟﻧص وﻣﺣﯾطﻪ اﻟﻔﺿﺎﺋﻲ ،
ﯾﺷﻣل ذﻟك ﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻌﻧوان ،اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟﻔرﻋﯾﺔ ،اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ وﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾرد ﻣن
72
ﺧﺎﺗﻤﺔ
اﻟﻧﺳﯾﺞ اﻟﻧﺻﻲ ﻓﻲ ﻣﺗن اﻟﻣدوﻧﺔ ،ﺣﯾث اﻛﺗﺳﻰ اﻟﻌﻧوان ﻓﻲ رواﯾﺔ " أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب "
أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﻟﺻﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ﺗﻠﻘﯾﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺄوﻟوﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل
اﻟذي ﯾﻌﻧوﻧﻪ ،ﻓﻬو ﯾﻔﺗﺢ أﻓق إﻧﺗظﺎر اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻗراﺋﯾﺔ ﻣﺣددة ،ﻋﻠﻰ ﻧﺣو
ﻣﺎ ﯾﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﺷﻬرة اﻟﻛﺗﺎب ﻻ ﺳﯾﻣﺎ أن " أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب " ﯾﺗوﺟﻪ إﻟﻰ ﻗراء ﻓﻌﻠﯾﯾن إذ
ﻫو ﻛﻌﻧوان ﯾﺗﺟﺎوز ﻧطﺎﻗﻬم ،وﯾﺗوﺟﻪ إﻟﻰ ﺟﻣﻬور أوﺳﻊ .
أﻣﺎ اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲ ﻫو ذا أﻫﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ وظﯾﻔﺗﻪ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺑﻧﺎﺋﻪ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺣﺗل
ﻣوﻗﻌﺎ ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ،ﻓﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن ﻗراءة ﻫذﻩ اﻟﻌﺗﺑﺔ ﻗﺑل اﻟﻣرور إﻟﻰ
ﻋﺎﻟم اﻟﻣﺗن ،ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻟﻌﻧوان ﺗﻘوم ﺑﺈﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ اﻟﺑوح واﻻﻋﺗراف ،و ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫو
أت ﻓﻲ ﺿوء ﺳﻌﯾﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻛﺷف ﻋن أﻧﻣوذج اﻟﺟﻧس اﻟذي ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ وﯾﺳﺗﻘطب
ﺳﻣﺎﺗﻬﺎ وﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ .ﻓﻘد ﺷﻛل اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻓﺿﺎء اﻟﻌﺗﺑﺎتﺑﻌدا ﻣﺣور ﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺎر
اﻟﻣذﻛرة ،ﻷن اﻟﻌﺗﺑﺎت أﺳﺎﺳﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎرﻗﺔ واﺿﺣﺔ ،ﻓﻬﻲ أول ﻣﺎ ﯾﻘرأ ﻓﻲ
اﻟﻛﺗﺎب و ﻟﻛﻧﻬﺎ أﺧر ﻣﺎ ﯾﻛﺗب ،وﻟﻬذا ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺗرواح اﻟﻣﻠﻔوظﺎت ﻓﯾﻬﺎ ﺑﯾن ﻣﺎ " ﻗﯾل
" وﻣﺎ " ﯾراد ﻗوﻟﻪ " ﻣن ﺛم ﻓﻬﻲ إﻣﺎ أن ﺗﻛﺗب ﺑﻌد اﻟﻣﺗن ،أو ﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ.
ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻧﺎ ﻟﻠﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ" اﻟﻌﻧوان واﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﻲو اﻟﻐﻼف اﻟﺧﺎرﺟﻲ
" ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﺳراب" ﺗﻛﺷف ﻋن ﻣدى أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﯾن اﻟﻌﻧﺻرﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻟﯾف
اﻟرواﺋﻲ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل اﻟﻣدﺧل اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻣﺗن اﻟرواﯾﺔ وﺗرﺷدﻧﺎ ﻟطرﯾق اﻟﺗو اﺻل ﻣﻌﻪ،
ﺣﯾث ﺗﻣﻛن اﻟﻘﺎرئ ﻣن اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧص وأﺑﻌﺎدﻩ اﻟدﻻﻟﯾﺔ .
ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺟد أن اﻏﻠب اﻟﺧطﺎﺑﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺎﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ وظﻔت ﻓﻲ رواﯾﺔ
اﻧﺛﻰ اﻟﺳراب ،ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻧﺻﺎ ﻣﺣﯾطﺎ وﻋﺗﺑﺔ اﻓﺗﺗﺎﺣﯾﺔ ﻗد أﺳﻬﻣت ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل أﻓق ﻗراﺋﻲ
ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ اﻟذي ﻣﺎ زال ﯾﻘف ﻋﻠﻰ أﻋﺗﺎب اﻟﻧص وﻟم ﯾﻠﺞ ﻋﺎﻟﻣﻪ ،ﻫذا اﻷﻓق ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
ﯾﻛون ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺎول إرﺿﺎء ﺻﺎﺣب اﻟﻧص وﻏطﺎء ﻟﺻورة ﻏﯾر
ﻣﻬﺗزة ﻟﻠﻌﻣل اﻷدﺑﻲ ،ﻓﻬﻲ ﺗرﺳل رﺳﺎﺋل ﺗﻬﯾﺋﯾﺔ وﺗطﻣﯾن ؛ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ،
وﻟﻠﻛﺎﺗب ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺗﻬﯾﺄ ﺑﻌد ﺗﺷﻛﯾل أﻓق ﻗراءﺗﻪ ﻟﻠدﺧول ﺑﺄﻣﺎن إﻟﻰ
73
ﺧﺎﺗﻤﺔ
داﺧل اﻟﻧص ،أﻣﺎ اﻟﻛﺎﺗب ﻓﺎﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻫﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﺗطﻣﯾن ﻟﻪ ،ﻷن اﻟﺧطﺎب اﻟﺗﻘدﯾﻣﻲ
ﯾﺷﺗﻐل ﻋﻠﻰ رﻛﯾزة أﺳﺎﺳﯾﺔ وﻫﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻧص وﻛﺎﺗﺑﻪ ،ﻓﻐﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﺟﻧب اﻟﻣﻘدم
ﺗوﺟﯾﻪ ﻣﻼﺣظﺎت ﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷر ة ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻣﻘدم ﻟﻪ ،ﻷن اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ
اﻟﺧطﺎب اﻟﻧﻘدي ،ﻓﺎﻟﻌﺗﺑﺎت ﺗﺣﺎول ﺗﺷﻛﯾل اﻧطﺑﺎع أوﻟﻲ ﻋن اﻟﻧص وﺻﺎﺣﺑﻪ ﻗﺑل
ﻗراءﺗﻪ أﻣﺎم اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ،واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﻧﻧﺎ وﺟدﻧﺎ أن اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ﻗد ﻧﺟﺣت ﻓﻲ
ﺗﺷﻛﯾل أﻓق ﻗراﺋﻲ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ و إن ﻛﺎن أﻓﻘﺎ ﺗﺣﻔﯾزﯾﺎ اﻏراﺋﯾﺎ ﻟﻘراءة ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ.
74
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ:
اﻟﻣﺻﺎدر:
اﻟﻣراﺟﻊ:
/1أﺑو ﺑﻛر اﻟﺻوﻟﻲ ،أدب اﻟﻛﺗﺎب ،ﺷرح وﺗﻌﻠﯾق:أﺣﻣد ﺣﺳن ﺳﺑﺞ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ط
،1ﺑﯾروت.1984 ،
/2أﺣﻣد ﻓرﺷوخ ،ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ ،ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺳﯾﻣﺎﺋﯾﺔ ﻟرواﯾﺔ ﻟﻌﺑﺔ اﻟﻧﺳﯾﺎن ،دار اﻷﻣﺎن
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ط ،1اﻟرﺑﺎط/اﻟﻣﻐرب.1996 ،
/3إﺑراﻫﯾم ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟﻣﻧﻔﻰ ،ﻣﻧﺷورات اﻻﺧﺗﻼف ،ط ،1اﻟﺟزاﺋر.2011 ،
/4إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس وﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻣﻧﺗﺻر وﻋطﯾﺔ اﻟﺻواﻟﺣﻲ و ﻣﺣﻣد ﺧﻠف اﷲ اﻷﺣﻣر :اﻟﻣﻌﺟم
اﻟوﺳﯾط ،دار اﻷﻣواج ،ج ،1ط،2ﺑﯾروت /ﻟﺑﻧﺎن .1991
/8ﺣﺳﯾن ﺧﻣري ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧص ،ﻣن ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ إﻟﻰ ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟدال ،ﻣﻧﺷورات اﻻﺧﺗﻼف،ط
،1اﻟﺟزاﺋر.2007 ،
/9ﺣﺳن ﻣﺣﻣد ﺣﻣﺎد ،ﺗداﺧل اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ)ﺑﺣث ﻓﻲ ﻧﻣﺎذج ﻣﺧﺗﺎرة( ،دراﺳﺎت
أدﺑﯾﺔ ،ﻣطﺎﺑﻊ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب.
/10ﺣﻣﯾد اﻟﺣﻣداﻧﻲ ،ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧص اﻟﺳردي ﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧﻘد اﻷدﺑﻲ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ،
اﻟﻣﻐرب ،ط .2000 ،3
/11ﻋﺑد ﻟﺣق ﺑﻠﻌﺎﺑد ،ﻋﺗﺑﺎت)ﺟﯾرار ﺟﯾﻧت ﻣن اﻟﻧص إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎص( ،ﺗﻘدﯾم ﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن،
ﻣﻧﺷورات اﻻﺧﺗﻼف ،ط .2001 ،1
/12ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟﺟﺣﻣري ،ﻋﺗﺑﺎت اﻟﻧص /اﻟﺑﻧﯾﺔ واﻟدﻻﻟﺔ ،ﻣﻧﺷورات اﻟراﺑطﺔ ،اﻟرﺑﺎط ،ط ،1
.1996
/14ﺷﻌﯾب ﺣﻠﯾﻔﻲ ،ﻫوﯾﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت)ﻓﻲ اﻟﻌﺗﺑﺎت وﺑﻧﺎء اﻟﺗﺄوﯾل( ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ط ،1اﻟدار
اﻟﺑﯾﺿﺎء اﻟﻣﻐرب.2005 ،
/16ﺳﯾﺑوﯾﻪ ،اﻟﻛﺗﺎب ،ﻣﺞ ،1ﺗﺢ/ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون ،ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻛﺗﺎب ،ﻣﺻر.1975 ،
/17ﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن ،اﻟرواﯾﺔ واﻟﺗراث اﻟﺳردي ،ﺑﯾروت ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،1992 ،ط .1
/18ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون ،ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺻوص وﻧﺷرﻫﺎ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ط ،1ﺑﯾروت،
.2001
/19ﻋﺑد اﷲ اﻟﻐذاﻣﻲ ،اﻟﺧطﯾﺋﺔ واﻟﺗﻛﻔﯾر ،ﻣن اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺷرﯾﺣﯾﺔ ،ﻗراءة ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻧﻣوذج
اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻر ،اﻟﻧﺎدي اﻷدﺑﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﺟدة اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ط .1985 ،1
/20ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟﺟﺑوري ،اﻹﺑداع ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ واﻟرواﯾﺔ ،دار اﻟطﻠﯾﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب ،ﻣﻛﺗﺑﺔ
ﻟﺑﻧﺎن ،ﺑﯾروت ،ط .1984 ،2
/21ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻛﻠﯾطو ،اﻟﻐﺎﺋب "دراﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﻠﺣرﯾري" ،دار ﺗوﺑﻘﺎل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟدار
اﻟﺑﯾﺿﺎء ،اﻟﻣﻐرب ،ط .1987 ،1
/22ﻋﻠﻲ ﺟﻌﻔر اﻟﻌﻼق ،اﻟﺷﻌر واﻟﺗﻠﻘﻲ ،دار اﻟﺷرق ،ﻋﻣﺎن ،ط .1997 ،1
/23ﻣﺣﻣد ﻓﻛري اﻟﺟزار ،اﻟﻌﻧوان واﻟﺳﯾﻣﯾوطﯾﻘﺎ اﻻﺗﺻﺎل اﻷدﺑﻲ ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﻘﺎﻫرة ،د/ط.2006 ،
/24ﻣﺣﻣد ﻓﻛري اﻟﺟزار ،ﻟﺳﺎﻧﯾﺎت اﻻﺧﺗﻼف/اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺑﻧﺎء اﻟﻧص ﻓﻲ
ﺷﻌر اﻟﺣداﺛﺔ ،دار ﯾﺗراك ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ط ،1اﻟﻘﺎﻫرة.2001 ،
/25ﻣﺣﻣد اﻟﺻﺎﻟﺢ ﺧرﻓﻲ،ﻓﺿﺎء اﻟﻧص ،ﻓﺿﺎء اﻟﻧص /ﻧص اﻟﻔﺿﺎء )دراﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺷﻌر اﻟﺟزاﺋري ( ﻣﻧﺷورات أرﺗﯾﺳﺗﯾك)ش،م،م دار اﻷﺧﺑﺎر ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ ،ط،2اﻟﻘﺑﺔ /اﻟﺟزاﺋر،
.2007
/26ﻛﻣﺎل اﻟرﯾﺎﺣﻲ :ﻫﻛذا ﺗﺣدث واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج )واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج :دون ﻛﯾﺷوت اﻟرواﯾﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ(travelling ،ﻟﻼﺗﺻﺎل ،ﺗوﻧس.2009،
/27ﻟوﺳﯾﺎﻧﻐوﻟدﻣﺎن وآﺧرون ،اﻟرواﯾﺔ واﻟواﻗﻊ ،ﺗرﺟﻣﺔ رﺷﯾد ﺑﻧﺟدو ،ﻋﯾون اﻟﻣﻘﺎﻻت ،دار
ﻗرطﺑﺔ ،دار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،ط .1998 ،1
دراﺳﺎت وﻧﺷرﯾﺎت:
/2اﻟﺳﻌﯾد ﻣوﻓﻘﻲ ،اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺧطﺎب اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻓﻲ رواﯾﺔ ﺷرﻓﺎت اﻟﺑﺣر واﺳﯾﻧﻲ اﻷﻋرج.
/3اﺑو ﻫﯾف ﻋﺑد اﷲ ،اﻻﺷﺗﻐﺎل اﻟﺳردي اﻟﺣداﺛﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﻘد ،ع ،54م ،14
.2004
/4ﺑﺎن ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ،ﺷﻌرﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت ﻓﻲ رواﯾﺔ "أﻧﺛﻰ اﻟﻣدن" ﻟﺣﺳﯾن رﺣﯾم ،دراﺳﺎت
ﻣوﺻﻠﯾﺔ ،اﻟﻌدد) (42ذو اﻟﺣﺟﺔ 1434ه /ﺗﺷرﯾن اﻷول .2013
/5ﺑدري ﻋﺛﻣﺎن ،وظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻟرواﺋﯾﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻟﻧﺟﯾب ﻣﺣﻔوظ ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎق اﻟداﺧﻠﻲ،ﻣﻘﺎﻟﺔ
ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ ﻣﻌﻬد اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وآداﺑﻬﺎ،ع 1ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر.1992،
/6ﺗﺟﻠﯾﺎت اﻟﺗداﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻟﻲ اﻟﻧﺻﻲ وﺛﺎﻣﻧﻬم ﺣزﻧﻬم أﻧﻣوذﺟﺎ ،ﺿﻣن ﻛﺗﺎب )ﺗداﺧل
اﻷﻧواع اﻷدﺑﯾﺔ(.
/7ﺧﻠﯾل ﺷﻛري ،ﺿﻣن ﻛﺗﺎب )أﺳرار اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ(،ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻌﺗﺑﺎت اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻗراءة
اﻟﻧص اﻟﺳردي )اﻟﺳﯾرة اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﻠرﺑﯾﻌﻲ أﻧﻣوذﺟﺎ(.
/8رﺷﯾد ﯾﺣﯾﺎوي ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣرﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،اﻟﻌدد،18اﻟﺳﻧﺔ ،1998ﺧطﺎب اﻟﻌﻧﺎوﯾن ﻗراءة ﻓﻲ
أﻋﻣﺎل أﻣﯾن ﺻﺎﻟﺢّ .
/9ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧطﺎب اﻟرواﺋﻲ ﻗراءة ﻓﻲ " اﻟوﻟﻲ اﻟطﺎﻫر ﯾﻌود إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻣﻪ اﻟزﻛﻲ " ﻟطﺎﻫر
و طﺎر.
/12ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﻧﺎﻓﻊ ،ﺟﻣﺎﻟﯾﺎت اﻟﻠون ﻓﻲ ﺷﻌر اﺑن اﻟﻣﻌﺗزة ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗواﺻل.1999/06/04 ،
/16ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟﻣطوي ،ﺷﻌرﯾﺔ ﻋﻧوان ﻛﺗﺎب اﻟﺳﺎق ﻋﻠﻰ ﺳﺎق ﻓﯾﻣﺎ ﻫو اﻟﻔﺎرﯾﺎق ،ﻣﺟﻠﺔ
ﻋﺎﻟم اﻟﻔﻛر،ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻧون واﻵداب اﻟﻛوﯾت ،ﻣﺟﻠد ،28اﻟﻌدد
اﻷول /ﯾوﻟﯾو.1999/