Vous êtes sur la page 1sur 131

‫جامعــة الجلفــة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم العلوم السياسية‬

‫عنوان المذكرة‪:‬‬

‫نظــــام التقــــاعد يف اجلــــزائر‬


‫بني رضورات الإصالح وضغوطات الوضعية الاجامتعية‬
‫والاقتصادية‬
‫دراسة اإصالحات‪ -3891 :‬اإصالحات الـ ‪7932 - 89‬‬
‫‪--‬‬
‫مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر علوم سياسية‬

‫تخصص‪ :‬إدارةالموارد البشرية‬

‫من إعـــداد الطالب‪:‬‬


‫مــادني عبد الباقـي‬

‫السنـة الجامعيـة‪6102-6102 :‬‬


‫جامعــة الجلفــة‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم العلوم السياسية‬

‫عنوان المذكرة‪:‬‬

‫نظــــام التقــــاعد يف اجلــــزائر‬


‫بني رضورات الإصالح وضغوطات الوضعية الاجامتعية‬
‫والاقتصادية‬
‫دراسة اإصالحات‪ -3891 :‬اإصالحات الـ ‪7932 - 89‬‬

‫مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر علوم سياسية‬

‫تخصص‪ :‬إدارةالموارد البشرية‬

‫إشــراف األستـاذ‪:‬‬ ‫من إعـــداد الطالب‪:‬‬


‫نــوري نعـــاس‬ ‫مــادني عبـد الباقـي‬

‫السنـةالجامعيـة‪6102-6102:‬‬
‫جامعــة الجلفــة‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم العلوم السياسية‬

‫عنوان المذكرة‪:‬‬

‫نظــــام التقــــاعد يف اجلــــزائر‬


‫بني رضورات الإصالح وضغوطات الوضعية الاجامتعية‬
‫والاقتصادية‬
‫دراسة اإصالحات‪ -3891 :‬اإصالحات الـ ‪7932 - 89‬‬

‫مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر علوم سياسية‬


‫تخصص‪ :‬إدارةالموارد البشرية‬
‫من إعــداد الطالب‪:‬‬
‫مــادني عبـد الباقي‬

‫لجنةالمناقشـــة‪:‬‬

‫الدكتور الكـــــر محمــــد‪ .................................................‬رئيسا‬

‫األستاذ نــوري نعـــــاس‪ ........................................‬مشـــرفـا ومقر ار‬

‫الدكتور زوامبية عبد النور‪ ...................................‬عضوا منـاقشا‬

‫السنـةالجامعيـة‪6102-6102:‬‬
‫كلمة شكـــر‬
‫"من اليشكر الناس ال يشكر اهلل "‬

‫ومن أجل ذلك‪ ،‬ال يسعين يف هذه املناسبة إال أن أتقدم‬


‫بالشكر واالمتنان إىل الطاقم األكادميي واإلداري لقسم‬
‫العلوم السياسية باجلامعة‪ ،‬وأخص بالذكر‪:‬‬

‫رئيس القسم‪ :‬نوري نعاس‪ ،‬على تفضله باإلشراف على هذه‬


‫املذكرة وعلى توجيهاته وتقدميه يد املساعدة‪.‬‬

‫املشرف على التخصص‪ :‬حممد الكر‪،‬‬

‫األساتذة الكرام‪ :‬بن أمحد‪ ،‬رافع‪ ،‬قريع‪ ،‬سبخاوي‪ ،‬طحشي‪،‬‬


‫حممد حتحاتي‪ ،‬وكل أساتذة القسم‪،‬‬

‫كما أتقدم بالشكر والعرفان إىل أعضاء جلنة املناقشة على‬


‫قبوهلم ملناقشة موضوع هذه املذكرة وإثرائها بآرائهم‬
‫ومالحظاهتم‪.‬‬

‫م‪-‬عبدالباقي‬
‫إلى روحي أبي وأمي الكريمتين‪:‬‬
‫خيرة ومخلوف‬
‫" وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك‬
‫الكرب أحدهما أو كالهما فال تقل هلما أف وال تنهرهما وقل هلما قوال كرميا‬
‫واخفض هلما جناح الذل من الرمحة وقل رب ارمحهما كما ربياني صغريا"‬
‫(قرآن كريم)‬

‫إىل حفيديهما اللذين محال امسيهما‪ :‬خي ـرة وخمل ـوف‪،‬‬

‫إىل زوجيت اليت صربت علي طيلة مدة الدراسة‪،‬‬

‫إىل زمالء وأصدقاء الدراسة والعمل‪،‬‬

‫إىل كل هؤالء ‪...‬أهدي هذا العمل‪.‬‬

‫م ‪ -‬عبدالباقي‬
‫مقدمة‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫مقدمــة‪:‬‬

‫ظهر مفهوم الضمان االجتماعي في خضم التحوالت العميقة التي عرفها‬


‫النصف الثاني من القرن التاسع عشر نتيجة لقيام الثورة الصناعية التي أحدثت‬
‫تأثي ار جذريا في مختلف جوانب الحياة‪ ،‬ويهدف إلى حماية األفراد من األخطار‬
‫‪1‬‬
‫كالبطالة والمرض وحوادث العمل والعجز الكلي أو الجزئي‬ ‫االجتماعية‬
‫والشيخوخة والوفاة‪ ،‬من أجل البقاء واالستمرار في الحياة والشعور بالطمأنينة‬
‫واألمان‪.‬‬

‫ويعد نظام التأمينات االجتماعية نظاما حديث النشأة‪ ،‬بحيث لم يبدأ في‬
‫االنتشار إال في أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وقد أطلق مصطلح التأمينات‬
‫االجتماعية ألول مرة في القانون األمريكي الصادر في ‪ 41‬أوت ‪ 4391‬الذي‬
‫أقر إعانة البطالة والشيخوخة‪ ،2‬وأصبح الفرد بحاجة ماسة إلى مصدر يوفر له‬
‫الحماية واألمان عند إحالته على التقاعد‪.‬‬

‫يعتبر نظام التقاعد جزء من نظام الضمان االجتماعي وحقا من الحقوق‬


‫االجتماعية واالقتصادية للفرد‪ ،‬والتي تختلف من بلد إلى بلد ومن صك من‬
‫صكوك حقوق اإلنسان إلى صك آخر‪ ،3‬حيث تحرص الدول على كفالة هذا‬
‫الحق لمواطنيها وتسعى إلى مد مظلته لجميع شرائح المجتمع‪.‬‬

‫لقد واجهت العديد من الدول في العقود األخيرة‪ ،‬وبدرجات متفاوتة‪،‬‬


‫صعوبات في تمويل أنظمتها‪ ،‬مما استلزم ضرورة إدخال إصالحات على هذه‬

‫‪ -1‬عددت اتفاقية العمل الدولية رقم ‪ 401‬المتعلقة بالمعايير الدنيا للضمان االجتماعي في المؤتمر العام‬
‫لمنظمة العمل الدولية المنعقد في جنيف في دورته الـ ‪ 91‬بتاريخ ‪ 1‬يونيو‪ 4311‬مختلف المخاطر‬
‫االجتماعية التي يمكن أن يتعرض لها الفرد في حياته‪.‬‬
‫‪ -2‬الطيب سماتي‪ ،‬التأمينات االجتماعيـــــــة في مجال الضمــــان االجتماعي وفق القانــــون الجديـــــــد‪ ،‬دار‬
‫الهـدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجـ ـ ـ ـ ـزائر‪ ،1041 ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -3‬أسئلة يتكـــرر طرحها بشأن الحقــوق االقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافيــــة‪ ،‬صحيفة الوقائع‪ ،‬رقم ‪/ 99‬‬
‫مارس ‪ ،1009‬مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ص‪.1‬‬

‫أ‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫األنظمة للحفاظ على ديمومتها والوفاء بالتزاماتها تجاه المشتركين ومسايرة‬


‫التغيرات االجتماعية واالقتصادية دائمة التحول‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بالنظام الوطني للتقاعد‪ ،‬فقد نشأ إبان المرحلة االستعمارية‪،‬‬
‫وتطور بعد االستقالل إلى غاية ‪ 4399‬متمي از بتنوع األنظمة تبعا لتنوع‬
‫قطاعات النشاط‪ ،‬إلى أن جاء توحيده بصدور قوانين الضمان االجتماعي في‬
‫يوليو ‪.4399‬‬

‫لم يتوقف النظام الوطني للتقاعد عن التطور ومسايرة األحداث‪ ،‬حيث‬


‫عرف عدة تعديالت في منتصف التسعينات بسبب األزمة االقتصادية التي‬
‫عرفتها البالد وتطبيق برنامج التصحيح الهيكلي (‪.)PAS‬‬

‫تأثر نظام التقاعد بالتحوالت االقتصادية والديمغرافية للمجتمع (الشيخوخة‪،‬‬


‫البطالة‪ ،‬سوق العمل‪ ،‬ارتفاع أمل الحياة‪ ،‬انخفاض مستوى الخصوبة‪ ،)...‬وتراجع‬
‫عائدات النفط بسبب األزمة البترولية (‪ ،)1041‬وكذا التهافت الكبير نحو التقاعد‬
‫المسبق‪ ،‬مما أدى إلى التراجع في دفع االشتراكات لصندوق التقاعد‪.‬‬

‫لقد فرضت هذه الوضعية إصالحا جديدا في نظام التقاعد بموجب القانون‬
‫رقم ‪ 41-41‬المؤرخ في ‪ 94‬ديسمبر ‪ 1041‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪-99‬‬
‫‪ 41‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 4399‬والمتعلق بالتقاعد‪.‬‬

‫أهـــــــداف الدراســــــة‪:‬‬

‫تهـ ــدف الد ارس ــة إلى ما يـلي‪:‬‬

‫‪ -‬إلقاء مزيد من الضوء على موضوع (النظام الوطني للتقاعد بين ضرورات‬
‫اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية) والذي يهم كال من‬
‫أرباب العمل والتكتالت النقابية وكذا العمال‪ ،‬مع التطرق إلى مكوناته ومراحل‬
‫تطوره وانعكاسات الوضعية االجتماعية واالقتصادية على توازنه المالي‪.‬‬

‫ب‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫‪ -‬لفت انتباه الباحثين إلى دراسة وتحليل المشاكل التي يعاني منها النظام‬
‫الوطني للتقاعد (اختالل توازنه المالي واشكالية تمويله‪ ،‬االرتفاع المستمر‬
‫للمتقاعدين وتقلص عدد المنخرطين الجدد‪ )...‬وصوال إلى إصالحات اقتصادية‬
‫ومؤسساتية عميقة من أجل الحفاظ على التوازن المالي لهذا النظام وديمومته‪.‬‬

‫‪ -‬إمكانية إفادة مؤسسات الدولة وأصحاب القرار المعنيين بنظام التقاعد بنتائج‬
‫البحث إلجراء إصالح ات تتماشى وطموحات الفئة المتقاعدة أو من هم على‬
‫أبواب التقاعد‪.‬‬

‫‪ -‬إظهار مدى تأثير الوضعية االجتماعية والظروف االقتصادية على‬


‫إصالح منظومة التقاعد‪.‬‬

‫مبررات اختيـار المــوضــوع‪:‬‬

‫‪ -‬األهمية االقتصادية واالجتماعية التي يحظى بها موضوع دراستنا (النظام‬


‫الوطني التقاعد) والى بعده المجتمعي وعالقته باألجيال المتعاقبة ومساهمته في‬
‫االدخار الوطني‪ ،‬من خالل الوقوف على وضعيته وأهم المراحل التي مر بها‬
‫واالختالالت التي يعاني منها وكيفية إصالحها وتأثير الوضعية االجتماعية‬
‫واالقتصادية على ديمومته واستم ارره‪.‬‬

‫‪ -‬المساهمة ولو بقسط متواضع في النقاش الدائر منذ مدة حول إصالح نظام‬
‫التقاعد في الجزائر والقاء مزيد من الضوء على مبدأ التوزيع ( ‪Principe de‬‬
‫‪ )répartition‬والتضامن (‪ )La solidarité‬الذي يقوم عليهما هذا األخير‪.‬‬

‫‪ -‬االهتمام الواسع والمتزايد بموضوع التقاعد في أوساط الموظفين واألجراء داخل‬


‫المنظمات النقابية واإلدارات والمؤسسات العمومية باعتباره نهاية المسار الوظيفي‬
‫لكل فرد‪.‬‬

‫ج‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫إشكاليــة الدراســـــة‪:‬‬

‫لقد مر نظام التقاعد في الجزائر بمراحل مختلفة واكبت تطور المجتمع في‬
‫مختلف مناحيه السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬هذا التطور حتم على صانع‬
‫السياسة العامة أن يواكبه من خالل اعتماده مختلف السياسات مترجمة في جملة‬
‫من االجراءات والتدابير والقوانين التي تؤطر نظام التقاعد بما يستجيب‬
‫لضغوطات قوى مجتمعية مختلفة من جهة‪ ،‬ويحفظ توازنات مؤسسات الدولة من‬
‫جهة ثانية‪ .‬ولعل اعتماد الجزائر نظام تقاعد جديد استجابة لظروف سياسية‬
‫واقتصادية مستجدة يجعل هذه الظاهرة محل اهتمام وبحث على اعتبار أن هذا‬
‫النظام ينعكس بشكل أو بآخر على التوازنات المالية للدولة التي بدورها تفرض‬
‫ضغطا على المؤسسات السياسية واالقتصادية للدولة‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس يمكننا طرح التساؤل التالي ‪:‬‬

‫كيف انعكست الوضعية االجتماعية واالقتصادية على النظام الوطني للتقاعد‬


‫من خالل منظومته القانونية وكيف تمت معالجة مختلف اختالالت توازناته‬
‫المالية؟‬

‫ومن أجل اإللمام واإلحاطة أكثر بالموضوع قمنا بتقسيم اإلشكالية الرئيسية‬
‫إلى األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما المقصود بالنظام الوطني للتقاعد؟ وكيف تم تكريسه في المنظومة‬


‫القانونية في الجزائر؟‬
‫‪ -‬ما هي أهم اإلصالحات التي أدخلت على قانون التقاعد والدوافع التي أدت‬
‫إلى ذلك؟ خاصة اإلصالح األخير الذي مس بشكل جذري شروط االستفادة‬
‫من بعض أنواع التقاعد التي كانت سارية المفعول؟‬
‫‪ -‬كيف تطور النظام الوطني للتقاعد؟ وما هي العوامل التي تحكمت فيه‬
‫بالشكل الذي ظهر عليه في القانون ‪ 41-41‬المطبق حاليا ؟‬

‫د‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫الفرضيـــــات‪:‬‬

‫تمـكنا من صياغـة بعــض الفرضيات‪ ،‬وهي على النحـو التـالي‪:‬‬

‫الفرضيـة الـرئيسيــــة‪:‬‬

‫نظام التقاعد نظام تأميني تساهمي موحد‪ ،‬يعمل بالتضامن بين األجيال (العاملين‬
‫والمتقاعدين)‪ ،‬ويقوم على مبدأ التوزيع‪.‬‬

‫الفــرضيات الفـرعيـة‪:‬‬

‫‪ -4‬الدافع إلدخال اإلصالحات على نظام التقاعد في الجزائر هو معالجـ ــة‬


‫المش ــاكل الم ــالية التي يعاني منها‪.‬‬

‫‪ -1‬تطور النظام الوطني للتقاعد متأث ار بالتحوالت الديمغرافية واالقتصادية‬


‫والسياسية التي عرفتها البالد‪.‬‬

‫‪ -3‬من أهم اإلصالحات التي عرفتها منظومة التقاعد‪ ،‬إنشاء الصندوق الوطني‬
‫الحتياطات التقاعد(‪ )FNRR‬والغاء صيغ التقاعد المسبق بموجب القانون ‪-41‬‬
‫‪.41‬‬

‫الدراســـات السابقـــة‪:‬‬

‫من الدراسات التي تناولت هذا الموضوع ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 4‬د ارسـ ــة ‪ :‬نـ ـوال أقاسم‪" ،‬إصـالح نظـام التقــاعـــد في الجـزائر على ضــوء‬
‫التغيــرات االقتصــادية الحاليـة"‪ ،‬رسالة دكتورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪،‬جامعة الجزائر‪ 19 ،‬يناير ‪.1041‬‬

‫‪ - 1‬د ارس ــة ‪ :‬مليكة مح ــديد‪" ،‬دوافــع وآفــاق الشــركة الوطنيـة للتأمينــات‬
‫(‪ )SAA‬وتكامـلها مـع اآلليات الجديـدة للتقاعـد في ظل التحــوالت االقتصـادية‬

‫ه‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫الراهنـة"‪ ،‬رسالة دكتورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪.1041،‬‬
‫‪3- Tarik SALHI, « Les Voies de Réformes du Système de Retraite‬‬
‫‪en Algérie : Vers la distinction entre les attributions de l’Etat et de‬‬
‫‪la sécurité sociale », thèse pour l’obtention de doctorat en Sciences‬‬
‫‪Commerciales, faculté des sciences économiques, commerciales et des‬‬
‫‪sciences de gestion, université d’Oran 2, 2014/2015.‬‬

‫ما يميــز ه ــذه الد ارس ــة عن الدراسات السابقــة أنها تتناول بالبحث‬
‫اإلصالحات الجديدة التي عرفها النظام الوطني للتقاعد في ‪ 1041‬بعد‬
‫مفاوضات شاقة بين النقابات المستقلة والمركزية النقابية من جهة‪ ،‬والحكومة من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬فهي تعتبر نتيجة تجاذبات سياسية تزامنت مع الصعوبات المالية‬
‫التي بدأت تظهر بوادرها مع هبوط أسعار النفط‪ ،‬والتي توجت بصدور القانون‬
‫رقم ‪ 41-41‬المؤرخ في ‪ 94‬ديسمبر ‪ 1043‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪-99‬‬
‫‪ 41‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 4399‬والمتعلق بالتقاعد‪ ،‬وهو ما يعتبر إضافة‪ ،‬ال‬
‫سيما في بعدها السياسي‪.‬‬

‫مناهــــج الدراســــة‪:‬‬

‫اعتمدنا في بحثنا هذا على المنهج الوصفي التحليلي الذي نجده مناسبا‬
‫لموضوعنا‪ ،‬إذ تناول نظام التقاعد وكيفية إصالحه وصفا وتحليال بالتطرق‬
‫لمبادئه وأسسه‪ ،‬ومراحل تطوره ووضعيته المالية‪ ،‬واإلجراءات واإلصالحات‬
‫المتخذة لضمان ديمومته‪.‬‬

‫ولمواجهة هشاشة التوازن المالي لنظام التقاعد‪ ،‬فإن هذا المنهج سيساعد ال محالة‬
‫في تقديم االقتراحات والتوصيات لمعالجة هذا الوضع ويفيد في فهم أفضل وأدق‬
‫لجوانب وأبعاد ظاهرة التقاعد‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن هذا المنهج سيسمح بتحسين المعلومات المستقاة حول‬
‫الموضوع ( عدد المتقاعدين‪ ،‬نسبة ومبلغ االشتراك‪ ،‬مدة العمل‪ ،‬كيفية حساب‬
‫مبلغ المعاش‪ ،‬معدالت البطالة‪.)...‬‬
‫و‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫منهج دارسة الحالة ‪ :‬تمت االستعانة بهذا المنهج من خالل جمع البيانات‬

‫العلمية المتعلقة بالوحدة محل الدراسة وذلك بمعرفة مختلف المراحل التي مر بها‬

‫نظام التقاعد وكيفية بنائه واطاره التشريعي وحدود وظائفه‪.‬‬

‫المنهج اإلحصائي‪ :‬ال تخلو أي دراسة في العلوم السياسية واالجتماعية عموما‬

‫من اإلحصاءات واألرقام كأدلة صادقة وشواهد وكأحد أساليب وصف الظواهر‬

‫واثبات الحقائق العلمية وذلك من خالل إعطاء بعض اإلحصائيات حول‬

‫المعلومات المقدمة من المصادر إلى صناع السياسة‪ ،‬وتطبيقًا لذلك قمنا‬

‫باالستعانة بمجموعة من اإلحصائيات واألرقام ‪ ،‬ومحاولة تبويبها ووضعها في‬

‫شكل جداول ثم القيام بتفسيرها وشرحها‪ ،‬ثم الوصول إلى نتائج معينة بأكثر دقة‬

‫ممكنة‪.‬‬

‫إضافة إلى اعتماد المنهــج المقــارن في بعض محاور هذه الدراسة من خالل‬
‫التطرق إلى تجارب بعض الدول في مجال نظام التقاعد‪ ،‬وكذا توظيفه من خالل‬
‫مقارنة الظاهرة محل الدراسة من خالل تناول مراحل مختلفة مر بها نظام التقاعد‬
‫في الجزائر‪.‬‬

‫كما استعنا بشكل الفت باالقتــراب القانــوني باعتبار أن نظام التقاعد يستند في‬
‫تطبيقاته إلى نصوص قانونية وتنظيمية‪ ،‬كان لزاما على صانع السياسة العامة‬
‫في الجزائر أن يطورها من خالل استصدار جملة من القوانين استجابة لمطلبات‬
‫واقع سياسي واقتصادي واجتماعي لذلك فإن تتبع األثر للنصوص القانونية‬
‫وظروف ومالبسات استصدارها من شأنه أن يلقي الضوء على الظاهرة محل‬
‫الدراسة وكيف تفاعل معها صناع القرار في الجزائر‪.‬‬

‫ز‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫حـــــدود الدراســـة‪:‬‬

‫إن الدراسة تخص النظام الوطني للتقاعد وأهم اإلصالحات التي أدخلت‬
‫عليه وكيف تأثر بالوضعية االجتماعية واالقتصادية التي عرفتها البالد‪ ،‬أما فيما‬
‫يخص الحيز الزماني فإن فترة الدراسة تمتد من سنة ‪( 4399‬بداية مرحلة توحيد‬
‫نظام التقاعد) مع الرجوع في بعض األحيان إلى ما قبلها للوقوف على أحداث أو‬
‫إحصائيات تخدم موضوعنا‪ ،‬مرو ار بإصالحات التسعينات(‪ ،)4330‬وأخي ار‬
‫إصالحات ‪ ،1043‬سنة دخول القانون رقم ‪ 41-41‬حيز التطبيق‪.‬‬

‫صعــوبـات البحث‪ :‬اعترضتني بعض الصعوبات أثناء إعدادي لهذا البحث‪ ،‬أذكر‬
‫منها‪:‬‬

‫‪ -‬قلة المراجع التي تناولت موضوع " نظام التقاعد في الجزائر " السيما باللغة‬
‫العربية وتضارب في األرقام واإلحصائيات باختالف مصادرها‪ ،‬وصعوبة‬
‫الحصول عليها‪.‬‬

‫‪ -‬االضطرار إلى الترجمة في بعض األحيان مما قد يخل بالمعنى الحقيقي‬


‫وتضييع الوقت كون المراجع الموجودة‪ ،‬على قلتها‪ ،‬هي بلغات أجنبية‪.‬‬

‫تحــديد مفاهـــيم الدراســــة‪:‬‬

‫‪ .0‬التقــاعد)‪":(La retraite‬التقاعد هو المركز القانوني للشخص الطبيعي‬


‫المتوقف عن مزاولة نشاطه المهني والمتمتع بمعاش وذلك في حالة توافر‬
‫مجموعة من الشروط القانونية"‪.1‬‬

‫‪ -1‬دليل الثقافة القانونية‪ ،‬أسئلـــة وأجوبـــة في القانـــون الجزائـــري‪ ،‬برتي للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪،1049‬‬
‫ص‪.119‬‬

‫ح‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫ويعتبر التقاعد أحد األسباب العادية لنهاية الحياة الوظيفية ونوعا من التأمين‬
‫والحماية االجتماعية للعامل وعائلته بعد انتهاء مدة عمله بضمان مورد مالي‬
‫يتيح له ولهم حياة كريمة‪ ،‬ويسمح له بمواجهة مرحلة الشيخوخة‪.‬‬

‫وحسب الموسوعة العربية "يقصد بالتقاعد (‪ )la retraite‬النظام الذي تفرضه‬


‫الدولة للموظفين أو لعمال القطاع الخاص‪ ،‬لتؤمن لهم بمقتضاه المعاش أو‬
‫التعويض عند العزل أو االعتزال من الخدمة بعد مدة معينة‪ ،‬يدفعون خاللها‬
‫أقساطا محددة من رواتبهم وأجورهم لصناديق التقاعد المؤسسة لهذا الغرض"‪.1‬‬

‫و"يقصد بالتقاعد االستغناء عن الخدمات المقدمة من الموظف بعد وصوله السن‬


‫القانوني للتقاعد حيث يتراوح السن القانوني في أغلب الدول ما بين سن (‪-10‬‬
‫‪ )11‬سنة مع وجود بعض االستثناءات"‪.2‬‬

‫‪ .6‬اإلحـالة على التقـاعد‪" :‬إن اإلحالة على التقاعد هي إنهاء خدمة الموظف‬
‫واخراجه نهائيا من المالك‪ ،‬على أن يخصص له معاش تقاعدي"‪.3‬‬

‫‪ .3‬الســن القانونية للتقـاعد)‪ :)L’âge légal de retraite‬تعرف كمايلي‪":‬بلوغ‬


‫السن القانونية‪ ،‬يعني انتهاء الموظف حكما بقوة القانون‪ ،‬وبالتالي إحالته على‬
‫التقاعد أو صرفه من الخدمة"‪ ،4‬ويعتبر سن ‪ 11‬سنة الحد األقصى بموجب‬
‫معايير منظمة العمل الدولية‪.‬‬

‫‪ .4‬نظـــام التقـــاعد بالتــوزيـــع)‪:)Système de retraite par répartition‬‬


‫هو نظام مبني على مبدأ العدالة االجتماعية والتضامن بين األجيال‪ ،‬وتمول فيه‬

‫‪ -1‬الموسوع ـ ـ ـة العربيـ ـ ـ ـة‪ ،‬المجلـ ـ ـد الس ـ ـادس‪ ،‬ص‪ ،https://www.arab-ency.com303‬تاريخ االطالع‬


‫‪.1043/04/11‬‬
‫‪ -2‬يوسف حجيم الطائي وآخرون‪ ،‬إدارة المـــوارد البشرية مدخــل استراتيجي متكامــل‪ ،‬الوراق للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان الطبعة األولى‪، 1001 ،‬ص‪.101‬‬
‫‪ -3‬فوزي حبيش‪ ،‬الوظيفــــة العامــة وادارة شــــؤون الموظفـــــين‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،4334‬ص‪.919‬‬
‫‪ -4‬المرجـ ـع نفس ـه‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬

‫ط‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫منح التقاعد من خالل االشتراكات التي يدفعها الجيل الحالي لصالح المتقاعدين‬
‫المسنين (خصم االشتراكات من المنبع)‪ ،‬وهو تقاعد إجباري )‪.(Obligatoire‬‬

‫‪ .5‬معـــاش التقاعــــد)‪ :)Pension de retraite‬هو مقدار من المال يدفعه‬


‫الص ندوق الوطني للتقاعد بشكل منتظم لشخص أحيل على التقاعد‪ ،‬حيث سبق‬
‫له العمل لمدة معينة‪ ،‬دفع خاللها اشتراكات للضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .2‬أمـــل (أمد) الحياة عنــد الــوالدة (‪ :(Espérance de vie‬هو متوسط‬


‫السنوات التي يمكن لمولود حديث أن يبقى فيها على قيد الحياة‪ ،‬ويعتبر من أهم‬
‫المؤشرات المحددة لمستوى الوفيات الذي وصل إليه مجتمع معين‪ ،‬فارتفاع أمل‬
‫الحياة يعني تراجع ظاهرة الوفيات‪.1‬‬

‫‪ .2‬شيخـــوخة المجتمــــع )‪ :(Vieillissement de la population‬تعرف‬


‫على أنها ارتفاع حصة (فئة) األشخاص المسنين في المجتمع بما ينتج عنه زيادة‬
‫النفقات بصفة آلية‪ ،2‬وحسب الموسوعة الحرة ويكيبيديا فإن متوسط العمر‬
‫المتوقعأو مأمول العمر أو توقع البقاء على قيد الحياة هو "قياس إحصائي‬
‫لمعدل السنوات اإلضافية التي قد يعيشها الفرد إذا استمرت اتجاهات الوفاة‬
‫الحالية على حالها‪ ،‬ويختلف هذا التوقع بناء على عوامل عدة منها العمر (أي‬
‫أن توقع السنوات اإلضافية متعلق بالعمر الحالي للفرد)‪ ،‬والجنس حيث التوقعات‬
‫لدى اإلناث عادة ما تكون أعلى منها لدى الذكور"‪.3‬‬

‫‪ -1‬نعيمة أمزيان‪ ،‬اآلثار السوسيو اقتصادية لحدث التقاعد على فئة العمر الثالث‪ ،‬رسالة الماجستير في‬
‫علم االجتماع الديموغرافي‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1001،‬ص‪. 26‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Patrice POURCEL, La protection sociale, Bréal éditions, France, 2006, p.55.‬‬
‫‪ -3‬من موقع الموسوعة‪،https://ar.wikipedia.org/wiki/ ،‬تاريخ االطالع ‪.1043/01/90‬‬

‫ي‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫مقدمة‬

‫هيـــكل الدراســـة‪:‬‬

‫وعلى هذا األساس تم تقسيم البحث إلى فصلين‪:‬‬

‫الفصل األول تطرقنا فيه إلى النظام الوطني للتقاعد ضمن إطاره النظري‬
‫والتشريعي‪ ،‬وفي الفصل الثاني اإلصالحات التي عرفتها منظومة التقاعد في‬
‫الجزائر والدوافع التي أدت إلى ذلك مع انعكاسات الوضعية االجتماعية‬
‫واالقتصادية على منظومة التقاعد‪ ،‬وفي األخير قدمنا جملة من النتائج‪ ،‬ثم‬
‫الخاتمة التي كانت بمثابة حوصلة ألهم نقاط الموضوع‪.‬‬

‫ك‬
‫الفصل األول‬

‫اإلطار النظري والتشريعي‬

‫للنظام الوطني للتقاعـد‬


‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري والتشريعي للنظـام الوطني للتقاعــد‬


‫تمهيــد‪ :‬تصنف أنظمة التقاعد في العالم إلى نظامين أساسيين هما‪:1‬‬
‫‪ -‬نظام التقاعد بالتوزيع (‪ ،)Régime de retraite par répartition‬ويبنى‬
‫على مبدأ العدالة االجتماعية والتضامن بين األجيال‪ ،‬وتمول فيه منح التقاعد من‬
‫خالل االشتراكات التي يدفعها الجيل الحالي لصالح المتقاعدين‪ ،‬وهو تقاعد‬
‫إجباري‪ .‬وتعتبر ألمانيا أول دولة في العالم اعتمدت برنامج التأمين االجتماعي‬
‫للشيخوخة الذي ألفه المستشار األلماني أوتوفون بسمارك ( ‪Otto Von‬‬
‫‪.2)BISMARCK‬‬
‫‪ -‬نظام التقاعد بالرسملة(‪ )Régime de retraite par capitalisation‬أو‬
‫النموذج البيفريدجي نسبة إلى اللورد (‪ )BEVERIDGE‬الذي ظهر له أول تقرير‬
‫عن الضمان االجتماعي سنة ‪ 4311‬في المملكة المتحدة‪ ،‬ويمول من خالل‬
‫تراكم اشتراكات األجراء للجيل الحالي واستثمارها في مختلف األصول المالية من‬
‫أجل الحصول على منحة تقاعد عند الوصول إلى مرحلة التقاعد‪ ،‬والتقاعد في‬
‫هذا األخير اختياري‪.‬‬
‫ومن أجل‬ ‫وقد استوحى نظــام التقاع ــد في الج ازئــر من النظام البسمركي‪،‬‬
‫التوضيح أكثر سنتطرق إلى دراسته في هذا الفصل من خالل المبحثين التاليين‪:‬‬
‫المبـ ــحث األول ونتناول فيه توحيد النظام الوطني للتقاعد‪ ،‬عبر لمحة تاريخية عن‬
‫األنظمة السابقة لتوحيده ثم مرحلة اإلصالح الجذري لنظام الضمان االجتماعي‬
‫في الجزائر بصدور قوانين يوليو ‪ 4399‬وفي المطلب األخير نتناول األسس‬
‫والمبادئ التي يقوم عليها النظام الوطني للتقاعد‪ .‬أما المبحث الثاني فيشمل‬
‫عرضا عاما عن النظام الوطني للتقاعد(في شكله الحالي)‪.‬‬

‫‪ -1‬نوال أقاسم‪ ،‬إصــالح نظــــام التقاعـــد في الجــزائر على ضـــوء التغيـــرات االقتصــادية الحاليــة‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،9‬‬
‫‪ ،1041‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬من بسمارك إلى بيفريدج‪ :‬الضمـــان االجتمـــاعي للجميـــــع‪ ،‬مجلة عالم الشغل‪ ،‬منظمة العمل الدولية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،13‬يناير ‪ ،1040‬ص‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫المبـــحث األول‪ :‬توحيـــد النظـــام الوطـــني للتقــاعــد‬

‫نقسم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب‪ ،‬نتناول في المطلب األول تع ــدد‬
‫أنظمـ ــة التقـ ــاعد (األنظم ــة السابق ـ ـ ــة)‪ ،‬وفي المطلب الثاني نتطرق إلى مرح ــلة ما‬
‫بعـ ــد ‪(4399‬ص ــدور الق ــانون ‪ 41-99‬وتوحيد األنظمة)‪ ،‬وفي المطلب األخير‬
‫نعدد األسس والمبادئ التي يقوم عليها نظام التقاعد‪.‬‬

‫المطـــلب األول‪ :‬تعـــدد أنظمــة التقــاعد (األنظمـــة السابقـــة)‬

‫تبنت اإلدارة الفرنسية إبان فترة االستعمار بخصوص التقاعد نظاما متعددا‬
‫(‪ ،)4311-4311‬أما في جزائر بعد االستقالل فقد مر نظام التقاعد بمرحـلتين‪:‬‬
‫ما قبــل سنــة ‪ ،)4399 -4311(4399‬ثم مرحلة ما بعد ‪.14399‬‬

‫‪ .0-0‬مرحـلة تعـــدد األنظمـــة ( قبــل االستقــالل)‪:‬‬

‫لقد كانت معظم قوانين الضمان االجتماعي في الجزائر أثناء المرحلة‬


‫االستعمارية‪ ،‬ومن بينها القوانين المتعلقة بالتقاعد باعتباره أحد أهم مكوناته ( أي‬
‫الضمان االجتماعي)‪ ،‬إرثا من النظام الفرنسي اللبرالي وامتدادا له في أغلبها‪.2‬‬

‫وتاريخيا‪ ،‬فقد اتجهت فرنسا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى إصالح‬
‫نظامها للتأمين االجتماعي بما يتماشى وظروف هذه المرحلة‪ ،‬وتحت ضغط‬
‫االحتجاجات العمالية والحركات االجتماعية تم إحداث ثمانية (‪ )09‬أنظمة كانت‬

‫‪ -1‬ن ـ ـوال أقاسـ ــم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫‪ -2‬الطيب سم ــاتي‪ ،‬مرج ـع سابـ ـق‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫تتميز بوجود اختالفات كبيرة فيما بينها‪ ،‬سواء فيما يتعلق بااللتزامات أو‬
‫االمتيازات التي تخص كل نظام‪ ،‬وهذه األنظمة هي‪:1‬‬

‫أ‪ -‬النظـ ــام الع ــام‪ :‬يقوم بتسييره الصندوق الجزائري للتأمين على الشيخوخة‬
‫(‪،)CAAV‬أنشئ سنة ‪.4311‬‬
‫ب‪ -‬نظ ــام الموظفـ ــين‪ :‬يقوم بتسييره الصندوق العام لمتقاعدي اإلدارة‬
‫(‪،)CGRA‬أنشئ سنة ‪.4313‬‬
‫ج‪ -‬النظـ ــام الف ــالحي‪ :‬يقوم بتسييره الصندوق الوطني للتعاون (التعاضد)‬
‫الفالحي (‪ ،)CNMA‬أنشئ سنة ‪.4313‬‬
‫د‪ -‬نظ ــام المن ــاجم‪ :‬يقوم بتسييره صندوق التقاعد لعمال المناجم (‪،)CSSM‬‬
‫أنشئ سنة ‪.4310‬‬
‫ه‪ -‬نظــام العم ــال غ ــير األج ـ ـ ـراء‪ :‬يقوم بتسييره صندوق الشيخوخة لغير األجراء‬
‫(‪ ،)CAVNOS‬أنشئ سنة ‪.4313‬‬
‫و‪ -‬نظ ــام عم ــال قطـ ــاع الكهربـ ــاء‪ :‬يقوم بتسييره صندوق الشيخوخة لعمال‬
‫الكهرباء (‪.)CAPAS‬‬
‫ي‪ -‬نظـ ــام عمـ ــال السـ ــكك الحديدي ــة‪ :‬يقوم بتسييره صندوق التقاعد لعمال السكك‬
‫الحديدية‪.‬‬
‫ز‪ -‬نظ ـ ــام عم ــال البح ــر‪ :‬يقوم بتسييره صنــدوق التق ــاعد لعمال البح ــر‬
‫(‪.)EPSGM‬‬

‫عرفت مرحلة ما قبل االستقالل (‪ )4311-4311‬استفادة عدد قليل من‬


‫الجزائريين من منحة التقاعد‪ ،‬وهي الفئة التي كانت تنخرط في صناديق تقاعد‬
‫متواجدة في فرنسا‪ ،‬وتميي از واضحا بين الجزائريين والمعمرين ( عدم المساواة بين‬

‫‪ -1‬مليكـة محديـد‪ ،‬واقــع وآفـــاق الشركـة الوطنية للتأمينات )‪ (SAA‬وتكاملـها مــع اآلليات الجديـدة‬
‫للتقاعـــد في ظل التحــوالت االقتصاديـــة الراهنـة‪ ،‬رسالة دكتورة في العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائـ ـر ‪ ،1041 ،9‬ص ‪.19‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫المشتركين من مختلف القطاعات)‪ ،‬وتمييز قطاعات على حساب قطاعات‬


‫أخرى‪.1‬‬

‫وبالنظر إلى وضعية الجزائر خالل هذه المرحلة (االستعمار)‪ ،‬يمكن‬


‫القول أنه وان ظهر نظام تأمين اجتماعي فإن تطبيقه على أرض الواقع كان‬
‫جزئيا وانتقائيا‪ ،2‬فنظام التأمين على المرض مثال كان حك ار على األوربيين‬
‫دون الجزائريين‪.‬‬

‫‪ .6-0‬مرحــلة ما بعــــد االستقــالل )‪:)4399-4311‬‬

‫عرفت هذه المرحلة إنشاء هيئة للحماية االجتماعية لعمال البحر في سنة‬
‫‪ ،4319‬وتقع هذه الهيئة تحت وصاية و ازرة الدولة المكلفة بنقل سلك البحارة‬
‫الجزائريين‪ ،‬كما تم إنشاء صندوقين متخصصين‪ ،‬من مهامهما إدارة منح التقاعد‬
‫في قطاع الغاز والكهرباء والنقل والسكك الحديدية‪.3‬‬

‫‪ -1‬نـ ـ ـوال أقاس ــم‪ ،‬مرجـ ـ ــع ساب ـ ــق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪ -2‬الطيب سماتي‪ ،‬مرجـ ــع ساب ـ ــق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -3‬نوال أقاس ــم‪ ،‬مرجـ ـ ــع ساب ـ ــق‪ ،‬ص‪.413‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫جــدول رقــم (‪ :)0‬عـــــدد األنظمة المـــتواجدة لغايــة ‪0893/13/31‬‬

‫عــــــدد‬ ‫األنظمة المتواجدة لغاية ‪0893/13/31‬‬ ‫الوصـــــــــــــــاية‬


‫المؤمنـــــــين‬
‫‪1 896 000‬‬ ‫النظام العام‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬الصناديق الجهوية‬
‫‪ -‬صندوق الشيخوخة‪.‬‬
‫‪ -‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪101000‬‬ ‫نظام الموظفين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪91000‬‬ ‫نظام المناجم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪100 49‬‬ ‫نظان عمال البحر‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫كتابة الدولة للشؤون االجتماعية‬
‫‪19000‬‬ ‫نظام عمال قطاع الكهرباء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪49000‬‬ ‫نظام عمال السكك الحديدية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪000 911‬‬ ‫نظام غير األجراء (غير الفالحين)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪410000‬‬ ‫الهجرة‬ ‫‪‬‬

‫‪111000‬‬ ‫النظام الفالحي‬ ‫و ازرة الفالحة و الثورة الزراعية‬


‫الصندوق العام لمتقاعدي اإلدارة (يسير تقاعد الموظفين)‬ ‫و ازرة المالية‬
‫‪3 181 500‬‬ ‫العدد اإلجمالي للمؤمنين المقيمين‬
‫‪Source : Omar HADJENE1‬‬

‫من خالل ما سبق‪ ،‬يمكن القول أن ما يميز هذه المرحلة هو تنوع األنظمة‬
‫تبعا لتنوع قطاعات النشاط(النظـ ــام العام‪ ،‬الموظف ــون‪ ،‬المناج ــم‪ ،‬قطــاع‬
‫الكهرباء‪،‬السكك الحديدية‪ ،‬الشيخوخ ــة‪ ،)...‬النظـ ــام الف ــالحي‪ ،‬الصن ــدوق العام‬
‫لمتقاعـ ــدي اإلدارة وكذا تعدد الوصاية( كتابة الدولة للشؤون االجتماعية‪ ،‬و ازرة‬
‫الفالحة والثورة الزراعية‪ ،‬و ازرة المالية) إلى أن جاء التخلي عن األنظمة السابقة‬
‫وتوحيدها بصدور القانون ‪ 41-99‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 4399‬والمتعلق‬
‫بالتقاعد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Omar HADJENE, Problématique du système de retraite en Algérie, thèse de‬‬
‫‪doctorat en sciences économiques, université d’Alger 3, 2012.‬‬
‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مرحــلة ما بعــد ‪ (0893‬صـــدور القانــون ‪:)06-93‬‬

‫لقد تقرر تطوير نظام الضمان االجتماعي في الجزائر بداية من سنة‬


‫‪ 4390‬ليساير مختلف المفاهيم والتوجهات االشتراكية التي انتهجتها البالد‬
‫آنذاك( التسيير االشتراكي للمؤسسات العمومية‪ ،‬الملكية الجماعية لوسائل‬
‫اإلنتاج‪ ،)...‬وليكون شامال وموحدا وقابال للتطبيق على جميع العمال سواء في‬
‫القطاع العام أو القطاع الخاص‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس تم إعادة تنظيم الضمان االجتماعي في مجمله بموجب‬


‫القوانين الصادرة في يوليو ‪ 4399‬التي أفرزها مشروع إصالح الضمان‬
‫االجتماعي لسنة ‪ ،4331‬ويستند على المبادئ التالية‪:1‬‬

‫‪ -‬مبدأ تعميم الضمان االجتماعي على الجميع‪.‬‬


‫‪ -‬مبدأ توحيد األنظمة واالمتيازات والتمويل‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ مشاركة ممثلي العمال في تسيير هيئات الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫كان الهدف من إصدار هذه القوانين هو تعميم الضمان االجتماعي وتوسيع‬


‫قاعدة المستفيدين ليشمل جميع العمال والموظفين باإلضافة إلى المعوقين‬
‫والمسنين والبطالين ‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫وتجسيدا لهذه األهداف تم إصدار خمسة (‪ )01‬قوانين بتاريخ ‪ 1‬يوليو ‪،4399‬‬


‫وهي‪:‬‬

‫‪ -‬قانون التأمينات االجتماعية (القانون رقم ‪.)44-99‬‬


‫‪ -‬قانون التقاعد (القانون رقم ‪.)41-99‬‬
‫‪ -‬قانون حوادث العمل واألمراض المهنية (القانون رقم ‪.)49-99‬‬
‫‪ -‬قانون التزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي(القانون رقم‪.)41-99‬‬

‫‪ -1‬الطيب سماتي‪ ،‬مرج ـع ساب ـق‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬قانون المنازعات في مجال الضمان االجتماعي (القانون رقم ‪.)41-99‬‬


‫ووفقا لهذه المنظومة يعد النظام الوطني للتقاعد جزء ال يتج أز من نظام‬
‫التأمين االجتماعي‪ ،‬والذي دخل حيز التنفيذ بداية من أول يناير‪ ،4391‬إذ يعتبر‬
‫نظاما تأمينيا ميزته األساسية التضامن بين األجيال العاملة لفائدة الفئة المتقاعدة‪.‬‬
‫عرفت المنظومة القانونية للتقاعد عدة تعديالت متتالية بموجب عدة‬
‫نصوص تشريعية لمواكبة التغيرات االجتماعية واالقتصادية والمستجدات الطارئة‪،‬‬
‫نذكر منها‪ :‬األمر رقم ‪ 40-31‬المؤرخ في ‪ 11‬مايو ‪، 4331‬المحدث للتقاعد‬
‫المسبق‪ ،‬واألمر رقم ‪ 49-33‬المؤرخ في ‪ 94‬مايو ‪ 4333‬المؤسس للتقاعد‬
‫النسبي والتقاعد دون شرط السن‪ ،‬واألمر رقم ‪ 49-31‬المؤرخ في ‪ 01‬يوليو‬
‫‪ ،4331‬المعدل والمتمم للقانون المتعلق بالتقاعد‪ ،‬والقانون رقم ‪ 09-33‬المؤرخ‬
‫في ‪ 11‬مارس ‪ ،4333‬المعدل والمتمم للقانون المتعلق بالتقاعد‪ ،‬وأخي ار القانون‬
‫رقم ‪ 05-02‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪.6102‬‬

‫المطلـــب الثالث‪ :‬األســـس التي يقـــوم عليــها نظــام التقاعــد‬

‫لقد استوحى نظام التقاعد في الجزائر غداة االستقالل قواعد تسييره من‬
‫النظام الفرنسي إلى غاية صدور القانون ‪ ،141-99‬والذي بمقتضاه تم توحيد‬
‫نظام التقاعد الذي يعتمد مبدأ التوزيع كأساس لتمويله‪.‬‬

‫يعرف نظام التقاعد بالتوزيع من خالل هدفه على النحو التالي‪ ":‬التقاعد‬
‫يهدف إلى ضمان دخل تعويضي لألشخاص المسنين قصد تمكينهم هم وذوي‬
‫حقوقهم من تغطية حاجاتهم المعيشية اليومية"‪ ،2‬ويمتاز بمجموعة من نقاط القوة‪،‬‬
‫نلخصها فيما يلي‪:3‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ ،41-99‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 4399‬المتعل ـ ـ ـ ــق بالتقاعـ ـ ـ ــد‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،19‬‬
‫الصادرة في ‪ 1‬يوليو ‪.4399‬‬
‫‪ -2‬مليك ـ ــة محدي ـ ــد‪ ،‬مرج ـ ــع ساب ـ ــق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬المرج ـع نفسـ ـه‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يمكن لنظام التقاعد القائم على التوزيع أن يصبح عمليا مباشرة بعد اعتماده‬
‫لصالح أشخاص لم يدفعوا قط أودفعوا القليل من االشتراكات‪ ،‬حيث أن‬
‫األداءات التي يتحصلون عليها يتم تحصيلها على شريحة العمال النشطاء‬
‫على شكل اشتراكات‪.‬‬
‫‪ -‬إن هذا النظام يسمح بمالءمة األداءات مع المستوى المعيشي أو االحتياجات‬
‫الحقيقية للمتقاعدين وذوي الحقوق (ربط األداءات باألجر الوطني األدنى‬
‫المضمون وكذا إعادة تقويم معاشات التقاعد سنويا مثل حالة الجزائر) بفعل‬
‫التضخم‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد هذا النظام على التضامن بين العمال المشتركين‪ ،‬وذلك ضمن نفس‬
‫الجيل‪ ،‬وكذلك بين مختلف األجيال‪.‬‬
‫‪ -‬انطالقا من مبدأ التحويل اآلني لالشتراكات التي يدفعها العمال األجراء إلى‬
‫أداءات للتقاعد‪ ،‬فإن هذا النظام من الناحية المحاسبية ال يمكنه أن يفلس‪.‬‬
‫‪ -‬رغم كون هذا النظام حساس لتغيرات الظروف االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فإنه‬
‫يضمن حماية لشريحة كبيرة من المجتمع‪ ،‬وذلك عبر آلية إعادة توزيع الدخل‬
‫بين األجيال‪.‬‬
‫‪ -‬النظام يتأثر بتدهور قيمة العملة كون الموارد المالية التي يتم تحصيلها‬
‫(االشتراكات) يتم توزيعها بعد سنوات في شكل معاشات تقاعدية‪.‬‬
‫‪ -‬يحقق هذا النظام‪ ،‬نوعا ما‪ ،‬عدالة اجتماعية‪ ،‬حيث بإمكانه تقديم‪ ،‬بصفة‬
‫آنية‪ ،‬أداءات ألشخاص لم يدخروا من قبل‪ ،‬أو لم يدفعوا اشتراكات‪.‬‬
‫وحسب القانون ‪ 41-99‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ ،4399‬فإن نظام التقاعد‬
‫مبني على المبادئ واألسس التالية‪:‬‬

‫تأسيس نظام وحيد للتقاعد‪.‬‬ ‫‪-4‬‬


‫توحيد القواعد المتعلقة بتقدير الحقوق‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫توحيد القواعد المتعلقة بتقدير االمتيازات (االستفادة من االمتيازات)‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫توحيد التمويل (أي توحيد طرق تمويل نظام التقاعد)‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫من األهداف التي يرمي إليــها القانون سالف الذكر وضع حــد لتعدد أنظمة‬
‫التقاعد وكثرة الصنــاديق وتنوع االمتيازات من قطاع آلخر‪ ،‬وجعل نظام التقاعد‬
‫تحت وصاية موحدة هي الو ازرة المكلفة بالضمان االجتماعي‪.‬‬

‫وقد عرف نظام التقاعد في الجزائر عدة تعديالت فرضتها التحوالت‬


‫الديمغرافية واالقتصادية واالجتماعية التي عرفتها البالد سنتناولها في الفصل‬
‫الثاني من هذه المذكرة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫المبـحث الثــاني‪ :‬التقاعد‪ :‬أنواعــه‪ ،‬معاشــه‪ ،‬إطـــاره التنظيمي‬


‫ومصـــادر تمويله‬

‫نتناول في هذا المبحث عدة أنواع للتقاعد بعضها فرضته أسباب وظروف‬
‫معينة أجبرت العامل على اللجوء إلى التقاعد قبل السن القانونية (الشرعية)‬
‫ضمن المطلب األول‪ ،‬وفي المطلب الثاني نتطرق إلى كيفية الحصول على‬
‫منحة ومعاش التقاعد وكيفية توزيع المعاش المنقول على ذوي الحقوق‪ ،‬وفي‬
‫األخير نتعرض إلى الهيكل الحالي لنظام الضمان االجتماعي – بما في ذلك‬
‫نظام التقاعد‪ -‬ومصادر تمويل نظام التقاعد‪.‬‬

‫المطـــلب األول‪ :‬أنـــــواع التقــــاعد واالمتيازات التي توفـــرها‬

‫يعتبر التقاعد حقا من الحقوق األساسية للعمال في التشريعات المقارنة‬


‫كنهاية طبيعية للحياة المهنية للعامل‪ ،1‬ويأتي هذا الحق كنتيجة طبيعية لبلوغ‬
‫العامل سنا معينة (التق ـ ــاعد الع ــادي)‪ ،‬غير أن هناك أسباب وظروف أخرى قد‬
‫تحتم على العامل اللجوء إلى التقاعد قبل هذه السن( التقـ ـ ــاعد المسـ ـ ــبق‪ -‬التق ـ ــاعد‬
‫النـس ــبي‪ -‬التقـ ـ ـ ــاعد دون شـ ــرط الس ـ ــن )‪.‬‬

‫‪ .0-0‬التقــــاعد العــــــادي(‪:(Retraite à l’âge légal‬‬

‫يعد التقاعد جزء من الحقوق االجتماعية والمهنية العديدة للعامل‪ ،‬ويتأثر‬


‫بالفلسفة االجتماعية للدولة‪ ،‬حيث تختلف أحكامه وقواعده من دولة ألخرى‪،‬‬
‫وبمدى تكفل الدولة بالشؤون االجتماعية للعمال‪ ،‬كما قد يكون في الدولة نظام‬

‫‪ -1‬سليمان أحمية‪ ،‬التنظيـــــم القانوني لعالقــــات العمـــل في التشريــــع الجزائــري ( عالقــة العمــل الفردية)‪،‬‬
‫ج‪ ،1‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط ‪ ،4339 ،1‬ص ‪.411‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫موحد للتقاعد يسري على جميع العمال‪ ،‬أو قد تعتمد الدولة عدة أنظمة للتقاعد‬
‫تختلف من قطاع آلخر ومن نشاط آلخر‪.1‬‬

‫يستفيد من معاش التقاعد حسب القانون ‪ 41- 99‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو‬


‫‪ 4399‬والمتعلق بالتقاعد‪ ،‬كل العمال سواء كانوا أجراء‪ ‬أم ملــحقين باألجراء أو‬
‫عماال غير أج ـراء‪ ،‬ومهما كان قطاع النشاط الذي ينتمــون إليه‪ ،‬وأيضا مهما‬
‫كانت نوعية عالقـة العمـل التي تربطهم بمستخدمهم ومهما كان األجر الذي‬
‫يتقاضونه‪.‬‬

‫إن االستفادة من هذا الحق (معاش التقاعد) يتحكم فيه جملة من القواعد والشروط‬
‫نص عليها القانون ‪ 41-99‬المعدل والمتمم‪ ،‬نسردها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .0-0-0‬بلــــوغ الســــــن القانــوني‪:‬‬

‫لقد حدد القانون ‪ 41-99‬المتعلق بالتقاعد في المادة ‪ 01‬منه السن‬


‫القانوني للذهاب إلى التقاعد‪ ،‬بالنسبة للعمال األجراء‪ ،‬بـ ‪ 10‬سنة بالنسبة للرجال‬
‫وخمس وخمسين (‪ )11‬سنة بالنسبة للنساء‪ .‬أما بالنسبة للعمال غير األجراء‪،‬‬
‫فتحدد السن التي تخول الحق في معاش التقاعد بخمسة وستين (‪ )11‬سنة كاملة‬
‫بالنسبة للرجال وستين(‪ )10‬سنة بالنسبة للنساء العامالت‪.‬‬

‫‪ -1‬سليمان أحمية‪ ،‬مرج ــع ساب ــق‪ ،‬ص‪.413‬‬


‫(‪ )‬العمـال األجــراء ‪ :‬هم األشخاص الذين يؤدون عمال فكريا أو يدويا لصالح ولحساب صاحب عمل‬
‫(خاص أو عام) بمقابل(أجر‪ ،‬مرتب) ‪،‬مثل العمال في المؤسسات العمومية وأعوان الدولة والمستخدمون‬
‫في قطاعات الصناعة‪،‬التجارة‪ ،‬النقل ‪ ،‬المناجم‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬الملحقون (المشبهـون) باألجــراء ‪ :‬وهم العمال في المنازل ‪ ،‬الفنانون والممثلون ‪ ،‬السائقون والبوابون‬
‫والخدم والخادمات في البيوت‪ ( ...‬للمزيد انظر المرسوم رقم ‪ 99-91‬المؤرخ في ‪ 3‬فبراير ‪ 4391‬يحدد‬
‫قائمة العمال المشبهين باألجراء في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 11‬فبراير ‪.)4391‬‬
‫‪ -‬العمـال غير األجــراء‪ :‬هم األشخاص الذين يمارسون عمال مهنيا لصالحهم ولحسابهم الخاص كالتجار‬
‫والمحامين واألطباء‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫و"يتأثر سن التقاعد بطبيعة ونوعية العمل‪ ،‬من حيث الظروف المحيطة به‪ ،‬والقوة‬
‫البدنية المطلوبة فيه‪ ،‬والمخاطر الموجودة فيه‪ ،‬كما قد يتأثر بسياسة التشغيل‬
‫المعتمدة في البالد ‪ ،‬فعند ارتفاع معدالت البطالة يمكن تخفيض سن التقاعد‬
‫للسماح بتشغيل العمال العاطلين عن العمل"‪.1‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى وجود استثناءات لبعض الفئات االجتماعية أوردها القانون يتم‬
‫فيها تخفيض سن التقاعد‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أ – المــــرأة العاملــــة‪ :‬تستفيد المرأة التي ربت ولدا واحدا أو عدة أوالد في مدة‬
‫تسع (‪ )03‬سنوات على األقل من تخفيض يعادل سنة عن كل ولد‪ ،‬وذلك في‬
‫حدود ثالث (‪ )09‬سنوات‪.2‬‬

‫فالمرأة مثال التي انقطعت عن العمل لتربية ولدين تستفيد من التقاعد ببلوغها‬
‫الثالثة والخمسين (‪ )19‬سنة من العمر بدال من خمس وخمسين (‪ ،)11‬فهنا‬
‫استفادت من تخفيض قدره سنتين(‪.)1‬‬

‫ب – العامـــل الذي يشغــــل منصب عمــــل يتميز بظروف على قدر خاص من‬
‫الضرر‪ ،‬يستفيد من تخفيض في السن‪ .3‬ومقابل هذا التخفيض يدفع صاحب‬ ‫ّ‬
‫العمل اشتراكات إضافية تحدد نسبتها عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه ماعدا استفادة رجال األمن والمناجم من تخفيض بـ‪1‬‬
‫سنوات في سن التقاعد‪ ،‬فإن القانون لم يحدد قائمة الوظائف وال السن المناسبة‬
‫لكل عمل وال المدة التي يتطلب اعتمادها في حساب معاش التقاعد لهذه‬
‫المناصب‪.4‬‬

‫‪ -1‬سليمان أحمية‪ ،‬مرج ـع ساب ـق‪ ،‬ص ‪.413‬‬


‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 41-99‬المتعلق بالتقاعد ‪-‬سالف الذكر‪.-‬‬
‫‪ -3‬انظر المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 41-99‬المتعلق بالتقاعد ‪-‬سالف الذكر‪.-‬‬
‫حمايـة العامل عنـد انتهاء عالقـة العمـل في القانـون الجزائـري‪ ،‬ب ـرتي للنش ـر‪،‬‬ ‫‪ -4‬آمـال بن رجـال‪،‬‬
‫الج ـزائر‪ ،1040 ،‬ص ‪. 30‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫السن قدره ‪ 1‬سنوات وتخفيض‬
‫ج – المجـــاهـد ‪ :‬يستفيد المجاهد من تخفيض في ّ‬
‫إضافي قدره سنة واحدة عن كل قسط نسبته ‪ %40‬من العجز جراء حــرب‬
‫التحرير‪ ،‬وتخفيض بـ ‪ 1‬أشـ ـ ــهر عن كل قسط نسبته ‪ %1‬من العجز ويمكن‬
‫للمجاهد االستفادة من معاش تقاعدي بنسبة ‪ ،%400‬تتحمل الدولة ‪.2 %10‬‬

‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬عامل يبلغ من العمر ‪ 11‬سنة وناضل في صفوف جيش‬
‫التحرير لمدة سنتين وعمل لمدة عشرين (‪ )10‬سنة في مؤسسات مختلفة كأجير‪،‬‬
‫فإن مبلغ معاشه يحسب على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬مضاعفة سنوات النضال‪1= 1 × 1 :‬‬
‫‪ -‬نسبة معاش المجاهد‪( %9,1×1 :‬تطبق هذه النسبة على سنوات الثورة‬
‫التحريرية)= ‪.% 41‬‬
‫‪ -‬نسبة المعاش المستحق كأجير‪%10=1,1 × 10 :‬‬
‫وعليـ ــه‪ ،‬فإن نسبة المعاش المستحق له ــذا المتقاعد هي جمع النسبتين السابقتين‬
‫(كمجاهد وأجير) كما يلي‪.% 11 = %10+%41 :‬‬

‫د – العامـــل المصــاب بالعجــــز التــام والنهــائي عن العمــل‪ :‬ال يلزم بشرط‬


‫السن‪ ،‬والذي ال يمكنه االستفادة من معاش العجز بعنوان التأمينات االجتماعية‬
‫ّ‬
‫(ال تتوفر فيه شروط االستفادة من معاش العجز)‪.3‬‬

‫‪ -1‬انظر القانون رقم ‪ 914-19‬المؤرخ في ‪ 94‬أغسطس ‪ 4319‬المتعلق بالضمان االجتماعي للمجاهدين‪،‬‬


‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،19‬الصادرة بتاريخ ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،4319‬ص ‪.939‬‬
‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 14‬من القانون ‪ – 41-99‬سالف الذكر‪.-‬‬
‫‪ -3‬انظر المادة ‪ 03‬من القانون ‪ -41-99‬سالف الذكر‪( -‬معدلة بالمادة ‪ 1‬من األمر رقم ‪ 49-31‬المؤرخ‬
‫في ‪ 01‬يونيو ‪.)4331‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫ويمكن إثبات نسبة العجز الكلي عن العمل نتيجة مرض أو حادث عمل‪ ،‬وفقا‬
‫لما هو محدد في قانون التأمينات االجتماعية‪ ،‬بكافة طرق اإلثبات كالشهادة‬
‫الطبية الصادرة عن الطبيب المختص‪.1‬‬

‫الساميــــة والتّنفيذيـــة في الدولـــة‪ :‬يحكم هذه الفئات أحكام‬


‫ه – اإلطــارات ّ‬
‫خاصة حسب المرسوم التّنفيذي رقم ‪ 143-99‬المؤرخ في ‪ 94‬أكتوبر ‪4399‬‬
‫السامية في الحزب والدولة‪ ،‬والمعدل والمتمم بـ‪:‬‬
‫المتعلق بتقاعد اإلطارات ّ‬
‫‪ -‬المرسوم التّنفيذي رقم ‪ 499-31‬المؤرخ في جوان ‪،4331‬‬
‫‪ -‬المرسوم التّنفيذي رقم ‪ 490-31‬المؤرخ في ‪ 4‬يوليو ‪،4331‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 433-04‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو‪.1004‬‬ ‫‪-‬‬

‫السن القانوني للتقاعد‪ ،‬كما سبق ذكره‪،‬‬


‫ومنذ سنة ‪ 4333‬أدخلت تسهيالت على ّ‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫السن إذا قضى العامل ‪ 91‬سنة من النشاط مدفوعة‬


‫‪ -‬التقاعد دون شرط ّ‬
‫االشتراك‪.‬‬
‫‪ -‬التقاعد المسبق (‪ 10‬سنة بالنسبة للرجل و‪ 11‬سنة بالنسبة للمرأة)‪.‬‬
‫‪ -‬التقاعد النسبي (ابتداء من ‪ 10‬سنة بالنسبة للرجل و‪ 11‬سنة بالنسبة‬
‫للمرأة )‪.‬‬

‫‪ .6-0-0‬مـــدة العمـــل‪:‬‬

‫يعتبر شرط السن كما سبق شرحه سالفا غير كاف للتمتع بمعاش‬
‫التقاعد‪،‬إذ أنه يتعين على العامل قضاء مدة دنيا تعادل ‪ 41‬سنة من النشاط‪،‬‬

‫‪ -1‬بشير هدفي‪ ،‬الوجيــــز في شــــرح قانـــون العمل– عــالقات العمـل الفرديــــة والجماعيـــة‪ ،‬دار الريحانة‬
‫للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.441‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫وأدى عمالً فعليا لنصف هذه المدة (‪ 03‬سنوات ونصف) كان يدفع خاللها‬
‫اشتراكات الضمان االجتماعي‪.1‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى وجود حاالت ينص عليها القانون تدخل في حكم‬
‫فترات العمل ذكرتها المادة ‪ 44‬من القانون ‪ 41-99‬المذكور أعاله‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬كل انقطاع عن العمل بسبب المرض عندما يكون المؤمن له قد استنفذ‬
‫حقوقه في التعويض‪ ،‬شريطة أن تعترف هيئة الضمان االجتماعي بالعجز‬
‫البدني عن مواصلة العمل أو استئنافه‪،‬‬
‫‪ -‬كل فترة استفاد خاللها المؤمن له من معاش عجز أو من تعويض عن‬
‫حادث عمل سبب له عج از عن النشاط ال تقل نسبته عن ‪،% 10‬‬
‫‪ -‬كل فترات الراحة القانونية‪،‬‬
‫‪ -‬كل فترة أدى خاللها العامل التزاماته المتعلقة بالخدمة الوطنية‪،‬‬
‫أديت خاللها التعبئة العامة‪،‬‬
‫‪ -‬كل فترة ّ‬
‫‪ -‬كل فترة استفاد خاللها المؤمن له من التأمين على البطالة‪،‬‬
‫‪ -‬كل فترة استفاد خاللها المؤمن له من التقاعد المسبق‪،‬‬
‫‪ -‬فترات المشاركة في حرب التحرير‪.‬‬

‫‪ .3-0-0‬دفـــع االشتــراكات‪:‬‬

‫يتسنى له االستفادة من التقاعد دفع اشتراكات‬


‫ّ‬ ‫يتعين على العامل لكي‬
‫الضمان االجتماعي بالنسبة لجميع السنوات (الحصة التي يدفعها العامل‬
‫والحصة التي يدفعها صاحب العمل)‪.‬‬

‫ونشير أخي ار إلى أن شرط المدة والسن لالستفادة من التقاعد أصبحا غير‬
‫متالزمين بعد التعديالت التي أدخلت على قانون التقاعد‪ ،‬حيث أصبح بإمكان‬
‫العامل الذي قضى مدة ‪ 91‬سنة في العمل الفعلي أن يستفيد من التقاعد دون‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1‬من القانون ‪ – 41-99‬سالف الذكر‪.-‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫مراعاة شرط السن المحددة بالمادة السادسة (‪ )1‬من القانون ‪ 41-99‬المتعلق‬


‫بالتقاعد‪.1‬‬

‫‪ .6-0‬التقــاعد النســبي (‪:)Retraite proportionnelle‬‬


‫تم إحداثه بمقتضى األمر رقم ‪ 49-33‬المؤرخ في ‪ 14‬مايو‪،24333‬‬
‫والذي بموجبه يمكـن للعـامل أو الموظف االستفادة مـن معـاش تقاعد نسبي بناء‬
‫على طلبه وبإرادتـه المنفردة‪ ،‬واحالتـه على التقاعد بإرادة منفردة لصاحب العمل‬
‫تكون باطلة وعديمة األثر‪ ،3‬ويجب على العامل أن يستوفي الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -4‬أن يبلــغ على األقـل سن الخـمسين (‪ )10‬بالنسبـة للرجال وخمــس وأربعين‬
‫سنــة (‪ )11‬بالنسبـة للم ـرأة العاملة‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يستوفي مدة العمل الفعلية المطلوبة وهي على األقل عشرون (‪ )10‬سنة‬
‫للرجل وخمسة عشر(‪ )41‬سنة للمرأة وما يقابلها من اشتراك في الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫وكمثال عن هذا النوع من التقاعد فإن العامل الذي بلغ سن الـ ‪ 10‬سنة‬
‫واستوفى مدة ‪ 11‬سنة من العمل أدى خاللها دفع االشتراكات للضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬فإنه يستطيع االستفادة من التقاعد النسبي بنسبة ‪ % 11,1‬محسوبة‬
‫علىأساس ‪ 11‬سنة كما يلي‪( %1,1 × 11 :‬نسبة اعتماد سنوات العمل) =‬
‫‪.%11,1‬‬

‫‪ .3-0‬التقــــاعــــد المسبـــــق(‪:)Retraite anticipée‬‬


‫‪4‬‬
‫تم استحداث هذا النوع من التقاعد بموجب المرس ـ ــوم التشريعي رقم ‪40-31‬‬
‫المؤرخ في ‪ 11‬مايو ‪ 4331‬والمتعلق بالتقاعد المسبق‪ ،‬ويستفيد منه كل عمال‬

‫‪ -1‬آمال بن رجال‪ ،‬مرج ـع سابـ ـق‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 1‬من القانون ‪ 41-99‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ ،4399‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ 1‬يونيو ‪ ،4333‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -3‬انظر المادة ‪ 01‬فقرة ‪ 01‬من األمر ‪ – 49-33‬سالف الذكر‪.-‬‬
‫‪ -4‬مرسوم تشريعي رقم ‪ 40-31‬المؤرخ في ‪ 11‬مايو ‪ 4331‬يحدث التقاعد المسبق‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،91‬الصادرة بتاريخ أول يونيو ‪.4331‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫المؤسسات االقتصادية (القطاع االقتصادي)‪ 1‬أو موظفي المؤسسات واإلدارات‬


‫العمومية‪ 2‬الذين يفقدون عملهم بصفة ال إرادية ألسباب اقتصادية كتقليص عدد‬
‫العمال أو التوقف القانوني لعمل المستخدم (حل المؤسسة) أو بسبب إعادة ضبط‬
‫مستويات الشغل التي تقررها الحكومة‪ ،‬وهو نظام فرضته حتمية التشريع لألسباب‬
‫سالفة الذكر‪.‬‬
‫ويمكن االستفادة من التقاعد المسبق‪ ،‬خالل فترة قد تصل إلى عشر(‪ )40‬سنوات‬
‫قبل بلوغ السن القانونية للتقاعد‪ ،‬بتوافر الشروط التالية‪:3‬‬
‫‪ - 4‬بلوغ على األقل سن الخمسين (‪ )10‬سنة للرجال وخمس وأربعين (‪)11‬‬
‫سنة بالنسبة للمرأة‪.‬‬
‫‪ - 1‬جمع عدد من سنوات العمل أو المماثلة لها القابلة لالعتماد في التقاعد‬
‫يساوي (‪ )10‬سنة على األقل‪.‬‬

‫‪ - 9‬دفع اشتراكات الضمان االجتماعي مدة عشر(‪ )40‬سنوات على األقل‬


‫بصفة كاملة ومنها السنوات الثالثة السابقة لنهاية عالقة العمل التي تثبت الحق‬
‫في التقاعد المسبق وتخوله‪.‬‬

‫‪ - 1‬إعداد قائمة بالعمال المعنيين بالتقليص مصادق عليها من طرف مفتشية‬


‫العمل المؤهلة إقليميا‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المدة التي استفاد خاللها العامل من معاش التقاعد‬
‫المسبق تدخل في حساب معاشه بعد بلوغه السن القانونية (عند انتهاء مدة‬
‫التسبيق)‪ ،‬وتخضع عملية حساب معاش تقاعده المسبق لنفس طريقة حساب‬
‫معاش التقاعد العادي عند بلوغ السن القانونية مع نسبة تخفيض قدرها ‪ % 4‬عن‬
‫كل سنة تسبيق ممنوحة (المادة ‪ 41‬من المرسوم رقم ‪.)40-31‬‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 01‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ -40-31‬سالف الذكر‪.-‬‬


‫‪ -2‬راجع المرسوم التنفيذي رقم ‪ 943 -39‬المؤرخ في ‪ 09‬أكتوبر ‪ 4339‬المتضمن توسيع التقاعد المسبق‬
‫لموظفي المؤسسات واإلدارات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬الصادرة بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪.4339‬‬
‫‪ -3‬انظر المادة ‪ 3‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ -40-31‬سالف الذكر‪.-‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫ويعاد تقدير مبلغ معاش التقاعد المسبق بعد مرور‪ 41‬شه ار من تاريخ بداية‬
‫االستفادة من المعاش‪.‬‬
‫‪ ‬تحديـــد مــــــدة التسبيـــق‪:‬‬
‫يستفيد العامل المحال على التقاعد المسبق من سنوات التسبيق وفق الجدول‬
‫التالي‪:‬‬

‫جــدول رقــم (‪ :)6‬سنـــوات التسبيــق التي يستفيــد منها العامــل المحـال على التقاعــــد المسبــق‪.‬‬
‫عـــدد سنوات التسبــــــــيق‬ ‫عـــدد سنوات الخدمــــــــة‬
‫حـ ــتى ‪ 1‬سنـ ـوات‬ ‫‪ 10‬سنـ ــة على األقـ ــل‬
‫حـ ــتى ‪ 1‬سن ـ ـوات‬ ‫‪ 11‬سنـ ــة على األقـ ــل‬
‫ح ــتى ‪ 3‬سن ـ ـوات‬ ‫‪ 11‬سنـ ــة على األقـ ــل‬
‫حـ ــتى ‪ 9‬سنـ ـوات‬ ‫‪ 11‬سنـ ــة على األقـ ــل‬
‫حـ ــتى ‪ 3‬سن ـ ـوات‬ ‫‪ 19‬سنـ ــة على األقـ ــل‬
‫حـ ــتى ‪ 40‬س ــنوات‬ ‫‪ 13‬سنـ ــة على األقـ ــل‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪:‬إعداد الباحث‬

‫وحسب هذا الجدول فإن العامل الذي استوفى ‪ 10‬سنة من النشاط المهني‬
‫يمكنه أن يستفيد من تسبيق قدره خمس(‪ )1‬سنوات‪ ،‬أي أنه يستفيد من التقاعد‬
‫المسبق وهو في الخمسة والخمسين (‪ )11‬من العمر بالنسبة للذكور والخمسين‬
‫(‪ )10‬سنة من العمربالنسبة للعامالت‪ ،‬وهكذا على نفس المنوال بالنسبة لبقية‬
‫سنوات التسبيق المبينة في الجدول أعاله ‪.‬‬

‫ولالستفادة من األحكام المتعلقة بالتقاعد المسبق وجب دفع اشتراك في صندوق‬


‫‪2‬‬
‫من األجر الخام للعامل مقسمة كما‬ ‫الضمان االجتماعي تقدر نسبته ‪% 0,10‬‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تم تصميم الجدول اعتمادا على نص المادة ‪ 1‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 40-31‬المؤرخ في ‪ 11‬مايو‬
‫‪ 4331‬يحدث التقاعد المسبق‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬الصادرة بتاريخ أول يونيو‪.4331‬‬
‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 993-01‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪ 1001‬يعدل المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 493-31‬المؤرخ في ‪ 01‬يوليو ‪ 4331‬الذي يحدد توزيع نسبة االشتراك في الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬الصادرة في ‪ 13‬سبتمبر ‪ ،1001‬ص ‪.49‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ %0,11 -‬يدفعها العامل(األجير)‪.‬‬


‫‪ %0,11 -‬يدفعها المستخدم (صاحب العمل)‪.‬‬
‫إن استمرار احتفاظ العامل بحقه في معاش التقاعد المسبق مرتبط بعدم ممارسته‬
‫ألي نشاط مأجور باستثناء نشاطات المنفعة العامة( نشاطات خيرية أو‬
‫اجتماعية) بشرط حصول العامل على ترخيص سابق من إدارة صندوق التقاعد‪.‬‬
‫‪ ‬المســـاهمـة الجزافـــية‪:‬‬
‫من اإلحالة على التقاعد المسبق ال بد أن يدفع‬ ‫لكي يستفيد األجراء‬
‫المستخدم مساهمة جزافية‪ ،‬تحسب على أساس مدة التسبيق (جدول رقم ‪ )1‬كما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬ثالثة عشر(‪ )49‬شه ار من أجر المعني إذا كان عدد سنوات التسبيق يقل عن‬
‫خمس(‪ )1‬سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬ستة عشر(‪ )41‬شه ار من أجر المعني إذا كان عدد سنوات التسبيق يساوي‬
‫خمس (‪ )1‬سنوات أو يفوقها‪.‬‬
‫‪ -‬تسعة عشر(‪ )43‬شه ار من أجر المعني إذا كان عدد سنوات التسبيق يساوي‬
‫ثماني (‪ )9‬سنوات أو يفوقها‪.‬‬

‫تحسب هذه المساهمة على أساس األجر الشهري المتوسط الذي تقاضاه العامل‬
‫خالل األشهر اإلثني عشر(‪ )41‬شه ار السابقة إلحالته على التقاعد المسبق‪،‬‬
‫وتحدد كيفية دفعها ومددها ودوريتها عن طريق إبرام اتفاقية بين كل من‬
‫المستخدم وهيئة التقاعد‪.‬‬

‫‪ .4-0‬التقاعد دون شرط السن)‪:(Retraite sans condition d’âge‬‬

‫أحدث هو اآلخر بموجب األمر‪ 49-33‬سالف الذكر‪ ،‬حيث يستفيد كل‬


‫أجير بناء على طلبه من معاش تقاعد كامل في حالة استيفائه ‪ 91‬سنة على‬
‫األقل من العمل وما يقابلها من اشتراك في الضمان االجتماعي دون األخذ بعين‬
‫االعتبار لسنه‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد شرعت هذه القاعدة مراعاة للوضعية القانونية لشريحة من العمال‬


‫استهلوا حياتهم المهنية وهم في سن مبكرة‪ ،‬إذ أنه ناد ار ما يجمع العامل هذا العدد‬
‫من سنوات العمل قبل بلوغ السن القانونية للتقاعد‪.1‬‬
‫و"ما يمكن مالحظته بالنسبة للتقاعد بدون شرط السن وكذا التقاعد النسبي‬
‫فإن معاشات التقاعد الممنوحة يتم تصفيتها بصفة نهائية‪ ،‬وهي غير قابلة‬
‫للمراجعة في حالة ما إذا استأنف العامل المستفيد من أحد هذين التقاعدين نشاطا‬
‫مأجو ار بعد إحالته على التقاعد"‪.2‬‬

‫‪ .5-0‬تقاعــد اإلطارات السامية في الدولة‪:‬‬

‫يحكم هذه الفئات‪ ،‬كما سبق ذكره في االستثناءات الواردة على عنصر‬
‫السن القانوني‪ ،‬أحكام خاصة حسب المرسوم التّنفيذي رقم ‪ 143-99‬المؤرخ في‬
‫السامية في الحزب والدولة‪،‬والمعدل‬
‫‪ 94‬أكتوبر‪ 4399‬المتعلق بتقاعد اإلطارات ّ‬
‫والمتمم بالمرسوم التّنفيذي رقم ‪ 499-31‬المؤرخ في جوان ‪ 4331‬وبالمرسوم‬
‫التّنفيذي رقم ‪ 490-31‬المؤرخ في‪ 4‬يوليو‪ 4331‬وبالمرسوم الرئاسي رقم ‪-04‬‬
‫‪ 433‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو‪.1004‬‬

‫وبالنسبة لتقاعد هذه الفئة‪ ،‬فإن المشرع لم يحدد سنا معينا النتهاء الخدمة‬
‫واإلحالة على التقاعد‪ ،‬لكنه اعتمد شرطين هما‪:‬‬
‫‪ -4‬قضاء الموظف يوم انتهاء مهامه عشرين (‪ )10‬سنة من الممارسة الفعلية‬
‫والحقيقية في وظيفة عامة‪.‬‬
‫‪ -1‬عمل الموظف لمدة عشر(‪ )40‬سنوات على األقل من ضمن العشرين‬
‫سنة كإطار سام داخل أجهزة الدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬دليل الثقافة القانونية‪ ،‬مرج ـع ساب ـق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ -2‬مليك ـ ــة محدي ـ ــد‪ ،‬مرج ـع ساب ـق‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫نسبة التقاعد بالنسبة لهذه الفئة هي ‪ %400‬المعادلة آلخر راتب شهري‪ ،‬إضافة‬
‫إلى العالوة باستثناء العالوة المدفوعة خارج التراب الوطني‪ ،‬شريطة دفع‬
‫االشتراكات في الصندوق وتقديم طلب التقاعد كتابيا‪.‬‬

‫المطـلب الثاني‪ :‬معاش التقاعد(شــروط وكيفيـــة حساب منحـة ومعــاش التقاعـد‬


‫المباشـــر)‬

‫يستفيد العامل المحال على التقاعد من منحة مباشرة يضاف إليها عالوة‬
‫عن الزوج المكفول‪ ،‬وبعد الوفاة تتحول هذه المنحة (منحة التقاعد) إلى منحة‬
‫التقاعد المنقول لذوي الحقوق‪.‬‬

‫‪ .0-6‬معــاش التقــــاعـــد‪:‬‬

‫يعتبر معاش التقاعد حقا شخصيا ذو طابع مالي يستفيد منه العامل مدى‬
‫الحياة‪.1‬‬

‫‪ .0-0-6‬عنـــاصر تصفيـــة معـــاش التقاعـــد‪:‬‬

‫باإلحالة على التقاعد يستفيد العامل من معاش تقاعد تتم تصفيته (وعاء حساب‬
‫المعاش) وفق ثالثة عناصر أساسية‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪ -4‬األج ــر المرج ــعي (متوسط األجر)‪ :‬هو األجر الخاضع لالشتراك في‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬والذي على أساسه يحسب المعاش‪ ،‬ويتم ذلك على أساس‬
‫األجر الشهري المتوسط المتقاضى خالل السنوات الخمس(‪ )01‬األخيرة السابقة‬
‫لإلحالة على التقاعد(‪ 10‬شه ار) أو على أساس األجر الشهري المتوسط‬
‫المتقاضى خالل السنوات الخمس التي تقاضى فيها العامل األجر األقصى خالل‬
‫حياته المهنية‪.2‬‬
‫وقد تطور األجر المرجعي خالل الفترة ‪ 1000-4331‬كما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬انظر المادتين ‪ 4‬و‪ 1‬من القانون ‪ – 41-99‬سالف الذكر‪.-‬‬


‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 49‬من القانون رقم ‪ – 41-99‬سالف الذكر‪.-‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫جــدول رقـم (‪ :)3‬تطــور األجـر الشهـري المتوسـط الذي على أساسه يحسب المعــاش‪.‬‬

‫مـــــــرحلة التطبيـــــــــق‬ ‫عــــــدد األشــــهر المأخــــوذة بعين االعتــــــبار‬


‫من ‪ 4331/09/04‬إلى‬ ‫‪ 11‬شه ـ ـ ـ ـ ـ ار‬
‫‪4033/03/94‬‬
‫من ‪ 4333/09/04‬إلى‬ ‫‪ 91‬شه ـ ـ ـ ـ ـ ار‬
‫‪4333/01/90‬‬
‫من ‪ 4333/01/04‬إلى‬ ‫‪ 19‬شه ـ ـ ـ ـ ـ ار‬
‫‪4333/41/94‬‬
‫من ‪ 1000/04/04‬إلى اآلن‬ ‫‪ 10‬شهـ ـ ـ ـ ـ ار‬
‫‪Source : Tarik SALHI 1‬‬

‫إن هذا التطور في األجر المرجعي يندرج ضمن إطار تحسين الوضعية‬
‫المالية لنظام التقاعد والحفاظ على ديمومته ألجل الوفاء بالتزاماته‪.‬‬

‫‪ -1‬ف ــترة التأم ــين‪ :‬وهي سنوات العمل المعتمدة بما فيها الفترات التي تكون في‬
‫حكم فترات عمل‪ 2‬كما حددتها المادة ‪ 44‬من القانون ‪ 41-99‬المتعلق بالتقاعد‪.‬‬
‫‪ -9‬نسب ــة االعتم ــاد لسنـ ـوات التأم ــين‪ :‬تحتسب كل سنة نشاط أو الفترات‬
‫المشابهة بنسبة ‪ ،% 1,1‬أما بالنسبة للمجاهد الذي شارك في حرب التحرير‬
‫فتعتمد السنوات بمعدل‪ % 9,1‬لكل سنة‪.‬‬

‫‪ .6-0-6‬حسـاب مبلـــغ المعـاش (مبلغ التقاعد)‪:‬‬

‫يحتسب على أساس العناصر الثالثة سالفة الذكر بضرب عدد السنوات‬
‫المحصل عليها (فترة التأمين) في نسبة االعتماد (‪ )% 1,1‬للحصول على نسبة‬

‫‪1‬‬
‫‪- Tarik SALHI, Les Voies de Réformes du Système de Retraite en Algérie : Vers la‬‬
‫‪distinction entre les attribution de l’Etat et de la sécurité sociale, Thèse de doctorat en‬‬
‫‪Sciences Commerciales, faculté des sciences économiques, commerciales et des sciences‬‬
‫‪de gestion, Université d’Oran 2,2014/2015, p.126.‬‬
‫‪ -2‬انظر عنصر‪ :‬مدة العمل‪ ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫المعاش‪ ،‬وللحصول على معاش التقاعد تضرب نسبة المعاش في مبلغ األجر‬
‫المرجعي‪.‬‬

‫مبــلغ مع ــاش التقاع ــد = [( عدد السنوات المعتمدة(المثبتة) × نسبة اعتماد‬


‫السنوات)] × األجر المرجعي‪.‬‬
‫مبــلغ مع ــاش التقاع ــد= نسبـ ـ ـة المع ـ ـ ـ ـ ـاش× األجر المرجعي‬

‫مثــــــــال‪ :‬عامل اشتغل ودفع اشتراكاته لمدة ‪ 19‬سنة‪ ،‬وكان أجره المتوسط‬
‫للسنوات الخمس األخيرة يقدر بـ‪ 11.000:‬دج‪ .‬يحسب مبلغ معاشه كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬نسب ــة مع ــاشه= ‪% 13,1=% 1,1× 19‬‬


‫‪ -‬مبل ــغ مع ــاشه= ‪ 41,931= 13,1%× 11.000‬دج‬

‫مالحظـــــــة‪:‬‬
‫بالنسبة للمتقاعدين غير األجراء‪ ،‬فإن مبلغ معاشهم يحسب على أساس‬
‫العناصر السابقة الذكر بالنسبة للمتقاعدين األجراء إال أن هذا المعاش يحسب‬
‫على أساس المداخيل ألحسن عشر (‪ )40‬سنوات‪ ،‬والتي دفعت فيها االشتراكات‪.‬‬

‫وفي عملية حساب معاش التقاعد يجب مراعاة ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الحـــد األدنى لمعـــاش التقاعـــد‪:‬‬


‫ال يمكن أن يقل عن ‪ % 31‬من األجر الوطني األدنى‬
‫المضمون(‪1)SNMG‬حماية للقدرة الشرائية‪ ،‬وبالنسبة لمعاش تقاعد المجاهدين‬
‫فإنه ال يقل عن مرتين ونصف (‪ )1,1‬من األجر الوطني األدنى المضمون‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 41‬من القانون ‪ 41-99‬المتعلق بالتقاعد (المعدل باألمر ‪ 49-31‬المؤرخ في ‪01‬‬
‫يوليو‪ -) 4331‬سالف الذكر‪.-‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫جـدول رقــم (‪ : )4‬تطـور األجــر الوطني األدنى المضمون (‪(/ )6106-0881‬الوحدة ‪ :‬دج)‬

‫أول جانفي‬ ‫أول ماي‬ ‫أول جانفي‬ ‫أول أفريل‬ ‫أول جويلية‬ ‫أول جانفي‬ ‫أول جانفي‬ ‫السنـــــــــة‬
‫‪4339‬‬ ‫‪4333‬‬ ‫‪4331‬‬ ‫‪4331‬‬ ‫‪4334‬‬ ‫‪4334‬‬ ‫‪4330‬‬
‫‪5411‬‬ ‫‪4911‬‬ ‫‪4111‬‬ ‫‪6511‬‬ ‫‪6111‬‬ ‫‪0911‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫‪SNMG‬‬
‫أول جانفي‬ ‫أول جانفي‬ ‫أول جانفي‬ ‫أول جانفي‬ ‫أول جانفي‬ ‫أول سبتمبر‬ ‫السنـــــــة‬
‫‪1041‬‬ ‫‪1040‬‬ ‫‪1003‬‬ ‫‪1001‬‬ ‫‪1004‬‬ ‫‪4339‬‬
‫‪09111‬‬ ‫‪05111‬‬ ‫‪06111‬‬ ‫‪01111‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫‪SNMG‬‬
‫المصــدر ‪ :‬الديـوان الوطني لإلحصاء )‪L’Algérie en chiffres (www.ons.dz3100-3102‬‬

‫‪ ‬الحـــد األقــصى لمعـــاش التقاعـــد‪:‬‬

‫ال يمكن أن يزيد مبلغ معاش التقاعد عن ‪ % 90‬من األجر الخاضع‬


‫لالشتراك في الضمان االجتماعي‪ ،‬أما بالنسبة للمجاهدين وبعض الفئات من‬
‫العمال في المناصب العليا للدولة فيستفيدون من نسبة ‪ ،% 400‬وفي كل‬
‫الحاالت ال يجب أن يتعدى المبلغ األقصى الخام لمعاش التقاعد خمسة‬
‫عشر(‪ )41‬مرة قيمة األجر الوطني األدنى المضمون عمال بأحكام المادة ‪43‬‬
‫المعدل والمتمم بالقانون ‪09-33‬‬
‫ّ‬ ‫من القانون ‪ 41-99‬المتعلق بالتقاعد‪،‬‬
‫المؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪.4333‬‬

‫إعـادة تقــويم معاشـات التقـاعد(‪:)Revalorisation des pensions‬‬ ‫‪‬‬

‫تتم مراجعة معاش ومنحة التقاعد سنويا ابتداء من أول شهر مايو بموجب‬
‫مقرر من الوزير المكلف بالضمان االجتماعي وباقتراح من مجلس إدارة‬
‫الصندوق الوطني للتقاعد‪.1‬‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 41-99‬المتعلق بالتقاعد‪ -‬سالف الذكر‪.-‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫جــدول رقــم (‪ :)5‬تطــور نسبــة تقويــم معــاش ومنحــة التقاعــد خــالل الفتــرة (‪.) 6102-6112‬‬
‫‪6100‬‬ ‫‪6101‬‬ ‫‪6118‬‬ ‫‪6119‬‬ ‫‪6112‬‬ ‫‪6112‬‬
‫السنـــوات‬
‫‪11‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪410‬‬ ‫‪31‬‬ ‫قـــرار وزاري رقـــــم‬
‫‪%40‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫النسبــة‬
‫‪6102‬‬ ‫‪6105‬‬ ‫‪6104‬‬ ‫‪6103‬‬ ‫‪6106‬‬ ‫السنـــوات‬
‫‪33‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪11‬‬ ‫قـــرار وزاري رقـــــم‬
‫‪%1,1‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫النسبــة‬
‫المص ــدر‪ :‬تم إعــداد هذا الــجدول باالعتمــاد على الق ـ اررات الو ازري ــة‬

‫تتم عملية تقويم المعاشات سنويا من قبل السلطات العمومية بالنظر إلى‬
‫معدالت التضخم وكذا تطور أسعار المواد الغذائية األساسية ذات اإلستهالك‬
‫الواسع‪ ،‬وهو إجراء يسمح بالحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن‪.‬‬

‫ويتضح من الجدول أن نسبة تقويم المعاشات انخفضت بشكل محسوس سنتي‬


‫‪ 1041‬و‪ 1041‬لتصل إلى ‪ % 1‬و‪ % 1,1‬على التوالي‪ ،‬وهذا بسبب إجراءات‬
‫التقشف التي اعتمدتها الحكومة نتيجة االنخفاض الحاد في أسعار النفط بداية‬
‫من جوان ‪.1041‬‬

‫‪ .6-6‬منحـــة التقاعـــد‪:‬‬

‫تطبق عليها نفس القواعد المتعلقة بمعاش التقاعد ماعدا فيما يتعلق بالحد‬
‫األدنى‪ ،‬فالعامل األجير أو غير األجير الذي لم يستوف مدة العمل الواجبة‬
‫لالستفادة من معاش التقاعد عليه أن يثبت مزاولته للنشاط الفعلي لمدة ‪ 10‬ثالثيا‬
‫أي خمس(‪ )01‬سنوات من العمل الفعلي مدفوعة االشتراك‪.1‬‬
‫أما بالنسبة للعمال غير األجراء‪ ،‬فال يمكنهم االستفادة من هذه المنحة إال إذا‬
‫أثبتوا مزاولتهم للنشاط لمدة دنيا تقدر بـ ‪ 3‬سنوات ونصف على األقل‪ .‬وتجدر‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 41-99‬المتعلق بالتقاعد (المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪09-33‬‬
‫المؤرخ في ‪ – )4333-09-11‬سالف الذكر‪.-‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلشارة إلى أن منحة التقاعد تمنح ابتداء من سن ‪ 10‬سنة بالنسبة للعامل األجير‬
‫و‪ 11‬سنة بالنسبة للعامل غير األجير‪.‬‬

‫‪ .3-6‬المعـاش المنقــول (معــاش ذوي الحقــوق)‪:‬‬


‫بوفاة صاحب المعاش يستفيد ذوو الحقوق من منحة ومعاش التقاعد‬
‫المنقول‪ ،‬وهم األشخاص الذين كان يعيلهم العامل أو المتقاعد المتوفى‪ ،‬وذلك من‬
‫أجل حمايتهم من المخاطر االقتصادية‪.1‬‬

‫والمستفيدون من معــاش األيلولة هم ورثــة المتقــاعد‪:‬‬

‫‪ -‬الزوج (الزوجة)‪ :‬وال تخضع هذه االستفادة لشرط السن شريطة أن يكون‬
‫الزوج قد عقد زواجا شرعيا مع المتوفى (الهالك )‪.2‬‬
‫وفي حالة تزوج األرملة ينقل المعاش إلى األوالد ويقسم بينهم بالتساوي‪ ،‬كما‬
‫يقسم المعاش في حالة تعدد األرامل في حدود األربعة (‪ )1‬و يقسم بينهم‬
‫بالتساوي‪ .3‬غير أن األرمل ال يسقط حقه في المعاش الذي استفاد منه عند وفاة‬
‫زوجته‪ ،‬بإعادة زواجه‪.4‬‬

‫‪ -‬األوالد المكفولين‪:‬طبقا ألحكام المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 44-99‬المؤرخ‬


‫المعدل والمتمم‪ ،‬فإن‬
‫ّ‬ ‫في ‪ 1‬يوليو‪ 4399‬والمتعلق بالتأمينات االجتماعية‬
‫األوالد المكفولين هم ‪:‬‬
‫– األوالد المكفولين الذين تقل أعمارهم عن ‪ 49‬سنة‪.‬‬
‫– األوالد البالغون أقل من ‪ 14‬سنة الذين يواصلون دراستهم‪.‬‬
‫– البالغون أقل من ‪ 11‬سنة والذين أبرم بشأنهم عقد تمهين يمنحهم‬
‫أجر يقل عن نصف األجر الوطني األدنى المضمون‪.‬‬
‫ًا‬

‫‪ -1‬آمـال بن رجـال‪ ،‬مرج ـع ساب ـق‪ ،‬ص ‪.499‬‬


‫‪ -2‬انظر المادتين ‪ 94‬و‪ 91‬من القانون ‪ 41-99‬المتعلق بالتقاعد – سالف الذكر‪.-‬‬
‫‪ -3‬انظر المادة ‪ 99‬من القانون ‪ 41-99‬المتعلق بالتقاعد – سالف الذكر‪.-‬‬
‫‪ -4‬آمـال بن رجـال‪ ،‬المرجـع الساب ـق‪ ،‬ص ‪.499‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫– البنات والحواشي من الدرجة الثالثة المكفولين من اإلناث بدون‬


‫دخل مهما كان سنهم‪.‬‬
‫األوالد المصابون بعاهة حسية أو عقلية مستديمة تمنعهم من ممارسة‬ ‫–‬
‫أي نشاط مهني‪.‬‬
‫ونجد المشرع الجزائري قد أورد أصول المتوفى ضمن ذوي الحقوق بشرط أن‬
‫يكونوا تحت كفالته في حياته‪ ،1‬إذا كان الدخل الشخصي لكل واحد منهما ال‬
‫يتعدى الحد األدنى لمعاش التقاعد (أقل من ‪ % 31‬من األجر الوطني األدنى‬
‫المضمون )‪.2‬‬
‫‪ .4-6‬كيفيــة توزيــع المعــاش المنقــول على ذوي الحقــوق‪:‬‬

‫تحدد المادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪ 41-99‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪4399‬‬


‫نسب معاش التقاعد المنقول لكل واحد من ذوي الحقوق المذكورين آنفا‪ ،‬حسب‬
‫درجة قرابتهم من صاحب المعاش المتوفى‪ ،‬بالكيفية التالية ‪:‬‬

‫وحيدا (غياب ذوي‬


‫ً‬ ‫‪ %31 -‬من مبلغ المعاش المنقول‪ :‬في حالة وجود الزوج‬
‫حقوق آخرين )‪.‬‬

‫‪ %10 -‬للزوج و‪ %90‬لذي حق وحيد‪:‬في حالة وجود الزوج مع ذوي الحقوق‬


‫وحيد (ولد أو أحد األصول)‪.‬‬

‫ويحدد مبلغ المعاش المنقول في هذه الحالة بنسبة ‪.%90‬‬


‫ّ‬

‫‪ -‬في حالة وجود اثنان أو أكثر من ذوي الحقوق إلى جانب الزوج ‪:‬يحدد مبلغ‬
‫المعاش المدفوع للزوج بنسبة ‪ %10‬من مبلغ المعاش المباشر‪ ،‬ويقتسم ذوو‬
‫الحقوق اآلخرون ‪ %10‬منه‪.‬‬

‫وال يجب أن يتعدى المبلغ اإلجمالي لمعاشات ذوي الحقوق ‪.%30‬‬

‫‪ -1‬آمـال بن رجـال‪ ،‬مرج ـع ساب ـق‪ ،‬ص ‪.493‬‬


‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 41-99‬المتعلق بالتقاعد‪ -‬سالف الذكر‪.-‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬في حالة ما إذا لم يكن للمتقاعد المتوفى زوجا‪،‬يقتسم ذوو الحقوق اآلخرون‬
‫حد أقصى يبلغ‪:‬‬
‫‪ %30‬من مبلغ معاش التقاعد وهذا ضمن ّ‬

‫‪ %11 -‬من المعاش المباشر بالنسبة لألبناء‪.‬‬


‫‪ %90 -‬من المعاش المباشر بالنسبة لألصول‪.‬‬

‫ولتوضيح كيفية توزيع المعاش المنقول على ذوي الحقوق نأخذ المثال التالي‪:‬‬

‫توفي متقاعد كان يتقاضى خالل حياته معاشا تقاعديا مباش ار قدره ‪ 10.000‬دج‬
‫شهرًيا‪.‬‬

‫يتم حساب المعاش المنقول على أساس هذا المبلغ‪ ،‬ويقسم حسب الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة وجود الزوج وحيدا (غياب ذوي حقوق آخرين)‪:‬‬
‫‪ % 31 -‬للزوج‪ ،‬أي ‪ 90.000‬دج‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة وجود الزوج مع ذي حق آخر‪ ،‬تقدر نسبة المعاش المنقول بـ ‪،%90‬‬
‫تقسم كما يلي‪:‬‬

‫‪ % 10 -‬للزوج‪ ،‬أي ‪ 10.000‬دج‪.‬‬


‫‪ % 90 -‬لذي الحق اآلخر‪ ،‬أي ‪ 41.000‬دج‪.‬‬

‫‪ -‬في حالة وجود اثنان أو أكثر من ذوي الحقوق إلى جانب الزوج‪ ،‬تقدر نسبة‬
‫المعاش المنقول بـ ‪ ،% 30‬تقسم كما يلي‪:‬‬

‫‪ % 10 -‬للزوج‪ ،‬أي ‪ 10.000‬دج‪.‬‬


‫‪ % 10 -‬لذوي الحقوق اآلخرين‪ ،‬أي ‪ 41.000‬دج‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اإلطار التنظيمي لنظام التأمينات االجتماعية في الجزائر‬

‫نتناول في هذا المطلب الهيكل الحالي للتأمينات االجتماعية بالتطرق إلى‬


‫نشأة ومهام كل هيكل (هيئة)‪ ،‬ثم إلى مصادر التمويل‪.‬‬

‫‪ .0-3‬هيكل نظام التأمينات االجتماعية‪:‬‬

‫يتكون نظام التأمينات االجتماعية في الجزائر من خمسة مؤسسات أساسية‬


‫(صناديق)‪ ،‬تعتبر من أهم المرافق الحيوية في الدولة‪ ،‬وتتولى تسيير المخاطر‬
‫المنصوص عليها في قوانين التأمينات االجتماعية كل في اختصاصه أو مجاله‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ ‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء (‪.)CNAS‬‬
‫‪ ‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء (‪.)CASNOS‬‬
‫‪ ‬الصندوق الوطني للتقاعد(‪.)CNR‬‬
‫‪ ‬الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء‬
‫العمومية‬ ‫األشغال‬ ‫البناء‪،‬‬ ‫قطاعات‬ ‫في‬ ‫الجوية‬ ‫األحوال‬
‫والري)‪.)CACOBATH‬‬
‫‪ ‬الصندوق الوطني للتأمين على البطالة (‪.)CNAC‬‬

‫تسعى هذه المؤسسات إلى توفير أكبر قدر ممكن من التغطية االجتماعية‪ ،‬حيث‬
‫تختص كل هيئة بالتكفل بنوع معين من األشخاص وعدد محدد من األخطار‬
‫(المرض‪ ،‬العجز‪ ،‬األمومة‪ ،‬الشيخوخة‪ ،‬البطالة‪ ،‬الوفاة)‪.‬‬

‫‪ -4‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء ‪:‬‬

‫يتواجد هذا الصندوق منذ نشأة النظام عام ‪ ،4313‬وحسب المادة ‪ 13‬من القانون‬
‫‪ 04-99‬المؤرخ في ‪ 41‬يناير ‪ 4399‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫العمومية االقتصادية‪ ،‬فهو مؤسسة عمومية ذات تسيير خاص‪ ،‬يتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية واالستقالل المالي‪.1‬‬

‫يضطلع الصندوق بالقيام بعدة مهام‪ ،‬نذكر منها‪: 2‬‬

‫‪ -‬تسيير أداءات التأمينات االجتماعية (المرض‪ ،‬األمومة‪ ،‬العجز والوفاة) وكذا‬


‫حوادث العمل واألمراض المهنية‪،‬‬
‫‪ -‬تحصيل االشتراكات‪،‬‬
‫‪ -‬الرقابة والمنازعات المتعلقة بتحصيل االشتراكات الموجهة لتمويل األداءات‪،‬‬
‫‪ -‬منح رقم تسجيل وطني للمؤمن لهم اجتماعيا وكذا أصحاب العمل‪،‬‬
‫‪ -‬ا لمساهمة في ترقية السياسة الرامية إلى الوقاية من حوادث العمل واألمراض‬
‫المهنية‪،‬‬
‫‪ -‬تسيير األداءات المتعلقة باألشخاص المستفيدين من االتفاقيات الثنائية‬
‫للضمان االجتماعي‪،‬‬
‫‪ -‬إجراء الرقابة الطبية لفائدة المستفيدين‪،‬‬
‫‪ -‬القيام بالنشاطات الرامية إلى تمكين العمال وذوي حقوقهم من األداءات‬
‫الجماعية‪ ،‬على شكل إنجازات ذات طابع صحي واجتماعي‪،‬‬
‫‪ -‬تسيير صندوق المساعدة والنجدة‪،‬‬
‫‪ -‬إبرام اتفاقيات مع مقدمي العالج‪،‬‬
‫‪ -‬إعالم المستفيدين وأصحاب العمل بحقوقهم والتزاماتهم‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 13‬على ما يلي‪ ":‬تعتبر أجهزة الضمان االجتماعي هيئات عمومية ذات تسيير خاص‬
‫تحكمها القوانين المطبقة في هذا المجال‪ ،‬ويحدد التنظيم اإلداري ألجهزة الضمان االجتماعي عن طريق‬
‫التنظيم"‪.‬‬
‫‪ -2‬من موقع الصندوق الوطني للضمان االجتماعي على الرابط ‪ ،http://www.cnas-dz.com:‬تاريخ‬
‫االطالع‪.1043/01/14 :‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫يتولى إدارة الصندوق مجلس إدارة‪ ،‬ويخضع الصندوق لوصاية و ازرة العمل‬
‫والتشغيل والضمان االجتماعي‪ ،‬ويتكون من مديرية عامة و‪ 13‬وكالة والئية منها‬
‫(‪ )1‬بالعاصمة‪ ،‬باإلضافة إلى مئات مراكز الدفع الموزعة عبر التراب الوطني‪.‬‬

‫‪ -1‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء‪:‬‬

‫تم إنشاؤه بموجب القانون رقم ‪ 03-31‬المؤرخ في ‪ 01‬يناير ‪،4331‬‬


‫والمتعلق بتنظيم اإلطار القانوني واإلداري والمالي‪ ،‬يتولى التغطية االجتماعية‬
‫لغير األجراء كالحرفيين والتجار وأصحاب المهن الحرة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -3‬الصندوق الوطني للتقاعد‬
‫‪ -1‬الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء‬
‫األحوال الجوية في قطاعات البناء واألشغال العمومية والري‪:‬‬
‫أنشئ بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 11-33‬المؤرخ في ‪ 1‬فبراير‪ ،4333‬وهو‬
‫هيئة عمومية ذات تسيير خاص‪ ،‬يتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪،‬‬
‫يتولى إدارة الصندوق مجلس إدارة ويسيره مدير عام‪ ،‬ويوضع الصندوق تحت‬
‫وصاية الوزير المكلف بالعمل‪.‬‬
‫تتمثل مهام الصندوق حسب المادة ‪ 01‬من هذا المرسوم فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تسيير العطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن سوء األحوال الجوية التي‬
‫يتمتع بها العمال المنتمون إلى قطاعات نشاط البناء‪ ،‬األشغال العمومية والري‪.‬‬
‫‪ -‬تسجيل المستفيدين ومستخدميهم باالتصال مع الهيئات المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان اإلعالم والتوجيه للمستفيدين وأرباب عملهم‪.‬‬
‫‪ -‬تحصيل االشتراكات وفق اإلجراءات المعمول بها‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر مهام الصندوق وكيفية تمويله وتوازناته المالية في الفصل الثاني من هذه المذكرة‪ ،‬الصفحة ‪74‬‬
‫ومايليها‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -5‬الصندوق الوطني للتأمين على البطالة‪:‬‬

‫سنة ‪( 4331‬تحت‬ ‫هو مؤسسة عمومية للضماناالجتماعي‪ ،‬أنشئ‬


‫وصاية و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي) لغرض التخفيف من اآلثار‬
‫االجتماعية الناجمة عن تسريح العمال األجراء في القطاع االقتصادي وفقا‬
‫لمخطط التعديل الهيكلي(‪.)PAS‬‬

‫مخصصة‬
‫ّ‬ ‫عدة مراحل‬
‫عرف الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة في مساره ّ‬
‫المخولة له من طرف السلطات العمومية‪ ،‬نذكرها فيما‬
‫ّ‬ ‫للتكفل بالمهام الجديدة‬
‫يلي‪:1‬‬

‫‪ -‬ابتداء من سنة ‪ 4331‬إلى أواخر ‪ :1001‬شرع الصندوق في تطبيق نظام‬


‫تعويض البطالة لفائدة العمال األجراء الذين فقدوا مناصب شغلهم بصفة ال إرادية‬
‫وألسباب اقتصادية‪ ،‬حيث استفاد ‪ 493.990‬عامال مسرحا من مجموع‬
‫‪ 104.101‬مسجال‪ ،‬وهذا بنسبة استيفاء قدرها ‪ ،%31‬كما استفاد ‪1.131‬‬
‫محددة المدة أو بقائهم بالمؤسسات المؤهلة‬
‫عامل من العودة إلى العمل بعقود ّ‬
‫للتصفية بعدما تم توقيف تعويضاتهم جراء هذه العودة‪.‬‬

‫‪ -‬انطالقا من سنة ‪ 4339‬إلى غاية سنة ‪ : 1001‬قام الصندوق بتنفيذ إجراءات‬


‫احتياطية بإعادة إدماج البطالين المستفيدين عن طريق المرافقة في البحث عن‬
‫تم تكوين ‪ 44.199‬بطال‪،‬‬ ‫الشغل والمساعدة على العمل الحر‪،‬حيث‬
‫مؤسساتهم المصغرة‪ ،‬ومتابعة ‪ 41.390‬بطّال‪،‬‬
‫ومرافقة‪ 1.944‬بطال في إحداث ّ‬
‫منذ سنة ‪ 4339‬لتكوينات الكتساب معارف جديدة تؤهلهم إلعادة اإلدماج في‬
‫حياتهم المهنية‪.‬‬

‫‪ -‬منذ ‪ 1001‬إلى غاية ‪ :1040‬في إطار مخطط دعم التنمية االقتصادية‬


‫الخاص بمحاربة البطالة وعدم االستقرار‪ ،‬عكف الصندوق على تنفيذ جهاز دعم‬

‫‪ -1‬من موقع الصندوق الوطني للتأمين على البطالة ‪ ،http://www.cnac.dz‬تاريخ االطالع‪:‬‬


‫‪.1043/01/19‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫إحداث النشاط لفائدة البطالين ذوي المشاريع البالغين ما بين خمسة وثالثين(‪)91‬‬
‫وخمسين(‪ )10‬سنة‪ ،‬لغاية شهر جوان ‪.1040‬‬

‫‪ -‬ابتداء من سنة ‪ ،1040‬سمحت اإلجراءات الجديدة المتخذة لفائدة الفئة‬


‫االجتماعية التي يتراوح عمرها ما بين ثالثين(‪ )90‬وخمسين(‪ )10‬سنة االلتحاق‬
‫بالجهاز السالف الذكر‪.‬‬
‫يتكون الصندوق من مديريةعامة و‪ 49‬وكالة جهوية و‪ 19‬وكالة والئية‪.‬‬

‫‪ .6-3‬مصــادر تمويــل نظام التقاعـــد‪:‬‬

‫تقضي المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 993-01‬المؤرخ في ‪11‬‬


‫سبتمبر ‪ 100‬الذي يعدل ويتمم المرسوم التنفيذي رقم ‪ 493-31‬المؤرخ في ‪01‬‬
‫يوليو ‪ ،4331‬الذي يحدد توزيع نسبة االشتراك في الضمان االجتماعي على‬
‫أنه‪ " :‬توزع نـسـبة االشـتراك في الضمان االجتماعي المـنصوص عليها في المادة‬
‫ـؤرخ في ‪ 41‬ذي الحـجة‬ ‫األولى من المرسوم الـتـشريعي رقم ‪ 41-31‬الم ّ‬
‫عام ‪ 1414‬الموافق ‪ 11‬مايـو سـنة ‪ 4331‬والمذكـور أعاله‪ ،‬ابـتـداء من أول‬
‫أكتوبر سنة ‪ ، 2006‬كما يأتي‪:‬‬

‫‪ % 11‬مـن أساس االشـتراك فـي الـضـمـان االجتماعي يتكفل بها المستخدم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ % 3‬مـن أساس االشـتـراك فـي الـضـمان االجتماعي يتكفل بها العامل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ % 0,1‬من أساس االشـتراك بـعـنـوان حـصة صندوق الخدمات االجتماعية"‬ ‫‪-‬‬
‫وتوزع نسبة االشتراك في الضمان االجتماعي المحددة بـ ‪ %91,1‬كما يلي‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫جــدول رقــم (‪ :)2‬توزيـع معــدل االشتراكات االجتماعية للعمال األجراء‪.‬‬


‫المجمــوع‬ ‫حصة صندوق‬ ‫الحصة التي‬ ‫الحصة التي‬ ‫الفـ ـ ـ ــروع‬
‫الخدمات‬ ‫يتكفل بها‬ ‫يتكفل بها‬
‫االجتماعية‬ ‫األجير‬ ‫المستخدم‬
‫التأمين ـ ــات‬
‫‪%41‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%4,10‬‬ ‫‪%41,10‬‬
‫االجتماعيـ ـ ــة‬
‫حـ ـوادث العم ــل‬
‫‪%4,11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%4,11‬‬ ‫و األمراض‬
‫المهنية‬
‫‪%43,11‬‬ ‫‪%0,10‬‬ ‫‪%1,31‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫التق ـ ـ ـ ــاعد‬
‫التأمين على‬
‫‪%4,10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%0,10‬‬ ‫‪%4‬‬
‫البطالة‬
‫‪%0,10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%0,11‬‬ ‫‪%0.11‬‬ ‫التقاع ـ ــد المسبق‬
‫‪%34,51‬‬ ‫‪%0,10‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫المجمـ ـ ــوع‬
‫المصدر‪ :‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ ،10‬الصادرة في ‪ 13‬سبتمبر ‪ ،1001‬ص‪.43‬‬

‫أما بالنسبة للعمال غير األجراء الذين يمارسون عمال خاصا غير مأجور‪ ،‬فـإن‬
‫معدل االقتطاع اإلجمالي (نسبة االشتراك) هو ‪ 1%41‬من الدخل الخاضع‬
‫للضريبة‪ ،‬موزعة كما يلي‪:‬‬
‫‪ %3,1 -‬بعنوان التأمينات االجتماعية‪،‬‬
‫‪ %3,1 -‬بعنوان التقاعد‪.‬‬
‫وفي حالة تعذر تحديد الدخل الخاضع للضريبة‪ ،‬فإن تحديده يتم على أساس رقم‬
‫األعمال أو على أساس المبلغ السنوي لألجر الوطني األدنى المضمون‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 191-31‬المؤرخ في ‪ 90‬نوفمبر ‪4331‬‬


‫(ج‪.‬ر‪،31.‬ص‪ ،)43.‬تعدل وتتمم المادة ‪ 49‬من المرسوم رقم ‪ 91-91‬المؤرخ في ‪ 3‬فبراير ‪4391‬‬
‫والمتعلق بالضمان االجتماعي لألشخاص غير األجراء الذين يمارسون عمال مهنيا‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫وفيما يخص فرع التقاعد‪ ،‬فإن موارد الصندوق الوطني للتقاعد تأتي من‬
‫مصدريين رئيسيين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫‪ -4‬أقسـ ــاط االشتراكات اإلجباري ـ ــة بعن ـ ـوان الضمان االجتماعي‪ 1‬موزعة على‬
‫عاتـ ــق كل من العامل األجي ــر والمستخدم‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫جــــدول رقــــم (‪ :)2‬توزيــــع معـــدل االشتراك في نظــــام التقاعـــــد‪.‬‬


‫المجم ـ ـ ــوع ‪%‬‬ ‫حصة صندوق‬ ‫الحصة التي‬ ‫الحصة التي‬ ‫الفـ ـ ـ ــروع‬
‫الخدمات‬ ‫يتكفل بها األجير‬ ‫يتكفل بها‬
‫االجتماعية ‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫المستخدم ‪%‬‬
‫‪%43,11‬‬ ‫‪%0,10‬‬ ‫‪%1,31‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫التق ـ ـ ـ ــاعد‬
‫‪%0,10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%0,11‬‬ ‫‪%0.11‬‬ ‫التقاع ـ ــد المسبق‬
‫‪%43,31‬‬ ‫‪%0,10‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪%40,11‬‬ ‫المجمـ ـ ــوع‬
‫‪2‬‬
‫المصدر‪ :‬إعداد الباحث‬

‫وتطور معدل االشتراك بنسبة تفوق الـ ‪ ،)1001-4391( % 400‬حيث انتقل‬


‫من ‪ % 3‬سنة ‪ 4391‬إلى ‪ %43,11‬سنة ‪ 1001‬كما يبينه الجدول التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬حسب نص المادة ‪ 31‬من القانون ‪ 44 -99‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 4399‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية‬


‫المعدل والمتمم‪ ،‬فإن نظام التأمينات االجتماعية يتخذ طابعا إلزاميا (إجباريا) بالنسبة لجميع األشخاص‬
‫المنطوين تحت مظلته ( العامل وصاحب العمل)‪.‬‬
‫‪ -2‬تم تصميم الجدول اعتمادا على نص المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 993-01‬المؤرخ في ‪11‬‬
‫سبتمبر ‪.1001‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫ج ــدول رقـم (‪ :)9‬تطــور معـدل االشتراك في نظـام التقاع ــد للعمال األجراء (‪)1001-4391‬‬
‫المجمـــــــوع ‪%‬‬ ‫حصة صندوق‬ ‫الحصة التي‬ ‫الحصة التي‬ ‫السنــــوات‬
‫الخدمات‬ ‫يتكفل بها األجير‬ ‫يتكفل بها‬
‫االجتماعية ‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫المستخدم ‪%‬‬
‫‪%3‬‬ ‫‪-----‬‬ ‫‪%9,1‬‬ ‫‪%9,1‬‬ ‫‪4391‬‬
‫‪%44‬‬ ‫‪-----‬‬ ‫‪%9,1‬‬ ‫‪%3,1‬‬ ‫‪4334‬‬
‫‪44,1%‬‬ ‫‪%0,1‬‬ ‫‪%9,1‬‬ ‫‪%3,1‬‬ ‫‪4331‬‬
‫‪%41‬‬ ‫‪%0,1‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%3,1‬‬ ‫‪4331‬‬
‫‪%41,1‬‬ ‫‪%0,1‬‬ ‫‪%1,1‬‬ ‫‪%3,1‬‬ ‫‪4333‬‬
‫‪%49‬‬ ‫‪%0,1‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%3,1‬‬ ‫‪4339‬‬
‫‪%41,1‬‬ ‫‪%0,1‬‬ ‫‪%1,1‬‬ ‫‪%9,1‬‬ ‫‪4333‬‬
‫‪%41,1‬‬ ‫‪%0,1‬‬ ‫‪%1,1‬‬ ‫‪%3,1‬‬ ‫‪1000‬‬
‫‪%43,11‬‬ ‫‪%0,1‬‬ ‫‪%1,31‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪1001‬‬
‫‪Source : Kamel ZERROUKI1‬‬

‫‪ -1‬مساهمة ميزاني ــة الدولة ‪ :‬يتم تمويل جزء من المنظومة االجتماعية في العديد‬
‫من دول العالم عن طريق اإلعانات والتحويالت التي تصل إلى أكثر من ‪.%10‬‬
‫وفيما يخص الجزائر‪ ،‬فإن ميزانية الدولة تتدخل من خالل عدة عمليات كصرف‬
‫المنح العائلية ونفقات المتقاعدين الذين يتقاضون منحا منخفضة‪ .‬وعلى العموم‪،‬‬
‫فإن ميزانية الدولة تتدخل إلنقاذ الصناديق في حالة العجز عن الوفاء بالتزاماتها‬
‫إلى حدود الـ ‪(% 10‬حالة الصندوق الوطني للتقاعد سنة ‪.)1049‬‬

‫وبخصوص تمويل فرع التقاعد‪ ،‬قررت السلطات العمومية‪ ،‬سنة ‪ ،1001‬إنشاء‬


‫الصندوق الوطني الحتياطات التقاعد (‪ 2) FNRR‬يتولى مهمة تسيير الموارد‬
‫المالية المسندة إليه من أجل تكوين احتياطات موجهة للمساهمة في استمرار‬

‫‪1‬‬
‫‪- Kamel ZERROUKI, « Reforme du système de retraite entre ajustement‬‬
‫‪paramétrique et constitution de fonds de réserve, intérêt du système des comptes‬‬
‫‪notionnels –NDC- », colloque, Boston, Massachussetts, E.U, du 4-7mai 2008, p.10.‬‬
‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 90‬من األمر ‪ 01-01‬يتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،1001‬المؤرخ في ‪ 41‬يوليو‬
‫‪ ،1001‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬الصادرة بتاريخ ‪ 43‬يوليو ‪ ،1001‬ص ‪.3‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫المنظومة الوطنية للتقاعد وديمومتها‪ ،‬ويمول عل أساس ‪ %1‬من ناتج الجباية‬


‫البترولية سنويا‪ ،‬ويعتبر هذا اإلجراء إصالحا جديدا للمساهمة في الحفاظ على‬
‫نظام التقاعد لألجيال المستقبلية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الحكومة قررت رفع النسبة المذكورة أعاله إلى ‪ %9‬ابتداء‬
‫من ‪ 1041‬بموجب نص المادة ‪ 93‬من قانون المالية ‪.11041‬‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 93‬من القانون رقم ‪ ،41-44‬يتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،1041‬المؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر‬
‫‪ ،1044‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،1044‬ص ‪.90‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصـة الفصــل‪:‬‬

‫بناء على ما سبق ‪ ،‬فقد عالجنا في هذا الفصل النظام الوطني للتقاعد في‬
‫إطاره النظري والتشريعي‪ ،‬حيث نشأ وتطور في ظل المرحلة االستعمارية‪ ،‬وكان‬
‫تطبيقه بصورة جزئية وانتقائية قبل استقالل الجزائر(‪.)4311‬‬
‫تطور بعد االستقالل إلى غاية ‪ 4399‬متمي از بتنوع األنظمة حسب‬
‫قطاعات النشاط وكذا تعـ ــدد الوصاية‪ ،‬إلى أن جاء توحيد نظام التقاعد بصدور‬
‫قوانين الضمان االجتماعي في يوليو‪ ،4399‬وتم التخلي نهائيا عن األنظمة‬
‫السابقة وعددها ثمانية (‪.)09‬‬
‫يعتبر نظام التقاعد‪ ،‬حسب هذه القوانين‪ ،‬جزء ال يتج أز من نظام التأمين‬
‫االجتماعي الذي دخل حيز التنفيذ بداية من أول يناير‪ ،4391‬إذ يعد نظاما‬
‫تأمينيا ميزته األساسية التضامن بين األجيال العاملة لفائدة الفئة المتقاعدة‪.‬‬
‫ومن خالل هذا الفصل تطرقنا إلى األسس التي يقوم عليها نظام التقاعد‬
‫(نظام وحيد للتقاعد – توحيد القواعد المتعلقة بتقدير الحقوق واالمتيازات وتوحيد‬
‫طرق تمويله)‪ ،‬وكذا إلى أنواعه (تقاعد عادي‪ ،‬نسبي‪ ،‬مسبق‪ ،‬دون شرط السن‪،‬‬
‫تقاعد اإلطارات السامية)‪ ،‬وشروط كل نوع منها‪.‬‬
‫وتطرقنا بنوع من اإلسهاب إلى شروط وكيفية حساب منحة ومعاش التقاعد‬
‫(عناصر التصفية‪ ،‬حساب مبلغ التقاعد‪ ،‬المعاش المنقول وكيفية توزيعه على‬
‫ذوي الحقوق)‪.‬‬
‫كما عرجنا على هيكل نظام التأمينات االجتماعية في الجزائر الذي يتكون من‬
‫خمسة(‪ )1‬مؤسسات أساسية (صناديق) تتولى تسيير المخاطر المنصوص عليها‬
‫في قوانين التأمينات االجتماعية كل حسب اختصاصه أو مجاله‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي للعمال األجراء (‪ ،)CNAS‬الصندوق‬
‫الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء (‪ ،)CASNOS‬الصندوق الوطني‬
‫للتقاعد (‪ ،)CNR‬الصندوق الوطني للعطل المدفوعة األجر والبطالة الناجمة عن‬
‫العمومية‬ ‫األشغال‬ ‫البناء‪،‬‬ ‫قطاعات‬ ‫في‬ ‫الجوية‬ ‫األحوال‬ ‫سوء‬
‫والري)‪ )CACOBATH‬والصندوق الوطني للتأمين على البطالة (‪.)CNAC‬‬
‫‪39‬‬
‫اإلطار النظري والتشريعيي للنظام الوطني للتقاعد‬ ‫الفصل األول‬

‫أما فيما يتعلق بمصادر تمويل نظام التقاعد فهي تتمثل في أقساط االشتراكات‬
‫اإلجبارية بعنوان الضمان االجتماعي وكذا تدخل ميزانية الدولة لتغطية العجز في‬
‫موارد صندوق التقاعد(إنشاء الصندوق الوطني الحتياطات التقاعد سنة ‪.)1001‬‬
‫وبناء على ما تم تقديمه في هذا الفصل‪ ،‬يمكننا القول أن نظام التقاعد في‬
‫الجزائر يعد من األنظمة السخية نظ ار لالمتيازات التي يقدمها كتوسيع مجال‬
‫التغطية لألفراد‪ ،‬ضعف معدل االشتراك‪ ،‬الحد األقصى للمعاش بنسبة ‪% 90‬‬
‫ويصل إلى ‪ % 400‬لبعض الفئات (المجاهدون)‪ ،‬انتقال المعاش لذوي الحقوق‬
‫وحمايتهم‪ ،‬إعادة تقييم المعاشات والمنح سنويا‪ ،‬كما أن سن التقاعد يصل في‬
‫كثير من الدول إلى ‪ 11‬سنة بالنسبة للرجال و‪ 10‬سنة بالنسبة للنساء‪ 1‬بينما سن‬
‫التقاعد في الجزائر هو ‪ 10‬سنة بالنسبة للرجال و‪ 11‬سنة بالنسبة للنساء‪ ،‬مع‬
‫إمكانية اإلحالة على التقاعد المسبق في سن ‪ 10‬و‪ 11‬بالنسبة للرجال والنساء‬
‫على التوالي‪ ،‬ويستفيد كل أجير بناء على طلبه من معاش تقاعد كامل في حالة‬
‫استيفائه ‪ 91‬سنة على األقل من العمل وما يقابلها من اشتراك في الضمان‬
‫االجتماعي دون األخذ بعين االعتبار لسنه‪ ،‬بينما نجد هذه المدة تصل إلى ‪10‬‬
‫سنة أو أكثر في بلدان أخرى‪.‬‬
‫ومما يؤخذ عليه‪ ،‬خاصة بعد إحداث التقاعد المسبق والنسبي بموجب‬
‫األمر‪ ،49-33‬تفاوت في االمتيازات والمزايا من نوع تقاعد آلخر‪ ،‬ومن فئة‬
‫ألخرى (المجاهدون واإلطارات السامية في الدولة)‪ ،‬مما يؤدي إلى عدم المساواة‬
‫بين المتقاعدين‪ ،‬كما أن شرط المدة وسن اإلحالة على التقاعد المحدد بـ ‪ 10‬سنة‬
‫لالستفادة من التقاعد أصبحا غير متالزمين بعد التعديالت التي أدخلت على‬
‫قانون التقاعد‪ ،‬حيث أصبح بإمكان العامل الذي قضى مدة ‪ 91‬سنة في العمل‬
‫الفعلي أن يستفيد من التقاعد دون مراعاة شرط السن‪.2‬‬

‫‪ -1‬في إيطاليا مثال تم تحديد سن الـ ‪ 11‬من أجل االستفادة من المعاش كامال مع إمكانية تمديدها اختياريا‬
‫إلى الـ ‪ 30‬سنة وفرض شروط تعجيزية على التقاعد المسبق‪.‬‬
‫‪ -2‬تم إلغاء التقاعد النسبي ودون شرط السن المؤسسين بموجب المادة ‪ 1‬من األمر رقم ‪ 49-33‬المؤرخ‬
‫في ‪ 94‬مايو ‪ 4333‬بموجب إصالحات ‪( 1043‬القانون رقم ‪.)41-41‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫ضرورات اإلصالح يف نظام‬

‫التقاعـد وضغوطات الوضعية‬

‫االجتماعية واالقتصادية‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصــل الثــاني‪ :‬ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات‬


‫الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬

‫تمهيــد‪:‬‬

‫تواجه كثير من الدول وبدرجات مختلفة صعوبات في تمويل أنظمتها‬


‫للتقاعد بالتوزيع (‪ ،)régime de retraite par répartition‬ومن بين األسباب‬
‫الرئيسية ما يلي‪:1‬‬

‫‪ -‬التطور الديمغرافي الذي ساهم في زيادة عدد المتقاعدين في المجتمع‬


‫وبالتالي اتساع الفجوة واختالل العالقة بين المتقاعدين والمشتركين‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض االشتراكات بسبب تدهور سوق العمل مما أضعف قدرة اشتراك‬
‫العاملين أثناء حياتهم العملية‪.‬‬
‫‪ -‬ضغوطات العولمة التي أدت إلى تخفيض الرواتب واألجور وهو ما يتعارض‬
‫مع المساهمات (االشتراكات) االجتماعية‪.‬‬

‫وعموما‪ ،‬فإن السلطات العمومية عندما تريد مواجهة مشكلة تمويل أنظمتها‬
‫للتقاعد‪ ،‬فإنها تعمد إلى رفع سن التقاعد أمال في الحصول على أكبر عدد من‬
‫االشتراكات ودفع أقل عدد من المعاشات‪ ،1‬والجزائر كغيرها من هذه الدول عرفت‬
‫عدة إصالحات لمنظومة الضمان االجتماعي عبر عدة محطات‪.‬‬

‫وسنتعرض في هذا الفصل إلى أبرز اإلصالحات التي عرفتها منظومة التقاعد‬
‫في الجزائر والدوافع التي أدت إلى ذلك مع انعكاسات الوضعية االجتماعية‬
‫واالقتصادية على هذه المنظومة ضمن مبحثين‪ ،‬األول ونتناول فيه اإلصالحات‬
‫التي عرفتها منظومة التقاعد في الجزائر والدوافع التي أدت إلى ذلك‪ ،‬ونتعرض‬
‫في الثاني إلى انعكاسات الوضعية االجتماعية واالقتصادية للبالد على منظومة‬
‫التقاعد‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Patrice POURCEL, La protection sociale, Bréal Editions, France, 2006, p.94.‬‬
‫‪42‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبـــحث األول‪ :‬اإلصالحات التي عرفتها منظومة التقاعـد في الجزائر ودوافعها‬

‫تكتسي عملية إصالح أنظمة التقاعد طابعا عالميا‪ ،‬فكثير من الدول‬


‫عمدت في مطلع القرن الحالي إلى إدخال عدة إصالحات على أنظمة معاشات‬
‫التقاعد‪ ،‬علما أنه ال يوجد نموذج عالمي موحد يطبق على جميع الدول بل لكل‬
‫منها خصوصياتها‪ ،‬ويبقى الدافع المشترك لإلصالحات هو معالجة المشاكل‬
‫المالية التي تعاني منها أنظمة التقاعد‪ ،‬وتركزت أهم دوافع م ارجعة نظام التقاعد‬
‫في الجزائر على‪:1‬‬
‫موجه إلى‬
‫‪ -‬التحول االجتماعي واالقتصادي من خالل االنتقال من اقتصاد ّ‬
‫اقتصاد السوق‪.‬‬
‫‪ -‬المنافسة الدولية والدخول التدريجي لالقتصاد الجزائري في االقتصاد العالمي‬
‫(االنخراط في مسار االنضمام للمنظمة العالمية للتجارة ‪ ،OMC‬الدخول في‬
‫اتفاقية الشراكة مع االتحاد االوربي‪ ،‬وغير ذلك من الترتيبات اإلقليمية والدولية )‪،‬‬
‫وهنا تبرز أهمية مسايرة نظام التقاعد للظروف الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬تراجع دور دولة الرعاية (‪ ،)L’Etat providence‬فالخزينة العمومية لم تعد‬
‫المصدر األساسي لتمويل الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫إن اإلصالح بطريقة شاملة وتدريجية يجب أن يحمل الكثير من العدالة‬


‫بين الطبقات االجتماعية والتضامن بين األجيال واحساس بالمسؤولية من جانب‬
‫الفاعلين االجتماعيين‪ ،‬ذلك أن اإلصالح عملية معقدة وال يوجد له حل وحيد ‪.2‬‬

‫وقد ارتـأينا في هذا المبحث أن نتطرق إلى جملة اإلصالحات التي عرفها‬
‫النظام الوطني للتقاعد‪ ،‬ابتداء بإصالحات ‪ 4399‬وانتهاء بما جاء به القانون‬
‫‪ 41-41‬الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من أول يناير‪.1043‬‬

‫‪ -1‬ن ـ ـوال أقاسـ ــم ‪ ،‬مرج ـ ــع ساب ـ ــق‪ ،‬ص‪.493‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Jean Christophe Le DUIGOU, Jean Marie TOULISSE, L’Avenir des retraites, les‬‬
‫‪Editions de l’atelier, Paris, France, 1999, p. 14.‬‬
‫‪43‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطـلب األول‪ :‬توحيد نظـام التقـاعــد ‪0893‬‬

‫نشأ نظام الضمان االجتماعي في ظل التواجد االستعماري‪ ،‬وتطور بعد‬


‫االستقالل ليشمل شرائح اجتماعية واسعة من المجتمع‪ ،‬ويتميز بميزتين أساسيتين‬
‫هما‪:1‬‬

‫‪ -‬أنه نظــام إجبــاري‪ ،‬حيث يلتزم كافة األشخاص الطبيعيين الذين يمارسون‬
‫نشاطا مهنيا بالتسجيل في هذا النظام واالنتساب إليه لدى هيئات الضمان‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬أنه نظــام تساهــمي‪ ،‬حيث تشترك جميع األطراف (األشخاص أو الهيئات‬
‫المستخدمة‪ ،‬العمال أو المهنيين) في تمويل هيئات الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫كرست اإلصالحات المتخذة سنة ‪ 4399‬نقلة نوعية لهذا النظام‪ ،‬إذ تمثل القوانين‬
‫الصادرة في يوليو‪ 2‬أكبر إثراء في مجال القوانين والتشريعات المتعلقة بهذا‬
‫النظام‪.‬‬

‫تهدف اإلصالحات في هذه المرحلة إلى وحدة نظام التأمين االجتماعي‬


‫وتعميم االمتيازات والحقوق على جميع العمال بدون استثناء‪ ،‬وتطبيقا لقوانين‬
‫‪ 4399‬ومحاولة من المشرع لتفعيلها فقد تم في سنة ‪ 4391‬إنشاء صندوقين‬
‫بموجب المرسوم ‪ 119-91‬المؤرخ في ‪ 10‬أوت ‪ ، 4391‬وهما‪:‬‬

‫الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية وحوادث العمل واألمراض المهنية‬ ‫‪-4‬‬


‫(‪.)CNASAT‬‬
‫الصنـ ــدوق الوط ــني للمعاش ـ ــات (‪.)CNR‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ -1‬الطيب سماتي‪ ،‬مرج ـع ساب ـق‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫‪ -2‬هناك خمسة قوانين صدرت دفعة واحدة‪ ،‬وهي‪ :‬قانون التأمينات االجتماعية (القانون رقم ‪،)44-99‬‬
‫قانون التقاعد (القانون رقم ‪ ،)41-99‬قانون حوادث العمل واألمراض المهنية (القانون رقم ‪ ،)49-99‬قانون‬
‫التزامات المكلفين في مجال الضمان االجتماعي(القانون رقم ‪ ،)41-99‬قانون المنازعات في مجال الضمان‬
‫االجتماعي (القانون رقم ‪.)41-99‬‬

‫‪44‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويتكفل الصندوقان بالحماية االجتماعية للعمال األجراء وغير األجراء (يشرف‬


‫على تسيير كل صندوق مجلس إدارة)‪.1‬‬

‫وفي سنة ‪ 4331‬تم إنشاء ثالث (‪ )9‬صناديق للضمان تشمل كل الفئات‬


‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 203-31‬المؤرخ في ‪ 1‬يناير ‪ 4331‬المتضمن‬
‫النظام القانوني لصناديق الضمان االجتماعي والتنظيم اإلداري والمالي للضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬والذي ألغى ضمنيا المرسوم ‪ 119-91‬المذكور أعاله ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -4‬الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء (‪.)CNAS‬‬
‫‪ -1‬الصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء (‪.)CASNOS‬‬

‫وهذان الصندوقان نتجا عن تقسيم الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية‬


‫وحوادث العمل واألمراض المهنية (‪ )CNASAT‬المحدث بالمرسوم رقم ‪-91‬‬
‫‪ 119‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ -9‬الصنــدوق الوطـني للتقــاعد ‪.CNR‬‬

‫والجدير بالذكر أن هذا المرسوم صدر في ظل التحوالت التي شهدتها‬


‫الجزائر في نظامها السياسي بانتقالها لنظام جديد بعد صدور دستور ‪4393‬‬
‫الذي تبنى نهجا اقتصاديا يعتمد على اقتصاد السوق الذي يميزه دخول القطاع‬
‫الخاص إلى جانب القطاع العام الحكومي والتخلي عن النظم االشتراكية‬
‫والتوجهات التي سادت بداية من سنة ‪ ،34390‬فكان لزاما على المشرع أن يكيف‬
‫منظومة الضمان االجتماعي مع هذه التحوالت‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر المرسوم رقم ‪ 119-91‬المؤرخ في ‪ 10‬غشت ‪ 4391‬المتضمن التنظيم اإلداري للضمان‬


‫االجتماعي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬الصادرة بتاريخ ‪ 14‬غشت ‪ ،4391‬ص ‪.4119‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 03-31‬المؤرخ في ‪ 1‬يناير ‪ 4331‬المتضمن النظام القانوني لصناديق الضمان‬
‫االجتماعي وتنظيمها المالي واإلداري‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،1‬الصادرة بتاريخ ‪ 1‬يناير ‪ ،4331‬ص‪.11‬‬
‫‪ -3‬قـوي بوحنية‪ ،‬عزيـز محمـد الطاهـر‪ ،‬التسيـير الـذاتي للصنـدوق الوطـني للتأمينــات االجتماعية‬
‫بالجزائـر‪ ،‬اإلطـــار التنظيـمي ومعيقـاته‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪،‬العدد السابع‪ ،‬جوان ‪ ،1041‬ص‪.493‬‬

‫‪45‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن أهم هذه الصناديق التي تتميز بمكانة هامة في منظومة الضمان االجتماعي‬
‫يبرز دور الصندوق الوطني للتقاعد الذي تعززت مكانته كمرفق عام ذو‬
‫صالحيات واسعة في إطار السياسة العامة الجديدة للدولة بعد االنفتاح السياسي‬
‫واالقتصادي الذي عرفته البالد‪.‬‬

‫‪ .0-0‬الصنـــدوق الوطــــني للتقـاعـــد‪:‬‬

‫هو هيئة عمومية تتمتع بالشخصية القانونية واالستقالل المالي‪ ،‬أنشئ‬


‫بموجب المرسوم رقم ‪ 119-91‬المؤرخ في ‪ 10‬غشت ‪ 4391‬الملغى بالمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ ،03-31‬وهو يخضع للو ازرة المكلفة بالضمان االجتماعي (حاليا‬
‫هي و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي )‪.‬‬

‫‪ .0-0-0‬المهــــام‪:‬‬

‫يتولى الصندوق مهامه لضمان الحماية االجتماعية لفئة المتقاعدين وقد‬


‫وردت هذه المهام على سبيل الحصر في المادة التاسعة (‪ )3‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 03-31‬السالف الذكر‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬تسيير معاشات ومنح التقاعد وكذا معاشات ومنح ذوي الحقوق‪.‬‬


‫‪ -‬تسيير المعاشات والمنح الممنوحة بسند التشريع ماقبل الفاتح من يناير ‪4391‬‬
‫إلى غاية انقضاء حقوق المستفيدين‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان عملية التحصيل والمراقبة ونزاعات تحصيل االشتراكات المخصصة‬
‫لتمويل أداءات التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق األحكام المتعلقة بالتقاعد المنصوص عليها في المعاهدات واالتفاقيات‬
‫الدولية في مجال الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان إعالم المستفيدين وأرباب العمل‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير صندوق المساعدة واإلغاثة تطبيقا للمادة ‪ 11‬من القانون ‪41-99‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 4399‬المتعلق بالتقاعد‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .6-0-0‬التمــــويل‪:‬‬

‫يتم تمويل نفقات التقاعد عن طريق قسط من االشتراكات‪ ،‬تقع على عاتق‬
‫المستخدم والعامل األجير في حالة النشاط‪ ،‬كمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬التقاعد العادي‪ %43,11 :‬منها‪ %40 ،‬على عاتق المستخدم‪%1,31 ،‬‬


‫على عاتق األجير و‪ %0,10‬حصة صندوق الخدمات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬التقاعد المسبق‪ %0,10 :‬مقسمة مناصفة بين المستخدم واألجير‪.‬‬

‫‪ .6-0‬إنشـاء الصنـدوق الوطــني الحتيــاطات التقــاعد (‪:)FNRR‬‬

‫في سنة ‪ ،1001‬قررت السلطات العمومية إنشاء الصندوق الوطني‬


‫الحتياطات التقاعد (‪ )FNRR‬بواسطة تدابير قانون المالية التكميلي عن‬
‫طريق حساب تخصيص خاص‪.1‬‬

‫ويعتبر اإلنشاء عن طريق حسابات التخصيص الخاص استثناء على مبدأ‬


‫الوحدة والسنوية في الميزانية العامة للدولة‪ ،‬مما يطرح إشكالية الرقابة على‬
‫هذه الحسابات من حيث أشكال اإلنفاق مقارنة بالنفقات العامة للدولة خاصة‬
‫أن هذه الحسابات قد بلغت حدا كبي ار لم يعد يبرره الطابع االستثنائي‪.‬‬

‫يتولى مهمة تسيير الموارد المالية المسندة إليه من أجل تكوين احتياطات‬
‫موجهة للمساهمة في استمرار المنظومة الوطنية للتقاعد وديمومتها‪ ،‬ويمول‬
‫على أساس ‪ % 1‬من ناتج الجباية البترولية سنويا‪.‬‬

‫وتتكون موارده حسب المادة ‪ 90‬مناألمر ‪ 01-01‬المؤرخفي ‪ 41‬يوليو ‪1001‬‬


‫المتضمـ ــن قانـون المالية التكميـلي لسنـة ‪ ،1001‬من‪:‬‬
‫‪ % 1‬من ناتج الجباية البترولية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬حصة من الفائض في خزينة صناديق الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -1‬انظرالمادة ‪ 90‬من األمر ‪ 01-01‬المؤرخ في ‪ 41‬يوليو ‪ 1001‬المتضمـن قانـون المالية التكميـلي لسنـة‬
‫‪،1001‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،13‬الصادرة بتاريخ ‪ 43‬يوليو‪ ،1001‬ص‪.3‬‬

‫‪47‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬حصة من عائدات تأجير وبيع األمالك العقارية والمنقولة للصناديق المكلفة‬


‫بضمان أداءات التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬عائدات توظيف األموال‪.‬‬
‫‪ -‬الهبات والوصايا‪.‬‬
‫‪ -‬كل الموارد األخـرى أو المــساهـمات أو اإلعانات المحتملة‪.‬‬
‫توظف هذه الموارد بصفة حصرية في سندات الدولة ويـقـرر اسـتـعـمالها فـي‬
‫مجـلس الوزراء ويحدد عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الحكومة قررت رفع النسبة المذكورة أعاله إلى ‪%9‬‬
‫ابتداء من ‪ 1041‬بموجب نص المادة ‪ 93‬من قانون المالية ‪.11041‬‬

‫يعتبر إنشاء هذا الصندوق من اإلصالحات الجديدة التي أدخلت على‬


‫منظومة التقاعد غير أنه يبقى مرتبطا بمداخيل الجباية البترولية التي تتميز‬
‫بتقلبات أسعارها خاصة في االضطرابات االقتصادية‪ ،‬وهذا ما نالحظ آثاره في‬
‫اآلونة األخيرة بسبب الحركة التنازلية ألسعار النفط بصفة مستمرة وغير قابلة‬
‫لالستقرار‪ ،2‬وعليه يمكن القول أن مصادر تمويل نظام التقاعد في الجزائر تكاد‬
‫تكون محدودة‪.‬‬

‫المطـلب الثاني‪ :‬تعديالت مرحلة اإلصـالحات االقتصـادية وبرنامج التعديل‬


‫الهيكلي‬

‫مع بداية التسعينات من القرن الماضي‪ ،‬تبنت الجزائر جملة من‬


‫اإلصالحات عرفت ببرنامج التعديل الهيكلي(‪ )PAS‬لالقتصاد الوطني (‪-4331‬‬
‫‪ ، )4333‬فرضتها ظروف داخلية استثنائية وأملتها مؤسسات مالية دولية (البنك‬
‫العالمي‪ ،‬صندوق النقد الدولي)‪ ،‬وقد تمخض عنها غلق العديد من المؤسسات‬

‫‪ -1‬انظر المادة ‪ 93‬من القانون رقم ‪ 41-44‬المؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 1044‬المتضمن قانون المالية لسنة‬
‫‪ ،1041‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬ديسمبر ‪ ،1044‬ص‪.90‬‬
‫‪ -2‬انخفضت أسعار النفط من ‪ 440‬دوال ار للبرميل في جوان ‪ 1041‬لتصل إلى حوالي ‪ 10‬دوال ار للبرميل‬
‫مطلع ‪.1041‬‬

‫‪48‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫االقتصادية العمومية والتسريح الجماعي آلالف العمال‪ ،‬وتحويل أعداد معتبرة‬


‫منهم على التقاعد المسبق‪.‬‬

‫ونتج عن هذه اإلجراءات حدوث اختالل في التوازن المالي لمنظومة‬


‫التقاعد جراء تناقص عدد المشتركين في تمويلها وارتفاع عدد المتقاعدين من‬
‫جهة ‪ ،‬وزيادة نفقاتها من جهة أخرى‪ .‬باإلضافة إلى عدم توسيع الموارد المالية‬
‫للصندوق من أجل الحفاظ على ديمومته وتوازنه‪ ،‬وهنا برزت مسألة إصالح نظام‬
‫التقاعد‪.‬‬

‫وبذلك تمت مراجعة منظومة التقاعد في هذه المرحلة بعدة نصوص‪ ،‬نذكرها فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ .0-6‬صـدور المرسـوم التشريعي رقم ‪ 01-84‬المؤرخ في ‪ 62‬مايو ‪:0884‬‬

‫المحدث للتقاعد المسبق‪ ،‬و"هو نظام جديد فرضته حتمية التسريح ألسباب‬
‫اقتصادية نتيجة إعادة هيكلة المؤسسات االقتصادية أو عجزها أوحلها‪ ،‬وذلك‬
‫باللجوء إلى تقديم سن التقاعد والتكفل ببعض العمال المسرحين كحل مؤقت في‬
‫انتظار بلوغ العامل السن القانونية للتقاعد"‪ .1‬وجاء هذا اإلجراء للتخفيف من‬
‫حجم البطالة التي بلغت آنذاك حوالي ‪ ،% 90‬وخلق مناصب عمل جديدة‪.‬‬

‫كما قام المشرع بتمديد تطبيق أحكام هذا المرسوم (التقاعد المسبق) إلى أجراء‬
‫المؤسسات واإلدارات العمومية بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 943-39‬المؤرخ في ‪9‬‬
‫أكتوبر ‪ 4339‬المتضمن توسيع التقاعد المسبق لموظفي المؤسسات واإلدارات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫إن الوضعية االقتصادية واالجتماعية التي عرفتها الجزائر خالل هذه المرحلة‬
‫دفعت المشرع إلى إحداث نصين يتعلقان بالحفاظ على الشغل وحماية األجراء‬
‫والتأمين على البطالة للتخفيف من شروط االستفادة من نظام التقاعد‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫‪ -1‬سليمان أحمية‪ ،‬مرجــع سابــق‪ ،‬ص‪.410‬‬

‫‪49‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬الم ــرسوم التشـ ـريعي رقم ‪ 103-31‬المؤرخ في ‪ 11‬مايو ‪ 4331‬يتضمن‬


‫الحفاظ على الشغل وحماية األجراء الذين يفقدون عملهم بصفة ال إرادية‪.‬‬

‫‪ -‬الم ــرسوم التشـ ـريعي رقم ‪ 244-31‬المؤرخ في ‪ 11‬مايو ‪ 4331‬يحدث التأمين‬


‫على البطالة لفائدة األجراء الذين يفقدون عملهم بصفة ال إرادية ألسباب‬
‫اقتصادية‪.‬‬

‫وقد أحدث التقاعد المسبق بالمرسوم التشريعي المذكور أعاله لمواكبة‬


‫التطورات االقتصادية في الجزائر آنذاك‪ ،‬فأصبح بإمكان العامل أن يحصل على‬
‫تقاعد مسبق لتفادي اللجوء إلى تسريحه بسبب تقليص عدد العمال ألسباب‬
‫اقتصادية أو حالة التوقف القانوني لنشاط المستخدم‪.3‬‬

‫وهذا النوع من التقاعد فرضته حتمية التشريع الجماعي ألسباب اقتصادية ظرفية‬
‫إلعادة التنظيم والهيكلة للمؤسسة بوسائل وطرق حديثة ذات آلية تكنولوجية‬
‫متطورة‪ .4‬ومن إيجابيات هذا النوع من التقاعد التخفيف من البطالة‪.‬‬

‫‪ .6-6‬صـــدور األمــر رقــم ‪ 03-82‬المؤرخ في ‪ 30‬مايو ‪:0882‬‬

‫(يعدل ويتمم القانون رقم ‪ 41-99‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 99‬والمتعلق‬


‫بالتقاعد)‪.‬وبموجبه تم إحداث التقاعد النسبي‪ ،‬وقد لجأ المشرع إلى إحداث هذا‬
‫التعديل ليجعل من قانون العمل أكثر مرونة لما تقتضيه الظروف االقتصادية‬
‫واالجتماعية لتوفير مناصب شغل والقضاء على ظاهرة البطالة‪،‬وبالتالي حماية‬

‫‪ -1‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 03-31‬المؤرخ في ‪ 11‬مايو ‪ 4331‬المتضمن الحفاظ على الشغل و حماية‬
‫األجراء الذين قد يفقدون عملهم بصفة ال إرادية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬المؤرخة في أول يوليو‬
‫‪ ،4331‬ص‪.9‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 44-31‬المؤرخ في ‪ 11‬مايو ‪ 4331‬يحدث التأمين على البطالة لفائدة األجراء‬
‫الذين يفقدون عملهم بصفة ال إرادية ألسباب اقتصادية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬الصادرة في أول يوليو‬
‫‪ ،4331‬ص‪.41‬‬
‫‪ -3‬آم ـ ــال بن رجـال‪ ،‬مرجع ساب ـ ــق‪ ،‬ص‪.403‬‬
‫‪ -4‬مولود ديدان‪ ،‬مدونـــة المعاشـــات والتقاعــــد‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪50‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أكبر عدد من العمال‪ .‬كما يسمح للعمال الذين اكتملوا ‪ 91‬سنة اشتراك بالحصول‬
‫على التقاعد بعد بلوغهم سن الخمسين(‪ )10‬سنة‪.‬‬

‫يتأثر سن التقاعد بسياسة التشغيل المعتمدة في البالد‪ ،‬ال سيماعند ارتفاع‬


‫نسبة البطالة‪ ،‬حيث يمكن تخفيض سن التقاعد بما يسمح بفتح مناصب عمل‬
‫جديدة‪ ،‬وهو العامل الذي دفع بالمشرع إلى تعديالت ‪.14333‬‬

‫وشهدت فترة (‪ )4333-4331‬تسجيل ‪ 113.991‬عامل في وضعية التأمين‬


‫على البطالة واستفادة ‪ 11.391‬من الذهاب اإلرادي‪ ،‬فيما استفاد ‪ 19.949‬من‬
‫التقاعد المسبق‪ ،‬وقدر عدد المؤسسات المحلة إلى غاية ‪ 90‬جوان ‪ 4339‬بـ‬
‫‪ 941‬مؤسسة‪ ،‬ويعد قطاع الصناعة األكثر معاناة بنسبة ‪ %11‬وتفاقمت ظاهرة‬
‫البطالة ليصل عدد العاطلين عن العمل إلى أكثر من ‪ 1,3‬مليون عاطل سنة‬
‫‪ .24339‬وشهدت مرحلة (‪ )4333-4331‬إلغاء ‪ 101.000‬منصب عمل‬
‫مباشر‪.3‬‬
‫‪4‬‬
‫المؤرخ في ‪ 12‬يوليو ‪:0882‬‬ ‫‪ .3-6‬صـــدور األمــر رقــم ‪09 -82‬‬

‫ظهر هذا التعديل في ظل الظروف السياسية واالقتصادية المتميزة في‬


‫التسعينات‪،‬حيث أبقي على شرط السن في المادة الثالثة‪ ،‬غير أنه اشترط في‬
‫الفقرة الثانية من هذه المادة لالستفادة من معاش التقاعد‪ ،‬أن يكون العامل قد قام‬
‫بعمل فعلي يساوي على األقل نصف المدة المشار إليها (‪ 41‬سنة) ودفع‬
‫اشتراكات الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -1‬سليمان أحمية‪ ،‬مرج ـع سابـ ـق‪ ،‬ص‪.414‬‬


‫‪ -2‬مليـ ــكة محديـ ــد‪ ،‬مرج ـع سا ـبق‪ ،‬ص ص ‪.401-409‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Philippe ADAIR et Youghourta BELLACHE, « emploi et secteur informel en‬‬
‫‪Algérie : déterminant, segmentation et mobilité de la main d’œuvre », Région et‬‬
‫‪développement N° 35, Université de Toulon-faculté de sciences économiques et de‬‬
‫‪gestion, 2012, p98.‬‬
‫‪ -4‬األمر رقم ‪ 49-31‬المؤرخ في ‪ 01‬يوليو ‪ 4331‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 41-99‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو‬
‫‪ 4399‬والمتعلق بالتقاعد‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬الصادرة بتاريخ ‪ 3‬يوليو ‪ ،4331‬ص ‪.41‬‬

‫‪51‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وأضاف المشرع مصطلحا جديدا لقانون التقاعد في المادة الرابعة (‪)1‬‬


‫منه‪ ،‬يتعلق باالستفادة من التقاعد قبل بلوغ السن المحددة في المادة السادسة من‬
‫القانون ‪ ،41-99‬وتخص العمال الذين يشتغلون في مناصب عمل تتميز‬
‫بظروف بالغة الضرر‪ ،‬على أن يدفع المستخدم اشتراكات إضافية‪.‬‬

‫كما حددت المادة ‪ 43‬من هذا األمر بعض التعديالت التي مست المادة ‪ 19‬من‬
‫قانون التقاعد‪ ،‬وتتعلق برفع قيمة المعاشات ابتداء من أول أبريل من كل سنة‬
‫بقرار من الوزير المكلف بالضمان االجتماعي بناء على اقتراح مجلس إدارة‬
‫الصندوق الوطني للتقاعد‪.‬‬

‫أما فيما يخص التمويل‪ ،‬فقد حددت المادة ‪ 14‬التي عدلت المادة ‪ 19‬من قانون‬
‫التقاعد عملية التمويل كالتالي ‪" :‬يتم تمويل نفقات التقاعد ومصاريف فرع التقاعد‬
‫بقسط اشتراك إجباري محدد بموجب مرسوم تنفيذي يكون على عاتق المستخدم‬
‫والمستفيد المذكورين في المادة ‪( 1‬قبل بلوغ السن) في إطار تقاعد العمال الذين‬
‫يعملون في ظروف بالغة الضرر"‪.‬‬

‫‪ .4-6‬صــدور القـانون رقــم ‪ 113-88‬المؤرخ في ‪ 66‬مارس ‪:0888‬‬

‫المعدل والمتمم القانون رقم ‪ 41-99‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ 4399‬والمتعلق‬


‫بالتقاعد)‪ .‬وأهم تعديالته التي أدخلت حيز النفاذ‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬احتساب المعاش على أساس األجر الشهري المتوسط والمتقاضى في السنوات‬


‫الخمس(‪ )1‬األخيرة السابقة لإلحالة على التقاعد أو على أساس السنوات‬
‫الخمس(‪ )1‬التي تقاضى فيها المعني باألمر األجر األقصى خالل حياته‬
‫المهنية‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 09-33‬المؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪ 4333‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 41-99‬المؤرخ في ‪1‬‬
‫يوليو ‪ 4399‬والمتعلق بالتقاعد‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬الصادرة بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ ،4333‬ص‪.1‬‬

‫‪52‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تحديد المبلغ األقصى الخام لمعاش التقاعد بـ ‪ %90‬من األجر الخاضع‬


‫الشتراك الضمان االجتماعي‪ ،‬على أن ال يتعدى خمس عشر(‪ )41‬مرة قيمة‬
‫األجر الوطني األدنى المضمون‪.‬‬

‫وال يمكن أن يقل المبلغ السنوي لمعاش التقاعد عن ‪ %31‬من المبلغ السنوي‬
‫لألجر الوطني األدنى المضمون‪.‬‬

‫‪ -‬تتحمل الدولة تكلفة تثبيت فترات المشاركة في حرب التحرير بدال من‬
‫الصندوق الوطني للتقاعد‪ ،‬واستفادة المجاهدين من حقوق التقاعد بنسبة ‪%400‬‬
‫تتحمل الدولة نسبة ‪ %10‬منها‪.‬‬

‫بعد هذا العرض ألهم التعديالت التي عرفتها هذه المرحلة‪ ،‬يمكن القول أن هذه‬
‫األخيرة وفرت حماية لعدد كبير من العمال الذين طالهم التسريح ألسباب‬
‫اقتصادية واستفادة الكثير من التقاعد المسبق‪ ،‬غير أنها أدت إلى ارتفاع كبير‬
‫لعدد المتقاعدين أثر بشكل مباشر على صندوق التقاعد‪ ،‬وسجل أرصدة سلبية‬
‫لعدة سنوات( جدول رقم ‪.1)41‬‬

‫‪ -1‬انظر الصفحة رقم ‪.17‬‬

‫‪53‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جــدول رقـم (‪ :)8‬التطـور السنـوي لعـدد المستفيدين حسب نـوع التقاعـد خـالل الفتـرة‬
‫(‪)6113-0882‬‬
‫المجـــــموع‬ ‫تقاعــــد مسبـــق تقاعــــد مباشــــر‬ ‫تقاعــــد نســــبي‬ ‫السنوات تقاعــــد بــــدون‬
‫شــــرط الســــن‬
‫‪30 933‬‬ ‫‪----‬‬ ‫‪19 234‬‬ ‫‪3 441‬‬ ‫‪8 258‬‬ ‫‪0882‬‬
‫‪58 103‬‬ ‫‪----‬‬ ‫‪22 368‬‬ ‫‪17 746‬‬ ‫‪17 994‬‬ ‫‪0889‬‬
‫‪608 616‬‬ ‫‪509 369‬‬ ‫‪19 886‬‬ ‫‪42 858‬‬ ‫‪36 503‬‬ ‫‪0888‬‬
‫‪656 431‬‬ ‫‪525 244‬‬ ‫‪16 815‬‬ ‫‪63 947‬‬ ‫‪50 425‬‬ ‫‪6111‬‬
‫‪702 078‬‬ ‫‪538 688‬‬ ‫‪14 893‬‬ ‫‪85 864‬‬ ‫‪62 633‬‬ ‫‪6110‬‬
‫‪742 227‬‬ ‫‪546 373‬‬ ‫‪13 317‬‬ ‫‪108 645‬‬ ‫‪73 892‬‬ ‫‪6116‬‬
‫‪783 659‬‬ ‫‪559 064‬‬ ‫‪10 411‬‬ ‫‪130 194‬‬ ‫‪83 990‬‬ ‫‪6113‬‬
‫المصـ ــدر‪ :‬مليكـة محديــد مرجــع سابــق‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه في ‪ 1001‬كان عدد المتقاعدين حسب الجهاز المحدث‬
‫للتقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن‪ ،‬أي األمر ‪ ،49-33‬يشكل ثلث عدد‬
‫المتقاعدين المستفيدين من التقاعد المباشر‪ ،‬وهذا ما يشكل نجاح هذا الجهاز‪.1‬‬

‫المطـلب الثـالث ‪ :‬إصالحـات ‪( 6102‬صــدور القـانون رقم ‪:)05-02‬‬

‫أثار مشروع قانون التقاعد الجديد جدال كبي ار على المستوى السياسي‬
‫مطالب‬ ‫والنقابي بسبب إلغاء التقاعد النسبي ودون شرط السن‪ ،‬ولم تفلح‬
‫التكتالت النقابية بتجميده أو إلغائه أو إعادة النظر فيه باعتباره ‪ -‬في نظرها‪-‬‬
‫تنازال عن المكتسبات االجتماعية ومجحفا في حق العمال‪ ،‬حيث تمت المصادقة‬
‫عليه من طرف البرلمان بغرفتيه وتوقيع رئيس الجمهورية على قرار صدوره في‬

‫‪1‬‬
‫‪-Jean Marc DUPUIS, Claire EL MOUDDEN et Anne PERTRON, « Régimes de‬‬
‫‪retraites, inégalité de revenu et redistribution au Maghreb », Région et‬‬
‫‪Développement n° 30, Université de Toulon-faculté de sciences économiques et de‬‬
‫‪gestion, France, 2009, p187.‬‬

‫‪54‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العدد األخير من الجريدة الرسمية لسنة ‪ ،1041‬ودخل حيز التنفيذ ابتداء من أول‬
‫يناير‪.1043‬‬

‫‪ .0-3‬دوافــــع (أسباب) التعديــل‪:‬‬

‫جاء في عرض أسباب تعديل قانون التقاعد بأنه تم وضع الجهاز الخاص‬
‫بالتقاعد النسبي ودون شرط السن في سياق برنامج التعديل الهيكلي‪ ،‬من أجل‬
‫التكفل بعمليات تسريح العمال التي تلت غلق عدة مؤسسات وطنية‪.‬‬

‫وبالرغم من تجاوز هذه الفترة‪ ،‬استمر النظام الوطني للتقاعد في تسجيل‬


‫عدد معتبر لطلبات االستفادة اإلرادية من التقاعد قبل سن ‪ 10‬سنة‪ ،‬على أساس‬
‫الجهاز الصادر في سنة ‪ ،4333‬ما أدى إلى اإلضرار بالتوازنات المالية‬
‫للصندوق الوطني للتقاعد‪.1‬‬

‫وحسب و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي فإنه خالل الفترة‬


‫الممتدة من ‪ 4333‬إلى ‪ 1041‬ونتيجة لتطبيق أحكام األمر ‪( 49-33‬المحدث‬
‫للتقاعد المسبق والنسبي)‪ ،‬استفاد حوالي ‪ 930.000‬متقاعد من تقاعد قبل بلوغ‬
‫سن التقاعد العادي المحدد بـ ‪ 10‬سنة أي بنسبة ‪ % 11‬من العدد الكلي‬
‫لمعاشات التقاعد المباشرة الممنوحة من قبل النظام الوطني للتقاعد بتكلفة مالية‬
‫سنوية تفوق ‪ 101‬مليار دج‪.2‬‬

‫ومن جانب المؤسسات العمومية‪ ،‬فقد أصبحت تسجل كل سنة تسربات‬


‫لمواردها البشرية‪ ،‬السيما منها ذات التأهيل العالي والموزعة على مختلف‬
‫المؤسسات‪ ،‬وهي في عز العطاء وتقديم المزيد من اإلضافات‪.‬‬

‫‪ -1‬عرض األسباب لمشروع قانون التقاعد‪ ،‬و ازرة العالقات مع البرلمان‪ ،‬الجزائر‪( 1041 ،‬وثيقة غير‬
‫منشورة)‪.‬‬
‫‪ -2‬تصريح للسيد وزير العمل والتشغيل والضمان االجتماعي "إلغاء التقاعد النسبي من شأنه إعادة‬
‫التوازن لصناديق التقاعد" في ‪ 03‬أكتوبر ‪ 1041‬لإلذاعة الجزائرية على الموقع ‪www.radioalgérie.dz:‬‬
‫تاريخ االطالع ‪ 03 :‬ماي ‪.1043‬‬

‫‪55‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أدت هذه الوضعية إلى صعوبات مالية للصندوق الوطني للتقاعد تم‬
‫التكفل بها في ‪ 1041‬و‪ 1041‬من قبل التضامن بين الصناديق السيما‬
‫الصندوق الوطني للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء‪ .‬كما تم اللجوء إلى‬
‫التعديل‪ ،‬حسب الحكومة‪ ،‬بحكم أن هذا اإلجراء مبرر بالمعطيات الديمغرافية‬
‫تبين نموا معتب ار للمدة المحتملة للحياة عند الوالدة‪ ،‬التي انتقلت من‬
‫الوطنية‪ ،‬التي ّ‬
‫‪ 11,1‬سنة في ‪ 4399‬إلى ‪ 31,1‬سنة في ‪ 1000‬والى ‪ 33,4‬سنة في ‪1041‬‬
‫(جدول رقم ‪.1)40‬‬

‫وارتبطت التعديالت أيضا بتقلبات أسعار النفط‪ ،‬فتراجع عائدات الجزائر من‬
‫مداخيل البترول التي كان يقتطع جزء منها ليضخ في الصندوق الوطني‬
‫للتقاعد‪،‬أدى إلى حدوث اختالل في توازنه‪.‬‬

‫‪ .6-3‬التعديــالت التي جاء بها القانون‪:‬‬

‫يمكن تلخيص العناصر الرئيسية لهذا القانون على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلبقاء على السن األدنى للتقاعد المحدد بستين(‪ )10‬سنة للرجال على األقل‬
‫مع إمكانية استفادة المرأة العاملة من التقاعد بطلب منها ابتداء من سن ‪ 11‬سنة‬
‫كاملة ‪ ،2‬وتطبق هذه السن ابتداء من أول يناير ‪.1043‬‬
‫‪ -‬حق العمال في مواصلة نشاطهم إراديا بعد السن األدنى للتقاعد(‪ )10‬سنة في‬
‫حدود خمس(‪ )1‬سنوات‪ ،‬ال يمكن للهيئة المستخدمة خاللها إحالته على التقاعد‪،‬‬
‫أي اعتماد سنوات عمل إضافية بعنوان تقاعدهم‪ ،‬وبالتالي رفع مبلغ معاشهم‪.‬‬

‫‪ -‬إلغاء التقاعد النسبي ودون شرط السن المؤسسين بموجب المادة ‪ 1‬من األمر‬
‫رقم ‪ 49-33‬المؤرخ في ‪ 94‬مايو ‪.4333‬‬

‫‪ -1‬انظر الجدول صفحة ‪.11‬‬


‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 1‬من القانون ‪ – 41-41‬سالف الذكر‪ ،-‬ص‪.9‬‬

‫‪56‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬استفادة العمال الذين يشغلون مناصب "ج ــد شاقـ ــة" من التقاعد قبل سن‬
‫الستين(‪ )10‬سنة بعد قضاء فترة دنيا في هذا المنصب بعد صدور النص‬
‫التطبيقي‪.1‬‬

‫يتم تحديد قائمة المناصب المعنية واألعمار المناسبة لها وكذا الفترة الدنيا الواجب‬
‫قضاؤها في هذه المناصب عن طريق التنظيم‪.2‬‬

‫‪ -‬إمكانية استفادة العمال الذين يمارسون وظائف ذات التأهيل العالي والمهن‬
‫ذات التأهيل النادر‪ ،‬بطلب منهم‪ ،‬من تمديد سن تقاعدهم‪.‬‬

‫وتحدد قائمة هذه الوظائف والمهن‪ ،‬وكذا شروط كيفيات تخويل الحق في تمديد‬
‫سن التقاعد والقواعد الخاصة بتصفية المعاش المتعلقة بها عن طريق التنظيم‪.3‬‬

‫‪ -‬مبدأ المصادر اإلضافية لتمويل نفقات التقاعد التي من شأنها أن تعزز‬


‫المصدر الحالي المتمثل في االشتراكات‪.4‬‬

‫‪ -‬تحديد فترة انتقالية مدتها سنتان(‪ ،)1‬يمكن منح معاش التقاعد مع االنتفاع‬
‫الفوري‪ ،‬إذا كان العامل األجير قد أتم مدة عمل فعلي نتج عنها دفع اشتراكات‬
‫تعادل اثنين وثالثين (‪ )91‬سنة على األقل‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ثم ــان وخمس ــون (‪ )19‬سنـة في ‪. 1043‬‬
‫‪ -‬تس ــع وخمس ــون (‪ )13‬سنـة في ‪.1049‬‬

‫وتكون االستفادة من معاش التقاعد بطلب من العامل األجير دون سواه‪.‬‬

‫‪ -1‬لم يتم إصدار النص التطبيقي لغاية كتابة هذه المذكرة‪.‬‬


‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 9‬من القانون ‪ – 41-41‬سالف الذكر‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪ -3‬انظر المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ -41-41‬سالف الذكر‪ ،-‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪ -4‬انظر المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ - 41-41‬سالف الذكر‪ ،-‬الصفحة نفسها‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطـلب الرابــع‪ :‬مقارنة إصالح نظام التقاعد في الجزائر لسنة ‪ 6102‬مع‬


‫إصالحات أنظمة التقاعد لبعض دول العالم‬

‫أقدمت كثير من دول العالم على إصالح أنظمة تقاعدها المبنية على‬
‫التوزيع (أنظمة التقاعد البسمركية) بدافع يكاد يكون وحيدا‪ ،‬وهو مواجهة‬
‫االختالالت المالية لهذه األنظمة‪.‬‬

‫وبالرغم مما تجسده هذه األنظمة الممولة عن طريق التوزيع من معاني‬


‫للتضامن بين األجيال واعتمادها من قبل العديد من دول العالم‪ ،‬إال أنها أصبحت‬
‫عاجزة عن مواصلة تأدية مهامها في ظروف اقتصادية واجتماعية دائمة التحول‪،‬‬
‫ومن أبرز نقاط ضعفها ‪:1‬‬

‫‪ -4‬أنظمة التقاعد القائمة على التوزيع تتأثر بصفة كبيرة وآنية بزيادة عامل‬
‫الشيخوخة‪ ،‬وفي حالة تفاقم معدالت البطالة الناتجة عن تدهور الظروف‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -1‬ال تشجع هذه األنظمة على االدخار واالستثمار‪ ،‬كون االشتراكات‬
‫المدفوعة تحول مباشرة إلى أداءات للتقاعد‪ ،‬والتي يكون مآلها إلى‬
‫مدفوعات استهالكية‪.‬‬
‫‪ -9‬تظهر هذه األنظمة على أنها غير عادلة بالنسبة ألجيال العمال النشطاء‬
‫في حالة قلة عددهم‪ ،‬عندما يتحملون عبء تمويل أداءات التقاعد ألجيال‬
‫عديدة من المتقاعدين‪.‬‬
‫‪ -1‬ال تساهم هذه األنظمة من خالل مواردها المالية في رفع معدالت النمو‪،‬‬
‫وكذا التطور االقتصادي ككل‪.‬‬
‫ارتأينا في هذا المطلب أن نقوم بمقارنة اإلصالحات التي أدخلت على‬
‫النظام الوطني للتقاعد في‪ 1043‬مع إصالحات أنظمة التقاعد القائمة على‬
‫التوزيع لبعض دول الجوار وركزنا على منظومة التقاعد في المغرب باعتبارها‬
‫حديثة اإلصالح‪.‬‬

‫‪ -1‬مليكة محديد‪ ،‬مرج ـع ساب ـق‪ ،‬ص ‪. 11‬‬

‫‪58‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫برزت قضية إصالح نظام التقاعد في المغرب قبل أكثر من عقد‪ ،‬وأسفرت عن‬
‫إنشاء لجنة وطنية في ‪ 1001‬مكلفة بإصالح أنظمة التقاعد‪ ،‬وتعزى هذه‬
‫اإلصالحات إلى ثالثة عوامل رئيسية‪: 1‬‬

‫‪ -‬أن نسبة التوظيف ال تتجاوز ‪ % 11‬من السكان في سن النشاط بسبب‬


‫ضعف المشاركة االقتصادية للنساء‪ ،‬وارتفاع مستويات البطالة خصوصا في‬
‫صفوف الشباب‪.‬‬

‫‪ -‬أن نسبة المساهمين في أنظمة التقاعد ال تزيد عن ثلث مجموع السكان‬


‫النشيطين مقارنةبـ ‪ % 10‬في الدول ذات الدخل المتوسط‪ ،‬وما يفوق ‪ % 90‬في‬
‫الدول المنتمية إلى منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪ ،‬ويعود هذا الضعف‬
‫أساسا إلى انتشار النشاطات غير النظامية التي ال تصرح بموظفيها‪ ،‬إضافة إلى‬
‫إقصاء شرائح واسعة من المهنيين الذين يشتغلون لحسابهم الخاص من أنظمة‬
‫التقاعد‪.‬‬

‫‪ -‬تعدد أنظمة التقاعد على رغم محدودية أعداد المشتركين‪ ،‬ما يقلّص إمكانيات‬
‫تفعيل مبدأ التوزيع التضامني بين األجيال الذي تقوم عليه منظومة التقاعد في‬
‫المغرب‪.‬‬

‫قامت الحكومة المغربية بعدة إجراءات بهدف القيام بإصالحات مقياسية لنظام‬
‫المعاشات الذي يديره الصندوق المغربي للتقاعد بعد مسار طويل (منذ ‪،)1001‬‬
‫ولعل النقطة التي أحدثت جدال كبي ار في األوساط النقابية هي رفع سن التقاعد‪.‬‬
‫لقد عرفت مشاريع القوانين المتعلقة بإصالح نظام المعاشات المدنية في المغرب‬
‫ووقفات أمام البرلمان من طرف النقابات الرافضة لهذه‬ ‫عدة احتجاجات‬
‫اإلصالحات دون جدوى‪.‬‬

‫‪ -1‬الحسن عاشي‪ ،‬إصـالح نظــام التقاعد في المغرب والحاجــة إلى سياسة اجتماعية بديلة‪ ،‬مركز‬
‫كارنيجي للشرق األوسط على الرابط ‪ ،http://carnegie-mec.org/2013/02/05/ar-pub-50849‬تاريخ‬
‫االطالع ‪.1043 /01/ 04‬‬

‫‪59‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بعد شد وجذب بين الحكومة المغربية والنقابات المختلفة‪ ،‬دخل إصالح تقاعد‬
‫الموظفين والمستخدمين المنخرطين في المعاشات المدنية مرحلته األخيرة بصدور‬
‫ثالث (‪ )9‬قوانين في الجريدة الرسمية (عدد ‪ 1131‬مكرر‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪90‬‬
‫غشت ‪ ،)1041‬وهي ‪:1‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 34-41‬يغير ويتمم القانون رقم ‪ 044 – 34‬بتاريخ ‪ 41‬من ذي‬
‫القعدة ‪ 90( 4934‬ديسمبر ‪ ،)4334‬المحدث بموجبه نظام المعاشات المدنية‪.‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 31-41‬المحددة بموجبه السن التي يجب أن يحال فيها على‬
‫التقاعد الموظفون والمستخدمون المنخرطون في نظام المعاشات المدنية‪.‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ 31-41‬يغير ويتمم الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪33. 143‬‬
‫‪ 4.‬الصادر في ‪ 10‬من شوال ‪ 1( 4933‬أكتوبر‪ )4333‬المتعلق بإحداث نظام‬
‫جماعي لمنح رواتب التقاعد‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص أهم العناصر الرئيسية لهذه القوانين على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -0‬رفع سن التقاعد تدريجيا من ‪ 10‬سنة إلى ‪ 19‬سنة كما يلي‪:2‬‬

‫‪ 10 -‬سنة وستة (‪ )1‬أشهر بالنسبة للمولودين سنة ‪.4313‬‬


‫‪ 14 -‬سنة بالنسبة للمولودين سنة ‪.4319‬‬
‫‪ 14 -‬سنة وستة (‪ )1‬أشهر بالنسبة للمولودين سنة ‪.4313‬‬
‫‪ 11 -‬سنة للمولودين سنة ‪.4310‬‬
‫‪ 11 -‬سنة وستة (‪ )1‬أشهر بالنسبة للمولودين سنة ‪.4314‬‬

‫‪ -1‬انظر القوانين في الجريدة الرسمية للمملكة المغربية‪ ،‬العدد ‪ 1131‬مكرر‪ ،‬الصادرة في ‪ 90‬أغسطس‬
‫‪ ،1041‬ص‪.1111‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة األولى من القانون رقم ‪ ،31-41‬المحددة بموجبه السن التي يجب أن يحال فيها على‬
‫التقاعد الموظفين والمستخدمون المنخرطون في نظام المعاشات المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية للمملكة المغربية‪،‬‬
‫العدد ‪ 1131‬مكرر‪ ،‬الصادرة في ‪ 90‬أغسطس ‪ ،1041‬ص‪.1111‬‬

‫‪60‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتحدد سن اإلحالة على التقاعد في خمس وستين (‪ )11‬سنة بالنسبة لألساتذة‬


‫الباحثين وللموظفين والمستخدمين المعينين سفراء‪ ،‬ويمكن تمديد هذه السن‬
‫بسنتين (‪ )1‬قابلة للتجديد بالنسبة لألساتذة الباحثين‪ ،‬ومرة واحدة لباقي الموظفين‬
‫والمستخدمين‪.‬‬

‫‪ -6‬تخفيض نسبة احتساب المعاش من ‪ % 1,1‬إلى ‪ % 1‬ابتداء من يناير‬


‫‪.1043‬‬

‫‪ -3‬رفع مساهمات (اشتراكات) الموظفين في صندوق التقاعد من ‪ % 40‬إلى‬


‫‪ % 49‬من أجورهم تدريجيا كما يلي‪:‬‬

‫‪ % 44-‬ابتداء من الفاتح سبتمبر إلى ‪ 94‬ديسمبر ‪.1041‬‬


‫‪ %41-‬ابتداء من أول يناير ‪ 1043‬إلى ‪ 94‬ديسمبر‪.1043‬‬
‫‪ %49-‬ابتداء من الفاتح يناير ‪ 1049‬إلى ‪ 94‬ديسمبر ‪.1049‬‬
‫‪ -4‬الرفع من الخدمة الدنيا (عدد السنوات) لالستفادة من المعاش قبل بلوغ سن‬
‫اإلحالة على التقاعد كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬من ‪ 41‬إلى ‪ 49‬سنة بالنسبة للنساء‪.‬‬
‫‪ -‬من‪ 14‬إلى ‪ 11‬سنة بالنسبة للرجال‪.‬‬
‫من خال ل العرض الموجز لهذا اإلصالح ‪ ،‬يمكن القول أن إصالحات نظام‬
‫التقاعد في المغرب كانت تعديالت مقياسية (‪)Réformes paramétriques‬‬
‫اقتصرت على رفع سن التقاعد تدريجيا‪ ،‬تخفيض نسبة احتساب المعاش من ‪1,1‬‬
‫‪ %‬إلى ‪،% 1‬رفع مساهمات (اشتراكات) الموظفين في صندوق التقاعد من ‪40‬‬
‫‪ %‬إلى ‪ % 49‬تدريجيا‪ ،‬الرفع من الخدمة الدنيا (عدد السنوات) لالستفادة من‬
‫المعاش قبل بلوغ سن اإلحالة على التقاعد من ‪ 41‬إلى ‪ 49‬سنة بالنسبة للنساء‬
‫ومن‪ 14‬إلى ‪ 11‬سنة بالنسبة للرجال‪.‬‬

‫أما بالنسبة للجزائر‪ ،‬فقد اقتصرت التعديالت على إلغاء التقاعد النسبي ودون‬
‫شرط السن المؤسسين بموجب المادة ‪ 1‬من األمر رقم ‪ 49-33‬المؤرخ في ‪94‬‬

‫‪61‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مايو ‪ ،4333‬واإلبقاء على السن األدنى للتقاعد المحدد بستين (‪ )10‬سنة للرجال‬
‫على األقل مع إمكانية استفادة المرأة العاملة من التقاعد بطلب منها ابتداء من‬
‫سن ‪ 11‬سنة كاملة‪ ،‬دون رفع هذه السن مثلما تضمنته إصالحات المغرب‪ ،‬وحق‬
‫العمال في مواصلة نشاطهم إراديا في حدود خمس(‪ )1‬سنوات‪.‬‬

‫وفيما يخص التقاعد دون شرط السن في حالة استيفاء األجير لمدة ‪91‬‬
‫سنة على األقل وما يقابلها من اشتراك في الضمان االجتماعي‪ ،‬فإن المشرع‬
‫الجزائري قد حدد مدة انتقالية قدرها سنتان(‪ )1‬إللغاء هذا النوع من التقاعد أي‬
‫بحلول عام ‪ ،1043‬بينما اكتفى المشرع المغربي بالرفع من الخدمة الدنيا‬
‫لالستفادة من المعاش قبل بلوغ سن اإلحالة على التقاعد دون إلغائه‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن التعديالت التي أدخلت على نظام التقاعد في الجزائر في‬
‫‪ 1043‬لم تمس معدل نسبة االشتراك التي بقيت ثابتة منذ ‪)% 43,11( 1001‬‬
‫وكذا األجر المرجعي الذي يحسب على أساسه المعاش (‪ 10‬شه ار منذ ‪)1000‬‬
‫ونسبة اعتماد السنوات (‪.)% 1,1‬‬

‫‪62‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬انعكاسـات الوضعيـة االجتماعيـة واالقتصادية على منظومـة‬


‫التقاعـد‬

‫في هذا المبحث سنتطرق إلى االنعكاسات التي أفرزتها الوضعية‬


‫االجتماعية على منظومة التقاعد في الجزائر من خالل تناول عدة متغيرات‬
‫كارتفاع أمل الحياة عند الوالدة (شيخوخة المجتمع) وتدهور معدل الخصوبة‬
‫وانخفاض عدد المواليد ضمن المطلب األول‪ ،‬وفي المطلب الثاني نتناول‬
‫االنعكاسات االقتصادية المتمثلة في اختالل التوازنات المالية للصندوق الوطني‬
‫للتقاعد بفعل زيادة النفقات‪ ،‬وانخفاض عدد المشتركين واختالل العالقة الجوهرية‬
‫بين عدد المتقاعدين وعدد المشتركين في نظام التقاعد‪ ،‬وكذا تدهور سوق العمل‬
‫بفعل ارتفاع معدالت البطالة وانخفاض مستوى االستثمارات وعدم نجاعة‬
‫التدابير واإلجراءات المتخذة للحد منها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬انعكاسـات الوضعية االجتماعية على منظومة التقاعـد‬

‫سنتناول في هذا المطلب المحيط االجتماعي لنظام التقاعد من خالل‬


‫دراسة ظاهرة التقدم في السن‪ ،‬وهي ظاهرة عالمية‪ ،‬مرتبطة بمتغيرين هما‪:‬‬

‫‪ -‬ارتفاع أمل الحياة عند الوالدة‪.‬‬


‫‪ -‬انخفاض (تدهور) معدل الخصوبة ( معدل المواليد)‪.‬‬
‫وهما يؤثران على نظام التقاعد بخلق عدم التوازن بين الناشطين والمتقاعدين‪.‬‬

‫‪ .0-0‬ظاهـــرة التقــــدم في الســــن‪.‬‬

‫تعتبر البيئة الديمغرافية تحديا أساسيا أمام االستدامة المالية لنظم التقاعد‬
‫في العالم‪ ،‬وشكلت الشيخوخة أحد أهم األسباب إلصالحات معاشات التقاعد‬

‫‪63‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالل العشرين سنة الماضية‪ ،1‬حيث ارتفع أمل الحياة عند الوالدة بشكل‬
‫محسوس بسبب التحسن الملحوظ على المستوى المعيشي والصحي‪.‬‬

‫وترتبط إشكالية تمويل نظم التقاعد عادة بشيخوخة السكان‪ ،‬كما يحدث في‬
‫كثير من الدول المتقدمة حيث تنخفض نسبة السكان في سن العمل وتزداد نسبة‬
‫المحالين إلى التقاعد‪.2‬‬
‫ُ‬
‫‪ .0-0-0‬ارتفــاع أمـــل الحيـاة ‪ )Espérance de vie)‬عنـد الــوالدة‪:‬‬

‫لقد شهدت معظم دول العالم في السنوات األخيرة انخفاضا محسوسا في‬
‫عدد الوفيات نتيجة تحسن المستوى المعيشي وتطور الطب والرعاية الصحية‬
‫وتحسن أنظمة الوقاية من األمراض‪،‬المرتبطة بالشيخوخة‪ ،‬فسكان العالم يعيشون‬
‫اليوم أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬حيث يصل أمل الحياة في أوربا لألشخاص‬
‫المسنين في عمر يفوق ‪ 11‬سنة إلى ما يزيد عن ‪ 41,1‬سنة عند الرجال‬
‫و‪ 43,1‬سنة عند النساء‪ ،‬ويعتبر أمل الحياة في فرنسا من أعلى المعدالت في‬
‫القارة األوروبية حيث يقدر بـ ‪ 31‬سنة عند الرجال و‪ 99‬سنة عند النساء‪.3‬‬

‫وتعاني هذه الدول من ظاهرة الشيخوخة لوجود ثالثة عوامل هي ارتفاع‬


‫أمل الحياة‪ ،‬وصول أجيال ما بعد الحرب (‪ )baby-boom‬إلى مرحلة التقاعد‪،‬‬
‫وانخفاض عدد المواليد‪.4‬‬

‫‪-1‬المجتمعات المتقدمــة في السن ‪ :‬فوائــد وتكاليف التقــدم في الســن‪ ،‬مجلة عالم الشغل‪ ،‬منظمة العمل‬
‫الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬يناير ‪ ،1040‬ص‪.6‬‬
‫‪ -2‬الحسن عاشي‪ ،‬إصـالح نظام التقاعـد في المغرب والحاجـة إلى سياسة اجتماعية بديلة‪ ،‬مركز كارنيجي‬
‫للشرق األوسط على الرابط ‪ ،http://carnegie-mec.org/2013/02/05/ar-pub-50849‬تاريخ االطالع ‪04‬‬
‫جوان ‪.1043‬‬
‫هو مؤشر إحصائي يقاس به عدد السنوات التي يتوقع أن يعيشها اإلنسان منذ والدته(متوسط العمر‬ ‫‪‬‬

‫المتوقع)‪ ،‬وتمديد أمل الحياة يعني زيادة عدد المسنين‪ .‬ويستعمل هذا المؤشر من طرف شركات الـتأمين‬
‫لتحديد قيمة أقساط التأمين على الحياة‪.‬‬
‫‪ -3‬ن ـ ـوال أقاسـ ــم‪ ،‬مرجـ ــع سابـ ــق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -4‬المرج ـع نفس ـه‪ ،‬ص‪.99‬‬

‫‪64‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعلى الصعيد العالمي‪ ،‬يتوقع أن يتجاوز عدد األشخاص المسنين عدد‬


‫األطفال ألول مرة في عام ‪ ،1013‬ويشيخ سكان المعمورة‪ .1‬ويتقدم سكان الدول‬
‫المتطورة في السن بوتيرة متسارعة ليصبح شخص واحد من أصل ثالثة‬
‫متقاعدا‪ ،2‬ففي آفاق ‪ 1010‬سيصبح فرنسي واحد من أصل ثالثة متقاعدا (فوق‬
‫‪ 10‬سنة) ويكون عشر(‪ )40‬ناشطين مقابل سبعة(‪ )3‬متقاعدين‪.3‬‬

‫وقد اختارت لجنة خبراء الصحة العالمية في سنة ‪ 4331‬سن الخامسة والستين‬
‫(‪ )11‬على أنه بداية األعمار باعتبار أن هذا السن يتفق مع سن التقاعد في‬
‫معظم بلدان العالم‪ ،‬أي المرحلة التي يتوقف فيها الفرد عن مزاولة نشاطاته‬
‫المهنية‪.4‬‬

‫إن ظاهرة التقدم في السن(الشيخوخة) مرتبطة بعدة متغي ارت ناتجة عن‬
‫التحوالت الديمغرافية‪ ،‬أي التغيرات التي تط أر على أمل الحياة ومعدل الوالدات‬
‫ومعدل الوفيات‪ .‬إن هذه الظاهرة تعني فقط أنظمة التقاعد بالتوزيع (البسمركية)‬
‫وال تعني أنظمة التقاعد بالرسملة (البيفريدجية) بشكل مباشر ألن كل جيل فيها‬
‫يمول معاشه بنفسه‪.5‬‬

‫ويمكن القول أن ارتفاع أمل الحياة سيزيد من عدد األشخاص المتقدمين‬


‫في السن (المتقاعدين)‪ ،‬مما يتطلب حصولهم عل منح ومعاشات لفترة طويلة‪،‬‬
‫وبالتالي خلق أعباء مالية إضافية لمنظومة التقاعد‪ ،‬وتزداد الوضعية تفاقما‬

‫‪ -1‬مريم التايدي‪" ،‬جمــرة" سن التقاعــد‪..‬كيف "قبضت" عليها دول أوروبــا؟‪ ،‬جريدة التجديد‪ ،‬العدد ‪،9149‬‬
‫المغرب‪ ( 1041 ،‬ال يتوفر رقم الصفحة ألن المحتوى مأخوذ من الموقع الشبكي للجريدة)‪.‬‬
‫‪ -2‬المجتمعات المتقدمة في السن‪ :‬فوائد وتكاليف التقدم في السن‪ ،‬مجلة عالم الشغل‪ ،‬العدد ‪ ،13‬منظمة‬
‫العمل الدولية‪ ،‬يناير ‪ ،1040‬ص‪.3‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Jean Christophe Le DUIGOU, Jean Marie TOULISSE, Op.cit. P.29.‬‬
‫‪ -4‬نـ ــور الدين عيس ـ ــاني ‪ ،‬ظاهــــرة شيخوخــــة السكــــان في الجزائـــــر وعوامــــل تطـــورها‪،‬مجل ـ ــة العلـ ــوم‬
‫اإلنساني ـ ــة واالجتماعي ـ ـ ــة‪ ،‬العدد ‪ ،43‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬جوان ‪ ،1041‬ص‪.11‬‬
‫‪ -5‬ن ـ ـوال أقاسـ ــم‪ ،‬مرجـ ــع سابـ ــق‪ ،‬ص‪.30‬‬

‫‪65‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بتقاعد العديد من العمال قبل الوصول إلى السن الشرعي للتقاعد لالستفادة من‬
‫حوافز التقاعد المبكر‪.‬‬

‫والجدول التالي يبين تطور أمل الحياة في الجزائر خالل الفترة الممتدة من‬
‫‪ 4333‬إلى غاية ‪.1041‬‬

‫جــدول رقـم(‪ :)01‬تطـور احتمـال البقـاء على قيـد الحيـاة عنـد الـوالدة (أمل الحياة)‬
‫خـالل الفتــرة (‪)6105-0822‬‬

‫احتمال البقاء على قيــد‬ ‫احتمال البقاء على قيــد‬ ‫احتال البقاء على قيـد الحيـاة‬
‫الحيــاة عنـد ال ـوالدة إن ــاث‬ ‫الحيـاة عنـد الـ ـوالدة ذكـور‬ ‫عنـد الـوالدة إجمـالي‬ ‫السنـ ـ ـوات‬
‫(بالسن ـوات)‬ ‫(بالسن ـوات)‬ ‫(بالسنـوات)‬
‫‪----‬‬ ‫‪----‬‬ ‫‪11,4‬‬ ‫‪4333‬‬
‫‪----‬‬ ‫‪----‬‬ ‫‪11,3‬‬ ‫‪4393‬‬
‫‪13,9‬‬ ‫‪11,9‬‬ ‫‪11,3‬‬ ‫‪4330‬‬
‫‪39,1‬‬ ‫‪34,1‬‬ ‫‪31,1‬‬ ‫‪1000‬‬
‫‪31,1‬‬ ‫‪31,9‬‬ ‫‪31,1‬‬ ‫‪1009‬‬
‫‪31,9‬‬ ‫‪31,3‬‬ ‫‪31,1‬‬ ‫‪1003‬‬
‫‪33,0‬‬ ‫‪31,1‬‬ ‫‪31,9‬‬ ‫‪1040‬‬
‫‪33,1‬‬ ‫‪31,1‬‬ ‫‪31,1‬‬ ‫‪1044‬‬
‫‪33,4‬‬ ‫‪31,9‬‬ ‫‪31,1‬‬ ‫‪1041‬‬
‫‪33,1‬‬ ‫‪31,1‬‬ ‫‪33,0‬‬ ‫‪1049‬‬
‫‪33,9‬‬ ‫‪31,1‬‬ ‫‪33,1‬‬ ‫‪1041‬‬
‫‪33,9‬‬ ‫‪31,1‬‬ ‫‪33,4‬‬ ‫‪1041‬‬
‫المصـ ــدر ‪ :‬نـور الدين عيسـاني‪ ،‬مرجـع سابــق‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪66‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تشير المعطيات اإلحصائية من الجدول أعاله إلى أن احتمال البقاء على قيد‬
‫الحياة عند الوالدة في الجزائر (أمل الحياة) قد انتقل من ‪ 11,4‬سنة في ‪،4333‬‬
‫إلى ‪ 31,1‬سنة ‪ ،1000‬والى ‪ 33,4‬سنة في ‪ ،1041‬ومن خالل هذا التطور‬
‫فإن أمل الحياة في الجزائر سجل ارتفاعا قدره ‪ 11‬سنة خالل الفترة ‪-4333‬‬
‫‪ 99( 1041‬سنة)‪.‬‬

‫وحسب تقديرات المنظمة العالمية للصحة (‪ ،)OMS‬فإن أمل الحياة في‬


‫آفاق ‪ 1090‬سوف يرتفع إلى ‪ 33,1‬سنة بالنسبة للرجال و‪ 94,1‬سنة بالنسبة‬
‫للنساء‪.1‬‬
‫وفي هذا الصدد يمكن القول أن اإلصالحات وان حققت نتائج إيجابية‬
‫للحد من النفقات المتزايدة للتقاعد إال أنها تبقى غير كافية في ظل االرتفاع‬
‫المستمر ألمل الحياة‪ ،‬فقد أقدمت دول منظمة التعاون االقتصادي(‪ ،)OCDE‬منذ‬
‫التسعينات في إدخال عدة إصالحات على أنظمة التقاعد كتمديد سن التقاعد‪،‬‬
‫تغيير األجر المرجعي‪ ،‬اتخاذ إجراءات تحفيزية أو تعجيزية للذهاب المبكر‬
‫للتقاعد لكن دون التوصل إلى حل نهائي‪.2‬‬

‫‪ .6-0-0‬مواجـهة الوضــع الديمغــرافي (شيخــوخـة المجتــمع)‪:‬‬

‫لمواجهة ظاهرة التقدم في السن ينبغي تأخير سن التقاعد‪ ،‬والذي من‬


‫شأنه زيادة الموارد التمويلية لنظام التقاعد عن طريق زيادة االشتراكات وانخفاض‬
‫عدد المتقاعدين‪ .‬وهذا ما أقدمت عليه معظم الدول األوروبية والعربية مع مطلع‬
‫القرن الواحد والعشرين‪ ،‬فقد تم رفع (تأخير) سن الذهاب إلى التقاعد إلى ما فوق‬
‫الستين (‪ )10‬سنة‪ ،‬تمديده بصورة تدريجية على غرار كل من فرنسا (‪ 11‬سنة)‬

‫‪ -1‬نـ ــوال أقاسـ ــم‪ ،‬مرجـ ــع سابـ ــق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪ -2‬المرج ـع نفس ـه‪ ،‬ص ‪.494‬‬

‫‪67‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والمغرب‪ 19(1‬سنة‪ ،‬و‪ 11‬سنة بالنسبة لألساتذة الباحثين والموظفين والمستخدمين‬


‫المعينين سفراء)‪.‬‬

‫وبشكل عام يمكن القول بأن "األشخاص المسنين الذين يفضلون البقاء في سوق‬
‫العمل لمدة أطول وتأجيل تقاعدهم يقدمون نموا إضافيا يساهم في تمويل معاشات‬
‫التقاعد"‪.2‬‬
‫كما ينبغي على الدولة االتجاه إلى وضع وتطبيق سياسات اجتماعية‬
‫ترمي إلى تشجيع زيادة المواليد والتكفل بهم عن طريق زيادة المنح العائلية‬
‫وتوفير الخدمات الطبية واالستشفائية‪ ،‬وهذا من شأنه أن يخفف من مشاكل نظام‬
‫التقاعد ولو على المدى البعيد‪.‬‬

‫‪ .6-0‬انخفـاض معــدل الخصوبــة (‪:)Taux de fécondité‬‬

‫يرتبط مؤشر الخصوبة بمعدل الوالدات‪ ،‬فارتفاع معدالت الخصوبة يعزى‬


‫إلى ارتفاع معدل الوالدات‪ ،‬وانخفاضها يعني انخفاض الوالدات في المجتمع‪.‬‬

‫ونبين من خالل الجدول التالي وتيرة تطور هذا المؤشر في الجزائر خالل‬
‫الفترة الممتدة من ‪ 4390‬إلى ‪.1041‬‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ ،31-41‬المحددة بموجبه السن التي يجب أن يحال فيها على التقاعد الموظفين‬
‫والمستخدمون المنخرطون في نظام المعاشات المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية للمملكة المغربية‪ ،‬العدد ‪1131‬‬
‫مكرر‪ ،‬الصادرة في ‪ 90‬أغسطس ‪ ،1041‬ص‪.1111‬‬
‫‪ -2‬المجتمعات المتقدمة في السن‪:‬فوائــد وتكاليف التقــدم في الســن‪ ،‬مجلة عالم الشغل‪ ،‬منظمة العمل‬
‫الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬يناير ‪ ،1040‬ص‪.40‬‬

‫‪68‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جــدول رقـم (‪ :)00‬تطــور معــدل الخصوبـة خـالل الفتــرة (‪)6105-0891‬‬


‫‪1003‬‬ ‫‪1009‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪4330‬‬ ‫‪4391‬‬ ‫‪4390‬‬ ‫السنـ ـ ـ ـ ـ ـوات‬
‫معـ ــدل الخصوبـ ــة‬
‫‪1,91‬‬ ‫‪1,94‬‬ ‫‪1,10‬‬ ‫‪1,10‬‬ ‫‪1,39‬‬ ‫‪1,93‬‬
‫الك ــلي(طف ــل‪/‬امـ ـرأة)‬
‫‪1041‬‬ ‫‪1041‬‬ ‫‪1049‬‬ ‫‪1041‬‬ ‫‪1044‬‬ ‫‪1040‬‬ ‫السنـ ـ ـ ـ ـ ـوات‬
‫معـ ــدل الخصوبـ ــة‬
‫‪9,40‬‬ ‫‪9,09‬‬ ‫‪1,39‬‬ ‫‪9,01‬‬ ‫‪1,93‬‬ ‫‪1,93‬‬
‫الك ــلي(طف ــل‪/‬امـ ـرأة)‬
‫‪Source: Tarik SALHI1 ,‬‬

‫حسب اإلحصائيات المبينة في الجدول أعاله‪ ،‬فإن معدل الخصوبة عرف‬


‫تراجعا مستم ار وانخفاضا محسوسا حيث انتقل من ‪ 1,9‬أطفال لكل امرأة سنة‬
‫‪ 4390‬إلى ‪ 1,1‬أطفال لكل امرأة سنة ‪ ،4330‬إلى ‪ 1,1‬سنة ‪ 1000‬ثم قفز‬
‫نوعا ما إلى ‪ 1,9‬خالل سنوات (‪ )1044، 1040، 1003‬واستقر في حدود ‪9‬‬
‫أطفال لكل امرأة في سنة ‪ 1041‬و‪.1041‬‬

‫إن هذا التدني في معدالت الخصوبة يؤثر بشكل مباشر على حجم‬
‫شريحة الشباب األقل من ‪ 41‬سنة باالنخفاض‪ ،‬وكذا انخفاض عدد األشخاص‬
‫في الفئات العمرية المنتجة القادرة على دعم المسنين‪ ،‬وفي المقابل سيرتفع عدد‬
‫شريحة المسنين األكثر من ‪ 10‬سنة‪ ،‬وهذا ما يعرف بشيخوخة المجتمع‪.2‬‬

‫ستؤدي هذه الوضعية إلى دفع المعاشات لعدد كبير من المستفيدين (المتقاعدين)‬
‫ولمدة أطول‪ ،‬وهذا ما يحدث عدم التوازن المالي لنظام التقاعد‪.‬‬

‫وعلى مستوى العالم‪ ،‬فإن توزيع الخصوبة يختلف بين الدول النامية‬
‫والمتقدمة اختالفا كبي ار حيث يرتفع في الدول النامية بأربعة (‪ )1‬مرات عنه في‬

‫‪1‬‬
‫‪- Tarik SALHI « Les Voies de Réformes du Système de Retraite en Algérie : Vers la‬‬
‫‪distinction entre les attributions de l’Etat et de la sécurité sociale », thèse de doctorat‬‬
‫‪en Sciences Commerciales, Université d’Oran 2, faculté des sciences économiques,‬‬
‫‪commerciales et des sciences de gestion, 2014/2015, p.110.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Idem, p.161.‬‬

‫‪69‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الدول المتقدمة‪ .1‬ويمكن حصر العوامل المسببة لهذه الظاهرة (انخفاض معدل‬
‫الخصوبة ) في العناصر التالية‪:2‬‬

‫‪ -‬تأخر سن زواج النساء في سن الخصوبة‪.‬‬


‫‪ -‬اهتمام المرأة بالحياة العملية أكثر من الحياة األسرية‪.‬‬
‫‪ -‬ظاهرة الطالق بين األزواج‪.‬‬
‫‪ -‬اتباع سياسة تنظيم النسل من طرف بعض النساء (الزوجات) عن طريق‬
‫استعمال وسائل منع الحمل‪.‬‬

‫ومن بين التفسيرات التي يمكن إضافتها في هذا المقام‪ ،‬تمديد مدة الدراسة‬
‫(طب‪ ،‬صيدلة‪ )...‬وارتفاع المستوى التعليمي لدى العنصر األنثوي وعزوف‬
‫الشباب عن الزواج بسبب األزمات االقتصادية وصعوبة دخولهم إلى سوق‬
‫العمل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انعكاسات الوضعية االقتصادية على منظومة التقاعـد‬

‫نتناول في هذا المطلب دراسة التوازنات المالية للصندوق الوطني للتقاعد‬


‫وانخفاض عدد المشتركين واختالل العالقة (مشتركين‪/‬متقاعدين) ‪ ،‬وتأثير تدهور‬
‫سوق العمل على وضعية الصندوق والتدابير المتخذة إلصالح ذلك‪.‬‬

‫‪ .0-6‬اختالل الوضعية الماليـة للصنــدوق الوطني للتقاعـد‪:‬‬

‫‪ .0-0-6‬التـــــوازنات المـــــالية لمنظومــــة التقاعــــد‪:‬‬

‫يعتبر بديهيا أن تغطى إيرادات الصندوق المتكونة أصال من اشتراكات‬


‫المؤمنين (العمال األجراء) لنفقات الصندوق المتكونة من منح ومعاشات التقاعد‬

‫‪ -1‬نور الدي ـ ـ ـ ــن عيس ـ ـ ــاني‪ ،‬مرجـ ـ ــع سابـ ـ ـ ــق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -2‬المرج ـ ــع نفسـ ــه‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪70‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالل نفس السنة‪ ،‬وهي حالة التوازن (النفقات = اإليرادات)‪ ،‬واذا اختلت هذه‬
‫المعادلة نكون أمام عجز أو فائض‪.‬‬

‫أ‪-‬ارتفــاع نفقـات الصنــــدوق‪:‬‬

‫لم تتوقف نفقات الصندوق الوطني للتقاعد عن االرتفاع من سنة ألخرى‪ ،‬وهذا ما‬
‫يشكل أحد العوامل الرئيسية لعجز النظام الوطني للتقاعد‪ ،‬ونهتم في هذا العنصر‬
‫بدراسة حــالة العــجز (النفقـات > اإلي ـرادات)‪ ،‬حيث سجل الصنــدوق الوطني‬
‫للتقاعــد ولع ــدة سنوات عج از كما يبينه الجدول‪.‬‬
‫جـــدول رقـــم (‪ :)06‬تطــور حجــم مــوارد و نفقـات الصنـدوق الوطني للتقاعـد(‪ /)6103-6110‬مليون دج‬
‫‪6119‬‬ ‫‪6112‬‬ ‫‪6112‬‬ ‫‪6115‬‬ ‫‪6114‬‬ ‫‪6113‬‬ ‫‪6116 6110‬‬ ‫السنة‬
‫‪284 400‬‬ ‫‪244 910‬‬ ‫‪101 410‬‬ ‫‪430 440‬‬ ‫‪499 110‬‬ ‫‪419 340‬‬ ‫‪414 900‬‬ ‫‪491 410‬‬ ‫اإليرادات‬
‫‪278 260‬‬ ‫‪250 720‬‬ ‫‪141 930‬‬ ‫‪491 390‬‬ ‫‪431 900‬‬ ‫‪411 110‬‬ ‫‪419 030‬‬ ‫‪413 310‬‬ ‫النفقات‬
‫‪+6 140‬‬ ‫‪-5 810‬‬ ‫‪-9.261‬‬ ‫‪+3091‬‬ ‫‪+00.021‬‬ ‫‪+3621‬‬ ‫‪-0.221‬‬ ‫‪+2.661‬‬ ‫الرصيد‬
‫‪6105‬‬ ‫‪6104‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪6118‬‬ ‫السنة‬
‫‪1‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫‪599 899‬‬ ‫‪683 060‬‬ ‫‪445 663‬‬ ‫‪360 471‬‬ ‫‪317 550‬‬ ‫اإليرادات‬
‫*‬ ‫*‬ ‫‪685 661‬‬ ‫‪572 520‬‬ ‫‪406 601‬‬ ‫‪350 067‬‬ ‫‪298 750‬‬ ‫النفقات‬
‫‪-85 762‬‬ ‫‪+110 540‬‬ ‫‪+39 062‬‬ ‫‪+10 404‬‬ ‫‪+18 800‬‬ ‫الرصيد‬
‫المصدر‪ :‬موقع الديوان الوطني لإلحصائيات‬

‫عرفت منظومة التقاعد عدم التوازن خالل الفترات ‪ 1001‬و‪1001‬‬


‫و‪ 1003‬و‪ ،1049‬وهذا راجع بالدرجة األولى إلى تناقص عدد المشتركين في‬
‫تمويل الصندوق وزيادة النفقات نتيجة الرتفاع عدد المتقاعدين باختالف نوع‬
‫التقاعد (تقاعد عادي‪ -‬نسبي‪ -‬دون شرط السن‪ -‬مسبق) من جهة‪ ،‬وانخفاض‬
‫معدالت نمو االقتصاد وتفاقم حجم البطالة من جهة أخرى‪.‬‬
‫ويعود العجز المسجل في موارد الصندوق خالل السنوات األخيرة إلى‬
‫عملية إعادة تثمين منح التقاعد التي تقررت عام ‪ 1041‬بنسبة ‪.% 41‬‬

‫‪ -1‬تعذر علينا الحصول على مبالغ اإليرادات والنفقات لصندوق التقاعد بعد ‪.1049‬‬

‫‪71‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما فيما يتعلق بالنفقات السنوية خالل الفتر ‪ ،1041-1041‬فقد انتقل المبلغ من‬
‫‪ 333‬مليار دج في سنة ‪ 1041‬إلى ‪ 103‬مليار دج خالل السداسي األول فقط‬
‫لسنة ‪ ، 1041‬ليتجاوز الـ ‪ 4000‬مليار دج خالل هذه السنة ‪.1‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول أعاله التطور المستمر لنفقات الصندوق خالل الفترة‬
‫‪ ،1049-1004‬وهذا نتيجة ارتفاع عدد المسجلين (المؤمنين) في الصندوق‪،‬‬
‫حيث ارتفع من ‪ 4 119 311‬مؤمنا سنة ‪ 1000‬إلى ‪ 1 339 113‬مؤمنا إلى‬
‫غاية ‪( 1041/41/94‬جدول رقم ‪ ،2)41‬أي بنسبة قدرها ‪.%493‬‬

‫كما يبين الجدول أن الرصيد الصافي للصندوق وان عرف تطو ار كبي ار خالل‬
‫الفترة المذكور أعاله إال أنه سجل عج از في ميزانيته (ارتفاع النفقات مقارنة‬
‫بالموارد) خالل السنوات ‪ 1001‬و‪ ،1003‬وبشكل معتبر في ‪ 1049‬حيث بلغ‬
‫عجزه ‪ 91 311‬مليون دج ‪.‬‬

‫ومحاولة منها إلعادة توازن الوضعية المالية للصندوق لجأت السلطات‬


‫العمومية إلى عدة إجراءات‪،‬منها‪:‬‬

‫‪ -‬رفع معدل االشتراك في التقاعد عدة مرات‪ ،‬ويتضح جليا من الجدول‬


‫أدناه أن معدل االشتراك قد عرف ارتفاعا تدريجيا منتقال من ‪ % 3‬سنة ‪4391‬‬
‫إلى ‪ % 43,11‬سنة ‪ ،1001‬أي تطور بنسبة تفوق ‪ % 400‬خالل هذه الفترة‬
‫(‪ ) 1001-4391‬ليظل ثابتا بعدها‪ .‬ورغم هذا االرتفاع المحسوس لم يساهم‬
‫معدل االشتراك بشكل كبير في تحسين الوضعية المالية للصندوق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Système de retraite menacé par la crise : L’Algérie dépensera près de 9 milliards de‬‬
‫‪dollars en 2016 (Algérie-Focus.com, consulté le 01/09/2016).‬‬
‫‪ - 2‬انظر الجدول رقم ‪ 41‬صفحة ‪.34‬‬

‫‪72‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جــدول رقــم(‪ :)03‬تطـــور نسبــة االشـــتراك في التقاعــد (‪)6112- 0880‬‬


‫‪1001‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪4333‬‬ ‫‪4339‬‬ ‫‪4334‬‬ ‫‪4391‬‬ ‫السنـــــوات‬
‫نسبـــة‬
‫‪%43,11‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪%41,1‬‬ ‫‪%44‬‬ ‫‪%3‬‬
‫االشتـــــراك‬
‫المصـ ــدر‪ :‬ن ـ ـوال أقاس ــم‪، 1‬‬

‫‪ -‬إنشاء الصندوق الوطني الحتياطات التقاعد(‪ )FNRR‬سنة ‪ ،1001‬والذي يتم‬


‫تمويله على أساس ‪ %1‬من ناتج الجباية البترولية سنويا وتم رفع هذه النسبة‬
‫إلى ‪ %9‬ابتداء من ‪ 1041‬بموجب نص المادة ‪ 93‬من قانون المالية‬
‫‪،1041‬كما تم تناوله سابقا‪.‬‬

‫‪ -‬اللجوء إلى آلية التضامن بين الصناديق المتصاص العجز من خالل الفوائض‬
‫التي سجلتها كما حدث في سنتي ‪ 1041‬و‪ ،1041‬خاصة الصندوق الوطني‬
‫للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء (‪.)CNAS‬‬

‫ب‪ -‬مساهمـة ميزانيـة الدولة في تمويــل منظومـة التقاعــد‪:‬‬

‫تضطلع الدولة بتمويل جزء من نظام التقاعد عن طريق تدخل الميزانية‪.‬‬

‫عرفت نفقات الصندوق الوطني للتقاعد ارتفاعا مذهال من ‪ 90‬مليار دج في‬


‫‪ 1000‬إلى ‪ 111‬مليار دج سنة ‪،1049‬أي ارتفعت بمعدل ثالث مرات‪ ،‬وتقدر‬
‫مساهمة ميزانية الدولة في تمويل الصندوق الوطني للتقاعد بأكثر من ‪% 10‬‬
‫(‪ 14‬مليار دج) في نفقاته سنة ‪ 1000‬وانتقلت إلى ‪ 413( % 10‬مليار دج)‬
‫سنة ‪.21049‬‬

‫‪ -1‬ن ـ ـوال أقاس ــم‪ ،‬إصــالح نظــــام التقاعـــد في الجــزائر على ضـــوء التغيـــرات االقتصــادية الحاليــة‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،9‬‬
‫‪ ،1041‬ص‪.431‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Tarik SALHI, Op.cit.p.140.‬‬
‫‪73‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن هذه الوضعية تثبت مرة أخرى عدم كفاية االشتراك في الصندوق‪ ،‬وسببها‬
‫باألساس يعود إلى بعض العوامل منها‪:1‬‬

‫‪ -‬ارتفاع معدالت البطالة الذي يحد من مساهمة الفئة الناشطة‪.‬‬


‫‪ -‬الذهاب المبكر إلى التقاعد حيث حمل الصندوق تكاليف إضافية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التصريح باألجراء في القطاع الخاص وتقديم التصريحات المزيفة إلى‬
‫الضمان االجتماعي من طرف أصحاب العمل فيما يخص األجور‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بالنقطة األخيرة‪ ،‬فقد قدر النشاط غير الرسمي سنة ‪2007‬‬
‫في الجزائر (التملص من دفع الضرائب‪ ،‬واألعباء االجتماعية ) ما بين ‪% 30‬‬
‫و‪ 40‬من الناتج الداخلي الخام )‪ ،( PIB‬أي حوالي ‪ 4,5‬مليون عامل ال يستفيد‬
‫من الخدمات االجتماعية‪ ،‬وهذا ما يقارب ‪ % 53,1‬من الفئة الناشطة‪.2‬‬

‫كما أن الكثير من العمال والموظفين المحالين على التقاعد (عادي أو‬


‫مسبق) يلجؤون إلى النشاط غير الرسمي ويبدؤون حياة مهنية جديدة ال تنظمها‬
‫التشريعات والقوانين‪ ،‬حيث تتراوح نسبتهم ما بين ‪ % 90‬و‪.3%91‬‬

‫‪ .6-0-6‬انخفــاض عـدد المشـتركين واختـالل العالقـة بين عــدد‬


‫المشتــركين وعــدد المتقاعـدين‪:‬‬

‫يتم تمويل منظومة التقاعد في األنظمة القائمة على التوزيع من خالل‬


‫اشتراكات األجراء الحاليين لتسديد معاشات من أحيلوا على التقاعد‪ ،‬فالعالقة بين‬
‫عدد المشتركين وعدد المتقاعدين في هذه المنظومة تكتسي أهمية بالغة‬
‫واالختالل فيها ينعكس بصورة غير صحية على التوازنات المالية للمنظومة‬
‫ككل‪.‬‬

‫‪-Tarik SALHI , Op.cit. p.110.‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -2‬ن ـ ـوال أقاسـ ــم‪ ،‬مرجـ ــع سابـ ــق‪ ،‬ص‪.411‬‬


‫‪3‬‬
‫‪- Tarik SALHI, Op.cit. p.227.‬‬
‫‪74‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جــدول رقـــم (‪ :)04‬تطـــور نسبـــة العالقــة الديمغرافيــة في الفتـــرة (‪.)6116 -0899‬‬


‫‪1001 1000 4339 4331 4331 4331 4330 4399‬‬ ‫السنـ ـوات‬
‫النسبــة‬
‫‪1,39‬‬ ‫‪1,90‬‬ ‫‪1,31‬‬ ‫‪9,41‬‬ ‫‪1,11‬‬ ‫‪1,33‬‬ ‫‪1,11‬‬ ‫‪1,03‬‬
‫الديمغرافي ــة‬
‫المصدر‪ :‬نوال أقاسم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.433‬‬

‫من الجدول يظهر أن العالقة الديمغرافية(عدد المشتركين‪/‬عدد المتقاعدين)‬


‫انخفضت بشكل محسوس‪ ،‬حيث انتقلت من ‪ 1,03‬مشترك لكل متقاعد سنة‬
‫‪ 4399‬إلى أقل من ‪ 9‬سنة ‪ ،1001‬وهذا راجع بالدرجة األولى إلى التسهيالت‬
‫في مجال التقاعد المسبق‪.‬‬

‫جــدول رقــم (‪ :)05‬تطــور عـدد المتقاعــدين خــالل الفتـــرة (‪)6118-6116‬‬


‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫السنــــة‬
‫‪1 688 055‬‬ ‫‪1 605 527‬‬ ‫‪1 512 682‬‬ ‫‪1 422 645‬‬ ‫العــــدد‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫السنــــة‬
‫‪2 075 444‬‬ ‫‪1 948 138‬‬ ‫‪1858 902‬‬ ‫‪1 771 596‬‬ ‫العــــدد‬
‫المصدر ‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات على الرابط ‪ www.ons.dz‬بتاريخ ‪1043/01/41‬‬

‫من الجدول أعاله يظهر أن عدد المتقاعدين ارتفع بشكل ملحوظ خالل الفترة‬
‫‪ ،1003-1001‬حيث انتقل من ‪ 1 422 645‬سنة ‪ 1001‬إلى ‪،2 075 444‬‬
‫أي بـتسجيل ‪ 333 111‬حالة(‪.)11%‬‬

‫أما عن تطور مختلف منح ومعاشات التقاعد في الفترة ‪1041-1000‬‬


‫فيبينها الجدول التالي‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جــدول رقــم)‪ :(16‬تطــور منــح ومعــــاشات التقاعــد خــالل الفتــرة‬


‫(‪)6102/06/30 – 6111‬‬
‫المجموع‬ ‫منح أخرى‬ ‫التقاعد‬ ‫المعاشات‬ ‫منحة‬ ‫منحة‬ ‫معاش‬ ‫معاش التقاعد‬ ‫السنـــــــوات‬
‫التكميلي‬ ‫المدفوعة في‬ ‫التقاعد‬ ‫التقاعد‬ ‫التقاعد‬ ‫المباشر‬
‫الخارج‬ ‫المنقول‬ ‫المباشر‬ ‫المنقول‬
‫‪1 253 942‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪737‬‬ ‫‪6 402‬‬ ‫‪25 928‬‬ ‫‪48 603‬‬ ‫‪515 774‬‬ ‫‪656 431‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪1 341 161‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪649‬‬ ‫‪6 402‬‬ ‫‪28 206‬‬ ‫‪54 130‬‬ ‫‪549 634‬‬ ‫‪702 078‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1 422 645‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪604‬‬ ‫‪6 482‬‬ ‫‪30 752‬‬ ‫‪58 596‬‬ ‫‪583 931‬‬ ‫‪742 227‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1 515 681‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪531‬‬ ‫‪6 365‬‬ ‫‪33 768‬‬ ‫‪64 182‬‬ ‫‪624 121‬‬ ‫‪783 659‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪1 605 527‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪487‬‬ ‫‪6 412‬‬ ‫‪37 603‬‬ ‫‪72 688‬‬ ‫‪666 076‬‬ ‫‪822 200‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪1 688 055‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪433‬‬ ‫‪6 491‬‬ ‫‪40 731‬‬ ‫‪77 723‬‬ ‫‪692 905‬‬ ‫‪869 728‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪1 771 596‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪398‬‬ ‫‪6 310‬‬ ‫‪44 365‬‬ ‫‪82 162‬‬ ‫‪726 838‬‬ ‫‪911 487‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪1 858 902‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪364‬‬ ‫‪6 340‬‬ ‫‪48 392‬‬ ‫‪88 723‬‬ ‫‪763 159‬‬ ‫‪951 890‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪1 948 138‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪347‬‬ ‫‪6 504‬‬ ‫‪52 396‬‬ ‫‪96 789‬‬ ‫‪797 379‬‬ ‫‪994 694‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪2 075 444‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪606‬‬ ‫‪6 202‬‬ ‫‪55 301‬‬ ‫‪102 151‬‬ ‫‪875 448‬‬ ‫‪1 035 702‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪2 169 892‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪575‬‬ ‫‪6 576‬‬ ‫‪57 807‬‬ ‫‪109 369‬‬ ‫‪897 352‬‬ ‫‪1 098 185‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪2 189 702‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪268‬‬ ‫‪6 553‬‬ ‫‪60 768‬‬ ‫‪117 770‬‬ ‫‪853 732‬‬ ‫‪1 150 585‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪2 319 531‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪6 733‬‬ ‫‪64 312‬‬ ‫‪127 911‬‬ ‫‪877 789‬‬ ‫‪1 242 526‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪2 482 454‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪214‬‬ ‫‪6 783‬‬ ‫‪67 482‬‬ ‫‪139 693‬‬ ‫‪910 352‬‬ ‫‪1 357 912‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪2 630 362‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪209‬‬ ‫‪6 815‬‬ ‫‪70 890‬‬ ‫‪154 211‬‬ ‫‪930 341‬‬ ‫‪1 467 878‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪2 773 615‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪209‬‬ ‫‪6 865‬‬ ‫‪74 085‬‬ ‫‪167 290‬‬ ‫‪952 157‬‬ ‫‪1 572 991‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪2 978 557‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪209‬‬ ‫‪6 916‬‬ ‫‪78 406‬‬ ‫‪178 645‬‬ ‫‪980 391‬‬ ‫‪1 733 972‬‬ ‫‪2016‬‬
‫المصدر‪ :‬موقع الصندوق الوطني للتقاعد ‪ ،www :cnr-dz.com‬تاريخ االطالع على الرابط‪6102/14/02 :‬‬

‫وحري بالذكر أن الصندوق الوطني للتقاعد يسير أكثر من ‪ 1,3‬مليون ملف إلى‬
‫غاية ‪ 94‬ديسمبر ‪ 1041‬موزعة حسب نوع المزايا كما يلي‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫توزيـع عــدد المستفيــدين من معـاش ومنـح التقاعــد‬ ‫جـــدول رقــم (‪:)02‬‬


‫إلى غاية ‪ 6102/06/30‬حسب نــوع المـزايا‪.‬‬
‫إلى غاية ‪2016/12/31‬‬ ‫نـــــــوع المــــــــــزايا‬
‫‪714 3631‬‬ ‫مع ـ ـ ــاش التـ ــقاعـ ـ ـ ــد‬
‫‪7339720‬‬ ‫معـــــــاش التقاعـــــد المباشــــــر‬
‫‪800305‬‬ ‫التقاع ـ ـ ـ ــد الع ـ ــادي‬
‫‪445‬‬ ‫التقاع ـ ـ ـ ــد المسـ ــبق‬
‫‪651192‬‬ ‫التقاع ـ ـ ـ ــد النسـ ــبي‬
‫‪282030‬‬ ‫التقاعـ ـ ــد دون ش ـ ــرط الس ـ ــن‬
‫‪980391‬‬ ‫معــــــــاش التقاعــــد المنــقـــــول‬
‫‪645073‬‬ ‫معـ ـ ـ ــاش التقاع ـ ــد المنقـ ــول الرئيـ ــسي‬
‫‪257051‬‬ ‫منحــــــــة التقاعـــــــد‬
‫‪178645‬‬ ‫منحـ ـ ـ ــة التقاعـ ـ ـ ــد المباشـ ـ ــر‬
‫‪78406‬‬ ‫منحـ ـ ـ ــة التقاعـ ـ ـ ــد المن ـ ــقول‬
‫‪18‬‬ ‫منـ ـ ـ ـ ــح أخـ ـ ـ ـ ــرى‬
‫‪209‬‬ ‫التقاعـ ـ ــد التك ـ ـ ــميلي‬
‫‪1 143‬‬ ‫الخدمـ ــات المدفوعـ ــة في الخـ ــارج (*)‬
‫‪6 829 552‬‬ ‫المجمــــــــــوع العــــــــــام‬
‫المصــدر‪ :‬موقع الصنــدوق الوطــني للتقاعــد‪ ، www.cnr.dz‬بتــاريخ ‪1043/01/44‬‬

‫يتوزع عدد المنح المدفوعة في الخارج بعنوان سنة ‪ 1041‬على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ 2 802‬منها فرنسا‪ ،2 504 :‬تونس‪ ،602 :‬بلجيكا‪ ،029:‬أخرى‪02 :‬‬
‫‪ .6-6‬تدهـــور سوق العمـــل‪:‬‬
‫تهدف إصالحات سوق العمل في أي بلد أو مجتمع للوصول إلى‬
‫مستويات تشغيل مقبولة‪ ،‬وذلك لمواجهة الطلب المتزايد على العمل والحد من‬
‫معدالت البطالة‪ ،‬فسوق العمل بهذه الصفة ترتبط ارتباطا وثيقا بمستويات‬
‫‪77‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التشغيل والبطالة التي تعد إحدى المشكالت المعرقلة لمسيرة التطور والتنمية في‬
‫كثير من المجتمعات‪ .‬وال تزال الجزائر‪ ،‬كغيرها من الدول‪ ،‬تعاني من هذه‬
‫المشكلة التي تعد تحديا يجب رفعه‪ ،‬وذلك بإدماج فئة الشباب في سوق العمل‬
‫حفاظا على استقرار المجتمع وتقدمه‪ .‬وتتأثر معدالت البطالة بعدة متغيرات‬
‫كالتضخم ومعدالت االستثمار‪.‬‬

‫لقد تقهقرت وضعية التشغيل في الجزائر إلى مستويات دنيا‪ ،‬حيث وصلت‬
‫معدالت البطالة إلى حوالي ‪ % 90‬في الفترة (‪ ) 1000 - 4331‬بسبب األزمة‬
‫االقتصادية التي مرت بها البالد‪ ،‬ولكن مع ارتفاع أسعار البترول في بداية القرن‬
‫الواحد والعشرين أعطى دفعا جديدا لالقتصاد الوطني مما أدى إلى انخفاض‬
‫محسوس لمعدالت البطالة إلى أكثر من النصف خالل السنوات األخيرة (‪%40‬‬
‫سنة ‪ 1040‬و‪% 44,1‬سنة ‪. )1041‬‬

‫أثرت األزمة االقتصادية واإلصالحات المتخذة في إطار عملية االنتقال إلى‬


‫اقتصاد السوق على سوق العمل بشكل ملحوظ‪ ،‬مما أدى إلى تفاقم انعدام التوازن‬
‫بين عرض وطلب العمل‪.1‬‬

‫‪ .0-6-6‬ارتفاع معـــدالت البطالة‪:‬‬

‫جــدول رقــم)‪ :(18‬تطــور معــدالت البطالــة خــالل الفتــرة (‪)6105-0884‬‬


‫‪6116‬‬ ‫‪6110‬‬ ‫‪6111‬‬ ‫‪0888‬‬ ‫‪0889‬‬ ‫‪0882‬‬ ‫‪0885‬‬ ‫‪0884‬‬ ‫السنــة‬
‫معــدل البطــالة‬
‫‪13‬‬ ‫‪13,9‬‬ ‫‪90,0‬‬ ‫‪13,1‬‬ ‫‪19,0‬‬ ‫‪19,1‬‬ ‫‪19,4‬‬ ‫‪11,9‬‬
‫‪%‬‬
‫‪6101‬‬ ‫‪6118‬‬ ‫‪6119‬‬ ‫‪6112‬‬ ‫‪6112‬‬ ‫‪6115‬‬ ‫‪6114‬‬ ‫‪6113‬‬ ‫السنــة‬
‫‪40‬‬ ‫‪40,1‬‬ ‫‪44,9‬‬ ‫‪49,9‬‬ ‫‪41,9‬‬ ‫‪41,90‬‬ ‫‪43,3‬‬ ‫‪19,3‬‬ ‫معــدل البطــالة‪%‬‬
‫‪6105‬‬ ‫‪6104‬‬ ‫‪6103‬‬ ‫‪6106‬‬ ‫‪6100‬‬ ‫السنــة‬
‫‪44,1‬‬ ‫‪40,1‬‬ ‫‪3,9‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫معــدل البطــالة‪%‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Source :Tarik SALHI‬‬

‫‪ -1‬مليكة محديد‪ ،‬مرج ـع سابـ ـق‪ ،‬ص ص ‪.401-409‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-Tarik SALHI, Op.cit, p.144.‬‬

‫‪78‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫نالحظ من الجدول أعاله أن معدالت البطالة سجلت ارتفاعا كبي ار في المرحلة‬


‫(‪ ،)1000-4331‬حيث بلغت أرقاما قياسية بوصولها إلى ‪ % 19,1‬سنة‬
‫‪ ،4333‬و‪ % 13,1‬سنة ‪ ،4333‬و‪ % 90‬سنة ‪ 1000‬وهو أعلى معدل لها‬
‫خالل هذه الفترة‪ ،‬ووصل عدد العاطلين عن العمل سنة ‪ 4339‬إلى حولي ‪1,3‬‬
‫مليون عاطل‪.‬‬

‫وتعزى أسباب هذا االرتفاع إلى عملية تسريح العمال‪ ،‬خوصصة عدد‬
‫الغلق‬ ‫كبير من المؤسسات التي أصبحت تشكل عبء كبي ار على الخزينة‪،‬‬
‫المتتالي للمؤسسات واحداث عدة أنماط للتقاعد المسبق في إطار برنامج التعديل‬
‫الهيكلي‪.‬‬

‫وابتداء من سنة ‪ 1000‬أخذت معدالت البطالة في التراجع حيث انخفضت إلى‬


‫أكثر من النصف ببلوغها ‪ % 41,1‬سنة ‪ 1001‬و‪ % 44,9‬سنة ‪،1009‬‬
‫وانخفضت في سنوات ‪ 1044 ،1003‬لتصل إلى ‪ % 40,1‬و‪ % 40‬على‬
‫التوالي‪.‬‬

‫كما نالحظ أن هذه المعدالت تراجعت إلى حوالي الثلث مقارنة مع سنة ‪،1000‬‬
‫حيث بلغت ‪ % 3,9‬سنة ‪ ،1049‬وبلغت ‪ % 44,1‬سنة ‪ ،1041‬وبالرغم من‬
‫ذلك يبقى معدلها مرتفعا إذا ما قورن بالمتوسط العالمي البالغ ‪.1% 1,3‬‬

‫ومن العوامل التي ساهمت في انخفاض معدالت البطالة تراجع معدل‬


‫النمو الديمغرافي‪ ،‬حيث تراجع معدل النمو السكاني من ‪ % 9,4‬سنة ‪ 4391‬إلى‬
‫‪ % 4,3‬سنة ‪ ،4333‬و‪ %4,1‬سنة ‪ ،21009‬مما أدى إلى تقليص الضغط على‬
‫سوق العمل‪ ،‬ونشير هنا إلى أن معدالت النمو الديمغرافي ارتفعت نوعا ما في‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق موالي لخضر‪ ،‬تقييم أداء سياسات الشغل في الجزائر ‪ ،6100-6111‬مجلة الباحث‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 40‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،1041 ،‬ص‪.434‬‬
‫‪ -2‬المرج ـع نفس ـه‪ ،‬ص ‪.431‬‬

‫‪79‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫السنوات األخيرة‪ ،‬حيث بلغت نسبة ‪ %1,03‬في سنة ‪ 1049‬و‪ %1,41‬سنة‬


‫‪.11041‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن نسبة البطالة لدى فئة الشباب الناشطين الذين‬
‫تتراوح أعمارهم ما بين ‪ 41‬و‪ 11‬سنة تبقى مرتفعة‪ ،‬حيث بلغ عددهم حوالي‬
‫نصف مليون(‪ )100 000‬عاطل عن العمل‪ ،‬وارتفع معدل البطالة لهذه الفئة إلى‬
‫‪ % 13,3‬سنة ‪ ،1041‬وقدر عدد البطالين لهذه السنة ‪ 4,91‬مليون‪ ،‬أي ما‬
‫يعادل نسبة ‪ % 44,1‬من القوى العاملة‪.2‬‬

‫إن التراجع في معدالت البطالة في السنوات األخيرة يعود كذلك إلى عدة‬
‫إجراءات اتخذتها السلطات العمومية لدعم واصالح سوق العمل ارتأينا أن نتـطرق‬
‫إلى بعض منها في الفرع الموالي‪.‬‬

‫‪ .6-6-6‬التدابير واإلجراءات المتخذة لمواجهة حدة البطالة‪:‬‬

‫تفاقمت حدة البطالة نتيجة تطبيق سياسة اإلصالح االقتصادي في‬


‫الجزائر(‪ ،)PAS‬ولمواجهة هذا الوضع اتخذت مجموعة من التدابير بإنشاء‬
‫مجموعة من األجهزة الخاصة بعمليات التشغيل‪ ،‬نحاول ذكر أهمها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬األجهزة المسيرة من طرف الوزارة المكلفة بالعمل‪ :‬وتتمثل في جهازين‪: 3‬‬

‫‪ -1‬التقرير السنوي لبنك الجزائر لسنتي ‪ 1049‬و‪ 1041‬على الرابط ‪ ،www.bank-of-algeria.dz:‬تاريخ‬


‫االطالع ‪.1043/01/11‬‬
‫‪ -2‬انظر التقرير السنوي لبنك الجزائر لسنة ‪( 1041‬الفصل الثاني‪ :‬النشاط االقتصادي) على الرابط‪:‬‬
‫‪.www.bank-of-algeria.dz‬‬
‫لمزيد من المعلومات حول البطالة حسب فئات العمر‪ ،‬الجنس (ذكر‪ -‬أنثى)‪ ،‬المستوى التعليمي والشهادة‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )Diplôme‬وحسب مدة البحث عن العمل انظر‪ :‬النشاط االقتصادي و التشغيل و البطالة لشهر سبتمبر‬
‫‪ 1041‬على موقع الديوان الوطني لإلحصائيات‪http://www.ons.dz :‬‬
‫‪ -3‬سليم عقون‪" ،‬قياس أثر المتغيرات االقتصادية على معدل البطالة"‪ ،‬مذكرة ماجستير في علوم التسيير‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة سطف‪ ،1040،‬ص ص ‪.13-19‬‬

‫‪80‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -0‬برنامـج تشغيل الشباب )‪:)PEJ‬‬

‫ويتمثل في تشغيل الشباب بشكل مؤقت في ورشات منفعة عامة‪ ،‬منظمة من‬
‫قبل الجماعات المحلية واإلدارات والو ازرات المكلفة بقطاعات الفالحة والري‬
‫والغابات وقطاع الغابات وقطاع البناء واألشغال العمومية‪.‬‬

‫يتم تمويل هذا البرنامج عن طريق صندوق إعادة تشغيل الشباب‪ ،‬وقد تكفل هذا‬
‫البرنامج بـ ‪ 400‬ألف شاب خالل سنتين‪.‬‬

‫‪ -6‬جهــاز اإلدمـاج المهني للشبـاب)‪:(DIPJ‬‬

‫يهدف هذا البرنامج إلى إعادة إدماج الشباب في الحياة المهنية‪ ،‬إذ تم تطبيقه‬
‫سنة ‪ 4330‬بإنشاء مناصب عمل مؤقتة مدتها سنة واحدة‪ ،‬ومنذ سنة ‪4331‬‬
‫أصبحت تمول من طرف صندوق مساعدة تشغيل الشباب‪ ،‬ويستفيد منها الشباب‬
‫العاطل عن العمل الذي ال يتمتع بمؤهالت كبيرة‪.‬‬

‫إن حصيلة هذا الجهاز لم ترقى إلى طموح السلطات فيما يخص وجود صفة‬
‫عمل دائم حيث لم يستفد من هذه الصفة إال نسبة ضئيلة تتراوح ما بين ‪ 9‬و‪%1‬‬
‫من عدد الشباب المستفيدين‪.‬‬

‫وخالل الفترة ‪ 4331-4330‬لم يتجاوز عدد الشباب الذين استفادوا من منصب‬


‫دائم لمدة ‪ 1‬أشهر الـ ‪ 11.000‬أي ‪ % 9,9‬من إجمالي اإلدماجات المنجزة‪،‬‬
‫‪ 491.491‬منهم ‪9.900‬‬ ‫وفي سنة ‪ 4333‬بلغ عدد الشباب المستفيدين‬
‫استفادوا من منصب دائم أي بنسبة ‪.%1,1‬‬

‫إن جهاز اإلدماج المهني لم يحقق أهدافه وذلك ألن مستويات التعويض كانت‬
‫منخفضة‪ ،‬حيث شكلت نسبة ‪ % 91‬من األجر الوطني األدنى المضمون‪،1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Tarik SALHI, Op.cit. p.146.‬‬
‫‪81‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وربط المنح للمستفيدين بالحد األدنى الوطني المضمون لسنة ‪ 4330‬الذي حدد بـ‬
‫‪ 1.100‬دج كل شهر يعتبر إعانة وليس أج ار‪.1‬‬

‫ب‪ -‬األجهـزة المسيرة من طرف الوكالة الوطنية للتنمية االجتماعية‪ :‬ونذكر‬


‫منها‪:‬‬

‫‪ -0‬عقـــود ما قبل التشــغيل )‪:(CPE‬‬

‫وضعت الجزائر برنامج عقود ما قبل التشغيل في شهر جويلية سنة ‪4339‬‬
‫بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 101-39‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ ،4339‬الذي يتضمن‬
‫اإلدماج المهني للشباب الحاملين شهادات التعليم العالي والتقنيين السامين‬
‫خريجي المعاهد الوطنية للتكوين‪ ،2‬ويهدف هذا الجهاز إلى التكفل بالطلبات‬
‫المتزايدة عن العمل‪ ،‬خصوصا لدى الشباب وخريجي الجامعات الذين تتراوح‬
‫أعمارهم بين ‪ 43‬سنة و‪ 91‬سنة ‪.3‬‬

‫في سنة ‪ 1000‬تم تسجيل ‪ 410‬ألف ملف لدى الوكالة الوطنيـ ـ ـ ـ ـ ــة للتشغيـ ـ ـ ـ ـل‬
‫(‪ ، 4)ANEM‬وتشير حصيلة ثالث (‪ )9‬سنوات من تطبيق هذا الجهاز إلى‬
‫إنجازه بنسبة ‪ ،% 31‬غير أن فعاليته تتوقف على مدى تقبله من طرف الشباب‬
‫بسبب ضعف قيمة التعويضات المالية‪ ،‬وتضاؤل فرص اإلدماج بعد انتهاء مدة‬
‫العقد ‪.5‬‬

‫‪ -6‬التعويــض مقابل نشاطـات ذات منفعـة عامة )‪:(IAIG‬‬

‫هي عملية تشغيل ضمن الشبكة االجتماعية مقابل تعويض بـ ‪ 9.000‬دج ‪ ،‬وهي‬
‫بمثابة حل مؤقت وشكل من أشكال التضامن‪.‬‬

‫‪ -1‬سليم عقون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪ -2‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،34‬الصادرة بتاريخ ‪ 1‬ديسمبر ‪ ،4339‬ص ‪.19‬‬
‫‪-3‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،34‬الصادرة بتاريخ ‪ 1‬ديسمبر ‪ ،4339‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -4‬نوال أقاسم‪ ،‬مرجــع سابـق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪ -5‬سليم عقون‪ ،‬مرجــع سابــق‪ ،‬ص ص ‪.19-11‬‬

‫‪82‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬القـــرض المصغـــر( ‪:)Micro crédit‬‬

‫دخل حيز التنفيذ سنة ‪ ،4330‬ويهدف إلى تمويل مشاريع الشباب من خالل‬
‫إنشاء مؤسسات مصغرة بمنحهم قروض بنكية بفوائد منخفضة‪.‬‬

‫بلغ عدد المستفيدين من هذا القرض ‪ 9.100‬مستفيد سنة ‪ 1004‬وارتفع‬


‫سنة ‪ 1001‬إلى ‪ 44.900‬مستفيد‪ ،‬ولكنه تراجع حيث وصل إلى ‪1.100‬‬
‫مستفيد سنة ‪ ،1001‬مما يعني فشل وعدم نجاعة هذا البرنامج ‪.1‬‬

‫وهناك عدة أجهزة وبرامج أخرى اتخذتها الدولة للحد من البطالة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -0‬الصندوق الوطني للتأمين عن البطالــة )‪:(CNAC‬‬

‫أنشئ هذا الصندوق ‪ ،‬كما تم التطرق إليه في الفصل األول‪ ،‬سنة ‪ 4331‬لغرض‬
‫التخفيف من اآلثار االجتماعية الناجمة عن تسريح العمال األجراء في القطاع‬
‫االقتصادي( الذين فقدوا مناصب شغلهم ألسباب اقتصادية) وفقا لمخطط التعديل‬
‫الهيكلي (‪ ،)PAS‬حيث ساهم في منح التعويضات للعمال المسرحين واعادة‬
‫تأهيلهم وادماجهم في مناصب عمل‪.‬‬

‫‪ -6‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪:‬‬

‫أ‪ -‬الوكالـة الوطنيـة لتطويـر االستثمـار(‪:)ANDI‬‬

‫تتمثل مهامها في ترقية االستثمارات في الجزائر وفي الخارج‪ ،‬وتسهيل‬


‫ممارسة األعمال ومتابعة تأسيس الشركات وانجاز المشاريع‪ ،‬وتأهيل المشاريع‬
‫التي تمثل أهمية خاصة بالنسبة لالقتصاد الوطني وتقييمها واعداد اتفاقية‬
‫االستثمار التي تعرض على المجلس الوطني لالستثمار للموافقة عليها‪.2‬‬

‫‪ -1‬سليم عقون‪ ،‬مرج ـع ساب ـق ‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬بعض من مهام الوكالة من موقعها على األنترنت‪ www.andi.dz :‬تاريخ االطالع ‪.1043/01/90‬‬

‫‪83‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪ -‬الوكالـة الوطنيـة لدعـم تشغيل الشبـاب(‪:)ANSEJ‬‬

‫أنشئت سنة ‪ 4331‬بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 1131- 31‬المؤرخ في ‪9‬‬


‫سبتمبر ‪ ،4331‬وهي جهاز موجه للشباب البطال الذين تتراوح أعمارهم بين ‪43‬‬
‫إلى ‪ 91‬سنة‪ ،‬والذين يظهرون استعدادا لالستثمار في مؤسسات مصغرة‪ ،‬وقد‬
‫ساهم هذا الجهاز في اقتحام النساء لميدان إنشاء المؤسسات الصغيرة‪ ،‬حيث‬
‫بلغت نسبة مشاركتهن ‪ % 43‬في ‪ 1004‬مقابل ‪ % 40‬في الفترة ‪-4339‬‬
‫‪.21000‬‬

‫‪ -3‬برنـامج دعـم النمو االقتصـادي‪:‬‬

‫شرعت الجزائر سنة ‪ 1004‬في تطبيق برنامج لدعم النمو االقتصادي‪ ،‬يهدف‬
‫أساسا إلى رفع معدل النمو االقتصادي وترقية األنشطة التي بإمكانها توفير‬
‫مناصب عمل لتخفيض مستويات البطالة‪ ،‬وقد تم تجسيد هذه السياسة من خالل‬
‫تنفيذ ثالث برامج تنموية هي‪: 3‬‬

‫‪ -‬البرنامـج األول‪ :‬برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي للفترة ‪،1001-1004‬‬


‫خصص له مبلغ ‪ 111‬مليار دج (‪ 3‬مليار دوالر أمريكي)‪.‬‬
‫‪ -‬البرنامـج الثاني‪ :‬البرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي للفترة ‪–1001‬‬
‫‪ ،1003‬خصص له مبلغ ‪ 410‬مليار دوالر‪.‬‬
‫‪ -‬البرنامـج الثالث‪ :‬البرمانج الخماسي ‪ ،1041-1040‬وهو أضخم برنامج‬
‫يطبق في الجزائر‪ ،‬رصد له مبلغ يصل إلى ‪ 191‬مليار دوالر‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 131-31‬المؤرخ في ‪ 9‬سبتمبر ‪ 4331‬المتضمن إنشاء الوكالة الوطنية لدعم‬
‫تشغيل الشباب وتحديد قانونها األساسي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬الصادرة بتاريخ ‪ 44‬سبتمبر ‪،4331‬‬
‫ص‪.41‬‬
‫‪ -2‬سليم عقون‪ ،‬مرج ـع ساب ـق‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -3‬نبيل بوفليح‪ ،‬دراسة تقييمية لسياسة اإلنعــاش االقتصادي المطبقــة في الجزائر في الفترة ‪–6111‬‬
‫‪ ،6101‬األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬العدد ‪ ، 1049 - 3‬ص ‪.11‬‬

‫‪84‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من خالل العرض السابق يتبين أن الدولة بذلت مجهودات جبارة لترقية سوق‬
‫العمل والتصدي لظاهرة البطالة‪ ،‬ولكن بالرغم من المبالغ الضخمة التي رصدتها‬
‫لذلك لم تحقق األهداف المرجوة‪ ،‬وبقيت نسب البطالة تراوح مكانها في السنوات‬
‫األخيرة‪.‬‬

‫وحسب معطيات صندوق النقد الدولي‪ ،‬فإنه يستوجب‪ ،‬على األقل للحد من‬
‫البطالة‪ ،‬تحقيق معدالت نمو خارج المحروقات بنسبة ‪ % 1‬سنويا‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نوال أقاسم‪ ،‬مرجـ ـع ساب ـق‪ ،‬ص ‪.411‬‬

‫‪85‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصــة الفصــل‪:‬‬

‫عالجنا في هذا الفصل أهم اإلصالحات التي أدخلت على نظام التقاعد‬
‫ابتداء من توحيده عام ‪ ،4399‬إلى إصالحات التسعينات حيث تمت مراجعة‬
‫المنظومة القانونية المحدثة لهذا النظام بمجموعة هامة من التعديالت في سنوات‬
‫‪ 4331‬و‪ 4331‬و‪ 4333‬و‪ ،4333‬تمخض عنها غلق العديد من المؤسسات‬
‫االقتصادية وتسريح آالف العمال ألسباب اقتصادية واحالة العديد منهم على‬
‫التقاعد المسبق والنسبي بسبب ارتفاع نسب البطالة (حوالي ‪.)% 90‬‬

‫أدت هذه الوضعية إلى ارتفاع عدد المتقاعدين مما أثر بشكل مباشر على‬
‫صندوق التقاعد أجبر الدولة على التدخل من خالل التحويالت االجتماعية من‬
‫الخزينة‪.‬‬
‫وتطرقنا ضمن اإلصالحات إلى أهم التعديالت التي جاء بها القانون رقم‬
‫‪ 41-41‬الذي ألغى كل صيغ التقاعد المسبق وأبقى على السن األدنى للتقاعد‬
‫المحدد بستين(‪ )10‬سنة على األقل مع إمكانية استفادة المرأة العاملة من التقاعد‬
‫بطلب منها ابتداء من سن الخمس والخمسين (‪ )11‬سنة كاملة‪.‬‬

‫كما أشرنا إلى بعض التدابير الوسيطية التي مست معدل اشتراك التقاعد بحيث‬
‫ارتفع تدريجيا (جدول رقم ‪ ،)9‬تمديد الفترة التي يحسب على أساسها المعاش‬
‫(جدول رقم ‪ ،)9‬بينما بقي السن القانوني لإلحالة على التقاعد(‪ )10‬سنة ثابتا‬
‫وكذا األمر فيما يتعلق بنسبة اعتماد سنوات العمل (‪ )% 1,1‬ومدة ‪ 91‬سنة من‬
‫النشاط مدفوعة االشتراك لالستفادة من التقاعد دون شرط السن(تم إلغاؤها بموجب‬
‫أحكام القانون ‪.)41-41‬‬

‫ويعتبر إنشاء الصندوق الوطني الحتياطات التقاعد(‪ )FNRR‬سنة ‪ 1001‬من‬


‫أهم اإلصالحات التي عرفها نظام التقاعد‪ ،‬غير أنه يبقى مرتبطا بمداخيل‬
‫الجباية البترولية التي تتميز بتقلبات أسعارها خاصة في االضطرابات‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ضرورات اإلصالح في نظام التقاعد وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عرفت منظومة التقاعد مشاكل تتعلق بالتوازنات المالية نتيجة انعكاسات‬


‫الوضعية االجتماعية واالقتصادية التي عرفتها البالد‪ ،‬ففي تسعينات القرن‬
‫الماضي تم إعادة هيكلة المؤسسات االقتصادية وتسريح اآلالف من العمال‬
‫وتراجع النمو االقتصادي وبلغت معدالت البطالة أقصاها‪ ،‬وأدت هذه الوضعية‬
‫إلى حدوث اختالالت في الوضعية المالية لصندوق التقاعد‪ ،‬األمر الذي أدى إلى‬
‫تحقيق أرصدة سلبية ولعدة سنوات نتيجة زيادة النفقات بشكل كبير‪ ،‬وتدهورت‬
‫العالقة بين عدد المشتركين وعدد المتقاعدين‪ ،‬وساهم في هذه الوضعية التهافت‬
‫على التقاعد المسبق‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بانعكاسات الوضعية االجتماعية‪ ،‬فقد تطور أمل الحياة‬
‫لدى الجزائريين من ‪ 11,4‬سنة في ‪ 4333‬إلى ‪ 33,4‬سنة في ‪ 1041‬بسبب‬
‫الرعاية الصحية وتحسن المستوى المعيشي‪ ،‬كما أن مؤشر الخصوبة عرف‬
‫تراجعا مستم ار حيث انتقل من ‪ 1,1‬طفل لكل امرأة سنة ‪ 4390‬إلى ‪ 9‬أطفال‬
‫لكل امرأة في ‪.1041‬‬
‫إن ارتفاع أمل الحياة وتدني معدالت الخصوبة (انخفاض نسبة الوالدات)‬
‫يؤدي إلى انخفاض شريحة الشباب في المجتمع وارتفاع شريحة المسنين (ظاهرة‬
‫شيخوخة المجتمع)‪ ،‬مما يستدعي دفع المعاشات لعدد كبير من المتقاعدين ولمدة‬
‫أطول‪ ،‬وهذا ما يحدث عدم التوازن المالي لنظام التقاعد‪.‬‬
‫وفي األخير يمكن القول أن اإلصالحات التي أدخلت على نظام التقاعد‬
‫منذ ‪ 4399‬إلى يومنا هذا كانت ظرفية بدافع معالجة المشاكل المالية لهذا النظام‬
‫في كل مرة ولم تمس بجوهره‪.‬‬
‫ولكي يواكب نظام التقاعد المتغيرات االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ويضمن‬
‫الوفاء بالتزاماته تجاه شريحة المتقاعدين‪ ،‬فإنه يحتاج إلى عملية إصالح وتطوير‬
‫بصورة مستمرة وآلية‪ ،‬وبحث دائم عن مصادر أخرى لتمويله‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫اخلامتة‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‬

‫نشأ النظام الوطني للتقاعد في ظل التواجد االستعماري‪ ،‬وكان تطبيقه‬


‫جزئيا وانتقائيا قبل االستقالل(‪ ،)4311‬ليتطور بعد ذلك متمي از بتنوع األنظمة(‪9‬‬
‫أنظمة للتقاعد) إلى غاية ‪ 4399‬أين تم توحيده إثر صدور قوانين الضمان‬
‫االجتماعي في يوليو من هذه السنة‪ ،‬ودخل حيز التنفيذ بداية من أول يناير‬
‫‪.4391‬‬

‫لم يتوقف نظام التقاعد عن التطور ومسايرة التغيرات االقتصادية‬


‫واالجتماعية‪ ،‬حيث عرف عدة تعديالت في منتصف التسعينات بسبب األزمة‬
‫االقتصادية الحادة التي عرفتها البالد في مرحلة اإلصالحات االقتصادية(برنامج‬
‫التعديل الهيكلي(‪ ))PAS‬لالقتصاد‪ ،‬والتي تمخض عنها غلق العديد من‬
‫المؤسسات االقتصادية العمومية والتسريح الجماعي آلالف العمال‪ ،‬مما نتج عنها‬
‫حدوث اختالل في التوازن المالي لمنظومة التقاعد جراء تناقص عدد المشتركين‬
‫في تمويلها وارتفاع عدد المتقاعدين وزيادة نفقاتها من جهة أخرى‪.‬‬
‫كما تم تعديل قانون التقاعد في اآلونة األخيرة‪ ،‬ودخل حيز التنفيذ ابتداء‬
‫تبين نموا‬
‫من الفاتح يناير ‪ ، 1043‬بحكم المعطيات الديمغرافية الوطنية‪ ،‬التي ّ‬
‫معتب ار للمدة المحتملة للحياة عند الوالدة‪ ،‬التي انتقلت من ‪ 11,1‬سنة في ‪4399‬‬
‫إلى ‪ 33,4‬سنة في ‪ ،1041‬وتراجع عائدات الجزائر من مداخيل البترول التي‬
‫كان يقتطع جزء منها لتمويل الصندوق الوطني للتقاعد‪ ،‬وهذا ماأدى إلى حدوث‬
‫اختالل في توازنه‪.‬‬
‫عرف النظام الوطني للتقاعد بعض اإلصالحات التي تندرج ضمن إطار‬
‫تحسين الوضعية المالية لنظام التقاعد والحفاظ على ديمومته ألجل الوفاء‬
‫بالتزاماته‪ ،‬كالرفع التدريجي لمعدالت االشتراك في التقاعد‪ ،‬حيث انتقلت من ‪%3‬‬
‫سنة ‪ 4391‬إلى ‪ %43,11‬سنة ‪ ،1001‬وتطور األجر المرجعي الذي يحسب‬
‫على أساسه المعاش إلى أن وصل إلى ‪ 10‬شه ار ابتداء من سنة ‪ ،1000‬غير‬
‫أن هذه التدابير لم تساهم بشكل فعال في هذا التوازن‪ .‬وبالمقابل‪ ،‬بقي السن‬

‫‪89‬‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫القانوني لإلحالة على التقاعد العادي (‪ 10‬سنة) ثابتا لم يتغير طيلة فترة الدراسة‪،‬‬
‫وكذا األمر فيما يتعلق بنسبة اعتماد سنوات العمل المقدرة بـ ‪ ،% 1,1‬ومدة‬
‫النشاط مدفوعة االشتراك لالستفادة من التقاعد دون شرط السن المحددة بـ ‪91‬‬
‫سنة‪ ،‬غير أن هذا األخير تم إلغاؤه بموجب القانون ‪.41-41‬‬
‫كما يعتبر إنشاء الصندوق الوطني الحتياطات التقاعد(‪ )FNRR‬من‬
‫اإلصالحات الجديدة التي أدخلت على منظومة التقاعد‪ ،‬غير أنه يبقى مرتبطا‬
‫بمداخيل الجباية البترولية التي تتميز بتقلبات أسعارها خاصة في االضطرابات‬
‫االقتصادية‪ ،‬وهذا ما نالحظ آثاره في اآلونة األخيرة بسبب الحركة التنازلية‬
‫ألسعار النفط بصفة مستمرة وغير قابلة لالستقرار‪.‬‬
‫إنه من خالل ما تقدم من معطيات وما تم التطرق إليه من تحاليل‬
‫ومالحظات يقودنا إلى ضبط تصور أوسع لنظام التقاعد بما قدمه من امتيازات‬
‫تستجيب للمواثيق الدولية والتزامات التشريعية والتنظيمية الوطنية‪ ،‬أخذا بعين‬
‫االعتبار للتجربة الجزائرية التي مرت بمراحل حرجة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا‬
‫عبر مسارها التاريخي‪ ،‬فال نغفل أن الجزائر دولة حديثة عهد باالستقالل من‬
‫جهة‪ ،‬وتخوض تجربة فتية‪ ،‬تستوجب نضجا أكبر وتستلزم استيعابها بشكل‬
‫تدريجي‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫هذا األمر ال يعفي بأي شكل من األشكال في اإلقرار ببعض المساوئ‬
‫التي يمكن تالفيها في المستقبل‪.‬‬
‫إن النظام الوطني للتقاعد تأثر بشكل مباشر وغير مباشر باإلكراهات‬
‫االقتصادية والسياسية التي عرفها كل العالم عموما والجزائر خصوصا‪ ،‬ويأتي في‬
‫المقام األول التراجع الرهيب للعائدات البترولية وانحسار سوق العمل‪ ،‬واختالل‬
‫العالقة بين عدد المشتركين والمتقاعدين‪ ،‬وارتفاع أمل الحياة عند الوالدة في‬
‫الجزائر‪ ،‬إذ أنها المعادلة األساسية في الحفاظ على التوزان المالي لصندوق‬
‫التقاعد‪ ،‬مما جعل الدولة أمام خيارات اجتماعية صعبة‪ ،‬فرضت مراجعة سن‬
‫التقاعد والتراجع عن صيغ كانت لوقت قريب صيغا مطلوبة من الجبهة‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫إن الضغوطات االجتماعية والسياسية لم تفلح في إلغاء التقاعد دون شرط‬


‫السن ولكن أثرت في بعض التدابير االنتقالية إلى غاية سنة ‪ ،1043‬وهذا األمر‬
‫لم يثن الحكومة في التقدم في إصالحاتها البراغماتية‪ ،‬ورافقتها بسياسات مالية‬
‫قائمة على ترشيد النفقات العمومية‪.‬‬

‫نتائج اختبـار الفرضيـات‪:‬‬


‫نالحظ من خالل دراستنا أن الفرضية الرئيسية قد تراجعت إلى حد ما وذلك‬
‫بوجود تنوع في أنظمة التقاعد‪ ،‬حيث أن تعدد األنظمة يخالف أحكام القانون‬
‫‪ 41-99‬الذي جاء لتوحيد األنظمة السابقة‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ويؤدي بالضرورة إلى‬
‫تفاوت في المزايا واالمتيازات من نظام آلخر ومن فئة ألخرى(المجاهدون‪،‬‬
‫اإلطارات السامية في الدولة‪ ،)...‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫كما أن سن اإلحالة على التقاعد المحدد بـ ‪ 10‬سنة لم يعد موحدا بين هذه‬
‫األنظمة بعد التعديالت التي أدخلت أثناء مرحلة التعديل الهيكلي في فترة‬
‫التسعينات(التقاعد المسبق)‪.‬‬
‫ويتبين كذلك من الدراسة صحة الفرضيات الفرعية‪.‬‬
‫نتائج الدراســــــــــــة‪:‬‬
‫نستطيع أن نقدم بعض النتائج التي نراها جديرة بالذك‪ ،‬والتي نوجزها في النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أهمية توسيع التغطية االجتماعية وقاعدة المشتركين (وعاء االشتراكات) في‬
‫منظومة التقاعد‪.‬‬
‫‪ -‬يجب إعادة النظر في إلغاء التقاعد دون شرط السن في حالة استيفاء العامل‬
‫مدة ‪ 91‬سنة على األقل من العمل وما يقابلها من اشتراك في الضمان‬
‫االجتماعي دون األخذ بعين االعتبار لسنه‪ ،‬ونقترح رفع هذه السن إلى ‪91‬‬
‫سنة‪ ،‬فهذا النوع من التقاعد معمول به في كثير من دول العالم‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي إدخال إصالحات شاملة على نظام التقاعد‪ ،‬قانونيا وتنظيميا‪ ،‬بما‬
‫يتوافق مع البيئة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬واألخذ من تجارب العديد من الدول‬

‫‪91‬‬
‫نظام التقاعد في الجـزائر بين ضرورات اإلصالح وضغوطات الوضعية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الخاتمة‬

‫األوروبية والعربية في هذا المجال‪ ،‬وأن تكون عملية اإلصالح والتطوير‬


‫مستمرة‪ ،‬الظرفية آنية‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على إصدار النصوص التنظيمية المحددة لقائمة المناصب "ج ـ ــد‬
‫شاقـ ـ ـ ــة"‪ ،‬واألعمار المناسبة لها وكذا الفترة الدنيا الواجب قضاؤها في هذه‬
‫المناصب(المادة ‪ 9‬من القانون ‪ .)41-41‬واألمر ينطبق كذلك على الوظائف‬
‫" ذات الـتأهيل العالي" والمهن "ذات التأهيل النادر" (المادة ‪.)1‬‬
‫‪ -‬تفعيل مبدأ المصادر اإلضافية لتمويل نفقات التقاعد التي من شأنها أن تعزز‬
‫المصدر الحالي المتمثل في االشت اركات (المادة ‪ 1‬من القانون ‪،)41-41‬‬
‫وضرورة إيجاد صيغ جديدة لتمويل الصندوق الوطني للتقاعد‪ ،‬وجعله يمول‬
‫نفسه تلقائيا‪.‬‬
‫آفـاق الدراســــــــة‪:‬‬
‫‪ -‬انعكاسات إصالحات ‪ 1043‬على التوازنات المالية لمنظومة التقاعد مستقبال‪.‬‬
‫‪ -‬هل اقتصار اإلصالحات على اإلبقاء على السن األدنى للتقاعد المحدد بستين‬
‫(‪ )10‬سنة للرجال على األقل مع إمكانية استفادة المرأة العاملة من التقاعد‬
‫بطلب منها ابتداء من سن ‪ 11‬سنة كاملة‪ ،‬والغاء الجهاز الخاص بالتقاعد‬
‫النسبي ودون شرط السن (التقاعد المسبق) كفيالن بإعادة التوازن المالي‬
‫للصندوق الوطني للتقاعد؟‬
‫‪ -‬هل تحتاج منظومة التقاعد إلى إصالحات مقياسية( ‪Réformes‬‬
‫‪ )paramétriques‬على المدى المتوسط والبعيد ؟‬
‫‪ -‬آثار التعديالت التي جاء بها القانون ‪ 41-41‬على الجبهة االجتماعية‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫املـ ــالح ــق‬
‫المالحـ ـ ـ ـق‬

‫امللح ـق (‪ :)10‬قانــون رقــم ‪ 01-38‬املؤرخ يف ‪ 1‬يوليو ‪0838‬‬

‫املتعل ــقبالتقاع ــد‬

‫‪94‬‬
‫المالحـ ـ ـ ـق‬

‫‪95‬‬
‫المالحـ ـ ـ ـق‬

‫‪96‬‬
‫المالحـ ـ ـ ـق‬

‫‪97‬‬
‫المالحـ ـ ـ ـق‬

‫‪98‬‬
‫المالحـ ـ ـ ـق‬

‫‪99‬‬
‫المالحـ ـ ـ ـق‬

‫‪100‬‬
‫قائمة اجلداول‬
‫قائمة الجداول‬

‫قائمــة اجلداول‬
‫الصفحة‬ ‫عنــــوان الجـــــــــــــدول‬ ‫رقــــــــم‬
‫‪1‬‬ ‫األنظمة الم ــتواجدة لغايــة ‪4399/09/90‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪43‬‬ ‫سنـ ـوات التسبيــق التي يستفيــد منها العامــل المحـال على التقاعــد المسبــق‬ ‫‪01‬‬
‫‪19‬‬ ‫تطــور األجـر الشهـري المتوسـط الذي على أساسه يحسب المعــاش‬ ‫‪09‬‬
‫‪11‬‬ ‫تطـور األجــر الوطني األدنى المضمون –‪)1041-4330( -SNMG‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪11‬‬ ‫تطــورنسبــة تقويــم معــاش ومنحـة التقاعــد خــالل الفت ـرة (‪) 1041-1001‬‬ ‫‪01‬‬
‫‪91‬‬ ‫توزيـع معــدل االشتراكات االجتماعية للعمال األجراء‬ ‫‪01‬‬
‫‪91‬‬ ‫توزيــع معــدل االشتراك في نظــام التقاعـ ــد‬ ‫‪03‬‬
‫‪93‬‬ ‫تطــور معـدل االشتراك في نظـام التقاعـ ــد للعمال األجراء (‪)1001-4391‬‬ ‫‪09‬‬
‫‪11‬‬ ‫التطور السنـوي لعـدد المستفيديـن حسب نـوع التقاعـد خالل الفترة(‪(1009-4333‬‬ ‫‪03‬‬
‫تطـور احتمـال البقـاء على قيـد الحيـاة عنـد الـوالدة (أمل الحياة)‬ ‫‪40‬‬
‫‪11‬‬
‫خالل الفتـرة (‪)1041-4333‬‬
‫‪13‬‬ ‫تطــور معــدل الخصوبـة خـالل الفت ـرة (‪)1041-4390‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪34‬‬ ‫تطـور حجــم مـوارد ونفقـات الصنـدوق الوطني للتقاعـد (‪)1049-1004‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪39‬‬ ‫تط ــور نسبــة االش ــتراك في التقاع ــد (‪)1001-4334‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪31‬‬ ‫تط ــور نسب ــة العالقــة الديمغرافيــة في الفتـ ـرة (‪)1001-4399‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪31‬‬ ‫تطــور عـدد المتقاعــدين خــالل الفتـ ـرة (‪)1003-1001‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪31‬‬ ‫تطــور منــح ومعـ ــاشات التقاعــد خــالل الفت ـرة(‪)1041/41/94 – 1000‬‬ ‫‪16‬‬
‫توزيـع عــدد المستفيــدين من معـاش ومنـح التقاعــدمن ‪ 1041/04/04‬إلى غاية‬ ‫‪17‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ 1041/41/94‬حسب نــوع المـزايا‬
‫‪39‬‬ ‫معدالت البطالة خالل الفترة (‪)1041-4331‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪104‬‬
‫قائمة املختصرات‬
‫قائم ـ ـة المختص ـ ـرات‬

‫قائمــــــــــــة المختصـــــرات‬
LISTE DES ABREVIATIONS

ANEM : AGENCE NATIONALE DE L’EMPLOI.

ANSEJ : AGENCE NATIONALE DE SOUTIEN A L’EMPLOIDES JEUNES.

CAAV : CAISSE ALGERIENNE D’ASSURANCE VIEILLESSE.


CAPAS : CAISSE D’ASSURANCE ET DE PREVOYANCE DES AGENTS DE
LA SONELGAZ.
CASNOS : CAISSE D’ASSURANCE SOCIALE DES NON-SALARIÉS.
CAVNOS : CAISSE D’ASSURANCE VIEILLESSEDES NON-SALARIÉS.
CGRA : CAISSE GENERALE DES RETRAITES ALGERIENS.
CNAC : CAISSE NATIONALE D’ASSURANCE CHOMAGE.
CNAS : CAISSE NATIONALE DE L’ASSURANCE SOCIALE.
CNMA : CAISSE NATIONALE DE MUTUALITE AGRICOLE.
CNR : CAISSE NATIONALE DES RETRAITES.
CSSM : CAISSE DE SECURITE SOCIALE DES MINEURS.
DIPJ :DISPOSITIF D’INSERTION PROFESSIONNELLE DES JEUNES.

EPSGM : ETABLISSEMENT DE PROTECTION SOCIALE DES GENS DE


MER.
FNRR : FOND NATIONAL DE RESERVE DE RETRAITE.
IAIG: INDEMNITE D’ACTIVITE D’INTERET GENERAL.

OCDE : ORGANISATION DE COOPERATION ET DE DEVELOPPEMENT


ECONOMIQUE.
OMC : ORGANISATION MONDIALE DE COMMERCE.

PAS : PLAN D’AJUSTEMENT STRUCTUREL.

PEJ: PROGRAMME D’EMPLOI DES JEUNES.

PIB : PRODUIT INTERIEUR BRUT.

SNMG : SALAIRE NATIONAL MINIMUM GARANTI.

106
‫قائمة املراجع‬
‫قائمـ ـة المراجـ ـع‬

‫قائمة املراجع‬
‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -4‬أحمية سليمان‪ ،‬التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري‪ ،‬عالقة العمل‬
‫الفردية‪ ،‬ج‪ ،1‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪.4339 ،1‬‬
‫‪ -1‬بن رجال آمال‪ ،‬حماية العامل عند انتهاء عالقة العمل في القانون الجزائري‪ ،‬برتي‬
‫للنشر‪ ،‬الجزائر‪. 2010 ،‬‬
‫‪ -9‬حباني رشيد‪ ،‬دليل الموظف والوظيفة العمومية‪ ،‬دار النجاح للكتاب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1041‬‬
‫‪ -1‬حبيش فوزي‪ ،‬الوظيفة العامة وادارة شؤون الموظفين‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫بيروت‪.4334 ،‬‬
‫‪ -1‬دليل الثقافة القانونية‪ ،‬برتي للنشر‪ ،‬الجزائر‪. 2013 ،‬‬
‫‪ -1‬ديدان مولود‪ ،‬مدونة المعاشات والتقاعد‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬دار البيضاء‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1009‬‬
‫‪ -3‬سماتي الطيب‪ ،‬التأمينات االجتماعية في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬دار الهدى ‪،‬‬
‫عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪.1041 ،‬‬
‫‪ -9‬الطائي يوسف حجيم وآخرون‪ ،‬إدارة الموارد البشرية‪ ،‬مدخل استراتيجي متكامل‪،‬‬
‫الوراق للنشر و التوزيع ‪،‬عمان‪ ،‬ط‪.2006 ،4‬‬
‫‪ -3‬هدفي بشير‪ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل‪-‬عالقات العمل الفردية و الجماعية‪،-‬‬
‫دار الريحانة للكتاب‪ ،‬الجزائر‪.1001 ،‬‬
‫المذكرات‪:‬‬
‫‪ -40‬أقاسم نوال‪ ،‬إصالح نظام التقاعد في الجزائر على ضوء التغيرات االقتصادية‬
‫الحالية‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 19 ،9‬يناير ‪.1041‬‬
‫‪ -44‬أمزيان نعيمة‪ ،‬اآلثار السوسيو‪-‬اقتصادية لحدث التقاعد على فئة العمر الثالث‪،‬‬
‫رسالة الماجستير في علم االجتماع الديمغرافي‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.1001 ،‬‬

‫‪108‬‬
‫قائمـ ـة المراجـ ـع‬

‫‪ -41‬ريقط محمد‪ ،‬نهاية الحياة الوظيفية في مجال الوظيفة العمومية‪ ،‬مذكرة ماستر في‬
‫الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة ‪.1041 ،‬‬

‫‪ -49‬عقون سليم‪ ،‬قياس أثر المتغيرات االقتصادية على معدل البطالة ‪-‬دراسة قياسية‬
‫تحليلية‪ ،-‬مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪.1040 ،‬‬
‫‪ -41‬محديد مليكة‪ ،‬واقع وآفاق الشركة الوطنية للتأمينات (‪ )SAA‬و تكاملها مع اآلليات‬
‫الجديدة للتقاعد في ظل التحوالت االقتصادية الراهنة‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم االقتصادية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.1041 ، 9‬‬
‫المقــــاالت ‪:‬‬
‫‪ -41‬أسئلة يتكرر طرحها بشأن الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬صحيفة‬
‫الوقائع‪ ،‬رقم ‪ / 99‬مارس ‪ ،1009‬مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -41‬التايدي مريم ‪" ،‬جمرة" سن التقاعد ‪..‬كيف "قبضت" عليها دول أوروبا؟‪ ،‬جريدة‬
‫التجديد‪ ،‬العدد ‪ ،3518‬المغرب‪.1041 ،‬‬
‫‪ -43‬سعدا محمد عماد‪ ،‬اتجاهات المدرسين نحو التقاعد المبكر‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،90‬العدد األول‪ ،‬دمشق‪.1041 ،‬‬
‫‪ -49‬عيساني نور الدين‪ ،‬شيخوخة السكان ظاهرة في الجــزائر وعوامل تطـــورها‪ ،‬مجلة‬
‫العلــوم اإلنسانية واالجتماعية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،1‬العدد ‪ ،43‬جوان ‪.1041‬‬
‫‪ -43‬قوي بوحنية ‪ ،‬عزيز محمد الطاهر‪ ،‬التسيير الذاتي للصندوق الوطني للتأمينات‬
‫االجتماعية بالجزائر– اإلطار التنظيمي ومعيقاته‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬جامعة ورقلة‪،‬‬
‫العدد السابع (‪ ،)3‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪.1041‬‬
‫‪ -10‬موالي لخضر عبد الرزاق‪ ،‬تقييم أداء سياسات الشغل في الجزائر ‪-6111‬‬
‫‪ ،6100‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،40‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.1041 ،‬‬

‫الملتقيات‬
‫‪ -14‬زيدان محمد ‪ ،‬يعقوبي محمد ‪ ،‬فعالية الموارد التمويلية المتاحة لمؤسسات التمويل‬
‫االجتماعي الجزائري في تحقيق السالمة المالية لنظام الضمان االجتماعي ‪ ،‬مداخلة ضمن‬
‫الملتقى الدولي السابع حول ‪ :‬الصناعة التأمينية‪ ،‬الواقع العملي وآفاق التطوير – تجارب‬

‫‪109‬‬
‫قائمـ ـة المراجـ ـع‬

‫الدول‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬العلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪1-9،‬‬
‫ديسمبر ‪.1041‬‬
‫القوانين والمراسم‬
‫‪ -11‬القانون رقم ‪ ،41-99‬المتعل ـ ـ ـ ــق بالتقاعـ ـ ـ ــد‪ ،‬المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ ،4399‬الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،19‬الصادرة في ‪ 1‬يوليو ‪.4399‬‬
‫‪ -19‬المرسوم رقم ‪ ،91-91‬المتعل ـ ـ ـ ــق بالضمان االجتماعي لألشخاص غير األجراء‬
‫الذين يمارسون عمال مهنيا‪ ،‬المؤرخ في ‪ 03‬فبراير ‪ ،4391‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬الصادرة بتاريخ ‪.4391/01/11‬‬
‫‪ -11‬األمر ‪ 49-33‬المؤرخ في ‪ 94‬مايو ‪, 4333‬المعدل والمتمم للقانون ‪41-99‬‬
‫المؤرخ في ‪ 1‬يوليو ‪ ،4399‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،13‬الصادرة بتاريخ ‪ 1‬جوان ‪.4333‬‬
‫‪ -11‬المرسوم التشريعي رقم ‪ ،40-31‬يحدث التقاعد المسبق‪ ،‬المؤرخ في ‪ 11‬مايو‬
‫‪ ،4331‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬الصادرة‬
‫بتاريخ أول يونيو ‪.4331‬‬
‫‪ -11‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،943 -39‬المتضمن توسيع التقاعد المسبق لموظفي‬
‫المؤسسات واإلدارات العمومية‪ ،‬المؤرخ في ‪ 09‬أكتوبر ‪ ،4339‬الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬الصادرة بتاريخ ‪ 1‬أكتوبر ‪.4339‬‬
‫‪ -13‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 993-01‬المؤرخ في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،1001‬يعدل المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 493-31‬المؤرخ في ‪ 01‬يوليو ‪ ،4331‬الذي يحدد توزيع نسبة االشتراك في‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪،10‬‬
‫الصادرة في ‪ 13‬سبتمبر ‪.1001‬‬
‫‪ -19‬القانون رقم ‪ ،41-41‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ ،41-99‬المؤرخ في ‪ 94‬ديسمبر‬
‫‪ ،1041‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪ ،39‬الصادرة في‬
‫‪ 94‬ديسمبر ‪.1041‬‬
‫‪ -13‬المرسوم رقم ‪ ،119-91‬يتضمن التنظيم اإلداري للضمان االجتماعي‪ ،‬المؤرخ في‬
‫‪ 10‬غشت ‪ ،4391‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬العدد ‪،91‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 14‬غشت ‪.4391‬‬

‫‪110‬‬
‫قائمـ ـة المراجـ ـع‬

‫ اللغة الفرنسية‬:‫ثانيا‬
: ‫الكتب‬
30- BICHOT Jacques, RETRAITES, Le dictionnaire de la réforme,
L’Harmattan, Paris ,2010.
31- JEAN CHRISTOPHE LE DUIGOU, JEAN MARIE TOULISSE, l’avenir
des retraites, les Editions de l’atelier, Paris, France, 1999.
32- MASSOT-CAZAUX Christiane, La retraite des salaries comprendre –
améliorer- calculer, GERESO Edition, 3e édition, France, 2011.
33- POURCEL Patrice, La protection sociale, Bréal Editions, France, 2006.
34- QUEISSER Monika, La Réforme des systèmes de retraite en Amérique
latine, OCDE, 1998.
: ‫المذكرات واألطروحات‬
35- HADJENE Omar, « Problématique du système de retraite en Algérie »,
thèse de doctorat en sciences économiques, Université d’Alger 3, 2012.
36- Tarik SALHI, « Les Voies de Réformes du Système de Retraite en
Algérie : Vers la distinction entre les attributions de l’Etat et de la sécurité
sociale », thèse pour l’obtention de doctorat en Sciences Commerciales,
Université d’Oran 2, faculté des sciences économiques, commerciales et des
sciences de gestion, 2014/2015.
: ‫الملتقيات‬
37- ZERROUKI Kamel, « réforme du système de retraite entre ajustement
paramétrique et constitution de fonds de réserve, intérêt du système des
comptes notionnels –NDC- »; colloque, Boston, Massachussetts, E.U, du 4-7mai
2008.

: ‫المقـــاالت‬
38- ADAIR P. , BELLACHE Y. , « emploi et secteur informel en Algérie :
déterminant, segmentation et mobilité de la main d’oeuvre », Région et
développement N° 35, Université de Toulon-faculté de sciences économiques et
de gestion, 2012.
39- BOZIO Antoine, « Réformes des retraites: "Confusion ou conflit de
génération», Regards croisés sur l’économie 2010/1 (N° 7).
40- DUPUIS Jean Marc, Claire EL MOUDDEN et Anne PERTRON,
« Régimes de retraites, inégalité de revenu et redistribution au Maghreb »,
Région et Développement n° 30-2009, Université de Toulon-faculté de sciences
économiques et de gestion, France.

:‫المواقع اإلليكترونية‬
http://www.maghrebemergent.com ‫الموقع اإلليكتروني‬

http:// www.ons.dz ‫موقع الديـوان الوطني لإلحصاء‬

http://www.cnac.dz ‫موقع الصندوق الوطني للتأمين على البطالة‬


111
‫قائمـ ـة المراجـ ـع‬

‫‪http://www.cnr-dz.com‬‬ ‫موقع الصندوق الوطني للتقاعد‬

‫‪http://www.cnas-dz.com‬‬ ‫موقع الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬

‫‪http://www.arab-ency.com‬‬ ‫موقع الموسوعة العربية‬

‫‪http://www.andi.dz‬‬ ‫موقع الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬


‫‪http:// www.bank-of-algeria.dz‬‬ ‫موقع بنك الجزائر‬

‫‪http://www.carnegie-mec.org‬‬ ‫موقع مركز كارنيجي للشرق األوسط‬

‫‪112‬‬
‫الملخ ـ ـ ـ ــص‬

‫الملخــص‬
‫تتطرق هذه الدراسة المعنونة بـ"نظــــام التقــــاعد في الجــــزائر بين ضـرورات اإلصالح وضغوطات الوضعيــة‬
‫ والتي‬،‫ التي عرفتها البالد‬،‫االجتماعيــة واالقتصــادية" للتغيرات االجتماعية واالقتصادية والسياسية دائمة التحول‬
‫ القائم على التوزيع وعلى مبدأ التضامن‬،4399 ‫انعكست بدورها على النظام التقاعد الوطني للتقاعد منذ توحيده سنة‬
‫) في بداية‬PAS(‫ مرو ار بالتعديالت التي أدخلت عليه في مرحلة تطبيق برنامج التعديل الهيكلي‬،‫بين األجيال‬
‫ دون شرط‬-‫نسبي‬-‫ حيث تم إحداث عدة أنواع للتقاعد قبل الوصول إلى سن اإلحالة على التقاعد (مسبق‬،‫التسعينات‬
.‫ ما أدى إلى اإلضرار بالتوازنات المالية للصندوق الوطني للتقاعد‬، )‫السن‬
‫تأثرت منظومة التقاعد بالوضعية االجتماعية والديمغرافية كارتفاع أمل الحياة عند الوالدة وتدهور معدل‬
،‫الخصوبة وبالوضعية االقتصادية المتمثلة في اختالل التوازنات المالية للصندوق الوطني للتقاعد بفعل زيادة النفقات‬
‫ وكذا تدهور سوق‬،‫وانخفاض عدد المشتركين واختالل العالقة بين عدد المتقاعدين وعدد المشتركين في نظام التقاعد‬
‫ األمر الذي أدى إلى إصالحات جديدة بموجب القانون‬،‫ وتراجع مداخيل البترول‬،‫العمل وانخفاض مستوى االستثمارات‬
.‫ من بينها إلغاء صيغ التقاعد المسبق‬،1043‫ الذي دخل حيز التنفيذ في يناير‬،41-41
‫ومن أهم ما أوصت به الدراسة إعادة النظر في نظام التقاعد بالتشاور مع جميع الشركاء وادخال‬
‫ تمس بجوهر النظام وجعله يمول نفسه تلقائيا من أجل االستمرار والوفاء بالتزاماته تجاه‬،‫ وعميقة‬،‫إصالحات شاملة‬
.‫المشتركين وتحسين وضعية المتقاعدين‬
،‫ أمل الحياة عند الوالدة‬،‫ إصالح نظام التقاعد‬،‫ صندوق التقاعد‬،‫ التوزيع‬،‫ نظام التقاعد‬،‫ التقاعد‬: ‫الكلمـات المفتاحيـــة‬
.‫ الديمومة‬،‫سوق العمل‬

Résumé
Cette étude, intitulée « le système de retraite en Algérie entre la nécessité de
réforme et la situation de pression sociale et économique », porte sur les transformations
sociales, les changements économiques et politiques permanents que connaît le pays, qui
se traduisent sur le système de retraite par répartition en Algérie, unifié en 1983, et basé
sur le principe de la solidarité intergénérationnelle.
Plusieurs types de retraite, avant d’atteindre l’âge légal de départ à la retraite, ont été
instaurés (anticipée, proportionnelle, sans condition d’âge) lors de l’application du
Programme d’Ajustement Structurel (PAS) au début des annéesquatre-vingt-dix (1990),
ce qui impacte négativement l’équilibre financier de la Caisse Nationale des Retraites
(CNR).
La situation sociale et démographique, caractérisée par l’augmentation de
l’espérance de vie etla baisse du taux de fécondité, et la situation économique marquée
par des déséquilibres financiers de la CNR dȗ à l’augmentation des dépenses,
l’augmentation du nombre des retraités et la chute du nombre des cotisants, détérioration
du marché du travail, faiblesse du niveau d’investissement et la chute des prix du pétrole
ont un impact sur le déséquilibre du système de retraite, ce qui a conduit à une nouvelle
réforme par la promulgation de la loi n° 16-15(entré en vigueur le 1er janvier 2017) qui a
mis fin à la retraite (anticipée et proportionnelle).
L’étude recommande de réformes du système de retraite, débattues et acceptées
par les partenaires sociaux, et qui passe en profondeur, vu l’importance du déséquilibre
qui le menaceet ce, afin de tenir ses engagements envers les cotisants, de garantir sa
pérennité et d’améliorer la situation des retraités.
Mots clés: Retraite, système de retraite, répartition, réforme du système de retraite,
espérance de vie, marché du travail, pérennité.

113
‫فهرس احملتويات‬
‫فهـ ـرس المحتوي ـ ـ ـات‬

‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫المـوضـــوع‬
‫أ‬ ‫مقدمة‬
‫‪01‬‬ ‫الفصــل األول‪ :‬اإلطـار النظري والتشريعي للنظــام الوطني للتقـــاعد‬
‫‪01‬‬ ‫تمهي ــد‬
‫‪09‬‬ ‫المبـــحث األول‪ :‬توحيد النظـــام الوطـــني للتقــاعد‬
‫‪09‬‬ ‫المط ــلب األول‪ :‬تعـــدد أنظمــة التقــاعد (األنظمـــة السابقـــة)‬
‫‪09‬‬ ‫‪.4-4‬مرحـلة تع ــدد األنظم ــة ( قبــل االستقــالل)‬
‫‪01‬‬ ‫‪ .1-4‬مرحــلة ما بعـ ــد االستقــالل )‪.)4399-4311‬‬
‫‪03‬‬ ‫المط ــلب الثــاني‪ :‬مرحــلة ما بعــد ‪ (0893‬صــدور القانــون ‪)06-93‬‬
‫‪09‬‬ ‫المط ــلب الثـالث‪ :‬األســـس التي يقـــوم عليــها نظام التقاعد‬
‫‪44‬‬ ‫المبــحث الثـــاني‪ :‬التقــاعد‪ :‬أنواعــه‪ ،‬معاشــه‪ ،‬إطــاره التنظيمي ومصـــادر تمـــويله‪.‬‬
‫‪44‬‬ ‫المط ــلب األول‪ :‬أنــــواع التقـــاعد واالمتيـازات التي توفـرها‬
‫‪44‬‬ ‫‪ .4-4‬التقـ ــاعد العـ ـ ــادي (‪(Retraite à l’âge légal‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ .1-4‬التقــاعد النســبي (‪)Retraite proportionnelle‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ .9-4‬التقـ ــاعـ ــد المسب ـ ــق(‪)Retraite anticipée‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ .1-4‬التقاعد دون شرط السن)‪(Retraite sans condition d’âge‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ .1-4‬تقاعد اإلطارات السامية في الدولة‬
‫‪11‬‬ ‫المط ــلب الثــاني‪ :‬معـــاش التقــــــاعد ( شـــروط وكيفيـــة حساب منحـة ومعــاش التقاعــد)‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .4-1‬معــاش التقـ ــاع ــد‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1-1‬منح ــة التقاع ــد‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .9-1‬المعـاش المنقــول أو معــاش ذوي الحقــوق‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ .1-1‬كيفيــة توزيــع المعــاش المنقــول على ذوي الحقــوق‬
‫‪90‬‬ ‫المطـ ــلب الثالث‪ :‬اإلطـار التنظيمي لنظــام التأمينات االجتماعيــة ومصــادر تمويلها‬
‫‪90‬‬ ‫‪ .4-9‬هيكل نظام التأمينات االجتماعية‬
‫‪91‬‬ ‫‪ .1-9‬مصادر تمويــل نظام التقاع ــد‬
‫‪93‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪11‬‬ ‫الفصـــل الثــاني‪ :‬ضــرورات اإلصــالح في نظـــام التقاعـــد وانعكاســات الوضعيـــة االجتماعيـــة واالقتصـــاديـــة‬
‫‪11‬‬ ‫تمهيـ ــد‬
‫‪19‬‬ ‫المبـــحث األول‪:‬اإلصـــالحات التي عرفتــها منظومــة التقاعــد في الجـــزائر ودوافعــــها‬
‫‪11‬‬ ‫المط ــلب األول‪ :‬توحيــد نظـام التقـاعــد ‪0893‬‬

‫‪115‬‬
‫فهـ ـرس المحتوي ـ ـ ـات‬

‫‪11‬‬ ‫‪ .4-4‬الصن ــدوق الوطـ ــني للتقـاع ــد‬


‫‪13‬‬ ‫‪ .1-4‬إنشـاءالصنـدوق الوطــني الحتيــاطات التقــاعد (‪)FNRR‬‬
‫‪19‬‬ ‫المط ــلب الثــاني‪ :‬تعديالت اإلصــالحات االقتصـادية وبرنامج التعديل الهيكلي‬
‫‪13‬‬ ‫‪ .4-1‬صـدور المرسـوم التشريعي رقم ‪ 40-31‬المؤرخ في ‪ 11‬مايو ‪4331‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ .1-1‬ص ــدور األمــر رقــم ‪ 49-33‬المؤرخ في ‪ 94‬مايو ‪4333‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ .9-1‬ص ــدور األمــر رقــم ‪ 49 -31‬المؤرخ في ‪ 01‬يوليو ‪4331‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1-1‬صــدور القــانون رقــم ‪ 09-33‬المؤرخ في ‪ 11‬مارس ‪4333‬‬
‫‪11‬‬ ‫المط ــلب الثــالث‪ :‬إصالحـات ‪( 6102‬صــدور القـانون رقم ‪)05-02‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .4-9‬دوافـ ــع (أسباب) التعديــل‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1 9‬التعديــالت التي جاء بها القانون‬
‫‪19‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬مقارنة إصالح نظام التقاعد في الجزائر مع أنظمة التقاعد لبعض دول العالم‬
‫‪19‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬انعكاسـات الوضعيـة االجتماعيـة واالقتصادية على منظومـة التقاعـد‬
‫‪19‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬انعكاسـات الوضعية االجتماعية على منظومة التقاعـد‬
‫‪19‬‬ ‫‪ .4-4‬ظاهـ ـرة التقـ ــدم في السـ ــن‬
‫‪19‬‬ ‫‪ .1-4‬انخفـاض معــدل الخصوبــة (‪)Taux de fécondité‬‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬انعكاسات الوضعية االقتصادية على منظومة التقاعـد‬
‫‪30‬‬ ‫‪ .4-1‬اختالل الوضعية الماليـة للصنــدوق الوطني للتقاعـد‬
‫‪33‬‬ ‫‪ .1-1‬تده ــور سوق العم ــل‬
‫‪91‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪93‬‬ ‫الخاتمـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫‪31‬‬ ‫المالحـ ـ ـ ـق‬
‫‪401‬‬ ‫قائم ـة الج ـ ـداول‬
‫‪401‬‬ ‫قائم ـة المختصرات‬
‫‪409‬‬ ‫قـ ــائم ـة المراج ـ ـع‬
‫‪449‬‬ ‫ملخـ ـ ـ ـ ـ ـص‬
‫‪441‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪116‬‬

Vous aimerez peut-être aussi