Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
تبين بحوث علم النفس الفسيولوجي أن جميع الناس تقريبا تستجيب لالضطرابات االنفعالية بتغيرات
وزيادة في االنشطة العضلية -وتتركز بعض هذه التغيرات في الجبهة,وفي سنة 1958تبين ايضا أن
اثارة االنفعاالت تؤدي ايضا الى توترات في الرقبة ومفاصل الذراعين -والركبتين والعضالت,كذلك
تتوتر العضالت الداخلية كالمعدة والقفص الصدري ---وعندما يتعرض الشخص لمنبهات انفعالية شديدة
واالشخاص في حاالت الشد والتوتر والقلق تنهار مقاومتهم وقدرتهم على االستمرار في النشاط العقلي
يعتبر العالج السلوكي ،االختصاص ،الذي انبثق منه العديد من أشكال العالج النفسي ،ذلك ألنه حديث
نسبيا ،فقد بدأ في الخمسينات ،وتزايد استعماله ،في الثالثين سنة األخيرة .كما تعددت أساليبه ،وبرزت
أهميته ،وفعاليته ،في معالجة االضطرابات النفسية ،والسلوكية ،التي استعصى حتى اآلن على أية طريقة
عالجية أخرى ،نفسية أو دوائية عالجها مثل :حاالت الفكر المتسلط ،الرهاب ،القلق .هناك أساليب عدة
للعالج السلوكي ،واألسلوب المتميز ،واألكثر انتشارا و فعالية ،هو أسلوب "االسترخاء" ،الذي يعتبر
مدخال وبداية لكل أسلوب عالجي آخر .فاإلنسان منذ ان تبدأ معاناته يسعى إلزالتها ،مهما كانت الوسيلة،
سواء بالعالج الدوائي ،أو بممارسة أسلوب حياتي ،أو طقوس معينة ،لها أن تبدد توتره ،وتعطيه الراحة
والهدوء ،ونتيجة سعيه المتواصل نحو تحقيق هذا الهدف .توصل إلى أهم وأشهر تقنية في العالج
السلوكي ،وهي أسلوب االسترخاء ،الذي حقق نجاحا باهرا على مستوى العالج النفسي.
فقد وضع "جاكبسون" " ،"E. JacobSOnطريقة لالسترخاء التدريجي الواعي ،بإرخاء العضالت ،أما
شولتز " " & is Schutlzطريقة للسترخاء بالتركيز الذاتي Auto concentrationالتنويم الذاتي
،AutohypnOSeكما كانت تقنية "أجوريا قيرا" " "Ajuriaguerraتعرف بـ إعادة التأهيل لنشاط
إن ذروة األداء تتحقق بالمشاركة ،بين الذهن والجسم .واالسترخاء يساعد على االنتقال من حالة المشاكل
الملحة ،الى االستبصار وتحديد االولويات ،فالعقل المنشغل ،هو الذي يدير المشكلة عدة مرات ،ومن عدة
زوايا ،وتبدو له مستعصية على الحل ،وكثير من أمثلة التفكير اإلبداعي تحدث عندما يكون الناس قانعين
بأنفسهم ،ومسترخين بدنيا ،فقد كان "أنشتاين" مسترخيا على كومة من العشب الجاف ،عندما تخيل أنه
يقوم برحلة فضائية ،يركز فيها على شعاع الضوء ،كما اكتشف حلقة البنزين عندما كان مستلقيا يتخيل.
-2-1-2تعريف االسترخاء:
لغة :أسترخي ،إسترخاءا (رخى) بمعنى صار رخوا وتسترخي به حاله بمعنى حسنت وتسهلت بعد
اصطالحا :هو طريقة عالجية من العالجات النفسية ووسيلة لخفض التوترات االنفعالية المرتبطة
بحاالت نفسية مثل :الربو ،القرحة ،التشنج ،التقيؤالالإرادي ،شدة التوتر ،التخفيف من األرق واأللم و
يعرف االسترخاء بانه التوقف الكامل لكل االنقباضات والتقلصات العضلية المصاحبة للتوتر -وهو
في الظروف العاديه نحن بحاجه للتوتر الخفيف والمؤقت استجابة للمشكالت العقلية واالجتماعية والتي
تحتاج لدرج ة معينه من التركيز واالهتمام وتعبئة الطاقة,وهو ضروري ليبقي الفرد في حالة من اليقظة.
لكن هنالك افراد يعيشون طول الوقت تقريبا في حالة من التوتر الشديد,ويصطحب ذلك باستثارة في
الجهاز العصبي من مظاهرها :جمود عضالت بعض االعضاء ,ارتفاع ضغط الدم ,زيادة نبضات
وفي حاالت القلق والصراعات النفسيه-فهنالك شبه اتفاق على أن اعراض القلق تختلط بالتوتر العضلي-
فعدم االستقرار -واالستثارة الزائدة -والحركة المستمرة كقضم االظافر -واللوازم الحركية ------ماهي
وقد يظهر التوتر في الجسم :كصداع,االم الظهر,خفقان القلب,آآلم الساق ( عبد الستار ابراهيم )
يسمع الكثير منا بهذا المصطلح ،لكن القليلين فقط من أمعنوا النظر في معناه .و يمكننا أن نعرف
االسترخاء ":على أنه حالة هدوء ،تنشأ في الفرد عقب إزالة التوتر ،بعد تجربة انفعالية شديدة ،أو جهد
جسدي شاق ،وقد يكون االسترخاء غير إرادي (عند الذهاب للنوم ،بحيث تتحول كهرباء الدماغ من "غاما
إلى " دالتا" في حالة النوم .أو إرادي عندما يتخذ المرء وضعا مريحا ،ويتصور حاالت ،باعثة على
الهدوء عادة ،أو يرخي العضالت المشاركة في أنواع مختلفة من النشاط ( فاروق سيد عثمان )
– إن أحد األساليب الفعالة لتعليم االسترخاء ،اظهر إحداث تجاوب ،بأجهزة تكشف عن مستوى النشاط
إن استرخاء أي عضلة ،يعني االنعدام التام لكافة االنقباضات ،فال تبدي العضلة أي مقاومة وتكون
مرتخية ،وعندما تكون العضالت مسترخية تماما ،فإن األعصاب الحسية الذاهبة إليها ،والواردة منها ،ال
تحمل أي رسالة حسية أو حركية .اي ساكنة كليا ،وينعدم النشاط الكهربائي به .ومن الواضح ،أن درجة
قصوى من االسترخاء ،مطلوبة في عملية ضبط التبول والتبرز .ذلك دليل على ان التوتر ،يمس حتى
عضالت األعضاء الداخلية ،كالمعدة والقفص الصدري .وعندما يتعرض الشخص لمنبهات ،انفعالية
شديدة ،تزداد الحركات الالإرادية .ونتيجة لكل هذا جاء االسترخاء ليكون العدو األول للتوتر والقلق .
يعتبر جاكوش" أول من قرر أهمية االسترخاء ،كإجراء مقابل ،أو مضاد للقلق ،وكان يرى ،أن خبرة
الشخص االنفعالية ،تنتج عن تقلص أو انقباض العضالت ،واقترح االسترخاء ليسكن الحالة المعاكسة ،أو
المضادة لحالة التوتر واالنفعال" .بعبارة أخرى هناك عالقة قوية بين درجة التوتر العضلي واإلثارة
االنفعالية .وفي تأييده لهذه الفكرة قال "جاكوش" أن معدل النبض وضغط الدم ،يترفعان في الحاالت
ث ّمة وسائل عديدة لتحقيق استجابة االسترخاء .فالتنفّس العميق مثالً يهد ّئ الجهاز العصبي ويعيد إليه
التوازن .ويستعمل كثير من المعالجين المانترا (وهي جمل ال معنى لها) أو كلمات مهدّئة منتظمة (ككلمة
سالم) .وتكرار هذه الكلمات مرارا ً يعمل على تناغم النشاط الكهربائي للدماغ ،مولّدا ً إحساسا ً بالهدوء
والراحة.
وث ّمة شكل آخر للعالج باالسترخاء هو االسترخاء التدريجي ،الذي يشتمل على شدّ مجموعات عضليّة في
ي .ويمكن تنفيذ هذه التقنيّات عادة ً بالجلوس أو التمدّد في مكان مريح وهادئ
الجسم وإرخائها بشكل منهج ّ
ال يزعجك فيه أحد.
وإضافة إلى األشكال “الهادئة” من العالج ،ث ّمة أشكال أكثر نشاطاً ،تشتمل على تمارين التمديد العضليّة
لليوغا والحركات البطيئة واللطيفة لتمارين صينيّة تدعى التاي تشي ،إضافة الى العالج بالتنفس و العالج
باليوغا ,العالج المغناطيسي ,العالجب التدليك و التامل ). (tbeeb.net
تعتبر مبادی االسترخاع ،مدخال هاما ،الکتساب مهارات التدريب ،علی االسترخاع بشتی أنواعه وأهمها:
-1الكلمات:
يجب االنتباه ،إلى استخدام الكلمات ،والتعابير ،وتعليمها للمتعالج والتي منها:
و يجب لفت االنتباه ،إلى استخدام كلمة "دع" و"وليس" اجعل ،أو" حاول" ،اللتين تتضمنان معنى الجهد،
بينما تدل كلمة "دع أو "اترك" ،على استجابة إرادية ،وليست قصرية أو جبرية ،إذ تعتبر قاعدة هامة ،لما
-2الوقت:
هناك أفراد يتعلمون االسترخاء بسرعة ،وبعد تدريب قليل التحقيق ذلك يجب بما يلي:
-عرض تعلم االسترخاء ببطى ،أو بإيقاع ،في بداية التعليم التدريبي ،مع وقفات ،لجعل الخبرة الذاتية
متكاملة.
-جعل الكلمات تتابع ببطى ،وبتلقائية فتنتقل من إيحاء إلى آخر ،مع فواصل زمنية.
-3مراعاة الفروق الفردية:
يجب مراعاة الفروق الفردية ،في فهم تقنية االسترخاء ،وتفسير هذه الخبرة ،وأهدافها وفوائدها ،وأيضا
اإلحساسات ،التي قد يشعر بها المرضى ،عندما يتقنون االسترخاء ( .محمد حمدي الحجار ص ) 185
-4االبتعاد عن السلبية:
االنتباه إلى خصوصية كل فرد ،فالجمل التي يمكن ،أن تكون بالنسبة لنا سارة ،قد تجعل المفحوص،
فهناك من التخيالت ،التي قد ال يستحبها المفحوص ،وال يشعر بالهدوء ،أو السرور ،إذا ما تخيلها .لذا
يجب ،معرفة رأي المفحوص مقدما ،ما إذا كان يفضل صورا معينة يتخيلها ،وأخرى تزرعجه فنتفاداها
.
يتعين على المعالج ،مالحظة عالمات التوتر ،واالسترخاء .السعال والتنفس ،غير المنتظم والتشنج
العضلي ،غالبا ما تدل ،على عدم نجاعة األسلوب ،أو التقنية المستعملة.
نتحصل عليه في نهاية ،كل جلسة عالجية ،فنتكلم مع المفحوص عن مشاعره ،و ردود أفعاله،و
المقاومات النفسية ،التي ظهرت خالل الجلسة .ووفقا لهذا المفعول األرتجاعي ،يمكن أن نستمر ،أو
ينبغي على الفاحص ،أن يرنم صوته ،ليوحي بالهدوء ،وإعطاء المفحوص ،الوقت الكافي لفهم
التوصيات ،وتنفيذها.
يجب البقاء في حالة وعي ،ألن النوم ،خالل االسترخاء ،يعتبر تجنبا له ،وهنا يجب شرح الفرق بين
النوم واالسترخاء.
بعض األفراد ،تنتابهم نوبات خوف من االسترخاء ،فيشعرون ،بأنهم يكادون ،يفقدون السيطرة على
ذواتهم ،لذلك يجب طمأنة المفحوص ،إلى أن االسترخاء المستمر ،هو أسلوب لكسب السيطرة ،على
الذات ،وعلى أعضاء الجسد ،وليس فقدان هذه السيطرة .كما يساعده على التامل ،في إحساساته الجديدة
-8تطوير الذات:
يجب تذكير المفحوص ،أن ما يتعلمه وينفذه ،هو تقنية واحدة ،وعليه أال ينظر إليه ،على أنه الوسيلة
الوحيدة ،التي ال يوجد غيرها .ومن خالل ممارسة التدريب االسترخائي ،يمكن للمفحوص أن يخترع
المقوالت اإليحائية ،ويضعها بنفسه .على المفحوص أن يعلم ،أن ما يتدرب عليه ،ليس من أجل المعالج،
بل لذاته ولنفسه .وأن كل تدريب ،من شأنه تعليم ذاته ،سرعة االسترخاء وتعميقه.
إذا اتضح أن نوع معين من االسترخاء ،لم يكن نافعا ،وجب تغييره إلى األنواع األخرى.
-10الوقت والمكان :يجب:
– أال يمارس المفحوص ،تمارينه البيتية االسترخائية ،بعد االستيقاظ مباشرة ،وال قبل النوم مباشرة.
-أن تمارس في مكان ،يدل على الهدوء والراحة( ،مقعد مريح ،وليس على السرير ،إال في حاالت
القلق).
-11نقل التدريب:
يجب على المعالج ،تشجيع المفحوص ،على نقل تعلمه لالسترخاء ،ليطبقه في حياته اليومية وفي تعامله
مع المؤثرات.
-أن تكون الغرفة هادئة ،ساكنة ،تبعث على الراحة والهدوء ،وحبذا لو تتوفر فيها صور ومناظر جميلة
-موسيقى هادئة ،تساعد على اإلسترخاء والذهاب معها ،في تخيل مناظر جميلة.
-توفر كرسي أو سرير مريح ،يتم فيه االسترخاء ،حيث يجب ،أال تكون به أجزاء نافرة أو ضاغطة
على الجسم.
-2المعالج :ومن أهم شروطه:
-تتوفر فيه شروط المعالج النفسي ،من هدوء ،و صوت رخيم ،وأسلوب جميل ،يساعد على التأثير في
أفكار المسترخي.
-الرغبة في االسترخاء ،ومحولة مساعدة المعالج ،على إنجاح تطبيق االسترخاء ،وبالتالي الوصول إلى
إن تدريبات االسترخاء ،قاسم مشترك ،في معظم العالجات السلوكية ،بل وغير السلوكية ويستخدم مع
المرضى ،واألسوياء ،على حد سواء.وألنه يرتبط بالتوتر ،ال يستغني عنه مريض أو سوي .بمعنى ال
سالبة مكتومة ،البد لها أن تخرج .فبدال عن االستخدام الخاطى ،للطاقة الحيوية ،الذي يحتوي على كثير
من أسباب ومظاهر التوتر.ممارسة اإلسترخاء ،تظهر الطاقة الإليجابية ،وتخفضه .التوتر الجسمي ،ينشأ
غالبا من التوتر الذهني ،ألن الجسم ،ما عليه إال أن يستجيب ألوامر الدماغ ،فإن كانت األوامر سالبة،
التوتر مثل الصدأ ،البد له أن يزال بسرعة ،وباستمرار ،ألن المشكلة الحقيقية ،التي يعاني منها اغلبية
المرضى ،والمضطربين نفسيا ،أوجسديا ،هي عدم الصيانة النفسية ،التي دائما نؤجلها إلى حين حدوث
االضطراب ،العادات السيئة في :العمل ،الجلوس ،النوم ،الالتنظيم ،األفكار الحصرية ،والتحميل الزائد
يمكن التركيز ،على المناطق التالية ،سواء في عملية التدريب ،على االسترخاء ،أو في التأكد من مدى
مخطط يوضح مناطق المستهدفة من التوتر و التي يجب تركيز عليها اثناء االسترخاء
6-1-2أهداف اإلسترخاء
ـ مساعدة االشخاص في تعلم االسترخاء الكلي :يمكن أن يتم تدريس ذلك إما على المستوى الفردي أو
الجماعي.
ـ يستخدم في عالج بعض المشكالت :مثل :االضطربات وتقلصات في المعدة والجهاز الهضمي
ـ يمكن جمع االسترخاء بطرق أخرى مثل :طرق إدارة الضغط النفسي المناهج المعرفية)3(.
ـ نقل االنعكاسات العصبية من عضالت الهيكل العضمي وتعميمها الى القلب والعضالت الداخلية.
ـ التحكم في العضالت المتوترة وبالتالي توازن بين الجسم والعقل وضبط الذات ومنه الثقة بالنفس.
ـ تغيير بعض االفكار تجاه مواقف معينة تكون أحيانا سببا في إثارة االضطربات االنفعالية وبالتالي
إدراكها.
ـ القدرة على االستنباط و تكوين شعور خاص بالحالة النفسية (.نوال و بخاري حورية ص )33
الواقع الفيزيولوجي للفرد ،هو واقع متكامل ،يشمل الوظائف الجسمية ،كما يشمل الوظائف والعمليات
الفكرية ،والعاطفية والسلوكية .ولهذا فإنه من المتعذر علينا ،اإلحاطة بالواقع الكلي والكامل ،ألي إنسان،
بمجرد اإلحاطة بجزء من تكوينه ،سواء كان هذا الجزء ،نفسيا أو جسميا .إن من طبيعة هذا الواقع ،أن
يتغير من حال إلى حال ،بين لحظة وأخرى .إذا ما استجدت العوامل المحفزة للتغيير ،من محيط الفرد
الداخلي أو الخارجي ،وفي أي جزء من كيان الفرد ،سواء كان ذلك نفسيا أو جسميا ،أو فيهما في آن
واحد .وللتغير الحادث في مجال اي منها ،أن يحدث أثرا ،ولو غير محسوس ،أو واضح وبأي وسيلة
قياسية ،في الوقت الحاضر .ما يحدث في حاالت االسترخاء يوصف دائما بالقياس ،مع الحالة
الفيزيولوجية المسماة ،بحالة الراحة الفيزيولوجية .يكون الفرد فيها جالسا بارتياح ،أو مستلقيا ومغمض
العينين ،وغير معرض إلثارات حسية ،من صوت أو ضوء أو لمس ،وغير مشغول ،بعمليات فكرية
أفادت المالحظات االختبارية ،بأن الفرد في مثل هذه الحالة من الراحة ،يكون في حالة معتدلة من الفعل
الفيزيولوجي ،سواء كان ذلك ،في حركة القلب ،أو التنفس ،أو حركة الدماغ.
الطقوس التي مارسها اإلنسان ،بصورة فردية أو جماعية ،عبر عصور طويلة ،من تاريخه ضمنت له
استجابات االسترخاء ،والتقليل من التوتر .فمعظم هذه الطقوس ،تتطلب درجة من التركيز النفسي
الداخلي ،الذي من شأنه ،أن يعزل الفرد ،عن المؤثرات المحيطية الخارجية .والهدف هو الدمج المتوازن
بين الجسد والنفس .وفي جميع هذه الحاالت من التوازن والتناسق ،بين الشعور والجسم ،يكمن سر
االسترخاء ،وما يؤدي به من االنفراج النفسي .وهكذا فإن هذه األنواع من االسترخاء ،تدخل الفرد في
حالة ،يتغير فيها وعيه ،ويصبح بعد انتهائها ،قادرا على أداء نشاطاته بكل حيوية ،وبطاقة متجددة ،وأهم
هذه األنواع:
االسترخاء التخيلي :يقوم على تخيل مشهد يبعث على الهدوء والسكينة.
االسترخاء التأملي.
االسترخاء بالتدليك.
االسترخاء بسماع القرآن :ألنه فيه شفاء لما في الصدور "أال بذكر هللا تطمئن القلوب".صدق هللا العظيم.
استرخاء الجسم بتمارين "جاكوبسون" :يبني أسلوبه على أساس ،أن هرموني ،األدرينالين
والنورأدرينالين .فقد تمت دراسة هذه الهرمونات ،في حالة مقارنة ،ومتضادة ،كحاالت الكسل و
الجهد العضلي ،وقلة النشاط الجسمي ،وحاالت اإلثارة الحسية .وقد أفادت هذه الدراسات ،بوجود فروق،
في مقادير الهرمونات ،مثل إفراز هرمون األدرينالين ،يبلغ ثالث أضعاف ،في حالة التوتر ما يبلغه في
حاالت االسترخاء.
كما يمكن مالحظة ،الفرق بين االسترخاء والتوتر ،من خالل جهاز لرصد ،حركة النبض السماعي،
االسترخاء التأملي:
معظم حاالت التأمل ،يصاحبها ،أو ينجم عنها ،حالة من االسترخاء .ويمكن وصف هذه الحالة بأنها أشبه
ما تكون ،بحالة الراحة الفيزيولوجية للجسم .وفيها يكون الجسم في حالة راحة عميقة ،مع هبوط في
فعالية الجهاز العاطفي ،وانخفاض ،في مستوى االنفعاالت ،الحسية والعاطفية وفي التوتر العضلي،
وغيرها ،من التغيرات الفيزيولوجية ،الظاهرة أو الداخلية ،في الجسم ،بما في ذلك الدورة الدموية،
أن يجلس الفرد وهو مستلق على ظهره ،وعيناه مغمظتان ،وأثناء ذلك يركز على ترديد صامت لكلمة
معينة
تمارين المفعول اإلرتجاعي البيولوجي :Bi0 feedback
يجلس الفرد في غرفة مظلمة ،في الوقت الذي ،يجري فيه تسجيل ،لحركاته الدماغية ،وعندما يدق
الجرس ،يطلب إلى الفرد ،أن يبين فيما إذا كانت حركته الدماغية "" Oغاما (و هي الحركة الدماغية
المسيطرة أثناء راحته الفيزيولوجية) ،ويخبر إذا كان تقديره صحيحا أو خاطئا ،وبصورة تدريجية يصبح
الفرد قادرا ،على الربط بين شعوره الداخلي ،وبين الحركة الكهربائية لدماغه .وفي النهاية يصبح قادرا،
على أن يزيد أو يقل ،من انبعاث حركة ( )Oالدماغية ،و االسترخاء لوحده.
إن القلق يحدث التوتر العضلي ،وعملية االسترخاء ،تتم في عدة جلسات ،يقوم الفرد في كل جلسة منها،
بتمارين االسترخاء ،لمجموعة من العضالت ،بتسلسل منتظم في جلسة واحدة .وتبدأ هذه التمارين،
بإرخاء عضالت الذراعين ،وفي الجلسة الثانية ،إرخاء عضالت الرأس والوجه والجبين ،ثم الرقبة والفم
يقوم المفحوص ،بتكرار هذه التمارين في البيت ،و بالممارسة ،ينخفض مستوى القلق لديه ،كما أنها
هذا األسلوب االسترخائي ،يستخدم جهازا صوتيا ،مترونوم « »Métronomeالذي ينبض ستون
نبضة صوتية ،في الدقيقة ،وتجرى تمارين االسترخاء ،بالتوافق مع نبض الجهاز .هذا التوافق ،يؤدي
في النهاية ،إلى إقامة حالة التطبع الشرطي ،هذا األسلوب التقني ،إلحداث االسترخاء ،يمكن
المفحوص من استعماله في البيت ،أو العمل عند الضرورة .كما يمكن تسجيل نبض الجهاز على جهاز
إن االسترخاء ،يعطي فرصة للمعالج النفسي ،لإليحاء والتداعي الحر ،لتعلم سلوك جديد مضاد للتوتر،
فاالسترخاء الذهني ،أو العضلي ،يعني قدرة اإلنسان ،على تجاوز التوتر وتجديد الطاقة اإليجابية،
لمواجهة متطلبات الحياة ،وهو في حد ذاته غاية ،وهدف ،لجميع العالجات النفسية والجسمية والدوائية.
يُستعمل العالج باالسترخاء على أحسن وجه للمشاكل الناتجة عن اإلجهاد النفسي ،كارتفاع ضغط الدم،
سسيّة ،االضطرابات
األرق ،الصداع ،التعب ،عدم انتظام نبض القلب ،المشاكل الهضميّة ،األمراض التح ّ
الخاتمة
ّ
إن الهدف من العالج باالسترخاء هو حفز استجابة االسترخاء – وهي حالة هدوء وراحة للجسد والفكر
أن لإلجهاد دورا ً ها ّما ً في نسبة كبيرة من المشاكل تخفّف من التوتّر واإلجهاد .وبما ّ
أن العلماء يقدّرون ّ
ّ
يتجزأ من عمليّتي العالج والوقاية من األمراض. يكون جزءا ً ال
الصحيّة ،فمن شأن العالج باالسترخاء أن ّ
ولإلجهاد في الواقع ضريبة نفسيّة وجسديّة على السواء ،وغالبا ً ما يُستعمل العالج باالسترخاء لمساعدة
الناس على مواجهة المصاعب والخيبات المحتّمة في الحياة على نحو أكثر فاعليّة.
المرجع
الكتب
محمد حمادي الحجار ,فن العالج في الطب النفسي السلوكي ,دار العلم للماليين ,بيروت ط, 1
عبد الستار ابراهيم ,العالج النفسي السلوكي المعرفي الحديث ,دار الفجر للنشر و التوزيع ,القاهرة ,
, 1994ص 154
عبد الرحمان العيساوي ,العالج النفسي ,دار الراتب الجامعية ,لبنان , 1997ص 155 , 154
فاروق السيد عثمان ,القلق و ادارة الضغوط النفسية ,دار الفكر العربي ,القاهرة ط 2001 , 1ص
147
المذكرات
عائشة نحوي .العالج النفسي عن طريق برمجة العصبية اللغوية .أ.د.أشرف شلبي .جامعة اإلخوة
نوال و بخاري حورية ,اثر االسترخاء على مريض القلب ,بريكسي عمار ,ص 33
المواقع االلكترونية
www.tbeeb.net