Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
كتب محمود مندراوى في حضارة مصرية قديمة آخر تحديث منذ 4سنوات منذ 10
شهور
وهب ا مصر مظاهر طبيعية ساعدت على قيام الحضارة فيهااا ،فلقااد وهااب ااا
مصر موقعاا عظيم اا بين ممالك العالم القديمة مما جعلها فى قلب العالم القااديم فسااهل
عليها عمليااات التجااارة الخارجيااة والتصااال بتلااك الممالااك ،وأيضااا وهااب ااا مصاار نيل ا
عظيما من أنه ار الجناة فاى الرض ،وهاذا النيال وهاب مصار الترباة الخصابة الاتى كاان
يحملها الفيضان عاما بعد عااام ممااا أدى إلااى ظهااور الااوادي وتكااون الاادلتا ،وتلااك التربااة
الخصبة هى صاحبة الفضل فى قيام الحضارة على ضفاف وادي النيل وخاصتا فى مصر،
فبسبب الزراعة استقر النسان وانتقل من حياة الترحال إلى عالم الستقرار وأصبح بعد
أن كان مستهلكا سار منتج اا ،وبطبيعة الحال جني الثروة من الفائض له من المزروعااات
عن طريق التبادل والتصدير لممالك العالم القديم ،فمصر كانت تعتابر سالة غلل الع الم
القديم ،وذلك بسبب توفر الغلل بصورة كبيرة كااانت تكفااى العااالم القااديم أجمااع أذا مااا
وزعت عليه ،وهذا ما جعل ممالك العالم القديم تطمع فى مصر وتحتلها.
وقد أشرنا فى بحثنا هذا عن عدة نقاط للزراعة أهمها النياال العظياام وكيااف رباط شاعب
مصر وأرضها ،وكيف نشأة الزراعااة وحااال الفلحا المصااري القااديم ودور الساايدات والولد
فى الزراعة وعملية حصد وجمع المحصول ،وكيااف عاارف التقااويم الزراعااي وكيااف قساام
السنة إلى أشهر لتساعده فااى عمليااة الزراعااة ،والشااهر المصاارية القديمااة وعلقتهااا
بالفلحا فى الوقت الحالى ،وتحاادثنا عاان الدوات المساااعدة للفلحا فااى الحقاال وكيفيااة
الزراعة من إعداد الرض وحرثها وجني المحصول وغيرة من تلك المراحل المختلفة أثناااء
الزراعة ،وعرضنا أيضا اللت التى كاان يسااتخدمها فااى الاري والحيواناات الااتى سااعده
الفلحا فى الحقل ،والمنتجات التي كانت يزرعها الفلحا من قمح وشااعير وبقااول وفاكهااة
وغيرة من المنتجات الزراعية ،وكذلك تحدثنا عن الدور الحكومي فى تطور الزراعة وزيااادة
المحصول ،وتحدثنا عن الطفرة التى حدثت فى عصر الدولاة الوس طى نتج ا عنه ا زي ادة
رقع الراضي المزروعة وزيادة النتاج.
النيل
قبل أن نتحدث عن الزراعة فى مصر القديمة لبد لنا أن نتحدث عن العنصاار الهااام الااذى
تقوم عليه الزراعة أل وهو نهر النيل العظيم ،حيث أن ا وهب مصاار وشااعبها نهااراا ماان
أنهار الجنة كما أخبرنا الحبيب محمد صل ا عليااه وساالم ”:النياال والفاارات نهرياان ماان
انهار الجنة”.
ولبد أن نوضح أثر النيل وفيضانه فى تكون تربة مصر الخصبة السمراء ،وأيضا نوضااح الثاار
الذى خلفه نهر النيل فى الحياااة الجتماعيااة والقتصااادية والدينيااة فااى مصاار القديمااة،
وكيف كان لهااذا النهاار العظياام فااى ربااط الشاامال بااالجنوب حيااث انااه كااان ماان وسااائل
ل ،موضااحين بعااض أسااماؤه وفضااله علااى المواصلت وقتها هو ركوب النهاار صااعوداا وناازو ا
الشعب المصري القديم والحديث أيضا.
رسم مجرى النيل حسب خريطة بطليموس والمحفوظة بدير جبل اوتوس
النيل والمجتمع المصرى القديم
كان قدماء المصريين يجعلون للنيل احترماااا إعتقادياااا ،لكااونه الساابب الفعااال فااى صاايانة
أرواحهم من مهالك القحااط والجاادب ،وانتشااار الفاقااة واسااتحكام الضاايق ،إذ كااان عااوام
الناس وخاصتهم مقبلين على الزراعة والعتناء بها أكثر من كل شئ(1).
كان لنهر النيل أثرة الكبير فى الحضااارة المصاارية إذا ليااس هناااكا أمااة تاادين بوجودهااا أو
بخصبها كما تدين تربة مصر بوجودها وخصبها للنيل ،بل ليس هناكا نهر لعب فى توحيااد
واديه وتشابك مصالح سكانه مثل ذلك الدور الذى لعبااه نهاار النياال فااى مختلااف العصااور
التاريخية(2).
والواقع أن النيل بنظامه الخاص فى الفيضاان قااد فاارض علاى المجتماع الزراعاي القاائم
على ضفافه صفتين هامتين هما الوحدة والنظااام ،اذ لاام تكاان فائاادة النهاار قاصاار علااى
تغذية الرض بالمياه والغرين الذي يجدد الخصب باستمرار وإنما واجه الناس أمرياان همااا
الخطر المشتركا والفائدة المشااتركة ،أولهمااا ذلااك الخطاار الااداهم الااذي يهاادد السااكان
جميعا وقت الفيضان ،فإذا لم تضافر الجهااود ماان اجاال صااد ذلااك الخطاار بتقويااة الجسااور
وحراستها أهلكت ماء الفيضان النسل والحرث.
أما ثانيهما فهو فائدة المشتركة التى يمكن أن تصيب الناس إذا ما نظموا الفادة من ماء
النهر ،فالزراعة فى مصر لم تكن من النوع الفطري الذى يعتمد على المطاار وإنماا كاانت
تستلزم توحيد الجهود وتنظيمها وذلاك بحفار الاترع وشاق القناوات ،وتنظيام جرياان م اء
النيل وتوزيعها وإقامة الجسور بين الحياض ،ومثل هذه الجهود أنما يقوم بهااا سااكان كاال
وحدة منظمة ولذلك تعلق السكان بأرضهم من قديم الزل(3).
والطريف هنا بالذكر أن تلك المشاهد التى نراهما من إقامة الجسور لصد مياااه الفيضااان
كانت موجودة حتى بناء السد العالى ،فقد ذكر لى احد أهالي قريتنا بالصعيد وهو رجاال
قد بلغ عمره عتي اا من الزمان قارب المائة عام أو يزيد ،بان أثناء الفيضان كااان أهاال قريتنااا
يقومون بتنظيم ورديات حراسة على الجسور بعد إقامتها لوقف ماء الفيضان فااى الزحااف
علااى القريااة ،فااإذا زاد الفيضااان وقااارب علااى هاادم الجساار كااان يقااوم القااائمين علااى
الحراسة بتنبيه الناس ،وذلك التنبيه كانت تقاوم باه إحادى سايدات القرياة وهاى اجهار
النساء صوتا فى العويل والنواحا)الزعاق او الصويت( فينتبه أهل البلد جميعا ويقومااوا عاان
بكرة أبيهم لتقوية الجسور بالتراب والحجار ،وهذا ما كان يقوم به الجااداد وتوارثااوه جيل ا
بعد جيل من الفراعنة.
وأيضا هنا الجدير بالذكر أيضا أن الشرطة قد أقيمت خصيصا فى عهد الملااك مينااا لتوزيااع
ماء النيل بالتساوي على الهالي ،والمرور على السدود والجسور .وعلى الرغم مان أن
النيل هو شااريان الحياااة فااى مصاار إل أن ”:مصاار هبااة المصااريين” فمصاار أرض شااكلتها
الطبيعة ،وشكلها النسان شيئا له ذاتيه وأهميته ،وهى وطن مجتمع من بني النسان
تربط بعضهم ببعض روابط مادية وأدبية ،أنها وطن مجتمع مغاير لمجتمعات بشرية أخرى.
) ،( 4فالنيل يجتاز آلف الميال بداية مان خ ط الساتواء فاى الجناوب وحاتى مصابه فاى
ل (5).فمصر هبه النيل فالمصري وحااده يسااتطيع جعاال تلااك الهبااه البحر المتوسط شما ا
نعمة وليس نقمة).(6
النيل والعقيدة
أما فى العقيدة المصرية القديمة والتي كان المصري القديم متمسك بها بطريقة أبهاارت
الممالك القديمة كلها ،فقد ذكر هيرودوت والذى زار مصر فى القرن السادس قباال ميلد
السيد المسيح جمالة مفادها”:لم أرى شعب متدين يحب إلهه كالمصريين “
وذكر “بوزانياس” المؤرخ اليوناااني الجغرافااي المولااود فااى القاارن الثاااني قباال الميلد أن
المصريين اعتبروا النيل فى بدء فيضانه مجموعة من دموع المعبودة ايزيس الااتى تبكااى
زوجها أوزوريس ،وقال” رينوف” يحتماال أن يكااون هااذا تقليااداا قااديماا ،لن إيزيااس وأختهااا
نفتيس تسميان فى كتاب الموتي بالنادبتين ،وجاء فى نصااوص أخاارى كااثيرة أن مجاارى
النيل منسوب ليزيس أو لمعبود آخر مثل سوتيس الشبيه بإيزيس (7).وذكري فى كتاب
الموتى” أن النيل مولود من رع” أي من الشمس التى هى أكبر اللهااة عنااد المصااريين
القدماء ،ويقترب من هذا المعنى أنه وجد مكتوب على ورقة بردى)من ضمن أوراق كتب
التحنيط( نص بالمعني التي ”:أنك أيها الراحل فى لحااد الخلااود ،ساايفيض عليااك النياال
فى مضجعك الخير أثر اا من بركاااته ،لن ماااءه آت ماان مدينااة” أبااو”)أسااوان حالياا( وهاذا
هوتههه ،هذا” نون” الخارج من ينبوع صخري كأن الفيضان يفور من خزانتااه النيل ينفجر من ه
والمياه تتدفق من ينبوعها”).(8
أسماء النيل
ا ا
كان المصريين القدماء يطلقون على النيل أسماء كثيرة ،جعلااوا منهااا اسااما مقدسااا لااه
وهو”حعبي” ونقش على حجر كانوب المحفوظ الن فى المتحف المصري ،وتحته العبارة
التية ”:إن النيل حعبي نقص نقصاا عظيما فى عهد الملك بطليموس”).(9
والعامة كانوا يطلقون عليه أسم” آيور” ،وقال بروكااش باشااا فااى قاموسااه الجغرافااي أن
كلمة” آيور” هذه مشتقة من كلمة” اور” المنقوشة علي مساالة اسااكندر ذى القرنياان،
وجاءت في القبطية باللفظ ذاتااه” يااور” أي نهاار وترجماات التااوراة فااي عهااد أحااد الملااوكا
البطالسة وذكر في سفر الخروج اسم النيل بلفظ”ايور” الذي يشبه في النطق المصري
القديم ،وقد ورد اسم نيل الوجه البحري بلفظ” وعر” (10).أمااا كلمااة نياال الحاليااة فهااى
مأخوذة من الكلمة اليونانية ذاتها بمعنى نهر.
الفيضان ومقاييس النيل
لقد كانت مناسيب مياه النياال تختلااف فااى جهااات الااوادي المختلفااة ،وفااى ذلااك يقااول
بلوتاركا :كانت مياه النيل عند جزيرة الفنتين تصل إلااى 28ذراعاااا علااى حياان أنهاا كاانت
أمام منف تصل إلى 14ذراع اا ،كما كااانت تصاال قباال مصااب أحااد أفاارع النياال فااى البحاار
المتوسط بقليل نحو 6أذرع فقط.
)برت(
أي الخروج أي ظهور الرض من تحت ماء الفيضان
والفصل الثاني يبدأ من أول شهر فبراير حتى إلى يونيه وهو فصل الحصاد وكان يسمى
)شمو(
أي أنسلب المياه من على الرض
والفصل الثالث فصل الفيضان وكان يسمى
)أخت(
من منتصف يونيو إلى منتصف أكتوبر ،وكان كل شهر أربع شهور ،وكل شهر ثلثون يوماااا،
وتتم السنة بإضافة خمسة أيام النسئ ،ولم يكن المصااريون يساامون الشااهور بأسااماء
خاصة بل كانوا يطلقون عليها عدا مضافا إلى فصلها (28).فيقولون مثل الشهر الول ماان
فصل الحصاد ،والشهر الثالث من فضل الفيضان وهكذا ،ولم تسمى بأسمائها المعروفااة
لنا إل في القرن السادس ،وهى أسماء معبودات مصرية(29).
أسماء أشهر السنة الزراعية
ل تزال الشهر المصرية القديمة تستعمل إلااى الن فااى صااعيد وأرياااف مصاار ،أرتبااط كل
منها بطقس معين أو ظاهرة معينة ،صاغها المصري فى شكل مثل سهل يوضح طبيعااة
الشهر والظواهر الخاصة به والمميزات ،وفيما يلى عرض بسيط ومختصر لشهور الزراعااة
المصرية.
هااتور :ويبدأ من 10نوفماابر إلاى 9ديساامبر ،ومعنااه”حتحاور” إلهااة الخصااب والجماال،
ويقول المثل العامي”:هاتور أباو الادهب المنتاور” كناياة عان زراعااة القماح الاذي يشابه
حبوبه الذهب.
كيهك :ويبدأ من 10ديسمبر حتى 8يناير ،ومعناه” كااا هااا كااا” أي اجتماااع الرواحا وهااو
أحد العياد الدينية ،ويقول المثل العامي”:كيهك صباحك مساكا شاايل اياادكا ماان غااداكا
وحطها فى عشاكا” إشارة الى قصر النهار وطااول اللياال وقااد اعتاااد الفلحا أن ياكاال فيااه
وجبتين من الطعام .وقد قيل أيضا فى المثل الشعبى عندنا فى الصعيد”:كيهك برد فوق
وبرد تحت” دليل على شدة البرودة فى هذا الشهر.
طوبة :ويبدأ من 9يناااير حااتى 7فاابراير ،ومعناااه العلااى أو الساامى وهااو عيااد القمااح.
ويقول المثل العامي”:طوبة نزيد فيااه الشاامس طوبااة” أشااارة إلااى طااول النهااار بمقاادار
طوبة وأيضا من المثال الدارجة عندنا في الصعيد”:طوبة أبااو الاابرد والعقوبااة” كنايااة عاان
شدة البرد.
أمشير :ويبدأ من 8فبراير إلى 9مارس ،ومعناه ” مشير ” اله الريح والعواصف وأظن انه
المعبود شو ويقول المثل العامي”:أمشير أبو الزوابع الكتير ،ياخد العجوزة ويطياار” أشااارة
إلي كثرة الزوابع وأيضا يقال فااى الصااعيد أيضااا”أمشااير أبااو الاابرد والزعااابير” إشااارة إلااى
استمرار البرد وشدة الرياحا.
برمهات :ويبدأ من 10مارس إلى 8ابريل وينسب إلى الفرعون أمنحتب .ويقااول المثاال
العامي”برمهات روحا الغيط وهات” كناية عما يجمعه الفلحا من المحاصيل الزراعية الااتي
تنضج في هذا الشهر وأيضا يقال فى الصعيد”برمهات فركا وهات من كل الحاجات” كناية
على ظهور ونضوج معظم المحاصيل فى هذا الشهر.
برموداة :ويباادأ ماان 9أبرياال حااتى 8مااايو ،ومعناااه”رنااودة” أو” نوتااة” إلااه الحصاااد عنااد
المصريين ويقول المثل الشعبي”برماودة دق باالمعمودة” كنايااة عاان دق سانابل القماح
والشعير بعد نضوجها ،وفصل القمح عن السنابل بالعصا الغليظة.
بشنس :ويبدأ من 9مايو إلى 7يونيو ،ومعنااه إلااه”خنسااو” إلااه القماار عنااد المصااريين.
ويقول المثل العامي”بسني يكنس الغيط كنس” أشارة إلى خلااو الرض ماان المحاصاايل
بعد حصادها.
بؤونة :ويبدأ من 8يونيو إلى 7يوليو ،ومعناه شهر”با أونااى” وهااو وادي الحجااارة بطيبااة
أي عيد جبانة وادي الملوكا .ويقول المثل الع امي”بؤوناة نقال القماح وتخزيناه للمؤوناة”
إشارة إلى درس القمح فى هذا الشهر ونقله وتخزياان المقاادار المخصااص للمئونااة كمااا
يقال”بؤونة الحجر ينشف الميه فى الشجر” وكانت ليلة 11بؤونااة 17يونيااو توافااق ناازول
النقطة فتميل مياه النيل إلى الخضرة وتكون بشيراا ببدء الفيضان.
أبيب :ويبدأ من 8يوليو إلى 6أغسطس وهو عيد الله”ابيبى” ،ومعناه فرحا السماء فقد
كان المصريين القدماء يعتقدون ان الله حورس انتقم لبيااه أوزيريااس الااذي يمثاال الخياار
من عاادوة ساات إلااه الشاار الااذي بمثاال الرض الجاارداء اى انتصااار الخياار علااى الشاار أو
الفيضان ضد التحاريق ويقول المثل العامي”أبياب فياة العناب يطياب” و”أبياب مااء النيال
يدب فيه دبيب” أي يزداد فيه ماء الفيضان المتدفق بصوته ورنينه.
مسرى :ويبدأ من 7أغسطس حتى 5سبتمبر أصله”مس رع” ومعناه اباان رع)ساا رع(
إله الشمس ويقول المثل العامي”مسرى تجرى فيه كل ترعة عسرة” وأيضااا يقااال فااى
الصااعيد”إن فاتااك مساارى ماا تلقاااش ول كساارة”)الكساارة( هااى قطعاة الخاابز باللهجااة
الصعيدية).(30
الفلحا والرض
يتركا ماء الفيضان بعد انسلخه عن الرض طبقااة ماان الغرياان المخصااب عليهااا ،وعناادما
تأخذ تلك الراضي فى الجفاف وتتحمل ثقل النسان ،يخرج كاال فلحا إلااى أرضااه ،ويبااذر
فيها الحب ،ويغطيه بآلة ابتدعها يطلق عليها أهل الصعيد الن اللوحا ،ول يمضي أكثر من
أسبوعين حتى تبدو الرض مخضرة الجنبات ،وكانت تلك الظاهرة تعتبر التباشااير للفصاال
الول من فصول السنة ،وهااو فصاال النماااء والنبااات (31).وفااى أثنااائه يخاارج الاازراع ماان
قراهم بمواشيهم ،ويقيمون فى حقولهم أكواخ من عيدان البوص).(32
التسميد
كان القوم يسااتخدمون روث البهاائم فاى صااناعة الساماد البلادي الاذي يفيااد فااي نماو
النباتااات ومااده بالعناصاار الغذائيااة ويساااعد علااى وفاارة محصااول الرض .ويعتاابر زرق
الحمام)الزبل( أجود أنواع السماد بسبب غناه ووفرته وحرارته فهو يفيااد الرض الضااعيفة
وساعدها على نمااو ثمرهاا ،ويمكاان القااول أن روث جميااع الحيواناات مفيااد للرض).(42
ويذكر” بلينى” أن المصريين القدماء كانوا يستخدمون سمادا ازوتيااا خاصااا سااذرونه فااى
الرض المراد تسميدها فتزداد خصباا وأن استعماله كان قاصراا على بعض الخضرة.
العزق
ويقوم الفلحا بعزق الرض بالفأس وإذا بقيت مياه الفيضان مادة طويلاة ولام تجاف الرض
تماماا فيكتفي فى هذه الحالة بعزق الرض عزقاا خفيفاا.
البذر
ثم تبدأ عملية البذر ويقااوم عمااال يحملااون جعااب البااذور فااي أيااديهم أو يعلقونهااا علااى
أكتافهم وينثرون الحب ثم يطلقون الغنام التي تدوسها بأقدمها فتدعها في ثنايا الرض.
)(43
مسح الرض
كان المصريين يسااتخدمون الحبااال ذا العقااد لمعرفااة مساااحة الرض الااتى كااانت تعتاابر
أساسا فى تقدير الثروة الزراعية فى مصر توطئة لجباية الضرائب عليها من جهة وللتأكد
من عدم التلعب فى الحدود من جهااة أخااري .ونشاااهد فااى أحاادى الصااور فلحاااا فااى
حقله وقد نقش بجاواره القساام التاالي”:أقساام باال العظياام رب السااموات أن الحادود
الصحيحة فى مكانها” ونشاهد فى مقبرة”منا ” بطيبة من عصار الدولاة الحديثاة عمليااة
مسح الرض يجريها المساحين بحبال ذات عقد).(44
غرس البذور والجمع
الحصادا وجمع المحصول
يوجد على مناظر مقبرة تى فى سقارة مناظر للحصد وجمع الغلل حيث كان النبات بعد
أن يتم حصده يربط حزما ويعبأ ،ويبدو ذلك واضحا أيضا فى الصورة التى عثر عليهااا علااى
أحد مقابر الشيخ سعيد من عصر الدولة القديمة ،أما باقي النباتات كااان يقتلااع بالياادي
ويربط حزما ويقدم علفا للماشية.
الشادوف
الجرار
استخدمت الجرار منذ عصاار الدولااة القديمااة ،ونشاااهد علااى أحااد جاادران قاابر”مرروكااا”
بسقارة من السرة السادسة صورة تمثل عمال ا يقومون بزراعة الخص في أحواض وريااه
بالجرار ،كما نشاهد في صورة أخري على كفن ملون عثر عليه فااي سااقارة ماان العصاار
الروماني تمثل عامل يحمل على كتفة جرتان فيهما ماء لري الحدائق والبساتين(50).
الطنبور
أخااترع الطنبااور العااالم الروماااني أرشااميدس الااذي عاااش فااي الفااترة ماان عااام) -287
212ق.م( ويعرف باسم بريمة أرشميدس أو”لولب أرشميدس” واستخدم لااري الراضااي
المرتفعة في العصر البطلمااي ،ولاام يعااثر علااى رساام لااه علااى جاادران القبااور ول ياازال
يستخدم في مصر حتى الن.
تخزين الغلل
أنواع المخازن
حظائر مخروطية الشكل مبنية من الطوب ،وكانت تستخدم لتخزين السنابل.
حجرات سقفها على هيئة قباب ،وكانت تستخدم لخزن الحبوب.
ولقد كانت تلك المخازن تغطي أرضها بطبقة سميكة من فتات الحجاار منعااا ماان تساارب
الفئران إليها.
أنواع المحاصيل فى مصر القديمة
اشتهرت مصر بتنوع المحاصيل الزراعية سواء كانت المحاصيل حبوب أو بقول أو فواكه أو
خضروات ،فقد كان الفلحا المصري القديم يجلب كل ما هو جديد من الزراعات في البلد
المجاورة ،والاتي يشابه جوهاا وطقسااها جااو وطقاس مصاار .وفيماا يلاي بعاض الحباوب
والبقول والخضروات والفاكهة التي كان يزرهااا المصااري القااديم ،وظهاارت علااى مشاااهد
القبو،سواء فى مناظر للحياة اليومية ،أو كقربان على مائدة القرابين التي رسمت أنااواع
الطعااام الااذي ساايقدم قربااان للمتااوفى بعااد وفاااته ،وبااالطبع كااان يشااملها الحبااوب
والخضروات والفاكهة والبقول.