Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
التربوية )
مقاالت متعلقة
بيداغوجيا الكفايات
)المفهوم -المرجعية -التيارات التربوية(
تصورية ،تختلف عن النموذج التقليدي وعن بيداغوجيا األهداف التي تم العم ُل بها ما يزيد عن ُّ أسس ُ
ترتكز المقاربة على ٍ
ً
مجردَ موارد ال بد من تعبئ ِتها ،وتستلزم عمال منتظ ًما
َّ المعارف
َ تعتبر
ُ نصف قرن في بعض الدول ،فالمقاربة بالكفايات
ض المدرس أو المضامين، َ َ و ع
ِ التعلمي النشاط محور في م المتعل
ِ تجعل بيداغوجيا يتوسل بالوضعية -المشكلة ،وتلجأ إلى
.التعلمية -و ِع َوض الكتب المدرسية والوسائل األخرى التي ال تعتبر إال مجرد أدوات في خدمة العملية التعليمية
أال يمكن أن يؤدِي تعريف الثقافة ككفاية ،إلى التضحية بالثقافة العامة لفائدة تكوين متخصص ،على اعتبار أن كل كفاية "
[2].تنحصر في مجال معين ،وإن كانت قابلة للتحويل في بعض األحيان"؟
.الكفاية بكونها القدرة على التحويل )" (Le boterf Gلوبترف" تعريف •
ليحدد أن هذه المشاكل أو الوضعيات ينبغي أن تكون من نفس "الصنف"؛ )" (De Ketele 1996دوكتيل" تعريف •
حيث تسمح بضبط الكفاية في مجموعة منظمة ومرتَّبة من األنشطة تُطبَّق على محتويات في فئة من الوضعيات لحل بعض
".المسائل التي تطر ُحها هذه الفئة
كترتيب لمزايا هذه التعاريف كلها؛ )" (De Ketele et Roegiers.2000رويجيرز"و "دوكتيل" ويأتي تعريف
بحيث يؤكد على أن "الكفاية هي إمكانية تعبئة -بكيفية باطنية -لمجموعة مندمجة من الموارد بهدف حل صنف من
.مسألة-وضعيات
.غالبًا ما يتم الخلط بين مفهوم الكفاية وبعض المفاهيم القريبة منها ،وبالخصوص المهارة ،واألداء ،واالستعداد ،والقدرة
وإلزالة اللبس الحاصل بين هذه المفاهيم ومفهوم الكفاية ،سنقو ُم بمحاولة تحديد هذه المفاهيم قبل تحديد المفهوم المفتاح في
،[3]:عل ًما أنه حسب ما وصلت إليه نتائج الدراسات في علوم التربية ،فإن الحدود تبقى غير نهائية)الكفايات( هذا العمل
(Habilité):المهارة 1-
القدرة نشا ٌ
ط فكري ذهني ،وهي الحالة التي يكون الفرد فيها متمكنًا من النجاح في إنجاز معين؛ كالقدرة على التحليل،
:والتركيب ،والمقارنة ،والتأليف ،ونذكر مثالً
...).تفسير سوء توزيع المواد االقتصادية ،تفسير دور البُ ْعد التاريخي في تركز السكاني( التفسير
يعد األداء واإلنجاز رك ًنا أساسيًّا لوجود الكفاية ،ويقصد به إنجاز مهام في شكل أنشطة أو سلوكات آنية ومحددة ،وقابلة
.مشكلة -للمالحظة والقياس ،وعلى مستوى عا ٍل من الدقة والوضوح ،ومن أمثلة ذلك األنشطة التي تقترح لحل وضعية
االستعداد هو تأهيل الفرد ألداء معيَّن ،بنا ًء على مكتسبات سابقة؛ منها القدرة على اإلنجاز ،والمهارة في األداء ،ولذلك يعتبر
شروط أخرى سيكولوجية ،فالميل والرغبةٌ دافعًا لإلنجاز؛ ألنه الوجه الخفي له ،وتضاف إلى الشروط المعرفية والمهارية
.أساسيان لحدوث االستعداد
يستعمل هذا المفهوم منذ سنة 1971م للداللة على قدرة الفرد على بناء عدد ال "نعوم تشومسكي" ميدان األلسنة؛ حيث كان
".متنا ٍه من ال ُج َمل
ميدان االقتصاد وتكوين األطر؛ وهي ضاغطات أصبحت تطالب المؤسسة المدرسية بالرفع من مردوديتها وجودتها ،بدأت
ً
حيزا مه ًّما من بحوثها )البيداغوجية( األدبيات التربوية منذ مطلع التسعينيات تهت ُّم بمفهوم الكفاية وتخصص له
"[5].ومنشوراتها
ظهرت المقاربة بالكفايات في التعليم التقني والمهني لبعض الدول المتقدمة في نهاية السبعينيَّات من القرن العشرين ،وانتقلت
.تدريجيًّا إلى التعليم األساسي ،ثم إلى باقي األسالك التعليمية
اعتمدت العديد من الدول السائرة في طريق النمو هذه المقاربة في إطار سياسات اإلصالح منظوماتها التربوية منذ بداية هذا
مغزى؛ لكون المدرسة في نهاية القرن العشرين بحثت عن رهانات ][6القرن ،لذا "يمكن رؤية الكفاية كموجة عارمة ذات ً
"[7].جوهرية
فيليب " ،وفي هذا الصدد يقول"الكفاية" نجد في األدبيات التي تناولت المقاربة بالكفايات ،تعددًا لمعاني
ال أحد ينكر أنه ال يوجد تعريف توافقي لمفهوم الكفاية ،البعض يرى أن هذا التوافق غير "(Perrenoud): "...بيرينو
..."[8].ضروري ،والبعض اآلخر يرى أن التمييز بين الكفاية والقدرة واهٍ ،ويختلف من مؤلف آلخر
[9]:توصلت "خديجة واهمي" -الباحثة في ديداكتيك التاريخ -إلى وجود تيارين أساسيين
(exclusif):األول :التيار الحصري
ويُمثِله كل الباحثين والتربويين الذين يرون أن المقاربة بالكفايات تمثل قطيعة مع المقاربة باألهداف ،ويرون أنها تنبني على
،(savoir agir) ،مثالً أن الكفاية هي معرفة التصرف )" (le boterfلوبوطيرف" البنائية والسوسيوبنائية؛ إذ يرى
،في سياق معين ،سواء )...معارف ،علوم ،قابلية ،استدالالت( بمعنى معرفة إدماج وتعبئة وتحويل مجموعة من الموارد
.لمواجهة مختلف المشكالت التي تتم مصادفتها أو لتحقيق مهمة
شخص في وضعية ما ،وفي سياق محدد" (Jonnaert) ،ويرى "جونائرت ٌ والمجموعة أن الكفاية هي "أن يستخدم
مجموعةً متنوعة ومتناسقة من الموارد ،استخدا ًما ينبني على تعبئة واختيار وتنظيم هذه الموارد ،وعلى عمليات مالئمة
.تمكن من معالجة ناجحة لهذه الوضعية
يُمثِله الباحثون والتربويون الذين يرون أن المقاربة بالكفايات تُمثِل امتدادًا للمقاربة باألهداف ،وأنها تنبني على عدَّة نظريات
،.نجد هذا التيار في بعض المناطق من أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية"السلوكية" من بينها
في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ،من خالل "المقاربة بالكفايات األساسية"ظهر هذا التو ُّجه الذي ع ُِرف في البداية بـ
،وقد تمثل مجموع كفايات خالل سنة "الهدف النهائي لإلدماج" الذي حدَّد فيها مفهوم " De Keteleدو كيتيل" أعمال
.واحدة
الكفاية هي إمكانية شخص ما تعبئة مجموعة مندمجة من الموارد؛ من أجل حل وضعية -مشكلة ،تنتمي إلى فصيلة "
".وضعيات معينة
.القدرة على تعبئة المعارف والمهارات الشخصية ،كلما واجه الفرد وضعية -مشكلة جديدة 1-
.القدرة على نقل المعارف والمهارات الشخصية داخل وضعيات جديدة 2-
.القدرة على إدماج هذه المعارف والمهارات قصد إيجاد حلول مالئمة وتوظيفها لحل المشاكل المطروحة عليه 3-
ُفرز ثورة كوبرنيكية داخلصل أحد الباحثين التربويين إلى أن إدخال الكفايات إلى المناهج المدرسية سي ِ
وعلى ضوء ذلك تو َّ
المؤسسة المدرسية ،وسيجعلها تب ًعا لذلك ،قادرة ً على مواجهة تحدِيات القرن ،21وخاصة تحديات الجودة؛ وذلك أن
بمد المتعلم بالقدرة على فهم الواقع وتطويره ،وذلك بتدريبه منذ حداثة سنِه على اتخاذ القرار
بيداغوجيا الكفايات هي الكفيلة ِ
[10].المالئم ،وابتداع الحلول القادرة على المشاكل الجديدة التي تعترضه أو تطرح عليه
خالفًا للبيداغوجيا التقليدية التي تؤكد على المعارف وعلى طريقة تعليمها وتعلمها داخل الفصل المدرسي ،فإن بيداغوجيا
:الكفايات تمتاز بنظرة جديدة للتربية والتعليم ،كما تمتاز فلسفة بيداغوجيا الكفايات بخمس خصائص
الخصائص المؤشرات
وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين األطر والبحث العلمي ،2006 ،دليل المقاربة بالكفايات ،الطبعة األولى[1] ،
.الرباط ،دجنبر ،ص14
- Perrenoud, Ph (1999), Dix nouvelles compétences pour enseigner. Invitaton au
voyage , Paris , ESF
[6] - ، مجلة دفاتر التربية والتكوين، مدخل لبناء المناهج التعليمية: المقاربة بالكفايات،2010 ماي،خديجة واهمي
22 ص،2العدد.
[10] 30 ص،27 العدد، مجلة علوم التربية، مقاربة الكفايات،2004،أحمد شبشوب.