Vous êtes sur la page 1sur 1183

‫قضايا طبية معاصرة‬

‫البحوث والوراق المنشورة‬


‫في المؤتمر تعبر عن وجهة نظر كاتبيها‬
‫ول تعبر بالضرورة عن رأي الجامعة‬

‫‪2‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫تقديم‬
‫بقلم معالي مدير الجامعة رئيس اللجنة العليا للمؤتمر‬

‫الحمد لله‪ ،‬والصلة على رسول الله‪ ،‬وعلى آله‬


‫وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فإن هذا الدين السلمي دين الشمول والكمال‬
‫والتمام‪ ،‬والصلحا والصلحا لكل زمان ومكان وأمة‪،‬‬
‫فما من خير إل ولنا عليه‪ ،‬ول شر إل حذرنا منه‪،‬‬
‫وهذا ما أخبر به من اختاره واصطفى رسوله فقال‬
‫سبحانه‪ :‬ﮋﭯ ﭰﭱﭲﭳﭴﮊ النحل‪ ،٨٩ :‬وقال ‪ :‬ﮋﮀﮁﮂ ﮃﮄ ﮅﮊ‬
‫النعام‪ ،٣٨ :‬والله سبحانه له أن يصطفي ما شاء من‬
‫العبادات والزمنة والماكن والشخـاص ‪ :‬ﮋﯞ ﯟﯠﯡﯢﮊ‬
‫القصص‪ ،٦٨ :‬قال المام الشافعي ــ رحمه الله ــ ‪" :‬‬
‫فليست تنزل بأحد من دين الله نازلة إل وفي كتاب‬
‫الله الدليل على سبيل الهدى فيها")‪. (1‬‬
‫ومن حكمة الله جل وعل أن نصوص الشريعة‬
‫وقواعدها ومقاصدها فيها من الشمولية والمرونة‬
‫ما يستوعب المستجدات والنوازل والقضايا الحادثة‬
‫إلى قيام الساعة‪ ،‬ل يشذ عنها شيء من تصرفات‬
‫المكلفين‪ ،‬ودور العلماء والمجتهدين النظر في هذه‬
‫النوازل بما مكنهم الله من قدرات وإمكانات‪،‬‬
‫وتوظيف ما يستجد من تقنيات وعلوم ومعارف‬
‫ومكتسبات‪ ،‬وبذل الجهد في فهم واقعها‪ ،‬وتصورها‬
‫وإدراكها على وجه صحيح‪ ،‬حتى يظهر حكم الله في‬
‫كل نازلة‪ ،‬ويحصل البيان للناس؛ على اعتبار أن‬
‫هذه وراثة العلماء عن النبياء ‪.‬‬

‫)‪ (1‬الرسالة‪ :‬ص‪.20 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وما من شك أن الحياة المدنية سجلت تطورا ا‬


‫ل‪ ،‬وقفزة معلوماتية‪ ،‬وصورة مذهلة من‬ ‫مذه ا‬
‫التقنيات المعاصرة أثرت بدورها على مجالت‬
‫الحياة المختلفة‪ ،‬وهي آفاق واسعة تتطلب تظافر‬
‫جهود العلماء والباحثين والمختصين في بيانها‪،‬‬
‫وتنزيل حكم الله فيها‪ ،‬وهذا دور ل يمكن أن يدرك‬
‫بالمقدمات الفقهية‪ ،‬والجوانب التأصيلية فحسب‪،‬‬
‫بل صار التخصص سمة العصر‪ ،‬وأصبح التخصص‬
‫الواحد يمارس من خلل تفريعات كثيرة‪ ،‬ومن‬
‫القواعد المقررة أن الحكم على الشيء فرع عن‬
‫تصوره‪ ،‬ومن هنا كان لهذه الجامعة العريقة جامعة‬
‫المام محمد بن سعود السلمية إسهام فاعل في‬
‫معالجة القضايا المعاصرة عبر وحداتها وفعالياتها‬
‫ومراكز البحث فيها ومن خلل أعضاء هيئة‬
‫التدريس فيها الذين أسهموا ويسهمون بعلمهم‬
‫وخبرتهم ومعايشتهم لكثير من القضايا المعاصرة‬
‫في تقديم رؤية مؤثرة في المعالجة‪ ،‬وهي جهود‬
‫تبرز السياسة التي تقوم عليها الجامعة الهادفة إلى‬
‫المواءمة بين الصالة والمعاصرة‪ ،‬أصالة المبادئ‬
‫والسس والثوابت‪ ،‬ومعاصرة الساليب والمناهج‬
‫والطرائق‪ ،‬فهي تستمد قوتها من عراقتها‪ ،‬وسعيها‬
‫لخدمة السس التي كانت عليها هذه البلد المباركة‬
‫والوطن المن‪ ،‬وتعمل على مواكبة التطورات‪،‬‬
‫والسعي إلى الريادة العالمية في رؤية شمولية‬
‫تعتمد الماضي‪ ،‬وتستشرف آفاق المستقبل البعيد‪،‬‬
‫وقد أثمرت هذه السياسة توسع الجامعة في‬
‫أهدافها ومنطلقاتها ورسالتها بما يخدم الثوابت‬
‫‪4‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التي قامت عليها توسعت لتعزيز هذا الدور الريادي‬


‫من خلل إنشاء الكليات الجديدة‪ ،‬التي تعنى‬
‫بالعلوم التجريبية‪ ،‬كما أنشأت عددا ا من مراكز‬
‫البحوث لخدمة القضايا المعاصرة‪ ،‬ولعل أبرز شاهد‬
‫على ذلك احتضانها لمركز الملك عبدالله للدراسات‬
‫السلمية وحوار الحضارات‪ ،‬الذي يضم عدة‬
‫وحدات تعني بالجوانب المختلفة للقضايا‬
‫المعاصرة‪ ،‬وكذلك مركز التميز البحثي في فقه‬
‫القضايا المعاصرة‪ ،‬وما صدرت موافقة سماحة‬
‫مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء عليه‬
‫من إنشاء كرسي بحث متخصص باسم سماحته‬
‫يعنى بالقضايا الفقهية المعاصرة‪ ،‬وهذا جزء من‬
‫جهود هذه الجامعة في خدمة القضايا المعاصرة‪،‬‬
‫وامتدادا ا لهذا الدور الرئيس‪ ،‬وتحقيقا ا لهدف‬
‫الجامعة في خدمة المجتمع ومشكلته ونوازله‪،‬‬
‫وأداء لرسالة الجامعة في تقديم الحلول لمختلف‬
‫المشكلت المعاصرة فقد وجهت فعالية من أبرز‬
‫الفعاليات التي تشهدها الجامعة لمعالجة قضايا‬
‫نازلة‪ ،‬ومسائل حادثة في مجال من أهم وأبرز‬
‫المجالت التي ترتبط بالحياة‪ ،‬إنها القضايا الطبية‬
‫ذلك العالم المتفرع المتشعب المتطور‪ ،‬الذي ل‬
‫نبالغ إن قلنا إنه يشهد تطورات يومية لقضاياه‬
‫وتخصصاته‪ ،‬وهو بحاجة إلى رؤية تكاملية تجمع‬
‫الخبرة الطبية‪ ،‬والنظرة الشرعية لمتابعة التطور‬
‫الذي يستلزم بيان الحكم الشرعي المؤصل فيه ‪.‬‬
‫ولذا دعت الجامعة إلى عقد مؤتمر فقهي طبي‬
‫يشارك فيه نخبة من العلماء والباحثين‬
‫‪5‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والمتخصصين والطباء المتميزين من داخل‬


‫المملكة وخارجها‪ ،‬لتقديم حلول ناضجة‪ ،‬ورؤى‬
‫متميزة‪ ،‬وكانت الستجابة منهم كما هو متوقع‪،‬‬
‫حيث تفاعل المعنيون بهذه القضايا مع الدعوة‪،‬‬
‫ولقيت استجابة كبيرة‪ ،‬وقدمت للمؤتمر أبحاث‬
‫كثيرة متميزة‪ ،‬أخضعت لقواعد ومعايير التحكيم‬
‫العلمي المعتاد في مثل هذه المناسبات‪ ،‬وهي‬
‫إضافات تستحق الشادة‪ ،‬تقدم للمهتمين‬
‫بالدراسات الفقهية الطبية تتناول بالعرض والتحليل‬
‫والستنباط أهم هذه القضايا التي ل زالت بحاجة‬
‫إلى مزيد نظر وتأمل‪ ،‬ولتكون الستنباطات الفقهية‬
‫مواكبة للتطورات الطبية‪.‬‬
‫وفي الختام فإن هذه الفعالية المباركة ن‬
‫والمؤتمر الهام لم يكن لينعقد ونراه واقعا ا لو ل‬
‫ل‪ ،‬ثم تلك اليادي البيضاء‪ ،‬والدعم‬ ‫فضل الله أو ا‬
‫اللمحدود والوقفات المشهودة من ولة أمرنا‬
‫الوفياء‪ ،‬وقيادتنا الحكيمة ‪ .‬ولذا فإنني أغتنمها‬
‫فرصة سانحة لقدم الشكر والعرفان والمتنان‬
‫لولئك الرجال الفذاذ‪ ،‬والقادة الماجد على‬
‫المواقف المشرفة‪ ،‬والصفحات المضيئة في تأريخ‬
‫الجامعات السعودية‪ ،‬وجامعتنا المباركة على وجه‬
‫الخصوص وعلى رأسهم مليكنا المفدى خادم‬
‫الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل‬
‫سعود ــ أيده الله بتأييده ــ‪ ،‬والشكر موصول‬
‫لمقام ولي العهد المين صاحب السمو الملكي‬
‫المير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود‪ ،‬ولي العهد‬
‫نائب رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬وزير الدفاع والطيران‬
‫‪6‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والمفتش العام على موافقته السامية على رعاية‬


‫هذا المؤتمر ودعمه‪ ،‬ويمتد الشكر لمير السنة‬
‫والفكر صاحب السمو الملكي المير نايف بن‬
‫عبدالعزيز آل سعود‪ ،‬النائب الثاني لرئيس مجلس‬
‫الوزراء وزير الداخلية على تتويج الجامعة وقيادتها‬
‫بالموافقة على تشريف حفل افتتاحا أعمال‬
‫المؤتمر‪ ،‬ورعايته نيابة عن سمو ولي العهد المين‬
‫ــ حفظهم الله وأدام علينا نعمة وليتهم ــ ‪.‬‬
‫كما ل يفوتني أن أشكر معالي وزير التعليم‬
‫العالي الستاذ الدكتور ‪ :‬خالد بن محمد العنقري‬
‫على جهوده السديدة في دعم الجامعة وجهودها‬
‫العلمية ومناسباتها الثقافية ‪.‬‬
‫كما أشكر إخواني المشاركين في المؤتمر الذين‬
‫قدموا أبحاثهم العلمية‪ ،‬وأوراق عملهم‪ ،‬وكذلك‬
‫الخوة المدعوين على إجابتهم الدعوة وحضور‬
‫المؤتمر‪ ،‬والشكر موصول أيضا ا لجميع الخوة‬
‫العاملين في لجان المؤتمر ورؤوساء الدارات على‬
‫ما بذلوا من جهد وما أنجزوا من عمل‪ ،‬وأسأل الله‬
‫بمنه وكرمه أن يبارك في الجهد ويسدد الخطى‪،‬‬
‫وأن يجعل ذلك خالصا ا لوجهه الكريم‪ ،‬ويحفظ بلدنا‬
‫من كيد الكائدين‪ ،‬ومكر الماكرين‪ ،‬وتربص‬
‫الحاقدين المعتدين‪ ،‬وأن يجعلها آمنة مطمئنة رخااء‬
‫سخااء وسائر بلد المسلمين‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد‬
‫لله رب العالمين‪،‬‬
‫وصلى الله على بنينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم ‪..‬‬

‫‪7‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫مدمحير جامعة ا للمام مدمح بن سإعود ا للسإلمية‬


‫رئيس اللجنة العليا للمؤتر‬
‫أأ‪.‬د‪ .‬سإلينام بن عبدمحا أأب اليل‬

‫‪8‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫مقدمة اللجنة العلمية للمؤتمر‬


‫الدمح ل وحدمحه والصلةا والسلم عل من ل نب بعدمحه‪ ،‬وبعدمح‪:‬‬
‫فلانام جامعة اللمام مدمح بن سإعود اللسإلمية ومنذ أأنام تلقت الوافقة السامية الكرية عل‬
‫عقدمح مؤتر الفقه اللسإلما الثان )قضاي طبية معاصةا( بدرت لال تكوين لنة عليا للمؤتر‪،‬‬
‫تفررعت عنا لنة تضييرة‪ ،‬وأأخرى علمية‪ ،‬وبدمحأأ اليع ف العمل الاد والتواصل ألشهر عدمحةا ت‬
‫خللها قيام اللجنة العلمية لبصدمحار الكتيب الاص بلؤتر واليذ يرتضمن التعريرف بلؤتر‬
‫وأأهدمحافه وماوره‪ ،‬وشوط تقدمحي البحوث العلمية‪ ،‬ومواعيدمح تلقي الرغبة ف الكتابة‪ ،‬وآأخر موعدمح‬
‫لسإستقبال البحوث‪ ،‬وتنبيات عامة‪ ،‬وعنوانام الؤتر البيردمحيذ والكتون بللغتي العربية‬
‫واناللييرة‪ ،‬وت لانشاء موقع خاص بلؤتر عل بوابة الامعة الللكتونية‪.‬‬
‫كم ت توجيه العوات لعدمحد من كبي من العلمء واألطباء والتخصصي من داخل الملكة‬
‫وخارجا‪.‬‬
‫هذا وقدمح تلقت اللجنة عدمحد كبياا من البحوث وأأوراق العمل فاقت الائة بثح من البحوث‬
‫الفقهية والطبية‪ ،‬وأأحيلت البحوث لال عدمحد من الكحمي من ذويذ اختصاص الفقهيي والطب‪،‬‬
‫واجتاز من هذه البحوث نو سإسبعة وثاني )‪ (87‬بثاا‪.‬‬
‫كم عقدمحت اللجنة العلمية عدمحداا من اللسات للنظر ف هذه البحوث واطلعا عل‬
‫قرارت تكيها‪ ،‬وشكت لنة من أأعضاء هيئة التدمحريس ومن ف حكحمهم من الاضين والعيدمحين‬
‫التيين لراجعة هذه البحوث وتنسسيقها تهيدمحاا لطباعتا‪ ،‬حت خرجت بذه الصورةا الت أأرجو‬
‫أأنام تكونام عل الوجه اليذ يربز الامعة ومكناتا العلمية‪.‬‬
‫ول يسعن ف هذا القام لال أأنام أأتقدمحم بشكريذ الزجيرل وامتنان الكبي لقام خادم الرمي‬
‫الشيرفي اللم عبدمحا بن عبدمحالعزجيزج وسو ول عهدمحه األمي وسو النائب الثان عل رعايتم‬
‫الكرية لهذا الؤتر وللجامعة‪ ،‬كم أأتقدمحم بوافر التحية والتقدمحير لعال وزير التعلي العال األسإستاذ‬
‫الكتور‪ /‬خال بن مدمح العنقريذ عل جوده ف خدمحمة الامعة‪ ،‬ومعال مدمحير الامعة األسإستاذ‬
‫الكتور‪ /‬سإلينام بن عبدمحا أأب اليل رئيس اللجنة العليا للمؤتر عل وقوفه مع اللجنة‬
‫ومساعدمحتا‪ ،‬واسإستجابته السيرعة لتطلبات علها‪.‬‬
‫وختاماا أأشكر زملئا ف اللجنة العلمية عل جوده التواصل لعدمحةا أأشهر حت ت لاناء‬
‫السجل العلمي للمؤتر ولاخراجه بصورته النائية‪ ،‬كم أأشكر لنة مراجعة البحوث عل ما قاموا‬
‫به من عل‪ ،‬وما بذلوه من جدمح‪ ،‬ولللخوةا العاملي ف مطابع الامعة عل حرصهم وتعاونم ف‬
‫لاناء العمل ف وقته الطلوب‪ ،‬سإائال ا أأنام يعل ذل ف موازين حسسناتم‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وأأعتذر مقدمحماا عم قدمح يكونام ف هذا العمل من قصور أأو خلل‪ ،‬وأأسإأأل ا أأنام يرنفع بذا‬
‫الؤتر وما بذل فيه‪ ،‬وأأنام يعل أأعملنا خالصة لوجه الكري‪ ،‬وأأنام يروفقنا لا فيه خي اللسإلم‬
‫والسلمي وخدمحمة وطننا وولةا أأمرن‪ ،‬لانه ول ذل والقادر عليه‪.‬‬

‫عيدمح كية الشيرعة بلريضا‬


‫رئيس اللجنة العلمية للمؤتر‬
‫د‪ /‬صال بن أأحدمح الوشسيل‬

‫المحـــور الول‬
‫‪10‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫البحــوث الفقهـيه‬

‫‪11‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التداوي بالوسائل الطبية المعاصرة‬

‫إعـــداد‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬محمد عبدالحميد السيد متولي‬
‫أستاذ الفقه ووكيل كلية الشريعة والقانون‬
‫جامعة الزهر ‪ -‬فرع دمنهور‬

‫‪12‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ملخص البحث‬
‫يتناول هذا البحث قضية من القضايا الطبية‬
‫المعاصرة ‪ ،‬أل وهي قضية‪) :‬التداوي بالوسائل‬
‫الطبية المعاصرة(‪.‬‬
‫وقد اشتمل هذا البحث على تمهيد ‪ ،‬وثلثة‬
‫مطالب وخاتمة‪:‬‬
‫التمهيــــــــد ‪ :‬لبيان ماهية التداوي‪ ،‬ومشروعيته‪،‬‬
‫ودليله‪ ،‬وارتباطه بمقاصد الشريعة‪.‬‬
‫حكم التداوي‪ ،‬ويتضمن اتجاهات‬ ‫المطلب الول‪:‬‬
‫الفقهاء في بيان الحكم الشرعي‬
‫للتداوي‪ ،‬ودليل كل منهم لما ذهب إليه‬
‫‪ ،‬واختيار الرأي الراجح‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ويشتمل على التداوي بالمباحات ‪،‬‬
‫والتداوي بالمحظورات الشرعية‬
‫المحرمة‪ -‬النجسة‪ ،‬والمختلف في‬
‫نجاستها‪ ،‬والتداوي بالطاهر المحرم‪،‬‬
‫وبيان أقوال الفقهاء في التداوي‬
‫بالمحرمات‪ ،‬والقواعد الفقهية‬
‫المنظمة للتداوي‪..‬‬
‫التداوي بالوسائل الطبية‬ ‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫المعاصرة‪ ,‬وفيه ثلثة فروع‪:‬‬
‫الفرع الول‪ :‬ويحتوي على تعريف العقار‪ ،‬وأنواع‬
‫العقاقير‪ ،‬وحكم استخدام العقاقير‬
‫المشتملة على الخمر والمخدرات‪،‬‬
‫ومشتقات الخنازير‪ ،‬والتداوي بالشعاع‬
‫الكيماوي‪ ،‬والمصال والتطعيمات‪،‬‬
‫والثر الفقهي المترتب على التداوي‬
‫‪13‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫بالعقاقير‪ ،‬والقاعدة الفقهية في العلجا‬


‫بالعقاقير‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التداوي بالجراحة‪.‬‬
‫وفيه تعريف الجراحة والدليل على جواز الجراحة‬
‫من القرآن والسنة وعمل الصحابة‬
‫والتابعيين وأقوال الفقهاء‪ ،‬والثر‬
‫الفقهي المترتب على العلجا بالجراحة‪،‬‬
‫والقاعدة الفقهية للتداوي بالجراحة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬جراحة المناظير‪.‬‬
‫تعتبر جراحة المناظير من الوسائل الطبية‬
‫المعاصرة ويحتوي على استخدام‬
‫المناظير في العديد من المجالت‬
‫الطبية‪ ،‬والجراحة عن بعد‪ ،‬والثر‬
‫الفقهي للعلجا بالمناظير‪.‬‬
‫خاتمة البحث‪ :‬وتتضمن أهم نتائج البحث‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫مقــدمة‬
‫الحمد لله صاحب النعم ودافع النقم بيده‬
‫الخير وهو على كل شيء قدير‪ ،‬عليه التوكل وإليه‬
‫المصير‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك‬
‫له‪ ،‬فطر النسان على اللتجاء إليه في النوازل‪،‬‬
‫والتضرع إليه في المحن والشدائد‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﮋ‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮊ )‪ .(1‬خاصة في حال المرض‬
‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫كما ورد في قوله تعالى ﮋ ﭠ ﭡ‬
‫ﭵ ﭶ‬ ‫ﭱﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ‬ ‫ﭷ ﭸ‬
‫فالشفاء بيد الله عز وجل‪ ،‬وهذا ما قرره الله‬
‫تبارك وتعالى في كتابه الكريم حكاية عن أبي‬
‫النبياء إبراهيم عليه السلم قوله‪ :‬ﮋ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﮊ )‪.(3‬‬
‫وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله‪ ,‬سيد‬
‫الولين والخرين‪ ،‬طلب من أمته أن يتخذوا من‬
‫الدواء وسيلة إلى الشفاء‪ .‬كرواية طلحة بن عمرو‬
‫وما روى عن أبي هريرة عن النبي ‪ e‬قال‪] :‬أيها‬
‫الناس تداووا ما أنزل الله داء إل أنزل له‬
‫شفاء[)‪.(4‬‬
‫وبعد‪،،‬‬
‫فإن اللجنة العلمية لمؤتمر الفقه السلمي‬
‫الثاني‪ .‬والمنعقد لبحث قضايا طبية معاصرة‪.‬‬
‫والذي تشرف عليه جامعة المام محمد بن سعود‬
‫السلمية‪ ،‬بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬قد‬
‫شرفتني بالكتابة في المحور الول من محاور‬

‫)( جزء من الية رقم ‪ 8‬من سورة الزمر ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( اليتان ‪ 83‬ـ ‪ 84‬من سورة النبياء‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( اليات ‪ 78‬ـ ‪ 80‬من سورة الشعراء ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه البخاري بلفظ ))ما أنزل دااء إل أنزل له شفاء((‪ ,‬كتاب‬ ‫‪4‬‬

‫الطب باب ما أنزل دااء إل أنزل له شفاء‪ ,‬رقم الحديث )‪.(8765‬‬


‫‪15‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المؤتمر وهو )التداوي بالوسائل الطبية المعاصرة(‬


‫وسنتناول هذا البحث من خلل تمهيد وخمسة‬
‫مطالب وخاتمة‪:‬‬
‫بيان معنى التداوي ومشروعيته‬ ‫التمهيــــــد‪:‬‬
‫ودليله‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬حكم التداوي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الدوية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التداوي بالوسائل الطبية‬
‫المعاصرة‪.‬‬
‫وفيه ثلثة فروع‪:‬‬
‫التداوي بالعقاقير‪.‬‬ ‫الفرع الول‪:‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التداوي بالجراحة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬جراحة المناظير‪.‬‬
‫وتضم أهم نتائج البحث‪.‬‬ ‫الخاتــمـــة‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫تمهيــد‬
‫تعريف التداوي ومشروعيته‬
‫ذكرت معاجم اللغة العربية في هذه المادة‬
‫]تداوي[ تناول الدواء‪ ،‬والدواء ما يتداوى ويعالج‬
‫وجمعه أدوية ‪ .‬والدواء‪ :‬مصدر داويته دواء‪ ،‬والدواء‬
‫دوىى بفتح‬ ‫ممدود‪ :‬هو الشفاء‪ ،‬وداويت العليل د‬
‫)‪.(1‬‬
‫الدال‪ :‬إذا عالجته بالشفية التي توافقه‬
‫وإذا كان الطباء يقولون إن المرض‪ :‬هو خروجا‬
‫الجسم عن المجرى الطبيعي ـ فبل شك بعد تقدم‬
‫وسائل العلجا ـ تكون المداواة‪ :‬هي رد الجسم أو‬
‫)‪( 2‬‬
‫إعادته بالتداوي العلجا إلى مجراه الطبيعي‪.‬‬
‫وبناء على ذلك يعرف التداوي بأنه‪ :‬رد الجسم‬
‫إلى المجرى الطبيعي بالموافق من الدوية‬
‫المضادة للمرض‪ ,‬للشفاء منه أو التخفيف من‬
‫آلمه والحد منها‪.‬‬
‫ومشروعية التداوي في الفقه السلمي تقوم‬
‫على ثلثة أشياء‪ :‬حفظ الصحة‪ ،‬والحتماء من‬
‫الذى‪ ،‬واستفراغ المادة الفاسدة‪ ،‬وقد أشير إلى‬
‫الثلثة في القرآن الكريم‪.‬‬
‫أما الول‪ :‬وهو حفظ الصحة ففي قوله تعالى‪:‬‬
‫ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮊ )‪ ،(3‬وذلك‬
‫لن السفر مظنة النصب وهو من مغيرات الصحة‪،‬‬
‫فإذا وقع فيه الصيام ازداد فأبيح الفطر إبقاء على‬
‫الجسد وكذلك القول في المرض‪.‬‬

‫)( المعجم الوسيط ‪ 1/316‬مجمع اللغة العربية ـ لسان العرب لبن‬ ‫‪1‬‬

‫منظور ط دار المعارف بالقاهرة ‪ 2/1464‬ـ ‪.1465‬‬


‫)( شرحا النووي على صحيح مسلم ‪. 14/192‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( جزء من الية ‪ 184‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ﮋﭹ‬ ‫والثاني‪ :‬الحتماء من الذى لقوله تعالى ‪:‬‬


‫ﮀ ﮁ ﮊ )‪ .(1‬وذلك بالبعد عن‬ ‫ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫مصادر الوبئة والمراض المعدية للوقاية منها‪,‬‬
‫لجريان العادة بذلك‪ ,‬من القواعد الفقهية الكبرى‬
‫)العادة محكمة(‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬وهو استفراغ المادة الفاسدة قال‬
‫تعالى‪ :‬ﮋ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﮊ )‪.(2‬‬
‫فقد أشار الله تبارك وتعالى بذلك إلى جواز حلق‬
‫الرأس الذي منع منه المحرم‪ ,‬لستفراغ الذى‬
‫الحاصل في الرأس‪ ،‬وذلك لحالة الضرورة‪(3) .‬وهي‬
‫تعني الضطرار‪ ,‬ورخصة الضطرار من أنواع‬
‫الرخص الشرعية في التخفيف‪.‬‬
‫وقد رغب النبي ‪ e‬في التداوي ودعا إليه‪ ،‬بما‬
‫ورد عن أسامة بن شريك)‪ (4‬قال‪ :‬كنت عند النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وجاءت العراب فقالوا‪ :‬يا‬
‫رسول الله أنتداوى؟ فقال صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫] نعم يا عباد الله‪ ،‬تداووا فإن الله عز وجل لم‬
‫يضع داء إل وضع له شفاء غير داء واحد[ قالوا‪ :‬ما‬
‫هو؟ قال‪] :‬الهرم[ )‪.(5‬‬
‫)( جزء من الية ‪ 29‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( جزء من الية ‪ 196‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الضرورات جمع ضرورة‪ ،‬فهي مأخوذة من الضطرار‪ .‬وهو‬ ‫‪3‬‬

‫الحاجة الشديدة‪ .‬والمحظورات جمع محظور وهو الحرام المنهي عن‬


‫فعله‪ ،‬وهذا ما تعنيه قاعدة الضرورات تبيح المحظورات ولهذه‬
‫القاعدة ارتباط بقاعدتي ] ل ضرر‪ ،‬ول ضرار[ و]المشقة تجلب‬
‫التيسير[ الشباه والنظائر للسيوطي ص ‪ 83‬مجلة الحكام العدلية‬
‫وشرحا المجلة للناسي ص ‪ 51‬ـ ‪52‬‬
‫)( هـو‪ :‬أسامة بن شريك الثعلبي من بني ثعلبة ‪ ،‬روى حديثه أصحاب‬ ‫‪4‬‬

‫السنن وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وتفرد زياد بن علقة‬
‫بالرواية عنه‪ ،‬ينظر‪ :‬الصابة في تمييز الصحابة‪ ، ، 1/49 ،‬وتهذيب‬
‫الكمال ‪ ، 2/351‬تحقيق د‪ /‬بشار عواد معروف ‪ ،‬طبعة مؤسسة‬
‫الرسالة بيروت ‪ ،‬طبعة أولى لسنة ‪1400‬هـ ‪1980‬م‪.‬‬
‫)( مسند المام أحمد ‪ 1/443‬وما بعدها ‪.4/278‬ط‪ .‬مؤسسة‬ ‫‪5‬‬

‫الرسالة بيروت الثانية ‪1999‬م‪ ،‬ورواه الترمذي في سننه كتاب‪:‬‬


‫‪18‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ودعوته صلى الله عليه وسلم للتداوي والعلجا‬


‫أخذ بالسباب‪ ،‬والخذ بالسباب ل ينافي التوكل‬
‫على الله‪ ،‬وقد صرحا القرآن الكريم باتخاذ‬
‫السباب للوصول إلى حال الصحة والقوة بعد‬
‫المرض والضعف‪.‬‬
‫جاء في الذكر الحكيم أن نبي الله أيوب عليه‬
‫السلم لما أصابه السقم وأعياه المرض‪ .‬أمره‬
‫الله عز وجل بفعل ما كان سببا ا في شفائه‪ ،‬مع‬
‫أنه قادر على شفائه بل أسباب ول مسببات‪ ،‬لنه‬
‫سبحانه هو القادر الفعال لما يريد‪ .‬قال تعالى‪ :‬ﮋ ﯿ‬
‫ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌﰍ ﰎ‬ ‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬
‫جل شأنه أن يدفع‬ ‫ﰏ ﰐ ﰑ ﮊ)‪ .(1‬فأمره الله‬
‫الرض برجله‪ ,‬فركض استجابة لمر الله تعالى‬
‫فنبعت عين ماء‪ ,‬فاغتسل فذهب الداء من‬
‫ظاهره‪ ،‬ثم شرب منه فذهب الداء من باطنه‪،‬‬
‫وعاد أيوب بفضل الله سليما ا معافى من كل داء‪.‬‬
‫)‪ (2‬لنه أخذ بالسباب امتثال ا لمر الله عز وجل‬
‫المشار إليه في قوله تعالى ﮋ ﰋ ﰌﰍ ﮊ وبهذه‬
‫الشارة يعلمنا الله تبارك وتعالى الربط بين‬
‫السبب والمسبب‪ ،‬وأن ترتيب الثر عليهما بإذن‬
‫الله تعالى حتى نأخذ بالسباب ول نركن إليها دون‬
‫توكل على الله‪ ,‬وذلك تحقيقا ا للمصلحة الشرعية‪.‬‬
‫التداوي من مقاصد الشريعة‪:‬‬

‫الطب‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء في الدواء والحث عليه‪ ،‬حديث رقم ‪ ،1961‬وقال‬
‫أبو عيسى )هذا حديث حسن صحيح(‪ ،‬جـ ‪ ،3‬صـ ‪ ،258‬وأخرجه أبو‬
‫داود‪،‬في سننه‪ ،‬كتاب‪ :‬الطب‪ ،‬باب‪ :‬في الرجل يتداوى‪ ،‬حديث رقم‬
‫‪ ، 3357‬جـ ‪ ،2‬صـ ‪.331‬‬
‫)( اليتان ‪ 41‬ـ ‪ 42‬من سورة ص ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( تفسير القرطبي‪ :‬الجامع لحكام القرآن الكريم لبي عبد الله‬ ‫‪2‬‬

‫محمد بن أحمد النصاري القرطبي ‪ 7/655‬طبعة الشعب القاهرة‪.‬‬


‫‪19‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يراد بالمصلحة في لسان الشريعة السلمية‪,‬‬


‫جلب المنفعة ودفع المضرة في حدود المحافظة‬
‫على مقاصد الشريعة‪.‬‬
‫ومقاصد الشريعة في الخلق ثلثة أقسام‪.‬‬
‫‪1‬ـ مقاصد ضرورية‪:‬‬
‫أي لبد منها في قيام مصلحة الدين والدنيا‬
‫بحيث إذا لم تنفذ لم تجر مصالح الدنيا على‬
‫استقامة‪ .‬وقالوا‪ :‬إن مجموع الضروريات في‬
‫التشريعات كلها خمسة‪ :‬حفظ الدين‪ ،‬والنفس‪،‬‬
‫والمال‪ ،‬والنسل‪ ،‬والعقل‪ ،‬دون خلف في أصل‬
‫ضرورة حفظها‪.‬‬
‫والشرائع كلها متفقة على صيانتها وتحريم‬
‫العتداء عليها‪ .‬قال المام الغزالي‪ ] :‬وتحريم‬
‫تفويت هذه الصول الخمسة والزجر عنها يستحيل‬
‫أل تشتمل عليه ملة من الملل‪ .‬ولذلك اتفقت‬
‫جميع الشرائع على عدم العتداء على واحد من‬
‫الخمسة المشار إليها[)‪.(1‬‬
‫ومثال الضروري لحفظ النفس‪ ,‬الحكم‬
‫بالقصاص إذ به حفظ النفس‪ ،‬ويدخل ضمن حفظ‬
‫النفس المحافظة على الصحة بطلب التداوي‪,‬‬
‫والعلجا عند نزول المرض‪ ،‬وبالبعد عن مصادر‬
‫الوبئة والمراض المعدية‪ ,‬للوقاية منها لجريان‬
‫العادة بذلك‪ ،‬وقد جرت العادة بانتهاء المرض‬
‫بالشفاء‪ ,‬لتناول الدواء )وتحكيم العادة( من‬
‫)‪( 2‬‬
‫القواعد الفقهية الكبرى‪.‬‬
‫)( المستصفى للغزالي ‪ 1/287‬ـ ‪.288‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الشباه والنظائر للسيوطي‪ ،‬صـ ‪ ، 89‬والشباه والنظائر‪ ،‬لبن‬ ‫‪2‬‬

‫نجيم ‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت ‪1400‬هـ صـ ‪.92‬‬


‫‪20‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ويقول العز بن عبد السلم ]الطب كالشرع‬


‫وضع لجلب مصالح السلمة والعافية ولدرء مفاسد‬
‫المعاطب‪ ،‬والسقام‪ ،‬ولدرء ما أمكن درؤه من‬
‫ذلك لجلب ما أمكن جلبه[ )‪.(1‬‬
‫‪2‬ـ مقاصد حاجية‪:‬‬
‫وهي التي يفتقر الناس إليها من حيث التوسعة‬
‫ورفع الضرر‪ ,‬كالرخص المخففة لبعض العبادات‬
‫في بعض الظروف والمناسبات‪,‬كخوف المشقة‬
‫)‪(2‬‬
‫بالمرض والسفر‪.‬‬
‫‪3‬ـ مقاصد تحسينية‪:‬‬
‫وعرفت بأنها‪ :‬الخذ بما يليق من محاسن‬
‫العادات‪ ,‬وتجنب الحوال المدنسات التي تأنفها‬
‫العقول الراجحات‪ ،‬ويجمع ذلك قسم مكارم‬
‫الخلق‪ .‬ومثلوا لهذا في العبادات بإزالة النجاسة‪،‬‬
‫وفي العادات بآداب الكل والشرب‪ ،‬ومجانبة‬
‫)‪(3‬‬
‫المآكل النجاسات‪ ،‬والمشارب المستخبثات‪. .‬‬

‫)( قواعد الحكام في مصالح النام للعز بن عبد السلم ‪.97 ،1/4‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الموافقات للشاطبي ‪ 2/10‬ـ نظرية المصلحة في الفقه‬ ‫‪2‬‬

‫السلمي د‪ /‬حسين حامد حسان ص ‪ 28‬مكتبة المتنبي القاهرة طبعة‬


‫‪.1981‬‬
‫)( الموافقات للشاطبي ‪2/11‬ـ ‪.12‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪21‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الول‬
‫حكــم التــداوي‬
‫بالنظر في أقوال الفقهاء في شأن طلب‬
‫التداوي نجد أنهم انقسموا على ثلثة اتجاهات‪.‬‬
‫التجاه الول‪ :‬يرى المنع من التداوي وأصحابه على‬
‫فريقين‪:‬‬
‫الفريق الول‪ :‬أنكر التداوي مطلقاا‪ ,‬وهم غلة‬
‫)‪(1‬‬
‫الصوفية‪.‬‬
‫واستدلوا لما ذهبوا إليه بأدلة من الكتاب‬
‫والسنة‪.‬‬
‫فمن الكتاب‪ ،‬قوله تعالى‪ :‬ﮋ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬
‫ﮊ )‪.(2‬‬ ‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫ووجه الدللة‪ :‬أن الله قد علم أيام الصحة‬
‫والمرض‪ ،‬ولو حرص الخلق على دفع المرض ما‬
‫قدروا‪ .‬فالواجب على الخلق أن يتركوا التداوي‬
‫اعتصاما ا بالله وثقة به‪ ،‬فما دام كل شيء بقضاء‬
‫)‪(3‬‬
‫وقدر‪ ,‬فل حاجة إلى التداوي‪.‬‬
‫ومن السنة‪ :‬بما أخرجه المام أحمد في مسنده‬
‫عن ابن مسعود من حديث النبي ‪] :e‬إن الرقى‬
‫والتمائم والتولة شرك[)‪.(4‬‬

‫)( شرحا النووي على صحيح مسلم ‪.9/33‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الية رقم ‪ 22‬من سورة الحديد‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( تفسير القرطبي ‪ 17/194‬شرحا النووي على مسلم ‪.9/23‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( مسند المام أحمد ‪ 1/381‬وأخرجه ابن ماجه‪ ,‬كتاب الطب‪ ,‬باب‬ ‫‪4‬‬

‫تعليق التمائم‪ ,‬رقم الحديث )‪ .(3530‬وذكر الحافظ في الفتح‬


‫وسكت عنه ‪ 10/196‬وصححه السيوطي في الجامع الصغير‪ ،‬فيض‬
‫القدير‪ ،‬للمناوي ‪.2/342‬‬
‫‪22‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ووجه الدللة من الحديث‪ :‬إن الرقى والتمائم‬


‫مما يتداوى به‪ ،‬وفي ذلك اشراك لها مع الله في‬
‫التوكل فل تجوز‪.‬‬
‫الفريق الثاني من المانعين‪ :‬يرى منع التداوي‬
‫إن كان يرى الشفاء من الدواء‪ ,‬ويعتقد أنه لو لم‬
‫)‪( 1‬‬
‫يعالج لما سلم‪ .‬وإليه ذهب بعض الحنفية‪.‬‬
‫واستدلوا‪ :‬بأن الصل في التداوي الجواز‪ ،‬لكن ما‬
‫ورد من الحاديث التي وردت في كراهة التداوي‬
‫فهي محمولة على من كان يرى الشفاء في‬
‫الدواء‪ ,‬ويعتقد أنه لو لم يعالج لما سلم‪ ،‬ومثل هذا‬
‫)‪(2‬‬
‫ل يجوز التداوي به‪ ,‬جمعا ا بين الدلة‪.‬‬
‫والحق أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع‬
‫المة إلى التداوي بقوله ] يا عباد الله تداووا‬
‫فإن الله لم يضع داء إل وضع له شفاء أو‬
‫دواء[ )‪ ،(3‬ثم ترك التداوي‪ ،‬بل تداوى بتعاطي‬
‫بعض الدوية التي ل يحبها‪ .‬فقد روي عن عبيد الله‬
‫بن عبد الله عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت‪:‬‬
‫] لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في‬
‫مرضه‪ ،‬فأشار أن ل تلدوني‪ ،‬فقلنا كراهية المريض‬
‫للدواء‪ ،‬فلما أفاق قال‪ :‬ل يبقى أحد منكم إل لد‪,‬‬
‫)‪( 4‬‬
‫غير العباس فإنه لم يشهدكم[‪.‬‬
‫فكان من هديه ‪ e‬فعل التداوي في نفسه‪,‬‬
‫)‪( 5‬‬
‫والمر به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه‪، .‬‬
‫)( تبيين الحقائق للزيلعي ‪.6/23‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المرجع السابق ‪.6/32‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سبق تخريجه صـ ‪ 7‬من هذا البحث‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( اللدود هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض ويسقاه‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫أو يدخل في فيه بأصبع وغيرها ويحنك به‪ .‬أخرجه البخاري‪ ,‬كتاب‬
‫الطب‪ ,‬باب اللدود‪ ,‬رقم )‪ ,(5712‬ومسلم‪ ,‬كتاب السلم‪ ,‬باب‬
‫كراهية التداوي باللدود‪ ,‬رفم )‪.(2213‬‬
‫)( زاد المعاد في هدي خير العباد لبن القيم ‪. 3/65‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪23‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وسنته العملية ترجمت سنته القولية الداعية‬


‫بلسان الحال إلى التداوي من جميع المراض بل‬
‫يأس ول قنوط‪.‬‬
‫التجاه الثاني‪ :‬جواز التداوي‪ .‬وهذا التجاه على‬
‫ثلثة أقوال‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬إباحة التداوي‪ .‬وهو قول جمهور‬
‫)‪( 1‬‬
‫العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة‪.‬‬
‫واستدلوا بحديث النبي ‪] :e‬نعم يا عباد الله‬
‫تداووا عباد الله‪ [..‬وبما روى عن رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم أنه قال‪] :‬ما أنزل الله تعالى داء‬
‫إل وأنزل له شفاء[‪ ،‬ثم اختلف أصحاب هذا القول‬
‫في أيهما أفضل الفعل أم الترك على فريقين‪:‬‬
‫الفريق الول‪ :‬قالوا‪ :‬التداوي أفضل واختاره‬
‫)‪( 2‬‬
‫جمع من الحنابلة‪.‬‬
‫واستدلوا بما سبق في القول بالباحة‪.‬‬
‫الفريق الثاني‪ :‬قالوا‪ :‬الترك أفضل‪ .‬وهو‬
‫)‪(3‬‬
‫المنصوص عن المام أحمد‪.‬‬
‫واستدلوا بالحديث الذي رفعه ابن عباس إلى‬
‫النبي ‪ e‬قال‪] :‬يدخل الجنة من أمتي سبعون‬
‫ألف بغير حساب هم الذين ل يسترقون‬
‫ول يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون[)‪.(4‬‬
‫ووجه الدللة من الحديث‪ .‬أن هؤلء‬
‫الممدوحين تركوا التداوي لتحقيق التوكل‪ ,‬فكانت‬
‫لهم هذه المنزلة العظيمة‪.‬‬
‫وأجاب الشوكاني عن ذلك بقوله‪ :‬والحق أن من‬
‫وثق بالله تعالى وأيقن أن قضاءه عليه ماض‪ ,‬لم‬
‫)( الهداية مع العناية للبابرتي ‪ 10/66‬ـ الشرحا الصغير للدردير‬ ‫‪1‬‬

‫بهامش بلغة السالك ‪ 2/494‬ـ المبدع لبن مفلح ‪.2/213‬‬


‫)( المبدع لبن مفلح ‪ ،2/213‬و النصاف للمرداوي ‪.2/363‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( الفروع لبن مفلح‪ ،2/165 ،‬والنصاف للمرداوي ‪.2/463‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه مسلم ‪ 1/198‬حديث رقم ‪.218‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪24‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يقدحا في توكله تعاطيه السباب‪ ,‬اتباعه لسنة‬


‫رسول الله‪ ,‬فقد ظاهر ‪ e‬بين درعين‪ ،‬ولبس على‬
‫رأسه المغفر‪ ،‬وأقعد الرماة على فم الشعب‪,‬‬
‫وخندق حول المدينة‪ ،‬وهاجر هو ـ صلوات الله‬
‫وسلمه عليه ـ وتعاطى أسباب الكل والشرب‪،‬‬
‫وادخر لهله قوته‪ ،‬ولم ينتظر أن ينزل عليه من‬
‫السماء‪ ،‬وهو كان أحق الخلق أن يحصل له ذلك‪،‬‬
‫وقال للذي سأله‪ :‬أيعقل ناقته أو يتوكل؟ فقال‪:‬‬
‫]اعقلها وتوكل[ فأشار إلى أن الحتراز ل يمنع‬
‫التوكل‪.‬‬
‫واستدلوا ثانياا‪ :‬بما روى عن ابن عباس ـ رضي‬
‫الله عنهما ـ أن امرأة سوداء أتت النبي ‪ e‬فقالت‪:‬‬
‫إن أصرع وإني أتكشف فادع الله لي‪ ،‬قال‪] :‬إن‬
‫شئت صبرت ولك الجنة‪ ،‬وإن شئت دعوت‬
‫الله لك أن يعافيك[ فقالت‪ :‬أصبر‪ ،‬فإني‬
‫أتكشف فادع الله أن ل أتكشف فدعا لها‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ووجه الدللة من الحديث‪ .‬أن هذه المرأة لما‬


‫اختارت الصبر وترك التداوي دعا لها الرسول ‪e‬‬
‫بالجنة‪ ,‬فدل على أفضلية ترك التداوي‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬استحباب التداوي وأنه مندوب‬
‫إليه‪ .‬وإليه ذهب الكاساني من الحنفية‪ ،‬وهو‬
‫)‪(2‬‬
‫مذهب الشافعية‪.‬‬
‫واستدلوا لذلك‪ .‬بحديث ]تداووا عباد الله إن الله‬
‫لم يخلق داء إل وخلق له دواء[ وبقوله ‪] e‬لكل‬

‫)( أخرجه البخاري برقم )‪ (5652‬ـ ومسلم ‪ 4/1994‬برقم ‪.2576‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( بدائع الصنائع للكاساني ‪ 5/127‬ـ المجموع شرحا المهذب ‪.5/106‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن‬


‫الله عز وجل[)‪.(1‬‬
‫القول الثالث‪ :‬كراهية التداوي وهم على‬
‫فريقين‪:‬‬
‫الفريق الول‪ :‬يرى كراهية التداوى مطلقا ا‬
‫وهم بعض السلف)‪.(2‬‬
‫واستدلوا لما ذهبوا إليه بالحاديث التي سبق‬
‫ذكرها في الستدلل للقائلين بأن ترك التداوي‬
‫أفضل‪.‬‬
‫الفريق الثاني‪ :‬يرى كراهية التداوي قبل‬
‫نزول الداء‪ .‬وهم المالكية)‪.(3‬‬
‫ووجه الكراهية في ذلك‪ ،‬أنه اشتغال بأمر يشك‬
‫في تحقيقه‪ ،‬وحصول ثمرته موهوم‪ .‬فيكون من‬
‫باب العبث‪.‬‬
‫التجاه الثالث‪ :‬وجوب التداوي‪.‬‬
‫وانقسم هذا التجاه إلى فريقين‪:‬‬
‫الفريق الول‪ :‬يرى وجوب التداوي مطلقاا‪,‬‬
‫وهو قول لبعض الحنابلة‪ ،‬وهو وجه عند المام‬
‫أحمد)‪.(4‬‬
‫وحجة هذا الفريق‪ .‬أن التداوي فيه دفع للهلك‬
‫عن النفس وهو أمر واجب‪ ،‬لقوله تعالى‪ :‬ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮨ ﮊ )‪.(5‬‬ ‫ﮧ‬

‫)( صحيح مسلم كتاب السلم باب لكل داء دواء واستحباب التداوي‬ ‫‪1‬‬

‫رقم الحديث )‪.(2204‬‬


‫)( القوانين الفقهية لبن جزي ‪ 295‬ـ البحر الرائق لبن نجيم ‪.8/208‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( القبس شرحا الموطأ ص ‪.103‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( مجموع الفتاوى لبن تيمية ‪ ،21/564‬والنصاف للمرداوي ‪.2/463‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( جزء من الية ‪ 195‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪26‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفريق الثاني‪ :‬قال يجب التداوي إن علم أن‬


‫بقاء النفس ل يحصل بغيره‪ ،‬وبه قال بعض‬
‫)‪( 1‬‬
‫الشافعية‪ ،‬وبعض الحنابلة‪ ،‬وقال به ابن تيمية‪.‬‬
‫وحجتهم في ذلك أن استبقاء النفس إذا كان‬
‫في قدرة النسان أمر واجب‪ ،‬لن حفظ النفس‬
‫من الضروريات الخمس‪ ،‬وكما يتم حفظها بالغذاء‬
‫عن طريق تناول الطعام لجريان العادة بزوال‬
‫الجوع به‪ ،‬فلبد من تناول الدواء في حالة المرض‪،‬‬
‫حيث ثبتت العادة اليوم في أكثر حالت التداوي‬
‫أنها تنتهي بالشفاء‪ ,‬فإذا جرت العادة بأن المتناع‬
‫عن تعاطي الدواء يؤدي إلى استفحال المرض‪ ,‬أو‬
‫إتلف النفس أخذ الدواء حكم الغذاء‪.‬‬
‫والراجح‪ :‬أن حكم التداوي في الصل الجواز‪,‬‬
‫وهذا ما عليه إجماع الصحابة والتابعين من جواز‬
‫التداوي)‪ (2‬وقد تعتريه الحكام التكليفية الخمسة‬
‫وهي‪ :‬الوجوب‪ ،‬أو الندب‪ ،‬أو الحرمة‪ ،‬أو الكراهية‪،‬‬
‫أو الباحة‪ ،‬فمنه ما هو واجب‪ ،‬وهو ما يعلم حصول‬
‫بقاء النفس به ل بغيره‪ ،‬فهو بل ريب يختلف حكما ا‬
‫باختلف الغاية منه‪.‬‬
‫ولم تقرر الشريعة السلمية إباحة التداوي إل‬
‫من أجل تحقيق مصلحة مشروعة يمكن تحقيقها‬
‫عن طريق التداوي‪ ،‬ولذلك أجازت الشريعة‬
‫السلمية قطع السلعة المخوفة )العضو المعتل(‬
‫من الجسم‪ ،‬والعضو الذي به أكلة‪ ،‬وأباحت بعض‬
‫العمليات الجراحية‪ ،‬كالفصد‪ ،‬وقطع العروق‪،‬‬

‫)( حاشية قليوبي وعميرة ‪ ،1/344‬والفتاوى لبن تيمية ‪،18/12‬‬ ‫‪1‬‬

‫والنصاف للمرداوي ‪.2/463‬‬


‫)( مراتب الجماع‪ ،‬لبن حزم الظاهري‪ ،‬المتوفى سنة ‪ 456‬هـ ‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1/157‬طبعة دار الكتب العلمية – بيروت ‪.‬‬


‫‪27‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫لجلب الراحة‪ ،‬ورفع المضار)‪ ،(1‬ومن أجل‬


‫المحافظة والبقاء على الصحة التي تستلزم بقاء‬
‫البدن جاريا ا على المجرى الطبيعي‪ ،‬وعدم اختلل‬
‫)‪.(2‬‬
‫البنية‪ ،‬وهو غاية ما يهدف إليه الطب السلمي‬

‫) ( الموافقات في أصول الحكام‪ ،‬للشاطبي‪ ،‬طبعة المكتبة التجارية‬ ‫‪1‬‬

‫الكبرى – الطبعة الثانية ‪1395‬هـ ‪1975‬م ‪ ،‬جـ ‪ 2‬صـ ‪.29‬‬


‫) ( ينظر‪ :‬تذكرة أولي اللباب والجامع للعجب والعجاب‪ ،‬المسمى‬ ‫‪2‬‬

‫بتذكرة داود ‪ ،‬لداود بن عمر النطاكي‪ ، ،‬ط‪1371 .‬هـ مطبعة البابي‬


‫الحلبي بمصر‪ ،‬وبهامشها ‪ ،‬نزهة المبهجة‪ ،‬جـ ‪ 2‬صـ ‪ ،138‬وزاد المعاد‬
‫في هدي خير العباد لبن القيم الجوزية‪ ،‬ط‪ ،‬المطبعة المصرية‪ ،‬جـ ‪3‬‬
‫صـ ‪ ،111‬والطب النبوي‪ ،‬لبن القيم‪ ،‬ط‪ .‬البابي الحلبي‪1377 ،‬هـ‪،‬‬
‫تعليق‪ :‬عبدالغني عبدالخالق‪ ،‬صـ ‪ ،5‬وطب الرازي‪ ،‬دراسة وتحليل‬
‫لكتاب الحاوي‪ ،‬شرحا وتعليق‪ ،‬د‪ /‬محمد كامل حسن‪ ،‬صـ ‪. 42‬‬
‫‪28‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثاني‬
‫أنـواع الدويـة‬
‫إن تناول المريض للدواء ـ سواء أكان من‬
‫العشاب الطبيعية أو العقاقير الطبية‪ ،‬أو عن‬
‫طريق العمليات الجراحية ـ يتخذ أشكال متعددة‪،‬‬
‫فقد يكون سائل ويستخدم على هيئة شراب‪ ،‬أو‬
‫قطرة للعين أو الذن‪ ،‬وقد يكون الدواء جامدا‬
‫ويستعمل في شكل أقراص أو كبسولت‪ ،‬أو‬
‫لبوس )تحاميل( وقد يكون مائعا كالدهونات‬
‫والمراهم‪ ,‬وقد يكون باستخدام عمليات جراحية‬
‫بقطع أو استئصال جزء تالف أو كي عرق نازف‪.‬‬
‫ومن الدواء ما هو مباحا شرعاا‪ ،‬ومنه ما هو‬
‫محرم ومحظور شرعا ا سواء كان طاهر العين أو‬
‫نجساا‪ ,‬ولذلك درجا الفقهاء على بيان أحكام‬
‫التداوي بالمباحا وبيان أحكام التداوي بالمحظورات‬
‫الشرعية في ضوء القواعد والضوابط الفقهية‬
‫التي بنوا عليها الحكام الشرعية في إجازة‬
‫التداوي ببعض الدوية التي تشتمل على بعض‬
‫المحرمات الشرعية‪.‬‬
‫التداوي بالمباحات‪:‬‬
‫أجازت الشريعة السلمية التداوي بالمباحات‪،‬‬
‫وبينت أن الصل في تناول الدواء أن يكون مباحا‪:‬ا‬
‫فإذا كان الدواء كالغذاء فإن حلله حلل وحرامه‬
‫حرام‪ .‬فالتداوي بجميع المباحات جائز شرعا ا‬
‫ومندوب إليه‪ ،‬ومن المباحات في العلجا‪.‬‬
‫التداوي بالمحظورات الشرعية‪:‬‬
‫منع جمهور الفقهاء التداوي بالمحظورات‬
‫الشرعية المحرمة ـ النجس المحرم أو بالطاهر‬
‫المحرم ـ كالمخدرات لنها تأخذ حكم الخمر‬
‫‪29‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫للحاديث التي تنهي عن التداوي بالمحرم نجسا ا‬


‫كان أم طاهر‪ ،‬فمن الحاديث الناهية عن التداوي‬
‫بالمحرم‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ما روى أن طارق بن سويد الجعفي سأل‬
‫النبي ‪ e‬عن الخمر فنهاه أو كره أن يصنعها فقال‪:‬‬
‫]إنما أصنعها للدواء فقال إنه ليس بدواء‬
‫)‪(2‬‬
‫ولكنه داء[‪.‬‬
‫وبما روى عن أبي الدرداء قال‪ :‬قال رسول الله‬
‫‪] :e‬إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل‬
‫)‪(3‬‬
‫داء دواء‪ .‬فتداووا‪ ،‬ول تتداووا بحرام[‪.‬‬
‫وما روى عن ابن مسعود في الخمر‪ ،‬أن رسول‬
‫الله ‪ e‬قال‪ ] :‬إن الله لم يجعل شفاءكم فيما‬
‫)‪( 4‬‬
‫حرم عليكم[‪.‬‬
‫هذا هو الصل في تحريم التداوي بالمحظورات‬
‫الشرعية‪ ،‬لكن الضرورات تبيح المحظورات‪.‬‬
‫ومعنى هذه القاعدة أن حالة الضرورة التي تقع‬
‫للنسان تبيح له ما كان محظورا ا عليه شرعا ا من‬
‫حيث الصل‪ ،‬وضرورة التداوي في حالة تحقق‬
‫الهلك بتركه ترفع الثم عن المتداوي وتجيز له‬
‫العلجا بما حرم الله‪.‬‬
‫فالتداوي بالمحظورات الشرعية في حالة‬
‫الضرورة يعد استثناء من الصل ودليل هذا‬
‫ﮜ ﮝ‬ ‫ﮛ‬ ‫الستثناء قول الله عز وجل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ‬
‫)( هو‪ :‬طارق بن سويد الجعفي‪ ،‬صحابي له حديث‪ ،‬فررق ابن السكن‬ ‫‪1‬‬

‫بينه وبين الحضرمي‪ ،‬وهما واحد والحديث واحد اختلف بعض الرواة‬
‫في نسبته‪ ،‬ينظر‪ :‬الصابة في تمييز الصحابة لبن حجر‪،3/552 ،‬‬
‫طبعة دار الجيل بيروت ‪1412‬هـ‪.‬‬
‫)( صحيح مسلم رقم الحديث )‪ .(1984‬كتاب الشربة باب تحريم‬ ‫‪2‬‬

‫التداوي بالخمر وبيان أنها ليست بدواء ‪.13/152‬‬


‫)( سنن أبي داود كتاب الطب باب في الدوية المكروهة ‪ 4/7‬دار‬ ‫‪3‬‬

‫الحديث القاهرة‪ ،‬وعون المعبود شرحا سنن أبي داود ‪ ،10/251‬وجاء‬


‫فيه‪) :‬قال المنذري في إسناده إسماعيل بن عياش وفيه مقال(‪.‬‬
‫)( صحيح البخاري كتاب الشربة ‪ ،‬باب شراب الحلواء والعسل‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪30‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ﮟ ﮠ ﮡﮊ )‪ (1‬فآيات الضطرار نصت على‬ ‫ﮞ‬


‫تناول المحظورات في حالة الضرورة‪.‬‬
‫التداوي بما أختلف في نـجاسته‪:‬‬
‫أختلف الفقهاء في بول الحيوان مأكول اللحم‪,‬‬
‫ولهم في هذه المسألة اتجاهان فقهيان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬القول بطهارة بول الحيوان مأكول‬
‫اللحم‪ ,‬وهو للمالكية والحنابلة)‪.(2‬‬
‫حيث ذهبوا إلى أن بول ما يؤكل لحمه من‬
‫الحيوانات كالبل والبقر والغنم والدجاجا والحمام‬
‫وجميع الطيور‪ ،‬ورجيعه وفضلته )روثه( شئ‬
‫طاهر ‪ ،‬فأبوال سائر الحيوانات تابعة للحومها‪،‬‬
‫فبول الحيوان المحرم الكل نجس ‪ ،‬وبول الحلل‬
‫طاهر‪ ،‬وبول المكروه مكروه‪.‬‬
‫ودليلهم ‪ :‬ما روى عن أنس رضي الله عنه‪:‬‬
‫أن ناسا ا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي ‪ e‬أن‬
‫يلحقوا براعية‪ ،‬يعني البل‪ ،‬فيشربوا من ألبانها‬
‫وأبوالها‪ ،‬فلحقوا براعية فشربوا من ألبانها وأبوالها‬
‫حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا البل‪،‬‬
‫فبلغ النبي ‪ ،e‬فبعث في طلبهم فجئ بهم فقطع‬
‫أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم‪ (3) [.‬فهذا الحديث‬
‫يدل على إجازة التداوي بول الحيوان مأكول‬
‫اللحم‪ ,‬بدليل إباحة الرسول ‪ e‬للعرنيين شرب‬
‫أبوال البل وألبانها‪.‬‬

‫)( سورة البقرة جزء من الية رقم ‪.173‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الشرحا الصغير‪ ،1/47 ،‬بداية المجتهد‪ ،1/77 ،‬القوانيين الفقهية صـ‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،33‬كشاف القناع‪.1/520 ،‬‬


‫)( صحيح البخاري كتاب الطب باب الدواء بأبوال البل رقم الحديث‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (5686‬ومسلم رقم )‪.(1671‬‬


‫‪31‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والثاني‪ :‬القول بنجاسة بول الحيوان مأكول‬


‫اللحم وهو للحنفية والشافعية)‪.(4‬‬
‫حيث ذهبوا إلى أن البول والقئ والروث من‬
‫الحيوان والنسان مطلقا نجس لقوله ‪ e‬في حديث‬
‫القبرين‪ ..] :‬أما أحدهما فكان ل يستنزه من‬
‫)‪.(2‬‬
‫البول‪[....‬‬
‫وأجابوا عن حديث العرنيين وأمره ‪ e‬بشرب‬
‫أبوال البل وجعلها دواء‪ ،‬بأن التداوي بالنجس‬
‫جائز عند فقد الطاهر الذي يقوم مقامه‪.‬‬
‫التداوي بأبوال البل‪:‬‬
‫سبق بيان أقوال الفقهاء في حكم طهارة أبوال‬
‫البل والتداوي بها‪ ,‬حيث ذهب المالكية والحنابلة‬
‫إلى القول بطهارتها‪ ,‬وبالتالي فل خلف في‬
‫التداوي بها‪ ,‬وذهب الحنفية والشافعية إلى القول‬
‫بنجاستها وعدم جواز التداوي بها إل إذا علم أن في‬
‫استعمالها شفاء‪ ,‬ول دواء غيرها‪ .‬وقد أمر الرسول‬
‫‪ e‬نننن نننننن نننننننن نننن ننننن‬
‫نننننن نننن ننن ننننن نننن نن نننن‬
‫نننن ننن نننن نننن‪ :‬ننن ننن ننننننن‬
‫نننننن ننننن ننن نن نننننن نننن‬
‫نننننن ننننننننننن‪ :‬نن ننن ننننننن نن‬
‫ننننن نننن نن ننننن ننننن ننن‬
‫ننننننن ننننننن ]ننننننننن[ نننن‬
‫نننننن نن ننننن ننننننننن نننننننن‪.‬‬

‫)( فتح القدير‪ ،1/242 ،‬الدر المختار‪ ،1/295 ،‬مغني المحتاجا‪،1/79 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫المهذب‪.1/46 ،‬‬
‫)( صحيح مسلم‪ ،‬كتاب‪ :‬الطهارة‪ ،‬باب‪ :‬الدليل على نجاسة البول‬ ‫‪2‬‬

‫ووجوب الستبراء منه‪ ،‬وأخرجه البخاري في كتاب الوضوء‪ ،‬باب‪ :‬ما‬


‫جاء في غسل البول‪ ،‬ينظر‪ :‬اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه‬
‫الشيخان‪.1/79 ،‬‬
‫‪32‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن نننن ننننن نننننن ننن ننن ننن‬


‫ننننننن نننننننن نن نننن نننن نننن‬
‫نننننننن نننن‪:‬‬
‫ن‬ ‫ننننن ننننننن نن ننن‬
‫ننن ننننننن ننننننننن ننننن ننن نننن‬
‫نننننننن‪ ] :‬نننن نن نننننن ننننن‬ ‫ن‬
‫ننننن نن نننن نننن ننننننن نن ننننن‬
‫نننن )نننننننننننن ‪ (Ursgistrone‬ننننن نننن‬
‫)نننننن ‪ (Anthelone‬نننننن نن ننن نننن‬
‫ننننننن ننن ننن ننن ننننننن ننننن‬
‫ننننن ننننننن نننننننن ننننن ننن ننن‬
‫نن ننن ]نننن نننننن[ نن ننننن‪ :‬ننننن‬
‫نننننن نننننن نننننن ننننننننننن‬
‫ننننننن ننن ‪1963‬ن ن ‪ 46‬ننن ننننن نننن‬
‫]نننن نننن[ نننننننننن ننننننن نن ننن‬
‫نننن نننن ]نننننن ‪ [Kurtone‬ننننن ننن ننن‬
‫)‪(1‬‬
‫ننننننننن ننننننن‪.‬‬
‫وهكذا عاينا بأنفسنا بعد الثورة العلمية والتقدم‬
‫المضطرد في مجالت العلجا والستشفاء‪ ،‬أن ما‬
‫وصفه المصطفى ‪ e‬نن نننن ننننننننن نن‬
‫ننن ننننننننن ننن نننن ننن نننن نن‬
‫ننن نننننن ننن ننننن نننن نننن‬
‫نننننن نن نننن ننننن نن نننن نننن ‪e‬‬ ‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﮊ‪.‬‬

‫)( مقال الشيخ نديم المجسر بمجلة الوعي السلمي العدد ‪21‬‬ ‫‪1‬‬

‫السنة الثانية الصادر في ‪ 13/12/1966‬ص ‪.25‬‬


‫)( اليتان ‪ 4 ،3‬من سورة النجم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪33‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫كما يجوز التداوي بالطاهر المحرم‪ ،‬لما روى‬


‫عن قتادة)‪ (1‬أن أنس بن مالك أنبأهم ] أن‬
‫رسول الله ‪ e‬رخص لعبد الرحمن بن‬
‫عوف‪ ،‬والزبير بن العوام في القميص‬
‫الحرير في السفر من حكة كانت بهما أو‬
‫)‪( 2‬‬
‫وجع كان بهما[‪.‬‬
‫هذا مع نهيه ‪ e‬عن لبس الحرير ووعيده عليه‪،‬‬
‫وانعقاد الجماع على إباحته للنساء‪ ,‬وتحريمه على‬
‫الرجال‪ .‬فالتداوي بالطاهر المحرم إذا تعين دواء‬
‫ولم يوجد ما يقوم مقامه‪ ,‬أولى بالباحة من‬
‫التداوي بالنجس المحرم الذي انحصرت فيه العلة‬
‫المبيحة‪.‬‬
‫أقوال الفقهاء في التداوي بالمحرمات‪:‬‬
‫جاءت أقوال فريق من الفقهاء مؤيدة لجواز‬
‫التداوي بما حرم الله تعالى عند الضرورة‪.‬‬
‫فذكر البابرتي في كتابه العناية قوله ‪] :‬ول بأس‬
‫بالحقنة يريد به التداوي إل أنه ل ينبغي أن‬
‫يستعمل المحرم كالخمر ونحوها‪ ،‬لن الستشفاء‬
‫بالمحرم حرام‪ ،‬وقيل إذا لم يعلم فيه شفاء‪ .‬فإن‬
‫علم أن فيه شفاء وليس له دواء آخر غيره يجوز‬
‫له الستشفاء به‪ ،‬ومعنى قول ابن مسعود ـ رضي‬
‫الله عنه ـ ] أن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم‬
‫عليكم[ يحتمل أن عبد الله قال ذلك في داء عرف‬
‫له دواء غير محرم‪ ،‬لنه يستغنى بالحلل عن‬

‫)( هو‪ :‬قتادة بن دعامة السدوسى البصرى‪ ،‬يكنى أبا الخطاب‪ ،‬من‬ ‫‪1‬‬

‫دث عن أنس بن مالك‪ ،‬وسعيد‬ ‫ح ر‬


‫علماء التابعين‪ ،‬كان ضرير البصر‪ ،‬د‬
‫بن المسيب وغيرهما قال أحمد بن حنبل‪ :‬قتادة عالم بالتفسير‪ ،‬توفى‬
‫سنة ‪117‬هـ‪ ،‬انظر‪:‬تهذيب‪:‬التهذيب‪:‬لبن حجر العسقلنى ‪،8/351‬‬
‫مصور عن طبعة الهند‪ ،‬ومعجم المؤلفين‪ 2/656 :‬ـ ‪.657‬‬
‫)( صحيح مسلم )‪ (2076‬كتاب اللباس والزينة باب إباحة لبس‬ ‫‪2‬‬

‫الحرير للرجل إذا كانت به حكة ونحوها‪.‬‬


‫‪34‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الحرام‪ ،‬ويجوز أن يقال تنكشف الحرمة عند‬


‫الحاجة‪ ،‬فل يكون الشفاء بالحرام‪ ،‬وإنما يكون‬
‫)‪(1‬‬
‫بالحلل[‪.‬‬
‫وقال النووي في المجموع‪ :‬وأما التداوي‬
‫بالنجاسات من غير الخمر فهو جائز في جميع‬
‫النجاسات غير المسكر هذا هو المذهب وقطع به‬
‫الجمهور‪ ,‬قال أصحابنا‪ :‬إنما يجوز التداوي‬
‫بالنجاسة إذا لم يجد طاهرا ا يقوم مقامها‪ ،‬فإن‬
‫وجد حرمت النجاسات بل خلف‪ ,‬وعليه يحمل‬
‫حديث‪ :‬إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم‬
‫عليكم‪ :‬فهو حرام عند وجود غيره‪ ،‬وليس حراما ا‬
‫إذا لم يجد غيره‪ .‬قال أصحابنا‪ :‬وإنما يجوز ذلك إذا‬
‫كان المتداوي عارفا ا بالطب يعرف أنه ل يقوم غير‬
‫هذا مقامه‪ ،‬أو أخبره بذلك طبيب مسلم عدل‬
‫ويكفي طبيب واحد‪ ،‬صرحا به البغوي وغيره‪ .‬فلو‬
‫قال الطبيب يتعجل لك به الشفاء‪ ،‬وإن تركته‬
‫تأخر‪ ،‬ففي إباحته وجهان‪ :‬حكاهما البغوي‪ ،‬ولم‬
‫)‪.(2‬‬
‫يرجح واحدا ا منهما[‬
‫القواعد الفقهية المنظمة للتداوي‪:‬‬
‫من السس التي قامت عليها الشريعة‬
‫السلمية التيسير والتخفيف قال الله تعالى‪ :‬ﮋﯖ ﯗ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﮊ‪ .‬وقوله تعالى‪ :‬ﮋ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬
‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮊ )‪.(4‬‬
‫وجاءت قواعد الفقه السلمي متسقة ومتوافقة‬
‫مع هذا التوجه الشرعي‪ ,‬فحصرت أسباب‬

‫)( العناية للبابرتي هامش تكملة فتح القدير ‪ ،8/134‬فتح القدير‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1/242‬الدر المختار‪.1/295 ،‬‬


‫)( المجموع شرحا المهذب للنووي‪ ،9/42 ،‬مغني المحتاجا‪،1/79 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫المهذب‪.1/46 ،‬‬
‫)( جزء من الية ‪ 185‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( جزء من الية ‪ 78‬من سورة الحج‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪35‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التخفيف في سبعة أسباب رئيسية‪ ,‬منها المرض‬


‫)‪( 1‬‬
‫وهو ما يتعلق بموضوع البحث‪.‬‬
‫كما حصرت‪ :‬رخص الشرع التي ورد فيها‬
‫التخفيف في سبعة أنواع‪ ،‬ويعنينا من هذه‬
‫الرخص‪ ،‬رخصة‪ :‬الضطرار‪ :‬كشرب الخمر لزالة‬
‫غصة‪ ،‬وأكل الميتة ولحم الخنزير وشرب الدم عند‬
‫المسغبة وخشية الموت جوعا ا لرتباطهما بموضوع‬
‫)‪( 2‬‬
‫البحث‪.‬‬
‫فالقواعد الفقهية المنظمة للتداوي بالمحرمات‪,‬‬
‫قاعدة )الضرورات تبيح المحظورات( )والضرورة‬
‫تقدر بقدرها(‪) ،‬وارتكاب أخف الضررين لدرء‬
‫أعلهما(‪.‬‬
‫ومن الضوابط التي وضعها الفقهاء لجواز‬
‫التداوي بالمحرمات‪ ،‬عدم وجود دواء غيره يغني‬
‫عنه ويقوم مقامه من الدوية الطاهرة‪.‬‬

‫)( الشباه والنظائر للسيوطي ‪.77 ،76‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الشباه والنظائر لبن نجيم ص ‪.83‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪36‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثالث‬
‫التـداوي بالوسـائل الطبيـة‬
‫التداوي لفظ عام فيشمل التداوي بالعقاقير كما‬
‫يشمل التداوي بالجراحة أو بغيرها من الوسائل‬
‫الطبية المتاحة‪ ، (1) .‬وسنتناول ذلك في الفروع‬
‫التالية‪:‬‬
‫الفرع الول‬
‫التداوي بالعقاقير‬
‫قار والعقير‪ :‬ما يتداوي به من النبات‬‫الع ى‬
‫)‪(2‬‬
‫والشجر‪ ،‬وقال الزهري ‪ :‬العقاقير الدوية التي‬
‫يستشفى بها‪ ،‬والعقار والعقير كل نبت ينبت مما‬
‫فيه شفاء‪ ،‬والعقاقير أصول الدوية‪ .‬والعقار أصل‬
‫)‪( 3‬‬
‫الدواء والجمع عقاقير‪.‬‬
‫أنواع العقاقير‪:‬‬
‫‪ -1‬العقاقير ذات الصول الطبيعية ]النباتية[‪.‬‬
‫مثل الفيون الذي يستخرجا من نبات الخشخاش‪،‬‬
‫والحشيشة المستخرجة من نبات القنب‬
‫الهندي‪.‬‬
‫‪ -2‬العقاقير نصف الطبيعية أو نصف المخلقة‪.‬‬

‫)( أحكام الجراحة الطبية د‪/‬محمد الشنقيطي ص ‪.61‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( هو‪ :‬محمد بن أحمد بن الزهري الهروي‪ ،‬أبو منصور‪ :‬أحد الئمة‬ ‫‪2‬‬

‫في اللغة والدب‪ ،‬ولد عام ‪282‬هـ‪ ،‬وتوفي ‪370‬هـ في هراة‬


‫بخراسان‪ ،‬نسبته إلى جده " الزهر " عني بالفقه فاشتهر به أول‪ ،‬ثم‬
‫غلب عليه التبحر في العربية‪ ،‬فرحل في طلبها وقصد القبائل وتوسع‬
‫في أخبارهم‪ ،‬من كتبه‪ :‬غريب اللفاظ التي استعملها الفقهاء‪،‬‬
‫وتفسير القرآن‪ ،‬ينظر‪ :‬العلم ‪.5/311‬‬
‫)( لسان العرب لبن منظور مادة ]عقر[ ‪ 4/3038‬ـ مختار الصحاحا‬ ‫‪3‬‬

‫لمحمد بن أبي بكر الرازي مادة ]عقر[ ص ‪ .445‬المعجم الوسيط‬


‫مادة ]عقر[ ‪.2/638‬‬
‫‪37‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وهذه مواد تستخرجا من النباتات‪ ،‬وعادة ما يكون‬


‫تأثيرها أضعاف تأثير المواد الخام المستخرجة‬
‫من النبات مباشرة‪.‬‬
‫‪ -3‬العقاقير المخلقة )العقاقير الكيماوية(‪:‬‬
‫وهي عقاقير مصنعة بالكامل من مواد كيماوية‬
‫)‪.(1‬‬
‫وليس لها أصل نباتي‬
‫الدوية المشتملة على الخمر‪:‬‬
‫اتفق أكثر الفقهاء على حرمة التداوي بالخمر‬
‫الصرفة أي الخالصة‪ ،‬ولم يسمحوا باستخدامها‬
‫كدواء إل عند الضرورة القصوى مثل أن يغص‬
‫امرؤ بلقمة ول يجد أمامه إل الخمر فعندئذ يجوز‬
‫شربها‪.‬‬
‫وإذا استخدمت الخمر في الدواء معجونة به ـ‬
‫أي مشوبة به ومخلوطة معه ـ كترياق حيث‬
‫تستخدم لذابة المواد الطبية التي ل يذوب بعضها‬
‫في الماء‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫منذ ذكر الخطيب الشربيني ‪ :‬إن التداوي‬
‫بالخمر حرام إذا كانت صرفا ا غير ممزوجة بشيء‬
‫آخر تستهلك فيه‪ ،‬أما الترياق المعجون بها ونحوه‬
‫مما تستهلك فيه فيجوز التداوي به عند فقد ما‬
‫يقوم به التداوي من الطاهرات فعندئذ يتبع حكم‬
‫التداوي بالنجس كلحم حية وبول‪ .‬وكذا يجوز‬
‫التداوي بذلك لتعجيل الشفاء بشرط إخبار طبيب‬
‫مسلم عدل بذلك‪ ،‬أو معرفته للتداوي به وبشرط‬
‫)‪(3‬‬
‫أن يكون القدر المستعمل قليل ا ل يسكر[‪.‬‬
‫)( نقل ا عن الدكتور محمد علي البار ـ التداوي بالمحرمات ص ‪ 38‬ـ‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 40‬دار المنارة للنشر والتوزيع‪.‬‬


‫)( هو‪ :‬محمد بن احمد الشربيني شمس الدين فقيه شافعي‪ ،‬مفسر‬ ‫‪2‬‬

‫من أهل القاهرة‪ ،‬له تصانيف منها ‪ :‬السراجا المنير في تفسير القرآن‬
‫‪ ،‬والقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ‪ ،‬ومغني المحتاجا في الفقه ‪،‬‬
‫وتقريرات على المطول في البلغة ‪ ،‬توفي ‪977‬هـ ‪ ،‬ينظر ‪ :‬شذرات‬
‫الذهب ‪.8/384‬‬
‫)( مغنى المحتاجا لمعرفة ألفاظ المنهاجا للخطيب الشربيني ‪.4/188‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪38‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وعلى ذلك فل يجوز استخدام الدواء المشتمل‬


‫على الخمر إل بشروط وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أل يكون هناك دواء آخر خال من الخمر يقوم‬
‫مقامه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يدل على ذلك طبيب مسلم عدل‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون القدر المستعمل غير مسكر‪:‬‬
‫الستعمال الظاهري للكحول‪.‬‬
‫يستعمل الكحول كمطهر خارجي‪ ،‬ويستعمل‬
‫أيضا ا بكثافة في العطور والكولونيا التي تصل‬
‫نسبة الكحول فيها ‪ %90‬وتستخدم في بعض‬
‫الماكن بديل ا عن تعاطي الخمور‪.‬‬
‫والستعمال الظاهري للكحول كمطهر خارجي‬
‫للجلد يمكن الستغناء عنه‪ ,‬فالمطهرات الجلدية‬
‫كثيرة وتعتبر أفضل منه‪ ،‬والعطور والراوئح يمكن‬
‫أن تركب باستخدام الزيوت بدل ا من الكحول حتى‬
‫)‪(1‬‬
‫ل يكون ذريعة إلى الدمان‪.‬‬
‫العقاقير المشتملة على المخدرات‪:‬‬
‫ل حرجا من التداوي بالطاهر المحرم إذا تعين‬
‫دواء ولم يوجود ما يقوم مقامه‪ ،‬لنه أولى بالباحة‬
‫من التداوي بالنجس المحرم الذي انحصرت فيه‬
‫العلة المبيحة‪.‬‬
‫فيجوز التداوي ببعض المواد الطاهرة المحرم‬
‫استعمالها وتناولها شرعا ا كالمسكرات الجامدة‬
‫ومنها الحشيش‪ ،‬وسائر المخدرات التي تدخل في‬
‫الدواء‪.‬‬
‫تعريف المخدر‪:‬‬

‫)( التداوي بالمحرمات د‪ /‬محمد علي البار ص ‪ 24‬دار المنارة للنشر‬ ‫‪1‬‬

‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫]خدر[ خدراا‪ :‬عراه فتور واسترخاء‪ ،‬ويقال‬


‫]الخدر[ من الشراب والدواء‪ :‬فتور يعتري‬
‫)‪( 1‬‬
‫الشارب وضعف‪ ،‬والخدر‪ :‬الكسل والفتور‪.‬‬
‫فالمسكر هو‪ :‬ما غطي العقل‪ ،‬والمفتر‬
‫]المخدر[ هو كل شراب يورث الفتور والخدر وهو‬
‫مقدمة السكر‪.‬‬
‫وقد عرف المخدر بما يلي المفتر مأخوذ من‬
‫تفتير والفتار‪ ،‬وهو ما يورث ضعفا ا بعد قوة‪،‬‬
‫وسكونا ا بعد حركة‪ ،‬واسترخااء بعد صلبة‪ ،‬وقصورا ا‬
‫بعد نشاط‪ ،‬يقال فترة الفيون إذا أصابه بما ذكر‬
‫من الضعف والقصور والسترخاء)‪.(2‬‬
‫وهذا التعريف مع طوله إل أنه يتفق مع تعريف‬
‫المخدر في علم العقاقير الذي يستخدم لفظ‬
‫المخدرات ‪ Narcotics‬في العلوم الطبية ليدل على‬
‫مادة الفيون ومشتقاتها مثل الهيرويين‪،‬‬
‫والمورفين‪ ،‬والكودايين‪.‬‬
‫استخدام المخدرات في الطب الحديث‪:‬‬
‫يستخدم الطب الحديث بعض القلويدات‬
‫‪Alkaloids‬‬
‫التي يحتوي عليها الفيون المستخرجا من ثمرة‬
‫نبات الخشخاش‪ ,‬ويمكن تقسيم هذه المشتقات‬
‫إلى مجموعتين‪:‬‬
‫ل‪ :‬مجموعة الفينانثرين ‪Phenanthrene‬‬‫أو ل‬
‫وتحتوي على المواد التالية‪:‬‬
‫‪- 1‬المورفين‪ :‬هو المادة الساسية الفعالة في‬
‫الفيون الخام‪ .‬ويعتبر أقوى مسكن عرفه‬
‫)( لسان العرب مادة ]خدر[ ‪ 2/1110‬ـ المعجم الوسيط ‪.1/228‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( بحث إدارة البحوث العلمية والفتاء والدعوة والرشاد بالمملكة‬ ‫‪2‬‬

‫العربية السعودية إلى المؤتمر القليمي السادس للمخدرات ]الرياض‬


‫‪ 25‬ـ ‪ 30‬من شوال ‪1394‬هـ[‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫النسان‪ .‬ورغم اكتشاف عدة مواد كيماوية قد‬


‫يكون لبعضها أضعاف آثار المورفين‪ ,‬إل أن‬
‫المورفين مازال يشكل حجر الزاوية في علجا‬
‫اللم الشديدة‪.‬‬
‫‪- 2‬الكودايين‪ :‬ويستخدم هذا العقار على نطاق‬
‫واسع في الدوية المسكنة والتي تستخدم‬
‫بدون وصفة طبية‪.‬‬
‫‪- 3‬الثيبايين‪ :‬ويستخرجا منه مواد أخرى تستخدم‬
‫في الطب‪.‬‬
‫ثانيا ل‪ :‬مجموعة‪ :‬أيزوبنزيل كونيولين ‪Isobenzyl‬‬
‫‪Quinoline‬‬
‫وهذه المجموعة تستخرجا منها بعض المواد‬
‫المستخدمة في الطب وأهمها مادتان‪ :‬البابافرين‬
‫‪ Papaverine‬الذي يستخدم لمنع تقلصات العضلت‬
‫ولتوسيع الوعية الدموية‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬النوسكابين ‪ Nuscapine‬الذي يستخدم في‬
‫أدوية السعال‪.‬‬
‫وهو يعتبر أفضل من الكودايين لن تناوله لفترة‬
‫ل يجعل المريض يعتمد عليه )يدمنه(‪.‬‬
‫وهناك مجموعة من العقاقير المخدرة ]المسكنة‬
‫لللم‪ Narcotics /‬مصنعة من المورفين أو الكودايين‬
‫وتعمل مثل المورفين من حيث إسكان اللم ولها‬
‫نفس العراض الجانبية‪ ،‬وتسبب الدمان إذا‬
‫)‪(1‬‬
‫تعاطاها النسان بجرعات متتالية‪.‬‬

‫)( المخدرات الخطر الداهم الفيون ومشتقاته د‪ /‬محمد علي البار‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪ 247‬وما بعدها‪ ،‬دار القلم ‪.1988‬‬


‫‪41‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وفي مسألة التداوي بالخمر والمخدرات قال‪:‬‬


‫مفتي الديار المصرية الشيخ جاد الحق علي جاد‬
‫الحق ] شيخ الزهر السابق[‪.‬‬
‫قال رحمه الله ] وقد اختلف الفقهاء في جواز‬
‫التداوي بالمحرم والصحيح من أرائهم ما يلتقي مع‬
‫قول الله تعالى في اليات البينات‪ .‬بملحظة أن‬
‫إباحة المحرم للضرورة مقصور على القدر الذي‬
‫يزول به الضرر وتعود به الصحة ويتم به العلجا‪.‬‬
‫وللتثبت من توافر هذه الضوابط اشتراط الفقهاء‬
‫الذين أباحوا التداوي بالمحرم شرطين‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن يتعين التداوي بالمحرم بمعرفة‬
‫طبيب مسلم خبير بمهنة الطب‪ ،‬معروف بالصدق‬
‫والمانة والتدين‪.‬‬
‫والخر‪ :‬أن ل يوجد دواء من غير المحرم ليكون‬
‫التداوي بالمحرم متعيناا‪ ،‬ول يكون القصد من تناوله‬
‫التحايل لتعاطي المحرم‪ ،‬وأل يتجاوز به قدر‬
‫)‪(1‬‬
‫الضرورة[‪.‬‬
‫كما أصدر المجمع الفقهي السلمي في دورته‬
‫السادسة عشر المنعقدة بمكة المكرمة في المدة‬
‫من ‪ 21‬ـ ‪26/10/1422‬هـ الذي يوافق من ‪-5‬‬
‫‪10/1/2002‬م‪.‬‬
‫القرار السادس‪ :‬بشأن الدوية المشتملة على‬
‫الكحــول والمخدرات قرر ما يلي‪:‬‬
‫‪- 1‬ل يجوز استعمال الخمرة الصرفة دواء بحال‬
‫من الحوال‪.‬‬
‫)( الفتاوى السلمية‪ .‬دار الفتاء المصرية المجلس العلى للشئون‬ ‫‪1‬‬

‫السلمية بالقاهرة ‪1430‬هـ ـ ‪1983‬م‪ .‬الفتوى رقم س ‪/105‬م ‪248‬‬


‫بتاريخ ‪5/4/1399‬هـ الموافق ‪ .4/3/1979‬ص ‪ 3507‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪- 2‬يجوز استعمال الدوية المشتملة على الكحول‬


‫بنسب مستهلكة تقتضيها الصناعة الدوائية التي‬
‫ل بديل عنها بشرط أن يصفها طبيب عدل‪.‬‬
‫العقاقير المشتملة على مشتقات الخنازير‪:‬‬
‫ذكر الله عز وجل تحريم الخنزير في أربعة‬
‫مواضع من القرآن الكريم‪(1).‬وأجمعت المة على‬
‫أن الخنزير بجميع أجزائه محرم‪ .‬إل أن الله عز‬
‫وجل نص على إباحة أكله في حالة الضطرار بقوله‬
‫تعالى )فمن اضطر غير باغ ول عاد فل إثم عليه(‪.‬‬
‫حد الضرورة إحالة الضرورة تعني بلوغ النسان‬
‫حدا ا إن لم يتناول الممنوع هلك أو قارب الهلك‪.‬‬
‫ول خلف أن الجوع القوى ل يكفي لتناول الميتة‬
‫ونحوها‪ ،‬ول خلف أنه ل يجب المتناع إلى الشراف‬
‫على الهلك‪ .‬واتفقوا على جواز الكل إذا خاف‬
‫النسان على نفسه لو لم يأكل من جوع‪ ,‬أو ضعف‬
‫عن المشيء أو عن الركوب‪.‬‬
‫فلو خاف من حدوث مرض مخوف في جسمه‬
‫فهو كخوف الموت‪ .‬وإن خاف طول المرض‬
‫)‪( 2‬‬
‫فكذلك في أصح الوجهين بالجواز‪.‬‬
‫ويستخدم غير المسلمين الخنزير في أغراض‬
‫التداوي‪ ،‬وتذكر دائرة المعارف البريطانية أن زيت‬
‫اللرد ]دهن الخنزير[ يستخدم في تغذية المضادات‬
‫الحيوية ‪ Antibiotics‬التي تستخرجا من أنواع الفطور‬
‫‪ Fungi‬وفي الكبسولت التي تحتوي على المضادات‬

‫)( الية ‪ 173‬من سورة البقرة‪ ،‬والية رقم ‪ 3‬من سورة المائدة ـ‬ ‫‪1‬‬

‫الية رقم ‪ 145‬من سورة النعام ـ والية رقم ‪ 115‬من سورة النحل‪.‬‬
‫)( المجموع للنووي ‪ 9/32‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪43‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫حيث يستخدم الجلتين من جلد وعظام وغضاريف‬


‫)‪( 3‬‬
‫الخنزير‪.‬‬
‫ول تزال شركات الدوية تستخدم الخنزير في‬
‫تصنيع المواد الهاضمة وفي استخراجا بعض‬
‫الهرمونات‪ ،‬وفي تنمية المضادات الحيوية‪ ،‬وفي‬
‫تصنيع الكبسولت‪.‬‬
‫التداوي بالشعاع الكيماوي‪:‬‬
‫حيث أصبح هذا النوع من التداوي من الوسائل‬
‫الطبية المعاصرة‪ ،‬ويتمثل في تعريض موضع‬
‫المرض إلى الشعاع الكيماوي بغرض قتل الخليا‬
‫السرطانية الخبيثة وتخفيف حدة اللم‪ ،‬ويتوقف‬
‫تحديد كمية الشعاع المستخدمة على حسب‬
‫درجة المرض وحدته‪.‬‬
‫المصال والتطعيمات‬
‫من الوسائل الطبية المعاصرة التداوي بلمصال‬
‫والتحصينات الواقية من الفيروسات ‪.‬‬
‫والفيروس من الللحياء الدقيقة وهو دون الخلية‬
‫العادية حجما بما ليقارن ‪ ،‬كما أنه ل يعتبر )خلية (‬
‫بسبب فقدانه للنواة المركزية ‪،‬ولكنه يحمل قدرا‬
‫من الحماض النووية في داخله ‪ .‬والسحر في‬
‫الفيروس هو ذلك النقلب المزدوجا بين الحياة‬
‫والموت ‪ ،‬فالفيروس هو الجسر الذي يربط بين‬
‫الحياة والموت ‪ ،‬فالفيروس هو الجسر الذي يربط‬
‫بين الحياة والموت ‪ ،‬فهو في لحظة يخرجا من‬
‫)( دائرة المعارف البريطانية المكروبيديا مجلد ‪ 6/48‬الطبعة ‪15‬‬ ‫‪3‬‬

‫لعام ‪.1982‬‬
‫‪44‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الحياة ليدخل الموت ‪ ،‬وفي لحظة ثانية ينبثق من‬


‫الموت إلى الحياة ‪ ،‬فهو يجمع بين صفة المادة‬
‫الموات فيتبلور مثل السكر والملح والحياة فيتكاثر‬
‫ويتحرك ‪ ،‬يؤذي ويدمر ‪ ،‬ويسبب المراض ‪.‬‬
‫وأشار القرآن إلى هذه الظاهرة في الوجود‬
‫)‪(1‬‬
‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﮊ ‪.‬‬ ‫قال تعالى ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬
‫وتعيش الفيروسات في حالة تكيف وتطابق‬
‫مدهش مع البيئة المحيطة بها ‪ ،‬ولكنها ويفعل‬
‫اختلل التوازن تنطلق أحيانا في هجمات مرعبة‬
‫فتقضي على المليين ‪ ،‬كما حدث في النفلونزا‬
‫السبانية عام ‪ 1918‬م ‪.‬‬
‫العصر الجديد للطب د‪ /‬خالص جلبي صـ ‪ 56‬دار‬
‫الفكر المعاصر – بيروت – لبنان‬
‫ومانعيشه الن من انتشار انفلونزا الخنازير وقد‬
‫أنتجت أمصال وتطعيمات للوقاية من انتشار‬
‫المرض ‪ .‬وقد اكتشف عقار ) تاميفلو ‪((Tamiflu‬‬
‫المضاد لنفلونزا الخنازير للعلجا عند ظهور‬
‫أعراض المرض ‪.‬‬
‫إن منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية‬
‫ببعض بلدان العالم تشجع استخدام لقاحا انفلونزا‬
‫الخنازير لن العالم يشهد فيروسات جديدا يمكن‬
‫أن يتسبب في الصابة بعدوي وخيمة من‬
‫النفلونزا‪ ,‬بل والوفاة ‪.‬‬
‫الثار المترتبة على التداوي بالعقاقير‪:‬‬
‫فمن شرب دواء الغلب أن من شرب منه زال‬
‫عقله فهو بمنزلة من شرب مسكرا فزال عقله‪,‬‬
‫)( سورة آل عمران جزء من الية ‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪45‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫لزمه قضاء ما فاته في هذه الحال لنه غير معذور‬


‫بزوال عقله‪.‬‬
‫ومن شرب دواء الغلب أن من شرب منه ل‬
‫يذهب بعقله فذهب عقله‪ ,‬فهو بمنزلة المغمى‬
‫عليه‪ ,‬فل يلزم قضاء ما فاته إل الوقت الذي يفيق‬
‫فيه‪.‬‬
‫والسكر الحاصل للمريض من تناول الدوية أو‬
‫التخدير في العمليات الجراحية يعتبر عارض من‬
‫عوارض الهلية ل يؤاخذ به صاحبه شرعاا‪ .‬لنه‬
‫حصل من طريق غير محرم لقيام عذره وانتفاء‬
‫قصده‪ ،‬ويبطل تكليفه فل تلزمه الحكام الشرعية‬
‫كلها ول يأثم بتأخير الواجبات الدينية عن الوقات‬
‫)‪.(1‬‬
‫المحددة لدائها كالصلة‪ ،‬أ‪.‬هـ بتصرف‬
‫قال البويطي في مختصره‪" :‬ومن شرب الدواء‬
‫فإن كان الغلب منه أن من شرب منه ذهب عقله‬
‫أعاد الصلوات مثل السكران وإن كان الغلب أن ل‬
‫يذهب عقله فذهب فهو بمنزلة المغمى عليه")‪.(2‬‬
‫القاعدة الفقهية في العلجا بالعقاقير‪:‬‬
‫والتداوي بالعقاقير مبني على قاعدة الضرر‬
‫يزال ‪ ،‬بمعنى أن الضرر يرفع ويزال بنفسه‪ ,‬أو‬
‫بغيره‪ ,‬أو يزول أثره سواء كان ماديا او معنويا‪،‬‬
‫ومفهوم هذه القاعدة عند الفقهاء هو إزالة الضرر‬
‫عن المكلف‪ ,‬ورفعه عنه في شئون حياته لقوله‬
‫تعال‪ :‬ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﮊ )‪ ،(3‬والضرر فوق سعة‬

‫)( أصول الفقه السلمي‪ ،‬د‪ /‬زكي الدين شعبان صـ ‪ ،359 – 358‬ط‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫مؤسسة على الصباحا للنشر والتوزيع الكويت‪.‬‬


‫)( مختصر البويطي ـ مخطوط ـ ترتيب وتعليق المؤلف ‪ ،‬تحت الطبع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( سورة البقرة جزء من الية رقم ‪.286‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪46‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫النفس‪ ،‬ويرفع عن النفس بزواله‪ ،‬وذلك مفهوم‬


‫من دللة نص الية ودللة مفهومها‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفرع الثاني‬
‫التداوي بالجراحة‬
‫تعريف الجراحة‪:‬‬
‫الجراحة لغة‪ :‬مأخوذة من الجرحا‪ .‬يقال جرحه‬
‫جرحا ا إذا أثر فيه بالسلحا والجمع جراحا‪ ،‬وتجمع‬
‫ا )‪(1‬‬
‫على جراحات أيضا‪.‬‬
‫واصطلحلا‪ :‬هي صناعة ينظر بها في تصريف‬
‫أحوال البدن من جهة ما يعرض لظاهره من أنواع‬
‫)‪(2‬‬
‫التفرق في مواضع مخصوصة وما يلزمه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هي فن من فنون الطب يعالج المراض‬
‫بالستئصال أو الصلحا أو الزراعة أو غيرها من‬
‫الطرق التي تعتمد كلها على الجرحا والشق‬
‫)‪( 3‬‬
‫والخياطة‪.‬‬
‫الدليل على جواز الجراحة من الكتاب والسنة‪:‬‬
‫استدل للتداوي بالجراحة من الكتاب بقوله‬
‫تعالى‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﮊ )‪.(4‬‬
‫ووجه الدللة من الية‪ :‬إذا لم تكن الية الكريمة‬
‫تدل صراحة على التداوي بالجراحة والعقاقير‪,‬‬
‫فإنها تدل على ذلك ضمنياا‪ ,‬حيث إن الله جل وعل‬
‫امتدحا من سعى في إحياء النفس وإنقاذها من‬
‫الهلك‪ ،‬ومعلوم أن الجراحة الطبية تنظم في كثير‬

‫)( لسان العرب لبن منظور مادة ]جرحا[ ‪ 2/422‬ـ القاموس المحيط‬ ‫‪1‬‬

‫للفيروزآبادي‪.‬‬
‫)( العمدة في الجراحة لبي الفرجا موفق الدين يعقوب بن إسحاق‬ ‫‪2‬‬

‫الكركي المعروف بابن القف ‪ 5-1/4‬طبع دائرة المعارف العثمانية‬


‫بحيدر آباد الدكن‪.‬‬
‫)( الموسوعة الطبية الفقهية د‪/‬أحمد محمد كنعان ص ‪.234‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( جزء من الية ‪ 32‬من سورة المائدة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪48‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫من صورها إنقاذ النفس المحرمة من الهلك‬


‫المحقق‪ (1) .‬فتشملها الية الكريمة‪.‬‬
‫قال اللوسي ـ رحمه الله ـ في تفسيره‪] ،‬ومن‬
‫أحياها[ أي تسبب لبقاء نفس واحدة موصوفة‬
‫بعدم ما ذكر من القتل والفساد‪ ،‬إما بنهي قاتلها‬
‫عن قتلها‪ ،‬أو استنقاذها من سائر أسباب الهلكة‬
‫)‪( 2‬‬
‫بوجه من الوجوه‪.‬‬
‫وقال البيضاوي في تفسير قوله ]ومن أحياها[‬
‫أي ومن تسبب لبقاء حياتها بعفو أو منع عن قتل‬
‫أو استنقاذ من بعض أسباب الهلكة فكأنما فعل‬
‫ا )‪( 3‬‬
‫ذلك جميعا‪.‬‬
‫واستدل للتداوي بالجراحة من السنة بأحاديث‬
‫كثيرة تدل صراحة على جواز الجراحة‬
‫ومشروعيتها منها‪.‬‬
‫حديث جابر بن عبد الله قال‪ :‬سمعت النبي ‪e‬‬
‫يقول‪ ] :‬إن كان في شيء من أدويتكم خير‬
‫ففي شربة عسل‪ ،‬أو شرطة محجم أو‬
‫)‪(4‬‬
‫لذعة من نار وما أحب أن أكتوي[‪.‬‬
‫وحديث ابن عباس‪ :‬أن النبي ‪] :e‬احتجم‬
‫)‪( 5‬‬
‫وأعطى الحجام أجره واستعط[‪.‬‬
‫)( أحكام الجراحة الطبية د‪ /‬محمد الشنقيطي صـ ‪.57‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( روحا المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للعلمة‬ ‫‪2‬‬

‫أبي الفضل شهاب الدين اللوسي‪ .‬المطبعة المنيرية بمصر ‪.6/118‬‬


‫)( تفسير البيضاوي‪ ،‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل لناصر الدين‬ ‫‪3‬‬

‫الشيرازي البيضاوي‪.1/319 ،‬‬


‫)( صحيح البخاري كتاب الطب باب الحجامة من الشقيقة والصداع‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 4/17‬ـ صحيح مسلم كتاب السلم باب لكل داء دواء واستحباب‬
‫التداوي ‪.14/1814‬‬
‫)( صحيح البخاري كتاب الجارة باب خراجا الحجام‪ ،‬وكتاب الطب باب‬ ‫‪5‬‬

‫السعوط ‪ ،4/6‬صحيح مسلم كتاب السلم باب لكل داء دواء‬


‫واستحباب التداووي ‪.2/796‬‬
‫‪49‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وهذه الحاديث تدل على مشروعية التداوي‬


‫بالحجامة وفعلها‪ ،‬والحجامة تقوم على شق موضع‬
‫معين من الجسم وشرطه‪ ،‬لمص الدم الفاسد‬
‫واستخراجه‪ ،‬فتعتبر أصل ا في جواز شق البدن‬
‫واستخراجا الشيء الفاسد من داخله‪ ،‬سواء أكان‬
‫عضوا ا أو كيسا ا مائياا‪ ،‬أو ورما ا أو غير ذلك‪ ،‬وتعتبر‬
‫الحجامة في الوقت الحاضر نوع من الجراحة‬
‫الطبية الصغرى حيث يجري استعمالها في علجا‬
‫التطورات اللتهابية المختلفة في الدم‪ ,‬فتساعد‬
‫على نقص ضيق التنفس واللم بتأثيرها على‬
‫التطورات اللتهابية‪ ،‬وأغراض الردود في الرئتين‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫كما بين النبي ‪ e‬بإقراره أن قطع العرق وكيه‬


‫ضرب من العلجا الجراحي لما روى مسلم في‬
‫صحيحه من حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ قال‪:‬‬
‫]بعث رسول الله ‪ e‬إلى أبي بن كعب)‪ (2‬طبيبا ا‬
‫فقطع منه عرقا ا ثم كواه عليه[‪ ،(3) .‬وقطع العرق‬
‫ضرب من العلجا الجراحي‪ ,‬وهو مستخدم في‬
‫الجراحة الطبية الحديثة‪ ،‬حيث يتم قطع موضع من‬
‫العروق في حالة انسدادها أو وجود آفة تستدعي‬
‫قطع جزء منها‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك ما يحدث في جراحة القلب‪،‬‬
‫حيث يتم علجا النسدادات الشريانية المزمنة مثل‬
‫)( الجراحة الصغرى‪ ،‬د‪ /‬رضوان بابولي‪ ،‬د‪ /‬أنطون دولي ص ‪24‬‬ ‫‪1‬‬

‫منشورات جامعة حلب‪.‬‬


‫)( هو‪ :‬أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن‬ ‫‪2‬‬

‫مالك بن النجار النصاري صحابي جليل‪ ،‬ينظر‪ :‬الستيعاب‪.1/21 ،‬‬


‫)( صحيح مسلم‪ ،‬كتاب السلم‪ ،‬باب لكل داء دواء واستحباب التداوي‬ ‫‪3‬‬

‫‪.4/21‬‬
‫‪50‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫]تصلب الشرايين[‪ ،‬والخثار الشرياني الحاد‪،‬‬


‫)‪(1‬‬
‫والناسور الشرياني الوريدي الحاد بالجراحة‪.‬‬
‫وكما يكون التداوي بقطع العروق‪ ,‬يكون بقفل‬
‫الوعية الدموية النازفة بطريق من الطرق مثل‬
‫الكي أو الضغط عليها بأنبوب معين كما في نزيف‬
‫)‪(2‬‬
‫المرئ‪.‬‬
‫عمل الصحابة والتابعين وأقوال بعض الفقهاء‪:‬‬
‫بالتتبع لما وقع للصحابة والتابعين ـ رضوان الله‬
‫عليهم ـ وبالنظر في أقوال بعض الفقهاء نجد أنها‬
‫تدل على مشروعية التدخل الجراحي‪ ,‬طالما أن‬
‫ذلك يؤدي إلى إنقاذ النفوس من الهلك‪.‬‬
‫قال المام ابن رشد الجد ـ رحمه الله ـ ل‬
‫اختلف أعلمه في أن التداوي ـ بما عدا الكي ـ‬
‫بالحجامة وقطع العروق وأخذ الدواء مباحا في‬
‫)‪( 3‬‬
‫الشريعة غير محظور‪.‬‬
‫وقد روى صاحب حلية الولياء‪ :‬ما وقع للمام‬
‫التابعي الجليل عروة بن الزبير بن العوام)‪ (4‬ـ‬
‫رحمه الله تعالى ـ ‪.‬‬

‫)( جراحة القلب والوعية الدموية د‪ /‬سامي القباني ص ‪ ،95‬وما‬ ‫‪1‬‬

‫بعدها مطبعة جامعة دمشق‪.‬‬


‫)( أحكام التداوي والحالت الميئوس منها ـ د‪/‬محمد علي البار ص ‪20‬‬ ‫‪2‬‬

‫دار المنارة للنشر والتوزيع‪.‬‬


‫)( المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته رسوم المدونة من الحكام‬ ‫‪3‬‬

‫الشرعيات لبن رشد ‪ 3/466‬الطبعة الولى مطبعة السعادة بمصر‪.‬‬


‫) ( هو المام أبو عبدالله عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد‬ ‫‪4‬‬

‫القرشي ‪ ,‬يلتقي مع النبي ‪ e‬نن ننن ننن نن نننن ‪ ,‬نننن ننننن‬


‫ننن ننن ننن نننننن ‪ t‬ننن ننننن ‪ ,‬نننن نننن ننن ننننن‬
‫ننننننن نننننن ننننننننن‪ ,‬نننن نن ننننن ننننن ‪t‬ن‬
‫ننن –نننن نننن‪ -‬ننن ‪ 22‬نن نننننن ‪ ,‬ننننن نننننن نن‬
‫ننن ننننننن ننن ‪ 93‬نن نننننن نننن ‪ , 94‬نننن ‪ :‬ننننن‬
‫ننننننن نننننن ننننننن نننننن ننن نننننن ننن‬
‫ننننن نننن نن ننن ننن نن ننننن‪ ,‬ن‪ .‬نننننن نننننن‬
‫ننننننن نننن ننن ‪1367‬ننن نن ‪ 2‬نن ‪. 421-418‬‬
‫‪51‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫روى أبو نعيم بسنده عن الزهري قال‪ :‬وقعت‬


‫في رجل عروة الكلة)‪ ،(1‬قال‪ :‬فصعدت إلى ساقة‬
‫فبعث إليه الوليد ـ الخليفة الموي ـ الطباء‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬ليس دواء إل القطع‪ :‬قال فقطعت‪ ،‬فما‬
‫تضور وجهه[ )‪.(2‬‬
‫وقد أباحت الشريعة السلمية التداوي بالجراحة‬
‫لتحقيق مصلحة مشروعة‪ ,‬فاجازت قطع السلعة‬
‫المخوفـة ـ وهو ما يعرف الن بالكيس الدهني ـ‬
‫الذي هو عبارة عن قطعت لحم زائدة من الجسم‪،‬‬
‫والعضو الذي به أكلة‪ ،‬وأباحت بعض العمليات‬
‫الجراحية كالفصد ‪ ،‬وقطع العروق لجلب الراحة‬
‫ورفع المضار)‪.(3‬‬
‫الثر الفقهي المترتب على العلجا بالجراحة‪:‬‬
‫إذا عجز من أجريت له عملية جراحية عن‬
‫القيام في الصلة صلى جالسا‪ ,‬لما روي عن‬
‫ن فسألت‬‫عمران بن حصين قال‪" :‬كانت بي بواسير ‪،‬‬
‫ننننننن نننن‪ :‬نن نننننن ننن‬
‫ن‬ ‫النبي ‪ e‬نن‬
‫نن ننننن ننننننن ننن نن ننننن نننن‬
‫ننن")‪ .(4‬وزاد النسائي‪" :‬فإن لم تستطع فمستلقيا‬
‫ل يكلف الله نفسا إل وسعها"‪.‬‬

‫)( الكلة‪ :‬داء يقع في العضو فيأتكل منه‪ ،‬والكلة ‪ :‬الحكة‪ ،‬يقال‬ ‫‪1‬‬

‫وقعت في رجله أكلة‪ ،‬والئتكال في الصطلحا العلمي‪ ،‬التغيير الناشئ‬


‫عن عوامل التآكل المختلفة من طبيعية وكيماوية وغيرها‪ ،‬ينظر‪:‬‬
‫لسان العرب‪ ،1/102 ،‬والمعجم الوسيط‪ ،1/23 ،‬مادة )أكل(‪.‬‬
‫)( حلية الولياء وطبقات الصفياء للحافظ أبي نعيم الصبهاني‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2/179‬طـ ‪ ،1‬بمطبعة السعادة بمصر ومعنى فما تضور وجهه‪ :‬لم‬


‫يتغير‪.‬‬
‫)( الموافقات في أصول الحكام للشاطبي‪.2/26 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫)(بشرحا صحيح البخاري‪ ،‬كتاب التقصير‪ ،‬باب‪ :‬إذا يطق قاعدا فصلى‬ ‫‪4‬‬

‫على جنب‪ ،‬رقم الحديث )‪.(1117‬‬


‫‪52‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فالمصلي إذا عجز عن القيام في الصلة لمرض‪,‬‬


‫صلى جالسا‪ ,‬وكذلك ما لو خاف راكب سفينة غرقا‬
‫أو دوران رأس يصلي من قعود‪ ,‬ول إعادة عليه‪،‬‬
‫ومن كان به سلس بول لو قام سال بوله ولو قعد‬
‫لم يسل فإنه يصلي من قعود على الصح بل إعادة‬
‫‪ ،‬وكذا لو قال طبيب ثقة لمن بعينه ماء‪ .‬إن صليت‬
‫مستلقيا أمكن مداوتك فله ترك القيام على‬
‫الصح)‪.(1‬‬
‫القاعدة الفقهية للتداوي بالجراحة‪:‬‬
‫أسس الفقهاء التداوي بالجراحة على القاعدة‬
‫الفقهية وهي‪ :‬ارتكاب أخف الضررين لزالة‬
‫)‪( 2‬‬
‫أعظمهما‪.‬‬
‫فالجراحة ضرر واعتداء على جسم النسان‪,‬‬
‫والسلم ينهي عن الضرر إل إذا كان هذا الضرر‬
‫يعد سببا ا في دفع ضرر أكبر‪ ,‬فيباحا ارتكاب أهون‬
‫الضررين لزالة أعظمهما‪.‬‬
‫ولذا قال العز بن عبد السلم‪ :‬المصالح ضربان‪:‬‬
‫أحدهما‪ .‬حقيقي وهو الفراحا واللذات‪ .‬والثاني‪:‬‬
‫مجازي وهو أسبابها‪ ،‬وربما كانت أسباب المصالح‬
‫مفاسد فيؤمر بها أو تباحا ل لكونها مفاسد بل‬
‫لكونها مؤدية المصالح‪ .‬وذلك كقطع اليدي‬
‫)‪( 3‬‬
‫المتآكلة حفظا ا للرواحا‪.‬‬

‫)( روضة الطالبين وعمدة المفتين للنووي ‪ 1/237‬طبعة المكتب‬ ‫‪1‬‬

‫السلمي‪ ،‬مغني المحتاجا للخطيب الشربيني ‪.1/153‬‬


‫)( الشباه والنظائر للسيوطي ص ‪ 96‬وما بعدها‪ ،‬الوجيز في القواعد‬ ‫‪2‬‬

‫الفقهية د‪ /‬عبد العزيز محمد عزام ص ‪ ،190‬المكتبة السلمية ـ‬


‫القواعد الفقهية وتطبيقاتها العملية في الحكام الشرعية د‪ /‬نصر‬
‫فريد واصل مفتي الديار المصرية السابق ص ‪ 145‬الدار المصرية‪.‬‬
‫)( قواعد الحكام في مصالح النام للعز بن عبد السلم ‪.1/12‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪53‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفرع الثالث‬
‫جراحة المناظير‬
‫من الوسائل الطبية المعاصرة جراحة المناظير‬
‫التي تستخدم في الوقت الحاضر في عدد من‬
‫المجالت الطبية كأستئصال المرارة "الغدة‬
‫الصفراوية" )‪ ، (cholecystectomy‬والورم المدمر ‪ ،‬بفتح‬
‫الشريان المغلق‪ ،‬وبغلق الفتق المنسدل‪ ،‬بقطع‬
‫العصب المريض‪ ،‬وبرتق الكياس المهترئة‪،‬‬
‫وتفتيت حصوات الكلى )‪ (Lithotripsy‬وغيرها من‬
‫العمليات الجراحية‪.‬‬
‫المناظير والجراحة عن بعد‪:‬‬
‫وقد شقت المناظير الطريق إلى معالم جراحة‬
‫جديدة‪ ,‬وهي الجراحة عن بعد )‪ (TELE. surgery‬بما‬
‫يشبه )الريموت كنترول( وقد بدأت في عام‬
‫‪1996‬م‪ ،‬تجارب في مدينة )كالرسروهه( في‬
‫المانيا‪ ،‬على جراحة تجري بين جراحا يبعد عن‬
‫حقل العملية بثلث كيلو مترات من خلل عمل‬
‫وثيق محكم مع )إنسان صناعي = روبوت( يجري‬
‫العملية !!! الروبوت يسير من قبل الجراحا المزود‬
‫بنظارت خاصة تتمتع بميزة البعاد الثلثية ‪ ،‬وهكذا‬
‫يستطيع رؤية كل ما في جسم النسان من خلل‬
‫تطوير أجهزة جديدة تلقم بكل المعلومات‬
‫التفصيلية )الداتا( عن البناء الهندسي والوظيفي‬
‫لجسم النسان)‪.(1‬‬
‫الثر الفقهي للعلجا بالمناظير‪:‬‬

‫)( العصر الجديد للطب ‪ ،‬د‪ /‬خالد جلبي صـ ‪.33‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪54‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فالمنظار المهبلي وما يدخل الحليل ‪ ،‬أي‬


‫مجرى البول الظاهر للذكر والنثى من المناظير‬
‫ليعد من مفطرات الصوم ‪ .‬وكذلك إدخال قنطرة‬
‫)أنبوب دقيق( في الشرايين لتصوير أو علجا أوعية‬
‫القلب أو غيره من العضاء ‪ ،‬وإدخال مناظير من‬
‫خلل جدار البطن لفحص الحشاء أو إجراء عملية‬
‫جراحية عليها كأخذ عينات من الكبد أو غيره من‬
‫العضاء مالم تكن مصحوبة بإعطاء محاليل‬
‫‪،‬ومنظار المعدة إذا لم يصاحبه إدخال سوائل أو‬
‫مواد أخرى‪.‬‬
‫كل ذلك ل يعد من مفطرات الصوم لن من‬
‫شروط الصوم المساك عن وصول عين إلى ما‬
‫يسمى جوفا ‪ ،‬وقيل يشترط مع هذا أن يكون فيه‬
‫–أى الجوف‪ -‬قوة تحيل الغذاء أو الدواء‪ .‬لن ما ل‬
‫تحيله ل تتغذى به النفس ول ينتفع به البدن فأشبه‬
‫الوصول إلى غير الجوف ‪ ،‬وعلى ذلك ل يعد من‬
‫المفطرات المور السابقة)‪.(1‬‬
‫وتعتبر المناظير الساس في إجراء العمليات‬
‫الجراحية عن بعد مع استخدام وسائل التقنية‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫)( مجلة المجمع الفقهي )ع ‪ (10‬الندوة الفقهية الطبية التاسعة التي‬ ‫‪1‬‬

‫عقدتها المنظمة السلمية للعلوم الطبية بالتعاون مع المجمع وجهات‬


‫أخرى في الدار البيضاء بالمملكة المغربية في الفترة من ‪12 – 9‬‬
‫من صفر ‪1418‬هـ‪ ،‬الموافق ‪ 17 – 14‬من يونيه ‪1997‬م ‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫خاتمة البحث‬
‫في نهاية تناولنا لموضوع التداوي بالوسائل‬
‫الطبية المعاصرة ‪ .‬نضمن خاتمته النتائج التالية‪:‬‬
‫التداوي هو‪ :‬رد الجسم إلى المجرى‬ ‫أول‪:‬‬
‫الطبيعي بالموافق من الدوية المضادة‬
‫للمرض للشفاء منه‪ ،‬أو التخفيف من أللم‬
‫والحد منها بالوسائل الطبية المعاصرة‪.‬‬
‫أن حكم التداوي وطلب العلجا في‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫الصل الجواز‪ ,‬وتعتريه الحكام التكليفية ‪ ،‬فهو‬
‫بل ريب يختلف حكما باختلف الغاية منه ‪،‬‬
‫ومن الصور المتفاوتة في الحكم ما يلي‪:‬‬
‫حفظ الصحة الموجودة ‪ ،‬واستعادة الصحة‬
‫المفقودة بقدر المكان ‪ ،‬وإزالة العلة أو‬
‫تقليلها بقدر المكان‪ ،‬وتحمل أدنى المفسدتين‬
‫لزالة أعظمهما‪ ،‬وتفويت أدنى المصلحتين‬
‫لتحصيل أعظمهما‪.‬‬
‫إن تناول المريض للدواء‪ -‬سواء أكان‬ ‫ثالثا‪:‬‬
‫من العشاب الطبيعية أو العقاقير الطبية ‪ ،‬أو‬
‫العمليات الجراحية‪ -‬يتخذ أشكال متعددة ‪ ،‬بأن‬
‫يكون سائل في صورة شراب‪ ,‬أو يستخدم‬
‫كقطرة للعين أو الذن‪ ،‬وقد يكون الدواء‬
‫جامدا في شكل كبسولت‪ ،‬أو أقراص‪ ،‬أو‬
‫لبوس‪ .‬وقد يكون مائعا كالدهونات والمراهم‪.‬‬
‫وقد يتناول المريض الدواء عن طريق الحقن ‪ ،‬أو‬
‫استنشاق الغازات كغازات التخدير ‪ ،‬أو‬
‫التعرض للشعاعات الكيماوية التي تعالج‬
‫بعض المراض المستعصية كالسرطان‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التداوي بالمباحات أمر جائز شرعا‪ ،‬أما‬ ‫رابعا‪:‬‬


‫التداوي بالمحظورات فقد ابيح في حالة‬
‫الضرورة مع إعمال القواعد والضوابط‬
‫الفقهية المنظمة لذلك‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬بيان أن كثير من الوسائل الطبية‬
‫المعاصرة ل تعد من المفطرات للصائم لعدم‬
‫وصولها إلى الجوف واستحالتها فيه‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬إن صناعة الدواء تدخل ضمن مسئولية‬
‫ولي المر‪ ،‬وله الشراف على صناعة الدواء‬
‫وملحقته أصحاب المصانع غير المصرحا بها‬
‫والتي ل تستوفي الشروط اللزمة للتصنيع‬
‫الجيد‪ ،‬وملحقة المتاجرين بالدوية مجهولة‬
‫المصدر‪ ،‬أو المهربة من خارجا البلد‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬العمل على إقامة صناعة دوائية في البلد‬
‫السلمية تعمل ليجاد أدوية خالية من‬
‫المشتقات المحرمة‪.‬‬
‫ضوابط استعمال الدواء‪:‬‬ ‫ثامنا‪:‬‬
‫التزام المريض بالكمية والكيفية التي‬ ‫‪-1‬‬
‫يحددها الطبيب المعالج‪.‬‬
‫عدم إساءة استعمال الدواء المباحا‬ ‫‪-2‬‬
‫بصورة تضر بصحة أفراد المجتمع‪.‬‬
‫التدرجا في استعمال الدوية المحرمة‬ ‫‪-3‬‬
‫فيجعل آخرها استعمال أو تناول الخمر‬
‫لنها أم الخبائث‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫أحكام التداوي والحالت الميئوس منها د‪/‬محمد علي البار دار‬ ‫‪1‬‬
‫المنارة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫أحكام الجراحة الطبية‪ :‬د‪ /‬محمد الشنقيطي‪ ,‬رسالة دكتوراه‪ ,‬مكتبة الصحابة ط‬ ‫‪2‬‬
‫‪1424 3‬هـ‪.‬‬
‫الشباه والنظائر للسيوطي طبعة دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫الشباه والنظائر‪ :‬لزين الدين بن إبراهيم بن نجيم الحنفي‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪4‬‬
‫العلمية – بيروت ‪1400‬هـ‪.‬‬
‫أصول الفقه السلمي‪ ،‬د‪ /‬زكي الدين شعبان‪ ،‬ط‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫مؤسسة على الصباحا للنشر والتوزيع الكويت‪.‬‬
‫إعجاز الطب النبوي في عالم اليوم للدكتور السيد‬ ‫‪6‬‬
‫الجميلي مكتبة الثقافة الدينية‪.‬‬
‫النصافا في معرفة الراجح من الخلفا‪ :‬للمرداوي ‪ ،‬دار إحياء‬ ‫‪7‬‬
‫التراث العربي بلبنان ط ‪ .‬الثانية‪.‬‬
‫أنوار التنزيل وأسرار التأويل‪ ،‬للمام ناصر الدين البيضاوي‪،‬‬ ‫‪8‬‬
‫طبعة دار المعرفة بلبنان‪.‬‬
‫البحر الرائق في شرح كنز الدقائق‪ :‬للمام ابن نجيم الحنفي‪ ،‬طبعة‬ ‫‪9‬‬
‫دار المعرفة بيروت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ :‬للكاساني‪ ،‬ط ‪ 1‬مطبعة الجمالية‪1328 ،‬هـ‬ ‫‪1‬‬
‫‪1910 -‬م‪.‬‬ ‫‪0‬‬
‫تبين الحقائق شرح كنز الدقائق‪ :‬للزيلعي الحنفي الطبعة الميرية‬ ‫‪1‬‬
‫الولي ‪1315‬هـ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫التداوي بالمحرمات‪ ،‬د‪ /‬محمد على البار‪ ،‬طبعة دار‬ ‫‪1‬‬
‫المنارة للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫الجامع لحكام القرآن الكريم لبي عبد الله محمد بن‬ ‫‪1‬‬
‫أحمد النصاري القرطبي ‪ ،‬طبعة الشعب القاهرة‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫الجراحة الصغرى‪ ،‬د‪ /‬رضوان بابولي‪ ،‬د‪ /‬أنطون دولي‬ ‫‪1‬‬
‫منشورات جامعة حلب‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫جراحة القلب والوعية الدموية د‪ /‬سامي القباني ‪ ،‬وما بعدها‬ ‫‪1‬‬
‫مطبعة جامعة دمشق‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫حاشية قليوبي وعميره‪ :‬طبعة دار إحياء الكتب العلمية‪ -‬عيسي البابي‬ ‫‪1‬‬
‫الحلبي وشركاه بمصر‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫حلية الولياء وطبقات الصفياء للحافظ أبي نعيم أحمد‬ ‫‪1‬‬
‫الصبهاني‪ ،‬الطبعة الولى بمطبعة السعادة بمصر‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫دائرة المعارف البريطانية المكروبيديا مجلد ‪6/48‬‬ ‫‪1‬‬
‫الطبعة ‪ 15‬لعام ‪.1982‬‬ ‫‪8‬‬
‫روحا المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني‬ ‫‪1‬‬
‫للعلمة أبي الفضل شهاب الدين محمود اللوسي‬ ‫‪9‬‬
‫البغدادي‪ .‬المطبعة المنيرية بمصر‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫روضة الطالبين وعمدة المفتين للنووي طبعة المكتب‬ ‫‪2‬‬


‫السلمي‪.‬‬ ‫‪0‬‬
‫زاد المعاد في هدى خير العباد لبن القيم ‪ 3/111‬طبعة‬ ‫‪2‬‬
‫دار الفكر ـ بيروت‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫زاد المعاد في هدى خير العباد‪ :‬للمام ابن قيم الجوزية طبعة‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫المطبعة المصرية‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫سنن أبي داود‪ ،‬طبعة دار الحديث القاهرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫الشرحا الصغير‪ :‬للعلمة الدردير‪ ،‬مع بلغة السالك‪ ،‬طبعة‬ ‫‪2‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪1995‬م‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫شرح العناية على الهداية بهامش شرح فتح القدير‪ :‬للعلمة البابرتى‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫دار الفكر – الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫شرحا النووي على صحيح مسلم ‪ ،‬ط‪ .‬دار إحياء التراث‬ ‫‪2‬‬
‫العربي بيروت‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ,‬للمام أبي عبدا محمد بن‬ ‫‪2‬‬
‫إسماعيل البخاري‪ ،‬طبعة دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬مصطفى البابي‬ ‫‪7‬‬
‫الحلبي‪.‬‬
‫صحيح مسلم‪ ،‬للمام أبي الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري‬ ‫‪2‬‬
‫النيسابوري‪ ،‬طبعة الحلبي‪ ،‬بمصر‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫الطب النبوي لبن القيم ‪ ،‬طبعة دار العلوم الحديثة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪9‬‬
‫علم الصحة للدكتور‪ /‬عبد الواحد الوكيل بك ‪ ،‬مكتب النهضة‬ ‫‪3‬‬
‫المعربة الطبعة الرابعة‪.‬‬ ‫‪0‬‬
‫العمدة في الجراحة لبي الفرجا موفق الدين يعقوب بن‬ ‫‪3‬‬
‫إسحاق الكركي المعروف بابن القف‪ ،‬طبع دائرة‬ ‫‪1‬‬
‫المعارف العثمانية بحيدر آباد‪.‬‬
‫عون المعبود شرحا سنن أبي داود ‪ ،‬ظبعة دار الكتب‬ ‫‪3‬‬
‫العلمية بيروت‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫فتح الباري بشرح صحيح البخاري ‪ -‬لبي الفضل شهاب الدين أحمد‬ ‫‪3‬‬
‫بن علي بن محمد بن حجر العسقلني المتوفى سنة ‪852‬هـ ‪ ،‬ط‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫دار المعرفة بلبنان – بدون تاريخ‪.‬‬
‫فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير‪ ،‬للعلمة‬ ‫‪3‬‬
‫محمد عبد الرؤوفا المناوي‪ ،‬ضبطه وصححه‪ /‬احمد عبد السلم‪ ،‬ط‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫دار الكتب العلمية بيروت ‪-‬الطبعة الولى ‪ 1415‬هـ‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫القاموس المحيط ‪ :‬لمجد الدين محمد بن يعقوب‬ ‫‪3‬‬
‫الفيروز آبادي ‪ ،‬الناشر مؤسسة الحلبي ‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫القواعد الفقهية وتطبيقاتها العملية في الحكام‬ ‫‪3‬‬
‫الشرعية د‪ /‬نصر فريد واصل ‪ ،‬الدار المصرية‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫القوانين الفقهية‪ :‬للمام العالم أبي عبد الله بن جزي‬ ‫‪3‬‬
‫الكلبي‪ ،‬طبعة دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪1415‬هـ ‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫لسان العرب لبن منظور ط دار المعارف بالقاهرة‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪59‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪8‬‬
‫المبدع في شرحا المقنع‪ :‬ل بن مفلح‪ ،‬طبعة المكتب‬ ‫‪3‬‬
‫السلمي‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط ‪1401‬هـ ‪1981‬م‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫مجموع الفتاوى ‪ ،‬لبن تيمية‪ ،‬جمع وترتيب‪ :‬عبدالرحمن بن محمد بن‬ ‫‪4‬‬
‫قاسم النجدي الحنبلي‪.‬‬ ‫‪0‬‬
‫المجموع شرح المهذب‪ -‬للمام أبي زكريا النووي‪ ،‬ط‪ .‬دار الفكر‪،‬‬ ‫‪4‬‬
‫وط‪ .‬إدارة الطباعة المنيرية بالقاهرة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫مختار الصحاحا‪ :‬للرازي‪ ،‬تحقيق محمود خاطر‪ ،‬طبعة‬ ‫‪4‬‬
‫مكتبة لبنان ناشرون بيروت‪ ،‬طبعة ‪1415‬هـ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫المخدرات الخطر الداهم الفيون ومشتقاته د‪ /‬محمد‬ ‫‪4‬‬
‫علي البار ‪ ،‬دار القلم‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫مسند المام أحمد ‪.‬ط‪ .‬مؤسسة الرسالة بيروت الثانية‬ ‫‪4‬‬
‫‪1999‬م‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫المعجم الوسيط ‪ ،‬مجمع اللغة العربية ‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج‪ :‬للخطيب الشربيني‪ ،‬طبعة‬ ‫‪4‬‬
‫دار الفكر – بيروت‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته رسوم المدونة‬ ‫‪4‬‬
‫من الحكام الشرعيات لبن رشد‪ ،‬الطبعة الولى‬ ‫‪7‬‬
‫مطبعة السعادة بمصر‪.‬‬
‫الموافقات في أصول الحكام‪ -‬لبى إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمى‬ ‫‪4‬‬
‫الغرناطى الشهير بالشاطبى متوفى سنة ‪ 790‬هـ طبعة المكتبة‬ ‫‪8‬‬
‫التجارية الكبرى – الطبعة الثانية ‪1395‬هـ ‪1975‬م‪.‬‬
‫الموسوعة الطبية الفقهية‪ ،‬د‪ /‬أحمد محمد كنعان‪ ،‬ط‪.‬الولى‪ ،‬دار‬ ‫‪4‬‬
‫النفائس‪ ،‬بيروت‪1420 ،‬هـ ‪2000‬م‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫الوجيز في القواعد الفقهية د‪ /‬عبد العزيز محمد عزام ‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫المكتبة السلمية‪.‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪60‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪61‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التداوي بالوسائل الطبية المعاصرة‬

‫إعـــداد‬
‫الدكتور حسن يشو‬

‫قسم الفقه و الصول‬


‫كلية الشريعة و الدراسات السلمية‬
‫جامعة قطر‬

‫‪62‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪63‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الحمد لله و الصلة و السلم على رسول الله‪ ،‬و‬


‫آله و صحبه و من واله‪ ،‬و بعد‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فإن موضوع "التداوي بالوسائل الطبية‬


‫المعاصرة" أحد محاور مؤتمر الفقه السلمي‬
‫الثاني قضايا طبية معاصرة؛ بتنظيم وزارة التعليم‬
‫العالي بإشراف جامعة المام محمد بن سعود‬
‫السلمية بالمملكة العربية السعودية لعام‪1430 :‬‬
‫هـ الموافق‪2009 :‬م‪ ،‬فعقدت العزم على الكتابة‬
‫في ذلكم المحور)‪(1‬؛ لهميته و حيويته في اللحظة‬
‫التاريخية‪ ،‬و ما زالت البحاث تتدفق بشأنه‪ ،‬و كذا‬
‫الندوات و المؤتمرات الدولية‪ ،‬ل سيما و أن هذا‬
‫العصر برع فيه أطباء حذاق و خبراء خرريتون في‬
‫سدوا خدمات منقطعة النظير‪ ،‬و‬ ‫عالم البيولوجيا‪ ،‬فأ س‬
‫قدموا جهودا علمية لم يكن لسلفهم بها عهد‪ ،‬و ل‬
‫يشق لهم غبار في عالم صناعة الدوية و الهتداء‬
‫إلى طرق علجا جديدة بوسائل طبية معاصرة باهرة‬
‫بحيث لم تكن معروفة من قبل و تزامن ذلك مع‬
‫ظهور أمراض معضلة استعصت على العلجا و‬
‫جربت معها مختلف الدوية‪ ،‬فنشط البحث العلمي‬
‫و مختبراته و تطورت أساليب العلجا و أنواع الدواء‬
‫و مصادره بصورة عجيبة و مذهلة! لكن معظم‬
‫تلكم التجارب وردت إلينا من عالم ل تحكمه قواعد‬
‫الشريعة السلمية الغراء و مقاصدها‪ ،‬و لم ترع‬
‫منا العليا حق رعايتها؛ و هذا كله كان سبب ظهور‬ ‫ققي د‬
‫مشكلت طبية معاصرة؛ و ألقى بظلله في ميدان‬
‫البحث الفقهي الطبي‪ ،‬فكان لزاما بحث أحكام‬
‫التداوي و تقييد ضوابطه و قواعده الحاكمة‪ ،‬و تتبع‬
‫أثر الوسائل الطبية المعاصرة على الصلة و‬

‫)‪ (1‬و قد راسلت اللجنة المنظمة بتقرير عن الموضوع فلقيت جوابها‬ ‫‪1‬‬

‫بالموافقة؛ فشرعت في الكتابة و طلع هذا البحث بفضل الله و منته‪.‬‬


‫‪65‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الصيام من حيث المفطرات مثل استعمال بخاخ‬


‫الربو أثناء الصيام و إدخال منظار المعدة و‬
‫القسطرة في الشرايين و الغسيل الكلوي‪..‬إلخ‪ .‬و‬
‫موضوعات أخرى كالتداوي بالمحرمات التي ابتلي‬
‫بها الطب المعاصر بتركيب مواد طبية فيها نسب‬
‫من الكحول و النجاسات و كذا أحكام صناعة‬
‫الدواء‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و إذ نتابع هذه المستجدات و نحن على ثقة تامة‬


‫فر‬
‫بآليات الجتهاد الفقهي المرنة في رصدها و تق ر‬
‫صورها‪ ،‬و ل نعدم وسيلة في تقويمها و استصدار‬
‫الحكام الفقهية المناسبة لها عبر هذه المجامع‬
‫الدولية و الندوات و المؤتمرات في مسمى الجتهاد‬
‫الجماعي المؤسس‪ .‬و إن شريعتنا جاءت رحمة‬
‫)‪(1‬‬
‫و قال‪ :‬ﮋﮂ ﮃ‬ ‫للناس قاطبة؛ قال تعالى‪ :‬ﮋﮐﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮊ‬
‫ﮄﮅﮆ ﮇﮈﮉﮊ ﮋﮌ ﮍﮎﮏ ﮊ)‪ (2‬و جاءت لجلب المصالح و‬
‫تكثيرها و درء المفاسد و تقليلها‪ ،‬و من أكبر صفاتها‬
‫و خصائصها السماحة و رفع الحرجا و التيسير على‬
‫الناس؛ و مراعاة العرف و الخلف و الحال و المآل‪،‬‬
‫و فقه الضرورة و أحكامها؛ مما وفر لها البقاء و‬
‫الخلود بمسايرتها كل التطورات و مواكبتها كل‬
‫المستجدات‪ ،‬فأضحت صالحة لكل زمان و مكان‬
‫ولكل عصر و مصر؛ لقوله تعالى‪ :‬ﮋﯗﯘﯙﯚ ﯛﯜﯝ ﯞﮊ)‪ (3‬و‬
‫لقوله أيضا‪ :‬ﮋﮪﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯﮰﮱﮊ )‪ (4‬و تجلى ذلك في‬
‫مختلف القواعد المطردة على غرار‪ :‬المشقة‬
‫تجلب التيسير و للضرورات أحكام‪ ،‬و الحاجة تنزل‬
‫منزلة الضرورة‪ ،‬و المر إذا ضاق اتسع‪..‬إلخ‪.‬‬

‫‪ (1)1‬سورة الحج‪ ،‬الية‪.107 :‬‬


‫‪ (2)2‬سورة يونس‪ ،‬الية‪.57:‬‬
‫‪ (3)3‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.185:‬‬
‫‪ (4)4‬سورة الحج‪ ،‬من الية‪.78 :‬‬
‫‪67‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و هذه من خصائص فقهنا السلمي الذي لم‬


‫يقف عاجزا في يوم من اليام أمام النوازل و‬
‫المحدثات‪ .‬قال سفيان الثوري‪ :‬الفقه الرخصة من‬
‫ثقة و أما التشديد فيحسنه كل الناس‪ .‬و تماما كما‬
‫قال أهل الفقه الرصين‪ :‬ليس العالم من حمل‬
‫الناس على ورعه‪ ،‬و لكن العالم من أفتى الناس‬
‫بما يسعهم في دينهم‪.‬‬
‫إن هذه الشريعة السمحة ليست دين الحظر و‬
‫الحرمان‪ ،‬و ل التبتل و النقطاع للدار الخرة‪ ،‬بل‬
‫سمتها التوازن و الوسطية؛ قال تعالى‪ :‬ﮋﯨ ﯩ ﯪﯫﯬ ﯭﯮﯯ‬
‫ﯰ ﯱﯲﯳﯴﮊ )‪ ،(1‬بل دين المشاركة و التفاعل بإيجابية‬
‫في هذه الحياة الدنيا‪ ،‬و قد أباحا لنا كل ما فيها من‬
‫متاع حلل و زينة فقال تعالى‪ :‬ﮋﯧﯨﯩ ﯪﯫﯬﯭﯮﮊ)‪ ،(2‬و‬
‫قال‪ :‬ﮋﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮊ)‪ ،(3‬و نعى على المخالفين و أنكر‬
‫عليهم بقوة في قوله‪  :‬ﮋﭣﭤ ﭥﭦﭧ ﭨﭩ ﭪﭫ ﭬﭭﭮ ﭯ ﭰﭱ‬
‫ﭲ ﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾﮊ)‪. (4‬‬
‫قال المام الغزالي‪" :‬و مقصود الشرع من‬
‫الخلق خمسة‪ :‬و هو أن يحفظ عليهم دينهم و‬
‫نفسهم و عقلهم و نسلهم و مالهم‪ ،‬فكل ما يتضمن‬
‫حفظ هذه الصول الخمسة‪ :‬فهو مصلحة")‪.(5‬‬

‫‪ (1)1‬سورة القصص‪ ،‬من الية‪.77:‬‬


‫‪ (2)2‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.168 :‬‬
‫‪ (3)3‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.172:‬‬
‫‪ (4)4‬سورة العراف‪ ،‬الية‪.32 :‬‬
‫‪ (1) 5‬المستصفى‪.1/168 :‬‬
‫‪68‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و قال ابن قيم الجوزية‪" :‬الشريعة مبناها و‬


‫كم و مصالح العباد في المعاش و‬ ‫ح د‬
‫أساسها على ال ق‬
‫المعاد و هي عدل كلها و رحمة كلها‪ .‬فكل مسألة‬
‫خرجت عن العدل إلى الجور و عن الرحمة إلى‬
‫ضدها و عن المصلحة إلى المفسدة و عن الحكمة‬
‫إلى العبث‪ ،‬فليست من الشريعة و إن أدخلت‬
‫بالتأويل"‪ .6‬و على هذا المنهاجا القويم نعالج مختلف‬
‫القضايا الطبية المعاصرة و في مقدمتها أحكام‬
‫التداوي بالوسائل الطبية الحديثة‪ ،‬و الله من وراء‬
‫القصد‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫و قد قسمت البحث بعد هذه المقدمة‪ ،‬إلى‬
‫مدخل عام و أربعة فصول‪ ،‬تناولت فيها كل المواد‬
‫المطروحة للمناقشة‪ ،‬وفق التي‪:‬‬
‫الفصل الول‪ :‬أحكام التداوي قواعد و‬
‫ضوابط‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أثر التداوي في الصلة و‬
‫الصيام‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التداوي بالمحرمات‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬أحكام صناعة الدواء‪.‬‬
‫و خاتمة نسأل الله حسنها‪ ،‬و صلى الله على‬
‫نبينا محمد و آله و صحبه و سلم تسليما‪ ،‬و الحمد‬
‫لله رب العالمين‪.‬‬

‫)‪ (2‬إعلم الموقعين‪.15-2/14 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪69‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫مدخل عام‪:‬‬
‫التعريف بمصطلحات البحث‪:‬‬
‫درجا المناطقة على تداول قاعدة‪" :‬الحكم على‬
‫الشيء فرع من تصوره"؛ علوة على أهمية‬
‫"التعريفات" في البحوث العلمية الوازنة؛ الشيء‬
‫الذي اضطررنا لهذه الوقفة المتأنية في تحديد‬
‫مصطلحات البحث و فك رموزه و لو على مستوى‬
‫عنوان البحث؛ فهو مفتاحا الدخول إلى صلب‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫تعريف "التداوي"‪:‬‬
‫ض‬‫التداوي‪ :‬هو مصدر تداوى‪ ،‬و تداوى المري ض‬
‫تداويا أي تناول الدوادء‪.‬‬
‫د‪ ،‬و منه داوى‬‫متع ر‬‫ة؛ فهو ض‬‫مداوا ا‬
‫أما داوى ضيداوي ض‬
‫ض أي عالجه‪.‬‬ ‫ب المري د‬ ‫الطبي ض‬
‫التداوي يكون من جهة المريض؛ و يشمل‬
‫مختلف أصناف العلجا؛ و منه تناول الدواء كالحبوب‬
‫و الحقن و إجراء الفحوصات و العمليات الجراحية‬
‫أو الطبيعية أو النفسية؛ كل ذلك من جراء استئصال‬
‫المرض بجذوره أو التخلص من حمى أعراضه‪.‬‬
‫تعريف الوسائل‪:‬‬
‫الوسائل مفرد وسيلة؛ و هي من مادة "وسل" و‬
‫قربة و الوصلة و الواسطة؛ أي ما يتوسل‬ ‫تعني‪ :‬ال ض‬
‫به إلى الشيء و يتقرب به‪.‬‬
‫و نعني بالمصطلح ههنا‪ :‬المكانات و المخترعات‬
‫و كل ما توصل إليه الطب المعاصر في العلجا و‬
‫المداواة و التخفيف من معاناة المرضى‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫تعريف "الطبية"‪:‬‬
‫الطبية نسبة إلى الطب؛ و هو علجا الجسم و‬
‫النفس‪ .‬و يأتي بمعنى الحذق و المهارة و الحكمة‪.‬‬
‫و الطبيب من حرفته الطب‪ ،‬أو الطبابة‪ ،‬و هو من‬
‫يعالج المرضى‪.‬‬
‫و مقاصد الطب الحفاظ على النفس و البدن و‬
‫العضاء‪ ،‬و دفع الضرار عنها‪ ،‬ورعاية الصحة‪.‬‬
‫تعريف المعاصرة‬
‫"المعاصرة" من مادة "عصر"؛ و قد أورد ابن‬
‫فارس لها ثلثة معاني‪:1‬‬
‫الول‪ :‬الدهر‪ ،‬و الحين‪ ،‬و الوقت‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬عصر الشيء‪ :‬أي ضغطه حتى يتحلب‪.‬‬
‫صر‪ :‬الملجأ‪ ،‬و اعتصر بالمكان إذا‬ ‫الثالث‪ :‬العد د‬
‫التجأ به‪.‬‬
‫و المعنى الول هو المناسب للمعاصرة؛ و ينسب‬
‫لشخص على غرار‪ :‬عصر الرسول ‪‬ن ن ننن‬
‫ننننن نننننن‪ .‬نن ننن نننن ننن‪ :‬ننن‬
‫نننننننننن نن ننن نننننن ننننننن نن‬
‫نننننننن ننن‪ :‬ننننن ننننننن‬
‫ن ننن نننننن ن ننننننننن ن ننن ننننن‪.‬‬
‫ن نن ننننننن‪ :‬ننننن ننننننن‬
‫ن ننننننن ن نننننن‪.(2)..‬‬
‫ن نننننننن نننن نن‪:‬‬

‫)‪ (1‬معجم مقاييس اللغة‪.4/340 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر مادة "ع ص ر" في لسان العرب‪ ،‬و القاموس المحيط‪ ،‬و‬ ‫‪2‬‬

‫تاجا العروس‪ ،‬و المعجم الوسيط‪.‬‬


‫‪71‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننن ننننننن ن ننننننن نننن ننن ن‬
‫نننن نن ننننن ننننننن نن نن ننننن‬
‫نننننن ننن ننننننن ن ننننن نننننن‬
‫ننن نننننن )ننننن ننننننن ن ننننن‬
‫نننننن ن ننننننن( ن ننننن ننن نننن‬
‫ننننن ننننننن ن نن نننن نننن‬
‫ننننننننننن نن ننننننن‪.‬‬
‫ن ننننن نننننننن ننننن نننننن ننن‬
‫ننن نننننن نن ننننن ننننن نن ننن‬
‫نننننن نن ننننن ننننننن ن نننن‪.‬‬
‫ن نننن ننننننن نننننننن نن نننننن‬
‫ننننننن نننن نن ننن ننننن‪ :‬ننننننن ن‬
‫نننننننن نن ننننننن نننن ننننن ننن‬
‫ننننننن ننن نننن ننن)‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬انظر معجم لغة الفقهاء د‪ .‬محمد رواس قلعة جي‪ ،‬و د‪ .‬حامد‬ ‫‪1‬‬

‫قنيبي‪ 471 :‬ط دار النفائس‪ ،‬بيروت‪985 ،‬م‪ ،‬و المعاملت المالية‬
‫المعاصرة د‪ .‬محمد عثمان شبير‪ ،12-11 :‬ط دار النفائس ‪1416‬هـ‪،‬‬
‫و فقه القضايا الطبية المعاصرة د‪ .‬علي محيي الدين القره داغي‪ ،‬و‬
‫د‪ .‬علي يوسف المحمدي‪ ،97 :‬ط دار البشائر السلمية‪ ،‬ط ‪2‬‬
‫‪1427‬هـ ‪2006‬م‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪73‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفصل الول‬
‫أحكام التداوي )قواعد و ضوابط(‬

‫‪74‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪75‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫و نحاول عبر هذا الفصل استكشاف أبرز القواعد‬
‫و الضوابط الفقهية المؤثرة في أحكام التداوي و‬
‫فقه العلجا‪ .‬و مصدرها بعد استقراء الكتاب و السنة‬
‫المطهرة كتب الفروع الفقهية‪ ،‬و السياسة‬
‫الشرعية‪ ،‬و مقاصد الشريعة‪ ،‬و القواعد الفقهية و‬
‫تطبيقاتها‪ ،‬و ما استقرت عليه المجامع الفقهية‬
‫الدولية في معظم قراراتها المتعلقة بالمستجدات‬
‫الطبية المعاصرة‪ .‬فل جرم أنها مصادر و مراجع‬
‫حافلة بالقواعد المتعلقة بأحكام التداوي تجتمع في‬
‫باب‬
‫و تفترق في أبواب و فروع أخرى‪.‬‬
‫م شعثها في هذا الفصل ثم العمل على‬ ‫وغايتنا ل م‬
‫تنزيلها؛ لتتساوق و أحكام التداوي‪ ،‬و الله الموفق‬
‫للصواب‪.‬‬
‫‪ -1‬مما تقتضيه عقيدة المسلم أن المرض و‬
‫الشفاء بيد الله ‪ ‬ن نن ننننننن ن نننننن‬
‫ننن نننننننن نننن نننننن نننن ننننن‬
‫نن ننننن ن ننن نن نننن ننننن نن ننن‬
‫نننن نن نننننن نن نننننن نن ننننن‬
‫نننن ننننن نن نننننن نننن نننن‪ .‬ن ننن‬
‫ننننننن ن ننن نننننن ننننن ننننننن‬
‫نننننن‬
‫ن ننننن نن نننننن ن ننننن ننننن‬
‫ننننننن ن ننننننن نننن ننننن نن نننن‬
‫نننننن نن نننن‪ .‬ن نن نن ننننن نننن‬
‫نننننن نن نننننن نن نننن ننننن‬
‫‪76‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننن ن ننننننن نننن ننننننن نن نن‬


‫نننن ن نننن ن نننن ننننن نننننن)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬نن نننن ننن ننننن ‪ -‬نن نننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ -‬نننننن ننن نن ننننن نننن ننننن‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫نن‬ ‫ننننن‬
‫‪ -3‬نن نننن نننن نن ننننن نن نن نننن‬
‫ن‬
‫نننن نننن‪ .‬ن نن ننن ننننننن ننن نننننن‬
‫ننن نننننن ننن ننن نننن ننننننن‪.‬‬
‫‪ -4‬ن ننن نن ننن نننننن نننن ننننننن‬
‫نن نننننن ننن نننننن نننننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن ننننن ننن ننن ننننن‬
‫ننننننن ننننننن ننننننن نن ننن‬
‫ننننننن ننننننن‪.‬‬‫ن ن‬
‫‪ -5‬ن نننن ننننن ننن نننننن نننن‬
‫ننننننننن ننننن نن نننن نن ننننننن‬
‫نن ننننننن ننننننن ننننن نننن ننن‬
‫نننننن نننن ننننننن نننننننن ننننن ن‬
‫ننننن ننن ننن ننننن نننننن ن نننننن ن‬
‫ننن ننننن ننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬هذا نص قرار مجمع الفقه السلمي الدولي رقم )‪ (69/5/7‬و‬ ‫‪1‬‬

‫انظر مجلة المجمع‪ :‬عدد‪.733-3/731 ،7:‬‬


‫‪77‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -6‬ن ننننننن نننن ننننننن نننننننن‬


‫نن نن ننننن نننن ننننن نننن ننننن ننن‬
‫ننن نننننن نن نننن نننن نننننن ن ننن‬
‫نننن نننننن نننننن نننن ننن نننن نن‬
‫ننننننننن ن نن ننننن ننننن ننن ننن‬
‫نننننن ن ننننننن‪" :‬نننن نننننن ننن‬
‫نننننن نننن نننننننن"‪.‬‬
‫ننن ننننننن نننن نن نن نن نننن‬
‫ن‬
‫ننننننن نن ننن ننن نننن ننننن نننن‬
‫نننننن ننننن ننن ننننن‪ :‬ﮋﯵﯶﯷﯸ ﯹﯺﯻ ﯼﮊ‬
‫)‪.(1‬‬
‫وعن أبي بكرة ‪ t‬نن ننننن ‪ ‬ننن نن ننننن‬
‫ننن ننننن نننن‪ " :‬نن نننننن نننننننن‬
‫ننننن نننن ننننن ننننن ننن نن ننننن‬
‫ننن نن ننننن ننن ")‪.(2‬‬
‫‪ -7‬نن ننن نن ننننن نن ننننننن ننن‬
‫نننن ننننن ننن نننن ننننن نن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننن ننن ننننن‪" :‬ننن ننن نننن نننن ننن‬
‫ننننن نن ننن نننن نن ننننن نننن ننننن‬
‫ننن‬
‫نن نن ننن نننن ننن ننننن نننن نننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننن ننن ننن ننننن نننن ننن ننن‬
‫ننن ننننننن نن نن نن ننننن ننننن نن‬

‫‪ (1)1‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.190:‬‬


‫)‪ (2‬أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب العلم‪ ،‬باب قول النبي‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫"نن نننن نن نن نننن" )‪ (1/71‬نننننن ننن )‪ (67‬ن نننن نن‬


‫نننن ننننن ننن ننن )‪ (4/39‬ن‪ ‬نننن )‪.(3009‬‬
‫‪78‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننن نن ننن ننن نن ننننن نننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننن نننن")‪.(3‬‬
‫‪ -8‬ن نن ننننن ننننننن ن نننننن ننن‬
‫ننننن نن ننننن نننن ن نننننن نننن ننن‬
‫ننن نن نننننن نننن ننننن ننن نن ننننن‬
‫نن ننننننن ننننننننن نننننن نننننن‬
‫ننننننن ننننننن ن ننن ننننننن نن ننن‬
‫نننن‪.‬‬
‫‪ -9‬ن ننن نننن ننننننن ننننننن ن‬
‫نننن نننن ننننننن ن ننننننن نننن‬
‫نننن نننننن ننننن ننننن نننن ننننننن‬
‫نننننننن ن نن نن ننن ننن ننننننن ننن‬
‫نننن ننن ننننن ننننن‪.‬‬
‫‪ -10‬ننن ننننننن نننن نن ننننن ننننن‬
‫ن نن نن نننننن نن ننننننن ننننننن‬
‫نننن نننن نننننن ننننننن نن نننن‬
‫نننن نن ننننننن نن ننن ننن نن نننننن‬
‫نن نننن ننن ننن‪.‬‬
‫‪ -11‬ننننن ننننننن نننن نننن ننننن‬
‫ننن نن نننن ننن ننننن ‪ -‬ننننن نننن‬
‫ننننن نن ننننن ن ننن نننن نن ننننن‬
‫ننننن ننن نننننن ننننن ننننن ننن ننن‬
‫ننن نن نننن نننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬المغني‪.8/117 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪79‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫‪ -12‬نننن نن ننن ننن نن نننن ننن ننننن‬
‫ننن نن ننن ننن ننننننن ننننن ننننن ننن‬
‫ننن ننننننن ننننن نننننن ننننننن ‪-‬‬
‫ننن نن نننن ‪ -‬نننن ننننن ننننن نن‬
‫ننننننننننن ننن نننن ننن نننننن‬
‫ننننن نننن نننننن‪ .‬نننننن‪ :‬ننننن ننن‬
‫نننننننن نن نننننن نن ننننننن ننن‬
‫ننننننن ننن نن نننن نننن‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -13‬نننننن ننننن ننننننن نن ننننن‬


‫ننننننن نننننننن ن ننننننن ن‬
‫ننننننننن نن نننن ننن ننننن ننننننن‬
‫ن ننننننن ننننننننن ننننننن ن‬
‫ننننننن نن ننننننن نننننننن نننن ننن‬
‫نننن ننننننن نننن نننن ننننن ننننن‬
‫نن ننن ننننن نننن نننن نن ننن نننننن‪:‬‬
‫"نن نننن ننننن ننن ننننننن ننن نننن‬
‫نننننن ننن ننننننن ننن نننن ننن نننن‬
‫نننننن ننن ننننننن ننننن ننننننن ننن‬
‫ننننننن ننننن نننن ننننن نن ننن‬
‫ننننن ننننننن ننننن ننننننن ننننن‬
‫نننن نن‬
‫ن‬ ‫ننن نننن ننن ننن ننن ننننن‬
‫نننن نننن نن نننن نننننن ننننن‬
‫نننننن"‪1‬ن ن ننن ننن " نننننن ننننن‬
‫نننن نن ننننن نن نننننن نننننن‬
‫نننننن ننننننن ننن نننن ننن نننن‬
‫نننننننن نن نننن ننننننن نننننن نن‬
‫نننن"‪ .2‬ن نننن ننن ننننننن ننننننن‬
‫ننننننننن نننننن‬ ‫نننننن ننننننن ن‬
‫ننننن نن نننن ننننن ننننن ننن ننن‬
‫ننننننن ننننننن نننننن نننن نننننن‬
‫نننن نننننن نن ننن ننننن نننننن نننن‬
‫نن نن نننن ننن ننن نننن نن ننننن)‪ .(3‬ن نن‬

‫)‪ (1‬قواعد الحكام في مصالح النام‪.1/49 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر ندوة جمعية العلوم الطبية السلمية في الردن بتاريخ‬ ‫‪2‬‬

‫جمادى الثانية عام ‪1421‬هـ‪.‬‬


‫)‪ (3‬قرار هيئة كبار العلماء رقم )‪ (176‬بتاريخ‪17/03/1413 :‬هـ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪81‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نن نننن نننن نننننن نننننن نننننن‪:‬‬


‫"نن نن نن ننننن ننننننن نننننن نن‬
‫نننننن ننننن ننننن ننننننن ننننن‬
‫ننننن نن ننننن ننننننن )ننننننننن( نن‬
‫ننننننن نننننن )ننننننننن( ن ننن نن‬
‫نن ننننن ننن ننننن ننن ننننننن ننن" ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ن‬
‫"ننننن نننن نننن"ن نننن ننننننن نن‬
‫نننن نننن ننننن ننننن نن ننننن ن‬
‫نننننن ن نن نننن ننن ننننن ننن ننننن ن‬
‫ننننن ننن ننننننن ننن نن ننننننن‬
‫نننن ننن نننن نننننن ن ننننن ننننن ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫ننن نننن نن ننن نننننن‪ " :‬ننننن‬


‫ننننننن ننن نننن ننننن ننننننن‬
‫نننننننننننننن ننننن ننننننن ن‬
‫ننننننن")‪.(3‬‬
‫ن نننننن ننننن‪" :‬ننننن نننن"‬
‫ننننن نن ننننن ننن نننن ن نن‪:‬‬
‫‪ -1‬نن نننن ننننن نننننن نن ننننن نن‬
‫ننننننننن ننن نننن ننننننن ننن ننن‬
‫ننننن نن نننن نننننن نننن نننننن‪" :‬نن‬
‫نننن نننننن"‪.‬‬
‫‪ -2‬نن نننن ننننن نننننن نن نننننن‬
‫ننننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬مجلة المجمع عدد‪ ،733-3/731 ،7 :‬قرار رقم )‪.(69/5/7‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر القواعد الكلية و الضوابط الفقهية للستاذ الدكتور محمد‬ ‫‪2‬‬

‫عثمان شبير‪ ،165 :‬ط ‪1428 ،2‬هـ ‪2007‬م‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬الردن‪.‬‬
‫)‪ (3‬قواعد الحكام‪.1/4 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪82‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -3‬نن نننن ننننن نننن ننن ننننننن ن‬


‫نننننن ن ننننننن‪.‬‬
‫‪ -4‬ن نن نننن ننننن نننن نننننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫‪ -5‬نن نننن ننننن ننننن‪.‬‬
‫‪ -6‬ن ننننن نن نننن ننننن‪.‬‬
‫‪ -7‬ن ننننن نننن نننن ننننننن‪.‬‬
‫‪ -14‬نننننن ننن ننننننن ننن ننن نن نن‬
‫نن ننننننن ننننن ننن نننن نن ننن‬
‫نننننن نننننن ننننننن نننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننن نننن ننننن ننننن ن ننن ننننن‬
‫نننننن ننن ننن نننن ننننن نننن نننن‬
‫ننننن ننن نننن نننن‪.‬‬
‫ن نننن نننننن ننن نننننن نننننن‬
‫ننننننن ننننن ننننن نن نننن ننننن‬
‫ننننن نننننن ن ننن نننننن ننن نننننن‬
‫ننن نن نننن نننن ننننن ننن ننن ننننن‬
‫ننن نننن ننننن ننننننن ننننن نننن نن‬
‫نننن‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -15‬ن نن نننننن ننننننن ننن ننننن‬


‫ننن ننننن ن ننن نننننن ن ننن ننننن‬
‫نننننن ن نن نننننننن نننن ننننننننن‬
‫ن نننننن ننن ننننننن نننن نننننننن‬
‫ننن نننن نننننن نننننن نننننن نننننن‬
‫نننننن نننننننن نن ننننن ننننننن‬
‫نننن نن ننن‪ :‬نن نننن ننننننن نننننن‬
‫نننننن نننن نن نننننننن نننن نننن‬
‫نننن‪ ":‬نن نننن نن نننن نننننن نننن‬
‫ننن ننننن")‪ (1‬ن ننننن ‪" :‬نن نننن نننن‬
‫ننننن ن ننن ننن ننننن ننننننن ن نن‬
‫ننننننن ننننن")‪ .(2‬ن ننن ننننن نن نننن‬
‫ننن نننن نن ننننن نننن نن نننننن‪" :‬نن‬
‫ننن ننن ننننن ن نننن ننن")‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬رواه البخاري في صحيحه في كتاب الشربة‪ ،‬باب سرب الخلواء‬ ‫‪1‬‬

‫والعسل )‪ (14/192‬موقوفا ا على ابن مسعود ‪. t‬‬


‫)‪ (2‬رواه أبو داود في كتاب الطب‪ ،‬باب في الدوية المكروهة‪-2) ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،(400‬برقم )‪ (3874‬و ابن السني‬


‫و أبو نعيم‪.‬‬
‫)‪ (3‬رواه مسلم في صحيحه في كتاب الشربة‪ ،‬باب تحريم التداوي‬ ‫‪3‬‬

‫بالخمر )‪ (6/19‬برقم )‪ (5256‬من حديث وائل الحضرمي‪.‬‬


‫‪84‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننننننن ننننننن نننننننن ننن‬


‫نننننن نننن ننننننن نننننن ننننننن‬
‫نننننننن نننن نن نننن ننننن نننن نن‬
‫ننننن نننن ننننن ننن نننن ننننننن‬
‫نننننن ننننن نننننن ننننننن ن ننننن‬
‫ننننننننن ن نن نننننننن ن نننننن‬
‫نننننننن)‪.(1‬‬
‫ن نننن نننننن ننننننن نننننننن‬
‫نننن نننننن ننننننن ننننننن نننن‬
‫ننننن نننننن ن ننن نننننننن ن‬
‫ننننننن نننننن نننن ننننننن ن ننن‬
‫ننننن نننننن نننننننن نننن نن نننن‬
‫نننننن نننننننن ن نننن ننننننن ننننن‬
‫ننننننن نن نننننننن ن نننن نننن ننن‬
‫نن نننن نن ننننن ننن ننننن ننن نن‬
‫نننننن نننن نن ننننن ننننننن نننن‬
‫ننننن نننن نننن نننننن ننننن نن‬
‫ننننن نننننن ننن نننننن ن ننننننن‪:‬‬
‫"نننننننن ننننن"‪.‬‬

‫)‪ (1‬انتهى قرار المجمع بمكة المكرمة بتاريخ ‪1422‬هـ الموافق‬ ‫‪1‬‬

‫لتاريخ ‪2002‬م‪ ،‬و أوصى المجمع الفقهي شركات تصنيع الدوية و‬


‫الصيادلة في الدول السلمية و مستوردي الدوية بأن يعملوا جهدهم‬
‫في استبعاد الكحول من الدوية و استخدام غيرها من البدائل‪ .‬كما‬
‫أوصى المجمع أيضا الطباء بالبتعاد عن وصف الدوية المشتملة على‬
‫الكحول ما أمكن‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪" -16‬نننننن نننن ننننن ننننننن"ن ن‬


‫ننننننن نن ننننن ننننننن نن ننننننن‬
‫ننننننننن نننن نن ننننن ننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن ننننننن نننن نن نننن ننن‬
‫ننننننن نننن ن نن ننن ننننننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننن نننننننن نن ننننن ننننن‬
‫نننننن نننننننن ننن ننن نننننن ن نن‬
‫ننن ننن نننن نننننن نن ننننن نننننن‬
‫نننننن نن ننننننن ننن ننن نننن نننن‬
‫نننننن نننن‪.‬‬
‫‪" -17‬ننننننن نننن نننننن"ن نن "نننن‬
‫ننننننن"ن ن ننننن نننن‪ :‬نن ننن نننن‬
‫ننن نننننن‪ .‬ن ننننننننن نننننن ننننن‬
‫نن ننن نن ننننن ننننننن ن نننننن‬
‫نننننننننن نن نن ننن ننننننن نننن‬
‫ننن ننننن نننن ننننن نن ننننننن ننن‪ .‬ن‬
‫نن ننن ننننن نننننن ننننننن ن نننننن‬
‫ننن نننننن نننن نننن نننن نننننن‬
‫نننننننن نننن نننن ننن ننننن نننننن‬
‫ن ننننننن ن نن نننن ننن ننننن‬
‫نننننننن ن ننن ننن نننننن نننننن‬
‫نننننن نننننننن نن ننن نننن ن نننن‬
‫ننننن نننن‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪" -18‬ننننن ننن ننن نننن" ن "ننن نننن‬


‫ننن"ن ن ننننننننن نن ننننننن ننن‬
‫نننن ننن ننن ننننننن نن نننننن نن‬
‫نننننن نن ننن نننننننن نننننننن ن‬
‫نننننن ن ننننن نن نننن ننن نننننننن ن‬
‫نننن نن ننننن ننننن ننننننن نننننننن‬
‫ننننننن ننننن نننننننن نننننن ننننن‬
‫ننن ننن ننننن نن نننننن نننن‬
‫نننننننن ن نن ننن ننننن‪ .‬ننن ننن نننن‬
‫نننن نننن نننننننن نن نننننن ننن‬
‫نننننننن نننننن ننن‪.‬‬
‫ننننن ننن ننن نننن نننننن نننننن‬
‫نننننننن نننن ننننننن ننن ننننن‬
‫نننننن نننن ننننننن نننن‪ :‬ننننن‬
‫ننننننن نننننننننن نننننن نن‬
‫ننننننن ننننننن ‪ -‬ننننن نننننن نننن‬
‫نن ننننن ننننن ننننننننن ننننن‬
‫نننننننن ‪ -‬نننن ننن ننن نننن نننننن‬
‫نننننن نننن نننن ننن نن نننننن ننن‬
‫ننن نننننن نننن ننن نننننن‪.‬‬
‫‪" -19‬نننننن نننن ننننننن"ن نننننن‬
‫نننننن ننن نننننننن ن نن ننننننن‬
‫ننننننن "ننن نن نننننن نن ننن ننن نن‬
‫ننننننن نن نننننننن ننن نننن نننن‬
‫ننن ن ننن ننن نن ننن نننن ننننن ن‬
‫نننننن ننننن نن ننن ننن ن ننن نننن ننن‬
‫ننننننن ن نن نننن نننن ننن نننننن‬

‫‪87‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن ن نننننن ننننن نننننن ن نن‬


‫نننن ننن نن ننن نن")‪.(1‬‬
‫‪" -20‬ننننننن نن نننن نننننننن"ن ن‬
‫ننن ننننننن ننننن نننن ننن نننننن‬
‫ننن نننن ننن نننننن نننننن نننن‬
‫ننننننن ن نننن نننننن نننننن نننننن‬
‫ننن نننن نننننن ننننننن ن ننن ننن نن‬
‫نننن نننن نن ننن ننن ننننن ننن نن‬
‫ننننن نن ننننننن ن ننن نننننن‪.‬‬
‫‪" -21‬نننننن ننننن"ن ن نن نن ننننننن‬
‫ننننن نننن ننننن ننننن ننننن‬
‫ننننننننن ننن ننن ننننن ننننننن ن‬
‫نننننن نن ننننننن نن نننننننن نننن‬
‫نننننن ننن ننننن ن ننن ننننننن ن نن‬
‫ننن نننننن نننن نن نن نن ننن ننننننن‬
‫نننننن ن ننننن‪ .‬ن "نننننن نن ننننن‬
‫ننننن نننن ننن ننن نننننن ن ننننن‬
‫نننن ننن ننن ننن")‪.(2‬‬
‫‪ -22‬ن "ننننن نن ننننننن ننننننن"ن‬
‫نن ننن نن نن ننن نننن نننن نننن ننن‬
‫نننن نننن نننننننن ن ننننننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬شرحا الكوكب المنير لحمد الفتوحي‪ ،390 :‬مطبعة السنة‬ ‫‪1‬‬

‫المحمدية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1953 ،1‬م‪.‬‬


‫)‪ (1‬التعريفات للجرجاني‪ ،188 :‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪،1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.1985‬‬
‫‪88‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -23‬نننننن ننن نننننن ن ننن ننننننن‬


‫ننن نننن نننن نن ننننن ن ننن نن‬
‫ننننن ننننن نن ننننن‪" :‬نن‬ ‫ننننننن ننن ن‬
‫نننن ن نن نننن نن نن ننن ننن ننن‬
‫نننن")‪(3‬ن نننن ننن ننننن نن نننننن ننن‬
‫ننننن نننننن ‪-‬ننن ننن ننن ننننننن ‪-‬ننن‬
‫نن نننننن ننننننن‬ ‫نن ننن نننن ننننن‬
‫ن ننن نننن ننن ننن‬‫نننننننن نننن نننن‬
‫ننن ننن نن نننن نننن نننننن نن ننننن‬
‫نننننننن ن نن ننننن ننن نننننن نننن‬
‫ننننننن ننن نننن ننن ننن نننننن‬
‫نننننننن نن نننننننن ننن نننن ننن نن‬
‫نننننن نننن‪.‬‬
‫‪ -24‬نننننن نننننن ننننن نننننن‪ .‬نننن‬
‫ننن نننننن نن نننن نن نننن ننن نننن نن‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن ننن ننن نننن ننن ننن‬
‫ننننن نن ننننن ننن ننن نننن نن ننننن‪.‬‬
‫ن‬

‫)‪ (2‬أخرجه ابن السني في الطب وأبو داود في الديات والنسائي في‬ ‫‪3‬‬

‫القسامة وابن ماجه في الطب‪،‬من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه‬


‫عن جده عن ‪ ‬ننننن نننننننن نن نننن نننننن ننننننن‬
‫نننن نن ننن نننننن نننننن نننننننننن‪.4/135:‬‬
‫‪89‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -25‬ن ننننننن نن نننن ننننننن‬


‫نننننننن نننن نننن نن ننننننن ننن‬
‫نننننننن ننننننن ن ننننننننن نن‬
‫ننننننننن نننننننن ن ننننننننن‬
‫ننننن نن نن نننن نننن نننن ننن نن‬
‫نننننن نننن نننننن ن ننننن نننننن‬
‫نننن‪.‬‬
‫‪ -26‬ن نن نننن ننن نننننن نننن ننن ننن‬
‫ن نننن ننننن نننن نن ننننن‪.‬‬
‫‪ -27‬ن ننن نننننن نننننن نن ننننن نن‬
‫ننن ننننننن ننننننن ن نننننننن نننن‬
‫نننننن ننننن نننننننن ن نننننن‬
‫نننننن ننننن ننن نن ننننن ننننننن‬
‫نننننن ننننننن ننننننن‪.‬‬
‫‪ -28‬ن نن ننننن ننننننن نننن ننننن‬
‫ننننننننن نن نننن نننننن ننننن ن‬
‫نننن ننن نننننن نننن ننننن ننننننن‬
‫نننننن نننننننن نن نن ننننن نننن‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفصل الثاني‬
‫أثر التداوي في الصلة و الصيام‬

‫‪91‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪92‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و نتناول هذا الفصل في مبحثين‬


‫أساسيين هما‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬أثر التداوي في الطهارة و‬
‫الصلة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أثر التداوي في الصيام‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬أثر التداوي في الطهارة و‬
‫الصلة‪:‬‬
‫ل جرم أن ثمة مسائل فقهية أسفر عنها التداوي‬
‫و ل سيما بواسطة الوسائل الطبية المعاصرة‪ ،‬و‬
‫في هذا المبحث أرصد ما تيسر لي ملحظته في‬
‫بيان وجه العلقة مع التأصيل الشرعي وفق التي‪:‬‬
‫أول‪ :‬الحجر الصحي‪:‬‬
‫و يعتبر الحجر الصحي من التشريعات المعاصرة‬
‫و الوسائل الطبية المعاصرة‪ ،‬و للعلم فقد سجل‬
‫السلم سبقه في هذا الموضوع؛ و ذلك في حالة‬
‫وجود مرض معدي‪ ،‬و قد وردت أحاديث صحيحة‬
‫في منع الدخول و الخروجا من البلد الذي انتشرت‬
‫فيه هذه المراض المعدية كالطاعون مثل؛ قال ‪:‬‬
‫"ننن ننننن نننننننن نننن ننن‬
‫نننننننن ن ننن ننن نننن ن نننن نننن‬
‫ننن نننننن نننن")‪.(1‬‬
‫ن نن نننن ننننننن)‪ (2‬ن نننن)‪ (3‬نن‬
‫ننننننن نننننن ننننن‪.‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه البخاري في كتاب الطب‪ ،‬ما يذكر في الطاعون‪) ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (14/366‬برقم )‪ (5728‬في حديث أسامة ابن زيد‪ ،‬و الترمذي برقم‬


‫)‪.(985‬‬
‫)‪ (2‬انظر ما رواه البخاري بالرقام التية‪3214 ) ،(2618 ) ،(1747 ) :‬‬ ‫‪2‬‬

‫(‪.(5291 ) ،(5290 ) ،(3215 ) ،‬‬


‫)‪ (3‬انظر ما رواه مسلم حول الطاعون بالرقام التية‪) ،(2449 ) :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ (4108) ،(3540) ،(3539‬و ) ‪.(4109‬‬


‫‪93‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننننن ننننن نننننن‪:‬‬


‫ننن نن ننننن نن ننننننن ننننن‬
‫ننننننن ن نن نننن ننن نننننن ننن نننن‬
‫نننننننن ننننننننن ن ننننن نننن‬
‫ننننننن نن ننن ننننن ننن نننن ن‬
‫نننننن ن ننننن ننن ننننن ننننن ننننن‬
‫نن ننن ننننننن نننن ن نننننن نننن‬
‫نننننن ننننننن ن ننننن نننننننن ن نن‬
‫ننن ننننن ننن ننننن ن ننننننن نننننن‬
‫نننن ن ننننن نننن نننن ننن ننن نننن‬
‫ننننننن ننننننن نننننن ننننننننن‬
‫نننننن ن نننن ننننن ن نننننن ننننننن‬
‫ن نننننن ن ننننننن ن نننننن ن نننننن‬
‫ننننننن ن نننن ن نننننن )ننننننننن( ن‬
‫نننننننننن ننننننن ننننننننن ن‬
‫نننننن ن ننننننننن )نننننن(‪..‬ننن‪.‬‬
‫ننن نننننن نننننن‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نن ننن نننن ننننن ننننننن نننننن ن‬


‫ننن نننن ننننننننن نننن نننننن ن ننن‬
‫نننن نن نننن ننن نننننننن ننننننننن‬
‫ن ننننن ننننننننن ننننننن نن ننن ننن‬
‫ننننننن نننننننن ننننن نننننن ننن‬
‫نننننننن ن نننننن نن ننننن ننن ننن‬
‫ننننن ن ننننننن ننن نننننننن ن ننننن‬
‫نن ننن ننننن ننننننن ننننننن نن‬
‫ننننن ننننننن ن ننننننن ننننننننن‬
‫نننننن ن ننننن نننننن‪ .‬ن نننن ننن نننن‬
‫ننننننن ن نننننن ن نن نننن نننن نن نن‬
‫نننن ننننن ن ننن نن ننننن ننننننننن‬
‫نن نننن ننننننن ننن ننننننن نننننن‬
‫ننننن ننننن نننننن ن ننننن‪.‬‬
‫ننننن ننننن نننن نن نننننن‬
‫ننننننن ننننن ننننننن‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نن ننن ننننننن نننننن نننننننن‬


‫نننننننن نن ننننن ننننن ننن نن ننننن‬
‫ننننننن ننننننن نننننن ن نننن نن‬
‫ننننننننن ن ننننن نننن ننن نن نننن‬
‫ننننننن ننن نننن ننننننن ننننن نن‬
‫نننننننن ن نن نن نننننن‬
‫ن نننن ننننننن ن نن نن نننن نننننننن ن‬
‫نننن نننننننن نن ن نننننن نن ننننننن‬
‫ننننننن ننن ننننننن‪ :‬نننننن ننننننن‬
‫ن نننننن نننننن ن ننن نننن ن ننننن ننن‬
‫نننننن نننننن نن ننننن نننننننن‬
‫ننننن نننننننن نننننن نن نننننننن‬
‫ننننننن نن ننننن ننننننن ن نننن‬
‫نننننن ننننن نننننن ن نننننن ننننن‬
‫ننننن ن نن ننننن ننن نننننن نن‬
‫ننننننن ننننننن ن نننننننن نن نننن‬
‫نن ننننننننن ننننننن نننننننن نن ننن‬
‫ننننن ننننننن ن نننننن ن ننننننن ن‬
‫ننننننن ن ننننننن‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬ننننننننن ن ننننن ننن ننن‬
‫نننننن ن ننن نننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننننننن نن‪" :‬ننن" ن ننن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننن نن ننن ننن نننن ن نننن‪:‬‬
‫نننن ننننن ننننن ن نننن نننن نننن‬
‫نننننن نننننن ننننننن)‪.(1‬‬
‫)‪ (1‬انظر مادة‪) :‬حول( في اللسان و القاموس المحيط و تاجا‬ ‫‪1‬‬

‫العروس‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننن نننننن نننننن نننن نن نننننن‬


‫نننننننننن نننننننننن‪ :‬نن نننن ننننن‬
‫ننننن ن نننننن ن ننننننن ننن ننننن ن‬
‫ننننن ننننن نننننن ننننننن ننننن‬
‫نننننن ن نننننن ننن ننننن ن نننن نننن‬
‫نن ننننن ننننننننن ننن ننن ن ننننننن‬
‫ننننن ننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن نننننن نننننننن‪:‬‬
‫ن ننن نن نننن ننننننن ننننننن نن‬
‫)‪(1‬‬
‫ننن نننننننن ن ننننن ننن ننننننن‬
‫ننننن نننننن نننننن ننننننننن ن‬
‫ننننننن ننن ننننن نننننن نننن‬
‫نننننننن ن ننننننن نننن ننننن ‪:‬‬
‫"نننن ننننن ننن ننن ننن")‪(2‬ن‬
‫ن ننننن ننن ننن ننن نننن ننن ننننن‪ .‬ن‬
‫ننننن ننننن نن نننن نننن نننننن‬
‫نننننن ننننننن ن نننن ننن نننن‬
‫نننننن ن نن ننن‪.‬‬
‫ننننننننن ن ننننن ننن نننن‬
‫نننننن‪:‬‬

‫)‪ (2‬الحنفية و الشافعية و المالكية في رواية سحنون و الحنابلة في‬ ‫‪1‬‬

‫رواية‪.‬‬
‫)‪ (3‬أخرجه مسلم في كتاب الطهارة‪ ،‬باب جلود الميت بالدباغ‪) ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،(1/191‬برقم )‪ (838‬من حديث ابن عباس‪ ،‬و الترمذي برقم )‬


‫‪.(1650‬‬
‫‪97‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننن ننننننن ننننننن ن نننننن ن‬


‫ننننننن نننننن ننننن ننننن ننن‬
‫نننننن نن نننن ننننن نننن نننننن‬
‫ننننن ننن ننننن ننننننن ننننن‬
‫نننننننن نن نننننن نننننن)‪ .(1‬ن ننن‬
‫نننننن ن ننننننن ن نننننن ن ننننننن‬
‫ننن نننن نن ننن ن ننن نننننن نننننن‬
‫ننن ننننننننن نننن نننن نن نننننن نن‬
‫نننن ننننن ن ننن نن نننن ننننن ننننن‬
‫نننن ننن ننننن ننننننن ننننن ن نن‬
‫نننن نننننن نننن ننن ننننننن ننننن ن‬
‫ننننننن نن نننن نننن نننن ن ننننن ن‬
‫نننننن ن نننن نن نننن ننن نننن ن ننن‬
‫نننن نننن ن ننننن ننن ننن ننننن ن‬
‫ننننن ننننننن ننننن ننننن نننننن‬
‫نننن ننن ننن نن ننن نننن‪.‬‬
‫ننن ننننننن ننننن نن نننننننن‬
‫ننننننن ننن ننننن ننننن ننننن‪.‬‬
‫نننن ن ننن نن نننننن نننننن‪" :‬ننن‬
‫نننننن نننن")‪ .(2‬ن ننن ننن نننن نننن‬
‫ننن ننننن نننننن نننن ننننننن نننن ن‬
‫ننننن ن نننن ننن نننن نننن ننن ننن ننن‬
‫ننننن ننن ننن ننن ننن)‪.(3‬‬
‫)‪ (1‬انظر البحر الرائق‪.1/107 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬أخرجه مسلم في كتاب الشربة‪ ،‬فضيلة الخل والتداوي به)‬ ‫‪2‬‬

‫‪ (6/125‬برقم )‪ (5471‬من حديث عائشة ‪-‬رضي الله عنها‪.-‬‬


‫)‪ (3‬انظر المحلى‪.7/429 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪98‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننن ننننننن ننن ننننن‪" :‬نننننن‬


‫ننن ننن نننن ننن نننننننن نننننن ننن‬
‫ننن نننننن نننننننن ن ننننننن نن‬
‫ننننن نننننننن نننن نننن نننن نننن‬
‫ننننن نننن" )‪.(1‬‬
‫ننن ننننننننن نن ننننن ننن‬
‫نننننن ن ننننن‪:‬‬
‫ن ننن ننن ننننن ننننن ن نننننن ننن‬
‫نننننن ننن ننن ننننننن)‪(2‬ن‬
‫ن نننن ننن ننن ننن نننننن ن نن ننن‬
‫ننننن ننننننن نن نننن ننننننن ننن‬
‫ننننن ننننننن نن ننننن ن نننننن ننن‬
‫نننننن نن ننننننن ننن نننن ننن‬
‫ننننننن ن نننن ننننن نننن‪.‬‬
‫ننن ننننننننن نن ننننن‪:‬‬

‫)‪ (1‬مجموع الفتاوى‪.21/503:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر فتح القدير‪.201-1/200 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪99‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن نن نننن نننن نن ننننننننن نن‬


‫ننننن نننن ننننننن ننننننننننن نننن‬
‫ننن ننننننن نن نننننن ننن نننن ننن‬
‫نننن ننننن ننن ننننننن ن نننن نننننن‬
‫نن ن ننننننن نننن ننن ننننننن ننن‬
‫ننننن‪" :‬ن نن ننننننن نننن ننننن نن‬
‫ننننننن ن ننن نن نننن ننن ننننننن‬
‫نننن نن نننن ن نننننن ن ننن ننننننن ن‬
‫ننن نننن نننن نننن ننن نن ننننن نن‬
‫ننننن ن ننننننن نن ننن نننن نن ن نن‬
‫نننن ن نن ننن ننننننن ننننن ننن نن‬
‫ننننن ننننننن نن نننننن نن ننن‬
‫نننننن ننن ننننن نننننن ن نننننن ننن‬
‫ننننننن نننننن نننن ننن نننن ننننن‬
‫نننننن ننننننن‪ .(1 )"..‬ن ننننن ننن ننن‬
‫ننننن نننننننن نننن نننننن نن نن‬
‫نننن ننن ننن نننننن ننننن ‪" :‬ننن ننن‬
‫ننننن ننننن نن نننن ننننن")‪.(2‬‬
‫ننن ننننننننن نن نننننن‪:‬‬

‫)‪ (3‬مجموع الفتاوى‪.21/501 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ‪ (1‬أخرجه الترمذي برقم ) ‪ ،(62‬و أبو داود برقم ) ‪ (59 ) (58‬و‬ ‫‪2‬‬

‫النسائي ) ‪ ،(526 ) (52‬و ابن ماجه ) ‪.(511 ) (510‬‬


‫‪100‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نن ننن نن ننننننن نننننن ننن‬


‫ننننننننن ننن ننننن نننن ننننن‬
‫نننننننن نننن ننننن نن نننننن ننننن‬
‫نننننن ننننننن نن نننننن ننن ننننننن‬
‫ننننننن ن نننننن ننن ننننننن‬
‫ننننننننن نننن ننننننن ننننننن ن ننن‬
‫ننننن ننننننن ننن ننن ننننن نن ننننن‬
‫ننننننن نننننننن ننننننن نننن‬
‫ننننننن نننننن نننن ننننن ننننننن‬
‫ننننن ننن ننن ننن نننننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫ﮋﭺﭻﭼ ﮊ)‪. (1‬‬
‫التطهر بمياه المجاري بعد تنقيتها‪:‬‬

‫‪ (2)1‬سورة المائدة‪ ،‬من الية‪.6:‬‬


‫‪101‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و هذا موضوع جديد بجدة الوسائل التقنية‬


‫المعاصرة التي تعمل على تنقية مياه المجاري‬
‫النجسة؛ بإزالة و عزل العناصر النجسة و الخلوص‬
‫إلى الماء الطاهر‪ ،‬و قد أعدت اللجنة الدائمة‬
‫للبحوث العلمية و الفتاء دراسة حول الموضوع)‪.(1‬‬
‫و قد قدمته بين يدي هيئة كبار العلماء من جراء‬
‫استصدار قرار فقهي حاسم؛ لما يترتب عليه من‬
‫مصالح و منافع)‪ (2‬في قضية المياه و حل أزماته‬
‫بالنسبة للشرب و الري على مستوى الزراعة و‬
‫الفلحة‪ ،‬و الطهارة في مجال العبادة؛ فطلع القرار‬
‫رقم ‪ 64‬بتاريخ‪25/10/1398 :‬هـ‪ ،‬و نصه‪ :‬بناء‬
‫على ما ذكره أهل العلم من أن الماء الكثير المتغير‬
‫بنجاسة يطهر إذا زال تغيره بنفسه‪ ،‬أو بإضافة ماء‬
‫طهور إليه‪ ،‬زال تغيره بطول المكث‪ ،‬أو تأثير‬
‫الشمس و مرور الرياحا عليه و نحو ذلك؛ لزوال‬
‫الحكم بزوال علته‪.‬‬

‫)‪ (3‬بعنوان‪" :‬حكم استحالة النجس إلى طاهر" نشرته مجلة البحوث‬ ‫‪1‬‬

‫السلمية عدد‪ ،47 :‬ص‪ ،39-15:‬و العضاء‪ :‬عبد الله بن منيع‪ ،‬عبد‬
‫الله بن غديان‪ ،،‬الرئيس عبد العزيز بن باز‪ ،‬و نائبه عبد الرزاق‬
‫عفيفي‪.‬‬
‫)‪ (4‬انظر التعليق على الموضوع في رسالتنا للدكتوراه‪ :‬نظرية‬ ‫‪2‬‬

‫الستصلحا بين التقعيد الصولي و التطبيق الفقهي المعاصر‪:‬‬


‫‪.1351-3/1350‬‬
‫‪102‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و حيث إن المياه المتنجسة يمكن التخلص من‬


‫نجاستها بعدة وسائل و حيث إن تنقيتها و تخليصها‬
‫مما طرأ عليها من النجاسات بواسطة الطرق‬
‫الفنية الحديثة لعمال التنقية يعتبر من أحسن‬
‫وسائل الترشيح و التطهير‪ ،‬حيث يبذل الكثير من‬
‫السباب المادية لتخليص هذه المياه من النجاسات‪،‬‬
‫كما يشهد بذلك و يقرره الخبراء المختصون بذلك‪،‬‬
‫ممن ل يتطرق الشك إليهم في عملهم و خبرتهم و‬
‫تجاربهم‪.‬‬
‫لذلك فإن المجلس يرى طهارتها بعد تنقيتها‬
‫التنقية الكاملة‪ ،‬بحيث تعود إلى خلقتها الولى‪ ،‬ل‬
‫يرى فيها تغير بنجاسة في طعم و ل لون و ل ريح‪ ،‬و‬
‫يجوز استعمالها في إزالة الحداث و الخباث و‬
‫تحصل الطهارة بها منها‪ ،‬كما يجوز شربها‪ ،‬إل إذا‬
‫كانت هناك أضرار صحية تنشأ عن استعمالها فيمتنع‬
‫ذلك‪ ،‬محافظة على النفس و تفاديا للضرر‪ ،‬ل‬
‫لنجاستها‪.‬‬
‫و المجلس إذ يقرر ذلك‪ ،‬يستحسن الستغناء‬
‫عنها في استعمالها للشرب متى وجد إلى ذلك‬
‫سبيل احتياطا للصحة‪ ،‬و اتقاء للضرر‪ ،‬و تنزها عما‬
‫تستقذره النفوس‪ ،‬و تنفر منه الطباع و الله‬
‫الموفق)‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬مجلة البحوث السلمية عدد‪ ،17 :‬ص‪ ،41-40:‬و عدد‪ ،49 :‬ص‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،361-359‬و نظرية الستصلحا للباحث‪.3/1353:‬‬


‫‪103‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫هذا و إن مجمع الفقه السلمي التابع لرابطة‬


‫العالم السلمي في دورته الحادية عشرة بمكة‬
‫المكرمة في تاريخ الحد ‪ 13‬رجب ‪1409‬هـ قد‬
‫نظر في السؤال عن حكم ماء المجاري بعد تنقيتها‪،‬‬
‫هل يجوز رفع الحدث بالوضوء و الغسل به؟ و هل‬
‫إزالة النجاسة منه؟‬
‫و بعد مراجعة المختصين بالتنقية بالطرق‬
‫الكيماوية‪ ،‬و ما قرروه من أن التنقية تتم بإزالة‬
‫النجاسة منه على مراحل أربع و هي‪:‬‬
‫الترسيب و التهوية‪ ،‬و قتل الجراثيم‪ ،‬و تعقيمه‬
‫بالكلور‪ ،‬بحيث ل يبقى للنجاسة أثر في طعمه و‬
‫لونه و ريحه‪ ،‬و هم مسلمون عدول موثوق بصدقهم‬
‫و أمانتهم‪.‬‬
‫قرر المجمع ما يأتي‪:‬‬
‫إن ماء المجاري إذا نقي بالطرق المذكورة أو ما‬
‫يماثلها‪ ،‬و لم يبق للنجاسة أثر في طعمه و ل في‬
‫لونه و ل في ريحه صار طهور يجوز رفع الحدث و‬
‫إزالة النجاسة به؛ بناء على القاعدة الفقهية التي‬
‫تقرر أن الماء الكثير الذي وقعت فيه النجاسة‬
‫يطهر بزوال هذه النجاسة منه إذا لم يبق لها أثر فيه‬
‫و الله أعلم‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬استعمال الدواء لرفع الحيض‪:‬‬
‫و من الوسائل الطبية المعاصرة الهتداء إلى‬
‫صناعة أدوية ترفع الحيض عن المرأة‪ ،‬و هذه العادة‬
‫وجدت قديما؛ فقد روي أن ابن عمر سئل عن‬

‫)‪ (1‬مجلة البحوث السلمية‪ :‬عدد ‪ ،49‬ص‪ ،366-365 :‬و نظرية‬ ‫‪1‬‬

‫الستصلحا مرجع سابق‪.1355-3/1354 :‬‬


‫‪104‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الحائض تشرب الدواء ليرتفع حيضها حتى تطوف و‬


‫تنفر؟ فأجاز ذلك و نعت لهن ماء الراك)‪.(1‬‬
‫و لهذه الوسيلة في حبس الدورة الشهرية أثر‬
‫على العبادات مثل الحج للطواف و الصيام‪ ،‬بل و‬
‫الصلة أيضا بحيث إنها تصلي و تصوم و تطوف و‬
‫يأتيها زوجها و ل حرجا؛ لنها تصير طاهرة غير‬
‫حائض‪ ،‬و الحكم يدور مع علته وجودا و عدما‪.‬‬
‫القول بكراهته؛ لنه مظنة الضرر‪:‬‬
‫قال الشيخ أحمد الصاوي المالكي‪ :‬من سماع‬
‫ابن القاسم من استعملت الدواء لرفعه عن وقته‬
‫المعتاد فارتفع فيحكم لها بالطهر و عن ابن كنانة‬
‫من عادتها ثمانية أيام مثل فاستعملت الدواء بعد‬
‫ثلثة مثل رفعه بقية المدة فيحكم لها بالطهر خلفا‬
‫لبن فرحون من الصل لكن قال العلماء‪ :‬هذا‬
‫العلجا مكروه؛ لنه مظنة الضرر)‪.(2‬‬
‫القول بجوازه مع أمن الضرر و إذن‬
‫الزوج‪:‬‬
‫و قال الحنابلة‪ :‬و يجوز شرب دواء مباحا لقطع‬
‫الحيض مطلقا ا مع أمن الضرر‪ ،‬و منهم من علق‬
‫الجواز على إذن الزوجا)‪.(3‬‬
‫و أن يكون الدواء معروفا‪:‬‬

‫)‪ (2‬مصنف عبد الرزاق الصنعاني‪ ،1/318:‬ط المكتب السلمي‬ ‫‪1‬‬

‫بيروت‪.‬‬
‫)‪ (1‬بلغة السالك لقرب المسالك‪،1/73 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬النصاف للمرداوي‪ ،1/383:‬ط دار إحياء التراث العربي‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪105‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و قال في المغني‪ :‬و ل بأس أن تشرب المرأة‬


‫دواء يقطع عنها الحيض إذا كان دواء معروفا)‪ .(1‬قال‬
‫ابن قيم‪ :‬إذا كان دواء يعرف‪ ،‬فل بأس)‪.(2‬‬

‫)‪ (3‬المغني‪ ،1/409 :‬مع الشرحا الكبير ط دار الفكر‪1401 ،‬هـ ‪1984‬‬ ‫‪1‬‬

‫بيروت‪.‬‬
‫)‪ (4‬بدائع الفوائد‪ ،4/94 :‬جامع الفقه الموسوعة الكاملة لبن القيم‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.1/320‬‬
‫‪106‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و أن يكون باستشارة الطبيب‪:‬‬


‫قال الشيخ يوسف القرضاوي‪ :‬إن تناول هذه‬
‫الحبوب ليس ممنوعا شرعا! إذ ل دليل على منعه‬
‫ما لم يكن من ورائه ضرر بالمرأة؛ و لهذا يحسن أن‬
‫يكون باستشارة طبيب مختص)‪.(1‬‬
‫و به أفتى الجلة من الفقهاء المعاصرين كالعلمة‬
‫ابن باز)‪ ،(2‬و الشيخ محمد بن عثيمين)‪ ،(3‬و الشيخ‬
‫محمود الصواف)‪ ،(4‬و الشيخ عفيف عبد الفتاحا‬
‫طبارة)‪ ،(5‬و الشيخ سيد سابق)‪ ،(6‬و اللجنة الدائمة‬
‫للبحوث العلمية‬
‫و الفتاء)‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬تيسير الفقه )فقه الصيام(‪ ،47:‬ط ‪ 3‬مؤسسة الرسالة بيروت‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1414‬هـ ‪1993‬م‪.‬‬
‫)‪ (2‬مجموع فتاوى و مقالت متنوعة لسماحة الشيخ بن باز‪ 71:‬و‬ ‫‪2‬‬

‫فتاوى الحج للنساء لبن باز‪ ،3:‬فتاوى تتعلق بالحج و العمرة و الزيارة‬
‫من إجابة الشيخ‪.70:‬‬
‫)‪ (3‬انظر من الحكام الفقهية في الفتاوى النسائية‪.25-24:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬الحج في السلم‪.177:‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (5‬مناسك الحج و العمرة‪.99:‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (6‬فقه السنة‪.1/632:‬‬ ‫‪6‬‬

‫)‪ (7‬فتوى رقم )‪ (3111‬و فتوى رقم )‪.(2830‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪107‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫رابعا‪ :‬رأي الطب الحديث بأن الحامل ل‬


‫تحيض‪:‬‬
‫إن هذه المسألة أرقت الفقهاء القدامي‪ ،‬و‬
‫اختلفوا هل المرأة الحامل تحيض أم ل؟ على‬
‫قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬إن الحامل قد تحيض‪:‬‬
‫و هو قول مالك)‪ (1‬و الشافعي في الجديد و‬
‫سفيان الثوري)‪ (2‬و قول عند الباضية)‪ ،(3‬و احتجوا‬
‫بوجود علمات الحيض و صفاته و زمن إمكانه‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬إن الحامل ل تحيض‪:‬‬

‫)‪ (1‬انظر أقرب المسالك‪ ،1/164:‬و أحكام القرآن لبن العربي‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،3/1110‬والزرقاني على الموطأ‪ ،1/118:‬و حاشية الدسوقي‪:‬‬


‫‪ ،1/169‬وانظر المنهل الفائض في حل أشكل قضايا النفساء و‬
‫الحائض د‪.‬حسن يشو‪.48:‬‬
‫)‪ (2‬المجموع‪ ،363-2/361 :‬و روضة الطالبين‪ ،1/174 :‬و مغني‬ ‫‪2‬‬

‫المحتاجا‪.119-1/118 :‬‬
‫)‪ (3‬شرحا النيل ليوسف بن أطفيش‪ ،182-2/181 :‬ط دار الفتح‬ ‫‪3‬‬

‫بيروت‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و أن الحيض و الحمل ل يجتمعان‪ ،‬و أن الدم‬


‫الذي تراه الحامل هو دم استحاضة ل حيض‪ ،‬أي دم‬
‫علة و فساد ليس إل؛ و هذا قول الجمهور‪ :‬قول‬
‫الحنفية)‪ ،(1‬و الشافعي في القديم)‪ ،(2‬و الظاهرية ‪،‬‬
‫)‪(3‬‬

‫و هو قول ابن المسيب و الحسن و عطاء و محمد‬


‫بن المنكدر و جابر و عكرمة و جابر بن زيد و‬
‫الشعبي و مكحول و الزهري و الحكم و حماد و‬
‫الوزاعي و أبو يوسف و أبو ثور و أبو عبيد و القاسم‬
‫و ابن المنذر‪ ،‬قال ابن قدامة‪ :‬و هو قول جمهور‬
‫التابعين)‪(4‬؛ و اعتمدوا على أدلة منها حديث سالم‬
‫عن أبيه أنه طلق امرأته و هي حائض؛ فسأل عمر‬
‫النبي ‪‬ن نننن‪" :‬ننن نننننننننن نن‬
‫ننننننن ننننن نن ننننن")‪(5‬ن نننن‬
‫ننننن نننن ننن ننن ننننن ننن ننن‬
‫ننننن نننن نننن)‪.(6‬‬
‫ننننن ننننننن‪:‬‬
‫نن نن نن ننن ننننننن نننن نن نننننن‬
‫ن نننننننن ننننننن ننننننن ن نننن‬
‫ننننننن ن نن نننن نننن نننن ننننن‬
‫ننننن نننن ننن ننننننن نننننن‪:‬‬

‫)‪ (4‬شرحا فتح القدير لبن الهمام‪.1/186 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (5‬مغني المحتاجا‪.1/119 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (6‬المحلى‪.2/1990 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (7‬المغني‪.1/405 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه أحمد في مسنده‪ ،2/26 :‬و أصل الحديث في الصحيحين‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫انظر مشكاة المصابيح‪.2/208 :‬‬


‫)‪ (2‬انظر كتابنا المنهل الفائض‪.49:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪109‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .1‬نننن نننن نننننننن نن نننننن‬


‫نننننن ننننن ن ننن ننننننن نننننن ن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫‪ .2‬ننننن نننن نننننن ن نننن نننن‬
‫نننننن ننننن نننننن ن نننن ننننننن ن‬
‫ن‬
‫نن نننن نن نننن نننننن ننننننن نننن‪.‬‬
‫‪ .3‬ننننن ننننننننن ن نن ننن ننن‬
‫ننننن ن نننن ننننن نن ننن نن ننننننن‬
‫ننن نننن ننن نننننننن نننن نننننن ن‬
‫ننن ننننن ننن نننن ننننن ن ننن نننننن‬
‫نن ننن ننننن ننننن نن نننن ننننن ننن‬
‫ننن نننن ننن ننن ننننن نننننننن‬
‫نننننننن ننن ننن‪.‬‬
‫‪ .4‬ننننن نننن ننن نننننن نننننننن ن‬
‫نن ننن ننننننن‪:‬‬
‫‪ ‬نننن ننننن ننننن نننن ننننن‪.‬‬
‫‪ ‬نننن نننننن نن ننن ننننن نن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫‪ ‬نننن ننننن نن ننن ننننن نن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫‪ ‬نننن ننننن نننننن‪.‬‬
‫ن نننن ننن نننننننن ننننننن نننن‬
‫نننن نن ننننن ننننن نننن ننننن ننن نن‬
‫نننن نننن ننننن نن نننننننن نن ننننن‬
‫نننن نن نننن ننننن ننننن ننن ننننن‬
‫ننننننننن نننن نننننن ننننننن‬
‫‪110‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننننن نننننن ن نن نننن نن نننن‬


‫نننن ننن ننن ننن ننننن‪.1‬‬
‫ننن ننن نن نننننننن ن ننننننننن‪:‬‬
‫ن ننن ننننن نننن ننن نن ننننننن ن‬
‫ننننن ننننننن نننننن نننننننن نن ننن‬
‫ننن نننننننن ن ننننننننن نننننن‬
‫نننننن نننن ننن ننننننن ن ننننن ننن‬
‫ننن نننننن ننننن ننن نننن نننن‬
‫نننننننن نن نننن ن نننن ن ننننن‬
‫نننننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬دراسات عن الحيض و النفاس‪ ،‬د‪ .‬نبيهة الجيار‪ ،57:‬و الحيض و‬ ‫‪1‬‬

‫النفاس بين الفقه و الطب‪ ،35-34:‬و المنهل الفائض‪.50-49:‬‬


‫‪111‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪112‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثاني‬
‫أثر التداوي في الصيام‬

‫‪113‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪114‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و لعل هذا المبحث من أطول مباحث دراستنا‬


‫هذه؛ لقوة العلقة بين الصيام و الوسائل الطبية‬
‫المعاصرة؛ فنحاول قصارى الجهد التركيز العلمي‬
‫على الجوانب القوية و المهمة من مسائله و الله‬
‫ولي التوفيق‪.‬‬
‫تعريف الصيام‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫الصيام في اللغة مأخوذ من مادة "صوم" و‬
‫هي أصل يدل على إمساك وركود في مكان‪ .‬و‬
‫لذلك يقال للصائم صائما لمساكه عن الطعام‬
‫و الشراب و النكاحا‪ .‬و قيل للصامت صائما لمساكه‬
‫عن الكلم؛ و منه قوله تعالى‪ :‬ﮋﭛ ﭜﭝﭞ ﭟﭠﭡﭢﭣﮊ)‪ (2‬و‬
‫كذا قيل للخيل صائمة إذا أمسكت عن السير‪.‬‬
‫و في الصطلحا‪ :‬المساك عن الطعام و‬
‫الشراب و الجماع من طلوع الفجر الصادق إلى‬
‫غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالى‪.‬‬
‫تعريف المفطرات‪:‬‬
‫و قد تناولها الفقهاء ضمن مبطلت الصيام و‬
‫ذا‪ :‬كل ما يبطل الصيام و يفسده؛‬ ‫مفسداته؛ فهي إ ا‬
‫و قد أجمع الفقهاء على أنها‪ :‬أكل أو شراب‬
‫أو جماع)‪ (3‬أو دم الحيض و النفاس)‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬انظر المادة من معجم مقاييس اللغة و لسان العرب‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬سورة مريم‪ ،‬من الية‪. 26: :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬الثلثة لقوله تعالى‪  :‬ننننن ننننننن ن نننننن نن ننن‬ ‫‪3‬‬

‫نننن ننن ن نننن ن نننننن ننن ننننن ننن ننننن‬


‫نننننن نن ننننن نننننن نن ننننن نن ننننن نننننن‬
‫ننن ننننن‪ ‬نننننن‪.187:‬‬
‫)‪ (4‬و الرابع؛ لحديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله ‪ :‬ننن"‬ ‫‪4‬‬

‫نننن ننن نننن نن ننن ن نن ننن" نننن نننن‪.‬‬


‫‪115‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و بعبارة أبي حامد الغزالي‪ :‬دخول داخل و خروجا‬


‫خارجا و جماع)‪.(5‬‬
‫المفطرات و التداوي بالوسائل الطبية‬
‫المعاصرة‪:‬‬
‫و هذا يمكن رصده عبر حالتين‪:‬‬
‫الولى‪ :‬بالداخل إلى الجسم‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬بالخارجا من الجسم‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬الخارج من الجسم‪:‬‬
‫نبدأ بالخارجا من جسم الصائم؛ لندرة نوازله‬
‫المعاصرة وفق التي‪:‬‬
‫و النوازل أتصورها في ثلث حالت‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أخذ عينات من الدم لجراء التحاليل‬
‫الطبية‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬التبرع بالدم؛ لغرض طبي‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬أخذ عينات من الكبد مثل‪.‬‬
‫و أتصور أن الحالة الولى تابعة للثانية من باب‬
‫أولى؛ ذلك لن التبرع بالدم يكون بكمية كبيرة على‬
‫خلف مجرد أخذ عينة بسيطة من جراء إجراء‬
‫التحاليل الطبية حسب طبيعة المراض‪ ،‬و كذا‬
‫تندرجا فيها الحالة الثالثة بشروط تذكر في محلها‬
‫الله أعلم‪.‬‬
‫تخريج مسألة الخارج من الجسم‪:‬‬

‫)‪ (1‬الوسيط‪ ،2/419 :‬ط دار الكتب العلمية ‪1422‬هـ‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪116‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إن مسألة الخارجا من الدم بحثها الفقهاء قديما‬


‫في موضوع "الحجامة"؛‬
‫و هي إخراجا الدم الفاسد من الجسم؛ و المقصد‬
‫من الحجامة هو التداوي‪ ،‬و هل لها أثر على الصيام‬
‫أم ل؟ هذا ما نبحثه في هذا المبحث وفق التي‪:‬‬
‫المذهب الول‪ :‬من قال إن الحجامة‬
‫تتفطر‪:‬‬
‫و لعل أصحاب هذا الرأي اعتمدوا على حديث‬
‫صريح في الباب و هو قوله ‪" :‬نننن نننننن ن‬
‫ننننننن")‪ .(1‬ن ننن نننن نننننننن ن‬
‫ننننن ن ننن نننننن ن نننن ننننن‬
‫نننننن)‪(2‬ن ن نننننن ننن ننننننن ننن‬
‫ننننن)‪.(3‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن ننن نن ننننننن‬
‫ن‬
‫نن نننن‪:‬‬
‫ن نن ننننن ننننن ننن ننننن ننن‬
‫نننننن نننننن‪:‬‬
‫نننن ننن نننن نننننن نن ننننن‬
‫ننن‪" :‬ننننن نننن نننن ‪ ‬ن نن‬
‫نننن")‪. (4‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه الترمذي في كتاب الصيام‪ ،‬باب كراهية الحجامة للصائم‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ ،(3/144‬برقم )‪ .(774‬و ابن خزيمة )‪ (1964‬و ابن حبان )‪(3535‬‬


‫و أحمد‪ ،‬من رواية رافع بن خديج و روي أيضا من حديث ثوبان و شداد‬
‫بن أوس؛ و قد صحح الحديث يغر واحد‪ ،‬انظر الستذكار لبن عبد‬
‫البر‪.10/122 :‬‬
‫)‪ (2‬انظر المجموع للنووي‪.6/349 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬حقيقة الصيام لبن تيمية‪ ،67 :‬ط المكتب السلمي‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬أخرجه البخاري في كتاب الجمعة‪ ،‬باب الطيب للجمعة )‪(5/36‬‬ ‫‪4‬‬

‫برقم )‪ ،(1939‬و أبو داود )‪ (2372‬و الترمذي )‪ (775‬و البيهقي‪:‬‬


‫‪.4/263‬‬
‫‪117‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننن نننن ننننننن نننن ن نننن)‪(1‬ن ن‬


‫نننن نننننن ننننن نننننن ننننن‪.‬‬
‫ننننن ننننننن‪:‬‬
‫نن نن نن ننننن نننننن ننننن نننن‬
‫نننن نن نننن ننننن نننننننن نننننن‬
‫ننن ننننن‪:‬‬
‫‪ . 1‬ن ننننن نننن ننن نننن نننننن ‪‬‬
‫ننن‪ :‬ننن نننن نننن ‪ ‬نننننن نن‬
‫ننننننن")‪. (2‬‬
‫‪ . 2‬ن ننن نننن ننن نن نننن ‪ ‬ننن‪ :‬ننن‬
‫نن ننننن ننننننن نننننن نن نننن‬
‫نن ننن نننن ننننن ن نن ننننن ننن‬
‫نن ننننن ‪ ‬نننن‪ :‬نننن ننننن نن‬
‫ننن ننننن ‪ ‬نننننننن نننننن ن‬
‫ننن ننن ننننن ن نن نننن")‪. (3‬‬

‫)‪ (5‬انظر المجموع‪ ،6/349 :‬بداية المجتهد‪ ،1/281:‬ط‪ .‬مكتبة ابن‬ ‫‪1‬‬

‫تيمية‪1415 ،‬هـ‪ ،‬تبيين الحقائق شرحا كنز الدقائق لفخر الدين‬


‫الزيلعي‪ ،1/329:‬ط‪ .‬دار الكتاب السلمي‪ .‬الفتاوى الهندية‪1/281 :‬‬
‫ط دار الفكر‪.‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه النسائي في السنن الكبرى في كتاب الصيام‪ ،‬باب‬ ‫‪2‬‬

‫الحجامة للصائم )‪ (2/237‬برقم )‪،(3241‬‬


‫و ابن خزيمة )‪ (1967‬و الدارقطني في سننه‪ ،‬في كتاب الصيام‪ ،‬باب‬
‫القبلة للصائم )‪ (2/182‬برقم )‪ (8‬و البيهقي‪ ،4/264 :‬و قال‬
‫الدارقطني‪ :‬كلهم ثقات‪.‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه الدارقطني‪ ،2/182 :‬و قال‪ :‬كلهم ثقات‪ ،‬و ل اعلم له علة‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫و البيهقي‪.4/268:‬‬
‫‪118‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ . 3‬ن ننن نننن نننن ننننننن ننن ننن‬


‫نننن نن نننن‪ :‬ننننن نننننن‬
‫ننننننن نننننن ننن ننن نننن‬
‫نننن ‪ ‬ننن‪ :‬ننن ننن نن ننن‬
‫ننننن")‪. (4‬‬
‫‪ . 4‬ننن ننن ننن‪ :‬ن نننن "نننن" نن نننن‬
‫ننن ننن نننننن ننن نننن ننننن ننن‬
‫ننننن ننننن‪.‬‬
‫‪ . 5‬ن نننننن نن ننننننن نننننن نن‬
‫نننننننن نن نن نننننن ننننننن نن‬
‫نننننننن ننننننن ننننن نن ننن‬
‫ننننن ن ننننننن ن نننن ننننن نن نن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫‪ . 6‬ن ننن نننننن نننن نننننننن ن نننننن‬
‫نننننن نننننننن ن نننننن ننننننن‬
‫نن نننننننن نننننن ن ننن ننننننن ن‬
‫ننننن نننننن ن ننن ننننن نننن‪.‬‬
‫ننن ننننن نن ننننن نننن‪:‬‬
‫ن نن ننن نننننن نننن نن نننن ننننن‬
‫نننننننن نننن ننننن نننن نننننننن ن‬
‫نننن نن نننننن‪ " :‬ننن ننننن )ننننن( نن‬
‫ننننن نن نننن نن ننننننن نن نن ننن‬
‫نننننن نننننن نننننن"‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننننن ننن ننننن‪:‬‬
‫نننن‪ :‬نننننن ننن نننن‪:‬‬

‫)‪ (3‬أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪119‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن نننننن ننن ننن نننننن ننن نننن‬


‫نننن نن ننننننن نننننن نننننننن‬
‫ننننننن ن ننننن نننننن ن ننننننن‬
‫نننن نننن ننن نننننن ننننن نننننن‬
‫ننننننن نننننن‪:‬‬‫ن‬ ‫نننننننن ننننن نن‬
‫ننننننن نننننن‪ :‬ن ننن ننننن‪:‬‬
‫ن ننننن ننن ننننن ننن نن نننننن‬
‫ننننن ننننن نننن نننن نننن نننن‬
‫ننننن ننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫‪ -1‬نننن نننننننن )نننننننن نننن(‪.‬‬
‫‪ -2‬ننن‪.‬‬
‫‪ -3‬ننننننن‪.‬‬
‫ن ننن نننننننن نننن نننن نننن نن‬
‫ننننن ننن نننننن نن ننن نننننن ن‬
‫ننننن نننننن نننننن ن نننن نن نننن‬
‫نننن ننن ننننننن نننننن ن ننن ننن‬
‫نننننننن نننننننن ننننننننن ن ننن‬
‫نننن ننن ننن نن ننننننن نننننن ن نن‬
‫نننن نننن ننننن ننن ننن نننننن)‪.(1‬‬
‫ننن ننننننن نننننن ننننن نننننن‪:‬‬
‫ن ننننننن نننننننن ننننن ننننن‬
‫ننننن نننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن نننننن نننن‪:‬‬

‫)‪ (1‬مجلة المجمع الفقهي عدد‪ ،10 :‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪،265 ،76 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر مفطرات الصيام المعاصرة د‪ .‬أحمد الخليل‪.40:‬‬


‫‪120‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننننن ننن نننن نننننن نن نننن‬


‫ننننن نننن ننن نننننن نننننن نننن‬
‫ننننننن ننننننن ن نننن ننن نننننن ن‬
‫نننننن نننننن نننن ننن ننننن ننن‬
‫ننننن نن نن نننننن ننننننن ننن ننن‬
‫نننننن ننن ننننن ن نن ننن ننن ننن‬
‫ننننن ننن نن نننننننن‪.‬‬
‫ن نن ننن نننن ننننن نن نن ننننن نننن‬
‫ننننننن نننننننن ن ننننن نننن ننن‬
‫ننننننننن ن ننننن نننن ننننننن‪ ..‬ن‬
‫ننننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننننن نن نننن‪:‬‬
‫ن نننننن نننن نن ننن ننننن نن نن‬
‫نننننن نن نننننن ننن نننننن نن ننن‬
‫نننننن نننن نننن ن نن ننن ننننن نننن‬
‫نن نننننننن نن نن‪.‬‬
‫ن ننن ننن نن نن ننننن ننننن ننن‬
‫نننننن نن ننن ن ننننن ننننن نننن نن‬
‫نننن نننننننن ن ننننن ننن نننن نن‬
‫ننننن ن ننننن نننننن نننننن ن ننن‬
‫نننننن ننننننن نننننن ننننننن ن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫ننننن ننننننن‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننن نننن نننننن ن نننننن نننن‬


‫ننننن ننننننن ننن نننننن نن نننننن‬
‫نننن نننن ن ننننننن‪ :‬نننننن نننننن‬
‫ننننن ننننن نن نننننننن ن ننننن ننن‬
‫ننننننن نن ننننننن ن نننننننننن ن‬
‫نننننن نننن ننننننن ن نننن ننننننن‬
‫نننننننن ننن نننننن نن نننن ن نن‬
‫ننننن نننن ننننن نننننننن نن ننننننن‬
‫نننن نننننن نننننن ننننن ننن ن نن‬
‫نننننن نننن نننننن ننن ننننن نن نن نن‬
‫نننن ن نن نن ننننن ن ننن نننن ننننن‬
‫ننننننننن نن نن ننننن ننن ننننننن ن‬
‫ننن ننننن ن نن نننننن نن نننن ننننن‬
‫ننننن ن ننن نننن ننننن نن نننننن ننن‬
‫نن نننن ننننن ن نننننن ن نننننن نننن‬
‫نن نننن ننننن ننننننن نننننننن‬
‫نننننن ننننن ن ننن ننن ننننننن‬
‫نننننننن نن نننن ننننن ننننن ننن نن‬
‫ننننننن نننن نننننن ننن نن ننننن‬
‫ننننننن ننننن نننننن ن نن ننننن ننن‬
‫نننن ننننننن نننن ننننننن ن ننننن نن‬
‫ننننننن ن نننن ننننننن ن نننن‬
‫ننننننن ن نن ننن ننن نن ننن ننن نن‬
‫نننننن ننننننن ننن ن نن ننن نن نننن‬
‫ننننننن ننننن نن نننن نن ننننن ننن‪:‬‬

‫‪122‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫"نننن نننن نننن ‪ ‬ننننن ن نن نننن نن‬


‫نن نننن")‪.(1‬‬
‫ننننننن ننننننن‪ :‬ننننن نننننن‪:‬‬
‫ن ننننن نننننن نن ننننن نن نننن ننن‬
‫نننن ننن نننن ننن ننننننن نن نننننن‬
‫ننن ننننننن ن ننننن ننن ننننن نننننن‬
‫نننننن نن نننن نن نننننن نن نننن ن‬
‫نننن نننن نننن نننن نننننن‪..‬‬
‫ننننن ننننننن‪:‬‬
‫ن ننننن ننننننن نننن ننن نن نننن‬
‫نننننن نن نننن ننننن نننن نننننن ننن‬
‫نننننن ننننننن نن نن نن نن نن نننن‬
‫ننننن ننن نننن نننننن‬

‫)‪ (1‬أخرجه البخاري في صحيحة‪ ،‬في كتاب الصيام‪ ،‬باب السواك‬ ‫‪1‬‬

‫الرطب واليابس للصائم )‪ (5/25‬معلقا في باب السواك الرطب و‬


‫اليابس للصائم‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننن ننن نننننن‪" :‬ن ننن نننننننن‬


‫نن ننن نن نننن نننننن ننن ننن ننننننن‬
‫ن ننن نن ننننننن نن نننن نن ننننننن‬
‫ننن ننن نن ننننننن نننننن نننن ننننن‬
‫نن نننن نن نننننن نننن ننننننن ن نن‬
‫ننن نننن ننننن ننن ننننننن ن نن‬
‫ننننننن نننن نننن نن ننننننن ننن ننن‬
‫ننن ننننن ننن ننن نننننن ن ننن‬
‫نننننن")‪ .(1‬ن نننن نننن ننننننن‬
‫ننننننن نن نننن ننننننن ن ننننننن‬
‫ننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن نن ننن ننننن‬
‫نننن‪:‬‬
‫ن ننن ننن نننن ننننننن ن ننن‬
‫ننننننن نننن ننن نن نن نننن نن ننن ننن‬
‫نننن نننن ننننن ننن نننن ننننن نن ننن‬
‫ننننن نننن نننننن نن ننن نننن ن ننننن‪.‬‬
‫ننن نن ننننننن نننننن نننننننن نننن‬
‫نن نننن ننن ننن نن نننننن ن نننن نن‬
‫ننن نننننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬بداية المجتهد‪ ،2/153 :‬ط‪ .‬مكتبة ابن تيمية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪124‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن نن ننننننن ننن نننن نننن ننننن‬


‫نننننن ننن ننن ننننننن نن نن نن ننن‬
‫ننن ننننن ن نن ننن نننن نن نننن‪ .‬ن ننن‬
‫ننن ننن نننن ‪" :‬نننن ننننن ننن ننن ن‬
‫ننن ننن ننن")‪ (1‬ن نننن ننن ننننن ‪‬‬
‫نننننن ننننن نن ننننن ننن ننننن ن ننن‬
‫ننننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن نننن نن ننن‬
‫نننننن ننن ننن ننن ننننن نن ننننن‪:‬‬
‫ن ننن نننن ننننن نن نننن ن ننن‬
‫نننننننن ن ننن ننننننن ننن ننننن ن ن‬
‫)‪(2‬‬

‫ننننننن ننن نن ننننن ننننن ننننن‬


‫نننن نننننن ن نن نننن ننن ننن نننننن ن‬
‫ننننننن ن نننن ننننن نننن ننن نن نن‬
‫ننننن ننننن ننن نن نننننن نن نننن ن‬
‫ننننننن ننن نن نننن ننننن ن نننننن ن‬
‫نن ننن نننننن ن نننننن ننننن نننن‬
‫نننننن ن نننننن ن ننن ننننن نننن‬
‫ننننن نننن‪.‬‬
‫ننننن ننننننن‪:‬‬

‫)‪ (2‬نصب الراية‪.2/253 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬انظر الفروع‪ ،3/46 :‬و المجموع‪.20/528 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪125‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننننن ننننن ننننننن نننن نننننن‬


‫ننن نننننن ن نن نن ننننن نن نننن ننننن‬
‫ننننن ننننن ننن ننننن ننن نننن‬
‫"ننننن ننننن" ن نن نننن نننن)‪(1‬ن ننن ن‬
‫نن نننن ننننننن ننن نننننن ننن‬
‫نننننن ن نن نن ننننننن ننننن نننن نن‬
‫نننننن نن ننن ن نن نننن! ن نن ننننن‬
‫نننن ننن ننن! ن ننن ننننننن ننننن‬
‫ننننننن ننننننننن نننن ننننن نن نننن‬
‫نننننننن نننن ننننن نننننننن نننن نن‬
‫نن ننننننن نننن نن نننن ننننن‪.‬‬
‫ن نن ننننن ننن ننننن ننننن نن‬
‫ننننننن ننننننننن ننن ننننن ننننن‬
‫ننننن نننن نننننننن نننن نننن)‪.(2‬‬
‫ننننننن ننننننن‪ :‬ننننننن نننن‬
‫نننن ننن نننننن‪:‬‬
‫ن نننن ننن نننن ننننننن نننن نننن‬
‫ننن ننننننن ننننن ننن ننننننن‬
‫نننننننن ن نننننن ننننننن ن نننننن ن‬
‫نننن نننننن نن ننننن ن نننن ننننن نن‬
‫نننننن نننن ننن نننننن ننننن نننننن‬
‫ننننننننن ن نن نننن ننن نننن ننن‬
‫ننننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬استنكره ابن معين و أحمد انظر مسائل أبي داود‪ ،298 :‬و شرحا‬ ‫‪1‬‬

‫العمدة لشيخ السلم‪.1/389:‬‬


‫)‪ (2‬انظر الشرحا الممتع‪.6/383 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪126‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن نننن ننن ننن نننننننن نننن ننن‬


‫ننن نن ننن ننننننن نن نننن نننن ننن‬
‫ننن نننننن ننننن ننننن نننن ننننن نن‬
‫نننننننن ننننننن ننن نننن نن نننن‬
‫نننن ننننن ننن نننن نن ننن نننن ن نن‬
‫نننن ن نن نننن نن ننننننن‪.‬‬
‫ن ننن ننننن نن نن نننن نننن نننننن‬
‫نننننن ن نن ننن نن ننن نن نننننننن‬
‫نننن‪" :‬ننننننن نننننننن نننن نننن‬
‫ننن نننننن ننننن نننننن ننننننن ن‬
‫ننننن ننن ننننن نننننن نن ننن ننن‬
‫ننننن"‪.‬‬
‫ننننننن ننننننن‪ :‬ننننننن ننن‬
‫نننن ننن ننننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ن ننن ننننن نننن نننننن ن ننننن‬
‫ننننن نننننن نننننن نننننن نننن‬
‫ننننن نن نننننننن ن ننننننن ن‬
‫نننننننن ن ننننن ننننننن ننن ننننن‪:‬‬
‫نننن‪ :‬نننن ننننن‪:‬‬
‫ن نننن نن نن نننننن نننن نننننن نن‬
‫نننن ننننن ننن ننننن نننن نننن ن‬
‫ننننن ننننن ننننن ن نن ننن ننننن ننن‬
‫نننن نننن ننننن ن ننننن ننن ننن نننن‬
‫ننننن‪ .‬ن نن ننننن نن ننننن ننننننن ننن‬
‫نن نننن نن ننن نننن‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننننننن‪:‬‬

‫‪127‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننن نننننننن ننن ننن نننن نننن‬


‫نننن نننن نننننن نننن ننن نن ننننن‬
‫ننن نننن ننننن نن ننننن نن نننن ننننن‬
‫ننن نننننن نننننننن ن ننننننن ننن‬
‫نننن نن ننننن نن نننننننن ن نن نننن‬
‫ننننن نننننن ننننننن نننن نننن‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬ننننن ننننننن‪:‬‬
‫ننن ننننن نن ننننننن نننن نن نننن‬
‫ننن ننننن ن نن ننن ننننن نننن ن نننن‬
‫نن نننن نننننن نننننن ن نننن ننننننن‬
‫ننننن ن نننن ننننننن ن ننن ننن‪.‬‬
‫نننن ننننن ننننننن ننن ننننن ننن نن‬
‫ننن نننننن نننن ننننن نننن ننن‬
‫ننننننن ننننننننن نننن نننننننن ن‬
‫ننننن نننننن نن ننننننن ن ننننن‬
‫نننننننن نننننن ن ننننننن‪.‬‬
‫نننن ننننن نن ننننننن نننننننن ننن‬
‫ننننننن نن نننن نننننن ننن نننننن‬
‫ننننننن ننننننننن ننن ننننن نننن‬
‫نننن ن نن نننن ننننن‪ .‬ن ننن نننننن ننن‬
‫ننننن ن نننننن نننننن ننننننن‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬نننننن‪:‬‬

‫‪128‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن نننننن نننننننن نننن نن نننننن ن‬


‫نن نننن ننننن ننن نننننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫"ن نننن نن ننننننننن ننن نن نننن‬
‫ننننن")‪ (1‬ننن ننننننن ننننننن نن‬
‫نننننن ننننن نن ننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننننن نننن‪:‬‬
‫ن نن ننننننن ننن نن نننننن‪" :‬ن نننن‬
‫نننننننننن ننن نن نننن ننننن"‬
‫ننننننن ننننن ننننن نننننن ن نن ننن‬
‫نننننن نن ننننن نن ننن نننننن نن‬
‫ننننن ننن نن ننننن ننن نننن نن ننننن‪.‬‬
‫ننننننن ننننن نننن نن ننن نننننن‬
‫ننننن نن نننن نن نننن ننن ننننن‪.‬‬
‫ن ننن ننن ننننن ننننن ننن ننن)‪ (2‬ن‬
‫ننننن ننننن نننن نن نننننن)‪ (3‬نننننن‬
‫نننن ن ننننن نننن ننننننن ننننننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننننن نن نننن‪:‬‬
‫ن نننننن نننن نننن ننننن نننن ن نن‬
‫نن ننن نننن ننن نننننن نننن نننن ن‬
‫نننننن ننننن ننننن ننن ننننننن ن‬
‫ننننننننن‪ .‬ن نن نننننن نن ننننن‬
‫نننننن نننننن ننننن نننن نننننن ن‬
‫ننننن نننن نننننن)‪.(4‬‬
‫ننننن ننننننن‪:‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة‪ ،‬باب الستثار في الوضوء )‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (142) ،(1/54‬و النسائي في كتاب الطهارة‪ ،‬باب المبالغة في‬


‫الستنشاق )‪ (1/6‬برقم )‪ (87‬كلهما حديث لضبط بن صبرة‪ .‬و‬
‫الترمذي و ابن ماجه‪.‬‬
‫)‪ (2‬انظر مجوع فتاوى الشيخ ابن باز‪.15/261 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬مجوع فتاوى الشيح ابن عثيمين‪.19/206 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬انظر مجلة المجمع عدد ‪.385 ،2/399 ،10‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪129‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننننن ننننن ننننننن ننن نننننن‬


‫ننننن ن ننن ننننننن نن نننننننن ن‬
‫نننننن ننن ننن نننننن ن نن نننننن نن‬
‫نننن نن نننن ننننن ن ننننن ننن نن نننن‬
‫ن ننن نننن ننننننن ن ننننننن ننن‬
‫ننننن ننننننن ن نننن نننن‪.‬‬
‫ننننننن ننننننن‪ :‬ننننننن ننن‬
‫نننن ننننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ن ننن نننننن ن نننن نننننن ن نن ننن‬
‫نننننن نن ننننن نننننن ننننن نن ننن‬
‫نن نننننننن نن ننن ننن ننننن‪:‬‬
‫نننن‪ :‬نننن ننننن‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن نننننن نننن ننن نن نننننن نننن‬


‫نننننن‪ :‬نن ننن نننن ننن ننن نننننن نن‬
‫ننننن نن ننن ن نن ننن ننننننن ننن‬
‫ننننن نن نننننننن ننن ننن ننن نننن‬
‫ننننن ن ننن نن نننن ننن نننننن ننن‬
‫نننننن نن ننننن ننن ننن‪ .‬ن ننن نننن‬
‫ننن ننن ننن ننننن ننن نن نننن نن نننن‬
‫نن نننننن نننن ننن ننننننن ن ننن‬
‫نننننن‪ .‬ننن ن نن ننن نننن نننننن نن نن‬
‫نننن نن ننننن نننننن نن ننننن ننننن‬
‫ننن ننن ننن ننن نن نننن ننننن‪ .‬ننن‬
‫ننننن نننن ننننن ننننن نننن نننننننن‬
‫نن نننن نننن "نننننننن" ن نننن ننننن‬
‫ننننننن ن نن نننننن نن نننن ننننن ن‬
‫ننننن نننن ننن ننننن‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬نننن ننننن‪:‬‬
‫ن ننن نننن ننن نننن ننن ننننن نننن‬
‫ننننن ن نننننن نننن ننننن ن نننن نننن‬
‫ننننن ننننن نننن ننننن ننن نننن‬
‫ننننن ننن نننننن نننن ننن نننننننن‬
‫ننن نن ننننننن نننن نننن نننن ننننن ن‬
‫ننننننن ننن نن نننننننن‪ .‬ن ننن نن نننن‬
‫نننن نننننن ننن نننن ننن نن ننن ن نننن‬
‫نننن‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننن ننننننن‪ :‬ننننننن ننن‬


‫نننن ننننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ن ننن ننن نننننن ن نن نننننن ننن‬
‫نننن نن نننننن ن نننن ننننننن ننننن ن‬
‫ننننن ننننننن نننن ننن ننننن ننننن‬
‫نن نننن نن ننن ن نن نن نننن ننن‬
‫ننننننن نن ننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن ننننن نننن‪:‬‬
‫ن ننن نننن نننننننن ن نننننننن نن‬
‫نن ننننن نننن ننن ننننن ننن نننن ن‬
‫ننننن نننننن ننن ننننن نننننن ن ننن‬
‫نننن نن نننن ننننن ن ننن نننننن ننن‬
‫ننننننننن ننن ننننن نننن ننننننن‬
‫ننننننن)‪.(1‬‬
‫ن نن ننننننن نن نننننن ننن نننن‬
‫نننن ننننن ننن ننننن نن ننن ننن‬
‫نننننن ن نن ننن نننن نننننن ننننن‬
‫ننننن نن ننننننن ننن ننننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننننن نن نننن‪:‬‬

‫)‪ (1‬انظر مجلة المجمع عدد‪.82 ،2/39 ،10 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪132‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننن نننن ننننننن ن نننننننن نن‬


‫ننن نن نننن ننن ننننن ن نننننن ن‬
‫نننننن ن ننننن ننن نننن نن ننننن نن‬
‫ننننن نن ننننننننن ن ننن نننننن ننن‬
‫ننننننن ننن ننننن)‪ -(1‬نننن نننن ‪ -‬ن‬
‫نننن نن ننننننننن ننن ننننن ننننن‬
‫ننننن ننن ننن ‪-‬نننن نننن ‪ -‬ن ننننن‬
‫ننننن نننن نن نننننن ‪ -‬نننن نننن ‪ -‬ن‬
‫ننننن نننن ننننننن ن ننننن‪.‬‬
‫ننننن ننننننن‪:‬‬
‫ن ننن ننننن نننننن نن ننننننن ننن‬
‫نن ننن نن ننننن ننن ننننننن نن ننننن‬
‫ننن ننننن ن ننن ننننن نننن ننننن‬
‫نننننن ننننن ن ننننن‪ .‬ن نن نن ننننن‬
‫ننن ننن ننننن ننن ننن نننن ن نننننن‬
‫ننن نن ننننن ن ننن نننننن ننن ننننن ن‬
‫نننننن نننننن ننننننن‪.‬‬
‫ننننننن ننننننن‪ :‬نننننن ننننن‬
‫نننننن ننننن نننننننن‪:‬‬
‫ن ننننن ننننننن ننننن نننننن ننننن‬
‫نننننننن ننن ننننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننننن ننننننن نن‬
‫ننننننن نن نننننننن‪:‬‬

‫)‪ (2‬انظر مجموع الفتاوى‪.25/242 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪133‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن نننننن نننننن نننن ننن ننننننن‬


‫ننننننننن نننن نن ننننن ننن ننننن‬
‫ننننن ننن نننننن نن ننن ن ننننن ننننن‬
‫نننن نن نننننن ن ننننن ننننن ننننن ن‬
‫نننننن ن ننن نننن نننن ننننن ننن‬
‫ننننن ن ننننننننن ننن ننن نننننن ن‬
‫نننن ننن نن نننن نن نننن ننننن ن‬
‫نننننن ن ننن نن ننننن نننن نننن‬
‫نننننن نننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننننن نننننننن‬
‫ننننننن‪:‬‬
‫ن ننننن نننننننن ننننننن ننننن نن‬
‫ننننن نن ننننن نننننننن نننن ننن‬
‫نننننننن نننننن ننننننن ننننننننن‬
‫نننننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن نننن‪:‬‬
‫ن نن ننن نننن ننننننن نننننننننن‬
‫ننن ننننن ننننننن نن نننن نن ننن‬
‫ننننن ن ننننن ن نننننننن ن ننننن‬
‫ننننن ننن ن نن نننننن نن نننننن نن‬
‫ننننن ن نننننن ن ننن نننننن‬
‫ننننننننن ننن ننن ن ننن نننننن ‪-‬‬
‫نننننن نننن ‪ -‬ن نن نن نن نننن نننن‬
‫نننننن نننننن)‪.(2‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننن نن نننن‪:‬‬
‫)‪ (1‬انظر مجلة المجمع‪ :‬عدد‪.464 /2 ،10 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪134‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننن ننننن نننن ننن ننننن ننننن‬


‫ننننن ن نن نننن نننننن نن ننن ننننن‬
‫ننن نننن)‪(1‬ن ننننن ننننن ننننن)‪ (2‬ن‬
‫ننننننن ننننن نن ننن ننننن نن ننن ننن‬
‫ننننن نن نننننن ننننننن ن ننننننن‬
‫ننننن ن ننننن‪.‬‬
‫ننننن ننننننن‪:‬‬
‫نن ننن نننن نننننننن ننننننن ن‬
‫ننننن ننننننن نن نننننن ن نن‬
‫ننننننننن ن نننننن نن ننننننن نن‬
‫ننننن نن ننننن ن ننننن ن ننن نننن نن‬
‫نننن ننننن نننننننن ننننننن نننننن‪.‬‬
‫ننننننن ننننننن‪ :‬نننننننن ن‬
‫ننننننن نننننننن‪:‬‬
‫ن ننن ننننننن نننننن نننننننن ننن‬
‫نننننننن ن ننننننن ن ننننننن ننننننن‬
‫ننننننننن نننن ننن ننن نننننن ن نننن‬
‫ننننن ننننن نننن ننن نننننن ننننن‬
‫نننن نننن نن نننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬فقه السنة‪.3/244:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬فتاوى الشيخ شلتوت‪.136 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪135‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننن نن نننن ننن ننننن ننن‬


‫نننننن نننن نننن نننن ننن ننننن ن نن‬
‫ننننن ننننن ننننن نننن نننن نننن‬
‫نننن ن ننننن نن نننن ن نن ننن نن ننن نن‬
‫ننننننننن نننن ن نن ننن نننن نن نن‬
‫نننن ننن نننننننن ن ننننننن ن‬
‫ننننننن ننننننن‪.‬‬
‫ننننننن ننننننن‪ :‬ننننن ننننننن‬
‫نن نننننننن‪:‬‬
‫ن نن ننننن نن ننننن نننن نن‬
‫نننننننن ننننننن ن ننننننن ن ننننن‬
‫ننن ننننننن نننننننن نننننن‬
‫نننننننن‪.‬‬
‫ن نننن نن ننننن نن ننننننننن نننن‬
‫نن نننن ننننننن ن نن ننن نن ننننن ن‬
‫نننننن ننن ن نن ننننن ن ننن نننن ننننن‬
‫نننننننن ننن ننننننن نن نننن نننننن‬
‫ننننننن نن نننننننن نننن نننن‬
‫ننننننن ننننن ن نن نن ننننن نننن نننن‬
‫نننننن نننننن نن ننننن ننننننن)‪.(1‬‬
‫ننننننن ننننننن‪ :‬ننننن ننننن‬
‫ننننن‪:‬‬

‫)‪ (1‬مجلة المجمع الفقهي عدد‪.2/455 ،10 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪136‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن ننن ننننننن نننن ننن نننن ننننن‬
‫نن نننن ننننن ننن نننننن ن ننن نننن‬
‫ننننننن ننننننن نن ننننننن نن ننننن‬
‫ننننننن نننن ننننننن نن ننن نننن ننن‬
‫ننننننننن نن ننننن ننننننن ننننننن‬
‫نن نننن ننننن نن ننننن نن نننن ن نننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫ن نننن نننن ننن ننننننن نن نننننن‬
‫نننننن ننننننن ن ننننننن نن ننننن‬
‫نننن نن نننننن ننن ننن نننننن ننن ننن‬
‫ننن نننننن‪ .‬ن نن ننننن ننننننن ننن‬
‫ننننن نننن نن ننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن نننن‪:‬‬
‫ن نن ننن نننننننن ننن نننننن نننن‬
‫ننن ننن ننننن ننن نننننن ننننن‬
‫نننننن ن نننن ننننن ننن ننننننن‬
‫نننننن‪" :‬نن نن ننن ننن ننننن نننننن‬
‫نننن" ن نننن ننن نن نننننن نننن‬
‫نننننن ن نننننن نن نننن نن ننن ننننن‬
‫ننن ننننننن نننن‪" :‬ن نننن نن‬
‫ننننننننن ننن نن نننن ننننن" ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ننننن نننننن‪ :‬نننن نن نننن‪:‬‬

‫)‪ (2‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪137‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننن نننن نننن نن ننن ننننننن)‪(1‬ن‬


‫ننن نننن ن نننن ننننن ننن نننننن ن‬
‫نننن ننن ننن ن نننن)‪(2‬ن ن نننننن ننن‬
‫ننننننن ننن ننننن)‪.(3‬‬
‫ن نننننن نن نن نننن نن ننننن نن ننن‬
‫ننن ننن نننننن ننننن ن نن ننن ننن نننن‬
‫ن‬
‫نننن نن ننننن نننننن ننن نن نننننننن‬
‫ننننن نننننن نن نننننن ن نننننن‬
‫نننننن نن ننننن نننن ننن ننن نننن‬
‫ننننننن ن ننننن ننن ننن ننن نننننن ن‬
‫نن ننن نن نننننننن‪.‬‬
‫ننننن ننننننن‪:‬‬
‫ن ننننن ننننن ننننننن نننن نننننن ن‬
‫ننننننن ن ننننن ننننننن ننننننن ن نن‬
‫نننننن ننن ننننن نننن ن نننن نن ننننن‬
‫نن ننننننن ننننن ننن نن ننن نننننن نن‬
‫ننننننن نن ننن ننن نننننن نننننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫ن ننن ننننن ننننن نننن ننننننن‬
‫ننننننننن نننننن نننننن نننن! نن نن‬
‫نننن نن ننن نننن‪ .‬ن نن ننننن نن ننننن‬
‫نننن نننننن نننننن نن ننننن ننننننن‪.‬‬
‫ننننننن ننننننن نننن‪ :‬نننننن‬
‫نننننن‪:‬‬

‫)‪ (1‬الشرحا الكبير للدردير‪.1/533 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر مذهب هؤلء في المجموع‪.6/320 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر مجموع فتاوى شيخ السلم‪.25/242 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪138‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننن ننننننن نننن نننننن نننننن نن‬


‫ننننننن نننننن ننننننننن ننننن نننن‬
‫نن ننن نننننن ن نننن نننننن ننننننن‬
‫نن نننننن نننننن نن نننن نننن ننن‬
‫نننننن ن ننن ننننن ننننن ن ننننن‬
‫ننننننن ننننننننن نن نننن نن ننننننن‬
‫نن ننن نن ننننننن ننن نننن نننن ننن‬
‫ننننن ن ننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننن نننن‪:‬‬
‫ن ننن ننن نننننن نن ننن ننننننن‬
‫نننننن نننننننن نننن ننننن ننننن‬
‫ننننن نننننن نننننن ننننن نننن‬
‫نننننن ن نننننن ننننننن ننن ننن‬
‫‪ -‬نننن نننن ‪ -‬ن ننننن نننن ننننننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننن نن نننن‪:‬‬
‫ن ننن ننن ننن ننننننننن)‪(1‬ن ننننن ننن‬
‫نننننن نننن نن ننن نننننن نننننن ننن‬
‫ننن نن نننن ننننن ن نننننن ن ننننننن‬
‫نن نننن نن نننن نننننننن نننن ن‬
‫نننننن ننننن ننن نننننن ننن ننننن نن‬
‫ننننننننن نن ننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننننننن‪:‬‬

‫)‪ (1‬انظر الدكتور محمد الخياط‪ ،‬مجلة المجمع الفقهي عدد‪،10 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.2/387‬‬
‫‪139‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننن نن ننننن ننننننن نننننن ننن‬


‫ننننن نننننن نننننن نننن ننن ننننن‬
‫ننننن نننن نننن ننننن ننننن نننن نن‬
‫نننننن نننننن ننن ننننن نن نننننن‬
‫ننننننن نننن ننننن ننن نننننن ننن‬
‫ننن نننن ننننن ن نن ننن ننن نن نننن‬
‫نننننن‪ .‬ن ننن نن نننن ننننننن ننننننن‬
‫ننننن نننن ننننن ننننن ن ننننن ننن‬
‫ننننن نن ننننن ن ننننن ننننن ننننننن‬
‫نننن ننننن ن نن ننننن ننننننن نن‬
‫ننننن ننننننن ن نننن نننن ننننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننننن ننننن ننن‬
‫نننننن‪:‬‬
‫ن ننن ننن نننننن ننننننن ن نننننننن‬
‫"نننننن" ن ننننننن ننننننن‬
‫ن نننن ننننن ننننن ن ننن ننن‪ .‬ننن ننن‬
‫ننن نن ننن نن ننننننننن‬
‫ن نننن نن ننننننن ننننننن ننننننن‬
‫ننننننن نننننننن ننن ننننن نننن نن‬
‫ننن نننننن ن ننننننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن نننن‪:‬‬

‫‪140‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننن نننن ننننننن ن ننننننننن نننن‬


‫ننن ننننن‪ :‬نن نننن نننننن ننن ننن‬
‫نننننن نننن)‪(1‬ن ن ننننن ننن ننننن ننن‬
‫نننننن نننننن ننننن ننننن ننننن‬
‫نننننننن نن ننننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننن نن نننن‪:‬‬
‫ن ننن نننن نننننننن ن ننننننننن‬
‫نننن ننن ننننن‪ :‬نن نننننن ننن نننن نن‬
‫ننننن ننننن نن نننن ننننن)‪(2‬ن ن ننننن‬
‫ننن ننننن نننن نننن ننننن ننن نننننن‬
‫ن نننننن نن نن ننن نننننن ننن ننننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫ننننن ننننننن‪:‬‬

‫)‪ (1‬انظر رد المحتار‪ ،101 /2 :‬بدائع الصنائع‪ 2/93 :‬و حاشيتا‬ ‫‪1‬‬

‫قليوبي و عميرة‪.2/73 :‬‬


‫)‪ (2‬المدونة‪ ،1/177 :‬و شرحا منتهى الرادات‪.1/489 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪141‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننننن ننننن ننننننن نننن‬


‫نننننننن ننن نننننن نننننننن‬
‫ننننننن نن ننن ننننننن نننن ننن‬
‫نننننن ننن‪ .‬ننن نن ننن نن ننننننن ن‬
‫نننننننن ننننن نننننننن نننننن نننن‬
‫نننننن نن ننن نننن نننن ننن نننننن‬
‫نننننننن ن ننننن ننننن ننن نن نن نننن‬
‫نن نننننن نن ننننن نن نننن ننننن‬
‫ن نننننن نننن ننن نننن نن نننن ننننن‬
‫نننننن ن ننننننن ن ننننن‬
‫ن نننننن‪ .‬ن ننن نننن نننننن ننننننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫ن ننننن ننننننن ننننننن ننن ننننن ن‬
‫ننن نننن نننن نننننننن‬
‫ن ننننننن ننننننن ن نننن ننننن ننننن‬
‫ن نننن نننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننننن ننننن ننن‬
‫نننن ننننن‪:‬‬
‫ن ننن ننن نننننن ننننننن ن نننننننن‬
‫)نننننن( ن ننننننن نننننن‬
‫ن نننن ننننن ننننن‪ .‬ننن ننن ننن نن ننن‬
‫نن ننننننننن‬

‫‪142‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن نننن ننننننن ننن نن ننن ننن ننننن‬


‫ن ننن نن ننن نن ننننن ننن نننن ننننن ن‬
‫نننننن نننننن ننن نننننننن نننننن‬
‫ننننننن ننن ننن ننننننن نننننن ننن‬
‫ننن نن ننننن ننننننن ن نن ننننننن‬
‫نننن ننننننن نن ننننننن ن ننن نننن‬
‫ننننننن ن نننننن ننننننن‪.‬‬
‫ن نننننن ننن نننننننن)‪(1‬ن ن نن نننن‬
‫نننننننن)‪(2‬ن ن نننننن ننن ننننننن ننن‬
‫ننننن)‪(3‬ن ن ننن ننن نننننن نن ننننن ن‬
‫نننن نن ننن ننننننن ن ننننن ننننننن‬
‫ننن نن نن نن نننن نن نننننننن نن ننن‬
‫نننن نننن نننننننن‪.‬‬
‫ن نن ننننن ننننننننن نن ننن ننننننن‬
‫نننننن نننننننن ننن ننننن ننننن ن‬
‫ننن ننننن ن ننننن نننن ننننن‬
‫نننننننن ننن نننن نننننن ننن ننن‬
‫نننننن ننننننن ن نننننن نن ننننننن ن‬
‫نن ننننننن ننننننن ننننن ن ننن‬
‫ننننننن نننن ننننن ننن نن نننن نننن‬
‫نننن ننن نن نننننن ن ننننن ننن ننن ن‬
‫نن ننن نن نننننننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر مواهب الجليل‪2/424 :‬ن ط‪ .‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬المحلى‪6/203 :‬ن ط‪ .‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬حقيقة الصيام‪ ،55 ،37 :‬ط المكتب السلمي‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪143‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننن نننننننن ننننننننن‬


‫نننننن نننننن نننن نننن ننننننن نن‬
‫ننننننن نن ننننننن ن ننننننن نننننن‬
‫نن نننن نن ننننن نننننننن‬
‫ن ننن ننن نننن ننن ننننننننن ننننننن‬
‫ن نننن ننننن نننن ننن نننننننن‬
‫ننننننننن ننن نننن نننننن ننن نننن‬
‫ننننن ننننن ننن نننن نن ننن نننن نن‬
‫نننن ن نن ننن نننن نننننن نننن ن ننننن‬
‫ننن ننننن نن ننننننننن ننننننن ننننن‬
‫ننننن)‪ (1‬ن ننننن نننن نن نننننن ‪ -‬نننن‬
‫نننن ‪.-‬‬
‫ن ننن ننننننن ننننن نننننن ن نننن‬
‫ننننن ننننن ننننن ننن ننننننن ن‬
‫ننننن نن ننننن نننن نننننننن ننن ننن‬
‫نننن نن نننننننن نن نننن ننننننن نن‬
‫ننننن نن ننننننن ننن ننن ننننن‬
‫نننننن ننن نننن نن ننننن ن نن ننن‬
‫نننننن نننننننن نننننن ن نننن ننننن‬
‫نننن نننن نننننننن ن ننن نن ننننن‬
‫ننننن ننننن ن ننن نننننن ننن ننننن ن‬
‫نننننن نننننن ننننننن ن نننن نننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬الفتاوى‪ ،137-136 :‬ط‪ .‬دار الشروق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪144‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن‪ :‬نننننن ننننن ننن‬


‫نننن ننننن‪:‬‬
‫ن ننن ننن ننننن ننننننن نن ننننننن‬
‫نن ننننن نننن ننننننن نن نننن ننننن‬
‫ننن نننن نننننن‪.‬‬
‫ن نن نننن ننننننن ننننننن نننننن‬
‫ننن ننننننن نننن ننننن نننننن ننن‬
‫ننن ننننن نن ننننن ن ننننننن ننن‬
‫ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننن نننن‪:‬‬
‫ن ننن نن ننن نننن ننن ننننن ننن‬
‫ننننن)‪(1‬ن نننن ننننن ننننن نننننننن ن‬
‫نن ننننن ننننننن ننن نننننننن)‪(2‬ن ن‬
‫نننننن نن ننن ننننننن ن ننننن نننننن‬
‫ننننن ننن نننننن ننننن ننننن ننن‬
‫نننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننن نن نننن‪:‬‬
‫ن نن ننن ننننننن)‪ (3‬ن نننننننن)‪ (4‬ن‬
‫نننننننن)‪(5‬ن ن ننننننن ننننن نننننن‬
‫ننننن ننننن ننن نننن نننن ننن ننننن‪.‬‬
‫ننننن ننننننن‪:‬‬

‫انظر البحر الرائق‪ ،2/301 :‬و تبيين الحقائق‪.1/330 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪1‬‬

‫المجموع‪.314 /6 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪2‬‬

‫البحر الرائق‪ 2/301 :‬لبن نجيم‪ ،‬ط‪ .‬دار الكتب السلمي‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪3‬‬

‫المدونة‪ ،1/177 :‬د‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪4‬‬

‫كشاف القناع للبهوتي‪ ،2/321 :‬ط‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪145‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن ننننن ننننن نننننن نننن‬


‫ننننننن ننننن ننننننن نن نننننننن‬
‫نننننننننن نننننن‪:‬‬
‫‪ .1‬ن ننن ننن نننن نننننن ن ننن‬
‫ننننننن ننن نننن نننن نن نن نننن‬
‫ننن ننننننن ن نننننن نننننن‬
‫نننننن نننننن‪.‬‬
‫‪ .2‬نننن ن نن نننن ننننننن ننن نننن نن‬
‫نننن ننننننن نننن نننن نن نن نن‬
‫نننن نن نننن ننن نننن نننننن ن نننن‬
‫ن ننننن نننننننن ننننن ننن نننن نن‬
‫ننننننن نن ننننن ننننن ننن ننننن‬
‫ننن ننننن ننننن‪.‬‬
‫‪ .3‬ن ننننن ننن ننن نن ننن نن ننننننن‬
‫نننننن نننننننن نن ننننننن ننن نن‬
‫ننننن ننن نننننن نن نننن ن نن‬
‫ننننن نن ننننن نننن نننننن نننننن‬
‫نن ننننن ننننننن)‪.(1‬‬

‫)‪ (4‬مجلة المجمع عدد‪.2/454 ،10 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪146‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفصل الثالث‬
‫التداوي بالمحرمات‬

‫‪147‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪148‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫فمسألة التداوي بالمحرمات من الموضوعات‬
‫القديمة الحديثة‪ ،‬و لكنها مطروحة اليوم للبحث‬
‫أكثر من أي وقت مضى؛ لتطور الوسائل الطبية‬
‫المعاصرة‪ ،‬و التفنن في صناعة الدوية و الغذية‪ ،‬و‬
‫إدخال بعض المواد غير المشروعة ضمن مكوناتها‪،‬‬
‫منها مواد كحولية و نجسة مأخوذة من الحيوانات‬
‫كالدماء و إنفحة ميتة الحيوان؛ لنعقاد الجبن‪ ،‬و‬
‫الجيلتين المتكون من شحم الخنزير‪ ،‬و الميتة و‬
‫الببسين و المراهم و الكريمات و مواد التجميل‬
‫التي يدخل في تركيبها شحم الخنزير‪ ،‬و استعمال‬
‫المخدر لجراء العمليات الجراحية‪..‬و غيرها من‬
‫القضايا العالقة و التي تحوجا الجواب الرصين‬
‫بمراعاة مقاصد الشريعة السلمية و قواعدها‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الول‬

‫‪150‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫مقدمات بين يدي المحرمات‬


‫الفرع الول‪ :‬تعريف المحرمات‪:‬‬
‫المحرمات لغة جمع محرم‪ ،‬و المحرم هو‬
‫الممنوع منه‪ ،‬و المنع عن الشيء؛‬
‫و هذا يكون حسب الحالت التية)‪:(1‬‬
‫ﮋﯛ‬ ‫التحريم بتسخير إلهي‪ ،‬و منه قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ﯜﯝﮊ )‪ .(2‬فهذا تحريم تسخير‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر مادة "حرم" من المفردات للراغب الصفهاني‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬سورة القصص‪ ،‬من الية‪.12 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪151‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ﮋﭺ ﭻ‬ ‫التحريم بمنع قهري؛ و منه قوله تعالى‪ :‬‬ ‫‪‬‬


‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮂﮊ)‪ .(1‬فهذا تحريم من جهة القهر‬
‫بالمنع‪.‬‬
‫‪ ‬التحريم بالشرع؛ و هو بيت القصيد ههنا‪،‬‬
‫فيندرجا ضمن الحكام التكليفية‪.‬‬

‫)‪ (3‬سورة المائدة‪ ،‬من الية‪.72 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪152‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫تعريف المحرم في الصطلحا الصولي‪:‬‬


‫المحرم أو الحرام هو ما طلب الشارع من‬
‫المكلف تركه على وجه الحتم‬
‫و اللزام)‪.(1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حكم الحرام‪:‬‬

‫)‪ (4‬المستصفى للغزالي‪ ،1/76 :‬المطبعة الميرية بولق بمصر‬ ‫‪1‬‬

‫‪1322‬هـ‪ ،‬المدخل إلى مذهب أحمد‪ ،59 :‬المطبعة المنيرية بمصر‪،‬‬


‫‪1927‬م‪ ،‬حاشية البناني على جمع الجوامع‪ ،1/80 :‬مطبعة غيسى‬
‫البابي الحلبي بمصر‪ ،‬نهاية السول‪ ،1/61 :‬الوجيز في أصول الفق‬
‫السلمي د‪ .‬محمد الزحيلي‪ 359:‬مطبوعات وزارة الوقاف دولة‬
‫قطر‪ ،‬ط ‪2006 ،2‬م‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يمدحا تاركه‪ ،‬و يذم فاعله؛ و المعنى وجوب الترك‬


‫على المكلف‪ ،‬فإن فعله فإنه يستحق العقاب و‬
‫الذم من الله تعالى؛ و قد وصف الله تعالى‬
‫المؤمنين بأنهم يجتنبون ما حرم‪ ،‬و أن ما حرم‬
‫عليهم ليس إل من قبيل الفواحش و المنكرات و‬
‫المفاسد الضارة بالفرد و المجتمع؛ فقال تعالى‪:‬‬
‫ﮋﮝﮞﮟ ﮠﮡﮢﮣﮤ ﮊ)‪.(1‬‬

‫‪ (1)1‬سورة النجم‪ ،‬من الية‪.32 :‬‬


‫‪154‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مرادفات المحرم‪:‬‬


‫بو‬‫ة و الذن ض‬‫م المحظوضر و المعصي ض‬ ‫و يرادف المحر د‬
‫ة‬
‫ح و السيئ ض‬
‫الممنوع ض و القبي ض‬
‫م و المزجوضر عنه و المتوعد ض‬ ‫ة و الث ض‬
‫و الفاحش ض‬
‫)‪(1‬‬
‫عليه ‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬صيغ التحريم و أساليبه‪:‬‬

‫)‪ (2‬إرشاد الفحول للشوكاني‪ ،6 :‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي‬ ‫‪1‬‬

‫بمصر ‪1356‬هـ ‪1937‬م‪ .‬الحكام للمدي‪ ،1/106 :‬مؤسسة الحلبي‬


‫القاهرة ‪1967‬م‪ .‬أصول الفقه‪ ،‬أبو النور زهير‪ ،1/51 :‬مطبعة دار‬
‫التأليف بمصر‪.‬‬
‫‪155‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫باستقراء النصوص من الكتاب و السنة نتبين أن‬


‫صيغ التحريم متنوعة؛ منها ما يلي على وجه اليجاز‪:‬‬
‫‪ .1‬لفظ التحريم و ما اشتق منه؛ و منه قوله‬
‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫تعالى‪ :‬ﮋﮃ ﮄﮅ ﮊ ‪ .‬و قوله‪ :‬ﮋﭧﭨ ﭩﭪ ﭫﭬﮊ ‪ .‬و قوله‪ :‬ﮋﮙ‬
‫ﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ ﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮊ)‪ .(3‬و قوله ‪" : ‬نن‬
‫نننننن ننن نننننن نننن‪ :‬ننن ن نننن‬
‫ن نننن")‪. (4‬‬

‫‪ (3)1‬سورة النساء‪ ،‬من الية‪.23 :‬‬


‫‪ (4)2‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.275 :‬‬
‫‪ (5)3‬سورة النعام‪ ،‬من الية‪.145 :‬‬
‫‪ (6) 4‬أخرجه مسلم و أبو داود و ابن ماجه‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .2‬نننن نننننن ننن ننننن نن نننننن‬


‫نننن ننننننن ننننن ننن ننن ننننن نن‬
‫ننننن ننننن ننن ننننننن نن ننننننن‪ .‬ن‬
‫نن ننن نننن ننننن‪ :‬ﮋﭑ ﭒﭓﭔ ﭕﭖﭗﭘ ﮊ ‪ .‬و قوله‪ :‬ﮋ‬
‫)‪(1‬‬

‫ﯬﯭﯮ ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﮊ)‪.(2‬‬

‫‪ (1)1‬سورة النعام‪ ،‬من الية‪.152 :‬‬


‫‪ (2)2‬سورة النعام‪ ،‬من الية‪.151 :‬‬
‫‪157‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ﮋﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬ ‫لفظ "ل يحل"؛ و منه قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪.3‬‬


‫)‪(1‬‬
‫)‬ ‫ﯓﯔﯕ ﮊ‬
‫و قوله‪ :‬ﮋﯻﯼﯽﯾﯿ ﰀﰁﰂﰃ ﰄ ﰅﰆﮊ)‪.(2‬‬
‫‪ . 4‬لفظ "الجتناب"؛ و منه قوله تعالىﮋﭑ ﭒﭓﭔ ﭕ‬
‫ﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﮊ)‪ .(3‬و قوله ‪" : ‬ننننننن‬
‫ننننن نننننننن")‪. (4‬‬
‫‪ .5‬ننننن ننننننن ننن ننننن نننن‬
‫نن نننننن نن نن نننننن نن ننننن‬
‫نننن ننن نننن ننننن‪ :‬ﮋﮓﮔﮕ ﮖﮗ ﮘﮙ‬
‫)‪(5‬‬
‫ﮚﮊ ‪ .‬و قوله‪ :‬ﮋﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖﮗ ﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮊ‬
‫)‪ .(6‬و قوله ‪" : ‬نن ننن نننن ننننننن")‪. (7‬‬
‫‪ .6‬نن ننن نننن نن ننننن ننننن‬
‫ننننن نننننن ن ننن نننن ننننن‪:‬‬
‫ﮋﮤﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮊ )‪ .(8‬و قوله ‪" : ‬ننننن‬
‫ن نننننن نن ننننننن")‪ (9‬ن نننن ‪" : ‬ن‬
‫نننن نن نننن ‪ -‬ننننن ‪ -‬نننن نن نننن‬
‫نننن نننننن")‪. (10‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننننن ننننننن‪:‬‬
‫‪ (3)1‬سورة النساء‪ ،‬من الية‪.19 :‬‬
‫‪ (4)2‬سورة النساء‪ ،‬من الية‪.230 :‬‬
‫‪ (5)3‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪.90 :‬‬
‫‪ (6) 4‬أخرجه البخاري و مسلم و النسائي‪.‬‬
‫‪ (7)5‬سورة النساء‪ ،‬من الية‪.93 :‬‬
‫‪ (8)6‬سورة النور‪ ،‬الية‪.4 :‬‬
‫‪ (9) 7‬أخرجه البخاري و أحمد و أصحاب السنن الربعة عن ابن عباس‪.‬‬
‫‪ (1)8‬سورة المائدة‪ ،‬من الية‪.44 :‬‬
‫‪ (2) 9‬أخرجه البخاري في كتاب المظالم‪ ،‬باب أفنية الدور والجلوس‬
‫فيها والجلوس على الصعيدات )‪ (6/270‬برقم )‪ (2465‬و مسلم في‬
‫صحيحه‪ :‬كتاب اللباس والزينة‪ ،‬باب النهي عن الجلوس في الطرقات‬
‫)‪ (6/165‬برقم)‪ (5686‬عن أبي سعيد‪.‬‬
‫‪158‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننن نننننننن‪" :‬نن ننن ننن‬


‫نننن نننننن ن ننن نننن ننننننن ن‬
‫ننننننن ن نننننن")‪(1‬ن ن ننن ننننن‬
‫ننننن ن ننننننن نن نننننننن ن نن نننن‬
‫ننن ننننننن نننننن نننن ننننننن‬
‫ننننن نننننننن‪ :‬ننننن ن ننننن ن ننننن‬
‫ن‬
‫ن ننننن ن نننننن نن نننن ننن نننن‬
‫ننننن نن نننننن ن ننننن ن نننننن‪ .‬ن‬
‫ننننننن نننن ننن ننن نننننن ننن‬
‫نننننن نننننننن ن نن نننننن نننننن ن‬
‫نننن ننن نننننن نننن ن نننن ننننن‬
‫ننننن ننننن نن نننن ن نن نننننن ن‬
‫ننننننن نن نننننن ننن ننننن ننن ننن‬
‫ننننن نن نننننن ننن ننننن نن ننننن‬
‫نننننن ننننن‪.‬‬

‫)‪ (3‬البخاري في كتاب الداب‪ ،‬باب إثم من ل جارة بوائقه‪) ،‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ (15/270‬برقم )‪ (6/60‬و أحمد عن أبي شريح‪.‬‬


‫)‪ (4‬منهاجا الوصول إلى علم الصول‪ .9:‬طبع بمصر ‪1326‬هـ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪159‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن‪ :‬ننننن نننننن‪:‬‬


‫ن نن ننننن‪:‬‬
‫‪ .1‬نننننن ننننن‪ :‬ن نن نن نننن نننننن‬
‫نننننن ن ننننن نننن نننننن ن نننن ن‬
‫ننننننن ن ننننن ننننننن ن ننن ننننن ن‬
‫ننننن ن ننن ننننن نننن نن ن ننن ننننن‬
‫ننننن ننننننن ن نننننن نننننننن ن‬
‫ننن ننن‪.‬‬
‫‪ .2‬نننننن ننننن‪ :‬ن نن نن ننن نننننن‬
‫نن نننن ننننن نننن نننننن نننن‬
‫ننننننن نننن ننن ن ننننن ن ننن‬
‫ننننننن ن ننن نننننن نن ننن ننننن ن‬
‫ننننن ننن ننننن ننننن نننننن ن ننن‬
‫ن ن‬
‫نننن ننننن ن نننن نننننن ن نننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننن‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثاني‬
‫قواعد تحكم التحريم و التحليل‬
‫‪ ‬إن التحليل و التحريم حق لله وحده‪ ،‬و ليس‬
‫حقا للناس‬
‫و آحادهم‪ ،‬و بالتالي ل يجوز لحد أن يتحكم في‬
‫دولب الحلل و الحرام على هواه و ذوقه‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و مسألة التحليل و التحريم ليست أمرا جزافيا‬


‫في متناول كل من هب و دب‪ ،‬و إنما تحكمها‬
‫مقاصد الشريعة الغراء و قواعدها العامة‪.‬‬
‫‪ ‬فالتحليل و التحريم يعتمد على تقصيد الشياء‬
‫في حقيقتها ل بمجرد أشكالها و مظاهرها لخبثها و‬
‫ضررها أو غلبة الضرر على النفع يكون التحريم‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ ‬و إن التحايل على الحرام ليس منهجا قويما‬


‫بل هو بضاعة غير مشروعة تعود على النصوص‬
‫بالبطال‪.‬‬
‫‪ ‬و إن الحلل و الحرام ل تنفرد به جهة دون‬
‫أخرى و ل يرتبط بزمان دون زمان بل الحرام حرام‬
‫في كل زمان و في كل مكان و على كل الشخاص‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ ‬و الصل في المنافع الذن‪ ،‬و الصل في‬


‫الشياء الباحة حتى يدل الدليل على التحريم‪ ،‬و‬
‫الصل في العيان الطهارة و الحل‪ ،‬و الحرام‬
‫محصور و الحلل غير محصور؛ و ما لم يقم دليل‬
‫على تحريمه‪ ،‬فإنه يبقى على أصل الباحة‪ .‬و عليه‪،‬‬
‫تكون العيان من مأكولت و مشروبات و ملبوسات‬
‫طاهرة و حلل‪ ،‬إل أن يدل على حرمتها دليل من‬
‫الكتاب أو السنة يخرجها من الباحة إلى الحرمة؛ و‬
‫ذلك بالدليل الجزئي الخاص؛ و ذلك كله للدلة‬
‫التية‪:‬‬
‫‪ .1‬قوله تعالى‪ :‬ﮋﯬ ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﮊ ‪ .‬و ذلك أن الله‪‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ننن ننننننن ن ننننننن نن نننننن ن ننن‬


‫نن نن نن نننننننن ن نن نن نننننن‬
‫نننننن ننننن ن ننننن نننننن نن نننن‬
‫ننننن نن نن نن ننننن نن ننننننن ن‬
‫ننننن ن نن نننننن نننننننن نننننن‬
‫نننن نننننن ن نننننن ن نننن ننننننن‬
‫ننننننن نننننن‪.‬‬

‫‪ (1)1‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.29 :‬‬


‫‪164‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ﮋﭑ ﭒﭓﭔﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙﭚﭛ ﭜ ﭝﭞﭟﭠ ﭡﭢﭣﭤ ﮊ‬ ‫‪ .2‬ننن ننننن‪:‬‬


‫)‪ .(1‬و المعنى أن ما برينه الله تعالى و فصله من جهة‬
‫التحريم فهو محصور جدا‪ ،‬و ما لم يفصل تحريمه‬
‫فهو في مطلق الحلل‪ .‬و كذا نلحظ استعمال أداة‬
‫الحصر ‪‬نننن‪ ‬نن نننن ننننننن ننننننن‬
‫نن نننن ننننن‪ :‬ﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ﮖﮗﮘﮊ)‪ .(2‬ل‬
‫سيما و أن سياق النص جاء عقب التحليل في قوله‬
‫تعالى‪ :‬ﮋﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮊ)‪ (3‬فأفاد النص الباحة على‬
‫الطلق‪ ،‬علوة على قوله تعالى‪:‬‬
‫ﮋﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮊ)‪.(4‬‬
‫‪ .3‬و قول النبي ‪" : ‬نن نننن نننننننن‬
‫نننن نن نننن نن ننن نن نننن نننن نن‬
‫ننن نننننن")‪ . (5‬نن نننننن ننن نن ننننن‬
‫ننننننن نننننن ننننن نننن ن نننن‬
‫نننننن ننننن ننننن‪.‬‬

‫‪ (2)1‬سورة النعام‪ ،‬من الية‪.119 :‬‬


‫‪ (3)2‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.173 :‬‬
‫‪ (4)3‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.172 :‬‬
‫‪ (5)4‬سورة النعام‪ ،‬من الية‪.145 :‬‬
‫‪ (6) 5‬أخرجه البخاري كتاب العتصام‪ ،‬باب ما يكره من كثرة السؤال‬
‫وتكلف مال يعنيه )‪ ،(18/264‬برقم )‪.(7289‬‬
‫‪165‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .4‬ن نننن ‪" : ‬نن نننن ننن ننننن ننن‬


‫نننننننن ن نن ننننن ننن نننننننن ن‬
‫ننن ننننن ننن ننننننننن ن ننن نن‬
‫ننننن نننن ننن نن ننن ننننن ننن‬
‫نننننن نننن")‪ . (1‬ن ننن نننننن نن ننننن‬
‫نننن نننننننن‬
‫ن ننننن نننن نننن ن نننننننن ننننن‬
‫نننننن ن ننننن ننننن نننن نننن نننن‬
‫ننن ننن ننننننن ن ننننننن ننن نننننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬رواه الدارقطني‪ 184-4/183 :‬في كتاب الرضاع )‪ (4/183‬برقم‬ ‫‪1‬‬

‫)‪.(42‬‬
‫‪166‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثالث‬
‫ضبط علل التحريم في الطعام أو الشراب‬
‫لقد فصل الفقهاء في فروعهم الفقهية أسباب‬
‫كر أصناف‬ ‫التحريم في المأكول و المشروب و ذ ق س‬
‫المحرمات‪ ،‬و أختصر القول في ضبط علل تحريمها‬
‫وفق ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬النجاسة‪ :‬فمن باب الرحمة بالعباد و أن‬
‫التشريع ينسجم و مقتضيات الفطرة التي فطر الله‬
‫الناس عليها حرم النجس من الطعام و الشراب و‬
‫المتنجس منهما‪ .‬و يحرم استعمال النجاسة في‬
‫البدن و الثوب ل سيما عند إقامة العبادة كالصلة‪.‬‬
‫‪ .2‬الضرر‪ :‬فكل ما يسفر عن ضرر في بدن‬
‫النسان أو عقله محرم استعماله‪ ،‬مثل المنصوص‬
‫عليه في أصناف المحرمات المحصورة و كذا‬
‫المستجدات كالتدخين و بعض المفترات؛ للحديث و‬
‫القاعدة في آن واحد‪" :‬ل ضرر و ل ضرار"‪.‬‬
‫‪ .3‬السكار أو الترقيد و التفتير)‪ :(1‬لما‬
‫يفضي إليه من إتلف و تعطيل للعقل مظنة‬
‫التكليف و الجناية عليه‪ ،‬و قد أجمع علماء الصول و‬
‫الفقه على أن السكار علة التحريم في الخمر‬
‫الصل المنصوص عليه‪.‬‬

‫)‪ (1‬و قد ميز العلمة شهاب الدين القرافي بين الثلثة و ذكر الفروق‬ ‫‪1‬‬

‫بينها من كتاب الفروق؛ فقال‪:‬‬


‫‪ -‬المسكر‪ :‬هو المغيب للعقل دون الحواس مع نشوة و سرور‪.‬‬
‫‪ -‬و المرقد‪ :‬هو المغيب للعقل و الحواس جميعاا‪.‬‬
‫‪ -‬و المفتر‪ :‬هو المغيب للعقل أو المشوش له مع عدم السرور‬
‫الغالب‪ ،‬انظر الفروق‪.1/217 :‬‬
‫‪167‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .4‬كون الطعام و الشراب من الخبائث و‬


‫المستقذرات التي تمجها الطباع السليمة و‬
‫تستهجنها و تعافها‪.‬‬
‫‪ .5‬كون الطعام و الشراب مملوكين للغير و‬
‫لم يأذن لغيره في أكله و شربه و استعماله‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الرابع‬

‫‪169‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫هديه ‪ ‬في المنع من التداوي بالمحرمات‬


‫و هذه جملة من الحاديث في الصحاحا و السنن‬
‫تدل ابتداء على أن الصل في التداوي بالمحرمات‬
‫الحرمة و هي أحاديث صريحة في عباراتها و دللتها‬
‫نسردها وفق التي‪:‬‬
‫‪ -‬روى أبو داود بسنده عن أبي الدرداء ‪‬‬
‫ننن‪ :‬ننن ‪ " : ‬نن نننن نننن ننننن‬
‫نننننننن نننن ننن ننن ننننن‬
‫ننننننن ننن نننننن ننننننن "‪.‬‬
‫‪ -‬ن ننن ننننننن ننننن نن ننن ننننن‬
‫نننننن‪" :‬نن نننن نن نننن نننننن‬
‫نننن ننن ننننن ")‪.(1‬‬
‫‪ -‬ننن ننننن نن ننن ننننن ننن‪" :‬ننن‬
‫نننن نننن ‪ ‬نن نننننن نننننن ")‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه البخاري في كتاب الشربة‪ ،‬باب شراب الحلوى والعلك‬ ‫‪1‬‬

‫والعسل )‪.(5/2129‬‬
‫)‪ (2‬نيل الوطار‪ ،8/211:‬و معالم السنن‪ 4/221:‬رواه أبة داود في‬ ‫‪2‬‬

‫سننه‪ ،‬في كتاب الطب‪ ،‬باب في الدوية المكروهة )‪ (2/399‬برقم )‬


‫‪.(3872‬‬
‫‪170‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬ن ننن نننن ننننن نن نننن نن نننن‬


‫نننننن ننن ننن ننننن ‪ ‬نن نننننن‬
‫ننننن نن ننن نن ننننننن نننن‪:‬‬
‫نننن نننننن نننننن! نننن‪" :‬ننن‬
‫ننن ننننن ننننن ننن ")‪.(1‬‬
‫‪ -‬ننن ننننن ننن ‪ ‬ننن نن ننننن نننن‬
‫نن ننننننن نننن‪ " :‬نننن ننن ننننن‬
‫ننننننن")‪.(2‬‬
‫‪ -‬ن ننن نننن ننننن نن نننن نن نننن‬
‫ننننننن ننن‪ :‬ننن‪" :‬نن نننن ننننن‬
‫نن نننننن نننننن نننننننن ننننن‬
‫نننن ننن‪ " :‬نن "ن نننننننن ننن‪:‬‬
‫ننن نننننن نننننن ننن نن ننن ننن‬
‫ننننن ننننن ننن ")‪.(3‬‬
‫‪ -‬ننن ننن ننننننن "نن ننننن ننن‬
‫ننننن نن نننن ننن نننن نننن ‪‬‬
‫ننننن نن ننننن ")‪.(4‬‬

‫‪ (3) 1‬رواه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب الشربة‪ ،‬باب تحريم التداوي‬


‫بالخمر )‪ (6/89‬برقم )‪ ،(5256‬و مجمع الزوائد‪ ،5/86 :‬و معالم‬
‫السنن‪.4/22:‬‬
‫‪ (4) 2‬رواه الدار قطني في سننه في كتاب الشربة وغيرها‪ ،‬باب اتخاذ‬
‫الخل من الخمر )‪ (4/265‬برقم )‪.(2‬‬
‫‪ (1) 3‬رواه ابن ماجه‪ ،‬في كتاب الطب‪ ،‬باب النهي أن يتداوى بالخمر )‬
‫‪ (2/1157‬برقم)‪ (3500‬وقال اللباني‪ :‬صحيح‪.‬‬
‫‪ (2)4‬رواه النسائي في سننه‪ ،‬كتاب العيد‪ ،‬باب الضفدع‪ (7/210) .‬برقم‬
‫)‪ (4355‬وقال اللباني‪ :‬صحيح‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الخامس‬

‫‪172‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫بيان قبح التداوي بالمحرمات عقل؛ و كونه ذريعة لتعاطيه‬

‫‪173‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إن التداوي بالمحرمات أمر مستهجن شرعا كما‬


‫سلف‪ ،‬و عقل أيضا؛ لن الله سبحانه إنما حرمه‬
‫لخبثه‪ ،‬فإنه ‪ ‬لم يحرم على هذه المة طيبا نكاية‬
‫بها أو عقوبة لها كما حرمه على بني إسرائيل‬
‫بقوله‪ :‬ﮋﮰﮱﯓﯔ ﯕﯖﯗﯘﯙﮊ)‪ ،(1‬وإنما حرم على هذه المة‬
‫ما حرم لعلة خبثه و عدم نفعه رحمة بها؛ﮋﮈ ﮉ ﮊﮊ‬
‫وتحريمه له صيانة عن تناوله؛ فل يناسب أن يطلب‬
‫به الشفاء من السقام والعلل‪ .‬والتداوي بالمحرم‬
‫ذريعة لتعاطيه ل سيما إذا كانت النفوس تشتهيه و‬
‫تميل إليه‪ ،‬وعلمت بالعادة أنه جالب لنفعها و لو‬
‫نسبيا‪ .‬والذي ينبغي أن يدرك هو أن في التداوي‬
‫بالمحرم من الدواء ما ل يعرفه إل المتخصصون‪.‬‬
‫فإنه وإن أثر في إزالتها‪ ،‬لكنه يعقب سقما أعظم‬
‫منه في القلب بقوة الخبث الذي فيه فيكون‬
‫المداوي به قد سعى في إزالة سقم البدن بسقم‬
‫القلب علوة على أن تحريمه موجب تجنبه والبعد‬
‫عنه بأي وجه كان‪ ،‬و أن في اتخاذه دواء حضا على‬
‫الترغيب فيه وملبسته؛ وهذا ضد مقصود الشارع‪،‬‬
‫لنه داء كما نص عليه صاحب الشريعة فل يجوز أن‬
‫يتخذ دواء‪ .‬وأن تناول الحرام يكسب الطبيعة‬
‫والروحا صفة الخبث؛ لن الطبيعة تنفعل بكيفية‬
‫الدواء‪ ،‬فإذا كانت كيفيته خبيثة‪ ،‬اكتسبت الطبيعة‬
‫منه خبثا‪ ،‬فكيف إذا كان خبيثا في ذاته!؟ ولهذا حرم‬
‫الله ‪ ‬على عباده كل الطعمة والشربة والملبس‬
‫الخبيثة؛ لثارها على النفس‪ ،‬وما تضفيه عليها من‬
‫صفة الخبث‪ .‬و يبقى للضرورات احكامها و أن‬
‫حاجات الناس تنزل منزلة الضرورات و الله أعلم‪.‬‬
‫المبحث السادس‬
‫‪ (1)1‬سورة النساء‪ ،‬من الية‪.160 :‬‬
‫‪174‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫حكم التداوي بالمحرمات‬


‫التداوي بالمواد المسكرة‪ ،‬أو المخدرة‪ ،‬و‬
‫التداوي بلبس الذهب و الحرير في حق الرجال‪ ،‬و‬
‫اتخاذ الدوية النجسة أو الخبيثة‪ ،‬و التداوي بسماع‬
‫الغناء والمعازف)‪ ،(1‬أو بالسم و ما اشتمل عليه‪ ،‬أو‬
‫نحو ذلك‪.‬‬
‫بادىء ذي بدء أقر باتفاق الفقهاء على حرمة‬
‫التداوي بالمحرم مطلقا ا إذا لم تدع الضرورة إليه‪،‬‬
‫بأن وجد البديل المباحا الذي يغني عنه؛ جاء في‬
‫الموسوعة الفقهية الكويتية‪" :‬اتفق الفقهاء على‬
‫عدم جواز التداوي بالمحرم‬
‫و النجس من حيث الجملة")‪ ،(2‬و أما إذا دعت إليه‬
‫الضرورة فقد اختلف الفقهاء في حكم التداوي به‬
‫على ثلثة أقوال‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬عدم جواز التداوي‬
‫بالمحرمات‪:‬‬

‫)‪ (1‬و هذا مذهب الحنابلة في حرمة التداوي بصوت ملهاة كسماع‬ ‫‪1‬‬

‫الغناء المحرم؛ لعموم قوله ‪" :‬ن نن ننننننن ننننننن" نننن‬


‫نننن نننننن‪2/76:‬ن ن نننننننن ننننننن نننننننن‪:‬‬
‫‪ .1/119‬ن نن نننننننن ننن ننن نننن نننننن نننننن‬
‫ننننننن نننن ننن نننن نننن نننن ننن" نننن ننننن‬
‫نننننننن‪.4/330:‬‬
‫)‪ (2‬الموسوعة الفقهية‪ ،11/118 :‬ط ‪ ،1‬وزارة الوقاف‪ ،‬الكويت‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1407‬هـ‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و يستوي في ذلك المطعوم و المشروب؛ و هذا‬


‫قول المالكية)‪(1‬و الحنابلة)‪ (2‬و الشافعية في أحد‬
‫القولين عندهم)‪ ،(3‬وفي وجه عند الحنفية)‪(4‬و‬
‫الزيدية)‪ ،(5‬و هو قول الجمهور)‪ .(6‬و استدلوا بعامة‬
‫الدلة المذكورة في تحريم التداوي بالمحرمات‬
‫ابتداء و من غير تفصيل‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬جواز التداوي بالمحرمات‬
‫عند الضرورة‪:‬‬

‫)‪ (3‬انظر أحكام القرآن لبن العربي المعافري‪ ،1/59 :‬ط دار‬ ‫‪1‬‬

‫المعرفة‪ ،‬بيروت‪ ،‬و حاشية الدسوقي‪ ،4/353 :‬ط عيسى الحلبي‬


‫القاهرة‪.‬‬
‫)‪ (4‬انظر مجوع فتاوى ابن تيمية‪24/275 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (5‬المجموع للنووي‪9/42 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (6‬المبسوط للسرخسي‪ ،24/21:‬ط مطبعة السعادة بمصر‪ ،‬و دار‬ ‫‪4‬‬

‫المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫)‪ (7‬البحر الزخار‪ ،4/351 :‬للمام أحمد بن المرتضى‪ ،‬مؤسسة‬ ‫‪5‬‬

‫الرسالة بيروت‪ ،‬و شرحا الزهار لبن المفتاحا‪ ،4/100:‬مكتبة اليمن‬


‫الكبرى صنعاء‪.‬‬
‫) ‪ (1‬نيل الوطار للشوكاني‪ ،8/211 :‬ط مصطفى الحلبي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬و‬ ‫‪6‬‬

‫انظر بحوث فقهية في مسائل طبية معاصرة لزميلنا أ‪.‬د‪ .‬علي محمد‬
‫يوسف المحمدي‪ ،79 :‬ط ‪ .1‬دار البشائر السلمية‪1426 ،‬هـ‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪176‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و بهذا المذهب قالت الظاهرية)‪ ،(1‬و هو الصحيح‬


‫عند الشافعية في جواز التداوي بجميع النجاسات‬
‫سوى المسكر)‪ ،(2‬وهو رأي بعض الفقهاء)‪.(3‬و قد‬
‫استدلوا بالكتاب و السنة؛ فمن الكتاب قوله تعالى‪:‬‬
‫ﮋﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﮊ)‪(4‬؛ و وجه الدللة من الية‬
‫أسقط الحق ‪ -‬سبحانه ‪ -‬تحريم ما فصل تحريمه‬
‫عند الضرورة إليه‪ ،‬فكل محرم هو عند الضرورة‬
‫حلل‪ ،‬والتداوي بمنزلة الضرورة‪ ،‬و عليه‪ ،‬فيباحا فيه‬
‫تناول هذه المحرمات؛ للتداوي بها استنادا ا إلى هذه‬
‫الية‪.‬‬

‫‪ (2) 1‬المحلى‪.1/124 ،1/170 ،11/372 :‬‬


‫‪ (3) 2‬نيل الوطار‪.8/211:‬‬
‫‪ (4) 3‬انظر معالم السنن‪ ،4/223 :‬الفقه السلمي و أدلته‪ ،3/523 :‬و‬
‫أبحاث فقهية في مسائل طبية معاصرة‪.80:‬‬
‫‪ (5)4‬سورة النعام‪ ،‬من الية‪.119 :‬‬
‫‪177‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و أما السنة‪ ،‬فقد روي عن أنس ‪ t‬قال‪ " :‬إن‬


‫رهطا ا من عرينة أتوا إلى رسول الله ‪ ‬فقالوا‪ :‬إنا‬
‫اجتوينا المدينة‪ ،‬وعظمت بطوننا‪ ،‬وارتهست‬
‫أعضادنا‪ ،‬فأمرهم النبي ‪ ‬أن يلحقوا براعي البل‪،‬‬
‫فيشربوا من ألبانها وأبوالها‪ ،‬فلحقوا براعي البل‬
‫فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صلحت بطونهم‬
‫وأبدانهم‪ ،‬ثم قتلوا الراعي وساقوا البل‪ ،‬فبلغ ذلك‬
‫النبي ‪ ‬فبعث في طلبهم‪ ،‬فجيء بهم‪ ،‬فقطع أيديهم‬
‫وأرجلهم‪ ،‬وسمل أعينهم‪ ،‬وألقوا في الحرة‬
‫يستسقون فل ضيسقون "؛ و وجه الدللة منه أن‬
‫رسول الله ‪ ‬رخص لهؤلء القوم بشرب أبوال‬
‫البل على سبيل التداوي مما أصابهم من مرض‪،‬‬
‫وقد صحت أبدانهم بعد شربه‪ ،‬والتداوي ‪ -‬كما قال‬
‫ابن حزم ‪ -‬بمنزلة الضرورة التي ترخص في تناول‬
‫المحرم‪ ،‬ول يعد تناوله في هذه الحالة محرماا‪ ،‬فإن‬
‫ما اضطر المرء إليه‪ ،‬هو غير محرم عليه من‬
‫المأكل والمشرب‪.‬‬
‫علوة على أن "أول ما صح من أدلة خصومه بأن‬
‫المحرمات في حالة الضطرار إلى التداوي بها‬
‫تكون مباحة‪ ،‬فل تكون من الخبائث‪ ،‬فل يصدق‬
‫عليها اسم الدواء الخبيث المحرم الممنوع التداوي‬
‫به" )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬أبحاث فقهية في مسائل طبية معاصرة‪.81 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪178‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الثالث‪ :‬جواز التداوي بالمحرم إذا‬


‫تعين طريقا للشفاء‪:‬‬
‫و هذا قول بعض الحنفية)‪(1‬وبعض الشافعية)‪(2‬و‬
‫بعض المالكية)‪(3‬؛ و قد استدلوا من السنة بحديث‬
‫إباحة النبي ‪‬للعرنيين ‪ -‬كما سبق ‪ -‬بأن يتداووا‬
‫بأبوال البل‪ ،‬و أن النبي ‪ ‬عرف شفاء أولئك بها‬
‫على الخصوص‪ ،‬ولذا قالوا بجوازه عندما يتعين‬
‫المحرم طريقا للشفاء‪ ،‬و ل يجد المريض دواء‬
‫طاهرا يقوم مقام الدواء المحرم‪ ،‬و أن يكون بإخبار‬
‫الطبيب المسلم العدل‪.‬‬
‫القول المختار‪:‬‬

‫)‪ (2‬بدائع الصنائع للكاساني‪ ،62-1/61 :‬ط دار الكتاب العربي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بيروت‪ ،‬و حاشية ابن عابدين‪.5/224 :‬‬


‫)‪(3‬المجموع‪ ،9/49 :‬و قواعد العز بن عبد السلم‪ ،95 ،1/80 :‬و نيل‬ ‫‪2‬‬

‫الوطار‪.8/211:‬‬
‫)‪(4‬أحكام القرآن لبن العربي‪1/56 :‬ن وتفسير القرطبي‪ ،2/231 :‬ط‬ ‫‪3‬‬

‫دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬و انظر أبحاث فقهية في مسائل‬
‫طبية معاصرة‪،81:‬ومجموعة بحوث فقهية‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم زيدان‪:‬‬
‫‪ ،175-150‬ط مؤسسة الرسالة‪1976 ،‬م‪.‬‬
‫‪179‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و من خلل عرض الراء بصدد التداوي‬


‫بالمحرمات و مناقشتها‪ ،‬يظهر أن القول يجواز‬
‫التداوي بها مع الشروط و الضوابط هو الراجح؛ و‬
‫به يمكن الجمع بين أحاديث النهي عن التداوي‬
‫بالمحرم استنادا للقول الول بأدلته وحججه‪ ،‬و بين‬
‫حديث العرنيين لصحاب القول الثاني؛ و ذلك‬
‫حسب النازلة‪ ،‬و الحاكم فيها مدى وجود الضرورة و‬
‫الحاجة للدواء و ل سيما إذا تعين و لم يكن في‬
‫الحلل بدليل عنه أو غنية يغني عما سواه‪ ،‬و ظهر‬
‫أن هذا النوع من الدواء طريق للشفاء بالعرف و‬
‫التجربة ل سيما إذا أخبر به طبيب مسلم حاذق و‬
‫عدل ثقة‪ ،‬و الله الموفق للصواب‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث السابع‬
‫التداوي بلبس الحرير و الذهب‬
‫اتفق الفقهاء على جواز لبس الحرير للرجال‬
‫لحكة؛ لما روى أنس ‪ ‬أن النبي ‪" :‬رخص لعبد‬
‫الرحمن بن عوف و الزبير في القميص الحرير في‬
‫السفر من حكة كانت بهما")‪ ،(1‬و روى أنس أيضا‪:‬‬
‫"أن عبد الرحمان بن عوف و الزبير شكيا إلى‬
‫الرسول ‪ ‬القمل فأرخص لهما في الحرير‪ ،‬فرأيته‬
‫عليهما في غزاة")‪ ،(2‬و جاز للمريض قياسا على‬
‫الحكة و القمل)‪.(3‬‬
‫و اتفق الفقهاء أيضا على جواز اتخاذ النف من‬
‫الذهب؛ لحديث عرفجة بن أسعد ‪ ‬إذ قطع أنفه‬
‫يوم الكلب‪ ،‬فاتخذ أنفا من ورق‪ ،‬فأنتن عليه‪ ،‬فأمره‬
‫النبي ‪ ‬فاتخذ أنفا من ذهب)‪ .(4‬و قد روى الثرم‬
‫عن موسى بن طلحة و أبي جمرة الضبعي و أبي‬
‫رافع بن ثابت البناني و إسماعيل بن زيد بن ثابت و‬
‫المغيرة بن عبد الله أنهم شدوا أسنانهم بالذهب‪ ،‬و‬
‫زاد الشافعية النملة‪.‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه مسلم كتاب اللباس والزينه‪ ،‬باب إباحة لبي الحرير‬ ‫‪1‬‬

‫للرجل إذا كان به حكة أو نحوها )‪ ،(6/143‬برقم )‪.(5550‬‬


‫)‪ (2‬أخرجه البخاري‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬و المشهور عند المالكية الحرمة مطلقا‪ ،‬و نص الحنابلة على‬ ‫‪3‬‬

‫جواز لبسه في الثلث المذكورة‪ ،‬و لو لم يؤثر لبسه في زوالها‪ ،‬و لكن‬
‫ل بد أن يكون نافعا في لبسه و أجاز الحنفية عصب الجراحة بالحرير‬
‫مع الكراهة‪.‬‬
‫)‪ (4‬أخرجه الترمذي‪ ،‬و قال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪181‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و عليه‪ ،‬فل بأس في استعمال الذهب طبقا‬


‫لتطور الوسائل الطبية المعاصرة؛ و ذلك في شكل‬
‫حقن لعلجا التهاب المفاصل و في طب السنان‬
‫للحالت الملحة بتلبيس السنان و حشوها و شدها‬
‫ببعض للرجال و النساء؛ لقيام الضرورة الشرعية أو‬
‫الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة‪.‬‬
‫المبحث الثامن‬
‫هل الخمر و الكحول و المواد المخدرة نجسة؟‬
‫ل شك في تحريم شرب الخمر و استخباث‬
‫الشرع لها و المر باجتنابها‪ ،‬لكن‪ ،‬هل تعد نجسة أم‬
‫ل؟ فالجمهور على أنها نجسة؛ لقوله تعالى‪ :‬ﮋﭔﭕ ﭖﭗ‬
‫ﭘﭙ ﭚﭛﭜﮊ)‪ (1‬فقوله تعالى‪ :‬ﮋﭙ ﮊ يدل على أنها نجسة؛‬
‫لن الرجس في اللغة النجاسة‪.‬‬

‫‪ (1)1‬سورة المائدة‪ ،‬من الية‪.90 :‬‬


‫‪182‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و خالفهم في ذلك ربيعة و الليث بن سعد و‬


‫المزني صاحب الشافعي‬
‫و بعض المتأخرين من البغداديين و القرويين‪ ،‬منهم‬
‫سعيد بن الحداد القيرواني‪ ،‬و قد رجحه من‬
‫المتأخرين المام الصنعاني و العلمة الشوكاني)‪ (1‬و‬
‫الشيخ صديق حسن خان)‪(2‬و من المعاصرين الشيخ‬
‫)‪(3‬‬
‫محمد رشيد رضا‬
‫)‪(4‬‬
‫و العلمة محمد الطاهر بن عاشور و غيرهم‪ .‬و‬
‫قالوا‪ :‬إنها طاهرة‪ ،‬و إن المحرم إنما هو شربها)‪،(5‬‬
‫كالحرير عند مالك؛ محرم مع أنه طاهر)‪(6‬؛ و أدلتهم‬
‫قوية‪:‬‬

‫السيل الجرار‪.1/35 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪1‬‬

‫الروضة الندية‪.1/20 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪2‬‬

‫تفسير المنار‪.7/48:‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪3‬‬

‫التحرير و التنوير‪.7/25 :‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪4‬‬

‫تفسير القرطبي‪.6/288:‬‬ ‫)‪(6‬‬ ‫‪5‬‬

‫أحكام القرآن لبن العربي‪.2/651 :‬‬ ‫)‪(7‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪183‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬منها أن استدلل المخالف بالنص القرآني‬


‫جه؛ لنجاسة الخمرة المعنوية و الحكمية و‬
‫ضيو ر‬
‫ليست النجاسة وصفا ذاتيا للعيان؛ فهي وصف‬
‫شرعي من أحكام اليمان فل تزال إل باليمان‪،‬‬
‫كما ل يجوز الطهارة إل بالماء‪ .‬و هو مناسب‬
‫)‪(1‬‬
‫لقوله تعالى‪ :‬ﮋﯩ ﯪﯫﯬ ﮊ‬
‫و الرجس هو الشيء القذر‪ ،‬فهي نجسة حكما‪،‬‬
‫و قوله تعالى أيضا‪:‬‬
‫ﮋﭢﭣ ﭤﮊ)‪ (2‬أي نجاسة الشرك المعنوية ل بدن‬
‫المشرك‪.‬‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﮋﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮊ‬
‫)‪(3‬‬

‫)‪(4‬‬
‫و قوله تعالى‪ :‬ﮋﮇ ﮈﮉﮊ ﮋﮌ ﮍﮎﮊ ‪.‬‬

‫‪ (1)1‬سورة الحج‪ ،‬من الية‪.30 :‬‬


‫‪ (2)2‬سورة التوية‪ ،‬من الية‪.28 :‬‬
‫‪ (3)3‬سورة التوية‪ ،‬من الية‪.125 :‬‬
‫‪ (4)4‬سورة الحزاب‪ ،‬من الية‪.33 :‬‬
‫‪184‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬و لبن عاشور كلم نفيس في التعليق على‬


‫النص؛ فقال ‪ -‬رحمه الله ‪ " :-‬المراد به ههنا‬
‫الخبيث في النفوس و اعتبار الشريعة‪ .‬و‬
‫اجتناب المذكورات هو اجتناب التلبس بها فيما‬
‫تقصد له من المفاسد بحسب اختلف أحوالها‪،‬‬
‫فاجتناب الخمر اجتناب شربها‪ ،‬و الميسر‬
‫اجتناب التقامر به‪ ،‬و النصاب اجتناب الذبح‬
‫عليها‪ ،‬و الزلم اجتناب الستقسام بها و‬
‫استشارتها‪ ،‬و ل يدخل تحت هذا الجتناب‬
‫ب مسها أو إراءتها للناس للحاجة إلى ذلك‬ ‫اجتنا ض‬
‫من اعتبار ببعض أحوالها في الستقطار و نحوه‬
‫أو لمعرفة صورها أو حفظها كآثار من التاريخ أو‬
‫ترك الخمر في طور اختمارها لمن عصر العنب‬
‫لتخاذه خل على تفصيل في ذلك و اختلف في‬
‫بعضه‪...‬و أقول‪ :‬الذي يقتضيه النظر أن الخمر‬
‫ليست نجسة العين‪ ،‬و أن مساق الية بعيد عن‬
‫قصد نجاسة عينها‪ ،‬و إنما القصد أنها رجس‬
‫معنوي‪ ،‬و لذلك وصفه بأنه من عمل الشيطان‪،‬‬
‫و بينه بعد بقوله‪ :‬ﮋﭡﭢ ﭣﭤﭥﭦﮊ)‪(1‬و لن النجاسة‬
‫)‬

‫تعتمد الخباثة و القذارة‪ ،‬و ليست الخمر كذلك‪،‬‬


‫و إنما تنزه السلف عن مقاربتها لتقرير كراهيتها‬
‫في النفوس")‪.(2‬‬

‫‪ (1)1‬سورة الحزاب‪ ،‬من الية‪.33 :‬‬


‫‪ (2) 2‬التحرير و التنوير‪ 7/24 :‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪185‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬و ثمة استدلل على طهارة الخمرة بسكبها‬


‫في طرق المدينة عندما ورد النهي عن شربها‪،‬‬
‫و لو كانت نجسة لما فعل ذلك الصحابة‪ .‬و لنهى‬
‫‪ ‬عن سكبها كما نهى عن التخلي في الطرق‪.‬‬
‫‪ -‬إن القول بتنجيسها حكم شرعي و لم يرد نص‬
‫صريح بنجاستها‪.‬‬
‫‪ -‬و ل يلزم من كون الشيء محرما أن يكون‬
‫نجسا‪ ،‬فكم من محرم في الشرع ليس بنجس؛‬
‫و ذلك على غرار قوله تعالى‪ :‬ﮋﮃﮄﮅ ﮊ )‪ (1‬فل‬
‫يسوغ شرعا و ل عقل القول بنجاسة‬
‫المذكورات في الية‪ ،‬بل هو ممتنع باتفاق أهل‬
‫العلم‪.‬‬
‫و كذا المواد المخدرة‪:‬‬
‫أما المواد المخدرة مثل البنج )الشيكران( و‬
‫المستخرجة من نبات القنب )الحشيشة( و الفيون‬
‫و المورفين و جوزة الطيب و ورق الكوكا‬
‫)الكوكايين( البرش )المركب من الفيون و البنج(‬
‫و غيرها؛ فهي طاهرة في أعيانها؛ لطهارة الجماد و‬
‫منه المواد المخدرة‪ ،‬و لنها نبات في أصلها و‬
‫الصل في النبات الطهارة؛ و قد حكى ابن دقيق‬
‫العيد و القرافي الجماع على طهارة المخدرات‪ ،‬و‬
‫ليس هناك ما يدل على نجاستها‪ ،‬و التحريم أصل ل‬
‫يستلزم النجاسة‪ .‬أما التحريم فهو في تناولها؛ لنها‬
‫تفسد كلية العقل؛ لحديث أم سلمة قالت‪" :‬نهى‬
‫رسول الله ‪ ‬عن كل مسكر و مفرتر")‪.(2‬‬

‫‪ (3)1‬سورة النساء‪ ،‬من الية‪.23 :‬‬


‫‪186‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث التاسع‬
‫استعمال المخدرات المتعينة للتداوي‬
‫و يمكن استعمال بعض المخدرات في بعض‬
‫المعالجات الطبية المتعينة‪،‬‬
‫و التي دعت إليها الضرورة الشرعية‪ ،‬و الحاجة‬
‫تنزل منزلة الضرورة‪ ،‬لكن بالمقادير اللزمة من‬
‫غير زيادة عليها؛ قال العلمة الزركشي‪" :‬و بيعها‬
‫جائز قطعا؛ لنها قد تنفع لبعض المراض‪ ،‬و محله‬
‫كما هو ظاهر فيما يتعين للتداوي به‪ ،‬و فيما يجوز‬
‫تناوله من اليسير الذي ل يضر")‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه أبو داود في سننه‪ ،‬كتاب الشربة‪ ،‬باب النهي عن‬ ‫‪2‬‬

‫المسكر‪ (3/370) ،‬برقم )‪ (3688‬وأحمد في مسنده )‪،(44/246‬‬


‫برقم )‪.(26634‬‬
‫)‪ (1‬فتاوى ابن حجر الهيثمي‪.4/232 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪187‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث العاشر‬
‫استعمال المخدر للمدمن عند تعينه بشرط التدريج في تنقيصه‬
‫سئل ابن حجر المالكي عمن ابتلي بأكل نحو‬
‫الفيون و صار إن لم يأكل منه هلك؟ فأجاب؛ إن‬
‫علم ذلك قطعا حل له‪ ،‬بل وجب لضطراره إلى‬
‫إبقاء روحه‪ ،‬كالميتة للمضطر‪ ،‬و يجب عليه التدريج‬
‫في تنقيصه شيئا ا فشيئا ا حتى يزول تولع المعدة به‬
‫من غير أن تشعر‪ ،‬فإن ترك ذلك فهو آثم فاسق‪.‬‬
‫قال الرملي‪ :‬و قواعدنا ل تخالفه)‪.(1‬‬
‫قال الشبراملسي‪" :‬يجب عليه السعي في إزالة‬
‫الحتياجا إليه إما باستعمال ضده أو تقليله إلى أن‬
‫يصير ل يضره تركه")‪.(2‬‬
‫و تأمل نص بعض الشافعية في الباب؛ قالوا‪" :‬لو‬
‫شم صغير رائحة الخمر و خيف عليه إذا لم يسق‬
‫منها الهلك أو مرض يفضي إلى الهلك جاز‪ ،‬و إل‬
‫لم يجز و إن خيف مرض ل يفضي إلى الهلك لكن‬
‫بعضهم قال‪ :‬يكفي ‪ -‬أي للجواز ‪ -‬مجرد مرض‬
‫تحصل معه مشقة و لسيما إن غلب امتداده‬
‫بالطفل")‪.(3‬‬
‫و هذا يحمل على حالة الضطرار‪ ،‬أما حالة‬
‫الختيار فيحمل عليها قول المانعين‪ ،‬و قد درجت‬
‫المستشفيات اليوم على علجا المدمنين للمخدرات‬
‫على ما ذكرنا؛ لما فيه من تحقيق المصالح و دفع‬
‫المفاسد كالهلك و الهلوسة‪.‬‬

‫)‪ (1‬رد المحتار لبن عابدين‪ 5/97 :‬و انظر مواهب الجليل للحطاب‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.1/9‬‬
‫)‪ (2‬حاشية الشبراملسي مع نهاية المحتاجا‪.11-8/10 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬نهاية المحتاجا مع حاشية الشبراملسي‪.8/11 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪188‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الحادي عشر‬


‫الستفادة بالمواد المحرمة و النجسة في التراث الفقهي‬
‫و قد ناقش الفقهاء على اختلف مذاهبهم وصل‬
‫عظم النسان إذا احتاجا للوصل بشيء نجس أو‬
‫محرم؟ و كذلك خياطة الجرحا بخيط نجس و دواء‬
‫بدواء نجس‪..‬و نقل عن السبكي‪ :‬و لو قال أهل‬
‫الخبرة‪ :‬إن لحم الدمي لم ينجبر سريعا إل بعظم‬
‫نحو الكلب فيتجه أنه عذر‪ ،‬و تبعه العلمة الخطيب‪.‬‬
‫قال‪ :‬و لو تعارض نجس غير مغلظ و نجس مغلظ‬
‫فالظاهر تقديم غير المغلظ مع كونه بطي البريء و‬
‫كون المغلظ سريعه‪ ،‬و لو وجد عظم الكلب و‬
‫خنزير فقط قدم عظم الخنزير؛ لن الكلب أغلظ‬
‫منه)‪ .(1‬و قال‪:‬‬
‫و ل يلزم نزعه إذا وجد الطاهر الصالح‪ ،‬و قيده‬
‫السبكي و غيره إذا خاف ضررا‪ ،‬أما إذا أمن الضرر‬
‫و وجد الطاهر الصالح قالوا‪ :‬يجب نزعه)‪ .(2‬و قال‬
‫الشيخ سليمان الجمل‪ :‬إذا لم يجد عظما يصلح‬
‫للجبر به غير عظم الدمي الميت كما يجوز‬
‫للمضطر أكل الميتة)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬شرحا المنهج للشيخ زكريا النصاري و حاشية الجمل‪.1/416 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬المصدر نفسه‪.1/418 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬حاشية الجمل على المنهج‪.1/418:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪189‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفصل الرابع‬
‫أحكام صناعة الدوية‬

‫‪190‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪191‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و هذا الفصل تابع لما قبله و مكمل له؛ لن‬


‫صناعة الدوية و الحكام المتعلقة بها موضوع‬
‫يحتوي مشكلة التداوي بالمحظورات الشرعية و‬
‫الدوية المركبة من الكحول و النجاسات‪ ،‬و كذا‬
‫موضوع الستحالة‪ .‬و هو من مفردات التداوي‬
‫بالوسائل الطبية المعاصرة‪ .‬ترى‪ ،‬فما هي أحكامها‬
‫من الناحية الشرعية؟‬

‫‪192‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫مدخل إلى النتفاع بالنجاسات المتحولة‬


‫في صناعة الدوية‪:‬‬
‫إن من المشكلت الطبية المعاصرة هذه‬
‫المركبات في الغذية و الدوية و مدى دخول‬
‫العيان النجسة في مكوناتها؛ حيث وجدنا صناعة‬
‫الدوية في معظم العم تركب أدوية من أعيان‬
‫نجسة كأجزاء الخنزير و الخمر و الكحول‪ ،‬و كان‬
‫من سوء الطالع أن الذين طوروا أساليب العلجا‬
‫علماء و أطباء و خبراء في عالم البيولوجيا من بلد‬
‫لم تكن تحكمهم فيها شريعة الله الغراء حتى‬
‫يرعوها حق رعايتها؛ فأدخلوا فيها السموم و‬
‫النجاسات و كثيرا من المحرمات! و مع ذلك لم‬
‫تقف الشريعة التي من خصائصها العالمية و الكونية‬
‫و الصلحية لكل زمان و مكان عاجزة أمام هذه‬
‫التحديات و العقبات ففي نظامنا الجتهادي أصول‬
‫مرنة تنم عن مرونة الشريعة و سعتها و استيعابها‬
‫لكل المستجدات‪ ،‬و تلبيتها لحاجات الناس من غير‬
‫استثناء بمنطق السماحة و التيسير و الضرورة‬
‫الشرعية و أن الحاجة تنزل منزلة الضرورة و‬
‫نظرية الظروف الطارئة‪ .‬و قد نقل عن سفيان‬
‫الثوري قوله‪ :‬إنما الفقه الرخصة من ثقة‪ ،‬و أما‬
‫التشديد فيحسنه كل الناس‪.‬‬

‫المبحث الول‬
‫استخدام الكحول في تحضير الدوية‬

‫‪193‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و لما كان البحث عن حقيقة الخمر هل هي‬


‫طاهرة العين أم نجسة؟ ترجح لدينا قوة أدلة‬
‫القائلين بطهارة عينها‪ .‬و أما عن كونها رجسا ا فمن‬
‫جهة الحكم و المعنوية فقط؛ فبناء على هذا الحكم‬
‫"فليس هناك حرجا شرعا ا في استعمال الروائح‬
‫)الكولونيا()‪(1‬التي استخدم الكحول فيها كمذيب‬
‫للمواد العطرية الطيارة‪ ،‬و كذا استخدام الكحول‬
‫في الدوية كمذيب للخلصات النباتية أو العضوية أو‬
‫الكيماوية المحضرة أو الحيوانية التي ل تذوب في‬
‫غيره‪ ،‬و كذا استخدامه كمطهر و قاتل للجراثيم و‬
‫الميكروبات للجلد أو للحقن قبل استخدامها أو‬
‫لماكن الحقن و نحو ذلك؛ نظرا لكونه مادة مطهرة‬
‫العين‪ ،‬و للحاجة إلى استعماله في تلك المواطن و‬
‫نحوها")‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬و أحيل إلى بحث مفرد في مسألة الكولونيا بعنوان‪" :‬لباب‬ ‫‪1‬‬

‫النقول في طهارة العطور الممزوجة بالكحول" لعيسى الحميري‬


‫)‪ (2‬انظرالمواد النجسة و المحرمة في الغذاء و الدواء‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬نزيه‬ ‫‪2‬‬

‫حماد من رؤية إسلمية لبعض المشكلت الصحية‪ 2/752 :‬مطبوعات‬


‫المنظمة السلمية للعلوم الطبية السلم و المشكلت الطبية‬
‫المعاصرة بدولة الكويت‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثاني‬
‫شرب الدواء الذي يحتوي على نسبة ضئيلة من الكحول‬

‫‪195‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يستخدم في صناعة الدوية السائلة قدر يسير‬


‫من الكحول الثيلي؛‬
‫و الغرض من إضافته لمواد الصيدلة قصد المعالجة‬
‫الطبية هو الحفظ أو إذابة بعض المستخلصات‬
‫النباتية أو الكيميائية المحضرة التي ل تذوب في‬
‫الماء‪ .‬و أن الطباء يصفون للمرضى جرعات قليلة‬
‫ل تؤدي للسكر بتاتا‪ .‬ترى فما حكمها شرعا؟‬

‫‪196‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فالمر هين في المذهب الحنفي؛ بجواز شربها‬


‫من غير حرجا؛ لصل في المذهب ضيحل تناول‬
‫الشربة المتخذة من غير العنب و التمر بغرض‬
‫التقوي و التداوي ما لم يبلغ حد السكار)‪.(1‬‬
‫و أما إذا خرجنا عن المذهب الحنفي في هذه‬
‫الجزئية إلى قول الجمهور بتحريمها سواء كانت من‬
‫عنب أو تمر أو غيرهما؛ لكن يجوز شرب هذه‬
‫الدوية في حالة الضطرار؛ لحفظ كلية النفس‪ ،‬و‬
‫باستهلك مادة الكحول مع دواء آخر‪ ،‬لقول في‬
‫المذهب الشافعي يجوز التداوي بها إن عرف نفعها‬
‫بإخبار طبيب ثقة أمين و تعينت بأن ل يغني عنها‬
‫طاهر)‪.(2‬‬
‫و بهذا صدر قرار المجمع الفقهي بجدة برقم )‬
‫‪ (11‬في دورته الثالثة و نصه‪" :‬للمريض المسلم‬
‫تناول الدوية المشتملة على نسبة من الكحول إذا‬
‫لم يتيسر دواء خال منها و وصف ذلك الدواء طبيب‬
‫ثقة أمين في مهنته")‪.(3‬‬
‫هذا‪ ،‬و أن وجود نسبة من الكحول في‬
‫المستحضرات الصيدلية ليس بغرض السكار و‬
‫تغييب العقل و الحواس و النشوة الناتجة عن‬
‫معاقرة الخمرة‪ ،‬و حتى المرضى ل يتعاطونها‬
‫بغرض اللهو و العبث و ما إلى ذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬تبيين الحقائق‪ ،6/47:‬رد المحتار‪ .5/292 :‬هذا و أن معظم‬ ‫‪1‬‬

‫الدوية التي يدخل في تركيبها نسبة من الكحول‪ ،‬فإن كحولها ل يصنع‬


‫من عنب أو تمر بل من غيرهما كالمركبات الكيميائية أو النباتية‬
‫الخرى‪ ،‬فطبقا للمذهب الحنفي ل توجد مشكلة ابتداء‪.‬‬
‫)‪ (2‬مغني المحتاجا‪.4/188 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬قرارات و توصيات مجمع الفقه السلمي بجدة‪.43 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪197‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثالث‬
‫استخدام الكحول في المستحضرات الصيدلنية للطفال‬
‫إن استخدام الكحول في أدوية الطفال ل يجوز؛‬
‫لعدم الحاجة إليه‪،‬‬
‫و لثبوت ضرره الكبير عليهم قطعا ا إن في الحال أو‬
‫في المآل‪ ،‬و ظهور آثاره الخطيرة على الطفال و‬
‫الجنة)‪ ،(1‬و قد أثبتت البحاث العلمية أن الكحول‬
‫يؤثر على نمو المخ و ذكاء الطفل إذا أعطي‬
‫للطفال الرضع مع المستحضرات كمسكنات‬
‫المغص أو المهدئات أو المنومات أو مضادات‬
‫التشنج‪ ،‬و إذا استخدم الكحول في المستحضرات‬
‫في أثناء الحمل‪ ،‬فقد يؤثر على صحة الجنين‪ ،‬و قد‬
‫يسبب له آثارا جانبيا)‪ .(2‬و قد أمكن الطب الحديث‬
‫بفضل المنظمة السلمية للعلوم الطبية استئصال‬
‫مادة الكحول من المستحضرات التي تستخدم‬
‫لعلجا أمراض الطفال‪ ،‬و استبدالها بمواد أخرى‬
‫ليست كحولية)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬انظر بحث‪ :‬أحكام المواد المحرمة و النجسة في الغذاء و الدواء‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬محمد الزحيلي‪ ،‬رؤية إسلمية مرجع سابق‪.2/866 :‬‬


‫)‪ (2‬بحث‪ :‬المواد النجسة و المحرمة في الغذاء و الدواء‪ ،‬د‪ .‬أحمد‬ ‫‪2‬‬

‫رجائي الجندي‪ ،‬رؤية إسلمي مرجع سابق‪.2/427 :‬‬


‫)‪ (3‬هذا‪ ،‬و إن بعض المستحضرات لم توفق فيها البحوث لستئصال‬ ‫‪3‬‬

‫المواد الكحولية‪ ،‬فهي قيد البحث‪ ،‬فإن كانت لزمة و ل بديل عنها و‬
‫وصفها الطبيب المسلم العدل فل ضير من استعمالها أو استصناعها ل‬
‫سيما ما يتعلق بالطفال‪ .‬أما بالنسبة للبالغين فإن المر هين إذ يمكن‬
‫الستعاضة عن هذه المستحضرات بأقراص أو كبسولت يكون لها‬
‫نفس التأثير بخلف الطفال فيستعصي عليهم بلع القراص و‬
‫الكبسولت و هم صغار فقاعدة الضرورة تتنزل ههنا إن شاء الله‪ ،‬و‬
‫المر إذا ضاق اتسع‪.‬‬
‫‪198‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و هذا السر في أن منظمة الصحة العالمية قامت‬


‫بإصدار توصية بمنع استخدام الكحول في‬
‫مستحضرات الطفال و الحوامل‪ ،‬و في حالة‬
‫وجوده في المستحضرات‪ ،‬يجب أن يذكر على‬
‫العبوة نسبته في المستحضر؛ و لهمية هذه‬
‫التوصية‪ ،‬نسوقها فيما يلي‪:‬‬

‫‪199‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الرابع‬
‫)‪(1‬‬
‫توصية جمعية الصحة العالمية الربعون‬
‫إدراكا منها للمخاطر الناجمة عن فرط تعاطي‬
‫الكحول على صحة النسان‪،‬‬
‫و إذ تلحظ وجود الكحول في كثير من الدوية‪،‬‬
‫بما فيها أدوية الطفال‪ ،‬بتركيزات ل لزوم لها‪ ،‬بل‬
‫تنطوي على ضرر كامن‪،‬‬
‫و إذ تدرك التأثيرات الضارة للكحول‪ ،‬و ل سيما‬
‫في أثناء فترة الحمل‪،‬‬
‫و نتيجة للتفاعلت المتبادلة التي تحدث عند تعاطي‬
‫الكحول مع الدوية في وقت واحد‪،‬و إذ تلحظ وجود‬
‫قلق متزايد بين الطباء و الصيادلة إزاء الستعمال‬
‫غير الملئم للكحول في الدوية‪،‬و إذ تأخذ في‬
‫العتبار ما أثبته البحث العلمي من إمكانية‬
‫الستعاضة عن الكحول في كثير من الدوية بمواد‬
‫غير كحولية دون التأثير على فعالية هذه الدوية‪.‬‬
‫و إذ تعتقد أن قوائم العقاقير الساسية الوطنية‬
‫ينبغي أل تتضمن العقاقير المحتوية على الكحول إل‬
‫عندما يكون الكحول مقوما ا أساسياا‪،‬‬
‫و إذ تأخذ علما بالقرار‪ :‬ش ب ‪ /‬ل إ ‪ / 32‬ق ‪9‬‬
‫بشأن استعمال الكحول في الدوية الذي اتخذته‬
‫اللجنة القليمية لشرق البحر البيض المتوسط في‬
‫دورتها الثانية و الثلثين‪،‬‬
‫تحث الدول العضاء على ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬استعراض تسجيل الدوية المحتوية على‬
‫الكحول كمقوم فعال بغية الحد من استعماله‬
‫قدر المكان‪ ،‬و خاصة حيثما يمكن الستعاضة‬
‫بمادة غير كحولية‪.‬‬

‫)‪ (1‬بتاريخ‪ 15 :‬مايو ‪1987‬م‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪200‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .2‬العمل على إنقاص تركيز الكحول في الدوية‬


‫قدر المكان؛ و ذلك في الحالت التي ل يوجد‬
‫فيها بديل مناسب يمكن إحلله محله‪.‬‬
‫‪ .3‬استعراض المستحضرات الصيدلنية المتوافرة‬
‫للتحقق من محتوى الكحول فيها‪.‬‬
‫‪ .4‬تكثيف الجهود و تشجيع البحث العلمي بهدف‬
‫إيجاد المستحضرات الصيدلنية البديلة التي ل‬
‫تحتوي على الكحول و تكون لها نفس الفعالية‪.‬‬
‫أ‪.‬هـ‬
‫هذا‪ ،‬و قد سعت المنظمة السلمية للعلوم‬
‫الطبية إلى استصدار قرار من مجلس وزراء الصحة‬
‫العرب‪ 2‬بشأن الموضوع‪.‬‬

‫)‪ (1‬كان من آثاره على سبيل المثال ل الحصر أن دولة الكويت‬ ‫‪2‬‬

‫أصدرت قرارا بعدم تسجيل أي دواء يحتوي على كحول نسبته تتعدى‬
‫‪ %3‬و استجابت معظم الشركات لذلك‪.‬‬
‫‪201‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الخامس‬

‫‪202‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫استعمال المخدر في الجراحة و العلجا‬


‫الفرع الول‪ :‬تعريف التخدير الطبي‪:‬‬
‫أدوية التخدير )المبنجات( مواد تحدث التخدير‪ ،‬و‬
‫هو‪ :‬حالة من فقدان القدرة على الحس‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع التخدير الطبي‪:‬‬
‫و التخدير نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬التخدير العام‪ :‬يحث يمتد التخدير إلى كامل‬
‫الجسم‪ ،‬فيفقد المريض الوعي )غيبوبة( و‬
‫ترتخي عضلته و يفقد بالتالي القدرة على‬
‫الحس باللم‪.‬‬
‫‪ .2‬التخدير الموضعي‪ :‬حيث ينحصر التخدير بجزء‬
‫من الجسم و يحتفظ المريض بكامل وعيه)‪.(1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬حكم استعماله‪:‬‬

‫)‪ (1‬رؤية إسلمية‪ ،2/437 :‬بحث د‪ .‬أحمد رجائي الجندي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪203‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫درجا كثير من الفقهاء على جواز تناول ما يحجب‬


‫عقل المريض و يغيبه و يرقده من المخدرات؛ و‬
‫ذلك لقطع عضو متآكل أو لجراء عملية جراحية‬
‫يتوقف إجراؤها على إزالة الحس و الدراك‬
‫لغرضين‪ :‬أولهما التخفيف على المريض‪ ،‬و ثانيهما‬
‫ضمان إتمام العملية الجراحية بنجاحا‪.‬‬
‫إن استعمال بعض المستشفيات مثل التير‬
‫لتخدير المريض لجراء جراحة له‪ ،‬و بعدها يفيق و‬
‫يعود إلى حالته الطبيعية‪ ،‬هذا الستعمال يجوز‬
‫مراعاة لمقتضى الحاجة أو الضرورة‪ .‬و يجوز‬
‫استعمال بعض مشتقات الكوكايين كبنج موضعي‬
‫للسنان و بعض الجراحات الصغيرة‪ ،‬و كذلك في‬
‫المراهم و قطرات العين و نقط الذن و القماع‬
‫لعلجا المراض الجلدية و أمراض العيون و الذن و‬
‫البواسير‪ .‬و كذا استعمال المواد المخدرة في وقف‬
‫اللم المبرحا كما في حالت السرطان و المغص‬
‫الكلوي الحاد و الذبحة الصدرية سواء قبل إجراء‬
‫العمليات الجراحية أو بعدها لكن بشرط إذا لم‬
‫)‪(1‬‬
‫يوجد من الدوية المباحة ما يغني عن المخدر ‪.‬‬
‫قال العلمة القرفي‪" :‬و يجوز تناول اليسير منها‬
‫)المخدرات( و هو ما ل يصل إلى التأثير في العقل‬
‫أو الحواس و يحرم تناول الكثير المؤثر")‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬انظر المواد المحرمة في الطعام و الدواء د‪.‬حامد جامع‪ ،‬رؤية‬ ‫‪1‬‬

‫إسلمية لبعض المشاكل الصحية‪.2/805 :‬‬


‫)‪ (2‬الفروق‪.1/218 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪204‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث السادس‬
‫التداوي بما فيه سم‬
‫الصل في السم الحرمة إن كان يؤدي إلى‬
‫الهلك و الموت‪ .‬لكن إن غلبت السلمة من‬
‫استعماله في الدواء؛ و كان يرجى منه نفع الدواء و‬
‫نجاعته في اجتثاث المرض‪ ،‬اطرد حكم الباحة على‬
‫استعماله و تركيبه في الدوية؛‬
‫و تخرجا الفتوى بالجواز ههنا من معين المذاهب‬
‫الربعة وفق التي‪:‬‬
‫المذهب الحنفي‪:‬‬
‫جاء في رد المحتار لبن عابدين‪" :‬يجوز بيع‬
‫الحيات؛ للتداوي")‪.(1‬‬
‫المذهب المالكي‪:‬‬
‫قال الزرقاني في تعليقه على الموطأ لمالك‪" :‬‬
‫يباحا أكل حية ذكيت بحلقها إن أمن سمها و احتيج‬
‫لكلها‪..‬و يعتبر أمن سمها بالنسبة لمستعملها‪،‬‬
‫فيجوز أكلها بسمها لمن ينفعه ذلك لمرضه")‪.(2‬‬
‫المذهب الشافعي‪:‬‬
‫ذكر المام النووي عن الشافعي قوله‪" :‬إن غلب‬
‫على ظنه أنه يسلم منه‪ ،‬جاز تناوله‪ ،‬و إن غلب على‬
‫ظنه أنه ل يسلم منه‪ ،‬لم يجز‪ ،‬و نقل فيه قولن")‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬رد المحتار‪.4/101 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬شرحا الزرقاني على الموطأ‪.3/27:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬المجموع‪.3/7 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪205‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المذهب الحنبلي‪:‬‬
‫اعتمدوا على تحريم التداوي بالسم؛ لقوله‬
‫تعالى‪ :‬ﮋﮤ ﮥﮦﮧ ﮨﮩﮊ)‪ .(1‬و قالوا‪ :‬إن كان الدواء مسموما و‬
‫غلبت منه السلمة و رجي نفعه أبيح لدفع ما هو‬
‫أعظم منه كغيره من الدوية المسمومة و دفعا‬
‫لحدى المفسدتين بأخف منها)‪.(2‬‬

‫‪ (1)1‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.195 :‬‬


‫‪ (2) 2‬كشاف القناع‪.2/76 :‬‬
‫‪206‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث السابع‬
‫التداوي بالمحرمات المتفاعلة كميائيا تفاعل كامل‬
‫إن النجاسة و المواد المحرمة إذا مزجت بمواد‬
‫طبية و تفاعلت معه كمياويا ا و نشأ منهما شيء‬
‫جديد؛ بحيث تغيرت خصائص العين المحرمة و‬
‫حقيقتها‬
‫و صفاتها‪ ،‬كان هذا الشيء الناتج عن هذا التفاعل‬
‫طاهرا على ما نرجحه في هذا البحث؛ و ذلك لن‬
‫المادة الجديدة تحتاجا لحكم جديد و هي غير المادة‬
‫الولى النجسة؛ و ذلك لكونها أضحت طاهرة العين‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و المر نفسه في صناعة الدوية‪ ،‬كان لزاما على‬


‫الصيادلة و شركات الدوية في عالمنا السلمي‬
‫مراعاة تغيير المواد النجسة و إحكام تغييرها بحيث‬
‫تكون كلية و كاملة بتحول العيان النجسة تحول‬
‫كليا ل تشوبه شائبة في المنتجات الجديدة حتى‬
‫تأخذ حكم الستحالة الكاملة و الكلية‪ .‬قال العلمة‬
‫القرطبي‪" :‬و أما التداوي بها ‪ -‬أي الخمر ‪ -‬فل يخلو‬
‫أن يحتاجا إلى استعمالها قائمة العين أو محرقة‪،‬‬
‫فإن تغيرت بالحراق‪ ،‬فقال ابن حبيب‪ " :‬يجوز‬
‫التداوي بها و الصلة")‪ .(1‬و قال النووي‪" :‬و في‬
‫جواز التبخر بالند المعجون بالخمر وجهان بسبب‬
‫دخانه أصحهما‪ :‬جوازه؛ لنه ليس دخان نفس‬
‫النجاسة")‪ .(2‬و حكى ابن تيمية اتفاق أهل العلم في‬
‫ذلك؛ فقال‪" :‬و ذلك أن الله حرم الخبائث التي هي‬
‫الدم و الميتة و لحم الخنزير و نحو ذلك‪ ،‬فإذا وقعت‬
‫هذه في الماء أو غيرهن و استهلكت لم يبق هناك‬
‫دم و ل ميتة و ل لحم خنزير أصل كما أن الخمر إذا‬
‫استهلكت في المائع لم يكن الشارب لها شاربا‬
‫للخمر‪ ،‬و الخمرة إذا استحالت بنفسها و صارت خل‬
‫كانت طاهرة باتفاق العلماء")‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬تفسير القرطبي‪.2/230 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬المجموع‪.9/55 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬مجموع الفتاوي‪.21/52:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪208‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و هذا ما استقر عليه عامة المعاصرين؛ فالشيخ‬


‫عبد الكريم زيدان قال‪" :‬و المسكر إذا مزجا بالدواء‬
‫أو كان قليل و الدواء كثيرا و استحال في هذا الدواء‬
‫و ذهب أثره لم يكن عندنا في هذه الحالة مسكرا‪،‬‬
‫و إنما دواء طاهر ذاب فيه شيء من المسكر و‬
‫اضمحل فيه‪ ،‬فيجوز شربه؛ لن الستحالة كما تكون‬
‫يالحراق و بالطبخ تكون بالمزجا بالسائل")‪ .(1‬و هو‬
‫ما أفتى به الشيخ شلتوت في الفتاوى)‪ ،(2‬و الشيخ‬
‫عبد الله الطريقي في الضطرار إلى الطعمة و‬
‫الدوية المحرمة)‪ (3‬و غيرهم‪.‬‬
‫و عليه فيمكن بناء على ما ذكرنا صناعة جميع‬
‫أنواع الصابون و جميع المركبات العطرية و الدوائية‬
‫التي يدخل في مكوناتها بعض النجاسات بشرط أن‬
‫تكون الستحالة تامة‪ ،‬و من ذلك‪:‬‬
‫‪ .1‬استخدام غدد الخنزير لستخراجا بعض الدوية‬
‫كالنسولين المستخرجا من بنكرياس الخنزير‪.‬‬
‫‪ .2‬استخدام الببسين المستخرجا من الخنزير‬
‫لمعالجة اضطراب الهضم عند النسان‪.‬‬
‫‪ .3‬استخدام الجيلتين المستخرجا من الخنزير‬
‫في التحاميل و قشور الكبسولت و غيرها من‬
‫الصناعات الدوائية‪.‬‬
‫‪ .4‬استخدام الكحول في تحضير كثير من الدوية‬
‫كمذيب لها و ذلك كالثير الذي يستخدم كمادة‬
‫مخدرة‪.‬‬

‫)‪ (2‬مجموعة بحوث فقهية‪176 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬الفتاوى‪.381:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (4‬الضطرار إلى الطعمة و الدوية المحرمة‪.236-235:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪209‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثامن‬
‫التداوي بالمحرمات المختلطة مع غيرها دون التفاعل‬
‫معها كيماويا‬
‫و المسألة في مخالطة المحرمات لشيء‬
‫من غير تفاعل كيميائي‪ ،‬فالخليط ل يخلو‬
‫من حالين‪:‬‬
‫الولى‪ :‬أن تظهر أوصاف الشيء المحرم في‬
‫الخليط الجديد‪ ،‬و عندئد يكون محرما قول واحدا‬
‫دون خلف بين الفقهاء‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أل تظهر أوصاف الشيء المحرم في‬
‫الخليط الجديد‪ ،‬و في هذه الحالة يكون هذا الخليط‬
‫الجديد محرما عند جمهور الفقهاء‪ ،‬و حلل عند ابن‬
‫تيمية ‪ -‬رحمه الله ‪-‬؛ لن حقيقة النجاسة عنده‬
‫أوصاف قائمة في أعيان)‪ .(1‬و ذلك لن النجاسة‬
‫أوصاف قائمة بأعيان مخصوصة‪ ،‬و ل ينجس الشيء‬
‫إل بظهور هذه الوصاف المخصوصة فيه؛ لن‬
‫الطيب صار طيبا لصفات قامت فيه‪ ،‬و أن الخبيث‬
‫صار خبيثا لصفات قامت فيه‪ ،‬و على هذا فغن‬
‫ملقاة النجس الشيء الطاهر ل ينجسه إن لم‬
‫يظهر أثر النجاسة فيه‪ ،‬و على هذا‪ ،‬فإنه إن وقعت‬
‫فأرة في زيت فماتت فيه‪ ،‬فإن الزيت ل ينجس‬
‫حتى يتغير بالنجاسة)‪ ،(2‬و إن زوال أوصاف النجاسة‬
‫من الشيء النجس يطهره‪ ،‬و على هذا فإن الزبل‬

‫)‪ (1‬انظرالمحرمات و النجاسات‪ ،‬د‪ .‬محمد رواس قلعه جي‪ ،‬رؤية‬ ‫‪1‬‬

‫إسلمية مرجع سابق‪.2/946:‬‬


‫)‪ (2‬موسوعة فقه ابن تيمية‪ ،‬مادة‪ :‬نجاسة‪4/‬د هـ و المراجع التي‬ ‫‪2‬‬

‫أشار إليها‪.‬‬
‫‪210‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫النجس لو استحال إلى تراب بفعل الريح و‬


‫الشمس فقد صار طاهرا)‪.(1‬‬

‫)‪ (3‬المرجع نفسه مادة‪ :‬استحالة‪2/‬آ ‪ .1‬ط دار الفيصل ‪1415‬هـ‬ ‫‪1‬‬

‫الرياض‪.‬‬
‫‪211‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫لئحة المصادر و المراجع‪:‬‬


‫إعلم الموقعين‪ ،‬ابن قيم الجوزية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫معجم مقاييس اللغة‪ ،‬ابن فارس‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫لسان العرب‪ ،‬لبن منظور‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫القاموس المحيط‪ ،‬الفيروز آبادي‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تاجا العروس للمرتضى الزبيدي‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫المعجم الوسيط‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫معجم لغة الفقهاء د‪ .‬محمد رواس قلعة جي‪ ،‬و د‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫حامد قنيبي ط دار النفائس‪ ،‬بيروت‪985 ،‬م‪.‬‬
‫المعاملت المالية المعاصرة د‪ .‬محمد عثمان شبير‪:‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ ،12-11‬ط دار النفائس ‪1416‬هـ‪.‬‬
‫فقه القضايا الطبية المعاصرة د‪ .‬علي محيي الدين‬ ‫‪-9‬‬
‫القره داغي‪ ،‬و د‪ .‬علي يوسف المحمدي‪ ،‬ط دار البشائر‬
‫السلمية‪ ،‬ط ‪1427 2‬هـ ‪2006‬م‪.‬‬
‫مجلة المجمع‪ :‬عدد‪.7:‬‬ ‫‪- 10‬‬
‫الجامع الصحيح البخاري‪.‬‬ ‫‪- 11‬‬
‫الجامع الصحيح مسلم‪.‬‬ ‫‪- 12‬‬
‫قواعد الحكام في مصالح النام‪ ،‬العز بن عبد‬ ‫‪- 13‬‬
‫السلم‪.‬‬
‫ندوة جمعية العلوم الطبية السلمية في الردن‬ ‫‪- 14‬‬
‫بتاريخ جمادى الثانية عام ‪1421‬هـ‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القواعد الكلية و الضوابط الفقهية للستاذ الدكتور‬ ‫‪- 15‬‬


‫محمد عثمان شبير‪ ،‬ط ‪1428 ،2‬هـ ‪2007‬م‪ ،‬دار‬
‫النفائس‪ ،‬الردن‪.‬‬
‫الجامع الصحيح‪ ،‬أبو داود‪.‬‬ ‫‪- 16‬‬
‫سنن ابن ماجه‪.‬‬ ‫‪- 17‬‬
‫شرحا الكوكب المنير لحمد الفتوحي‪ ،‬مطبعة السنة‬ ‫‪- 18‬‬
‫المحمدية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1953 ،1‬م‪.‬‬
‫التعريفات للجرجاني‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‬ ‫‪- 19‬‬
‫‪.1985 ،1‬‬
‫سنن النسائي‪.‬‬ ‫‪- 20‬‬
‫صحيح الجامع الصحيح للشيخ اللباني‪.‬‬ ‫‪- 21‬‬
‫زاد المعاد لبن قيم الجوزية‪ ،‬بتحقيق الرنؤوطين‪.‬‬ ‫‪- 22‬‬
‫البحر الرائق‪.‬‬ ‫‪- 23‬‬
‫المحلى لبن حزم الظاهري‪.‬‬ ‫‪- 24‬‬

‫‪213‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫مجموع الفتاوى لبن تيمية‪.‬‬ ‫‪- 25‬‬


‫فتح القديرلبن الهمام‪.‬‬ ‫‪- 26‬‬
‫مجلة البحوث السلمية عدد‪.47 :‬‬ ‫‪- 27‬‬
‫مجلة البحوث السلمية عدد‪.49 :‬‬ ‫‪- 28‬‬
‫مصنف عبد الرزاق الصنعاني‪ ،‬ط المكتب السلمي‬ ‫‪- 29‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫بلغة السالك لقرب المسالك‪.‬‬ ‫‪- 30‬‬
‫النصاف للمرداوي‪ ،‬ط دار إحياء التراث العربي‪.‬‬ ‫‪- 31‬‬
‫المغني مع الشرحا الكبير ط دار الفكر‪1401 ،‬هـ‬ ‫‪- 32‬‬
‫‪ 1984‬بيروت‪.‬‬
‫بدائع الفوائد لبن قيم الجوزية‪.‬‬ ‫‪- 33‬‬
‫جامع الفقه الموسوعة الكاملة لبن القيم‪.‬‬ ‫‪- 34‬‬
‫تيسير الفقه )فقه الصيام(‪ ،‬ط ‪ 3‬مؤسسة الرسالة‬ ‫‪- 35‬‬
‫بيروت‪1414 ،‬هـ ‪1993‬م‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫مجموع فتاوى و مقالت متنوعة لسماحة الشيخ بن‬ ‫‪- 36‬‬


‫باز‪.‬‬
‫فتاوى الحج للنساء لبن باز فتاوى تتعلق بالحج و‬ ‫‪- 37‬‬
‫العمرة و الزيارة من إجابة‪.‬‬
‫الحكام الفقهية في الفتاوى النسائية‪.‬‬ ‫‪- 38‬‬
‫الحج في السلم محمود محمد الصواف‪.‬‬ ‫‪- 39‬‬
‫مناسك الحج و العمرة عبد الفتاحا عفيف طبارة‪.‬‬ ‫‪- 40‬‬
‫فقه السنة لسيد سابق‪.‬‬ ‫‪- 41‬‬
‫أحكام القرآن لبن العرب‪.‬‬ ‫‪- 42‬‬
‫شرحا الزرقاني على الموطأ‪.‬‬ ‫‪- 43‬‬
‫حاشية الدسوقي‪.‬‬ ‫‪- 44‬‬
‫‪ - 45‬المنهل الفائض في حل أشكل قضايا النفساء و‬
‫الحائض د‪.‬حسن يشو‪.‬‬
‫‪ - 46‬روضة الطالبين‪ ،‬المام النووي‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ - 47‬مغني المحتاجا‪ ،‬الخطيب الشربيني‪.‬‬


‫‪ - 48‬شرحا النيل ليوسف بن أطفيش‪ ،‬ط دار الفتح بيروت‪.‬‬
‫‪ - 49‬مشكاة المصابيح‪.‬‬
‫‪ - 50‬مسند المام أحمد‪.‬‬
‫‪ - 51‬دراسات عن الحيض و النفاس‪ ،‬د‪ .‬نبيهة الجيار‪.‬‬
‫‪ - 52‬الحيض و النفاس بين الفقه و الطب عمر سليمان‬
‫الشقر‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ - 53‬صحيح ابن خزيمة‪.‬‬


‫‪ - 54‬صحيح ابن حبان‪.‬‬
‫‪ - 55‬الستذكار لبن عبد البر‪.‬‬
‫‪ - 56‬الوسيط‪ ،‬ط دار الكتب العلمية ‪1422‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 57‬حقيقة الصيام لبن تيمية‪ ،‬ط المكتب السلمي‪.‬‬
‫‪ - 58‬سنن البيهقي‪.‬‬
‫‪ - 59‬بداية المجتهد‪ ،‬ط‪ .‬مكتبة ابن تيمية‪1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 60‬تبيين الحقائق شرحا كنز الدقائق لفخر الدين الزيلعي‬
‫ط‪ .‬دار الكتاب السلمي‪.‬‬
‫‪ - 61‬الفتاوى الهندية‪ ،‬ط دار الفكر‪.‬‬
‫‪ - 62‬سنن الدارقطني‪.‬‬
‫‪ - 63‬مجلة المجمع الفقهي عدد‪.10 :‬‬
‫‪ - 64‬مفطرات الصيام المعاصرة د‪ .‬أحمد الخليل‪.‬‬
‫‪ - 65‬نصب الراية‪ ،‬الزيلعي‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ - 66‬الفروع لبن مفلح‪.‬‬


‫‪ - 67‬الشرحا الممتع للشيخ العثيمين‪.‬‬
‫‪ - 68‬مجوع فتاوى الشيخ ابن باز‪.‬‬
‫‪ - 69‬مجوع فتاوى الشيح ابن عثيمين‪.‬‬
‫‪ - 70‬فتاوى الشيخ شلتوت‪.‬‬
‫‪ - 71‬الشرحا الكبير للدردير‪.‬‬
‫‪ - 72‬رد المحتار لبن عابدين‪.‬‬
‫‪ - 73‬بدائع الصنائع للكاساني‪.‬‬
‫‪ - 74‬حاشيتا قليوبي و عميرة‪.‬‬
‫‪ - 75‬شرحا منتهى الرادات‪.‬‬
‫‪ - 76‬مواهب الجليل للحطاب ط‪ .‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ - 77‬المحلى لبن حزم‪ ،‬ط‪ .‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ - 78‬حقيقة الصيام لبن تيمية‪ ،‬ط المكتب السلمي‪.‬‬
‫‪ - 79‬المدونة لمالك‪ ،‬ط دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ - 80‬كشاف القناع للبهوتي‪ ،‬ط‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬


‫‪ - 81‬المفردات للراغب الصفهاني‪.‬‬
‫‪ - 82‬المستصفى للغزالي‪ ،‬المطبعة الميرية بولق بمصر‬
‫‪1322‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 83‬المدخل إلى مذهب أحمد‪ ،‬المطبعة المنيرية بمصر‪،‬‬
‫‪1927‬م‪.‬‬
‫‪ - 84‬حاشية البناني على جمع الجوامع‪ ،‬مطبعة عيسى‬
‫البابي الحلبي بمصر‪.‬‬
‫‪ - 85‬نهاية السول‪.‬‬
‫‪ - 86‬الوجيز في أصول الفقه السلمي د‪ .‬محمد الزحيلي‪،‬‬
‫مطبوعات وزارة الوقاف دولة قطر‪ ،‬ط ‪2006 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ - 87‬إرشاد الفحول للشوكاني‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي‬
‫الحلبي بمصر ‪1356‬هـ ‪1937‬م‪.‬‬
‫‪ - 88‬الحكام للمدي‪ ،‬مؤسسة الحلبي القاهرة ‪1967‬م‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ - 89‬أصول الفقه‪ ،‬أبو النور زهير‪ ،‬مطبعة دار التأليف‬


‫بمصر‪.‬‬
‫‪ - 90‬منهاجا الوصول إلى علم الصول‪ .9:‬طبع بمصر‬
‫‪1326‬هـ‪.‬‬
‫‪ - 91‬الفروق لشهاب الدين القرافي‪.‬‬
‫‪ - 92‬معالم السنن للخطابي‪.‬‬
‫‪ - 93‬مجمع الزوائد‪.‬‬
‫‪ - 94‬الموسوعة الفقهية‪ ،‬ط ‪ ،1‬وزارة الوقاف‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪1407‬هـ‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 95‬أحكام القرآن لبن العربي المعافري‪ ،‬ط دار‬
‫المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ - 96‬حاشية الدسوقي‪ ،‬ط عيسى الحلبي القاهرة‪.‬‬
‫‪ - 97‬المبسوط للسرخسي‪ ،‬ط مطبعة السعادة بمصر‪ ،‬و‬
‫دار المعرفة‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ - 98‬البحر الزخار‪ ،‬للمام أحمد بن المرتضى‪ ،‬مؤسسة‬


‫الرسالة بيروت‪.‬‬
‫‪ - 99‬شرحا الزهار لبن المفتاحا‪ ،‬مكتبة اليمن الكبرى‬
‫صنعاء‪.‬‬
‫‪ - 100‬نيل الوطار للشوكاني‪ ،‬ط مصطفى الحلبي‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ - 101‬بحوث فقهية في مسائل طبية معاصرة‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬علي‬


‫محمد يوسف المحمدي‪ ،‬ط ‪ .1‬دار البشائر االسلمية‪،‬‬
‫‪1426‬هـ‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 102‬الفقه السلمي و أدلته الشيخ وهبة الزحيلي‪.‬‬
‫‪ - 103‬بدائع الصنائع للكاساني‪ ،‬ط دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ - 104‬تفسير القرطبي‪ ،‬ط دار إحياء التراث العربي‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ - 105‬مجموعة بحوث فقهية‪ ،‬د‪ .‬عبد الكريم زيدان‪ ،‬ط‬
‫مؤسسة الرسالة‪1976 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 106‬السيل الجرار للشوكاني‪.‬‬
‫‪ - 107‬الروضة الندية لصديق حسن خان‪.‬‬
‫‪ - 108‬تفسير المنار لمحمد رشيد رضا‪.‬‬
‫‪ - 109‬التحرير و التنوير للطاهر بن عاشور‪.‬‬
‫‪ - 110‬فتاوى ابن حجر الهيثمي‪.‬‬
‫‪ - 111‬نهاية المحتاجا مع حاشية الشبراملسي‪.‬‬
‫‪ - 112‬حاشية الشبراملسي مع نهاية المحتاجا‪.‬‬
‫‪ - 113‬شرحا المنهج للشيخ زكريا النصاري و حاشية الجمل‪.‬‬
‫‪ - 114‬حاشية الجمل على المنهج‪.‬‬
‫‪" - 115‬لباب النقول في طهارة العطور الممزوجة‬
‫بالكحول" لعيسى الحميري‪.‬‬
‫‪ - 116‬رؤية إسلمية لبعض المشكلت الصحية‪ ،‬مطبوعات‬
‫المنظمة السلمية للعلوم الطبية السلم و المشكلت‬
‫الطبية المعاصرة بدولة الكويت‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 117‬قرارات و توصيات مجمع الفقه السلمي بجدة‪.‬‬
‫‪ - 118‬الضطرار إلى الطعمة و الدوية المحرمة‪ ،‬لعبد الله‬
‫الطريقي‪.‬‬
‫‪ - 119‬موسوعة فقه ابن تيمية‪ ،‬ط دار الفيصل ‪1415‬هـ‬
‫الرياض‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أحكام التداوي بالمحرم‬

‫إعـــداد‬
‫د‪/‬محمد بن إبراهيم بن محمد الجاسر‬
‫أستاذ الفقه المساعد بجامعة القصيم‬

‫‪223‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪224‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ملخص البحث‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على‬
‫أشرف النبياء والمرسلين‪ ،‬نبينا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫هذا ملخص موجز عما حواه البحث‪ ،‬حيث‬
‫قسمته إلى المباحث التالية‪:‬‬

‫‪225‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ـ المقدمة‪ :‬وبينت فيها أهمية البحث والحاجة إلى‬


‫مسائله خصوصا ا في الوقت الحاضر الذي‬
‫تداخلت فيه الحضارات واختلط فيه المحرم‬
‫بالمباحا‪.‬‬
‫ـ حكم التداوي‪ :‬وقد اختلف العلماء فيه على‬
‫أقوال وتفصيلت‪ ،‬ذكرت منها أربعة أقوال‪،‬‬
‫والراجح أن الحكم يتخلف باختلف الحوال‬
‫والشخاص‪.‬‬
‫ـ التداوي بالمحرم الخالص أو الغالب أكل ل أو‬
‫شربلا‪ :‬وقد اختلف فيه العلماء على قولين‬
‫والراجح أنه ل يجوز مطلقاا‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ـ التداوي بالمحرم في غير الكل والشرب‬


‫كالمراهم ونحوها‪ :‬وقد اختلف فيه العلماء‬
‫على قولين والراجح أنه يجوز خصوصا ا عند‬
‫الحاجة إليه‪.‬‬
‫ـ التداوي بالمباحا الذي خالطه شيء من‬
‫المحرم‪ ،‬والمباحا هو الغالب‪ :‬فإن كان‬
‫المحرم غير مستهلك بحيث يظهر لونه أو طعمه‬
‫أو ريحه‪ ،‬فهذا محرم‪ ،‬أما إن كان مستهلكا ا فقد‬
‫اختلف فيه العلماء على قولين والراجح أنه ل‬
‫يجوز‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ـ التداوي بالمحرم الذي خالطه شيء من‬


‫الكحول والمباحا هو الغالب‪ :‬فإن كانت‬
‫الكحول غير مستهلكة فهذا محرم‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫مستهلكة فجمهور المعاصرين على أنها تجوز إذا‬
‫كانت تقتضيها الصناعة الدوائية‪.‬‬
‫ـ لبس المحرم للتداوي‪ :‬وقد اختلف فيه العلماء‬
‫على قولين‪ ،‬والراجح جوازه‪.‬‬
‫ـ التداوي بالمحرم إذا استحال إلى مباحا‪:‬‬
‫فقد اختلف العلماء في الستحالة هل تغير الحال‬
‫السابقة ويكون الحكم للحال الجديدة على‬
‫قولين‪ ،‬والراجح أنها تغير الحال فيباحا التداوي‬
‫بالمحرم المستحيل إلى مباحا‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ـ صناعة الدواء‪ :‬بينت أن من مقاصد الشريعة‬


‫حفظ النفس‪ ،‬وحفظها يكون بصونها عما يضرها‪،‬‬
‫ودفع الضرر الواقع بها‪ ،‬ومما يدفع به الضرر‬
‫التداوي بالدواء المباحا‪ ،‬وقد بينت ما يدل على‬
‫مشروعيته‪.‬‬
‫ـ صناعة الدواء من المحرمات أو إضافتها‬
‫فيه‪ :‬إذا وجد من المباحا ما يقوم مقامه فل يجوز‬
‫صناعة الدواء منه‪ ،‬ول إضافته فيه‪ ،‬أما إذا لم‬
‫يوجد من المباحا ما يقوم مقامه فل تخلو الحال‬
‫من أمرين‪:‬‬
‫أ‪-‬أن يبقى على حاله من غير استحالة بعد الصناعة‬
‫ففيه الخلف في مسألة التداوي بالمحرم‪.‬‬
‫ب‪-‬أن يستحيل إلى مباحا بعد الصناعة ففيه الخلف‬
‫في حكم الستحالة‪ ،‬لكن على القول أنها تغير‬
‫الحال فهل يجوز تملك المحرم لمعالجته‪ ،‬فإن‬
‫كان من الخمر ونحوها‪ ،‬فالراجح أنه ل يجوز‪،‬‬
‫وأما إن كان من غير الخمر فالراجح جوازه إل‬
‫أن يكون في اقتنائه ما في اقتناء الخمر من‬
‫المفاسد‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المقدمة‬
‫الحمد لله رب العالمين والصلة والسلم على‬
‫أشرف النبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم‬
‫الدين‪ ...‬وبعد‪:‬‬

‫‪230‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فإن من كمال هذا الدين وشموله أن بين للناس‬


‫جميع ما يهمهم من أمور دينهم ودنياهم حتى يسير‬
‫المسلم على نور من ربه وبصيرة ﮋﭯ ﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶﭷﭸ‬
‫ﮊ)‪ ،(1‬وكان من واجب أهل العلم وطلبه تبيين ذلك‬
‫للناس‪ ،‬وتوضيحه خصوصا ا في المسائل المشكلة‬
‫التي قد يعسر عليهم فهمها ومعرفة حكم الشارع‬
‫فيها مباشرة خصوصا ا في هذا الوقت الذي تداخلت‬
‫فيه الحضارات واختلط الحرام فيه بالحلل‪ ،‬ومن‬
‫ذلك "أحكام التداوي" الذي استجدت فيه مسائل‬
‫كثيرة في ظل هذه الثورة الهائلة والتقدم المذهل‬
‫في مجال الطب والدوية‪ ،‬وما هذا المؤتمر إل‬
‫إسهام في هذا الواجب‪ ،‬فنشكر الله تعالى أول ا‬
‫على تهيئته وتيسيره‪ ،‬ثم نشكر جامعة المام محمد‬
‫بن سعود السلمية ممثلة في مديرها ومسئوليها‬
‫خصوصا ا اللجنة المنظمة لهذا المؤتمر "مؤتمر‬
‫الفقه الثاني )قضايا طبية معاصرة(" على‬
‫إقامته‪ ،‬وذلك لتحفيز الباحثين والمتخصصين للقيام‬
‫بواجبهم‪ ،‬وهذا ليس بمستغرب على هذه الجامعة‪،‬‬
‫وقد رغبت أن يكون لي شرف المشاركة مع‬
‫إخواني في هذا الجهد‪ ،‬فشاركت في محور من‬
‫محاوره‪ ،‬وهو "التداوي بالوسائل الطبية‬
‫المعاصرة"‪ ،‬ونظرا ا لكثرة مسائله ومستجداته‪،‬‬
‫فقد ذكرت أمهات المسائل التي تندرجا تحتها كثير‬
‫من مستجدات ومسائل التداوي المعاصرة‪ ،‬فما‬
‫كان فيه من صواب فهو من الله وحده‪ ،‬وما كان‬
‫فيه من خطأ أو تقصير فهو من نفسي والشيطان‪،‬‬

‫)‪ (1‬سورة النحل‪ ،‬من اليآة‪.89 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪231‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وحسبي أني اجتهدت في طلب الوصول للصواب‬


‫حسب ما ظهر لي‪ ،‬فأسأل الله العفو والمغفرة‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الول‬
‫حكم التداوي‬

‫‪233‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪234‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫اختلف العلماء في حكم التداوي على‬


‫أقوال وتفصيلت في مجملها أربعة أقوال‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬أن التداوي مباحا وتركه‬
‫أفضل‪.‬‬
‫وهذا هو المشهور عند المالكية وقول الشافعية‬
‫ل‪ ،‬والمشهور من مذهب الحنابلة‬ ‫لمن تركه توك ا‬
‫وقول داود الظاهري)‪.(1‬‬
‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ حديث ابن عباس ‪ ‬نن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننن نن ننننن نننننن ننننن نننن‬
‫نننن ننن ننننن نننن نننن ‪" : ‬نن‬
‫ننننن نن ننننننن ننن ننننننن ننن‬
‫نننننن نننن نننن ننننننن" نننن‬
‫ننننننن)‪.(2‬‬
‫‪ 2‬ـ لن ترك التداوي أقرب إلى التوكل)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬التفريع )‪ ،(2/356‬القوانين الفقهية )ص ‪ ،(333‬المجموع )‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،(5/72‬مغني المحتاجا ) ‪ ،(1/530‬المغني ) ‪ ،(3/360‬القناع ) ‪،(1/327‬‬


‫الفروع ) ‪ ،(2/131‬النصاف ) ‪ ،(6/10‬منتهى الرادات ) ‪.(1/385‬‬
‫)‪ (2‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب من اكتوى أو كوى غيره‪ ،‬حديث‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ ،(5705‬باب من لم يرق‪ ،‬حديث )‪ ،(5752‬وكتاب الرقاق‪ ،‬باب‬


‫يدخل الجنة سبعون ألفا ا بغير حساب‪ ،‬حديث )‪ ،(6541‬ومسلم من‬
‫حديث عمران بن حصين‪ t‬نننن نننننننن ننن نننننن ننن‬
‫نننن ننننن نن نننننننن ننننن نننن نننن ننن ننننن‬
‫نننن )‪.(218‬‬
‫)‪ (3‬انظر‪ :‬حاشية الروض المربع )‪.(3/8‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪235‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 3‬ـ أن في ترك التداوي اعتصاما ا بالله وتوكل ا عليه‪،‬‬


‫وثقة به‪ ،‬وانقطاعا ا إليه‪ ،‬فعلى المؤمن أن يكون‬
‫كذلك)‪.(1‬‬
‫‪ 4‬ـ ما ورد من ترك التداوي من بعض الصحابة‬
‫رضي الله عنهم‪ ،‬كأبي بكر‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وأبي‬
‫الدرداء‪ ،‬وكذلك بعض التابعين‪ ،‬كالربيع بن خثيم‪،‬‬
‫وسعيد بن جبير‪ ،‬والحسن)‪.(2‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أن التداوي مستحب‪.‬‬
‫والمشهور من مذهب‬ ‫وهو مذهب الحنفية‬
‫الشافعية)‪.(3‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬التمهيد )‪.(15/372‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬التمهيد )‪ ،(376-15/374‬مجموع الفتاوى )‪.(21/564‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬المهذب )‪ ،(1/174‬البيان )‪ ،(3/9‬المجموع )‪،(5/72‬‬ ‫‪3‬‬

‫روضة الطالبين )‪ ،(2/96‬شرحا صحيح مسلم )‪ ،(14/191‬مغني‬


‫المحتاجا )‪ ،(1/530‬بدائع الصنائع )‪.(4/305‬‬
‫‪236‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ حديث أبي هريرة ‪ : t‬نننننننن ‪ ‬ننن‪:‬‬
‫"نن نننن نن ننننن نن ن ننن نننن نن‬
‫نننن" نننن ننننننن)‪. (1‬‬

‫)‪ (3‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب ما أنزل الله من داء إل أنزل له‬ ‫‪1‬‬

‫شفاء‪ ،‬حديث )‪.(5678‬‬


‫‪237‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 2‬ن نننن نننن ‪ t‬ننن‪ :‬ننن نننن نننن ‪: ‬‬


‫نننن نننن‬
‫"ننن ننن ننننن نننن ن‬
‫ننننن ننن نننن نننن ن ن ننن "ن‬
‫نننن نننن)‪.(1‬‬

‫)‪ (4‬رواه مسلم‪ ،‬كتاب السلم‪ ،‬باب لكل داء دواء واستحباب التداوي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫حديث )‪.(2204‬‬
‫‪238‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قال ابن القيم – رحمه الله –‪" :‬في قول النبي ‪‬‬
‫"ننن ننن نننن" ننننن نننن نننننن‬
‫ننننننن ننن ننن ننن ننن نننننن‬
‫نننننننن نننن")‪.(1‬‬
‫‪ 3‬ن نننن ننن ننننننن ‪ t‬نن ننننن ‪‬‬
‫ننن‪" :‬نن نننن نننن ننننن‬
‫نننننننن نننن ننن ننن نننن‬
‫ننننننن ننن نننننن ننننن" نننن‬
‫ننن نننن)‪. (2‬‬

‫)‪ (5‬انظر‪ :‬زاد المعاد )‪.(4/17‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (6‬رواه أبو داود‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب في الدوية المكروهة‪ ،‬حديث )‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،(3874‬قال في تحفة المحتاجا‪" :‬رواه أبو داود بإسناد صحيح"‪ ،‬ورواه‬


‫من حديث أسامة بن شريك ‪ t‬نننن ننن "ننن نننننن ننننن"‪:‬‬
‫ننن ننننن نننن ننننن ننن ننننن ننننننن نننن )‪(3855‬ن‬
‫ننننننننن نننن ننننن ننن نن ننن نن نننننن ننننن‬
‫ننننن نننن )‪(2038‬ن نننن‪" :‬ننن نننن ننن نننن"ن نننن‬
‫ننننن نننن ننننن ننن نن نننن نننن ننن ننن نننن نن‬
‫ننننن نننن )‪(3436‬ن نننن نن نننن ننننننن )‪" :(5/86‬نننن‬
‫نننننننن نننننن نننن"‪.‬‬
‫‪239‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 4‬ن نننن ننن ننننن ‪ t‬نن ننننن ‪ ‬ننن‪:‬‬


‫"ننننن نننننن ننننننن ننننن‬
‫نننن نن نن ننن ننن ننننن" نننن‬
‫نننن)‪. (1‬‬

‫)‪ (1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب الحبة السوداء‪ ،‬حديث )‪،(5688‬‬ ‫‪1‬‬

‫ومسلم‪ ،‬كتاب السلم‪ ،‬باب التداوي بالحبة السوداء‪ ،‬حديث )‪،(2215‬‬


‫ورواه البخاري كذلك من حديث عائشة رضي الله عنها‪ ،‬كتاب الطب‪،‬‬
‫باب الحبة السوداء‪ ،‬حديث )‪.(5687‬‬
‫‪240‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫‪ 5‬ن نننن ننن نننن ‪ t‬نن ننن ن ننن ننن‬
‫ننننن ‪ ‬نننن‪" :‬نن ننن ننن ننننننن‬
‫نننن‪" :‬نننن ننننن‪" ...‬نننننن نننن‬
‫نننن)‪.(1‬‬

‫)‪ (2‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب الدواء بالعسل‪ ،‬حديث )‪،(5684‬‬ ‫‪1‬‬

‫وباب دواء المبطون‪ ،‬حديث )‪ ،(5716‬ومسلم‪ ،‬كتاب السلم‪ ،‬باب‬


‫التداوي بالعسل‪ ،‬حديث )‪.(2217‬‬
‫‪241‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 6‬ـ حديث سعيد بن زيد ‪ t‬نن ننننن ‪ ‬ننن‪:‬‬


‫"نننننن نن نننن نننننن نننن‬
‫ننننن" نننن نننن)‪. (1‬‬

‫)‪ (3‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب التفسير‪ ،‬باب ] نننننن ننننن نننننن‬ ‫‪1‬‬

‫ننننننن ننننن نننن ننننننن[ن نننن )‪(4478‬ن نننن‬


‫)نننن ننننننن(ن نننن )‪(4639‬ن ننننن ننننن ننن نننن‬
‫نننن نننننن نننن )‪(5708‬ن نننننن نننن نننننننن ننن‬
‫ننن نننننن ننننننن ننننن نننن نننن )‪.(2049‬‬
‫‪242‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 7‬ن نننن ننننن‪-‬ننن نننن نننن‪-‬نننن‪:‬‬


‫نننن نننن نننن ‪ ‬نننن‪" :‬نننننننن‬
‫نننن نننن نننننن ننننن ننن‬
‫ننننن" نننن نننن)‪. (1‬‬
‫‪ 8‬ن نن ننننننن نن ننننن نننننننن نننن‬
‫ننن نننننن ننن)‪.(2‬‬
‫ن‬
‫‪ 9‬ن نن ننن نننن نننننن نننن نن ننن‬
‫ننننننن نننننن نن ننننننن)‪.(3‬‬

‫)‪ (4‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الطعمة‪ ،‬باب التلبينة‪ ،‬حديث )‪،(5417‬‬ ‫‪1‬‬

‫وكتاب الطب‪ ،‬باب التلبينة للمريض‪ ،‬حديث )‪ ،(5689‬ومسلم‪ ،‬كتاب‬


‫السلم‪ ،‬باب التلبينة مجمة لفؤاد المريض‪ ،‬حديث )‪.(2216‬‬
‫)‪ (5‬انظر‪ :‬زاد المعاد )‪.(4/14‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (6‬انظر‪ :‬فقه النوازل )‪.(4/169‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪243‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الثالث‪ :‬أنه واجب إذا غلب على‬


‫ظنه نفعه أو الهلكا بتركه‪.‬‬
‫وهذا قول المالكية‪ ،‬وكذلك قول عند الشافعية‬
‫والحنابلة‪ ،‬وهو الذي رجحه شيخ السلم ابن تيمية‪،‬‬
‫والشيخ محمد بن عثيمين ‪-‬رحمه الله‪ -‬إذا كان في‬
‫تركه هلكه)‪.(1‬‬
‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ القياس على التغذية ‪ -‬الكل والشرب‬
‫‪-‬للضعيف)‪.(2‬‬
‫‪ 2‬ـ القياس على أكل الميتة عند الضرورة‪ ،‬فإنه‬
‫واجب عند جمهور العلماء)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬القوانين الفقهية )ص ‪ ،(333‬الفروع )‪ ،(2/131‬النصاف )‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،(6/10‬مجموع الفتاوى )‪ ،(24/265) ،(18/12‬الشرحا الممتع )‬


‫‪.(5/234‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى )‪.(18/12‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى )‪.(18/12‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪244‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 3‬ـ أن الخضر قد خرب السفينة بخرقها لبقاء‬


‫جميعها‪ ،‬فكذلك البدن إذا قطع بعضه من أجل‬
‫نجاة باقيه كان ذلك واجبا ا)‪.(1‬‬
‫القول الرابع‪ :‬أنه غير مشروع "محرم"‪.‬‬
‫وهو قول غلة الصوفية)‪.(2‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬الشرحا الممتع )‪.(5/234‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (5‬انظر‪ :‬شرحا صحيح مسلم )‪.(14/191‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪245‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ حديث أم سلمة ‪-‬رضي الله عنها ‪-‬قالت‪:‬‬
‫جاءت امرأة إلى رسول الله ‪ ‬ننننن‪ :‬نن‬
‫نننن نننن نن ننننن نننن نننن‬
‫نننننن ننن ننننن ننننن ننننننننن‬
‫نننن ‪" : ‬نن ننننن نن‬ ‫نننن نننن ن‬
‫نننن ن" نننن نننن ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫)‪ (1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الطلق‪ ،‬باب تحد المتوفى عنها أربعة أشهر‬ ‫‪1‬‬

‫وعشراا‪ ،‬حديث )‪ ،(5336‬وباب الكحل للحادة‪ ،‬حديث )‪،(5338‬‬


‫ومسلم‪ ،‬كتاب الطلق‪ ،‬باب وجوب الحداد في عدة الوفاة‪ ،‬حديث )‬
‫‪.(1488‬‬
‫‪246‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننننن نننننننن ننن ننننننن‬


‫نننن نننننن نننن نن نن)‪.(1‬‬
‫‪ 2‬ن نن نن ننن ننننن نننن نننننن ننن‬
‫نننن ننن ننننننن)‪.(2‬‬
‫ننننننن‪:‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬شرحا صحيح مسلم )‪.(1/114‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬شرحا صحيح مسلم )‪ ،(14/191‬والحكام المتعلقة‬ ‫‪2‬‬

‫بالسموم )ص ‪.(107‬‬
‫‪247‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننننن ‪-‬ننننن نننن ‪-‬نن ننن نننن‬


‫نننن ننننن نننننننن نن نننن ننننننن‬
‫نننننن ننننن نننننن ‪12/11/1412-7‬نن‪.‬‬
‫ننن ننننن‪" :‬نننننن نن ننن ننننننن‬
‫ننن نننننن ننن ننن نن نننن نن نننننن‬
‫نننننن نننننن ننننننن ننننننننن‬
‫نننن ننن نن ننن ننننن نننن نن ننن‬
‫ننننننن نننننن نن نننننننن نننننن‬
‫ننننن ننننننن ننننننن ننننننن‬
‫نننننننن‪:‬‬‫ن‬
‫ن ننننن ننننن ننن ننننن ننن ننن‬
‫نننن نننن ننن ننن نننن)‪(1‬ن‬
‫نن ننن نننننن نن ننننن نن ننن ننننن‬
‫ننننن ننن نننن ننننننننن ننننننن‪.‬‬
‫ن ننننن نننننن ننن ننن نننن نننن‬
‫ننن ننن ننننن ننن ننننن نننن نن ننن نن‬
‫نننننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ن ننننن ننننن ننن نن ننننن نن‬
‫نننننننن ننننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ن ننننن نننننن ننن ننن نننن نننن‬
‫ننن نننن ننننننن ننن نن ننننن نننننن‬
‫ننننننن)‪.(2‬‬

‫)‪ (4‬أضاف الشيخ محمد بن عثيمين ‪-‬رحمه الله تعالى‪-‬قيداا‪ ،‬هو‪ :‬أن‬ ‫‪1‬‬

‫يعلم أو يغلب على الظن نفعه مع احتمال الهلك بعدمه‪ ،‬فهو واجب‬
‫]الشرحا الممتع )‪.[(5/234‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬قرارات وتوصيات مجمع الفقه السلمي‪ ،‬القرار رقم )‬ ‫‪2‬‬

‫‪) (67‬ص ‪ ،(147‬وانظر كذلك‪ :‬مجموع الفتاوى )‪ ،(18/12‬فقد ذكر‬


‫أن التحقيق أنه تجري عليه الحكام التكليفية الخمسة‪.‬‬
‫‪248‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثاني‬
‫التداوي بالمحرم الخالص أو الغالب‬
‫أكل ا أو شربا ا‬

‫‪249‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪250‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫اختلف العلماء بالتداوي بالمحرم الخالص‬


‫أو الغالب أكل ل أو شربا ل على قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬أن التداوي به ل يجوز‪.‬‬
‫وهذا قول جماهير العلماء من المالكية والحنابلة‪،‬‬
‫وظاهر المذهب عند الحنفية وقول للشافعية‪،‬‬
‫واختاره شيخ السلم ابن تيمية)‪ ،(2‬وهو رأي اللجنة‬
‫الدائمة للبحوث والفتاء بالمملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ورأي مجمع الفقه السلمي التابع‬
‫لرابطة العالم السلمي‪ ،‬وهو قول الشيخ محمد بن‬
‫إبراهيم آل الشيخ‪ ،‬والشيخ عبدالعزيز بن باز‬
‫والشيخ محمد بن عثيمين)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬وذكر الشيخ ضابطاا‪ ،‬فقال‪" :‬ما أبيح للحاجة جاز التداوي به‪ ،‬كما‬ ‫‪1‬‬

‫يجوز التداوي بلبس الحرير على أصح القولين‪ ،‬وما أبيح للضرورة‪،‬‬
‫كالمطاعم الخبيثة‪ ،‬فل يجوز التداوي بها‪ ،‬كما ل يجوز التداوي بشرب‬
‫الخمر" ]انظر‪ :‬مجموع الفتاوى )‪.(275 ،24/270‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الكافي للقرطبي )‪ ،(1/440‬التفريع )‪ ،(1/408‬بداية‬ ‫‪2‬‬

‫المجتهد )‪ ،(1/476‬القوانين الفقهية )ص ‪ ،(333 ،129‬المغني )‬


‫‪ ،(13/343‬القناع )‪ ،(1/327‬الفروع )‪ ،(2/131‬النصاف )‪،(6/11‬‬
‫منتهى الرادات )‪ ،(1/385‬الروض المربع مع حاشية ابن قاسم )‪-3/8‬‬
‫‪ ،(9‬المبسوط )‪ ،(24/12‬الهداية مع شرحه البناية )‪ ،(12/356‬بدائع‬
‫الصنائع )‪ ،(4/277‬الدر المختار )‪ ،(1/365‬رد المحتار )‪،(1/365‬‬
‫المهذب )‪ ،(1/334‬الحاوي )‪ ،(199-19/198‬المجموع )‪،(9/35‬‬
‫روضة الطالبين )‪ ،(3/285‬مجموع الفتاوى )‪،(272 ،271 ،24/268‬‬
‫فقه النوازل )‪ ،(4/178‬فتاوى اللجنة الدائمة )‪ ،(22/281‬فتاوى‬
‫محمد ابن إبراهيم )‪ ،(168 ،3/167‬الفتاوى الشرعية على المشكل‬
‫في المسائل الطبية )ص ‪ ،(40‬الشرحا الممتع )‪.(5/234‬‬
‫‪251‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ عموم قوله تعالى‪ :‬ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﮊ)‪ ،(1‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫ﮋﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ ﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭﮊ)‪.(2‬‬
‫فهذه اليات عامة في جميع وجوه الستعمال‪،‬‬
‫ومنه التداوي)‪.(3‬‬

‫‪ (3)1‬سورة المائدة‪ ،‬من الية‪.3 :‬‬


‫‪ (4)2‬سورة النعام‪ ،‬من الية‪.145 :‬‬
‫‪ (1) 3‬انظر‪ :‬فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم )‪.(3/168‬‬
‫‪252‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 2‬ـ حديث أبي الدرداء ‪ t‬نن ننننن ‪ ‬ننن‪:‬‬


‫"نن نننن نننن ننننن ننننن‬
‫ننننننن نننن ننن ننن ننننن‬
‫ننننننن ننن نننننن ننننن" نننن‬
‫ننن نننن)‪. ( 1‬‬
‫‪ 3‬ن نننن ننن ننننن ‪ t‬نن ننننن ‪" ‬ننن‬
‫نن نننننن نننننن" نننن ننن نننن‬
‫نننننننن ننننننن)‪. (2‬‬

‫)‪ (2‬سبق تخريجه في مسألة حكم التداوي )ص ‪.(12‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬رواه أبو داود‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب الدوية المكروهة‪ ،‬حديث )‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،(3870‬والترمذي‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب ما جاء فيمن قتل نفسه بسم‬


‫أو غيره‪ ،‬حديث )‪ ،(2045‬وابن ماجة‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب النهي عن‬
‫الدواء الخبيث‪ ،‬حديث )‪ ،(3459‬وقال الحاكم في المستدرك )‬
‫‪" :(4/455‬صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"‪.‬‬
‫‪253‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننن ننننننن‪" :‬نننن نن نننن‬


‫ننننن ننن نننن نننننن نن ننننننن" ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ 4‬ن نن ننن نن ننن ننننن ‪ t‬ننن ننن‪:‬‬


‫"نن نننن نن نننن نننننن نننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننن"ن نننن ننننننن ننننن ن)‪ (2‬ن‬
‫ن‬
‫ننننن نننننننن نننن نننن ننننن ن‬
‫ننن ننننن ‪. (3)‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى )‪.(21/571‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (5‬رواه البخاري معلقا ا من قول ابن مسعود ‪t‬ن نننن نننننننن‬ ‫‪2‬‬

‫ننن نننن ننننننن ننننننن ننننن نننننن نن نننننننن‬


‫)‪(4/242‬ن نننن )‪(7509‬ن ننننننننن نن نننننن نننننن )‬
‫‪(9/345‬ن نننن )‪9714‬ن ‪9716‬ن ‪(9717‬ن نننننننن ننن نن ننننن‬
‫نننننن )‪" :(4/75‬نننن ننننننن نننننن نن ننن نننننن‬
‫ننن نننننن نن ننننن ننننننن نن ننن نننن ننننن"ن‬
‫ننننن‪ :‬ننننن ننننننن )‪.(5/29‬‬
‫)‪ (6‬رواه مرفوعا ا الطبراني في المعجم الكبير عن أم سلمة‪-‬رضي الله‬ ‫‪3‬‬

‫عنها ‪ ،(23/326) -‬حديث ) ‪ ،(749‬والبيهقي ) ‪ ،(10/5‬جماع ما يحل‬


‫ويحرم من الحيوانات‪ ،‬وصححه ابن حبان )‪ (4/533‬حديث ) ‪،(1391‬‬
‫وقال شيخ السلم ابن تيمية في مجموع الفتاوى ) ‪:(21/571‬‬
‫"وصححه بعض الحفاظ"‪.‬‬
‫‪254‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننننن ‪ ‬نن ننن نننننننن نن‬


‫نننننن نن ننننننن ننن نننننن ننن‬
‫ن‬
‫نننن نننن ننن نننن نن ننن نن نننن ننن‬
‫ن‬
‫نننننننن نننن ننن نننننننن ننن‬
‫نننننن ننن ننن ننن ننننن ننن ننننننن‬
‫نن نننن ننن نننن ننن ننننننن نن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن ننننن نننننننن)‪.(1‬‬
‫ننن ننن ننننن‪" :‬ننن ننن نن نننن نن‬
‫ننن نننننننن نن نننننن ننن ننن ننن‬
‫نننننن ننننننن ننننن ننننننن‬
‫ننننننن نننننن ننن ننن نننن ننن نن‬
‫نننن ننننننن نننننن نن نننننن نننننن‬
‫ننننن ننن ننننن ننن نننن نننن نننن‬
‫نننننن نننننننن نننننننن نننن ننن‬
‫ننن نننن نننننن ننن نننننننن نن نننن‬
‫ن‬
‫ننن نننن ننن ننننن ننننننن نننن‬
‫ننننن نننن ننن ننن نننن ننننننن نن‬
‫ننن ننننن نننن ننن نن نن نننن ننن نن‬
‫نننن نننننن ننننن نننن نننن نننن‬
‫نننننننن ننن نننننننن نننن ننننن‬
‫نننننننن ننن نننننننن نننننن نن ننن‬
‫ننن ننن ننننن")‪.(2‬‬
‫‪ 5‬ن نن ننننن ‪ ‬ننن نن ننننن نننن‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم )‪.(3/170‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬زاد المعاد )‪.(4/157‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪255‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننن نننن‪" :‬ننن ننن نننننن‬


‫ننننن ننن" نننن نننن)‪. (3‬‬

‫)‪ (3‬رواه مسلم‪ ،‬كتاب الشربة‪ ،‬باب تحريم التداوي بالخمر‪ ،‬حديث )‬ ‫‪3‬‬

‫‪.(1984‬‬
‫‪256‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن نن نن نننننن نننن ننننن نن‬


‫ن‬
‫نننننننن ننننن ننننن)‪.(3‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى )‪.(21/568‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪257‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 6‬ن نن نننن ننننن نننن نننن نننننن‬


‫ن‬
‫نننن نن نننن ننن ننن ننننن نننن‬
‫ن‬
‫ننننن نننن ننن نننن ننن ننن‬
‫نننننننن ننننن ننن ننن ننن ننننن‬
‫نن ننن نننننن ننننننن نن ننننن ننن‬
‫نننننن نن نننننن ننن ننننن نن نننن‬
‫نن نننننن نن ننننننن ننننننن نننن‬
‫ن‬
‫ننن ننن نن ننننننن نننن نننن نننن‬
‫نننن ننن نن ننننن نننن ننننن نننن‬
‫نننن ننننن ننننننن نن ننن نن ننننن‬
‫ننن ننننن نننن ننننن)‪.(1‬‬
‫‪ 7‬ن نن نننننن ننننن ننننن نننننن ننن‬
‫ننن ننننن ننن نننننن نننن نن ننن‬
‫ننننننن ننن ننننننننن نننن نن‬
‫ننننن نننننن)‪.(2‬‬
‫‪ 8‬ن نن ننننن ننننننن نن ننن نننن ننن‬
‫نننن نننننن نننن نننن ننننن ننن‬
‫نننننن نننننن ننننننن ننن نننن ننن‬
‫نننن نننننن ننن نننن ننن نننن‬
‫نننننننن نننن ننننننن)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬زاد المعاد )‪ ،(4/156‬فتاوى محمد بن إبراهيم )‪.(3/171‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬زاد المعاد )‪ ،(4/156‬فتاوى محمد بن إبراهيم )‪.(3/172‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬زاد المعاد )‪ ،(4/156‬فتاوى محمد بن إبراهيم )‪.(3/172‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪258‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 9‬ن نن نن ننن نننننن نننننن نن ننننننن‬


‫‪ -‬ننن ننننن نننن نننننن نننننن‬
‫ننننن ننن ننننننن ‪ -‬نن نننن ننن نن‬
‫ننن ننن نن نننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننننننن ننننننن‬
‫نننن ننن نننن نننن)‪ (2‬ن ننن نننن نننن‬
‫نننن ننننن‪.‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬زاد المعاد )‪ ،(4/157‬فتاوى محمد بن إبراهيم )‪.(3/172‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (5‬قال في البيان )‪" :(4/511‬والضرورة التي يباحا فيها له أكل ذلك‬ ‫‪2‬‬

‫هي خوف التلف على نفسه‪ ،‬أو يخاف إن لم يأكلها مرضا ا مخوفا ا أو‬
‫بأن يكون ماشيا ا فيعجز عن المشي إن لم يأكلها‪ ...‬أو يكون به داء ل‬
‫يذهب إل بأكل النجس‪ ،‬فأما إذا كان به داء يطول ولكنه غير مخوف‬
‫كحمى الربع فل يحل له أن يتناول لجلها"‪.‬‬
‫‪259‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننننن نن نننننن نن نننن‬


‫نننننننن نن ننن نننننن نننن ننننن نن‬
‫نننننن ننن ننن ننن نننننننن نننن ننن‬
‫نننننننن نن ننن ننننن نن ننننننن‬
‫نننن ننن ننننننننن نننن ننن ننن‬
‫ننننننن)‪.(1‬‬
‫نننننننن ننن ننن‪:‬‬
‫‪ 1‬ن نننن ننننن‪ :‬ﮋﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﮊ)‪ ،(2‬فما‬
‫اضطر المرء إليه من المأكل والمشارب فهو غير‬
‫محرم عليه)‪.(3‬‬
‫‪ 2‬ـ حديث أنس ‪ t‬نن ننن نننننننن‬
‫ننننن نننننن نننننننن نننننن ‪‬‬
‫ننننننن ننن نننن ننن ننننننن ننن‪:‬‬
‫"نننننن نن نننننن نن ننننننن‬
‫نننننننن"ن نننن نننن)‪ (4‬ن نننننن‬
‫ننننن نننن ننننن)‪ (5‬ن ننن ننن نننن‬
‫ننننننن ننننننن‪.‬‬

‫‪ (1) 1‬انظر‪ :‬المهذب )‪ ،(1/334‬الوسيط )‪ ،(1/50‬الحاوي )‪-19/198‬‬


‫‪ ،(199‬المجموع )‪ ،(9/35‬روضة الطالبين )‪ ،(285 ،3/282‬الدر‬
‫المختار )‪ ،(1/366‬رد المحتار )‪ ،(1/365‬القوانين الفقهية )ص ‪،(129‬‬
‫الفروع )‪ ،(2/132‬النصاف )‪ ،(6/12‬المحلى )‪ ،(176-1/175‬وهذا‬
‫القول رجحه حسن الفكي في كتاب أحكام الدوية في الشريعة‬
‫السلمية في غير الخمر )ص ‪.(187‬‬
‫‪ (2)2‬سورة النعام‪ ،‬من الية‪.119 :‬‬
‫‪ (3) 3‬انظر‪ :‬المحلى )‪.(1/175‬‬
‫‪ (4) 4‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الوضوء‪ ،‬باب أبوال البل‪ ،‬حديث )‪،(233‬‬
‫ورواه في مواضع أخرى‪ ،‬أحاديث )‪،5686 ،4610 ،4192 ،1501‬‬
‫‪ ،(6899 ،6805 ،6802 ،5727‬ومسلم كتاب القسامة والمحاربين‪،‬‬
‫باب حكم المحاربين المرتدين‪ ،‬حديث )‪.(1671‬‬
‫‪ (5) 5‬انظر‪ :‬الوسيط )‪.(1/50‬‬
‫‪260‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 3‬ن نن نننننن ننننن ننن ننننننننن‬


‫ن‬
‫ننننن ننن نننن ننن نننننن نننن‬
‫نننننن ننن ننننن نننن ننننن)‪.(6‬‬

‫)‪ (6‬انظر‪ :‬مغني المحتاجا )‪ ،(4/412‬رد المحتار )‪.(1/365‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪261‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪-4‬نن ننننن ‪ ‬ننن نن ننن نننننن‬


‫نننننننننن نن ننن‬
‫ننننننن ‪ ‬نن ننن نننن نننن ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ننننننن‪:‬‬
‫نننن ننننن ‪-‬ننننن ننننن نننن ‪-‬نن‬
‫ننننن نننننن نننن نننننن ننن نننن‬
‫ننننن نننننن ننننن نننن ننن نننن ننن‬
‫ننننننن نننن نننن‪:‬‬
‫ننن‪" :‬ننن‪ :‬ننن ننننننن ننننننن‬
‫نننن نننن ننننننن ننننننن ننننن‪:‬‬

‫)‪ (1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب الحرير في الحرب‪ ،‬حديث )‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،(2922 ،2921 ،2920 ،2919‬وكتاب اللباس‪ ،‬باب ما يرخص‬


‫للرجال من الحرير للحكة‪ ،‬حديث )‪ ،(5839‬ومسلم‪ ،‬كتاب اللباس‪،‬‬
‫باب إباحة لبس الحرير للرجل إذا كان به حكة أو نحوها‪ ،‬حديث )‬
‫‪.(2076‬‬
‫‪262‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬نن ننننن نن نننننن نن نننن‬
‫نننننن ننننن ننن نننن‪ ...‬نننننن نننن‬
‫ن‬
‫ننن ننن نننن نن ننننن نننننننن نن‬
‫ننننننن ننننننن نننننن ننننن نننن‬
‫ننن نن ننن نننن نننن نن نننن ننننننن‪...‬‬
‫ننن ننن ننن نن ننننننن ننننننن ننن‬
‫ننننننن ننن ننننن ‪ -‬ننننن نن نننننن‬
‫نننننن ‪ -‬ننن نننننن ننن نننن نننن‬
‫ننننن ننننننن نننن ننن نننننننن ننن‬
‫نن ننن نننن ننننن نننن نننن نن‬
‫ننننننن ننن نن ننننننن نننن‪.‬‬
‫نننننننن‪ :‬نن ننننن ننن ننننننن‬
‫ننننن ننن ننننن‪ :‬نن نننن ننن نننننن‬
‫ننن نننن نننن ننن نننننن نننننننن‬
‫ننن ننننن ننن نننن ننن ننننن ننننن نن‬
‫نننننن ننننننن نننن ننننن ننننن ‪..‬‬
‫نننننن‪ :‬نن نننننن نن نننننن نن ننن‬
‫نننن نن ننننننن نن ننن نننن نننننن نن‬
‫نن نننن ننن نن ننن ننن ننننن ننن‬
‫نننننن ننننننن ننننننننن نننن‬
‫نننننن نننن ننن نننن نن ننننن ننننن‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن‪ :‬نن ننننن نننن نن ننننن نننن‬


‫ننننن نن نن نننن نن نن نننننن نننن نن‬
‫ننننن ننننن نننن ننننن نننن ننن ننن‬
‫نننن ننن نننننن ننن نننن نن نننن‬
‫ننننن ننننننن نن ننننن ننننننن ننن‬
‫نننننن ننننننن نننن ننن ننننننن‬
‫ننننننن نننننن‪" :‬نن نننن نن نننن نننن‬
‫نننن نننن ننن ننننن")‪(1‬ن ننننن‬
‫ننننننن ننننن ننن نننننن ننن نننن‬
‫نننن ننن نن نننننن نننن نننن ننن ننن‬
‫نننن")‪.(2‬‬
‫نننن ننننن نننن نن نننننن‪-‬نننن‬
‫نننن‪" :-‬ننن نننن نن نننن ننننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننن نننننن نننننن نن ننننن ننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننن نن ننن ننن نننن ننن نننن نننن‬
‫ن‬
‫نن ننننن نننننن ننننننن نننن نن‬
‫نننننن ننن ننننن ننن نننن ننن نننن‪...‬‬
‫ن‬
‫نننن نننننن نن نننن ننننننن نننن ننن‬
‫نننن ننننن ننن نن نننن ننن ننن ننن‬
‫ننننننن ننن ننننننن")‪.(3‬‬
‫نننن نن نننن ننن‪" :‬ننننننن نن نننن‬
‫ننن ننن نننننننن نننن نن نن نننننننن‬
‫ننننننن نن نننن نن ننننننن ننن ننن‬
‫ننن ننننن نننن ننننننن ننننن نننن‬
‫)‪ (1‬سبق تخريجه )ص ‪.(20‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الفتاوى )‪ (565-21/563‬مختصرا‪.‬ا‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬فتاوى الطب والتداوي )ص ‪.(36‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪264‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن نن نننن نن نننن نننننن ننن نننن‬


‫ننننن")‪.(4‬‬
‫نننن نن ننننننن ننن ننننننننن‬
‫ننننننن نننننن‪" :‬ننن ننن نن ننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننننن ننن ننننن ننن‪ ...‬نننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننن نن نننن نننن نننننن ننن‬
‫ننن نن نننن نن نننننن نن نننن نننن نن‬
‫نننن نننن ننن")‪.(1‬‬
‫ننن ننننننننن ننننن ننننن ننننننن‬
‫نننن ننن ننننننن‪" :‬ننن نننننن نننننن‬
‫نننن نننننن ننن نننننننن نننننن‬
‫ننننن نننن نننن ننننننننن ننننن‬
‫ننننن ننننن نننننن ننننن ننننننن‬
‫ننننن ننننننننن ننننننننن نننن‬
‫ننننن ننننن ننننن ننننننن ننننننن‬
‫ننن ننننننن نننن نن نننننن ننن نننن‬
‫نننننن ننننن نننننننن نن ننننننننن‬
‫ن‬
‫ننننن نننن ننننن ننننننن نننن نن‬
‫نننن نننننن نن ننننن ننن نننننن‬
‫ننننننن نن ننن نننننن ننننن ننن‬
‫ننننننن ننن ننننن نننننن نن ننننننن‬
‫ننن نن ننننن نننننن")‪.(2‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬المصدر السابق )ص ‪.(44‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬المبسوط )‪.(13-24/12‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى )‪.(21/567‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪265‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن نننن نننننننن نننننن ننننن‬


‫نننننن نننن نننننننن نننن ننننننننن‬
‫نن‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثالث‬
‫التداوي بالمحرمات في غير الكل والشرب‬
‫كالمراهم للجروحا ونحوها‬

‫‪267‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪268‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أما من يجيز التداوي بالمحرم في الكل‬


‫والشرب للضرورة‪ ،‬فهنا من باب أولى إذا اضطر‬
‫إليها‪.‬‬
‫أما من يمنع في باب الكل والشرب فقد‬
‫اختلفوا هنا على قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬أنه يجوز إذا احتاج إليه‬
‫المريض‪.‬‬
‫وهذا هو قول للمالكية‪ ،‬وقول للحنابلة‪ ،‬وهو الذي‬
‫رجحه شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬وهو قول المجمع‬
‫الفقهي السلمي بمكة المكرمة في دورته الـــــ )‬
‫‪ ،(16‬ورأي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء‬
‫في المملكة العربية السعودية)‪.(1‬‬
‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ القياس على استنجاء الرجل بيده وإزالة‬
‫النجاسة بيده)‪.(2‬‬
‫‪ 2‬ـ القياس على جواز التداوي بلبس الحرير في‬
‫أصح قولي العلماء)‪.(3‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أنه ل يجوز‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ل للمالكية ‪.‬‬ ‫وهذا قول الحنفية‪ ،‬والحنابلة‪ ،‬وقو ل‬
‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬النوادر والزيادات )‪ ،(4/378‬القوانين الفقهية )ص ‪،(333‬‬ ‫‪1‬‬

‫النصاف )‪ ،(6/12‬الفروع )‪ ،(2/132‬مجموع الفتاوى )‪) ،(21/609‬‬


‫‪ ،(24/270‬فقه النوازل )‪ ،(4/179‬فتاوى اللجنة الدائمة )‪.(22/119‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى )‪.(24/270‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى )‪ ،(24/270‬حاشية الروض المربع )‪.(3/9‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬المبسوط )‪ ،(24/26‬النصاف )‪ ،(6/11‬الفروع )‪،(2/131‬‬ ‫‪4‬‬

‫القوانين الفقهية )ص ‪.(333‬‬


‫‪269‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 1‬ـ بما روي عن عمر ‪ t‬ننن ننن ننن نننن نن‬


‫نننننن ‪t‬ن نننن نن نننن ننن ننننن‬
‫ننننننن نننن‪ :‬نن نننن نن ننن نننن‬
‫ننننن نننننننن ننن ننن نن نننننن‬
‫ننن ننن نننننن ننن نننننن نننننننن‬
‫ننننن نننن)‪.(1‬‬
‫‪ 2‬ن نننن ننن نننننن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننننننننن نننننن نننن نننن نن نن‬
‫ننن)‪.(2‬‬
‫ننننننن‪:‬‬
‫نننن ننننن ‪-‬ننننن نننن‪-‬نن ننننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننننن ننن ننننننن ننن نننننن‬
‫ننننن ننننننن نننن ننننن ننننن ننننن‬
‫نن نننن نننننن نننننن نن ننننننن ننن‬
‫نننننن ننن ننن نننن نننننن نننننن‬
‫ننن نننن نن نننننننن نننن ننن ننن‬
‫نننننن نن ننننننن نننننن نننن ننننن‬
‫ننننننن ننن نننننن نننننن ننن نننن‬
‫نن نننننننن ننن نن ننن نن ننن ‪ t‬ننننن‬
‫ننن ننننن ننننننننن نن نننننننن نن‬
‫ن‬
‫نننننننن ننننن ننن ننننن ننن ننننننن‬
‫ننن ننننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬حاشية الروض المربع )‪ ،(3/9‬والثر أخرجه ابن عساكر‬ ‫‪1‬‬

‫في تاريخ دمشق ‪. 16/264‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬المبسوط )‪.(24/26‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪270‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الرابع‬
‫)‪(1‬‬
‫التداوي بالمباحا الذي خالطه شيء من المحرم‬
‫والمباحا هو الغالب‬

‫‪ (1)1‬المحرم غير الكحول‪ ،‬أما الكحول فستأتي في مسألة مستقلة‪.‬‬


‫‪271‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪272‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أما إذا كان المحرم غير مستهلك بحيث يظهر‬


‫لونه أو طعمه أو ريحه فإنه ل يجوز التداوي به؛ لن‬
‫هذا استعمال للمحرم‪ ،‬وملبسة له حقيقة‪.‬‬
‫أما إذا كان المحرم مستهلك في المباحا‬
‫بحيث ل يظهر لونه ول طعمه ول ريحه‪،‬‬
‫فإنهم اختلفوا فيما إذا احتاج إليه للتداوي‬
‫على قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬أنه ل يجوز التداوي به‪.‬‬
‫وهذا مذهب الحنابلة‪ ،‬وهو رأي اللجنة الدائمة‬
‫للفتاء في المملكة العربية السعودية)‪.(1‬‬
‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬
‫بأن المستخدم لتلك المادة مستخدم للحرام بل‬
‫ريب ول عبرة بما يطرأ على الخليط من تغير في‬
‫اللون أو الطعم أو الرائحة؛ لن هذا من ضرورة‬
‫الخلط‪ ،‬لكن الحقائق تظل كما هي من غير تغيير‬
‫والعبرة في الشرع بالحقائق)‪.(2‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أنه يجوز التداوي به ما دام‬
‫المحرم بنسبة مستهلكة ل تظهر‪.‬‬
‫وهذا هو رأي شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬وهو رأي‬
‫المجلس الوربي للفتاء والبحوث في جمادى‬
‫الخرة عام ‪1419‬هـ‪ ،‬ورأي ندوة )الرؤية السلمية‬
‫لبعض المسائل الطبية( بالدار البيضاء‪ ،‬صفر‬
‫‪1418‬هـ)‪.(3‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬المغني )‪ ،(13/343‬الشرحا الكبير )‪ ،(27/254‬فتاوى‬ ‫‪1‬‬

‫اللجنة الدائمة )‪ ،(22/281‬واختاره حسن الفكي‪ ،‬انظر‪ :‬أحكام‬


‫الدوية في الشريعة السلمية )ص ‪.(189‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬أحكام الدوية في الشريعة السلمية )ص ‪.(189‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى )‪ ،(502-21/201‬فقه النوازل )‪،4/264‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.(267-266‬‬
‫‪273‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ لن الحكم للغالب واليسير معفو عنه)‪.(1‬‬
‫‪ 2‬ـ لن المستهلك لم تظهر شيء من صفاته ل‬
‫لونه ول طعمه ول ريحه‪ ،‬فأشبه المستحيل‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أن هذا المباحا من الطيبات‪ ،‬والخبيثة قد‬
‫استهلكت واستحالت فيها فكيف يحرم الطيب‬
‫الذي أباحه الله تعالى)‪.(2‬‬
‫الترجيح‪:‬‬
‫الذي يترجح ‪ -‬والله أعلم‪-‬هو القول الول؛ لن‬
‫الخلط تظل فيه كل مادة محتفظة بصفاتها‬
‫الطبيعية والكيميائية‪ ،‬وبآثارها داخل جسم النسان‪،‬‬
‫فيكون بذلك قد استعمل المحرم‪ ،‬وكما أنها تمر‬
‫داخل الجسم بعمليات التمثيل الغذائي كما لو كانت‬
‫غير مختلطة بغيرها من المواد)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬فقه النوازل )‪.(4/264‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى )‪.(21/502‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬أحكام الدوية في الشريعة السلمية )ص ‪ ،(189‬نقل ا‬ ‫‪3‬‬

‫عن‪ :‬د‪.‬أبو الوفاء عبد الخر في بحث علوم المادة في خدمة الدين‪،‬‬
‫المنشور بمجلة الجامعة السلمية )ص ‪ ،(350‬العدد ‪ 59‬عام‬
‫‪1403‬هـ‪.‬‬
‫‪274‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الخامس‬
‫التداوي بالمباحا الذي خالطه شيء من الكحول‬
‫والمباحا هو الغالب‬

‫‪275‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪276‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أما إذا كانت الكحول غير مستهلكة بحيث يظهر‬


‫لونها أو طعمها أو ريحها‪ ،‬فل يجوز التداوي به كما‬
‫سبق؛ لن هذا استعمال للمحرم وملبسة له‪.‬‬
‫أما إذا كانت الكحول مستهلكة في المباحا‬
‫بحيث ل يظهر ل لونها ول ريحها ول‬
‫طعمها‪:‬‬
‫فجمهور المعاصرين على أن الكحول إذا كانت‬
‫بنسبة ضئيلة مستهلكة تقتضيها الصناعة الدوائية‬
‫بحيث ل يسكر أكل ول شرب الكثير منها فإنه يجوز‬
‫تناولها وبيعها‪.‬‬
‫وهذا هو رأي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية‬
‫والفتاء في المملكة العربية السعودية‪ ،‬ومجمع‬
‫الفقه السلمي بمكة في دورته الــــ )‪ (16‬عام‬
‫‪1422‬هـ‪ ،‬ومجمع الفقه السلمي بمنظمة المؤتمر‬
‫السلمي في دورته )‪ (2‬عام ‪1406‬هـ‪ ،‬والمجلس‬
‫الوربي للفتاء والبحوث عام ‪1419‬هـ‪ ،‬ورأي )ندوة‬
‫الرؤية الشرعية لبعض المشاكل الطبية( بالدار‬
‫البيضاء المنعقدة في صفر ‪1418‬هـ‪ ،‬وهو رأي‬
‫الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله)‪.(1‬‬
‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ لنها ل يكون لها أثر في الطعم أو اللون أو‬
‫الرائحة؛ لستحالتها إلى طاهر مباحا)‪.(2‬‬
‫‪ 2‬ـ لنه من اليسير المعفو عنه)‪.(3‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة )‪ ،(22/297‬فقه النوازل )‪-4/463‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،(179-178 ،267-266 ،465‬موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة‬


‫)ص ‪ ،(264‬فتاوى الطب والتداوي )ص ‪.(37‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة )‪ ،(22/297‬فتاوى الطب والتداوى‬ ‫‪2‬‬

‫)ص ‪.(37‬‬
‫)‪ (3‬انظر‪ :‬فقه النوازل )‪.(4/267‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪277‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وذهب مصنف كتاب أحكام الدوية في الشريعة‬


‫السلمية)‪ ،(4‬إلى أن الكحول إذا لم تستحل فل‬
‫يجوز استخدامها‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬كتاب أحكام الدوية في الشريعة السلمية )ص ‪-289‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪.(295‬‬
‫‪278‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫لن المستخدم لها متناول للخمر ومعلوم أن يسير‬


‫الخمر محرم ككثيره‪ ،‬ولنه ل توجد ضرورة‬
‫لستخدامها؛ لن الكحول تستخدم لحد ثلث‬
‫استخدامات‪ :‬الذابة أو الحفظ أو تحسين المذاق‪،‬‬
‫وكل هذه الستخدامات يوجد من المباحا ما يقوم‬
‫مقامها أو أحسن‪ ،‬وبهذا ل توجد ضرورة‬
‫لستخدامه)‪.(12‬‬
‫لكن هذا القول يناقش بأن النسبة الضئيلة‬
‫المستهلكة من الكحول ل تجعل المخالط لها مسكرا ا‬
‫ولو شرب الكثير منه والعلة في تحريم الخمر هو‬
‫السكار‪ ،‬وهذا منتف هنا‪ ،‬فل يسكر القليل منها ول‬
‫الكثير)‪ ،(13‬ولذلك قال شيخ السلم‪" :‬إن الخمر إذا‬
‫استهلكت في المائع لم يكن الشارب لها شاربا ا‬
‫للخمر")‪.(14‬‬
‫أما كونه يمكن الستغناء عنها أو يوجد البديل‬
‫نقول لهذا ل يجوز إضافتها في الصناعات)‪ ،(15‬لكن‬
‫إذا وجدت في مصنوع نسبة مستهلكة جاز‬
‫استعماله‪ ،‬ولهذا نظائر في الشريعة السلمية‬
‫ل‪ :‬ل يجوز وضع النجاسة في الماء الكثير لكن‬ ‫فمث ا‬
‫لو وضعت ولم يتغير لونه ول طعمه ول ريحه بها‬
‫فإنه يكون طاهرا ا ويجوز استعماله‪.‬‬

‫)‪ (2‬نفس المصدر السابق )ص ‪ ،(295 ،290‬نقل ا من كتاب الكحول‬ ‫‪12‬‬

‫ومكافحة استعماله )ص ‪.(13-12‬‬


‫)‪ (3‬ولعل هذا هو السبب في تفريق بعض العلماء بين ما خلطته‬ ‫‪13‬‬

‫الكحول وما خلطه شيء آخر من المحرمات‪ ،‬كما هو رأي اللجنة‬


‫الدائمة للفتاء بالمملكة العربية السعودية )‪.(22/297‬‬
‫)‪ (4‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى )‪.(21/502‬‬ ‫‪14‬‬

‫)‪ (5‬وهذا هو رأي اللجنة الدائمة للفتاء في المملكة العربية‬ ‫‪15‬‬

‫السعودية‪ ،‬انظر فتاوى اللجنة )‪.(22/297‬‬


‫‪279‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث السادس‬
‫لبس المحرم للتداوي‬

‫‪280‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪281‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫اختلف العلماء في لبس الحرير وشد‬


‫السنان بالذهب إذا احتاج إلى ذلك على‬
‫قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬أنه يجوز إذا دعت الحاجة‬
‫إلى ذلك‪.‬‬
‫وهو مذهب الحنابلة والمالكية في شد السنان‬
‫وهو اختيار شيخ السلم)‪.(1‬‬
‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬المغني )‪ ،(4/226 ) ،(2/306‬النوادر والزيادات )‪،(4/378‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجموع الفتاوى ) ‪.(275 ،24/270‬‬


‫‪282‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 1‬ـ لما روى أنس ‪ t‬نن ننننن ‪ ‬ننن نننننن‬


‫نننننننننن نن ننن‪ ‬نن ننن نننننن‬
‫نننن نننن ننننن نننن نننن)‪.(1‬‬
‫‪ 2‬ن ننن ننن نن ننننننننن نن نننن نن‬
‫ننن ننننن نن نننن ننن نننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننننن ننننن نننن نن ننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن ننننن ‪‬ن ننننن نننن نن‬
‫ننن‪ .‬نننن ننن نننن)‪.(2‬‬

‫)‪ (2‬سبق تخريجه في مسألة التداوي بالمحرم )ص ‪.(24‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬رواه أبو داود‪ ،‬كتاب الخاتم‪ ،‬باب ما جاء في ربط السنان‬ ‫‪2‬‬

‫بالذهب‪ ،‬حديث )‪ ،(4234 ،4233 ،4232‬والترمذي‪ ،‬كتاب اللباس‪،‬‬


‫باب ما جاء في شد السنان بالذهب‪ ،‬حديث )‪ ،(1770‬وقال‪" :‬هذا‬
‫حديث حسن غريب"‪ ،‬والنسائي‪ ،‬كتاب الزينة‪ ،‬باب من أصيب أنفه‬
‫هل يتخذ أنفا ا من ذهب‪ ،‬حديث )‪ ،(5165 ،5164‬وصححه ابن حبان )‬
‫‪ ،(12/276‬حديث )‪ ،(5462‬وقال ابن حجر في تلخيص الحبير )‬
‫‪" :(2/176‬وذكر ابن القطان الخلف فيه وفي وصله وإرساله‪،‬‬
‫وأورده ابن حبان في صحيحه"‪.‬‬
‫‪283‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 3‬ن ننن نننننن نن نننن نن نننن نننن‬


‫نننن نننننن نننن نننن ننننن‬
‫ننننننن نننننننن نن ننن نن نننن‬
‫نننننننن نن ننننننن نننن نننن‬
‫ننننننن ننننننن ننن ننننن ننننننن‬
‫ننننننن نننن ننننن ننن)‪.(1‬‬

‫)‪ (4‬المغني )‪.(4/227‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪284‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 4‬ن نن ننن نننننن نننن ننن ننن‬


‫ننننننننن نننن ننننن نننن نننننن‬
‫ننننننن ننن نننننن نن ننننن ننن‬
‫ن‬
‫نننننن نن نننننن ننننننن ننننننن‬
‫نن نننن نن نننن)‪.(1‬‬
‫‪ 5‬ن نننن نننن ننن نننن نن ننننن‬
‫ننننننننن ننننننن نننن نننن ننن‬
‫ننننن ننننن)‪.(2‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننن نن نننن ننن‬
‫ننننن نننن‪.‬‬
‫نننن ننننن ننن نننننننن ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫نننننننن ننن ننن‪:‬‬


‫ننن ننننن نننن ننننننن ننن ننننن‬
‫ننننن ‪ ‬نننننن نننننننننن نن ننن‬
‫‪-‬ننن نننن ننننن‪-‬نننننن ننن ننن ننننن‬
‫ننن ننننن نن)‪.(4‬‬
‫ننننننن‪:‬‬
‫نننن ننننن ‪-‬ننننن نننن ‪-‬نن ننننن‬
‫ننننن نننننن نننننن نن نننن ننن ننن‬
‫نننننن نننن نننن نننن نننن نننننن‬
‫نننننن ننن نننن نننن)‪.(5‬‬

‫مجموع الفتاوى )‪.(24/275‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجموع الفتاوى )‪.(276-24/275‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫المغني )‪.(2/306‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫المغني )‪.(2/306‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫المغني )‪.(2/306‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪285‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث السابع‬
‫التداوي بالمحرم إذا استحال إلى مباحا‬

‫‪286‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪287‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الستحالة‪ :‬هو تغير العين وانقلب حقيقتها إلى‬


‫عين أخرى مخالفة لها في الصفات والحكم‪ ،‬كما لو‬
‫ل‪ ،‬والكلب ملحا ا ونحوه‪.‬‬
‫انقلب الخمر خ ا‬
‫اختلف العلماء في الستحالة هل تغير‬
‫حكم الحالة الصلية إلى الحالة الجديدة‬
‫وتأخذ حكمها على قولين‪:‬‬

‫‪288‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الول‪ :‬أنها تغير الحال‪ ،‬فيكون‬


‫النجس طاهرا ل إذا استحال إلى طاهر‪،‬‬
‫والمحرم حلل ل إذا استحال إلى حلل‪.‬‬
‫وهذا هو قول محمد بن الحسن وأكثر الحنفية‪،‬‬
‫ووجه عند الشافعية‪ ،‬وقول عند الحنابلة‪ ،‬وقول ابن‬
‫حزم الظاهري‪ ،‬وهو اختيار شيخ السلم ابن تيمية‪،‬‬
‫وهو رأي المجلس الوربي للفتاء في جمادى الخرة‬
‫‪1419‬هـ‪ ،‬ورأي )ندوة الرؤية السلمية لبعض‬
‫)‪(1‬‬
‫المشاكل الطبية(‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬صفر ‪1418‬هـ ‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬بدائع الصنائع )‪ ،(1/243‬التجريد )‪ ،(2/763‬الفتاوى‬ ‫‪1‬‬

‫التاتارخانية )‪ ،(319-1/318‬رد المحتار )‪ ،(519-1/518‬المجموع )‬


‫‪ ،(2/412‬البيان )‪ ،(1/428‬الشرحا الكبير )‪ ،(2/299‬النصاف )‬
‫‪ ،(2/299‬المحلى )‪ ،(1/136‬مجموع الفتاوى )‪ ،(610 ،21/482‬فقه‬
‫النوازل )‪.(266 ،4/263‬‬
‫‪289‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ قياسا ا على الخمر إذا انقلبت‪ ،‬وجلود الميتة إذا‬
‫دبغت‪ ،‬والجللة إذا حبست)‪.(1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الشرحا الكبير )‪.(2/299‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪290‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 2‬ـ أن الحكام إنما هي على ما حكم الله تعالى بها‬


‫فيه مما يقع عليه ذلك السم الذي به خاطبنا الله‬
‫عرز وجل‪ ،‬فإذا سقط ذلك السم فقد سقط ذلك‬
‫الحكم‪ ،‬وأنه غير الحكم الذي حكم الله تعالى‬
‫فيه)‪.(1‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬المحلى )‪.(1/136‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪291‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 3‬ـ لن الله تعالى أباحا الطيبات وحرم الخبائث‪،‬‬


‫وذلك يتبع صفات العيان وحقائقها‪ ،‬فإذا كانت‬
‫العين ملحا ا أو خل ا دخلت في الطيبات التي‬
‫أباحها الله ولم تدخل في الخبائث التي حرمها‬
‫الله‪ ،‬وكذلك التراب والرماد وغير ذلك ل يدخل‬
‫في نصوص التحريم‪ ،‬وإذا لم تتناوله أدلة التحريم‬
‫ى لم يجز القول بتنجسه وتحريمه‬ ‫ا‬
‫ا)‪(1‬‬
‫ل لفظا ول معن ا‬
‫فيكون طاهرا ‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى )‪.(21/482‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪292‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الثاني‪ :‬أنها ل تغير الحال‪ ،‬فل‬


‫يكون النجس طاهرا ل إذا استحال إلى طاهر‪،‬‬
‫ول المحرم حلل ل إذا استحال إلى حلل‪.‬‬
‫وهذا مذهب المالكية‪ ،‬والمشهور عند الشافعية‬
‫والحنابلة‪ ،‬وهو قول أبي يوسف من الحنفية)‪.(1‬‬
‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ لن النبي ‪ ‬ننن نن ننن ننن ننننننن‬
‫نننننننن)‪(2‬ن نننننن نننننننن ننن‬
‫نننن ننننننن نننن نننننننننن نن‬
‫نننن ننننن ننننننن ننننن نننننن ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الكافي للقرطبي )‪ ،(1/162‬البيان )‪ ،(1/428‬المجموع )‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،(412 ،2/409‬المغني )‪ ،(2/503‬الشرحا الكبير )‪ ،(2/299‬المقنع )‬


‫‪ ،(2/299‬النصاف )‪.(2/299‬‬
‫)‪ (3‬رواه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أبو داود‪ ،‬كتاب‬ ‫‪2‬‬

‫الطعمة‪ ،‬باب النهي عن أكل الجللة وألبانها‪ ،‬حديث )‪،3785‬‬


‫‪ ،(3787‬والترمذي‪ ،‬كتاب الطعمة‪ ،‬باب ما جاء في أكل لحوم الجللة‬
‫وألبانها‪ ،‬حديث )‪ ،(1824‬وقال‪" :‬هذا حديث حسن غريب"‪ ،‬وابن‬
‫ماجه في كتاب الذبائح‪ ،‬باب النهي عن لحوم الجللة‪ ،‬حديث )‪.(3189‬‬
‫ورواه من حديث ابن عباس ‪ :‬ننن ننننن نننن نننننننن‬
‫ننن ننننن نن ننن ننننننن ننننننننن نننن )‪(3786‬ن‬
‫ننننننننن نننن نننننننن ننن نن ننن نن ننن نننن‬
‫ننننننن ننننننننن نننن )‪(1825‬ن نننن‪" :‬ننن نننن ننن‬
‫نننن"ن ننننننننن نننن نننننننن ننن ننننن نن ننن‬
‫نننننننن نننن )‪(4453‬ن ننننن ننن نننن )‪.(5399) (12/220‬‬
‫ننننن نن نننن نننن نن نننن نن نننن نن ننن‪ :‬ننن‬
‫ننننن نننن نننننننن ننن نن ننن نننن ننننن‬
‫نننننننن نننن )‪(3811‬ن نننننننن نن نننن نننننننن‬
‫ننن ننننن نن ننن نننن نننننننن نننن )‪.(4452‬‬
‫)‪ (4‬انظر‪ :‬الشرحا الكبير )‪.(2/299‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪293‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 2‬ن نن ننننن ننن ننننننن نننننن‬


‫ننننننن نن نننننن ننن نننن ننننننن ‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬

‫‪ 3‬ن نن ننننن ننننن نن نننن‬


‫ننننننننننن ننن نننن ننن)‪.(2‬‬
‫ننننننن‪:‬‬
‫نننن ننننن ‪-‬ننننن نننن ‪-‬نن ننننن‬
‫نننننن ننن ننننننننن نننن نننننن‬
‫ننننن ننننن نننننن نننن ننننننن ننن‬
‫ننننن ننننن نننننن ننن نننننن ننن‬
‫ننننن ننن نننننن ننننن نننننن‬
‫ننننننن نن نن ننن نننن‪.‬‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬البيان )‪.(1/428‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬المغني )‪.(2/503‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪294‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪295‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثامن‬
‫حكم صناعة الدواء‬

‫‪296‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪297‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إن من مقاصد الشريعة السلمية حفظ‬


‫الضرورات الخمس‪ ،‬ومنها حفظ النفس‪ ،‬وحفظها‬
‫يكون بصونها عما يضرها‪ ،‬ودفع الضرر الواقع بها‪،‬‬
‫ومن أهم ما يدفع به الضرر عن النفس التداوي‬
‫بالدواء الذي جعله الله من أسباب الشفاء‪،‬‬
‫والتداوي في أغلب أحواله ل يمكن إل بوجود‬
‫الدواء‪ ،‬ولذلك أصبح توفر الدواء وصناعته حاجة من‬
‫حاجات المة‪ ،‬بل قد يكون ضرورة من الضروريات‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ومما يدل على مشروعيته أمور منها‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ أن الدواء وسيلة من وسائل حفظ النفس مما‬
‫يتلفها أو يضعفها الذي هو مقصد من مقاصد‬
‫الشريعة السلمية كما سبق‪.‬‬

‫‪299‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قال العز بن عبدالسلم ‪-‬رحمه الله‪" :-‬فإن‬


‫الطب كالشرع وضع لجلب مصالح السلمة‬
‫والعافية ولدرء مفاسد المعاطب والسقام‪...‬‬
‫والذي وضع الشرع هو الذي وضع الطب‪ ،‬فإن‬
‫كل واحد منهما موضوع لجلب مصالح العباد‬
‫ودرء مفاسدهم")‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬قواعد الحكام في إصلحا النام )ص ‪.(10-9‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪300‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 2‬ـ الحاديث الكثيرة التي يبين فيها النبي ‪ ‬نننن‬


‫ن‬
‫ننننننن نن نننننن ننن نننننن نننن‬
‫ننننننن)‪(1‬ن نننن نننن ننن ننننننن‬
‫ننننن نن نننننن نننننن ننن ننن‬
‫ننننن‪-‬نننن نننن‪" :-‬ننن نننن ‪: ‬‬
‫"ننن ننن نننن" ننننن نننن نننننن‬
‫ننننننن ننن ننن ننن ننن نننننن‬
‫نننننننن ننننن ننن نننننن ننن‬
‫ننننننن نننن نن ننننن نننن ننننن‬
‫نننن نننن نننن ننننننن ننننن نننن‬
‫ننننن ننننن نننننن نن ننن ننننننن‪...‬‬
‫ننننن نننننن ننن ننن نن نننن ننننن‬
‫نننن ننننن نننن نننننننن نننن")‪.(2‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الحاديث السابقة في مسألة حكم التداوي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬زاد المعاد )‪.(4/17‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪301‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 3‬ن ننن ننن نن نننن ‪ ‬ننن ننننننن نن‬


‫نننن نننننن نن ننن ننننن ننن نن‬
‫نننن ننننننن)‪.(1‬‬
‫‪ 4‬ن نن ننن نننننن ننننننن ننننن نن‬
‫نننن ننننن ننننن نننن نن نننن‬
‫ننننننن ننننن ‪" :‬نن نننننن نننن نن‬
‫نننن نننن نننننن" نننن نننن)‪ (2‬ننننن‬
‫نن نننننننن نننننن‪.‬‬
‫‪ 5‬ن نن ننن نننننن ننن ننننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن ننننن ننننن نن نننن ننننن‪ :‬ﮋ‬
‫ﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬﮊ)‪.(4) (3‬‬
‫‪ 6‬ـ أن صناعة الدواء في بلد المسلمين مما يمكن‬
‫من السعي في نهضة المة وتحريرها من التبعية‬
‫لغيرها من المم الكافرة التي ل تأمن غائلتها أو‬
‫على القل استغللها وجشعها‪.‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬زاد المعاد )‪.(4/10‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬رواه مسلم من حديث جابر ‪t‬ن نننن ننننننن ننن‬ ‫‪2‬‬

‫ننننننن نننننن نن ننننن ننننننن نننننن نننننننن‬


‫نننن )‪.(2199‬‬
‫)‪ (4‬سورة المائدة‪ ،‬من الية‪.32 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (5‬انظر‪ :‬أحكام التداوي في الشريعة السلمية )ص ‪.(151‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪302‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث التاسع‬
‫صناعة الدواء من المحرمات أو إضافتها فيه‬

‫‪303‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪304‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إذا كان يوجد من الحلل ما يقوم مقامه‪ ،‬فل‬


‫يجوز صناعة الدواء منه؛ لن فيه تركا ا لما أحل الله‬
‫إلى ما حرمه من غير حاجة ول ضرورة‪.‬‬
‫أما إذا كان ل يوجد من المباحا ما يقوم‬
‫مقامه‪ ،‬فل تخلو الحال من أمرين‪:‬‬

‫‪305‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 1‬ـ أن يبقى المحرم على حاله بعد التصنيع من غير‬


‫استحالة إلى مباحا‪ ،‬فهذا فيه الخلف السابق في‬
‫حكم التداوي بالمحرم أو ما فيه شيء من‬
‫المحرم)‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬سبق المسألة )ص ‪.(33 ،19‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪306‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 2‬ـ أن يستحيل المحرم بعد الصناعة إلى مادة‬


‫أخرى مباحة‪ ،‬فمن يرى الستحالة)‪ (1‬ل تغير‬
‫الحال وأن الشيء يبقى على حكم الصل الذي‬
‫كان عليه قبلها فتدخل هذه المسألة عندهم في‬
‫الحالة الولى‪.‬‬

‫)‪ (2‬سبق المسألة )ص ‪.(45‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪307‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وأما من يرى أن الستحالة تغير الحال وأن‬


‫الحكم يكون للصفة التي هو عليها الن‪ ،‬فإنه يكون‬
‫عندهم طاهرا ا ومباحاا‪ ،‬إذا استحال بنفسه‪.‬‬
‫لكن هل يجوز قصد تملك المحرم‬
‫لمعالجته حتى يستحيل؟ نقول يمكن أن‬
‫يقسم المحرم إلى قسمين‪:‬‬

‫‪308‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أ ـ الخمر وما يلحق بها‪ ،‬وهذه اختلف‬


‫العلماء في حكم قصد تخليلها على‬
‫قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬أنه ل يجوز‪ ،‬وهو قول جمهور‬
‫العلماء‪ ،‬وصححه شيخ السلم ابن تيمية)‪.(1‬‬
‫واستدلوا بما يلي‪:‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬المغني )‪ ،(12/517‬شرحا صحيح مسلم )‪،(13/152‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجموع الفتاوى )‪ ،(21/483‬القوانين الفقهية )ص ‪.(130‬‬


‫‪309‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫حديث أنسن‪ t‬نن ننننن ‪ ‬ننن نن‬ ‫‪.1‬‬


‫ننننن نننن نن نن نننن‪" :‬نن"ن نننن‬
‫نننن)‪. (1‬‬
‫نننن ننن ‪ t‬نن ننن نننن ‪ t‬ننن‬ ‫‪.2‬‬
‫ن‬
‫ننننن ‪ ‬نن ننننن ننننن ننن نن‬
‫نننن‪" :‬نننننن"ن ننن‪ :‬نننن نننننن‬
‫ن‬
‫نن نن ننن‪" :‬نن"ن نننن ننن نننن)‪. (2‬‬

‫)‪ (1‬رواه مسلم‪ ،‬كتاب الشربة‪ ،‬باب تحريم تخليل الخمر‪ ،‬حديث )‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(1983‬‬
‫)‪ (2‬رواه أبو داود‪ ،‬كتاب الشربة‪ ،‬باب ما جاء في الخمر تخلل‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫حديث )‪.(3675‬‬
‫‪310‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننن ننننننن ‪‬ن نننن نن‬ ‫‪.3‬‬


‫ننن ‪ t‬ننن ننننننن نننن‪ :‬نن ننن نن ننن‬
‫ننننن ننن نننن نننن ننننن نن نننن‬
‫ننننننن‪"...‬ن نننن ننننن ننننننن ننن‬
‫ننن نننننن نننن نننن ننن نننننن ننن‬
‫نننن)‪.(1‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬المغني )‪ ،(12/518‬والثر أخرجه أبو عبيد في القوال‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1/194‬وقال محقق الكتاب د‪ .‬سيد رجب‪ " :‬صحيح السناد " كما‬
‫أخرجه عبد الرازق في المصنف‪ ،‬في كتاب الشربة‪ ،‬باب الخمر يجعل‬
‫خل ا حديث )‪.(17110‬‬
‫‪311‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننن نننننننن‬


‫نننن‪.‬‬
‫ننن ننن نننننننن نننننن نن ننننن‬
‫نننن ننن نننننننن)‪.(1‬‬
‫نننننننن ننن ننن‪:‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬مختصر الطحاوي )ص ‪ ،(279‬المبسوط )‪ ،(24/27‬رد‬ ‫‪1‬‬

‫المحتار )‪ ،(519-1/518‬المغني )‪ ،(12/517‬القوانين الفقهية )ص‬


‫‪.(130‬‬
‫‪312‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن ننن ننننن ننن نننننن ننن‬ ‫‪.1‬‬
‫ن‬
‫نننن ننن ننن ننننن نننن نننن نننننن‬
‫نن ننننننن)‪.(1‬‬
‫نن ننن ننننن ننننن ننننن ننننن‬ ‫‪.2‬‬
‫نن ننننننن نننننن نن نننن ننن نن‬
‫نننن)‪.(2‬‬

‫)‪ (5‬انظر‪ :‬المبسوط )‪.(24/29‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (6‬انظر‪ :‬المبسوط )‪.(24/29‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪313‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننن‪:‬‬
‫نننننن ‪-‬ننننن نننن ‪-‬نن ننننن‬
‫نننننن نننننن ننننننن ننن نن نننن‬
‫ننننن ننننن نننننن ننن ننننننن‬
‫ننننننن نن ننننن ننننننن ننننن ننننن‬
‫ننننننننن نننن ننن نننن ننن ننننن‬
‫ننننن نننننن نن نننننن نننن نننننن‬
‫نن نننن‪.‬‬
‫ن ن نننننننن ننن ننننن‪:‬‬
‫نن نننننن نننننن نننن نننن نننننن‬
‫نن ننننن ننننن نن نن نننن نننننن نن‬
‫نننن نننن ننن ننننن ننن نننننننن نن‬
‫ننن نننننن ننن نننننن ‪-‬ننننن نننن‬
‫‪-‬نننن ننننن ننن نننننن ننننن‬
‫نننننننن نننن نننننن ننننن ننن ننن‬
‫ننن نن نننننننن نن نن نننننن ننننن نن‬
‫نننننننن ننننن ننن نن نننننن ننننن‬
‫ننننن نننننن ننننننن ننننننن‬
‫نننننننن ننننننن نننننننن ننننننن‬
‫ننن نننن نننن ننننننن)‪.(1‬‬
‫ننن ننننن نننن نننن نننن نننن ننن‬
‫ننننن نننن نننن ننن ننننن نننننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة )‪.(22/282‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪314‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪315‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المراجع‬
‫أحكام الدوية في الشريعة السلمية‪ ،‬تأليف‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫د‪.‬حسن بن أحمد الفكي‪،‬‬
‫دار المنهاجا‪ ،‬ط الثانية‪1430 ،‬هـ‪.‬‬
‫أحكام التداوي‪ ،‬لمحمد بن علي البار‪ ،‬دار المنارة‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ط الولى‪1416 ،‬هـ‪.‬‬
‫الحكام المتعلقة بالسموم‪ ،‬تأليف‪ :‬نسيبة‬ ‫‪-3‬‬
‫البخيت‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬ط الولى‪1429 ،‬هـ‪.‬‬
‫القناع‪ ،‬لموسى بن أحمد الحجاوي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫د‪.‬عبدالله التركي‪ ،‬دار هجر‪،‬‬
‫ط الولى‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫النصاف‪ ،‬لعلي بن سليمان المرداوي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫د‪.‬عبدالله التركي‪ ،‬دار هجر‪،‬‬
‫ط الولى‪1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫بدائع الصنائع‪ ،‬لبي بكر الكاساني‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬ ‫‪-6‬‬
‫عدنان‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬ط الثانية‪1419 ،‬هـ‪.‬‬
‫بداية المجتهد‪ ،‬لمحمد بن أحمد بن رشد القرطبي‪،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫دار المعرفة‪ ،‬ط التاسعة‪1409 ،‬هـ‪.‬‬
‫البناية شرحا الهداية‪ ،‬لمحمود بن أحمد المعروف‬ ‫‪-8‬‬
‫ببدر الدين العيني‪ ،‬تحقيق‪ :‬أيمن صالح شعبان‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬ط الولى‪1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫البيان في مذهب المام الشافعي‪ ،‬ليحيى‬ ‫‪-9‬‬
‫العمراني الشافعي‪ ،‬تحقيق‪ :‬قاسم النوري‪ ،‬دار المنهاجا‪.‬‬
‫التجريد‪ ،‬لحمد بن محمد القدوري‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬محمد‬ ‫‪- 10‬‬
‫أحمد سراجا وعلي جمعة‪ ،‬دار السلم‪ ،‬ط الولى‪،‬‬
‫‪1424‬هـ‪.‬‬
‫تحفة المحتاج‪ ،‬لعمر بن علي الوادياشي‬ ‫‪- 11‬‬
‫الندلسي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالله اللحياني‪،‬‬
‫دار حراء‪ ،‬ط الولى‪1406 ،‬هـ‪.‬‬
‫تغليق التعليق على صحيح البخاري‪ ،‬للحافظ‬ ‫‪- 12‬‬
‫أحمد بن حجر العسقلني‪ ،‬تحقيق‪ :‬سعيد القزقي‪،‬‬
‫المكتب السلمي‪ ،‬ط الولى‪1405 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ - 13‬التفريع‪ ،‬لعبيد الله بن الحسين بن الجلب البصري‪،‬‬


‫تحقيق‪ :‬د‪.‬حسين بن سالم الدهماني‪ ،‬دار الغرب‪ ،‬ط الولى‪،‬‬
‫‪1408‬هـ‪.‬‬
‫تلخيص الحبير‪ ،‬لحمد بن علي بن حجر‬ ‫‪- 14‬‬
‫العسقلني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالله هاشم اليماني‪ ،‬ط‬
‫‪1384‬هـ‪.‬‬
‫التمهيد‪ ،‬للحافظ يوسف بن عبدالله بن عبدالبر‪،‬‬ ‫‪- 15‬‬
‫تحقيق‪ :‬أسامة بن إبراهيم‪ ،‬وحاتم أبو زيد‪ ،‬الفاروق‬
‫الحديثة للطباعة‪ ،‬ط الثالثة‪1424 ،‬هـ‪.‬‬
‫حاشية الروض المربع‪ ،‬ومعه الروض المربع‬ ‫‪- 16‬‬
‫للبهوتي‪ ،‬لعبدالرحمن بن قاسم‪،‬‬
‫ط الرابعة‪1410 ،‬هـ‪.‬‬
‫الحاوي الكبير‪ ،‬لعلي بن محمد الماوردي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪- 17‬‬
‫د‪.‬محمود مطرجي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط ‪1414‬هـ‪.‬‬
‫رد المحتار على الدر المختار‪ ،‬لمحمد أمين‬ ‫‪- 18‬‬
‫الشهير بابن عابدين‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل أحمد عبدالموجود‪،‬‬
‫وعلي معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط الولى‪1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫روضة الطالبين‪ ،‬لمحيي الدين بن شرف النووي‪،‬‬ ‫‪- 19‬‬
‫إشراف‪ :‬زهير الشاويش‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬ط الثالثة‪،‬‬
‫‪1412‬هـ‪.‬‬
‫زاد المعاد‪ ،‬لبن قيم الجوزية‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب‬ ‫‪- 20‬‬
‫الرناؤوط‪ ،‬عبدالقادر الرناؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‬
‫الخامسة عشر‪1407 ،‬هـ‪.‬‬
‫سنن البيهقي الكبرى‪ ،‬لحمد بن حسين البيهقي‪،‬‬ ‫‪- 21‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد عبدالقادر عطا‪ ،‬مكتبة دار الباز‪ ،‬ط‬
‫‪1414‬هـ‪.‬‬
‫الشرحا الكبير‪ ،‬لعبدالرحمن بن محمد بن قدامة‪،‬‬ ‫‪- 22‬‬
‫تحقيق‪ :‬د‪.‬عبدالله التركي‪،‬‬
‫دار هجر‪ ،‬ط الولى‪1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫الشرحا الممتع على زاد المستقنع‪ ،‬لمحمد بن‬ ‫‪- 23‬‬
‫صالح العثيمين‪ ،‬دار ابن الجوزي‪،‬‬
‫ط الولى‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫شرحا صحيح مسلم‪ ،‬لمحيي الدين بن شرف‬ ‫‪- 24‬‬


‫النووي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫صحيح ابن حبان‪ ،‬لمحمد بن حبان البستي‪،‬‬ ‫‪- 25‬‬
‫تحقيق‪ :‬شعيب الرناؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط الثانية‪،‬‬
‫‪1414‬هـ‪.‬‬
‫الفتاوى التاتارخانية‪ ،‬لعالم بن العلء الندربتي‬ ‫‪- 26‬‬
‫الدهلوي الهندي‪ ،‬تحقيق‪ :‬سجاد حسين‪ ،‬دار القرآن‬
‫والعلوم السلمية‪ ،‬باكستان‪ ،‬ط ‪1411‬هـ‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفتاوى الشرعية على المشكل من‬ ‫‪- 27‬‬


‫المسائل الطبية‪ ،‬لعبدالعزيز بن باز‪ ،‬دار ابن الثير‪ ،‬ط‬
‫‪1426‬هـ‪.‬‬
‫فتاوى الطب والتداوي‪ ،‬لمجموعة من المشائخ‪،‬‬ ‫‪- 28‬‬
‫جمع وترتيب‪ :‬صلحا السعيد‪،‬‬
‫دار اليمان‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية‬ ‫‪- 29‬‬


‫والفتاء‪ ،‬جمع وترتيب‪ :‬أحمد الدويش‪ ،‬دار المؤيد‪ ،‬ط‬
‫الولى‪.‬‬
‫فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل‬ ‫‪- 30‬‬
‫الشيخ‪ ،‬جمع‪ :‬محمد بن قاسم‪ ،‬مطبعة الحكومة بمكة‪،‬‬
‫ط الولى‪1399 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفروع‪ ،‬لمحمد بن مفلح المقدسي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبي‬ ‫‪- 31‬‬


‫الزهراء حازم القاضي‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬ط الولى‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫فقه النوازل‪ ،‬لمحمد بن حسين الجيزاني‪ ،‬دار ابن‬ ‫‪- 32‬‬
‫الجوزي‪ ،‬ط الثانية‪1427 ،‬هـ‪.‬‬
‫قرارات وتوصيات مجمع الفقه السلمي‬ ‫‪- 33‬‬
‫المنبثق من منظمة المؤتمر السلمي بجدة‪ ،‬دار‬
‫القلم‪ ،‬ط الثانية‪1418 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قواعد الحكام في إصلحا النام‪ ،‬لعز الدين بن‬ ‫‪- 34‬‬


‫عبدالسلم‪ ،‬دار ابن حزم‪،‬‬
‫ط الولى‪1424 ،‬هـ‪.‬‬
‫القوانين الفقهية‪ ،‬لمحمد بن أحمد بن جزي‬ ‫‪- 35‬‬
‫الكلبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أمين الضناوي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬ط الثانية‪1427 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الكافي في فقه أهل المدينة‪ ،‬ليوسف بن‬ ‫‪- 36‬‬


‫عبدالله بن عبدالبر القرطبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬محمد‬
‫الموريتاني‪ ،‬مكتبة الرياض الحديثة‪ ،‬ط الثالثة‪1406 ،‬هـ‪.‬‬
‫المبسوط‪ ،‬لمحمد بن أحمد السرخسي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪- 37‬‬
‫محمد حسن‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط الولى‪1421 ،‬هـ‪.‬‬
‫مجمع الزوائد‪ ،‬لعلي بن أبي بكر الهيثمي‪ ،‬دار‬ ‫‪- 38‬‬
‫الكتاب العربي‪ ،‬ط ‪1407‬هـ‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المجموع‪ ،‬لمحيي الدين بن شرف النووي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪- 39‬‬


‫محمد نجيب المطيعي‪ ،‬دار إحياء التراث‪ ،‬ط الولى‪،‬‬
‫‪1422‬هـ‪.‬‬
‫مجموعة فتاوى شيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬جمع‪:‬‬ ‫‪- 40‬‬
‫عبدالرحمن بن قاسم‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬ط ‪1412‬هـ‪.‬‬
‫المحلى‪ ،‬لعلي بن أحمد بن حزم الندلسي‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪- 41‬‬
‫د‪.‬عبدالغفار البنداري‪،‬‬
‫دار الفكر‪.‬‬
‫مختصر الطحاوي‪ ،‬لحمد بن محمد بن سلمة‬ ‫‪- 42‬‬
‫الطحاوي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو الوفاء الفغاني‪ ،‬إحياء المعارف‬
‫النعمانية بالهند‪.‬‬
‫المستدركا على الصحيحين‪ ،‬لمحمد بن عبدالله‬ ‫‪- 43‬‬
‫الحاكم‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى عبدالقادر عطا‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬ط الولى‪1411 ،‬هـ‪.‬‬
‫المعجم الكبير‪ ،‬لسليمان بن أحمد الطبراني‪،‬‬ ‫‪- 44‬‬
‫تحقيق‪ :‬حمدي عبدالمجيد‪ ،‬مكتبة دار العلوم والحكم‪ ،‬ط‬
‫الثانية‪1404 ،‬هـ‪.‬‬
‫المغني‪ ،‬لمحمد بن قدامة‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬عبدالله‬ ‫‪- 45‬‬
‫التركي‪ ،‬د‪.‬عبدالفتاحا الحلو‪،‬‬
‫دار هجر‪ ،‬ط الثانية‪1412 ،‬هـ‪.‬‬
‫مغني المحتاج‪ ،‬لمحمد بن الخطيب الشربيني‪،‬‬ ‫‪- 46‬‬
‫عناية‪ :‬محمد عيتاني‪ ،‬دار المعرفة‪،‬‬
‫ط الولى‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫المقنع‪ ،‬لمحمد بن قدامة‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬عبدالله‬ ‫‪- 47‬‬
‫التركي‪ ،‬دار هجر‪ ،‬ط الولى‪1415 ،‬هـ‪.‬‬
‫منتهى الرادات‪ ،‬لمحمد بن أحمد الفتوحي "ابن‬ ‫‪- 48‬‬
‫النجار"‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬عبدالله التركي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫ط الولى‪1419 ،‬هـ‪.‬‬
‫المهذب‪ ،‬لبي إسحاق الشيرازي‪ ،‬دار إحياء التراث‬ ‫‪- 49‬‬
‫العربي‪ ،‬ط الولى‪1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫موسوعة الحديث الشريف "الكتب الستة"‪،‬‬ ‫‪- 50‬‬
‫إشراف ومراجعة‪ :‬صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ‪ ،‬دار‬
‫السلم‪ ،‬ط الثالثة‪1421 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة‪،‬‬ ‫‪- 51‬‬


‫للدكتور‪ /‬علي أحمد السالوس‪،‬‬
‫دار الثقافة‪ ،‬قطر‪ ،‬ط التاسعة‪1427 ،‬هـ‪.‬‬
‫النوادر والزيادات على ما في المدونة من‬ ‫‪- 52‬‬
‫غيرها من المهات‪ ،‬لعبدالله بن عبدالرحمن أبي زيد‬
‫القيرواني‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬محمد حجي‪ ،‬دار الغرب‪ ،‬ط‬
‫الولى‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ - 53‬الوسيط‪ ،‬لبي حامد الغزالي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبي عمرو‬
‫الحسيني‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط الولى‪1422 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التداوي بالوسائل الطبية المعاصرة‬

‫إعـــداد‬
‫د‪.‬منال سليم رويفد الصاعدي‬

‫الستاذ المساعد في الفقه وأصوله‬


‫كلية الداب والعلوم الدارية‬
‫جامعة أم القرى‬

‫‪326‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪327‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الملخص‪:‬‬
‫يتلخص موضوع البحث في التداوي بالوسائل‬
‫الطبية المعاصرة‪ ،‬وقد اقتضت طبيعة هذا البحث‬
‫تقسيمه إلى ثلثة مباحث على النحو التالي‪:‬‬

‫‪328‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬المبحث الول‪ :‬في بيان الحكم الشرعي‬


‫للتداوي‪ ،‬ويشتمل على‪ :‬معرفة الصل في حكم‬
‫التداوي إجما ا‬
‫ل‪ ،‬ثم بيان الحكام التفصيلية للتداوي‪،‬‬
‫والتي تشتمل على خمسة أحكام هي في الصل‬
‫الحكام التكليفية الخمسة )الوجوب‪ ،‬والتحريم‪،‬‬
‫والندب‪ ،‬والكراهة‪ ،‬والباحة(‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ثم بيان الحالت المندرجة تحت كل حكم من‬


‫أحكام التداوي‪ ،‬وتوثيقة بالدلة من الكتاب والسنة‪،‬‬
‫وأقوال السلف‪ ،‬وقرارات المجمعات الفقهية‬
‫لعلمائنا الفاضل‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬قواعد التداوي وضوابطه‪،‬‬


‫ويشتمل على القواعد والضوابط العامة للتداوي‪،‬‬
‫والتي ينبغي على الطبيب والمريض مراعاتها عند‬
‫القيام بالعمل الطبي من كشف‪ ،‬أو عمل جراحي‬
‫ونحوه‪ ،‬والتي بلغت‬
‫اثنا عشرة ضابطاا‪ ،‬ويندرجا تحت بعض هذه الضوابط‬
‫شروط وضوابط فرعية‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬في التداوي بالمحرمات‪:‬‬


‫ويشتمل على بيان حرمة المعالجة بالمحرمات‪،‬‬
‫وقبحها شرعا ا وعقل ا وأدلة ذلك‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ثم ذكر بعض هذه المحرمات على النحو‬


‫التالى‪:‬‬
‫‪ .1‬الخمر‪ :‬تعريفها‪ ،‬واتفاق العلماء على حرمة‬
‫التداوي بها‪ ،‬وأدلة ذلك‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .2‬المخدرات‪ :‬تعريفها‪ ،‬وبيان الفرق بينها وبين‬


‫الخمر‪ ،‬ثم بيان حالت استخدام المخدرات في‬
‫التداوي وضوابط هذا الستخدام‪.‬‬
‫‪ .3‬الدم‪ :‬بيان ما يحرم التداوي به من الدم وما‬
‫يجوز التداوي به‪ ،‬وبيان الدلة على ذلك‪ ،‬ثم ذكر‬
‫ضوابط نقل الدم والتبرع به‪.‬‬
‫‪ .4‬الخنـزير‪ :‬ذكر الدلة على حرمة الخنـزير‪،‬‬
‫وبيان ما يستخلص من الخنـزير من مواد تستخدم‬
‫في التداوي‪ ،‬وضوابط استخدام هذه المواد في‬
‫التداوي‪.‬‬
‫‪ .5‬النجاسات والمستقذرات‪ ،‬ذكر بعض المثلة على‬
‫النجاسات والسمتقذرات‪ ،‬ثم بيان الشروط التي اشترطها‬
‫العلماء لجواز التداوي بالدوية التي تحتوي على‬
‫شيء من هذه النجاسات والسمتقذرات‪.‬‬
‫‪ .6‬التداوى بأصوات الموسيقى‪ ،‬والرقى الشحركية‪ ،‬والسمموم من الشحائش‬
‫والنباتات‪ ،‬وبيان ما يآسمتثن من التداوي بالنباتات السممية‪ ،‬واعتبار الضرورة ف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ثم أعقبت ذلك بخاتمة ذكرت فيها أهم ما‬
‫توصلت إليه من نتائج‪ ،‬وأخيرا ا اسأل الله أن يجعل‬
‫هذا العمل خالصا ا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن يرزقني‬
‫التوفيق والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه‪ ،‬وصلى‬
‫الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‬


‫ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات‬
‫أعمالنا‪ ،‬من يهد الله فل مضل له ومن يضلل فل‬
‫هادي له‪ ،‬وأشهد أل إله إل الله وحده ل شريك له‪،‬‬
‫وأشهد أن محمدا اعبده ورسوله ‪‬‬
‫ننن ننن‪:‬‬

‫‪335‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننن ننن نننن نن نننن نننن‬


‫ننننن ننننننن نننن ننننن نننن‬
‫ننننننن نننننن نننن ننننن نننننن نن‬
‫نننن نن ننننننن‪.‬‬
‫نننن نننن ننن نن ننن ننن ننننن‬
‫ننننن نننن نننننن ننننن ننننن نننننن‬
‫نننننننن نننننننن نننننن‪.‬‬
‫نننننننن نن نننن ننن نننننن نن‬
‫ننننن ننننننن ))نننننن ننننننن(( نننن‬
‫ننننن ننننن نننننن ننن ننن نننن‬
‫ننننننن ننن ننن نن نننن نن ننن ننننن‬
‫ننن نننن نننن ننننن نن ننننننن نن‬
‫نننننن نننننن ننن نننن ننن ننننن‬
‫ننننن نننن‪.‬‬
‫ننننن نن ننننن ننننننن نننننننن‬
‫ننننننن نننننن نننن ننننن نننن نن‬
‫نننننن ننننننن ننننننن‪.‬‬
‫نننننن نننننن نن ننن نن ننننن‬
‫ننننن‪:‬‬
‫نننننن ننننن‪ :‬نننن ننننن نننننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬ننننن نننننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬ننننننن ننننننننن‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪337‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الول‬
‫بيان الحكم الشرعي للتداوي‬

‫‪338‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪339‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الصأل ف حكم التداوي أنه مشحروع‪ ،‬وهو من فعل السباب الأممور با‪،‬‬
‫والتداوي ل يآناف التوكل على ال‪ ،‬كما ل يآنافيه دفع الوع والعطش بالكل‬
‫والشحرب‪ ،‬وكذلك تنب الهملكات‪ ،‬والدعاء بالعافية‪ ،‬ودفع الضار وغي ذلك‬
‫)‪ ، (1‬بل ل تتم حقيقة التوحيد إل بباشرة السباب الت أوجدها ال مقتضيات‬
‫لسمبباتا قدرا وشرعا ‪ ،‬وأن تعطيلهما يآقدح ف نفس التوكل‪ ،‬كما يآقدح ف المر‬
‫والكمة ويآضعفه من حيث يآظن معطلهما أن تركهما أقوى ف التوكل‪ ،‬ف حي أن‬
‫تركهما عجزا يآناف التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على ال ف حصول ما‬
‫يآنفع العبد ف ديآنه ودنياه‪ ،‬ودفع ما يآضره ف ديآنه ودنياه)‪ .(2‬ولبد مع هذا‬
‫العتماد من مباشرة السباب‪ ،‬وإل كان معطل للحكمة والشحرع‪ ،‬فل يعل‬
‫العبد عجزه توكل ول توكله عجزا )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬نيل الوطار ‪. 9/90‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ ( 2‬انظر تفسير القرطبي ‪ ،309 / 9‬والذخيرة ‪.247 / 13‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ ( 3‬انظر الطب النبوي‪ ،‬ص ‪.16 ،15‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪340‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قال تعال‪ :‬ﮋﯽﯾﯿﰀﰁ ﰂﮊ )‪.(1‬‬


‫وقال تعال‪ :‬ﮋﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠ ﮡ ﮢﮊ )‪.(2‬‬

‫)‪ ( 4‬سورة المائدة‪ ،‬من الية‪.23 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ ( 5‬سورة يونس‪ ،‬الية‪.84 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪341‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والدلة على مشحروعية التداوي كثية من الكتاب‪ ،‬والسمنة القولية والفعلية‪:‬‬


‫ﮋﮟ‬ ‫ومن ذلك قوله تعال ﮋﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ ﮱﮊ)‪ .(1‬وقوله‪:‬‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮊ )‪.(2‬‬
‫وقوله ‪":‬ما أنزل ال داء إل أنزل له شفاء")‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬سورة السراء‪ ،‬الية‪. 82 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬سورة النحل‪ :‬اليآة‪.69 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب ما أنزل ال داء إل أنزل له شفاء ‪.2151 \ 5‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪342‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقوله ‪":‬تداووا فإن ال عز وجل ل يآضع داء إل وضع له دواء غي داء‬


‫)‪(1‬‬
‫واحد‪:‬الرم"‬
‫وقد تداوى الرسول ‪ ،‬وأمر أصأحابه بالتداوي‪ ،‬فقد احتجم ‪ ‬وهو مرم‬
‫ف رأسه من شقيقة )‪ (2‬كانت به)‪.(3‬‬
‫كما ذكر ‪ ‬أن الجامة )‪ ،(4‬والقسمط البحري )‪ (5‬من أفضل الدويآة )‪.(6‬‬

‫)‪ (4‬الرم‪ :‬أقصى كب ف السمن يآصل إليه النسمان‪ ،‬انظر لسمان العرب ‪ ، 607 \12‬ومتار الصحاح‬ ‫‪1‬‬

‫‪ . 289 \ 1‬والديآث ف السمتدرك على الصحيحي‪ ،‬كتاب الطب ‪ ، 219 \ 4‬والسمنن الكبى للبيهمقي‪،‬‬
‫باب ماجاء ف إباحة التداوي ‪. 343 \ 9‬‬
‫)‪ (5‬الشحقيقة‪ :‬وجع يآأمخذ نصف الرأس والوجه‪ ،‬انظر متار الصحاح ‪. 144 \ 1‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (6‬رواه البخارى ف صأحيحه‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب الجامة من الشحقيقة والصداع ‪. 2156 \ 5‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (7‬الجامة‪ :‬مأمخوذة من الجم‪ ،‬أي الصم‪ ،‬يآقال حجم الصب ثدي أمه إذا مصه‪ ،‬والجام‪ :‬الصاص‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫والقصود العالة بالجم وهو آلة كالكأمس يآفرغ من الواء ويآوضع على اللد بعد الشحرط فيجذب الدم من‬
‫البدن‪ ،‬انظر لسمان العرب ‪ ،117\ 12‬وقواعد الفقه ‪. 260 \ 1‬‬
‫)‪ (8‬القسمط نوعان‪ ،‬هندي‪ :‬وهو أ سود ‪ ،‬وبري‪ :‬وهو أ بيض ‪ ،‬والندي أشدها حرارة ‪ ،‬وقيل أن القسمط‬ ‫‪5‬‬

‫البحري هو العود الندي‪ ،‬وقيل العود الذي يآتبخر به‪ ،‬انظر لسمان العرب ‪ ، 320 \ 3‬وانظر فتح الباري‬
‫‪. 148\ 10‬‬
‫)‪ (9‬قال ‪ "‬إن أمثل ماتداويآتم به الجامة والقسمط البحري " رواه البخاري ف صأحيحه ‪ ،‬كتاب الطب‬ ‫‪6‬‬

‫باب الجامة من الدواء ‪. 2156 \ 5‬‬


‫‪343‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وبالرغم من أن الصأل ف التداوي الباحة‪ ،‬إل أن أحكام التداوي تتلف‬


‫باختلفا الحوال والشخاص‪ ،‬فتعتيآه الحكام التكليفية المسمة وهي‪:‬‬
‫‪ ‬الوجوب‪:‬‬
‫يكون التداوي واجبا ا في أمور ٍ ثلثة ٍ‪:‬‬
‫إذا كان المرض يسبب الهلكة غالبا ا‪ ،‬لن‬ ‫‪(1‬‬
‫من مقاصد الشريعة المتفق عليها بين العلماء‬
‫وجوب حفظ النفس)‪ .(1‬والدلة على ذلك كثيرة‪،‬‬
‫ومنها قوله تعالى‪ :‬ﮋﮤ ﮥﮦﮧ ﮨﮩ ﮪﮫﮬ ﮭﮮ ﮯﮊ )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬انظر بلغة السمالك ‪ ،476 \ 2‬والبحر اليط ف أصأول الفقه ‪. 264 \ 1‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬سورة البقرة‪ ،‬اليآة‪.195 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪344‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ومن المثلة على ذلك‪ :‬مرض الزائدة الدودية‪،‬‬


‫فإن ترك علجها سيكون سببا ا في الوفاة في‬
‫الغالب‪ ،‬وكذلك الجرحا الغائر الذي يثعب دما ا‪ ،‬فقد‬
‫كوى الرسول ‪ ‬ننن نن نننن)‪(1‬ننن نن ننننن‬
‫نننن نن نننن نننن نننن نننننن نن نننن‬
‫ننننن نننننن نن ننن ‪ ‬ننن نن نننن )‪ ،(2‬إل‬
‫أن في‬
‫فعله ‪ ‬نن نننننن نن نننن ننن ننننن ننن‬
‫نننننن ننن ننننننن ننننننننن‬
‫نننننننن ننننننن نننن نن نننن نننن‬
‫ننن نننن ننننن نننننن ننن نننن )‪.(3‬‬

‫)‪ (3‬هو سعد بن معاذ النصاري اسلم على يد مصعب بن عمير‪ ،‬شهد‬ ‫‪1‬‬

‫بدرا ا وأحدا ا‪ ،‬وقد اهتز عرش الرحمن لوفاته كما اخبر بذلك الرسول‬
‫‪‬ن ننن نن ننننن ننن ننن نن ننننننن نننن نننننننن‬
‫نننن ننن ننننن ننننننن ‪ 279 \ 1‬ن ننننن نننننن ‪\ 1‬‬
‫‪ . 455‬ننننننن نننن ننن نننن نن ننننن نننن ننننن ننن‬
‫نن ننن ننننن ننننن ننننن ‪5\ 4‬ن نننن نننن نن ننننن‬
‫نننن نننن ننن نن ننننن ‪.1156 \ 2‬‬
‫)‪ (4‬وهو قوله ‪ " ‬الشحفاء ف ثلثة شربة عسمل‪ ،‬وشرطة مجم‪ ،‬وكية نار‪ ،‬وأنى أمت عن الكي " رواه‬ ‫‪2‬‬

‫البخاري ف صأحيحه‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب الشحفاء ف ثلثة ‪.2151 \ 5‬‬


‫)‪ (5‬انظر نيل الوطار ‪ ،97 \ 9‬وانظر عون العبود ‪. 247 \ 10‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪345‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ (2‬إذا كان المرض معديا ا ينتقل ضرره للخرين‪،‬‬


‫فإنه يجب الوقاية منه كما أمر بذلك النبي ‪، ‬حيث‬
‫قال‪":‬ل يورد ممرض على مصح")‪،(1‬وقال أيضا "فر‬
‫من المجذوم كما تفر من السد")‪ (2‬وإعمال‬
‫)‪(3‬‬
‫ابالقاعدة الفقهية الكبرى )ل ضرر ول ضرار(‬
‫ففي هذه القاعدة ينفي الضرر مطلقا ا فيوجب‬
‫منعه سواء كان الضرر عاما ا‪ ،‬أو خاصا ا‪ ،‬ويوجب‬
‫أيضا ا وقفه قبل وقوعه بطرق الوقاية الممكنة‪،‬‬
‫ويشمل أيضا ا رفعه بعد وقوعه )‪.(4‬‬
‫ومن أمثلة ذلك الجر الصحي على مريآض الذام‪،‬واليآدز‪ ،‬وأنفلونزا‬
‫النازيآر‪ ،‬وغيها من المراض العديآة‪.‬‬
‫المراض التي تؤدي إلى العاقة الدائمة‪،‬‬ ‫‪(3‬‬
‫فإن هناك أمراض ل تؤدي الصابة بها إلى هلك‬
‫النفس أو إلحاق الضرر بالخرين‪ ،‬ولكنها تؤدي إلى‬
‫تلف عضو من أعضاء النسان نفسه بحصول‬
‫العاقة الدائمة به‪ ،‬فمثل هذه المراض يجب على‬
‫النسان علجها حفاظا ا على أعضائه من التلف‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك‪ :‬الصأابة بالمى الشحوكية فإن إهال علجهما يآؤدي إل‬
‫التخلف العقلي‪،‬أو فقدان السممع أو البصر أو القدرة الركية ‪ ،‬وترك علجا الرمد‬
‫قد يآؤدي إل فقد البصر‪.‬‬

‫)‪ (1‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب لهامة ‪ ،2177 \ 5‬ومسملم‪ ،‬كتاب السملم‪ ،‬باب ل عدوى ول‬ ‫‪1‬‬

‫طية ‪. 4/1742‬‬
‫)‪ (2‬رواه البخاري ف صأحيحه‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب الذام ‪. 2158 \ 5‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬هذه القاعدة نصم حديآث نبوي كري‪ ،‬وهو قوله ‪ " ‬ل ضرر ول ضرار‪ ،‬من ضار ضاره ال‪ ،‬ومن‬ ‫‪3‬‬

‫شاق شاق ال عليه " انظر الديآث ف السمتدرك على الصحيحي‪ ،‬كتاب البيوع ‪ ، 66 \ 2‬والسمنن‬
‫الكبى للبيهمقي‪ ،‬كتاب الصلح‪ ،‬باب ل ضرر ول ضرار ‪. 69 \ 6‬‬
‫‪346‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ ‬التحريم‪:‬‬
‫يآكون التداوي مرما ف أمريآن ها‪:‬‬
‫‪ (1‬إذا تداوى بالمحرمات‪ ،‬وذلك كالتداوي بالخمر‪،‬‬
‫وبالرقى الشركية‪ ،‬وأصوات الموسيقى‪،‬‬
‫والنجاسات كالبول‪ ،‬وشرب الدم‪.‬‬
‫قال تعال‪ :‬ﮋﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮊ)‪ ،(1‬وقوله تعال‪:‬‬
‫ﮋﮚﮛﮜﮝﮊ)‪.(2‬‬
‫وقال ‪" ‬إن ال ل يعل شفاءكم فيما حرم عليكم" )‪.(3‬‬
‫‪ (2‬إذا كان التداوي يحدث أضرارا ا أكثر من نفعه‬
‫كهلك النفس‪،‬‬
‫أو تلف العضو‪ ،‬وذلك إعمال ا للقاعدة السابق ذكرها‬
‫"ل ضرر ول ضرار"‪.‬‬
‫الستحباب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يكون التداوي مستحبا ا إذا كان تركه يؤدي إلى‬
‫ضعف البدن ول يترتب على تركه هلك النفس‪ ،‬أو‬
‫تلف العضو‪ ،‬أو الضرار بالخرين‪ ،‬وإنما يترتب على‬
‫تركه بعض المفاسد‪ ،‬أو تفويت بعض المصالح‬
‫ويغلب على الظن النتفاع بالعلجا المباحا‪ ،‬ويساعد‬
‫النسان على القيام بواجباته وعباداته‪.‬‬

‫)‪ (4‬القواعد الفقهمية الكبى للسمدلن ‪. 498‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (1‬سورة العرافا‪ ،‬اليآة‪. 157 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬سورة الائدة‪ ،‬اليآة‪.4 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الشربة‪. 2129 \ 5 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪347‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ومن أمثلته‪ :‬أنواع السماسية ف اللد‪ ،‬واليوب النفية‪ ،‬وكثي من أمراض‬


‫السنان ونوها )‪.(1‬‬

‫‪ ‬الكراهة‪:‬‬
‫يآكون التداوي مكروها إذا كانت مفاسده تربو على مصاله‪ ،‬ول تبلغ‬
‫الفاسد درجة الضرر من هلك النفس‪ ،‬أو العضو )‪.(2‬‬
‫ومن أمثلته‪ :‬التسماهل ف تناول بعض السمكنات‪ ،‬والهمدئات الت تسمبب‬
‫الضاعفات‪ ،‬أو كان ف تعاطيهما بذل أموال الريآض أو أهله دون فائدة ترجى‪.‬‬
‫وهذا ما أقره ملس ممع الفقه السلمي النعقد ف دورة مؤتره السمابع بدة‬
‫ف الملكة العربية السمعوديآة من ‪ 12-7‬ذي القعدة ‪ 1412‬هـ الوافق ‪14- 9‬‬
‫أيآار )مايآو( ‪ 1992‬م‪ ،‬ونصه ما يآلي‪)) :‬الصأل ف حكم التداوي أنه مشحروع‪،‬‬
‫لا ورد ف شأمنه ف القرآن الكري‪ ،‬والسمنة القولية والفعلية‪ ،‬ولا فيه من "حفظ‬
‫النفس" الذي هو أحد القاصأد الكلية من التشحريآع‪.‬‬
‫وتختلف أحأكام التداوي باختلفا الحأوال والشأخاص‪:‬‬
‫‪ -‬فيكون واجبا ا على الشخص إذا كان تركه‬
‫يفضي إلى تلف نفسه‬
‫أو أحد أعضائه أو عجزه‪ ،‬أو كان المرض ينتقل‬
‫ضرره إلى غيره‪ ،‬كالمراض المعدية‪.‬‬
‫ويكون مندوبا ا إذا كان تركه يؤدي إلى ضعف‬ ‫‪-‬‬
‫البدن ول يترتب عليه ما سبق في الحالة‬
‫الولى‪.‬‬

‫)‪ (4‬أحكام نقل أعضاء النسمان ‪. 59 \ 1‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬أحكام نقل أعضاء النسمان ‪. 59 \ 1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪348‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ويكون مباحا ا إذا لم يندرجا في الحالتين‬ ‫‪-‬‬


‫السابقتين‪.‬‬
‫ويكون مكروها ا إذا كان بفعل يخاف منه‬ ‫‪-‬‬
‫حدوث مضاعفات أشد من العلة المراد‬
‫إزالتها(( )‪.(3‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫قواعد التداوي وضوابطه‬

‫)‪ (2‬انظر ملة المع الفقهمي السلمي‪ ،‬العدد السمادس ‪. 1791/ 3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪349‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪350‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدواء مأمور به في السلم ولكن بالضوابط التالية‪:‬‬


‫‪ (1‬أن يآعتقد الريآض أن الشحاف هو ال سبحانه وتعال‪ ،‬وأن أثر الدواء إنا‬
‫هو بتقديآر ال‪ ،‬وأن التداوي والعلجا ل يآنفع ول يآضر إل بقدر ال تعال‪ ،‬قال‬
‫تعال‪ :‬ﮋﯰﯱﯲﯳﮊ )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬سورة الشحعراء‪ ،‬اليآة‪. 80 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪351‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والتداوي ل يآتعدى كونه أخذا بالسباب الت أودعهما ال ف الكون‪ ،‬لنه ل‬


‫يوز اليأمس من روح ال أو القنوط من رحته‪ ،‬بل يآنبغي بقاء المل ف الشحفاء‬
‫‪-‬بإذن ال تعال‪ .-‬فقد قال جل جلله‪ :‬ﮋﭗﭘ ﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠ ﭡﭢﭣ ﭤﭥ ﮊ‬
‫)‪.(2‬‬
‫‪ (2‬على الطبيب معرفة الحكام الشرعية التي‬
‫م ببقية الحكام‬ ‫تتعلق باختصاصه‪ ،‬ويندب له أن ضيل ر‬
‫المتعلقة بالصحة والمرض إجمال ا‪ ،‬لن هذه‬
‫المعرفة تحميه وتحمي مرضاه من الوقوع في‬
‫محظور‪،‬كما أن هذه المعرفة تنفعه ليستثمر‬
‫)‪(1‬‬
‫ممارسته للطب في الدعوة إلى الله تعالى ‪.‬‬
‫‪ (3‬أن ل يقدم الطبيب على ممارسة عمل ل‬
‫يتقنه ول يعرفه‪ ،‬ولم يتخصص فيه‪ ،‬وذلك مثل أن‬
‫يقوم طبيب متخصص في النف والذن والحنجرة‬
‫بعمل عملية جراحية دقيقة في القلب مثل ا‪ ،‬فإنه‬
‫سيجني على هذا المريض حتما ا؛ لنه ل يتقن مثل‬
‫هذا العمل الذي له من هو متخصص به‪ ،‬فإن‬
‫الطبيب متى ما كان حاذقا ا )‪ (2‬أعطى الصنعة حقها‬
‫ولم تجن يداه‪ ،‬وكان مأذونا ا له من جهة من يطبه‪،‬‬
‫فتولد عن فعله تلف العضو أو النفس‬
‫أو ذهاب صفة‪ ،‬فلضمان عليه اتفاقا ا )‪.(3‬‬

‫)‪ (2‬سورة يآوسف‪ ،‬اليآة‪. 87 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬الوسوعة الطبية الفقهمية‪ ،‬ص ‪. 652‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (4‬الحذق‪ :‬المهارة في العمل‪ ،‬انظر لسان العرب ‪ ،40 /10‬ومختار‬ ‫‪2‬‬

‫الصحاحا ‪. 54 /1‬‬
‫)‪ (1‬انظر المبدع ‪ ،5/110‬ونهاية المحتاجا ‪ ،8/35‬و الستذكار ‪ ،8/64‬و‬ ‫‪3‬‬

‫الجماع لبن المنذر‪ ،‬ص ‪. 74‬‬


‫‪352‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أما إذا كان الطبيب مدعي للطب‪ ،‬أو لم يؤذن له‪،‬‬


‫فإن عليه الضمان وعليه عقوبة تعزيرية بالحبس؛‬
‫لن الطبيب الجاهل إذا تعاطي علم الطب ولم‬
‫يتقدم له به معرفة‪ ،‬فقد هجم بجهله على إتلف‬
‫النفس‪ ،‬وأقدم بالتهور على ما ل يعلمه‪ ،‬فيكون قد‬
‫غرر بالعليل فيلزمه الضمان‪ ،‬وهذا إجماع من أهل‬
‫العلم)‪(1‬؛ لما روي عنه ‪ ‬ننن ننن "نن نننن‬
‫ننن نننن ننن نن ننن نننن" )‪.(2‬‬
‫قوله‪ :‬من تطبب‪ ،‬ولم يقل من طب‪ ،‬لن لفظ‬
‫التفعل يدل على تكلف الشيء والدخول فيه بكلفة‬
‫وأنه ليس من أهله؛ ولذا فإنه ل يجوز أن يستطب‬
‫من ل يعرف حذقه)‪.(3‬‬
‫وهذا ما أقره مجلس الفقه السلمي في دورة‬
‫مؤتمره الخامسة عشرة بمسقط )سلطنة عمان(‬
‫من ‪ 19 -14‬محرم ‪ 1425‬هـ‪ ،‬الموافق ‪11 - 6‬‬
‫آذار )مارس( ‪ 2004‬م‪.‬‬

‫)‪ (2‬انظر كشف القناع ‪ ، 4/35‬حواشي الشرواني ‪ ،9/197‬و‬ ‫‪1‬‬

‫الستذكار ‪ ، 8/64‬و سبل السلم ‪. 3/250‬‬


‫)‪ (3‬أخرجه أبو داود‪ ،‬كتاب الدين‪ ،‬باب فيمن تطبب بغير علم فأعنت‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫رقم الحديث )‪ ،(4586‬وحسنه اللباني ص )‪ ،(687‬والنسائي )‬


‫‪ ،(4830‬وابن ماجه )‪.(3466‬‬
‫)‪ (4‬انظر الداب الشرعية ‪. 2/438‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪353‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ونصه ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الطب علم وفن متطور لنفع البشرية‪ ،‬وعلى‬
‫الطبيب أن يستشعر مراقبة الله تعالى في أداء‬
‫عمله‪ ،‬وأن يؤدي واجبه بإخلص حسب الصول‬
‫الفنية والعلمية‪.‬‬
‫‪ -‬يكون الطبيب ضامنا ا إذا ترتب ضرر بالمريض‬
‫في الحالت التية‪ :‬وذكر منها‪:‬‬

‫‪354‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إذا كان جاهل ا بالطب‪ ،‬أو بالفرع الذي أقدم على‬


‫)‪(1‬‬
‫العمل الطبي فيه‪.‬‬

‫)‪ (1‬مجلة المجمع الفقهي السلمي‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬ص ‪. 7‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪355‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ (4‬أن يجعل الطبيب علجه وتدبيره دائرا ا على‬


‫ستة أركان‪ ،‬حفظ الصحة الموجودة‪ ،‬ورد الصحة‬
‫المفقودة بحسب المكان‪ ،‬وإزالة العلة أو تقليلها‬
‫بحسب المكان‪ ،‬واحتمال أدنى المفسدتين لزالة‬
‫أعظمهما‪ ،‬وتفويت أدنى المصلحتين لتحصيل‬
‫)‪( 1‬‬
‫أعظمهما‪ ،‬فعلى هذه الصول الستة مدار العلجا ‪.‬‬

‫)‪ (2‬انظر الطب النبوي‪ ،‬ص ‪.152 ،151‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪356‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ (5‬أل يقوم الطبيب بالكشف على المريض أو‬


‫إجراء إي عمل طبي على المريض دون إذن‪ ،‬لن‬
‫الله سبحانه وتعالى جعل لجسم النسان حرمة فل‬
‫يتعدى عليه حيا ا ولميتا ا إل في ظروف خاصة‪ ،‬مثل‬
‫قتل النفس والمرتد‪ ،‬والزاني المحصن‪،‬‬
‫والمحارب‪.........‬الخ‪ .‬وقد صح عنه ‪ ‬ننن ننن‪:‬‬
‫"ننن ننن ننننن ننننن نننن" )‪.(1‬‬

‫) ‪ (3‬رواه البيهمقي ف السمنن الكبى‪ ،‬كتاب النائز ‪ ،58 \ 4‬ورواه ابن حبات ف صأحيحه‪ ،‬فصل ف القبور ‪7‬‬ ‫‪1‬‬

‫\ ‪. 437‬‬
‫‪357‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن ننن ننن نننننن نن ننن نننننن‬


‫نن ننن ننن ننن ننن نننن ننن نن ننننننن‬
‫ن ننن ننن ننن ننننن ننن نننننن‬
‫له)‪( 1‬‬
‫ننن‬
‫نننننننن نننننن نن ننن نننن اللهه بن عبد ال ه‬
‫ن‬
‫ضئه نونجنعنل يةئشيةر إئندلييننا نل‬‫شةة لنندددننا)‪ (2‬رسونل ال لئه ‪ ‬في مر ئ‬
‫نن‬ ‫نة‬ ‫قال قالت نعائئ ن‬
‫ض اللدنوائء فلما أننفانق قال أنلندم أنندينهةكدم أندن تنيلةددوئني‬
‫تنيلةددوئني قال فنيةقدلننا نكنرائهينةة الدنمئري ئ‬
‫قال قةيدلننا نكنرائهين ة المريض ئلللدنوائء فقال رسول ال لئه ‪ ‬نل ينيدبَينقى ئمدنةكدم أننحأةد إل لةلد‬
‫س)‪ (3‬فإنه لم يندشنهددةكدم )‪.(4‬‬ ‫وأنا أنندظةةر إل الدنعلبَا ن‬

‫)‪ (1‬عبيد الله بن عبد الله بن عتبة‪ ،‬المام الفقيه مفتي‬ ‫‪1‬‬

‫المدينة‪،‬وعالمها‪ ،‬وأحد الفقهاء السبعة‪،‬كان عبيد الله بن عبد الله بحرا‬


‫من بحور العلم‪ ،‬مات سنة تسع وتسعين وقيل غير ذلك‪ ،‬انظر سير‬
‫أعلم النبلء‬
‫‪. 479 - 475 /4‬‬
‫)‪ (2‬اللدود‪ :‬هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض ويسفا‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫أو يدخل هناك بأصبع وغيرها ويحنك به‪ ،‬انظر لسان العرب ‪، 381 / 3‬‬
‫شرحا النووي على صحيح مسلم ‪.199 /14‬‬
‫)‪ (3‬عم رسول الله ‪‬ن نننن ننن نننننن نننن ننننننن‬ ‫‪3‬‬

‫ننن ننن ننننننن ننن ننن ننن ننننن ننننن‬


‫نننننننننننن نننننن نننن ننن نننننن ننننننن نن‬
‫ننننننن ننن نن ننننننن نننن نننن ننن ننننن‬
‫ننننننن ‪. 100 – 2/78‬‬
‫)‪ (4‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الديات ‪. 2527 / 6‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪358‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و من شروط الذن الطب أن يآكون الأمذون به مشحروعا‪ ،‬فإن كان مرما‪ ،‬فإنه‬
‫ل اعتبار هذا الذن؛ لن الذن هنا ل يآكون دافعا للمفاسد بل جالبا لا‪،‬‬
‫فينتفي الغرض الذي لجله أبيح عمل الطبيب‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والريآض ليس له أن يآأمذن بأمن يآباشر الطبيب عليه شيئا مرما‪ ،‬فجسمد‬
‫ﮋﰘ ﰙﰚﰛ ﰜﰝﰞ ﰟ‬ ‫النسمان ملك ل تعال‪ ،‬كما قال تعال‪:‬‬
‫ﰠﰡ ﰢﰣﮊ )‪ .(1‬ول يق لحدد أن يآتصررفا ف ملك با يرمه مالكه‪.‬‬
‫)‪( 2‬‬
‫والذن العتب شرعا إما أن يآكون إذنا من الريآض نفسمه إذا كان تام الهلية‬
‫فإنه هو الذي يآقرر قبول التداوي من عدمه‪ ،‬وهو حق له وحده ول يلك أحدا‬
‫العتداء على هذا الق‪ ،‬ويآكره إكراه الريآض على الدواء )‪.(3‬‬

‫)‪ (5‬رواه البخاري‪ ،‬في كتاب الغسل ‪. 3/1056‬‬ ‫‪13‬‬

‫)‪ (5‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪.120 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬الهلية‪ :‬هي أهلية النسان للشيء و صلحيته لصدور ذلك الشيء‬ ‫‪2‬‬

‫وطلبه منه ‪.‬وهي في لسان الشرع‪ :‬عبارة عن صلحيته لوجوب‬


‫الحقوق المشروعة له وعليه‪ ،‬وهي المانة التي أخبر الله عز وجل‬
‫بحمل النسان إياها بقوله‪) :‬وحملها النسان( ‪ .‬والهلية ضربان‪،‬‬
‫أحدهما أهلية الوجوب‪ :‬أي صلحيته لوجوب الحقوق المشروعة له‬
‫وعليه ‪.‬والثانية أهلية الداء‪ :‬أي صلحيته لصدور الفعل منه على وجه‬
‫يعتد به شرعا ‪ .‬انظر كشف السرار ‪ ،4/335‬شرحا التلويح على‬
‫التوضيح ‪. 337 /2‬‬
‫)‪ (2‬انظر القناع للشحربين ‪ ، 209 / 1‬والنهمج القوي ‪. 424 / 1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪360‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وكل ما يآدل على الرضا والوافقة يآعتب إذنا وإن ل يآكن هناك نطقا باللسمان؛‬
‫لن كل ما يآعب عن الرادة والقصد تعبيا جازما يآقوم مقام النطق باللسمان‪،‬‬
‫إعمال بالقاعدة الفقهمية )المور بقاصأدها()‪.(1‬‬

‫)‪ (3‬انظر الشباه والنظائر للسيوطي‪ ،‬ص ‪، 8‬و الشباه والنظائر لبن‬ ‫‪1‬‬

‫نجيم‪ ،‬ص ‪. 37‬‬


‫‪361‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أما إذا كان الريآض عدي الهلية‪ ،‬أو ناقصا أعتب إذن وليه حسمب ترتيب‬
‫الوليآة الشحرعية‪ ،‬ووفقا لحكامهما الت تصر تصرفا الول فيما فيه منفعة الول‬
‫عليه ومصلحته‪ ،‬ورفع الذى عنه )‪ ،(1‬أما إذا كان ف عدم إذن ول المر إضرار‬
‫بالول عليه‪ ،‬فينتقل الق إل غيه من الولياء ‪ ،‬ث إل ول أمر السملمي‪.‬‬

‫)‪ (4‬انظر فقه النوازل ‪. 17 / 4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪362‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إل أن الالت الت تسمتدعي تدخل سريآعا لنقاذ حياة الريآض‪،‬‬


‫أو إنقاذ عضو من أعضاء جسمده‪ ،‬ل يآنتظر فيهما حصول إذن الول‪ ،‬مثل‬
‫الصابي ف حوادث السمي‪ ،‬والكوارث‪ ،‬فعلى الطبيب ف مثل هذه الالت‬
‫إجراء العمل الطب دون انتظار الصول على موافقة الريآض أو وليه)‪.(1‬‬

‫)‪ (5‬انظر الموسوعة الطبية الفقهية ‪ ،‬ص ‪. 78‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪363‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫كما أن لول أمر السملمي اللزام بالتداوي ف بعض الالت الت تقتضيهما‬
‫الصلحة العامة‪،‬كالمراض العديآة الت تدد التمع بانتشحار الوباء‪ ،‬فللسملطات‬
‫الصحية أن تب فردا أو جاعة من الناس على العلجا‪ ،‬أو تعاطي وسيلة من‬
‫وسائل الوقايآة كالتحصي‪ ،‬مادام ف ذلك مصلحة مشحروعة )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬الموسوعة الطبية‪ ،‬ص ‪. 54‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪364‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وهذا ما أقرة ملس ممع الفقه السلمي ف دورة مؤتره السمابع ف جدة ف‬
‫الملكة العربية السمعوديآة )من ‪(12 - 7‬ذي القعدة ‪ 1412‬هـ‪ ،‬الوافق‬
‫‪ 14 - 9‬أيآار )مايآو(‪ .‬ونصه ما يآلي‪:‬‬

‫‪365‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أ ‪ -‬يآشحتط إذن الريآض للعلجا إذا كان تام الهلية‪ ،‬فإذا كان عدي الهلية أو‬
‫ناقصا اعتب إذن وليه حسمب ترتيب الوليآة الشحرعية ووفقا لحكامهما الت تصر‬
‫تصرفا الول فيما فيه منفعة الول عليه ومصلحته ورفع الذى عنه‪ ،‬على أن ل‬
‫يآعتد بتصرفا الول ف عدم الذن إذا كان واضح الضرر بالول عليه‪ ،‬ويآنتقل الق‬
‫إل غيه من الولياء ث إل ول المر‪.‬‬

‫‪366‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ب ‪ -‬لول المر اللزام بالتداوي ف بعض الحوال‪ ،‬كالمراض العديآة‪،‬‬


‫والتحصينات الوقائية ‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫جا ‪ -‬ف حالت السعافا الت تتعرض فيهما حياة الصاب للخطر‬
‫ل يآتوقف العلجا على الذن ‪.(1)(.‬‬
‫‪ (6‬أن ل يآتتب على التداوي ارتكاب مظور شرعي وذلك يآشحمل أمران‪:‬‬
‫‪ ‬المر الول‪:‬‬

‫)‪ (2‬مجلة المجمع الفقهي السلمي‪ ،‬العدد السادس‪. 1791 / 3 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪368‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أن ل يقوم الرجل بمعالجة المرأة‪ ،‬ول تقوم‬


‫المرأة بمعالجة الرجل‪ ،‬لن الصل أن يقوم الرجل‬
‫بعلجا الرجل والمرأة بمعالجة المرأة‪ ،‬وينبغي‬
‫تجنب الختلط بين الرجال والنساء ما أمكن ذلك‪،‬‬
‫أما إذا كان لبد من قيام الرجل بمعالجة المرأة‬
‫فإنه لبد من مراعاة الضوابط التالية‪:‬‬

‫‪369‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .1‬أن ل توجد امرأة يمكنها القيام بمعالجتها‪ ،‬أو‬


‫وجدت ولكنها ل تحسن‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يخشى على المرأة الهلك‪ ،‬أو حدوث‬
‫البلء‪ ،‬أو اللم الذي‬
‫ل تحتمله إن لم تعالج‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .3‬أن ل يكون الطبيب ذميا ا مع وجود الطبيب‬


‫المسلم الذي يمكنه معالجة المسلمة‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يؤمن الطبيب الفتتان بالمرأة التي يقوم‬
‫بمعالجتها‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .5‬أن يكون الطبيب أمينا ا عند القيام بمعالجة‬


‫المرأة الجنبية عنه‪،‬‬
‫فل يعدل إلى غير المين مع وجود المين‪.‬‬
‫‪ .6‬أن يكون مع الطبيب والمريضة الجنبية عنه‬
‫مانع خلوة‪ ،‬كزوجا المريضة‪ ،‬أو محرمها من الرجال‪.‬‬

‫‪372‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أل يكشف الطبيب من المرأة عند معالجتها إل‬ ‫‪.7‬‬


‫مقدار الحاجة‪ ،‬ويستر ما عداه من بدنها‪.‬‬

‫‪373‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .8‬أن يآنظر إل الوضع الذي يآداويآه من جسمد الرأة إن كان لبد من‬
‫النظر إليه‪ ،‬وأن يآكتفي بالنظر إن كان يآكفي‪ ،‬وله أن يآلمس موضع الل إن كان‬
‫لبد من لسمه‪ ،‬وعليه أن يآغض بصره ما استطاع‪ ،‬ول يس غي الوضع الأملوم من‬
‫بدنا‪ ،‬وأن يآتقي ال ف ذلك‪.‬‬

‫‪374‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وهذه المور الت يب مراعاتا عند قيام الطبيب بفحصم النسماء يب أن‬
‫تراعى أيآضا عند الاجة لقيام الطبيبة بفحصم الرجال‪.‬‬
‫وقد ورد ف السمنة ما يآدل على قيام الرجال بعالة النسماء ومن ذلك‪:‬‬
‫ت نرةسونل ال لئه ‪ ‬في‬
‫عن نجابئرر رضي ال عنه‪ :‬أنلن أةلم نسلننمةن ادستنأدنذ ن د‬
‫)‪(1‬‬

‫الدئحنجانمئة فنأننمنر النبَي ‪ ‬أننبا طنديبَنةن)‪ (2‬أندن يندحةجنمنها )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬جابر بن عبد الله ابن عمرو ابن حرام‪ ،‬أبو عبد الله النصاري‬ ‫‪1‬‬

‫الخزرجي السلمي المدني الفقيه‪ ،‬المام الكبير المجتهد الحافظ‬


‫صاحب رسول الله ‪‬ن نن ننن نننن نننننننن نن نننننننن‬
‫نن ننننن ننننننن ننن ننن نننن ننننننن ننن ننن نننن‬
‫نننننن نننن نننن ننن ننننن ننننننن ‪3/189‬ن ننن‬
‫نننننن ‪. 1/648‬‬
‫)‪ (2‬أبو طيبة الحجام‪ :‬اختلف في اسمه قيل دينار‪ ،‬وقيل ميسرة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وقيل نافع‪ ،‬اسلم يوم الفتح‪ ،‬وصحب النبي ‪‬ن نننن ننننننن ‪/ 7‬‬
‫‪100‬ن نننننننننن ‪. 57 / 2‬‬
‫)‪ (3‬رواه مسلم‪ ،‬باب لكل داء دواء واستحباب التداوي ‪. 1730 /4‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪375‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫كما ورد ف السمنة أيآضا ما يآدل على قيام بعض النسماء بعالة الرجال ومن‬
‫ذلك‪:‬‬
‫ت ةمنعوورذ )‪ (1‬قالت كنا مع النبَي ‪ ‬ندسئقي نونةندائوي‬ ‫عن الدربييوئع بئدن ئ‬
‫ن‬
‫ئ ئ )‪(2‬‬
‫الدنجدرنحأى نونيةردد الدنق دتينلى إلى الدنمديننة ‪.‬‬

‫)‪ (4‬الربيع بنت معوذ ابن عفراء النصارية من بني النجار لها صحبة‬ ‫‪1‬‬

‫ورواية‪ ،‬وكانت تخرجا مع النبي ‪ ‬نن نننننننن نننن ننننن‬


‫نننننن نن نننن نننننننن ننن ننن ننننننننن نن‬
‫ننننن ننن ننننن ننن ننن نننننن ننن نننن نننن نننن‬
‫ننن ننننن ننننننن ‪198 / 3‬ن ننننن نننننن ‪. 71 / 2‬‬
‫)‪ (5‬رواه البخاري‪ ،‬في كتاب الغسل ‪. 3/1056‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪376‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ت مع رسول ال لئه ‪ ‬نسدبَنع‬ ‫صائريلئة قالت غننزدو ة‬ ‫ئ‬


‫وعن أةوم نعطيلةن ادلنند ن‬
‫)‪(1‬‬

‫صننةع لهم الطلنعانم نوأةندائوي الدنجدرنحأى نوأنةقوةم على‬ ‫ئ‬ ‫غنزوا ر‬


‫ت أندخلةةفةهدم في ئرنحأالئهدم فنأن د‬ ‫نن‬
‫ضى)‪.(2‬‬‫الدنمدر ن‬
‫المر الثان‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫)‪ (1‬اسمها نسيبة بنت الحارث وقيل نسيبة بنت كعب‪ ،‬أسلمت‬ ‫‪1‬‬

‫وبايعت رسول الله ‪‬ن نن ننننن ننننننن ننن ننن ننننننن‬


‫ننن نننن نننن ننن ننننن ‪ ‬ننننن نننن ننن نننن ننن‬
‫نننننن نننن ننن ننننن ننننننن ‪ 2/318‬ن ننن نننننن‬
‫‪.2/71‬‬
‫)‪ (2‬رواه مسلم‪،‬باب كتاب النبي ‪ ‬ننن نننن ننننن ننن‬ ‫‪2‬‬

‫ننننننن ‪. 3/1447‬‬
‫‪377‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أل يآتتب على التداوي كشحف العورة‪ ،‬أو النظر إليهما إل عند الضرورة‬
‫أو الاجة اللحة‪ ،‬عمل بالقاعدة الفقهمية )الشحقة تلب التيسمي()‪ (1‬على أن‬
‫يآكون بقدر الاجة‪ ،‬ودون تاوز‪ ،‬ويآراعى ف ذلك قاعدة )الضرورة تقدر‬
‫بقدرها()‪.(2‬‬

‫)‪ ( 3‬انظر القواعد الفقهية الكبرى للسدلن‪ ،‬ص ‪. 215‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (4‬انظر القواعد الفقهية الكبرى للسدلن‪ ،‬ص ‪ ،272‬وشرحا القواعد‬ ‫‪2‬‬

‫الفقهية للزرقا‪ ،‬ص ‪. 187‬‬


‫‪378‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ول يتلف الكم إذا كانت العالة للمرأة امرأة مثلهما‪ ،‬وللرجل رجلل مثله؛‬
‫لن العورة ل يآباح كشحفهما إل لن أباح ال الكشحف له من زوجا‬
‫أو ملك يي‪.‬‬
‫قال تعال‪ :‬ﮋﭫﭬ ﭭﭮ ﭯﭰﭱﭲﭳﭴﮊ)‪.(1‬‬

‫)‪ (5‬سورة المؤمنون‪ ،‬الية‪. 6 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪379‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فقد تتسماهل بعض النسماء ف الكشحف على العورة عند الطبيبة حت وإن ل‬
‫تكن هناك حاجة لذلك‪ ،‬لذا أردت التنبيه إل هذا المر‪.‬‬
‫أما إن كانت هناك ضرورة لكشحف العورة‪ ،‬فإنه يآباح ذلك عمل بالقاعدة‬
‫الفقهمية )الضرورات تبيح الظورات()‪ (1‬ولكن بالضوابط التالية‪:‬‬

‫)‪ (1‬انظر القواعد الفقهية الكبرى للسدلن‪ ،‬ص ‪. 247‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪380‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬أن تداوي النسماء النسماء‪ ،‬والرجال الرجال؛ لن نظر النس إل النس‬


‫أخف‪.‬‬
‫‪ -‬إذا انتهمى الطبيب أو الطبيبة من الفحصم حرم عليهمما النظر‬
‫أو اللمس بعده إل لضرورة أخرى لحقة‪ ،‬وذلك عمل بالقاعدة الفقهمية‬
‫)ما جاز لعذر بطل بزواله()‪.(1‬‬

‫)‪ (2‬انظر القواعد الفقهية الكبرى للسدلن‪ ،‬ص ‪. 281‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪381‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أما إذا كان لبد من مداواة الطبيب للمرأة والكشحف على عورتا‪،‬‬
‫أو الطبيبة للرجل‪ ،‬فل بد من مراعاة الضوابط السمابق ذكرها عند مداواة الرجل‬
‫للمرأة‪.‬‬

‫‪382‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وهذه الضوابط أقرها ملس ممع الفقه السلمي النعقد ف دورة مؤتره‬
‫الثامن ببندر سيي بيجوان‪ ،‬بروناي دار السملم من ‪ 7 -1‬مرم ‪ 1414‬هـ‪،‬‬
‫الوافق ‪ 27‬يآونيو ‪.1993‬‬
‫ونصه ما يآلي‪) :‬الصأل أنه إذا توافرت طبيبة مسملمة متخصصة يب أن‬
‫تقوم بالكشحف على الريآضة‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬وإذا ل يآتوافر ذلك فتقوم بذلك طبيبة غي مسملمة ثقة‪.‬‬


‫‪ -‬فإن ل يآتوفر ذلك يآقوم به طبيب مسملم‪.‬‬
‫‪ -‬وإن ل يآتوفر طبيب مسملم يكن أن يآقوم مقامه طبيب غي مسملم‪.‬‬

‫‪384‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫على أن يآطلع من جسمم الرأة على قدر الاجة ف تشحخيصم الرض ومداواته‬
‫وأل يآزيآد عن ذلك وأن يآغض الطرفا قدر استطاعته‪ ،‬وأن تتم معالة الطبيب للمرأة‬
‫هذه بضور مرم أو زوجا أو امرأة ثقة خشحية اللوة()‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬انظر مجلة المجمع الفقهي السلمي‪ ،‬العدد الثامن ‪. 9 / 3 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪385‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ (7‬على الطبيب عند القيام بالعمليات الراحية مراعاة حرمة الريآض أثناء‬
‫فقدانه الوعي‪ ،‬ومن ذلك مراعاة الضوابط الشحرعية التعلقة بالعورة واللوة‪ ،‬فإن‬
‫على الراح وبقية أعضاء الفريآق الطب أن يآتجنبوا كشحف العورة إل بدود‬
‫الضرورة‪ ،‬وأن يري التعقيم وإعداد موضع العملية بضور من يآلزم وجوده فقط‬
‫من الفريآق الطب‪ ،‬فإذا انتهمى السمؤول عن ذلك من عمله غطى جسمم الريآض‪،‬‬
‫واستدعى بقية الفريآق ليقوم كلل منهمم بالوظيفة الوكولة إليه‪ ،‬ومن النسمب أن‬
‫تري هذه الرحلة من العمل الراحي بواسطة طبيبة إن كانت العملية لمرأة‪ ،‬أما‬
‫إن كانت العملية لريآض فيحسمن أن ترى بواسطة طبيب؛ وذلك صأيانة للعورات‬
‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬انظر الموسوعة الطبية الفقهية‪ ،‬ص ‪. 241‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪386‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ (8‬على الطبيب عند معالة الريآض الوازنة بي الصال والفاسد‪ ،‬إعمال‬


‫للقاعدة الفقهمية )درء الفاسد أول من جلب الصال()‪.(1‬‬

‫)‪ (3‬انظر القواعد الفقهية الكبرى للسدلن‪ ،‬ص ‪ ،514‬وشرحا‬ ‫‪1‬‬

‫القواعد الفقهية للزرقا‪. 205 ،‬‬


‫‪387‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ول يفى على عاقل أن تصيل الصال الضة ودرء الفاسد الضة عن‬
‫نفس النسمان وغيه ممود حسمن‪ ،‬وأن الفعل إذا تضمن مصلحة مردة‬
‫حصلناها‪ ،‬وإن تضمن مفسمدة مردة درءناها‪ ،‬وإن تضمن مصلحة من وجه‬
‫ومفسمدة من وجه‪ ،‬فإن ترجح أحد المريآن تصيل الصلحة أو دفع الفسمدة‬
‫فعلناه امتثال لقوله تعال‪ :‬ﮋﮧﮨﮩﮪ ﮊ)‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬سورة التغابن‪ ،‬الية‪. 16 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪388‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وإن تعذر الدرء والتحصيل فإن كانت الفسمدة أعظم من الصلحة درأنا‬
‫الفسمدة ول نبال بفوات الصلحة )‪.(1‬‬

‫)‪ (2‬القواعد الفقهية الكبرى للسدلن‪ ،‬ص ‪. 516‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪389‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ومن المثلة على ترجح الفاسد على الصال فققدم درؤها‪ ،‬قطع اليد التآكلة‬
‫حفاظا على الروح إذا كان الغالب السملمة بقطعهما )‪.(1‬‬

‫)‪ (3‬الشباه والنظائر لبن نجيم‪ ،‬ص ‪. 91‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪390‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وإذا تعارضت الصال والفاسد ققدم أعلى الصلحتي‪ ،‬وارتكب أهون‬


‫الفسمدتي‪ ،‬ومن ذلك جواز شق البطن وإخراجا الني الي‪ ،‬وذلك أن سلمة‬
‫البطن من الشحق مصلحة‪ ،‬وسلمة الولد ووجوده حيا مصلحة أكب‪ ،‬وايآضا ‪،‬‬
‫فشحق البطن مفسمدة‪ ،‬وترك الولود الي يتنق ف بطنهما حت يوت مفسمدة أكب‪،‬‬
‫فصار الشحق أهون الفسمدتي )‪.(1‬‬

‫)‪ (4‬فقه النوازل ‪. 213 / 4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪391‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ (9‬أن يافظ الطبيب على أسرار الريآض ول يآفشحيهما‪ ،‬والسمر الطب يآشحمل‪:‬‬
‫جيع العلومات الت اطلع عليهما الطبيب من مريآضه‪ ،‬سواء منهما العلومات‬
‫التعلقة بصحة الريآض نفسمه أو سيته الذاتية )‪ ،(1‬والت اطلع عليهما من خلل‬
‫التشحخيصم أو من خلل متابعة تطورات الرض‪ ،‬ول يق للطبيب أو أحد من‬
‫الطاقم الطب إفشحاء شيء من هذه السرار لي شخصم أو جهمة أخرى إل‬
‫بإذن الريآض نفسمه أو ول أمره)‪ ، (2‬ويآسمتثن من وجوب كتمان السمر حالت‬
‫يب فيهما إفشحاء السمر‪ ،‬وذلك عندما يآكون ف إفشحائه درء مفسمدة عن التمع‪،‬‬
‫أو درء مفسمده عن الفرد؛ لن كتمان السمر ف هذه الالت يآؤدي إل ضرر‬
‫يآفوق ضرر إفشحائه ‪ ،‬كما أن هناك حالت يوز فيهما إفشحاء السمر إذا كان ف‬
‫إفشحائه جلب مصلحة للمجتمع ‪ ،‬أو درء مفسمدة عامة‪ ،‬وذلك إعمال للقاعدة‬
‫الفقهمية )ارتكاب أهون الضرريآن لتفويآت أشدها()‪.(3‬‬
‫وهذا ما أقره ملس ممع الفقه السلمي النعقد ف دورة مؤتره الثامن ببندر‬
‫سيي بيجوان‪ ،‬بروناي دار السملم من ‪ 7 -1‬مرم ‪ 1414‬هـ‪ ،‬الوافق ‪27‬‬
‫يآونيو ‪1993‬ونصه ما يآلي‪:‬‬
‫‪ -‬السمر أمانة لدى من استودع حفظه‪ ،‬التزاما با جاءت به الشحريآعة‬
‫السلمية‪ ،‬وهو ما تقتضي به الروءة وآداب التعامل‪.‬‬
‫الصأل حظر إفشحاء السمر‪ ،‬وإفشحاؤه بدون مقتض هدمعتب موجب‬ ‫‪-‬‬
‫للمؤاخذة شرعا ‪.‬‬
‫يآتأمكد واجب حفظ السمر على من يآعمل ف الهمن الت يآعود الفشحاء‬ ‫‪-‬‬
‫فيهما على أصأل الهمنة باللل كالهمن الطبية‪.‬‬

‫)‪ (5‬الموسوعة الطبية الفقهية‪ ،‬ص ‪. 557‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪392‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬تسمتثن من وجوب كتمان السمر حالت يآؤدي فيهما كتمانه إل ضرر‬


‫يآفوق إفشحائه بالنسمبة لصاحبه‪ ،‬أو يآكون ف إفشحائه مصلحة ترجح على مضرة‬
‫كتمانه‪ ،‬وهذه الحالت على ضربين‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حالت يب فيهما إفشحاء السمر‪ ،‬وهذه الالت نوعان‪:‬‬
‫ما فيه درء مفسمدة عن التمع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬وما فيه درء مفسمدة عن الفرد‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حالت يوز فيهما إفشحاء السمر لا فيه‪:‬‬
‫‪ -‬جلب مصلحة للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬أو درء مفسمدة عامة‪.‬‬
‫وهذه الالت يب اللتزام فيهما بقاصأد الشحريآعة وأولويآاتا من حيث حفظ‬
‫)‪(1‬‬
‫الديآن‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعقل‪ ،‬والنسمل والال (‬
‫‪ (10‬أن ل يآقدم الطبيب أحد ف التزاحم على القوق إل برجح)‪ ،(2‬وهذا‬
‫الجراء يآراعيه الطبيب عند ازدحام الرضى‪ ،‬وتعددهم؛ فإنه ل يآقدم أحد إل‬
‫برجح‪ ،‬كسمبقه ف الضور أو خطورة حالته‪ ،‬وكذلك لو نقصت أجهمزة النعاش‬
‫أو غسميل الكلى عن عدد التاجي لا‪ ،‬فل يآسموغ التحكم ف تقدي بعضهمم أو‬
‫مراعاة الوى أو الرغبة‪ ،‬بل ل يآقدم أحد إل برجح شرعي‪.‬‬
‫‪ (11‬يب على الطبيب الحتياط ف باب الرمة ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬أل يآصف الطبيب للمريآض دواء مرما أو مسمتخرجا من مرم‪،‬‬
‫أو نسما كالخدرات والدويآة السمتخرجة من النزيآر ونوه‪.‬‬

‫)‪ (1‬الموسوعة الطبية الفقهية‪ ،‬ص ‪. 853‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬انظر القواعد الفقهية الكبرى للسدلن‪ ،‬ص ‪ ، 527‬وشرحا‬ ‫‪3‬‬

‫القواعد الفقهية للزرقا‪،‬ص ‪. 201‬‬


‫)‪ (1‬انظر مجلة المجمع الفقهي السلمي‪ ،‬العدد الثامن‪. 15 / 3 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر الشباه والنظائر‪ ،‬لبن نجيم‪ ،‬ص ‪. 362‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪393‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬وأل يآصف له أيآضا دواء يآؤدي إل نتائج مرمة‪ ،‬كالدويآة الهمضة وغيها‬
‫إل إذا كانت هناك دواع شرعية معتبة تبر وصأف هذه الدويآة‪ ،‬ويآشحتط ف هذه‬
‫الحوال أن يآسمتعمل الدواء بقدر الاجة ودون تاوز عمل بالقاعدة الفقهمية‬
‫)الضرورات تقدر بقدرها(‪.‬‬
‫‪ -‬أل يآقدم الطبيب على تسمهميل موت الريآض بوصأف الدويآة الهملكة وهو‬
‫ما يآسممى) بوت الرحة(‪ ،‬وذلك مثل أن يآتخذ الطبيب إجراء فعال يآودي بياة‬
‫الريآض الصاب بالسمرطان )مثل (‪ ،‬والذي يآعان من الل وسيتعصي علجه‪،‬‬
‫وذلك بإعطائه جرعة عالية من دواء قاتل للل يآوقف تنفسمه ويآنهمي حياته‪ ،‬وإن‬
‫كان ذلك بطلب أو إذن من الريآض؛ لنه إعانة على النتحار‪ ،‬والنتحار منوع‬
‫ف السلم‪ ،‬وقد وردت أحاديآث كثية فيهما وعيد شديآد لصاحبهما باللود ف‬
‫النار )‪.(1‬‬
‫ومن ذلك ما روى أبو ةهنريدينرنة رضي ال عنه عن النبَي ‪ ‬قال‪) :‬من‬
‫سهة فنيةهنو في ننائر نجنهنلنم ينيتنينرلدى فيه نخالئددا ةمنخ لددا فيها‬ ‫تنينرلدى من نجبَنرل فنينقتننل نيدف ن‬
‫ساهة في ننائر نجنهنلنم‬‫سدمهة في ينئدئه ينيتننح ل‬
‫سهة فن ة‬‫سى ةسمما فنينقتننل نيدف ن‬ ‫أنبنددا نونمدن تننح ل‬
‫سهة بئنحئديندةر فننحئديندتةهة في ينئدئه يننجأة بها‬ ‫ل‬
‫نخالددا ةمنخ ددا فيها أنبنددا نونمدن قنيتننل نيدف ن‬
‫ئ‬
‫في بنطدنئئه في ننائر نجنهنلنم نخالئددا ةمنخ لددا فيها أنبنددا( )‪.(2‬‬
‫بل على الطبيب أن يآقوي من عزية الريآض وإيانه مهمما كان المل ف‬
‫شفائه ضعيفا أو ميؤسا منه‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر أحكام التداوي للبار‪ ،‬ص ‪. 103 ،101‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬رواه البخاري‪ ،‬كتاب الطب‪ ،‬باب شرب السم والدواء به ‪/ 5‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪. 2179‬‬
‫‪394‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وهذا ما أقرة ملس ممع الفقه السلمي ف دورة مؤتره السمابع ف جدة ف‬
‫الملكة العربية السمعوديآة من ‪ 12 - 7‬ذي القعدة ‪ 1412‬هـ‪ ،‬الوافق‬
‫‪ 14 - 9‬أيآار )مايآو( ‪ 1992‬م‪.‬‬
‫ونصه ما يلي‪:‬‬
‫ما تقتضيه عقيدة السملم أن الرض والشحفاء بيد ال عز وجل‪ ،‬وأن التداوي‬
‫والعلجا أخذ بالسباب الت أودعهما ال تعال ف الكون‪ ،‬وأنه ل يوز اليأمس من‬
‫روح ال تعال أو القنوط من رحته‪ ،‬بل يآنبغي بقاء المل ف الشحفاء بإذن ال‪.‬‬
‫وعلى الطباء وذوي الرضى تقويآة معنويآات الريآض‪ ،‬والدأب ف رعايآته‬
‫وتفيف آلمه النفسمية والبدنية بصرفا النظر عن توقع الشحفاء أو عدمه‪.‬‬
‫إن ما يآعتب حالة ميؤوسا من علجهما هو بسمب تقديآر الطباء وإمكانات‬
‫الطب التاحة ف كل زمان ومكان وتبعا لظروفا الرضى )‪.(1‬‬
‫‪ (12‬التدرجا ف التداوي‪:‬‬
‫على الطبيب أن يآعال بالسهمل فالسهمل ‪ ،‬فل يآنتقل من العلجا بالغذاء إل‬
‫الدواء‪ ،‬إل عند تعذره‪ ،‬ول يآنتقل إل الدواء الركب‪ ،‬إل عند تعذر الدواء‬
‫البسميط‪ ،‬ول يآنتقل إل العمل الراحي إل عند تعذر العلجا بالدواء‪ ،‬فهمذا‬
‫التدرجا يآدل على مهمارة الطبيب‪،‬وهذا ما ذكره ابن القيم حيث قال‪) :‬ومن حذق‬
‫الطبيب أنه حيث أمكن التدبي بالسهمل فل يآعدل إل الصأعب‪ ،‬ويآتدرجا من‬
‫الضعف إل القوى‪ ،‬إل أن يافا فوات القوة حينئذ فيجب أن يآبتدئ‬
‫بالقوى()‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬انظر مجلة المجمع الفقهي السلمي‪ ،‬العدد السادس‪/ 3 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪. 1791‬‬
‫)‪ (1‬انظر الطب النبوي‪ ،‬ص ‪.153 ،150‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪395‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثالث‬
‫التداوي بالمحرمات‬

‫‪396‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪397‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إن العالة بالرمات قبيحة عقل وشرعا ‪ ،‬أما الشحرع‪ ،‬فقوله ‪" :‬إن ال ل‬
‫يعل شفاءكم فيما حرم عليكم")‪ .(1‬وقوله ‪" ‬إن ال عز وجل أنزل الداء‬
‫والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ول تداووا برام")‪.(2‬‬
‫وأما العقل فهمو أن ال سبحانه تعال إنا حرمه لبثه‪ ،‬فإنه ل يرم على هذه‬
‫المة طيبا عقوبة لا‪ ،‬كما حرمه على بن إسرائيل بقوله تعال‪ :‬ﮋﮰﮱﯓﯔ ﯕﯖ‬
‫ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ ﯞ ﮊ )‪.(3‬‬
‫وإنا حرم على هذه المة ما حرم لبثه‪ ،‬وتريه له حايآة لم‪ ،‬وصأيانة عن‬
‫تناوله‪ ،‬فل يآناسب أن قيآطلب به الشحفاء من السقام والعلل‪ ،‬فإنه وإن أثر ف‬
‫إزالتهما‪ ،‬لكنه يآعقب سقما أعظم منه‪.‬‬

‫)‪ (1‬رواه البيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الطعمة ‪. 5 / 10‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬رواه البيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الطب ‪. 5 / 10‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬سورة النساء‪ ،‬الية‪. 160:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪398‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وأيآضا فإن تريه يآقتضي تنبه والبعد عنه بكل طريآق‪ ،‬وف اتاذه دواء حض‬
‫على التغيب فيه وملبسمته؛ وهذا ضد مقصود الشحارع‪ ،‬كما أن ف إباحة‬
‫التداوي به ولسيما إذا كانت النفوس تيل إليه ذريآعة إل تناوله للشحهموة واللذة‬
‫)‪.(1‬‬

‫)‪ (4‬انظر الطب النبوي‪ ،‬ص ‪. 162،163‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪399‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ومن هذه المحرمات ما يلي‪:‬‬


‫أول ‪-‬المر‪:‬‬
‫أتفق جهمور الفقهماء على حرمة التداوي بالمر الصرفة‪ ،‬قال تعال‪:‬‬
‫ﮋﭑﭒﭓﭔﭕ ﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﮊ)‪.(1‬‬
‫وقوله ‪ " ‬ةكدل ةمدسئكرر نخدمةر نوةكدل نخدمرر نحأنراةم )‪.(2‬‬

‫)‪ (5‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪. 90:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬رواه مسلم‪ ،‬كتاب الشربه ‪. 1588 / 3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪400‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والمر ما خامر العقل‪ ،‬ولذا فإن أي مادة تسمبب السكار لا حكم‬


‫المر‪ ،‬كما نصت على ذلك الحاديآث النبويآة الصحيحة‪ ،‬وإن ل تسمبب‬
‫السكار وسببت التفتي والدر فهمي حرام كالمر )‪.(1‬‬
‫قالت أم سلمة "نهى رسول ال ‪ ‬عن كل مسكر ومفتر")‪.(2‬‬

‫)‪ (2‬انظر التداوي بالمحرمات للبار‪ ،‬ص ‪. 17‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬رواه أبو داود‪ ،‬كتاب الشربه ‪ ، 329 / 3‬والبيهقي في السنن‬ ‫‪2‬‬

‫الكبرى‪،‬كتاب الشربة ‪. 296/ 8‬‬


‫‪401‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقد وردت أحاديآث كثية تنهمى عن التداوي بالمر ومن ذلك‪،‬‬


‫قوله ‪" :‬إن ال لم يجعل شأفاءكم فيما حأرم عليكم"‪.‬‬
‫وقوله ‪ " :‬إنها داء وليست بدواء ")‪.(1‬‬
‫ثانيا ‪-‬المخدرات‪:‬‬

‫)‪ (4‬انظر سنن الدار قطني‪ ،‬كتاب الشربة ‪ ،265 / 4‬وصحيح ابن‬ ‫‪1‬‬

‫حبان‪ ،‬كتاب الطب ‪. 429/ 13‬‬


‫‪402‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الخدرات جع مدر‪ ،‬والقصود بالخدر الفت مأمخوذ من التفتي والفتار‪ ،‬وهو‬


‫ما يآورث ضعفا بعد قوة‪ ،‬وسكونا بعد حركة‪ ،‬واستخاء بعد صألبة )‪.(1‬‬

‫)‪ (5‬التداوي بالمحرمات للبار‪ ،‬ص ‪. 28‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪403‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والخدرات لا خواص المر إل أنا أقل ضررا من المر‪ ،‬كما أن الرمة ف‬


‫المر ذاتية؛ لنا مرمة لذاتا‪ ،‬أما الرمة ف الخدرات مبنية على ما تدثه من‬
‫أضرار‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والخدرات منهما ما هو مشحتق من نباتات طبيعية كالشحيش والقات وغيها‪،‬‬


‫ومنهما ما هو مركب من مواد كيماويآة مثل الكبتاجون وغيها من العقاقي الت‬
‫هي أشد من الخدرات الطبيعية‪.‬‬
‫والخدرات على اختلفا أنواعهما حرام قليلهما و كثيها؛ لورود نيه ‪ ‬عن‬
‫كل مسمكر ومفت‪.‬‬

‫‪405‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ومع ذلك فإن استعمال المخدر في التداوي جائز بالضوابط التالية‪:‬‬

‫‪406‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬أن تكون هناك ضرورة أو حاجة لستعماله‪ ،‬والقصود بالضرورة‪ :‬أن تطرأ‬
‫على النسمان حالة من الطر أو الشحقة الشحديآدة بيث يافا حدوث ضرر‪ ،‬أو‬
‫أذى بالنفس‪ ،‬أو بالعضو‪ ،‬ويآتعي أو يآباح عندئذ ارتكاب الرام‪ ،‬أو ترك‬
‫الواجب‪ ،‬أو تأمخيه عن وقته‪ ،‬دفعا للضرر عنه ف غالب ظنه‪ ،‬ضمن قيود‬
‫الشحرع )‪ ،(1‬عمل بالقاعدة الفقهمية )يوز ف الضرورة ما ل يوز ف غيها( )‪،(2‬‬
‫أما الاجة‪ :‬فهمي بلوغ النسمان حدا ل يافا منه اللك أو تلف العضو إل أنه‬
‫يآكون ف جهمد ومشحقة‪ ،‬فالاجة دون الضرورة من هذه الهمة ‪ ،‬وذلك إعمالق‬
‫)‪(3‬‬

‫بالقاعدة الفقهمية )الاجة تنزل منزلة الضرورة()‪.(4‬‬

‫انظر القواعد الفقهية الكبرى للسدلن‪ ،‬ص ‪. 250 ، 249‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر القواعد الفقهية للندوي‪ ،‬ص ‪. 101‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫انظر القواعد الفقهية الكبرى للسدلن‪ ،‬ص ‪. 286‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫انظرشرحا القواعد الفقهية للزرقا‪،‬ص ‪.209‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪407‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قال تعال‪ :‬ﮋﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞﮟﮠ ﮡﮢﮣﮤ ﮥﮦﮊ)‪.(1‬‬


‫وقوله تعال‪ :‬ﮋﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﮊ )‪.(2‬‬

‫)‪ (5‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪. 173 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (6‬سورة النعام‪ ،‬الية‪. 119 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪408‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬أن تكون الضرورة قائمة ل منتظرة‪ :‬أي أن ما يصل ف الواقع خوفا‬


‫اللك أو التلف على النفس وذلك بغلبة الظن‪ ،‬أو يآتحقق النسمان من وجود‬
‫خطر حقيقي على النفس الت هي إحدى الضروريآات المس الت يب الفاظ‬
‫عليهما‪.‬‬

‫‪409‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬أن ل يآكون لدفع الضرر وسيلة أخرى من الباحات‪ ،‬أي ل يآكون هناك‬
‫دواء بديآل من الدويآة الت تلو من الخدرات‪.‬‬
‫‪ -‬أن يآصف هذا الدواء جازما بنفعه‪ ،‬وانعدام بديآله من الباحات طبيب‬
‫مسملم موثوق بديآنه وعلمه‪.‬‬

‫‪410‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬أن يآكون تناول هذا الدواء بقدر الضرورة‪ ،‬أو الاجة‪ ،‬ودون تاوز‪ ،‬عمل‬
‫بالقاعدة الشحرعية "الضرورة تقدر بقدرها"‪.‬‬
‫‪ -‬إذا زالت الضرورة زال حكمهما وترجع إل أصأل التحري الذي كانت عليه قبل‬
‫وجود الضرورة‪ ،‬عمل بالقاعدة الشحرعية )ما جاز لعذر بطل بزواله(‪.‬‬
‫ومن أمثلة الضرورة الت يآباح فيهما استعمال الخدر‪ :‬جواز استعمال الخدر‬
‫ف علجا الدمان عليه؛ لن وقف الخدر وقفا مفاجئا يآضر بالدمن‪ ،‬لذا يب‬
‫باتفاق الطباء التدرجا ف النع حت ل يآصاب الدمن بالعراض الادة لسمحب‬
‫الخدر )‪.(1‬‬
‫سئل ابن حجر عمن ابتلى بأمكل نو الفيون وصأار إن ل يآأمكل منه هلك؟‪.‬‬
‫فأمجاب إن علم ذلك قطعا حل له‪ ،‬بل وجب لضطراره إل إبقاء روحه‬
‫كاليتة لضطر ويب عليه التدريآج ف تنقيصه شيئا فشحيئا حت يآزول تولع العدة‬
‫به من غي أن تشحعر‪ ،‬فإن ترك ذلك فهمو آث فاسق )‪.(2‬‬
‫واستعمال الخدر ف التداوي له حالتان‪:‬‬
‫الحالة الولى‪:‬‬

‫)‪ (1‬انظر الموسوعة الطبية الفقهية‪ ،‬ص ‪. 843‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر حاشية ابن عابدين ‪. 461 / 6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪411‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫استعماله ف العمليات الراحية‪ ،‬لنع ضرر الل الشحديآد الذي يآلحق الريآض‬
‫ف أثناء الراحة ويآسممى "البنج"وهو ما يآعرفا ف الطب بفقد الحسماس‪ ،‬وهو‬
‫أنواع تديآر كلي‪ ،‬يآفقد فيه الريآض وعيه وإحسماسه بالل‪ ،‬أو تديآر نصفي‪ ،‬أو‬
‫تديآر موضعي بيث ل يآفقد الريآض وعيه وإدراكه‪ ،‬بل يآفقد الحسماس بالل‬
‫ف النطقة الخدرة سواء كانت النصف السمفلي من السمم‪ ،‬أو موضعا معينا‬
‫منه؛ وهو جائز سواء كان تديآرا كليا أو جزئيا أو موضعيا ؛ لنه من باب‬
‫الضرورة الت ذكرتا سابقا‪.‬‬

‫‪412‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الحالة الثانية‪:‬‬
‫استعماله مع الدويآة بنسمب معينة وله ثلث حالت‪:‬‬

‫‪413‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .1‬أن تكون كمية الخدر كبية تصل إل القدر السمكر منه وف هذه الالة‬
‫يرم الدواء الخلوط بذا السمكر‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .2‬أن يآكون بنسمب مسمتهملكة تقتضيهما الصناعة الدوائية الت ل بديآل عنهما‪،‬‬
‫ول يآسمبب ضرر بل نفع للمريآض‪ ،‬وانطبقت عليه ضوابط استعمال الخدر الت‬
‫ذكرتا سابقا‪ ،‬جاز استعماله‪ ،‬ومن ذلك أن بعض الدويآة السمائلة يآدخل ف‬
‫تركيبهما نسمبة من الكحول الثيلي؛ لغرض الفظ أو إذابة بعض السمتخلصات‬
‫النباتية أو العضويآة أو الكيميائية الضرة الت ل تذوب ف الاء‪ ،‬وأن هذه الدويآة‬
‫إنا تنتج لغرض العالة الطبية للمرضى‪ ،‬وتسمتعمل بسمب وصأفة الطبيب برعات‬
‫قليلة‪ ،‬ول يكن أن تؤدي إل إسكار الريآض الذي يآتناولا‪ ،‬وحت لو أراد شخصم‬
‫ما شرب كمية كبية من الدواء لتسمكره‪ ،‬فإنه يآفارق الياة بالتسممم الدوائي قبل أن‬
‫يآبلغ نشحوة السمكر)‪.(1‬‬
‫‪ .3‬أن يآسمتعمل الخدر "الكحول" مطهمرا خارجيا للجروح وقاتل للجراثيم‪،‬‬
‫وف الكريات و الدهونات الارجية‪ ،‬جاز استعماله أيآضا بالضوابط السمابق‬
‫ذكرها‪.‬‬
‫وهذا ما أقره المع الفقهمي السلمي ف دورته السمادسة عشحرة النعقدة بكة‬
‫الكرمة من ‪ 10/1422 \ 26 - 21‬هـ‪ ،‬الوافق ‪ 2002 / 1/ 10 - 5‬م‪.‬‬
‫ونصه‪:‬‬
‫‪ .1‬ل يوز استعمال المرة الصرفة دواء بال من الحوال‪.‬‬
‫‪ .2‬يوز استعمال الدويآة الشحتملة على الكحول بنسمب مسمتهملكة تقتضيهما‬
‫الصناعة الدوائية الت ل بديآل عنهما‪ ،‬بشحرط أن يآصفهما طبيب عدل‪ ،‬كما يوز‬
‫استعمال الكحول مطهمرا خارجيا للجروح‪ ،‬وقاتل للجراثيم‪ ،‬وف الكريات‬
‫والدهون الارجية‪.‬‬
‫‪ .3‬يآوصأي المع الفقهمي السلمي شركات تصنيع الدويآة‪ ،‬والصيادلة ف‬
‫الدول السلمية ومسمتوردي الدويآة‪ ،‬بأمن يآعملوا جهمدهم ف استبعاد الكحول‬
‫من الدويآة‪ ،‬واستخدام غيها من البدائل‪.‬‬
‫‪415‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .4‬كما يآوصأي المع الفقهمي السلمي الطباء بالبتعاد عن وصأف الدويآة‬


‫)‪(1‬‬
‫الشحتملة على الكحول ما أمكن‪(.‬‬
‫ثالثاد‪ -‬الدم‪:‬‬
‫التداوي بتناول الدم عن طريآق الفم مرما شرعا؛ لنه حينئدذ يآكون دما‬
‫مسمفوحا‪ ،‬والدم السمفوح يرم تناوله؛ لنه ف هذه الالة يآعد نسما‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ﮋﮙﮚ ﮛ ﮜﮝﮞﮟ ﮠﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧﮨ ﮩﮪﮫ ﮬﮭ ﮮﮯﮰ ﮱ‬
‫ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟﯠﯡﮊ)‪.(2‬‬
‫ﮋﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕ ﮖﮗﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡﮢﮣ ﮤ‬ ‫وقوله تعال‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫ﮥﮦﮊ‬

‫وقد أباح العلماء التداوي بالدم عن طريآق نقل الدم والتبع به‪ ،‬ولكن‬
‫بالضوابط التالية‪-:‬‬
‫‪ -‬أن يآكون الريآض متاجا إل نقل الدم‪ ،‬ويآثبت ذلك بشحهمادة طبيبا عدل‪.‬‬
‫‪ -‬أن يآتعذر البديآل الذي يكن إسعافه به‪.‬‬
‫‪ -‬أن ل يآتضرر الشحخصم النقول منه الدم بأمخذه منه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يآقتصر ف نقل الدم على مقدار الاجة)‪.(4‬‬
‫رابعدا‪ -‬الخنيزير‪:‬‬
‫لقد حرم ال تعال النـزيآر حيث قال جل جلله‪ :‬ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﮊ )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬انظر مجلة المجمع الفقهي السلمي‪ ،‬العدد ‪ ،16‬ص ‪.102‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬انظر مجلة المجمع الفقهي السلمي‪ ،‬العدد ‪ ،15‬ص ‪- 476‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪. 477‬‬
‫)‪ (1‬سورة النعام‪ ،‬الية‪. 145 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪. 173 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (3‬انظر فقه النوازل ‪. 221 / 4‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (4‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪. 3:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪416‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقال تعال‪ :‬ﮋﮓ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝﮞﮟﮠﮡ ﮢﮣﮤ ﮥﮦ ﮧﮨﮩﮊ)‪.(1‬‬


‫فقد نصم ف هذه اليآات على تري لم النـزيآر‪ ،‬واللحم و إن كان مصوصأا‬
‫بالذكر فإن الراد جيع أجزائه وإنا خصم اللحم بالذكر لنه أعظم منفعته)‪.(2‬‬
‫وعلى هذا فل يآباح استعمال أي جزء من النـزيآر ف التداوي؛ لنه مرم‬
‫العي‪ ،‬ويآسمتخدم الوربيون النـزيآر ف أغراض التداوي لرخصم ثنه‪ ،‬حيث‬
‫تسمتعمله شركات الدويآة ف تصنيع الواد الاضمة‪،‬واستخراجا بعض الرمونات‪،‬‬
‫وف تنمية الضادات اليويآة)‪.(3‬‬
‫ويآسمتخلصم منه مادة اليباريآن‪ :‬وهي مادة تنتجهما خليآا معينة ف السمم‪،‬‬
‫وتسمتخلصم عادة من أكباد ورئات اليوانات‪ ،‬وخاصأة البقر‪ ،‬والنـزيآر‪ ،‬وهناك‬
‫نوع آخر هو اليباريآن ذو الوزن الزيآئي النخفض يآصنع من اليباريآن العادي‬
‫بالطرق الكيميائية الختلفة‪ ،‬ويآسمتخدمان لعلجا أمراض القلب والذبة‬
‫الصدريآة‪،‬و إزالة الثرات الدمويآة وغيها )‪.(4‬‬
‫وقد أباح العلماء التداوي به إذا كان ل يآوجد له بديآل طاهر‪ ،‬وعدم التوسع‬
‫ف ذلك‪ ،‬وذلك إعمال بالقاعدة الفقهمية الضرورات تبيح الظورات‪ ،‬وما تقتضيه‬
‫القواعد الشحرعية من رفع الرجا ودفع الشحقة‪.‬‬
‫وهذا ما أقره ملس المع الفقهمي السلمي برابطة العال السلمي ف دورته‬
‫السمابعة عشحرة النعقدة بكة الكرمة ف الفتة ‪ 1424 / 10 / 23 - 19‬هـ‬
‫الذي يآوافقه‪ 2003/ 12 / 17 - 13 :‬م‪.‬‬
‫ونصه ما يلي‪:‬‬

‫سورة النحل‪ ،‬الية‪. 115 :‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحكام القرآن للجصاص ‪.1/153‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪2‬‬

‫انظر التداوي بالمحرمات للبار‪ ،‬ص ‪. 97‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪3‬‬

‫انظر فقه النوازل ‪. 180 / 4‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪417‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .1‬يآباح التداوي باليباريآن الديآد ذي الوزن الزيآئي النخفض عند عدم‬


‫وجود البديآل الباح الذي يآغن عنه ف العلجا‪ ،‬وإذا كان البديآل يآطيل أمد‬
‫العلجا‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم التوسع ف استعماله إل بالقدر الذي يتاجا إليه‪ ،‬فإذا وجد البديآل‬
‫الطاهر يآقينا يآصار إليه عمل بالصأل‪ ،‬ومراعاة للخلفا‪.‬‬
‫‪ .3‬يآوصأي اللس وزراء الصحة ف الدول السلمية بالتنسميق مع شركات‬
‫الدويآة الصنعة للهميباريآن‪ ،‬واليباريآن الديآد ذي الوزن الزيآئي النخفض على‬
‫تصنيعه من مصدر بقري سليم‪.(1) .‬‬
‫خامسدا‪ -‬النجاسات والمستقذرات‪:‬‬
‫حرم السلم التداوي بالنجاسات‪ ،‬كالبول‪ ،‬والغائط‪ ،‬واليتة وغي ذلك‪ ،‬كما‬
‫حرم التداوي بالسمتقذرات الت تعافهما النفس كالسمموم‪ ،‬ولوم اليات‪ ،‬والن‪،‬‬
‫)‪.(2‬‬
‫والنخامة وغيه من السمتقذرات‬
‫والتداوي بالنجاسات ف حالة الضرورة قطع المهمور بوازه‪ ،‬إل أنم اشتطوا‬
‫لواز ذلك شرطان‪:‬‬
‫أن ل يآوجد طاهر يآقوم مقامه‪ ،‬فإن وجد حرم التداوي بالنجاسات‬ ‫‪.1‬‬
‫بل خلفا‪.‬‬
‫أن يآأممر بذلك ويدد أنه ل علجا سواه طبيب مسملم عدل‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ويآكفي ف ذلك طبيب واحد‪.‬‬

‫)‪ (1‬مجلة المجمع الفقهي السلمي‪ ،‬العدد ‪ ، 17‬ص ‪. 300‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر المجموع ‪. 34 / 9‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪418‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وإن ذكر الطبيب أنه يآتعجل به الشحفاء‪ ،‬وإن تركه تأمخر شفائه فللعلماء فيه‬
‫قولن‪ ،‬الصأح منهمما جوازه)‪ (1‬لن مصلحة العافية والسملمة أكمل من مصلحة‬
‫اجتناب النجاسة)‪ ،(2‬وذلك إعمال بقاعدة الوازنة بي الصال والفاسد السمابق‬
‫ذكرها‪.‬‬
‫سادسدا‪-‬التداوى بأصوات الموسيقى‪ ،‬والرقى الشركية‪ ،‬والسمموم من‬
‫الشحائش والنباتات‪ ،‬ويآسمتثن من التداوي بالنباتات السممية ما أمكن النتفاع‬
‫بيسميه كالسمقمونيا وهي‪ :‬نوع من الدويآة السممية‪ ،‬إل أن العلماء أجازوا التداوي‬
‫با عند الضرورة)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬انظر المجموع ‪. 46 ، 45 / 9‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬قواعد الحكام في مصالح النام ‪. 81 / 1‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر حاشية ابن عابدين ‪ ، 42 / 4‬وشرحا منتهى الرادات ‪/ 3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪. 407‬‬
‫‪419‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الخاتمة‬

‫المد ل الذي بنعمته تتم الصالات‪ ،‬والمد ل على ما أنعم به علري من‬
‫نعم عظيمة‪ ،‬وآلء جسميمة‪ ،‬وله المد على ما يآسمر ل وسهمل من إكمال هذا‬
‫البحث وإتامه‪.‬‬
‫وقد توصألت خلل بثي هذا إل عدد من النتائج ومنهما ما يآلي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تقوى ال أساس كل عمل‪ ،‬وبدونا ل يكن ضبط العمال‪.‬‬
‫‪ .2‬أن إتقان العمال عامة و العمل الطب على وجه الصوص مطلب‬
‫شرعي‪.‬‬
‫‪ .3‬أن الطب مهمنة عظيمة تعود على البشحريآة بالنفع العظيم‪ ،‬ويآزيآد من‬
‫هعظمهما اقتانا بالضوابط الشحرعية الت دعا إليهما ديآننا النيف‪.‬‬
‫‪ .4‬حرص السلم على كل ما يآنفع السملم ف ديآنه ودنياه‪.‬‬
‫‪ .5‬يآسمر السلم‪ ،‬ورفعه للحرجا والشحقة عن أتباعه‪ ،‬وإباحته لا حرم عليهمم‬
‫إن كان هناك ضرورة لذلك‪.‬‬
‫‪ .6‬حرص علماؤنا ‪-‬حفظهمم ال‪-‬ف فتاواهم على المع بي مصلحة‬
‫السملم‪ ،‬وعدم انتهماك ما حرم ال‪.‬‬
‫‪ .7‬وضع العلماء للقواعد والضوابط الت تبي يآسمر السلم وسهمولته‪.‬‬

‫‪420‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪421‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .1‬القرآن الكري‪.‬‬
‫‪ .2‬أحكام القرآن للجصاص‪ ،‬لحد بن علي الصاص‪ ،‬تقيق ممد‬
‫قمحاوي‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون )‪ 1405‬هـ(‪ ،‬دار إحياء التاث‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .3‬تفسمي القرطب‪ ،‬لمد بن أحد القرطب‪ ،‬الطبعة والتاريآخ‪ :‬بدون‪ ،‬دار‬


‫الشحعب‪،‬القاهرة‪ -‬مصر‪.‬‬
‫‪ .4‬البدع‪ ،‬لبراهيم ممد بن مفلح النبلي‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون‪،‬‬
‫)‪ 1400‬هـ(‪ ،‬الكتب السلمي بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪423‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .5‬شرح منتهمى الرادات‪ ،‬لنصور بن يآونس البهموت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪)،‬‬


‫‪ 1996‬م(‪ ،‬عال الكتب بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .6‬كشحف القناع‪ ،‬لنصور بن يآونس البهموت‪ ،‬تقيق‪ :‬هلل مصيلحي‬
‫هلل‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون ) ‪،(1402‬دار الفكر‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .7‬القناع‪ ،‬لمد الشحربين الطيب‪ ،‬تقيق‪ :‬مكتب البحوث والدراسات‪،‬‬


‫الطبعة‪ :‬بدون‪ (1415) ،‬دار الفكر‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .8‬الموع‪ ،‬ليحي بن شرفا النووي‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون‪(1997) ،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .9‬النهمج القوي‪ ،‬للهميثمي‪ ،‬الطبعة والتاريآخ‪ :‬بدون‪.‬‬


‫‪ .10‬حواشي الشحروان‪ ،‬لعبد الميد الشحروان‪ ،‬الطبعة والتاريآخ‪ :‬بدون‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪426‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .11‬نايآة التاجا‪ ،‬لشحمس الديآن ممد بن شهماب الرملي‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون‪) ،‬‬
‫‪ 1404‬هـ( دار الفكر‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .12‬حاشية ابن عابديآن‪ ،‬لبن عابديآن‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون‪ 1421) ،‬هـ( دار‬
‫الفكر‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪427‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .13‬الستذكار‪ ،‬ليوسف بن عبد الب النمري القرطب‪ ،‬تقيق‪ :‬سال ممد‬


‫عطا وممد علي معوض الطبعة‪ :‬الول‪2000) ،‬م( دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيوت – لبنان‪.‬‬

‫‪428‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .14‬بلغة السمالك‪ ،‬لحد الصاوي‪ ،‬تقيق‪ :‬ممد شاهي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الول‪) ،‬‬
‫‪ 1415‬هـ(‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ .15‬سبل السملم‪ ،‬لمد بن إساعيل الصنعان‪ ،‬تقيق‪ :‬ممد الول‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الرابعة‪ 1379) ،‬هـ( دار إحياء التاث‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪429‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .16‬السمنن الكبى البيهمقي ‪ ،‬لحد بن السمن البيهمقي‪ ،‬تقيق‪:‬ممد عطا‪،‬‬


‫الطبهمة‪ :‬بدون‪ 1414) ،‬هـ ‪ 1994/‬م(‪ ،‬مكتبة دار الباز ‪ -‬مكة الكرمة‪.‬‬

‫‪430‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .17‬السمتدرك على الصحيحي‪ ،‬لمد بن عبدال الاكم النيسمابوري‪:‬‬


‫تقيق‪:‬مصطفى عطا‪ ،‬الطبعة الول‪ 1411)،‬هـ(‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيوت‬
‫‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .18‬سنن أب داود ‪ ،‬لسمليمان بن الشعث أبو داود السمجسمتان‪،‬‬


‫تقيق‪:‬ممد عبد الميد‪ ،‬الطبعة والتاريآخ‪ :‬بدون‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .19‬سنن الدار قطن‪ ،‬لعلي بن عمر الدارقطن‪ ،‬تقيق‪:‬السميد عبدال هاشم‬
‫يان‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون )‪ 1386‬هـ ‪ 1966 /‬م(‪ ،‬دار العرفة‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .20‬شرح النووي على صأحيح مسملم‪ ،‬ليحي بن شرفا النووي‪ ،‬الطبعة‪:‬‬


‫الثانية‪ 1392) ،‬هـ(‪ ،‬دار إحياء التاث‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪433‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .21‬صأحيح ابن حبان‪ ،‬لمد بن حبان التميمي‪ ،‬تقيق‪ :‬شعيب‬


‫الرنؤوط‪،‬الطبعة‪ :‬الثانية )‪ 1414‬هـ‪ 1993 /‬م(‪،‬مؤسسمة الرسالة‪ ،‬بيوت ‪-‬‬
‫لبنان‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .22‬صأحيح البخاري‪ ،‬لمد بن إساعيل البخاري‪ ،‬تقبق‪:‬‬


‫د‪ .‬مصطفى البغا‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة )‪ 1407‬هـ‪ 1987 /‬م(‪ ،‬دار ابن كثي‪،‬‬
‫بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪435‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .23‬صأحيح مسملم‪ ،‬لسملم بن الجاجا النيسمابوري‪ ،‬تقيق‪:‬ممد فؤاد عبد‬


‫الباقي‪ ،‬الطبعة والتاريآخ بدون‪ ،‬دار إحياء التاث‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .24‬عون العبود‪ ،‬لمد شس الق العظيم آبادي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪) ،‬‬
‫‪ 1995‬م(‪ ،‬دار الكتب العلمية بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪436‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .25‬فتح الباري شرح صأحيح البخاري‪ ،‬لحد بن علي بن حجر‬


‫العشحقلن‪ ،‬تقيق‪:‬مب الديآن الطيب الطبعة والتاريآخ‪ :‬بدون‪،‬‬
‫دار العرفة‪ ،‬بيوت – لبنان‪.‬‬

‫‪437‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .26‬نيل الوطار‪ ،‬لمد الشحوكان‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون‪1973) ،‬م(‪،‬‬


‫دار اليل‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .27‬الشباه والنظائر‪ ،‬لعبد الرحن السميوطي‪ ،‬الطبعة‪:‬الول‪ 1403)،‬هـ(‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪438‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .28‬الشباه والنظائر‪ ،‬لزيآن العابديآن إبراهيم بن نيم الصري‪ ،‬الطبعة‬


‫والتاريآخ‪ :‬بدون‪ ،‬مطبعة وادي النيل‪.‬‬
‫‪ .29‬قواعد الحكام ف مصال النام‪ ،‬لب ممد عز الديآن السملمي‪ ،‬الطبعة‬
‫والتاريآخ‪ :‬بدون دار الكتب العلمية‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪439‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .30‬البحر اليط ف أصأول الفقه‪ ،‬لبدر الديآن ممد الزركشحي‪ ،‬تقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫ممد تامر‪،‬الطبعة‪ :‬الول )‪ 1421‬هـ(‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬
‫‪ .31‬كشحف السرار‪ ،‬لعلء الديآن عبد العزيآز البخاري‪ ،‬تقيق‪:‬‬
‫عبد ال ممود عمر‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون )‪ 1418‬هـ(‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيوت‬
‫‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪440‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .32‬شرح التلويآح على التوضيح‪ ،‬لسمعد الديآن مسمعود الشحفعي‪ ،‬تقيق‪ :‬زكريآا‬
‫عميات‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون دار الكتب العلمية‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .33‬الداب الشحرعية والنح الرعية ‪ ،‬لمد بن مفلح القدسي‪ ،‬تقيق‪:‬‬
‫شعيب الرناؤوط و عمر القيام الطبعة الثانية‪ 1417) ،‬هـ(‪ ،‬مؤسسمة الرسالة‪،‬‬
‫بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪441‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .34‬شرح القواعد الفقهمية‪ ،‬لحد ممد الزرقا‪ ،‬الطبعة‪ :‬الامسمة )‪1419‬‬


‫هـ‪ 1998 /‬م( دار القلم دمشحق‪.‬‬
‫‪ .35‬القواعد الفقهمية‪ ،‬لعلي أحد الندوي‪ ،‬الطبعة‪ :‬الامسمة )‪ 1420‬هـ‪/‬‬
‫‪ 2000‬م( دار القلم دمشحق‪.‬‬

‫‪442‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .36‬القواعد الفقهمية الكبى وماتفرع منهما‪ ،‬للدكتور صأال بن غان‬


‫السمدلن‪،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1420) ،‬هـ‪ 1999/‬م( دار بلنسمية‪ ،‬الريآاض ‪-‬‬
‫الملكة العربية السمعوديآة‪.‬‬

‫‪443‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .37‬الطب النبوي‪ ،‬لشحمس الديآن ممد ابن القيم الوزيآة‪ ،‬الطبعة‪ :‬بدون )‬
‫‪ 1410‬هـ‪ 1990/‬م( دار الكتب العلمية‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .38‬الوسوعة الطبية الفقهمية‪ ،‬للدكتور أحد ممد كنعان‪،‬الطبعة‪ :‬الثانية )‬
‫‪ 1427‬هـ‪ 2006/‬م(‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪444‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .39‬أحكام نقل أعضاء النسمان ف الفقه السلمي‪ ،‬للدكتور يآوسف بن‬


‫عبد ال الحد‪ ،‬الطبعة‪ :‬الول )‪ 1427‬هـ‪ 2006/‬م( دار كنوز إشبيليا‪،‬‬
‫الريآاض‪ ،‬الملكة العربية السمعوديآة‪.‬‬

‫‪445‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .40‬فقه النوازل‪ ،‬لمد بن حسمي اليزان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة )‪ 1429‬هـ‪/‬‬


‫‪ 2008‬م( دار ابن الوزي الدمام ‪ -‬الملكة العربية السمعوديآة‪.‬‬
‫‪ .41‬التداوي بالرمات‪ ،‬للدكتور ممد علي البار‪،‬الطبعة‪ :‬الول )‪1416‬‬
‫هـ‪ 1995 /‬م( دار النار جدة ‪ -‬الملكة العربية السمعوديآة‪.‬‬

‫‪446‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ .42‬الستيعاب ف معرفة الصأحاب‪ ،‬لب يآوسف بن عبد الب القرطب‪،‬‬


‫مطبوع مع الصأابة ف تيز الصحابة‪.‬‬
‫‪ .43‬الصأابة ف تيز الصحابة‪ ،‬لشحهماب الديآن أحد بن حجر العسمقلن‪،‬‬
‫الطبعة والتاريآخ‪ :‬بدون‪ ،‬دار الكتاب العرب‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .44‬لسمان العرب‪ ،‬لب الفضل جال الديآن ممد ابن منظور‪ ،‬الطبعة‬
‫والتاريآخ‪ :‬بدون‪ ،‬دار العارفا مصر‪.‬‬
‫‪ .45‬متار الصحاح‪ ،‬لمد بن اب بكر الرازي‪ ،‬تقيق‪ :‬ممود خاطر‪ ،‬الطبعة‬
‫بدون‪ 1415) ،‬هـ ‪ 1995 /‬م( مكتبة لبنان‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .46‬سي أعلم النبلء‪،‬لمد أحد الذهب‪ ،‬تقيق‪ :‬شعيب الرناؤوط‪،‬‬
‫الطبعة‪:‬التاسعة )‪ 1413‬هـ( مؤسسمة الرسالة‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .47‬صأفوة الصفوة‪ ،‬لعبد الرحن ابو الفرجا‪ ،‬تقيق‪ :‬ممود فاخوري ‪ -‬د‪.‬‬
‫ممد رواس‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 1399) ،‬هـ ‪ 1979 /‬م(‪،‬‬
‫دار العرفة‪ ،‬بيوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .48‬العداد )‪ (17 ،16 ،15 ،8 ،6 ،5‬من ملة المع الفقهمي‬
‫السلمي‪ ،‬ملة دوريآة مكمة يآصدرها المع الفقهمي السلمي برابطة العال‬
‫السلمي‪.‬‬

‫‪447‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القواعد الفقهية المتعلقة‬


‫بأحكام التداوي وتطبيقاتها الطبية‬
‫المعاصرة‬

‫‪448‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إعـــداد‬
‫د‪ .‬أحمـد بـن محمد السـراحا‬
‫الستاذ المشارك بقسم أصول الفقه في كلية الشريعة بالرياض‬

‫‪449‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪450‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ملخص البحث‬
‫هذا البحث فيه دراسة لشهر القواعد الفقهية‬
‫المتعلقة بأحكام التداوي وتطبيقاتها الطبية‬
‫المعاصرة‪ ،‬وقد ذكرت في هذا البحث أقوال‬
‫العلماء في حكم التداوي‪ ،‬ورجحت بأن التداوي‬
‫ترد عليه الحكام الخمسة فقد يكون مباحاا‪ ،‬وقد‬
‫يكون مستحباا‪ ،‬وقد يكون واجباا‪ ،‬أو مكروهاا‪ ،‬أو‬
‫محرماا‪،‬وذكرت في هذا البحث بعض القواعد في‬
‫دفع الضرر‪ ،‬وهي خمس قواعد‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرر يزال‪.‬‬
‫ومن أهم تطبيقاتها‪ :‬جواز التداوي من‬
‫المراض‪ ،‬وإزالة الصبع الزائدة‪ ،‬وإزالة ما يشوه‬
‫الجسم من عيوب وتشوهات‪ ،‬وإعادة العضو‬
‫المبتور‪ ،‬والعلجا الوراثي‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرر يدفع بقدر المكان‪.‬‬
‫ومن أهم تطبيقاتها‪ :‬التحصين المبكر قبل‬
‫حلول المرض‪ ،‬والبتعاد عمن فيه مرض معد‪،‬‬
‫والحجر الصحي‪ ،‬والعلجا الجيني‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرر ل يزال بمثله‪.‬‬
‫ومن أهم تطبيقاتها‪ :‬نقل العضو من شخص‬
‫حي إلى شخص آخر‪ ،‬وزراعة الوجه‪ ،‬والجراحة‬
‫التجميلية التحسينية‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرر الشد يزال بالضرر‬
‫الخف‪.‬‬
‫ومن أهم تطبيقاتها‪ :‬شق بطن الميتة الحامل‬
‫لخراجا الجنين‪ ،‬وإجراء الجراحة التجميلية للنف‬
‫‪451‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المشوه والجلد المصاب بالحروق‪.‬‬


‫قاعدة‪ :‬درء المفاسد مقدم على جلب‬
‫المصالح‪.‬‬
‫ومن أهم تطبيقاتها‪ :‬قطع اليد المتآكلة‪ ،‬ورتق‬
‫البكارة‪ ،‬والستنساخ‪.‬‬
‫ثم ذكرت بعض القواعد في التيسير ورفع‬
‫الحرجا‪ ،‬وهي ثلثة قواعد‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرورات تبيح المحظورات‪.‬‬
‫ومن أهم تطبيقاتها‪ :‬استعمال التخدير في‬
‫الجراحة‪ ،‬والتداوي بالنسولين المأخوذ من‬
‫الخنـزير‪ ،‬واستخدام جلد الخنـزير لترقيع الجلد‪،‬‬
‫وكشف العورة من أجل التداوي‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها‪.‬‬
‫ومن أهم تطبيقاتها‪ :‬استعمال التخدير في‬
‫العمليات الجراحية بقدر الضرورة والحاجة‪،‬‬
‫وكشف العورة من أجل التداوي يكون بقدر‬
‫الضرورة والحاجة‪ ،‬واستعمال الشعة بقدر‬
‫الضرورة والحاجة‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬الحاجة تنـزل منـزلة الضرورة‬
‫عامة كانت أو خاصة‪.‬‬
‫ومن أهم تطبيقاتها‪ :‬التبرع بالعضاء‪،‬‬
‫والجراحة العلجية الحاجية‪ ،‬والتلقيح‬
‫الصطناعي‪.‬‬

‫‪452‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المقدمة‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪،‬‬
‫ونتوب إليه‪ ،‬ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن‬
‫سيئات أعمالنا من يهده الله فل مضل له ومن‬
‫يضلل فل هادي له‪.‬‬
‫وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬وأن‬
‫محمدا ا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم تسليما ا كثيرا ا وبعد‪:‬‬
‫فإن علم القواعد الفقهية من العلوم الشرعية‬
‫المهمة‪ ،‬فدراسة القواعد الفقهـيــة يســهــل‬
‫حـفظ الفروع ويغني عــن أكـثر الجزئيات وكما‬
‫قال القـرافي ـ رحمه الله ـ "ومن ضبط الفقه‬
‫بقواعده استغنى عن حفظ أكثر الجزئيات لندراجها‬
‫في الكليات")‪.(1‬‬
‫وفي العصر الحاضر اتجهت النظار في العالم‬
‫العربي السلمي للعناية الفائقة بالقواعد الفقهية‬
‫بالتدريس‪ ،‬وتحقيق كتب التراث المؤلفة في‬
‫القواعد‪ ،‬وفي تصنيف المؤلفات الصغيرة والكبيرة‪،‬‬
‫أو الموسوعة‪ ،‬أو استقراء كتب الفقه لستخراجا‬
‫القواعد‪ ،‬أو إفراد بعض القواعد بالدراسة‪ ،‬أو جمع‬
‫قواعد في موضوع معين‪ ،‬ومن تلك الدراسات‬
‫المهمة تخريج النوازل على القواعد الفقهية‪،‬‬
‫فالمتأمل في الكثير من نوازل هذا العصر يجد أن‬
‫العلماء اعتمدوا في استنباط الحكام الشرعية‬
‫للنوازل على القواعد الفقهية‪ ،‬ومن تلك النوازل‬
‫القضايا الطبية‪ ،‬فقد اعتمد العلماء في استنباطهم‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الفروق للقرافي )‪.(1/3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪453‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الحكام على النصوص الشرعية‪ ،‬والقواعد الفقهية‪،‬‬


‫ووجدت مؤلفات وبحوث في فقه القضايا الطبية‬
‫المعاصرة‪.‬‬
‫والطباء اليوم هم بحاجة لمراجعة العلماء‪،‬‬
‫والفقهاء لمعرفة الحكم الشرعي في هذه النوازل‪،‬‬
‫والفقهاء لبد لهم من مراجعة الطباء لمعرفة‬
‫التصور الطبي لتلك الوقائع المستجدة؛ لن الحكم‬
‫على الشيء فرع عن تصوره‪ ،‬فلبد من التعاون‬
‫والتقارب والتوافق بين الفقهاء‪ ،‬والطباء‪ ،‬وهذا‬
‫ليس بمستغرب فالتوافق موجود بين الشرع‬
‫والطب‪ ،‬فالذي وضع الشرع هو الذي وضع الطب‪،‬‬
‫وكل منهما موضوع لجلب مصالح العباد‪ ،‬وكل منهما‬
‫فيه موازنة بين المصالح والمفاسد‪.‬‬
‫وقد قرر العز بن عبدالسلم ـ رحمه الله ـ أن‬
‫هناك توافق بين الطب والشرع في النظر إلى‬
‫المصالح‪ ،‬والمفاسد‪ ،‬وأن الطب كالشرع في الخذ‬
‫بالمصالح الراجحة ودرء المفاسد‪ ،‬فقال‪" :‬تقديم‬
‫المصالح الراجحة على المصالح المرجوحة محمود‬
‫حسن واتفق الحكماء على ذلك‪ ،‬وكذلك الطباء‬
‫يدفعون أعظم المرضين بالتزام بقاء‬
‫أدناهما‪،‬ويجلبون أعلى السلمتين والصحتين‪ ،‬ول‬
‫يبالون بفوات أدناهما‪ ،‬ويتوقفون عند الحيرة في‬
‫التساوي والتفاوت‪.‬‬
‫فإن الطب كالشرع وضع لجلب مصالح السلمة‬
‫والعافية‪ ،‬ولدرء مفاسد المعاطب والستقام‪ ،‬ولدرء‬
‫ما أمكن درءه من ذلك‪ ،‬ولجلب ما أمكن جلبه من‬
‫ذلك‪ ،‬فإن تعذر درء الجميع أو جلب الجميع‪ ،‬فإن‬
‫‪454‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫تساوت الرتب تخرير‪ ،‬وإن تفاوت استعمل الترجيح‬


‫عند عرفانه‪ ،‬والتوقف عند الجهل به‪ ،‬والذي وضع‬
‫الشرع هو الذي وضع الطب‪ ،‬فإن كل واحد منهما‬
‫موضوع لجلب مصالح العباد دون درء مفاسدهم‪،‬‬
‫وكما ل يحل القدام للتوقف في الرجحان في‬
‫المصالح الدينية حتى يظهر له الراجح‪ ،‬فكذلك ل‬
‫يحل للطبيب القدام مع التوقف في الرجحان إلى‬
‫أن يظهر له الراجح‪ ،‬وما يحيد عن ذلك في الغالب‬
‫إل جاهل بالصالح والصلح‪ ،‬والفاسد والفسد")‪.(1‬‬
‫وفي هذا العصر عقدت مؤتمرات وندوات‬
‫متخصصة في بحث القضايا الطبية المعاصرة‪ ،‬في‬
‫المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول‬
‫السلمية‪ ،‬ومازالت الندوات والمؤتمرات تعقد‬
‫لبحث هذه القضايا الطبية المعاصرة‪ ،‬وقد بادرت‬
‫جامعة المام محمد بن سعود السلمية إلى تنظيم‬
‫مؤتمر الفقه السلمي الثاني‪ ،‬وخصصته للقضايا‬
‫الطبية المعاصرة‪.‬‬
‫ولشك أن هذا المؤتمر له أهمية كبيرة‪ ،‬وتأتي‬
‫أهميته من خلل موضوعه الذي يعالج قضايا طبية‬
‫معاصرة‪ ،‬الناس بحاجة ماسة إلى معرفة الحكم‬
‫الشرعي فيها‪ ،‬كما تأتي أهميته بعالميته‪ ،‬حيث‬
‫سيشارك فيه نخبة من علماء وفقهاء وأطباء العالم‬
‫السلمي‪ ،‬وهذا المؤتمر فرصة علمية عالمية‬
‫يلتقي فيها الفقهاء بالطباء؛ لتدارس أهم قضايا‬
‫العصر الطبية‪.‬‬
‫ورغبة مني في المساهمة في هذا المؤتمر‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬قواعد الحكام في مصالح النام )‪1/4‬ـ ‪.(5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪455‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫شاركت في هذا البحث في إحدى محاور المؤتمر‬


‫وهو )المحور الول التداوي بالوسائل الطبية‬
‫المعاصرة(‪ ،‬واقتصرت فيه على عنصر من عناصر‬
‫المحور‪ :‬وهو أحكام التداوي قواعد وضوابط‪،‬‬
‫وجعلت عنوان هذا البحث )القواعد الفقهية‬
‫المتعلقة بأحكام التداوي وتطبيقاتها‬
‫الطبية المعاصرة(‪ ،‬وعندما عزمت على الكتابة‬
‫في هذا المحور‪ ،‬وجدت قواعد كثيرة تتعلق بأحكام‬
‫التداوي‪ ،‬لذا اخترت أشهر القواعد الفقهية التي كثر‬
‫استدلل الفقهاء المتقدمين والمعاصرين بها في‬
‫مجال التداوي‪ ،‬وهي إما قواعد في دفع الضرر‪ ،‬أو‬
‫في التيسير ورفع المشقة والحرجا‪.‬‬
‫وقد ذكر بعضا ا من هذه القواعد فضيلة الشيخ‬
‫الدكتور بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ ثم قال‪:‬‬
‫"وتأسيسا ا على هذه القواعد المترابطة الخذ‬
‫بعضها بحجز بعض‪ ،‬جالت أنظار العلماء المتقدمين‬
‫في عدد من الفروع الفقهية في غذاء الدمي عند‬
‫الضطرار‪ ،‬أو دوائه‪ ،‬وأشياء أخرى واردة على‬
‫مقصد الشرع في ضرورة "حفظ النفس بين‬
‫الجواز والمنع‪ ،‬والقبول‪ ،‬والكراهة‪ ،‬وقل كتاب من‬
‫كتب المذاهب المعتبرة إل ويذكرها أو بعضها")‪.(1‬‬
‫وقد اشتمل هذا البحث على مقدمة‪ ،‬وثلثة‬
‫مباحث وهي على النحو التي‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬أحكام التداوي‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قواعد في دفع الضرر‪.‬‬
‫ويشمل القواعد التية‪:‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬فقه النوازل قضايا فقهية معاصرة المجلد الثاني )ص ‪ 28‬ـ‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،(29‬يحتوي على خمس رسائل في النوازل من ‪6‬ـ ‪.10‬‬


‫‪456‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قاعدة‪ :‬الضرر يزال‪.‬‬


‫قاعدة‪ :‬الضرر يدفع بقدر المكان‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرر ل يزال بمثله‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرر الشد يزال بالضرر الخف‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬درء المفاسد مقدم على جلب‬
‫المصالح‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬قواعد في التيسير ورفع‬
‫الحرجا‪.‬‬
‫ويشمل القواعد التية‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرورات تبيح المحظورات‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬الحاجة تنـزل منـزله الضرورة عامة‪،‬‬
‫كانت أو خاصة‪.‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬
‫فهرس المصادر والمراجع‪.‬‬
‫فهرس الموضوعات‪.‬‬
‫وكل قاعدة من هذه القواعد ذكرت معناها‬
‫الجمالي‪ ،‬وأهم أدلتها‪ ،‬واشهر تطبيقاتها الطبية في‬
‫مجال التداوي‪ ،‬وذكرت الضوابط الشرعية لبعض‬
‫المسائل‪.‬‬
‫وقد اتبعت في كتابه هذا البحث المنهج العلمي‬
‫في تصوير المسائل وعرض الخلف والستدلل‪،‬‬
‫وتخريج الحاديث‪ ،‬وتخريج الفروع‪ ،‬والتوثيق‪.‬‬
‫هذا وأسأل الله عزوجل أن يرزقنا الخلص في‬
‫القول والعمل‪ ،‬وأن يوفقنا للعلم النافع والعمل‬
‫الصالح إنه سميع مجيب‪.‬‬
‫وصلى الله وسلم على نبينا محمد‪.‬‬
‫‪457‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫د‪ .‬أحمد بن محمد السراحا‬

‫‪458‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪459‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الول‬
‫أحكام التداوي‬

‫قبل البدء بهذا المبحث‪ ،‬سأمهد لذلك ببيان‬


‫المراد بأحكام التداوي من الناحية اللغوية‪،‬‬
‫والصطلحية‪.‬‬
‫المراد بالحكام‪:‬‬
‫كم لغة مصدر قولك‬ ‫ح س‬‫الحكام جمع حكم‪ ،‬وال ض‬
‫كم أي قضى‪ ،‬والحكم القضاء‬ ‫كم بينهم يح ض‬‫ح د‬ ‫د‬
‫)‪(1‬‬
‫بالعدل ‪.‬‬
‫قال ابن فارس‪" :‬الحاء‪ ،‬والكاف‪ ،‬والميم" أصله‬
‫حكم وهو المنع من‬ ‫واحد‪ ،‬وهو‪ :‬المنع‪ ،‬وأول ذلك ال ض‬
‫كمة الدابة؛ لنها تمنعها‪ ،‬يقال‪:‬‬ ‫ح د‬‫الظلم‪ ،‬وسميت د‬
‫كمت فلنا ا‬‫كمتها‪ ،‬ويقال‪ :‬ح ى‬ ‫ح د‬‫مت الدابة وأ س‬ ‫حك د س‬ ‫د‬
‫تحكيما ا منعته عما يريد" ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫تعريف الحكم اصطلحاا‪:‬‬


‫الحكم الشرعي في اصطلحا الفقهاء‪ :‬مدلول‬
‫خطاب الشرع‪.‬‬
‫قال المام أحمد ـ رحمه الله ـ "الحكم الشرعي‪:‬‬
‫خطاب الشرع وقوله")‪.(3‬‬
‫والحكم الشرعي عند علماء الصول‪:‬‬
‫عرفه أكثرهم بأنه "خطاب الله المتعلق بأفعال‬
‫المكلفين بالقتضاء أو التخيير")‪.(4‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬لسان العرب )‪ ،(2/141‬مادة )حكم(‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬معجم مقاييس اللغة )‪ (2/91‬مادة )حكم(‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬المسودة )ص ‪ ،(578‬أصول الفقه لبن مفلح )‪،(1/180‬‬ ‫‪3‬‬

‫التحبير شرحا التحرير )‪ 2/789‬ـ ‪ ،(790‬شرحا الكوكب المنير )‬


‫‪.(1/333‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬المستصفى للغزالي )‪ ،(1/177‬المحصول جا ‪ 1‬ق ‪) 1‬ص‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،(109‬الحاصل من المحصول )‪ ،(2/24‬التحصيل من المحصول )‬


‫‪460‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫شرحا التعريف‪:‬‬
‫الخطاب مصدر خاطب يخاطب خطابا ا‬
‫ب به‪ ،‬فهو من إطلق‬ ‫ومخاطبة‪ ،‬والمراد هنا المخاط ض‬
‫المصدر على اسم المفعول‪.‬‬
‫والمراد بخطاب الله أي خطاب الشارع وهذا‬
‫يشمل خطاب الله تعالى وخطاب الرسول ‪‬‬
‫نننننن‪" :‬ننننننن نننننن نننننننن"‪.‬‬
‫ننن نننن ننننن نننن ننننن‪ :‬نننننن‬
‫ننننننن نننن ننننن نننننن نننننن‬
‫ننننن ننننننننن نننننننن‪.‬‬
‫نننننن‪) :‬ننننننننن( ننننن ننننن‬
‫نننن نننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫‪ 1‬ن نننننن‪ 2 .‬ن ننننن‪ 3 .‬ن ننننننن‪ 4 .‬ن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫نننننن‪) :‬نن ننننننن( ننننن ننن‬
‫ننننننن ننن ننننن نننننن نن ننننن‬
‫ننننن ننننن)‪.(1‬‬
‫تعريف التداوي‪:‬‬
‫التداوي لغة‪ :‬مصدر تداوى‪ ،‬يقال‪ :‬تداوى‬
‫المريض تداوياا‪ ،‬أي تناول الدواء‪.‬‬

‫‪ ،(1/170‬الحكام للمدي )‪ ،(1/95‬نهاية الوصول في دراية الصول‬


‫لصفي الدين الهندي )‪ ،(1/50‬البهاجا شرحا المنهاجا )‪ ،(2/117‬شرحا‬
‫تنقيح الفصول للغزالي )ص ‪ ،(67‬رفع النقاب عن تنقيح الشهاب )‬
‫‪ ،(1/631‬شرحا مختصر الروضة للطوفي )‪ ،(1/250‬التحبير شرحا‬
‫التحرير )‪ ،(2/793‬شرحا الكوكب المنير )‪ ،(1/334‬فواتح الرحموت )‬
‫‪.(1/57‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬شرحا مختصر الروضة )‪ 1/250‬ـ ‪ ،(253‬التحبير شرحا‬ ‫‪1‬‬

‫التحرير )‪ 2/794‬ـ ‪ ،(799‬شرحا الكوكب المنير )‪ 1/334‬ـ ‪ ،(342‬رفع‬


‫النقاب عن تنقيح الشهاب )‪ 1/636‬ـ ‪. (639‬‬
‫‪461‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫د‪ ،‬فيقال‪ :‬داوى الطبيب‬ ‫وأما داوى فهو متع ر‬


‫المريض مداوة ودواء‪ ،‬أي عالجه‪.‬‬
‫قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة‪:‬‬
‫"الدواء معروف‪ ،‬تقول‪ :‬داويته أداويه مداوة ودوااء‪،‬‬
‫والدواء من المرض‪ ،‬يقال‪ :‬دوي يدوي‪ ،‬ورجل دٍو‪،‬‬
‫ة")‪.(1‬‬
‫وامرأة ض دوي ض‬
‫وفي لسان العرب‪ :‬أدواه غيره‪ ،‬أي‪ :‬أمرضه‪،‬‬
‫وداواه‪ ،‬أي‪ :‬عالجه‪ ،‬يقال‪ :‬هو يدوي ويداوي‪ ،‬أي‪:‬‬
‫يعالج به‪ ،‬ويداوي بالشيء‪ ،‬أي‪ :‬يعالج به‪ ،‬والدواء ما‬
‫عولج به)‪.(2‬‬
‫والتداوي ل يخرجا في استعمال الفقهاء عن‬
‫المعنى اللغوي فهو‪" :‬استعمال ما يكون به شفاء‬
‫المريض بإذن الله من عقار طبي‪ ،‬أو رقية شرعية‪،‬‬
‫أو علجا طبيعي‪ ،‬كالتمسيد ونحوه" )‪.(3‬‬
‫والتداوي من جانب المريض‪ ،‬ويقصد به تناوله‬
‫الدواء‪ ،‬أو قيامه بإجراء الفحوصات والعمليات‬
‫الجراحية‪ ،‬أو الطبيعية‪ ،‬أو النفسية؛ لجل البرء من‬
‫المرض بإذن الله‪.‬‬
‫ما المداوة والعلجا فهما من جانب الطبيب؛‬ ‫وأ ر‬
‫دية‪ ،‬وحينئذ يكون معناهما‪:‬‬ ‫لنهما من الفعال المتع ر‬
‫قيام الطبيب بإعطاء الدواء‪ ،‬أو إجراء العمليات‪ ،‬أو‬
‫دي إلى الشفاء بإذن الله)‪.(4‬‬ ‫نحو ذلك مما يؤ ر‬
‫أحكام التداوي‬
‫اختلف العلماء في حكم التداوي على سبعة‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬معجم مقاييس اللغة)‪ (2/309‬مادة"دوى"‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬لسان العرب)‪ ،(4/279‬مادة"دوا"‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬معجم لغة الفقهاء د‪ .‬محمد رواس قلعه جي )ص ‪.(126‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪(4‬انظر‪ :‬فقه القضايا الطبية المعاصرة‪ .‬تأليف أ‪ .‬د‪ .‬علي القره‬ ‫‪4‬‬

‫داغي‪ ،‬وأ‪ .‬د علي المحمدي)ص ‪.(187‬‬


‫‪462‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أقوال‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬أن التداوي مباحا مطلقا‪ ،‬وهو‬
‫قول أكثر الحنفية)‪ ،(1‬والمالكية)‪،(2‬‬
‫والحنابلة)‪.(3‬‬
‫القول الثاني‪ :‬أن التداوي مباحا وتركه أفضل‪،‬‬
‫وهو قول داود)‪ ،(4‬ورواية عن المام‬
‫أحمد)‪.(5‬‬
‫القول الثالث‪ :‬أن التداوي مستحب‪ ،‬أي أن‬
‫فعله أفضل من تركه‪ ،‬وهو قول أكثر‬
‫الشافعية)‪ ،(6‬وبعض الحنفية)‪،(7‬‬
‫واختاره ابن عقيل‪ ،‬وابن الجوزي من‬
‫الحنابلة)‪.(8‬‬
‫القول الرابع‪ :‬أن التداوي واجب‪ ،‬وهو قول‬
‫بعض الشافعية)‪ ,(9‬وبعض‬
‫الحنابلة)‪.(10‬‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬الهداية وشرحا العناية)‪ ،(10/66‬البحر الرائق)‪.(8/237‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬التمهيد لبن عبد البرر)‪ ،(5/279،273‬المنتقى للباجي)‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،(7/261‬التاجا والكليل)‪.(2/6‬‬
‫)‪(3‬انظر‪ :‬المغني)‪ ،(8/122‬المبدع )‪.(2/213‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪(4‬انظر‪ :‬التمهيد لبن عبد البرر)‪.(5/268‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪(5‬انظر‪ :‬الفروع)‪ ،(3/239‬النصاف)‪ ،(6/10‬المبدع في شرحا‬ ‫‪5‬‬

‫المقنع)‪ ،(2/213‬الداب الشرعية)‪.(2/358‬‬


‫ذب)‪ ،(98-5/97‬روضة الطالبين)‬ ‫)‪(6‬انظر‪ :‬المجموع شرحا المه ر‬ ‫‪6‬‬

‫‪ ،(2/96‬القناع للشربيني) ‪ ،(1/209‬شرحا صحيح مسلم للنووي)‬


‫‪ ،(4/191‬مغني المحتاجا)‪.(1/357‬‬
‫)‪(7‬انظر‪ :‬بدائع الصنائع)‪.(5/214‬‬ ‫‪7‬‬

‫)‪(8‬انظر‪ :‬الفروع)‪ ،(3/239‬النصاف)‪ ،(6/10‬مجموع الفتاوى)‬ ‫‪8‬‬

‫‪ ،(24/269‬الداب الشرعية)‪.(2/359‬‬
‫)‪(9‬حكاه عن بعض الشافعية شيخ السلم ابن تيمية في مجموع‬ ‫‪9‬‬

‫الفتاوى)‪.(24/269‬‬
‫)‪(10‬انظر‪ :‬الفروع)‪ ،(3/239‬النصاف) ‪ ،(6/10‬المبدع)‪.(214//2‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪463‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن بأن التداوي‬ ‫وقيده بعضهم بأن يوجد ظ ر‬


‫ينفع)‪.(11‬‬
‫القول الخامس‪ :‬كراهية التداوي‪ ،‬وبه قال‬
‫جماعة من أهل الفقه والثر)‪.(2‬‬
‫القول السادس‪ :‬أن التداوي محرم‪ ،‬وهو قول‬
‫غلة الصوفية)‪.(3‬‬
‫القول السابع‪ :‬أن التداوي ترد عليه الحكام‬
‫التكليفية الخمسة‪ ،‬فقد يكون مباحا ا‬
‫أو مستحبا ا أو واجباا‪ ،‬أو مكروهاا‪ ،‬أو‬
‫محرماا‪ ،‬واختار هذا القول شيخ‬
‫السلم ابن تيمية‪ .‬حيث قال‪" :‬فإن‬
‫الناس قد تنازعوا في التداوي هل هو‬
‫مباحا‪ ،‬أو مستحب‪ ،‬أو واجب؟‪.‬‬
‫والتحقيق‪ :‬أن منه ما هو محرم‪،‬‬
‫ومنه ما هو مكروه‪ ،‬ومنه ما هو‬
‫مستحب‪ ،‬وقد يكون منه ما هو‬
‫واجب")‪.(4‬‬
‫ويتضح هذا القول بمزيد من التفصيل‪،‬‬
‫والمثلة‪:‬‬
‫فالتداوي يكون واجلبا‪ :‬إذا كان في تركه‬
‫إلحاق ضرر بالمريض‪ ،‬كذهاب نفسه‪ ،‬أو تلف عضو‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬النصاف) ‪ ،(6/11‬المبدع شرحا المقنع)‪ ،(2/214‬الداب‬ ‫‪11‬‬

‫الشرعية لبن مفلح) ‪.(2/361‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬معالم السنن للخطابي)‪ ،(4/201‬التمهيد لبن عبد البر)‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،(5/286‬البحر الرائق) ‪.(8/237‬‬


‫)‪ (3‬انظر‪ :‬نسبة هذا القول لهم في الجامع لحكام القرآن‪ ،‬الكريم‬ ‫‪3‬‬

‫للقرطبي)‪ ،(10/91‬شرحا صحيح مسلم للنووي)‪ ،(140/191‬زاد‬


‫المعاد لبن القيم)‪.(4/15‬‬
‫)‪ (4‬انظر‪ :‬مجموع الفتاوى)‪.(18/12‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪464‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫منه‪ ،‬أو إلحاق ضرر بغيره‪.‬‬


‫ومن أمثلته‪ :‬المعاصرة مرض الزائدة الدودية‪،‬‬
‫فإن ترك علجها كانت سببا ا في وفاته مع غلبة ظ ر‬
‫ن‬
‫السلمة منها بالجراحة الطبية‪.‬‬
‫ومن أمثلته‪ :‬الجرحا الغائر الذي يثعب دماا‪،‬‬
‫والكسور في العظام‪ ،‬وهذا يحصل كثيرا ا في‬
‫حوادث السيارات وغيرها من الحوادث)‪.(1‬‬
‫ومن أمثلته‪ :‬بعض المراض قد يشفى النسان‬
‫منها تماما ا بتناول الدواء‪ ،‬وبتناوله الدواء تستقيم‬
‫حياته‪ ،‬وكأنه ل يعاني شيئاا‪ ،‬وإذا ترك دواءه فإن‬
‫حياته تضطرب بحيث تسوء صحته يوما ا بعد يوم‬
‫حتى يصل إلى درجة الهلك‪ ،‬وإلى أن يصل إلى‬
‫ذلك‪ ،‬فإنه لن يكون قادرا ا على إقامة حياته بشكل‬
‫طبيعي‪ ،‬بل سيكون هزيل ا وضعيفا ا ومرهقاا‪،‬‬
‫وستزداد حالته سوءا ا يوما ا بعد يوم حتى يفارق‬
‫الحياة‪ ،‬ومن تلك المراض مرض السكري‪ ،‬فإن‬
‫مريض السكري ل بد ر له في الغالب من تناول‬
‫الدواء الخاص كالنسولين‪ ،‬أو مشتقاته‪ ،‬فإذا تناوله‬
‫فإنه يعيش حياته الطبيعية بإذن الله‪ ،‬فإذا ترك‬
‫دي إلى تلف بعض أعضائه‪،‬‬ ‫دواءه‪ ،‬فإن ذلك سيؤ ر‬
‫وخلل في بعضها مع الزمن‪ ،‬وسيؤدي إلى وفاته‬
‫لحقاا‪ ،‬وهذا يشبه تناول الطعام‪ ،‬والشراب؛ لن‬
‫دي‬ ‫النفس ل تقوم بدونهما عادة؛ ولن تركهما يؤ ر‬
‫إلى تلف النفس)‪.(2‬‬
‫ومن أمثلته‪ :‬ارتفاع درجة الحرارة عند‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام نقل أعضاء النسان في الفقه السلمي‪ .‬د‪ .‬يوسف‬ ‫‪1‬‬

‫الحمد)‪.(1/57‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الحكام المتعلقة بالسموم)ص ‪.(123-122‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪465‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الطفال‪ ،‬ففي ترك خفضها سبب للوفاة‪ ،‬أو‬


‫التشنج‪ ،‬أو العاقة‪.‬‬
‫ومن أمثلته‪ :‬التداوي من المراض المعدية‬
‫كمرض السل‪ ،‬والجذام‪ ،‬والكوليرا‪ ،‬والملريا‪ ،‬وغير‬
‫ذلك من المراض المعدية‪ ،‬فإن التداوي من هذه‬
‫المراض واجب؛ دفعا ا للضرر عن المريض‪،‬‬
‫والخرين‪.‬‬
‫وإن غلب على الظن وقوع الضرر بسبب‬
‫العدوى؛ وجب الوقاية منه‪ ،‬وتكون الوقاية بالوسائل‬
‫الطبية التي تحقق الوقاية من هذا المرض‪،‬‬
‫كالحجر الطبي على المريض‪ ،‬أو التطعيم للناس‬
‫الذي قد يختلطون بالمريض)‪.(1‬‬
‫ويكون التداوي مباحلا‪ :‬إذا لم يترتب على‬
‫ترك الدواء‪ ،‬أو تناوله وقوع ضرر‪ ،‬أو مفاسد‪ ،‬أو‬
‫تفويت مصالح‪ ،‬أو كان المرض مضراا‪ ،‬إل أن‬
‫التداوي غير مرجو النفع‪.‬‬
‫ويكون التداوي مستحبلا‪ :‬إذا لم يترتب على‬
‫تركه ضرر عليه ول على غيره‪ ،‬وإنما يترتب على‬
‫بعض المفاسد‪ ،‬أو تفويت بعض المصالح‪ ،‬ويغلب‬
‫ن النتفاع بالعلجا المباحا‪.‬‬
‫على الظ ر‬
‫ومن أمثلته‪ :‬أنواع من الحساسية في الجلد‪،‬‬
‫والجيوب النفية‪ ،‬وكثير من أمراض السنان‪.‬‬
‫ويكون التداوي مكروهلا‪ :‬إذا كانت مفاسده‬
‫تربو على مصالحه‪ ،‬ولم تبلغ هذه المفاسد درجة‬
‫الضرر من هلك النفس‪ ،‬أو العضو‪.‬‬
‫ومن أمثلته‪ :‬التساهل في تناول بعض‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام نقل أعضاء النسان في الفقه السلمي د‪ .‬يوسف‬ ‫‪1‬‬

‫الحمد)‪.(58-57//1‬‬
‫‪466‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫دئات التي تسبب المضاعفات‪.‬‬ ‫المسكنات‪ ،‬أو المه ر‬


‫ويكون التداوي محرملا‪ :‬إذا كان بما نهى عنه‬
‫الشرع‪.‬‬
‫ومن أمثلته‪ :‬التداوي بالخمر والمسكرات‪،‬‬
‫والرقية الشركية‪ ،‬أو المشتملة على الطلسم‬
‫والشعوذة‪ ،‬والتداوي بأصوات الموسيقى‪ ،‬أو تناول‬
‫ن أن ضررها أكثر من‬ ‫الدوية التي يغلب على الظ ر‬
‫دي إلى هلك‬ ‫نفعها‪ ،‬فقد يكون الضرر منها يؤ ر‬
‫النفس‪ ،‬أو تلف عضو‪ ،‬أو تعطيله عن أداء وظيفته‪،‬‬
‫كالدوية التي تسبب الفشل الكلوي)‪.(1‬‬
‫الدلة‪:‬‬
‫إذا تأملنا القوال السابقة نجدها تتجه‬
‫اتجاهين‪:‬‬
‫اتجاه يرى الجواز‪ ،‬ومشروعية التداوي‪ ،‬وهم من‬
‫قال بالباحة‪ ،‬أو الستحباب أو الوجوب‪ ،‬واتجاه آخر‬
‫يرى المنع‪ ،‬وهم من قال بالكراهة‪ ،‬أو التحريم؛ ولذا‬
‫قسمت الدلة حسب هذين التجاهين‪ ،‬واقتصرت‬
‫على أهم الدلة وأشهرها نظرا ا لكثرتها‪.‬‬
‫ل‪ :‬أدلة مشروعية التداوي‪:‬‬ ‫أو ل‬
‫الدليل الول‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﮋﮕﮖ ﮗﮘ ﮙﮚ ﮛﮜﮝﮞ‬
‫ﮟﮠﮡ ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮﮊ )‪.(2‬‬
‫ل‬‫وجه الدللة‪ :‬في قوله تعالى‪ :‬ﮋﮥﮦﮊ حيث يد ر‬
‫على جواز التعالج بشرب الدواء وغير ذلك)‪.(3‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬عن أبي هريرة‪ -‬رضي الله عنه‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام نقل أعضاء النسان في الفقه السلمي د‪ .‬يوسف‬ ‫‪1‬‬

‫الحمد)‪ ،(059-1/58‬الجراحة التجميلية د‪ .‬صالح الفوزان)ص ‪-90‬‬


‫‪.(91‬‬
‫)‪(2‬آية ‪69‬من سورة النحل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪(3‬انظر‪ :‬الجامع لحكام القرآن للقرطبي)‪.(10/91‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪467‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫– عن النبي ‪ ‬ننن‪) :‬نن نننن نننن ننن ننن‬
‫ن‬
‫نننن نن نننن()‪.(1‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن نننن نن نننن‬
‫ن‬
‫نننن ‪ ‬ننن ننن‪) :‬ننن ننن ننننن نننن‬
‫ن ن‬ ‫ن ن‬ ‫ن ن‬
‫نننن نننن ننننن ننن نننن نننن نن ننن(‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫)‪.(2‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن ننن نننن –ننن‬
‫نننن ننننن‪ -‬نن ننننن ‪ ‬ننن‪) :‬نننننن نن‬
‫ننننن نن نننن ننننن نن نننن نننن نن‬
‫ن‬
‫ننن ننننن ننننن نننن نن نننن( )‪.(3‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن ننننن –ننن نننن‬
‫نننن‪ -‬نننن‪) :‬ننن نننن نننن ‪ ‬نننننن نن‬
‫نننننن نن ننننن( )‪.(4‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن نننن ننن‪ :‬ننن نن‬
‫نننن نن ننننننن نننن نننن نننن ‪‬‬ ‫ننن ن‬
‫نن‬
‫نن نننننن ننن‪ :‬نننننن نننن نن نننن‬
‫ن‬
‫نننن ننن نننن نن نننننن نننن نننن نن‬
‫ننننننن نننن‪) :‬نن نننننن نننن نن نننن‬
‫نننن نننننن( )‪.(5‬‬
‫)‪(4‬أخرجه البخاري في صحيحه) ‪ (4/32‬كتاب الطب باب ما أنزل الله‬ ‫‪1‬‬

‫دااء إل أنزل له شفااء رقم الحديث)‪.(5678‬‬


‫ر‬
‫)‪(1‬أخرجه مسلم في صحيحه) ‪ (4/1729‬كتاب السلم‪ ،‬باب لكل داء‬ ‫‪2‬‬

‫دوااء رقم الحديث)‪.(2204‬‬


‫)‪ (2‬أخرجه البخاري في صحيحه) ‪ (4/32‬كتاب الطب‪ ،‬باب ما أنزل‬ ‫‪3‬‬

‫الله داء إل أنزل له شفااء رقم الحديث)‪.(5680‬‬


‫)‪(3‬أخرجه مسلم في صحيحه) ‪ (4/1725‬كتاب السلم‪ ،‬باب‬ ‫‪4‬‬

‫استحباب الرقية من العين رقم الحديث)‪.(2195‬‬


‫)‪(4‬أخرجه مسلم في صحيحه) ‪ (4/1726‬كتاب السلم‪ ،‬باب‬ ‫‪5‬‬

‫استحباب الرقية‪ ،‬رقم الحديث)‪.(2199‬‬


‫‪468‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‪ :‬نن ننن – ننن نننن‬


‫ننن – ننن ننن نن ننن نننننن نننن‪:‬‬
‫ننننن نننن نننن ‪‬ن نننن ننن ننننن‬
‫نننننن ننننن نن ننننن نننن نننننن‬
‫نننننن نننن نننن‪) :‬نن نننن نن ننننننن‬
‫نن نننننننن نننننن نننننن( )‪.(1‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن ننن نننن ننننن‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫نننننن نن ننن ننننن –ننن نننن ننن‪-‬‬
‫ننننننن ننن‪) :‬ننن ننننن ‪‬نننن نن‬
‫ن‬
‫ننننن ننننننن نننن نن نن ننن ننن‬
‫نننننن ننن ننن نننن‪ :‬نننننن‪ :‬ننننن( )‪.(2‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن ننن نننن‪-‬ننن‬
‫ن‬
‫نننن ننن‪)-‬نن نننن ننن ننننن ‪ ‬نننن‪:‬‬
‫ن‬
‫ننن ننننن ننننن نننن‪ :‬نننن ننننن نن‬
‫ن‬
‫نننن ننننننن نننن‪ :‬نننن ننننن نن نننن‬
‫ن‬
‫نننننننن نننن‪ :‬نننن ننننن نن نننن‬
‫نننن‪ :‬ننننن ننن‪ :‬ننن نننن نننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننن نننن ننننن ننننن نننن( )‪.(3‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن ننن ننن –ننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننن‪ -‬نن ننننن ‪ ‬ننن‪) :‬نن ننن‬
‫ن‬
‫ننننن نن ننن نننن نننننننن نننننن( )‪.(4‬‬
‫ب‪ ،‬باب الحجامة‬‫)‪(5‬أخرجه البخاري في صحيحه) ‪ (4/35‬كتاب الط ر‬ ‫‪1‬‬

‫من الداء‪ ،‬رقم الحديث)‪.(5696‬‬


‫ب‪ ،‬باب الحبة‬‫)‪(1‬أخرجه البخاري في صحيحه) ‪ (4/34‬كتاب الط ر‬ ‫‪2‬‬

‫السوداء‪ ،‬رقم الحديث)‪.(5688‬‬


‫ب‪ ،‬باب الدواء‬ ‫)‪(2‬أخرجه البخاري في صحيحه) ‪ (4/33‬كتاب الط ر‬ ‫‪3‬‬

‫بالعسل‪ ،‬رقم الحديث)‪.(5684‬‬


‫)‪(3‬أخرجه مسلم في صحيحه) ‪ (4/1732‬كتاب السلم‪ ،‬باب لكل داء‬ ‫‪4‬‬

‫‪469‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن ننن‪ :‬نن نننن –ننن‬


‫نننن ننن‪ -‬ننن‪ :‬ننن نننن نننن ‪ ‬ننن ننن‬
‫ن‬
‫نن ننن‪-‬ننن نننن ننن‪ -‬ننننن نننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننن نن نننن نننن( )‪.(1‬‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬ننن نننننننن ننن‬
‫ننننن ننننن ننن ننننننن نننننننن‬
‫نننننن ‪ ‬ننننن نننن ننننننننن نننن‬
‫ننننن نننن ننننننن ننننننن نننن‬
‫ننننننننن ننننن ننن ننننن نن‬
‫نننننننن نننننننن نننننن نننننن‬
‫ننننننن نننننن نن ننننننن ننننننن‪.‬‬
‫ننن ننن ننننن‪" :‬نننن نن نننن ننن‬
‫نننن نننن نننن ننن ننننننن نن ننننن‬
‫نننننن نن ننن ننننن ننن نن نننن‬
‫ننننننن")‪.(2‬‬
‫ن‬
‫نننن ن‪ :‬نننن ننننن نن ننننننن‪:‬‬
‫نننننن ننننن‪ :‬نننن ننننن‪ :‬ﮋﮯﮰ ﮱﯓﯔﯕ ﯖ‬
‫ﯗﯘﯙﯚﯛ ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﮊ )‪.(3‬‬
‫وجه الدللة‪ :‬أن المرض من المصائب التي قد‬
‫علمها الله‪ ،‬ووقت لها وقدرها‪ ،‬قبل أن يخلق‬
‫الخلق‪ ،‬فالمعالجة إذا ل تنفع وتركها ل يضر‪.‬‬
‫قال القرطبي‪" :‬ولقد ترك لهذه الية جماعة من‬
‫الفضلء الدواء في أمراضهم‪ ،‬فلم يستعملوه ثقة‬
‫دواء‪ ،‬رقم الحديث)‪.(2209‬‬
‫)‪(4‬أخرجه مسلم في صحيحه) ‪ (4/1730‬كتاب السلم‪ ،‬باب لكل داء‬ ‫‪1‬‬

‫دواء‪،‬رقم الحديث)‪.(2207‬‬
‫)‪(5‬انظر‪ :‬زاد المعاد)‪.(4/10‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬آية ‪ 22‬من سورة الحديد‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪470‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫بربهم وتوكل ا عليه‪ ،‬وقالوا‪ :‬قد علم الله أيام‬


‫المرض وأيام الصحة فلو حرص الخلق على تقليل‬
‫ذلك ما قدروا")‪.(1‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬عن عمران بن حصين –رضي‬
‫الله عنه‪ -‬أن رسول الله ‪ ‬ننن‪) :‬نننن ننننن‬
‫ن‬
‫نن نننن ننننن نننن نننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫نن ننن نن نننن نننن ! ننن‪ :‬نن ننننن نن‬
‫ننننننن ننن ننننننن ننن نننننن نننن‬
‫نننن ننننننن()‪.(2‬‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن نننن)‪ (3‬نن ننننننن‬
‫نن نننن نن نننن ننن‪ :‬ننن نننن نننن ‪:‬‬
‫)نن ننننن نن نننننن ننن ننن نن نننننن(‬
‫)‪.(4‬‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن نننن نننننننننن‬
‫ن‬
‫نن ننننن نننننننن ننن نن نننننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ننننننننن نن ننننننن نننن ننن‬
‫ننن نن ننننننن ننننن نننننن ننن‬
‫نننن)‪.(5‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬ننن ننن نن ننن‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الجامع لحكام القرآن للقرطبي )‪.(17/258‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(3‬أخرجه مسلم في صحيحه) ‪ (1/198‬كتاب اليمان‪ ،‬باب الدليل‬ ‫‪2‬‬

‫على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب‪ ،‬رقم الحديث)‬


‫‪.(218‬‬
‫)‪(4‬هو عقار بن المغيرة بن شعبة الثقفي الكوفي‪ ،‬روى عن أبيه وعن‬ ‫‪3‬‬

‫أبي هريرة‪ ،‬قال العجلي‪ :‬كوفي تابعي ثقة‪ ،‬وذكره ابن حبان في‬
‫الثقات‪ ،‬وقال ابن حجر‪ :‬صدوق من الثالثة‪ .‬انظر‪ :‬تهذيب التهذيب)‬
‫‪ ،(3/121‬تقريب التهذيب)‪.(2/26‬‬
‫)‪ (5‬أخرجه الترمذي وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ .‬انظر‪ :‬سنن‬ ‫‪4‬‬

‫ب‪ ،‬باب ما جاء في كراهية الرقية‪ ،‬رقم‬‫الترمذي)‪ (4/344‬كتاب الط ر‬


‫الحديث)‪.(2055‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬التمهيد لبن عبد البر)‪.(5/272‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪471‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننننن نننننن نن ننننن نننن ننننن‬


‫ننننننن‪:‬‬
‫ننن ننن ننن ننن نننن ننننننن –ننن‬
‫نننن ننن‪ -‬نن نننننن ننن‪ :‬نننننن ننن‪:‬‬
‫ننن نننننن ننن‪ :‬نننن نننن ننن‪ :‬نننن‬
‫ن‬
‫نننن نن نننننن ننن‪ :‬نننننن نننننن‪.‬‬
‫نننن نن ننننن نن نننننننن ننننن ننن‬
‫ننن نننن ننننننن نن ننننن نننن ننن نن‬
‫ن‬
‫ننن ننن نننن نن نننننن ننننن نن نننن‬
‫نننننن ننننن نننن‪:‬‬
‫نن نننننن نننن‬ ‫نن نننننن نننن‬
‫ن‬
‫ننننننن‬‫نننن‬ ‫ننن ن‬
‫نن ننن ن‬ ‫نننننننننن‬
‫نن نننننن‬
‫ننننننن‬
‫)‪(1‬‬
‫ننننن‬ ‫نننن‬ ‫نننننن‬
‫ننننننن‬ ‫ننن‬
‫ننننننننن نننن نننننن‬ ‫ننننن‬
‫نننننننن نن‬
‫نننننن‬
‫نن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن ننننننن نن نننننن‬
‫نن ننننننن ننننننن ننننننن نننننننن‬
‫نن ننن ننننن ننن ننن ننن نن ننن ننننن‬
‫ن‬
‫نن ننن نننن نننننن ننننننن نننن‬
‫نننننن نننننننن ننن نننن نن ننن‬
‫ننننن نننننن نننننن ننن نننن ننن نن‬
‫ننننننن ننننن ننننننن نننن نن ننن‬
‫ننننن نننننننن‪.‬‬
‫ننن ننن ننن ننن ننننننن ننن نن‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬حلية الولياء لبي نعيم)‪.(2/218‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪472‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن ننن نننننننن نننننننن‬


‫ن‬
‫نننننننن ننننن نننن نننننن ننن ننن‬
‫نن نننن نننننننن نننن نن ننننننن‬
‫نننننن نن ننننننن نننننن‪.‬‬
‫نننن‪" :‬ننن نننننننن ننننننن ننننن‬
‫ننننننننن نننن نن ننننن ننننننن ننن‬
‫نن نننننن ننن ننن ننننن ننننننن‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن ننننننننن نن نن ننن‬
‫ننننن ننننننن ننن ننننننن ننننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننن نننن ننننننن ننننننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننننن ننن ننننننن نننن نن ننن‬
‫نننننننن‬ ‫ننننننن ننن نننن نن ننننن ن‬
‫ن‬ ‫ن ن‬
‫نننننن نن ننن ننن نننننن نن ننننن‬
‫ن‬
‫نننن نن ننننننن ننن ننننن نننن ننننن‬
‫نننننن نننن نننننن نننننن ننننن ننن‬
‫نننن نن نننن نن نننن ننننن نن نننن‬
‫ننننننن نننن نن نننن نن نننن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننن نن نن ننن نننننننن نن نننننن‬
‫ن‬
‫نننننننن نننن ننن ننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن ننن نننن ننننن نننن نننننن ن‬
‫ن‬
‫نن ننننن نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن نن ننن نن نننن نننننننن نننن‪:‬‬
‫نن ننن نننننن نن نننن نننننننن نن‬
‫ن‬
‫ننننن ننن نن ننن نن ننن ننننن ننننن‬
‫ننن ننننن ننن نننن ننننن نننن نننن نن‬
‫ن‬
‫نننن ننن نننن نننن نننننن نن نننن‬
‫‪473‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن ننننننن ننن نننن نننن ‪‬ن نننن‬


‫ننننن نننننننن ننننن ننننن نننننن‬
‫ن‬
‫نننننن نن نن ننننن ننن نننن ننن‬
‫نننننن ننننن ‪ ‬ننن ننن ننننن نننن‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫)ننن ننننننن نننننن نن نن ننن نننن(‬
‫ن‬
‫ننن ننن ننن نن ننننن نن ننن نننن‬
‫ن‬
‫نننننن نننن نننن نن ننننن ننن نننن‬
‫ن‬
‫ننن نننننن نن نننن نننن ننن نننن ننن‬
‫ن‬
‫ننن ننننن نننننن ننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننننننننن نننن ننن ننننن نننننننن‬
‫ننننن ننننن ننن نننننن‪ :‬ننن نننن نننن‬
‫ن‬
‫نن نن ننننن نننن نن ننننننن نننن نننن‬
‫ننن نننننن نن نننن ننن ننننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننن نننننننن نن ننننن نن ننن نن‬
‫نن نننننننن ننن نن نننن نن ننن نننن‬
‫ننن نننننننن ننن ننن نننن ننننن‬
‫ننننننن ننننن ننننننن نننن نن ننننن‬
‫ننن نننن نننن ننننن نن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننن نننن ‪) ‬ننن ننن نننن( )‪ (2‬ننننن‬
‫نننن نننننن نننننننن ننن ننن ننن ننن‬
‫نننننن نننننننن ننننن ننن نننننن ننن‬
‫)‪(1‬يشير إلى الحديث المروي عن أبي خزامة عن أبيه قال‪ ":‬سألت‬ ‫‪1‬‬

‫ى‬
‫رسول الله عليه وسلم‪ ،‬فقلت‪ :‬يا= =رسول الله أرأيت رق ا‬
‫نسترقيها‪ ،‬ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها‪ ،‬هل ترد ر من قدر الله شيئاا؟‬
‫قال‪ :‬هي من قدر الله"‪ .‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫ب‪ ،‬باب ما جاء في الرقى‬ ‫انظر‪ :‬سنن الترمذي)‪ (4/349‬كتاب الط ر‬
‫والدوية‪ ،‬رقم الحديث)‪.(2065‬‬
‫)‪(1‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪474‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننن نننن نن ننننن نننن نننننن‬


‫نننن نننن نننن ننننننن ننننن ننن‬
‫ننننن نننننن نننننن نن ننن ننننننن‬
‫نننن نننن نننن نننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننننننننن نننن ننن نننن نننن‬
‫نننننننن ننن ننننننن ننننننننن‬
‫نننننننننن نننننننننن نننن نننن ننن‬
‫ننننننن نننن ننننن نننن نن ننننن ننن‬
‫ننننن ننننن نننننن")‪.(1‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننن ننننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن ننن ننن ننننننن نننننننن‬
‫نننن نننننننن نننن ننننننن ننن ننن‬
‫نن ننننننن ننننن نننننن ننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن نننن ننن ننن نننن ننننننن‬
‫ننننن ننننن ننننن ننن ننننن نننن‬
‫ننننن ننننننن ننننننن نننننننن‬
‫نننننن ننن نننن نننننننن ننننن نن‬
‫ننننن نننننن نن ننننن نن ننننن ننن نن‬
‫ننننن ننننننن نن ننن ننننننن ننننننن‬
‫نن ننننن ننن نننننن نننننننن نننننننن‬
‫نننن ننننننن ننن نننن نننننن‪.‬‬
‫ننن ننن ننن ننننن ننن ننن نننننننن‬
‫نننننن ننن نننن ننننن ننننن‪ -‬ننن‬
‫نننن نننن‪-‬نننن نننن )ننن ننن ننننن‬
‫نننن نننن ‪ ‬نننن ننننن ننن نننن نننن‬
‫)‪(2‬انظر‪ :‬زاد المعاد في هدي خير العباد) ‪.(17-4/15‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪475‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن ننن نن ننن نننننن ننن نن نننن‬


‫ن ن‬
‫ننن ننن ننن نن نن ننن( )‪.(1‬‬
‫ننن نننننن‪" :‬نننن نن ننننن ننن‬
‫ننننن ‪‬ن نننن نننننننن نننن نن‬
‫نننننن ننن نننننن ننننن )نن ننننن‬
‫نننننن ننننن نننن نننن نن ننننن ننن‬
‫ننننننن نننن نننن ننننننن(‪.‬‬
‫ن‬
‫ننن ننن نننننن نننن ننننننننن ننن‬
‫نننننن نن ننننن نن ننن نننننن نننننن‬
‫ننن‪ :‬ننننن نننن نن نن نننن نننننن‬
‫نننننن ننننننننن ننننن نننن نننننننن‬
‫ننن نن نننن نننننن نننن نننننن‬
‫ننننننن نن نننننن نننن نن نننن نننن‬
‫نن نننننن نننن ننننن ننننن نننننن‬
‫ننننننننن نننننننن ننن ننن ننن نن نن‬
‫ننن‪.‬‬
‫ننننن نن ننن نن ننننن ننن نننننننن‪:‬‬
‫نن ننننن نن ننن ننننن ننننننننن‬
‫ننننن ننننننن ننننن ننن ننننن نننن‬
‫نننن ننننن نننننن نن نن ننننن نننن‪.‬‬
‫نننن نننن نن ننننننن نننننن‪) :‬ننن‬
‫نننن نن ننننن()‪ (2‬ننننن ننننننن ننن‬
‫نننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننن نننن نن ننن ننن نننن‬
‫ب‬
‫)‪(1‬أخرجه مسلم في صحيحه) ‪ (4/1718‬كتاب السلم باب الط ر‬ ‫‪1‬‬

‫والمرض والرقى‪ ،‬رقم الحديث)‪.(2185‬‬


‫)‪(2‬سبق تخريجه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪476‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننننننن نننننن ننننن ننن ننننن‪.‬‬


‫ننننننن‪ :‬نن ننننن نن ننننن‬
‫نننننننن ننن ننن‪.‬‬
‫ننننننن‪ :‬نن ننننن نننن ننننن‬
‫ننننننن ننننننن نننننننن نننننن ننن‬
‫نننن نننننننن ننننن نن ننننن‬
‫ننننن")‪.(1‬‬
‫الترجيح‪:‬‬
‫القول الراجح هو القول السابع أن التداوي ترد‬
‫عليه الحكام التكليفية الخمسة‪ ،‬فقد يكون مباحاا‪،‬‬
‫أو واجباا‪ ،‬أو مكروهاا‪ ،‬أو محرماا‪ ،‬واختار هذا القول‬
‫شيخ السلم ابن تيمية‪.‬‬
‫أسباب الترجيح‪:‬‬
‫رجحت هذا القول للسباب التية‪:‬‬
‫‪ -1‬الحاصل من هذا القول أن الدواء مشروع‪،‬‬
‫وقد دلت نصوص كثيرة على مشروعية‬
‫التداوي سبق ذكر بعضها‪.‬‬
‫‪ -2‬ما ورد على أدلة القول بالمنع مطلقا ا من‬
‫مناقشة‪.‬‬
‫‪ -3‬أنه يتفق مع الواقع؛ حيث إن التداوي يختلف‬
‫باختلف الحوال‪ ،‬والشخاص‪ ،‬والدوية‬
‫المستعملة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن هذا القول تؤيده القواعد الفقهية كقواعد‬
‫الضرر ومقاصد الشريعة في رعاية المصالح‬
‫الفردية‪ ،‬والحاجية‪ ،‬والموازنة بين المصالح‬
‫والمفاسد‪ ،‬واعتبار الوسائل والذرائع‪،‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬صحيح مسلم بشرحا النووي)‪.(14/169‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪477‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فالوسيلة محرمة ولو كانت الغاية شريفة‪،‬‬


‫فل تستعمل أدوية محرمة إل في حالت‬
‫الضرورة‪ ،‬وأيضا ا رعاية المآلت والغايات‬
‫والنتائج‪.‬‬
‫‪ -5‬أن هذا القول قد اختاره نخبة من علماء هذا‬
‫العصر‪ ،‬وهم أعضاء مجمع الفقه السلمي‪ ،‬وذلك‬
‫بعد بحث وتمحيص لهذه المسألة‪.‬‬
‫وسأذكر نص القرار‪ :‬قرار رقم )‪( 69/5/7‬‬
‫"إن مجلس مجمع الفقه السلمي في دورة‬
‫مؤتمره السابع بجدة في المملكة العربية السعودية‬
‫من ‪12-7‬ذو القعدة ‪1412‬هـ الموافق ‪ 14-9‬مايو‬
‫‪1992‬م‪ .‬وبعد اطلعه على البحوث الواردة إلى‬
‫المجمع بخصوص موضوع العلجا الطبي‪ ،‬وبعد‬
‫استماعه إلى المناقشات التي دارت حوله قرر‪:‬‬
‫ل‪ :‬الصل في حكم التداوي أنه مشروع لما‬ ‫أو ل‬
‫ورد في شأنه في القرآن الكريم والسنة القولية‬
‫والعملية‪ ،‬ولما فيه من حفظ النفس الذي هو أحد‬
‫المقاصد الكلية من التشريع‪ ،‬وتختلف أحكام التداوي‬
‫باختلف الحوال والشخاص‪:‬‬
‫فيكون واجبا ا على الشخص إذا كان تركه يفضي‬
‫إلى تلف نفسه‪ ،‬أو أحد أعضائه أو عجزه‪ ،‬أو كان‬
‫المرض ينقل ضرره إلى غيره‪ ،‬كالمراض المعدية‪.‬‬
‫ويكون مندوبا ا إذا كان تركه يؤدي إلى ضعف‬
‫البدن‪ ،‬ول يترتب عليه ما سبق في الحالة الولى‪.‬‬
‫ويكون مباحا ا إذا لم يندرجا في الحالتين السابقتين‪.‬‬
‫ويكون مكروها ا إذا كان بفعل يخاف منه حدوث‬

‫‪478‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫مضاعفات أشد ر من العلة المراد إزالتها" )‪.(1‬‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬مجلة مجمع الفقه السلمي ع ‪7‬جا ‪3‬ص ‪.731‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪479‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪480‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثاني‬
‫قواعد في دفع الضرر‬
‫ويشتمل هذا المبحث على القواعد التية‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرر يزال‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرر يدفع بقدر المكان‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرر ل يزال بمثله‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرر الشد ر يزال بالضرر الخف‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬درء المفاسد مقدم على جلب‬
‫المصالح‪.‬‬

‫‪481‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قاعدة‪ :‬الضرر يزال‬

‫هذه القاعدة من القواعد الكلية الواسعة‪ ،‬ولها‬


‫أثر كبير في الحكام‪.‬‬
‫قال السيوطي‪" :‬اعلم أن هذه القاعدة ينبني‬
‫)‪(1‬‬
‫عليها كثير من أبواب الفقه‪ ،‬ويتعلق بها قواعد" ‪.‬‬
‫وهذا اللفظ عربر به عن القاعدة أكثر العلماء‬
‫)‪(2‬‬
‫الذين ألفوا في القواعد الفقهية من المتقدمين ‪،‬‬
‫والمعاصرين)‪ ،(3‬وجعلوا لفظ "الضرر يزال" بدل‬
‫عن قاعدة‪ " :‬ل ضرر ول ضرار"‪.‬‬
‫وهناك من عبر عن القاعدة بلفظ" ل ضرر ول‬
‫ضرار"‪ ،‬وجعل قاعدة" الضرر يزال" مستقلة عنها‪.‬‬
‫وكان أول ورودها بلفظ" ل ضرر ول ضرار" في‬
‫مجلة الحكام العدلية وشروحها)‪ ،(4‬وهؤلء مريزوا‬
‫بين اللفظين‪ ،‬وقالوا إن لفظ" ل ضرر و ل ضرار"‬
‫يشمل دفع الضرر قبل وقوعه وبعد وقوعه‪ ،‬وأما‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬الشباه والنظائر)ص ‪.(84‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬الشباه والنظائر لبن السبكي)‪ ،(1/41‬المنثور في‬ ‫‪2‬‬

‫القواعد)‪ ،(2/321‬القواعد للحصني )‪ ،(1/333‬المجموع المذهب في‬


‫قواعد المذهب للعلئي )‪ (2/375‬الشباه والنظائر للسيوطي)ص‬
‫‪ ،(84-83‬الشباه والنظائر لبن نجيم )ص ‪ ،(105‬ترتيب الللي )‬
‫‪ ،(2/801‬إيضاحا المسالك إلى قواعد المام مالك)ص ‪ ،(370‬القواعد‬
‫والضوابط المستخلصة من التحرير)ص ‪117‬وص ‪ ،(133‬التحبر شرحا‬
‫التحرير) ‪ ،(3846-8/3845‬شرحا الكوكب المنير) ‪.(4/442‬‬
‫)‪(3‬انظر‪ :‬القواعد الفقهية د‪ .‬علي الندوي )ص ‪ ،(171،205‬القواعد‬ ‫‪3‬‬

‫الكبرى د‪ .‬عبد الله العجلن)ص ‪ ،(83‬قواعد الفقه السلمي د‪.‬‬


‫الروكي )ص ‪.(160‬‬
‫)‪(4‬انظر‪ :‬مجلة الحكام العدلية)ص ‪(89‬مادة رقم ‪ ،19‬درر الحكام‬ ‫‪4‬‬

‫شرحا مجلة الحكام لعلي حيدر)‪ ،(1/36‬شرحا القواعد الفقهية للزرقا‬


‫)‪ ،165‬ص ‪ ،(179‬الوجيز في إيضاحا القواعد الكلية)ص ‪،(258- 256‬‬
‫القواعد الفقهية الكبرى‪ ،‬أ‪.‬د السدلن )ص ‪ ،(493‬القواعد الفقهية‬
‫وتطبيقاتها في المذاهب الربعة د‪ .‬محمد الزحيلي) ‪،(210 ،1/199‬‬
‫الممتع في القواعد الفقهية)ص ‪ 209‬و ‪.(229‬‬
‫‪482‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫لفظ" الضرر يزال" يختص برفع الضرر بعد‬


‫وقوعه)‪.(1‬‬
‫ورأى بعض المعاصرين أن التعبير بصيغة الحديث‬
‫م‬
‫عن القاعدة بلفظ "ل ضرر ول ضرار" أشمل وأع ر‬
‫حيث يشمل الضرر ابتدااء ومقابلة‪ ،‬وأيضا ا يعطي‬
‫تلك القاعدة قوة؛ إذ يجعلها دليل ا شرعيا ا صالحا ا‬
‫لبناء الحكام عليه باعتبار أنها نص حديث نبوي‪،‬‬
‫بخلف قولنا‪" :‬الضرر يزال" فليس بهذا القول قوة‬
‫شرعية كنص الخبر)‪.(2‬‬
‫المعنى الجمالي للقاعدة‪:‬‬
‫هذه القاعدة تفيد وجوب إزالة الضرر ورفعه بعد‬
‫وقوعه‪ ،‬فالواجب شرعا ا في شأن الضرر إذ كان‬
‫واقعا ا أن يسعى في إزالته ورفعه)‪.(3‬‬
‫أدلة القاعدة‪:‬‬
‫ل لقاعدة"الضرر يزال" بالدلة‬ ‫يمكن أن يستد ر‬
‫ل بها لقاعدة" ل ضرر ول ضرار"‪،‬‬ ‫التي يستد ر‬
‫وسأذكر بعضا ا من هذه الدلة منها ما يلي‪:‬‬
‫الدليل الول‪ :‬قوله تعالىﮋﭑ ﭒﭓﭔ ﭕﭖﭗﭘ ﭙ ﭚﭛﭜﭝ ﭞ‬
‫ﭟﭠﭡﭢ ﭣﭤﭥﭦﮊ )‪.(4‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬كان الرجل يطلق امرأته‬
‫تطليقة واحدة ثم يدعها‪ ،‬حتى إذا ما تكاد تخلوا‬
‫عدتها راجعها ثم يطلقها‪ ،‬حتى إذا ما تكاد تخلوا‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الممتع )ص ‪.(223‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬الوجيز في إيضاحا قواعد الفقه الكلية)ص ‪ ،(251‬الممتع‬ ‫‪2‬‬

‫)ص ‪.(211‬‬
‫)‪ (4‬انظر‪ :‬الوجيز في إيضاحا القواعد الفقهية)ص ‪ ،(258‬الممتع)ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،(224-223‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب الربعة د‪.‬‬


‫محمد الزحيلي)‪.(1/210‬‬
‫)‪ (5‬آية ‪231‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪483‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫دتها راجعها‪ ،‬ول حاجة له فيها‪ ،‬إنما يريد أن‬


‫ع ر‬
‫يضاررها بذلك‪ ،‬فنهى الله عن ذلك‪ ،‬وجعل الله من‬
‫فعل ذلك ظالما ا لنفسه بهذا العدوان والمضاررة‬
‫وعرض نفسه للعذاب؛ لن إتيان ما نهى الله عنه‬
‫تعرض لعذاب الله)‪.(1‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬قوله تعالىﮋﮪﮫ ﮬ ﮭﮮﮯ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﮊ )‪.(2‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬في هذه الية نهي للم عن‬
‫الضرار بولدها‪ ،‬وذلك بأن تأبى أن ترضعه إضرارا ا‬
‫بأبيه‪ ،‬أو تطلب أكثر من أجر مثلها‪ ،‬ونهي للب أن‬
‫يمنع الم من ذلك مع رغبتها في الرضاع)‪.(3‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬قوله تعالىﮋﯨﯩﯪﯫﯬ ﯭﯮ ﯯﯰﮊ )‪.(4‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬في هذه الية نهي عن‬
‫المضارة وهو أن يدعى الشاهد إلى الشهادة‪،‬‬
‫والكاتب إلى الكتابة وهما مشغولن‪ ،‬فإذا اعتذر‬
‫بعذرهما أخرجهما وآذاهما‪ ،‬وقال‪ :‬خالفتما أمر الله‬
‫ونحو هذا من القول‪ ،‬فيضرر بهما‪ ،‬فنهى الله سبحانه‬
‫عن هذا؛ لنه لو أطلقه لكان فيه شغل عن أمر‬
‫دينهما ومعاشهما)‪.(5‬‬
‫الدليل الرابع‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﮋﭦﭧﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ‬
‫ﭯﭰ ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎﮏ ﮐﮑ‬
‫ﮒﮓ ﮔ ﮕﮖﮗﮘ ﮙﮚ ﮛﮜﮝ ﮞﮟ ﮠﮡﮢ ﮣﮤﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩﮪﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰﮱﯓ ﯔ ﮊ‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬جامع البيان للطبري)‪ ،(2/576‬الجامع لحكام القرآن‬ ‫‪1‬‬

‫للقرطبي)‪.(3/156‬‬
‫)‪(2‬آية ‪233‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪(3‬انظر‪ :‬الجامع لحكام القرآن )‪.(3/167‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬آية ‪ 282‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪(5‬انظر‪ :‬الجامع لحكام القرآن )‪.(406-3/405‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪484‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫)‪.(1‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬في هذه الية نهي عن‬
‫الضرار والجور والحيف في الوصية بأن يحرم‬
‫در الله له‬
‫بعض الورثة أو ينقصه أويزيده على ما ق ر‬
‫من الفريضة‪ ،‬فمتى سعى في ذلك كان كمن ضاد‬
‫الله في حكمه وقسمته‪ ،‬والضرار في الوصية من‬
‫الكبائر‪ ،‬والضرار منهي عنه في الحياة وعند‬
‫الموت‪ .‬قال قتادة‪ :‬إن الله تبارك وتعالى كره‬
‫الضرار في الحياة وعند الموت‪ ،‬ونهى عنه فل‬
‫تصح مضارة في حياة ول موت)‪.(2‬‬
‫الدليل الخامس‪ :‬عن أبي سعيد الخدري –‬
‫رضي الله عنه‪ -‬أن رسول الله ‪ ‬ننن‪) :‬نن ننن‬
‫ننن نننن()‪.(3‬‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬ننننننن ننننن نن‬
‫نننننن نننن ننننن نننن ننننن ننننن‬

‫)‪(1‬آية ‪12‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬جامع البيان للطبري)‪ ،(4/358‬تفسير القرآن العظيم لبن‬ ‫‪2‬‬

‫كثير)‪.(2/231‬‬
‫)‪(3‬هذا الحديث رواه عدد من الصحابة منهم أبو سعيد الخدري وعبادة‬ ‫‪3‬‬

‫بن الصامت وابن عباس وأبو هريرة رضي الله عنهم‪ .‬وقد أخرجه ابن‬
‫ماجه في سننه ) ‪ (2/784‬كتاب الحكام باب من بنى في حقه ما يضر‬
‫بجاره‪ ،‬رقم الحديث) ‪ ،(2340‬والدارقطني في سننه) ‪ (4/228‬كتاب‬
‫القضية والحكام‪ ،‬رقم الحديث) ‪ ،(85‬والمام أحمد في المسند) ‪5/55‬‬
‫(‪ ،‬والبيهقي في سننه) ‪ ،(6/69‬والحاكم في المستدرك) ‪ ،(2/57‬وقال‪:‬‬
‫صحيح السناد على شرط مسلم ووافقه الذهبي‪ ،‬وأخرجه مالك في‬
‫ل‪ ،‬والحديث ل تخلو أكثر طرقه من مقال‪ ،‬وقد‬ ‫الموطأ)‪ (2/745‬مرس ا‬
‫ذكر الشيخ اللباني في إرواء الغليل)‪ (413 -3/408‬عدد من طرق هذا‬
‫الحديث‪ .‬وقال‪" :‬فهذه طرق كثيرة لهذا الحديث قد جاوزت العشر‪،‬‬
‫وهي وإن كانت ضعيفة مفرداتها فإن كثيرا ا منها لم يشتد ضعفها‪ ،‬فإذا‬
‫م بعضها إلى بعض تقوى الحديث بها وارتقى إلى درجة الصحيح إن‬ ‫ض ر‬
‫شاء الله تعالى"‪.‬‬
‫‪485‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نن نننننن نننن ننن نن نننننن نننن‬


‫ننننن نننن نننن ننن ننننن ننننن‬
‫ننننننن نننننننن ننننن ننن ننننن ننن‬
‫نننن نن نننننننن نننن نننننن ننننن‬
‫نننننن)‪.(1‬‬
‫تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي‪:‬‬
‫م تطبيقات هذه القاعدة‪ :‬جواز التداوي‬ ‫من أه ر‬
‫من المراض‪ ،‬فالمرض ضرر والضرر يزال‪ ،‬وذلك‬
‫أن التداوي يزيل ضرر المرض بإذن الله‪ ،‬وما ينشأ‬
‫عنه من الذى واللم والعجز عن القيام بالواجبات‬
‫والتكاليف الشرعية‪ ،‬وهذا التداوي قد يكون بالرقى‬
‫الشرعية‪ ،‬أو بتناول أدوية معينة‪ ،‬وقد يكون‬
‫بالجراحة الطبية)‪.(2‬‬
‫وقد ذكر العلماء للتداوي ضوابط شرعية‪ ،‬سأذكر‬
‫منها ما يتعلق بالرقية الشرعية‪ ،‬وبالجراحة الطبية‪.‬‬
‫ل‪ :‬ضوابط التداوي بالرقى الشرعية‪:‬‬ ‫أو ل‬
‫وهذه الضوابط ل تخلو إما أن تكون ضوابط‬
‫للرقية‪ ،‬أو للراقي‪ ،‬أو المرقي‪ ،‬وسأذكر ضوابط ك ر‬
‫ل‬
‫قسم باختصار‪.‬‬
‫أ‪ -‬الضوابط الشرعية للرقية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون للرقية أصل في القرآن والسنة‪،‬‬
‫فتكون بآية أو آيات من كتاب الله تعالى‪،‬‬
‫أو دعائه الذي ورد في القرآن‪ ،‬أو السنة‪.‬‬
‫أما إذا لم يكن للرقية أصل في القرآن‪،‬‬
‫والسنة‪ ،‬أو لم تكن موافقة لهما فيحرم‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها د‪ .‬محمد الزحيلي)‪.(1/199‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬صالح الفوزان)ص ‪.(115‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪486‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التداوي بها‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ل تتضمن الرقية شركاا‪.‬‬
‫فينبغي أن تخلو الرقية من أي نوع من‬
‫أنواع الشرك‪ ،‬فل يجوز التداوي بكل رقية‬
‫فيها شرك بالله‪ ،‬أو استعانة بالموتى الذين‬
‫انقطع عملهم‪ ،‬ول يملكون لنفسهم ضرا ا‬
‫ول نفعضاا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ل تتضمن الرقية سحراا‪:‬‬
‫اتفق العلماء على منع التداوي بالرقى‬
‫التي تتضمن السحر كالعقد والعزائم‬
‫والطلسمات‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تكون الرقية بلغة مفهومة المعنى‪.‬‬
‫اتفق الفقهاء على أنه يشترط في الرقية أن‬
‫تكون بلغة مفهومة المعنى‪ ،‬فتكون باللغة العربية‪،‬‬
‫ح بلغة أعجمية‪ ،‬أو بلغة عبرية‪ ،‬وسبب منع‬ ‫ول تص ر‬
‫الرقى إذا كانت باللغة العجمية‪ ،‬أو بما ل يدرى‬
‫معناه أنها مظنة الشرك بالله تعالى والسحر‪ ،‬فتمنع‬
‫تلك الرقى‪ ،‬وإن لم يعرف الراقي أنها شرك أو‬
‫سحر‪ ،‬ول يجوز للمريض التداوي بها‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تكتب الرقية بطاهر‪.‬‬
‫إذا كانت الرقية مكتوبة في ورقه فلبد أن تكتب‬
‫بمادة طاهرة كالحبر والزعفران‪ ،‬وبعض الصباغ‪،‬‬
‫فل يجوز أن يكتبها بما هو نجس كالدم والبول؛ لن‬
‫كلم الله تعالى وأسمائه وصفاته ينبغي أن تنـزه‬
‫عن ذلك‪ ،‬فيحرم على المسلم التداوي بالحجب‬
‫التي تكتب بدم نجس)‪.(1‬‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬هذه الضوابط في‪ :‬دراسات فقهية في قضايا طبية‬ ‫‪1‬‬

‫معاصرة"ضوابط التداوي بالرقى والتمائم في الفقه السلمي"د‪.‬‬


‫‪487‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ب‪ -‬الضوابط الشرعية للراقي‪:‬‬


‫‪ -1‬أن بكون الراقي مسلماا‪.‬‬
‫يشترط فيمن يعالج المرضى بالرقى أن‬
‫يكون مسلماا؛ لن غير مسلم ل يعلم‬
‫بحقيقة الرقى السلمية التي توافق كتاب‬
‫الله وسنة نبيه ‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ -2‬نن نننن نننننن نننن نن نننن‪.‬‬
‫ننن نننن نن ننننننن ننن ننننن‬
‫نننن نننننننن ننننننن نن‬
‫نننننن نننن نننن نننن نننن‬
‫ننننن نننننننن ننننننن ننننن‬
‫ننن نننننن نننن ننن ننن نننن‬
‫نننن ‪ ‬نن نننن نننن نننننن‬
‫ننننننن نننن ننن ننن نننن ننن‬
‫نننن ننننننن نن ننننن ننننننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫‪ -3‬نن ننننن نننننن نن نننن نن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫نننن ننننننن ننن ننن ننننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن نن ننننن ننننننن ننننن‬
‫نن نننننن نن نننن نننننن‬
‫ننننننن ننن نننننن نن نننن‬
‫ننننننن نن نننن نننن ننننن‬
‫ننننننن ننن نننن نننن ننننن نن‬
‫نننن نننن ننننننن ننن نننن‬

‫محمد عثمان شبير)ص ‪.(506-496‬‬


‫‪488‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن نننننن نننننن‪.‬‬


‫‪ -4‬نن نننن نننننن ننننن نننن‬
‫ننننننن ننننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫نننننننن‬
‫ننننن نن نننننن نن نن ننن ننننن‬
‫ننننن‬
‫ن‬ ‫نننن نن ننننننننن نننن نننن‬
‫نننننننن نن نننن نننننن نننن نننن‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن ننن نننن نننن نننن نن‬
‫ننن ننننننن ننن نننن ننننننن ننننننن‬
‫نننننننن ننننن ننن ننننن نن ننننننن‬
‫ننننن ننن ننن ننننن نننننن نننن ننن‬
‫نننننننننننننن نن ننننننن نننننننن‬
‫ننن نن نن نننننننن نن ننننننن نننن‬
‫نننننن نننن ننن ننننن ننننن ننننن نن‬
‫ننننننننن نن نننن ننننننن ننننننن‬
‫ننننننن ننننن ننننن ننن ننننننن‬
‫ننننننن نننننننن ننننننن نننن نن‬
‫نننن نننننن نننننن نننننن ننننن‬
‫ننننننن ننننننن ننن ننننننن ننن‬
‫ننننننن نن ننننننن نن نننن ننننن‬
‫نننن ننن)‪.(1‬‬
‫ن‪ -‬ننننننن ننننننن نننننن‪:‬‬
‫‪ -1‬نن ننننن نننننن نن نننننن نن‬
‫نننن‪:‬‬
‫نننننن نن ننننن‬‫ننن ن‬ ‫ننننن ن‬
‫ننننننن ننننن نن نننننن نن‬
‫نننن نننننن نننننن ننن ننن‬
‫ننننن نن نننن ننننننن ننننن‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬هذه الضوابط في المصدر السابق)ص ‪.(516-507‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪489‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن نننن‪.‬‬
‫‪ -2‬ننننن ننننن نن ننننننن‪.‬‬
‫ننننن ننن نننننن نن ننننن ننن‬
‫ننننن نننن نننننننن ننننننن‬
‫نن نننننننن ننننن ننننن نننن‬
‫نن نننننن نننننن نننننن نننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫‪ -3‬نن ننننن نننننن نن نننننننن‬
‫نننننن نن نننن نننننن‪:‬‬
‫ننننن ننن نننننن نن ننننن نن‬
‫ننننننن ننننن نننن نن ننننن نن‬
‫نننن نننننننن نننننن نن ننننن‬
‫ننننننن ننن ننننن نننننننننن‬
‫نننننن ننننننن ننن نننن نن‬
‫نننننن نننن نننن ننننن ننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننن ننن ننننننن‬
‫ننننننن ننننننن نن نننن‬
‫نننننننن)‪.(1‬‬
‫ن‬
‫نننن ن‪ :‬ننننن ننننننن نننننننن‬
‫نننننن‪:‬‬
‫ننننن ننن ننننن نننننننن نننننن‬
‫ننن ننننننن نن نننننن نننن نننن نن‬
‫نننن‪:‬‬
‫‪ -1‬نن نننن ننننننن ننننننن ننن نننن‬
‫نننننن نن نننن ننن نننننننن ننن‬
‫نننننن نن ننننن ننن ننن نن نننن‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬هذه الضوابط في المصدر السابق)ص ‪.(520-517‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪490‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننن ننننننن نننننننن نننننن‬
‫ن‬
‫نننننن نننن‪.‬‬
‫نننننننن نننننن ننننن ننن ننننن‬
‫ننننننن نننن نن نننن نن ننننن ننننن‬
‫نننننن ننننننن ننننن نن نن ننننن‬
‫ننن)‪.(1‬‬
‫ن‬
‫‪ -2‬نن نننن نننننن نننننن ننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫نننن نن ننننن نننن ننن ننن ننننننن‬
‫ننننننن ننن نننن ننننن نننن ننن نننن‬
‫نننن نن ننننن نننننن ننننننن ننن‬
‫نننننننن نننن ننن ننننننن نننن‬
‫ننننننن نننننننن نننن نننننننن‬
‫نننننننن ننن ننننن نننن نن ننننن‬
‫ن‬
‫نننننن نننن نننن ننننن)‪.(2‬‬
‫‪ -3‬نن نننن نننننن نن نننن نننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننن نن ننن نننننن نننننننن ننن ننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننن ننن نننننن ننننننن ننن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن نننن ننننن ننن ننننن ننننن نن‬
‫نننن ننننن ننن ننن نننن نن ننننن‬
‫ننننن ننن ننننن ننن نننننن ننننننن‬
‫نننننن ننن نننن ننننن ننننن نننننن‬
‫ننننن نننننن ننن نننن نننننن ننننن‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية‪ .‬د‪ .‬صالح الفوزان)ص ‪ ،(94‬أحكام‬ ‫‪1‬‬

‫الجراحة الطبية‪.‬د‪ .‬محمد الشنقيطي )ص ‪.(104‬‬


‫)‪(2‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية)ص ‪.(105‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪491‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن ننن نننننن نننننن نن نننن)‪.(1‬‬
‫نننن ننننننن نن ننن ننننن نننننن‬
‫نننننن نن ننن ننن نننن ننننن ننننن‬
‫ننن ننننننن ننن ننننننن ننن ننننن‬
‫نننن ننننن نننننن ننن ننن ننننننن نن‬
‫نننن ننننن نننننن نننننننننن نننننن‬
‫ننن نن نننننن نننننن نننن ننن نننننن‬
‫نن ننننن نن نننننن نن ننن نن نننن‬
‫ننننن)‪.(2‬‬
‫‪ -4‬نن ننننن ننننننن نن نننننن‬
‫نننننن نننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن نن نننننن نننننن نن نننن نننن‬
‫نننننن نننننننن ننننننن ننن ننننن‬
‫ننننننن نننننن ننن ننن نننن نن ننن‬
‫نننننن ننننننن نننننننن ننننننننن‬
‫ن‬
‫نننن نننن ننننن ننن ننننننن ننننننن‬
‫ننن ننننن ننننننن)‪(3‬ن ننن نننن ننن ننن‬
‫ننننننن)‪.(4‬‬
‫ن‬
‫‪ -5‬نن نننن ننن نن نننننن نننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن نننننننن نن نننن نننن‬
‫نننننن نننننن ننننن ننن ننن نننن ننن‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬صالح الفوزان)ص ‪ ،(95-94‬أحكام‬ ‫‪1‬‬

‫الجراحة الطبية د‪ .‬محمد الشنقيطي)ص ‪.(110-109‬‬


‫)‪(2‬انظر‪ :‬مغني المحتاجا )‪ ،(2/337‬المغني )‪ ،(8/122‬كشاف القناع)‬ ‫‪2‬‬

‫‪.(4/14‬‬
‫)‪(3‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية)ص ‪.(112‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪(4‬انظر‪ :‬المغني )‪ ،(5/538‬المبدع لبن المفلح)‪.(5/110‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪492‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننن ننن نننن نننننن نننننن نننن‬


‫نن نننن نن نننننن ننن ننن ننننن ننننن‬
‫ننننن نننن نننن ننن ننننن نننننننن‬
‫نن نننننننننن نننن نن ننننننن نننننن‬
‫ننننننن ننن ننن ننننن‪ :‬ﮋﮤ ﮥﮦﮧ ﮨﮊ)‪.(1‬‬
‫ويعتبر الطبيب الجراحا هو المرجع في الحكم‬
‫ن بسلمة المريض من أخطار الجراحة أو‬ ‫بغلبة الظ ر‬
‫)‪(2‬‬
‫عدمها ‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ -6‬أن ل يوجد البديل الذي هو أخف ضررا من‬
‫الجراحة‪:‬‬
‫إذا وجد بديل يمكن بواسطته علجا المريض بإذن‬
‫الله كالعقاقير والدوية لزم المصير إليه؟ صيانة‬
‫لرواحا الناس وأجسادهم؛ لئل تتعرض لخطار‬
‫الجراحة ومضاعفاتها المحتملة‪ ،‬اعتبارا ا للصل‬
‫الموجب لعلجا المريض بالسهل‪ ،‬وأنه ل يصار إلى‬
‫علجه بما هو أصعب منه متى ما أمكن علجه بذلك‬
‫السهل)‪.(3‬‬
‫‪ -7‬أن تترتب المصلحة على فعل الجراحة‪.‬‬
‫يشترط لجواز التداوي بالجراحة أن تترتب‬
‫المصلحة الطبية على فعلها‪ ،‬سواء كانت تلك‬
‫المصلحة ضرورية كما في الجراحة التي يقصد منها‬
‫إنقاذ النفس المحرمة‪ ،‬أو كانت حاجية كما في‬
‫الجراحات التي يقصد منها إعادة العضاء إلى‬
‫حالتها الطبيعة‪ ،‬ودفع ضرر السقام والفات التي‬
‫أصابتها‪ ،‬وذلك لن الجراحة الطبية إنما شرعت‬
‫)‪(1‬آية ‪195‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية)ص ‪ ،(119-117‬الجراحة التجميلية‬ ‫‪2‬‬

‫د‪ .‬صالح الفوزان)ص ‪.(96-95‬‬


‫)‪(3‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية )ص ‪.(121-120‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪493‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫لمصلحة الجساد ودفع ضرر السقام عنها‪ ،‬فإذا‬


‫انتفت تلك المصلحة وكانت ضررا ا محضا ا فإنه حينئذ‬
‫ينتفي السبب الموجب للترخيص بفعلها)‪.(1‬‬
‫‪ -8‬أن ل يترتب على فعلها ضرر أكبر من ضرر‬
‫المرض‪.‬‬
‫إذا اشتملت الجراحة على ضرر أكبر من ضرر‬
‫المرض حرم على الطبيب إجراؤها؛ لما فيه من‬
‫تعريض الجساد للضرر الكبر‪ ،‬ووجب على‬
‫المريض البقاء على الضرر الخف‪ ،‬والمتناع عن‬
‫فعل الجراحة المشتملة على اللقاء بالنفس إلى‬
‫الهلك والتلف)‪.(2‬‬
‫ومن تطبيقات هذه القاعدة في مجال التداوي ما يأتي‪:‬‬
‫التطبيق الول‪ :‬إزالة الصبع الزائدة‪:‬‬
‫يجوز إزالة الصبع الزائدة إذا لم يترتب على‬
‫إزالتها ضرر؛ لن في بقائها ضرر والضرر يزال‪،‬‬
‫فإزالة الصبع الزائدة عند من يقول بالجواز‬
‫مشروط بالمن من ضرر الزالة)‪.(3‬‬
‫وهذا القول بجواز إزالة الصبع الزائدة قال به‬
‫أكثر الفقهاء بنااء على عدم إيجابهم الدية في‬
‫الجناية على الصبه الزائدة؛ لن قطعها لم يذهب‬
‫منفعة ول جمال ا بل هو عيب ونقص في الخلقة‪،‬‬
‫وقطعها يزيل هذا النقص ويزيد في الجمال‪ ،‬وإنما‬

‫)‪(4‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية)ص ‪ ،(123-122‬الجراحة التجملية‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬الفوزان)ص ‪.(97-96‬‬


‫)‪(1‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية)ص ‪ ،(125-124‬الجراحة‬ ‫‪2‬‬

‫التجميلية)ص ‪.(97‬‬
‫)‪(2‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬الفوزان)ص ‪.(448-447‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪494‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أو جبوا فيها حكومة)‪ (1‬عدل)‪(2‬؛ لن الجاني قطعها‬


‫دون إذن صاحبها ولو قطعها بإذنه أو بإذن وليه فل‬
‫شيء عليه‪.‬‬
‫القول بجواز قطع الصبع الزائدة قد أفتى به‬
‫سماحة الشيخ محمد ين إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه‬
‫الله ـ؛ وعلل ذلك بأن هذا الصبع فيه أذى فيقطع‬
‫اتقااء لذاه‪ ،‬فأفتى بجواز ذلك عند ما سئل عن غلم‬
‫ولد وله ستة أصابع في يده فهل يجوز قطع الصبع‬
‫الزائدة؟ فأجاب رحمه الله‪" :‬الغلم له أحوال‪:‬‬
‫الحالة الولى‪ :‬أن تكون هذه الصبع الزائدة‬
‫ف من أصل خلقتها‪ ،‬ول يمكن‬ ‫ثابتة عظامها في الك ر‬
‫ف‪ ،‬فهذا ل يجوز قطعه؛‬ ‫قطعها إل بتكسير عظام الك ر‬
‫ف‪ ،‬وهو من التمثيل المنهي‬ ‫لنه يشوه منظر الك ر‬
‫عنه شرعاا‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن تكون الصبع الزائدة غير‬
‫ثابتة في عظام الكف‪ ،‬بل تتدلى كالسلعة الزائدة‪،‬‬
‫وليس في قطعها تشويه لمنظر الكف‪ ،‬فالظاهر أن‬
‫هذا ل بأس به‪ ،‬لسيما إن كان يؤذي صاحبه عند‬
‫حركة اليد‪ ،‬فهذا يقطع اتقااء لذاه‪ ،‬فهو بمنـزلة‬
‫الداء‪ ،‬وما أنزل الله من داء إل وأنزل له دواء علمه‬
‫من علمه وجهله من جهله")‪.(3‬‬

‫)‪(3‬انظر‪ :‬المغني )‪ ،(12/150‬الشرحا الكبير المطبوع مع النصاف)‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،(25/503‬النصاف) ‪ ،(25/502‬مغني المحتاجا) ‪ ،(4/66‬روضة‬


‫الطالبين)‪ ،(9/310‬المبسوط)‪ ،(26/166‬البحر الرائق) ‪.(8/384‬‬
‫)‪(4‬حكومة عدل‪ :‬أن يقوم المجني عليه عبدا ا ل جناية به‪ ،‬ثم يقوم‬ ‫‪2‬‬

‫وهي به قد برئت فما نقصته الجناية فله مثله من الدية‪ ،‬انظر‪:‬‬


‫المغني)‪.(12/178‬‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم)‪-3/164‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.(165‬‬
‫‪495‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التطبيق الثاني‪ :‬إزالة ما يشوه الجسم من‬


‫عيوب وتشوهات تطرأ أعلى الجلد‪:‬‬
‫يجوز إزالة ما يشوه الجسم من عيوب وتشوهات‬
‫تطرأ على الجلد كالتصبغات)‪ ،(1‬والوشم)‪،(2‬‬
‫والوحمات الدموية)‪ ،(3‬والندبات)‪ (4‬وغير ذلك من‬
‫عيوب فيجوز إزالتها بالليزر؛ لن إزالة هذه‬
‫التشوهات بالليزر يندرجا في عموم أدلة مشروعية‬
‫التداوي‪ ،‬ومن تلك الدلة قاعدة‪":‬الضرر يزال"؛ لنه‬
‫ي‪،‬‬
‫يترتب على عيوب الجلد وتشوهاته ضرر حس ر‬
‫)‪(5‬‬
‫ومعنوي‪ ،‬وفي استعمال الليزر إزالة لهذا الضرر ‪.‬‬
‫ضوابط استعمال الليزر لزالة التشوهات على الجسم‪:‬‬
‫الليزر من الوسائل العلجية الحديثة‪ ،‬وقد يكون‬
‫في استعماله منافع للنسان وإزالة الضرر عنه‪،‬‬
‫وقد يكون في استعماله ضرر‪.‬‬
‫وقد ذكر د‪ .‬الفوزان بعض الضوابط لستعمال‬
‫الليزر‪ ،‬أذكر منها ما يأتي‪:‬‬
‫الول‪ :‬أن ل يكون في استعماله ضرر بالجسم‪،‬‬
‫فإذا كان فيه ضرر لم يجز؛ لن الضرر ل يزال‬
‫)‪(2‬التصبغات‪ :‬عبارة عن بقع جلدية تشتمل على خليا صبغية تكسب‬ ‫‪1‬‬

‫الجلد لونا ا داكناا‪ ،‬وقد يظهر الشعر فيها بغزارة‪ .‬انظر الجراحة‬
‫التجميلية‪ ،‬د‪ .‬الفوزان )ص ‪.(297‬‬
‫)‪(3‬الوشم‪ :‬تلوين موضع الجسم بلون مميز عن طريق غرس مادة‬ ‫‪2‬‬

‫تحت الجلد‪ ،‬انظر‪ :‬المصدر السابق )ص ‪.(295‬‬


‫)‪(4‬الوحمات‪ :‬الوحمة عبارة عن ورم حميد سببه تشوه وتوسع في‬ ‫‪3‬‬

‫الودعية الدموية السطحية الموجودة في الجلد وغالبا ا ما تكون بلون‬


‫أحمر أو زهري وتحدث عند الطفال منذ الولدة أو بعدها‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫المصدر السابق )ص ‪.(297‬‬
‫)‪(5‬الندبات‪ :‬هي الثر الذي تتركه الصابات والعمليات الجراحية على‬ ‫‪4‬‬

‫الجلد وهي تعطي الجلد منظرا ا مشوهاا‪ ،‬انظر‪ :‬المصدر السابق )ص‬
‫‪.(294‬‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬المصدر السابق )ص ‪.(304‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪496‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫بالضرر‪ ،‬وإذا كان الغرض من استعماله تجميليا ا فل‬


‫يسوغ القدام على ما فيه ضرر بالجسم لمر‬
‫تحسيني‪ ،‬ومن ذلك الليزر إذا كان يترتب عليه‬
‫التهابات أو تأثير على بعض النسجة‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن ل يترتب على استعماله تشويه‬
‫للجلد‪ ،‬فإذا علم الطبيب أن الليزر يشوه الجسم لم‬
‫يجز له استعماله؛ لن تشويه الجسم محرم‪ ،‬إذ‬
‫يتعارض مع حرمة جسم المعصوم‪ ،‬ويدخل في‬
‫المثلة المنهي عنها‪ ،‬ومن ذلك استعمال الليزر إذا‬
‫ترتب عليه تصبغات دائمة تشوه الجلد‪ ،‬وكذلك ما‬
‫ينشأ عنه من حروق للجلد‪ ،‬أو حدوث ندبات بارزة‬
‫ضتلحق بالجلد تشوهات قد تفوق التشوه الصلي‬
‫الذي استعمل الليزر لزالته)‪.(1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬الفوزان )ص ‪.(334-333‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪497‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التطبيق الثالث إزالة شعر الشارب واللحية إذا نبت للمرأة‪:‬‬


‫يجوز إزالة شعر الشارب واللحية إذا نبت للمرأة‬
‫على وجه مشوه ومعيب بالوسائل المنة؛ لن ذلك‬
‫ضرر "والضرر يزال"‪ ،‬فيجوز إزالة ما يشوه وجه‬
‫المرأة كشعر اللحية‪ ،‬والشارب إذ ذلك ل ينافي‬
‫النهي عن النمص؛ لنه من باب إزالة العيب ل طلب‬
‫الحسن؛ إذ خروجا الشعر المشوه في وجه المرأة‬
‫يعد خلقة غير معهودة‪.‬‬
‫والمراد بهذا الشعر كل ما يظهر على وجه‬
‫المرأة بشكل مشوه وغير معتاد‪ ،‬ول يلزم أن يكون‬
‫كثيفا ا كشعر الرجل‪ ،‬لكن لو كان دقيقا ا ل يرى فإن‬
‫الحوط عدم إزالته بالليزر؛ لنه يحتمل أن يكون‬
‫من النمص كما هو مذهب أكثر الفقهاء‪ ،‬وليس في‬
‫بقائه عيب أو تشويه ظاهر)‪.(1‬‬
‫فالحاصل‪ :‬أنه يجوز إزالة ما يشوه وجه المرأة‬
‫كشعر اللحية والشارب؛ عمل ا بقاعدة‪" :‬الضرر‬
‫يزال"‪ ،‬وإذا كانت إزالته بالليزر‪ ،‬فيكون وفق‬
‫الضوابط المذكورة في التطبيق السابق‪.‬‬
‫التطبيق الرابع‪ :‬إعادة العضو المبتور بسبب حادث‪:‬‬
‫يجوز إعادة العضو المبتور بسبب حادث؛ وذلك‬
‫لن النسان يتضرر كثيرا ا بفقده لعضو من أعضائه‬
‫كيده أو رجله أو أصابعهما‪ ،‬فيشرع له دفع ذلك‬
‫الضرر بفعل هذا النوع من الجراحة الذي يمكن‬
‫بواسطته إعادة ذلك العضو الذي أبين عمل ا‬
‫بقاعدة‪" :‬الضرر يزال"‪.‬‬
‫وأشار إلى هذه المسألة بعض الفقهاء حيث‬
‫أجازوا إعادة الذن المقطوعة‪ ،‬واستدلوا لذلك بأن‬
‫إعادتها ل يوجب الحكم بنجاستها؛ لن النجاسة‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬الفوزان )ص ‪ ،(183‬أحكام تجميل‬ ‫‪1‬‬

‫النساء في الشريعة السلمية للدكتورة ازدهار المدني)ص ‪.(372‬‬


‫‪498‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫متعلقة بها حال النفصال‪ ،‬وأما إذا عادت واتصلت‬


‫فإنها ترجع إلى حكمها الول من كونها طاهرة)‪.(1‬‬
‫ضوابط إعادة العضو المبتور‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم تلوثه بصورة تمنع من إعادته‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم وجود فاصل زمني طويل؛ لن ذلك‬
‫يحول دون نجاحا عملية الوصل التي تحتاجا إلى‬
‫طراوة الموضع وقرب عهده بحادث البتر‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ل يكون بتره بسبب حد ر شرعي‪ ،‬أو‬
‫قصاص)‪.(2‬‬
‫في الخليا‬ ‫)‪(3‬‬
‫التطبيق الخامس‪ :‬العلجا الوراثي " الجيني"‬
‫الجسدية‪.‬‬
‫تناط بالعلجا الجيني آمال كبيرة لعلجا العديد من‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية)ص ‪ ،(413‬الجراحة التجميلية د‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الفوزان)ص ‪.(400-399‬‬
‫)‪(2‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية)ص ‪.(411‬‬ ‫‪2‬‬

‫عرف بعدد‬ ‫م تطبيقات الهندسة الوراثية‪ ،‬و ض‬ ‫)‪(3‬العلجا الجيني هو أحد أه ر‬ ‫‪3‬‬

‫من التعريفات‪ ،‬أذكر منها‪:‬‬


‫‪ -1‬عبارة عن تحويل وراثي لخليا المريض بهدف علجا المراض‪.‬‬
‫‪ -2‬إدخال مورث سليم مكان المورث المصاب إلى خليا المرضى‬
‫المصابين بعيب وراثي‪.‬‬
‫‪ -3‬معالجة المراض الوراثية بإضافة إدخال‪ ،‬أو إحلل مورث طبيعي‪،‬‬
‫أو مورثات طبيعية‪.‬‬
‫‪ -4‬عملية إدخال أو نقل جينات سليمة إلى خليا جسدية‪ ،‬وذلك‬
‫للحصول على وظيفة جينية غير موجودة‪ ،‬وذلك بسبب مرض‬
‫وراثي‪ ،‬أو مرض مكتسب‪.‬‬
‫دي وظيفتها الصحيحة‪ ،‬إما‬ ‫ر‬ ‫تؤ‬ ‫التي‬ ‫‪ -5‬تصحيح عمل المورثات‬
‫بإصلحها‪ ،‬أو باستبدالها‪ ،‬أو إعطاء المريض إفرازات هذه‬
‫المورثات‪ ،‬وهذا التعريف هو القرب لنه يشمل طريقتين من‬
‫طرق العلجا الوراثي"الجيني"‪:‬‬
‫الولى‪ :‬إصلحا المورث الذي حدث منه الخلل‪ ،‬إما بإزاحته بالكلية‬
‫ووضع مورث سليم مكانه‪،‬أو بتحويل في الجين المعطوب‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬عن طريق استخلص موررث سليم من إنسان سليم وزرعه‪،‬‬
‫والحصول على إفرازاته‪ ،‬وإعطائها‪ ،‬كدواء لمريض مورثه معطوب‬
‫ل يفرز هذا الفراز كاستخلص المورث المسئول عن إفراز‬
‫النسولين من إنسان سليم‪ ،‬فيزرع ذلك المورث في نوع من‬
‫البكتريا ويترك ليتكاثر فينتج كميات كبيرة من النسولين البشري‬
‫يعطي لعلجا مرضى السكري‪ ،‬وكان هذا أول نوع من أنواع العلجا‬
‫الوراثي بهذه الطريقة‪ ،‬وذلك في عام ‪1982‬م‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الهندسة الوراثية بين معطيات العلم‪ ،‬وضوابط الشرع د‪ .‬إياد‬
‫أحمد إبراهيم)ص ‪ ،(91-87‬الوصف الشرعي للجينوم البشري‬
‫والعلجا الجيني د‪ .‬عجيل النشمي)ص ‪ ،(554‬البنوك الطبية‬
‫البشريةد‪ .‬إسماعيل مرحبا)ص ‪.(695-693‬‬
‫‪499‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المراض‪ ،‬ويتطلع الباحثون إلى علجا أكثر من أربعة‬


‫آلف مرض تصيب النسان بسبب الخلل في‬
‫الجينات)‪.(1‬‬
‫والمعالجات السريرية للمرضى‪ ،‬والبحاث‬
‫التجريبية عليهم يدلن على أن تطبيقات مستقبلية‬
‫تنتظر هذا النوع من المعالجة‪ ،‬ويقرر الطباء‪،‬‬
‫والعلماء أن تطبيقاتها ستكون لمراض واسعة‬
‫النتشار تطال المليين من مرضى العالم مثل‪:‬‬
‫السرطانات‪ ،‬التهاب الكبد الفيروسي فرط‬
‫الكولوسترول العائل‪ ،‬تصلب الشرايين‪ ،‬وبعض‬
‫المراض العصبية كالشلل الرعاش‪.‬‬
‫والعلجا الوراثي "الجيني" ليس قاصرا ا على‬
‫المراض الوراثية بل يمتد ر أيضا ا إلى المراض‬
‫المكتسبة)‪.(2‬‬
‫والعلجا الجيني‪ ،‬وإن كان يتفق مع غيره من أنواع‬
‫العلجات الخرى كالعقاقير في علجا المريض‬
‫وتحسين صحته إل أنهما يختلفان‪ ،‬ومن الفروقات‬
‫بينهما ما يأتي‪:‬‬
‫الفرق الول‪ :‬أن تأثير العلجا الجيني مستمر‬
‫فمثل ا نقل الجيني الذي يقوم بوظيفة إنتاجا‬
‫النسولين لمريض السكر سيمكن ‪-‬بمشيئة الله‪-‬‬
‫خلياه من إنتاجا النسولين اللزم له بصفة دائمة‪،‬‬
‫وهذا بخلف العلجا بالعقاقير الذي يكون تأثيره‬
‫وقتيا ا ما دام الجسم تحت تأثير الدواء‪.‬‬
‫دة العلجا هو استخدام‬ ‫الفرق الثاني‪ :‬أن ما ر‬
‫جزئيات الحمضي النووي بدل ا من المواد ر الكيماوية‪،‬‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬أحكام الهندسة الوراثية د‪ .‬سعد الشويرخ )ص ‪.(288‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬البنوك الطبية البشرية)ص ‪.(695-694‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪500‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫دة‬
‫فالعلجا الجيني يقوم على إجراء تغيير في الما ر‬
‫الوراثية‪ ،‬وذلك بنقل جزء من الحمضي النووي في‬
‫نواة الخلية‪ ،‬ويكون هذا بطريقة مخبرية‪.‬‬
‫والعلجا الجيني‪ ،‬وإن كان أحد التوجهات‬
‫المستقبلية لعلجا كثير من المراض الوراثية‪ ،‬إل أنه‬
‫لم يخضع لتجارب طويلة‪ ،‬ولم تتوفر له الخبرة‬
‫الكافية التي تضمن سلمة استخدامه‪ ،‬فقد يحصل‬
‫منه بعض الضرار‪ ،‬وهناك العديد من العقبات التي‬
‫مازالت تعترض العلجا الجيني كإيجاد الناقل الجيني‬
‫الخالي من الضرر وأداء الجين لوظيفته بعد‬
‫النقل)‪.(1‬‬
‫والعلجا الوراثي الجيني قد أجازه أكثر الفقهاء‬
‫المعاصرين)‪ ،(2‬وأوصت بجوازه ندوة الوراثة‬
‫والهندسة الوراثية‪ ،‬والجينوم البشري والعلجا‬
‫الجيني ‪ -‬رؤية إسلمية ‪ -‬المنعقدة في دولة الكويت‬
‫في الفترة من ‪25-23‬جمادة الخرة عام ‪1419‬هـ‪.‬‬
‫وقد عقدتها المنظمة السلمية للعلوم الطبية‪.‬‬
‫وجاء فيها ما نصه‪" :‬رأت الندوة جواز استعمالها‬
‫أي الهندسة الوراثية في منع المرض أو علجه أو‬
‫تخفيف أذاه‪ ،‬سواء بالجراحية الجينية التي تبدل‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬أحكام الهندسة الوراثية د‪ .‬سعد الشويرخ )ص ‪(293-288‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬الوصف الشرعي للجينوم البشري والعلجا الجيني د‪ .‬عجيل‬ ‫‪2‬‬

‫النشمي )‪ ،(1/553‬قضايا طبية معاصرة في ضوء الشريعة السلمية‬


‫إعداد جمعية العلوم الطبية المنبثقة عن نقابة الطباء الردنية)‬
‫‪ ،( 269 ،242 ،240 ،239 ،236 ،195 ،2/188‬المواكبة الشرعية‬
‫لمعطيات الهندسة الوراثية)ص ‪ ،(577‬الهندسة الوراثية بين معطيات‬
‫العلم وضوابط الشرع )ص ‪ ،(94 ،88‬البنوك الطبية البشرية‬
‫إسماعيل مرحبا )ص ‪ ،(705 ،701‬موقف السلم والنظرة‬
‫المستقبلية لتقدم العلجا الجيني)ص ‪ ،(11‬نظرات فقهية في الجينوم‬
‫البشري)‪.(2/746‬‬
‫‪501‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫جينا ا بجين‪ ،‬أو تولج جينا ا من خليا مريض‪ ،‬وكذلك‬


‫إيداع جين من كائن في كائن آخر للحصول على‬
‫كميات كبيرة من إفراز هذا الجين؛ لستعماله دواءا‬
‫لبعض المراض")‪.(1‬‬
‫وصدر قرار المجمع الفقهي لرابطة العلم‬
‫السلمي بجواز العلجا الوراثي" الجيني" وجاء فيه‬
‫ما نصه‪" :‬الستفادة من علم الهندسة الوراثية في‬
‫الوقاية من المرض‪ ،‬أو علجه أو تخفيف ضرره‬
‫بشرط أن ل يترتب على ذلك ضرر أكبر")‪.(2‬‬
‫وبه صدر قرار جمعية العلوم الطبية السلمية‬
‫الردنية‪ ،‬حيث جاء فيه ما نصه‪" :‬الموضوع الثالث‪:‬‬
‫العلجا بالمورثات‪ :‬أجاز الفقهاء الحضور استعمال‬
‫تقانات الهندسة الوراثية لدخال جينات‪ ،‬أو مواد‬
‫نووية سليمة إلى جسم النسان المكتمل المصاب‬
‫بمرض وراثي بقصد العلجا من ذلك‪ ،‬ضمن‬
‫الضوابط الشرعية‪ ،‬ومنها حصول الطمأنينة أن هذا‬
‫دي إلى ضرر أكثر من النفع")‪.(3‬‬ ‫الجراء ل يؤ ر‬
‫ل من أجاز التداوي بالعلجا الوراثي‬‫واستد ر‬
‫"الجيني" بقاعدة‪ ":‬الضرر يزال"‪.‬‬
‫وجه الستشهاد من القاعدة‪ :‬أن هذه‬
‫القاعدة تدل بعمومها على جواز إزالة الضرر سواء‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬تبت أعمال ندوة الوارثة والهندسة الوراثية والجينوم‬ ‫‪1‬‬

‫البشري والعلجا الجيني المنعقدة في الكويت عام ‪1421‬هـ )ص‬


‫‪.(1048‬‬
‫) ‪(2‬انظر‪ :‬قرارات المجمع الفقهي السلمي)ص ‪ (312 -311‬القرار‬ ‫‪2‬‬

‫رقم) ‪ (1‬في دورته الخامسة عشرة المنعقدة في مكة المكرمة في‬


‫شهر رجب عام ‪1419‬هـ‪.‬‬
‫)‪(3‬انظر‪ :‬قضايا طبية معاصرة في ضوء الشريعة السلمية إعداد‬ ‫‪3‬‬

‫جمعية العلوم الطبية المنبثقة عن نقابة الطباء الردنية)‪-2/269‬‬


‫‪.(270‬‬
‫‪502‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫كان الضرر في العضاء الظاهرة‪ ،‬أو في غيرها من‬


‫المورثات فيندرجا في ذلك نقل الجينات لما فيه من‬
‫رفع الضرر)‪.(1‬‬
‫ضوابط التداوي بالعلج الوراثي "الجيني‬
‫" في الخليا الجسدية‪:‬‬
‫من أجاز التداوي بالعلجا الوراثي " الجيني"‬
‫أجازه وفق الضوابط الشرعية‪ ،‬ومن هذه الضوابط‬
‫ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬إجراء البحوث التجريبية‪ ،‬ودراسة المآلت‬
‫والنتائج الناجمة عن هذا العلجا قبل تطبيقه‬
‫على البشر‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون العلجا الوراثي هو الوسيلة الوحيدة‬
‫لعلجا المرض‪ ،‬ول توجد وسيلة أخرى أقل‬
‫منه خطراا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ل يؤدي إلى ضرر أعظم من الضرر‬
‫الموجود أص ا‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ -4‬تحقق المصلحة من إجراءه‪ ،‬وذلك بالشفاء‬
‫بإذن الله من المرض‪ ،‬أو تخفيف آلمه‪.‬‬
‫‪ -5‬الحصول على الموافقة المقبولة شرعا ا من‬
‫المنقول والمنقول إليه‪.‬‬
‫‪ -6‬الحفاظ على السرية الكاملة للنتائج‪.‬‬
‫‪ -7‬رعاية أحكام الشريعة السلمية القاضية‬
‫باحترام حقوق النسان وكرامته)‪.(2‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬المواكبة الشرعية لمعطيات الهندسة الوراثيةد‪ .‬عبد‬ ‫‪1‬‬

‫دة)ص ‪ ،(587‬البنوك الطبية البشرية د‪ .‬إسماعيل‬ ‫الستار أبو غ ر‬


‫مرحبا)ص ‪ ،(705-704‬الهندسة الوراثية بين معطيات العلم وضوابط‬
‫الشرع)ص ‪ ،(94‬أحكام الهندسة الوراثية)ص ‪.(340‬‬
‫)‪(2‬انظر‪ :‬الهندسة الوراثية بين معطيات العلم وضوابط الشرع د‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫إياد إبراهيم)ص ‪ ،(95‬الهندسة الوراثية من المنظور الشرعي‪ .‬عبد‬


‫‪503‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -8‬أن يكون العلجا في حدود الغراض‬


‫المشروعة‪ ،‬وأن يكون بعيدا ا عن العبث‬
‫والفوضى‪ ،‬وذلك بأن ل يكون لجل إثبات قوة‬
‫العلم فقط دون أن يترتب عليه منافع‬
‫بشرية‪.‬‬
‫‪ -9‬أن ل يكون العلجا الجيني في مجال التأثير‬
‫على السللة البشرية‪ ،‬وعلى فطرة النسان‪،‬‬
‫دي إلى تغيير خلق الله‪.‬‬‫وذلك بأن ل يؤ ر‬
‫‪ -10‬أن ل يتجاوز التعامل بالعلجا الجيني حدود‬
‫العتدال فل يصل إلى حدود التبذير‬
‫والسراف‪.‬‬
‫‪ -11‬أن يكون القائمون بهذه التجارب‪ ،‬وبالعلجا‬
‫الجيني من ذوي الخلص‪ ،‬والختصاص‪،‬‬
‫والتجربة‪ ،‬والخبرة‪.‬‬
‫‪ -12‬أن تكون المختبرات الخاصة بالجينات‬
‫والعلجا تحت مراقبة‪ ،‬وإشراف الدولة‪ ،‬أو‬
‫الجهات الموثوق بها‪ ،‬وذلك لخطورة هذه‬
‫الختبارات الجينية وآثارها المدمرة إن لم‬
‫تكن تحت المراقبة)‪.(1‬‬

‫الناصر أبو البصل)ص ‪ ،(706‬قرارات المجمع الفقهي السلمي)ص‬


‫‪ (312‬الدورة الخامسة عشرة رجب ‪1419‬هـ‪ ،‬البنوك الطبية‬
‫البشرية)ص ‪(703‬أحكام الهندسة الوراثيةد‪ .‬سعد الشويرخ)ص‬
‫‪.(333-332‬‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬فقه القضايا الطبية المعاصرة أد‪ .‬على القره داغي أ‪.‬د‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫علي يوسف المحمدي)ص ‪.(336-335‬‬


‫‪504‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قاعدة‪ :‬الضرر يدفع بقدر المكان)‪.(1‬‬


‫المعنى الجمالي للقاعدة‪:‬‬
‫هذه القاعدة تفيد وجوب دفع الضرر قبل وقوعه‬
‫بكل الوسائل والمكانيات المتاحة بحسب‬
‫الستطاعة والقدرة‪ ،‬فإن أمكن منعه بالكلية‪ ،‬وإل‬
‫فإن المنع أو الدفع يكون بحسب المستطاع‪ ،‬وهذا‬
‫من باب الوقاية خيرمن العلجا)‪.(2‬‬
‫أدلة القاعدة‪:‬‬
‫تعالىﮋﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟﯠ ﯡﯢ ﯣﯤﯥﮊ‬ ‫الدليل الول‪ :‬قوله‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أمر الله عز وج ر‬
‫ل المؤمنين‬
‫بالعداد المستطاع للقوة؛ لدفع ضرر العداء‪ ،‬وقيد‬
‫ل على أن دفع الضرر‬ ‫هذا المر بالستطاعة مما يد ر‬
‫)‪(4‬‬
‫يكون بحسب المكان ‪.‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬قوله تعالىﮋﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬﭭﭮ ﭯﭰ ﭱﭲ‬
‫ﭳﭴﭵﭶﮊ )‪.(5‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أن نشوز الزوجة يعد ضررا ا‬
‫على الزوجا‪ ،‬وقد أمر الله تعالى بدفعه بحسب‬
‫الستطاعة مما يدل على أن الضرر يدفع قدر‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬هذه القاعدة في المبسوط)‪ ،(11/94‬مجموع الفتاوى‬ ‫‪1‬‬

‫لشيخ السلم ابن تيمية) ‪ ،(28/591‬ترتيب اللي في سلك المالي)‬


‫‪ ،(2/810‬مجلة الحكام العدلية)ص ‪ (90‬المادة رقم"‪ ،"31‬درر‬
‫الحكام شرحا مجلة الحكام لعلي حيدر)‪ ،(1/42‬شرحا القواعد الفقهية‬
‫للزرقا)ص ‪ ،(207‬الوجيز في إيضاحا القواعد الكلية)ص ‪،(256‬‬
‫الممتع)ص ‪.(227‬‬
‫)‪(2‬انظر‪ :‬القواعد الفقهية وتطبيقاتهاد‪ .‬محمد الزحيلي)‪،(1/208‬‬ ‫‪2‬‬

‫الوجيز)ص ‪ ،(256‬الممتع)ص ‪.(227‬‬


‫)‪(3‬آية ‪60‬من سورة النفال‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪(4‬انظر‪ :‬الوجيز في إيضاحا القواعد الكلية)ص ‪.(256‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪(5‬آية ‪34‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪505‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المكان)‪.(1‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬عن أبي سعيد الخدري – رضي‬
‫الله عنه –قال‪ :‬سمعت رسول الله ‪ ‬نننن‪) :‬نن‬
‫ن‬
‫ننن نننن ننننن ننننننن ننننن ننن نن‬
‫ننننن نننننننن ننن نن ننننن نننننن‬
‫نننن نننن ننننننن()‪.(2‬‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن نننن نننننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننن ننن ننننن ننن نننن نننن‬
‫نننن ننن نننن نننن نننن نننننن ننن‬
‫ننن ننن نن ننننن نننن نننن ننننننن ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫تطبيقاها الطبية في مجال التداوي‪:‬‬


‫التطبيق الول‪ :‬التحصين المبكر قبل‬
‫حلول المرض‪:‬‬
‫التحصين الصحي المبكر قبل حلول المرض‬
‫المتوقع جائز شرعا ا كالتطعيم ضد ر الملريا‪،‬‬
‫والجدري‪ ،‬والحصبة‪ ،‬والحمى الشوكية‪ ،‬وغير ذلك‬
‫من المراض المعدية‪.‬‬
‫والتطعيم يحقق ـ بمشيئة الله ـ دفع الضرر عن‬
‫الصحاء‪" ،‬والضرر يدفع بقدر المكان")‪.(4‬‬
‫ومما يدل على أهمية التحصين الصحي الوقائي‬
‫الواقع المؤلم لكثير من البلدان الفقيرة حيث‬
‫يموت في كل عام أكثر من خمسة عشر مليون‬
‫نسمة بسبب المراض المعدية‪ ،‬وأن ‪0/0 97‬‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬الممتع)ص ‪.(228‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬أخرجه مسلم في صحيحه) ‪ (1/69‬كتاب اليمان باب بيان كون‬ ‫‪2‬‬

‫النهي عن المنكر من اليمان‪ ،‬رقم الحديث"‪"49‬‬


‫)‪(3‬انظر‪ :‬الممتع)ص ‪.(229‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪(4‬انظر‪ :‬قاعدة "ل ضرر ول ضرار" د‪ .‬عائض الشهراني)ص ‪.(19‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪506‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ينتمون إلى البلدان الفقيرة وبالخص الفريقية‬


‫بسبب الحالة المعيشية وعدم توفر الدواء‪.‬‬
‫بل إن الحصائيات تدل على أن أكثر من خمسة‬
‫عشر مليون طفل يموت سنويا ا بسبب المراض‬
‫المعدية الفتاكة مع أنه يمكن إنقاذهم بإذن الله إذا ما‬
‫توافرت لهم اللقاحات‪ ،‬والمصال اللزمة من خلل‬
‫توفير التغطية المالية لثمانها)‪.(1‬‬
‫د‪:‬‬
‫التطبيق الثاني‪ :‬البتعاد عمن فيه مرض مع ٍ‬
‫ينبغي للنسان البتعاد عمن فيه مرض معد‪،‬‬
‫وذلك دفعا ا لضرر العدوى و"الضرر يدفع بقدر‬
‫المكان")‪.(2‬‬
‫وهذا ل يتعارض مع الحديث الذي رواه أبو هريرة‬
‫ـ رضي الله عنه ـ حين قال رسول الله ‪) :‬نن‬
‫نننن ننن ننن ننن نننن(‪ .‬نننن نننننن نن‬
‫نننن نننن ننن ننن ننننن نننن نن ننننن‬
‫ننننن ننننن ننننن نننننن نننننن‬
‫ننننن نننن نننن ننن ننننن ننن‪) :‬ننن‬
‫نننن نننننن()‪.(3‬‬
‫ننننن ننننن نننن نننن ننننن نن نننن‬
‫نننن ‪ ‬ننن‪) :‬نن نننن نننن ننن ننن( )‪.(4‬‬
‫ننن ننن ننن ننننن ننننننننن نننننن‬
‫نننن‪" :‬ننن ننننن ننننننن ننن ننننن‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬فقه القضايا الطبية المعاصرة أ‪.‬د علي القره داغي وأ‪ .‬د‬ ‫‪1‬‬

‫على المحمدي )ص ‪.(173‬‬


‫)‪(2‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬الفوزان )ص ‪ ،(114‬أحكام نقل‬ ‫‪2‬‬

‫أعضاء النسان د‪ .‬يوسف الحمد)‪.(1769‬‬


‫)‪(3‬أخرجه مسلم في صحيحه) ‪ (1743-4/1742‬كتاب السلم‪ ،‬باب ل‬ ‫‪3‬‬

‫عدى ول طيرة رقم الحديث"‪."2220‬‬


‫)‪(4‬انظر‪ :‬صحيح مسلم الموضع السابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪507‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن نننن نننننننن نننن ننننننن ننننن‪:‬‬


‫ننننن ننننن نن نننن" نن نننن " نننننن‬
‫نن ننن نن نننن نننننننن ننننن ننننننن‬
‫نن ننننن ننننننن نننن نننننن نن نننن‬
‫نننن نننننن نننن نننن" نن نننن نننن‬
‫ننن ننن" ننننن ننن نننننن نن نننن‬
‫ننننن نننن نن نننننن نننن نننن ننننن‬
‫نننننن نننن نن نننننن ننننن نننننن‬
‫ننننننن ننن ننن نننن ننننن ننن ننن‬
‫نننن نننن ننننن نننننن ننننن نن‬
‫نننننن ننن نننننننن ننن نننن نننن‬
‫ننننن نننن نننن نننننننن نننن نننن‬
‫نننننن نن ننننن نننننننن نننننن‬
‫نننننن نن نننننن نننن نننن ننننن‬
‫ننننننن نننننن نننننن نننن")‪.(1‬‬
‫التطبيق الثالث‪ :‬جواز الحجر الصحي على من أصيب بمرض معد‪:‬‬
‫في العصور السابقة على الطب الحديث وجدت‬
‫أمراض معدية كالسل‪ ،‬والطاعون‪ ،‬والكوليرا‪،‬‬
‫والجدري‪ ،‬والحصبة‪ ،‬والسعال الديكي‪ ،‬وشلل‬
‫الطفال‪ ،‬والدفتريا‪ ،‬ولكن هذه المراض وجدت لها‬
‫أدوية وتطعيمات قللت من نسبتها في الدول‬
‫المتقدمة والغنية‪ ،‬ولكن الكثير منها بقي في البلدان‬
‫الفقيرة‪.‬‬
‫وفي عصر التقدم العلمي والطبي ظهرت‬
‫أمراض أخرى معدية‪ ،‬ومن تلك المراض ملزمة‬
‫اللتهاب التنفسي الحاد"سارس" والنفلونزا‪،‬‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬صحيح مسلم بشرحا النووي)‪.(214-213‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪508‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫واليدز‪ ،‬وإلتهاب السحايا‪ ،‬والحصبة اللمانية‬


‫والزهري‪ ،‬والسيلن والكزاز‪ ،‬والنكاف واللتهابات‬
‫الكبدية الفيروسية‪ ،‬وحمى الوادي المتصدع وجنون‬
‫البقر)‪.(1‬‬
‫وفي عام ‪1429‬هـ ظهر مرض جديد من‬
‫المراض المعدية وهو انفولنـزا الطيور‪ ،‬وفي هذا‬
‫العام ‪1430‬هـ ظهر أيضا ا مرض جديد من المراض‬
‫المعدية وهو انفولنـزا الخنازير )‪ A‬ـ ‪ H1‬ـ ‪ ،(N1‬فهذه‬
‫المراض المعدية من وسائل مكافحتها‪ :‬الحجر‬
‫الصحي؛ حيث تقوم الدول التي ينشر فيها مرض‬
‫من المراض المعدية بالحجر الصحي على‬
‫المرضى‪.‬‬
‫والمراد بالحجر الصحي هو‪ :‬عزل المريض بهذا‬
‫النوع من المراض عن بقية الصحاء طيلة فترة‬
‫حضانة المرض‪ ،‬ووضعه تحت الرقابة الطبية‬
‫الدقيقة إلى أن تنتهي هذه الفترة‪.‬‬
‫والسلم سبق كل التشريعات المعاصرة بوضع‬
‫د؛ حيث ورد‬ ‫الحجر الصحي في حالة وجود مرض مع ٍ‬
‫في الحاديث الصحيحة منع الدخول والخروجا من‬
‫البلد الذي وقع فيه الطاعون‪ ،‬منها الحديث الذي‬
‫رواه أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال‪ :‬قال‬
‫ن‬
‫رسول الله ‪) :‬نن ننن ننننننن ننن ننن ننن‬
‫نن ننن ننننن نن ننن ننن نننننننن نننن‬
‫ن‬
‫ننن نننن ننن نننننن نننن ننننن نننن‬
‫نننن ننن نننن ننن ننننننن( )‪.(2‬‬
‫)‪(2‬انظر‪ :‬فقه القضايا الطبية المعاصرة أ‪ .‬د على القره داغي و أ‪.‬د‬ ‫‪1‬‬

‫علي المحمدي )‪.(175-172‬‬


‫)‪(1‬أخرجه مسلم في صحيحه) ‪ (4/1738‬كتاب السلم‪ ،‬باب الطاعون‬ ‫‪2‬‬

‫‪509‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن نننننن ننن ننن ننننننن ننننن‬


‫نننننن ننن نننن نننننن ننننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننن نننن نننن ننن نننننن نن‬
‫نننننن نن ننن نن نننن نن ننننننن نننن‬
‫ن‬
‫ننن نننننن نن نننن ننننن نننننن ننن‬
‫ن‬
‫ننن ننن نننننن ننن نننن نن نننن نننن‬
‫نننننن نننن ننننننن ننن نننن نن نننن‬
‫ننن نننننننن ننننننن نننن نننننن ننن‬
‫نننننننن ننننن ننن نننننن ننننن‬
‫)‪(1‬‬
‫نننن‪.‬‬
‫ننن ننن ننننن نن ننن ننننن‪ :‬ننننن‬
‫ننننن نننن ننن نننن نننننن ننن‬
‫ننننننن ننننن نننننن ننن)‪.(2‬‬
‫ننننن نننن نن نننن ننننن ننننن‬
‫نننننننن نننن ننننن ن" ننننن ننن‬
‫نننن ننن ننننننن")‪.(3‬‬
‫التطبيق الرابع‪ :‬جواز القيام بالعلجا الجيني‪:‬‬
‫بعد تقدم وسائل الفحص المبكر أمكن للعلماء‬
‫معرفة المراض المكنونة التي يمكن أن يصاب بها‬
‫النسان في المستقبل عند بلوغه سنا ا معينة‪ ،‬أو‬
‫عند تعرضه لعوامل نفسية‪ ،‬أو بيئية معينة‪.‬‬
‫فيجوز للنسان أن يتداوى بالعلجا الجيني فيما لو‬
‫أكد الطب أهمية هذا النوع من العلجا لدفع خطر‬
‫والطيرة‪ ،‬رقم الحديث" ‪."2218‬‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬فقه القضايا الطبية المعاصرة)ص ‪.(180 ،172‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬صحيح مسلم بشرحا النووي)‪.(14/213‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪(3‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬الفوزان)ص ‪ ،(114‬قاعدة ل ضرر ول‬ ‫‪3‬‬

‫ضرار وتطبيقاتها الطبية د‪ .‬عائض الشهراني)ص ‪.(19‬‬


‫‪510‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫متوقع عنه‪ ،‬وأن هذا يدخل ضمن قاعدة" الضرر‬


‫يدفع بقدر المكان" حيث إنها تفيد وجوب دفع‬
‫الضرر قبل وقوعه بكل الوسائل والمكانات‬
‫المتاحة‪ ،‬وهو من باب الوقاية خير من العلجا)‪.(1‬‬

‫)‪(4‬انظر‪ :‬بحوث فقهية في مسائل طبية معاصرة أ‪ .‬د علي‬ ‫‪1‬‬

‫المحمدي)ص ‪ ،(177‬القواعد الفقهية أ‪.‬د صالح السدلن)ص ‪.(508‬‬


‫‪511‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قاعدة‪ :‬الضرر ل يزال بمثله)‪.(1‬‬

‫وبعضهم أوردها بلفظ‪" :‬الضرر ل يزال‬


‫بالضرر")‪.(2‬‬
‫المعنى الجمالي للقاعدة‪:‬‬
‫هذه القاعدة قيد لقاعدة‪":‬الضرر يزال" أي أن‬
‫الضرر يزال في الشرع‪ ،‬إل إذا كانت إزالته ل تتيسر‬
‫إل بإدخال ضرر مثله على الغير‪ ،‬فحينئذ ل يرفع ول‬
‫يزال بضرر مثله‪ ،‬ول بما هو فوقه بالولى‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن الضرر يجب أن يزال بدون ضرر إن أمكن‬
‫وإل أزيل بضرر أق ر‬
‫ل)‪.(3‬‬
‫م من‬ ‫ولفظ‪" :‬الضرر ل يزال بالضرر" أع ر‬
‫لفظ" الضرر ل يزال بمثله" حيث يفيد عدم‬
‫جواز إزالة جنس الضرر بجنس ضرر آخر سوااء‬
‫أكان مساويا ا أو أقل أو أشد‪ ،‬فالواجب إزالة الضرر‬
‫دون إيقاع ضرر آخر)‪.(4‬‬
‫أدلة القاعدة‪:‬‬
‫أدلة هذه القاعدة هي أدلة قاعدة‪" :‬ل ضرر ول‬
‫ضرار"‪ ،‬فيستدل لهذه القاعدة بعموم النصوص‬
‫)‪ (1‬وردت هذه القاعدة بهذا اللفظ في‪ :‬مجلة الحكام العدلية)ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (59‬مادة رقم"‪"25‬دور الحكام شرحا الحكام)‪ ،(1/40‬شرحا القواعد‬


‫الفقهية للشيخ أحمد الزرقا)ص ‪ ،(195‬الوجيز في إيضاحا قواعد الفقه‬
‫الكلية)ص ‪ ،(259‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها د‪ .‬محمد الزحيلي )‬
‫‪ ،(1/215‬القواعد الفقهية الكبرى أ‪ .‬د صالح السدلن)ص ‪،(512‬‬
‫الممتع في القواعد الفقهية)ص ‪.(239‬‬
‫)‪ (2‬وردت هذه القاعدة بهذا اللفظ في‪ :‬الشباه والنظائر للسبكي )‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،(1/41‬المنثور في القواعد)‪ ،(2/321‬الشباه والنظائر‬


‫للسيوطي)ص ‪ ،(176‬الشباه والنظائر لبن نجيم )ص ‪ ،(196‬ترتيب‬
‫الللي في سلك المالي)‪.(2/807‬‬
‫)‪(3‬انظر‪ :‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها د‪ .‬محمد الزحيلي )‪،(1/215‬‬ ‫‪3‬‬

‫شرحا القواعد الفقهية للشيخ أحمد الزرقا)ص ‪.(195‬‬


‫)‪(4‬انظر‪ :‬الممتع في القواعد الفقهية)ص ‪.(240‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪512‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الشرعية التي تنهى عن الضرر‪ ،‬وسأذكر منها ما‬


‫يأتي‪:‬‬
‫الدليل الول‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﮋﭑ ﭒﭓﭔ ﭕﭖﭗﭘ ﭙ ﭚﭛﭜﭝ‬
‫ﭞﭟﮊ )‪.(1‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬ف هذه اليآة نى صأريآح عن الضارة بالطلقة‪،‬‬
‫سواء حصل منهما إضرار بالزوجا أو ل يصل‪ ،‬ويآكون الضرار با إمرا براجعتهما‬
‫قبل انتهماء عدتا‪ ،‬وتطليقهما مرة أخرى‪ ،‬أو بالتضييق عليهما حت تفتدي منه‬
‫بالا‪ ،‬وحصول الضرار منهما بالزوجا ل يآسموغ للزوجا أن يآلحق با الضرر من باب‬
‫العاملة بالثل وهذا يآدل على أن "الضرر ل يآزال بثله"‪.‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬قوله تعال‪ :‬ﮋﮪﮫ ﮬ ﮭﮮﮯ ﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫ﯚ ﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﮊ )‪.(2‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬ف هذه اليآة ني للوالدة عن الضرار بولدها بأمن‬
‫تأمب أن ترضع ولدها إضرارا بأمبيه‪ ،‬وني للب أن يآقابل ذلك الضرر بضرر مثله فينتزع‬
‫الولد من والدته وينعهما من إرضاعه‪ ،‬وهذا العن ذكره بعض الفسمريآن‪.‬‬
‫قال القرطب‪" :‬العن ل تأمب الم أن ترضعه إضرار بأمبيه‪ ،‬أو تطلب أكثر من‬
‫أجر مثلهما‪ ،‬ول يل للب أن ينع الم من ذلك مع رغبتهما ف الرضاع")‪.(3‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬عن أب سعيد الدري ـ رضي ال عنه ـ أن رسول ال ‪‬‬
‫قال‪) :‬ل ضرر ول ضرار( )‪.(4‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬استغراق النفي ف الديآث يآفيد تري سائر أنواع الضرر ف‬

‫)‪(1‬آية ‪ 231‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬آية ‪ 233‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪(3‬انظر‪ :‬الجامع لحكام القرآن )‪.(3/167‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (1‬سبق تخريج هذا الحديث‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪513‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الشحرع‪ ،‬ومن ذلك إزالة الضرر بثله‪.‬‬


‫تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي‪:‬‬
‫التطبيق الول‪ :‬إجراء الجراحة الطبية‬
‫التي مفسدتها مماثلة لتركها أو أعظم‪:‬‬
‫يحرم إجراء الجراحة الطبية إذا غلب على الظن‬
‫أن المفسدة الحاصلة بها مماثلة‪ ،‬أو أعظم من‬
‫مفسدة تركها‪ ،‬فيشترط لجواز فعل الجراحة‬
‫الطبية أن ل تشتمل على ضرر أكبر من ضرر‬
‫المرض الجراحي‪ ،‬فإن اشتملت على ذلك حرم‬
‫على الطبيب الجراحا فعلها؛ لما فيه من تعريض‬
‫الرواحا‪ ،‬والجساد للضرر الكبر‪ ،‬ووجب على‬
‫المريض البقاء على الضرر الخف‪.‬‬
‫ومن أمثلة هذا النوع من الجراحة‪ :‬ما يجري في‬
‫علجا التحدب الظهري الحاد‪ ،‬فإن الجراحة المتعلقة‬
‫بهذا النوع من الفات التي تصيب العمود الفقري‬
‫التي تشتمل على ضرر أكبر من الضرر المترتب‬
‫على المرض نفسه‪ ،‬فالغالب في الجراحة أنها‬
‫تنتهي بالشلل النصفي؛ وبناء على هذا فإنه ينبغي‬
‫على الطباء أن يقارنوا بين نتائج الجراحة السلبية‬
‫والمفاسد المترتبة عليها‪ ،‬وبين المفاسد التي‬
‫يشتمل عليها المرض الجراحي نفسه‪.‬‬
‫فإن كانت المفاسد التي تترتب على الجراحة‬
‫أكبر من المفاسد الموجودة في المرض حرم‬
‫عليهم القدام على فعل الجراحة؛ لن الشريعة ل‬
‫د‪،‬‬
‫تجيز للنسان أن يزيل الضرر بمثله‪ ،‬أو بما هو أش ر‬
‫ولذلك كان من قواعدها"الضرر ل يزال‬

‫‪514‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫بمثله")‪.(1‬‬
‫التطبيق الثاني‪ :‬نقل عضو من شخص حي إلى شخص آخر‪:‬‬
‫يحرم نقل العضو من شخص حي إلى شخص‬
‫آخر حي إذا ترتب عليه ضرر بالمنقول منه؛ لن في‬
‫ذلك إزالة الضرر بمثله و"الضرر ل يزال بمثله")‪.(2‬‬
‫من أمثلة ذلك‪ :‬استئصال القرنيتين جميعا ا من‬
‫إنسان حي صحيح النظر‪ ،‬وهذا الستئصال يذهب‬
‫بالبصر كله‪ ،‬فيصبح بعدها أعمى‪ ،‬إيثارا ا لخيه على‬
‫نفسه‪ ،‬ومثلها استئصال قرنية واحدة من إنسان ل‬
‫يبصر إل بهذا العين‪ ،‬واستئصالها يذهب ببصره)‪.(3‬‬
‫وهذه الصورة محرمة وممن صرحا بتحريمها‬
‫مجمع الفقه السلمي التابع للمؤتمر السلمي‬
‫ونص القرار‪" :‬يحرم نقل عضو من إنسان حي‬
‫يعطل زوال وظيفة أساسية في حياته‪ ،‬وإن لم‬
‫تتوقف سلمة أصل الحياة عليها كنقل قرنية‬
‫العينين كلتيهما‪ ،‬أما إن كان النقل يعطل جزءا ا من‬
‫وظيفة أساسية فهو محل بحث ونظر" )‪.(4‬‬
‫من أدلة التحريم‪:‬‬
‫الدليل الول‪ :‬أن الله تعالى حرم العتداء على‬
‫العين ومنفعتها‪ ،‬وأوجب في العتداء عليها‬
‫القصاص‪ ،‬أو الدية‪ ،‬ول يجوز للعبد أن يتلف نفسه‪،‬‬
‫أو أعضاءه أو منافعها التي ائتمنه الله عليها‪ ،‬أو أن‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية د‪ .‬محمد الشنقيطي)ص ‪.(124‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬الفوزان)ص ‪ ،(115‬المسائل الطبية‬ ‫‪2‬‬

‫المستجدة لمحمد النتشة)‪.(2/106‬‬


‫)‪(3‬انظر‪ :‬أحكام نقل أعضاء النسان في الفقه السلمي‪ .‬د‪ .‬يوسف‬ ‫‪3‬‬

‫الحمد)‪.(2/507‬‬
‫)‪(4‬انظر‪ :‬مجلة الفقه السلمي)ع ‪ 4‬جا ‪1‬ص ‪ (89‬قرار مجمع الفقه‬ ‫‪4‬‬

‫السلمي بشأن انتفاع النسان بأعضاء جسم إنسان آخر حيا ا كان أو ميتا ا‬
‫برقم" ‪."26‬‬
‫‪515‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يلحق الضرر بها‪ ،‬وفي التبرع بالقرنية إتلف لمنفعة‬


‫النظر من غير ضرورة‪.‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬أن في التبرع بقرنيتيه إزالة‬
‫د؛ لنه بالتبرع يزول بصره‬ ‫للضرر بضرر مثله‪ ،‬أو أش ر‬
‫من أجل يبصر آخر‪ ،‬ثم إن الغالب في المريض‬
‫المتلقى أنه لم يصل إلى درجة العمى؛ لن‬
‫المشكلة تكون في إحدى عينيه‪ ،‬ول يصل فيها إلى‬
‫درجة العمى إل نادراا‪.‬‬
‫ومن المتقرر عند أهل العلم أن "الضرر ل‬
‫يزال بضرر مثله أو أشدد")‪.(1‬‬
‫التطبيق الثالث‪ :‬زراعة الوجه‪:‬‬
‫تحريم زراعة الوجه؛ وذلك؛ لن في أخذ الوجه‬
‫من الميت مثلة ظاهرة به وانتهاكا ا لحرمته‪ ،‬وقد‬
‫جاء الشرع بالنهي عن المثلة‪ ،‬ولئن جاز أخذ رقعة‬
‫من جلد الميت للضرورة أو الحاجة الطبية‪ ،‬فإن‬
‫الحاجة أو الضرورة ل تجوز زراعة الوجه لما يلي‪:‬‬
‫أ ـ أن الوجه محل الحترام والتكريم‪ ،‬ولذا جاء‬
‫النهي عن الضرب في الوجه‪.‬‬
‫ب ـ أن تشوهات الوجه يمكن علجها بعمليات‬
‫جراحية مختلفة كزرع رقع جلدية متعددة‪ ،‬أو‬
‫بالبالون الطبي حسب درجة الصابة‪.‬‬
‫جا ـ أن زراعة الوجه يترتب عليها ضرورة حقن‬
‫جسم المريض بأدوية وعقاقير متعددة‬
‫لتنشيط مناعة جسمه ضد هذا النسيج‬
‫الغريب‪ ،‬وهذا من شأنه إضعاف مناعته‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬أحكام نقل أعضاء النسان في الفقه السلمي د‪ .‬يوسف‬ ‫‪1‬‬

‫الحمد)‪.(509-2/508‬‬
‫‪516‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وتعريضه لللتهابات‪ ،‬والمراض‪ ،‬وفي ذلك‬


‫إضرار به‪ ،‬ول يجوز علجا التشوه بما يفضي‬
‫إلى إلحاق ضرر أشد منه‪.‬‬
‫وقد تقرر في قواعد الفقه أن "الضرر ل يزال‬
‫بمثله" فكيف إذا أزيل بضرر أشد منه)‪.(1‬‬
‫التطبيق الرابع‪ :‬الجراحات التجميلية التحسينية‪:‬‬
‫ل يجوز إجراء الجراحات التجميلية التحسينية‬
‫لعضو ليس فيه تشوه‪ ،‬وإنما المراد منها تحسين‬
‫المظهر‪ ،‬وتجديد الشباب‪ ،‬أو لتوهم الشخص وجود‬
‫تشوه غير ملحوظ مع أن ظاهره ليس مشوها ا في‬
‫نظر أوساط الناس‪ ،‬وهذا يشمل صور متعددة من‬
‫الجراحات التجميلية كتجميل النف من حيث‬
‫العرض‪ ،‬والرتفاع‪ ،‬وتجميل الذقن‪ ،‬وتجميل الثديين‬
‫دها إلى‬ ‫بتصغيرهما أو تكبيرهما‪ ،‬أو تجميل الذن بر ر‬
‫الوراء إن كانت مقدمة‪ ،‬أو تجميل الساعد أو‬
‫اليدين‪ ،‬أو تجميل الحواجب وغير ذلك‪.‬‬
‫فها النوع من الجراحات التجميلية التحسينية ل‬
‫تشتمل على دوافع ضرورية‪ ،‬ول حاجية‪ ،‬وليس فها‬
‫مسوغ من إزالة ضرر حسي‪ ،‬أو معنوي‪ ،‬بل غاية ما‬
‫فيها تغيير خلق الله تعالى‪ ،‬والعبث بها حسب أهواء‬
‫الناس وشهواتهم‪ ،‬لسيما وإن كثيرا ا من المراكز‬
‫المتخصصة بالجراحة التجميلية أخذت تتنافس في‬
‫جذب وإغراء الناس بمثل هذه الجراحات التجميلية‬
‫التحسينية عن طريق الدعاية والعلن عبر الوسائل‬
‫العلمية المختلفة‪ ،‬وتقوم هذه المراكز بإجراء‬
‫الجراحات التجميلية بدون اللتزام بفتاوى العلماء‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬الفوزان)ص ‪.(390-389‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪517‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والمجامع العلمية التي أجازت الجراحات التجميلية‬


‫للضرورة والحاجة ووفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫فهذه الجراحات التجميلية التحسينية غير‬
‫مشروعة‪ ،‬ول يجوز فعلها‪ ،‬وهي من تغيير خلق الله‬
‫تعالى‪ ،‬وقد جاءت النصوص الشرعية بتحريم تغيير‬
‫خلق الله‪ ،‬كما قال تعالى‪ :‬ﮋﯗ ﯘﯙﯚﮊ )‪.(1‬‬
‫وهذه الجراحة التجميلية التحسينية تشتمل على‬
‫تغيير خلق الله والعبث فيها حسب الهواء‬
‫والرغبات فهي داخلة في المذموم شرعاا‪ ،‬فهي‬
‫كالوشم والنمص المنهي عنهما‪ ،‬وهذه الجراحات ل‬
‫تخلو من الضرار والمضاعفات التي تنشأ عنها‪،‬‬
‫ففي جراحة تجميل الثديين بتكبيرهما عن طريق‬
‫حقن مادة السلكون‪ ،‬أو الهرمونات الجنسية يؤدي‬
‫ذلك إلى أخطار كثيرة إضافة إلى قلة نجاحها‪.‬‬
‫فضرر إجراء مثل هذه العمليات الجراحية‬
‫التحسينية أشد ر من الضرر المتوهم في حال بقاء‬
‫)‪(2‬‬
‫العضو بدون جراحة‪" ،‬والضرر ل يزال بمثله" ‪.‬‬
‫ونظرا ا لما يتضمنه هذا النوع من الجراحة من‬
‫العبث بخلق الله من دون وجود ضرورة أو حاجة‬
‫داعية إلى ذلك؛ فإنه يحرم فعله‪ ،‬والقدام عليه من‬
‫قبل الطبيب الجراحا والشخص الطالب‪ ،‬وتعتبر‬
‫الدوافع التي يعتذر بها من يفعله من كون الشخص‬
‫يتألم نفسيا ا بسبب عدم تلبية رغبته بفعل هذا النوع‬

‫)‪(1‬آية ‪119‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية د‪ .‬محمد الشنقيطي)ص ‪-191‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،(198‬جامع الفتاوى الطبية والحكام المتعلقة بها‪ .‬د‪ .‬عبد العزيز بن‬
‫عبد المحسن)ص ‪ ،(257-254‬الجراحة التجميليةد‪ .‬الفوزان)ص ‪-12‬‬
‫‪213‬وص ‪(221‬‬
‫‪518‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫من الجراحة غير كافية في الترخيص له‪ ،‬وعلجا هذه‬


‫الوهام والوساوس إنما هو بغرس اليمان في‬
‫القلوب‪ ،‬وزرع الرضا عن الله تعالى فيما قسمه من‬
‫الجمال والصورة‪ ،‬والمظاهر ليست هي الوسيلة‬
‫لبلوغ الهداف والغايات النبيلة‪ ،‬وإنما يدرك ذلك‬
‫بتوفيق الله ثم بالتزام شرعه والتخلق بالداب‬
‫ومكارم الخلق)‪.(1‬‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية د‪ .‬محمد الشنقيطي)ص ‪-191‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،(198‬جامع الفتاوى الطبية والحكام المتعلقة بها‪ .‬د‪ .‬عبد العزيز بن‬
‫عبد المحسن)ص ‪ ،(257-254‬الجراحة التجميلية د‪ .‬الفوزان )ص‬
‫‪213-212‬وص ‪.(221‬‬
‫‪519‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قاعدة‪ :‬الضرر الشد يزال بالضرر الخف)‪.(1‬‬


‫اللفاظ الخرى للقاعدة‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ 1‬ـ يختار أهون الشرين أو أخف الضررين ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ يدفع أعظم الضررين باحتمال أخفهما)‪.(3‬‬
‫‪ 3‬ـ إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما‬
‫ضررا ا بارتكاب أخفهما)‪.(4‬‬
‫‪ 4‬ـ إذا اجتمع ضرران أسقط الصغر الكبر)‪.(5‬‬
‫هذه القواعد مهما اختلفت ألفاظها فهي متحدة‬
‫المعنى‪.‬‬
‫المعنى الجمالي للقاعدة‪:‬‬
‫الضرر ليس على درجة واحدة‪ ،‬وإنما يتفاوت في‬
‫ذاته وفي آثاره‪ ،‬والضرر يجب إزالته لقاعدة‪:‬‬
‫"الضرر يزال" ولكن إذا لم يمكن إزالة الضرر نهائيا ا‬
‫وكان بعضه أشد من بعض‪ ،‬ول بد ر من ارتكاب‬
‫أحدهما‪ ،‬فيزال الضرر الشد بارتكاب الضرر‬
‫الخف)‪.(6‬‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬هذه القاعدة في‪ :‬الشباه والنظائر لبن نجيم )ص ‪،(88‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة الحكام العدلية)ص ‪ (90‬المادة رقم"‪ "27‬درر الحكام شرحا‬


‫مجلة الحكام علي حيدر)‪ ،(1/40‬شرحا القواعد الفقهية للزرقا)ص‬
‫‪ ،(199‬القواعد الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي)‪ ،(1/219‬القواعد الفقهية‬
‫أ‪.‬د‪ .‬السدلن )‪ ،(527‬الوجيز د‪ .‬البورنو )ص ‪ ،(260‬الممتع )ص ‪(241‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬مجلة الحكام العدلية)ص ‪ (90‬المادة رقم"‪ "29‬دور‬ ‫‪2‬‬

‫الحكام شرحا مجلة الحكام علي حيدر)‪.(1/40‬‬


‫)‪(3‬القواعد الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي)‪.(1/219‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬الشباه والنظائر للسيوطي)ص ‪ ،(87‬الشباه والنظائر‬ ‫‪4‬‬

‫لبن نجيم)ص ‪ ،(89‬مجلة الحكام العدلية)ص ‪ (90‬المادة رقم"‪"28‬‬


‫دور الحكام شرحا مجلة الحكام علي حيدر)‪.(1/41‬‬
‫)‪(5‬انظر‪ :‬إيضاحا المسالك للونشريسي )ص ‪.(370‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪(6‬انظر‪ :‬القواعد الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي)‪.(1/219‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪520‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أدلة القاعدة‪:‬‬
‫الدليل الول‪ :‬قوله تعالىﮋﭙ ﭚﭛﭜﮊ )‪.(1‬‬
‫ﮋﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ‬ ‫الدليل الثاني‪ :‬قولـه تعـالى‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮊ ‪.‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬عن أنس بن مالك ـ رضي‬
‫الله عنه ـ قال‪) :‬بينما نحن في المسجد مع رسول‬
‫الله ‪ ‬نن ننن نننننن نننن نننن نن‬
‫ننننننن نننن ننننن نننن نننن ‪ :‬نن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننن نننن ‪ ‬نن نننننن ننننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننن نننن نن نن نننن نننن ‪ ‬نننن‬
‫نننن نن‪ :‬نن ننن ننننننن نن نننن نننن‬
‫نن ننن نننننن ننن نننننن نننن نن نننن‬
‫ن ن‬
‫نننن نن ننن ننننننن نننننن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننن‪ :‬نننن نننن نن ننننن نننن نننن نن‬
‫ننن نننن نننن()‪.(3‬‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬ننن ننننن نن نن ننن‬
‫نننننننن ننننن‪:‬‬
‫نننننن‪ :‬نننن ننن نننن ننننن ننن ننن‬
‫ننننن ننننن نننننن‪.‬‬
‫نننننننن‪ :‬ننن نننن ننننن نننن ننن‬
‫ننننن نننن نننننن نننننن نننن نن‬
‫ننننننن ننننننن نن ننننن نننننن ننن‬
‫نن نننننن نننن ننن نننن نننن ‪ ‬نن ننن‬

‫)‪(1‬آية ‪191‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬آية ‪217‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪(3‬أخرجه مسلم في صحيحه) ‪ (1/236‬كتاب الطهارة‪ ،‬باب وجوب‬ ‫‪3‬‬

‫غسل البول وغيره من النجاسات‪ ،‬رقم الحديث"‪."284‬‬


‫‪521‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننن نننننننن نننن ننننن ننننن نننننن‬
‫ننننن)‪.(1‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن ننن نن ننن‬
‫ننننننننن نننن نن نننننننن ننننننن‬
‫ننن ننننن ننن نننن نننن ن نننن نن نن‬
‫ننن نننن نن نننن نننننن ننن ننن ننن‬
‫ننننننن نننننن نننن ننننننن نن نننن‬
‫نننن ن نننن نننن ننن‪) :‬ننن ننن نن ننن‬
‫ننن ننننن نننننن ننننن ننن ننننن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن نننن نن نننن نننننن()‪.(2‬‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننن ننننن ننن ننن‬
‫ننن نننننننن ننن ننن نن ننننننن نننن‬
‫نننننننن ننن ننننننننن ننن ننن نننن‬
‫ننننن ‪ ‬نننن ننن ننننن ننن نن ننن نننن‬
‫ننننن نننننننن ننننن نننن)‪.(3‬‬
‫تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي‪:‬‬
‫التطبيق الول‪ :‬شق بطن المرأة الحامل‪:‬‬
‫شقر بطن المرأة الحامل؛ لنقاذ الجنين إذا لم‬
‫يمكن إنقاذه إل بذلك‪ ،‬وكانت حياته مرجوة‪ ،‬فإنه‬
‫يجوز شقر بطنها في هذه الحالة‪ ،‬وخاصة في هذا‬
‫العصر الذي تيسرت فيه العمليات الجراحية‪،‬‬
‫وتسمى هذه العملية عند الطباء‪ ،‬بالعملية‬
‫القيصرية فيجوز إجراء هذه العملية الجراحية؛ لن‬
‫الضرر في موت الولد أعظم من الضرر في شق‬
‫)‪(4‬انظر‪ :‬الممتع في القواعد الفقهية)ص ‪.(242‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(1‬أخرجه مسلم في صحيحه) ‪(3/1411‬كتاب الجهاد والسير‪ ،‬باب‬ ‫‪2‬‬

‫صلح الحديبية رقم الحديث" ‪."1784‬‬


‫)‪(2‬انظر‪ :‬الممتع في القواعد الفقهية)ص ‪.(242‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪522‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫بطن الم‪ ،‬فيرعى أعظم الضررين بارتكاب أخفهما‬


‫ويختار أهون الشررين)‪.(1‬‬
‫التطبيق الثاني‪ :‬شقر بطن الميتة الحامل لخراجا الجنين‪.‬‬
‫أجاز جمهور الفقهاء)‪ (2‬شق بطن الميتة؛ لخراجا‬
‫الجنين الذي ترجى حياته‪ ،‬وإن كان يترتب على ذلك‬
‫مساس بجثة الميتة‪ ،‬وانتهاك لحرمتها إل أن ها‬
‫أهون وأخف بكثير من هلك نفس معصومة؛ لن‬
‫ف من مفسدة موت‬ ‫مفسدة شق بطن الميتة أخ ر‬
‫الجنين)‪.(3‬‬
‫قال الكاساني‪" :‬حامل ماتت فاضطرب في‬
‫بطنها ولد‪ ،‬فإن كان في أكبر الرأي أنه حي يشق‬
‫بطنها؛ لننا ابتلينا ببليتين فنختار أهونهما‪ ،‬وشق‬
‫بطن الم الميتة أهون من هلك الولد الحي")‪.(4‬‬
‫التطبيق الثالث‪ :‬إجراء الجراحة التجميلية للنف المشوه‪ ،‬والجلد‬
‫المصاب بالحروق بالنقل الذاتي‪.‬‬
‫يجوز إجراء الجراحة التجميلية بالنقل الذاتي‬
‫للجلد‪ ،‬ويعرف هذا بالترقيع‪ ،‬كإجراء الجراحة‬
‫التجميلبة للنف المشوه بترقيعه بالجلود والعظام‬
‫والغظاريف في جراحات بناء النف أو تجميله‪،‬‬
‫وكإجراء الجراحة التجميلية للجلد بإصلحا العيوب‬
‫والتشوهات التي تلحق الجسم بسبب تعرضه‬
‫)‪(3‬انظر‪ :‬الممتع في القواعد الفقهية)ص ‪ (247‬قاعدة" ل ضرر ول‬ ‫‪1‬‬

‫ضرار" د‪ .‬عائض الشهراني)ص ‪.(26‬‬


‫)‪(4‬انظر‪ :‬مغني المحتاجا)‪ ،(1/367‬المجموع للنووي)‪،(5/270‬‬ ‫‪2‬‬

‫الفروع لبن مفلح) ‪ 3/393‬ـ ‪ ،(394‬الشرك الكبير والنصاف )‬


‫‪ ،(4/252‬بدائع الصنائع )‪.(5/218‬‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬الشباه والنظائر لبن نجيم)ص ‪ ،(88‬شرحا القواعد الفقهية‬ ‫‪3‬‬

‫للزرقا)ص ‪ ،(202‬القواعد الفقهية أ‪ .‬د صالح السدلن)ص ‪،(521‬‬


‫القواعد الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي)‪ ،(1/227‬الجراحة التجميلية‬
‫د‪.‬الفوزان )ص ‪.(113‬‬
‫)‪(2‬انظر‪ :‬بدائع الصنائع)‪.(5/218‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪523‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫للحروق‪ ،‬ويتم ذلك بترقيع الجلد بأن تؤخذ هذه‬


‫الجزاء من النسان نفسه‪ ،‬ويعرف بالنقل الذاتي‪.‬‬
‫وقد صدر بجواز هذه الصورة قرار مجمع الفقه‬
‫السلمي التابع لمنظمة المؤتمر السلمي في‬
‫دورته الرابعة عام ‪1408‬هـ)‪.(1‬‬
‫وصدر في جوازه قرار المجمع الفقهي التابع‬
‫لرابطة العالم السلمي‪ ،‬فقد جاء في القرار الول‬
‫للمجمع في دورته الثامنة المنعقدة في الفترة‬
‫‪28/4/1405‬إلى ‪7/5/1405‬هـ بشأن زراعة‬
‫العضاء ذكر الحالت الجائزة ومنها‪" :‬أخذ جزء من‬
‫جسم النسان لزرعه‪ ،‬أو الترقيع به في جسمه‬
‫نفسه‪ ،‬كأخذ قطعة من جلده أو عظمه؛ لترقيع‬
‫)‪(2‬‬
‫ناحية أخرى من جسمه عند الحاجة إلى ذلك" ‪.‬‬
‫واختار هذا القول بالجواز أكثر الفقهاء‬
‫المعاصرين)‪.(3‬‬
‫استدل القائلون بالجواز بأدلة منها‪:‬‬
‫أ ـ عموم أدلة مشروعية التداوي والجراحة‬
‫الطبية‪ ،‬فهي بعومها تشمل النقل الذاتي‬
‫للعظام والجلود ونحوها)‪.(4‬‬
‫ب ـ إذا جاز قطع العضو وبتره لنقاذ النفس‬
‫)‪(3‬انظر‪ :‬مجلة مجمع الفقه السلمي )ع ‪4‬جا ‪ 1‬ص ‪.(180‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬قرارات المجمع الفقه السلمي لرابطة العالم‬ ‫‪2‬‬

‫السلمي)ص ‪.(156‬‬
‫)‪(2‬انظر‪ :‬فقه النوازل لفضيلة الشيخ د ‪ .‬بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ‬ ‫‪3‬‬

‫)ص ‪ ،(42‬أحكام الجراحة الطبية د‪ .‬محمد الشنقيطي )ص ‪،(335‬‬


‫النتفاع بأجزاء الدمي للشيخ عصمت الله عناية الله)ص ‪،(72-71‬‬
‫المسائل الطبية المستجدة‪ .‬د‪ .‬محمد النتشة)‪ ،(92-2/87‬الجراحة‬
‫التجميلية‪ .‬د‪ .‬الفوزان)‪ ،(367 ،215‬أحكام نقل أعضاء النسان‪ .‬د‪.‬‬
‫يوسف الحمد) ‪.(1/400‬‬
‫)‪(3‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية‪ .‬د‪ .‬الفوزان)‪(367 ،216‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪524‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ودفع الضرر عنها‪ ،‬جاز أخذ جزء منه ونقله‬


‫إلى موضع آخر من باب أولى‪ ،‬إذ البتر فيه‬
‫إزالة العضو دون استبقاء؛ طلبا ا لنقاذ النفس‬
‫ودفع الضرر‪ ،‬أما النقل ففيه إزالة لبعض‬
‫العضو واستبقاء له في مكان آخر)‪.(1‬‬
‫جا ـ أن في بقاء النف مشوها ا والحرق مكشوفا ا‬
‫ومشوها ا ضررا ا بالغا ا بالمصاب من الناحية‬
‫النفسية والجسمية‪ ،‬وقد جاء الشرع بدفع‬
‫الضرر ورفع الحرجا‪ ،‬والضرر يدفع بترقيع‬
‫النف والمكان المصاب بما يحتاجه من مكان‬
‫آخر من الجسم‪ ،‬مع ما في ذلك من مراعاة‬
‫مقاصد الشريعة بحفظ النفس والعضاء)‪.(2‬‬
‫د ـ أن استئصال العضو السليم أو بعضه‬
‫بالجراحة وإن كان فيه مفسدة الجراحة‬
‫والتخدير وقطع العضو الصحيح‪ ،‬إل أن‬
‫مفسدة بقاء العضو المصاب والمشوه دون‬
‫علجا أعظم‪ ،‬وقد تقرر في القواعد الفقهية‬
‫أنه "إذا تعارض مفسدتان روعي‬
‫أعظمهما ضررا ل بارتكاب أخفهما"‬
‫وكذلك فإن" الضرر الشد يزال‬
‫بالضرر الخف"و "يختار أهون‬
‫الشدرين")‪.(3‬‬
‫ضوابط إجراء الجراحة التجميلية للنف أو‬
‫)‪(4‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية د‪ .‬محمد الشنقيطي)ص ‪،(335‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجراحة التجميلية‪ .‬د‪ .‬الفوزان)‪.(216‬‬


‫)‪(1‬انظر‪ :‬المسائل الطبية المستجدة‪ .‬د‪ .‬محمد النتشة)‪،(2/91‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجراحة التجميلية‪ .‬د‪ .‬الفوزان)‪.(368 ،216‬‬


‫)‪(2‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية‪ .‬د‪ .‬الفوزان)ص ‪ (217‬وص)‪-369‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.(370‬‬
‫‪525‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫للجلد بالترقيع‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن تكون المصلحة الداعية إلى النقل‬
‫ضرورية أو حاجية‪ ،‬والغالب في ترقيع النف‬
‫والجلد أنه يندرجا ضمن المصلحة الحاجية‪،‬‬
‫وقد يصل حد الضرورة في بعض حروق‬
‫الدرجة الثالثة‪ ،‬فإذا لم تدع الحاجة إلى‬
‫الترقيع‪ ،‬فإنه ل يجوز‪ ،‬كما لو كان النف‬
‫صحيحاا‪ ،‬أو كان لزيادة التجميل‪ ،‬أو إخفاء‬
‫عيب غير ظاهر‪ ،‬أو أجريت العملية للتدليس‬
‫أو التضليل فهذا ليس مسوغا ا لجراء هذه‬
‫الجراحة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن ل يضره النقل الذاتي ضررا ا بالغا ا بحيث‬
‫تترجح مصلحة النقل على عدمه‪ ،‬وهذا يتم‬
‫بالعناية بالمريض المحتاجا إلى الترقيع‪،‬‬
‫والتحقق من مدى تأثير المضاعفات عليه؛‬
‫ولن الجلد من العضاء المتجددة‪ ،‬فإن أثر‬
‫أخذ الجلد من مكان في الجسم يمكن أن‬
‫يزول تلقائيا ا بعد مرور مدة من الزمن‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أن يغلب على الظن نجاحا النقل الذاتي‪،‬‬
‫وهذا يكون بإجراء العملية عن طريق طبيب‬
‫مختص له خبرة في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أن يكون استخدام الرقعة متعينا ا بحيث ل‬
‫يقوم غير هذا الجراء مقامه‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أن يؤخذ إذن المريض أو وليه في غير‬
‫الحالت الطارئة)‪.(1‬‬

‫)‪(1‬انظر‪ :‬المسائل الطبية المستجدة‪ .‬د‪ .‬محمد النتشة)‪،(90-2/89‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجراحة التجميلية‪ .‬د‪ .‬الفوزان )ص ‪ (217‬و)ص ‪.(370‬‬


‫‪526‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫)‪(1‬‬
‫قاعدة‪ :‬درء المفاسد مقدم على جلب المصالح‬
‫اللفاظ الخرى للقاعدة‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫درء المفاسد أولى من جلب المصالح ‪.‬‬
‫درء المفاسد أولى من جلب المنافع)‪.(3‬‬
‫عناية الشرع بدرء المفاسد أشد من عنايته بجلب‬
‫المصالح)‪.(4‬‬
‫المعنى الجمالي للقاعدة‪:‬‬
‫المراد بدرء المفاسد دفعها ورفعها وإزالتها‪ ،‬فإذا‬
‫تعارضت مفسدة ومصلحة فدفع المفسدة مقدم‬
‫في الغالب‪ ،‬وذلك؛ لن اعتناء الشرع بترك‬
‫المنهيات أشد من اعتنائه بفعل المأمورات لما‬
‫يترتب على المناهي من الضرر المنافي لحكمة‬
‫الشارع في النهي)‪.(5‬‬
‫أدلة القاعدة‪:‬‬
‫ﮋﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﮊ‬ ‫الدليل الول‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬

‫)‪ (1‬تكلم عن هذه القاعدة بالتفصيل العز بن عبدالسلم حيث أفرد‬ ‫‪1‬‬

‫فصل ا كامل ا بعنوان "فصل في اجتماع المصالح والمفاسد" في كتابه‬


‫قواعد الحكام )‪ ،(1/83‬وتكلم عن هذه القاعدة تقي الدين الحصني‬
‫في كتاب القواعد )‪ (1/354‬بعنوان‪" :‬اجتماع المصالح والفاسد"‪.‬‬
‫وذكر هذه القاعدة بهذا اللفظ الونشريسي في إيضاحا المسالك )ص‬
‫‪ ،(219‬والمنجور في شرحا المنهج المنتخب )ص ‪.(266‬‬
‫)‪(2‬انظر‪ :‬الشباه والنظائر للسبكي )‪ ،(1/105‬الشباه والنظائر‬ ‫‪2‬‬

‫للسيوطي)ص ‪ ،(87‬الشباه والنظائر لبن نجيم )ص ‪ ،(99‬ترتيب‬


‫الللي في سلك المالي )‪ ،(2/691‬شرحا القواعد الفقهية للشيخ‬
‫أحمد الزرقا)ص ‪ ،(205‬الوجيز في إيضاحا القواعد الفقهية)ص ‪،(265‬‬
‫الممتع)ص ‪.(253‬‬
‫)‪(3‬انظر‪ :‬مجلة الحكام العدلية)ص ‪ (90‬مادة رقم)‪ ،(30‬درر الحكام‬ ‫‪3‬‬

‫شرحا مجلة الحكام على حيدر)‪.(1/41‬‬


‫)‪(4‬انظر‪ :‬القواعد للمقري )‪.(2/443‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪(5‬انظر‪ :‬شرحا القواعد الفقهية للزرقا )ص ‪ ،(205‬الوجيز في إيضاحا‬ ‫‪5‬‬

‫القواعد الفقهية )ص ‪.(265‬‬


‫‪527‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫)‪.(1‬‬
‫ب آلهة الكفار مصلحة‬‫وجه الستدلل‪ :‬في س ر‬
‫وهي تحقير دينهم وإهانتهم لشركهم بالله سبحانه‪،‬‬
‫ولكن لما تضمن ذلك مفسدة‪ ،‬وهي مقابلتهم‬
‫ب الله عزوجل نهى الله سبحانه وتعالى‬ ‫ب بس ر‬
‫الس ر‬
‫عن سربهم درءا ا لهذه المفسدة ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫الدليل الثاني‪ :‬عن أبي سعيد الخدري ـ رضي‬


‫الله عنه ـ عن النبي ‪ ‬ننن‪) :‬ننننن ننننننن‬
‫نن نننننننن نننننن‪ :‬نن نننن نننن نن‬
‫ن‬
‫ننن نن نن ننننننن ننننن ننننن نننن‪:‬‬
‫نننن ننننن ننن نننننن نننننن نننننن‬
‫نننن ننننن‪:‬نننن نن نننننن نن نننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننن‪ :‬نن نننننن ننن نننننن ننن‬
‫ننننننن نننننن نننننننن نننننن نن‬
‫نننننن( )‪.(3‬‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن نن ننننننن نننن ننننن نن نننن‬
‫نن نننن نن ننننننن ننن ننن نن ننننن‬
‫ننننن ننننننن ننننننننن نننننن نن‬
‫ننن نننن ننن ننننن نننن نن نننننن‬
‫نننننننن ننننن ننننن ننن نن ننننن نن‬
‫نننن ننننن نننن نن ننن نننن ننننننن‬
‫)‪ (1‬آية ‪108‬من سورة النعام‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الوجيز )ص ‪.(265‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬أخرجه البخاري في صحيحه )‪ (4/136‬كتاب الستئذان باب بدء‬ ‫‪3‬‬

‫السلم رقم الحديث )‪ ،(6229‬وأخرجه مسلم في صحيحه )‬


‫‪ (3/1675‬كتاب اللباس باب النهي عن الجلوس في الطرقات رقم‬
‫الحديث )‪.(2121‬‬
‫‪528‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نن نننننن ننننن ننن نن ننننننن ننننن‬


‫ننننن نننن نن نننننن نن ننننننن نننن‬
‫نننن ننن ننننننن نننن ننن ننن‬
‫ننننننن")‪ (1‬ننن نننن نننننن نن نننننن‬
‫ننن نننن‪.‬‬
‫ننن ننن ننن ننن‪ :‬نن ننن ننننن نن‬
‫نننننن نن ننننننن نننننن ننننن ننننن‬
‫نننننننن نننن نننننننن نننن نن‬
‫نننننن نن ننن‪" :‬نننننن ننننن ننن نن‬
‫ننننن ننننن نننننن نننن نن نننن نن‬
‫نننن ننننن نننننن نننننن ننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننننن نننن ننننننن نننن ننننن نن‬
‫ننننننن ننن نننن ننن ننن نن ننننننن‬
‫ن‬
‫نن ننننن ننننن نننن ننننننننن نن‬
‫نننن ننننن نننننن نننننن ننن نن نننن‬
‫ننننننن")‪.(2‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن ننن ننننن ن ننن‬
‫نننن ننن ن نن ننننن ‪ ‬ننن‪) :‬ننننن نن‬
‫نننننن ننننن نننن نن ننن ننننن‬
‫نننننن ننننننننن ننن ننننننننن نننن‬
‫نننننن نن ننن ننننننننن نننن نننننن‬
‫نننن ننننن ننن نن ننننننن")‪.(3‬‬
‫)‪(1‬انظر‪ :‬الممتع )ص ‪.(255‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪(2‬انظر‪ :‬فتح الباري )‪.(23/13‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬أخرجه البخاري في صحيحه )‪ ،(4/361‬كتاب العتصام بالسنة‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫باب القتداء بسنن رسول الله ‪ ‬ننن نننننن )‪(7288‬ن نننننن‬


‫نننن نن ننننن )‪(2/975‬ن نننن ننننن ننن ننن نننن ننن‬
‫نن نننننن ننن نننننن )‪.(1327‬‬
‫‪529‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬نن ننن‬
‫ننن ننننن ننننننننننن ننن نننن‬
‫نننننن ننننن ننننن نن ننن نننننننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننن ننن نن نننننن ننننن‬
‫ننننننن نننننننن ننن نن ننننننن نننن‬
‫نننننننننن ننننن نننن ننننن نن ننن‬
‫ننننن نننننن ننن ننننن نننن ننن‬
‫نننننننن نننن نن نننننن ننننننننن‬
‫ننن نننن نن ننن نننننننن نننن نن ننن‬
‫ننننننننن)‪.(1‬‬
‫تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي‪:‬‬
‫التطبيق الول‪ :‬قطع اليد المتآكلة‪:‬‬
‫يجوز قطع اليد المتآكلة حفظا ا للروحا إذا كان‬
‫الغالب السلمة بقطعها‪ ،‬أو عند استواء الخوف من‬
‫قطعها أو إبقائها‪ ،‬وقد ذكر هذه المسألة بعض من‬
‫ألف في القواعد الفقهية تطبيقا ا على قاعدة "درء‬
‫المفاسد مقدم على جلب المصالح")‪.(2‬‬
‫وقد أجاز الفقهاء قطع اليد المتآكلة إذا ترجحت‬
‫المفسدة على المصلحة‪.‬‬
‫فقد ذكر العز بن عبدالسلم من أمثلة ما رجحت‬
‫مفسدته على مصلحته قطع اليد المتآكلة‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫"وأما ما رجحت مفسدته على مصلحته‪ :‬فكقطع‬
‫اليد المتآكلة؛ حفظا ا للروحا إذا كان الغالب السلمة‬
‫بقطعها‪ ،‬وأما ما تكافأت فيه المصلحة والمفسدة‬
‫)‪ (4‬انظر‪ :‬الممتع)ص ‪.(257‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬القواعد الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي )‪ ،(1/241‬القواعد‬ ‫‪2‬‬

‫الفقهية الكبرى أ‪ .‬د صالح السدلن )ص ‪ ،(524‬القواعد الكلية‬


‫والضوابط الفقهية د‪ .‬محمد شبير )ص ‪.(183‬‬
‫‪530‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فقد يتخير فيه وقد يمتنع‪ ،‬وهذا كقطع اليد المتآكلة‬


‫عند استواء الخوف في قطعها وإبقائها")‪.(1‬‬
‫وقال النووي في المرهون‪" :‬ثم إن كانت‬
‫المداواة مما يرجى نفعه ويؤمن ضرره فذاك‪ ،‬فإن‬
‫خيف وغلبت السلمة‪ ،‬فهل للمرتهن منعه؟ وجهان‪،‬‬
‫قلت‪ :‬أصحهما ل‪.‬‬
‫ويجريان في قطع اليد المتآكلة إذا كان في‬
‫قطعها وتركها خطر‪ ،‬فإن كان الخطر في الترك‬
‫دون القطع فله القطع‪ ،‬وليس له قطع سلعة‪،‬‬
‫وأصبع ل خطر في تركها إذ خيف ضرر‪ ،‬فإن كان‬
‫الغالب السلمة فعلى خلف")‪.(2‬‬
‫وقطع اليد المتآكلة ل يكون إذا قرر الطباء أن‬
‫فيه منفعة‪.‬‬
‫قال النووي‪" :‬وقطع اليد المتآكلة إنما يجوز إذا‬
‫قال أهل الخبرة‪ :‬إنه نافع")‪.(3‬‬
‫ومن خلل هذه العبارات المنقولة عن بعض‬
‫الفقهاء يتبين منها أنه يجوز للنسان أن يقدم على‬
‫هذا الجراء الطبي الصعب على النفس‪ ،‬وهو أن‬
‫يفقد عضوا ا من أعضائه كيده‪ ،‬أو رجله‪ ،‬أو جزءا ا‬
‫منهما‪ ،‬إذا ترجحت المفاسد على المصالح‪ ،‬أي إذا‬
‫كان ترك القطع فيه مفسدة راجحة‪ ،‬فدرء المفاسد‬
‫مقدم على جلب المصالح"‪ ،‬وقطع الرجل أو جزءا ا‬
‫منها يحصل في هذا الزمان عند بعض مرضى‬
‫السكري حيث يصاب بعضهم بمرض )الغرغرينا(‬
‫وهو مرض يسري في الجسم ول يستطيع الطباء‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬قواعد الحكام في مصالح النام )‪.(1/104‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬روضة الطالبين )‪.(3/333‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬روضة الطالبين )‪.(4/259‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪531‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إيقافه‪ ،‬وفي الغالب أن علجه بقطع الجزء المصاب‬


‫كي ل يسري في بقية الجسم‪.‬‬
‫التطبيق الثاني‪ :‬رتق البكارة)‪:(1‬‬
‫البكارة كسائر أجزاء الجسد معرضة لن تصاب‬
‫بتلف كلي أو جزئي؛ نتيجة حادث مقصود أو غير‬
‫مقصود‪ ،‬أو بسبب تصرف إنساني‪ ،‬وقد يكون هذا‬
‫التصرف في ذاته معصية‪ ،‬ووجود غشاء البكارة في‬
‫الفتاة البكر تجعله دليل ا على عفتها‪ ،‬وتمزقه قبل‬
‫الزواجا عنوانا ا على فسادها‪ ،‬ومسألة رتق البكارة‬
‫من المسائل المستجدة‪ ،‬ولستنباط حكم هذه‬
‫المسألة نظر الفقهاء المعاصرون إلى هذه النازلة‬
‫في ضوء الموازنة بين المصالح والمفاسد)‪.(2‬‬
‫وقد اتفق الفقهاء المعاصرون على حرمة جراحة‬
‫الرتق العذري بالنسبة للمرأة الزانية التي اشتهر‬
‫زناها بحكم قضائي‪ ،‬أو كانت بغيا ا)‪.(3‬‬
‫واختلفوا فيما عدا هذه الصورة كزوال غشاء‬
‫البكارة بسبب الزنا الذي لم يشتهر أمره‪ ،‬أو‬
‫بالغتصاب‪ ،‬أو الحوادث على قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬التفصيل حيث أجازوا رتق‬
‫البكارة في حالت دون غيرها بالنظر إلى سبب‬
‫زوال البكارة واختاره بعض المعاصرين)‪.(4‬‬
‫ورجحوا المصالح على المفاسد وذكروا من‬
‫)‪ (2‬البكارة‪ :‬بالفتح هي الجلدة التي على قبل المرأة وتسمى عذره‬ ‫‪1‬‬

‫أيضاا‪.‬‬
‫ورتق البكارة‪ :‬إصلحها وإعادتها إلى وضعها السابق قبل التمزق‪ ،‬أو‬
‫إلى وضع قريب منه‪ ،‬وهو عمل الطباء المتخصصين‪ .‬انظر‪ :‬أبحاث‬
‫فقهية في قضايا طبية معاصرة د‪ .‬محمد نعيم ياسين )ص ‪.(227‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬الفوزان )ص ‪ (593‬أبحاث فقهية‬ ‫‪3‬‬

‫في قضايا طبية معاصرة د‪ .‬محمد نعيم ياسين )ص ‪.(245‬‬


‫‪532‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫مصالحة الستر على المرأة ودفع الضرر عنها وعن‬


‫أهلها‪ ،‬ودفع ما يقع عليها من ظلم العراف‬
‫والتقاليد‪ ،‬والوقاية من سوء الظن وتحقيق‬
‫المساواة والعدالة بين الرجل والمرأة)‪.(1‬‬
‫القول الثاني‪ :‬يحرم رتق البكارة مطلقاا‪،‬‬
‫واختار هذا القول أكثر الفقهاء المعاصرين)‪،(2‬‬
‫واستدلوا بقاعدة‪" :‬درء المفاسد مقدم على جلب‬
‫المصالح"‪.‬‬
‫وذلك؛ لنه إذا اجتمعت المصالح والمفاسد فإن‬
‫أمكن تحصيل المصالح ودرء المفاسد فعلنا ذلك‪،‬‬
‫وإن تعذر الدرء والتحصيل‪ ،‬فإن كانت المفسدة‬
‫أعظم من المصلحة درأنا المفسدة ول نبالي بفوات‬
‫المصلحة‪.‬‬
‫وتطبيقا ا لهذه القاعدة فإننا إذا نظرنا إلى رتق‬
‫البكارة نجد أن فيه مفاسده كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن رتق غشاء البكارة يقوم على الغش‬
‫والتدليس‪ ،‬إذ فيه محاولة لخفاء زوال الغشاء‬
‫وجحد ذلك عن الزوجا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن رتق غشاء البكارة قد يؤدي إلى اختلط‬
‫النساب‪ ،‬فقد تحمل المرأة من الجماع‬
‫)‪ (3‬ممن اختار هذا القول‪ ،‬د‪ .‬محمد نعيم ياسين في كتابه أبحاث‬ ‫‪4‬‬

‫فقهية في قضايا طبية معاصرة "بحث عملية الرتق العذري" )ص‬


‫‪.(243 ،229‬‬
‫)‪ (4‬انظر‪ :‬المصدر السابق )ص ‪ 230‬ـ ‪ ،(234‬و)ص ‪ 243‬ـ ‪.(244‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (5‬ممن اختار هذا القول‪ :‬الشيخ عز الدين الخطيب في بحثه )رتق‬ ‫‪2‬‬

‫غشاء البكارة المقدم إلى ندوة الرؤية السلمية لبعض الممارسات‬


‫الطبية المنعقدة بالكويت )ص ‪ ،(573‬والدكتور محمد الشنقيطي‬
‫في أحكام الجراحة الطبية )ص ‪ ،(432‬والدكتور محمد خالد منصور‬
‫في الحكام الطبية المتعلقة بالنساء )ص ‪ ،(228‬والدكتور صالح‬
‫الفوزان في الجراحة التجميلية )ص ‪.(611‬‬
‫‪533‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫السابق‪ ،‬ثم تتزوجا بعد رتق غشاء بكارتها‪،‬‬


‫وهذا يؤدي إلى إلحاق ذلك الحمل بالزوجا‪،‬‬
‫واختلط الحلل بالحرام‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أن رتق غشاء البكارة يسهل للفتيات ارتكاب‬
‫جريمة الزنا؛ لعلمهن بإمكان رتق البكارة بعد‬
‫الجماع‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أن فيه مفسدة فتح الباب للقيام بعمليات‬
‫الجهاض وإسقاط الجنة‪ ،‬ثم رتق البكارة‬
‫بحجة الستر)‪.(1‬‬
‫‪ 5‬ـ أن رتق غشاء البكارة يلزم منه الكشف عن‬
‫العورة المغلظة من غير ضرورة ول حاجة‪،‬‬
‫وكشف العورة المغلظة ل يحل إل لضرورة‪ ،‬أو‬
‫حاجة)‪.(2‬‬
‫فإذا كان رتق غشاء البكارة يترتب عليه هذه‬
‫المفاسد العظيمة‪ ،‬ومفاسده أكثر من مصالحه‬
‫فالقول بتحريمه مطلقا ا هو القول الراجح عمل ا‬
‫بقاعدة‪" :‬درء المفاسد مقدم على جلب‬
‫المصالح" أما زوال غشاء البكارة في حادث‪ ،‬أو‬
‫مرض ونحو ذلك يعد نادراا‪ ،‬ويمكن عند وقوع ذلك‬
‫الحصول على تقرير طبي موثق لبيان السبب‬
‫الحقيقي لزوال غشاء البكارة‪ ،‬ويكون الزوجا على‬
‫بينة‪ ،‬وليس في ذلك غش أو تدليس وبذلك تكون‬
‫الفتاة بعيدة عن تهمة الزنا‪ ،‬فل يجوز فتح الباب‬
‫للف الفتيات للتساهل في الزنا ثم إجراء الرتق‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة للشنقيطي )ص ‪ 429‬ـ ‪ ،(430‬الجراحة‬ ‫‪1‬‬

‫التجميلية‪ ،‬د‪ .‬الفوزان )ص ‪.(596 ، 595‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬أبحاث فقهية في قضايا طبية معاصرة "بحث عملية‬ ‫‪2‬‬

‫الرتق العذري" د‪ .‬محمد نعيم ياسين )ص ‪ 236‬ـ ‪.(237‬‬


‫‪534‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫من أجل مصلحة تتعلق بحالت نادرة زالت فيها‬


‫البكارة في غير معصية)‪.(1‬‬
‫التطبيق الثالث‪ :‬الستنساخ بزرع النواة‪:‬‬
‫المراد به نقل نواة خلية جسدية تحتوي على ستة‬
‫وأربعين صبغيا ا إلى بويضة منـزوعة النواة‪ ،‬ويقوم‬
‫السائل المحيط بالنواة الجديدة بحثثها على‬
‫النقسام‪ ،‬فتبدأ في النقسام مكونة الخليا الولى‬
‫للجنين‪ ،‬وفي مرحلة معينة من مراحل انقسامها‬
‫تنقل إلى الرحم لتعلق به‪ ،‬وتستمر في أطوار نموها‬
‫حتى الولدة‪ ،‬ويكون المولود مشابها ا في التركيب‬
‫الوراثي لمن أخذت منه الخلية الجسدية‪ ،‬وتكون‬
‫نسبة التطابق بينهما كبيرة جدا ا تصل إلى ‪.%97‬‬
‫وهذا النوع من الستنساخ هو تكاثر غير جنسي‬
‫يتم دون تلقيح الخليا الجنسية من الذكر والنثى‪،‬‬
‫والصفات الوراثية للمولود تكون من جانب واحد‬
‫وهو من أخذت منه الخلية الجسدية ذكرا ا كان أو‬
‫أنثى)‪.(2‬‬
‫وقد اتفق العلماء على تحريم تلقيح بويضة امرأة‬
‫بخلية رجل أجنبي عنها أو تلقيح بويضة الزوجة‬
‫بخلية امرأة أخرى‪ ،‬أو بخلية منها‪ ،‬واختلفوا في نقل‬
‫نواة الخلية الجسدية المأخوذة من الزوجا إلى‬
‫بويضة زوجته المنـزوعة النواة على قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬الجواز واختاره بعض‬
‫الباحثين)‪.(3‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬الفوزان )ص ‪.(611‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬أحكام الهندسة الوراثية د‪ .‬سعد الشويرخ )ص ‪ 408‬ـ‬ ‫‪2‬‬

‫‪.(409‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الستنساخ الواقع العلمي والحكم الشرعي لزيادة سلمة‬ ‫‪3‬‬

‫)ص ‪ ،(95‬أحكام الهندسة الوراثية )ص ‪.(412‬‬


‫‪535‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الثاني‪ :‬التحريم وهو قول أكثر الفقهاء‬


‫المعاصرين‪.‬‬
‫فقد صدرت قرارات بتحريمه من عدد من‬
‫المجامع العلمية والفقهية‪.‬‬
‫فقد صدر قرار مجمع الفقه السلمي التابع‬
‫لمنظمة المؤتمر السلمي بتحريم الستنساخ‬
‫البشري‪ ،‬وذلك في دورته العاشرة في شهر صفر‬
‫من عام ‪1418‬هـ‪ ،‬ونص القرار‪" :‬تحريم الستنساخ‬
‫البشري بطريقتيه المذكورتين أو بأي طريقة أخرى‬
‫تؤدي إلى التكاثر البشري")‪.(1‬‬
‫وصدر قرار مجمع الفقه السلمي التابع لرابطة‬
‫العالم السلمي في دورته الخامسة عشرة في‬
‫شهر رجب عام ‪1419‬هـ ونص القرار‪" :‬ل يجوز‬
‫استخدام أي من أدوات علم الهندسة الوراثية‬
‫ووسائله للعبث بشخصية النسان ومسئولية‬
‫الفردية‪ ،‬أو للتدخل في بنية المورثات )الجينات(‬
‫بدعوى تحسين السللة البشرية")‪.(2‬‬
‫كما صدرت قرارات بتحريم الستنساخ البشري‬
‫من المنظمة السلمية للعلوم الطبية)‪ ،(3‬ومن‬
‫جمعية العلوم الطبية السلمية الردنية)‪.(4‬‬
‫وقال بتحريم الستنساخ البشري أكثر الفقهاء‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬مجلة مجمع الفقه السلمي العدد العاشر الجزء الثالث‬ ‫‪1‬‬

‫)ص ‪.(421‬‬
‫)‪(3‬انظر‪ :‬قرارات المجمع الفقهي السلمي‪ ،‬الدورة الخامسة‬ ‫‪2‬‬

‫عشرة شهر رجب ‪1419‬هـ القرار الول )ص ‪.(312‬‬


‫)‪ (1‬انظر‪ :‬ثبت أعمال ندوة رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية‬ ‫‪3‬‬

‫المعاصرة المنعقدة في المغرب في شهر صفر ‪1418‬هـ )‪.(2/512‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬قضايا طبية معاصرة في ضوء الشريعة السلمية )‬ ‫‪4‬‬

‫‪.(2/157‬‬
‫‪536‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والباحثين المعاصرين)‪.(1‬‬
‫وقد استدل القائلون بتحريم الستنساخ البشري‬
‫بأدلة من الكتاب‪ ،‬والسنة والقواعد الفقهية‪،‬‬
‫وسأذكر بعض هذه الدلة‪.‬‬
‫الدليل الول‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﮋﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣﮤﮥ ﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫ ﮬ ﮊ‬
‫)‪.(2‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أن سنة الله في الخلق مبنية‬
‫على اختلف الناس في صفاتهم‪ ،‬وطبائعهم‪،‬‬
‫ورغباتهم؛ لتستمر الحياة على وجه الرض‪،‬‬
‫والستنساخ يخالف هذه السنة الربانية‪ ،‬فيقضي‬
‫على هذا الختلف الذي هو أساس قيام مصالح‬
‫الناس ويجعلهم متشابهين)‪.(3‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﮋﮏﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔﮕﮖﮗ ﮘ‬
‫ﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮊ )‪.(4‬‬
‫وجه الدللة‪ :‬أن الله كرم النسان ورفع درجته‬
‫وفضله على سائر خلقه‪ ،‬والستنساخ فيه امتهان‬
‫لكرامة النسان بتسويته بالحيوان والنبات في‬
‫طريقة التكاثر‪ ،‬وجعله محل ا للتجارب التي ل تعرف‬
‫)‪ (3‬الهندسة الوراثية بين معطيات العلم وضوابط الشرع )ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،(163‬المسائل الطبية المستجدة في ضوء الشريعة السلمية‬


‫للدكتور محمد النتشه )‪ ،(1/246‬الستنساخ في ضوء الصول‬
‫والقواعد والمقاصد الشرعية‪ ،‬د‪ .‬نور الدين الخادمي )ص ‪،(66‬‬
‫الستنساخ بين العلم والدين د‪ .‬عبدالهادي مصباحا )ص ‪ 49‬ـ ‪،(51‬‬
‫فقه القضايا الطبية المعاصرة أ‪.‬د‪ .‬علي القره داغي‪ ،‬ود‪ .‬علي‬
‫محمدي )ص ‪ 389‬ـ ‪.(390‬‬
‫الستنساخ في ميزان السلم لرياض أحمد عودة )ص ‪ 203‬ـ‬
‫‪ ،(204‬أحكام الهندسة الوراثية د‪ .‬سعد الشويرخ )ص ‪.(431‬‬
‫)‪ (4‬آية ‪ 22‬من سورة الروم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (5‬انظر‪ :‬أحكام الهندسة الوراثية )ص ‪.(418‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (1‬آية ‪ 70‬من سورة السراء‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪537‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نتائجها ول تؤمن عواقبها)‪.(1‬‬


‫الدليل الثالث‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﮋﭑ ﭒﭓﭔﭕ ﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛ ﭜ‬
‫ﭝﭞﭟﭠ ﭡﭢﭣﭤﭥﭦ ﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬ ﭭﭮﮊ)‪.(2‬‬
‫الدليل الرابع‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﮋﰁﰂﰃﰄ ﰅﰆ ﰇﰈﰉﰊ‬
‫ﰋﰌﰍﰎ ﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖﮊ )‪.(3‬‬
‫وغير ذلك من النصوص الكثيرة من الكتاب‬
‫والسنة)‪.(4‬‬
‫وجه الدللة‪ :‬أن هذه اليات دلت على أن سنة‬
‫الله في تكاثر النسان أن يكون من ذكر وأنثى‪،‬‬
‫والستنساخ يعد اعتداء على سنة الله في خلق‬
‫النسان‪ ،‬وتكوينه من ذكر وأنثى؛ لن المولود‬
‫ون من خلية الذكر ول‬ ‫الحاصل بهذه الطريقة تك ر‬
‫ا)‪(5‬‬
‫علقة للنثى إل باعتبارها وعاء حاضنا ‪.‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬أحكام الهندسة الوراثية )ص ‪.(419‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬آية ‪ 1‬من سورة النساء‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (4‬آية ‪ 72‬من سورة النحل ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (5‬فصل د‪ .‬عبدالله بن محمد الطريقي في هذه الدلة حيث ذكر‬ ‫‪4‬‬

‫تسعة عشر دليل ا من الكتاب والسنة تدل على تحريم الستنساخ‬


‫البشري في كتابه الستنساخ دراسة فقهية )ص ‪ 103‬ـ ‪.(111‬‬
‫)‪ (6‬انظر‪ :‬أحكام الهندسة الوراثية )ص ‪ 421‬ـ ‪(422‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪538‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدليل الرابع‪ :‬قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب‬


‫المصالح‪:‬‬
‫وجه الستشهاد بالقاعدة‪ :‬أن الشريعة‬
‫السلمية تقدم درء المفاسد على جلب المصالح‬
‫في العتبار‪ ،‬وجاءت لتحصيل المصالح وتكثيرها‬
‫ودرء المفاسد وتقليلها‪ ،‬وهي تنظر إلى غايات‬
‫الشياء ومآلتها‪ ،‬فإن كانت هذه الغايات مفاسد‬
‫وأضرارا ا منعت من أسبابها‪ ،‬وسدت الطرق‬
‫والوسائل التي يتذرع بها إليها‪.‬‬
‫والستنساخ فيه مفاسد عظيمة متعددة ومتنوعة منها ما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الخلل بنسبة الذكور والناث في المجتمع‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إيجاد الفرقة بين الناس‪ ،‬وذلك بتقسيم‬
‫المجتمع إلى جنسين‪ :‬أحدهما مولود بطريق‬
‫طبيعي‪ ،‬والثاني مولود بطريق الستنساخ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أن عمر الخلية التي سينشأ عنها المولود هو‬
‫عمر من أخذت منه الخلية الجسدية‪ ،‬فيكون‬
‫المولود قد ابتدأ عمره بخليا قد مضى عليها‬
‫مدة من الزمن‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أن التغييرات المرضية التي تحدث بالخليا‬
‫كالسرطان تتزايد بتقدم عمرها‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أن النسخ إذا تكاثرت لسيما مع انتشار هذه‬
‫الطريقة في معالجة العقم سيؤدي إلى عدم‬
‫التمييز بين النسخ في إجراء العقود ووقوع‬
‫الجرائم وغيرها‪ ،‬مما يترتب عليه حقوق أو‬
‫واجبات؛ لن النسخ متماثلة في كل شيء من‬
‫بصمات الصابع ومكونات الدم‪ ،‬حتى في‬
‫البصمة الوراثية‪ ،‬وحينئذ يتعذر التفريق بين‬

‫‪539‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الصل والفرع)‪.(1‬‬
‫‪ 6‬ـ أن الستنساخ طريقة شاذة في تنسيل‬
‫البشر‪ ،‬وخروجا سافر عن ناموس التكاثر‬
‫البشري الذي أكرم الله تعالى به النسان‪ ،‬فهو‬
‫تغيير لخلق الله تعالى وسننه في التكاثر‬
‫النساني‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ أنه يؤدي إلى هدم التنوع الذي أراد الله‬
‫تعالى أن يكون عليه الكون كله ومنه النسان‪،‬‬
‫حيث منه‪ :‬المريض‪ ،‬والصحيح‪ ،‬والقوي‪،‬‬
‫والضعيف‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ أن الستنساخ البشري يؤدي إلى هدم‬
‫السرة التي هي الساس للمجتمع النساني‪،‬‬
‫ويترتب عليه اختلط النساب الذي يصل إلى‬
‫حد الفوضى‪ ،‬فكيف تكون السرة في ظل‬
‫الستنساخ؟ فما هي؟ من الب؟ ومن الم؟‬
‫وما علقة الخلية بصاحبها؛ هل صاحبها أب‬
‫للنسان المستنسخ منه‪ ،‬أو أخوه التوأم؟ وهل‬
‫الحاضنة هي الم؟ أم صاحبة البييضة في حال‬
‫اختلفها؟ إلى غير ذلك من المشاكل)‪.(2‬‬
‫‪ 9‬ـ امتهان كرامة النسان الذي كرمه الله‬
‫وشرف خلقه وأعلى قدره على كثير ممن‬
‫خلق‪ ،‬حيث يكون هذا النسان المكرم وسيلة‬
‫رائجة لجراء التجارب العلمية والمكاسب‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام الهندسة الوراثية د‪ .‬سعد الشويرخ )ص ‪ 428‬ـ‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(431‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬فقه القضايا الطبية المعاصرة أ‪ .‬د‪ .‬علي القره داغي‪ ،‬وأ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪ .‬علي المحمدي )ص ‪ ،(382‬الستنساخ دراسة فقهية د‪ .‬عبدالله‬


‫الطريقي )ص ‪.(111‬‬
‫‪540‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المادية‪ ،‬والتلعب بمخلوقات الله‪.‬‬


‫‪ 10‬ـ أنه يوجد أجنة فائضة أثناء إجراء التجارب‪،‬‬
‫فماذا يكون مصيرها‪ ،‬ليس لها إل الموت‪ ،‬أو‬
‫التجميد‪ ،‬أو زرعها في أرحام نساء أخريات‪،‬‬
‫وهذا فيه من الضرار الشيء العظيم‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ أن في الستنساخ مدعاة إلى سرقة خليا‬
‫البشر‪ ،‬حيث يتم قصد أناس معينين؛‬
‫)‪(1‬‬
‫لستنساخ خلياهم وإنتاجا صور منهم ‪.‬‬
‫فأضرار الستنساخ كثيرة ومتحققة كما هو رأي‬
‫أهل الخيرة‪ ،‬بل يكادون يجمعون على وجود‬
‫ل‪ ،‬والمفاسد في الستنساخ‬ ‫الضرار إن عاجل ا أو آج ا‬
‫زائدة على مصالحه ـ إن وجدت ـ وإذا غلبت‬
‫المفاسد على المصالح حرم‪ ،‬وأضرار الهندسة‬
‫الوراثية عموما ا والستنساخ خصوصا ا ظاهرة أقىر‬
‫بها المختصون وأهل الخبرة ودفع الضرر مقدم‬
‫على جلب المنفعة)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الستنساخ دراسة فقهية د‪ .‬عبدالله الطريقي )ص ‪.(112‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الستنساخ في ضوء الصول والقواعد والمقاصد‬ ‫‪2‬‬

‫الشرعية د‪ .‬نور الدين الخادمي )ص ‪ ،(93‬الستنساخ دراسة فقهية‬


‫د‪ .‬عبدالله الطريقي )ص ‪ 113‬ـ ‪.(114‬‬
‫‪541‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪542‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬قواعد في التيسير ورفع الحرجا‬


‫ويشتمل هذا المبحث على القواعد التية‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرورات تبيح المحظورات‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها‪.‬‬
‫قاعدة‪ :‬الحاجة تنـزل منـزلة الضرورة عامة‬
‫كانت أو خاصة‪.‬‬

‫‪543‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪544‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫)‪(1‬‬
‫قاعدة‪ :‬الضرورات تبيح المحظورات‬
‫معنى القاعدة‪:‬‬
‫الضرورات‪ :‬جمع ضرورة‪ ،‬والضرورة هي‪ :‬بلوغ‬
‫الحد الذي إذا لم يتناول معه الممنوع حصل الهلك‬
‫للمضطر أو قريب منه‪.‬‬
‫ولفظ )تبيح( من الباحة والمراد به الترخيص‬
‫في تناول المحرم‪.‬‬
‫والمحظورات‪ :‬جمع محظور‪ ،‬وهو الممنوع أي‬
‫المحرم شرعا ا)‪.(2‬‬
‫والمعنى الجمالي للقاعدة‪ :‬أن الوصول‬
‫إلى حد الهلك أو مقاربته إذا لم يكن للخلوص منه‬
‫إل طريق تناول المحرم شرعا ا فإنه يرخص في‬
‫تناوله)‪.(3‬‬
‫واشترط بعض الشافعية في هذه القاعدة‪ :‬نقصان‬
‫المحظورات عن الضرورات فإن لم ينقص المحظور‬
‫فل يباحا‪.‬‬
‫قال السبكي‪" :‬الضرورات تبيح المحظورات‬
‫بشرط عدم نقصانها عنها")‪.(4‬‬
‫وقال السيوطي‪ :‬الضرورات تبيح المحظورات‬
‫بشرط عدم نقصانها")‪.(5‬‬
‫)‪ (1‬انظر هذه القاعدة في‪ :‬الشباه والنظائر لبن السبكي )‪،(1/45‬‬ ‫‪1‬‬

‫الشباه والنظائر للسيوطي )ص ‪ ،(84‬الشباه والنظائر لبن نجيم‬


‫)ص ‪ ،(85‬إيضاحا المسالك للونشريسي )ص ‪ ،(397‬شرحا المنهج‬
‫المنتخب للمنجور )‪ ،(2/30‬ترتيب الللي في سلك المالي )‬
‫‪ ،(2/804‬مجلة الحكام العدلية )ص ‪ ،(89‬المادة رقم )‪ ،(21‬درر‬
‫الحكام شرحا مجلة الحكام )‪ 1/37‬ـ ‪ ،(38‬شرحا القواعد الفقهية‬
‫للزرقا )ص ‪ ،(185‬القواعد الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي )‪(1/276‬‬
‫الوجيز )ص ‪ (234‬الممتع )ص ‪.(191‬‬
‫)‪(2‬انظر‪ :‬الوجيز )ص ‪ ،(235‬الممتع )ص ‪.(192‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬المصدرين السابقين‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬الشباه والنظائر )ص ‪.(45‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (5‬انظر‪ :‬الشباه والنظائر )ص ‪.(84‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪545‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وهذه القاعدة جعلها بعض العلماء متفرعة عن‬


‫قاعدة )ل ضرر ول ضرار( أو )الضرر يزال( )‪.(1‬‬
‫وجعلها البعض الخر متفرعة عن قاعدة‬
‫)المشتقة تجلب التيسير( )‪.(2‬‬
‫وهذا القول هو الولى؛ وذلك لن قاعدة‬
‫"المشقة تجلب التيسير" تتعلق بالرخص‬
‫والتخفيفات الشرعية فقاعدة "الضرورات تبيح‬
‫المحظورات" أولى أن تكون مندرجة تحت قاعدة‬
‫المشقة تجلب تيسير؛ ولن مضمون قاعدة‬
‫"الضرورات تبيح المحظورات" متعلق بالتيسير عند‬
‫وجود الضطرار وهذا المعنى أليق بقاعدة "المشقة‬
‫تجلب التيسير")‪.(3‬‬
‫أدلة القاعدة‪:‬‬
‫تعالىﮋﭚﭛ ﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡ ﭢﭣﮊ‬ ‫الدليل الول‪ :‬قوله‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫الدليل الثاني‪ :‬قوله تعال‪ :‬ﮋﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡﮢ ﮣﮤ ﮥﮦﮊ‬


‫)‪.(5‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﮋﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍﮎﮏ ﮐﮑﮒ‬
‫ﮊ )‪.(6‬‬
‫الدليل الرابع‪ :‬قوله تعال‪ :‬ﮋﮙﮚ ﮛ ﮜﮝﮞﮟ ﮠﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧﮨ ﮩﮪ‬

‫)‪ (6‬انظر‪ :‬الشباه والنظائر للسيوطي )ص ‪ ،(84‬الشباه والنظائر‬ ‫‪1‬‬

‫لبن نجيم )ص ‪.(85‬‬


‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الوجيز في إيضاحا قواعد الفقه الكلية للبورنو )ص ‪،(234‬‬ ‫‪2‬‬

‫المشقة تجلب التيسير د‪ .‬صالح اليوسف )ص ‪ ،(376 -374‬الممتع‬


‫)ص ‪.(192‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الوجيز )ص ‪ ،(234‬الممتع )ص ‪.(192‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (3‬آية ‪ 119‬من سورة النعام‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (4‬آية ‪ 173‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (5‬آية ‪ 3‬من سورة المائدة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪546‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟﯠﯡﮊ )‪.(1‬‬


‫الدليل الخامس‪ :‬قوله تعال‪ :‬ﮋﮓ ﮔﮕﮖﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ‬
‫ﮞﮟﮠﮡ ﮢﮣﮤ ﮥﮦ ﮧﮨﮩﮊ )‪.(2‬‬
‫وجه الستدلل من هذه اليات‪ :‬أن هذه اليآات قد أفادت صأراحة بأمن‬
‫التلبس بالة الضرورة مبيح لتناول المر الرم شرعا )‪.(3‬‬
‫أمثلة القاعدة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ يوز أكل اليتة عند الخمصة‪ ،‬فلو شارفا شخصم على اللك جوعا‬
‫ول يد إل طعاما مرما كاليتة‪ ،‬فإنه يوز له الكل منهما دفعا لشحقة‬
‫الوع‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ يوز إساغة اللقمة بالمر‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ يوز دفع الصائل ولو أدى إل قتله‪ ،‬إن ل يكن الدفع بدونه‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ يوز إتلفا مال الغي إذا أكره عليه بلجئ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ يوز أخذ الدائن مال الديآن المتنع عن الداء إذا ظفر به‪ ،‬وإن كان من‬
‫خلل جنس حقه)‪.(4‬‬
‫تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي‪:‬‬
‫التطبَيق الول‪ :‬استعمال التخدير في الجراحأة‪:‬‬
‫يتاجا الطبيب الراح أثناء قيامه بهممة الراحة الطبية إل سكون الريآض‬
‫وعدم حركته؛ وذلك لكي يآسمتطيع القيام بأمداء مهممته الراحية على الوجه‬

‫)‪ (6‬آية ‪ 145‬من سورة النعام‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬آية ‪ 115‬من سورة النحل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الممتع في القواعد الفقهية )ص ‪.(193‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬الشباه والنظائر للسيوطي )ص ‪ ،(84‬الشباه والنظائر‬ ‫‪4‬‬

‫لبن نجيم )ص ‪ ،(85‬ترتيب الللي في سلك المالي )‪،(2/805‬‬


‫القواعد الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي )‪.(1/277‬‬
‫‪547‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الطلوب‪ ،‬فحركة الريآض وانزعاجه‪ ،‬وعدم استقراره أثناء مهممة الراحة يآعتب‪،‬‬
‫عائقا كبيا يول دون أدائهما والقيام با على الوجه الطلوب‪ ،‬والريآض لن يآسمتقر‬
‫ولن يآثبت بسمبب ما يسمه ويده من اللم‪ ،‬المر الذي يآدعوه إل الركة‬
‫الدائمة والقاومة السمتمرة الت ل يآسمتطيع معهما الطبيب الراح الستمرار ف أداء‬
‫مهممته‪ ،‬وقد تطيش يآده الت تمل الدوات الراحية فتقطع عرقا أو عضوا‪،‬‬
‫فينشحأم عن ذلك خطر أكب من الرض الذي تدخل من أجل علجه؛ لذلك‬
‫لبد من وجود التخديآر الذي يعل الريآض ف حالته الناسبة ووضعه الناسب‬
‫أثناء إجراء الراحة الطبية اللزمة‪.‬‬
‫وهذه الاجة للتخديآر تتلف بسمب أنواع الراحة الطبية وموضعهما‬
‫وعمقهما‪ ،‬وقد تصل الاجة إل التخديآر إل مقام الضرورة‪ ،‬وهي الالت الت‬
‫يآسمتحيل فيهما إجراء الراحة الطبية بدون تذيآر‪.‬‬
‫من أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ جراحة القلب الفتوح‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ جراحة الخ والعصاب‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ جراحة المراض الباطنية‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ جراحة السمالك البولية‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ جراحة الصدر‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ جراحة العي‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ جراحة الذن‪.‬‬
‫وغيها من أنواع الراحات الت تصل الاجة فيهما إل التخديآر درجة‬
‫الضطرار بيث ل يكن أن ترى الراحة الطبية فيهما إل بعد التخديآر‪ ،‬وإذا ت‬

‫‪548‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فعلهما بدونه فإن ذلك قد يآؤدي بالريآض إل الوت)‪.(1‬‬


‫حأكم استعمال التخدير في الجراحأة‪:‬‬
‫نصم بعض الفقهماء التقدمي ـ رحهمم ال ـ على جواز استعمال الواد الخدرة‬
‫كالبنج عند الاجة إليهما للجراحة كما ف قطع اليد أو الرجل وغيها من‬
‫الهممات الراحية الت يتاجا الرضى فيهما إل التخديآر‪.‬‬
‫قال ابن فرحون‪" :‬والظاهر جواز ما سقي من الرقد؛ لجل قطع عضو‬
‫ونوه؛ لن ضرر الرقد مأممون‪ ،‬وضرر العضو غي مأممون" )‪.(2‬‬
‫وقال النووي‪" :‬ما يآزيآل العقل من غي الشربة كالبنج حرام‪ ،‬لكن ل حرد ف‬
‫تناوله‪ ،‬ولو احتيج ف قطع اليد التآكلة إل زوال عقله هل يوز ذلك؟ يرجا على‬
‫اللفا ف التداوي بالمر‪ ،‬قلت الصأح الواز‪ ،‬ولو احتاجا إل دواء يآزيآل العقل‬
‫لغرض صأحيح جاز تناوله قطعا" )‪.(3‬‬
‫وقال ابن حجر‪" :‬اللفا إنا هو فيما ل يآسمكر منهما‪ ،‬أما ما يآسمكر منهما‬
‫فإنه ل يوز تعاطيه ف التداوي إل ف صأورة واحدة وهو من اضطر إل زوال‬
‫عقله لقطع عضو من الكلة والعياذ بال‪ ،‬فقد أطلق الرافعي تريه على اللفا‬
‫ف التداوي‪ ،‬وصأحح النووي هذا الواز‪ ،‬ويآنبغي أن يآكون مله فيما إذا تعي‬
‫ذلك طريآقا إل سلمة بقية العضاء‪ ،‬ول يد مرقدا غيها")‪.(4‬‬
‫وقال الرداوي‪" :‬قال القاضي ف الامع الكبي إن زال عقله بالبنج‪ ،‬نظرت‬
‫فإن تداوي به‪ ،‬فهمو معذور‪ ،‬ويآكون الكم فيه كالنون‪ ،‬وإن تناول ما يآزيآل عقله‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية للدكتور محمد الشنقيطي )ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 282‬ـ ‪.(284‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬تبصرة الحكام )‪.(2/247‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬روضة الطالبين )‪.(10/171‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬فتح الباري )‪.(21/185‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪549‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫لغي حاجة‪ ،‬كان حكمه كالسمكران‪ ،‬والتداوي حاجة")‪.(1‬‬


‫ومن خلل هذه العبارات الت نصم عليهما هؤلء الفقهماء يآتبي منهما‪ :‬أن‬
‫التخديآر الراحي يآعتب مسمتثن من الصأل الوجب لرمة الواد الخدرة الوجودة‬
‫فيه‪ ،‬وأن هذا الستثناء مبن على وجود الاجة الداعية إل التخديآر)‪.(2‬‬
‫وقد ذهب أكثر الفقهماء العاصأريآن إل جواز استعمال التخديآر ف العمليات‬
‫الراحية‪.‬‬
‫فقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء بالملكة العربية عن‬
‫حكم التحذيآر أثناء العمليات الراحية‪.‬‬
‫ونص السؤال‪" :‬س ـ نرجو إفادتنا عن حكم السلم ف التخديآر أثناء‬
‫العمليات الراحية وهو يآنقسمم لنوعي‪:‬‬
‫أ ـ تديآر كلي بيث يآفقد الريآض وعيه بالكامل‪ ،‬وهو يآسمتعمل ف العمليات‬
‫الت ل يكن إجرائهما إل بعد تذيآر الريآض كليا‪.‬‬
‫ب ـ تديآر نصفي ويآسمتعمل ف العمليات الت تقع ف الزء السمفلى من‬
‫السمم أسفل السمرة تقريآبا‪ ،‬ويآكون الريآض ف حالته الطبيعية‪ ،‬ولكن ل‬
‫يس بأمل ف موضع العملية الراحية‪.‬‬
‫فأمجابت اللجنة‪" :‬يوز استعمال ذلك؛ لا يآقتضيه من الصلحة الراجحة‪ ،‬إذا‬
‫كان الغالب على الريآض السملمة من ذلك" )‪.(3‬‬
‫وأفت ساحة الشحيخ عبدالعزيآز بن عبدال بن باز ـ رحه ال ـ بواز استعمال‬
‫الواد الخدرة قبل العملية أو بعدها وذلك عندما سئل عن حكم تناول الدويآة‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬النصاف المطبوع مع المقنع والشرحا الكبير )‪.(22/148‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية د‪ .‬الشنقيطي )ص ‪.(288‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الفتاوى المتعلقة بالطب‪ ،‬وأحكام المرضى )‪ 1/208‬ـ‬ ‫‪3‬‬

‫‪.(209‬‬
‫‪550‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التويآة على مواد مدرة أو كحولية بعد العمليات الراحية‪.‬‬


‫فأمجاب ـ رحه ال ـ بقوله‪" :‬الدويآة الت يصل با راحة للمريآض وتفيف‬
‫لللم عنه ل حرجا فيهما‪ ،‬ول بأمس با قبل العملية‪ ،‬وبعد العملية‪ ،‬إل إذا علم‬
‫أنا من شيء يآسمكر كثية فل تسمتعمل لقوله ‪) :‬ما أسكر كثية فقليلة حرام(‪.‬‬
‫أما إذا كانت ل تسمكر ول يآسمكر كثيها‪ ،‬ولكن يصل با بعض التخفيف‬
‫والتخديآر؛ لتخفيف اللم فل حرجا ف ذلك" )‪.(1‬‬
‫أدلة القول بالجواز‪:‬‬
‫الدليل الول‪ :‬تقديم المصالح الراجحة على‬
‫المفاسد المرجوحة‪ ،‬قال العز بن عبدالسلم‪" :‬وإن‬
‫كانت المصلحة أعظم من المفسدة حصلنا‬
‫المصلحة مع التزام المفسدة")‪.(2‬‬
‫وجه الستشهاد‪ :‬أن مصلحة التحذير في هذه‬
‫العمليات الجراحية راجحة على مفسدتها‪.‬‬
‫وقد ورد الستدلل بهذا الدليل في جواب اللجنة‬
‫الدائمة للبحوث العلمية والفتاء وقد سبق إيراده‬
‫آنفاا‪.‬‬
‫الدليل الثاني‪" :‬قاعدة الضرورات تبيح‬
‫المحظورات"‪.‬‬
‫فقد استدل بهذه القاعدة ماجد حمدي فقال‪:‬‬
‫"إن التداوي في مثل هذه الحالت ينـزل منـزلة‬
‫الضرورة ومن القواعد الساسية في الفقه‬
‫)‪(3‬‬
‫السلمي "أن الضرورات تبيح المحظورات" ‪.‬‬
‫التطبيق الثاني‪ :‬التداوي بالنسولين المأخوذ من الخنـزير‪:‬‬
‫يعتبر مرض السكري من أخطر المراض التي‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬المصدر السابق )‪.(1/199‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬قواعد الحكام )‪.(1/84‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام التحذير الطبي وتطبيقاته القضائية )ص ‪.(55‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪551‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫لها آثار خطيرة على النسان المصاب به‪ ،‬وعلجه‬


‫يبدأ بالحبوب لتنشيط الخليا الخاصة بإفراز‬
‫النسولين‪ ،‬ولكن في بعض الحالت ل تحقق هذه‬
‫الحبوب الغرض المنشود‪ ،‬وحينئذ ٍ يلجأ الطبيب إلى‬
‫استخدام مادة النسولين عن طريق البر‪ ،‬وهي‬
‫مادة هرمونية تستخرجا غالبا ا منذ اكتشافه من‬
‫بنكرياس الخنـزير)‪.(1‬‬
‫وقد ذهب أكثر الفقهاء المعاصرين إلى جواز‬
‫التداوي بالنسولين المأخوذ من الخنـزير لعلجا‬
‫مرضى السكري واستدلوا على ذلك بالضرورة‪،‬‬
‫ومن أشهر قواعدها قاعدة‪" :‬الضرورات تبيح‬
‫المحظورات"‪.‬‬
‫فقد صدر قرار هيئة كبار العلماء في المملكة‬
‫العربية السعودية بجواز التداوي بالنسولين‬
‫المأخوذ من الخنـزير‪.‬‬
‫وخلصة القرار‪" :‬فإن مجلس هيئة كبار العلماء‬
‫في دورته التاسعة والعشرين المنعقدة بمدينة‬
‫الرياض بتاريخ ‪9/6/1407‬هـ إلى ‪20/6/1407‬هـ‬
‫قد اطلع على الستفتاء المقدم من معالي وزير‬
‫الصحة‪ ،‬حول طلب معاليه معرفة الحكم الشرعي‬
‫في تداول النسولين البشري‪ ،‬الذي يحضر بطرق‬
‫كيماوية تبدأ بمعالجة النسولين المشتق من حيوان‬
‫الخنـزير بسلسلة من التفاعلت الكيماوية لستبدل‬
‫بعض مكوناته من الحماض المينية‪ ،‬للحصول على‬
‫منتج نهائي يسمى بالنسولين البشري يتطابق في‬
‫تركيبه مع مكونات النسولين الدمي‪ ،‬وما ذكره‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬فقه القضايا الطبية المعاصرة د‪ .‬علي القره داعي وأ‪ .‬د‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫علي المحمدي )ص ‪ 249‬ـ ‪.(250‬‬


‫‪552‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫معاليه من القبال المتزايد على هذا النوع من قبل‬


‫بعض من يحتاجونه من مرضى السكر بناء على‬
‫تقارير طبية‪.‬‬
‫ونظرا ا لهمية الموضوع وتعلقه بمصلحة العموم‬
‫فقد درسه المجلس وناقشه مناقشة مستفيضة‬
‫وانتهى في بحثه إلى ما يلي‪:‬‬
‫ل‪ :‬قد علم من الشحرع الطهمر تري التداوي بالدويآة الرمة لا رواه مسملم‬ ‫أو د‬
‫عن وائل بن حجر ـ رضي ال عنه ـ أن طارق بن سويآد سأمل النب ‪ ‬عن المر‬
‫فنهماه‪ ،‬فقال‪ :‬إنا أصأنعهما للدواء‪ ،‬فقال‪) :‬إنا ليسمت بدواء ولكنهما داء()‪.(1‬‬
‫ثانيدا‪ :‬قد دلت اليآات من القرآن الكري على إباحة ما دعت إليه الضرورة‬
‫كقوله تعال‪ :‬ﮋﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕ ﮖﮗﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮊ )‪.(2‬‬
‫وقد رأى اللس بعد الدراسة والعنايآة ف ضوء الدلة الذكورة‪ :‬أنه ل مانع‬
‫من استعمال النسمولي النوه عنه ف السمؤال لعلجا مرضى السمكر بشحرطي‪.‬‬
‫أولهما‪ :‬أن تدعو إليه الضرورة‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬أل يآوجد بديآل يآغن عنه ويآقوم مقامه")‪.(3‬‬
‫وجاء ف توصأيات الندوة الطبية الفقهمية الثامنة للمنظمة السلمية للعلوم‬
‫الطبية بالكويآت النعقدة ف الفتة من ‪ 22‬ـ ‪24/5/1995‬م ما نصه‪" :‬إن‬
‫النسمولي النـزيآري النشحأم يآباح لرضى السمكر التداوي به للضرورة وبضوابطهما‬
‫)‪ (1‬سبق تخريج هذا الحديث في المطلب الثاني من المبحث الول‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬آية ‪ 173‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ورد في نص القرار الستشهاد بعدد من اليات التي تدل على إباحة‬


‫ما دعت إليه الضرورة‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الحكام المتعلقة بالطب وأحكام المرضى )‪ 1/210‬ـ‬ ‫‪3‬‬

‫‪.(212‬‬
‫‪553‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الشحرعية")‪.(1‬‬
‫التطبيق الثالث‪ :‬استخدام جلد الخنـزير لترقيع الجلد‪:‬‬
‫ف حالة الروق من الدرجة الثالثة يآلجأم الطبيب لتقيع أكب قدر مكن من‬
‫اللد لمايآة صأاحبه من التلوث‪ ،‬ومنع تبخر السموائل منه‪ ،‬فإذا ل تتوفر هذه‬
‫الكمية من إنسمان فإنه يآسمتعمل جلد النـزيآر)‪.(2‬‬
‫وتسممى هذه الرقعة بالرقعة الدخيلة وهي تكون من اليوانات كالعجول‬
‫والنازيآر‪ ،‬وهذه الرقعة بثابة الضماد الؤقت؛ لن جسمم النسمان يآرفضهما خلل‬
‫مدة قصية ل تتجاور أسبوع‪ ،‬فهمي رقعة مؤقتة إل أن يي إعداد رقعة ذاتية أو‬
‫صأناعية‪.‬‬
‫وغالبا ما تكون تلك الرقعة الؤقتة من جلد النـزيآر؛ لن رفض جسمم‬
‫النسمان لا يآكون أقل من رفضه لغيها؛ ولن هذا اللد أرخصم اللود ف‬
‫الغرب‪ ،‬حيث يآكون معالا با يآثبط مناعة السمم ضده‪ ،‬ث تسمتورده الدول‬
‫النامية بصورته العالة)‪.(3‬‬
‫فما هو الكم الشحرعي للتقيع بلد النـزيآر؟‬
‫الصأل تري استعمال جيع أجزاء النـزيآر با ف ذلك جلده بإجاع‬
‫العلماء)‪.(4‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬فقه القضايا الطبية المعاصرة أ‪ .‬د‪ .‬علي القره داغي أ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬علي يوسف المحمدي ص ‪.250‬‬


‫)‪ (3‬انظر‪ :‬فقه القضايا الطبية المعاصرة أ‪ .‬د‪ .‬علي القره داغي وأ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪ .‬علي المحمدي )ص ‪.(250‬‬


‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬الفوزان )ص ‪.(363‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (2‬حكى هذا الجماع القرطبي في الجامع لحكام القرآن )‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،(2/223‬فقال‪" :‬ل خلف أن جملة الخنـزير محرمة إل الشعر فإنه‬


‫يجوز الخرازة به"‪ ،‬وحكاه النووي في شرحه على صحيح مسلم )‬
‫‪ ،(13/96‬حيث قال‪ :‬كقوله تعالى‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ فذكر اللحم؛ لنه‬
‫أعظم المقصود‪ ،‬وقد أجمع المسلمون على تحريم شحمه ودمه‬
‫‪554‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫لكن إذا دعت الضرورة الطبية إل استعمال رقعة جلديآة من النـزيآر بشحكل‬
‫مؤقت إل أن يي إعداد رقعة ذاتية أو صأناعية‪ ،‬فإن ذلك جائز عند أكثر‬
‫الفقهماء العاصأريآن عند الضرورة)‪.(1‬‬
‫فقد أجاز المع الفقهمي السلمي نقل العضاء من اليوان ولو كان نسما‬
‫للضرورة فقد صأدر قرار اللس رقم )‪ (1‬ف دورته الثامنة النعقدة ببن رابطة‬
‫العال السلمي ف مكة الكرمة ف الفتة من ‪28/4/1405‬هـ إل‬
‫‪7/5/1405‬هـ‪.‬‬
‫وقد ورد ف القرار ذكر حالت الزراعة الائزة شرعا ومنهما‪" :‬أن يآؤخذ العضو‬
‫من حيوان مأمكول ومذكى مطلقا أو غيه عند الضرورة لزرعه ف إنسمان مضطر‬
‫إليه" )‪.(2‬‬
‫وصأدرت بوازه فتوى من الندوة الفقهمية الطبية الثامنة للمنظمة السلمية‬
‫للعلوم الطبية بالكويآت ف الفتة ‪ 22‬ـ ‪24/5/1995‬م‪ ،‬ونصم الفتوى‪" :‬الرقع‬
‫اللديآة الأمخوذة من الكلب أو النـزيآر ل يوز استخدامهما إل عند عدم وجود‬
‫البديآل الائز شرعا‪ ،‬وعند الضرورة‪ ،‬شريآطة أن تكون مؤقتة")‪.(3‬‬
‫أدلة من قال بالجواز‪:‬‬
‫ﮋﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓ ﮔﮕ ﮖﮗﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡﮢ‬ ‫الدليل الول‪:‬‬

‫وسائر أجزائه"‪.‬‬
‫)‪ (3‬انظر‪ :‬فقه القضايا الطبية المعاصرة أ‪ .‬د‪ .‬علي القره داغي‪ ،‬وأ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬علي المحمدي )ص ‪ ،(251‬المسائل الطبية المستجدة‪ ،‬د‪ .‬محمد‬


‫النتشة )‪ ،(2/81‬أحكام الجراحة الطبية‪ ،‬د‪ .‬محمد الشنقيطي )ص‬
‫‪ ،(403‬الجراحة التجميلية‪ ،‬د‪ .‬صالح الفوزان )ص ‪.(375‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬قرارت المجمع الفقهي السلمي الدوات إلى السادسة‬ ‫‪2‬‬

‫عشر )‪.(156‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬فقه القصايا الطبية المعاصرة أ‪ .‬د‪ .‬على القره داغي وأ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫د‪ .‬علي المحمدي )ص ‪.(251‬‬


‫‪555‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ﮣﮤ ﮥﮦﮊ )‪.(1‬‬


‫وجه الدللة‪ :‬دلت اليآة على أن النسمان إذا اضطر إل تناوله لم النـزيآر‬
‫جاز له ذلك‪ ،‬فكذا إذا اضطر إل جلده‪ ،‬للتداوي جاز له بامع الضرورة ف‬
‫كل)‪.(2‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬قاعدة "الضرورات تبَيح المحظورات"‪.‬‬
‫استدل من أجاز التقيع بلد النـزيآر بالضرورة‪ ،‬ومن أهم قواعد الضرورة هذه‬
‫القاعدة‪ ،‬بل صأرح بعضهمم بالستدلل بذه القاعدة)‪.(3‬‬
‫ومن صأرح بالستدلل بذه القاعدة الدكتور صأال الفوزان حيث قال‪" :‬إن‬
‫نصوص الشحرع وقواعده جاءت برفع الرجا ودفع الضرر ومن صأور ذلك إباحة‬
‫الرمات حال الضرورة ومن ذلك قوله تعال‪ :‬ﮋﭚﭛ ﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡ ﭢﭣﮊ‬
‫)‪(4‬‬

‫والضرورة الطبية قد تدعو للتقيع بلد النـزيآر‪ ،‬وذلك حي ل يآوجد ما يآقوم‬


‫مقامه ف بعض الحوال "فالضرورات تبَيح المحظورات" )‪.(5‬‬
‫التطبيق الرابع‪ :‬كشف العورة من أجل التداوي كتشخيص المرض‬
‫أو إجراء العمليات الجراحية‪:‬‬
‫يتاجا الطبيب عند قيامه بفحصم بعض المراض الراحية أو إجراء بعض‬
‫العمليات الراحية إل كشحف الريآض عن عورته‪ ،‬كما هو الال ف جل المراض‬
‫الراحية التعلقة بالسمالك البولية‪ ،‬أو العضاء التناسلية‪ ،‬أو الهماز الضمي‪ ،‬أو‬
‫جراحة الولدة وغيها‪.‬‬

‫)‪ (3‬آية ‪ 173‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية د‪ .‬الفوزان )ص ‪ 375‬ـ ‪.(376‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (5‬انظر‪ :‬فقه القضايا الطبية المعاصرة أ‪ .‬د‪ .‬على القره داغي وأ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫د‪ .‬علي المحمدي )ص ‪.(251‬‬


‫)‪ (1‬آية ‪ 119‬من سورة النعام‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الجراحة التجميلية )ص ‪.(375‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪556‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فما هو الكم الشحرعي ف كشحف الريآض عن عورته ف مثل هذه الالت‬


‫الت يآسمتدعيهما فحصم الرض الراحي أو إجراء عمليات جراحية؟‬
‫الصأل ف الشحرع هو تري كشحف النسمان عن عورته كما دلت على ذلك‬
‫النصوص الشحرعية‪.‬‬
‫ولكن كشحف العورة للفحصم الطب‪ ،‬أو إجراء العمليات الراحية يآعتب‬
‫مسمتثن من ذلك الصأل للضرورة والاجة الداعية إليه‪.‬‬
‫والقاعدة الشحرعية تقول‪" :‬الضرورات تبَيح المحظورات")‪.(1‬‬
‫وقد ذهب أكثر الفقهماء إل جواز كشحف العورة من أجل التداوي للضرورة‬
‫والاجة الداعية إليه‪.‬‬
‫قال العز بن عبدالسملم ـ رحه ال ـ‪" :‬ست العورات والسموءات واجب‪ ،‬وهو‬
‫من أفضل الروءات وأجل العادات‪ ،‬ولسيما ف النسماء الجنبيات‪ ،‬لكنه يوز‬
‫للضرورات والاجات‪.‬‬
‫أما الاجات فكنظر كل واحد من الزوجي إل صأاحبه‪ ،‬وكذلك نظر الالك‬
‫إل أمته الت تل له ونظرها إليه‪ ،‬وكذلك نظر الشحهمود لتحمل الشحهمادات‪ ،‬ونظر‬
‫الطباء لاجة الداواة"‪.‬‬
‫ت قال‪" :‬وأما الضرورات فكقطع السملع الهملكات‪ ،‬ومداوة الراحات‬
‫التلفات‪ ،‬ويآشحتط ف النظر إل السموآت لقبحهما من شدة الاجة ما ل يآشحتط‬
‫ف النظر إل سائر العورات‪ ،‬وكذلك يآشحتط ف النظر إل سوأة الرأة من الضرورة‬
‫والاجة ما ل يآشحتط ف النظر إل سوأة الرجال")‪.(2‬‬
‫وقال السمرخسمي‪" :‬ل بأمس بالنظر إل العورة؛ لجل الضرورة‪ ،‬فمن ذلك أن‬
‫)‪ (3‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية د‪ .‬الشنقيطي )ص ‪ 223‬ـ ‪.(224‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬قواعد الحكام في مصالح النام )‪ 2/140‬ـ ‪.(141‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪557‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الاتن يآنظر ذلك الوضع‪ ،‬ومن ذلك عند الولدة الرأة تنظر إل موضع الفرجا‬
‫وغيه من الرأة؛ لنه لبد من قابلة تولد‪ ،‬وبدونا يافا على الولد")‪.(1‬‬
‫وقال ابن قدامه‪" :‬ويآباح للطبيب النظر إل ما تدعو إليه الاجة من بدنا من‬
‫العورة وغيها‪ ،‬فإنه موضع حاجة")‪.(2‬‬
‫وجاء ف فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء ما نصه‪" :‬ل يوز‬
‫الطلع على عورة الريآض إل للضرورة")‪.(3‬‬
‫وقد ذكر هذه السمالة بعض العاصأريآن تطبيقا على قاعدة "الضرورات تبَيح‬
‫المحظورات"‪.‬‬
‫فقد ذكر د‪ .‬ممد الزحيلي من تطبيقات القاعدة‪ :‬يوز كشحف الطبيب‬
‫عورات الشخاص إذا توقفت عليه مداواتم)‪.(4‬‬
‫وأيآضا ذكر هذا التطبيق د‪ .‬صأال اليوسف ف كتابه الشحقة تلب التيسمي)‪.(5‬‬
‫وذكر هذه السمأملة د‪ .‬ممد الشحنقيطي تطبيقا على قاعدة‪" :‬الضرورات تبيح‬
‫الظورات فقال‪" :‬ل حرجا على السملم ف كشحفه عما دعت الاجة إل كشحفه‬
‫من أجل فحصم مرضه الراحي وتشحخيصه‪ ،‬سواء كان رجل أو امرأة‪ ،‬وكذلك ل‬
‫حرجا على الطبيب والشخاص الذيآن يآسمتعي بم ف مهممة فحصه للمرض‬
‫الراحي إذا قاموا بالكشحف عن عورة الريآض والنظر إل الوضع التاجا إل‬
‫فحصه‪.‬‬
‫وهذا الكم مبن على وجود الضرورة والاجة‪ ،‬فلبد من تقق وجودها‪ ،‬فل‬

‫المبسوط )‪.(10/156‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪1‬‬

‫المغني )‪.(9/498‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪2‬‬

‫الفتاوى المتعلقة بالطب وأحكام المرضى )‪.(1/247‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪3‬‬

‫القواعد الفقهية وتطبيقاتها )‪.(1/277‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪4‬‬

‫)ص ‪.(386‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪558‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يل للطبيب ول لغيه أن يآطالب الريآض بالكشحف عن عورته إل إذا تعذر وجود‬
‫الوسائل الت يكن بواسطتهما تقيق مهممة الفحصم بدون كشحف للعورة‪ ،‬وكذلك‬
‫ل يوز للرجال أن يآقوموا بفحصم النسماء ول العكس إل إذا تعذر وجود الثيل‬
‫الذي يكنه أن يآقوم بالهممة الطلوبة" )‪.(1‬‬

‫)( انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية )ص ‪.(225‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪559‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫)‪(1‬‬
‫قاعدة‪ :‬ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها‬

‫اللفاظ الخرى للقاعدة‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ الضرورات تقدر بقدرها ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫‪ 2‬ـ ما جاز للضرورة يآتقدر بقدرها)‪.(3‬‬


‫‪ 3‬ـ ما ثبت للضرورة يآقدر بقدرها)‪.(4‬‬
‫‪ 4‬ـ الضرورة تقدر بقدرها)‪.(5‬‬
‫‪ 5‬ـ الثابت بالضرورة يآتقدر بقدر الضرورة)‪.(6‬‬
‫هذه القاعدة قيد لقاعدة "الضرورات تبيح الظورات"‪.‬‬
‫المعنى الجمالي للقاعدة‪:‬‬
‫أي أن الشحيء الذي يوز بناؤه على الضرورة يوز إجراؤه بالقدر الكاف؛‬
‫لزالة تلك الضرورة فقط‪ ،‬ول يوز استباحته أكثر ما تزول به تلك الضرورة)‪.(7‬‬
‫وف هذه القاعدة تنبيه على أن ما تدعوا إليه الضرورة من الظور إنا يآرخصم‬
‫منه القدر الذي تندفع به الضرورة فحسمب‪ ،‬فإذا اضطر النسمان لظور فليس له‬
‫أن يآتوسع ف الظور‪ ،‬بل يآقتصر منه على قدر ما تندفع به الضرورة فقط‪،‬‬

‫)‪ (1‬وردت بهذا اللفظ في المنثور للزركشي )‪ ،(2/320‬الشباه‬ ‫‪1‬‬

‫والنظائر للسيوطي )ص ‪ ،(84‬الشباه والنظائر لبن نجيم )ص ‪،(86‬‬


‫درر الحكام شرحا مجلة الحكام لعلي حيدر )‪ ،(1/38‬الوجيز )ص‬
‫‪.(239‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬مجلة الحكام الحكام العدلية )ص ‪ ،(89‬مادة رقم )‪،(22‬‬ ‫‪2‬‬

‫شرحا القواعد الفقهية للزرقا )ص ‪ ،(187‬الوجيز في إيضاحا قواعد‬


‫الفقه الكلية )ص ‪ ،(239‬الممتع في القواعد الفقهية )ص ‪.(195‬‬
‫)‪ (3‬انظر‪ :‬القواعد الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي )‪.(1/281‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬المنثور للزركشي )‪.(3/138‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (5‬انظر‪ :‬القواعد الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي )‪.(1/281‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (6‬انظر‪ :‬ترتيب الللي في سلك المالي )‪.(1/586‬‬ ‫‪6‬‬

‫)‪ (7‬انظر‪ :‬درر الحكام شرحا مجلة الحكام )‪.(1/38‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪560‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فالضطرار إنا يآبيح الظورات بقدار ما يآدفع الطر‪ ،‬ول يوز الستسال‪ ،‬ومت‬
‫زال الطر عاد الظر)‪.(1‬‬
‫أدلة القاعدة‪:‬‬
‫الدليل الول‪ :‬قوله تعال‪ :‬ﮋﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞﮟﮠ ﮡﮢﮣﮤ ﮥﮦﮊ )‪.(2‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬قوله تعال‪ :‬ﮋﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟﯠﯡﮊ)‪.(3‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬قوله تعال ﮋﮠﮡ ﮢﮣﮤ ﮥﮦ ﮧﮨﮩﮊ)‪.(4‬‬
‫وجه الستدلل من هذه اليات‪ :‬أنه قد قفسمر الباغي بأمنه الذي يآبغي‬
‫الرام مع قدرته على اللل‪ ،‬وقفسمر العادي بأمنه الذي يآتعدى القدر الذي‬
‫يتاجا إليه من الرم‪ ،‬وبناء عليه فإن هذه اليآات تدل على جواز التخصم ف‬
‫حال الضرورة بشحرط أن ل يآبغي الضطر عند استباحته الرم‪ ،‬أن ل يآتعدى‬
‫قدر حاجته من الرم؛ فدل على أن الضرورة تقدر بقدرها)‪.(5‬‬
‫من أمثلة القاعدة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الضطر ل يآأمكل من اليتة إل قدر سد الرمق ول يآشحبع‪ ،‬إل إذا كانت‬
‫لديآه مسمافة بعيدة ل يآقطعهما إل الشحبع فل بأمس)‪.(6‬‬
‫‪ 2‬ـ من اضطر لكل مال الغي فإن الضرورة تقتصر على إباحة إقدامه‬
‫على أكل ما يآدفع الضرورة بل إث فقط)‪.(7‬‬
‫‪ 3‬ـ يب على الدافع عن نفسمه أن يآسمتخدم من وسائل الدفاع الخف‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬شرحا القواعد الفقهية للزرقا )ص ‪ ،(187‬القواعد‬ ‫‪1‬‬

‫الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي )‪.(1/281‬‬


‫)‪ (2‬آية ‪ 173‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬آية ‪ 145‬من سورة النعام‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬آية ‪ 115‬من سورة النحل‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (5‬انظر‪ :‬الممتع في القواعد الفقهية )ص ‪.(196‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الشباه والنظائر للسيوطي )ص ‪ ،(84‬الشباه والنظائر‬ ‫‪6‬‬

‫لبن نجيم )ص ‪.(86‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬شرحا القواعد الفقهية للزرقا )ص ‪.(188‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪561‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فالخف فيبدأ بالوعيد والتهمديآد ث بالضرب العادي ث بالرح‪ ،‬ث‬


‫بالقتل حسمب جسمامة الطر ومقدار التعدي‪ ،‬وما يآكفي لصد‬
‫العدوان)‪.(1‬‬
‫‪ 4‬ـ للخاطب أن يآنظر إل مطوبته بقدر الاجة)‪.(2‬‬
‫تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي‪:‬‬
‫التطبَيق الول‪ :‬استعمال التخدير في العمليات الجراحأية بقدر‬
‫الضرورة والحاجة‪:‬‬
‫يتاجا الريآض لتخديآره ف الراحة الطبية إل نسمبة معينة‪ ،‬وهذه النسمبة‬
‫تتلف من حيث القدر والكمية حسمب اختلفا نوعية الراحة الطلوبة من‬
‫حيث سطحيتهما وعمقهما‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬يتاجا الطبيب ف قلع السمن وشق اقل رراجا إل تديآر موضعي‬
‫سطحي بينما يتاجا ف الراحة الباطنية كالقرحة‪ ،‬أو استئصال الزائدة إل‬
‫تديآر أعمق‪.‬‬
‫تحديد نسبَة التخدير‪:‬‬
‫اعتنت الصادر الت تكلمت عن التخديآر ف الراحة الطبية ببيان النسمب‬
‫وتديآد قدرها حـسمب‬
‫الاجة‪ ،‬ويآعتب هذا التحديآد الذي درجا أهل البة والعرفة على اعتباره‬
‫مرجعا للطبيب الخ ردر‪ ،‬ول يوز له العدول عنه على وجه الخاطرة والتجربة‪،‬‬
‫خاصأة وأن الواد الخدرة تعتب موادا سامة)‪.(3‬‬
‫)‪ (3‬انظر‪ :‬القواعد الفقهية الكبرى أ‪ .‬د‪ .‬السدلن )ص ‪ ،(278‬القواعد‬ ‫‪1‬‬

‫الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي ) ‪1/283‬ـ ‪(284‬‬


‫)‪ (4‬انظر‪ :‬المصدرين السابقين ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية د‪ .‬الشنقيطي )ص ‪ 289‬ـ ‪.(290‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪562‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ودرجة تمل الشخاص تتلف حت ف التخديآر الوضعي وأغلب‬


‫الشخاص يآتحملون التخديآر الوضعي بسمهمولة تامة‪ ،‬بينما ل يآتحمله آخرون‬
‫بسمبب وجود التحسمس من هذه الواد الخدرة‪ ،‬ولذا يب التأمكد من درجة‬
‫تسمس الرضى منهما قبل حقنهما)‪.(1‬‬
‫وإذا كان الصأل ف استعمال الواد الخدرة هو التحري وأن جوازها ف‬
‫الراحة الطبية مبن على وجود الضرورة والاجة‪ ،‬فإن ذلك الواز مقيد ف‬
‫الشحريآعة بقدار الضرورة والاجة فل يوز التوسع‪ ،‬أو الستسال ف استعمال‬
‫هذه الواد الخدرة‪ ،‬أو التسماهل ف استعمال هذه الواد الخدرة ف غي نسمبهما‬
‫العروفة عند الطباء بسمب حالة الراحة‪.‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬التحذير الموضعي د‪ .‬شفيق اليوبي )ص ‪.(137‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪563‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدليل على ذلك‪ :‬قاعدة‪ " :‬ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها"‪.‬‬
‫وجه الستشهاد بالقاعدة‪ :‬هذه القاعدة تدل على أن استعمال الواد‬
‫الخدرة ف الراحة الطبية أبيح للضرورة والاجة‪ ،‬وهذه الضرورة والاجة‬
‫تقدر بقدرها‪ ،‬فيسمتعمل الطبيب من هذه الواد الخدرة القدر الذي يتاجه‬
‫الريآض ويآبقى الزائد على القدر التاجا على الصأل وهو التحري‪ ،‬فيجب على‬
‫الطبيب الخدر أن يدد النسمبة الطلوبة لتخديآر الريآض حسمب الاجة‪ ،‬ول‬
‫يوز له أن يآزيآد عليهما إل بقدر الضرورة والاجة‪ ،‬فإذا كانت الراحة الطبية‬
‫من النوع الذي يكن إجراؤه بتخديآر الريآض تديآرا موضعيا‪ ،‬فإنه ل يوز أن‬
‫يآعدل إل تديآره تديآرا كام ل‪ ،‬إل إذا وجدت الضرورة الداعية إل ذلك‪ ،‬ول‬
‫يوز للطبيب الخدر أن يتار طريآقة أشد ضررا من غيها مت ما أمكن‬
‫التخديآر بالطريآقة الت هي أقل منهما ضررا وأكثر أمانا )‪.(1‬‬
‫وعلى هذا فأمخصائي التخديآر يآعتب مسمؤول مسمئولية مباشرة عن أهلية‬
‫الريآض للتخديآر‪ ،‬والواد الخدرة الت اختارها لتخديآره‪ ،‬والرعة الت حقنهما‬
‫من تلك الواد ف جسمم الريآض‪ ،‬والطريآقة الت اتبعهما ف تديآره‪ ،‬وأي تقصي‬
‫يآقع منه ف هذه المور فإنه يآوجب تمله للمسمؤولية عن كل الضرار التتبة‬
‫على ذلك التقصي‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك‪ :‬أن يآقوم بقن جرعة زائدة عن القدر العتب عند أهل‬
‫الختصاص فيؤدي ذلك إل وفاة الريآض‪ ،‬أوحصول شلل ونو ذلك‪ ،‬ففي‬
‫هذه الالة وأمثالا يآعتب الخدر مسمئول مسمئولية كاملة عن الضرار الناتة‬
‫عن ماوزته للحدود العتبة عند أهل الختصاص والعرفة)‪.(2‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية )ص ‪ 289‬ـ ‪.(290‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية )ص ‪ 506‬ـ ‪.(507‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪564‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فل يوز له شرعا تاوز تلك الدود عمل بقاعدة‪" :‬ما أبيح للضرورة‬
‫يقدر بقدرها"‪.‬‬
‫التطبَيق الثاني‪ :‬كشف العورة من أجل التداوي يكون بقدر الضرورة‬
‫والحاجة‪.‬‬
‫ما تدعو إليه الضرورة من الظورات إنا يآرخصم منه القدر الذي تندفع به‬
‫الضرورة فحسمب‪ ،‬فإذا اضطر النسمان لظور فليس له أن يآتوسع ف الظور‪ ،‬بل‬
‫يآقتصر منه على قدر ما تندفع به الضرورة فقط)‪.(1‬‬
‫ومن تلك الضرورات كشحف العورة للتداوي يوز عمل بقاعدة "الضرورات‬
‫تبَيح المحظورات "‪ ،‬ولكن ل يآكون كشحف العورة إل بقدر ما تندفع به الضرورة‬
‫والاجة ول يآتوسع الريآض أو الطبيب ف ذلك‪.‬‬
‫وقد ذكر السميوطي من تطبيقات القاعدة‪" :‬لو فصد أجنب امرأة‪ :‬وجب‬
‫أن تسمت جيع ساعدها‪ ،‬ول يآكشحف إل ما لبد منه للفصد")‪.(2‬‬
‫وقال ابن نيم ف ذكره لتطبيقات القاعدة "الطبيب إنا يآنظر من العورة‬
‫قدر الاجة")‪.(3‬‬
‫وقد ذكر بعض من ألف ف القواعد الفقهمية من العاصأريآن من تطبيقات‬
‫القاعدة‪ :‬كشحف العورة يآكون بقدر الاجة فقد ذكر د‪ .‬ممد البورنو أن من‬
‫تطبيقات القاعدة‪" :‬الطبيب يآنظر من العورة بقدر الاجة للمعالة")‪.(4‬‬
‫وذكر د‪ .‬ممد الزحيلي من تطبيقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إذا احتاجا النسمان لداواة العورة فيكشحف الطبيب بقدار ما يتاجا‬
‫شرحا القواعد الفقهية للزرقا )ص ‪.(187‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪1‬‬

‫الشباه والنظائر )ص ‪.(85‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪2‬‬

‫الشباه والنظائر )ص ‪.(86‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪3‬‬

‫الوجيز )ص ‪.(239‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪565‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إل كشحفه فقط‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ إن مداوة عورة الرأة ل يوز أن يآطلع عليه رجل إذا وجدت امرأة‬
‫تسمن ذلك؛ لن اطلع النس على جنسمه أخف مظورا )‪.(1‬‬
‫وذكر د‪ .‬صأال اليوسف أن من تطبيقات القاعدة‪" :‬إذ احتيج لداواة‬
‫العورة يآكشحف الطبيب مقدار ما يتاجا إل كشحفه فقط")‪.(2‬‬
‫وذكر د‪ .‬مسملم الدوسري من تطبيقات القاعدة كشحف العورة بقدر‬
‫الاجة فقال‪" :‬لو اضطر شخصم إل كشحف عورته للطبيب لجل العالة‪،‬‬
‫فإنه يآباح له ذلك‪ ،‬ولكن يب عليه أن يآقتصر على كشحف موضع العالة‬
‫فقط من العورة‪ ،‬وكذلك يرم على الطبيب النظر إل غي موضع العالة من‬
‫العورة؛ وذلك؛ لن كشحف العورة بالنسمبة للمريآض‪ ،‬ونظر الطبيب إليهما إنا‬
‫جاز لجل ضرورة العالة‪" ،‬والضرورات تقدر بقدرها")‪.(3‬‬
‫وقد أجاز أكثر الفقهماء كشحف عورة الرجل أو الرأة من أجل التداوي‪،‬‬
‫ولكن بقدر الضرورة والاجة‪ ،‬واستدلوا بقاعدة "الضرورة تقدر بقدرها"‪.‬‬
‫قال العز بن عبدالسملم‪" :‬ست العورات والسموآت واجب‪ ،‬وهو من أفضل‬
‫الروءات وأجل العادات‪ ،‬ولسيما ف النسماء الجنبيات‪ ،‬لكنه يوز‬
‫للضرورات والاجات‪.‬‬
‫أما الاجات فكنظر كل واحد من الزوجي إل صأاحبه‪ ،‬وكذلك نظر‬
‫الالك إل أمته الت تل له ونظرها إليه‪ ،‬وكذلك نظر الشحهمود لتحمل‬
‫الشحهمادة‪ ،‬ونظر الطباء لاجة الداواة‪.‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها )‪.(1/282‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬المشقة تجلب التيسير )‪.(388‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬الممتع في القواعد الفقهية )ص ‪.(196‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪566‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ولو وقف الشحاهد على العيب أو الطبيب على الداء‪ ،‬فل يل له النظر‬
‫بعد ذلك‪ ،‬ل حاجة إليه لذلك؛ لن ما أحل إل لضرورة أو حاجة يآقدر‬
‫بقدرها ويآزول بزوالا" )‪.(1‬‬
‫وقال الكاسان‪ :‬ف مداواة الرأة‪" :‬يآداويآهما الرجل لكن ل يآكشحف منهما‬
‫إل موضع الرح ويآغض بصره ما استطاع؛ لن الرمات الشحرعية جاز أن‬
‫يآسمقط اعتبارها شرع ا لكان الضرورة‪ ،‬كحرمة اليتة‪ ،‬وشرب المر حالة‬
‫الخمصة‪ ،‬والكراه‪ ،‬لكن الثابت بالضرورة ل يآعدو موضع الضرورة؛ لن علة‬
‫ثبوتا الضرورة‪ ،‬والكم ل يآزيآد على قدر العلة")‪.(2‬‬
‫وقال ف الدر الختار‪" :‬يآنظر الطبيب إل موضع مرضهما بقدر الضرورة‪،‬‬
‫إذ الضرورات تقدر بقدرها")‪.(3‬‬
‫وقد ذهب أكثر الفقهماء العاصأريآن إل جواز كشحف العورة من أجل‬
‫التداوي للضرورة ويآكون الكشحف قدر الضرورة والاجة‪.‬‬
‫واستدلوا بقاعدة‪" :‬الضرورة تقدر بقدرها"‪.‬‬
‫فقد صأدرت فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء بالملكة العربية‬
‫السمعوديآة بواز كشحف العورة بقدر الضرورة والاجة عندما سئلت اللجنة عن‬
‫حكم إطلع غي الطبيب العال على عورة الريآض‪.‬‬
‫فأمجابت اللجنة‪" :‬ل يوز الطلع على عورة الريآض إل للضرورة‪،‬‬
‫والضرورة تقدر بقدرها فل قيآرى إل ما يتاجا إل علجه‪ ،‬وليس ذلك إل‬
‫للطبيب أو الراح الذي يآباشر العلجا‪ ،‬ول يوز لغيه أن يآطلع معه إل إذا‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬قواعد الحكام في مصالح النام )‪ 2/140‬ـ ‪.(141‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬بدائع الصنائع )‪.(5/208‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬الدر المختار شرحا تنوير البصار المطبوع مع حاشية ابن‬ ‫‪3‬‬

‫عابدين )‪.(6/370‬‬
‫‪567‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫كان مضطرا إليه لباشرة العلجا بالشتاك" )‪.(1‬‬


‫وذكر أ‪ .‬د‪ .‬مسماعد بن قاسم الفال أن كشحف العورة يآكون بقدر الضرورة‬
‫والاجة واستدل بقاعدة "ما أبيح للضرورة يآقدر بقدرها" فقال‪" :‬نظر الطبيب‬
‫إل عورة الرجل يآباح له أن يآرى منه موضع العلة بقدر الاجة‪ ،‬وللطبيبة أن تنظر‬
‫من الرأة الريآضة ما تدعو إليه الاجة والضرورة‪ ،‬إذ الضرورات تقدر بقدرها"‪.‬‬
‫ث قال‪" :‬من القواعد الفقهمية القررة شرعا أن "الضرورة تقدر بقدرها"‬
‫ووفق ا لذه القاعدة فإنه ل يوز للطبيب تاوز الد الكاف لدفع الضرورة من‬
‫نظر وكشحف ولس وغيها من دواعي العلجا‪ ،‬وعليه عند الكشحف على الرأة‬
‫أن يآسمت جيع ما ل يتاجا إل النظر إليه من جسمم الرأة‪ ،‬ويآكتفي فقط‬
‫بالنظر إل موضع العلجا وهو ما تدعو الاجة النظر إليه" )‪.(2‬‬
‫وذكر د‪ .‬ممد الشحنقيطي أن كشحف العورة من أجل التداوي لتشحخيصم‬
‫الرض أو إجراء العمليات الراحية يآكون بقدر الضرورة‪ ،‬ول يآتوسع ف ذلك‪،‬‬
‫واستدل بقاعدة "ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها " فقال‪" :‬وأما قيد الواز‬
‫فهمو القتصار على القدر الذي تسمد به الاجة دون زيآادة عليه‪ ،‬فيجب على‬
‫كل من الطبيب‪ ،‬والشخاص الذيآن يآسمتعي بم ف مهممة فحصم الرض‬
‫الراحي أن يآقتصروا ف كشحفهمم ونظرهم إل عورة الريآض على الوضع التاجا‬
‫إل النظر دون غيه‪ ،‬وكذلك عليهمم القتصار على الوقت التاجا إليه دون‬
‫زيآادة؛ وذلك لن الصأل ف الشحرع يآقتضي حرمة الكشحف عن العورة‪ ،‬والنظر‬
‫إليهما جيعهما‪ ،‬فإذا وجدت الضرورة أو الاجة استثن من ذلك الصأل الوضع‬
‫والزمان التاجا الضطر إليه‪ ،‬وبقي غيه على الصأل القتضي لرمة كشحفه‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الفتاوى المتعلقة بالطب وأحكام المرضى )‪.(1/247‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام العورة والنظر )ص ‪.(344‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪568‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والنظر إليه‪ ،‬وذلك للقاعدة الشحرعية الت تقول‪" :‬ما أبيح للضرورة يقدر‬
‫بقدرها"‪.‬‬
‫فالطبيب ومعاونوه مضطرون لظور وهو الكشحف والنظر إل العورة‪ ،‬وهذا‬
‫الضطرار مقيد بوضع معي‪ ،‬فليس لم ماوزته ف الكشحف والنظر‪ ،‬ول‬
‫الزيآادة على الوقت التاجا إليه")‪.(1‬‬
‫والناظر ف واقع السمتشحفيات يد بعض الخالفات الشحرعية‪ ،‬وعدم التقيد‬
‫بالقواعد والضوابط الشحرعية ومنهما هذه القاعدة‪ ،‬فتجد هناك تسماهل من‬
‫بعض الطباء والعاملي ف السمتشحفيات والرضى ف كشحف العورة‪.‬‬
‫وقد سجل د‪ .‬يآوسف الحد خلل تواله اليدان ف بعض السمتشحفيات‬
‫بعض الخالفات الشحرعية ف أروقه السمتشحفيات‪ ،‬وغرفا الرضى‪ ،‬والعمليات‪،‬‬
‫ومن تلك الخالفات عدم التقيد بالقواعد الشحرعية ف كشحف العورة حيث‬
‫لحظ تسماهل الطبيب أو الريآض ف كشحف العورة‪ ،‬وذكر من أمثلته‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ كشحف الرأة لوجهمهما أو أكثر منه أمام الطبيب بل حاجة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ كشحف العورة بأمكثر من قدر الاجة‪ ،‬فتكشحف الوجه كامل؛ لجل نظر‬
‫الطبيب ف العي أو الذن فقط‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تعريآة الريآض أثناء تهميزه للعملية رجل كان أو امرأة‪ ،‬ومشحاهدة‬
‫الطباء والمرضي له وليس عليه شيء يآسمته)‪.(2‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية )ص ‪ 225‬ـ ‪.(226‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬ذكر د‪.‬يوسف الحمد بعض المشاهدات المؤلمة في غرفة‬ ‫‪2‬‬

‫العمليات‪ ،‬من التساهل في كشف عورة المريض المغلظة أثناء‬


‫تجهيزه للعملية أمام مشاهدة الجميع من جراحين‪ ،‬وطبيب تخدير‪،‬‬
‫وفنيين‪ ،‬وممرضين‪ ،‬وممرضات‪ ،‬وطلب يتدربون‪ ،‬وبعض هذه‬
‫العمليات قد تكون حالة ولدة طبيعية أو قيصرية‪ ،‬وأحيانا ا يحضر‬
‫عشرة من الطلب مع أستاذهم إجراء عملية قيصرية لمرأة‬
‫‪569‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قلت‪ :‬والواجب على الطباء‪ ،‬والفنيي‪ ،‬والمرضي‪ ،‬والرضى‪ ،‬اللتزام‬


‫بأمحكام الشحريآعة وقواعدها‪ ،‬ومنهما قاعدة " ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها"‪،‬‬
‫وعدم التسماهل ف كشحف العورة‪ ،‬وإنا يآكون بقدر الضرورة والاجة‪.‬‬
‫ضوابط جواز كشف عورة المرأة من أجل التداوي‪:‬‬
‫إذا ثبت جواز نظر الطبيب إل الرأة الريآضة عند الاجة‪ ،‬فقد قرر‬
‫الفقهماء ضوابط يآلزم مراعاتا لكشحف العورة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ل يوز للطبيب تاوز الد الكاف لدفع الضرورة من نظر وكشحف‬
‫ولس وغيها من دواعي العلجا‪ ،‬وعليه عند الكشحف أن يآسمت جيع‬
‫ما ل يتاجا إل النظر إليه‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن تق لدم الطبيبة ف معالة الرأة على الطبيب إذا وجدت‪ ،‬خاصأة إذا‬
‫كان الكشحف ف مواطن العورة الغلظة‪ ،‬فنظر الطبيبة أخف ضررا من‬
‫نظر الطبيب لتاد النس‪.‬‬
‫قال الكاسان‪" :‬وكذا إذا كان با جرح أو قرح ف موضع ل يل للرجال‬
‫النظر إليه‪ ،‬فل بأمس أن تداويآهما إذا علمت الداواة‪ ،‬فإن ل تتعلم‪ ،‬قتعلم ث‬
‫تداويآهما‪ ،‬فإن ل توجد امرأة تعلم الداواة ول امرأة تتعلم‪ ،‬وخيف عليهما اللك‬
‫أو بلء أو وجع ل تتمله يآداويآهما الرجل لكن ل يآكشحف منهما إل موضع‬
‫الرح")‪.(1‬‬
‫وجاء ف فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية‪ ،‬والفتاء ما نصه‪" :‬يب‬

‫مخدرة‪ .‬ويتدرب جميع الطلب على الفحص الموضعي ومعرفة‬


‫اتساع عنق الرحم‪.‬‬
‫انظر‪ :‬أحكام نقل أعضاء النسان في الفقه السلمي د‪ .‬يوسف‬
‫الحمد )‪ 1/199‬ـ ‪.(202‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬بدائع الصنائع )‪.(5/208‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪570‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أن يآتول تطبيب النسماء نسماء مثلهمن ول يوز للرجال تطبيب النسماء إل عند‬
‫الضرورة‪ ،‬وذلك عندما يصل على الرأة ضرر بتك العلجا‪ ،‬ول يآكن هناك‬
‫نسموة يآعالنهما‪ ،‬فيجوز حينئ دذ للطبيب أن يآنظر إل ما تدعو الاجة إل النظر‬
‫إليه من جسممهما لجل العلجا")‪.(1‬‬
‫‪ 3‬ـ يآشحتط لعالة الطبيب الرأة أن ل يآكون ذلك بلوة فلبد مع الرأة‬
‫مرم‪.‬‬
‫قال ف كشحافا القناع‪" :‬ولطبيب نظر‪ ،‬ولس ما تدعو الاجة إل نظره‬
‫ولسمه حت فرجهما وباطنه؛ لنه موضع حاجة‪ ،‬وظاهره ولو ذميا قاله ف‬
‫البدع‪ ،‬ومثله ف الغن‪ ،‬وليكن ذلك مع حضور مرم أو زوجا؛ لنه ل يآأممن‬
‫مع اللوة مواقعه الظور")‪.(2‬‬
‫وقد جاء ف فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء ما نصه‪" :‬إذا‬
‫تيسمر الكشحف على الرأة وعلجهما عند طبيبة مسملمة ل يز أن يآكشحف‬
‫عليهما ويآعالهما طبيب ولو كان مسملم ا‪ ،‬وإذا ل يآتيسمر ذلك واضطرت للعلجا‬
‫جاز أن يآكشحف عليهما طبيب مسملم‪ ،‬بضور زوجهما أو مرم لا‪ ،‬خشحية الفتنة‬
‫أو وقوع ما ل تمد عقباه")‪.(3‬‬
‫‪ 4‬ـ يآشحتط ف معالة الرأة للرجل أن ل يآكون هناك رجل يآسمتطيع أن‬
‫يآقوم بثل هذه العالة‪.‬‬
‫وقد جاء ف فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء ما نصه‪" :‬ل‬
‫يوز للمرضة أن تكشحف عورة الرجل لعلجه‪ ،‬إل إذا اضطر إليهما‪ ،‬بأمن ل‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الفتاوى المتعلقة بالطب وأحكام المرضى )‪.(1/246‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬كشاف القناع )‪.(5/13‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬الفتاوى المتعلقة بالطب وأحكام المرضى )‪.(1/243‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪571‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يآوجد ف السمتشحفى غيها من الرجال ويب عدم التسماهل ف هذه المر")‪.(1‬‬


‫‪5‬ـ أن يآكون الطبيب أمين ا غي متهمم ف خلقه وديآنه ويآكفي ف هذا حل‬
‫الناس على ظاهرهم‪.‬‬
‫جاء ف فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء ف ذكر شروط‬
‫كشحف الطبيب على الرأة ما نصه‪" :‬أن ل يآوجد طبيبة مسملمة تكفي‬
‫للكشحف عليهما وعلجهما‪ ،‬وأن يآكون من يآكشحف عليهما مسملما ديآنا وأن‬
‫يآكون بضور مرم لا")‪.(2‬‬
‫‪ 6‬ـ أن تكون الاجة إل العلجا ماسة كمرض أو وجع ل يتمل‪ ،‬أما إذا‬
‫ل يآكن مرض أو ضرورة للمداوة كالت تتعايآن عند الطبيب لتحسمي‬
‫صأحتهما‪ ،‬أو لتخفيف وزنا‪ ،‬أو لتجميل جسممهما‪ ،‬أو لعله أن يآكون‬
‫فيهما مرض وهي ل تشحتكي شيئ ا‪ ،‬أو لوهم تتوهه‪ ،‬فهمذه ل يوز لا‬
‫أن تنكشحف أمام الطبيب)‪.(3‬‬
‫التطبيق الثالث‪ :‬استعمال الشعة من أجل تشخيص المرض‬
‫يكون بقدر الضرورة والحاجة‪:‬‬
‫تعتب الشعة السمينية من أخطر الوسائل السمتخدمة ف مهممة الفحصم‬
‫الطب‪ ،‬ويآكمن خطرها فيما تشحتمل عليه من الواد الشحعة‪ ،‬والطريآقة التبعة‬
‫للتصويآر با‪ .‬وثبت طبي ا أن التعرض لقدار أربعمائة وخسمي وحدة من‬
‫الشعاع الوجود ف أشعة رونتجن يآعتب حدا كافيا ف إصأابة الشحخصم‬
‫التعرض لا برض الشعاع الشحديآد الذي يآنتهمي بصاحبه إل الوت بعد ظهمور‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الفتاوى المتعلقة بالطب وأحكام المرضى )‪.(1/247‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬المصدر السابق )‪.(1/242‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬هذه الضوابط في كتاب أحكام العورة والنظر أ د‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫مساعد بن قاسم الفالح )ص ‪ 344‬ـ ‪.(348‬‬


‫‪572‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫العراض والضاعفات الؤلة)‪.(1‬‬


‫ويآقول أحد الساتذة الختصي بعلم الفيزيآا النوويآة‪" :‬الشعة السمينية‬
‫خطرة بالنسمبة للجزء العرض لا من جلد النسمان‪ ،‬ولكنهما أخطر بكثي على‬
‫اللد‪ ،‬وعلى النخاع الشحوكي‪ ،‬وعلى الغدد النسمية‪ ،‬وليس من الضرورة أن‬
‫تسملط الشعة على الغدد النسمية لتشحكل الطر عليهما‪ ،‬إذ إن كل صأورة‬
‫بالشعة تؤخذ لي عضو ف السمم تؤثر بشحكل غي مباشر على الغدد‬
‫النسمية")‪.(2‬‬
‫ونقل د‪ .‬ممد الشحنقيطي عن بعض الباث التجة ف علم الشعاع‬
‫الطب ما يآلي‪" :‬مع ما للشعاع من استخدامات مفيدة يآنبغي علينا التعامل‬
‫معه بذر وحيطة؛ لنه سلح ذو حديآن‪ ،‬فكما أنه يكننا من تشحخيصم‬
‫الرض وعلجه‪ ،‬فإن له مضار صأحية علينا‪ ،‬وعلى سللتنا من بعد‪ ،‬لذا يب‬
‫الخذ بالقاعدة القائلة‪ :‬أن ل تتعرض للشعاع دون فوائد راجحة‪ ،‬وبتقليل‬
‫الرع الشعاعية إل أقل ما يكن عمليا")‪.(3‬‬
‫وتبي من شهمادة هؤلء الختصي وجود الضرر ف هذه الواد الشحعة‬
‫خاصأة فيما يآتعلق بالغدد النسمية‪ ،‬وقد يآتعدى الضرر إل بقية أعضاء السمم‬
‫الخرى كاللد والنخاع الشحوكي‪ ،‬وقد تسمبب الصأابة بالسمرطان)‪.(4‬‬
‫حكم استعمال الشعة من أجل تشخيص المرض‪:‬‬
‫نظرا لوجود بعض الضرار التتبة على التصويآر بالشعة؛ فإن الصأل‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الموسوعة الطبية الحديثة لمجموعة من الطباء )‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،(6/1163‬أحكام الجراحة الطبية د‪ .‬الشنقيطي )ص ‪.(227‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الشعة السينية وبعض تطبيقاتها د‪ .‬محمود ناصر الدين‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪ 235‬ـ ‪ ،236‬أحكام الجراحة الطبية )ص ‪.(228‬‬


‫)‪ (3‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية )ص ‪.(228‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية )ص ‪ 228‬ـ ‪.(229‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪573‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يآقتضي عدم استعمالا‪ ،‬إل إذا وجدت الاجة الداعية إل ذلك‪ ،‬ولشك أن‬
‫كثيا من المراض الراحية الت جرت عادة الطباء بإحالة الصابي با إل‬
‫التصويآر بالشعة قد توفرت فيهما الاجة الداعية‪ ،‬فعلى سبيل الثال‪ :‬مرض‬
‫القرحة العديآة‪ ،‬وأمراض القولون الراحية‪ ،‬وأمراض الكبد والرارة‪ ،‬كل هذه‬
‫لمراض وأمثالا توافرت فيهما الاجة الداعية إل تصويآرها والتأمكد من وجودها‬
‫ما دام أن الطبيب قد اطلع على بعض الدلئل والمارات الوجبة للتأمكد من‬
‫وجودها أثناء قيامه بالفحصم البدئي)‪.(1‬‬
‫فإذا ثبت أن هناك حاجة لستعمال هذه الشعة فيجوز استعمالا‪ ،‬لكن‬
‫يآنبغي أن يآكون استعمال الطبيب لذه الشعة مبن على قاعدتي‪:‬‬
‫أودل‪ :‬أن يكون مبَني على الموازنة بين المصالح والمفاسد‪:‬‬
‫وبناء على ذلك فإنه يآنبغي على الطبيب أن يآتول النظر ف مفسمدة‬
‫تعريآض الريآض للشعة ومفسمدة الرض الشحتكى منه‪ ،‬ث يآقارن بينهمما فيقدم‬
‫على إحالته إل التصويآر بالشعة أو يجم‪.‬‬
‫والوازنة بي الصال والفاسد الذكورة ف القاعدة الطبية السمابقة " أن ل‬
‫تتعرض للشـعاع دون‬
‫فوائد راجحة وبتقليل الرع الشعاعية إل أقل ما يكن عمليا" يآتفق مع‬
‫ما هو مقرر ف الشحريآعة السلمية من الوازنة بي الصال والفاسد‪ ،‬وتقدي‬
‫الصال الراجحة على الفاسد الرجوحة‪ ،‬كما يآتفق مع القواعد الشحرعية‬
‫كقاعدة "ما أبيح للضرورة يآقدر بقدرها" بذا يآتفق الطب مع القواعد‬
‫الشحرعية‪.‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬المصدر السابق )ص ‪.(230‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪574‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقد أشار إل ذلك العز بن عبدالسملم فقال‪" :‬وإن تقدي الصال‬


‫الراجحة على الفاسد الرجوحة ممود حسمن‪ ،‬وأن درء الفاسد الراجحة على‬
‫الصال الرجوحة ممود حسمن‪ ،‬واتفق الكماء على ذلك‪ ،‬وكذلك الطباء‬
‫يآدفعون أعظم الرضي بالتزام بقاء أدناها‪ ،‬ويلبون أعلى السملمتي‬
‫والصحتي ول يآبالون بفوات أدناها" )‪.(1‬‬
‫ثانيدا‪ :‬أن يآكون استعمال الطبيب للشعة ملتزما ومتقيدا بقاعدة "ما أبيح‬
‫للضرورة يقدر بقدرها"‪ ،‬فيكون استعمال الطبيب لذه الشعة بقدر الضرورة‬
‫والاجة‪ ،‬وليس فيه مبالغة أو زيآادة عن الاجة‪ ،‬وقد أكد هذا الدكتور ممد‬
‫الشحنقيطي فقال‪" :‬وإذا ثبت القول بواز التصويآر بالشعة عند الاجة‪ ،‬فإنه‬
‫يآنبغي على الطبيب الختصم بهممة التصويآر أن يآتقيد بقدر الاجة للقاعدة‬
‫الشحرعية الت تقول "ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها"‪ ،‬ومن ث فإنه يرم عليه‬
‫الزيآادة ف قدر الرعة السملطة على الوضع الراد تصويآره‪ ،‬ويآنبغي عليه أن يآقتصر‬
‫على القدر العتب عند أهل الختصاص؛ لن القدر الزائد عن الاجة باق على‬
‫حكم الصأل الوجب لرمته")‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬قواعد الحكام في مصالح النام )‪.(1/4‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية )ص ‪.(230‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪575‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قاعدة‪ :‬الحاجة تنـزل‬


‫)‪(1‬‬
‫منـزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة ‪:‬‬

‫اللفاظ الخرى للقاعدة‪:‬‬


‫وردت هذه القاعدة بأملفاظ متقاربة اذكر منهما ما يآأمت‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الاجة العامة تنـزل منـزلة الضرورة الاصأة ف حق آحاد الناس)‪.(2‬‬
‫‪ 2‬ـ الاجة العامة تنـزل منـزلة الضرورة الاصأة)‪.(3‬‬
‫‪ 3‬ـ الاجة العامة تنـزل منـزلة الضرورة الاصأة ف صأور)‪.(4‬‬
‫‪ 4‬ـ الاجة تنـزل منـزلة الضرورة عامة أو خاصأة)‪.(5‬‬
‫المعنى الجمالي للقاعدة‪:‬‬
‫أن الاجة)‪ (6‬سواء كانت عامة أو خاصأة)‪ (7‬سبب من أسباب مشحروعية‬
‫الحكام الستثنائية من إباحة الرم‪ ،‬وترك الواجب‪ ،‬والتسمهميلت التشحريآعية‬
‫)‪ (1‬وردت هذه القاعدة بهذا اللفظ في‪ :‬الشباه والنظائر للسيوطي‬ ‫‪1‬‬

‫)ص ‪ ،(88‬الشباه والنظائر لبن نجيم )ص ‪ (91‬ترتيب الللي )‬


‫‪ ،(1/625‬شرحا القواعد الفقهية للزرقا )ص ‪ ،(209‬الوجيز في‬
‫إيضاحا قواعد الفقه )ص ‪ ،(242‬القواعد الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي )‬
‫‪ ،(1/288‬الممتع في القواعد الفقهية )ص ‪.(203‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬المنثور في القواعد للزركشي )‪.(2/24‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬الحاجة وأثرها في الحكام )‪.(2/535‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬الشباه والنظائر لبن الوكيل )‪.(2/370‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (5‬انظر‪ :‬مجلة الحكام العدلية )ص ‪ ،(90‬المادة رقم )‪ (32‬درر‬ ‫‪5‬‬

‫الحكام شرحا مجلة الحكام )‪.(1/42‬‬


‫وانظر‪ :‬ألفاظ أخرى للقاعدة في كتاب الحاجة وأثرها في الحكام د‬
‫أحمد الرشيد )‪ 2/534‬ـ ‪.(535‬‬
‫)‪ (6‬الحاجة هي الفتقار إلى ما يقوم به الحال ويستمر معه‬ ‫‪6‬‬

‫المعاش‪ ،‬بحيث يؤدي عدم مراعاته إلى الحرجا والضيق دون الهلك‬
‫أو خشيته‪ ،‬انظر‪ :‬الممتع )ص ‪ (203‬الوجيز )ص ‪.(242‬‬
‫)‪ (7‬الحاجة العامة هي الحاجة الشاملة لجميع المة فيما يمس‬ ‫‪7‬‬

‫مصالحهم العامة‪ ،‬والحاجة الخاصة‪ :‬هي الحاجة الشاملة لطائفة‬


‫معينة من الناس كأهل بلد أو حرفة معينة كالتجار أو الصناع أو‬
‫الزراع ‪.‬‬
‫‪576‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الستثنائية ل تقتصر على حالت الضرورة اللجئة‪ ،‬بل حاجات الماعة دون‬
‫الضرورة توجب التسمهميلت الستثنائية أيآضا‪.‬‬
‫وليس القصود بذه القاعدة أن الاجة تأمخذ أحكام الضرورة من حيث‬
‫العموم والطلق بيث تكون الاجة كالضرورة دائما‪ ،‬وإنا القصود مشحابة‬
‫الاجة للضرورة ف كونا سببا لشحروعية الحكام الستثنائية)‪.(1‬‬
‫أدلة القاعدة‪:‬‬
‫الدليل الول‪ :‬قوله تعالﮋﮂﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐﮊ )‪.(2‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬دلت اليآة على نفي كل ما أوجب الرجا‪ ،‬والحتجاجا به‬
‫عند وقوع اللفا على منتحل مذهب التضييق‪ ،‬فيدل ذلك على جواز التيمم‬
‫وإن كان معه ماء إذا خافا على نفسمه من العطش فيحبسمه لشحربه‪ ،‬إذ كان فيه‬
‫نفي الضيق والرجا)‪.(3‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬قوله تعال‪ :‬ﮋﮪﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯﮰﮊ )‪.(4‬‬
‫ﮋﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏﮐﮑ ﮒﮓ ﮔﮕ‬ ‫الدليل الثالث‪ :‬قوله تعال‪:‬‬
‫ﮖﮊ )‪.(5‬‬
‫ﮋﮐﮑﮒ ﮓﮔﮕﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟ ﮠﮡ‬ ‫الدليل الرابع‪ :‬قوله تعال‪:‬‬
‫ﮊ )‪.(6‬‬

‫انظر‪ :‬الممتع ص )‪ 203‬ـ ‪ ، (204‬القواعد الفقهية د‪ .‬محمد الزحيلي‬


‫)‪ 1/288‬ـ ‪.(289‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الحاجة وأثرها على الحكام د‪ .‬أحمد الرشيد )‪ 2/536‬ـ‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(537‬‬
‫)‪ (2‬آية رقم )‪ (6‬من سورة المائدة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬أحكام القرآن للجصاص )‪.(2/396‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬آية ‪ 78‬من سورة الحج‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (5‬آية ‪ 61‬من سورة النور‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (1‬آية ‪ 91‬من سورة التوبة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪577‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وجه الستدلل‪ :‬هذه اليآات تدل على نفي الرجا سواء أكانت اليآة الت‬
‫تنفي الرجا عن هذا الديآن على العموم‪ ،‬أم كانت اليآات النافية للحرجا عن‬
‫فئات خاصأة‪ ،‬دالة على اعتبار الاجة والعمل بقتضاها‪ ،‬وذلك من جهمة أن‬
‫الاجة سبب من أسباب الرجا‪ ،‬ول يكن رفع الرجا إل برفع السباب الؤديآة‬
‫إليه والاجة من جلتهما‪ ،‬وبذا تكون هذه اليآات دالة على اعتبار الاجة‪،‬‬
‫والعمل با من باب اللزوم)‪.(1‬‬
‫الدليل الخامس‪ :‬عن أنس رضي ال عنه قال‪) :‬رخصم النب ‪ ‬للزبي‬
‫وعبدالرحن بن عوفا ف لبس الريآر لكمة بما( )‪.(2‬‬
‫الدليل السادس‪ :‬عن عرفجة بن أسعد قال‪) :‬أصأيب أنفي يآوم القكلب ف‬
‫الاهلية فاتذت أنفا من ورق فأمنت علي فأممرن رسول ال ‪ ‬أن أتذ أنفا من‬
‫ذهب( )‪.(3‬‬
‫الدليل السابع‪ :‬عن أنس بن مالك رضي ال عنه‪) :‬أن قدح النب ‪ ‬انكسمر‬
‫فاتذ مكان اللشحعب سلسملة من فضة( )‪.(4‬‬
‫وجه الستدلل من هذه الحأاديث‪ :‬أن النب ‪ ‬نى الرجال والنسماء عن‬
‫الشحرب ف آنية الذهب والفضة‪ ،‬ونى الرجال عن لبس الذهب والريآر‪ ،‬ث‬
‫أباحهما ف أحوال ل تفوت مصلحة ضروريآة‪ ،‬فأمبـاح لبـس‬
‫الريآر للحكة‪ ،‬وهذه ليسمت ضرورة‪ ،‬إذ ل يآتتب على عدم لبس الريآر‬
‫ذهاب النفس أو تلف العضو‪ ،‬وإنا هي حاجة العلجا للمريآض وتفيف الذى‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الحاجة وأثرها في الحكام د‪ .‬أحمد الرشيد )‪ 1/161‬ـ‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(162‬‬
‫)‪ (3‬سبق تخريج هذا الحديث في المطلب الثاني من المبحث الول‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (4‬سبق تخريج هذا الحديث في المطلب الثاني المبحث الول‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (5‬أخرجه البخاري في صحيحه )‪ (2/391‬كتاب فرض الخمس‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫باب ما ذكر من درع النبي ‪ ‬رقم الحديث )‪.(3109‬‬


‫‪578‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫عنه‪ ،‬وأباح لعرفجة رضي ال عنه أن يآتخذ أنفا من ذهب لزالة ما أصأابه من‬
‫عيب جدع أنفه‪ ،‬وهذه حاجة وليسمت ضرورة‪ ،‬وأباح سلسملة الناء الصدوع‬
‫بالفضة‪ ،‬وهذه حاجة أيآضا وليسمت ضرورة)‪.(1‬‬
‫قال ابن العرب‪" :‬كان النب ‪ ‬قد حرم استعمال الذهب على الناس‪ ،‬ث‬
‫استثن منه جواز النتفاع به عند الاجة على طريآق التداوي؛ لديآث عرفجة‬
‫هذا‪ ،‬وعليه فيبن أن الطبيب إذا قال للعليل‪ :‬من منافعك طبخ غذائك ف آنية‬
‫الذهب جاز ذلك")‪.(2‬‬
‫تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي‪:‬‬
‫التطبيق الول‪ :‬التبرع بالعضاء‪:‬‬
‫الصل أن النسان ل يجوز له أن يتصرف في‬
‫شيء من أعضائه؛ لن ذلك يعتبر مثله‪ ،‬وقد نهى‬
‫الشارع عنها بالضافة إلى أن أعضاء النسان‬
‫ليست ملكا ا للنسان حتى يتصرف فيها كيفما شاء‪،‬‬
‫بل هي هبة من الله عزوجل‪ ،‬وكرم الله النسان‬
‫وميزه عن سائر مخلوقاته كما قال تعالى‪ :‬ﮋﮏﮐ ﮑﮒ‬
‫ﮓ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮊ)‪.(3‬‬
‫لكن إن دعت حاجة النسان المريض إلى التبرع‬
‫بالعضاء من أجل زراعتها في جسمه؛ ليزول‬
‫مرضه ويرتفع ضرره‪ ،‬فهل يجوز ذلك على وجه‬
‫الستثناء من الصل المذكور أو ل يجوز)‪(4‬؟‬
‫وقد ذهب أكثر الفقهاء المعاصرين إلى جواز‬
‫التبرع بالعضاء)‪ (5‬ونقلها من أجل زراعتها لمن‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام نقل أعضاء النسان في الفقه السلم د‪ .‬يوسف‬ ‫‪1‬‬

‫الحمد )‪ 1/89‬ـ ‪.(90‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬عارضة الحوذي )‪.(7/270‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬آية ‪ 70‬من سورة السراء‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الحاجة وأثرها على الحكام د‪ .‬أحمد الرشيد )ص ‪.(786‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (2‬قد فصل الكلم في حكم التبرع بالعضاء د‪ .‬محمد نعيم ياسين‬ ‫‪5‬‬

‫في بحث مستقل بعنوان حكم التبرع بالعضاء في ضوء القواعد‬


‫‪579‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يحتاجا إليها سواء كان المتبرع حيا ا أو ميتا ا وذلك‬


‫وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫وبحث زراعة العضاء واسع ومتشعب‪ ،‬فقد‬
‫فصل العلماء الكلم في حكم زراعة كل عضو على‬
‫حده؛ ولذلك فالقول بجواز التبرع بالعضاء ونقلها‬
‫حكم إجمالي‪ ،‬فمن يقول بجواز التبرع بالعضاء‬
‫وزراعتها ل يعني أنه يجيز ذلك في كل العضاء فقد‬
‫يمنع زراعة عضو من العضاء‪ ،‬ومن يقول بالمنع‬
‫ل‪ ،‬تجده عند التفصيل يقول بالجواز في بعض‬ ‫إجما ا‬
‫المسائل والصور)‪.(1‬‬
‫والحكم بجواز التبرع بالعضاء قد صدرت فيه‬
‫القرارات من الهيئات الشرعية والمجامع الفقهية‪.‬‬
‫فقد صدر قرار هيئة كبار العلماء في المملكة‬
‫العربية السعودية رقم ‪ 99‬وتاريخ ‪6/11/1402‬هـ‪.‬‬
‫ونصه‪" :‬قرر المجلس بالجماع "جواز نقل عضو‬
‫أو جزئه من إنسان حي مسلم‪ ،‬أو ذمي إلى نفسه‪،‬‬
‫إذا دعت الحاجة إليه‪ ،‬وأمن الخطر في نـزعه وغلب‬
‫على الظن نجاحا زرعه‪.‬‬
‫كما قرر بالكثرية ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ جواز نقل عضو أو جزئه من إنسان ميت إلى‬
‫مسلم إذا اضطر إلى ذلك‪ ،‬وأمنت الفتنة في‬
‫نزعه ممن أخذ منه‪ ،‬وغلب على الظن نجاحا‬
‫زرعه فيمن سيزرع فيه‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ جواز تبرع النسان الحي بنقل عضو منه أو‬
‫الشرعية والمعطيات الطبية‪ ،‬وقد نشر هذا البحث في مجلة‬
‫الحقوق جامعة الكويت‪ ،‬وطبع هذا البحث فمن أبحاث أخرى بعنوان‬
‫أبحاث فقهية في قضايا طبية معاصرة من )ص ‪ 135‬ـ ‪.(186‬‬
‫)‪ (3‬انظر‪ :‬أحكام نقل أعضاء النسان د‪ .‬يوسف الحمد )‪.(1/163‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪580‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫جزئه إلى مسلم مضطر إلى ذلك")‪.(1‬‬


‫وصدر قرار المجمع الفقهي السلمي التابع‬
‫لرابطة العالم السلمي في دورته الثامنة المنعقدة‬
‫في مكة المكرمة في الفترة من ‪28/4/1405‬هـ‬
‫إلى ‪7/5/1405‬هـ‪.‬‬
‫ل‪ :‬إن أخذ عضو من جسم‬ ‫ونص القرار‪" :‬أو ا‬
‫إنسان حي‪ ،‬وزرعه في جسم إنسان آخر مضطر‬
‫إليه لنقاذ حياته‪ ،‬أو لستعاده وظيفة من وظائف‬
‫أعضائه الساسية هو عمل جائز‪ ،‬ل يتنافى مع‬
‫الكرامة النسانية‪ ،‬بالنسبة للمأخوذ منه‪ ،‬كما أن فيه‬
‫مصلحة كبيرة‪ ،‬وإعانة خيرة للمزروع فيه‪ ،‬وهو‬
‫عمل مشروع وحميد")‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الفتاوى المتعلقة بالطب وأحكام المرضى )ص ‪ 336‬ـ‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(337‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬قرارات المجمع الفقهي السلمي )ص ‪ 155‬ـ ‪.(156‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪581‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدلة على جواز التبرع بالعضاء‪:‬‬


‫الدليل الول‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﮋﭑ ﭒﭓﭔﭕ ﭖﭗﭘﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ‬
‫ﭞﭟﭠﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﮊ )‪.(1‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬دلت الية على فضل إحياء‬
‫النفس والمراد بإحيائها‪ :‬ترك قتلها أو إنقاذها من‬
‫الموت‪ ،‬كإنقاذ الحريق أو الغريق‪ ،‬أو استنقاذها من‬
‫سائر أسباب الهلكة بوجه من الوجوه‪ ،‬ومن ذلك‬
‫التبرع بالعضو الذي ينقذ المريض من الهلكة‪ ،‬ول‬
‫يلحق المتبرع ضرر)‪.(2‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬عن عبدالله بن عمر ـ رضي‬
‫الله عنهما ـ أن رسول الله ‪ ‬ننن‪) :‬نننننن ننن‬
‫نننننن نن ننننن ننن نننننن ننن نننننن‬
‫ن‬
‫نننن نننن ننن نننن نن نننننن ننن ننن‬
‫نن نننن نننن ننن نننن ننن نننن نن‬
‫ن‬
‫ننننن ننن نننننننن ننن ننن ننننن‬
‫نننن نننن ننن ننننننن( )‪.(3‬‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننن ننننن نننن‬
‫نننن نننن نننننننن ننننن نننننن نن‬
‫نننن نننن نن نننن نن نننننن ننننننننن‬
‫ننن ننننن نننننننن ننن نن نن نننن ننن‬
‫نننننن نننننن ننننن نننننن نن ننننن‬
‫نننن ننننن ننن)‪.(4‬‬
‫)‪ (1‬آية ‪ 32‬من سورة المائدة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬أحكام نقل أعضاء النسان )‪.(1/158‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪(3‬أخرجه البخاري في صحيحه )‪ ،(2/190‬كتاب المظالم والغصب‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫باب ل يظلم المسلم المسلم‪ ،‬رقم الحديث )‪.(2242‬‬


‫)‪ (4‬انظر‪ :‬أحكام نقل أعضاء النسان )‪.(1/160‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪582‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‪ :‬ننننن‪ " :‬نننننن‬


‫ننننن نننننن ننننننن نننن نننن نن‬
‫نننن"‪.‬‬
‫ننن نننننننننننننننننن‪ :‬نن‬
‫ننننننن نن ننن ننننن نننن نننن نننن‬
‫ن‬
‫نننن نن نننننن نننن نننن نننننن‬
‫نن نننن ننننن نننننننن نننن ننننن‬
‫نننن ننننن ننن نن ننننن نن نننن ننننن‬
‫نننن ننننن‬
‫نننننن نن نننن ن‬
‫ن‬ ‫نن ننن‬
‫ننننننن ننننن ننننن ننننن ننننن نننن‬
‫ننن نن ننن نن ننن نننن ننننن نن ننننن‬
‫نننننن نن نننن ننننننن نننن ننننن‬
‫نننن‪.‬‬
‫ننننننن نننننننن نن ننن ننننننن نن‬
‫نننننن ننننننن ننننن نننن نن نننن‬
‫نننننننن ننننن ننن ننن نننن نننن‬
‫ننننن ننن)‪.(1‬‬
‫نننننننن‪:‬‬
‫ن‬ ‫ننننن نننن نننننن‬
‫ننن ننننننن ننننننننن نننن نن‬
‫نننننن نننننننن ننننن نننننن‬
‫نننننننن نننن نننن نن نننن‪:‬‬
‫نن ننن ننن ننننن نن ننننننن‬‫‪ 1‬ن نن ن‬
‫نننن ننن نننننن نننننننن ننن‬
‫ننننننن ننننننن "نن ننننن نن‬
‫نننن نننن نننن ننن نننن ننن"ن‬
‫نننن نننننن ننننن نننن نن نننن‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الحاجة وأثرها في الحكام )‪.(2/788‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪583‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننننن ننن‬ ‫ننننننن نننننن ننن‬


‫ن‬
‫ننن ننن نننن نننن‪ .‬ن‬
‫‪ 2‬ن نن نننن ننننن ننننن نننن نن‬
‫ننننننن ننن ننننن‪.‬‬
‫‪ 3‬ن نن نننن ننن ننننن نن ننننننن‬
‫نننننن ننننننن ننننننن ننننن‬
‫نننننن نننننن‪.‬‬
‫‪ 4‬ن نن نننن نننن نن نن نننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن نننننن ننننن نن نننننن‬
‫ن‬
‫نن ننننن)‪.(1‬‬
‫‪ 5‬ن نن نن ننننن ننن نننننن ننننن‬
‫ننننن ننننننن ننننننن ننن ننننن‬
‫نننن نن نننننن نننننننن نننن‬
‫ننننن نن ننننننننن ننننن نننن‬
‫نننن ننننننن ننن نننن ننننن‪.‬‬
‫‪ 6‬ن نن نن نننن ننننن ننننن ننننن ننن‬
‫ننننن ننننننن ننننننن ننننن نننن‬
‫نن نننن ننننن ننننننن‪.‬‬
‫‪ 7‬ن نن نننن ننننننن نن ننننن نننن‬
‫ننن نننن نننن ننننن ننن ننننن‬
‫ننننن نننن نننن ننننننن‪.‬‬
‫‪ 8‬ن نن نننن نننننننن ننن نننن ننننن‬
‫ننننن ننن ننن نننننننن نن نننننن‬
‫ننننننن نننننننن ننننننن نننن‬

‫)‪ (1‬وردت هذه الضوابط في قرار مجمع الفقه السلمي في دورته‬ ‫‪1‬‬

‫الثامنة المنعقدة في مكة المكرمة في الفترة من ‪28/4/1405‬هـ‬


‫إلى ‪7/5/1405‬هـ‪ ،‬انظر‪ :‬قرارات المجمع الفقه السلمي ص ‪.156‬‬
‫‪584‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن‪.‬‬
‫‪ 9‬ن ننننن ننننننن ننننن نننننن ننن‬
‫نننن نننننن ننننن نننننننن ننن‬
‫ننننننن نننننننن نننننن‬
‫ننننننننن ننن ننننن ننننن ننننن‬
‫ننننننن نننننن ننن نننننن ننن‬
‫نننن ننننن نن ننننننن نن ننننن‬
‫نننن نننننن نننننن ننننن نننن‬
‫ننن نن ننننن نننننننن نننن نننن‬
‫ننننن نننن نننننن نن نننننن‬
‫ننننننن ننننن نننننننن ننن‬
‫ننننننن نننننننن)‪.(1‬‬
‫التطبيق الثاني‪ :‬الجراحة العلجية الحاجية‪:‬‬
‫المراد بها‪ :‬الجراحة التي يقصد منها علجا‬
‫المراض والحالت التي تصل إلى درجة الخوف‬
‫على المريض من الموت‪ ،‬وتكون مشقة اللم أو‬
‫خوف الضرر فيها غير يسيرة‪ ،‬ومرتبة المشقة فيها‬
‫وسطا ا بين المشقة الضرورية والمشقة اليسيرة‬
‫المقدور عليها)‪.(2‬‬
‫أمثلتها‪:‬‬
‫تشمل هذه الجراحة الحالت الجراحية التي‬
‫يتضرر المريض بآلمها سواء كانت مستمرة أو‬
‫منقطعة ومن أمثلتها ما يأتي‪:‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬هذه الشروط والضوابط في‪ :‬بحث حكم التبرع بالعضاء‬ ‫‪1‬‬

‫في ضوء القواعد الشرعية د‪ .‬محمد نعيم ياسين المطبوع ضمن كتاب‬
‫بعنوان أبحاث فقهية في قضايا طبية معاصرة )ص ‪ 160‬ـ ‪،(163‬‬
‫أحكام نقل أعضاء النسان في الفقه السلمي د‪ .‬يوسف الحمد )‬
‫‪ 1/161‬ـ ‪.(162‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية د‪ .‬محمد الشنقيطي )ص ‪.(140‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪585‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 1‬ـ جراحة التراكواما )الرمد الحبيبي(‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ جراحة استئصال اللوزتين في حال التهابهما‬
‫المزمن‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ جراحة القرحة البدئية للمرئ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ جراحة التهاب الزائدة الدودية في بدايته‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ جراحة استئصال البواسير‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ جراحة دوالي الحبل المنوي عند الذكور‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ جراحة استئصال أورام المبيض عند النساء‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ جراحة قلع الضرس إذا أصابه النخر واللم)‪.(1‬‬
‫فهذه الحالت والمراض الجراحية وما شابهها‬
‫تنشأ عنها آلم قد تكون مبرحة تنغص على المريض‬
‫حياته‪ ،‬وتمنعه من الراحة‪ ،‬وأداء العبادة على وجهها‪.‬‬
‫وهذه المراض اشتملت على ضرر يتأذى منه‬
‫المريض المصاب بها‪ ،‬وقد راعت الشريعة‬
‫السلمية دفع مشقتها‪ ،‬واللم الموجبة للمشقة‬
‫قصد الشارع دفعها)‪.(2‬‬
‫وقد أشار إلى ذلك المام الشاطبي ـ رحمه الله ـ‬
‫بقوله‪" :‬وقد تكون المشقة الداخلة على المكلف‬
‫من خارجا ل بسببه‪ ،‬ول بسبب دخوله في عمل تنشأ‬
‫عنه‪ ،‬فههنا ليس للشرع قصد في بقاء ذلك اللم‬
‫وتلك المشقة والصبر عليها‪ ،‬كما أنه ليس له قصد‬
‫في التسبب في إدخالها على النفس‪ ،‬غير أن‬
‫المؤذيات والمؤلمات خلقها الله تعالى ابتلء للعباد‬
‫وتمحيصا ا وسلطها عليهم كيف شاء ولما شاء ﮋﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯱﯲﯳﮊ )‪.(3‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬المصدر السابق )ص ‪ 140‬ـ ‪.(142‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬المصدر السابق )ص ‪ 142‬ـ ‪.(145‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬آية رقم ‪ 23‬من سورة النبياء‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪586‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وفهم من مجموع الشريعة الذن في دفعها على‬


‫الطلق‪ ،‬رفعا ا للمشقة اللحقة‪ ،‬وحفظا ا على‬
‫الحظوظ التي أذن لهم فيها" )‪.(1‬‬
‫واللم المؤذي يعتبر مشقة للذن بفعل الجراحة‬
‫ولذلك نص الفقهاء في كتبهم على جواز فعل‬
‫الجراحة دفعا ا لمشقته‪.‬‬
‫قال النووي ـ رحمه الله ـ "قلع السن الوجعة إنما‬
‫يجوز إذا صعب اللم‪ ،‬وقال أهل الخبرة‪ :‬إنه يزيل‬
‫اللم")‪.(2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬الموافقات )‪.(2/150‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬روضة الطالبين )‪.(5/184‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪587‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫دليل هذه الجراحة العلجية الحاجية‪:‬‬


‫قاعدة‪" :‬الحاجة تنـزل منـزلة الضرورة‬
‫عامة كانت أو خاصة"‪.‬‬
‫وجه الستشهاد بالقاعدة‪:‬‬
‫استدل بهذه القاعدة د‪ .‬الشنقيطي فقال‪" :‬وهذا‬
‫النوع من الحاجة المتضمنة لمشقة اللم والخوف‬
‫من الضرر المتوقع‪ ،‬يعتبر في حكم الضروريات‬
‫للقاعدة الشرعية التي تقول الحاجة تنـزل‬
‫منـزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة‪.‬‬
‫ولشك في أن الحاجة لهذا النوع من الجراحة‬
‫في هذا الزمان تعتبر عامة‪ ،‬فقد أصبحت‬
‫المستشفيات الحكومية‪ ،‬والهلية مليئة بالمرضى‬
‫المحتاجين للجراحة التي تدفع عنهم مشقة اللم‪،‬‬
‫وخطر المضاعفات المترتبة على المراض‬
‫والحالت الجراحية المتعلقة بهذا النوع ـ بإذن الله ـ‬
‫فينبغي الترخيص بفعلها" )‪.(1‬‬
‫التطبيق الثالث‪ :‬التلقيح الصطناعي وأطفال النابيب‪:‬‬
‫التلقيح الطبيعي هو الصل الذي جعله الله تبارك‬
‫وتعالى بحكمته الطريق الصل للنجاب‪ ،‬فإنجاب‬
‫الولد إنما يتم عن طريق المعاشرة الزوجية‬
‫العادية حتى يحصل الحمل كما قال تعالى‪ :‬ﮋﯡ ﯢﯣﯤﯥ‬
‫ﯦﯧﯨﯩﯪﯫ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ ﮊ )‪.(2‬‬
‫وفي العصر الحاضر ونظرا ا لنتشار أمراض‬
‫العقم في الغرب ظهر ما يسمى بالتلقيح‬
‫الصطناعي أو طفل النابيب‪ ،‬وهو من وسائل علجا‬
‫العقم‪ ،‬وكانت أول ولدة طفلة أنبوب في الغرب‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬أحكام الجراحة الطبية )ص ‪.(147‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬آية رقم ‪ 223‬من سورة البقرة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪588‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫عام ‪1978‬م‪ ،‬ثم انضم إلى نادي أطفال النابيب‬


‫مئات الطفال في أنحاء العالم)‪.(1‬‬
‫واستعمل الغرب وسائل كثيرة لطفل النابيب‬
‫أكثرها غير أخلقية‪ ،‬ثم انتقلت هذه الفكرة إلى‬
‫العالم السلمي‪ ،‬فكانت نازلة من النوازل‪ ،‬وقد‬
‫بحثها الفقهاء المعاصرون وبينوا حكم الشرع فيها‪.‬‬
‫أنواع التلقيح الصطناعي‪:‬‬
‫التلقيح الصطناعي يتم بأحد طريقين أساسين‪:‬‬
‫الطريق الول‪ :‬التلقيح الداخلي وله أسلوبان‪:‬‬
‫السلوب الول‪ :‬أن تؤخذ نطفة من رجل‬
‫وتحقن في الموضع المناسب من زوجة رجل آخر‪،‬‬
‫حتى يقع التلقيح داخلياا‪ ،‬ثم العلوق في الرحم‪،‬‬
‫ويلجأ إلى هذه السلوب حين يكون الزوجا عقيما ا ل‬
‫بذرة في مائة فيأخذون النطفة الذكرية من غيره‬
‫وهذا السلوب محرم بالتفاق؛ لن النطفة أخذت‬
‫من رجل أجنبي عن المرأة ليس بينهما علقة‬
‫زوجية‪.‬‬
‫السلوب الثاني‪ :‬أن تؤخذ النطفة الذكرية من‬
‫رجل متزوجا وتحقن في الموضع المناسب داخل‬
‫مهبل زوجته أو رحمها‪ ،‬حتى تلتقي التقاء طبيعيا ا‬
‫بالبويضة التي يفرزها مبيض زوجته ويقع التلقيح‬
‫بينهما‪ ،‬ثم العلوق في جدار الرحم ـ بإذن الله ـ كما‬
‫في حال الجماع‪ ،‬وهذا السلوب يلجأ إليه إذا كان‬
‫في الزوجا قصور لسبب ما‪ ،‬عن إيصال مائة في‬
‫المواقعة إلى الموضع المناسب)‪.( 2‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬بحث التلقيح الصناعي وأطفال النابيب للدكتور محمد‬ ‫‪1‬‬

‫علي البار المنشور في مجلة مجمع الفقه السلمي التابع لمنظمة‬


‫المؤتمر السلمي‪ ،‬الدورة الثانية لمؤتمر مجمع الفقه السلمي‬
‫العدد الثاني الجزء الول )ص ‪.(269‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬فقه القضايا الطبية المعاصرة أ‪ .‬د‪ .‬علي القره داغي وأ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪ .‬علي المحمدي )ص ‪ ،(575 ،567‬قرارات المجمع الفقهي‬


‫‪589‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقد اختلف الفقهاء المعاصرون في حكم التلقيح‬


‫الصطناعي الداخلي بهذا السلوب على قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬جواز إجراء عملية التلقيح‬
‫الصطناعي الداخلي بهذه الصورة ضمن ضوابط‬
‫وشروط معينة وهو قول جمهور الفقهاء‬
‫المعاصرين)‪.(1‬‬
‫وبهذا القول أخذ مجلس المجمع الفقهي‬
‫السلمي التابع لرابطة العالم السلمي في دورته‬
‫الثامنة المنعقدة في مكة في الفترة من‬
‫‪28/4/1405‬هـ إلى ‪7/5/1405‬هـ ونص القرار‪:‬‬
‫"إن السلوب الول الذي تؤخذ فيه النطفة الذكرية‬
‫من رجل متزوجا‪ ،‬ثم تحقن في رحم زوجته نفسها‬
‫في طريقة التلقيح الداخلي هو أسلوب جائز‬
‫شرعاا")‪.(2‬‬
‫القول الثاني‪ :‬عدم جواز إجراء هذه الصورة‬
‫من التلقيح الصطناعي الداخلي وإلى هذه ذهب‬
‫بعض المعاصرين)‪.(3‬‬
‫الطريق الثاني‪ :‬التلقيح الصطناعي‬
‫السلمي )ص ‪ ،(161‬أطفال النابيب لفضيلة الشيخ عبدالله‬
‫البسام‪ ،‬بحث منشور في مجلة مجمع الفقه السلمي التابع‬
‫لمنظمة المؤتمر السلمي في دورته الثانية العدد الثاني الجزء‬
‫الول )ص ‪.(251‬‬
‫)‪ (1‬منهم الشيخ جاد الحق علي جاد الحق والشيخ محمود شلتوت‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫والشيخ مصطفى الزرقا والدكتور يوسف القرضاوي‪ ،‬والدكتور‬


‫عبدالكريم زيدان‪ ،‬والدكتور وهبة الزحيلي‪ ،‬والدكتور محمد خالد‬
‫منصور‪.‬‬
‫انظر‪ :‬الحكام الطبية المتعلقة بالنساء في الفقه السلمي د‪ .‬محمد‬
‫خالد منصور )ص ‪.(83‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬قرارات مجمع الفقه السلمي )ص ‪.(164‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬منهم الشيح أحمد الحجي‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫انظر‪ :‬الحكام الطبية المتعلقة بالنساء د‪ .‬محمد خالد منصور )ص‬


‫‪.(84‬‬
‫‪590‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الخارجي ويعرف بأطفال النابيب‪:‬‬


‫وهذا الطريق له أربعة أساليب هي‪:‬‬
‫السلوب الول‪ :‬أن تؤخذ نطفة من زوجا‬
‫وبويضة من مبيض زوجته فتوضعا في أنبوب اختبار‬
‫طبي‪ ،‬بشروط فيزيائية معينة‪ ،‬حتى تلقح نطفة‬
‫الزوجا بويضة زوجته في وعاء الختبار‪ ،‬ثم بعد أن‬
‫تأخذ اللقيحة بالنقسام والتكاثر‪ ،‬تنقل في الوقت‬
‫المناسب من أنبوب الختبار إلى رحم الزوجة‬
‫نفسها صاحبة البويضة لتعلق في جداره‪ ،‬وتنمو‬
‫وتتخلق ـ بإذن الله ـ ككل جنين‪ ،‬ثم في نهاية مدة‬
‫الحمل الطبيعية تلده الزوجة طفل ا أو طفلة‪.‬‬
‫وهذا هو طفل النبوب‪ ،‬الذي حققه النجاز‬
‫العلمي الذي يسره الله‪ ،‬وولد به إلى اليوم عدد من‬
‫الولد‪ ،‬ذكوراا‪ ،‬وإناثاا‪ ،‬وتوائم‪ ،‬ويلجأ إلى هذا‬
‫السلوب عندما تكون الزوجة عقيما ا بسبب انسداد‬
‫القناة التي تصل بين مبيضها ورحمها قناة فالوب‪.‬‬
‫السلوب الثاني‪ :‬أن يجري تلقيح خارجي في‬
‫أنبوب الختبار بين نطفة مأخوذة من زوجا وبويضة‬
‫مأخوذة من مبيض امرأة‪ ،‬ليست زوجته يسمونها‬
‫متبرعة ثم تزرع اللقيحة في رحم زوجته‪ ،‬ويلجأون‬
‫إلى هذه الطريقة عندما يكون مبيض الزوجة‬
‫ل‪ ،‬أو معطل ا ولكن رحمها سليم‪ ،‬قابل‬ ‫مستأص ا‬
‫لعلوق اللقيحة فيه‪.‬‬
‫السلوب الثالث‪ :‬أن يجري تلقيح خارجي في‬
‫أنبوب اختبار بين نطفة رجل وبويضة من امرأة‬
‫ليست زوجة له يسمونهما متبرعين ثم تزرع‬
‫اللقيحة في رحم امرأة أخرى متزوجة‪.‬‬
‫‪591‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ويلجأون إلى ذلك حينما تكون المرأة المتزوجة‬


‫التي زرعت اللقيحة فيها عقيما ا بسبب تعطل‬
‫مبيضها‪ ،‬لكن رحمها سليم‪ ،‬وزوجها عقيم ويريدان‬
‫ولداا‪.‬‬
‫السلوب الرابع‪ :‬أن يجري تلقيح خارجي في‬
‫وعاء الختبار بين بذرتي زوجين‪ ،‬ثم تزرع اللقيحة‬
‫في رحم امرأة تتطوع بحملها‪.‬‬
‫ويلجأون إلى ذلك حين تكون الزوجة غير قادرة‬
‫على الحمل بسبب في رحمها‪ ،‬ولكن مبيضها سليم‬
‫منتج‪ ،‬أو تكون غير راغبة في الحمل ترفهاا‪،‬‬
‫فتتطوع امرأة بالحمل عنها)‪.(4‬‬
‫هذه أهم أساليب التلقيح الصطناعي‬
‫الخارجي)‪ ،(5‬وقد نظر مجلس المجمع الفقهي‬
‫)‪ (1‬وردت هذه الساليب الربعة في القرار الثاني للمجمع في‬ ‫‪4‬‬

‫دورته الثامنة المنعقدة في مكة في الفترة من ‪28/4/1405‬هـ إلى‬


‫‪7/5/1405‬هـ‪ ،‬انظر‪ :‬قرارات المجمع الفقهي السلمي )ص ‪ 162‬ـ‬
‫‪ ،(165‬وأيضا ا وردت هذه الساليب في بحث الشيخ عبدالله البسام‬
‫ـ رحمه الله ـ وعنوانه "أطفال النابيب" المنشور في مجلة مجمع‬
‫الفقه السلمي التابعة لمنظمة المؤتمر السلمي العدد الثاني الجزء‬
‫الول )ص ‪ 251‬ـ ‪.(252‬‬
‫)‪ (2‬يوجد أساليب أخرى للتلقيح الصطناعي منها ما يأتي‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 1‬ـ أن يؤخذ مني الزوجا وبييضة زوجته‪ ،‬ويتم التلقيح خارجياا‪ ،‬ثم‬
‫تزرع اللقيحة في رحم الزوجة ولكن بعد وفاة الزوجا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن يؤخذ مني الزوجا وبييضة امرأة أجنبية متبرعة‪ ،‬ويتم التلقيح‬
‫في طبق ثم تزرع اللقيحة في رحم المرأة المتبرعة بالبييضة‪ ،‬أو‬
‫في رحم امرأة أخرى مستأجرة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أن يؤخذ مني رجل أجنبي متبرع وبييضة امرأة أجنبية متبرعة‪،‬‬
‫ثم تزرع اللقيحة في رحم امرأة متزوجة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أن يؤخذ مني رجل أجنبي متبرع وبييضة امرأة متزوجة‪ ،‬ويتم‬
‫التلقيح في طبق‪ ،‬ثم تعاد اللقيحة إلى رحم هذه المرأة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أن يؤخذ مني رجل أجنبي متبرع وبييضة الزوجة‪ ،‬ويتم التلقيح‬
‫في طبق‪ ،‬ثم تزرع اللقيحة في رحم امرأة أجنبية متبرعة‪ ،‬وعند‬
‫الولدة يسلم الطفل لصاحبة البييضة‪.‬‬
‫‪592‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫السلمي في هذه الساليب الربعة للتلقيح‬


‫الصطناعي الخارجي وقرر تحريم جميع هذه‬
‫الساليب ما عدا السلوب الول‪.‬‬
‫وقد اختلف الفقهاء المعاصرون في هذا التلقيح‬
‫الصطناعي الذي يكون بين زوجين على قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬جواز إجراء هذا التلقيح‬
‫الصطناعي بهذا السلوب‪ ،‬واختار هذا القول‬
‫أعضاء المجمع الفقهي السلمي في قراره‬
‫الخامس في دورته السابعة المنعقدة في مكة في‬
‫الفترة من ‪ 11‬ـ ‪16/4/1404‬هـ)‪.(1‬‬
‫وأكد هذا الجواز في قراره الثاني في دورته‬
‫الثامنة المنعقدة في مكة في الفترة من‬
‫‪28/4/1405‬هـ إلى ‪7/5/1405‬هـ‪.‬‬
‫ونص القرار‪" :‬إن السلوب الثالث الذي تؤخذ‬
‫فيه البذرتان الذكرية والنثوية من رجل وامرأة‬
‫زوجين أحدهما للخر‪ ،‬ويتم تلقيحهما خارجيا ا في‬
‫أنبوب اختبار‪ ،‬ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة‬
‫نفسها صاحبة البويضة هو أسلوب مقبول مبدئيا ا‬

‫‪ 6‬ـ أن يؤخذ مني رجل أجنبي متبرع وبييضة امرأة أجنبية متبرعة‪،‬‬
‫ويتم التلقيح في طبق‪ ،‬ثم تزرع اللقيحة في رحم امرأة أخرى‬
‫متبرعة‪ ،‬وعند الولدة يتم تسليم الطفل للزوجين العقيمين اللذين‬
‫دفعا ا ثمن هذه العمليات كلها‪.‬‬
‫=‬
‫=وقد ذكر هذه الساليب‪ ،‬والساليب الربعة السابقة د‪ .‬إسماعيل‬
‫مرحبا‪.‬‬
‫وبين أن أكثرها محرم شرعا ا فقال‪ :‬ما كان من هذه الساليب فيه‬
‫طرف ثالث من غير الزوجين‪ ،‬سواء أكان منيا ا أو بييضة‪ ،‬أو رحما ا أو‬
‫كان بعد انتهاء عقد الزوجية فهو أسلوب محرم شرعا ا ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬البنوك الطبية البشرية )ص ‪ 409‬ـ ‪.(416‬‬
‫‪ (1) 1‬انظر‪ :‬قرارات المجمع الفقهي السلمي )ص ‪.(150‬‬
‫‪593‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫في ذاته بالنظر الشرعي‪ ،‬لكنه غير سليم تماما ا من‬


‫موجبات الشك فيما يستلزمه ويحيط به من‬
‫ملبسات‪ ،‬فينبغي أن ل يلجأ إليه إل في حالت‬
‫الضرورة القصوى وبعد أن تتوافر الشرائط‬
‫العامة")‪ ،(1‬وإليه ذهب مجمع الفقه السلمي التابع‬
‫لمنظمة المؤتمر السلمي)‪ ،(2‬واللجنة الفقهية‬
‫الطبية الدائمة في الردن)‪.(3‬‬
‫القول الثاني‪ :‬عدم جواز هذا السلوب من‬
‫التلقيح الصطناعي الخارجي بين الزوجين أو ما‬
‫يسمى بطفل النابيب‪ ،‬واختار هذا القول بعض‬
‫الفقهاء المعاصرين)‪.(4‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬قرارات المجمع الفقهي السلمي )ص ‪ 164‬ـ ‪،(165‬‬ ‫‪1‬‬

‫والذي يظهر في التوقيعات على هذا القرار أن بعض العلماء من‬


‫أعضاء المجلس متوقف في الحكم على هذا السلوب والذين‬
‫=‬ ‫توقفوا هم‪:‬‬
‫=‪1‬ـ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز‪ 2 .‬ـ فضيلة الشيخ محمد‬
‫بن سبيل ‪ 43 .‬ـ فضيلة الشيخ الدكتور بكر أبو زيد ـ رحمهم الله ـ‪.‬‬
‫مان في الفترة من ‪ 8‬إلى ‪13‬‬ ‫)‪ (1‬في دورة مؤتمره الثالث في ع ر‬ ‫‪2‬‬

‫صفر ‪1407‬هـ‪ ،‬انظر‪ :‬مجلة مجمع الفقه السلمي التابع لمنظمة‬


‫المؤتمر السلمي‪ ،‬العدد الثالث الجزء الول )ص ‪.(515‬‬
‫)‪ (2‬صدر قرار اللجنة عام ‪1413‬هـ ‪ ،‬انظر‪ :‬المنظمة السلمية‬ ‫‪3‬‬

‫للعلوم الطبية )ندوة النجاب في ضوء السلم( )ص ‪) (167‬وص‬


‫‪ (483‬قضايا طبية معاصرة في ضوء الشريعة السلمية )‪ 1/90‬ـ‬
‫‪.(91‬‬
‫)‪ (3‬منهم الشيخ عبدالحليم محمود‪ ،‬والشيخ محمد إبراهيم شقرة‬ ‫‪4‬‬

‫وقد نسب هذا القول لهما د‪ .‬محمد خالد منصور في كتابه الحكام‬
‫الطبية المتعلقة بالنساء )ص ‪ ،(94‬واختار هذا القول أ‪ .‬د‪ .‬علي‬
‫القره داغي وأ‪.‬د‪ .‬علي المحمدي في كتابهما فقه القضايا الطبية‬
‫المعاصرة ص ‪ ،581‬والشيخ رجب التميمي في بحثه‪ :‬أطفال‬
‫النابيب المنشور في مجلة المجمع الفقه السلمي التابع لمنظمة‬
‫المؤتمر السلمي العدد الثاني الجزء الول )ص ‪ 309‬ـ ‪،(310‬‬
‫والشيخ عبداللطيف الفرفور كما في مجلة مجمع الفقه السلمي‬
‫التابع لمنظمة المؤتمر السلمي العدد الثاني الجزء الول )ص‬
‫‪ (376‬واختاره فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن‬
‫‪594‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أدلة من قال بجواز التلقيح الصطناعي‬


‫الداخلي أو الخارجي الذي يكون بين‬
‫الزوجين‪:‬‬
‫الدليل الول‪ :‬قياس التلقيح الصطناعي‬
‫الداخلي أو الخارجي بين الزوجين على التلقيح‬
‫الطبيعي بجامع أن كل ا منهما يبتغى به حصول‬
‫النسل بطريق شرعي وهو الزواجا‪ ،‬فإن الحيوان‬
‫المنوي من الزوجا هو الذي يلقح بييضة الزوجة في‬
‫التلقيح الطبيعي نتيجة المعاشرة الزوجية‪ ،‬وكذلك‬
‫يحصل في التلقيح الصطناعي الداخلي أو الخارجي‬
‫فينبغي أن يأخذ حكمه‪ ،‬وهو الجواز)‪.(1‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬أن من أهم مقاصد الزواجا في‬
‫السلم إنجاب البناء‪ ،‬وهذا يتحصل عن طريق‬
‫التلقيح الطبيعي‪ ،‬ولكن إذا تعذر فإنه يلجأ إلى هذه‬
‫الصور الجائزة من التلقيح الصطناعي الداخلي‪ ،‬أو‬
‫الخارجي‪ ،‬فإنها محققة لهذا المقصد العظيم فيكون‬
‫جائز في ظل قيام الزوجية وبرضى الزوجين)‪.(2‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬أن الشريعة أباحت التداوي من‬
‫المراض عموماا‪ ،‬والعقم مرض يندرجا ضمن ما‬
‫أباحت الشريعة علجه‪ ،‬فكان علجه جائزاا‪ ،‬والتلقيح‬
‫الصطناعي الداخلي أو الخارجي بين زوجين هو‬
‫طريق من طرق علجا العقم‪ ،‬فكان جائزا ا للحصول‬
‫على ولد من ماء الزوجين)‪.(3‬‬
‫الجبرين ـ رحمه الله ـ كما في الفتاوى الشرعية في المسائل‬
‫الطبية )ص ‪.(70 ،69 ،56‬‬
‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الحكام الطبية المتعلقة بالنساء‪ ،‬د‪ .‬محمد خالد منصور‬ ‫‪1‬‬

‫)ص ‪.(95 ،84‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪595‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدليل الرابع‪ :‬قاعدة‪" :‬الحاجة تنـزل‬


‫منـزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة"‪.‬‬
‫وجه الستشهاد بالقاعدة‪:‬‬
‫أن سبب اللجوء إلى هذين السلوبين من‬
‫أساليب التلقيح الصطناعي هو العقم والحاجة إلى‬
‫إنجاب الولد بعد تعذر النجاب بطريق التلقيح‬
‫الطبيعي‪ ،‬وقد علل العلماء الذين أجازوا هذين‬
‫السلوبين بالحاجة‪.‬‬
‫فقد جاء التصريح بهذا التعليل في قرار المجمع‬
‫الفقهي السلمي ونص القرار‪" :‬إن حاجة المرأة‬
‫المتزوجة التي ل تحمل‪ ،‬وحاجة زوجها إلى الولد‬
‫تعتبر غرضا ا مشروعا ا يبيح معالجتها بالطريق‬
‫المباحة من طرق التلقيح الصطناعي"‪.‬‬
‫وجاء أيضا ا في قرار المجمع الفقهي السلمي‬
‫"الحكام العامة‪ :‬إن احتياجا المرأة إلى العلجا من‬
‫مرض يؤذيها‪ ،‬أو من حالة غير طبيعية في جسمها‬
‫تسبب لها إزعاجا ا يعتبر ذلك غرضا ا مشروعا ا يبيح‬
‫لها النكشاف على غير زوجها لهذا العلجا وعندئذ‬
‫يتقيد ذلك النكشاف بقدر الضرورة")‪.(1‬‬
‫وقد استدل بهذه القاعدة الدكتور إسماعيل‬
‫مرحبا فقال‪" :‬إن حاجة المرأة إلى الولد تنـزل‬
‫منـزلة الضرورة؛ إذ في عدم الحصول على النجاب‬
‫انهدام السرة‪ ،‬وحصول قلق واضطراب نفسي؛‬
‫لعدم إشباع غريزة الحصول على الولد‪ ،‬وفي‬
‫الحصول على الولد الحفاظ على السرة‪ ،‬واكتمال‬
‫)‪ (1‬ورد ذلك في القرار الخامس للمجمع في دورته الثامنة‬ ‫‪1‬‬

‫المنعقدة في مكة في الفترة ‪28/4/1405‬هـ إلى ‪7/5/1405‬هـ‪،‬‬


‫انظر‪ :‬قرارات المجمع الفقهي السلمي )ص ‪.(164‬‬
‫‪596‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫السعادة النفسية والجتماعية" )‪.(1‬‬


‫ضوابط جواز التداوي من العقم بالتلقيح‬
‫الصطناعي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن تثبت حاجة المرأة إلى هذه العملية من‬
‫أجل الحمل‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن يتم التحقق من قيام الزوجية بين من أخذ‬
‫منه السائل المنوي وبين المرأة المراد‬
‫تلقيحها‪ ،‬أي أن يكون ذلك أثناء قيام عقد‬
‫الزوجية بين زوجين)‪.(2‬‬
‫‪ 3‬ـ أن يتم مراعاة أحكام الفحص الطبي‬
‫المتعلقة بكشف العورة حيث يكون كشف‬
‫العورة جائزا ا عند الضرورة المقدرة بقدرها‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أن يكون المعالج امرأة مسلمة‪ ،‬إن أمكن‬
‫ذلك وإل فامرأة غير مسلمة‪ ،‬وإل فطبيب‬
‫مسلم ثقة‪ ،‬وإل فغير مسلم‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أن ل يكون هناك خلوة بين الطبيب المعالج‬
‫والمرأة التي يعالجها وإنما يكون بحضور‬
‫زوجها أو امرأة أخرى)‪.(3‬‬
‫‪ 6‬ـ أن يغلب على ظن الطبيب تحقيق نتائج‬
‫إيجابية من إجراء هذه العملية‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ أن تتم العملية فورا ا وأمام الزوجا‪ ،‬مع إهدار‬
‫جميع ما يتبقى من الحيوانات المنوية بعد‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬البنوك الطبية البشرية )ص ‪.(437‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬الحكام الطبية المتعلقة بالنساء د‪ .‬محمد خالد منصور‬ ‫‪2‬‬

‫)ص ‪.(88‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬قرارات المجمع الفقهي السلمي ص )‪ (164‬البنوك‬ ‫‪3‬‬

‫الطبية البشرية )ص ‪.(433‬‬


‫‪597‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التلقيح)‪.(1‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬الحكام الطبية المتعلقة بالنساء )ص ‪ 88‬ـ ‪ (89‬البنوك‬ ‫‪1‬‬

‫الطبية البشرية )ص ‪.(433‬‬


‫‪598‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪599‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الخاتمة‬
‫الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبعد‪:‬‬
‫فقد جاء هذا البحث بنتائج يمكن أن أوجزها في‬
‫المور التية‪:‬‬
‫ل‪ :‬ذكرت أقوال العلماء في حكم التداوي‪،‬‬ ‫أو ل‬
‫وبينت أن التداوي مشروع‪ ،‬وأنه ل ينافي التوكل‪،‬‬
‫ورجحت القول بأن التداوي ترد عليه الحكام‬
‫التكليفية الخمسة فقد يكون مباحاا‪ ،‬وقد يكون‬
‫مستحباا‪ ،‬وقد يكون واجباا‪ ،‬أو مكروهاا‪ ،‬أو محرماا‪،‬‬
‫وذكرت سبب الترجيح‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬قاعدة "الضرر يزال"‬
‫ذكرت من تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ جواز التداوي من المراض؛ لن المرض ضرر‬
‫والضرر يزال‪ ،‬والتداوي قد يكون بالرقى‬
‫الشرعية‪ ،‬أو بتناول الدوية‪ ،‬أو بالجراحة‬
‫الطبية‪ ،‬وذكرت ضوابط التداوي بالرقى‬
‫الشرعية‪ ،‬وبالجراحة الطبية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ جواز إزالة الصبع الزائدة؛ لن في بقاتها‬
‫ضرر والضرر يزال‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ جواز إزالة ما يشوه الجسم من عيوب‬
‫وتشوهات تطرأ على الجلد كالتصبغات‬
‫والوشم‪ ،‬والوحمات الدموية‪ ،‬والندبات‪ ،‬فيجوز‬
‫إزالتها بالليزر؛ لن في هذه التشوهات ضرر‪،‬‬
‫والضرر يزال‪ ،‬ولكن وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪4‬ـ جواز إزالة شعر الشارب‪ ،‬واللحية إذا نبت‬
‫للمرأة على وجه مشوه ومعيب بالوسائل‬
‫‪600‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المنة؛ لن ذلك ضرر و"الضرر يزال"‪.‬‬


‫‪ 5‬ـ جواز إعادة العضو المبتور بسبب حادث‪.‬‬
‫‪6‬ـ جواز العلجا الوراثي )الجيني( في الخليا‬
‫الجسدية؛ لن في نقل الجينات رفع الضرر‪،‬‬
‫ويكون التداوي بالعلجا الوراثي في الخليا‬
‫الجسدية وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫ثالثلا‪ :‬قاعدة "الضرر يدفع بقدر المكان"‪.‬‬
‫ذكرت من تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ مشروعية التحصين المبكر قبل حلول‬
‫المرض المتوقع بالتطعيم ضد المراض‬
‫المعدية‪.‬‬
‫د؛ وذلك دفعا ا‬‫‪2‬ـ البتعاد عمن فيه مرض مع ٍ‬
‫لضرر العدوى‪ ،‬والضرر يدفع بقدر المكان‪.‬‬
‫‪3‬ـ جواز الحجر الصحي على من أصيب بمرض‬
‫معد‪.‬‬
‫‪4‬ـ جواز القيام بالعلجا الجيني؛ لدفع خطر متوقع‬
‫عن المريض‪ ،‬وأنه داخل ضمن قاعدة الضرر‬
‫يدفع قدر المكان‪.‬‬
‫رابعلا‪ :‬قاعدة‪" :‬الضرر ل يزال بمثله"‪.‬‬
‫ذكرت من تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ يحرم إجراء‪ ،‬الجراحة الطبية إذا غلب على‬
‫الظن أن المفسدة الحاصلة بها مماثلة أو‬
‫أعظم من مفسدة تركها‪ ،‬كجراحة التحدب‬
‫الظهري‪.‬‬
‫‪2‬ـ يحرم نقل العضو من شخص حي إلى شخص‬
‫‪601‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫آخر حي‪ ،‬إذا ترتب عليه ضرر بالمنقول منه‬


‫كاستئصال القرنيتين جميعا ا من إنسان حي‬
‫صحيح النظر‪ ،‬فبترتب على هذا الستئصال‬
‫ذهب البصر كله‪.‬‬
‫‪3‬ـ تحريم زراعة الوجه؛ لن في أخذ الوجه من‬
‫الميت مثله ظاهرة وانتهاكا ا لحرمته‪.‬‬
‫‪4‬ـ منع إجراء الجراحات التجميلية التحسينية‬
‫لعضو ليس فيه تشوه‪ ،‬وإنما المراد تحسين‬
‫المظهر‪ ،‬أو توهم وجود تشوه غير ملحوظ‪.‬‬
‫خامسلا‪ :‬قاعدة‪" :‬الضرر الشد يزال بالضرر‬
‫الخف"‪.‬‬
‫ذكرت من تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ يجوز شق بطن المرأة الحامل؛ لنقاذ الجنين‬
‫إذا لم يمكن إنقاذه إل بذلك وكانت حياته‬
‫مرجوة‪.‬‬
‫‪2‬ـ يجوز شق بطن الميتة الحامل لخراجا الجنين‬
‫الذي ترجى حياته‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ يجوز إجراء الجراحة التجميلية للنف‬
‫المشوه‪ ،‬والجلد المصاب بالحروق بالنقل‬
‫الذاتي للجلد‪ ،‬وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫سادسلا‪ :‬قاعدة‪" :‬درء المفاسد مقدم على‬
‫جلب المصالح"‪.‬‬
‫ذكرت من تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ يجوز قطع اليد المتآكلة حفظا ا للروحا إذا كان‬
‫الغالب السلمة بقطعها‪.‬‬
‫‪602‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 2‬ـ تحريم رتق البكارة على القول الراجح‪ ،‬لما‬


‫يترتب عليه من المفاسد وعمل ا بقاعدة "درء‬
‫المفاسد مقدم على جلب المصالح"‪.‬‬
‫‪3‬ـ تحريم الستنساخ البشري بنقل نواة خليه‬
‫جسدية على القول الراجح وذلك لمخالفته‬
‫للنصوص الشرعية‪ ،‬ولما يترتب عليه مفاسد‪،‬‬
‫ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح‪.‬‬
‫سابعلا‪ :‬قاعدة‪" :‬الضرورات تبيح المحظورات"‬
‫ذكرت من تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ يجوز استعمال التخدير في الجراحة على‬
‫القول الراجح الذي اختاره أكثر الفقهاء‬
‫المعاصرين‪.‬‬
‫‪2‬ـ يجوز التداوي بالنسولين المأخوذ من‬
‫الخنـزير لعلجا مرضى السكري عمل ا بقاعدة‬
‫"الضرورات تبيح المحظورات"‪.‬‬
‫‪3‬ـ يجوز استخدام جلد الخنـزير لترقيع الجلد‬
‫وتكون رقعة مؤقتة‪ ،‬وذلك في حالة الحروق‬
‫عمل ا بقاعدة "الضرورات تبيح المحظورات"‪.‬‬
‫‪4‬ـ يجوز كشف العورة من أجل التداوي‬
‫كتشخيصي المرض أو إجراء العمليات‬
‫الجراحية‪.‬‬
‫ثامنلا‪ :‬قاعدة‪" :‬ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها"‪.‬‬
‫ذكرت من تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ يكون استعمال التخدير في العمليات‬
‫الجراحية بقدر الضرورة والحاجة بدون توسع‬
‫‪603‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أو استرسال في استعمال المواد المخدرة‪.‬‬


‫‪2‬ـ كشف العورة من أجل التداوي يكون بقدر‬
‫الضرورة والحاجة‪ ،‬ويكون وفق الضوابط‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫‪3‬ـ استعمال الشعة من أجل تشخيص المرض‬
‫يكون بقدر الضرورة والحاجة ومتقيدا ا بقاعدة‬
‫"ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها"‪.‬‬
‫تاسعلا‪ :‬قاعدة‪" :‬الحاجة تنـزل منـزلة الضرورة‬
‫عامة كانت أو خاصة"‪.‬‬
‫ذكرت من تطبيقاتها الطبية في مجال التداوي ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ يجوز التبرع بالعضاء لمن يحتاجا إليها عند‬
‫أكثر الفقهاء المعاصرين‪ ،‬ويكون ذلك وفق‬
‫الضوابط الشرعية‪.‬‬
‫‪2‬ـ يجوز إجراء الجراحة العلجية الحاجية‬
‫للمراض التي اشتملت على ضرر يتأذى منه‬
‫المريض المصاب‪ ،‬عمل ا بقاعدة "الحاجة تنـزل‬
‫منـزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة"‪.‬‬
‫‪3‬ـ التلقيح الصطناعي وأطفال النابيب وقد‬
‫ذكرت أساليب كثيرة للتلقيح الصطناعي فما‬
‫كان منها فيه طرف ثالث من غير الزوجين‪،‬‬
‫سواء أكان منيا ا أو بييضة أو رحما ا فهو أسلوب‬
‫محرم شرعاا‪.‬‬
‫وأما السلوب الذي يكون بين زوجين فهو جائز‬
‫عند أكثر الفقهاء المعاصرين‪.‬‬
‫وفي الختام أسأل الله أن يوفقنا إلى الخلص‬
‫في القول والعمل‪ ،‬وأن يجنبنا الخطأ والزلل وصلى‬
‫‪604‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬


‫أجمعين‪.‬‬

‫‪605‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪606‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫البهاج في شرحا المنهاج‪ :‬تأليف علي بن‬ ‫‪1‬ـ‬


‫عبدالكافي السبكي وولده تاجا الدين عبدالوهاب السبكي‪،‬‬
‫تحقيق د‪ .‬أحمد الزمزمي‪ ،‬ود‪ .‬نور الدين صغيري‪ ،‬نشر دار‬
‫البحوث للدراسات السلمية وإحياء التراث في دبي‪ ،‬ط)‪(1‬‬
‫‪1424‬هـ‪.‬‬
‫أحكام تجميل النساء في الشريعة السلمية‪:‬‬ ‫‪2‬ـ‬
‫للدكتورة ازدهار بنت محمود المدني‪ ،‬نشر دار الفضيلة‬
‫بالرياض‪ ،‬ط)‪1422 (1‬هـ‪.‬‬
‫أحكام التخدير الطبي وتطبيقاته القضائية‪:‬‬ ‫‪3‬ـ‬
‫مدي‪ ،‬بحث تكميلي مقدم‬ ‫للشيخ ماجد بن يحيى بن محمد ح ر‬
‫لنيل درجة الماجستير في الفقه المقارن في المعهد العالي‬
‫للقضاء في العام الجامعي ‪1423/1424‬هـ )مطبوع على‬
‫الحاسب(‪.‬‬
‫أحكام التداوي بالمحرمات‪ :‬للدكتور محمود ناظم‬ ‫‪4‬ـ‬
‫النسيمي‪ ،‬طبع مطبعة البلغة في حلب بسوريا‪ ،‬ط)‪(1‬‬
‫‪1392‬هـ‪.‬‬
‫أحكام الجراحة الطبية‪ :‬للدكتور محمد بن محمد‬ ‫‪5‬ـ‬
‫المختار بن أحمد الشنقيطي‪ ،‬نشر مكتبة الصحابة بالشارقة‬
‫في دولة المارات‪ ،‬ط)‪1415 (2‬هـ‪.‬‬
‫الحكام الطبية المتعلقة بالنساء في الفقه‬ ‫‪6‬ـ‬
‫السلمي‪ :‬للدكتور محمد خالد منصور‪ ،‬طبع دار النفائس‬
‫في الردن ط)‪1419 (1‬هـ‪.‬‬
‫أحكام العورة والنظر بدليل النص والنظر‪:‬‬ ‫‪7‬ـ‬
‫للستاذ الدكتور مساعد بن قاسم الفالح‪ ،‬نشر مكتبة‬
‫المعارف بالرياض‪ ،‬ط)‪1413 (1‬هـ‪.‬‬
‫الحكام في أصول الحكام‪ :‬لسيف الدين علي بن‬ ‫‪8‬ـ‬
‫محمد المدي ت ‪631‬هـ‪ ،‬تعليق الشيخ عبدالرزاق عفيفي‪،‬‬
‫طبع المكتب السلمي في بيروت سنة ‪1402‬هـ‪.‬‬
‫أحكام القرآن‪ :‬لبي بكر أحمد بن علي الرازي‬ ‫‪9‬ـ‬
‫الجصاص الحنفي ت سنة ‪370‬هـ‪ ،‬طبع دار الفكر في‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪607‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪10‬ـ أحكام القرآن‪ :‬لبي بكر محمد بن عبدالله المعروف‬


‫بابن العربي المالكي ت ‪543‬هـ‪ ،‬نشر دار المعرفة في‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪11‬ـ الحكام المتعلقة بالسموم دراسة فقهية‪:‬‬
‫تأليف نسيبة محمود البخيت‪ ،‬طبع دار النفائس في الردن‪،‬‬
‫ط)‪1429 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪12‬ـ أحكام نقل أعضاء النسان في الفقه‬
‫السلمي‪ :‬للدكتور يوسف بن عبدالله الحمد‪ ،‬نشر كنوز‬
‫أشبيليا بالرياض‪ ،‬ط)‪1427 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪13‬ـ أحكام الهندسة الوراثية‪ :‬للدكتور سعد بن‬
‫عبدالعزيز الشويرخ‪ ،‬نشر كنوز أشبيليا بالرياض‪ ،‬ط)‪(1‬‬
‫‪1428‬هـ‪.‬‬
‫‪14‬ـ الداب الشرعية والمنح المرعية‪ :‬لشمس الدين‬
‫أبي عبدالله محمد بن مفلح المقدسي الحنبلي ت ‪763‬هـ‪،‬‬
‫توزيع رئاسة إدارة البحوث العلمية والفتاء بالرياض‪.‬‬
‫‪15‬ـ إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل‪:‬‬
‫للشيخ محمد ناصر الدين اللباني‪ ،‬طبع المكتب السلمي‬
‫في بيروت‪ ،‬سنة ‪1419‬هـ‪.‬‬
‫‪16‬ـ استخدام الكحول في الغذاء والدواء والتعقيم‪:‬‬
‫للدكتور عبدالفتاحا إدريس‪ ،‬بحث منشور في مجلة البحوث‬
‫الفقهية المعاصرة العدد رقم )‪ (35‬سنة ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪17‬ـ الستنساخ بين العلم والدين‪ :‬للدكتور عبدالهادي‬
‫مصباحا‪ ،‬طبع الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة‪ ،‬ط)‪(1‬‬
‫‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪18‬ـ الستنساخ دراسة فقهية‪ :‬للستاذ الدكتور عبدالله‬
‫بن محمد بن أحمد الطريقي‪ ،‬ط)‪1426 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪19‬ـ الستنساخ في ضوء الصول والقواعد‬
‫والمقاصد الشرعية‪ :‬للستاذ الدكتور نور الدين مختار‬
‫الخادمي‪ ،‬نشر دار الزاحم بالرياض‪ ،‬ط)‪1422 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪20‬ـ الستنساخ في ميزان السلم‪ :‬تأليف رياض أحمد‬
‫مان ط)‪2003 (1‬م‪.‬‬ ‫عودة الله‪ ،‬طبع دار أسامة‪ ،‬الردن‪ ،‬ع ر‬
‫‪21‬ـ الستنساخ الواقع العلمي والحكم الشرعي‪:‬‬
‫لزياد سلمة‪ ،‬بحث منشور في مجلة هدي السلم‪ ،‬العدد )‬

‫‪608‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ (10‬مجلد )‪ (41‬سنة ‪1418‬هـ‪.‬‬


‫‪22‬ـ الشباه والنظائر‪ :‬تأليف محمد بن عمر المعروف‬
‫بابن الوكيل ت ‪716‬هـ‪ ،‬تحقيق ا‪ .‬د‪ .‬أحمد بن محمد‬
‫العنقري والدكتور عادل الشويخ‪ ،‬نشر مكتبة الرشد‬
‫بالرياض‪ ،‬ط)‪1413 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪23‬ـ الشباه والنظائر‪ :‬لتاجا الدين عبدالوهاب السبكي ت‬
‫‪771‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل عبدالموجود وعلي معوض‪ ،‬طبع دار‬
‫الكتب العلمية في بيروت‪ ،‬ط)‪1411 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪24‬ـ الشباه والنظائر على مذهب أبي حنيفة‬
‫النعمان‪ :‬لزين العابدين بن إبراهيم بن نجيم الحنفي ت‬
‫‪970‬هـ‪ ،‬طبع دار الكتب في بيروت‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪25‬ـ الشباه والنظائر في قواعد وفروع الشافعية‪:‬‬
‫لجلل الدين عبدالرحمن السيوطي ت ‪911‬هـ‪ ،‬طبع دار‬
‫الكتب العلمية في بيروت‪ ،‬ط)‪1399 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪26‬ـ الشعة السينية وبعض تطبيقاتها‪ :‬للدكتور‬
‫محمود نصر الدين‪.‬‬
‫‪27‬ـ أصول الفقه‪ :‬لشمس الدين محمد بن مفلح‬
‫المقدسي الحنبلي ت ‪763‬هـ‪ ،‬تحقيق أ‪ .‬د‪ .‬فهد بن محمد‬
‫السدحان‪ ،‬طبع مكتبة العبيكان بالرياض‪ ،‬ط)‪1420 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪28‬ـ الضطرار إلى الطعمة والدوية المحرمة‪:‬‬
‫للستاذ الدكتور عبدالله بن محمد بن أحمد الطريقي‪ ،‬نشر‬
‫مكتبة المعارف بالرياض‪.‬‬
‫‪29‬ـ أطفال النابيب‪ :‬لفضيلة الشيخ عبدالله بن‬
‫عبدالرحمن البسام ـ رحمه الله ـ‪ ،‬بحث منشور في مجلة‬
‫مجمع الفقه السلمي التابعة لمنظمة المؤتمر السلمي‪،‬‬
‫العدد )‪ (2‬الجزء )‪1407 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪30‬ـ أطفال النابيب‪ :‬للشيخ رجب التميمي‪ ،‬بحث منشور‬
‫في مجلة مجمع الفقه السلمي‪ ،‬العدد )‪ (2‬الجزء )‪(1‬‬
‫‪1407‬هـ‪.‬‬
‫‪31‬ـ القناع في حل ألفاظ أبي شجاع‪ :‬لمحمد‬
‫الشربيني الخطيب‪ ،‬طبع دار الفكر في بيروت‪ ،‬سنة‬
‫‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪32‬ـ النتفاع بأجزاء الدمي في الفقه السلمي‪:‬‬

‫‪609‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫للشيخ عصمت الله عناية الله‪ ،‬طبع مكتبة جراغا سلم‪،‬‬


‫باكستان‪ ،‬ط)‪1414 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪33‬ـ انتفاع النسان بأعضاء جسم إنسان آخر حيا ل‬
‫كان أو ميتلا‪ :‬للدكتور عبدالسلم العبادي‪ ،‬بحث منشور‬
‫في مجلة مجمع الفقه السلمي التابع لمنظمة المؤتمر‬
‫السلمي‪ ،‬الدورة الرابعة‪ ،‬العدد )‪ (4‬الجزء )‪.(1‬‬
‫‪34‬ـ النصاف في معرفة الراجح من الخلف‪ :‬لعلء‬
‫الدين علي بن سليمان المرداوي الحنبلي ت ‪885‬هـ‬
‫تحقيق‪ .‬أ‪.‬د‪ .‬عبدالله بن عبدالمحسن التركي‪ ،‬وهو مطبوع‬
‫مع المقنع والشرحا الكبير‪ ،‬توزيع وزارة الشئون السلمية‬
‫بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬طبع سنة ‪1419‬هـ‪.‬‬
‫‪35‬ـ البحر الرائق شرحا كنـز الدقائق‪ :‬لزين الدين بن‬
‫إبراهيم بن نجيم الحنفي ت ‪970‬هـ‪ ،‬المطبوع مع حواشيه‪،‬‬
‫طبع دار المعرفة في بيروت‪ ،‬ط)‪.(2‬‬
‫‪36‬ـ بحوث فقهية في مسائل طبية معاصرة‪ :‬للستاذ‬
‫الدكتور علي محمد يوسف المحمدي‪ ،‬طبع دار البشائر‬
‫السلمية في بيروت‪ ،‬ط)‪1426 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪37‬ـ بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ :‬لعلء الدين‬
‫أبي بكر بن مسعود الكاساني الحنفي ‪587‬هـ‪ ،‬تحقيق‬
‫محمد خير طعمة حلبي‪ ،‬طبع دار المعرفة في بيروت‪ ،‬ط)‬
‫‪1420 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪38‬ـ البنوكا الطبية البشرية وأحكامها الفقهية‪:‬‬
‫للدكتور إسماعيل مرحبا‪ ،‬نشر دار ابن الجوزي في الدمام‪،‬‬
‫ط)‪1429 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪39‬ـ التاج والكليل‪ :‬لبي عبدالله محمد بن يوسف‬
‫العبدري ت ‪897‬هـ‪ ،‬طبع دار الفكر‪ ،‬ط)‪1398 (2‬هـ‪.‬‬
‫‪40‬ـ تبصرة الحكام في أصول القضية والحكام‪:‬‬
‫للقاضي برهان الدين إبراهيم بن علي بن فرحون المالكي‬
‫ت ‪799‬هـ‪ ،‬تحقيق طه عبدالرؤوف سعد‪ ،‬نشر مكتبة‬
‫الكليات الزهرية في مصر‪ ،‬ط)‪1406 (1‬هت‪.‬‬
‫‪41‬ـ التحبير شرحا التحرير في أصول الفقه‪ :‬لعلء‬
‫الدين علي بن سليمان المرداوي الحنبلي ت ‪885‬هـ‪،‬‬
‫تحقيق د‪ .‬عبدالرحمن بن عبدالله الجبرين د‪ .‬عوض‬

‫‪610‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القرني‪ ،‬د‪ .‬أحمد السراحا‪ ،‬نشر مكتبة الرشد بالرياض‪ ،‬ط)‬


‫‪1421 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪42‬ـ التحصيل من المحصول‪ :‬لسراجا الدين محمود بن‬
‫أبي بكر الرموي ت ‪682‬هـ‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبدالحميد أبو زنيد‪،‬‬
‫طبع مؤسسة الرسالة في بيروت سنة ‪1408‬هـ‪.‬‬
‫‪43‬ـ التخدير الموضعي‪ :‬للدكتور شفيق اليوبي‪ ،‬طبع‬
‫مطبعة جامعة دمشق‪ ،‬ط)‪1393 (4‬هـ‪.‬‬
‫‪44‬ـ ترتيب الللي في سلك المالي‪ :‬تأليف محمد بن‬
‫سليمان الشهير بناظر زادة‪ ،‬تحقيق د‪ .‬خالد بن عبدالعزيز‬
‫آل سليمان‪ ،‬نشر مكتبة الرشد بالرياض‪ ،‬ط)‪1425 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪45‬ـ تفسير القرآن العظيم‪ :‬للحافظ إسماعيل بن عمر‬
‫بن كثير ت ‪774‬هـ‪ ،‬تحقيق سامي بن محمد السلمة‪ ،‬نشر‬
‫دار طيبة‪ ،‬ط)‪1428 (4‬هـ‪.‬‬
‫‪46‬ـ تقريب التهذيب‪ :‬لشهاب الدين أحمد بن علي بن‬
‫حجر العسقلني ت ‪852‬هـ‪ ،‬تحقيق عبدالوهاب‬
‫عبداللطيف‪ ،‬طبع دار المعرفة في بيروت سنة ‪1395‬هـ‪.‬‬
‫‪47‬ـ التمهيد لما في الموطأ من المعاني والسانيد‪:‬‬
‫لبي عمر يوسف بن عبدالبر ت ‪463‬هـ‪ ،‬تحقيق جماعة من‬
‫علماء المغرب‪ ،‬نشر وزارة الوقاف بالمملكة المغربية‪ ،‬ط)‬
‫‪1387 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪48‬ـ تهذيب التهذيب‪ :‬للحافظ أحمد بن علي بن حجر‬
‫العسقلني ت ‪852‬هـ‪ ،‬طبع دار صادر‪ ،‬في بيروت‪.‬‬
‫‪49‬ـ ثبت أعمال ندوة "النجاب في ضوء السلم"‪:‬‬
‫المنعقدة في الكويت بتاريخ ‪11/8/1403‬هـ‪ ،‬إشراف د‪.‬‬
‫عبدالرحمن العوضي‪ ،‬طبع المنظمة السلمية للعلوم‬
‫الطبية في الكويت‪.‬‬
‫‪50‬ـ ثبت أعمال ندوة "رؤية إسلمية لبعض‬
‫المشكلت الطبية المعاصرة ـ الجزء الثاني‬
‫الستنساخ"‪ :‬المنعقدة في المملكة المغربية بتاريخ‬
‫‪8/2/1418‬هـ‪ ،‬طبع المنظمة السلمية للعلوم الطبية في‬
‫الكويت‪.‬‬
‫‪51‬ـ الجامع لحكام القرآن‪ :‬لبي عبدالله محمد بن أحمد‬
‫القرطبي ت ‪671‬هـ طبع دار إحياء التراث العربي في‬

‫‪611‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫بيروت سنة ‪1966‬م‪.‬‬


‫‪52‬ـ جامع البيان عن تأويل القرآن‪ :‬لبي جعفر محمد‬
‫بن جرير الطبري‪ ،‬ضبط وتعليق محمود شاكر الحرستاني‪،‬‬
‫طبع دار إحياء التراث العربي في بيروت‪ ،‬الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪53‬ـ الجامع الصحيح‪ :‬لبي عبدالله محمد بن إسماعيل‬
‫البخاري ت ‪256‬هـ‪ ،‬ترقيم وترتيب محمد فؤاد عبدالباقي‪،‬‬
‫طبع المطبعة السلفية بالقاهرة سنة ‪1400‬هـ‪.‬‬
‫‪54‬ـ الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي‪ :‬لمحمد بن‬
‫عيسى الترمذي ‪275‬هـ ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي‪ ،‬طبع‬
‫دار الكتب العلمية في بيروت سنة ‪1408‬هـ‪.‬‬
‫‪55‬ـ جامع الفتاوى الطبية والحكام المتعلقة بها‪:‬‬
‫للدكتور عبدالعزيز بن فهد بن عبدالمحسن‪ ،‬نشر دار‬
‫القاسم بالرياض‪ ،‬ط)‪1425 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪56‬ـ الجراحة التجميلية عرض طبي ودراسة فقهية‬
‫مفصلة‪ :‬للدكتور صالح بن محمد الفوزان‪ ،‬نشر دار‬
‫التدمرية بالرياض‪ ،‬ط)‪1429 (2‬هـ‪.‬‬
‫‪57‬ـ جراحة الذكورة والنوثة في ضوء الطب‬
‫والفقه السلمي‪ :‬لمحمد شافعي مفتاحا بوشية‪ ،‬طبع‬
‫دار الفلحا بالفيوم في مصر‪.‬‬
‫‪58‬ـ الحاجة وأثرها في الحكام‪ :‬للدكتور أحمد بن‬
‫عبدالرحمن الرشيد‪ ،‬نشر كنوز أشبيليا بالرياض‪ ،‬ط)‪(1‬‬
‫‪1429‬هـ‪.‬‬
‫‪59‬ـ حاشية ابن عابدين )رد المحتار علي الدر‬
‫المختار(‪ :‬لمحمد أمين بن عمر الشهير بابن عابدين ت‬
‫‪1251‬هـ‪ ،‬طبع دار الفكر في بيروت‪ ،‬ط)‪1386 (2‬هـ‪.‬‬
‫‪60‬ـ حاشية الدسوقي على الشرحا الكبير‪ :‬لشمس‬
‫الدين محمد بن عرفة الدسوقي‪ ،‬طبع دار الفكر في‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪61‬ـ الحاصل من المحصول في أصول الفقه‪ :‬لتاجا‬
‫الدين محمد بن الحسين الرموي‪ ،‬ت ‪653‬هـ تحقيق د‪.‬‬
‫عبدالسلم محمود أبو ناجي‪ ،‬طبع دار المد السلمي في‬
‫بيروت‪ ،‬ط)‪2002 (1‬م‪.‬‬
‫‪62‬ـ حكم استعمال الدواء المشتمل على شيء من‬
‫‪612‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نجس العين‪ :‬للدكتور عبدالفتاحا محمد إدريس‪ ،‬بحث‬


‫منشور في مجلة المجمع الفقهي السلمي التابع لرابطة‬
‫العالم السلمي‪ ،‬العدد العشرون‪1426 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪63‬ـ حكم التبرع بالعضاء في ضوء القواعد‬
‫الشرعية والمعطيات الطبية‪ :‬للدكتور محمد نعيم‬
‫ياسين )ضمن كتابه أبحاث فقهية في قضايا طبية معاصرة(‬
‫طبع دار النفائس‪ ،‬الردن‪ ،‬ط)‪1416 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪64‬ـ حلية الولياء وطبقات الصفياء‪ :‬للحافظ أبي‬
‫نعيم أحمد بن عبدالله الصفهاني ت ‪430‬هـ‪ ،‬طبع مطبعة‬
‫السعادة في مصر‪ ،‬ط)‪1351 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪65‬ـ دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة‬
‫لمجموعة من المؤلفين وقد رجعت لبحث‪:‬‬
‫)ضوابط التداوي بالرقى والتمائم في الفقه‬
‫السلمي(‪ :‬للستاذ الدكتور محمد عثمان شبير‪ ،‬طبع دار‬
‫النفائس في الردن ط)‪1421 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪66‬ـ درر الحكام شرحا مجلة الحكام‪ :‬تأليف علي حيدر‪،‬‬
‫تعريب المحامي فهمي الحسيني‪ ،‬نشر دار عالم الكتب‬
‫بالرياض سنة ‪1423‬هـ‪.‬‬
‫‪67‬ـ الدرر المختار شرحا تنوير البصار‪ :‬لعلء الدين‬
‫محمد علي بن محمد الحصكفي الحنفي ت ‪1088‬هـ‬
‫مطبوع مع حاشية ابن عابدين‪ ،‬طبع دار الفكر في بيروت‪،‬‬
‫ط)‪1386 (2‬هـ‪.‬‬
‫‪68‬ـ رتق غشاء البكارة‪ :‬للشيخ عز الدين الخطيب بحث‬
‫مقدم إلى "ندوة الرؤية السلمية لبعض الممارسات‬
‫الطبية المنعقدة في الكويت عام ‪1407‬هـ‪ ،‬ضمن سلسلة‬
‫مطبوعات المنظمة السلمية للعلوم الطبية‪ ،‬ط)‪(2‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫‪69‬ـ رفع النقاب عن تنقيح الشهاب‪ :‬لبي علي حسين‬
‫بن علي بن طلحة الشوشاوي ت ‪899‬هـ تحيق د‪ .‬أحمد بن‬
‫محمد السراحا‪ ،‬د‪ .‬عبدالرحمن الجبرين نشر مكتبة الرشد‬
‫بالرياض‪ ،‬ط)‪1425 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪70‬ـ روضة الطالبين‪ :‬لبي زكريا يحيى بن شرف النووي‬
‫ت ‪676‬هـ‪ ،‬طبع المكتب السلمي في بيروت‪ ،‬ط)‪1412 (3‬‬

‫‪613‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫هـ‪.‬‬
‫‪71‬ـ زاد المعاد في هدي خير العباد‪ :‬لشمس الدين‬
‫محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية ت ‪751‬هـ تحقيق‬
‫شعيب الرنؤوط وعبدالقادر الرنؤوط طبع مؤسسة‬
‫الرسالة في بيروت‪ ،‬ط)‪1402 (3‬هـ‪.‬‬
‫‪72‬ـ سلسلة الحاديث الصحيحة‪ :‬للشيخ محمد بن ناصر‬
‫الدين اللباني‪ ،‬نشر مكتبة المعارف بالرياض‪ ،‬ط)‪(1‬‬
‫‪1412‬هـ‪.‬‬
‫‪73‬ـ سنن أبي داود‪ :‬لبي داود سليمان بن الشعث‬
‫السجستاني ت ‪275‬هـ فهرسة كمال الحوت‪ ،‬طبع دار‬
‫الجنان في بيروت‪.‬‬
‫‪74‬ـ السنن الكبرى‪ :‬لحمد بن الحسين بن علي البيهقي‬
‫ت ‪458‬هـ‪ ،‬طبع دائرة المعارف العثمانية‪ ،‬حيد آباد في الهند‬
‫سنة ‪1344‬هـ‪.‬‬
‫‪75‬ـ سنن ابن ماجه‪ :‬للحافظ أبي عبدالله محمد بن يزيد‬
‫بن ماجه ت ‪275‬هـ ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي‪ ،‬طبع دار‬
‫الكتب العلمية في بيروت‪.‬‬
‫‪76‬ـ سنن النسائي )المجتبى(‪ :‬لحمد بن شعيب‬
‫النسائي ت ‪303‬هـ رقمه عبدالفتاحا أبو غده‪ ،‬طبع دار‬
‫البشائر السلمية في بيروت سنة ‪1409‬هـ‪.‬‬
‫‪77‬ـ شرحا تنقيح الفصول‪ :‬لحمد بن إدريس القرافي ت‬
‫‪684‬هـ‪ ،‬تحقيق طه عبدالرؤوف سعد‪ ،‬نشر مكتبة الكليات‬
‫الزهرية سنة ‪1393‬هـ‪.‬‬
‫‪78‬ـ شرحا القواعد الفقهية‪ :‬للشيخ أحمد بن محمد‬
‫الزرقا‪ ،‬تصحيح وتعليق مصطفى أحمد الزرقا‪ ،‬طبع دار‬
‫القلم في دمشق‪ ،‬ط)‪1409 (2‬هـ‪.‬‬
‫‪79‬ـ الشرحا الكبير‪ :‬لشمس الدين أبي الفرجا عبدالرحمن‬
‫بن محمد بن قدامة المقدسي ت ‪682‬هـ‪ ،‬المطبوع مع‬
‫المقنع والنصاف‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبدالله التركي‪ ،‬توزيع وزارة‬
‫الشئون السلمية بالمملكة العربية السعودية طبع سنة‬
‫‪1419‬هـ‪.‬‬
‫‪80‬ـ شرحا الكوكب المنير في أصول الفقه‪ :‬لمحمد بن‬
‫أحمد بن عبدالعزيز الفتوحي الحنبلي المعروف بابن النجار ت‬
‫‪614‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪972‬هـ تحقيق د‪ .‬نزيه حماد‪ ،‬ود‪ .‬محمد الزحيلي طبع في دار‬


‫الفكر بدمشق‪ ،‬نشر مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى‬
‫سنة ‪1400‬هـ‪.‬‬
‫‪81‬ـ شرحا مختصر الروضة‪ :‬لنجم الدين سليمان بن‬
‫عبدالقوي الطوفي ت ‪716‬هـ تحقيق د‪ .‬عبدالله التركي‪،‬‬
‫طبع مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط)‪1410 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪82‬ـ شرحا منتهى الرادات‪ :‬لمنصور بن يونس البهوتي‬
‫الحنبلي ت ‪1051‬هـ‪ ،‬نشر مكتبة الرياض الحديثة‪.‬‬
‫‪83‬ـ شرحا المنهج المنتخب إلى قواعد المذهب‪:‬‬
‫لحمد بن علي المنجور ت ‪995‬هـ‪ ،‬تحقيق محمد الشيخ‬
‫محمد المين‪ ،‬طبع عالم الكتب في بيروت‪ ،‬نشر دار‬
‫عبدالله الشنقيطي في مكة‪ ،‬ط)‪1423 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪84‬ـ صحيح سنن أبي داود‪ :‬للشيخ محمد ناصر الدين‬
‫اللباني‪ ،‬نشر مكتب التربية العربي لدول الخليج‪ ،‬ط)‪(1‬‬
‫‪1409‬هـ‪.‬‬
‫‪85‬ـ صحيح مسلم‪ :‬للمام مسلم بن الحجاجا النيسابوري‬
‫ت ‪261‬هـ‪ ،‬ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي‪ ،‬طبع دار إحياء‬
‫التراث ط)‪1385 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪86‬ـ صحيح مسلم بشرحا النووي‪ :‬لمحيي الدين أبي‬
‫زكريا يحيى النووي ت ‪676‬هـ‪ ،‬طبع المطبعة المصرية‬
‫بالقاهرة‪ ،‬ط)‪1347 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪87‬ـ عارضة الحوذي بشرحا صحيح الترمذي‪ :‬لبي بكر‬
‫محمد بن عبدالله المعروف بابن العربي ت ‪543‬هـ‪ ،‬نشر‬
‫دار العلم للجميع طبع مطبعة الصاوي في مصر‪.‬‬
‫‪88‬ـ العلج الجيني في ضوء الضوابط الشرعية‪:‬‬
‫للدكتور عبدالناصر أبو البصل‪ ،‬ضمن بحوث ندوة‬
‫النعكاسات الخلقية للعلجا الديني‪.‬‬
‫‪89‬ـ عملية الرتق العذري في ميزان المقاصد‬
‫الشرعية‪ :‬للدكتور محمد نعيم ياسين )ضمن كتابة أبحاث‬
‫فقهية في قضايا طبيعة معاصرة( طبع دار النفائس في‬
‫الردن‪ ،‬ط)‪1416 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪90‬ـ الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية‪ :‬لفضيلة‬
‫الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ـ رحمه الله‬

‫‪615‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ـ جمعها إبراهيم بن عبدالعزيز الشثري‪ ،‬نشر دار الصميعي‪،‬‬


‫ط)‪1418 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪91‬ـ الفتاوى المتعلقة بالطب وأحكام المرضى‪ :‬من‬
‫فتاوى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم‪ ،‬وسماحة الشيخ‬
‫عبدالعزيز بن باز‪ ،‬واللجنة الدائمة‪ ،‬وهيئة كبار العلماء‪،‬‬
‫إشراف فضيلة الشيخ د‪ .‬صالح بن فوزان الفوزان‪ ،‬طبع‬
‫ونشر رئاسة إدارة البحوث العلمية والفتاء بالمملكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬ط)‪1424 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪92‬ـ الفتاوى الهندية‪ :‬وتعرف بالفتاوى العالمكيرية في‬
‫مذهب المام أبي حنيفة‪ ،‬تأليف السلطان أبي المظفر‬
‫محيي الدين محمد أورنك‪ ،‬طبع دار المعرفة في بيروت‪.‬‬
‫‪93‬ـ فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن‬
‫إبراهيم آل الشيخ‪ :‬جمع وترتيب الشيخ محمد بن‬
‫عبدالرحمن بن قاسم‪ ،‬طبع مطابع الحكومة بمكة المكرمة‪،‬‬
‫ط)‪1399(1‬هـ‪.‬‬
‫‪94‬ـ فتح الباري شرحا صحيح البخاري‪ :‬لشهاب الدين‬
‫أحمد بن علي بن حجر العسقلني ت ‪852‬هـ‪ ،‬راجعه طه‬
‫عبدالرؤوف سعد‪ ،‬مصطفى الهواري‪ ،‬نشر مكتبة الكليات‬
‫الزهرية سنة ‪1398‬هـ‪.‬‬
‫‪95‬ـ الفروع‪ :‬لشمس الدين أبي عبدالله محمد بن مفلح ت‬
‫‪773‬هـ‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبدالله التركي‪ ،‬طبع مؤسسة الرسالة‬
‫في بيروت ط)‪1424 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪96‬ـ الفروق‪ :‬لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي ت‬
‫‪684‬هـ‪ ،‬طبع في مصر‪ ،‬ط)‪1344 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪97‬ـ فقه القضايا الطبية المعاصرة‪ :‬تأليف أ‪ .‬د‪ .‬علي‬
‫محيي الدين القره داغي‪ ،‬وأ‪ .‬د‪ .‬علي بن يوسف المحمدي‪،‬‬
‫طبع دار البشائر السلمية في بيروت‪ ،‬ط)‪1427 (2‬هـ‪.‬‬
‫‪98‬ـ فقه النوازل )قضايا فقهية معاصرة(‪ :‬لفضيلة‬
‫الشيخ الدكتور بكر عبدالله أبو زيد ـ رحمه الله ـ نشر مكتبة‬
‫الصديق بالطائف‪ ،‬ط)‪1409 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪99‬ـ فواتح الرحموت شرحا مسلم الثبوت في أصول‬
‫الفقه‪ :‬لعبدالعلي محمد بن نظام الدين النصاري‪ ،‬ت‬
‫‪1225‬هـ مطبوع مع المستصفى‪ ،‬طبع المطبعة الميرية‬

‫‪616‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ببولق مصر‪ ،‬ط)‪1324 (1‬هـ‪.‬‬


‫‪100‬ـ قاعدة‪" :‬ل ضرر ول ضرار" وتطبيقاتها الطبية‪:‬‬
‫للدكتور عائض بن عبدالله الشهراني )بحث مطبوع‬
‫بالحاسب( مقدم لمؤتمر تطبيق القواعد الفقهية على‬
‫المسائل الطبية الذي نظمته وزارة الصحة بالمملكة‬
‫العربية السعودية عام ‪1428‬هـ‪.‬‬
‫‪101‬ـ قرارات المجمع الفقهي السلمي بمكة‬
‫المكرمة )الدورات من الولى إلى السادسة‬
‫عشرة‪ ،‬والقرارات من الول إلى الخامس‬
‫والتسعين(‪ :‬نشر رابطة العالم السلمي بمكة‬
‫المكرمة‪.‬‬
‫‪102‬ـ قضايا طبية معاصرة في ضوء الشريعة‬
‫السلمية‪ :‬إعداد جمعية العلوم الطبية المنبثقة عن‬
‫مان‪ ،‬ط)‪(1‬‬ ‫نقابة الطباء الردنية‪ ،‬طبع دار البشير في ع ر‬
‫‪1415‬هـ‪.‬‬
‫‪103‬ـ قضايا فقهية في الجينات البشرية من منظور‬
‫إسلمي‪ :‬للدكتور عارف علي عارف‪ ،‬مطبوع ضمن‬
‫كتاب‪ ،‬دراسات فقهية في قضايا طبيعة معاصرة‪ ،‬تأليف‬
‫مجموعة من المؤلفين‪ ،‬طبع دار النفائس بالردن‪ ،‬ط)‪(1‬‬
‫‪1421‬هـ‪.‬‬
‫‪104‬ـ قواعد الحكام في مصالح النام‪ :‬لعز الدين عبد‬
‫العزيز بن عبدالسلم ‪660‬هـ‪ ،‬طبع دار الكتب العلمية في‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪105‬ـ قواعد الفقه السلمي )من خلل كتاب‬
‫الشراف على مسائل الخلف للقاضي‬
‫عبدالوهاب(‪ :‬تأليف محمد الروكي‪ ،‬نشر دار القلم‬
‫بجدة‪ ،‬ط)‪1419 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪106‬ـ القواعد‪ :‬لمحمد بن محمد المقري ت ‪758‬هـ‪ ،‬تحقيق‬
‫د‪ .‬أحمد بن عبدالله بن حميد‪ ،‬نشر مركز إحياء التراث‬
‫السلمي بجامعة أم القرى‪.‬‬
‫‪107‬ـ القواعد الفقهية‪ :‬للدكتور علي بن أحمد الندوي‪،‬‬
‫طبع دار القلم‪ ،‬ط)‪1414 (3‬هـ‪.‬‬
‫‪108‬ـ القواعد الفقهية الكبرى‪ :‬للستاذ الدكتور صالح بن‬

‫‪617‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫غانم السدلن‪ ،‬نشر دار بلنسية بالرياض‪ ،‬ط)‪1417 (1‬هـ‪.‬‬


‫‪109‬ـ القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب‬
‫الربعة‪ :‬للدكتور محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬طبع دار‬
‫الفكر بدمشق‪ ،‬ط)‪1428 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪110‬ـ القواعد الكبرى في الفقه السلمي‪ :‬للدكتور‬
‫عبدالله بن عبدالعزيز العجلن‪ ،‬طبع دار طيبة بالرياض‬
‫‪1416‬هـ‪.‬‬
‫‪111‬ـ القواعد الكلية والضوابط الفقهية‪ :‬للستاذ‬
‫مان‪،‬‬ ‫الدكتور محمد عثمان شبير‪ ،‬نشر دار الفرقان في ع ر‬
‫ط)‪1420 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪112‬ـ القواعد والضوابط المستخلصة من التحرير‪:‬‬
‫لجمال الدين الحصيري‪ :‬تأليف د‪ .‬علي أحمد الندوي‪ ،‬طبع‬
‫مطبعة المدني‪ ،‬ط)‪1411 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪113‬ـ القوانين الفقهية‪ :‬لمحمد بن أحمد بن جزي الكلبي‬
‫ت ‪741‬هـ‪ ،‬طبع دار القلم‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪114‬ـ كتاب القواعد‪ :‬لبي بكر محمد بن عبدالمؤمن‬
‫المعروف تقي الدين الحصني ت ‪829‬هـ‪ ،‬تحقيق الدكتور‬
‫عبدالرحمن بن عبدالله الشعلن‪ ،‬والدكتور جبريل بن‬
‫محمد البصيلي نشر مكتبة الرشد بالرياض‪ ،‬ط)‪(1‬‬
‫‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪115‬ـ الكحول والمخدرات والمنبهات في الغذاء‬
‫والدواء‪ :‬للدكتور محمد علي البار‪ ،‬بحث منشور في‬
‫مجلة المجمع الفقهي السلمي برابطة العالم السلمي‬
‫العدد رقم )‪ (13‬عام ‪1421‬هـ‪.‬‬
‫‪116‬ـ كشاف القناع عن متن القناع‪ :‬المنصور بن يونس‬
‫البهوتي ت ‪1051‬هـ‪ ،‬نشر مكتبة النصر الحديثة بالرياض‪.‬‬
‫‪117‬ـ كفاية الطالب الرباني‪ :‬لبي الحسن المالكي‪،‬‬
‫تحقيق يوسف محمد البقاعي‪ ،‬طبع دار الفكر في بيروت‬
‫عام ‪1412‬هـ‪.‬‬
‫‪118‬ـ لسان العرب‪ :‬لبي الفضل جمال الدين محمد مكرم‬
‫بن منظور ت ‪710‬هـ‪ ،‬طبع دار صادر في بيروت‪ ،‬سنة‬
‫‪1974‬م‪.‬‬
‫‪119‬ـ المبدع في شرحا المقنع‪ :‬لبرهان الدين إبراهيم بن‬
‫‪618‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫محمد مفلح ت ‪884‬هـ‪ ،‬نشر المكتب السلمي في‬


‫بيروت‪ ،‬ط)‪1397 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪120‬ـ المبسوط‪ :‬لشمس الئمة محمد بن أحمد بن أبي‬
‫سهل السرخسي ت ‪483‬هـ‪ ،‬تصحيح جماعة من العلماء‪،‬‬
‫طبع دار المعرفة للطباعة والنشر في بيروت ط)‪.(2‬‬
‫‪121‬ـ مجلة الحكام العدلية‪ :‬تأليف مجموعة من علماء‬
‫الدولة العثمانية‪ ،‬طبع بعناية بسام عبدالوهاب الجابي‪،‬‬
‫طبع دار ابن حزم ط)‪1424 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪122‬ـ مجلة جامعة الزهر‪ :‬الجزء )‪ (20‬عدد )محرم‪،‬‬
‫‪1368‬هـ(‪.‬‬
‫‪123‬ـ مجلة المجمع الفقهي السلمي‪ :‬التابع لرابطة‬
‫العالم السلمي العداد‪ :‬العدد )‪1421 (13‬هـ‪،‬العدد )‬
‫‪1426 (20‬هـ‪ ،‬طبع رابطة العالم السلمي‪.‬‬
‫‪124‬ـ مجلة مجمع الفقه السلمي التابع لمنظمة‬
‫المؤتمر السلمي العداد‪:‬‬
‫العدد )الثاني( الجزء )الول( طبع منظمة المؤتمر السلمي‬
‫في جدة ‪1407‬هـ‪.‬‬
‫العدد )الرابع( الجزء )الول( طبع منظمة المؤتمر السلمي‪،‬‬
‫في جدة‪1408 ،‬هـ‬
‫العدد )السادس( الجزء )الثالث( طبع منظمة المؤتمر‬
‫السلمي في جدة‪1410 ،‬هـ‪.‬‬
‫العدد )العاشر( الجزء )الثالث( طبع منظمة المؤتمر السلمي‬
‫في جدة‪1417 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪125‬ـ المجموع شرحا المهذب‪ :‬لبي زكريا محيي الدين بن‬
‫شرف النووي‪ ،‬ت ‪676‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد نجيب‬
‫المطيعي‪ ،‬نشر مكتبة الرشاد جدة‪.‬‬
‫‪126‬ـ مجموع الفتاوى‪ :‬لشيخ السلم ابن تيمية‪ ،‬جمع‬
‫وترتيب عبدالرحمن بن محمد بن قاسم‪ ،‬طبع مجمع‬
‫الملك فهد لطباعة المصحف الشريف‪ ،‬بإشراف وزارة‬
‫الشؤون السلمية والوقاف والدعوة والرشاد بالمملكة‪،‬‬
‫‪1415‬هـ‪.‬‬
‫‪127‬ـ المجموع المذهب في قواعد المذهب‪ :‬للحافظ‬
‫أبي سعيد خليل بن كيكلدي العلئي الشافعي‪ ،‬ت ‪761‬هـ‬

‫‪619‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫تحقيق د‪ .‬محمد عبدالغفار الشريف‪ ،‬طبع وزارة الوقاف‬


‫والشؤون السلمية في الكويت‪ ،‬الدارة العامة للفتاء‬
‫والبحوث الشرعية ط)‪1414 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪128‬ـ المحصول في علم أصول الفقه‪ :‬لفخر الدين‬
‫محمد بن عمر الرازي‪ ،‬ت ‪606‬هـ‪ ،‬تحقيق د‪ .‬طه جابر‬
‫العلواني‪ ،‬طبع مطابع الفرزدق بالرياض‪ ،‬نشر جامعة‬
‫المام محمد بن سعود السلمية ‪1399‬هـ‪.‬‬
‫‪129‬ـ المحلى‪ :‬لعلي بن أحمد بن سعيد بن حزم الندلسي‬
‫الظاهري‪ ،‬ت ‪456‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أحمد شاكر‪ ،‬نشر‬
‫دار التحاد العربي للطباعة بالقاهرة ‪1390‬هـ‪.‬‬
‫‪130‬ـ المسائل الطبية المستجدة في ضوء الشريعة‬
‫السلمية‪ :‬تأليف د‪ .‬محمد حجازي النتشة‪ ،‬الناشر مجلة‬
‫الحكمة في بريطانيا‪ ،‬ط)‪1422 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪131‬ـ المستدركا على الصحيحين‪ :‬للحاكم محمد بن‬
‫عبدالله النيسابوري‪ ،‬ت ‪405‬هـ‪ ،‬طبع في حيدر آباد بالهند‬
‫‪1335‬هـ‪.‬‬
‫‪132‬ـ المستصفى من علم أصول الفقه‪ :‬لبي حامد‬
‫محمد بن محمد الغزالي‪ ،‬ت ‪505‬هـ‪ ،‬تحقيق د‪ .‬حمزة‬
‫زهير حافظ‪ ،‬طبع شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر‬
‫في جدة‪.‬‬
‫‪133‬ـ مسند أبي يعلى الموصلي‪ :‬لبي يعلى أحمد بن‬
‫علي المثنى التميمي ت ‪307‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬حسين بن سليم‬
‫السد‪ ،‬طبع دار المأمون للتراث‪ ،‬في دمشق ‪1404‬هـ‪.‬‬
‫‪134‬ـ مسند المام أحمد بن حنبل‪ :‬للمام أحمد بن حنبل‬
‫الشيباني‪ ،‬ت ‪241‬هـ‪ ،‬طبع بإشراف د‪ .‬عبدالله‬
‫عبدالمحسن التركي‪ ،‬وتحقيق شعيب الرنؤوط‪،‬‬
‫ومجموعة من المحققين‪ ،‬طبع مؤسسة الرسالة في‬
‫بيروت ‪1413‬هـ ـ ‪1421‬هـ‪.‬‬
‫‪135‬ـ المسودة في أصول الفقه‪ :‬لل تيمية‪ :‬مجد الدين‬
‫عبدالسلم بن تيمية ت ‪652‬هـ وشهاب الدين عبدالحليم‬
‫بن عبدالسلم بن تيمية ت ‪682‬هـ‪ ،‬وشيخ السلم أحمد‬
‫بن عبدالحليم بن تيمية ت ‪728‬هـ‪ ،‬تحقيق محمد محيي‬
‫الدين عبدالحميد‪ ،‬طبع مطبعة المدني بالقاهرة ‪1384‬هـ‪.‬‬

‫‪620‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪136‬ـ المشقة تجلب التيسير‪ :‬للدكتور صالح بن سليمان‬


‫اليوسف‪ ،‬طبع المطابع الهلية للوفست بالرياض‪.‬‬
‫‪137‬ـ المصنف في الحاديث والثار‪ :‬لبي بكر عبدالله‬
‫بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن شيبة الكوفي‪ ،‬ت‬
‫‪235‬هـ‪ ،‬تحقيق مختار أحمد الندوي‪ ،‬طبع الدار السلفية‬
‫في بومباي بالهند‪1400 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪138‬ـ المصنف‪ :‬لبي بكر عبدالرزاق بن همام الصنعاني ت‬
‫‪211‬هـ حققه وخرجا أحاديثه حبيب العظمي‪ ،‬طبع‬
‫المكتب السلمي في بيروت‪ ،‬ط)‪1392 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪139‬ـ معالم السنن‪ :‬لبي سليمان بن حمد بن محمد‬
‫الحطابي‪ ،‬ت ‪388‬هـ‪ ،‬تحقيق عبدالسلم عبد الشافي‬
‫محمد‪ ،‬طبع دار الكتب العلمية في بيروت‪ ،‬ط)‪(1‬‬
‫‪1411‬هـ‪.‬‬
‫‪140‬ـ المعجم الكبير‪ :‬للحافظ أبي القاسم سليمان بن‬
‫أحمد الطبراني ت ‪360‬هـ‪ ،‬تحقيق حمدي السلفي‪ ،‬طبع‬
‫دار إحياء التراث العربي في بيروت‪) ،‬ط ‪.(2‬‬
‫‪141‬ـ معجم لغة الفقهاء‪ :‬للدكتور محمد قلعة جي‪ ،‬طبع‬
‫دار النفائس في الردن‪ ،‬ط)‪1416 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪142‬ـ معجم مقاييس اللغة‪ :‬لحمد بن فارس ت ‪395‬هـ‪،‬‬
‫تحقيق عبدالسلم هارون‪ ،‬طبع دار الفكر في بيروت‬
‫‪1399‬هـ‪.‬‬
‫‪143‬ـ المغني‪ :‬لموفق الدين عبدالله بن أحمد بن قدامة‬
‫المقدسي ت ‪602‬هـ‪ ،‬تحقيق د‪ .‬عبدالله بن عبدالمحسن‬
‫التركي‪ ،‬د‪ .‬عبدالفتاحا الحلو‪ ،‬طبع هجر ط)‪1406 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪144‬ـ الممتع في القواعد الفقهية‪ :‬تأليف د‪ .‬مسلم بن‬
‫محمد الدوسري نشر دار زدني بالرياض‪ ،‬ط)‪1428 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪145‬ـ المنتقى شرحا موطأ مالك بن أنس‪ :‬لبي الوليد‬
‫سليمان بن خلف الباجي الندلسي‪ ،‬ت ‪474‬هـ طبع دار‬
‫الفكر العربي في بيروت‪.‬‬
‫‪146‬ـ المنثور في القواعد‪ :‬لبدر الدين محمد بن بهادر‬
‫الزركشي الشافعي‪ ،‬ت ‪794‬هـ‪ ،‬تحقيق د‪ .‬تيسير فائق‬
‫أحمد محمود طبع شركة دار الكويت للصحافة‪ ،‬نشر‬
‫وزارة الوقاف والشؤون السلمية في الكويت ط)‪(2‬‬
‫‪621‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪147‬ـ من هدي السلم فتاوى معاصرة‪ :‬د‪ .‬يوسف‬
‫القرضاوي‪ ،‬طبع المكتب السلمي في بيروت ط)‪،(1‬‬
‫‪1421‬هـ‪.‬‬
‫‪148‬ـ الموافقات في أصول الشريعة‪ :‬لبي إسحاق‬
‫إبراهيم بن موسى الشاطبي‪ ،‬ت ‪790‬هـ‪ ،‬شرحا وتعليق‬
‫عبدالله دراز‪ ،‬طبع دار المعرفة في بيروت ط)‪(2‬‬
‫‪1395‬هـ‪.‬‬
‫‪149‬ـ المواكبة الشرعية لمعطيات الهندسة الوراثية‪:‬‬
‫للدكتور عبدالستار أبو غدة‪ ،‬مطبوع ضمن ثبت أعمال‬
‫ندوة )الوراثة والهندسة الوراثية والجينوم البشري والعلجا‬
‫الجيني ـ رؤية إسلمية(‪.‬‬
‫‪150‬ـ مواهب الجليل لشرحا مختصر خليل‪ :‬لمحمد بن‬
‫محمد بن عبدالرحمن الطرابلسي المالكي المعروف‬
‫بالحطاب‪ ،‬ت ‪954‬هـ‪ ،‬طبع دار الفكر في بيروت‪ ،‬ط)‪(2‬‬
‫‪1398‬هـ‪.‬‬
‫‪151‬ـ الموسوعة الطبية الحديثة‪ :‬لمجموعة من الطباء‪،‬‬
‫طبع لجنة النشر العلمي بوزارة التعليم العالي في‬
‫جمهورية مصر العربية ط)‪1970 (2‬هـ‪.‬‬
‫‪152‬ـ الموطأ‪ :‬للمام مالك بن أنس‪ ،‬صححه وعلق عليه‬
‫محمد فؤاد عبدالباقي‪ ،‬دار إحياء الكتب ‪1370‬هـ‪.‬‬
‫‪153‬ـ موقف السلم والنظرة المستقبلية لتقدم‬
‫العلج الجيني‪ :‬للدكتور محمد رأفت عثمان‪ ،‬ضمن‬
‫بحوث ندوة النعكاسات الخلقية للعلجا الجيني‪.‬‬
‫‪154‬ـ الموقف الفقهي‪ ،‬والخلقي من قضية زرع‬
‫العضاء‪ :‬د‪ .‬محمد علي البار‪ ،‬طبع دار القلم دمشق ط)‬
‫‪1414 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪155‬ـ نظرات فقهية في الجينوم البشري الهندسة‬
‫الوراثية ـ العلج الجيني‪ :‬للدكتور عبدالله محمد‬
‫عبدالله ضمن ثبت أعمال ندوة‪" :‬الوراثة والهندسة‬
‫الوراثية والجينوم البشري والعلجا الجيني رؤية إسلمية‪،‬‬
‫المنعقدة في الكويت‪ ،‬إشراف د‪ .‬عبدالرحمن العوضي‬
‫طبع المنظمة السلمية للعلوم الطبية في الكويت )ط ‪(1‬‬

‫‪622‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪1421‬هـ‪.‬‬
‫‪156‬ـ نقل وزارة العضاء التناسلية‪ :‬للدكتور محمد‬
‫الشقر بحث منشور في مجلة المجمع الفقهي التابع‬
‫للمؤتمر السلمي العدد )‪ (6‬الجزء )‪.(3‬‬
‫‪157‬ـ نهاية الوصول في دراية الصول‪ :‬لصفي الدين‬
‫محمد بن عبدالرحيم الهندسي ت ‪715‬هـ‪ ،‬تحقيق الدكتور‬
‫صالح يوسف والدكتور سعد السويح‪ ،‬نشر المكتبة‬
‫التجارية بمكة‪.‬‬
‫‪158‬ـ نيل الوطار شرحا منتقى الخبار‪ :‬لمحمد بن علي‬
‫الشوكاني ت ‪1250‬هـ‪ ،‬تحقيق طه عبدالرؤوف سعد‪،‬‬
‫نشر مكتبة الكليات الزهرية بالقاهرة سنة ‪1398‬هـ‪.‬‬
‫‪159‬ـ الهداية شرحا بداية المبتدي‪ :‬لبي الحسن علي بن‬
‫أبي بكر بن عبدالجليل المرغيناني ت ‪593‬هـ‪ ،‬نشر‬
‫المكتبة السلمية في بيروت‪.‬‬
‫‪160‬ـ الهداية للمرغيناني وشرحا العناية عليه‪ :‬مطبوع‬
‫مع شرحا فتح القدير‪ ،‬طبع دار الفكر‪ ،‬في بيروت ط)‪.(2‬‬
‫‪161‬ـ الهندسة الوراثية بين معطيات العلم وضوابط‬
‫الشرع‪ :‬للدكتور إيا أحمد إبراهيم‪ ،‬نشر دار الفتح‬
‫مان‪ ،‬ط)‪1423 (1‬هـ‪.‬‬ ‫للدراسات والنشر في ع ر‬
‫‪162‬ـ الهندسة الوراثية من المنظور الشرعي‪:‬‬
‫للدكتور‪ /‬عبدالناصر أبو البصل‪ ،‬مطبوع ضمن أبحاث‬
‫بعنوان دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة لمجموعة‬
‫من المؤلفين‪ ،‬طبع دار النفائس في الردن‪ ،‬ط)‪(1‬‬
‫‪1421‬هـ‪.‬‬
‫‪163‬ـ الوجيز في إيضاحا قواعد الفقه الكلية‪ :‬للدكتور‬
‫محمد صدقي البورنو‪ ،‬طبع مؤسسة الرسالة في بيروت‪،‬‬
‫ط)‪1416 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪164‬ـ الوسيط في المذهب‪ :‬لبي حامد محمد بن محمد‬
‫الغزالي ت ‪505‬هـ تحقيق أحمد محمود إبراهيم ومحمد‬
‫تامر‪ ،‬طبع دار السلم بالقاهرة‪ ،‬ط)‪1417 (1‬هـ‪.‬‬
‫‪165‬ـ الوصف الشرعي للجينوم البشري والعلج‬
‫الجيني‪ :‬للدكتور عجيل النشمي‪ ،‬ضمن ثبت أعمال ندوة‬
‫"الوراثة والهندسة الوراثية والجينوم البشري والعلجا‬
‫‪623‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الجيني رؤية إسلمية"‪ ،‬إشراف د‪ .‬عبدالرحمن العوضي‪،‬‬


‫طبع المنظمة السلمية للعلوم الطبية في الكويت‪ ،‬ط)‪(1‬‬
‫‪1421‬هـ‪.‬‬

‫أحكام التداوي‬
‫)قواعد وضوابط(‬

‫إعـــداد‬
‫د‪/‬خيرية بنت عمر موسى‬
‫أستاذ مساعد‪ :‬بجامعة أم القرى‬

‫‪624‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪625‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪626‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ملخص البحث‬
‫العنوان‪:‬أحكام التداوي)قواعد وضوابط(‪.‬‬
‫تضمن البحث‪:‬مقدمة تلى منهما أهية الوضوع وسبب اختياره‪.‬‬
‫مبحثا تهميديآا‪:‬يآتبي من خلله معن القواعد والضوابط الفقهمية‪ ،‬وأهيتهمما‪،‬‬
‫والفرق بينهمما‪ ،‬ومنزلة القواعد الفقهمية بي أدلة الشحرع‪.‬وتضمن أيآضا معن‬
‫التداوي وحكمه‪ ،‬والقواعد الكلية ف أحكام التداوي‪:‬كالقاعدة السمتنبطة من‬
‫قوله تعال‪ :‬ﮋ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ )‪ (1‬وقوله تعال‪ :‬ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮊ )‪ (2‬وقاعدة)ل‬
‫ضرر ول ضرار(‪ ،‬وقاعدة )العادة مكمة(‪ ،‬و)بناء الحكام على عرفا‬
‫الشحريآعة(‪ ،‬وقاعدة )إذا اختلفت الذاهب ف الكم على بعض الواد بالنجاسة‬
‫فالعتب فيهما ما أوجب الظر(‪ ،‬وقاعدة)الشحرع ل يآرد بتحري الصال الت ل‬
‫مضرة فيهما(‪) ،‬والعتب ما يآكون مفيدا دون ما ل يآكون(‪.‬‬
‫يآلي التمهميد ثلثة مباحث‪:‬‬
‫المبَحث الول‪ :‬ما جاء متضمنا للضوابط التعلقة بالرض والريآض وقد‬
‫كانت متنوعة‪ ،‬فمنهما ماكان عبارة عن نصوص حديآثية تشحكل بجموعهما‬
‫ضابطا شرعيا‪ ،‬يآتبي منه عنايآة السلم بالطب الوقائي‪ ،‬ومنهما ما كان عبارة عن‬
‫نصوص اجتهمد الفقهماء ف استنباطهماوصأياغتهماكقولم )إذن الرء غي معتب ف‬
‫قتله(‪ ،‬و)ماحرم فعله حرم طلبه(‪ ،‬و )كل مفسمدة مقتضية للتحري إذا عارضهما‬
‫حاجة أبيح الرم(‪.‬‬
‫المبَحث الثاني‪:‬الضوابط الت تتعلق بالطبيب والصيدل‪ ،‬وقد جاء متضمنا‬
‫لمسمة ضوابط منهما‪) :‬صأحة التصرفا باعتبار أهلية التصرفا(‪) ،‬كل مبيع‬

‫)‪ (1‬العراف ‪.157 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬العراف ‪.157 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪627‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يتمل أن يآكون سببا ف العصية ل يوز( ‪) ،‬كل ما حرم النظر إليه حرم‬
‫مسمه(‪.‬‬
‫المبَحث الثالث ‪:‬الضوابط التعلقة بالدواء‪:‬وقد جاء متضمنا لضوابط أصألهما‬
‫نصوص حديآثية كقوله ‪) :‬إن ال ل يعل شفاؤكم فيما حرم عليكم( وضوابط‬
‫اجتهمد الفقهماء ف صأياغتهما كقولم‪):‬ليس كل سبب نال به النسمان حاجته‬
‫يآكون مشحروعا(‪ .‬وخاتة ‪ ،‬قد اشتملت على نتائج وتوصأيات مهممة منهما‪:‬‬
‫‪-1‬أسبقية السلم للحضارة الغربية ف تقريآر مبدأ الجر الصحي‪.‬‬
‫‪-2‬الستحالة إن صألحت أن تكون ضابطا ف الكم على الشياء بالطهمارة‬
‫لتصلح لن تكون ضابطالل الادة السمتحيلة‪.‬‬
‫‪- 3‬يب أن تقنن القواعد الفقهمية التعلقة بأمحكام التداوي وتضافا لناهج علوم‬
‫الصيدلة القررة على الطلبة السملمي‪ .‬وال أعلم‪.‬‬

‫‪628‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المـقـدمـة‬
‫المد ل والصلة والسملم على عبد ال ورسوله ممد ‪ ‬وعلـى آلـه وصأـحبه‬
‫أجعيـن‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن من مقاصأد الشحرع الافظة على النفس‪ ،‬ولا كان الطب وضع للب‬
‫مصال السملمة والعافية للجسمد ‪ ،‬ولدرء مفاسد العاطب والسقام عنه؛ عقلد من‬
‫فروض الكفايآة ف المة السلمية‪ ،‬ولذا يب ضبط مسمتجداته وقضايآاه‬
‫العاصأرة بأمصأول وقواعد السلم‪.‬و ل يفى على ذي بصية ما تعان منه البشحريآة‬
‫اليوم‪-‬جراء بعدها عن النهمج الربان‪ -‬من مشحاكل سياسية‪ ,‬واقتصاديآة‪,‬‬
‫واجتماعية‪ ,‬وصأحية‪ ,‬أثقلت كاهل التمعات‪،‬وأعجزتم عن إياد حلول ناجعة‬
‫لا؛حت تعالت الصأوات الت تنادي‪ :‬أن لمناص من الستفادة من التشحريآعات‬
‫والنظمة السلمية ف معالة تلك الشحاكل‪ ،‬وصأدق ال عز وجل القائل ف‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫كتابه الكري‪ :‬ﮋ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮊ )‪ .(1‬ولعل من أبرز تلك الشحاكل الت تشحغل جيع طبقات‬
‫التمع هي الشحاكل الصحية فل يآكاد ير عام إل ويآظهمر وباء فينتشحر معه‬
‫الرعب والقلق؛لا تسمببه تلك المراض والوبئة من حصد للرواح ‪ ،‬ولو اعتن‬
‫الناس ببادئ الشحريآعة السلمية الت بينت العنايآة بالانب الصحي‪ ،‬وجعلت‬
‫الافظة على الصحة أحد أهم مقاصأدها‪ ،‬لكانوا ف غنية عن تلك التبعات‬
‫وآثارها‪.‬والتأممل ف النصوص الشحرعية يآقف على تلك العنايآة حيث يآتبي له‬
‫صألحياتا للتطبيق ف كل عصر ومصر؛ فقد جاءت أكثرها على هيئة قواعد‬
‫عامة وضوابط يآتعرفا من خللا أسبقية التشحريآع السلمي ف ضبط السمائل‬
‫)‪ (1‬الصف ‪.9 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪629‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الطبية وتقعيدها‪ ،‬ولعل فيما ذكره ابن القيم ف )زاد العاد( خي برهان على هذه‬
‫العنايآة حيث قال‪":‬قواعد طب البدان ثلثة‪:‬حفظ الصحة‪ ،‬والمية عن الؤذي‪،‬‬
‫واستفراغ الواد الفاسدة‪ ،‬فذكر سبحانه هذه الصأول الثلثة فقال ف آيآة الصوم‪:‬‬
‫ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮊ )‪ ،(1‬فأمباح الفطر‬
‫للمريآض لعذر الرض‪ ،‬وللمسمافر طلبا لفظ صأحته وقوته؛لئل قيآذهبهما الصوم‬
‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ‬ ‫ف السمفر؛وقال ف آيآة الج‪ :‬ﮋ ﯦ ﯧ‬
‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﮊ )‪ ،(2‬فأمباح للمريآض ومن به أذى من رأسه ـ من قمل‬
‫أو حكة أو غيها ـ أن يلق رأسه ف الحرام استفراغا لادة البرة الرديآئة الت‬
‫أوجبت له الذى ف رأسه باحتقانا تت الشحعر‪ ،‬فهمذا الستفراغ يآقاس عليه كل‬
‫استفراغ يآؤذي انباسه‪ ،....‬وأما المية فقال تعال ف آيآة الوضوء‪ :‬ﮋ ﯘ ﯙ‬
‫ﯪ ﯫ ﯬ ﮊ‬ ‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬ ‫ﯟ‬ ‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫)‪ ، (3‬فأمباح للمريآض العدول عن الاء إل التاب حية له أن يآصيب جسمده ما‬
‫يآؤذيآه‪ ،‬وهذا تنبيه على المية عن كل مؤذ له من داخل أو خارجا‪ ،‬فقد أرشد‬
‫سبحانه عباده إل أصأول الطب ومامع قواعده"‪ (4).‬وتتميما لذا الانب الذي‬
‫عن بإبرازه ابن القيم‪-‬رحه ال‪ -‬اختت الكتابة ف هذا الوضوع؛ لتأمصأيل ما‬
‫استجد من قضايآاه وضبطه بالضوابط الشحرعية الصالة لذلك‪.‬‬

‫البقرة ‪.481 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫البقرة ‪.169 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫النساء ‪.43 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫ينظر ‪..7-4/6:‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪630‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الول‪:‬تمهيدي‬
‫المطلب الول‬
‫في أهمية علم القواعد‬
‫لقد انتشحر بي أتباع الديآن السلمي مقولة" الشحريآعة صأالة لكل زمان‬
‫ومكان "؛حت تواترت وغدت من السمللمات‪ ،‬وهذا حلق؛ فالشحريآعة السلمية‬
‫مسمتوعبة لكل التطورات والتغيات البشحريآة على اختلفا أنواعهما ومسمتويآاتا؛ لا‬
‫تضمنته من قواعد وكليات وأصأول تضع لا الفروع والزئيات ‪ .‬وقد أدرك‬
‫الفقهماء الجلء أهية علم القواعد الفقهمية وقرروها ونبهموا عليهما ف كتبهمم؛‬
‫كالمام القراف الذي اعتبها أصأل ثانيا من أصأول الشحريآعة وإنا السلوب‬
‫الوحيد لمع شتات الفقه ‪ ،‬وتسمهميل مسمالكه على الفقيه)‪ .(1‬هذا ول تكن‬
‫مهممتهمم قاصأرة على بيان فضله ‪ ،‬وأهيته؛ فحسمب بل كانت لم أعمال جليلة‬
‫وجهمود عظيمة ف خدمة هذا العلم؛ حت تكنوا من الغوص ف أعماق‬
‫باره‪،‬واستخراجا نفيس معادنه‪،‬وصأقل للئه؛ فرسخوا أركانه‪ ،‬ومهمدوا سبله‬
‫ومسمالكه؛ حت زللوا الصعاب لن بعدهم‪ ،‬وجعلوه هعلما بارز العال‪،‬واضح‬
‫البادئ‪ ،‬متميزا عن غيه بأمسسمه ومفاهيمه‪ ،‬فبارك ال ف تلك الهمود‪ ،‬وحبب‬
‫إل من بعدهم حفظ تراثهمم؛ فشحمروا عن ساعد الد من أجل تيسميه ‪ ،‬والنهمل‬
‫من معينه‪ ،‬فكانوا على خطا من سبقهمم ف العنايآة بذا الفن؛ فأمبرزوا الغمور‬

‫ينظر‪ :‬الفروق‪:‬ص ‪6-5‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪631‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫من تراثه وحققوه)‪ ،(1‬وجعوا النثور من قواعده وأحصوه)‪ ،(2‬وهذبوا مبادئه‬


‫وفنونه)‪(3‬؛ حت غدا علما تسمتشحرفا النفوس الكبار تصيله‪ ،‬وتتسمابق المم‬
‫العاليات لتبينه‪ ،‬وما ذاك إل لهيته وعظيم نفعه‪.‬‬
‫فرع في معنى القواعد والضوابط الفقهية‪:‬‬
‫ل‪ :‬معنى القاعدة الفقهية‪:‬‬
‫أو د‬
‫القاعدة في اللغة‪ :‬من قعد ‪ ،‬والقافا والعي والدال أصأل مطرد منقاس ل‬
‫يلف‪ ،‬ومفردها قاعدة‪ ،‬والقواعد من الشحيء‪ ،‬ما يآرتكز عليه ‪ ،‬وقواعد البيت‬
‫أساسه‪ ،‬وقواعد الودجا أخشحاب أربع تته ركب فيهمن)‪.(4‬‬
‫ومعناها في الصطلحا‪:‬اختلف ف تعريآفهما؛فقيل‪":‬إ ناقضية فقهمية كلية‪،‬‬
‫جزئياتا قضايآا فقهمية كلية"‪ .‬وقيل‪":‬قضية شرعية عملية كلية يآتعرفا منهما أحكام‬
‫جزئياتا" ‪.‬وقيل‪":‬حكم أغلب يآنطبق على معظم جزئياتا"‪.‬وقيل غي ذلك‪.‬‬

‫حققت‪ :‬كتاب كليات المقري‪،‬‬ ‫ومن أهم الكتب التي ض‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫ت‪:‬د‪/‬أبو الجفان؛كما حقق جزءا ا منه د‪ /‬أحمد بن حميد؛وكتاب‬


‫الشباه والنظائر لبن الوكيل‪،‬ت‪:‬د‪/‬أحمد العنقري و د‪/‬عادل الشويخ؛‬
‫وكتاب قواعد ألحصني‪:‬ت‪:‬د‪/‬عبد الرحمن الشعلن و د‪/‬جبريل بصيلي‬
‫؛وكتاب تحرير القواعد لبن رجب الحنبلي‪،‬ت‪ :‬أبو عبيدة مشهور آل‬
‫سلمان‪.‬‬
‫)‪ (2‬كموسوعة القواعد الفقهية التي أعدها الدكتور محمد صدقي‬ ‫‪2‬‬

‫البور نو‪.‬‬
‫)‪ (3‬ويتبين هذا من كتاب نظرية التقعيد في الفقه السلمي د‪/‬‬ ‫‪3‬‬

‫الروكي‪،‬وكتاب القواعد الفقهية د‪/‬علي الندوي؛ والقواعد الفقهية‬


‫د‪/‬الباحسن؛وكتاب الستقراء وأثره في القواعد الصولية والفقهية‬
‫د‪/‬أحمد السنوسي‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر معجم مقاييس اللغة لبن فارس ص ‪،109-108‬مادة‬ ‫‪4‬‬

‫)قعد(؛المختار من الصحاحا لبي بكر الرازي‪،‬ص ‪ 544‬مادة)قعد(؛‬


‫القاموس المحيط للفيروز آبادي‪،‬ص ‪ 397‬مادة )قعد(؛معجم لغة‬
‫الفقهاءص ‪354‬‬
‫‪632‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ول يآتسمع القام هنا لبيان الراجح)‪(1‬؛ لن الشحأمن قد يآطول؛ إذ يآسمتلزم المر‬
‫إيآراد جيع التعاريآف ونقدها‪ ،‬وقد جاء التعريآف اللغوي كاشفا عن ماهية‬
‫القاعدة ووظيفتهما الساسية ؛وهي كونا أساسا ومرجعا لملة من الحكام‬
‫الفقهمية‪ ،‬ولشك أن معرفة أساس الشحيء تعد علمة مرجعية معرفة له‪ ،‬والتعريآف‬
‫اللغوي)‪(2‬وإن كان عاما؛ إل أن مسمائل البحث كفيلة بتخصيصم عمومه‪ ،‬وتقييد‬
‫إطلقاته‪.‬‬
‫ثانيدا‪ :‬معنى الضوابط الفقهية‪:‬‬
‫الضوابط‪ :‬جع ضابط وهو في اللغة‪ :‬مأمخوذ من الضبط الذي هو لزوم‬
‫ضبتطتهق‬
‫الشحيء وحبسمه ‪ ،‬والضبط ‪:‬الزم؛ وهو إحكام الشحيء وإتقانه‪ ،‬ويآقال‪ :‬ت‬
‫)‪(3‬‬
‫ضببطا‪ :‬أي حفظه بإحكام‪.‬‬ ‫ت‬
‫معنى الضابط في الصطلحا‪:‬‬
‫قيل‪ :‬هو"مااختصم بباب‪ ,‬وقصد به نظم صأور متشحابة)‪ ." (4‬وقيل‪:‬هو"ما‬
‫انتظم صأورا متشحابة ف موضوع واحد ‪ ،‬غي ملتفت فيهما إل معن جامع‬

‫)‪ (1‬وتأتي أهمية الترجيح بين تعار يف القاعدة ‪-‬المختلف فيها‪ -‬في‬ ‫‪1‬‬

‫البحاث التي تعنى بدراسة القاعدة دراسة نظرية‪ ،‬أو التي تعنى‬
‫بإعطاء تصور أدق لتفاصيل القاعدة وعناصرها‪.‬‬
‫)‪ (2‬وهذا ليس على إطلقه؛ إذ ليس كل المعاني اللغوية مبينة بيانا ا‬ ‫‪2‬‬

‫معدرف‪ ,‬لن بعضها يتبادر إلى الذهن لشيوع إطلق اللفظ‬ ‫وافيا ا لل ض‬
‫عليه‪ ،‬والبعض على خلفه‪ ،‬وبعضها وإن اضتفق على دللة اللفظ عليه‬
‫إل أنها قد تكون غير مراده ؛لغلبة الحقائق الشرعية عليها‪.‬؛فيكون‬
‫هناك شيلء من البون بينها وبين التعريف الصطلحي؛ مما يستلزم‬
‫بيان العلقة بينهما ‪،‬بنحو تعريف الصلة في اللغة بكونها الدعاء‪،‬وفي‬
‫الصطلحا تطلق على الفعال المخصوصة ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫)‪ (3‬القاموس المحيط ‪،‬للفيروز آبادي‪ ،‬ص ‪،872‬مادة‪):‬ضبط(؛(؛‬ ‫‪3‬‬

‫لسان العرب لبن منظور‪،‬ص ‪،457‬مادة‪):‬ضبط(‪ ،‬التعريفات‬


‫‪،‬للجرجاني ‪،‬ص ‪،179‬مادة ‪):‬الضبط (المعجم الوسيط‪،‬ص ‪533‬‬
‫مادة‪):‬ضبطه(‪.‬‬
‫ا‬
‫)‪ (4‬الشباه والنظائر لبن السبكي )‪ (1/11‬نقل عن كتاب القواعد‬ ‫‪4‬‬

‫الفقهية للباحسين ص ‪59‬‬


‫‪633‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫مؤثر")‪ .(1‬والتعريآف الول أبلغ من التعريآف الثان؛لن التقيد بالباب أدق من‬
‫التقيد بالوضوع بسمب اصأطلح الفقهماء‪ ،‬ودللة كلمة الوضوع؛ فإنا قد‬
‫تضيق وتتسمع بسمب ما قد يآندرجا تتهما‪.‬وما يآؤخذ على التعريآف الثان أيآضا‪:‬‬
‫إيآراده لملة )غي ملتفت فيهما إل معن جامع مؤثر(؛ إذ ليس ذلك‬
‫مطردا )‪(2‬واللتفات إل العن الامع الؤثر ف) وصأف الضابط( أظهمر ف إياد‬
‫علقة بي العن اللغوي والعن الصأطلحي‪ .‬وقد تبي من التعريآف اللغوي أن‬
‫الضابط يآطلق على لزوم الشحيء وحبسمه‪ ،‬ويآطلق أيآضا على الزم‪ ،‬وقد عرفا‬
‫ابن فارس الزم بأمنه‪ :‬جودة الرأي؛ فالاء‪ ,‬والزاء‪ ,‬واليم‪ ,‬أصألل واحد‪:‬وهو شد‬
‫الشحيء وجعه‪ ،‬وأل يآكون مضطربا منتشحرا‪ (3).‬وعليه ل يسمن إيآراد هذه الملة‬
‫وإن كانت لبيان مسملك العلماء وصأنيعهمم ف إيآراد الضوابط؛ إذ إن إيآرادها‬
‫مشحكلل ف التعريآف‪ ،‬وباعتبار ترادفا الضوابط مع القواعد وتلزمهمما عند‬
‫الطلق يكن أن تعرفا بأمنا‪ :‬القضايآا الفقهمية التشحابة النتظمة ف باب واحد‬
‫وال أعلم‪.‬‬
‫وما ت إيآراده من تعاريآف فهمو باعتبار الكثر ف إطلق الضوابط؛ أي عندما‬
‫تذكر استقل ل؛ لكن عندما تذكر معطوفة على القواعد فإنه ل يآفرق بينهمما من‬

‫)‪ (1‬القواعد الفقهية‪ ،‬للباحسين‪،‬ص ‪67‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬فعلى سبيل المثال‪ :‬نجد بعض الفقهاء في باب سجود السهو‬ ‫‪2‬‬

‫يقولون‪ :‬كل زيادة في الصلة فمحل السجود فيها بعد السلم‪ ،‬وكل‬
‫نقص قبل السلم ‪،‬فهذا ضابط في سجود السهو‪،‬وعند تتبع المسائل‬
‫والمثلة المضروبة للنقص في الصلة والتي يوجبون بمقتضاها‬
‫السجود قبل السلم نجد المعنى الجامع لها والمؤثرفيها هو كونها‬
‫واجبة؛ ل مطلق المشروعية ؛فل يجب السجود بترك المسنون‪ ،‬ول‬
‫يعتبر جابرا د لما نقص من الركان‪،‬فعليه يقال للمستفتي ‪:‬ل يجب‬
‫عليك سجود السهو قبل السلم إل إذا تركت فعل ا أو قول ا واجبا في‬
‫الصلة‪.‬‬
‫)‪ (3‬مقاييس اللغة) ‪.(2/53‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪634‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫حيث العن‪ ،‬وهذا مسملك جهمور من يآصنف ف قواعد الفقه؛إل أن مسملك‬


‫فرع في منزلة‬ ‫الباحثة ف هذا البحث قائم على التفريآق بينهمما مطلقا ‪.‬‬
‫القواعد الفقهية بين أدلة الشرع‪.‬‬
‫الطلع على الكتب الت اعتنت بذكر الدلة الشحرعية ‪-‬ككتب أصأول الفقه ـ‬
‫يد أكثر الصنفي يآقسمم الدلة إل قسممي‪ :‬أدلة متفق عليهما‪ ،‬وأدلة متلف‬
‫فيهما‪ ،‬دون إيآراد للقواعد الفقهمية ضمن أحد القسممي؛ بل اختلفوا ف جواز‬
‫الستدلل با وإنزالا منزلة الدليل‪ (1)،‬مع أن التأممل ف مصنفات الفقهماء‬
‫وفتاويآهمم أو النوازل الت تعرض عليهمم يآراهم يتجون با‪ (2),‬ويآعتمدون عليهما‬
‫أيآضا ف مال الستنباط)‪,(3‬أو التخريآج)‪ ,(4‬أو التجيح)‪(5‬؛ ما يآدل على حجيتهما‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬حكاية الخلف في ذلك‪ :‬كتاب القواعد الفقهية‬ ‫‪1‬‬

‫‪،‬للندوي‪،‬ص ‪،.330-329‬والقواعد الفقهية للباحسين‪،‬ص ‪.279-273‬‬


‫)‪ (2‬ومن ذلك‪ :‬احتجاجا المام النووي في معرض رده على ما روي‬ ‫‪2‬‬

‫عن المام أحمد‪-‬رحمه الله‪ -‬من وجوب الوضوء من شرب لبن البل‪،‬‬
‫بقوله‪":‬ودليلنا‪ :‬أن الصل الطهارة ولم يثبت ناقض"‪.‬ينظر‪ :‬المجموع‬
‫بشرحا المهذب‪.2/64:‬‬
‫)‪ (3‬حينما سأل المام الشافعي‪-‬رحمه الله‪ -‬عن المرأة التي تفقد‬ ‫‪3‬‬

‫وليها في السفر فدضتوقلي أمرها رجل ا أجنبيا ا عنها فهل يجوز صنيعها؟‬
‫قال ‪:‬يجوز‪ .‬قيل له‪ :‬كيف هذا ؟ فقال ‪ :‬إذا ضاق المر اتسع‪:‬ينظر‬
‫المنثور في القواعد‪،121-1/120:‬نقل ا من قواعد الندوي ‪.332‬‬
‫)‪ (4‬فجواز بيع العيان في مذهب الشافعية يتبع الطهارة بناء على‬ ‫‪4‬‬

‫قاعدة "الصل في العيان الطهارة"‪ ،‬فقالوا بجواز بيع كل ما كان‬


‫طاهرا ا تخريجا ا على هذه القاعدة ‪ ،‬وفي مذهب الحناف جوازه تابعا ا‬
‫للنتفاع بناء على قاعدة "الصل في المنافع الباحة وفي المضار‬
‫المنع"‪ ،‬فكل ما كان منتفعا ا به جاز بيعه‪.‬ينظر‪ :‬القواعد الفقهية‬
‫للباحسين هامش ص ‪.290‬‬
‫)‪ (1‬ومن ذلك‪ :‬ترجيح ابن قدامه للرواية القائلة بأن وقوع الفأر في‬ ‫‪5‬‬

‫الماء اليسير ل ينجسه إذا خرجا حىيا على قول من قال بنجاسته إذا‬
‫أصاب الماء مخرجا الفأربقوله‪":‬ولنا الصل الطهارة ‪،‬وإصابة الماء‬
‫لموضع النجاسة مشكوك فيه‪ ،‬فإن المخرجا ينضم إذا وقع الحيوان‬
‫في الماء فل يزول اليقين بالشك‪ .‬ينظر المغني‪.1/45 :‬‬
‫‪635‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وإمكانية إنزالا منزلة الدليل‪ ،‬ويكن أن يآكون خلفهمم ف جواز الستدلل با‬
‫ومت تقرر هذا تبي‬ ‫من قبيل اللفا اللفظي ‪.‬‬
‫لك حجية القواعد الفقهمية‪ ،‬ول شك أن ما كان مصدره الدليل الشحرعي‬
‫التفق عليه فل نزاع ف جواز الستدلل به‪ ،‬وذلك بالنظر إل مصدره‪ ،‬وما كان‬
‫مصدره القوال الأمثورة عن الئمة العتبة اجتهماداتم فيجوز التخريآج عليه‬
‫والتجيح به إذ إن هذا هو الشحأمن ف الحكام العامة الت نصوا عليهما فما صأاغوه‬
‫على هيئة قواعد أول)‪.(1‬‬

‫)‪ (2‬لمزيد من التفصيل ينظر‪ :‬القواعد الفقهية‪،‬للندوي‪،‬ص ‪33‬؛‬ ‫‪1‬‬

‫القواعد الفقهية‪،‬للباحسين‪،‬ص ‪.288-287‬‬


‫‪636‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثاني‬
‫معنى التداوي‬
‫التدواي لغة ‪:‬مصدر تداوى‪:‬أي تعاطي الدواء‪ ،‬وأصأله )دوى(‪،‬‬
‫ب يآتقارب أصأوله؛ لكنه ل يآنقاس‪ ،‬فالدواء‬ ‫فالدال‪,‬والواو‪,‬والرفا العتل با ل‬
‫معروفا‪،‬تقول‪ :‬داويآته وأداويآه‪ ،‬ودويآت دوي‪ :‬اللداء‪ ،‬وتداتواه‪:‬عاله ‪ ،‬وتداوى‬
‫)‪(1‬‬
‫بالشحيء ‪ :‬تعال به‪.‬‬
‫فا بأمنه‪" :‬ما يآكون به شفاء الرض بإذن ال تعال‪ ,‬من‬ ‫وف الصأطلح عقلر ت‬
‫عقار‪،‬أو رقية‪،‬أو علجا طبيعي‪،‬كالتمسميد ونوه")‪ (2‬وهذا التعريآف قصر التداوي‬
‫على بعض معانيه؛ وهو تناول الدواء؛فل يآتفق مع العن الراد ف البحث‪.‬وأطلق‬
‫)‪(3‬‬
‫البعض التداوي على التفاعل الناتج عن التضاد بي الطبيعة الرضية والدواء‪.‬‬
‫و هذا الطلق ل يآتفق مع العن الراد ف البحث أيآضا؛ لكونه يآقصر التداوي‬
‫على وجه واحد من معانيه ‪ ،‬وهو وإن كان قاصأرا على تناول الدواء؛ إل أنه‬
‫خاص با كان متضادا مع طبيعة الالة الرضية‪ .‬والتأممل ف التعاريآف اللغويآة‬
‫يدها شاملة لثلثة معان؛ هي‪ :‬الداء‪ ،‬والدواء‪ ،‬والعالة‪ ،‬وبا أنا أصأول متقاربة‬
‫فيمكن أن يآعرفا التدواي‪» :‬أنه وصف للحالة المرضية الملجئة لطلب‬
‫الدواء؛لجل إزالة المرض أو تناوله لحفظ الصحة‪.‬‬
‫وأتت هذه الاولة بغرض إياد معن جامدع لصأول الكلمة اللغويآة‪ .‬ولبيان‬
‫التلزم الذي تشحي إليه كلمة )تداوي(؛فقول‪):‬الرضية( للشارة إل الداء‪ ،‬وقول‪:‬‬
‫)اللجئة لطلب(أي الت تلجئه ليسمتطب لوجعه بأمن يآسمتوصأف ما يآناسبه مسمتعينا‬
‫)‪ (1‬معجم مقاييس اللغة‪،‬ص ‪ ،309‬لسان العرب‪3/462:‬؛مختار‬ ‫‪1‬‬

‫الصحاحا‪ :‬ص ‪217‬؛المعجم الوسيط‪،306-305:‬مادة ]دوى[‪.‬‬


‫)‪ (2‬معجم لغة الفقهاء‪:‬ص ‪126‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الكليات في الطب‪،‬لبن رشد ‪ 14/215‬نقل ا عن‬ ‫‪3‬‬

‫الموسوعة الجامعة لمصطلحات الفكر العربي والسلمي‪.2/1277:‬‬


‫‪637‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ف ذلك بالطبيب‪ ،‬أو الصيدل أوالتجررب؛ فل يآتصور تناول دواء بغي داء –‬
‫ق‬
‫غالبا‪ ،‬ول دواء بغي واصأ د‬
‫ف له‪.‬‬
‫فرع في حأكم التداوي‪:‬‬
‫اتفق الفقهماء على أصأل مشحروعيته؛ لكنهمم اختلفوا هل هو مباح أو‬
‫ب أو واجب)‪ ،(1‬وذهب ابن تيمية إل أن التداوي تتنازعه الحكام‬ ‫مسمتح ت‬
‫المسمة‪ ,‬فمنه ما هو مرم‪ ،‬ومنه ما هو مكروه‪ ،‬ومنه ما هو مباح‪ ،‬ومنه ما هو‬
‫مسمتحب‪ ،‬وقد يآكون منه ما هو واجب‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر أقوالهم في المراجع التالية‪ :‬الفتاوى الهندية‪-5/355:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪354‬؛حاشية ابن عابدين‪296/5 :‬؛ الجامع لحكام القرآن للقرطبي‪:‬‬


‫‪138-910/13‬؛القوانين الفقهية ‪452‬؛المجموع‪5/106 :‬؛نهاية‬
‫المحتاجا‪3/19:‬؛كشاف القناع‪.2/85:‬‬
‫‪638‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثالث‬
‫القواعد العامة التي يمكن أن يستأنس بها في أحكام‬
‫التداوي‬
‫وفيه فروع‪ :‬الفرع الول‪:‬قاعدة ل من مدلول الية التي جعلها‬
‫العلماء‬
‫)‪(1‬‬
‫أصل ا في حل المطعومات وهي قوله تعالى‪ :‬ﮋ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ ‪.‬‬
‫ويآتجلى معن القاعدة ف معرفة الراد بالطيبات‪:‬‬
‫‪-‬وهي ف كتب اللغة‪ :‬جع طيب ‪ ،‬فالطاءق والياءق والباءق أصألل واحلد صأحيح يآدل‬
‫على خلفا البث؛ وهو بعن الطهمر والنماء‪ ،‬وطاب الشحيء طيبا وطاب‪ :‬للذ‬
‫ب‪ :‬الذي يآسمتلذ‬
‫وزكى‪ ،‬يآقال‪ :‬نكهمةل طيبةل إذا ل يآكن فيهما نت‪ ،‬وطعالم طي ل‬
‫الكل طعمه‪ ،‬وأكثر ما يآرد الطلريب بعن الطاهر‪ ،‬ومنه قوله تعال‪ :‬ﮋ ﭺ ﭻ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﭼ ﮊ)‪، (2‬وماء طيب‪:‬أي طاهر‪ ،‬والطيب من كل شيء‪ :‬أفضله وأحسمنه ‪.‬‬
‫‪-‬وف كتب الفقه‪ :‬اختلفت الذاهب ف ضبط وصأف الطيبات ‪:‬ففي‬
‫الذهب النفي قالوا‪ :‬الراد بالطيبات‪":‬ما استطابته العرب"‪ (4).‬وف الذهب‬
‫الالكي يآروى عن المام مالك أنه قال الراد بالطيبات‪ :‬اللل‪ (5).‬وف الذهب‬
‫الشحافعي ترد بعن‪ :‬اللل السمتطاب السمتلذ)‪ .(6‬والعن نفسمه ف الذهب‬
‫النبلي حيث قالوا‪ :‬الطيب ‪:‬ما تسمتطيبه العرب)‪ ،(7‬بنحو ما قالت النفية‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة العراف‪.157 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬سورة المائدة‪.6 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬مقاييس اللغة‪ ،‬لبن فارس‪،3/435:‬مادة )طاب(؛لسان‬ ‫‪3‬‬

‫العرب‪،‬لبن منظور‪،676-5/675 :‬القاموس المحيط‪:‬ص ‪.140‬‬


‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬رد المحتار على الدر المختار‪.5/194 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (5‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير ‪،‬للطاهر بن عاشور‪4/111:‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (6‬المجموع‪ ،‬للنووي‪.9/10:‬‬ ‫‪6‬‬

‫)‪ (1‬المغني ‪،‬لبن قدامه‪.9/323 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪639‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الراجح في معنى الطيبَات‪:‬والتأممل ف تعار يآف الفقهماء يدهم‬


‫يآفسمرون الطيبات با استطابه العرب أو استلذوه ‪ ،‬وهذا وإن كان مل نظر؛ إل‬
‫أن ما ذهبوا إليه ل يآعد حردا للطيبات؛ و أنا هو تفسمي لا يكن أن يآصدق‬
‫عليه وصأف طيب‪ ،‬أو ما يكن أن يآلحق بالطيبات ‪ ،‬كما أن تعاريآفهمم ف‬
‫الملة ل تسملم من العتاض؛ ولذا سيكون الراجح هو الطهمر والزكا الشحائع ف‬
‫استعمالت اللغة‪ ،‬وهذا الذي ارتضاه ابن عاشور حيث قال ف معرض تفسميه‬
‫لقوله تعال‪ :‬ﮋ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ )‪" :(1‬الراد بالطيبات ف اليآة العن اللغوي ؛ليصح‬
‫إسناد فعل )أحل( إليهما‪ ،‬والطيبات جاءت على أنا صأفة للطعمة‪ ،‬وقد قرن‬
‫با حكم التحليل؛ فدل هذا على أن الطيب علة التحليل)‪(2‬؛ كما أن ما‬
‫تسمتطيبه العرب أو النفوس وصأف غي منضبط؛ إذ النفوس قد تسمتلذ وتسمتطيب‬
‫با يآضرها من السمموم‪ ،‬وما يميهما الطبيب منه؛ بل ل يآسمتقيم أن يآكون تري‬
‫بعض الطعمة أو تليلهما وفقال لا استطابته أمة من المم ‪ ،‬قد تسمتلذ با تعودت‬
‫أكله ‪ ،‬أو تكره ما ليس ف بلدها‪ ،‬فل يكـن أن يرم ال على جيع الؤمنيـن ما‬
‫تعودوه! ‪ ،‬كيف وقد كان أقوام من العرب اعتادوا أكل اليتة والدم وغي ذلك‬
‫وقد حرمه ال)‪(3‬؟!" ث أن العن التبادر إل أذهان الخاطبي ‪-‬وقت تنزل‬
‫القرآن‪ -‬هو ما كان شائعا قبل ورود الشحرع‪ ،‬فالول حل معن الطيبات‬
‫عليه‪.‬وال أعلم‪.‬‬

‫)‪ (2‬سورة العراف‪.157 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير‪6/111 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬ينظر ‪:‬مجموع فتاوى ابن تيمية‪179-17/178 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪640‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وبناء على الراجح ف معن الطيبات يآتقرر معن القاعدة على النحو التال‪":‬‬
‫إن كنل ما كان طيبَاد نافعاد طاهراد )خالياد من المستقذرات و النجاسات( ينئحل‬
‫النتفاعة به بوجه عارم حأتى ولو لم يكن ةمدسنتساغا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬قاعدة من مدلول الية التي جعلها العلماء أصلد في‬
‫تحريم بعض المطعومات؛ وهي قوله تعالى‪ :‬ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮊ )‪ (1‬ويآتجلى معن‬
‫ث ف كتب اللغة‪:‬جع خبيث‪ ،‬ويآطلق ف‬ ‫القاعدة ف معرفة الراد بالبائث‪:‬والبائ ق‬
‫الصأل على ما يآكره لقبحه ورداءته واستقذاره؛ كإطلق الخبثي على البول‪،‬‬
‫والغائط‪ ،‬والبيث على الزنا‪ ،‬والبث والبائث على الشحياطي وإناثهما‪ ،‬وشجرة‬
‫خبيثة‪ :‬أي شجرة مرة" وهي النظل"‪ ،‬ومنه قوله تعال‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫ﮊ)‪ ،(2‬أي الرديء من الال‪ ،‬وجاء ف حديآث قتلى بدر‪ ):‬فأملقوا ف قليب خبيث‬
‫ه د )‪.(4) (3‬‬
‫قمببث (‬
‫وفي كتب الفقه تبَاينت أقوال الفقهاء في المراد بالخبَائث‪:‬فذهب جهمور‬
‫الفقهماء من النفية‪ ،‬والشحافعية‪ ،‬والنابلة إل أن الراد بالبائث‪ :‬ما استخبثه‬
‫العرب من ذوي اليسمار والطبائع السمليمة)‪ ،(5‬وذهبت الالكية إل أن الراد‬
‫بالبائث‪ :‬الرمات الت نصم عليهما الشحارع وحرمهما بقوله سبحانه‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ‬
‫ﮬ ﮭ‬ ‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬ ‫ﮥ ﮦ‬ ‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ﮛ‬

‫)‪ (2‬سورة العراف‪.157 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬سورة البقرة ‪.267 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (4‬رواه البخاري في كتاب المغازي‪ ،‬باب قتل أبي جهل‪(7/300)،‬‬ ‫‪3‬‬

‫رقم )‪.(3976‬‬
‫)‪ (5‬لسان العرب‪10-3/9:‬؛المصباحا المنير‪ ،‬للفيومي‪162:‬؛القاموس‬ ‫‪4‬‬

‫المحيط‪،215 :‬مادة)خبث(‪.‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪:‬بدائع الصنائع‪،‬للكاساني‪ ،5/38:‬الحاوي للما وردي‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪15/134‬؛المغني‪،‬لبن قدامه‪.9/323 :‬‬


‫‪641‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﮊ )‪ ،(1‬وما عدا الذكورات ف هذه اليآة‬


‫فهمو من الباحات إل ما ثبت ضرره‪ ،‬أما مال ضرر فيه‪-‬وإن كان من الشحرات ـ‬
‫فمباح؛ بل حت السمتقذرات إذا اعتاد قوم أكلهما ول تضرهم وقبلتهما أنفسمهمم ل‬
‫ترم كما هو مشحهمور ف مذهبهمم)‪(2‬وعلرفا ابن تيمية ـ رحه ال ـ البث بأمنه‪:‬‬
‫ف قائلم بالعيان‪ ،‬ويآطلق على ما أضر العقول والخلق‪ ،‬وكل ما يآضر‬ ‫"وصأ ل‬
‫النسمان ف القصود الذي خلق له؛ كالمر الت تضر بالعقل فتذهبه‪ ،‬والخلق‬
‫فتقهسميقئهما‪ ،‬وتصد النسمان عن ذكر ال وعن الصلة")‪ ،.(3‬وعرفه ابن عاشور ـ‬
‫ث ما أضر‪ ،‬أو كان وخيم العاقبة‪ ،‬أو كان مسمتقذرا ل‬ ‫رحه ال ـ بقوله‪":‬والبي ق‬
‫)‪(4‬‬
‫يآقبله العقلء؛ كالنجاسة‪ ،‬والرم من الآكل"‪.‬‬
‫القول الراجح‪ :‬لشك أن ما ذهبت إليه الالكية فيه توسع ؛ إذ إن ما‬
‫أباحوه يوي السمموم الت قد يآهملك منهما النسمان‪ ،‬وقولم‪ :‬ل يرم من‬
‫الطعومات سوى الربعة الذكورة ل يآسمتقيم؛ لنه قد ثبت بإجاع السملمي‬
‫ودللة الكتاب والسمنة تري غي هذه الذكورات)‪.(5‬أما ما ذهب إليه المهمور‬
‫فقد سبق الرد على نوه ف الفرع الول‪ ،‬فيتجـح ما ذهـب إليه ابن تيمية وما‬
‫ذهب إليه ابن عاشور‪ ،‬ومع تبايآن عباراتما إل أن دللتما متقاربة ؛ لن ما‬
‫قاله هو الذي يآتفق مع روح الشحرع‪ ،‬بالضافة لصلحيته لكل زمان ‪ ،‬ولو‬
‫أخذنا با ذهب إليه المهمور لتعذر إياهد ضابدط للمسمتجدات الغتذاهئيهة الركلبة‬
‫ق‬
‫والاويآة للسمموم وغيها وال أعلم‪.‬‬
‫ت لكل شيء فاسدد ؛سواء أكان‬ ‫ث نع ل‬‫وبالنظر للمعان اللغويآة يآتبي أن الب ت‬
‫)‪ (2‬سورة النعام ‪.145 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬الشرحا الصغير للدر دير بحاشية بلغة السالك‪1/200:‬؛‬ ‫‪2‬‬

‫أسهل المدارك شرحا إرشاد السالك‪.61-2/60 :‬‬


‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬مجموع فتاويه‪)،180-17/178 :‬بتصرف يسير(‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (5‬التحرير والتنوير‪.135-5/134 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (1‬ينظر ‪:‬أضواء البيان ‪ ،‬للشنقيطي‪.248-2/247:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪642‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فسماده لطعمه‪ ،‬أم للونه‪ ،‬أم لرائحته‪ ،‬وهذا الضابط هو العول عليه ف الكم‬
‫على الطعومات‪ ،‬والعتب لدى جل الفقهماء ف إلاق الواد التغية بالنجاسة‬
‫ومشحابهما‪(1)،‬وبناء على هذا وعلى القول الراجح ف معن البائث يآتقرر معن‬
‫القاعدة ليكون ‪:‬‬
‫)كةل نمدطعوم ‪-‬ولو كان أصله الطددهنر‪ -‬خالطه شأيء من النجاسات أو‬
‫ث(‪ .‬وال‬
‫تركب منها ؛فاكتسب ريحها‪ ،‬أو لونها‪ ،‬أو طعمها؛ فهو ةمدستندخبَن ة‬
‫أعلم‪.‬‬

‫)‪ (2‬ينظر في هذا على سبيل المثال‪:‬شرحا البحر الرائق لبن نجيم‪:،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1/152‬؛شرحا مختصر خليل‪100/1:‬؛المجموع‪1/110 :‬؛المغني لبن‬


‫قدامه‪.1/31 :‬‬
‫‪643‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفرع الثالث‪:‬قاعدة"ل ضرر ول ضرار"‬


‫معنى القاعدة ومدلولها‪:‬‬
‫ضلردا‪ ،‬ثم يحمةل‬
‫ضدره ن‬
‫ضلره ي ة‬
‫فا النفع‪ ،‬ويقال‪ :‬ن‬ ‫ال ل‬
‫ضدر في اللغة ‪:‬خل ة‬
‫ضنرةر‪:‬‬‫ضنراةر ونراةء‪ :‬القحط والشدة‪ ،‬وال نل‬
‫على هذا كةل ما جانسه أو قاربه‪ ،‬فال ل‬
‫ضلرةة‪:‬شأدة الحال‪،‬‬‫الضيق‪ ،‬و سوء الحال‪ ،‬والنقصان يدخل في الشيء‪ ،‬وال ل‬
‫ضنرئر ومعنى‬
‫والذية‪ ،‬والخلف‪ (1) .‬وفي الصطلحا‪ :‬فرق العلماء بين معنى ال ل‬
‫ال و‬
‫ضرار؛فقالوا‪ :‬الضرر‪ :‬إلحاق مفسدة بالغير مطلقدا‪ ،‬والضرار‪ :‬إلحاق‬
‫مفسدة بالغير على جهة المقابلة‪ .‬وقيل‪ :‬الضرر‪ :‬الذي لك فيه منفعة‪ ،‬وعلى‬
‫جارك فيه مضرة‪ .‬والضرار‪:‬الذي ليس فيه منفعة‪ ،‬وعلى جارك فيه المضرة‪.‬‬
‫وقد تستعمل كلمة )ضرار( للدللة على قوة الفعل ‪ ،‬وعرفا الصوليون‬
‫الضرر بأنه‪" :‬ألم القلب" دفعاد للشأتراك بين دللته اللغوية‪ ،‬فالخلف‬
‫والشدة والضيق ونقصان الموال والنفس كلها تفضي لمعنى مشترك؛ أل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫وهو ألم القلب‬
‫وهذه القاعدة يآبن عليهما كثي من أبواب الفقه ومسمائل ل تكاد تصى‪،‬‬
‫ومعناها ف الملة‪ :‬أنه يرم على السملم أن يآضر أخاه ابتداء ول جزاء‪ ،‬فالضرر‬
‫مرم بالنصم ؛لن ل النافية الستغراقية تفيد النع من كل أنواع الضرر ف الشحرع‪.‬‬
‫وتزداد حرمة الضرر كلما زادت شدته‪ .‬ويآسمتثن من هذا الضرر الناتج عن إقامة‬
‫الدود والكم بالقصاص‪ .‬لن إيآقاعه هنا على سبيل الردع ‪ ،‬والياة ل تسمتقيم‬

‫)‪ (1‬ينظر ‪:‬مقاييس اللغة‪3/360:‬؛ القاموس المحيط‪:‬ص ‪550‬‬ ‫‪1‬‬

‫مادة)ضر(‪.‬‬
‫)‪ (2‬البهاجا شرحا المنهاجا لبن السبكي‪3/178 :‬؛التحرير والتنوير‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2/423‬؛الوجيز في إيضاحا قواعد الفقه للبورنو‪:‬ص ‪ ،251‬القواعد‬


‫الفقهية؛ لعلي الندوي‪:‬ص ‪.288‬‬
‫‪644‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫بدونه وقد قال الباري‪ :‬ﮋ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﮊ)‪ . (1‬ويآشحتط لزالة‬


‫الضرر أل يآكون بثله فإما أن يآزال بل ضرر أو بضرر أخف منه‪ .‬وأن يآـقتتتحلمقل‬
‫الضرر الاص لدفع الضرر العام؛ كمباشرة الطبيب للمريآض الامل للداء العدي‬
‫مع اعتبار سبل الوقايآة‪ ،‬وكالجر على الطبيب الاهل ‪ ،‬وكالجر على أهل‬
‫البلد الذيآن حل بم الوباء العدي‪.‬وقد يآتعي لدفع الضرر ترك الواجب‪ ،‬كما‬
‫يآسمتعمل الرم لدفع الضرر‪. (2) .‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬قاعدة )العادة محكمة(‪:‬‬
‫معن العادة لغة‪:‬مادة )ع و د( تفيد الرجوع إل الشحيء الرة بعد الخرى‪.‬‬
‫فالعادةق هي الددربةق والتمادي ف شيء حت يآصي له سجية‪ ،‬ويآقال للمواظب‬
‫على الشحيء ‪:‬العاهوقد‪ ،‬وتعود الشحيء وعاتده وعاوده معاودة وعودا‪ ،‬واعتاده‬
‫ق‬
‫واستعاده وأعاده‪ :‬أي صأار له عادة‪ ،‬وعروده الشحيء‪ :‬جعله يآعتاده)‪ .(3‬العادة ف‬
‫الصأطلح‪ :‬تعددت تعريآفاتا وتبايآنت؛ فمنهما ما يآصدق على العادة والعرفا‬
‫مع ا‪ ،‬ومنهما ما قصر العادة على الانب العملي فقط‪،‬ولعل أصأدقهما الذي ميزها‬
‫عن مفهموم العرفا وجعلهما شاملة لعادات الفراد الفعلية والقولية؛ كما هو الشحأمن‬
‫ف التعريآف الذي صأاغه ابن أمي الاجا حأيث قال‪":‬العادة هي‪ :‬المر المتكرر‬
‫من غير علقة عقلية")‪.(4‬‬
‫وهذه القاعدة من القواعد الكلية الكبى‪ ،‬ومعناها ف الملة‪ ":‬أن للعادة‬
‫ف نظر الشحارع حاكمية تضع لا أحكام التصرفات‪ ،‬فتثبت تلك الحكام على‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة ‪.179 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬كتاب القواعد؛ لتقي الدين الحصني‪1/334:‬؛غمز عيون البصائر؛‬ ‫‪2‬‬

‫للحموي‪281/1:‬؛موسوعة القواعد الفقهية‪872-873 :‬؛الموسوعة‬


‫الفقهية‪.181-28/180 :‬‬
‫)‪ (3‬معجم مقاييس اللغة‪4/183 :‬؛لسان العرب ‪6/505‬مادة)عود(؛‬ ‫‪3‬‬

‫المعجم الوسيط‪634:‬مادة)عاد(‪.‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪:‬كتاب قاعدة العادة محكمة ‪،‬للباحسين‪..28-27-26:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪645‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫)‪(1‬‬
‫وفق ما تقتضي به العادة إذا ل يآكن هناك نصم شرعي مالف لتلك العادة"‪.‬‬
‫فتصرفات الطباء وتقريآراتم الصحية وما يآنتج عنهما من آثار جانبية سيئة‪ ،‬أو‬
‫خطية! يكن أن تعرض على هذه القاعدة؛ فأمن كانت تصرفاتم متناسبة مع‬
‫عرفا العمل‪،‬وكانت وفقا للجراءات الطبية العهمودة ف مال الطب؛ فل ضمان‬
‫عليهمم فيهما؛ لن العادة مكمة‪(2) .‬وهذا الذي تقرر مشحروط ببقاء العادة‬
‫واطرادها إل زمن وقوع الادث‪ ،‬فإن كانت من العادات النخرمة فل اعتبار‬
‫لا؛ لن الحكام التتبة على العوائد تدور معهما كيفما دارت‪،‬وتبطل معهما إذا‬
‫بطلت‪ ،‬وكذا إن اضطربت العادة بأمن اعتبها البعض وأنكرها آخرون فل اعتبار‬
‫لا؛ فالعادة إذا اطردت يآقـنتـلزقل المر عليهما‪ ،‬وإذا اضطربت ل تعتب‪ (3).‬وكذا‬
‫يآشحتط ف اعتبارها أن تكون معتبة ف بلد من وقع عليه‪ .‬الضرر‪ ،‬فإن كان إجراء‬
‫بعض المور سائغا ومتعارفا عليه ف الدول السلمية غي العربية وغي متعارفا‬
‫عليه ف الدول السلمية العربية؛ فل اعتبار لتلك العادة وبالعكس‪.‬‬
‫ويآتفرع عن هذه القاعدة قاعدة أخرى؛وهي "بناء الحأكام على عرفا‬
‫الشريعة‪،‬وفيه مسألة‪ :‬فيما يآنبغي مراعاته ف الوسائل السمتعان با ف التداوي‪.‬‬
‫معلوم أن هناك عموما وخصوصأا بي العرفا والعادة ‪ ،‬وبناء على اعتبار العوائد‬
‫والحتكام إليهما فأمول العوائد بالعتبار العرافا الشحرعية والعادات التوافقة مع‬
‫الحكام الشحرعية ‪ ،‬وبناء على هذا فينبغي أن تكون الوسائل السمتخدمة ف‬
‫التدواي وسائر ما يدم الال الطب مقننة وفقا للعرافا الشحرعية الت ل تسمتلزم‬
‫الضرورة تركهما‪ .‬ومن هذا‪ :‬خلوة المرضة مع الطبيب‪ ،‬أو الريآضة مع الطبيب‬

‫)‪ (1‬الوجيز؛للبورنو‪:‬ص ‪.276‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬فقه الصيدلي المسلم‪:‬ص ‪.152‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬العادة محكمة‪:‬ص ‪.237-236‬؛شرحا منظومة القواعد‬ ‫‪3‬‬

‫الفقهية للشيخ السعدي‪،‬لعبد العزيز العويد‪،‬ص ‪.151‬‬


‫‪646‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ومنه ‪:‬اللبس العدة للمرضى والت ف أكثرها ل تكاد تسمت العورة‪ .‬ومنه‪ :‬حالة‬
‫كشحف العورة لجل استبدال اللبس الت تسمت العورات الغلظة للعجزة وكبار‬
‫السمن‪ ،‬فينبغي أن يآراعى عند تصميم الغرفا والواجز الفاصألة بي السرة أل‬
‫تكون كاشفة عما خلفهما‪ ،‬وغي ذلك من الخطاء الشحائعة والمارسات الت‬
‫يآنبغي أن تضبط وفقا لذه القاعدة‪.‬‬
‫ب في الحكم على بعض‬
‫الفرع الخامس‪:‬قاعدة"إذا اختلفت المذاه ة‬
‫المواد بالنجاسة؛ فالمعتبَر فيها ما أوجب الحظر"‪.‬‬
‫معنى القاعدة ومدلولها‪:‬‬
‫ومعناها ف الملة‪ " :‬أن العتب ف اختلفا الذاهب ف الكم على بعض‬
‫الواد بالنجاسة أو الطهمارة الذهب القائل بالنجاسة "؛لنه ما اجتمع مرم ومبيح‬
‫إل غلب الرم")‪(1‬؛)ولن من اتقى الشحبهمات فقد استبأ لديآنه وعرضه(‪ ،‬وقد‬
‫تبايآنت سبل الذاهب وأقوالم ف أحكام النجاسات حت ف الذهب الواحد)‪،(2‬‬
‫وقلما يآتفطن طالب العلم للضابط أو العيار العتب لديآهمم ف الكم على‬
‫الشياء بالنجاسة‪ .‬ولخطورة هذ القاعدة وأهميتها سأقسم الحديث هنا إلى‬
‫ثلثا مسائل؛ حأتى يتيسر لطالب العلم فهم هذه القاعدة والخذ‬
‫بمدلولها ‪:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬في بيان معنى )النجاسة( وسأمقتصر على "النجاسة‬
‫السمية "الت عليهما مدار البحث‪0 .‬النجاسةة في اللغة‪:‬مصدر تقنس ‪ ،‬والنون‬
‫)‪ (1‬وهذه قاعدة عظيمة في باب المشتبهات ذكرت في أمهات كتب‬ ‫‪1‬‬

‫القواعد الفقهية ؛ككتاب الشباه والنظائر لبن السبكي ‪1/117:‬؛‬


‫‪380‬؛‪50‬؛أشباه ابن الوكيل‪:‬ق ‪2/305‬؛أشباه السيوطي‪:‬ص ‪105‬؛‬
‫قواعد الحصني‪3/403:‬؛المنثور للزركشي‪.1/125:‬نقل ا عن موسوعة‬
‫القواعد الفقهية‪:‬جا ‪.9/31‬‬
‫)‪ (1‬فعلى سبيل المثال‪ :‬نجد في المذهب الحنبلي إذا اختلطت‬ ‫‪2‬‬

‫النجاسة بالمائعات من غير الماء ثلث روايات ولهم في إجزاء الميتة‬


‫التي ل رطوبة فيها قولن ‪.‬ينظر القواعد النورانية؛لبن تيمية‪:‬ص ‪-35‬‬
‫‪.36‬‬
‫‪647‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫واليم والسمي أصألل صأحيلح يآدل على خلفا الطهمارة ‪ ،‬فمادة )نس( تطلق‬
‫س‬ ‫ج‬‫على عدة معان تدور ف مملهما حول القذارة والستقذار ‪ ،‬فيقال‪ :‬النر ه‬
‫ق‬
‫والنلبجس‪ :‬أي القذر من الناس‪ ،‬ومن كل شيء قذرته‪.‬وقال ابن فارس‪":‬وليس‬
‫ببعيد أن يآكون منه قولم ‪:‬الناجس الداء لدواء له")‪.(1‬وقد يآوصأف به صأاحب‬
‫الداء)‪.(2‬‬
‫وفي الصطلحا‪ :‬أورد الفقهماء ف كتبهمم عدة معان للنجاسة ‪ ،‬وسأمقتصر‬
‫هنا على أكثرها دللة على العن القصود‪ :‬ففي الذهب النفي عرفت النجاسة‬
‫)‪(3‬‬
‫بأمنا‪» :‬عين ةمدستنقذرة شأرعاد « ‪.‬‬
‫وقولم"شرعا قيد خرجا به ما استقذرطبعا؛ كالخاط والبصاق؛ فإنما‬
‫مسمتقذران ف عرفا الناس وطبيعتهمم؛ولكنهمما ليآعدان من النجاسات‪ .‬وف‬
‫الذهب الالكي عرفت النجاسة بأمنا‪ »:‬صفة حأكمية توجب لموصوفها منع‬
‫جواز استبَاحأة الصلة به أو فيه«‪ .‬قولم‪":‬به" يآتعلق باستباحة‪ ،‬والضمي يآعود‬
‫على الوصأوفا‪ ،‬وكذلك قوله‪" :‬فيه" أي توجب لوصأوفهما منع استباحة الصلة‬
‫بوصأوفهما أو ف موصأوفهما‪.(4) .‬‬
‫وفي المذهب الشافعي عرفت بتعريفين‪:‬‬
‫الول‪»:‬مسمتقذر ينع من صأحة الصلة ؛حيث ل مرخصم«‪.‬‬
‫الثاني‪ »:‬كل عي حرم تناولا على الطلق ف حالة الختيار مع سهمولة‬
‫التمييز؛ل لرمتهما ‪ ،‬ول لستقذارها ول لضررها ف بدن أو عقل«‪.‬‬

‫)‪ (2‬معجم مقاييس اللغة‪394-5/393 ::‬؛المصباحا المنير‪،‬للفيومي‪:،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪، 2/594‬مادة )نجس(‪.‬‬


‫)‪ (3‬القاموس المحيط‪:‬ص ‪،743‬لسان العرب‪،8/466:‬مادة)نجس(‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (4‬البحر الرائق‪،‬لبن نجيم‪.1/21 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (1‬شرحا حدود ابن عرفة‪.1/83:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪648‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قالوا‪ :‬فخرجا بـ"الطلق" ما يآباح قليله؛ كبعض النباتات السممية‪ ،‬وبـ"سهمولة‬


‫)‪(5‬‬
‫التمييز" دود الفاكهمة‪.‬‬
‫وفي المذهب الحنبَلي‪ »:‬هي كل عي أو صأفة منع الشحرع منهما بل‬
‫ضرورة؛ ل لذى فيهما طبعا‪ ،‬ول لق ال تعال أو غيه شرعا«‪.‬‬
‫قولم ‪" :‬أوصأفة" أي ما كان كأمثر بول بحل طاهر‪ .‬وخرجا بقولم ‪":‬ل‬
‫لذى فيهما طبعا" السمميات من النباتات‪ .‬وبقولم ‪":‬ل لق ال" صأيد الرم أو‬
‫)‪(2‬‬
‫الب للمحرم ‪ .‬وبقولم ‪:‬أو "غيه شرعا" مال الغي بغي إذنه‪.‬‬
‫القول الراجح‪ :‬بالنظر إل التعاريآف السمابقة ندها قد تناولت النجاسة‬
‫بكونا عينا وهذا هو الق؛ لكون النجاسات ل ترجا عن كونا جزءا من الادة‪،‬‬
‫أما من عرفهما بأمنا صأفة فغي مسمتقيم ؛إذ يآسمتحيل أن يآكون للصفة لون ورائحة‬
‫كما سيأمت ف خصائصم النجاسة ‪ ،‬وأيآضا فإن ما قالته الالكية ل يآعد تعريآفا‬
‫للنجاسة ؛ وإنا هو بيان لكم النجاسة وما يآتتب على وجودها ‪.‬‬
‫وأما التعريآف الثان للشحافعية ـ والذي قال به النابلة ـ فهمو إل جانب ما‬
‫فيه من إسهماب يآتناف مع طبيعة التعاريآف الت من شأمنا الياز والختصار؛فإنه‬
‫قد جعل التحري الطلق علة للنجاسة‪(3) .‬وعليه فإن أرجح التعاريآف هو ما ذكرته‬
‫النفية‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬خصائص النجاسة الحسية‪:‬‬
‫بالتأممل ف التعاريآف اللغويآة والصأطلحية يكن أن ندد أهم الصائصم‬
‫البارزة للنجاسة ‪ :‬أنا جزء من الادة‪ :‬ولذا أطلق عليهما الفقهماء بأمنا عي ‪.‬‬

‫)‪ - (2‬نهاية المحتاجا ‪،‬للرملي‪.1/232:‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (3‬شرحا منتهى الرادات‪ ،‬للبهوتي ‪.232/1‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬وهو أمر غير مسلم ؛ لن هناك أشياء أمر الشارع باجتنابها وحرم‬ ‫‪3‬‬

‫تناولها مع كونها خالية من النجاسات ‪.‬ينظر‪:‬حدود ابن عرفة‪،‬لبي عبد‬


‫الله الرصاع‪.1/92:‬‬
‫‪649‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أنا مسمتقذرة شرعا‪ :‬ما يآشحي إل أن النفوس السمويآة وأصأحاب الفطرة السمليمة‬
‫يآنفرون منهما ويآسمتقذرونا طبعا ‪.‬‬
‫أن السموائل والائعات القليلة ل تقوى على مغالبتهما أو دفعهما ‪-‬وهذه ليسمت‬
‫سة خاصأة بالنجاسات‪:-‬و الكم على طهمارة الادة الخالطة لا متوقف على‬
‫انتفاء أي أثر يآدل على وجودها سواء أكان الثر رائحة‪ ،‬أم لونا‪ ،‬أم طعما‪.‬‬
‫أنا ذات رائحة منتنة وكريآهمة‪ :‬وهذا الوصأف وإن ل يآكن خاصأا بالنجاسات‬
‫إل أنه الوصأف الغالب عليهما حت استعي ملهما ف بعض الواضع‪ ،‬فقد يآطلقون‬
‫النت ويآريآدون النجاسة‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬ما رواه أبو داود ف سننه‪":‬أن امرأة قالت‪:‬‬
‫يآا رسول ال‪ ،‬إن لنا طريآقا إل السمجد منتنة فكيف نفعل إذا مطرنا‪...‬‬
‫الديآث")‪ .(1‬قال الشحارح ‪ ":‬منتنة‪ :‬من النت؛ أي ذات ناسة‪ ،‬أي فيهما أثر‬
‫)‪(2‬‬
‫اليف والنجاسات"‪.‬‬
‫أنا ل تلو غالبا من الكروبات والراثيم النتهمازيآة)‪ (3‬وهذا الذي أشار إليه‬
‫بعض علماء اللغة حيث قالوا‪":‬وليس ببعيد أن يآكون منه قولم‪ :‬الناجس‪ :‬الداء‬
‫لدواء له‪.‬وقد يآوصأف به صأاحب الداء"‪ ،‬ويآتأمكد هذا من نيه ‪ ‬عن الكل‬
‫من الشحيء النت حيث قال ‪]: ‬إذا رميت بسمهممك‪ ،‬فغاب عنك فأمدركته؛‬
‫فكله مال يآنت[ن )‪ ،(4‬ولذا الديآث وغيه حرم بعض الفقهماء الكل من الشحيء‬
‫النت‪ ،‬ول يآشحكل على هذا ما ذهبت إليه جاعة من الفقهماء حيث قالوا بواز‬
‫الكل من الشحيء النت استنادا إل ميتة البحر الت أكل منهما أبو عبيدة بن‬
‫الراح ومن معه ‪ ، --‬وإل الديآث الذي رواه البخاري ف غزوة الندق قال‪:‬‬
‫]‪.....‬يآؤتون بلء كفي من الشحعي فيصنع لم بإهالة سنخة توضع بي يآدي‬

‫)‪ (2‬صحيح سنن أبي داود‪،‬باب الذى يصيب الذيل رقم)‪.(384‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬عون المعبود شرحا سنن أبي داود‪.1/387 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬لمزيد من التفصيل ينظر ‪ :‬كتابي"أغذية الحيوان المأكول" ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪.167-162‬‬
‫)‪ (2‬رواه مسلم كتاب الصيد والذبائح‪.81-13/80:،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪650‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القوم والقوم جياعا وهي بشحعة ف اللق ولاريآح منت[ن )‪(1‬وإنا أكلوا منهما مع نت‬
‫ريهما لكونم جياع وقد بلغ بم الوع مبلغه؛ حت ربط الرسول ‪-‬مع قوة‬
‫تمله –بطنه)‪(2‬؛فكيف بن هو دونه؟! وكذا الشحأمن فيما كان من أب عبيدة‬
‫وأصأحابه ‪ ،‬والتقرر أن الضرورة تبيح الظورات‪.‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬في أصول العيان النجسة ‪:‬‬
‫النجاسات من الحكام الت ل مال للعقل ف استنباطهما؛ ما يآعن أنه ل‬
‫يوز لحد أن يآقول لشحيء‪ :‬هذا نس العي بغي نصم شرعي‪ ،‬وأما اختلفا‬
‫الفقهماء ف إطلق وصأف النجاسة على بعض الواد فمرجعه فيما غلب على‬
‫الظن أنه قد اختلط بتلك الصأول الت عدها الشحارع نسمة العي‪ ،‬وهي على‬
‫النحو التال‪:‬‬
‫ﮊ)‪.(3‬‬ ‫ﮋﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫الدم المسفوحا؛لقوله تعال‪:‬‬
‫الميتة ‪ ":‬تشحمل كل حيوان مات حتف أنفه أو ذبح بغي ذكاة" ؛ لقوله‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ‬ ‫ﮥ ﮦ‬ ‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ﮋﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫تعال‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮊ‬ ‫ﮪ ﮫ‬
‫ﮊ)‪ .(5‬ويمع الثلثة قوله‬ ‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬ ‫ﮋﮫ‬ ‫الخنزير؛ لقوله تعال‪:‬‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ‬ ‫ﮥ ﮦ‬ ‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ﮋﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫تعال‪:‬‬
‫)‪(6‬‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮊ ‪.‬‬ ‫ﮪ ﮫ‬

‫)‪ (3‬ينظر‪ :‬صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب المغازي‪،‬باب غزوة الحزاب‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(4100)،7/392‬‬
‫)‪ (4‬المرجع السابق‪،‬ص ‪،395‬رقم)‪(4101‬؛)‪(4102‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬سورة النعام ‪.145 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (2‬سورة النعام ‪.145 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (3‬سورة النعام ‪.145 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (4‬سورة النعام ‪.145 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪651‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الكلب؛ وقد علمت ناسته بجموعة أحاديآث تضافرت ف تأمكيد ناسته؛‬


‫منهما قوله ‪] ‬ل تدخل اللئكة بيتا فيه كلب أوصأورة[ن )‪ ،(1‬وقوله ‪] : ‬لول أن‬
‫الكلب أمة من المم لمرت بقتلهما‪[....‬ن )‪ ،(2‬وقوله ‪] :‬إذا ولغ الكلب ف‬
‫إناء أحدكم فاغسملوه سبعا‪ ،‬وعفروه الثامنة بالتاب[ن‪ ،‬وف روايآة لسملم‪:‬‬
‫]فليقه[ن ‪ ،‬وف أخرى‪] :‬طهمور إناء أحدكم‪....‬الديآث [ن )‪ ،(3‬فالديآث الول‬
‫والثان يآدلن على كون الكلب من الشياء السمتقذرة شرعا بدليل امتناع‬
‫اللئكة من دخول البيوت الت توجد فيهما‪ ،‬وكذلك تهدم رسول ال ‪ ‬بقتلهما‪،‬‬
‫وجاء الديآث الثالث مبينا لعلة استقذارها؛ أل وهي ناستهما‪ ،‬وما يآؤكد هذه‬
‫العلة أن التغليظ ف الطهمارة ورد فيما يرجا من ف الكلب الذي يآقال‪ :‬إنه أطيب‬
‫موضع ف الكلب – لكثرة لاثه‪ -‬فكيف ببقية أجزائه؟! البوال والرواثا من‬
‫النسان‪-‬العذرة‪-‬و الحيوانات إل ما استثناه النصم الشحرعي من أبوال وأرواث‬
‫اليوان الأمكول‪ ،‬والدليل على ناستهمما من الدمي ما جاء ف الصحيح من أن‬
‫النب ‪ ‬مر بقبيآن فقال‪] :‬إنما ليعذبان وما يآعذبان ف كبي‪ ،‬أما أحدها فكان‬
‫ل يآسمتبئ من بوله‪....‬الديآث[ن )‪(4‬وأما اليوانات غي الأمكولة فقد دل على‬
‫ناسة أبوالا وأرواثهما ما جاء ف الصحيح عن عبد ال ابن مسمعود‪:‬أن رسول ال‬
‫‪]‬أمره أن يآأمتيه بثلثة أحجار ليسمتجمر با‪ ،‬فأمتاه بجريآن وروثه‪ ،‬فأمخذ‬
‫الجريآن وألقى الروثة وقال‪:‬إنا"ركس"[ن)‪ .(5‬أي‪ :‬نس‪ ،‬وف روايآة]فأمتيته بجريآن‬
‫وروثه‪ ،‬وهي روثه حار‪...‬الديآث[ن‪ .‬الحمر النسية‪ ،‬لا جاء ف الصحيح أنه‬
‫)‪ (5‬متفق عليه رواه البخــــاري في كتاب اللباس‪ ،7/64:‬ومســــلم‬ ‫‪1‬‬

‫في كتاب الباس والزينة‪3/1665 :‬رقم )‪.(2106‬‬


‫)‪ (6‬رواه أبو داود في سننه؛باب من اتخذ الكلب للصيد وغيره‪):‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪،(2845‬والحديث صححه اللباني‪.‬‬


‫)‪ (7‬أخرجه البخاري ‪،‬في كتاب الطهارة ‪،‬باب إذا شرب الكلب في‬ ‫‪3‬‬

‫إناء أحدكم‪،1/51 :‬وأخرجه مسلم في كتاب الطهارة‪ ،‬باب حكم ولوغ‬


‫الكلب‪.235-1/234:‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه البخاري كتاب الطهارة‪،‬باب من الكبائر ل يستتر من بوله‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪،1/317‬رقم)‪.(216‬‬
‫‪652‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ ] ‬نى عن أكل لوم المر النسمية[ن وف روايآة‪] :‬أمرنا النب ‪ ‬ف غزوة خيب‬
‫أن نلقي لوم المر الهلية نيئة ونضيجة‪ ،‬ث ل يآأممرنا بأمكله بعد)‪(1‬وكان نيه‬
‫عنهما لكونا تأمكل العذرة‪ ،(2) .‬سبَاع البَهائم والطير‪ ،‬والقصود بسمباع البهمائم‪:‬‬
‫كل ماله ملب يآتقوى به‪ ،‬أما سباع الطي فهمي‪ :‬الت لا ملب تفتس به‪ ،‬فسمباع‬
‫البهمائم ‪:‬كالسد‪ ،‬والفهمد‪ ،‬والذئب‪ ،‬والنمر‪ ،‬والضبع‪ ،‬وغي ذلك‪ ،‬وسباع‬
‫الطي ‪:‬كالصقر‪ ،‬والعقاب‪ ،‬والغراب‪ ،‬والنسمر‪ ،‬والدأة‪ ،‬وغيها‪ .‬والقول‬
‫بنجاستهما هو مذهب الحنافا والنابلة‪.‬والدليل على ناستهما مبن على‬
‫مقدمات‪:‬‬
‫الولى‪:‬نيه ‪] ‬عن كل ذي ناب من السمباع‪ ،‬وكل ذي ملب من الطي[ن‬
‫)‪.(3‬‬
‫والثانية‪ :‬أن نيه عنهما ليس مصوصأا بشحيء من أجزائهما ؛فلم قيصم النهمي‬
‫بأمبوالا‪ ،‬أو أرواثهما؛ وإنا أطلقه ما يآؤكد ناستهما بميع أجزائهما‪ ،‬وقصر النهمي‬
‫على الكل فقط بل دليل تكم؛ والتحكم ل يوز ‪ ،‬كما يآعارضه نيه ‪) ‬عن‬
‫جلود السمباع()‪ ، (4‬ولو افتضنا أنه نى عن الكل منهما لاز القول بنجاستهما‬
‫قياس ا على النزيآر الذي جاء النهمى عن لمه وشحمه خاصأة‪ ،‬ومع ذلك ذهبت‬
‫جاهي الفقهماء إل القول بنجاسة جيع أجزاءه)‪.(5‬‬

‫)‪ (2‬أخرجه البخاري في كتاب الوضوء‪،‬باب ل يستنجى بروث‪،1/47،‬‬ ‫‪5‬‬

‫والرواية الثانية أخرجها ابن خزيمة في صحيحه‪.1/39 :‬‬


‫)‪ (3‬أخرجه البخاري في كتاب المغازي‪،‬باب غزوة خيبر‪-7/481 :،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(4226)،(4217)،482‬‬
‫)‪ (4‬ينظر‪ :‬المرجع السابق حديث‪،‬رقم)‪.(4220‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه مسلم في كتاب الصيد والذبائح‪ ،‬باب تحريم أكل ذي ناب‬ ‫‪3‬‬

‫من السباع‪13/83:‬‬
‫)‪ (2‬رواه الترمذي‪،‬كتاب اللباس‪،‬باب ما جاء في النهي عن جلود‬ ‫‪4‬‬

‫السباع‪.(1770):‬‬
‫)‪ (3‬البناية على الهداية‪،1/360:‬بدائع الصنائع‪1/63:‬؛المجموع‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪2/568‬؛مغني المحتاجا‪ ،‬للشربيني‪78/1:‬؛كشاف القناع ‪،‬للبهوتي‪:‬‬


‫‪ ,209-1/208‬الفروع‪،‬لبن مفلح‪.1/235 :‬‬
‫‪653‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الثالثة‪:‬أن العلة ف تري السمباع اغتذائهما على اليف واليتة وغيها من‬
‫السمتخبثات؛ ذلك؛ لن الرسول رتب النهمي على كونا ذوات أنياب)‪ ،(1‬وقد‬
‫تقرر ف علم الصأول "أن ترتيب الكم على الوصأف يآفيد العلية")‪ ،(2‬وما كان‬
‫الشحأمن فيه الغتذاء على النجاسات ومالطتهما فلشك أن النجاسات ملزمة له‪،‬‬
‫وما يآؤيآد هذا ]ني النب ‪ ‬عن الللة أن يآركب عليهما‪ ،‬أو يآشحرب لبنهما[ن )‪(3‬؛‬
‫حيث ذكر العلماء إلن النهمي عن ركوبا لا يآكثر من أكلهما العذرة والبعرة وتكثر‬
‫النجاسة على أجسمامهما وأفواههما ‪ ،‬وتلحس راكبهما بفمهما‪ ،‬وثوبه بعرقهما‪ ،‬وفيه‬
‫أثر النجس فيتنجس)‪ ،(4‬فإذا كان هذا النهمي عن ركوب الللة‪,‬لجل المر‬
‫العارض فكيف بالشحيء الدائم؟!‪.‬‬
‫وهناك بعض الشياء الت قال بعض الفقهماء بنجاستهما ول أذكرها؛كالقيء‬
‫الذي ل أقف على نصم شرعي صأحيح يآدعم قول من قال بنجاسته مطلقا‪،‬‬
‫وكالمر؛ لن اللفا فيهما قوي؛ فقد استدل من قال بنجاستهما بأمدلة قويآة وإن‬
‫كان بعضهما متمل إل أنه صأال للعتبار‪ ،‬وكذلك استدل من قال بطهمارتا‬
‫ت‬
‫بأمدلة قويآة وأن ل تسملم من العارضة؛ إل أن احتمال صأحتهما أقوى‪ ،‬ولو قرم ق‬
‫التجيح بالنظر إل جهمورهم فإلن كل فريآق يآشحكل جهمورا ف حد ذاته‪ ،‬فالقائلون‬
‫بنجاسة المر من القدمي هم جهمور علماء الذاهب الربعة‪ ،‬والقائلون‬
‫بطهمارتا هم بعض العلماء القدامى وكثي من العلماء العاصأريآن؛ منهمم‪ :‬الشحيخ‬
‫ابن عثيمي ‪ ،‬والعلمة اللبان ‪ ،‬وأحد شاكر ‪ ،‬ورشيد رضا ‪-‬رحهمم ال‪-‬؛ بل‬
‫كان القول بطهمارتا السمية إحدى التوصأيات الت خرجت با الندوة الفقهمية‬
‫الطبية الثامنة للمنظمة السلمية للعلوم الطبية)‪ ،(5‬ولسمت هنا بصدد بيان أدلة‬
‫)‪ (4‬ينظر‪:‬البحر الرائق‪.1/227،‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (5‬ينظر‪:‬مسالك العلة في كتاب نهاية السول لللسنوي ‪.4/69،‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬رواه أبو دواد‪،‬باب النهي عن أكل الجللة‪، (3787):‬والحديث‬ ‫‪3‬‬

‫حسنه اللباني‪.‬‬
‫)‪ (2‬ينظر عون المعبود شرحا سنن أبي داود‪. .6/589:‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (3‬فقه الصيدلي المسلم؛ ص ‪69‬؛‪.71‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪654‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وحجج الفريآقي ومناقشحتهما؛ وإنا ذكرته لبيان سبب إعراضي عن ذكر المر‬
‫واعتبارها ضمن أصأول النجاسات ؛غي أن ل رأيآا مغايآرا ف مسمأملة ناسة‬
‫المر‪ ،‬وقد أتى هذا الرأي بعد طول تأممل ف السمأملة‪ ،‬وسؤال الختصي من‬
‫منسموب العلم التجريآب والتعاملي مع الادة السمكرة واللمي بواصأهما بسمبب‬
‫إجرائهمم الكثي من التجارب عليهما‪ ،‬فبالنظر لكونات المر وعلة تريهما ند‬
‫أن القائلي بنجاستهما والقائلي بطهمارتا متفقون على أن علة تري المر هي‬
‫"السكار" وهو الذي سيكون عليه مدار الكم هنا؛ أي بالنظر ف ماهية‬
‫هذه الادة السمكرة مادة "الغول" أو الكحول الذي يآرمز له علميا كصيغة عامةبـ‬
‫‪ ROH‬ومن امثلته)‪ (CH3OH‬أو بـ)‪ (C2H5OH‬وهذه الادة قد عرفهما التاريآخ‬
‫منذ مئات السمني‪ ،‬ويآعتب الشحعي والذرة والعنب مصادر أساسية لا)‪(1‬؛ وهى‬
‫تنتج من خلل تفاعل كيمائي طبيعي)‪ (2‬تسمهمم ف تفعيله الكائنات اللهوائية‪،‬‬
‫والكحول شيء واحد وعناصأره واحدة ل تتغي من مادة لخرى ؛ بعن آخر‬
‫أن الموعة الفعالة ف الكحوليات واحدة؛ وإنا الختلفا يآكون ف الوظيفة‪،‬‬
‫وذلك بسمب نسمبة تركيز الادة البسمهكرة‪ ،‬فالكحول ف "المر "هو الكحول ف‬
‫ق‬
‫"الوسكي"‪ ،‬وهو الكحول ف" اليآثانول"‪ ،‬وهو الكحول ف "اليثانول"‪ ،‬وغيها‬
‫من الواد السمكرة‪ .‬فإذا تبي لك هذا فلنعرض هذه الادة السمكرة على‬
‫الصائصم الت استنبطناها للنجاسة ‪-‬من خلل التعاريآف اللغويآة ‪ ،‬والتعاريآف‬
‫الصأطلحية ‪ -‬لنرى هل تنطبق عليهما لنحكم ‪-‬ولو مع غلبة الظن‪ -‬أنا نسمة‬
‫أم ل‪ ،‬علم ا بأمن الصائصم الذكورة هناك منهما ما هو غالب؛ ف طبيعة الادة‬
‫النجسمة‪ ،‬ومنهما ما هو غي غالب بعن أن هناك من الواد الطاهرة ما قد يآكون‬
‫مشحاركا لا ف تلك الصائصم‪.‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪.ORGANIC CHEMISTRY,L. G. Wade,Jr.425:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬فقه الصيدلي المسلم‪:‬ص ‪.71‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪655‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وبالنظر للصفةالولى الغالبَة في النجاسة ـ وهي النت الذي جعل الفقهماء‬


‫ظهموره مناطا للحكم بتنجس الادة الطاهرة‪ -‬ند مادة الكحول الام غي‬
‫منتنة ؛فبعض الختصي يآصفهما بأمنا عدية الرائحة ‪ ،‬وبعضهمم يآصفهما بأمنا‬
‫رنفاذ لة‪ ،‬وقد وقفت على الكحول الام لادت اليآثانول و اليثانول‪ ] -‬بنسمبة‬
‫‪[%100‬ن‪ -‬لتعرفا عليهمما بنفسمي؛ فوجدتما عديي اللون بعن أنما كالاء ؛‬
‫وكانت رائحة اليآثانول أكثر نفاذا ول تكن رائحته كريآهمة؛ بل قد وجدت رائحته‬
‫أقرب إل رائحة مزيآل النكي؛أما اليثانول فهمو أشبه بأمن يآكون عدي الرائحة –‬
‫كما يآراه بعض الختصي‪ !!-‬فهمما بكل حال ل يآوصأفان بأمنما كريآهما الرائحة‪.‬‬
‫وبالنسبَة للصفة الثانية والغالبَة في المادة النجسة‪ -‬و هي أنا ل تلو‬
‫غالبا من الكروبات والراثيم فهمذه منتفية أيآضا ف مادة الكحول‪ ،‬أل ترى أنم‬
‫يآسمتخدمونا ضمن الواد العقمة للجروح وهي ما تعرفا بالسمحة الطبية والت‬
‫تسمتخدم عادة لتعقيم اللد قبل القنة ‪ ،‬ويآسمتطيع القارئ أن يآتحقق ما ذكرته‬
‫بسمؤال أهل العلم التجريآب‪ ،‬أو الوقوفا على السمحة الطبية ‪-‬والت غالبا ما‬
‫تتوي على ]‪ %70‬من اليآزوبروبيل‪ (isopropyl)-‬ـ أحد أنواع الكحول[ن ـ؛حت‬
‫يآتحقق من رائحة الكحول وخاصأيته ف التعقيم وقتل الراثيم‪.‬وبناء على هذه‬
‫الفروق يكن القول بطهمارة الادة "الام" من الكحول‪ ،‬ويكن الستدلل على‬
‫طهمارتا بفهموم قوله تعال ‪ :‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﮊ)‪ (1‬هذه اليآة الت نزلت لتبي للصحابة شأمن المر بعدما قال‬
‫عمر بن الطاب ‪": t‬اللهمم بي لنا ف المر بيانا شافيا"‪ ،‬فأمنزل سبحانه‬
‫)‪(2‬‬
‫صم على‬‫اليآة مبينا أن ف المر إثا كبيا ومنافع ‪ ،‬فلو كانت المر نسمة لنق ل‬
‫ذلك ولو بإشارة أو تعريآض بنحو اليآة الت تلتهما ف شأمن اليض حيث أخب‬
‫سبحانه ‪ :‬ﮋ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮊ)‪ ، (3‬أذى‪ :‬أي كونه كريآهما ذا رائحة‬
‫)‪ (1‬سورة البقرة ‪.219 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الصحيح من أسباب النزول‪،‬لعصام الحميدان‪:‬ص ‪.172‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬سورة البقرة ‪.222 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪656‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫منتنة‪ ،‬وناسة مؤذيآة مانعة من العبادة)‪ ،(1‬فل يآتصور أن يآكون هناك جواب ف‬
‫معرض البيان ول يآنصم فيه على الوصأف الؤثر ف الكم‪ ،‬ف الوقت الذي يآذكر‬
‫فيه من الوصأافا ما فيه إغراء ﮋ ﯬ ﯭ ﮊ ‪ ،‬والتأممل ف التذيآيل الذي قختمت‬
‫به اليآة يآتأمكد من أن هذه الجابة كانت ف معرض البيان؛ حيث قال الباري‪:‬‬
‫ﮋ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﮊ )‪ ، (2‬قال ابن كثي‪" :‬أي كما فصل لكم‬
‫هذه الحكام وبينهما وأوضحهما كذلك يآبي لكم سائر اليآات ف أحكامه")‪،(3‬‬
‫فالقام مقام تفصيل وبيان حكم شرعي‪ ،‬فأميآن ذكر النجاسة؟‪ ،‬ولو قيل‪ :‬إنا ل‬
‫توصأف ف هذه اليآة بكونا نسمة لا سيأمت ف آيآة الائدة أنا رجس ‪ ،‬فيده أن"‬
‫البيان بنزلة الستثناء فل يآصح مفصول "؛بل إن آيآة الائدة الازمة بتحري المر‬
‫ذكرت المر مع أمور متبايآنة عنهما ف الصائصم؛ كالنصاب ‪ ،‬والزلم‪ ،‬وليس‬
‫ثة وصأف جامع لا سوى أنا رجس من عمل الشحيطان‪ ،‬وهذا غايآة ما ف‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬ ‫المر؛ كما هو مبي ف قوله تعال‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﮊ )‪.(4‬‬
‫وجاءت اليآة الت بعدها مبينة للعلقة بي الذكورات ومفسمرة لقيقة عمل‬
‫الشحيطان حيث قال تعال‪ :‬ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﮊ )‪ ،(5‬فتبي أن الرجس ف اليآة شيء‬
‫معنوي‪ ،‬وأن غايآة ما ف المر الثام والفعال البيثة الناتة عن تغيب العقل‬
‫بسمبب الادة السمكرة‪ ،‬ولو كان فيهما ناسة لكان أنسمب موضع يآبي فيهما تلك‬
‫النجاسة؛ الوضع الذي ذكرت فيه مع الصلة ـ الت يآشحتط لصحتهما الطهمارة ـ‬
‫حيث قال الباري ‪ :‬ﮋ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮊ)‪، (6‬‬
‫تحفة الحوذي بشرحا صحيح الترمذي ‪.8/319‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪1‬‬

‫سورة البقرة ‪.219 :‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪2‬‬

‫تفسير القرآن العظيم‪.1/230:‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة المائدة ‪.90 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪4‬‬

‫سورة المائدة ‪.91 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪5‬‬

‫سورة النساء ‪.43 :‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪657‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فنبه سبحانه إل السكار الذي تسمببه المر بقوله‪ :‬ﮋ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮊ ول‬


‫يآذكر معه وصأفا آخر‪ ،‬فلو كانت نسمة لكان مناسبا أن يآنبه إل وجوب التطهمر‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﮊ ‪.‬‬ ‫منهما بنحو ما قال سبحانه عقيبه‪ :‬ﮋ ﮯ ﮰ ﮱ‬

‫ومت ومت تقرر لديآك طهمارة الكحول فاعلم أن هذه الادة يتلف تفاعلهما‬
‫باختلفا الواد الضافة إليهما؛ ولذا ند الختصي من الكيميائي يآقولون‪ »:‬إذا‬
‫أردت أن تفرق بي اليثانول واليآثانول‪-‬كلها مسمكر‪ -‬يكنك فعل ذلك‬
‫باختبار مبسمط؛ حيث نأمخذ )‪ (1‬مل من الكحول ونضعه بالنبوبة‪ ،‬ث نضع‬
‫عليه حض سالسميك‪ ،‬فإذا تصاعدت رائحة فكس "أبو فاس" فهمو ميثانول‪ ،‬وإذا‬
‫ل تتصاعد أي رائحة نأمخذ )‪ (1‬مل كحول ونضع عليه حض الليك ونسمخنه‬
‫مع إضافة حض الكبيآتيك‪ ،‬فإذا تصاعدت رائحة التفاح ‪ ،‬فهمو إيآثانول«‪.‬وعلى‬
‫هذا نقول‪ :‬إذا أضيف إل الكحول شيء من أصأول العيان النجسمة‪-‬كما يآفعله‬
‫البعض من تميها ف أماكن "الصرفا الصحي"‪ ،‬أو تعفنت الواد الكونة منهما؛‬
‫فالمر نسمة العي بالنظر للمواد الت اختلطت بالكحول حت غلبت على‬
‫رائحتهما‪ ،‬أما إن كانت المر ل تصنع من الواد النجسمة ـ حت وإن كانت نسمبة‬
‫الكحول فيهما عالية ـ أول تتعفن؛ فهمي طاهرة العي إل أنا مرمة وإن قلنا‬
‫بطهمارة عينهما؛ وذلك بسمبب خاصأية السكار اللزمة لا ‪ ،‬والثار الضارة التتبة‬
‫على شربا)‪ ،(1‬وآثامهما الت لجلهما حرمهما الشحارع‪ ،‬فالفرق بي المر النجسمة‬
‫والمر الطاهرة هو جواز الستطباب بالثانية ف التعقيم ‪ ،‬أو التطيب با ‪،‬‬
‫ونوها‪ ،‬أما الكحول الام‪ -‬والذي أرى طهمارته‪ -‬فإنه يب إياد بديآل له ف‬
‫الستخدمات الطبية والعقاقي الت يآكثر تناولا‪ ،‬أما ما يآؤخذ على سبيل الندرة‬
‫كالعقاقي السمتخدمة ف التخديآر والت قد تتمهما الضرورة فل كلم فيما أباحه‬
‫الشحارع ‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر الضرار الناتجة عن الخمر في كتاب‪:‬لماذا حرم الله هذه‬ ‫‪1‬‬

‫الشياء لحم الخنزير‪ .‬الميتة‪...‬لمحمد كمال‪،‬ص‪.53-39:‬‬


‫‪658‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫و بعد فهمذه الت وستهما بأمصأول العيان النجسمة هي الوصأف الؤثر ف‬


‫الكم على بقية الواد بالنجاسة بعن أن هذه النجاسات إذا وقع شيء منهما أو‬
‫بعض أجزائهما ف الواد الطاهرة فهميمن على خصائصهما فغي ريهما ‪ ،‬أو لونا‪ ،‬أو‬
‫طعمهما؛فإن الفقهماء يكمون بنجاسة الادة الطاهرة‪ (1) ،‬على خلفا بينهمم ف‬
‫القدار والكمية الخالطة للعي النجسمة‪ ،‬وال أعلم ‪.‬‬
‫ومت تبي هنا أهية هذه القاعدة فإنه يب مراعاة اختلفات الذاهب ف‬
‫حكمهما على الواد التنجسمة‪ ،‬وأنه مت تققت "الضوابط القائمة على الدليل‬
‫الصحيح " لذهب ما ف الكم على بعض الواد بالنجاسة؛ فينبغي الخذ با‬
‫وإن كان هناك مذهب آخر ل يآعتبها ‪.‬ويآتأمكد هذا المر إن كان الريآض يآعتقد‬
‫بذلك الذهب القائل بتنجس الادة؛لن اعتقاده بذلك يآفضي إل نفوره من‬
‫التداوي با يآغلب على ظنه أنه نس؛ ما يآوقعه ف حرجا نفسمي قد يآؤثر ف‬
‫عملية التدواي! ول تفى أهية العامل النفسمي ف الستشحفاء‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫الفرع السادس‪:‬قاعدة"الشرع ل يرد بتحريم المصالح التي ل مضرة‬
‫فيها؛ بل بمشروعيتها"‪.‬‬
‫معنى القاعدة ومدلولها‪:‬‬
‫"الصلحة ‪ :‬هي النفعة وزنا ومعن‪ ،‬وهي نقيض البسهتفبسماد قال ابن تيمية‪-‬‬
‫رحه ال‪ »:-‬إذا أشكل على الناظر أو السمالك حكم شيء هل هو على‬
‫الباحة أو التحري ؛فلينظر إل مفسمدته وثرته وغايآته‪ ،‬فإن كان مشحتمل على‬
‫مفسمدة راجحة ظاهرة؛ فإنه يآسمتحيل على الشحارع المر به أو إباحته؛ بل يآقطع‬

‫)‪ (2‬ينظر في هذا على سبيل المثال‪ :‬شرحا البحر الرائق‪،‬لبن نجيم‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1/152‬؛شرحا مختصرخليل‪100/1:‬؛المجموع‪1/110 :‬؛المغني‪.1/31 :‬‬


‫‪659‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أن الشحرع يرمه؛لسيما إذا كان مفضيا إل ما يآبغضه ال ورسوله")‪.(1‬فالشحرع‬


‫السلمي جاء لسمعادة البشحر؛ فل يآتصور أن ينع الصال والت ل مضرة فيهما‬
‫بل أن جيع الحكام جاءت لتحقيق الصلحة‪ ،‬فما أمر ال بشحيء إل وفيه من‬
‫الصال ما ل ييط به الوصأف‪ ،‬وما نى عن شيء إل وفيه من الفاسد ما ل‬
‫ييط به الوصأف)‪ .(2‬فعلى هذه القاعدة ونوها يآنبغي عرض ما يآسمتجد ف مال‬
‫التداوي من عقاقي‪ ،‬ووسائل طبية وإجراءات وغيها‪ ،‬فما كان منهما مققا‬
‫للمصلحة الت ل تعقبهما مضرة جاز الخذ به والنتفاع به‪.‬‬
‫الفرع السابع‪:‬قاعدة"المعتبَر ما يكون مفيدا دون ما ل يكون مفيداد"‬
‫معنى القاعدة ومدلولها ‪ :‬قولم "العتب"‪:‬صأفة لوصأوفا مذوفا تقديآره‪ :‬الشحرط‬
‫العتب والعتد به ف العاملت والعاهدات إنا هو الشحرط الفيد فائدة لحد‬
‫التعاقديآن أوكليهمما ‪ .‬وأما إذا كان الشحرط غي معتب؛ فل يآعتدبه ف الكم‪.‬‬
‫)‪(3‬وهذه القاعدة قد قيتاجا إليهما فيما قيآبم من اتفاق بي الريآض‪ ،‬والهمة الت‬
‫سيتداوى فيهما‪ ،‬وما يآكون بينهمما من عقد يآتعلق باستقبال الريآض‪ ،‬وإجراء‬
‫جراحة طبية له ‪ ،‬وما يآتبع ذلك من تنوي ‪ ،‬وأصأول ضيافة‪ ،‬فالعتب من الشحروط‬
‫بي الطرفي ما يآكون مفيدا أما ما ل يآكون مفيدا و ل يدم عملية التداوي أو‬
‫يآدعمهما بصورة من الصور؛ بل يآفضي إل السمرفا وإضاعة الموال؛ فينبغي أل‬

‫)‪ (1‬شرحا منظومة القواعد الفقهية؛ لعبد العزيز العويد‪:‬ص ‪.75‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬القواعد الفقهية )المنظومة وشرحها(‪،‬للسعدي‪:‬ص ‪.114‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬موسوعة القواعد الفقهية‪.10/735 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫*‪-‬الضوابط الواردة تحت هذا المبحث وما يليه ‪،‬هي ‪:‬عبارة عن‬
‫"قواعد لفظا ا ومعنى" ولكن أطلقت عليها لفظ الضابط‪ ،‬لن هناك‬
‫من العلماء من لم يفرق بين القاعدة والضابط‪ ،‬ولكوني أوردتها تحت‬
‫موضوع واحد فصارت في معنى الضابط بالنظر لمحل ورودهاأيضاا‪.‬‬
‫‪660‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يآعتب ابتداء؛ بعن أل يآوافق عليه ف ملس العقد حت ل يآفضي ترك اللتزام به‬
‫لحقا إل حدوث خصومات بي الطرفي ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫الضوابط التي تتعلق بالمرض والمريض‬
‫وفيه مطلبَان‪:‬المطلب الول‪ :‬في النصوص الحديثية‬
‫التي يمكن أن تنزل منزلة الضوابط الشرعية التي‬
‫كانت لها عناية بالطب الوقائي‬
‫وفيه فرعان‪:‬‬
‫الفرع الول‪ :‬في النصوص الحديثية التي نهت عما يسهم في استفحال‬
‫المرض وازدياده‪:‬‬
‫الديآث الول‪ :‬قوله ‪) :‬إذا كان قجنقح الليل‪-‬أو أمسميتم‪ -‬فكدفوا‬
‫صأبيانكم؛فإن الشحياطي تنتشحر حينئذ‪ ،‬فإذا ذهب ساعةل من الليل فخلوهم‪،‬‬
‫فأمغلقوا البواب واذكروا اسم ال؛فإن الشحيطان ل يآفتح بابا مغلقا‪ ،‬وأوكوا قهترتبكم‬
‫خروا آنيتكم واذكروا اسم ال‪ ،‬ولو أن تعرضوا عليهما شيئا‪،‬‬ ‫واذكروا اسم ال‪ ،‬و تر‬
‫)‪. (1‬‬
‫وأطفئوا مصابيحكم(‬
‫الشاهد من الحديث‪ :‬قوله ‪): ‬وأوكوا قهترتبكم واذكروا اسم ال‪ ،‬وخروا‬
‫آنيتكم واذكروا اسم ال‪ ،‬ولو أن تعرضوا عليهما شيئا(‪ ،‬وف روايآة‪):‬وأوكوا السقية‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫خروا الطعام ـ وأحسمبه قال ـ ولو بعود تعرضه عليه(‪.‬‬
‫و تر‬
‫وجه الدللة من الحديث‪:‬‬
‫قوله‪):‬وأوكوا( أي‪ :‬اربطوها وشدوها‪ ،‬والوكاء‪ :‬اسم ما يآسمد به فم‬
‫القربة‪.‬قوله‪):‬وخروا( أي‪ :‬غطوها‪ .‬وقوله‪):‬واذكروا اسم ال ( أي أن ذكر اسم ال‬
‫)‪ (1‬متفق عليه ‪،‬رواه البخاري ‪،‬كتاب الشربة‪،‬باب تغطية الناء‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪(5623)،10/88‬؛ومسلم كتاب الشربة والطعمة ‪،‬باب في شرب‬


‫النبيذ وتخمير الناء‪،‬واللفظ للبخاري ‪.‬‬
‫)‪ (2‬صحيح البخاري المرجع السابق حديث رقم )‪.(5624‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪661‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يول بي الشحيطان وبي إزالة الغطية أو العبث فيه‪ .‬وقوله‪):‬ولو بعود تعرضه(أي‬
‫تعل العود بالعرض‪ ،‬والعن‪ :‬أنه إن ل يآغطه فل أقـل من أن يآعـرض عليه شـيئا‪،‬‬
‫قال ـ ابن حجر ـ‪" :‬وأظن السمر ف الكتفاء بعرض العود أن تعاطي التغطية أو‬
‫العرض يآقتن بالتسممية؛ فيكون العرض علمة على التسممية‪ ،‬فتمتنع الشحياطي‬
‫من الدنو منه‪ ،‬فإن ل يآكن لا غطاء فليعرض عليه عودا ‪ ،.‬والراد التنبيه على‬
‫أهية تغطية الطعام والشحراب وصأيانتهما عما قد يآقع فيهما من النجاسة‬
‫وشبهمهما")‪.(1‬‬
‫الحديث الثاني‪:‬ما جاء ف الصحيح عن النب ‪ ‬أنه ) نى عن اختناث‬
‫)‪(2‬‬
‫السقية(‪ ،‬يآعن أن تكسمر أفواههما فيشحرب منهما‪.‬‬
‫وجه الدللة من الحديث‪:‬‬
‫قوله‪):‬اختناث السقية( افتعال من النث؛وهو النطواء والتكسمر و النثناء‪.‬‬
‫و السقية ‪:‬جع السمقاء والراد به التخذ من الدم)أي اللد(‪ ،‬أي ل يآشحرب‬
‫من ثلمة القدح؛لن موضع الثلمة ل يآأمخذه الغسمل تنعما‪ ،‬فيبقى فيه الريآح‪ ،‬أو‬
‫)‪(3‬‬
‫يآكون به قذى فيدخل ف جوفه ول يآدري‪ ،‬أو لنه مسمتقذر‪.‬‬
‫الحديث الثالث‪ :‬ما جاء ف الصحيح أن النب ‪) ‬نى عن الشحرب من ف‬
‫)‪(4‬‬
‫السمقاء(‬
‫وجه الدللة من الحديث ‪:‬‬

‫)‪ (1‬ينظر ‪:‬المجموع بشرحا المهذب للنووي‪1/266:‬؛وفتح الباري لبن‬ ‫‪1‬‬

‫حجر‪.11/87-10/72 :‬‬
‫)‪ (2‬متفق عليه ‪ :‬رواه البخاري‪،‬باب اختناث السقية)‪ (5625‬ومسلم‬ ‫‪2‬‬

‫باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما‪.(2023)،‬‬


‫)‪ (3‬عارضة الحوذي شرحا صحيح الترمذي‪64-4/63 :‬؛شرحا صحيح‬ ‫‪3‬‬

‫مسلم ‪ ،‬للنووي‪7/198 :‬؛ فتح الباري‪.10/89 :‬‬


‫)‪ (4‬رواه البخاري‪،‬كتاب الشربة‪،‬باب الشرب من فم السقاء‪):‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪.(5627‬‬
‫‪662‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫هي‪ :‬أن النب ‪‬نى عن الشحرب من فم السمقاء كي ليآتعلق بفم السمقاء من‬
‫بار النفس‪ ،‬أو يالط الاء من ريآق الشحارب فيسمتقذره غيه‪ ،‬أو لن الوعاء‬
‫يآفسمد بذلك فيكون من إضاعة الال‪.‬‬
‫الحديث الرابع‪:‬ما جاء ف الصحيح عن النب ‪ ‬أنه قال‪ ):‬إذا شرب‬
‫أحدكم فل يآتنفس ف الناء‪ ،‬وإذا بال أحدكم فل يسمح ذكره بيمينه‪ ،‬وإذا تسمح‬
‫أحدكم فل يآتمسمح بيمينه( )‪ ،(1‬وف روايآة عن ابن عباس أن النب ‪) ‬نى أن‬
‫يآتنفس ف الناء أو يآنفخ فيه( )‪.(2‬‬
‫وجه الدللة من الحديث ظاهرة‪:‬‬
‫فالنب ‪ ‬نى عن التنفس ف الناء؛ لنه ربا حصل له تغيدـلر من النفس؛ إما‬
‫لكون التنفس كان متغي الفم بأمكول مثل‪ ،‬أو لبعد عهمده بالسمواك والضمضة‪،‬‬
‫أو لن؛ النفس يآصعد ببخار العدة‪ ،‬وقد يرجا مع النفس بصاق أو ماط فيعلق‬
‫به روائح منكرة فيفسمد الناء‪ ،‬والنفخ ف هذه الحوال كلهما أشد من التنفس إذ‬
‫قد يآقع بالنفخ من ريآق النافخ فيتقززه غيه‪ (3).‬وأما نيه ‪ ‬عن الستنجاء‬
‫صأتدةل ف أدب السمنة للكل‪ ،‬والشحرب‪ ،‬والخذ‪ ،‬والعطاء‪،‬‬‫باليمي؛ لن اليمي قمبر ت‬
‫مصونةل عن مباشرة الذى وأماكنه‪ ،‬وعن قتمالسة العضاء الت هي ماري‬
‫)‪(4‬‬
‫النجاسات‪.‬‬
‫وبعد فهمذه الحاديآث وأمثالا)‪ (5‬تشحكل بجموعهما قاعدة ف النظافة و السملمة‬

‫)‪ (1‬متفق عليه‪،‬رواه البخاري‪:‬باب النهي عن التنفس في الناء)‬ ‫‪1‬‬

‫‪(5630‬ومسلم‪،‬باب كراهة التنفس في نفس الناء)‪،(267‬واللفظ‬


‫للبخاري‪.‬‬
‫)‪ (2‬رواه الترمذي‪،‬باب ماجاء في كراهية النفخ في الشراب)‬ ‫‪2‬‬

‫‪(1888‬؛ورواه أبوداود‪،‬باب في النفخ في الشراب والتنفس فيه‪).‬‬


‫‪(3728‬؛والحديث صححه اللباني‪.‬‬
‫)‪ (3‬عارضة الحوذي‪،4/65 :‬فتح الباري‪.10/92 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬الشافي في شرحا مسند الشافعي‪،‬لبن الثير‪.1/170 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (1‬والحاديث التي بينت العناية بالجانب الصحي بصفة عامة‬ ‫‪5‬‬

‫والجانب الوقائي بصفة خاصة أكثر مما أوردته؛ ولكن تركت ذكرها‬
‫خشية الطالة ؛ولن غرض البحث إيراد قواعد وضوابط ‪ ،‬فما لم يذكر‬
‫‪663‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ط ف البحث الذي يآتعلق‬ ‫من المراض‪ ،‬ويكن أن قيآصاغ من مدلولا ضاب ل‬


‫بالرض‪ ،‬والريآض فيقال‪»:‬كل ما يفضي إلى المراض‪ ،‬أو يسهم في تفاقمها‬
‫وانتشارها بين الناس؛ ل يحل)‪ (1‬شأرعدا« ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬النصوص الحديثية التي اعتنت بجانب الحجر الصحي‪:‬‬
‫الحديث الول‪:‬قوله ‪):‬ل تعبدتوى‪ ،‬ول هطتيتة‪ ،‬ول هامة‪ ،‬ول صأفر‪.‬وفلر‬
‫من القذوم كما تتفدر من السد( )‪ .(2‬وف الروايآة الت أخرجهما المام مسملم قال‪:‬‬
‫) كان ف وفد ثقيف رجل مذوم‪ ،‬فأمرسل إليه النب ‪": ‬إنا قد بايآعناك فارجع"(‬
‫)‪.(3‬‬
‫)‪(4‬‬ ‫الحديث الثاني‪:‬قوله ‪): ‬ل يآورد البممهرض على البم ه‬
‫صح(‪.‬‬ ‫ق‬ ‫ق تق ق ب ق‬
‫الحديث الثالث‪ :‬قوله ‪ ): ‬إذا سعتم بالطاعون ف أرض فل تدخلوها‪،‬‬
‫)‪(5‬‬
‫وإذا وقع بأمرض وأنتم به فل ترجوا منهما(‪.‬‬
‫أوجه الدللة من الحأاديث‪:‬قوله ‪)‬ل عدوى‪ ،‬ول‪" (....‬ل" هنا لنفي‬
‫النس‪ ،‬وقد دخلت على الذكورات ونفت ذواتا وهي غي منفية؛ فيوجه النفي‬
‫إل أوصأافهما‪ ،‬وأحوالا الت هي مالفة الشحرع؛فإن العدوى‪ ،‬وصأفر‪ ،‬والامة‬

‫هنا لشك أنه مندرجا تحت ما يمكن أن يكون ضابطا ا في الجانب‬


‫الوقائي‪.‬‬
‫)‪ (2‬وحمل النهي على ظاهره في هذه النصوص الحديثية هو مذهب‬ ‫‪1‬‬

‫طائفة من فقهاء الحديث‪،‬لما فيه من إضرار بالنفس وبالغير فيكون‬


‫حراماا‪.‬ينظر‪ :‬عارضة الحوذي‪4/65 :‬؛ فتح الباري ‪- 10/253 :‬‬
‫‪.10/91‬‬
‫)‪ (3‬رواه البخاري في كتاب الطب‪،‬باب الجذام‪.(5708)10/158 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (4‬كتاب الطب ؛باب اجتناب المجذوم ونحوه‪.(2231)،7/463 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (5‬رواه مسلم ‪،‬باب لعدوى ولطيرة‪......‬ول يورد الممرض على‬ ‫‪4‬‬

‫المصح‪:،‬ص ‪.(2221)،451‬‬
‫)‪ (6‬متفق عليه‪،‬رواه البخاري‪،‬كتاب الطب‪،‬مايذكر في الطاعون‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪،(5728)10/179‬ومسلم‪،‬في كتاب الطب‪ ،‬باب الطاغون والطيرة‬


‫والكهانة ونحوها‪.(2218)7/439 :‬‬
‫‪664‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫موجودة‪ ،‬والنفي هو ما زعمت الاهلية ؛ل إثباتا؛ فإن نفي الذات؛ لرادة‬


‫نفي الصفات أبلغ ف باب الكنايآة)‪(1‬؛ فيكون قول النب ‪) :‬ل عدوى( قد جاء‬
‫على الوجه الذي كانوا يآعتقدونه ف الاهلية من إضافة العمل إل غي ال‪ ،‬وقد‬
‫يعل ال بشحيئته مالطة الصحيح من به شيء من هذه العيوب سببا لدوث‬
‫ذلك؛ ولذا قال ‪ ):‬فر من الذوم فرارك من السد( وكل ذلك بتقديآر ال‬
‫ي النب ‪ ‬ف مثل هذه‬ ‫)‪(2‬‬
‫تعال ‪ .‬ومن المر بالفرار من الذوم يآتبي تهد ق‬
‫المور ؛حيث كان يآنهمى أمته عن كل ما فيه ضرلر بأمي وجه كان‪ ،‬ويآدلم على‬
‫كل ما فيه خي؛ قال ابن حجر‪" :‬فالاصأل أن المور الت يآتوقع منهما الضرر‪-‬‬
‫وقد أباحت الكمة الربانية الذر منهما‪ -‬فل يآنبغي للضعفاء أن يآقربوها‪."..‬‬
‫)‪ (3‬وقد اختلف العلماء ف الذومي إذا كثروا هل ينعون من السماجد والامع؟‬
‫وحكى النووي عن القاضي أنه يآنبغي منع الذوم من السمجد والختلط بالناس‬
‫‪ ،‬قال‪" :‬وكذلك اختلفوا ف أنم إذا كثروا هل يآؤمرون أن يآتخذوا لنفسمهمم‬
‫موضعا منفردا خارجا عن الناس ول ينعوا من التصرفا ف منافعهمم‪ ،‬وعليه أكثر‬
‫الناس أم ل يآلزمهمم التنحي ؟"‪ .‬قال‪":‬ول يتلفوا ف القليل منهمم أنم ل ينعون"‪.‬‬
‫قال‪" :‬ول ينعون من صألة المعة مع الناس وينعون من غيها" ‪ .‬قال‪" :‬ولو‬
‫استضر أهل قريآة فيهمم تجبذمى بخالطتهمم ف الاء‪ ،‬فإن قدروا على استنباط ماء‬
‫بل ضرر أمروا به؛وإل استنبطه لم الخرون‪ ،‬أو أقاموا من يآسمتقي لم؛وإل‬
‫فيمنعون‪ ،‬وال أعلم)‪."(4‬‬

‫ينظر‪:‬فيض القدير‪.6/562 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫ينظر‪،‬فتح الباري‪10/161 :‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫ينظر المرجع السابق‪:‬ص ‪162‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫ينظر شرحا مسلم‪،7/463:‬فتح الباري‪.10/163 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪665‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وأما حديآث‪ ):‬ل يورد ممرض على مصح(‪ :‬فقد أرشد فيه إل مانبة ما‬
‫يصل الضرر عنده ف العادة بفعل ال تعال وقدره‪ ،‬فنفى ف الديآث الول‬
‫العدوى بطبعهما ‪ ،‬ول يآنف حصول الضرر عند ذلك بقدر ال تعال وفعله‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وأرشد ف الثان إل الحتاز ما يصل عنده الضرر بفعل ال وإرادته وقدره‪.‬‬
‫وأما حأديث الطاعون‪ :‬فقد أرشد رسول ال ‪ ‬إل وجوب الحتياط والزم‬
‫ومانبة أسباب اللك‪ ،‬وهذا من باب التداوي؛ ولن القدام عليه تور وجرأةل‬
‫على الطر‪ ،‬فالوباء ـ ف الغالب ـ يآكون عارما ف البلد الذي يآقع به‪ ،‬فإذا وقع‬
‫فالظاهر مداخلة سببه لن با؛ ولذا قنتي من الروجا من البلد الذي يآكون فيه؛‬
‫حت ل يآفضي إل نقل الداء ونشحره ف القطار الخرى)‪.(2‬‬
‫ومن الحاديآث السمابقة تتقرر القاعدة الكلية الكبى الراعية لفظ النفس ف‬
‫السلم ‪.‬ومنهما أيآضا تتبي أسبقية الديآن السلمي لغيه من الضارات ف‬
‫تقريآر مبدأ الطب الوقائي وما يآتضمنه من حجر وسبل وقايآة صأارمة قد تفضي‬
‫إل عزل الريآض ‪-‬الامل للمرض العدي‪ -‬عن مامع الناس‪.‬ومنهما أيآضا يكن‬
‫أن يآصاغ ضابط آخر ف هذا البحث فيقال‪ »:‬كل مرض معرد يوجب الحجنر‬
‫على صاحأبَه والحلد من المور التي تسهم في تفاقمه وانتشاره بين الناس«‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول بوجوب حراسة النفوس البشرية‪ ،‬وتجنيبها الفات‬
‫العامة المهلكة‪ ،‬وفرض الجراءات الحازمة والوسائل الناجعة التي من‬
‫شأنها أن تحد من درجة الخطر وتنقل الفات المفضية إلى كثرة‬
‫ن منها‬ ‫الوفيات‪ ،‬على أن يكون ذلك وفقا ا لدللت الحاديث التي دتبي ى د‬
‫رعاية السلم للجانب الصحي‪ ،‬والحد ى من العدوى ‪ ،‬وانتشار الفات ‪،‬‬
‫ة في ذلك على قرارات منظمة الصحة العالمية‬ ‫ول تكون المرجعي ض‬
‫المغيب عنها تلك النصوص المبينة لصورة التعامل مع الفات المعدية‬
‫في الشريعة السلمية‪.‬وينبغي على كل من ارتضى السلم دينا ا أن‬

‫)‪ (2‬ينظر‪:‬شرحا صحيح مسلم‪.7/449:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬ينظر‪:‬المرجع السابق‪7/446 :‬؛فتح الباري‪10/189 :‬؛فيض‬ ‫‪2‬‬

‫القدير‪.1/491 :‬‬
‫‪666‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ة وأن يعمل بجميع مناهجه‪ ،‬ويتأكد المر فيما ورد في‬ ‫يدخل فيه كاف ا‬
‫ن‬‫م س‬‫شأنه نص صريح غير قابل للتأويل‪ ،‬وإذا كان بعض الصحابة انتقد د‬
‫م قول أبي بكر وعمر على كلم رسول الله؛ فحريل أن ضينتقد من‬ ‫قدد ى د‬
‫يقدم قول مسئولي المنظمة العالمية على كلم رسول الله ومعلوم أن‬
‫منظمة الصحة العالمية ل تعمل بآلية الحجر الصحي والمنع من دخول‬
‫البلدان الموبوءة والخروجا منها حتى يبلغ الوباء الدرجة السادسة وفقا ا‬
‫للمقياس الذي صنفوه !وإليك بيان تلك الدرجات المشترط بلوغها‬
‫لعلن حالة التأهب القصوى مقارنة بما يمكن أن يكون عليه المر في‬
‫الشريعة‪ ،‬ولنأخذ ما قرروه في شأن أنفلونزا الخنازير مثال على ذلك ‪:‬‬
‫الجراءات الشرعية التي يمكن أن‬ ‫الدرجات أو المراحأل المقررة‬
‫يعمل بها المسلمون في مقابل‬ ‫لدى منظمة الصحة العالمية‪:‬‬
‫المراحأل التي قررتها منظمة الصحة‬
‫وفقاد للقواعد الشرعية المعتبَرة في‬
‫ذلك‪:‬‬
‫إقصاء اليوان وعذله عن النسمان حت‬ ‫‪-1‬الفيوس ف اليوان ول توجد‬
‫تتأمكد سلمته بنحو الللة ‪.‬‬ ‫إصأابات ف النسمان‬
‫فيجب قتل اليوان إن كان الداء يآفضي‬ ‫ب‬
‫‪- 2‬فيوس أنفلونزا حيوان تسبل ت‬
‫إل موت النسمان قياسا على اليوانات‬ ‫مرضا للنسمان‪.‬‬
‫الت تنقل المراض القاتلة للنسمان أو‬
‫الت تتسمبب ف هلك النسمان‪ ،‬فقد قال‬
‫‪):‬خس فواسق يآقتلن ف الل والرم‪:‬‬
‫الية‪ ،‬والفأمر‪ ،‬والغراب البقع ‪ ،‬والدأة‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫والكلب العقور(‪.‬‬
‫يب عزل الرضى ووضعهمم ف ماجر‬ ‫‪-3‬حالت متفرقة ف مموعات صأغية‬
‫)‪ (1‬رواه مسلم في كتاب الحج‪ ،‬باب ما يندب للمحرم وغيره قتله‬ ‫‪1‬‬

‫من الدواب في الحل والحرم‪8/113 :‬‬


‫‪667‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫صأحية حت تتحقق سلمتهمم؛ لجره ‪‬‬ ‫للمرض ف النسمان وانتقاله من‬


‫على الذوم الذي رغب ف حضور مامع‬ ‫إنسمان إل إنسمان ول تسمبب ف‬
‫الناس )فأمرسل إليه‪ :‬إنا قد بايآعناك‬ ‫حدوث جائحة‬
‫فارجع(‪ ،‬وأقوال العلماء السمابقة ف‬
‫التبذامى‬
‫ووجوب عزلم مرجة على نو هذا‪.‬‬
‫ف هذه الالة إن كان الرض فتاكا‬ ‫‪-4‬خطر الوباء وشيك؛ ولكن غي‬
‫مؤكد)ويآعن هذا‪-‬وال أعلم‪ -‬واشتعل انتشحاره ف منطقة جغرافية واحدة‬
‫أن انتشحاره تاوز الموعات أو ف أرض قوم وجب الجر على أهل‬
‫تلك النطقة أو البلدة؛ فل يرجوا منهما‬ ‫الصغية ‪ ،‬أو أن مسماحة‬
‫إل لضرورة أوحاجة ملحة بقتضى قوله‪:‬‬ ‫انتشحار الرض ف الرقعة‬
‫‪)‬إذا سعتم بالطاعون بأمرض فل‬ ‫الغرافية قد ازدادت (‪ ،‬وبغي‬
‫تدخلوها‪ ،(....‬فالديآث أمر بإجراء‬ ‫هذا الفرض ل يآكون هناك‬
‫فرق بي الالة الثالثة والرابعة‪ .‬الجر بجرد السمماع؛ حت ل يآتطور‬
‫المر ويآصل حد انتشحار الوباء إل الرحلة‬
‫الامسمة بسمب تصنيف منظمة الصحة‬
‫العالية‪.‬‬
‫‪-5‬انتشحار الرض من إنسمان لخر الفتض فيما لو أخذ بتعاليم الرسول ‪‬‬
‫يدث ف أكثر من منطقتي وتوجيهماته الصحية فإن الوباء لن يآصل‬
‫للدرجة الامسمة‪.‬‬ ‫جغرافيتي ف بلد معي من‬
‫العال‪.‬‬

‫‪668‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪-6‬الائحة أو الرض موجود على‬


‫القل ف بلد ثادن‬
‫والتأممل ف الديآث الوارد ف شأمن الطاعون يد أن الرسول ‪- ‬الذي أوت‬
‫جوامع الكلم قال‪) :‬إذا كان بأمرض(والرض تطلق على أي قسمم من الكرة‬
‫الرضية كبيا كان أو صأغيا‪ ،‬فالعبة ف اللتزام بقانون الجر الصحي ليس ف‬
‫سعة السماحة؛ وإنا ف خطورة الداء وإمكانية انتشحاره بالخالطة‪ ،‬وما يآؤيآد هذا‬
‫تأمويآل الصحابة لتوجيه النب ‪ ‬وتطبيقهمم مبدأ الجر بجرد ظهمور الطاعون ف‬
‫قريآة من قرى الشحام)‪ ،(1‬ول يآنتظروا حت يآنتشحر ف قريآة أخرى ليتحققوا من كونه‬
‫جائحة‪ ،‬بلفا منظمة الصحة العالية الت ل تعتفا بالائحة حت يآنتشحر‬
‫الداء ف بلدتي‪ ،‬وللقارئ أن يآلحظ الفرق بي منهمج السلم ف حصر الرض‬
‫ف قريآة من قرى البلد الواحد وبي ما قررته منظمة الصحة وما يآتتب على‬
‫قرارهم من خسمائر ف الرواح والموال‪-‬الت تصرفا ف العقاقي بغرض الد من‬
‫انتشحار الرض‪ ،-‬وعجز ف السميطرة عليه‪.‬ما يآفضى إل نشحر الرعب بي الناس ‪.‬‬

‫)‪ (1‬شرحا مسلم ‪.7/439:‬فتح الباري‪.10/184 :‬البداية والنهاية لبن‬ ‫‪1‬‬

‫كثير‪.4/82 :‬‬
‫‪669‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثاني‬
‫في الضوابط التي نص عليها الفقهاء‬
‫الضابط الول‪" :‬إذن المرء غير معتبَر في قتله"‪:‬‬
‫معنى هذا الضابط ومدلوله ‪ :‬إذا أذن النسمان لخر ف قتله فل يآعتب إذنه‬
‫هذا مبيحا لقتله؛لن النسمان ل يلك نفسمه‪ ،‬ول جسممه‪ ،‬ول روحه؛ فهمي‬
‫ملك ل تعال؛ولذلك ل يوز أن يآقتل نفسمه‪ ،‬ول أن يآأمذن لغيه ف قتله ول ف‬
‫قطع عضو منه)‪ ،(1‬وعليه إذا طلب الريآض‪ -‬الذي ل يآرجى برؤه –أو أذن فيما‬
‫يآسممى بقتل الرحة ل يوز؛ فإذنه باطل‪ ،‬كذلك ل يآسمقط القصاص عن‬
‫قاتله)‪.(2‬‬
‫الضابط الثاني‪" :‬ما حأرم فعله حأرم طلبَه"‪ :‬والصأل ف هذا حديآث رسول‬
‫ال ‪):‬لعن ال اليهمود قحررمت عليهمم الشححوم فجملوها فباعوها( )‪ ،(3‬فما حرم‬
‫الشحارع على السملم فعله حرم عليه أن يآطلب فعله من غيه)‪ ،.(4‬وعليه ل يوز‬
‫للطبيب ف نو الثال السمابق أن يآسمتجب لذوي الريآض فيما إذا طلبوا ما يآسممى‬
‫بوت الرحة‪ ،‬ول يوز له أيآضا أن يث الريآض على النتحار ولو كان من باب‬
‫الرحة والشحفقة‪ ،‬وكذا يرم على الرأة أو زوجهما طلب إسقاط الني لرد الرغبة‬
‫ف عدم الناب‪.‬‬
‫الضابط الثالث‪" :‬كل ما يبَاحا للمرء شأرعاد لمنفعة نفسه يتقيد بشرط‬
‫السلمة"‪:‬‬

‫موسوعة القواعد الفقهية‪.1/356 :‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫رواه ابن ماجه )‪.(3383‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫موسوعة القواعد الفقهية‪.9/122 :‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪670‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫معنى هذا الضابط ومدلوله‪:‬أباح الشحرع للنسمان أشياء وأذن له ف فعلهما‬


‫إذا وجد فيهما نفعا أو مصلحة له‪ ،‬وهذه القاعدة تشحي إل شرط لفعل الباح إذا‬
‫كان الفعل لنفعة نفسمه ومصلحته‪ ،‬وهذا الشحرط أل يآتتب على هذا الفعل‬
‫وإن كان مباحا ضررعلى نفسمه أو غيه)‪ ،(1‬وكذا يآقال فيما تأمخذه الرأة من‬
‫حبوب لنع اليض لجل إتام العبادة‪ ،‬فإن كانت من يآتضررن بأمخذها ل تل‬
‫لا‪ .‬ومن هذا أيآضا إذا أصأرت الرأة على إجراء الولدة الطبيعية ويآغلب على‬
‫الظن هلك ولدها فيهما فإنا ل تكن من ذلك‪ ،‬فإن امتنعت من إجراء العملية‬
‫)‪(2‬‬
‫وهلك الولد ضمنت وفقا لذهب الحنافا‪.‬‬
‫الضابط الرابع‪":‬كل مفسدة مقتضية للتحريم إذا عارضها حأاجة أبيح‬
‫المحرم")‪:(3‬‬
‫معنى هذا الضابط ومدلوله‪ :‬إذا وجدت مفسمدة مسمببة لتحري فعل ف‬
‫شيء أو أمر ما وعارض ذلك حاجة راجحة أو ضرورة مارسة أبيح الرم؛لن‬
‫) الضرورات تبيح الظورات‪ ،‬والاجة تنزل منزلة الضرورة)‪(4‬؛ ولذا العن أجاز‬
‫الفقهماء نظر الطبيب إل موضع الرض من الرأة عند الاجة ضمن الضوابط‬
‫الشحرعية‪ ،‬وكذلك القول ف نظر الطبيب إل عورة الرجل الريآض‪ ،‬فيباح له النظر‬
‫إل موضع العلة بقدر الاجة‪ ،‬والرأة الطبيبة ف حكم الطبيب‪.‬‬

‫المرجع السابق‪:‬ص ‪.310‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫القواعد النورانية‪:‬ص ‪.155‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫موسوعة القواعد الفقهية‪.10/791 :‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪671‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثاني‬
‫الضوابط التي تتعلق بالطبيب والصيدلي‬
‫الضابط الول‪" :‬صحة التصرف باعتبار‬
‫أهلية التصرف‪ ،‬وكون المحل قابل ل‬
‫للتصرف"‪:‬‬
‫معنى هذا الضابط ومدلوله‪ :‬الهلية مصدر‬
‫صناعي لكلمة أهل‪ ،‬ومعناه لغة‪:‬كما في أصول‬
‫البزدوي‪ :‬الصلحية‪ .‬ويتضح تعريف الهلية ‪.‬في‬
‫الصطلحا من خلل تعريف نوعيها‪:‬أهلية الوجوب‪،‬‬
‫وأهلية الداء‪.‬فأهلية الوجوب هي‪ :‬صلحية‬
‫النسان لوجوب الحقوق المشروعة له وعليه؛ أي‬
‫صلحيته لن تثبت له الحقوق‪ ،‬وتجب عليه‬
‫الواجبات‪ .‬وأهلية الداء هي‪:‬صلحية النسان‬
‫لصدور الفعل منه على وجه يعتد به شرعا ا)‪.(1‬‬
‫والتصرف في اصطلحا الفقهاء ‪":‬كل ما يصدر‬
‫عن شخص بإرادته ويرتب الشارع عليه نتائج‬
‫حقوقية")‪-.(2‬وقولم ‪":‬كون الل قابل للتصرفا"‪ :‬يآقصد به أن يآكون مل‬
‫العقد يآدخل ف دائرة التعامل فيه؛ كالال) والال هو‪ :‬كل ما يكن حيازته‬
‫والنتفاع به‪ .‬ويآدخل ف دائرة التعامل سواء كان نقدا أو عينا( ‪.‬كما يآشحتط ف‬
‫الال أن يآكون متقوما؛ بعن ما حيز بالفعل وجاز النتفاع به شرعا‪.‬وعليه ل‬
‫يآعد النزيآر مالد متقوماد يدخل في دائرة التعامل فيه)‪ (3‬وكذا كل ما حرمه الشحرع؛‬
‫لجل ناسته؛ أو لكونه غي ملوكا لحد التعاقديآن كالرواح‪ ،‬والنفس‪ ،‬الت‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الموسوعة الفقهية‪.7/151:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬نقل ا عن موقع الدكتور ‪:‬أحمد محمد عزب‪aazab.kau.edu.sa/‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬نقل ا عن موقع الدكتورة مشاعل الهاجري‪،‬للقانون المدني‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪672‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫هي ملك ل‪.‬فمت ورد عليهما العقد كان حكم العقد باطل‪ .‬وبناء على هذا‬
‫أعتن العلماء ببيان ضوبط الهلية العتبة ف الطباء والصيادلة التعاقد معهمم‬
‫فقالوا يآنبغي أن يآكون‪:‬‬
‫‪-1‬عالا ومتمكنا من تصصه ‪ ،‬ومتابعا للمسمتجدات الطبية وقضايآا التداوي‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يآتوافر فيه الد الدن من الدرايآة بعلوم الفقه وأحكام العبادات)‪.(1‬‬
‫‪ -3‬متحليا بالمانة وموصأوفا بالستقامة ولو ظاهرا‪.‬‬
‫وعليه ل يوز أن يآتداوى السملم عند الطبيب الكافر إل عند‬
‫الضرورة‪ ،‬كما أنه لو اقتضت الصلحة التعاقد مع الطبيب الكافر فإما أن‬
‫يآعرفا بالرمات ف الديآن السلمي إجال ـ وإن كان لن يآديآن با ـ أو‬
‫ليآسمتعان به إل ف العمليات الراحية ‪ ،‬أو يآلزمه طبيب مسماعد مسملم؛‬
‫حت يآكون مرجعا له ف الستطبابات الت يآتتب عليهما ترك الفرائض‪ ،‬أو‬
‫الخلل بيئاتا الطلوبة ف الحوال الطبيعية‪.‬‬
‫الضابط الثاني‪" :‬كل مبَيع يحتمل أن يكون سبَبَادفي المعصية ل يجوز بيعه"‪:‬‬
‫معنى الضابط ومدلوله‪:‬مفاد هذا الضابط‪ :‬أنه إذا باع جائز التصرفا‬
‫شيئا لشحت جائز التصرفا أيآضا إل أنه من يآسمتعي بالبيع ف العصية ل يز‬
‫البيع؛ لا فيه من معونة على تناول الظور‪ ،‬وهذا مذهب المهمور‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وخالف ف ذلك المام أبو حنيفة‪ ،‬وقال بنقيض مدلول هذا الضابط‪،‬‬
‫وعليه يب على الصيدل أن يآتقيد بالضوابط الشحرعية الت تتعلق بتداول‬
‫الدويآة الخدرة)‪ (Narcotics‬وما ف حكمهما كمنبهمات الهماز العصب‬

‫)‪ (1‬نقل ا من موقع المنظمة السلمية للعلوم الطبية‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.www.islamset.com‬‬
‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬المقنع‪2/697:‬؛ موسوعة القواعد الفقهية للبورنو‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.3/111‬‬
‫‪673‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الركزي)‪CNS‬‬ ‫الركزي )‪ ،(CNS Stimulants‬ومثبطات الهماز العصب‬


‫‪ ،(Depressants‬وبعض أدويآة السماسية‪ ،‬وغيها من العقاقي الت قيآسماء‬
‫استعمالا بدفا استجلب بعض الحاسيس الرغوبة؛ كالستخاء؛ أو‬
‫الدر‪ ،‬أو اللنشحوة‪ ،‬فمثل هذه الدويآة لا أضرار فادحة على صأحة الفرد‬
‫والتمع إذا ما أخذت بغي إشرافا طب دقيق‪،‬فل يوز للصيدل صأرفا‬
‫هذه الدويآة إل بوجب وصأفة طبية معتمدة من الطبيب العال‪ ،‬ومت تيقن‬
‫الصيدل أو غلب على ظنه أن الذي يآطلب الدواء يآسميء استعماله؛كأمن‬
‫يآتكرر طلب الدواء نفسمه مرات عديآدة على فتات متقاربة ‪ ،‬أو كان الدواء‬
‫نفسمه ما يآسماء استعماله عادة؛ فعلى الصيدل أن يآنصح الريآض بالتوقف‬
‫عن استعمال الدواء‪ ،‬ويآبي له ماطره على صأحته البدنية والنفسمية‪ ،‬فإذا ل‬
‫ب على الصيدل المتناع عن صأرفا‬ ‫يآرتدع عن إساءة استعمال الدواء توتج ت‬
‫)‪(1‬‬
‫الدواء له‪.‬‬
‫الضابط الثالث‪":‬كل مسلم أمين مقبَول القول فيما هو من حأق‬
‫الشرع"‪.‬‬
‫معنى الضابط ومدلوله‪:‬‬
‫من باب حسمن الظن بالسملمي فإن قول كل منهمم مقبولل ومعتبل فيما هو‬
‫من حقوق الشحرع؛ لن السملم شأمنه أل يآقدم على قول ف حق شرعي فيتعمد‬
‫فيه الطأم والضلل؛لن ديآنه وتقواه ينعانه من القول على ال بغي علم‪ ،‬كما‬
‫ينعانه من الكذب على عباد ال ف حق من حقوق الشحرع؛)‪ (2‬وعليه مت أوصأى‬
‫الطبيب الريآض بتك الصوم الواجب‪ ،‬أو ترك بعض أركان الصلة‪ ،‬أو ترك‬

‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬فقه الصيدلي ‪:‬ص ‪.201-200‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬موسوعة القواعد الفقهية للبورنو‪.8/604 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪674‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫غسمل الرأس أومسمحه ‪ ،‬أوأمر طبيب العيون من استزرع له القرنية مثل بتك‬
‫السمجود والركوع إل أن يآطيب؛ فالصأل إن كان القول صأادرا ف هذا ونوه من‬
‫طبيب مسملم ثقة أخذ به‪ ،‬وإن كان غي ثقة أو كافرا وجب استشحارة الثقات من‬
‫السملمي فيما أوصأى به‪ ،‬أويآسمتفصل منه عن وجه النع من الصوم أو السمجود‪،‬‬
‫فإن كان وجهمه الضرر أوالفسمدة الغالب على الظن حصولا؛ أتتخذ بقوله‪ ،‬وإن ل‬
‫يآغلب على الظن حصولا؛ استشحار الثقات من الطباء السملمي ف الخذ با‬
‫أوصأى به طبيبه‪.‬‬
‫الضابط الرابع‪":‬كل ماحأرم النظر إليه حأرم مسه بطريق الولى"‪:‬‬
‫معنى الضابط ومدلوله‪ :‬ظاهر ومفاده‪ :‬أن ما حرم الشحرع النظر إليه؛ فإن مسمه‬
‫أشد تري ا ‪.‬وقد تبي من مدلول قولم ‪" :‬الفسمدة القتضية للتحري‪.........‬إل"‬
‫أن الضرورة تيز للطبيب النظر فيما يرم شرعا ‪ ،‬وعليه فما جاز النظر فيه من‬
‫)‪(1‬‬
‫باب الضرورة ل يآعن جواز مسمه مال تقتضه الضرورة أيآضا‪.‬‬
‫الضابط الخامس‪":‬يجب الخذ بالحأتياط عند تحقق المعارضة وانعدام‬
‫الترجيح"‪:‬‬
‫معنى الضابط ومدلوله‪:‬إذا وجد تعارض بي أمريآن‪ ،‬ول يكن التجيح‬
‫بينهمما؛ وجب الخذ بالحوط للديآن؛ فيقدم المر الذي يآكون أبعد عن‬
‫الفسمدة وأقرب للمصلحة‪ ،‬أو أن مفسمدته أقل‪ ،‬أومصلحته أكب من غيه‪.‬‬

‫)‪ (2‬ينظر‪ :‬موسوعة لقواعد الفقهية‪،‬للبورنو‪.7/516:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪675‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثالث‬
‫الضوابط المتعلقة بالدواء‬
‫الضابط الول‪ :‬يبَينه مدلول قوله ‪):‬إن كان في شأيء من أدويتكم‬
‫خير؛ ففي شأرطة محجم‪ ،‬أوشأربة عسل‪ ،‬أو لذعة بنار توافق دواء(‪.‬‬
‫ويآتقرر الضابط هنا من قوله‪):‬أولذعة بنار توافق دواء( كما بينه ابن حجر‬
‫)‪(1‬‬
‫ف شرحه فقال‪":‬إنه ل يآنبغي التجربة لذلك ول استعماله إل بعد التحقق"‪.‬‬
‫وقد أفادت عبارة ابن حجر أنه ل يوز أن يعل من النسمان حقل تارب)‪ (2‬ف‬
‫المور الت يآتتب عليهما آثار سلبية‪ ،‬أو يآتتب عليهما حصول إعاقة؛كالكي‬
‫الذي يآتك أثرا قبيحا على اللد‪ ،‬وكذلك ل يوز أن يآعطى الدواء للنسمان إل‬
‫بعد التحقق من جدواه ولو بغلبة الظن‪.‬‬
‫الضابط الثاني‪ :‬من مدلول قوله ‪ ):‬إن ال لم يجعل شأفاءكم فيما حأرم‬
‫عليكم( ول يتمل القاقم شرح مدلول هذا الضابط أو التمثيل له؛ فقد كفيت‬
‫مؤنتة ذلك؛ إذ سيفصل القول فيه من اختار الكلم ف موضوع التداوي‬
‫بالرمات‪.‬‬
‫الضابط الثالث‪":‬ليس كل سبَب نال به النسان حأاجته يكون مشروعاد‬
‫ول مبَاحأدا‪ ،‬وإنما يكون مشروعاد إذا غلبَت مصلحته على مفسدته مما أذن‬
‫فيه الشرع)‪.*"(3‬‬

‫)‪ (1‬الفتح‪.10/141:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬ينظر الضوابط الشرعية للتجارب الدوائية على الحياء ؛في‬ ‫‪2‬‬

‫موقع منظمة إيسيسكو‪www.isesco.org.ma :‬‬


‫)‪ (3‬مجموع فتاوى ابن تيمية‪.27/177:‬‬ ‫‪3‬‬

‫* قد مضى في المبحث الول بيان نحو هذه القاعدة إل أن ما تم‬


‫إيراده هناك كان على سبيل العموم أما هنا فهو على سبيل‬
‫الخصوص‪..‬‬
‫‪676‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫معنى الضابط ومدلوله‪ :‬إن النفعة الت تصل من بعض الدويآة ليسمت‬
‫معتبة ف حد ذاتا؛ بل يب أن تكون غالبة‪ ،‬وأن تكون ما أذن الشحارع فيه‬
‫فالمر مشحتملة على بعض النافع ‪ ،‬ومع ذلك نى الشحرع عن التداوي با وكذا‬
‫الشحأمن ف كل ما تصل منه منفعة ما ل يآأمذن الشحارع فيه؛كالركبات الكيمائية‬
‫السمتخرجة من الدم السمفوح‪ ،‬أو النزيآر‪ ،‬وغيه ما حرمه الشحرع‪.‬‬
‫الضابط الرابع‪":‬حأكم الشيء قد يدور مع خصائصه‪ ،‬فإذا ثبَتت خصائصه‬
‫ثبَت حأكمه وإل فل"‪:‬‬
‫معنى الضابط ومدلوله ظاهر‪ ،‬ويآنبغي أن يآكون هذا الضابط فيصل ف‬
‫الكم على الواد الختلطة بالنجاسات أوالرمات‪ ،‬فأمي مادة نسمة أو مرمة‬
‫ظهمرت خصائصهما الت لجلهما حرمهما الشحارع؛ فالادة السمتخلصة منهما تكون‬
‫مرمة‪ -‬حت ل يتال الناس على تناول الرمات‪ ،‬وعليه إذا استخلصم دواء من‬
‫المر فأمسكر قليله فهمو مرم ‪ ،‬وكذا الواد السمتخلصة من النزيآر‪ ،‬فإن كان‬
‫استخدامهما التكرر يآفضي إل حدوث الضرار التتبة على الكل من النزيآر‬
‫مباشرة فل توز بغض النظر عن استحالتهما لواد أخرى أم ل‪ ،‬فالستحالة إن‬
‫صألحت أن تكون ضابطا للحكم على الشياء بالطهمارة فأمنا ل تصلح لن‬
‫تكون ضابطا لل الادة السمتحيلة ؛إذ ليس كل طاهر يل أكله‪ ،‬فالتاب‬
‫)‪(1‬‬
‫والزجاجا طاهران ول يل أكلهمما‪.‬‬

‫)‪ (1‬ينظر شرحا حدود ابن عرفة‪،‬لبي عبد الله الرصاع‪:‬جا‪.92/‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪677‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فرع‪:‬في الضوابط التي يجب اعتبَارها والحأتكام إليها فيما ينتج من‬
‫آثار سلبَية عن الدواء والتداوي‪:‬‬
‫‪-1‬الصأل أن الكم مت ظهمر قعقيب سبب يال على ذلك السمبب)‪.(1‬‬
‫‪-2‬إذا اجتمعت مباشرة الضرر مع التسمبب فيه فالسمؤول هو الباشر مال يآكن‬
‫التسمبب أول بالسمؤولية)‪.(2‬‬
‫‪-3‬التسمبب إذا كان تعديآا يآكون موجبا للضمان)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬ينظر موسوعة القواعد الفقهية‪،‬للبورنو‪.1/498:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬ينظر فقه الصيدلي‪:‬ص ‪.133‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬ينظر موسوعة القواعد الفهية‪.3/296:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪678‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الــخــاتـمـة‬
‫إن بعد حد الباري‪ ،‬والعتافا بفضله وتوفيقه وتيسميه لتام هذا البحث‪،‬‬
‫وبعد الصلة على خي الرسلي نبينا ممد ‪ ‬وعلى آله وصأحبه أجعي‪ ،‬أختم‬
‫قواعد هذا البحث وضوابطه بقولة العلمة ابن عبد الب ‪ ) :‬وهذه أصأول قد‬
‫ي‬‫بانت عللهما‪ ،‬فقس عليهما ما كان ف معناها تصب إن شاء ال(‪ ،‬وهذا حر ي‬
‫بالسملم الريآصم على مرضاة ربه؛ لن حوادث الدهر ل تنتهمي‪ ،‬ومسمتجداته ل‬
‫تنقضي‪ ،‬ول سبيل إل الحاطة بأمحكام تلك السمتجدات إل بتحكيم القواعد‬
‫والصأول القائمة على دفع الفاسد ومنع الضار ونوها ‪ ،‬هذا وقد خلصت من‬
‫خلل هذا البحث إل النتائج والتوصأيات التالية‪:‬‬
‫‪-1‬رعايآة السلم للجانب الصحي‪ ،‬وتقديه ف الولويآة على الوانب الخرى‬
‫الهممة ف السلم‪.‬‬
‫‪-2‬أسبقية السلم للحضارة الغربية ف تقريآر مبدأ الجر الصحي‪ ،‬وتأمسيس‬
‫أصأوله‪ ،‬وضبط قواعده‪.‬‬
‫‪ -3‬الستحالة إن صألحت أن تكون ضابطا للحكم على الشياء بالطهمارة فل‬
‫يآلزم أن تصلح لن تكون ضابطا لل الادة السمتحيلة‪.‬‬
‫‪-4‬يب أن يآكون للمسملمي دور فاعل ف منظمة الصحة العالية؛فل يآقتصر‬
‫دورهم على العضويآة الشحرفية فحسمب؛ بل لبد أن يآكون للكفاء منهمم‬
‫س ف إصأدار اللوائح والقرارات الاسة والهممة‪.‬‬ ‫دولر رئي ل‬
‫‪-5‬يب أن تقنن القواعد والضوابط الفقهمية التعلقة بأمحكام التداوي وتضافا‬
‫لناهج علوم الصيدلة القررة على الطلبة السملمي حت ل تكون مرجعيتنا‬
‫ف الال الصحي قاصأرة على الفكر الغرب الادي ‪.‬‬

‫‪679‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وأخيراد فإن أسأمل ال أن أكون قد وفقت ف إيآراد قواعد وضوابط نافعة ف‬


‫أحكام التدواي‪ ،‬وأسأمله أن يآغفر ل ما اجتهمدت فيه فأمخطأمت‪ ،‬وما‬
‫سبق فيه القلم فزللت‪ ،‬كما أسأمله أن يآنفع با ورد فيه من صأواب‪ ،‬وأن‬
‫يزل ل به الثواب؛ إنه سيع ميب الدعاء‪ .‬وصألى ال على سيدنا ممد‬
‫‪ ‬وعلى آله وصأحبه أجعي‪.‬‬

‫‪680‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المراجــــع‬
‫‪-1‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪-2‬أغذية الحيوان المأكول آثارها وأحكامها‪:‬لخيرية عمر ‪،‬‬
‫بيروت‪:‬دار ابن حزم‪1430 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-3‬أسهل المدارك ‪ ،‬لبي بكر الكشناوي‪ ،‬بيروت‪:‬دار الفكر‪،‬‬
‫)ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪ -4‬أضواء البيان ‪:‬تأليف‪ :‬محمد أمين الشنقيطي‪) ،‬ط‪:‬بدون(‪،‬‬
‫بيروت‪:‬عالم الكتب‪) ،‬ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪-5‬البهاجا لبن السبكي‪ :‬تحقيق‪:‬د‪.‬شعبان إسماعيل ‪،‬‬
‫القاهرة‪:‬مكتبة الكليات‪.‬‬
‫‪-6‬الشباه والنظائر‪:‬لبن نجيم ‪ ،‬تحقيق‪:‬محمد الحافظ‪،‬‬
‫دمشق‪:‬دار الفكر‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪-7‬البحر الرائق‪ :‬للنسمفي تقيق‪:‬زكريآا عميات‪ ، ،‬بيوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬الصحيح من أسباب النزول‪:‬لعصام الحميدان‪، ،‬‬
‫بيروت‪:‬مؤسسة الرىيان‪1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -9‬العناية على الهداية ‪ :‬للبابرتي‪ ،‬بيروت‪:‬دار الفكر‪،‬‬
‫)ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪-10‬بدائع الصنائع‪ :‬للكاساني ‪ ،‬بيروت‪:‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪1406‬هـ‪.‬‬
‫‪ -11‬التحريآر والتنويآر‪:‬للعلمة ابن عاشور‪ ,‬تونس‪:‬ابن سحنون‪) ،‬ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪-12‬تحفة الحوذي بشرحا صحيح الترمذي‪ ,‬للمبارلقوري‪ ,‬ت‪:‬‬
‫عبدالرحمن عثمان ط‪1399 ,3:‬هـ ‪ ,‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪- 13‬التعريفات‪ :‬للجرجاني‪ ،‬تحقيق‪:‬إبراهيم‪ ،‬البياري‪،‬‬
‫الطبعةالرابعة‪ ،‬بيروت‪:‬داالكتاب العربي‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-14‬تفسيرالقرآن‪:‬لبن كثير ‪ ،‬وتصحيح‪:‬محمودالرناؤوط‪، ،‬‬
‫بيروت‪:‬دار صادر‪1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-15‬تقريآر القواعد‪:‬لبن رجب ‪ ،‬ت ‪:‬مشحهمور آل سلمان‪ ، ،‬الب‪:‬دار ابن عفان‪1419 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-16‬الجامع لحكام القرآن‪:‬للقرطبي‪ ،‬تحقيق عبد الرزاق‬
‫المهدي‪ ،‬بيروت‪:‬دارالكتاب العربي‪1423 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-17‬الحاوي الكبير‪ :‬للماوردي‪,‬ت‪ :‬علي معوض‪،‬‬
‫بيروت‪:‬دارالكتب العلمية‪1414 ،‬‬

‫‪681‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪-18‬رد المحتار على الدر المختار‪:‬لبن عابدين‪ ،‬الردن‪:‬إحياء‬


‫التراث العربي‪) ،‬ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪- 19‬شرح البحر الرائق‪:‬لبن نيم ‪ ،‬تقيق‪:‬زكريآا عميات‪ ،‬بيوت‪:‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪- 20‬شرح حدود ابن عرفة‪:‬للرصأاع‪ ،‬تقيق‪:‬د‪ .‬أبو الجفان‪ ،‬بيوت‪:‬دار العرب السلمي‪،‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪-21‬شرح صأحيح مسملم‪ :‬للنووي‪ ،‬تقيق‪:‬عبد السملم علوش‪ ،‬الريآاض‪:‬الرشد‪1425 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-22‬الشرحا الصغير ‪:‬للدردير‪: ،‬دار الفكر‪) ،‬ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪ -23‬شرح منح الليل على متصر خليل‪ :‬لمد عليش تصويآر‪:‬دار الباز بكة‪) ،‬ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪ -24‬شرح منتهمى الرادات‪:‬للشحيخ منصور البهموت بيوت‪:‬دار الفكر‪) ،‬ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪ -25‬شرح منظومة القواعد الفقهمية للسمعدي‪:‬لعبد العزيآز العويآد‪ ،‬الريآاض‪:‬دار القاسم‪،‬‬
‫‪1425‬هـ‪.‬‬
‫‪ -26‬صأحيح البخاري مع فتح الباري‪:‬للمام البخاري ‪) ،‬ط‪:‬بدون(‪ ،‬بيوت‪:‬دار الفكر‪،‬‬
‫)ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪ -27‬صأحيح مسملم مع شرح النووي ‪ :‬للمام مسملم‪ ،‬ت‪:‬عبد السملم علوش‪ ،‬الريآاض‪:‬الرشد‪،‬‬
‫‪.1425‬‬
‫‪-28‬عارضة الحوذي‪ :‬لبن العرب‪ ،‬تقيق‪:‬جال مرعشحلي‪ ، ،‬بيوت‪:‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -29‬عون العبود‪:‬للعلمة‪:‬لمد آبادي‪ ،‬تقيق‪:‬عصام الصبابطي‪ ،‬القاهرة‪:‬دار الديآث‪،‬‬
‫‪1422‬هـ‪.‬‬
‫‪ -30‬غمز عيون البصائر‪:‬للحموي ‪ ،‬بيوت‪:‬دار الكتب العلمية‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -31‬فتح الباري‪ :‬لبن حجر العسمقلن ‪ ،‬بيوت‪:‬دار الفكر‪) ،‬ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪-32‬الفتاوي النديآة‪:‬لبن هام‪ ،‬تقيق‪:‬عبد الرحن حسمن‪ ،‬بيوت‪:‬دار الكتب العلمية‪1421 ،‬هـ‬
‫‪ -33‬الفروع‪ :‬لبن مفلح)ت ‪ ،(762‬تقيق‪:‬حازم القاضي‪ ، ،‬بيوت‪:‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -34‬الفروق‪:‬للقراف‪ ،‬تقيق‪:‬عبد الميد هنداوي‪ ،‬بيوت‪:‬الكتبة العصريآة‪1424 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪682‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪-35‬فقه الصيدل السملم‪:‬لالد الطماوي‪ ،‬الريآاض‪:‬دار العصيمي‪1428 ،‬هـ‪.‬‬


‫‪ -36‬فيض القديآر‪:‬للمناوي ‪ ،‬تقيق‪:‬أحد عبد السملم‪ ،‬بيوت‪:‬دار الكتب العلمية‪1427 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-37‬قاعدة العادة مكمة‪ :‬ليعقوب الباحسمي ‪ ،‬الريآاض‪:‬الرشد‪1424 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-38‬القاموس اليط‪:‬للفيوز آبادي‪ ،‬تقيق ممد العرقوس‪ ، ،‬بيوت‪:‬مؤسسمة الرسالة‪،‬‬
‫‪1416‬هـ‪.‬‬
‫‪-39‬القواعد الفقهمية‪ :‬ليعقوب الباحسمي ‪ ،‬الريآاض‪:‬الرشد‪1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -40‬القواعد الفقهية‪:‬لعلى الندوي ‪ ،‬دمشق‪:‬دار القلم‪،‬‬
‫‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -41‬القواعد الفقهمية‪ :‬للشحيخ السمعدي‪ ،‬تقيق‪:‬العجمي‪ ،‬بيوت‪:‬دار البشحائر‪1428 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -42‬القواعد النورانية‪:‬لبن تيمية‪ ،‬تقيق‪:‬ممد الفقي‪ ،‬بيوت‪:‬دار الندوة‪) ،‬ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪ -43‬القواعد‪ :‬للحصن‪ ،‬ت‪:‬عبد الرحن الشحعلن‪ ،‬الريآاض‪:‬الرشد‪1418 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -44‬القواني الفقهمية‪:‬للغرناطي‪ ،‬تقيق‪:‬عبد الكري الفضيلي‪ ،‬بيوت‪:‬الكتبة العصريآة‪1423 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-45‬كشحافا القناع‪:‬للشحيخ البهموت‪ ،‬تقيق‪:‬هلل مصطفى‪ ،‬بيوت‪:‬دار الفكر ‪1402‬هـ‪.‬‬
‫‪ -46‬لسمان العرب‪:‬لبن منظور ‪ ،‬القاهرة‪:‬دار الديآث‪1423 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪- 47‬لاذا حرم ال هذه الشياء‪:‬لم النزيآر‪....‬المر؟‪:‬لكمال عبد العزيآز‪ ،‬القاهرة‪:‬مكتبة القرآن‪.‬‬
‫‪ -48‬الموع بشحرح الهمذب‪:‬للنووي‪ ،‬بيوت‪:‬دار الفكر‪) ،‬ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪-49‬مموع فتاوي ابن تيمية‪ ،‬جع وترتيب‪:‬عبد الرحن القاسم‪ ،‬القاهرة‪:‬مكتبة ابن تيمية‪.‬‬
‫‪-50‬الختار من الصحاح‪:‬لب بكر الرازي‪ ،‬بيوت‪:‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -51‬الصباح الني‪:‬للفيومي‪ ،‬بيوت‪:‬دار الكتب العلمية‪1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -52‬معجم لغة الفقهماء‪ :‬لمد قلعجي‪ ،‬وحامد قنيب‪ ،‬بيوت‪:‬دار النفائس‪1408 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-53‬معجم مقايآيس اللغة‪:‬لبن فارس ‪ ،‬تقيق‪:‬عبد السملم هارون‪ ،‬بيوت‪:‬دار اليل‪1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -54‬العجم الوسيط‪:‬تأمليف‪:‬إبراهيم مصطفى‪ ،‬أحد الزيآات‪ ،‬وآخرون‪ ،‬استنابول‪ :‬الكتبة‬
‫السلمية‬
‫‪ -55‬الغن‪:‬لبن قدامة)ت ‪ ،(620‬بيوت‪:‬دار الفكر‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -56‬مغن التاجا‪ :‬للشحربين ‪ ،‬تصويآر‪ :‬مكتبة الفيصلية بكة‪) ،‬ت‪:‬بدون(‪.‬‬
‫‪-57‬الوسوعة الامعة لصطلحات الفكر العرب والسلمي‪:‬لبنان‪:‬مكتبة لبنان‪2006 ،‬م‪.‬‬

‫‪683‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪-58‬الوسوعة الفقهمية‪:‬إعداد‪:‬وزارة الوقافا ‪ ،‬الكويآت‪ :‬وزارة الوقافا‪1425 ،‬هـ‪.‬‬


‫‪-59‬موسوعة القواعد الفقهمية‪:‬للبورنو‪ ، ،‬بيوت‪ ،‬مؤسسمة الرسالة‪1424 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -60‬نايآة التاجا‪ :‬لب العباس ‪ ،‬بيوت‪:‬دار الفكر‪1404 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪-61‬الوجيز ف إيآضاح قواعد الفقه الكلية‪:‬للبورنو‪ ، ،‬بيوت‪:‬مؤسسمة الرسالة‪1419 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪684‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪685‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أثر التداوي‬
‫على الصلة والصيام‬

‫إعـــداد‬
‫الدكتورة ‪ /‬زينب عياد حسن عبدالله‬
‫المدرس بكلية الدراسات السلمية والعربية‬
‫بنات القاهرة جامعة الزهر‬

‫‪686‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪687‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ملخص البحث‬
‫الحمد لله الشافي الكافي الممرض المصح‬
‫المعافي‪ ،‬والصلة والسلم على رسولنا محمد‬
‫النبي المي وبعد‪ .....‬مما ل شك فيه أن الشريعة‬
‫السلمية قد عملت على المحافظة على صحة‬
‫النسان وذلك بوضعها قواعد تمنع من انتشار‬
‫المراض وهو ما يعرف بالطب الوقائي‪ ،‬لكنها في‬
‫الوقت نفسه لم تترك جانبا ا آخر للحفاظ على نعمة‬
‫والعلجا فيقول رسولن‬
‫الصحة وهو طلب التداوي ن‬
‫ن نن نن ن ن‬ ‫ن ن‬ ‫ننن ن‬
‫الله ن‪ " :‬ن ن ن نن ن نن ن نن ن ن ن نن ن نن ن ن ن‬
‫ن ننن ن ن ن ن ننن‬ ‫ن ن ن ن ن ن ن ن نن‬
‫نن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ننن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ن‬
‫ن‬ ‫ن ننن ن‬ ‫ن ن نن ن‬
‫نن ن ن نن ن ننن نن ن نن ن نن " )‪(1‬ن ننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نن نننن ننننننن ننن ننننن ننننن نننن‬
‫نن ننننننن نننن ننننن ننن نننن ننن‬
‫ن‬
‫ننن ننن ننننن نننننن ن ننن نننن نننن‬
‫ننننن ننننننن نن نن نننننن ننننننن‬
‫نننن نن نننن ننن نن نننننن نننننن‬
‫نننننننن نننن نن نننن ننن ننن‬
‫ننننننن ننننن ننن نننننن ننن نن‬
‫ننننن ننننن نننننن نننننننن ننننن‬
‫ننن ننننن ننننن ننننننننن نن ننن‬
‫نننننن نن ننن نننننن نننننن نننننننن‬
‫نننن ننن ننننن نننننن ننننن ننن نننن‬
‫ننننن نن ننن ننن ننننن نننننن نننن‬

‫)‪ (1‬أخرجه الترمذي – كتاب الطب – باب ما جاء في الدواء والحث‬ ‫‪1‬‬

‫عليه جا ‪ 4‬ص ‪ 336-335‬قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬


‫‪688‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننننن نن نننننن نننن نننننن‬


‫نننننن ننن ننن ننن نننننن ننننن‬
‫ننننن نننننننن نن نننن نننن ننننن‬
‫نننن ننن ننن ننننننننن نن نننن ننننن‬
‫ننن ننن نن نننن ننن نننن ننن ننن نن‬
‫ننن ننن ننننن ننننن نننن ننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬

‫‪689‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المقدمة‬
‫الحمد لله الذي خلق الداء‪ ،‬وخلق له الدواء‪،‬‬
‫وصرف السباب كيفما شاء ‪ -‬سبحانه وتعالى ‪-‬‬
‫والصلة والسلم على المبعوث رحمة للعالمين‪،‬‬
‫سيدنا محمد النبي المين وبعد‪...‬‬
‫مما ل شك فيه أن الشريعة السلمية قد أمرت‬
‫بالمحافظة على نعمة الصحة سواء كان ذلك من‬
‫خلل إتباع المبادئ التي تكفل عدم الصابة‬
‫بالمراض أو من خلل الحث على طلب التداوي‪.‬‬
‫ولما ظهرت في الونة الخيرة بعض‬
‫المستجدات الطبية التي قد تؤثر على صحة الصلة‬
‫والصيام كان لزاما ا على علماء المة السلمية‬
‫البحث العلمي لمعرفة حكم هذه المستجدات‬
‫الطبية‪ ،‬وخاصة لما يترتب على هذه المستجدات‬
‫من كثرة التساؤلت حول حكمها الشرعي‪ ،‬وكثرة‬
‫الفتاوى وتضاربها‪.‬‬
‫وقد قسمت البحث ‪ -‬عن أثر التداوي على‬
‫الصلة والصيام ‪ -‬إلى تمهيد ومبحثين وخاتمة‪:‬‬
‫أما التمهيد ففي تعريف التداوي وبيان حكمه‬
‫الشرعي‪.‬‬
‫وأما المبحث الول‪ :‬فعن أثر التداوي على‬
‫الصلة ويشتمل على ثلثة‬
‫مطالب‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬الصلة مع الدواء النجس‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التخدير وأثره على الصلة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الصلة مع القسطرة‬
‫والشرجا الصناعي‪.‬‬
‫‪690‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أثر التداوي على الصيام‬


‫ويشتمل على مطلبين‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬التداوي عبر منفذ معتاد‬
‫ويشتمل على ست مسائل‪:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬أدوية عبر الفم‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬أدوية عبرالأنف‪.‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬أدوية عبر العين‪.‬‬
‫المسألة الرابعة‪ :‬أدوية عبر الذن‪.‬‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬أدوية عبر القبل‪.‬‬
‫المسألة السادسة‪ :‬أدوية عبر الدبر‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التداوي عبر منفذ غير معتاد‪،‬‬
‫ويشمل مسألتين‪:‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬الدوية التي تؤخذ عبر الجلد‬
‫امتصاصاا‪.‬‬
‫المسسألة الثانية‪ :‬الدوية التي تؤخذ عبر‬
‫الجلد نفوذاا‪.‬‬
‫أما الخاتمة فذكرت فيها خلصة لما توصلت‬
‫إليه من خلل البحث‪.‬‬
‫والله الموفق‪،،‬‬

‫‪691‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التمهيد‬
‫تعريف التداوي وبيان حكمه‬
‫التداوي في اللغة‪ :‬يقال تداوى بالشيء‪:‬‬
‫تعالج به‪ ،‬والدواء‪ :‬ما يتداوى به‪ ،‬جمعه أدوية‪ ،‬والداء‬
‫المرض وجمعه أدواء‪ ،‬يقال داواه عالجه)‪.(1‬‬
‫وبشكل عام يمكن تعريف الدواء بأنه أي مادة‬
‫تحدث تأثير على جسم الإنسان بشكل علجي أو‬
‫وقائي أو تشخيصي لمراض الإنسان أو الحيوان‪.‬‬
‫والوسيلة إلى ذلك أشكال صيدلنية متعددة مثل‬
‫أقراص الحبوب والكبسولت والشربة والمراهم‬
‫والحقن الوريدية والعضلية والتحاميل وغيرها من‬
‫الوسائل الكثيرة)‪.(2‬‬
‫ول يخرجا استعمال الفقهاء له عن هذا المعنى‪.‬‬
‫أما حكمه فقد اختلف الفقهاء فيه على‬
‫أربعة آراء‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬التداوي مباحا وبه قال جمهور‬
‫الفقهاء الحنفية)‪ ،(3‬والمالكية)‪ ،(4‬والحنابلة)‪(5‬إل أن‬
‫الحنابلة ذهبوا إلى أن تركه أفضل‪.‬‬

‫)‪ (1‬المعجم الوسيط ‪ ،1/316‬المصباحا المنيرص ‪ ،205‬مختار‬ ‫‪1‬‬

‫الصحاحا ص ‪.217‬‬
‫)‪www.mohtrev.com .(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬العناية شرحا الهداية ‪ ،10/66‬الفتاوي الهندية ‪.5/354‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬الفواكه الدواني ‪ ،2/338‬المقدمات الممهدات ‪./2‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (5‬الداب الشرعية ‪ ،2/348‬مطالب أولي النهي ‪.1/833‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪692‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الرأي الثاني‪ :‬التداوي مستحب وبه قال‬


‫الشافعية )‪ ،(1‬وبعض الحنابلة )‪.(2‬‬
‫الرأي الثالث‪ :‬التداوي واجب وهو قول‬
‫الحنفية)‪ (3‬بشرط كون الدواء المستعمل مقطوعا ا‬
‫به‪ ،‬وهو قول لبعض الحنابلة)‪ ،(4‬وقيده بعضهم بظن‬
‫نفعه‪.‬‬
‫جاء في الفتاوى الهندية‪ :‬إعلم أن السباب‬
‫المزيلة للضرر تنقسم إلى مقطوع به كالماء‬
‫المزيل لضرر العطش‪ ،‬والخبز المزيل لضرر‬
‫الجوع‪ .....‬أما المقطوع به فليس تركه من التوكل‬
‫بل تركه حرام عند خوف الموت)‪.(5‬‬
‫الرأي الرابع‪ :‬التداوي مكروه وهو قول لبعض‬
‫العلماء)‪.(6‬‬
‫الدلة‪:‬‬
‫أدلة الرأي الول‪ :‬استدلوا على ما ذهبوا إليه‬
‫بالسنة‪:‬‬
‫ة‬
‫ن ع ضدري سن د د‬ ‫د‬ ‫‪ -1‬روي ع دن أ د‬
‫م س‬ ‫سا ق‬ ‫ن دنا ا‬ ‫كأ ى‬ ‫مال ق ٍ‬ ‫ن د‬ ‫ق ق‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫س‬
‫م‬ ‫ى‬
‫سل د‬ ‫د‬
‫صلى الله ع دلي سهق ود د‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ل اللهق د‬‫ى‬ ‫سو ق‬ ‫موا ع ددلى در ض‬ ‫قدد ق ض‬
‫صىلى‬ ‫ل الل ىهق د‬ ‫سو ض‬ ‫م در ض‬ ‫ل ل دهض س‬ ‫قا د‬ ‫ها فد د‬ ‫جت دودوس د‬ ‫ة دفا س‬ ‫دين د د‬
‫م ق‬‫ال س د‬
‫جوا‬ ‫الىلهم ع دل ديه وسل ىم‪" :‬إن شئ نت ت ل‬
‫ختر ت‬ ‫ن تل ن‬ ‫مأ ن‬ ‫ن‬ ‫إ ن إ‬ ‫س ق د د د‬
‫ل‬
‫ها‬ ‫ن أل نلبان إ ل‬ ‫م ن‬ ‫شلرتبوا إ‬ ‫فت ل ن‬‫ة ل‬ ‫ق إ‬ ‫صدل ل‬ ‫ل ل ال ص‬ ‫إ إللى إ إب إ إ‬
‫حوا)‪.(7‬‬ ‫ص م‬ ‫فعدضلوا فد د‬ ‫ها" فد د‬ ‫وال إ ل‬‫وأب ن ل‬ ‫ل‬
‫)‪ (6‬المجموع شرحا المهذب ‪ ،5/97‬أسنى المطالب ‪.1/295‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (7‬الفروع ‪ ،1/165‬النصاف ‪.2/463‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ‪ (1‬الفتاوي الهندية ‪.5/355‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ‪ (2‬الفتاوى الكبرى ‪ ،3/7‬الداب الشرعية ‪.2/350‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ‪ (3‬الفتاوي الهندية ‪.5/355‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ‪ (4‬تبيين الحقائق ‪.32 /6‬‬ ‫‪6‬‬

‫) ‪ (5‬أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب القسامة – باب حكم‬ ‫‪7‬‬

‫المحاربين والمرتدين‪.‬‬
‫‪693‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن‬
‫جاب قدر ب س د‬ ‫ت د‬ ‫مع س ض‬
‫س ق‬ ‫ل‪ :‬د‬ ‫ن قددتاد دة د دقا د‬ ‫مدر ب س ق‬
‫‪ -2‬ضرقوي عن ع ض د‬
‫ي‪‬‬ ‫ت نالن ىب قن نى‬‫منعسن ض‬
‫س ق‬‫ل‪ :‬ن د‬ ‫ما دقا د‬ ‫د‬ ‫ض‬ ‫ه ع دن سه‬
‫ض‬ ‫ي الل ى‬ ‫د‬ ‫ض‬
‫ق‬ ‫ع دب سد ق الل ىهق در‬
‫نن‬ ‫نن ن‬ ‫نن ن‬
‫نننن‪ " :‬ن ن نن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن ننن ن ن ننن نن ن نن‬ ‫ن ن ن نن ن نن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن نن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن نن ننن‬ ‫ننن‬
‫ن ن ن ن ننن ن ن ننن نن ننن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نن‬ ‫ن نن ن نن ن ن ن‬ ‫نن ن‬ ‫ن‬
‫نن ن ن ن ن ن‬ ‫ن نننننن نننن ن نن نن ن ن‬
‫ن‬ ‫ننن ن‬
‫نن ن ن ن ن " )‪.(1‬‬ ‫ن ن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننن‪ :‬ننننن ننن نننن نننن‬
‫ن ننن‬
‫نننن نن نننننن ننننن " ن ن ن ن ن ن " ننن‬
‫ن‬ ‫ن ن نن ن ن ن‬
‫نننننن نننننن‪ " :‬ن ن نن ن نن ن ن ن ن ن‬
‫ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ننن ن ن‬
‫ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن ننن‬
‫ن ن ن " نننن ننن ننننن ننننننن‪.‬‬
‫نننن ننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن‬
‫ننن ننننننن ننننننن ننننننن نننننن‪:‬‬
‫ننن نننننن ننننن نننن‪:‬‬
‫‪ -1‬ننن ننننن‪ :‬ﮋﮕﮖ ﮗﮘﮙﮚ ﮛﮜﮝﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪﮫ ﮬ‬
‫ﮭﮮﮊ )‪.(2‬‬
‫‪-2‬قال تعالى‪ :‬ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮊ)‪.(3‬‬
‫وجه الدللة‪ :‬ففي قوله تعالى‪ :‬ﮋﮥﮦﮧﮊ دليل‬
‫على جواز التعالج بشرب الدواء وغير ذلك)‪.(4‬‬

‫) ‪ (6‬أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الطب – باب الدواء‬ ‫‪1‬‬

‫بالعسل جا ‪ 4‬ص ‪.9‬‬


‫)‪ (1‬سورة النحل‪ ،‬الية‪.69 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬سورة السراء‪ ،‬الية‪.82 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (3‬الجامع لحكام القرآن للقرطبي ‪.10/138‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪694‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فقد أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى أنواع مما‬


‫فيه شفاء للناس‪ ،‬فلما أرشدنا إليه دل على أن‬
‫طلبه مستحب)‪.(5‬‬
‫‪ -3‬قال تعالى حكاية عن أيوب عليه السلم‪ :‬ﮋﯿ ﰀﰁ‬
‫ﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﮊ)‪.(2‬‬
‫أي قلنا له ضأركض فركض فنبعت عين ماء‬
‫فاغتسل به فذهب الداء من ظاهره ثم شرب منه‬
‫فذهب الداء من باطنه)‪.(3‬‬
‫فأمر الله سبحانه وتعالى له إنما يدل دللة‬
‫واضحة على الحث على العلجا والمر بالتداوي‪ ،‬وأنه‬
‫من الضروري الخذ بالسباب لحصول الشفاء)‪.(4‬‬
‫أما السنة‪:‬‬
‫فقد وردت أحاديث كثيرة في مشروعية التداوي‬
‫والحث عليه‪ :‬ن‬
‫ن ن ن ن ن‬ ‫ن‬ ‫ن أ دقبي هضدري سن‬
‫ننننن‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫‪t‬‬ ‫ة‬ ‫ر‬
‫نننن ن ن‬ ‫نن ن ن‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫وي ع دن سن ن ن‬
‫‪ - 1‬ضر قن‬
‫نن ن ننن ن ن ن ن ن ن‬ ‫ن‬ ‫" نن ن ن ن ن نن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن نن ن " ‪ .‬ن‬
‫(‬ ‫‪5‬‬‫)‬
‫ننن ن ن‬ ‫ن‬ ‫ن نن‬ ‫نن‬ ‫ن نن ن‬
‫ننن‪:‬‬‫نن ننننن ن نن ن ن ن نن نن ننن ن ننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫‪‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫‪-2‬ن‬
‫نننننن ن‬ ‫ن‬
‫ننن‬‫نن نننن‬‫نن‬ ‫نننننن نننن ن‬ ‫ن ن‬ ‫" ننن‬
‫ننننن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن " ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫نن ن‬ ‫ن‬
‫)‪ (4‬أحكام نقل أعضاء النسان د‪ /‬يوسف عبد الله ص ‪.46‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (5‬سورة ص‪ ،‬اليتان‪.42 -41 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ‪ (1‬الجامع لحكام القرآن للقرطبي المجلد الثامن ص ‪.5853‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ‪ (2‬مدى مشروعية الستشفاء بالدم البشري وأثر التصرف فيه‬ ‫‪4‬‬

‫في الفقه السلمي والقانون المدني د ‪ /‬محمد عبد المقصود ص‬


‫‪.71‬‬
‫) ‪ (3‬أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الطب – باب ما أنزل الله‬ ‫‪5‬‬

‫داء إل أنز له شفاء جا ‪ 4‬ص ‪.9‬‬


‫) ‪ (4‬أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب السلم – باب لكل داء دواء‬ ‫‪6‬‬

‫واستحباب التداوي جا ‪ 4‬ص ‪.1729‬‬


‫‪695‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن ن ن نن‬ ‫ن نن نن ن نن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن ن ن نن ن ننن ننن ننن ن‬
‫نن‬ ‫ن‬‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫ن ن نن‬ ‫‪-‬ن‬‫‪3‬ن‬
‫نن ننننن‪:‬‬ ‫ننن‬ ‫ننننننن‬‫نن ن‬ ‫نننن‬ ‫ننن ن‬ ‫ننننننننننن نننن ن‬
‫ننننن‬ ‫ن‬
‫نننن ن‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫نن ن‬‫ننن ن‬‫ننننن‬ ‫نن‬
‫ن‬ ‫ننن ننن‬ ‫نن‬‫ن‬ ‫ننن‬‫ننن‬‫"ننننن‬
‫ن‬‫ننن‬‫نننننننننن‬ ‫ننن نننن نن‬
‫ن‬ ‫ن نن ن‬ ‫ن ننننن ننن‬ ‫نن‬‫ن‬
‫نننننن نننن‬ ‫ن‬‫نن‬ ‫نن(‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ننن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬
‫ننن‬ ‫نن نن نن نن ن‬
‫نننن ننن نن ننن‪ " :‬ننننن" ‪.‬ن‬
‫(‬ ‫‪1‬‬‫)‬
‫ن‬ ‫ن ن‬ ‫ننن ن‬
‫نننن ‪:‬ن" ن ن ن نن ن نن ن نن ن ن‬ ‫ننن نن‬
‫ننن ن‬ ‫ن ن ن ن ن ن ن نن ن‬ ‫نن نن ن ن‬
‫ن نن ن نن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ننن ن ن ن‬
‫ن‬ ‫نن ن ن ن‬
‫ن ن ن نن ن " نن ننن ننننن ننن ننننن نننن‬
‫ن‬
‫ننن نن نن نن نن ن ن نن ن ن‬ ‫ننننننن‪.‬‬ ‫ن‬
‫ن‪:‬ننننننننننننن‬ ‫نن‬
‫‪ - 4‬ن نن نن ن نن ن ن ن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫نن‬
‫نننننن ننن‪:‬ن‬
‫نن‬ ‫نننننننننن ن‬ ‫ن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننننننن‬
‫ن‬ ‫ن نن‬
‫نننن ننن ن‬ ‫ن ن" ننن نن‬ ‫نن‪:‬‬‫نن‬‫نن ن‪‬ننن‬ ‫نننن‬‫نننن ن ن‬ ‫ن‬
‫ن ننن ن ن ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن نن نن نن ن‬ ‫ن‬‫ننننن‬
‫ننننننننن ن ن‬ ‫ن‬‫نننن‬
‫ن‬
‫نننن ننن‬
‫نن‬
‫ن ن ننن‬ ‫نن‬‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫ننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن نننننن ن ن ن ن ن‬‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن ن‬ ‫نننننننن‬ ‫نن‬ ‫ن‬
‫ننن ن‬‫ننن ننن نن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن نننن‬ ‫ن ن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن ن " ن ‪.‬ن‬ ‫نن‬ ‫نن‬ ‫نننن ننننننننننن ننن‬ ‫نن‬
‫)‪(2‬‬
‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫‪-5‬نننن ن ن نن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫ن نن ننن ن ننننن ننننن‬
‫ننننننننننن‬ ‫نن‬‫نن‬
‫ن‬ ‫ن‬‫ننن‬ ‫نننن‬‫نن‬‫نن‬‫ن‬ ‫ننننننن‪ ‬ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫نننن‬
‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ننننن ننن ننننن ننن ننننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننن نن ن نننن ننننن نن نن‬
‫نننننننننننن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫ن نننننن‬‫نن‬‫ن‬ ‫ننننننننننن‬
‫ن‪:‬‬
‫نننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫ن‬‫ن‬ ‫نن‬‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫نننن ‪‬ن‬
‫نن ننن ن نن ن ن ننن‬ ‫نن‬ ‫ن‬
‫نن نننن ننن نن نننن نننن نننن‬ ‫نن‬
‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬

‫) ‪ (5‬سبق تخريجه ص ‪.2‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ‪ (1‬أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الطب – باب الدواء‬ ‫‪2‬‬

‫بالعسل جا ‪ 4‬ص ‪.9‬‬


‫‪696‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن ن نننن‬ ‫نننن نن ننن ن ن‬
‫" ننن ن ن‬ ‫نن‪ ‬نننن‪:‬‬ ‫نننن‬ ‫ننن‬ ‫نننننننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن ن نن ن ن ن نن ن ن ن ن نن ن ن نن ن " )‪.(1‬‬
‫ن‬
‫ننن ننننننن نن نننننننن ننننننن‪:‬‬
‫نننن ننن نننننننن ننننننن ننن ننن‬
‫ننننننننن ننن‬ ‫ن‬ ‫نننن‬‫ننننننن ننننننن ن‬
‫نننن‬ ‫نن ن ن‬ ‫نننن‬
‫نننن ‪ " :‬ن ن ن ن نن ن نن ن ن ن نن ن ن ن ن‬
‫ن‬ ‫ننن ن‬
‫نن ن ن نن ن " ننن ننننن ننن ننننن نننننن‬
‫نن ننن ننن نننن نننننن ننننن ننننن‬
‫ننننن ننننن نننننن نننن نننن ننن‬
‫ننننننن نننننن نننننن ننننننن‬
‫ننننننن)‪.(2‬‬
‫ننن ننن نن ننننن ننننننن نن ننن ننن‬
‫ننننننن ننننننن نن نننننننننن ننن‬
‫نن‬
‫نننننننننن ننننن‪ ‬نننننننن ننن ننن نن‬
‫نننن‬ ‫ن نن ن ن نن نننن ن ن‬
‫ننن ننن نننن ننننن ننن‪ " :‬ن ن ن ن ن‬ ‫ننننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن ن‬
‫ن‬
‫نننننننن ننن‬ ‫نن ن ن ن ‪ ‬ن ن ن نن نن " )‪(3‬نن‬
‫ننن ن نن ن نن نن ننن نن نن ن‬
‫ننن نن ننننن ننن نننن نننن نن نننن‬ ‫ن‬
‫ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬ ‫ن‬
‫نن ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن‬ ‫نننن ‪ " :‬نن ن ن نن ن ن ن ن‬
‫ننن نننن ننن‬ ‫ننننن ننن‬ ‫ننن ن ن ن‬
‫نن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫نن ن ننن ن‬ ‫نن ن ن ن ننن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن نن "‬
‫ن‬ ‫ن( ن ن‬ ‫ن‬
‫)‪. 4‬‬
‫) ‪ (2‬أخرجه مالك في الموطأ – كتاب الجامع – باب تعالج المريض‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ‪ (3‬شرحا النووي على صحيح مسلم‪ ،‬المنتقى شرحا الموطأ‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،7/261‬بتصرف‪.‬‬
‫) ‪ (4‬أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الصوم – باب الحجامة‬ ‫‪3‬‬

‫والقيء للصائم جا ‪ 1‬ص ‪.332‬‬


‫) ‪ (1‬أخرجه البخاري – كتاب فضائل القرآن – باب فضل المعوذات‬ ‫‪4‬‬

‫جا ‪ 3‬ص ‪.230‬‬


‫‪697‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننن ننننن نن ننن نننننننن‬


‫ننننننن ننننن نننننننن نن ننننن‬
‫نننننن ننن نن نننننن ننن ننننن‬
‫نننننن)‪.(1‬‬
‫نننن ننننن نننننن‪ :‬ننننننن ننن نن‬
‫ننننن نننن ننننننننن نننن ننن ننن‬
‫ننننن نننننننن نننن‪:‬‬
‫ن ن ن نن‬ ‫ن نن نن ن ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننن نننن‬ ‫‪ -1‬ننن نن ننننن نن ن ن‬
‫ننن ن ن نن ن ن ن ننن ن‬
‫ننننننن نن ننننننننننننننن نننننن ن‬
‫نن ن ن ن ن ن ن‬ ‫ن ن‬ ‫ن ن ننن ن‬
‫ننن‪:‬ن" ن ن ن نن ن نن ن نن ن ن ن نن ن نن ن ن ن‬
‫ننن نن ن ن‬ ‫ن ن ن ن ن ن ننن ن‬
‫نن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ننن ن ن ن ن ن ن نن ن‬
‫ن ن‬ ‫نن ن ن ن‬ ‫نن ن ن نن ن‬
‫ن ن نن ن ن نننن ننن نن ن نن ن نن " ننننن‬
‫ن نن ن ن نن نن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن‪.(2‬‬
‫)‬
‫نن نننن نننن ننن ننن ننن‪ " :‬ن ن ن ن ن "‬
‫ن ن‬ ‫نن نن نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن نننننن نننن ننن نننننننن ننننن‬ ‫‪ -2‬نن‬
‫ننننننن نننن نن ن ن نن ن‬ ‫نن‬
‫ننن نننن نننن نننن نننن ننننننننن‬
‫نننننن ن‬ ‫نن‬ ‫نننن نن ن ن ن‬
‫ن " نن ننن‬ ‫نننن نننن‪ " :‬ن ن ن ن ن ننن‬
‫نن نن ن‬ ‫ن ن نن‬ ‫ن نن نن ن‬
‫ن " نن نننن‬ ‫ننننن نننن‪ " :‬ن ن ن ن ن ننن‬ ‫ننن‬
‫نن نن ن‬ ‫ن نن نن‬ ‫ن ننن نن ن‬
‫ن "ننن نننن‬ ‫ننننننن نننن‪ " :‬ن ن ن ن ن ننن‬
‫نن نننن‬ ‫نن نننن نننن نن ن ن نن ن ن‬
‫نننن نن نننن نننن‪ " :‬ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن‬
‫ننن ن ننن‬ ‫نن‬ ‫ننن ن ن ن‬
‫ن "ن نننننن نننن)‪.(3‬‬ ‫ن ن ن ن نن ن ن ن ن نن ن ننن‬
‫ن نن نن ن نن ن نن نن ننن نن‬
‫‪ -3‬نننن نن ننن ننن ن نن نننن نن ننن ن ن‬
‫نن‬ ‫ن ن نن ننن نننن ن‬ ‫ننن‬
‫ننن ننن نننن ننن ننن ننن ننننن‬ ‫نننن ن‬
‫نن ن نن ن ن ننن ن ننن ننن ن ن‬
‫ننن ننن ننن نننن نننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫) ‪ (2‬الطب النبوي لبن القيم ص ‪.13‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ‪ (3‬سبق تخريجه ص ‪.2‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ‪ (4‬أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الطب – باب الدواء‬ ‫‪3‬‬

‫بالعسل جا ‪ ،4‬ص ‪.9‬‬


‫‪698‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نن ننننن نن ننن‬ ‫نن‬
‫ننننننن ننن نننننن نن نننننن‬
‫نننن نن نننننن ن نن ننن ن نن نننن‬
‫ننننننننننننننن نن ننننننننن ننن‬
‫نن ن ننن ننن نن‬ ‫نن‬ ‫نن‬
‫نننن ننننن‪ ......‬نننن ننن نننننن نن‬
‫نن ن ن ننن ن‬ ‫ننن ننن ن ننننن‬
‫نن‬‫نننن نننن نننننن نن ننن ننننن ننن‬
‫نن ن ننن ن نن نننن ن‬ ‫ن ن‬
‫نن ننن ننننن نننن نننن نننن‬ ‫ننننن ن‬ ‫نن ن‬
‫ن ن‬ ‫ن ننن ن ننن نننن نننن ننن ن‬
‫ننن نننن نننن نننن نننن‪ " :‬ن نن‬
‫ننن ن‬ ‫نننن‬ ‫ن نن ن‬ ‫ن ننن‬
‫ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننن ن ن ن ننن ن ن ن ن‬
‫ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن‬
‫ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ننن‬
‫ن نن ن ن ن ن نن ن نن‬ ‫نننن‬
‫ن ن ن ننن ن نن نن ننن ن " ننن نننن نننن‬
‫ن ننن ننن نننن )‪ (1‬ن‬
‫ننن نن نننننن ‪.‬‬
‫ننن ننننننن نن نننننننن ننننننن‪:‬‬
‫ننن نننن ننن ننننن ننن نننن نننن‬
‫نننن ننننننننن ننننننن‬
‫ننننننننننننننن نن ننننن ننن نننننن‬
‫نن نننن ننننن ننننن نننننن‪.‬‬
‫ننن نن ننننننن نننن ننن نننن ننن‬
‫نننن نننن ننننن نن ننن ننن‬
‫نننن ننننن نننننن‪ :‬ننننننن ننن نن‬
‫ن‬ ‫نننن ن‬ ‫ننننن ن‬
‫نننننن‪:‬ن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن نن ن ن‬ ‫ننن‬ ‫ن ن‬ ‫ن‬
‫‪‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن نن ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫‪ -1‬ن ن‬
‫ن ن نن ن‬ ‫نن ن‬ ‫نننن ن نن‬ ‫" ن ن نننن ن ن ننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬‫ن‪:‬‬
‫ن‬ ‫نن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن ن نن ن ن ن ن ن نن ن‬
‫نن ن‬‫نن ن ن ن‬
‫نن نن نننننننن‬ ‫ن ن ن ن ن نن ن نن ن ن‬
‫ننننننننن ن ن ن نن ن ن ن ن‬ ‫نننن‬‫نن‬
‫ن ن ن ن نن ن نن‬
‫نن‬ ‫ن ن ن ن نن ن " ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫)‪ (1‬المرجع السابق– باب ما يذكر في الطاعون‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الرقاق – باب ومن يتوكل‬ ‫‪2‬‬

‫على الله فهو حسبه جا ‪ 4‬ص ‪.125‬‬


‫‪699‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ننن ن نن ن نن ن ن ن ن‬ ‫ن‬
‫نننن نن‬ ‫نننن ننن ن ن ن ن ننننن ن‬
‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫نن‬ ‫‪-2‬‬
‫ننن ن‬
‫نن‬ ‫نننننن‬ ‫ننننننننن ن‬
‫ن‬
‫نن‬
‫ننن‬‫ننننن‬
‫ننن ن‬ ‫ننننننننننن‬
‫ن‬
‫ننننننننننننن‬ ‫ن‬‫نن‬ ‫ن‬
‫ننن نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫ن‬ ‫ننننننننن نننننن ن‬
‫نننننننن نننن ننننن ‪‬ن‬
‫نن ننننن‬ ‫نننن‬‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬‫ن ن ننننن ن ننن ن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬‫ن‬ ‫نن‬
‫ن نن ن ن ننن ن‬ ‫نن‬ ‫ننننن‬‫نننننننننننن ن‬ ‫نن‬‫ننن ن‬ ‫ننن‬
‫ن ننننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن نننن‬
‫ن‬
‫ننن‬ ‫نن‬ ‫ن ن‬ ‫نن‬ ‫نن‬ ‫ننن‬ ‫ن نن ن ن ننننن ن ن‬
‫ن‬
‫ن نننن نن نن ن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫"‬ ‫ن‬ ‫ننن‬‫ن ن نننننننن‬‫ننن‬ ‫ن‬
‫نننن نن نن ننننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫" ن ن نن ن نن " ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ننن ننننننن‪:‬‬
‫نن نننن نننننننن ننن ننننن ننننننن‬
‫ننننن نننن ‪ ‬نن نننن نننننن ننننننن‬
‫ننن نننننن ننننن ننن ننننن ننننننن‬
‫نننننن)‪.(2‬‬
‫ننن نننن ننن نن ننن نننن‪:‬‬
‫ننننن‪ :‬ننن نن نننننن ننن ننن‬
‫ننننننننن نننن ننن ننن ننننننن‬
‫نننننننن نننننن نن ننن ننننننن‬
‫نننننن ننن نننننن نننن نن نن نننن‬
‫ننننننن ننننننن نننننننن نننن‬
‫نننننن نننننن نننن ننننننن ننن ننننن‬
‫ننننن نننننن نننننن ننننننننن‬
‫نننننننن ننن ننن نن نن ننن)‪.(3‬‬

‫)‪ (3‬أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب البر والصلة – باب ثواب‬ ‫‪1‬‬

‫المؤمن فيما يصيبه من مرض وحزن جا ‪ 16‬ص ‪.131‬‬


‫) ‪ (1‬الطب النبوي للذهبي ص ‪.134‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ‪ (2‬نيل الوطار ‪.8/231‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪700‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننننننن‬ ‫نننننن‪ :‬نن ننن نننننن ن‬


‫ن نن نن ن‬ ‫ن نن‬ ‫ن نن ن‬
‫ننن ننن نن نننن نن ننن نننن نن نننن‬ ‫‪ ‬ن‬
‫ن ننن‬ ‫ن ن ن ن ننننن ننن ن ن‬
‫نننن ‪ " :‬ن نن ننن ن ن ن ن نن ن نن ن ن ن ن ن‬
‫نن‬ ‫)‪ (1‬ن ن‬ ‫نننن‬ ‫ن‬
‫ننننن" ‪.‬‬
‫ن‬
‫نننننن‪ :‬نن ننننن ننننننن ننننن ننن‬
‫نننننن ننننننن نن نننننن نننن ننن‬
‫نننن ننننن ننن نننننننن ننننن نننننن‬
‫نننننن نننن نن ننننن نننننن ننننن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ﮋﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﮊ )‪ ،(2‬مع قدرته‬
‫سبحانه وتعالى على أن يرزقها بدون فعل منها)‪.(3‬‬
‫من خلل عرض الدلة السابقة يتبين مشروعية‬
‫التداوي بل ويترجح القول بإستحبابه وأنه مندوب إليه‬
‫من أجل المحافظة على نعمة الصحة‪ ،‬فالسلم إنما‬
‫وفي بدنه‬‫يدعو المؤمن بأن يكون قويا ا في عقيدته ن‬
‫ننن ن نن ن ننن‬
‫ل النل ىهق ‪ " :‬نننننن نننننن ننن‬‫سو ض‬ ‫ن‬
‫فيقول درن ض‬
‫نن ن‬ ‫ن ن ننن ن‬ ‫نننن‬
‫نننن ننن نننن نن نننننن نننننن ننن‬
‫ن ن ن‬ ‫ننن ننن )‪(4‬نن‬ ‫ن‬
‫نن ننن " ‪.‬‬
‫ننننن ننننننننننننن نن ننن ننن ننن‬
‫ن‬
‫نننن نننن ننن ننننن نن نننن ننن نننن‬
‫نننننن ننننن ننننن ننننننن ننننن ننن‬
‫نننن نننننن نننننن‪.‬‬

‫) ‪ (3‬أخرجه ابن ماجة – كتاب الطب – باب من اكتوى جا ‪ 2‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.1156‬‬
‫) ‪ (4‬سورة مريم‪ ،‬الية‪.25 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ‪ (5‬العناية شرحا الهداية ‪.10/96‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ‪ (1‬أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب القدر – باب في المر‬ ‫‪4‬‬

‫بالقوة وترك العجز والستعانة جا ‪ 2‬ص ‪.2052‬‬


‫‪701‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن نننن نننننن ‪ ‬ننن نننن نننننن‬


‫ن‬
‫نن ننننننن نننننن نن ‪ ‬ننن ننن نن‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن نننننننن نننن نننن‬
‫ننننننن ننننننن نننننننن‪.‬‬
‫ننن ننن نننن ننننن نننننننن نننننن‬
‫نننن نننننن نننننننن ننننننن نن ننن‪:‬‬
‫نن ننننن نن ننن ننننننن ننن ننننن‬
‫ننن ننن نن نننن نن نننننن نننننن‬
‫نننننن ننننننن ننننننننن نننن ننن نن‬
‫ننن ننننن نننن نن ننن ننننننن نننننن‬
‫نن ننننننن نننننن ننننن ننننننن‬
‫نننننننن ننننننن نننننننن‪.‬‬
‫‪ -‬ننننن ننننن ننن ننننن ننن ننن نننن‬
‫نننن ننن ننن نننن نن ننن نننننن نن‬
‫ننننن نن ننن ننننن ننننن نننن ننن‬
‫نننننننن ننننننن‪.‬‬ ‫ننننن ن‬
‫‪ -‬ننننن نننننن ننن ننن نننن نننن ننن‬
‫ننن ننننن ننن ننننن نننن نن ننن نن‬
‫نننننن نننننن‪.‬‬‫ن‬
‫‪ -‬ننننن نننننن ننن ننن نننن نننن ننن‬
‫نننن ننننننن ننن نن ننننن نننننن‬
‫ننننننن)‪.(1‬‬

‫) ‪ (2‬مجلة مجمع الفقه السلمي الدولي جا ‪ 3‬ص ‪.733 – 731‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪702‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الول‬
‫أثر التداوي على الصلة‬
‫فرض الله سبحانه وتعالى الصلة على المة‬
‫السلمية فقال تعالى‪ :‬ﮋﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮊ)‪ (1‬فهي أعظم أركان‬
‫السلم بعد الشهادتين فيؤديها الصحيح‪ ،‬والمريض‬
‫قدر استطاعته‪.‬‬
‫وبما أن السلم حث على التداوي وطلب العلجا‬
‫فإنه قد يضطر المسلم إلى تناول دواء يدخل في‬
‫تركيبه مواد محرمة أو غير ذلك مما قد يؤثر على‬
‫صحة صلته فكان لزاما ا التعرف على الحكم‬
‫الشرعي لصحة الصلة في هذه الحالة‪.‬‬
‫وقد اشتمل هذا المبحث على ثلثة‬
‫مطالب‪:‬‬
‫المطلب الول‪ :‬الصلة مع الدواء‬
‫النجس‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التخدير وأثره على‬
‫الصلة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الصلة مع القسطرة‬
‫والشرج الصناعي‪.‬‬

‫) ‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪.103 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪703‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الول‬
‫الصلة مع الدواء النجس‬
‫من المعلوم شرعا ا أنه يشترط لصحة الصلة‬
‫الطهارة في البدن والثوب والمكان الذي يصلى‬
‫عليه حيث يقول سبحانه وتعالى‪ :‬ﮋﭑ ﭒﭓﭔ ﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜ‬
‫ﭝ ﭞﭟﭠﭡﭢ ﭣﭤﭥ ﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫ ﭬﭭﭮ ﭯﭰ ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ‬
‫ﮊ)‪ .(1‬ن‬
‫نن ن ن نن نن‬ ‫نننن‬
‫نن ن ن ن ن نن ن ن ننن ن ن ن ن ن ن‬
‫ويقول ‪ " :‬ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن نننن نن‬
‫ن نن ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن " )‪ (2‬ننن نننن ننن‬
‫ن‬
‫نن نننن نننننن نن ننننننن نننن نننن‬
‫نن ننننننن نننن نننن نننن ننننن‬
‫ننننننن ننن نن ننن ننننننن ننن نن‬
‫نننن ننن نن نننن ننننن نننننننن‬
‫ننننننننن نن نن نننن ننننن نننننننن‬
‫نننن ننننننن ننننننن‪.‬‬
‫نننن نننن ننن ننننننن ننن نننننننن‬
‫ننننننن نن نننننن نننن ننن نننن‬
‫ننننن ننننن ننن نننننن ننننن نننننن‬
‫نننن‪.‬‬
‫ننننن نننننننن ننننننننن‬
‫ننننننننن)‪(3‬ن ننننننننننن)‪(4‬ن‬

‫)‪ (1‬سورة المائدة‪ ،‬الية‪.6 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الحيل – باب في الصلة‬ ‫‪2‬‬

‫جا ‪ 4‬ص ‪.202‬‬


‫)‪ (3‬فتح القدير ‪ ،1/190‬نصب الراية ‪.1/296‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬وفي مقابل المعتمد عند المالكية إن إزالة هذه النجاسة سنة من‬ ‫‪4‬‬

‫سنن الصلة على كل حال أي سواء ذكرها أو لم يذكرها وسواء‬


‫استطاع إزالتها أم ل‪ .‬مواهب الجليل ‪ ،1/131‬شرحا مختصر خليل‬
‫‪.1/102‬‬
‫‪704‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننننن)‪(1‬ن ننننننننن)‪ (2‬نننننن ننن‬


‫ننننننن ننننن نننننن نن ننننننن ننن‬
‫نننن نننن نن ننن نننننن ننن ننن نن‬
‫نننن نننننن نننن ننن ننن ننن ننننننن‪.‬‬
‫نننن ننن نننننن نننن نننننن نننننن‬
‫نننننن نننن نن ننن نننننن نننننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننن ننننن ننن ننن نننن‬
‫ننننننن)‪ (3‬ننننن نننننن ننننننن نن‬
‫نننننن ننن ننننننن‪.‬‬
‫نننن ننننن‪ :‬ﮋﯖﯗﮊ)‪ (4‬فإذا وجب التطهير في‬
‫الثوب للية الكريمة وجب في البدن والمكان الذي‬
‫يصلى عليه فإزالة النجاسة يشمل الكل)‪.(5‬‬
‫أما عن حكم استعمال النجاسة في‬
‫الباطن‪:‬‬
‫فقد اختلف الفقهاء في صحة الصلة مع الدواء‬
‫النجس في الباطن على رأيين‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬بطلن الصلة لمن تناول دوااء‬
‫مشتمل ا على نجاسة مدة ما يرى بقاءها في باطنه‬
‫هذا إن لم يتمكن من الستقاء وهذا القول هو‬
‫المشهور عند المالكية )‪ ،(6‬وقول بعض الشافعية ‪.‬‬
‫)‪(7‬‬

‫)‪ (5‬أسنى المطالب ‪ 1/170‬وما بعدها‪ ،‬قواعد الحكام ‪.1/101‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (6‬الفروع ‪ ،1/135‬النصاف ‪.1/483‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (1‬أسنى المطالب ‪.1/172‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (2‬سورة المدثر‪ ،‬الية‪.4 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (3‬نصب الراية ‪ 1/296‬بتصرف‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (4‬حاشية الدسوقي ‪ ،1/67‬شرحا مختصر خليل للخرشي‬ ‫‪6‬‬

‫‪.1/102‬‬
‫)‪ (5‬المنثور في القواعد ‪ 3/257‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪705‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وذلك لن من تعاطي نجسا ا في الباطن عاجز‬


‫عن تطهيره فمأمور بما يستطيع القيام به وهو‬
‫الستقاء)‪.(1‬‬
‫ولنه ملبس في صلته ما قضى الله عليه‬
‫بالنجاسة فبطلت)‪.(2‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬صحة أداء الصلة مع الدواء‬
‫النجس في باطن الجسد على أن يغسل فمه من‬
‫أثرها وهذا قول جمهور الفقهاء الحنفية)‪،(3‬‬
‫)‪(6‬‬
‫والشافعية)‪ ،(4‬والحنابلة)‪ ،(5‬وبعض المالكية‬
‫وأضاف الشافعية‪ :‬وجوب الستقاء أو التقيؤ إن‬
‫أمكنه ذلك )‪.(7‬‬
‫جاء في فتح القدير‪ :‬أو شرب خمرا ا ثم تردد‬
‫ريقه فيه مرارا ا طهر حتى لو صلى صحت صلته)‪.(8‬‬
‫وذلك لن ما يحويه الباطن ل يثبت له حكم‬
‫النجاسة‪ ،‬ولكن تحريم النجاسة من قبيل‬
‫الجتناب)‪.(9‬‬
‫وأن النجاسة حصلت في معدته فصار الحاصل‬
‫فيها كالطعام الذي أكله وحصل في المعدة)‪.(10‬‬
‫)‪ (6‬حاشية الدسوقي ‪.1/67‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (7‬أنوار البروق في أنواع الفروق ‪.2/120‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ‪ (1‬فتح القدير ‪ ،1/194‬تبيين الحقائق ‪.1/70‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ‪ (2‬المجموع شرحا المهذب ‪ ،3/146‬أسنى المطالب ‪.1/173‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ‪ (3‬شرحا منتهى الرادات ‪ ،1/63‬مطالب أولي النهي ‪،1/365‬‬ ‫‪5‬‬

‫النصاف ‪.1/489‬‬
‫) ‪ (4‬شرحا مختصر جليل ‪ ،1/102‬حاشية الدسوقي ‪.1/67‬‬ ‫‪6‬‬

‫) ‪ (5‬بينما ذهب بعض الشافعية إلى استحباب التقيؤ إن أمكن‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫المجموع شرحا المهذب ‪.3/146‬‬


‫) ‪ (6‬يستنبط من خلل النص أن النسان تصح صلته مع تناوله‬ ‫‪8‬‬

‫خمرا ا ويقاس عليها الدواء النجس‪ .‬فتح القدير ‪ .1/194‬بتصرف‬


‫) ‪ (7‬المنثور في القواعد ‪.3/256‬‬ ‫‪9‬‬

‫) ‪ (8‬المجموع شرحا المهذب ‪.3/146‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪706‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نوقش ذلك‪ :‬غير مسلم بذلك لكون ما نشأ في‬


‫الباطن من النجاسات أصلها الطهارة فاستصحبت‪،‬‬
‫أما الوارد على الباطن فمحكوم عليه بالنجاسة قبل‬
‫وروده‪ ،‬فكان الصل فيه النجاسة فاستصحبت)‪.(1‬‬
‫والراجح والله أعلم‪:‬‬
‫صحة الصلة لمن تعاطى دوااء به نجاسة وصلت‬
‫إلى باطنه‪ ،‬وذلك لن باطن النسان محل لنجاسات‬
‫البول والغائط والدم وغير ذلك‪ ،‬ولم تمنعه تلك‬
‫النجاسات من العبادة كما أن ذلك من باب التيسير‬
‫ورفع الحرجا فالمريض ل يلجأ للتداوي بالمحرم إل‬
‫لضرورة‪.‬‬
‫ويلحق بالتداوي بالنجاسة في باطن الجسد‪.‬‬
‫التداوي بزرع عضو نجس‪:‬‬
‫إن زرع عضو نجس محكوم بنجاسة أصله مثل‬
‫وصل العظم‪ ،‬بعظم نجس ل يجوز إل بشروط‪:‬‬
‫ل‪ :‬وجود الضرورات التي يباحا الحكم من أجلها‪.‬‬ ‫أو ل‬
‫ثانيا ل‪ :‬التأكد من وجود هذه الضرورات حقيقة أو‬
‫بغلبة ظن‪.‬‬
‫ثالثا ل‪ :‬أن ضيعلم أو يغلب الظن أنه لو لم يتداوى أدى‬
‫ذلك إلى الموت أو هلك عضو من العضاء‪.‬‬
‫رابعا ل‪ :‬أن ينحصر التداوي في مثل هذا العمل‬
‫وذلك بأن ل يوجد نوع من التداوي المباحا يحل‬
‫محل المحرم‪.‬‬
‫خامسا ل‪ :‬يشترط أن يعلم أو يغلب على ظنه وجود‬
‫الشفاء بهذا التداوي)‪.(2‬‬

‫) ‪ (9‬أنوار البروق في أنواع الفروق ‪.2/121‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ‪ (1‬زراعة العضاء البشرية ص ‪.797 - 796‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪707‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫جاء في كتاب عجائب المخلوقات للقزويني‪،‬‬


‫حيث ذكر أن من خواص عظم الخنزير أنه يوصل‬
‫بعظم النسان ويلتئم سريعاا‪ .‬وقد تم زرع )‪250‬‬
‫ألف( عظم في الوليات المتحدة وحدها في عام‬
‫‪1987‬م)‪.(1‬‬
‫فمن زرع عضوا ل نجسا ل في جسده‪:‬‬
‫فقد ذهب الفقهاء إلى‪ :‬صحة الصلة مع العضو‬
‫النجس المزروع في جسم النسان إذا ترتب على‬
‫نزعه ضرر يلحق به سواء وجد عضو طاهر يقوم‬
‫مقام النجس أم ل ؟ وهذا قول المالكية)‪،(2‬‬
‫والشافعية)‪ (3‬والمذهب عند الحنابلة)‪ (4‬لن النجاسة‬
‫يسقط حكمها عند خوف التلف ولهذا يحل أكل‬
‫)‪.(5‬‬
‫الميته عند خوف التلف‬
‫كما أن في نزع العضو النجس المزروع في‬
‫جسم النسان حرجا ا وإفسادا ا فسقطت إزالته كما‬
‫لو كان على الجرحا دم وقيح ول يمكن غسله إل‬
‫بإفساد اللحم)‪.(6‬‬
‫يقول فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي‪ :‬إذا‬
‫أدخلت عضوا ا من حيوان نجس في داخل جسم‬
‫النسان فهذا ليس له أثر في أحكام الطهارة التي‬
‫تبنى عليها الصلة‪.‬‬

‫) ‪ (2‬زراعة العضاء البشرية ص ‪.778‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ‪ (1‬مواهب الجليل ‪.1/121‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ‪ (2‬حاشبتنا قليوب وعميرة ‪ ،208 ،1/207‬أسنى المطالب‬ ‫‪3‬‬

‫‪.1/172‬‬
‫) ‪ (3‬المجموع شرحا المهذب ‪.3/145‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ‪ (4‬النصاف ‪ ،1/488‬المغني ‪.1/71‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ‪ (5‬مواهب الجليل ‪.1/121‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪708‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثاني‬
‫التخدير وأثره على الصلة‬
‫التخدير وسيلة طبية لتعطيل حس اللم بصورة‬
‫مؤقته ويستخدم في العمليات الجراحية أو عند أخذ‬
‫خزعة من العضاء‪ ،‬أو عند إجراء بعض الفحوص‬
‫وله طرق عديدة‪:‬‬
‫منها تخدير عام أو كلي‪ :‬وفيه يفقد المريض‬
‫حس اللم ويفقد وعيه‪.‬‬
‫وتخدير جزئي‪ :‬وفيه يفقد حس اللم من‬
‫موضع معين من جسمه دون أن يفقد وعيه)‪.(1‬‬
‫فهل من تعاطى مخدرا ا عاما ا لجراء عملية له‬
‫وفاتته بعض الصلوات المفروضة يقضي تلك‬
‫الصلوات؟‬
‫هذه المسألة مبنية على حكم قضاء الصلة‬
‫للمغمى عليه‪ ،‬وذلك لن التخدير الجراحي العام‬
‫يؤدي إلى غياب الوعي والدراك‪ ،‬ومن ثم فإنه يأخذ‬
‫حكم الغماء)‪ (2‬وقد اختلف الفقهاء في قضائه‬
‫الصلة على ثلثة آراء‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬يلزم المغمى عليه قضاء ما فاته‬
‫من الصلوات إذا كان ما فاته خمس صلوات فأقل‬
‫فإن زاد على ذلك لم يلزمه قضاء الفائت مطلقا ا‬
‫وهذا قول محمد من الحنفية)‪.(3‬‬
‫وذلك لن الصلة الفائتة إذا زادت على خمس‬
‫صلوات دخلت في حيز التكرار وفي إيجاب قضاء‬
‫ذلك حرجا مرفوع لقوله تعالى‪ :‬ﮋﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮊ )‪،(4‬‬
‫ولن ذهاب العقل كان بفعل مباحا فصار‬
‫كالمريض)‪.(5‬‬
‫الموسوعة الطبية الفقهية ص ‪.189‬‬ ‫) ‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع السابق ص ‪.191‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫مجمع النهر ‪ ،1/156‬تبيين الحقائق ‪.1/204‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة الحج‪ ،‬الية‪.78 :‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫الجوهرة النيرة ‪ ،1/80‬رد المحتار ‪.2/102‬‬ ‫) ‪(5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪709‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقد نوفش بأن ما ل يؤثر في إسقاط الصلوات‬


‫الخمس ل يؤثر في إسقاط الزائد عليها)‪.(1‬‬
‫وقد أجيب‪ :‬بأنه ل ضنسقلم أن الغماء الكثير‬
‫يسقط الفرض‪ ،‬لن الذي يسقط الفرض لحوق‬
‫المشقة فيما يتركه بعذر من جهة الله تعالى ل من‬
‫جهته‪ ،‬كدم النفاس لو حصل بسبب معصية سقطت‬
‫به الصلة وذلك بأن تشرب دوااء يقتل الحمل‪ ،‬ولما‬
‫كان الغماء إذا حصل بسبب غير معصية لم ينف‬
‫القضاء كذلك إذا حصل بغير معصية)‪.(2‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬ليلزم المغمى عليه قضاء ما‬
‫فاته من الصلوات‪ ،‬فإذا أفاق في بعض الوقت‬
‫قضى تلك الصلة فقط متى خرجا وقتها وهذا قول‬
‫المالكية)‪ ،(3‬والشافعية)‪ ،(4‬والحنابلة في مقابل‬
‫الصحيح)‪.(5‬‬
‫بالسنة‪ :‬ن ن‬ ‫ل الل ى‬
‫واستدلوا على ذلك‬
‫ن درن‬ ‫‪-‬ما روي ع دن أ دبي هضريرة د أ د‬
‫ن‪:‬‬ ‫نن‬ ‫‪‬‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫سو د‬
‫ض‬ ‫ى‬ ‫ن نق ن ن ن سن قن ن ن دن س د‬
‫ننن نننن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫نن ننن ن ن ن ن ن ن ن ن‬ ‫" ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننن ن‬
‫ن "ن)‪ .(6‬ن‬ ‫ن‬ ‫ننن‬ ‫ننن ن‬
‫ن ن‬ ‫ن ن ن نن نن ن ن نن ن ن‬
‫ن نن ن‬ ‫ننننن ‪‬نننن‪" :‬‬ ‫ننننننننننن ن‬ ‫نن‬‫‪-‬نن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن ن ن ن ن ن ن ننن ن ن ن ن نن نن ن ن ن نن‬
‫نن‬ ‫ن‬

‫) ‪ (1‬المغني مع الشرحا الكبير ‪..413 /1‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ‪ (2‬الموسوعة الفقهية المقارنة المسماه بالتجريد ‪.1/402‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ‪ (3‬المدونة ‪ ،1/184‬المنتقى شرحا الموطأ ‪ ،1/24‬الفواكه‬ ‫‪3‬‬

‫الدواني ‪.1/235‬‬
‫) ‪ (4‬المجموع شرحا المهذب ‪ ،3/8‬الم ‪.1/88‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ‪ (5‬النصاف ‪.1/390‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ‪ (6‬أحرجه البخاري في صحيحه – كتاب الصلة ‪ -‬باب من أدرك‬ ‫‪6‬‬

‫من الصلة ركعة جا ‪ 1‬ص ‪.110‬‬


‫‪710‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن ن ن ن ن ن ن ن ن‬ ‫نننن ن ننن‬
‫ن ن ن ن ننننننننن نننننن ننننننن ن ن ن ن ن ن‬
‫نننن ن ن ن " )ن‪.(1‬‬
‫ننن ن ن نن ن ن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننننن‪:‬‬
‫ننن نننننن نن ننن نننن نننن ننن‬
‫نننن ننن نن نن نننن نننن نن ننن نننن‬
‫نننن نن نننن نننن ننننن نن نننن ننن‬
‫ننن نننن نننن نننن ننن نننن ننننن‬
‫نننن نننن نن نننن نننن)‪.(2‬‬
‫ننن نننن‪ :‬ننن نننن نننننن نننن ننن‬
‫ننننننن ننن نننن نن ننن ننننننن نننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننن ننن ننن ننننن ننن ننن‬
‫ننننن نننن ننن ننن نن ننننن ننننننن‬
‫ننننن ننننننن نننن)‪.(3‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننن نننننن نننن‬
‫نننن نننن ننننننن نننن ننننن ننن‬
‫)‪(4‬ن‬
‫نننننن نننن ننن ننن ننننن نننن نننن‬
‫ننننننننن نن نننننن نن نننننن)‪.(5‬‬
‫ننن نن نن ننننننن‪ :‬ننن نن نن نننن‬
‫نننن ننن نننن نننن نن ننن نن نننن نننن‬
‫نننننن ننن نننن)‪.(6‬‬
‫) ‪ (7‬أخرجه الترمذي فى جامعه – كتاب الحدود باب فيمن ل يجب‬ ‫‪1‬‬

‫عليه الحد جا ‪ 4‬ص ‪ 24‬قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب‪.‬‬
‫)‪ (1‬المجموع شرحا المهذب ‪.1/8‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬المغني مع الشرحا الكبير ‪.413 -412 /1‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (3‬رد المحتار ‪ ،2/102‬تبيين الحقائق ‪.1/204‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (4‬مطالب أولي النهي ‪ ،1/273‬النصاف ‪.1/390‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (5‬رد المحتار ‪ 2/102‬وقد فرق الحنفية بين ما إذا كان زوال‬ ‫‪6‬‬

‫العقل بآفه سماوية أو بدواء أو غيره بفعل النسان‪.‬‬


‫‪711‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن نن نننن نننننن‪ :‬نننن ننننن ننن‬


‫نن نننن نننن نننن نن ننننن نن نننن‬
‫نننن)‪.(1‬‬
‫نننن نننن ننننن ننن ننننن ننننن‬
‫نننننن ننن نننن ننن ننننننن)‪ .(2‬نننن‬
‫ننننننن نن نننن ننن نننننن ننن نننن‬
‫نن ننننننن ننننننن ننن نننننن نننن‬
‫نن ننننن نن نننن‬ ‫ننننن نننننن ننن‬
‫ن)‪(3‬‬
‫ننننن ‪.‬‬
‫ننننننن ننننن نننن‪:‬‬
‫نن نن ننن نننن نننننننن ننننننن‬
‫نننن نن نننن نن ننننننن ننننن ننن ننن‬
‫نننننن نننن نننن نن ننننن ننننننن‬
‫ن‬ ‫ننن ننننن‪.‬‬ ‫ن‬
‫ننننن ننن ننن ننن نن ننننن ننننن‬
‫نننننن ننننن نن نن نننن نن نننن ننن‬
‫نننننن نننن نننن نن ننننن ننننننن‬
‫نننن‬
‫نننننن ن ن‬
‫نننن ن ن ن‬
‫ن‬ ‫نننن نن ننن ننننننن‬
‫ن‬
‫نن نن‬‫نن‬‫نننن ن‬ ‫نننن‬
‫ن‬ ‫نننن نننن‪" :‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫ننننن‬
‫ن ن ‪ ‬ن ن ن ن ن ن ن ن ننن ن ن ن ن نن‬
‫ن‬
‫نن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن ن نن ن ن نننن‬ ‫ن‬ ‫ن نن ن ن ن ن ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن ن ن ن نننن نن ن ن ن نن ن ن ن نن نن ن ن ن ن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫ن‬
‫نن نن ن ن ن ن " ن ننن ننن نننن ننن ننننن‬
‫)‪(4‬‬

‫ننننننن ننن نن نننن نننن ننننننن‪.‬‬ ‫نن‬

‫)‪ (6‬كشاف القناع ‪.1/222‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬رد المحتار ‪.2/102‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬كشاف القناع ‪.1/222‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (3‬أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب بدء الخلق – باب صفة‬ ‫‪4‬‬

‫النبي ‪ ‬ن ‪ 2‬ن ‪.273-272‬‬


‫‪712‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نن ننن نننن ننننن نننننن نن‬


‫نننن ننن نننن ننن نننن ننننن ننن نن‬
‫نننن نن ننننن ننننن ننن نننننن‪.‬‬
‫نننن نن نننن نن ننننن ننن‬
‫نننننننن ننن ننننننن ن‬
‫ننن نن ننننننن ننننننن نن ننن ننننن‬
‫ننن ننننننن نننننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن ننننن ننن‬
‫ننننننن نننننن ننن ننننن ننن ننن ننن‬
‫نننننن نننن ننن نننننننن)‪(1‬ن‬
‫ننننننننن)‪(2‬ن نننن نننننننن)‪.(3‬‬
‫نننن نننننننن نننن ننن ننننننن‬
‫نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننن‬ ‫نننن ننننننن نن ننن ن‬
‫نننن ننن‬
‫نن‬ ‫ننن‬ ‫ن‬ ‫ننن نن ن‬
‫ننننن ننن‪ " :‬ننن نننن نننن ‪ ‬ننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن ننن ن ننن ن ن ن ن نن ن‬
‫نننننن ننننننن ننننننن نننننننن نن‬
‫ن نن نننن ن ن ننن ن )‪ (4‬ن ن ن‬
‫ننن ننن ننن ننن" ‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن ن‬
‫نننن ننننن ننن نن نننن نننننن نننن‬
‫ننننن ننن نن ننننن نن ننننن نننن نننن‬
‫نننننن نننن نن نننن ننننننن نن‬
‫)‪.(5‬‬
‫ننننن‬

‫)‪ (4‬المدونة ‪.1/204‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (5‬المغني ‪..228 /2‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (6‬المجموع شرحا المهذب ‪.4/263‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب صلة المسافرين وقصرها‬ ‫‪4‬‬

‫– باب الجمع بين الصلتين في الحضر جا ‪ 1‬ص ‪.491‬‬


‫)‪ (2‬المجموع شرحا المهذب ‪.4/263‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪713‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن ن‬
‫ن ن‬ ‫ن نن نن ن ن ن ن‬
‫ننن ننن نن ننن ننن‪ " :‬نننن نن ن ن ن ‪‬‬
‫ن نن ن‬ ‫ن ن ن ن ن ن ن ن ننن ن ن ن‬
‫ن ن نن ن ن ن ننن ن ن ننن ن نن ننن ن ن ن نن‬ ‫ن نن‬
‫ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن‬ ‫ن نن ننن‬
‫نن ن ن ن ننن ن نن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن نن‬ ‫ننن نن نننن ننننن‬
‫ن ن ن ن ننن ن ن ننن ن ن ن ن ن ن‬
‫نن " )‪ (1‬ننن ننن نن‬
‫ننن ننن‬ ‫ننننن نن نن ن ن‬
‫نننن نننن نن نننن نننن ‪ " ‬ن ن ن ن ن ن‬
‫ننن نن ن‬ ‫نننن ن ننن ن‬ ‫ن‬
‫نن ننن ن نن ن ن نن نن ن ن نن نن ن ن ن ن ن نن ن‬
‫ن ن ن ن ن نن ن ن ننن‬ ‫نننن ننن‬
‫ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ن نن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن‬
‫نن‬ ‫)‪ (2‬ن‬ ‫ن ن نن‬
‫نن ن ن نن ن "‬
‫ن ن‬
‫ننن ننننننن‪ :‬نننن نننننننن ننن‬
‫ننن نننن ننننن نن نننننن ننننننن ننن‬
‫ن‬
‫نننن نن ننننننن نننن نننن ننن نننن‬
‫نننننن نننن نن ننننن نننن نننن نننن‬
‫ننن ننن ننننن نن ننن نننن نننن ننن‬
‫نننننن نننننننن)‪.(3‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننن نننن ننننن ننن‬
‫ننننننن نننن ننننن نننن ننن‬
‫ننننننن)‪(4‬ن ننننننننن)‪.(5‬‬
‫ن‬
‫نننننننن نننن‪ :‬نننن ‪ ‬ننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننن نننن ننن نننن نننننن ننننن‪.‬‬
‫ننننننن نننننن ننن نننن‪:‬‬

‫) ( أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب صلة المسافرين وقصرها –‬ ‫‪1‬‬

‫باب الجمع بين الصلتين في السفر جا ‪ 1‬ص ‪.489‬‬


‫) ( أخرجه مسلم – كتاب صلة المسافرين وقصرها – باب الجمع بين‬ ‫‪2‬‬

‫الصلتين في الحضر جا ‪ 1‬ص ‪.490‬‬


‫) ( المدونة ‪.1/204‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( الفتاوى الهندية ‪.1/138‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( المجموع شرحا المهذب ‪.4/263‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪714‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نن نننننن نننن نن ننننن ننن‬


‫ننننننن نننن ننننن ننن ننن ننن‬
‫ننننننن ننن ننن ننن ‪ ‬ننن نن نننننن‬
‫ننننن نننننن ننن نن نننن ننننننن‪.‬‬
‫نننن ننن ننننننن نننن ننن نننن نن‬
‫ننننن نننننن نننننن ننن نننن نن‬
‫ننننن ننن نننننننن ننن ننن ننن‬
‫نننننن ننن ننننن نننن نن ننن ننننننن‬
‫نننننن نننن ننننن ننن‪.‬‬

‫‪715‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثالث‬
‫الصلة مع القسطرة والشرجا الصناعي‬
‫الشرج الصناعي‪ :‬هو الشرجا المضاد للطبيعة‬
‫يفتح جراحيا ا في جدار البطن عوضا ا عن الشرجا‬
‫الطبيعي لمعالجة بعض الحالت المرضية مثل‬
‫سرطان القولون وغيره أو بعض التشوهات الخلقية‬
‫التي يولد النسان مصابا ا فيها بإنسداد تام في فتحة‬
‫الشرجا وهو حالة مرضية ليستطيع المريض فيها أن‬
‫يتحكم بإخراجا الغائط‪ ،‬بل يخرجا الغائط عبر فتحة‬
‫الشرجا المصنطعة على هيئة سلس مستمر وحكمه‬
‫حكم من به سلسل)‪.(1‬‬
‫ومن المعلوم شرعا ا أن الخارجا من السبيلين‬
‫ناقض للوضوء لقوله تعالى‪ :‬ﮋﭑ ﭒﭓﭔ ﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜ ﭝﭞ‬
‫ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﮊ )‪.(2‬‬
‫نننن ن ن نن‬
‫ل الل ىهقن ‪ " :‬ننن ن ن ن ن ننن ن ن ن‬
‫سو ض‬‫ولقول درن ض‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن " )‪.(3‬‬
‫نننن نننن نننننننن نن نننننن ننننن‬
‫ننننننن نن نننن ننن ننن نننن ننن‬
‫ننننننن ننننننن)‪(4‬ن ننننننننن)‪(5‬ن‬
‫ننننننننن)‪ (6‬ننننننننن)‪ (7‬ننن نن نننننن‬

‫) ( الموسوعة الطبية الفقهيه للدكتور ‪ /‬أحمد محمد كنعان ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.142‬‬
‫) ( سورة المائدة‪ ،‬الية‪.6 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الوضؤ ‪ -‬باب ل تقبل صلة‬ ‫‪3‬‬

‫بغير وضؤ جا ‪ 1‬ص ‪.38‬‬


‫) ( بدائع الصنائع ‪.1/24،25‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( حاشية الصاوي ‪ ،1/138‬مواهب الجليل ‪.1/194‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ( المجموع ‪.2/11‬‬ ‫‪6‬‬

‫) ( المغني ‪ ،340 / 1‬النصاف ‪.1/197‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪716‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن ننننننن ننننن نننن ننن ننننن‬


‫نن نننن ننن نننننن نن ننننن ننن ننن‬
‫نننننننن نننننن ننننننن‪.‬‬
‫ننن نن ننننننن‪ :‬ننن ننننن ننننننن‬
‫ننننننننننن ننننن ننننن نننننن‬
‫نننننننن ننن نن نننن نننننن ننن نن‬
‫نننن نننن نن ننن نننن ننن ننن نن نننن‬
‫نننن ننن نننن ننن ننننن نن ننننن نن نن‬
‫ننننن ننن ننننن ننننن نن ننننن‬
‫ن‬
‫نننننن نننن نن ننننن ننننن ننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننننن)‪.(1‬‬
‫ننن نن ننن ننننن نننن‪ :‬نننن نننن‬
‫نننننن نن نننن نن ننن ننن نننن ننن‬
‫نننننن ننننن ننننننننن ننن نننن ننن‬
‫نننننن نن نننننن نننننننن نن نن نننن‬
‫نن نن ننننن نن ننننن نننننن نننننن‬
‫نننننن ننننننن ننن ننن نننننن نن ننن‬
‫ننننن نننن ننننن نن ننن ننننن)‪.(2‬‬
‫ننن نن نننننن‪ :‬نننن ننننن ننننننن‬
‫نن ننن ننننننن نن ننننن ننننننن نن‬
‫نننننن نننننن ننننن نننننن نننننننن‬
‫نن ننننننننن ننن ننن نننننننن نننننن‬
‫ننننننن ننننننننن نننن ننن نننننن نن‬
‫ننننننن نن ننن نننننن نن نن ننننن)‪.(3‬‬
‫) ( بدائع الصنائع ‪.28 ،1/27‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( شرحا مختصر خليل ‪.1/154‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( المغني ‪.340 / 1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪717‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننننن ننن ننن ننننننن‬


‫نننننننن‪:‬‬
‫ننن نننننن‪ :‬ننننن ننننن‪ :‬ﮋﭮﭯ ﭰﭱﭲﭳ‬
‫ﮊ)‪.(1‬‬
‫ومن المعقول‪ :‬أن الخارجا غائط وبول فنقض‬
‫كما لو خرجا من السبيل)‪.(2‬‬
‫وبالتالي فإذا استمر خروجا هذه النجاسة من غير‬
‫المخرجا الصلي فإنه يأخذ حكم من به سلسل‬
‫بول)‪ (3‬أو دائم الحدث‪.‬‬
‫وقد اختلف الفقهاء في كيفية طهارة من به‬
‫سلسل بول أو من به حدث دائم على ثلثة آراء‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬وجوب الوضوء لمن به حدث‬
‫دائم لوقت كل صلة فيصلي ما شاء من الفرائض‬
‫الفائتة والنوافل على أن يكون وضوؤه بعد دخول‬
‫الوقت وهذا قول الحنفية)‪ ،(4‬والحنابلة)‪.(5‬‬
‫واستدلوا بالسنة والمعقول‪:‬‬
‫أما السنة‪:‬‬
‫ت‬‫نض‬
‫ة ب قننس‬
‫م ض‬ ‫ت د‬
‫فاط قن د‬ ‫س‬ ‫جادء‬
‫د‬ ‫ت‬
‫س‬ ‫ة دقال د‬ ‫عائ ق د‬
‫ش د‬ ‫ن د‬ ‫فما روي ع د س‬
‫نن نن ن نن‬
‫ي ‪ ‬ننننن نن نننن نننن‬ ‫ث‬ ‫ق‬ ‫ش إ قدلى الن ىب‬
‫ٍ‬ ‫س‬ ‫حب دي‬
‫ض‬ ‫أ دقبي‬
‫ن نننن نننن ن ن نننن ننننن ن‬
‫ننن ننننن نننننن ننن نننن ننننن‬
‫نن‬
‫) ( سورة المائدة الية‪.6 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( المرجع السابق بتصرف‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( بينما عرفه علماء اللغة‪ :‬باسترساله وعدم استمساكه لحدوث‬ ‫‪3‬‬

‫مرض بصاحبه‪ ،‬وصاحبه سلس بالكسر‪..‬المصباحا المنير ص ‪،28‬‬


‫وقد عرفه الفقهاء بقولهم‪ :‬هو ما خرجا بنفسه من غير إختيار من‬
‫الحداث كالبول والمذي والمني والغائط‪ .‬حاشية الصاوي ‪.1/73‬‬
‫) ( المبسوط ‪ ،1/83‬بدائع الصنائع ‪ ،1/28‬العناية شرحا الهداية‬ ‫‪4‬‬

‫‪.1/179‬‬
‫) ( النصاف ‪ ،1/378‬مطالب أولي النهي ‪.1/262‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪718‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن ن‬ ‫ن ن نن ن نن ن ن‬
‫نننننن نننن نننن نننن ‪ " :‬نن ن ن نن ن ن ن‬
‫ن ن ن ننن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن‬
‫ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫ننن‬ ‫ن ن ن نن نن ن ن ن ن ن ن‬ ‫نن‬
‫نن نننننن ن ن ن نن ن ن ن ن ن نن ننن نننن ن ن‬ ‫ن نن ن‬
‫ن ننننن ن ن‬ ‫نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫نن ن ن ن ن ن ننننن ن ن نن ن ن نن ن ن ن ن ن نن‬
‫نن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن‬ ‫نن ن‬
‫ن ن ن ننن ن ن نن ن نن ن ن ن ن ن ن نن ن " )‪.(1‬‬
‫نن‬ ‫نن ننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن ن‬
‫ننننننن ننننن ‪ " :‬ن ن ن ن ن نن ن ن ن‬
‫ن ن ن‬ ‫ن‬
‫ننن ن " نن نننن نن نننن نننن نننن‬
‫ن‬
‫ننننن)‪.(2‬‬
‫نننن ننننننن‪ :‬نننن ننننننن ننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننن ننننننن نننن نننننن‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن ننننننن نننننن ننن‬
‫نننننن ننن ننن ننن ننن ننن ننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننن نننن ننننننن نننن نن نننن‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن نن نننننن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن نننننن ننننننن نننن ننن نننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن نننن نننن ننن نننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننننن ننن نننننن ننننن نن نننن‬
‫نننننن ننن ننننننن ننننن ننننن‬
‫نننننن ننننن )‪.(3‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننن نننننن ننن نن‬
‫ننن نننن ننن نننن نن نن ننننن نننن‬
‫ننننن نن نن نن نن نننننن ننن ننننن‬

‫) ( أخرجه الترمذي – كتاب الطهارة – باب ما جاء في المستحاضة‬ ‫‪1‬‬

‫جا ‪ 1‬ص ‪.217‬‬


‫) ( تحفة الحوذي ‪..392 /1‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( بدائع الصنائع ‪.1/28‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪719‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن ننن ننن ننن ننن ننن ننن نننن ننن‬


‫نننننننن)‪.(1‬‬
‫ن نن ن نن‬
‫نننننننن ننن ننن ننن ننن نن ننننن‬
‫ن نن ن نن ن نن نن ن ننن ن ن‬
‫نن نننن ننن‬ ‫نننن نننن ننننن ننن ن ن‬ ‫ن‬
‫ن ن نن نن نن ننن ن نن ن ن ننننن‬
‫ننننن ‪ ‬ننننن نن نننن نننننننن ننننن‬
‫نننن ن ن نننن ننننن نننن ن ن ن‬
‫نننننن ننن نننن ننننن نننننن ننن‪:‬‬
‫نن نننن نن ن ن‬ ‫نن ن‬
‫" نن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ننن ن ن ن ن ن ن ن ن نن‬
‫ن ننن نن ننن ن ن ن‬ ‫ننننن نننن نن ن‬
‫نن ننن ن ن ن نن ن ن ن ن ن‬ ‫ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننن ن‬
‫ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننن ن ن ن‬ ‫ن ن‬
‫نن ن نننن ننن ن نن ن ن ن ن ن ننن نن ن ن نن ن ن نن‬
‫نن ن ن ن ن ن ن‬ ‫ننننن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن ن ن ن ن نن ن ن ن ننن ن ن نن ن نن ن ن ن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن ن نن ن ن نن‬
‫ن ن ن ن ن " )‪.(2‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننن نننننن ننن نن‬
‫نن ننن نننن ننن نننن نن ننن ننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننن نننن ننننن ننن ننن نن‬
‫ننننننن نننن ننن نننننننن)‪.(3‬‬
‫ن‬
‫نننننننن ننن ننن نننننن‪ :‬ننن ننن‬
‫ن ن نن ن نن ن نن ن نن نن ن ننن‬
‫نن نننننننننن نننن ننننن ننن نننن نننن‬
‫ن ن ن ن نن نن ن ننن نن نن ن ن ن‬
‫ننن ننننن ‪ ‬ننننن نن نننن نننن ننن‬
‫ننننن نننننن ن ن نننن ننننن نننن ن‬
‫ننننن نننننننننن نننن نننننن نننننن‬
‫نن‬ ‫نن ن‬ ‫نن ن نن ن ن‬
‫نننن نننن نننن ‪ " :‬نن ن ن نن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن‬ ‫ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن نن‬
‫ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نن‬
‫ننن‬ ‫نن‬ ‫ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫نن ننن ن ن ن نن ن ن ن ن ن نن ن ن نن ن ن ن نن ن ن‬
‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬
‫) ( المدونة ‪ ،1/120‬حاشية الدسوقي ‪.1/117‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( سبق تخريجه ص ‪.24‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( حاشيتا قليوبي وعميره ‪ ،1/116‬أسني المطالب ‪.1/102‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪720‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن‬ ‫نن ننن‬ ‫نن نن ن ن نن ن ن‬
‫ن ن ن نن نننن ن نن ن ن نن ن ن ن ن ن نن ن ن ن‬
‫ن ن ن ن نن نننن ن ن ن ن نن )‪(1‬ن ن‬
‫ننن ن ن نن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن ن " ‪.‬‬
‫نننننن ن نن ن‬ ‫ن‬
‫ننن نننن‪ " :‬نن ننننن ننن نننن" نننن‬
‫ن‬ ‫ن ن ن‬
‫ننن نن ننننننننن ننننن ننن نننن ننننن‬
‫نننننن نننن نننننن نننن نن ننننن‬
‫ننننن ننننن نن ننننن)‪.(2‬‬
‫نننن ننننننننن نننن نننننن‪ :‬ننن‬
‫نن ن‬
‫نننن ‪ " :‬ن ن ن ننن ن " نننننن ننن ننننن‬
‫ن‬ ‫نن ن‬
‫ننننننن نننن نننننن ننننن ننن ننن ‪:‬‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫" ن ن نن ننن ن ن ننن نن ن نن" )‪ (3‬نن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن ن‬
‫ننننننن ننننننن ننن نن ننننننن‬
‫نننننن نننننن نن نننننن نننن ننن نن‬
‫ننننن نن نننننن ننننننن ننن نننن‬
‫ننننن نننن نننننن نننن نننن ننن‬
‫ننننن نننن نننننن ننننن ننننننن نننن‬
‫ننننن نننننن ننن ننن ننننن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننن نننننننن نننن نننننن نن‬
‫ننننن ننننن نننن ننننن)‪.(4‬‬
‫ننننننن ننننن نننن‪ :‬نن نن نن ننن‬
‫نننن ننن نننن نننننن نننن نن نننن‬
‫ننننن نننن نننننن نن ننن نن ننننننن‬

‫) ( سبق تخريجه ص ‪.24‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( تحفة الحوذي ‪.391 /1‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( أخرجه الترمذي في جامعه – كتاب الصلة – باب ما جاء في‬ ‫‪3‬‬

‫مواقيت الصلة جا ‪ 1‬ص ‪278‬‬


‫) ( المبسوط ‪.84 /1‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪721‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننن نننننننن نننننننن ننن ننن نن‬


‫ننننننن‪.‬‬
‫ننن نن نننن نن ننن نننن نننننن ننن‬
‫ن‬
‫نن نن نن ننن ننننن ننن نننن نن ننن ننن‬
‫نن ننننننن نننن نننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن ننن ننن ننن نننن ننننننن‬
‫نننننن ننننننن نننن نن ننننن نننن نن‬
‫نننن نننن نن ننننن ننننننن ننن نننن‬
‫نن نن نننن ننن نننن ننن نننننن نننن‬
‫نننن نننننن ننننن ننن نن نننن ننن ننن‬
‫ننننن ننننننن‪ .‬ننننن نن نننن نننن نن‬
‫نننن ننننن نننن ننن ننن نننن ننن ننن‬
‫نن ننن ننننن ننننن نننن ننننن نننننن‬
‫نننن نن ننن نننننن ننننننن نننننن ‪/‬‬
‫ننن نننن نننن ننن ننننن ننننن نن‬
‫ننننن ننننننن ننن نننن ننننن ننننن‬
‫نننننن نننن نننننننن ننن ننن نننننن‬
‫نننننن نننن ننننن ننن نننن ننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن ننننن نننننننن ننن‬
‫نننن نن ننننن ننننننن)‪.(1‬‬

‫) ( الموقع السلمي الطبي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪722‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثانى‬
‫أثر التداوى فى الصيام‬
‫إن الله سبحانه وتعالى فرض على عباده صيام‬
‫ركنا من أركان الإسلم ل‬
‫ا‬ ‫شهر رمضان وجعله‬
‫يتحقق إسلم المرء إل به وقد حده الله سبحانه‬
‫وتعالى بحدود شرعية من تعداها أبطل صيامه‬
‫ولذلك فواجب على كل مسلم أن يتعرف على ما‬
‫يتعلق بهذه العبادة من أحكام وخاصة تلك الأحكام‬
‫التى تعم بها البلوى فحاجة النسان ل تنقطع بحلول‬
‫رمضان‪ ،‬فبحلوله تكثر التساؤلت فى أثر تناول‬
‫بعض الأدوية على صحة الصيام وتتضارب الفتاوى‬
‫ولعل السبب في اختلف الفتاوى يرجع إلى اختلف‬
‫العلماء فى تحديد المراد بالجوف المذكور فى‬
‫لزاما التعرض لبيان معنى‬
‫ا‬ ‫نصوص الفقهاء فكان‬
‫الصوم‪ ،‬وبيان المراد بالجوف عند الفقهاء‪.‬‬
‫الصوم لغةل‪ :‬الإمساك عن الشيء والترك له‬
‫فيقال صائم لإمساكه عن المطعم والمشرب‬
‫والمنكح وقيل للصامت صائم لإمساكه عن‬
‫الكلم)‪.(1‬‬
‫وشرعا‪ :‬الإمساك عن أشياء مخصوصة وهى‬ ‫ل‬
‫)‪(2‬‬
‫الأكل والشرب والجماع لشرائط مخصوصة ‪.‬‬
‫أما تعريف الجوف لغة‪ :‬المراد بجوف‬
‫النسان بطنه والأجوفان هما البطن والفرجا‬
‫والجائفة‪ :‬الجراحة تصل للجوف)‪.(3‬‬

‫) ( لسان العرب ‪ ،245 – 8/244‬المنجد ص ‪.456‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( بدائع الصائع ‪.2/75‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( مختار الصحاحا ص ‪ , 117‬القاموس المحيط ‪..3/125‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪723‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أما الجوف عند الفقهاء‪ :‬فمن خلل تعريف‬


‫الفقهاء للجائفة يتضح المراد بالجوف‪.‬‬
‫فنجد أن الحنفية عرفوا الجائفة‪ :‬بالجرحا‬
‫فى الجوف‪ ،‬أو جرحا يصل إلى الجوف من البطن أو‬
‫الصدر أو ما يتوصل من الرقبة إلى الموضع الذى‬
‫إذا وصل إليه الشراب كان مفطراا)‪.(1‬‬
‫)‪(3‬‬
‫جاء فى المبسوط‪ :‬والسعوط)‪ (2‬والوجور‬
‫يثبت الحرمة لأنه مما يتغذى به الصبى فان‬
‫السعوط يصل الى الدماغ فيتقوى به والوجور يصل‬
‫إلى الجوف فيحصل به إنبات اللحم وإنشاز‬
‫العظم)‪.(4‬‬
‫فمن خلل نص الحنفية‪ :‬نجد انهم ذكروا أن علة‬
‫التحريم فى وجور الرضيع أنه يحصل به إنبات‬
‫اللحم وإنشاز العظم والوجور يصل إلى الجوف‬
‫فكان مراده من الجوف هو المعدة‪ ،‬أما السعوط‬
‫فيثبت به الحرمة وذلك لأن اللبن يصل إلى الدماغ‪،‬‬
‫والدماغ بها منفذ يصل إلى الجوف‪.‬‬
‫وأما عند المالكية‪ :‬فنجد أنهم عرفوا الجائفة‪:‬‬
‫بقولهم هى جرحا يصل إلى الجوف)‪.(5‬‬
‫جاء فى المدونة‪ :‬قلت فما حد الجائفة؟ قال‪ :‬ما‬
‫أفضى إلى الجوف وإن مدخل إبرة)‪.(6‬‬

‫الجوهرة النيرة ‪.2/132 ,1/141‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫السعوط‪ :‬دواء يصب في النف‪ .‬المصباحا المنير ص ‪.277‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫وجور‪ :‬دواء يصب في الحلق‪ .‬المصباحا المنير ص ‪.648‬‬‫ال د‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المبسوط ‪.135 – 5/134‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫المنتقى شرحا الموطأ ‪.7/66‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫المدونة ‪.4/566‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬

‫‪724‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وجاء فى التاج والإكليل‪ :‬والجائفة ما وصل إلى الجوفا من‬


‫مقدم الجوفا أو من الجنب أو من الظهر أو الخصر ولو‬
‫بإبرة)‪.(1‬‬
‫يضا‪ :‬تجب الكفارة فى إفساد صوم‬ ‫وجاء فيه أ ا‬
‫نتهاكا له بما يصل إلى الجوف أو المعدة‬ ‫ا‬ ‫رمضان ا‬
‫من الفم‪ ،‬كما نصوا على أن الواصل للحلق مفسد‬
‫للصيام)‪.(2‬‬
‫فمن خلل عرض نصوص المالكية‪ :‬يتضح أنهم‬
‫أرادوا بالجوف الذي إذا وصل إليه شيء في نهار‬
‫رمضان أفطر هو البطن وذلك لأنهم ذكروا أن‬
‫الجرحا الواصل إلى الجوف سواء كان من مقدم‬
‫الجوف أو من جنبه أو من ظهره هو ما يسمى‬
‫بالجائفة كما أنهم فرقوا بين الجوف والمعدة‬
‫بنصهم على وجوب الكفارة لإفساد الصوم بما يصل‬
‫للجوف أو المعدة‪.‬‬
‫أما الجوف عند الشافعية‪:‬‬
‫جاء فى المجموع‪ :‬قال الرافعى‪ :‬وضبط‬
‫الأصحاب الداخل المفطر بالعين الواصلة من‬
‫الظاهر الى الباطن فى منفذ مفتوحا عن قصد مع‬
‫ذكر الصوم وفيه قيود )منها( الباطن الواصل إليه‬
‫وفيما يعتبر به وجهان )أحدهما( أنه ما يقع عليه‬
‫اسم الجوف )والثانى( يعتبر معه أن يكون فيه قوة‬
‫تحيل الواصل إليه من دواء أو غذاء قال‪ :‬والأول هو‬
‫الموافق بتفريع الأكثرين ويدل عليه أنهم جعلوا‬
‫الحلق كالجوف في إبطال الصوم بوصول الواصل‬

‫) ( التاجا والكليل ‪.8/335‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( التاجا والكليل ‪.361 ،349 / 3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪725‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إليه وعلى الوجهين باطن الدماغ والبطن والأمعاء‬


‫والمثانة مما يفطر الوصول إليه)‪.(1‬‬
‫فمن خلل نص الشافعية يتبين أنهم اشترطوا‬
‫في الجوف أن يكون فيه قوة تحيل ما يصل إليه من‬
‫دواء أوغذاء في وجه‪ ،‬وفي المقابل ل يشترط‬
‫واعتبروا الجوف باطن الدماغ والبطن والمعاء‬
‫والمثانة‪ ،‬كما اعتبروا الحلق جوف‪ ،‬وبالتالي فهم قد‬
‫توسعوا في المراد بالجوف‪.‬‬
‫أما المراد بالجوف عند الحنابلة‪:‬‬
‫فقد جاء فى المغنى‪ :‬أنه يفطر بكل ما أدخله‬
‫إلى جوفه‪ ،‬أو مجوف فى جسده كدماغه وحلقه‬
‫ونحو ذلك مما ينفذ إلى معدته إذا وصل باختياره‬
‫وكان يمكن التحرز عنه )‪.(2‬‬
‫وجاء فى كشاف القناع‪) :‬أو استعط( فى أنفه‬
‫)بدهن أو غيره فوصل إلى حلقه أو دماغه(‪......‬‬
‫ولأن الدماغ جوف والواصل إليه يغذيه فيفطر‬
‫كجوف البدن)‪.(3‬‬
‫فمن خلل نصوص الحنابلة يتضح‪ :‬أن المراد‬
‫بالجوف هو المعدة‪ ،‬والدماغ سواء كان ما يدخل‬
‫الدماغ نافذ إلى المعدة أم ل ؟ على قول‪ ،‬والثاني‬
‫يعتبر بين الدماغ والمعدة منفذ فما دخل الى الدماغ‬
‫وصل إلى المعدة‪.‬‬
‫فمن خلل عرض آراء الفقهاء في المراد‬
‫بالجوف يتضح أنهم متفقون على أن من تعاطى‬
‫شيئا ا عبر الفم متى وصل إلى الحلق ثم المعدة‬
‫بطل صيامه‪.‬‬

‫) ( المجموع شرحا المهذب ‪.6/335‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( المغني ‪.96 /3‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( كشاف القناع ‪.2/318‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪726‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقد رجح الدكتور أحمد بن محمد بن خليل أن‬


‫الجوف هو المعدة فقط فما دخل إليها أفطر‪ ،‬ثم‬
‫ذكر أن الأمعاء هى المكان الذى يمتص فيه الغذاء‬
‫فإذا وصل إليها ما يصلح للمتصاص فهو مفطر)‪.(1‬‬
‫بينما رجح الدكتور محمد على البار بأن المراد‬
‫بالجوف هو الجهاز الهضمى متى تجاوز الداخل عبر‬
‫الفم إلى البلعوم وهو الحلق)‪.(2‬‬
‫وقد أجاب الدكتور أحمد بن محمد بن خليل على‬
‫من قال بأن الجوف هو الجهاز الهضمى بأمرين‪:‬‬
‫الأول‪ :‬أنه لو فرض أن الطعام وصل إلى‬
‫البلعوم ثم خرجا ولم يبقى له أى أثر ولم ينزل منه‬
‫مطلقا فبأي‬
‫ا‬ ‫شىء للمعدة ولم ينتفع منه الجسم‬
‫دليل نبطل الصيام‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬القول بأن الفم يعتبر جزء من الجهاز‬
‫الهضمي ليس كذلك فقد جاءت السنة بجواز‬
‫المضمضة للصائم)‪.(3‬‬
‫المسألة الولى‪ :‬أدوية عبر الفم‪:‬‬
‫من المعلوم شرعا ا أن ما يدخل فم الصائم‬
‫ويكون في حد الظاهر غير مبطل للصيام والمراد‬
‫بحد الظاهر هو مخرجا الحاء وما بعده باطن)‪،(4‬‬
‫وذلك لما ورد من آثار تدل على أن ذوق الطعام‬
‫غير مفسد للصيام وإن كان مكروها ا وكذا‬
‫المضمضة والستنشاق للصائم وذلك كله يكون في‬
‫حد الظاهر‪.‬‬
‫) ( مفطرا ت الصيام المعاصرة د ‪ /‬أحمد بن محمد بن خليل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية ‪ 367 /1‬بحث للدكتور ‪/‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد علي البار‪.‬‬


‫) ( مفطرا ت الصيام المعاصرة د ‪ /‬أحمد بن محمد بن خليل‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( مغني المحتاجا ‪.400 /‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪727‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ل‪ :‬بخاخ الربو‪:‬‬ ‫أو ل‬


‫الربو عبارة عن نوع من أنواع التحسس في‬
‫القصبات الهوائية تسبب إغلق في المجاري‬
‫التنفسية الكبيرة والصغيرة وبالتالي صعوبة‬
‫التنفس)‪.(1‬‬
‫ويحتوي بخاخ الربو على دواء سائل فيه ماء‬
‫ومواد كيميائية عالقة ويتم استعماله بأخذ شهيق‬
‫عميق ويضغط عليه في الوقت ذاته وعندئذ يتطاير‬
‫الرذاذ ويدخل عن طريق الفم إلى البلعوم الفمي‬
‫ومنه إلى الرغامي فالقصبات الهوائية ولكن يبقي‬
‫جزء منه في البلعوم‪ ،‬وقد تدخل كمية ضئيلة جدا ا‬
‫إلى المريء)‪.(2‬‬
‫لكن هل يعد بخاخ الربو مفطرا ا ؟ اختلفت فتاوى‬
‫العلماء المعاصرين الذين بحثوا في هذه المسألة‬
‫على رأيين‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬أن بخاخ الربو غير مفسـد للصيام‬
‫وهذا قول الشيخ ابن عثيمـين)‪ ،(3‬د‪/‬حسان‬
‫شمسـي)‪ ،(4‬د‪ /‬خالد بـن علـي المشيقـح)‪ ،(5‬د‪/‬عبـد‬
‫)‪(7‬‬
‫الله بن حمد)‪ ،(6‬وهو اختيار الشيخ عبدالعزيز بن باز‬
‫رحمه الله‪.‬‬

‫) ( علم الدواء الحديث ص ‪.29‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( مجلة مجمع الفقه السلمي ‪.259 / 2‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( مجموعة فتاوى الشيخ محمد العثيمين ‪.210 ،209 / 19‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( مجلة مجمع الفقه السلمي العدد العاشر ‪ 260 – 2/259‬بحث‬ ‫‪4‬‬

‫بعنوان التداوي والمفطرات د‪/‬حسان شمس‪.‬‬


‫) ( المفطرات المعاصرة د‪ /‬خالد بن علي المشيقح‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ( فقه نوازل الصيام د‪ /‬عبد الله بن حمد ص ‪.7‬‬ ‫‪6‬‬

‫) ( مجموعة فتاوى ومقالت متنوعة للشيخ ابن باز رحمه الله جا‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 15‬ص ‪.266‬‬
‫‪728‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫واستدلوا على ذلك‪ :‬بأن العبوة الصغيرة‬


‫تشتمل على ‪ 10‬مليلتر من الدواء السائل وهذه‬
‫الكمية وضعت لمائتي بخة‪ ،‬فالبخة الواحدة‬
‫تستغرق نصف عشر مليلتر وهذا يسير جداا‪.‬‬
‫ولن دخول شيء إلى المعدة من البخاخ ليس‬
‫أمرا ا قطعيا ا بل مشكوك فيه‪ ،‬فالصل بقاء الصوم‪،‬‬
‫لن اليقين ليزول بالشك)‪.(1‬‬
‫كما استدلوا بالقياس من وجهين‪:‬‬
‫الول‪ :‬قياس استعمال البخاخ للصائم على‬
‫استعمال السواك حيث قد ذكر الطباء أن السواك‬
‫يحتوي على ثمانية مواد كيميائية وهذا جائز للصائم‬
‫قا على الراجح من أقوال الفقهاء‪ ،‬ول شك أنه‬ ‫مطل ا‬
‫سينزل شيء من هذا السواك إلى المعدة فنزول‬
‫السائل الدوائي من البخاخ كنزول المواد من‬
‫السواك‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن الصائم يتمضمض ويستنشق‪ ،‬وإذا‬
‫فعل سيبقي شيء من أثر الماء مع بلع الريق‬
‫سيدخل المعدة‪ ،‬والداخل من بخاخ الربو إلى‬
‫المريء ثم إلى المعدة قليل جدا ا فيقاس على الماء‬
‫المتبقي بعد المضمضة)‪.(2‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬إن بخاخ الربو مفسد للصيام‬
‫وهذا قول بعض العلماء المعاصرين د‪ /‬محمد جبر‬

‫) ( المفطرات المعاصرة د‪ /‬خالد بن علي المشيقح‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪729‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫اللفي)‪ ،(1‬والمستشار حسن محمد الحفناوي)‪.(2‬‬


‫وهو ما صدر عن دار الفتاء المصرية)‪.(3‬‬
‫واستدلوا على ذلك‪ :‬بأن ما يخرجا من البخاخ‬
‫نقيطات شديدة الصغر تنتشر في أكبر مساحة‬
‫ممكنة من الحلق‪ ،‬والحلق فيه البلعوم والمريء‬
‫وبداية القصبة الهوائية المقصودة بهذا الدواء حتى‬
‫أن المريض يشعر بطعمه وبالتالي فهذا جسم‬
‫أجنبي دخل إلى الجوف من مدخل طبيعي‬
‫فيفطر)‪.(4‬‬
‫ولن مافي هذا البخاخ من سائل يصل على هيئة‬
‫رذاذ له جرم مؤثر إلى الجوف عن طريق منفذ‬
‫مفتوحا وهو الفم)‪.(5‬‬
‫نوقش ذلك‪ :‬أن وصول هذا السائل إلى المعدة‬
‫مشكوك فيه وعلى فرض حصوله فما يصل يسير‬
‫جدا ا)‪.(6‬‬
‫والراجح والله أعلم‪ :‬أن بخاجا الربو ل يفطر‬
‫الصائم لكن إن أمكن للمريض تأخير ذلك إلى بعد‬
‫الفطر دون أن تلحقه مشقة فالفضل تأخيره‬
‫خروجا ا من هذا الخلف‪ ،‬لكن إذا احتاجا ل يؤثر في‬
‫صحة الصيام‪ ،‬وذلك لن أثره يسير جدا ا يقاس على‬
‫الثر المتبقي في الفم من استعمال السواك‪.‬‬
‫) ( مجلة مجمع الفقه السلمي العدد العاشر جـ ‪ 2‬ص ‪ 76‬بحث‬ ‫‪1‬‬

‫بعنوان مفطرات الصائم في ضوء المستجدات الحديثة د‪ /‬محمد‬


‫جبر اللفي‪.‬‬
‫) ( أحكام السلم للمستشار حسن محمد الحفناوي ص ‪.236‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( موقع دار الفتاء المصرية‪www.dar-alifta.org .‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( أحكام السلم للمستشار حسن محمد الحفناوي ص ‪.237‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( موقع دار الفتاء المصرية‪www.dar-alifta.org .‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ( فقه نوازل الصيام د‪ /‬عبد الله بن حمد ص ‪.7‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪730‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ثانيلا‪ :‬القراص التي توضع تحت اللسان‬


‫إن أسرع الماكن لمتصاص سوائل أو مركبات‬
‫وتوصيلها للدم بسرعة هي منطقة ما تحت اللسان‬
‫التي يتناول من خللها أقراص لعلجا بعض الزمات‬
‫القلبية مثل أقراص ‪ dintra‬وذلك للتعامل السريع مع‬
‫الزمة حيث تمتص مكونات القرص بسرعة من‬
‫المنطقة الغزيرة دمويا ا تحت اللسان)‪.(1‬‬
‫وبسؤال بعض الطباء عن المادة الفعالة لهذه‬
‫القراص أجابوا أن المادة الفعالة هي‬
‫)نيتروجلسرين( حيث تمتص سريعا ا من خلل‬
‫الغشية المخاطية تحت اللسان فتنقل إلى الدورة‬
‫الدموية العامة ومنها إلى الشرايين التاجية بالقلب‬
‫لتحدث بها اتساعا ا فيزداد المداد الدموي الذاهب‬
‫إلى عضلة القلب‪.‬‬
‫دواء تحت‬
‫ا‬ ‫فاذا تعاطى الصائم في نهار رمضان‬
‫اللسان فهل يفسد ذلك صيامه ؟‪.‬‬
‫اختلف الفقهاء السابقين فيما يشبه ذلك وهو‬
‫مضغ العلك للصائم على رأيين‪:‬‬
‫الرأي الأول‪:‬‬
‫مضغ العلك ل يفسد الصيام وإن وصل طعمه‬
‫إلى الحلق بخلف ما لو وصلت عينه بأن تفتت‬
‫أجزاؤه فيفسد الصيام وهذا قول الحنفية)‪،(2‬‬
‫والشافعية)‪ ،(3‬والحنابلة في رواية)‪.(4‬‬

‫الموقع السلمي الطبي‪.www.medislam.com .‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫المبسوط جا ‪ 3‬ص ‪ ،100‬البحر الرائق جا ‪ 2‬ص ‪.301‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المجموع شرحا المهذب جا ‪ 6‬ص ‪.394‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫المغني والشرحا الكبير جا ‪ 3‬ص ‪.46‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫‪731‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫واستدلوا على ذلك‪:‬‬


‫أن جرم العلك ل يصل إلى الحلق وإنما يصل‬
‫طعمه فقط)‪.(1‬‬
‫نوقش ذلك‪ :‬بأن الحساس بطعمه في الحلق‬
‫دليل على وصول أجزاء منه للحلق)‪.(2‬‬
‫واستدلوا بالقياس على من لطخ باطن قدمه‬
‫بالحنظل ووجد طعمه في حلقه ل يفطر)‪.(3‬‬
‫أما إذا تفتت أجزاؤه فوصل شيء منها إلى‬
‫الجوف مع اللعاب فسد الصوم‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬مضغ العلك مفسد للصيام إن‬
‫وجد طعمه في حلقه أو تحلل فبلع ريقه وهذا قول‬
‫الحنابلة في رواية)‪.(4‬‬
‫واستدلوا على ذلك‪:‬‬
‫لن العلك شيء خارجا عن الجسم يمكن التحرز‬
‫عنه فأفطر متى وجد طعمه)‪.(5‬‬
‫وهذا بالقياس على الكحل متى وجد طعمه في‬
‫حلقه فسد الصوم‪.‬‬
‫نوقش ذلك بأن وضع الكحل في العين يختلف‬
‫عن مضغ العلك حيث أن أجزاء من الكحل تصل‬
‫إلى الحلق ويشاهد إذا تنخع الصائم)‪.(6‬‬

‫) ( المبسوط جا ‪ 3‬ص ‪.100‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( مطالب أولي النهى جا ‪ 2‬ص ‪.192‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( المغني والشرحا الكبير جا ‪ 3‬ص ‪.46‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( مطالب أولي النهى جا ‪ 2‬ص ‪ ،192‬المغني والشرحا الكبير جا ‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫ص ‪.46‬‬
‫) ( كشاف القناع جا ‪ 2‬ص ‪.329‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ( المغني والشرحا الكبير جا ‪ 3‬ص ‪.46‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪732‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وبناءاا على هذا فقد تباينت فتاوى العلماء‬


‫المعاصرين الذين بحثوا في هذه المسألة على‬
‫رأيين‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬أن ما يوضع تحت اللسان في‬
‫نهار رمضان لعلجا بعض الزمات القلبية مفسد‬
‫للصيام إذا تناوله عمدا ا وهذا قول فضيلة الشيخ ابن‬
‫باز رحمه الله)‪.(1‬‬
‫واستدلوا على ذلك‪ :‬لن طعمها يصل للحلق‬
‫عمداا‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬ما يوضع تحت اللسان في نهار‬
‫رمضان لعلجا بعض الزمات القلبية غير مفسد‬
‫للصيام على أن يتجنب إبتلع ما يتحلل منها وهو ما‬
‫أفتى به فضيلة الشيخ ابن عثيمين)‪ ،(2‬د‪ /‬أحمد‬
‫الخليلي)‪ ،(3‬د‪ /‬عبد الله بن حمد)‪ ،(4‬د‪ /‬خالد بن علي‬
‫المشيقح)‪ ،(5‬وهذا ما قرره مجمع الفقه‬
‫السلمي)‪.(6‬‬
‫واستدلوا على ذلك‪:‬‬
‫بأن هذه القراص إذا وضعت تحت اللسان ربما‬
‫يتحلل شيء منها يبقى في اللعاب فهذا الذي يتحلل‬
‫ل يبتلعه الصائم وإنما يمجه وذلك لن الصل صحة‬

‫‪www.medislam.com‬‬ ‫) ( الموقع السلمي الطبي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( فتاوى إسلمية لمجموعة من العلماء الفاضل الشيخ عبد العزيز‬ ‫‪2‬‬

‫بن باز– الشيخ محمد بن عثيمين– الشيخ عبد الله بن جبرين‬


‫) ( مفطرات الصيام المعاصرة د‪ /‬أحمد بن محمد ص ‪.19‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( فقه نوازل الصيام د‪ /‬عبد الله بن حمد ص ‪.8‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( المفطرات المعاصرة لفضيلة الشيخ خالد بن علي المشيقح‬ ‫‪5‬‬

‫ص ‪.4‬‬
‫) ( مجلة مجمع الفقه السلمي العدد العاشر ص ‪ 96‬بحث د‪/‬‬ ‫‪6‬‬

‫محمد جبر اللفي‪.‬‬


‫‪733‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الصيام ول نترك هذا الصل إل بيقين‪ ،‬كما أن هذه‬


‫القراص ليست أكل ا ول شربا ا ول في معناهما فهي‬
‫ل تصل إلى المعدة ول يحصل للبدن بها شيء من‬
‫القوة والنشاط ما يحصل بالطعام والشراب)‪.(1‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬أدوية عبرالأنف‪:‬‬
‫من المعلوم أن النف يقوم بوظيفتين أساسيتين‬
‫هما التنفس والشم)‪ .(2‬وقد أثبت علم الطب‬
‫الحديث أن الأنف له منفذ إلى الجهاز الهضمي‬
‫حيث يقع خلف الأنف‪ ،‬البلعوم الأنفي وهوقسم من‬
‫ثلثة أقسام للبلعوم فهناك البلعوم الفموي‬
‫)الحلقوم( ويقع خلف الفم والبلعوم الأنفي‬
‫والبلعوم الحنجري )خلف الحنجرة( والبلعوم يعتبر‬
‫ثاني أعضاء الجهاز الهضمي من حيث دوره في‬
‫عملية الهضم)‪.(3‬‬
‫دواء عبر‬
‫ا‬ ‫فاذا تعاطى الصائم في نهار رمضان‬
‫الأنف كالتقطير فهل يفسد ذلك صيامه ؟‪.‬‬
‫اختلف الفقهاء السابقون فيما يشبه ذلك وهو‬
‫السعوط للصائم علي رأيين‪ :‬الرأي الأول‪:‬‬
‫التقطير في الأنف أو السعوط للصائم مفسد للصيام‬
‫وهذا قول جمهور الفقهاء الحنفية)‪ ،(4‬والمالكية)‪،(5‬‬
‫والشافعية)‪ ،(6‬والحنابلة)‪.(7‬‬

‫فقه نوازل الصيام د‪ /‬عبد الله بن حمد ص ‪.7‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫الموسوعة الطبية المجلد الأول ص ‪.125‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع السابق المجلد الرابع ص ‪..585‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫بدائع الصنائع ‪ ،2/93‬المبسوط ‪.3/67‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫المدونة ‪ ،1/269‬التاجا والكليل ‪.3/347‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫الم ‪ ،8/154‬أسنى المطالب ‪.1/415‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬

‫النصاف ‪ ،3/299‬الفروع ‪..3/46‬‬ ‫)(‬ ‫‪7‬‬

‫‪734‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ط‬
‫قي ق‬ ‫ن لد ق‬ ‫م بس د‬ ‫ص د‬
‫عا ق‬
‫واستدلوا لذلك‪ :‬بما ضرٍوي عن د‬
‫د‬
‫ل الل ىهق أ س‬ ‫ن أ دقبيهق دقا د‬
‫خب قسرقني‬ ‫سو د‬‫ت ديا در ض‬ ‫ل‪ :‬قضل س ض‬ ‫صب قدرة د ع د س‬‫ن د‬ ‫بس ق‬
‫خل ل ن‬ ‫ل‬
‫ن‬ ‫ل ب لي ن ل‬ ‫و ل‬ ‫ضـوءل ل‬ ‫و ت‬ ‫غ ال ن ت‬ ‫سب إ ن‬
‫ل‪" :‬أ ن‬ ‫ضوقء دقا د‬ ‫ن ال سوض ض‬ ‫عد س‬
‫ن‬ ‫ن تل ت‬ ‫ل‬ ‫ست إن ن ل‬ ‫ل‬
‫كـو ل‬ ‫ق إإل أ ن‬ ‫شا إ‬ ‫في ال ن‬ ‫غ إ‬ ‫ولبال إ ن‬‫ع ل‬ ‫إ‬ ‫صاب إ‬ ‫ال ل‬
‫ما" )‪ .(1‬فاستثناء المبالغة في الستنشاق حالة‬ ‫صائ إ ل‬ ‫ل‬
‫الصوم للحترازعن فساد الصوم وإل لم يكن‬
‫للاستثناء معنى‪ .‬وقد نوقش الستدلل بالحديث‪:‬‬
‫بأنه ليس فيه أن الصائم يفطر بالمبالغة فى‬
‫الستنشاق‪ ،‬وإنما فيه إيجاب المبالغة فى‬
‫الستنشاق لغير الصائم وسقوط وجوب ذلك عن‬
‫الصائم)‪.(2‬‬
‫ولن الدماغ أحد الجوفيين فبطل الصوم‬
‫بالواصل إليه‪ ،‬ولن الواصل إلى الدماغ واصل‬
‫للجوف لن له منفذاا للجوف‪ .‬ولوجود معنى الفطر‬
‫وهو وصول ما فيه صلحا البدن إلى الجوف)‪ .(3‬أما‬
‫عن العلة فى فساد الصوم بالسعوط وهو التقطير‬
‫فى النف فنجد أن الحنفية‪ ،‬والمالكية)‪ (4‬اعتبروا أن‬
‫العلة فى فساد الصوم بالسعوط هو وجود منفذ من‬
‫الدماغ إلى الجوف‪ .‬وهذا هو الموافق لما أثبته علم‬
‫الطب الحديث وهو وجود منفذ من النف إلى‬
‫الجهاز الهضمي حيث يقع خلف الأنف البلعوم‬
‫) ( أخرجه الترمذي – كتاب الصوم – باب ما جاء في كراهية مبالغة‬ ‫‪1‬‬

‫الستنشاق للصائمج ‪ 3‬ص ‪ 155‬قال أبو عيسى هذا حديث حسن‬


‫صحيح‪.‬‬
‫) ( المحلى ‪.4/348‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( المبسوط ‪ ،3/67‬بدائع الصنائع ‪ ،2/93‬العناية شرحا الهداية‬ ‫‪3‬‬

‫‪.،342 – 2/341‬‬
‫) ( انظر بدائع الصنائع ‪ ،2/93‬التاجا والكليل ‪.3/347‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪735‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الأنفي‪ ،‬بينما العلة في فساد الصوم بالسعوط عند‬


‫الشافعية‪ ،‬والحنابلة هو وصول الدواء للدماغ سواء‬
‫وصل للمعدة أم ل؟ فالدماغ عندهم جوف كجوف‬
‫البطن)‪.(1‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬التقطير في الأنف أو السعوط‬
‫للصائم ل يبطل الصيام وهذا قول الظاهرية)‪ .(2‬قال‬
‫أبو محمد‪ :‬إنما نهانا الله تعالى فى الصوم عن‬
‫الأكل والشرب والجماع وتعمد القيىء والمعاصي‬
‫وما علمنا أكل ا ول شربا ا يكوم على دبر أو إحليل أو‬
‫أذن أو عين أو أنف)‪.(3‬‬
‫وبناءاا على هذا فقد تباينت فتاوى العلماء‬
‫المعاصرين على رأيين‪:‬‬
‫الرأي الأول‪ :‬أن التقطير فى الأنف مبطل‬
‫للصيام وهذا قول)ابن باز وابن عثيمين()‪ ،(4‬والشيخ‬
‫محمد المختار السلمى)‪ ،(5‬والدكتور‪ /‬محمد جبر‬
‫الألفى)‪.(6‬‬
‫واحتجوا لذلك بأن ما يوضع فى الأنف من‬
‫قطرات ينفذ إلى الحلق ثم إلى المعدة كما استدلوا‬
‫نن ن ننن ن نننن ننن‬
‫بقوله ‪ ) :‬ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫نن‬ ‫ن ن نن‬ ‫ن ن نن‬ ‫نن‬
‫نن ن نن ن ن ن نن ن ن نن ننن ن ن ن نن ن ننن ن ن‬
‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن ن‬ ‫نن‬

‫انظر المجموع شرحا المهذب ‪ ،6/335‬الفروع ‪.3/46‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫المحلى ‪.4/348‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع السابق ‪.348‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫فقه نوازل الصيام د‪ /‬عبدالله بن محمد ص ‪ 12‬وما بعدها‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية المعاصرة ‪.1/475‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫المرجع السابق ص ‪.536‬‬ ‫)(‬ ‫‪6‬‬

‫‪736‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫نن ن ن ن‬
‫ن نن ن نن ن نن()‪ (7‬نننن ننن ننن نننننن نن‬
‫ن‬
‫ننننن نننن نن نننننننن نن نننننننننن‬
‫ننن نننننننن نن ننننننننن ننننن نن‬
‫ننن ننن ننن نننن شىء من الماء ويحتمل أن ل يصل‬
‫ولكن القطرة آكد‪ ،‬لن الإنسان يضعها بحيث ل تخرج)‪.(2‬‬
‫الرأى الثانى‪ :‬التقطير فى الأنفا ل يبطل الصيام وهذا قول‬
‫الدكتور‪ /‬محمد هيثم الخياط)‪.(3‬‬
‫وذلك لأن ما يصل إلى المعدة من هذه القطرة قليل جداً‪ ،‬فإن‬
‫الملعقة الواحدة الصغيرة تتسع من ثلثة إلى خمسة سنتيمترات‬
‫من السوائل وكل ثلثة يمثل خمس عشرة قطرة فالقطرة الواحدة‬
‫تمثل جزء من خمسة وسبعين جزءاً مما يوجد فى الملعقة‬
‫ويمتص بعضه من باطن غشاء النفا‪ ،‬وهذا القليل الواصل إلى‬
‫المعدة أقل مما يصل من الماء المتبقي من المضمضة فيعفى‬
‫عنه)‪.(4‬‬
‫نوقش بأنه وإن كانت يسيرة إل أن هذا غير‬
‫مجزوم به لنه قد يضع في أنفه أكثر من نقطة‬
‫فإذا وصل إلى الحلق وإلى المعدة ما يزيد على‬
‫ما يعفى عنه بالقياس على ما يبقى بعد‬
‫الستنشاق في الوضوء فإنه يحصل به الفطر وإن‬
‫كان الذي يصل إلى المعدة قدارا يسيارا جدا ا فل‬
‫يفطر على أن يحصل اليقين بذلك) ‪.(5‬‬
‫كل ول شرباً ل فى اللغة ول فى العرفا‪.‬‬ ‫ولأنها لسيت أ ً‬
‫والراجح وا أعلم‪:‬‬

‫سبق تخريجه ص ‪.36‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫فقه نوازل الصيام د‪ /‬عبدالله بن محمد ص ‪ 12‬وما بعدها‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية المعاصرة ‪.1/475‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫مفطرات الصيام المعاصرة د‪ /‬أحمد بن محمد بن خليل‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫فقه نوازل الصيام د‪ /‬عبدالله بن محمد ص ‪.13‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬

‫‪737‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أن التقطير فى النفا فى نهار رمضان غير مفسد للصيام‬


‫بشرط أن ل يبلع الصائم ما يصل إلى حلقه‪ ،‬وأن يتيقن أن‬
‫الواصل إلى المعدة قليل جدًا بأن يضع قليل منها‪ ،‬لكن إن أمكن‬
‫تأجيله إلى الليل فهو أحوط‪.‬‬
‫وهذا ما قرره مجمع الفقه السلمى‪:‬‬
‫‪ -‬أنها ل تفطر بشرط أن ل يبلع الصائم ما يصل‬
‫إلى حلقه فلو أنه وضع فى أنفه قطرة فوصل‬
‫إلى حلقه شىء منها فمجه وأخرجه فإنه ل‬
‫يفطر بذلك لكن لو ابتلعه فإنه يفطر)‪.(1‬‬
‫المسألة الثالثة‪ :‬أدوية عبر العين‪:‬‬
‫العين‪ :‬هي عضو الرؤية في الجسم‪ ،‬تتألف من‬
‫عدة أغشية وطبقات تؤمن إيصال الشعة الضوئية‬
‫إلى المنطقة الحساسة من الشبكية)‪.(2‬‬
‫من الدوية التي تؤخذ عبر العين القطرة فعندما‬
‫يضع المريض نقطة واحدة من القطرة في عينه‬
‫فإننا نلحظ أن جزءا ا منها يفقد إلى الخارجا دون‬
‫إستفادة منه عند غلق العين‪ ،‬أما الجزء المتبقي في‬
‫كيس "فراغ" الملتحمة فنجد أن الجزء لكبر منه‬
‫يمتص بواسطة أنسجة العين‪ ،‬أما الجزء اليسير فهو‬
‫يختلط مع الدموع فيمر خلل رحلة الدموع‪ ،‬جزء‬
‫من هذه الدموع ينزل مع إفرازات النف إلي‬
‫الخارن وجزء آخر يتجه إلى البلعوم النفي بسبب‬
‫حركة أهداب جدار النف‪ ،‬وبالتالي فهذا يفسر لماذا‬

‫) ( رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية المعاصرة ‪.1/638‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( الموسوعة الطبية ‪.1/167‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪738‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫يشعر المريض في حلقه بطعم مميز لبعض‬


‫القطرات )‪.(1‬‬
‫أما عن أثر التداوي بوضع القطرة في العين‬
‫على صحة الصيام فقد اختلف فيه العلماء‬
‫المعاصرين بنااء على اختلف السابقين في حكم‬
‫الكحل للصائم هل هو مفسد للصيام أم ل ؟ وذهبوا‬
‫في ذلك إلى رأيين‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬أن الكحـل ليبطــل الصيام‬
‫وهذا قول الحنفية)‪ ،(2‬والشافعية)‪.(3‬‬
‫واستدلوا على ذلك بالسنة والمعقول‪:‬‬
‫أما السنة‪:‬‬
‫ندلى‬ ‫ج ل‬ ‫ك دقا د‬ ‫فقد روي ع دن أ د‬
‫ن إق‬
‫ل‬ ‫نر نض‬
‫جادء د‬
‫ننند‬ ‫ل‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ما‬
‫د‬ ‫ن‬
‫ض نن ن س نننن نن نن‬
‫ق‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫س‬
‫ق‬ ‫د‬ ‫ن‬
‫نن نننننننن نننن‬ ‫ن ننن‬ ‫ننن‬ ‫ي ‪ ‬ننننن‪ :‬نننن‬ ‫الن ىب ق ث‬
‫ن ن " )‪ .(4‬ن‬
‫نننن نن ن‬ ‫" نننن‬ ‫ن‪ :‬ن‬
‫ننن نننن‬ ‫ن‬
‫نن‬
‫ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن‪:‬ن" ن ن ن ن ن ن نن ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ننن‬ ‫ننن‬
‫ن نن ن ن ن‬
‫نن ن ن ‪ ‬ن ن ن نن ن ن " ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬

‫نننن نننننننن‬ ‫ننننننن‪ :‬ننن ن‬ ‫ن‬ ‫ننن‬


‫ننن نننن ننننن نننننن ننن ننن نننن نن‬
‫نننن‪.‬‬
‫نننن نننننن نننننن‪ :‬نننن نننن‬
‫نننن )‪.(6‬‬
‫) ( المنظمة السلمية للعلوم الطبية نشرة الطب السلمي العدد‬ ‫‪1‬‬

‫الرابع ‪ -‬بحث الصيام وأمراض العيون بين الطب والفقه د‪/‬‬


‫إبراهيم محمد عامر ص ‪.533‬‬
‫) ( البحر الرائق ‪ ،2/293‬تبيين الحقائق ‪.1/323‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( الم ‪ ،2/110‬شرحا البهجة ‪.2/213‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( أخرجه الترمذي في صحيحه – كتاب الصوم – باب ما جاء في‬ ‫‪4‬‬

‫الكحل للصائم قال أبو عيسى هذا حديث ليس بالقوي‪.‬‬


‫) ( أخرجه ابن ماجة في سننه – كتاب الصيام – باب ما جاء في‬ ‫‪5‬‬

‫السواك والكحل للصائم‪.‬‬


‫) ( سبل السلم ‪.1/571‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪739‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نن نننن ننن ننن ننننن ننن نن ننن‬


‫ننن ننننن )‪.(1‬‬
‫نننن ننننننن ننن ننن نننن‪:‬‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننن ننن ننننن ننننننن‬
‫نننن نننننن نننن نننن ننننننن‬
‫نننننن)‪ .(2‬ننننن نن نننن ننن ننن ننن‬
‫ننننن ننننن نننن ننن نننن ننننن ننن‬
‫ننننن نننننن ننن نننن ننننن نننننن‬
‫نن نننننننن ننننن ننن ننننننن نننن‬
‫نن نننن نننن ننننن نن نننن)‪ .(3‬نننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن نننننننن نن‬
‫ننننن نننن نننننن نن ننن نن نن نننن نن‬
‫ننن ننننن ننننن نننن ننن نننننننن)‪(4‬ن‬
‫ننننننننن )‪.(5‬‬
‫نننننننن‪:‬نن‬
‫ن نن‬ ‫ننننننننن ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ننننننن نننن‬
‫ننن ننننن ننن ننن ن‬
‫نننننننن ننن ننننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن نن ننن ن‬ ‫نن ن‬
‫ن"نن ننننن ننن‬ ‫‪‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬
‫نننننن ن ن ن ننن ن‬‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن نن ن‬
‫نن‬
‫ن‬
‫ننن ن ن ن ن نننن ن ن ن ن نن ن نننن ن ن ن ن نن ن‬
‫نن ن ن " )‪ .(6‬ن‬ ‫نن ن‬
‫ن ن ن نن ن ن ن ن ن‬
‫ن‬ ‫ن نن‬

‫) ( المغني ‪..96 / 3‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( تبيين الحقائق ‪ 1/324‬بتصرف ) ‪.(7‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( المرجع السابق‬ ‫‪3‬‬

‫) ( التاجا والكليل ‪ ،3/347‬فتح العلي المالك ‪..174 ،1/137‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( الفروع ‪ ،3/46‬مطالب أولي النهي ‪.2/191‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ( أخرجه أبوداود في سننه – كتاب الصوم – باب في الكحل عند‬ ‫‪6‬‬

‫النوم للصائم‪.‬‬
‫‪740‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننن‪ :‬ننننن نننن نننننن‬


‫ننن نننن ننننن نننننن)‪.(1‬‬
‫ن‬
‫نننننن نننن )‪.(2‬‬ ‫نننن ننن ننن‬
‫ن ن نن نن ن ن نن ن‬
‫ننن ننننن‪:‬ننننن ننن ننننن نننننن نننن‬
‫ن ن ن ن ننن ننن ننن ن نن‬ ‫نن ن‬
‫نننن ننننن‪ " :‬نن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ننن‬
‫ن ن ن " )‪ .(3‬نننن ننن ننننننن ننن ننننن‬
‫ننن نن نننن نن نننن ننن ننن‪ .‬ننن‬
‫ننننننن‪ :‬ننننن نننن ننن نننن نن نن‬
‫ننننن نن نننننن نننن ننننن ننن نننن‬
‫ننننن نننن ننن ننن ننن ننننن )‪.(4‬‬
‫نننن ننن نننن ننننننن ننننننن نن‬
‫ننن ننننن نننننن ننننن ننننننن‬
‫ننننننننن نن ننن نننن ننننن نن نننن‬
‫نننننن نن نن ن ننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن نننن ننننن نن نننن‬
‫نننننن ننن ننن ننننن )ننن نننن نننن‬
‫نننننن()‪(5‬ن نننننن ننن نننن)‪(6‬ن نننننن‬
‫ننننن ننننن)‪ .(7‬ن‪/‬نننن نننن)‪(8‬ن ن‪ /‬نننن‬

‫) ( نيل الوطار ‪4/243‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( سنن أبو داود ‪.554 / 1‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( أخرجه البخاري تعليقا ا في صحيحه –كتاب الصوم – باب‬ ‫‪3‬‬

‫الحجامة والقئ للصائم‪.‬‬


‫) ( المغني ‪ ،96 /3‬كشاف القناع ‪.318 /2‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( فتاوى إسلمية ‪ ،2/134‬محموع فتاوى ومقالت متنوعةجا ‪15‬‬ ‫‪5‬‬

‫ص ‪.264‬‬
‫) ( فقه السنة لسيد سابق السنة ‪.1/460‬‬ ‫‪6‬‬

‫) ( الفتاوى لمحمود شلتوت ص ‪118‬‬ ‫‪7‬‬

‫) ( أحكام العبادات د‪ /‬كامل موسى ص ‪.364‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪741‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن نننننننن)‪(1‬ن ن‪ /‬ننننن ننننننن‬


‫نننن)‪ .(2‬نننن ننن نننننن نن ننننن ننن‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن ننن ننننن ننننننن نننن‬
‫ن‬
‫نننننن نننن ننننن ننننن نننننن ننن‬
‫ننن ننننننن ننننن نننن نننن نن نننن‬
‫ن‬
‫نن نننننن ننن ننن ننن ننننن ننننن ننن‬
‫ننن نن نننن)‪.(3‬‬
‫ن‬
‫نننن نننننن نن ننننن نننن نننن نن‬
‫نن ننننن ننن نن نننننن ننن نن ننن ننن‬
‫نننننن )‪.(4‬‬
‫ن‬
‫نننن نننن نننننن ننننن ننن نننن‬
‫ننن نننننن نننننن ننننن ننن ننن نننن‬
‫نننن ننن ننننن ننننن ننننننن ننننن‬
‫ننن نننن نننن نن نننننن نننننننن ننن‬
‫نننننن ننننننن نننن نننن نن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننن نن نننن نننننن نننن ننن‬
‫نننننن ننننن ننننن ننننننن نن نننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننن نننن ننننن نننن ننن ننن نن‬
‫ننن ننننن ننن ننننن نن نننن ننن‬
‫ننننننن نن نن نننن ننننن ننننن‬
‫ننننننننن)‪.(5‬‬

‫) ( احكام الصيام د‪ /‬كمال علي ص ‪.49‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( الزكاة والصوم د‪ /‬الرفاعي عبيد ص ‪.103‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( الفتاوى لمحمود شلتوت ص ‪.118‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( مفطرات الصيام المعاصرة د‪ /‬أحمد بن محمد الخليل‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية المعاصرة ‪ 412 /1‬بحث‬ ‫‪5‬‬

‫للدكتور‪ /‬حسان شمسى‪.‬‬


‫‪742‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننننننن نن ننننن‬


‫نننن نننننن نننن نن ننننن نننن نن‬
‫ننننن نن نننن ننن ننن ن‪ /‬نننن ننن‬
‫نننننن)‪(1‬ن ن‪ /‬نننن ننننننن ننننننن)‪.(2‬‬
‫نننننننن ننن نننن ننننننن ننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ننن‬ ‫ننن‬
‫نننننن " نن ن ‪ " ‬ن ن ن ن‬
‫ننن ن ن ن ن‬ ‫نننننن ن‬
‫ن ن نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نننن‬
‫نن ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن نن‬ ‫ن‬ ‫ن ن نن‬
‫نن نن ن ن ")‪ (3‬نننن نننن نن نننن نن ننننن‬
‫ن‬
‫نننن نننننن ننن نننننننن ننننننن نن‬
‫ننن نننننن ننن نننننن ننن ننننن نننن‬
‫ننن ننن نننن نننننننن نننن ننن ننن‬
‫نننن ننننن نننننن‪.‬‬
‫ننننننن ننننن نننن‪ :‬نن نن ننننننن‬
‫نن ننننن ننننن نننننن ننن نننن ننن نن‬
‫ن‬
‫ننن نن ننننن ننننن ننننن نننن ننن نن‬
‫ن‬
‫ننن ننن ننننن نن ننن نننننن نننن ننن‬
‫نننن ننن نن نننن نننن نننننن نننننن‬
‫ننن نننننننن نننننن نننن نننن نن‬
‫نننننن نننن‪.‬‬
‫ننننن ننن ننننننن ننننننن نننن‬
‫نننن)‪:(4‬‬
‫) ( المرجع السابق ص ‪ 510 -519‬بحث للدكتور‪ /‬محمد جبر‬ ‫‪1‬‬

‫اللفي‪.‬‬
‫) ( المرجع السابق ص ‪ 477‬بحث للدكتور‪ /‬محمد المختار‬ ‫‪2‬‬

‫السلمي‪.‬‬
‫) ( سبق تخريجه ص ‪.51‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية المعاصرة ‪ 533 /1‬بحث‬ ‫‪4‬‬

‫الصيام وأمراض العيون بين الطب والفقه للدكتور‪ /‬إبراهيم محمد‬


‫‪743‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن نننن نننننن ننن ننننن نننن نن‬


‫ننن نن نن نننن نن ننن نننننن نن ننننن‬
‫نننن ننن ننننننن ننن نن نننن ننن ننن‬
‫نننن‪.‬‬
‫نن ننن ننن نن ننننن نننن نننن ننننن‬
‫نن ننننننن ننن ننننننن ننننننننن‬
‫نننننننن ننننن ننن نننن نننننن نن‬
‫ننننن‪:‬‬
‫‪- 1‬ننننن ننننننننن )ننننن نننننن(‪.‬‬
‫‪- 2‬ننننن نننننننن ننننن ننننننن نننن‬
‫نننن نننننننن نن ننننننن نن ننننن‬
‫نن نننننن ننن نننن نن ننننننننن نن‬
‫نننن ننننن ننن ننننن نننننن نن‬
‫نننننننن نن ننننننن نننننن‪.‬‬
‫ننن ننن نننن ننننن نننننننن نن‬
‫ننننننن نن ننننن نن نننن نننننن نننن‬
‫نن ننننن نننننن نن ننن ننننن)‪.(1‬‬

‫المسألة الرابعة‪ :‬أدوية عبر الذن‪:‬‬


‫الذأن‪ :‬هو عضو السمع والتوازن وهما وظيفتان لتقل‬
‫إحداهما أهمية عن الخرى فضلً عن النطق الذى يرتبط تعلمه‬
‫بوظيفة السمع ارتباطاً مطلقاً‪ ،‬تتصل الذن بالبلعوم عن طريق‬
‫قناة تعرفا بقناة )أستاكيوس(‪ ،‬تلعب دوراً فى الحالة السوية فى‬

‫عامر‪.‬‬
‫) ( مجلة مجمع الفقه السلمي العدد العاشر ‪..454 /2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪744‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫موازنة الضغط الداخلي فى الذن الوسطى مع الضغط الخارجي‬


‫فى الذن الخارجية)‪.(1‬‬
‫من الأدوية التي تؤخذأ عبر الذأن القطرة‪:‬‬
‫اختلفا الفقهاء فى حكم التقطير فى أذن الصائم على رأيين‪:‬‬
‫الرأي الأول‪ :‬أن التقطير فى الذن للصائم مبطل للصيام إن‬
‫وصل إلى الجوفا وهذا قول جمهور الفقهاء الحنفية)‪ ،(3‬والمالكية‬
‫)‪ ،(3‬والشافعية فى وجه)‪ ،(4‬والحنابلة)‪.(5‬‬
‫جاء فى بداية المجتهد‪ :‬وتحصيل مذهب مالك أنه يجب‬
‫المساك عما يصل إلى الحلق من أي المنافذ وصل مغذياً كان أو‬
‫)‪.(6‬‬
‫غير مغذي‬
‫واستدلوا على ذألك‪ :‬بأن الدماغ أحد الجوفين فالواصل إليه‬
‫يغذيه‪ ،‬ولوجود معنى الفطر وهو وصول ما فيه صلح البدن‬
‫إلى الجوفا)‪.(7‬‬
‫الرأى الثاني‪ :‬أن التقطير في الذن للصائم في نهار رمضان‬
‫غير مبطل للصيام وهذا قول الشافعية في وجه ثاني)‪،(8‬‬
‫والظاهرية)‪ ،(9‬وهو ما أفتى به بعض العلماء المعاصرين)‪.(10‬‬
‫واستدلوا على ذألك بأنه ل منفذ بين الذن والدماغ وأن ما‬
‫يصل إنما يصل بالمسام)‪.(11‬‬
‫) ( الموسوعة الطبية المجلد الأول ص ‪.177‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( تبيين الحقائق ‪ ،1/329‬بدائع الصنائع ‪.2/92‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( الفواكه الدواني ‪ ،1/314‬بلغة السالك ‪.1/698‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( المجموع شرحا المهذب ‪ ،6/338‬أسنى المطالب ‪.1/416‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( كشاف القناع ‪ ،2/318‬الفروع ‪47 – 3/46‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ( بداية المجتهد ‪.1/290‬‬ ‫‪6‬‬

‫) ( المبدع ‪ ،3/23‬مجمع النهر ‪.1/241‬‬ ‫‪7‬‬

‫) ( المجموع المهذب ‪ 6/338‬تحفة المحتاجا ‪.3/403‬‬ ‫‪8‬‬

‫) ( المحلى ‪.4/335‬‬ ‫‪9‬‬

‫) ( موسوعة فقه السنة للشيخ محمد متولي الشعراوى ‪،1/455‬‬ ‫‪10‬‬

‫رؤية إ سلمية لبعض المشكلت الطبية ‪.505 ،521 – 1/520‬‬


‫) ( المجموع المهذب ‪.6/338‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪745‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وبعد عرض آراء الفقهاء في المسألة تبين أنهم متفقون على‬


‫مفطرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أن التقطير فى الذن إذا لم يتحقق وصوله للجوفا ل يعد‬
‫وقد أثبت الطب الحديث أنه ليس بين الذن وبين الجوفا ول‬
‫الدماغ قناة ينفذ منها المائع إل إذا تخرمت طبلة الذن‪.‬‬
‫سابقا أن الذن تتصل بالبلعوم عن طريق قناة‬
‫ً‬ ‫وقد ذكر‬
‫تعرفا بقناة)استاكيوس(‪.‬‬
‫وبناء على ذلك فإذا أزيل الغشاء الطبلي أو السمعي وأصيب‬ ‫ً‬
‫النسان بالصمم صارت الذن منفذًا إلى الجوفا لتصالها‬
‫بالبلعوم‪ ،‬فبسلمة هذا الغشاء يصح الصوم مع التقطير فى‬
‫الذن‪ ،‬وإل بطل الصيام‪.‬‬
‫المسألة الخامسة‪ :‬أدوية عبر القبل‪:‬‬
‫ل‪ :‬عبر مجرى البول‪:‬‬ ‫أو ل‬
‫ما يدخل في جسم النسان من أدوية أو‬
‫فحوصات عبر مجرى البول من قسطرة )‪ ،(1‬ودواء‬
‫وغير ذلك هل يعد ذلك مفسدا ا للصيام؟‬
‫نجد أن الفقهاء السابقين قد تعرضوا لحكم‬
‫الصوم مع مايشبه ذلك وهو التقطير في الحليل‬
‫وقد اختلف فيه الفقهاء على رأيين‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬إن التقطير في الحليل غير‬
‫مفسد للصيام وهذا قول أبي حنيفة ومحمد)‪،(2‬‬
‫والمالكية)‪ ،(3‬وقول للشافعية)‪ ،(4‬والصح عند‬
‫) ( القسطرة‪ :‬المراد بها القسطرة البولية حيث يحتاجا إليها مريض‬ ‫‪1‬‬

‫المسالك البولية وغيره كمن تجري له عملية جراحية بتخدير عام‬


‫وهي عبارة عن إدخال قسطرة من البلستيك أو المطاط للمثانة‬
‫البولية لتفريغ المثانة من البول المتجمع فيها‪.‬‬
‫) ( المبسوط ‪ ،3/67‬بدائع الصنائع ‪.2/93‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( فتح العلي المالك ‪ ،1/174‬التاجا والكليل ‪.3/346‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( المجموع شرحا المهذب ‪ ،6/334‬حاشيتا قليوب وعيرة ‪.2/71‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪746‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الحنابلة)‪ ،(1‬ووافقهم الظاهرية)‪ ،(2‬وهو اختيار شيخ‬


‫السلم ابن تيمية)‪.(3‬‬
‫واحتجوا لذلك‪:‬‬
‫بأنه ليس بين باطن الحليل والجوف منفذ‪،‬‬
‫وإنما يخرجا البول ترشحا ا فالذي يتركه فيه ل يصل‬
‫إلى الجوف كالذي يترك في فيه شيئا ا ول يبتلعه)‪.(4‬‬

‫) ( المغني ‪ ،1/603‬المفطرات المعاصرة د‪ /‬خالد بن علي‬ ‫‪4‬‬

‫المشيقح ص ‪.11‬‬

‫‪747‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الرأي الثاني‪ :‬أن التقطير في الحليل مفسد‬


‫للصيام وهو قول أبي يوسف من فقهاء الحنفية )‪،(1‬‬
‫والصح عند الشافعية )‪ ،(2‬ورواية للحنابلة)‪.(3‬‬
‫واحتجوا لذلك بأن الحليل منفذ يتعلق الفطر‬
‫بالخارجا منه فتعلق بالواصل إليه كالفم)‪.(4‬‬
‫ويمكن أن يناقش ذلك‪ :‬بأن ما يدخل في فم‬
‫الصائم ول يتعدى حد الظاهر ل يفطره إذا لفظه‪،‬‬
‫فكذلك ما يدخل الحليل ل يفسد الصيام حيث ل‬
‫منفذ بين المثانة والمعدة وهو ما أثبته العلم‬
‫الحديث فليس هناك قناة بين الحليل وبين المعدة‪.‬‬
‫والراجح ‪-‬والله أعلم‪ -‬أن القطار في الحليل‬
‫غير مفسد للصيام وإن وصل إلى المثانة حيث ل‬
‫منفذ بين المثانة والمعدة‪.‬‬
‫وبنااء عليه فإن تركيب قسطرة للمريض في‬
‫نهار رمضان أو تناول أدوية أو عمل منظار غير‬
‫مبطل للصيام وهو ما أفتي به الكثير من العلماء‬
‫المعاصرين منهم د‪ /‬محمد جبر اللفي ) ‪ ،(5‬د‪/‬‬
‫محمد هيثم الخياط) ‪ ،(6‬د‪/‬حسان شمسي) ‪.(7‬‬

‫‪ ()1‬المبسوط ‪ ،3/67‬البحر الرائق ‪.300 /2‬‬


‫‪ ()2‬شرحا البهجة ‪.2/213‬‬
‫‪ ()3‬المغني ‪.603 /1‬‬
‫‪ ()4‬المجموع ‪.334 / 6‬‬
‫‪ ()5‬مجلة مجمع الفقه السلمي العدد العاشر ‪ 2/85‬بحث للدكتور محمد‬
‫جبر اللفي‪.‬‬
‫‪ ()6‬المرجع السابق ص ‪ 313‬بحث للدكتور محمد هيثم الخياط‪.‬‬
‫‪ ()7‬المرجع السابق ‪ 2/256‬بحث للدكتور حسان شمس‪.‬‬
‫‪748‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فيقول د‪ /‬محمد جبر اللفى)‪ :(1‬إن المثانة عضو‬


‫طارد فعندما تمتلئ تتمدد ثننيات الطبقة المخاطية‬
‫به‪ ،‬فتدفع الطبقة العضلية السوائل إلى الخارجا‪.‬‬
‫وهذا هو ما قرره مجمع الفقه السلمي‬
‫ونصه‪:‬‬
‫ما يدخل الحليل أي مجرى البول الظاهر للذكر‬
‫والنثى من قسطرة " أنبوب دقيق " أو منظار أو‬
‫مادة ظليلة على الشعة أو دواء أو محلول لغسل‬
‫المثانة كل ذلك ل يعتبر من المفطرات)‪ (2‬لكن‬
‫المجمع أضاف موصياا‪ :‬ينبغي للطبيب المسلم نصح‬
‫المريض بتأجيل ما ل يضر تأجيله إلى ما بعد الفطار‬
‫من صور المعالجات المذكورة فيما سبق‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬عبر المهبل‬
‫قد تحتاجا المرأة إلى إدخال أدوية عبر القبل إلى‬
‫المهبل وذلك كاللبوس والمراهم فإذا استعملت‬
‫المرأة ذلك في نهار رمضان فهل يبطل ذلك‬
‫صومها؟‬
‫اختلف الفقهاء السابقون فيما يشبه ذلك وهو‬
‫التقطير في القبل وذهبوا في ذلك إلى رأيين‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬التقطير في قبل المرأة مبطل‬
‫للصيام وبه قال الحنفية)‪ ،(3‬والمالكية)‪ ،(4‬والشافعية‬
‫)‪.(5‬‬

‫‪ ()1‬المرجع السابق ص ‪.85‬‬


‫‪ ()2‬مجلة مجمع الفقه السلمي العدد العاشر ‪.2/454‬‬
‫‪ ( ) 3‬بدائع الصنائع ‪ ،2/93‬الجوهرة النيرة ‪ ،1/142‬تبيين الحقائق‬
‫‪.1/330‬‬
‫‪ ( ) 4‬شرحا مختصر خليل ‪ ،2/249‬حاشية الدسوقي ‪.1/524‬‬
‫‪ ( ) 5‬المجموع شرحا المهذب ‪ ،6/336‬أسني المطالب ‪.1/416‬‬
‫‪749‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫واستدلوا لذلك بأن لمثانتها منفذا ا إلى‬


‫الجوف‪.‬‬
‫جاء في بدائع الصنائع‪ :‬وأما القطار في قبل‬
‫المرأة فقد قال مشايخنا‪ :‬أنه يفسد صومها‬
‫بالجماع)‪.(1‬‬
‫فمعنى ذلك أنه إذا لم يكن هناك منفذ بين القبل‬
‫والجوف لم يبطل الصوم بذلك‪ ،‬وهذا ما أثبته الطب‬
‫الحديث‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬التقطير في قبل المرأة غير‬
‫مبطل للصيام وهو قول الحنابلة )‪ (2‬وذلك لن قبل‬
‫المرأة غير متصل بالجوف وأن مسلك الذكر من‬
‫فرجا المرأة في حكم الظاهر)‪.(3‬‬
‫والراجح والله أعلم‪:‬‬
‫أن التقطير في قبل المرأة ل يبطل الصيام‬
‫وذلك حيث أثبت الطب الحديث أنه ل منفذ بين‬
‫الجهاز التناسلي للمرأة وبين المعدة وبنااء عليه فإن‬
‫اللبوس المهبلي وما في معناه ليبطل الصيام)‪،(4‬‬
‫وهو ما قرره محمع الفقه السلمي)‪ ،(5‬وإن كان‬
‫الحوط تأجيل ذلك للفطر إن أمكن؛لن في‬
‫التداوي صلحا للبدن‪.‬‬
‫المسألة السادسة‪ :‬أدوية عبر الدبر‪:‬‬

‫) ( بدائع الصنائع ‪.2/930‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( مطالب أولي النهى ‪ ،2/191‬كشاف القناع ‪.2/318‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( مطالب أولي النهى ‪.193 /2‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( مجلة مجمع الفقه السلمي العدد العاشر ‪ 2/313‬بحث‬ ‫‪4‬‬

‫للدكتور محمد هيثم الخياط‪.‬‬


‫) ( المرجع السابق ص ‪.454‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪750‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫من هذه الدوية الحقنة الشرجية واستعمال‬


‫المراهم واللبوس " التحاميل"‬
‫ل‪ :‬الحقنة الشرجية‪:‬‬ ‫أو ل‬
‫اختلفت آراء الفقهاء السابقين في أثر التداوي‬
‫بالحقنة على صحة الصيام على رأيين‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬الحقنة الشرجية مفسدة للصيام‬
‫وهذا قول جمهور الفقهاء الحنفية )‪ ،(1‬والمالكية)‪،(2‬‬
‫والشافعية )‪ ،(3‬والحنابلة )‪.(4‬‬
‫لن التداوي بالحقن الشرجية يصل إلى المعاء‬
‫وما وصل للمعاء من طعام حصل به فائدة الغذاء‬
‫فإن الكبد يجذب من المعدة ومن سائر العضاء‬
‫عند الطباء)‪ .(5‬لن التداوي بالحقنة الشرجية واصل‬
‫إلى جوف الصائم باختياره وإرادته‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪:‬التداوي بالحقنة الشرجية غير‬
‫مفسد للصيام وبه قال ابن تيمية)‪ ،(6‬والظاهرية )‪،(7‬‬
‫واللخمي من المالكية )‪ ،(8‬والقاضي حسين من‬
‫الشافعية)‪ .(9‬وذلك لنه مما ل يصل إلى المعدة‪ ،‬ول‬
‫إلى موضع يتصرف منه ما يغذي الجسم بحال)‪.(10‬‬
‫وبنااء على ذلك فقد اختلف العلماء المعاصرين‬
‫في تفطير الصائم بالحقنة الشرجية على رأيين‪:‬‬
‫)( بدائع الصنائع ‪ ،2/93‬تبيين الحقائق ‪.1/330‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( حاشية الدسوقي ‪ ،1/523‬منح الجليل ‪.2/132‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( المجموع شرحا المهذب ‪ ،6/336‬أسنى المطالب ‪.1/416‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( المبدع ‪.1/22‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( شرحا مختصر خليل ‪.349 / 2‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( الفتاوى الكبرى ‪.5/376‬‬ ‫‪6‬‬

‫) ( المحلى ‪.4/335‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( فتح العلي المالك ‪.1/175‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( أسنى المطالب ‪.1/416‬‬ ‫‪9‬‬

‫)( فتح العلي المالك ‪.1/175‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪751‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الرأي الول‪ :‬الحقنة الشرجية تبطل الصيام‬


‫وهذا قول د‪ /‬محمد علي البار)‪ ،(1‬د‪ /‬منصور‬
‫الرفاعي )‪ ،(2‬والمستشار حسن محمد الحفناوي)‪،(3‬‬
‫وهي فتوى أصدرها قطاع الفتاء والبحوث بدولة‬
‫الكويت)‪.(4‬‬
‫وذلك لن المواد التي فيها تدخل من مدخل‬
‫طبيعي)‪.(5‬‬
‫ولن الدبر متصل بالمستقيم‪ ،‬والمستقيم متصل‬
‫بالقولون وهو المعاء الغليظة وامتصاص الغذاء يتم‬
‫عن طريق المعاء الدقيقة‪ ،‬وقد تمتص المعاء‬
‫الغليظة بعض الملحا والسكريات)‪.(6‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬التداوي بالحقن الشرجية غير‬
‫مفطر للصائم وهذا قول د‪/‬يوسف القرضاوي)‪،(7‬‬
‫الشيـخ محمـود شلتوت)‪ ،(8‬وهو قول الشيخ عطية‬
‫صقر)‪ ،(9‬والشيخ علي جمعة)‪ ،(10‬والشيخ محمد‬
‫متولي الشعراوي)‪.(11‬‬
‫واستدلوا على ذلك‪ :‬بأن الحقن الشرجية‬
‫ليست مغذية‪ ،‬وهي ل تنافي قصد الشارع الصيام‪،‬‬

‫)( رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية المعاصرة‪ ، 395 / 1 ،‬د‪/‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد علي البار‪.‬‬


‫)( الزكاة والصوم‪ ،‬لمنصور الرفاعي عبيد ص ‪.103‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( أحكام السلم‪ ،‬للمستشار حسن محمد الحفناوي ص ‪.235‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( مجموعة الفتاوى الشرعية‪ ،‬الصادرة عن قطاع الفتاء بدولة‬ ‫‪4‬‬

‫الكويت ‪.1/245‬‬
‫)( أحكام السلم‪ ،‬للمستشار حسن محمد الحفناوي ص ‪235‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( المفطرات في مجال التداوي‪ ،‬د‪ /‬محمد علي البار صجـ ‪،395 /1‬‬ ‫‪6‬‬

‫المفطرات المعاصرة للشيخ خالد بن علي المشيقح‪.‬‬


‫)( فتاوى معاصرة‪ ،‬د‪ /‬يوسف القرضاوي ‪.1/315‬‬ ‫‪7‬‬

‫)( الفتاوى‪ ،‬لمحمود شلتوت ص ‪.118‬‬ ‫‪8‬‬

‫)( فتاوى وأحكام للمرأة المسلمة للشيخ عطية صقر ص ‪.67‬‬ ‫‪9‬‬

‫)( الكلم الطيب للشيخ علي جمعة ‪.93‬‬ ‫‪10‬‬

‫)( موسوعة فقه السنة للشيخ الشعراوي ‪.455 /1‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪752‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ول موضع للتشديد في أمر لم يجعل الله فيه من‬


‫حرجا) ‪.(1‬‬
‫يقول الشيخ شلتوت‪ :‬الحقنة الشرجية يدخل‬
‫بها الماء في الجوف‪ ،‬ولكن ل يصل إليها فل يفطر‬
‫نعم قد يحدث بعضها نشاطا في الجسم وقوة‬
‫عا ول عطشا ا ومن هنا ل‬ ‫عامة‪ ،‬ولكن ل تدفع جو ا‬
‫تأخذ حكم الكل والشرب وإن أدت شيئا ا من‬
‫مهمته) ‪.(2‬‬
‫والراجح والله اعلم‪ :‬أن التداوي بالحقن‬
‫الشرجية مبطل للصيام لكونها تصل إلى الجوف‬
‫عبر منفذ معتاد وهو الحوط للعبادة يقول‬
‫الدكتور‪ /‬محمد جبر اللفي) ‪ (3‬أن العلم قد أثبت‬
‫أن المعاء الغليظة لها قدرة على امتصاص‬
‫السوائل‪ ،‬وأن المعاء الدقيقة يحدث فيها معظم‬
‫المتصاص ول نظن أن هناك ضرورة ملحة تقضي‬
‫باستعمال الحقنة الشرجية أثناء الصيام‪.‬‬
‫ثانيلا‪ :‬اللبوس "التحاميل" والمراهم‬
‫الشرجية‬
‫تستعمل في علجا بعض المراض مثل‬
‫البواسير وتخفيض درجة الحرارة‪.‬‬
‫وقد اختلف فيها العلماء المعاصرين وذلك تبعا ا‬
‫لختلفهم في الحقنة الشرجية في كونها مفطرة‬
‫للصائم أم ل ؟‪.‬‬
‫فمن قال بأن الحقنه الشرجية مفطرة للصائم‬
‫قال بأن للبوس والمراهم نفس الحكم‪ ،‬ومن قال‬
‫)( فتاوى‪ ،‬معاصرة د‪ /‬يوسف القرضاوي ‪1/0315‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الفتاوى‪ ،‬لمحمود شلتوت ص ‪.118‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( د‪ /‬محمد جبر اللفي بحث بعنوان المفطرات ص ‪.523‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪753‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أن الحقنه ل تفطر الصائم قال بأن اللبوس ل تفطر‬


‫الصائم أيضاا‪.‬‬
‫إل أننا نجد بعض العلماء المعاصرين من فرق‬
‫في الحكم الشرعي بين أخذ الحقنة الشرجية‪ ،‬وبين‬
‫استعمال اللبوس والمراهم الشرجية على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪-1‬أن اللبوس الشرجية أو المراهم ليستخدمها‬
‫المريض إل لن البدن يمتصها ثم ينتفع بها أما‬
‫الحقنة الشرجية هي نوع من الغسيل للمعاء‬
‫كما أنها توضع ول تزال فهي ليست أكل ا ول‬
‫شرباا‪.‬‬
‫‪-2‬الصل أن اللبوس تمتص تقريبا ا بالكامل ول ينتفع‬
‫منها المريض إل إذا امتصها البدن‪ ،‬أما الحقنة‬
‫الشرجية فهي تستفرغ مرة أخرى)‪.(1‬‬
‫وبنااء على ذلك فقد اختلف العلماء المعاصرين‬
‫في كون اللبوس مفطرة للصائم أم ل على رأيين‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬اللبوس أو "التحاميل" ل تفطر‬
‫الصائم وبه قال د‪/‬محمد جبر اللفي)‪ ،(2‬د‪ /‬أحمد بن‬
‫محمد الخليل )‪.(3‬‬
‫واستدلوا‪ :‬بأن اللبوس الشرجية ليست أكل ا ول‬
‫شربا ا ول في معناهما‪ ،‬كما أنها ل تصل إلى المعدة‬
‫محل الطعام والشراب‪.‬‬

‫) ( المفطرات المعاصرة د‪ /‬أحمد بن محمد الخليل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( رؤية اسلمية لبعض المشكلت الطبية ‪ 523 /1‬بحث للدكتور‪/‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد جبر اللفي‪.‬‬


‫) ( المفطرات المعاصرة د‪ /‬احمد بن محمد الخليل‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪754‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وأن الله سبحانه وتعالى لم يجعل كل ما فيه‬


‫صلحا البدن مفسدا ا للصوم وإنما ذكر الطعام و‬
‫الشراب فقط‪ ،‬وإصلحا البدن يحصل بأشياء أخرى‬
‫كثيرة فهي غير مفطرة‪.‬‬
‫أن هذه اللبوس " التحاميل" إذا امتصها البدن‬
‫فهي دواء ل يصل إلى مراكز المتصاص غالبا ا وهي‬
‫المعاء الغليظة)‪.(1‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬أن اللبوس الشرجية مفطرة‬
‫للصائم وهو قول لبعض العلماء المعاصرين‪.‬‬
‫لن الصل أنها تمتص تقريبا ا بالكامل حيث ل‬
‫ينتفع منها المريض إل إذا امتصها البدن‪ ،‬وبالتالي‬
‫فيها صلحا للبدن)‪.(2‬‬
‫يمكن أن يناقش بأنه ليس كل ما فيه صلحا‬
‫للبدن مفسدا ا للصيام‬
‫والراجح والله أعلم‪ :‬أن استعمال اللبوس‬
‫غير مبطل للصيام ولعدم وجود دليل قاطع بكونه‬
‫مبطل للصيام‪ ،‬وهذا ما قرره مجمع الفقه السلمي‬
‫)‪(3‬‬
‫في دورته العاشرة‬
‫المسألة الولى‪ :‬التداوي عبر الجلد امتصاصا ا كالمراهم‬
‫واللصقات‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء في كون ذلك مفطرا ل‬
‫على رأيين‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬الدوية التي تؤخذ عن طريق‬
‫الجلد غير مفسدة للصيام وبه قال جمهور الفقهاء‬
‫الحنفية )‪ ،(4‬والشافعية )‪ ،(5‬والحنابلة )‪ ،(6‬وهو ما أفتى‬
‫)( المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( فقه نوازل الصيام د‪ /‬عبدالله بن محمد ص ‪ 31‬بتصرف‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( رؤية اسلمية لبعض المشكلت الطبية ‪.637 /1‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( تبيين الحقائق ‪ ،1/323‬مجمع النهر ‪.1/244‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( المجموع شرحا المهذب ‪ ،6/338‬أسنى المطالب ‪،1/416‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ( الفروع ‪.46 /3‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪755‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫به كثيير من العلماء المعاصرين منهم فضيلة الشيخ‬


‫يوسف القرضاوي )‪ ،(1‬وفضيلة الشيخ محمد متولي‬
‫الشعراوي )‪ ،(2‬د‪ /‬محمد جبر اللفي)‪ ،(3‬د‪ /‬محمد‬
‫علي البار )‪ (4‬وغيرهم‪.‬‬
‫جاء في الفتاوى الهندية‪ :‬وما يدخل من مسام‬
‫البدن من الدهن ل يفطر)‪ .(5‬وجاء في المجموع‪:‬‬
‫وكما لو دهن بطنه فإن المسام تتشربه ول يفطر)‪.(6‬‬
‫وجاء في المطالب‪) :‬أو لطخ باطن نحو قدمه(‬
‫بشيء )أو( لطخ )ظهره بشيء فوجد طعمه بحلقه(‬
‫لم يفطر‪ ،‬لن القدم غير نافذ للجوف‪ ،‬أشبه ما‬
‫لودهن رأسه فوجد طعمه في حلقه )‪ .(7‬واحتجوا‬
‫لذلك بأن ما يصل إلى الجوف عبر الجلد لم يصل‬
‫من منفذ مفتوحا فأشبه النغماس في الماء وإن وجد‬
‫أثره في باطنه )‪.(8‬‬
‫ولن التـداوي عن طريق الجلد إنما يدخل البدن‬
‫عن طريق المسام فل ينافي الصوم )‪.(9‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬أن التداوي عبر المسام من‬
‫الجلد مفسد للصيام متى شعر بأثر ذلك في حلقة‬

‫) ( فتاوى معاصرة د‪ /‬يوسف القرضاوي ‪.1/305‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( موسوعة فقه السنة لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي‬ ‫‪2‬‬

‫‪.1/445‬‬
‫) ( مجلة مجمع الفقه السلمي العدد العاشر جـ ‪ 95 / 2‬بحث بعنوان‬ ‫‪3‬‬

‫المفطرات د‪ .‬محمد جبره اللفي‪.‬‬


‫) ( المرجع السابق ص ‪ 244‬بحث د‪ /‬محمد علي البار‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( الفتاوى الهندية ‪.1/204‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ( المجموع شرحا المهذب ‪.6/338‬‬ ‫‪6‬‬

‫) ( مطالب أولي النهى ‪.2/197‬‬ ‫‪7‬‬

‫) ( أسنى المطالب ‪.1/416‬‬ ‫‪8‬‬

‫) ( تبيين الحقائق ‪.1/323‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪756‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إذا كان من فوق المعدة ل من أسفل وهو قول‬


‫المالكية)‪.(1‬‬
‫جاء في حاشية الصاوي‪ :‬أما من دهن رأسه‬
‫نهارا ا ووجد طعمه في حلقة أو وضع حناء في رأسه‬
‫نهارا ا فاستطعمها في حلقه فالمعروف من المذهب‬
‫وجوب القضاء)‪.(2‬‬
‫بعد عرض آراء الفقهاء‪:‬‬
‫أرى ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬أن التداوي عبر المسام غير‬
‫مفسد للصيام وذلك لن الدواء لم يصل إلى داخل‬
‫البدن من منفذ مفتوحا بل وصل من المسام‪.‬‬
‫ولن الجلد ل يمتص الغذاء من طعام وشراب‬
‫وإن امتص شيئا ا فإن العضاء ل يمكن لها الستفادة‬
‫منه )‪.(3‬‬
‫وهذا يشبه الغتسال بالماء البارد لو شعر‬
‫الصائم بأثره داخله وهو ما قرره مجمع الفقه‬
‫السلمي)‪.(4‬‬
‫المسٍألة الثانية‪ :‬التداوي عبر الجلد نفوذا ا كالحقن‪:‬‬
‫من الوسائل التي يمكن للمريض التداوي بها‬
‫الحقن سواء كانت في الوردة أو في العضلت أو‬
‫تحت الجلد أو داخل المفاصل‪.‬‬
‫وقد تباينت فتاوى العلماء المعاصرين في تأثير‬
‫التداوي بالحقن سواء كانت مغذية أو غير المغذية‬
‫على صحة الصيام وذهبوا في ذلك إلى رأيين‪.:‬‬

‫) ( حاشية الدسوقي ‪ ،1/524‬حاشية الصاوي ‪.699 – 1/698‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( حاشية الصاوي ‪.699 – 1/698‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( مجلة مجمع الفقه السلمي العدد العاشر ‪ 2/96‬بحث للدكتور‬ ‫‪3‬‬

‫محمد جبر اللفي نقل ا من كتاب التداوي بالصوم ص ‪.157‬‬


‫) ( المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪757‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الرأي الول‪ :‬أن التداوي بالحقن غير‬


‫المغذية ل يبطل الصيام سواء كانت الحقن تؤخذ‬
‫في العضل أو في الوريد أو تحت الجلد أو في‬
‫المفاصل وهذا قول فضيلة الشيخ محمود‬
‫شلتوت)‪ (6‬وفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي)‪،(7‬‬
‫وفضيلة الشيخ علي جمعه )‪ ،(3‬وفضيلة الشيخ‬
‫مصطفى الزرقا)‪ (4‬وفضيلة الشيخ محمد متولي‬
‫الشعراوي)‪ (5‬وفضيلة الشيخ عبد الله شحاته)‪.(6‬‬
‫وهو ما صدر عن قطاع الفتاء بدولة‬
‫الكويــت)‪ ،(7‬كما صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث‬
‫العلمية والفتاء)‪.(8‬‬
‫واحتجوا لذلك‪ :‬بأن من محظورات الصوم‬
‫الكل والشرب وحقيقتهما دخول شيء من الحلق‬
‫إلى المعدة‪ ،‬والمعدة هي محل الطعام والشراب‬
‫من النسان فما دخل إلى الجوف ولم يصل إليها‬
‫ل يفسد الصوم)‪ .(9‬ولن التداوي بالحقن غير‬
‫المغذية ليست أكل ا ول شربا ا في لغة ول عرف‪،‬‬

‫) ( الفتاوى لمحمود شلتوت ص ‪.118‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( فتاوى معاصرة للدكتور ‪ /‬يوسف القرضاوي ‪.1/315‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( الكلم الطيب ‪ -‬فتاوي عصرية للدكتور‪ /‬علي جمعه ص ‪،89‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.109‬‬
‫) ( فتاوى مصطفي الزرقا ‪ -‬اعتني بها مجد أحمد مكي‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( موسوعة فقه السنة لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي‬ ‫‪5‬‬

‫‪.1/445‬‬
‫) ( أحكام الصيام وآداب إسلمية للدكتور ‪ /‬عبد الله شحاته ص‬ ‫‪6‬‬

‫‪.35‬‬
‫) ( مجموعة الفتاوى الشرعية الصادرة عن قطاع الفتاء والبحوث‬ ‫‪7‬‬

‫بالكويت ‪.245 ،1/244‬‬


‫) ( فتاوى اللجنة الدائمة ‪.10/252‬‬ ‫‪8‬‬

‫) ( الفتاوى لمحمود شلتوت ص ‪.118‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪758‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ول تنافي قصد الشارع الصيام)‪ .(1‬ولن هذه الحقن‬


‫لتصل إلى الجوف من منفذ طبيعي)‪.(2‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬أن التداوي بالحقن مبطل‬
‫للصيام وبه قال فضيلة الشيخ طه حبيب)‪ .(3‬د‪/‬‬
‫محمد جبر اللفي)‪.(4‬‬
‫حيث قال فضيلة الشيخ طه حبيب‪ :‬ولشك‬
‫في أن الحقنة التي تعطى تحت الجلد أو في‬
‫العضلت أو في الوريد أو في قناة النخاع الشوكي‬
‫تصل إلى الجوف لنها تصل عند إعطائها إلى‬
‫الدورة الدموية وهذه توزعها إلى أجزاء الجسم كل‬
‫بحسب طلبه وعلى هذا يتبين أن الحقن التي‬
‫يعطيها الطباء للصائمين في نهار رمضان مفسدة‬
‫‪.‬‬
‫لصومهم‬
‫واحتجوا لذلك‪ :‬بأن الدوية التي تؤخذ بالحقن‬
‫عبر الوردة والشرايين مفسدة للصوم لن هذه‬
‫الوردة صارت منفذا ا عرفا ا لمداد الجسم بما يحتاجا‬
‫إليه يضاف إلى ذلك أن السوائل التي تصل إلى‬
‫الوردة والشرايين توسع مجاري الدم فتمكن‬
‫الشيطان من ابن آدم وقد أمرنا بتضييق هذه‬
‫المجاري )‪.(5‬‬
‫والراجح والله أعلم‪:‬‬

‫) ( فتاوى معاصرة د ‪ /‬يوسف القرضاوي ‪.1/315‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( الكلم الطيب – فتاوى عصرية لفضيلة الشيخ علي جمعه ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.109‬‬
‫) ( مجلة الزهر – المجلد الثالث ص ‪.503‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية المعاصرة ‪527 – 1/526‬‬ ‫‪4‬‬

‫بحث للدكتور‪ /‬محمد جبر اللفي‪.‬‬


‫) ( رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية المعاصرة ‪.1/528‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪759‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أن التداوى بالحقن غير المغذية سواء كانت‬


‫تحت الجلد أو في العضل أو في الوريد ل يبطل‬
‫الصيام‪ ،‬لن هذه الوردة والشرايين رغم أنها‬
‫مجوفة إل أنها ل تدخل في تعريف الجوف‬
‫والمقصود بالصيام وهو الجهاز الهضمي)‪.(1‬‬
‫أما عن حكم الحقن المغذية والتي تؤخذ عبر‬
‫الوردة الدموية فقد تباينت فتاوى العلماء‬
‫المعاصرين على رأيين‪:‬‬
‫الرأي الول‪ :‬أن هذه الحقن التي تؤخذ عبر‬
‫الوردة الدموية للتغذى في نهار رمضان ل تبطل‬
‫الصيام وهو قول لبعض العلماء المعاصرين منهم‬
‫فضيلة الشيخ محمد بخيت المطيعي)‪ ،(2‬وفضيلة‬
‫الشيخ محمود شلتوت)‪ ،(3‬فضيلة الشيخ يوسيف‬
‫القرضاوي )‪ ،(4‬د‪ /‬عبد الله شحاته)‪ ،(5‬د‪ /‬كمال‬
‫منتصر)‪ ،(6‬والمستشار حسن محمد الحفناوي)‪،(7‬‬
‫وهو ما صدر عن قطاع الفتاء والبحوث الشرعية‬
‫بدولة الكويت)‪.(8‬‬
‫وحجتهم في ذلك أن من يحقن بمادة مغذية‪ ،‬ل‬
‫يشعر بلذة الطعام والشراب‪ ،‬وكذلك ل يشعر‬
‫بالشبع إن كان جوعانا ا)‪.(9‬‬
‫) ( المفطرات د‪ /‬محمد علي البار‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( الفتاوى السلمية الصادرة عن قطاع الفتاء المصرية سنة‬ ‫‪2‬‬

‫‪1919‬م ‪.1/89‬‬
‫) ( الفتاوى للشيخ محمود شلتوت ص ‪0118‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( فتاوى معاصرة د‪ /‬يوسف القرضاوي ‪.1/305‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( أحكام الصيام د‪ /‬عبد الله شحاته ص ‪.35‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ( أحكام الصيام لكمال منتصر ص ‪.43‬‬ ‫‪6‬‬

‫) ( أحكام السلم للمستشار حسين محمد الحفناوي ص ‪.235‬‬ ‫‪7‬‬

‫) ( مجموعة الفتاوى الشرعية الصادرة عن قطاع الفتاء بدولة‬ ‫‪8‬‬

‫الكويت ص ‪.245‬‬
‫) ( فتاوى معاصرة د‪ /‬يوسف القرضاوي ‪.1/305‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪760‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الرأي الثاني‪ :‬أن الحقن التي تؤخذ عبر‬


‫الوردة الدموية للتغذي في نهار رمضان مبطل‬
‫للصيام وهو ما أفتى به فضيلة الشيخ محمد متولي‬
‫الشعراوي)‪ ،(1‬د‪ /‬محمد المختار السلمي)‪ ،(2‬وهي‬
‫فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية)‪ ،(3‬د‪ /‬عبد‬
‫الرحمن بن أحمد)‪ ،(4‬وهو ما قرره مجمع الفقه‬
‫السلمي واحتجوا لذلك‪ :‬أن التداوي بالحقن‬
‫المغذية والتي تؤخذ عبر الوردة الدموية تتنافى مع‬
‫حكمة الصيام حتى ولو كان دخول الغذاء من منفذ‬
‫غير مفتوحا‪ ،‬ولنها تقوم مقام الكل والشرب في‬
‫تغذية الجسم)‪ ،(5‬ولن هذه الوردة صارت منفذا ا‬
‫عرفا ا وذلك لمداد الجسم بما يحتاجا إليه من‬
‫الجلوكوز والصوديوم وأنواع الحماض المختلفة‬
‫وذلك يؤدي إلى اكتفاء البدن واستغنائه عن المواد‬
‫المألوفة من أنواع الطعام والشراب)‪ .(6‬كما أن‬
‫القول ببطلن الصوم لمن يستعمل الحقن المغذية‬
‫عن طريق الوردة في نهار رمضان هو من باب سد‬
‫الذرائع – للمدمنين للخمر والمخدرات فهؤلء‬
‫يتناولون عن طريق الحقن خلصة الكحول‪ ،‬أو‬
‫المواد المخدرة لتسير في الدم مباشرة‪.‬‬
‫والراجح والله أعلم‪ :‬أن التداوي بالحقن‬
‫المغذية عبر الوردة في نهار رمضان مبطل للصيام‬
‫وذلك لنها تمد الجسم بما يحتاجا إليه فيكتفي‬
‫) ( موسوعة فقه السنة للشيخ محمد متولي الشعراوي ‪.1/455‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( مجلة مجمع الفقه السلمي العدد العاشر المجلد الثاني‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( فتاوى اللجنة الدائمة ‪.10/252‬‬ ‫‪3‬‬

‫) ( الفتاوى الطبية المعاصرة د‪ /‬عبد الرحمن بن أحمد ص ‪.110‬‬ ‫‪4‬‬

‫) ( فتاوى اللجنة الدائمة ‪.252 /10‬‬ ‫‪5‬‬

‫) ( رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية المعاصرة ‪ 1/528‬بحث‬ ‫‪6‬‬

‫للدكتور محمد جبر اللفي‪.‬‬


‫‪761‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المريض بما يصل إليه ويستغني عن الطعام‬


‫والشراب وإن كان ليشعر بلذة الطعام والشراب‪،‬‬
‫وهذا هو ما قرره مجمع الفقه السلمي)‪.(1‬‬

‫)( رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية المعاصرة ‪.638 /1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪762‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪763‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫خاتمـــة‬
‫الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬والصلة‬
‫والسلم على من أرسل إلى جميع المخلوقات‬
‫بأكمل الحكام‬
‫وبعد‪.....‬‬
‫فهذا ملخص لما تم عرضه في بيان أثر التداوي‬
‫ببعض المستجدات الطبية على صحة الصلة‬
‫والصيام‪:‬‬
‫‪ -‬مشروعية التداوي بل وأنه مندوب إليه من أجل‬
‫المحافظة على نعمة الصحة‪.‬‬
‫‪ -‬بطلن الصلة لمن تعاطى دواء فيه نجاسة في‬
‫ظاهر البدن حتى يزيل أثره‪.‬‬
‫‪ -‬صحة الصلة لمن تعاطى دوااء به نجاسة وصلت‬
‫إلى باطنه للعجز عن إزالته‪.‬‬
‫‪ -‬صحة الصلة مع العضو النجس المزرع في جسم‬
‫النسان إذا ترتب على نزعه ضرر يلحق به‬
‫سواء وجد عضو طاهر يقوم مقام النجس أم ل‬
‫؟‬
‫‪ -‬أن من زال عقله بالغماء ل يلزمه قضاء ما فاته‬
‫من الصلوات أثناء ذلك إل الصلة التي أفاق في‬
‫وقتها فيؤديها دون غيرها‪ ،‬وعليه فمن تعاطى‬
‫مخدرا ا لجراء عملية له ل يجب عليه قضاء ما‬
‫فاته إل الصلة التي أفاق في وقتها فيؤديها وإن‬
‫كان الحوط هو أن يقضي جميع الصلوات‪.‬‬
‫‪ -‬جواز الجمع بين الصلوات للمريض الذي سوف‬
‫تجرى له عملية جراحية بتخدير كلي متى دخل‬
‫وقت الولى‪.‬‬
‫‪764‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -‬صاحب القسطرة والشرجا الصناعي عليه أن‬


‫يتوضأ لوقت كل صلة‪.‬‬
‫‪ -‬بخاجا الربو ل يفطر الصائم لكن إن أمكن للمريض‬
‫تأخير ذلك إلى بعد الفطر دون أن تلحقه مشقة‬
‫فالفضل تأخيره‪.‬‬
‫‪ -‬ما يوضع تحت اللسان من أقراص لعلجا بعض‬
‫الزمات غير مفسد للصيام لكن بشرط أن ما‬
‫يتحلل من هذا القرص ل يبتلعه الصائم‪.‬‬
‫‪ -‬التقطير فى النف في نهار رمضان غير مفسد‬
‫للصيام بشرط أن ل يبلع الصائم ما يصل إلى‬
‫حلقه‪.‬‬
‫‪ -‬التقطير في العين أثناء الصيام غير مفطر‪.‬‬
‫‪ -‬التقطير فى الذن غير مفطر إل إذا صارت الذن‬
‫منف ا‬
‫ذا إلى الجوف‪.‬‬
‫‪ -‬القطار في الحليل غير مفسد للصيام وإن وصل‬
‫إلى المثانة حيث ل منفذ بين المثانة والمعدة‪،‬‬
‫وبنااء عليه فإن تركيب قسطرة للمريض في‬
‫نهار رمضان أو تناوله أدوية أو عمل منظار له‬
‫غير مبطل للصيام‪.‬‬
‫‪ -‬التقطير في قبل المرأة غير مبطل للصيام‪.‬‬
‫‪ -‬التداوي بالحقن الشرجية مبطل للصيام لكونها‬
‫تصل إلى الجوف عبر منفذ معتاد‪.‬‬
‫‪ -‬إستعمال اللبوس الشرجي غير مبطل للصيام‪.‬‬
‫‪ -‬التداوي عبر المسام غير مفسد للصيام‪.‬‬
‫‪ -‬التداوى بالحقن غير المغذية سواء كانت تحت‬
‫الجلد أو في العضل أو في الوريد ل يبطل‬

‫‪765‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الصيام‪ .‬والتداوي بالحقن المغذية عبر الوردة‬


‫في نهار رمضان مبطل للصيام‪.‬‬

‫‪766‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المـراجــــع‬
‫‪ -1‬القرآن الكريم‬
‫‪ -2‬أحكام السلم ‪ -‬لمستشار حسن محمد‬
‫الحفناوي ط‪ /‬دار الشروق ‪ -‬الطبعة الولى‪.‬‬
‫‪-3‬أحكام الصيام ‪-‬كمال علي المنتصر ط‪/‬‬
‫منشورات جمعية الدعوة السلمية العالمية‪.‬‬
‫‪ -4‬أحكام الصيام وآداب إسلمية ‪-‬دكتور عبد الله‬
‫شحاته‬
‫‪ -5‬أحكام نقل أعضاء النسان ‪ -‬دكتور يوسف‬
‫عبدالله‪.‬‬
‫‪ -6‬الداب الشرعية ‪ -‬ابن مفلح المقدسي ط‪ /‬عالم‬
‫الكتب‪.‬‬
‫‪-7‬أسنى المطالب ‪ -‬زكريا النصاري ط‪ /‬دار الكتاب‬
‫السلمي‪.‬‬
‫‪ -8‬النصاف ‪ -‬ابن أحمد المرداوي ط‪ /‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪.‬‬
‫‪ -9‬أنوار البروق في أنواع الفروق لبن إدريس‬
‫القراقي ط‪ /‬عالم الكتب‪.‬‬
‫‪ -10‬البحر الرائق ‪ -‬زين الدين ابن نجيم ط‪ /‬دار‬
‫الكتاب السلمي‬
‫‪ -11‬بدائع الصنائع ‪-‬أبو بكر الكاساني ط‪ /‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ -12‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد ‪ -‬ابن رشد‬
‫القرطبي‬
‫‪ -13‬التاجا والكليل ‪ -‬أبو عبدالله الشهير بالمواق‬
‫ط‪ /‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ -14‬تبيين الحقائق‪ -‬الزيلعي ط‪ /‬الكتاب السلمي‪.‬‬
‫‪767‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -15‬تحفة الحوذي ‪ -‬المباركفوري ط‪ /‬دار الفكر‪.‬‬


‫‪ -16‬الجامع الصحيح ‪-‬أبو عيسى محمد بن عيسى‬
‫الترمذي ط‪ /‬دار الكتب العلمية بيروت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ -17‬الجامع لحكام القرآن ‪ -‬القرطبي ط‪ /‬دار الغد‬
‫العربي‪.‬‬
‫‪ -18‬الجوهرة النيرة ‪ -‬الحدادي ط‪ /‬المطبعة‬
‫الخيرية‬
‫‪ -19‬حاشية الدسوقي لبن عرفة ط‪ /‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -20‬حاشية الصاوي ‪ -‬أبو العباس الصاوي على‬
‫الشرحا الصغير للدردير ط‪ /‬مطبعة مدني‪.‬‬
‫‪ -21‬حاشيتا قليوبي وعميرة ط‪ /‬دار إحياء الكتب‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪ -22‬رؤية إسلمية لبعض المشكلت الطبية‬
‫المعاصرة المنعقدة في الدار البيضاء سنة‬
‫‪1418‬هـ ط‪ /‬سلسة مطبوعات المنظمة‬
‫السلمية للعلوم الطبية‪.‬‬
‫‪ -23‬رد المحتار ‪ -‬محمد بن عابدين ط‪ /‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ -24‬الزكاة والصوم ‪-‬منصور الرفاعي عبيد الطبعة‬
‫الولى‪.‬‬
‫‪ -25‬سبل السلم للصنعاني ط‪ /‬دار الحديث‪.‬‬
‫‪ -26‬سنن أبي داود ط‪ /‬دار الجنان‪.‬‬
‫‪ -27‬سنن ابن ماجة ط‪ /‬دار إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫‪ -28‬شرحا البهجة ‪-‬زكريا النصاري ط‪ /‬المطبعة‬
‫الميمنية‪.‬‬
‫‪ -29‬شرحا منتهى الرادات ‪-‬ابن يونس البهوتي ط‪/‬‬
‫عالم الكتب‪.‬‬
‫‪768‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -30‬الشرق الوسط ‪-‬جريدة العرب الدولية عدد‬


‫‪.11156‬‬
‫‪ -31‬صحيح البخاري ‪-‬أبو عبد الله محمد بن‬
‫اسماعيل ط‪ /‬دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫‪ -32‬صحيح مسلم ‪-‬أبو الحسن القشيري ط‪ /‬دار‬
‫إحياء الكتب‪.‬‬
‫‪ -33‬الطب النبوي ‪ -‬ابن القيم‪ ،‬الطب النبوي ‪-‬‬
‫الذهبي‪.‬‬
‫‪ -34‬علم الدواء الحديث ‪ -‬دكتور بسام بدوي ‪ -‬د‪/‬‬
‫عوني السعيد ط‪ /‬مكتبة المجتمع العربي‪.‬‬
‫‪ -35‬العناية شرحا الهداية ‪ -‬محمد بن محمود‬
‫البابرتي ط‪ /‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -36‬الفتاوى ‪ -‬دراسة لمشكلت المسلم المعاصر‬
‫في حياته اليومية العامة لفضيلة الشيخ محمود‬
‫شلتوت ط‪ /‬دار الشروق الطبعة الثامنة عشر‪.‬‬
‫‪ -37‬فتاوى إسلمية لمجموعة من العلماء الفاضل‬
‫الشيخ عبد العزيز بن باز‪ -‬الشيخ محمد بن‬
‫عثيمين‪ -‬الشيخ عبد الله بن جبرين ط‪ /‬دار‬
‫القلم‬
‫‪ -38‬الفتاوى الطبية المعاصرة ط‪ /‬عبد الرحمن بن‬
‫أحمد ط‪ /‬دار ابن حزم‪.‬‬
‫‪-39‬الفتاوى الكبرى ‪ -‬ابن تيمية ط‪ /‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ -40‬فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء‬
‫جمع وترتيب الشيخ أحمد بن عبدالرزاق ط‪ /‬دار‬
‫عالم الكتب‪.‬‬

‫‪769‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -41‬الفتاوى الهندية لجنة علماء برئاسة نظام‬


‫الدين ط‪ /‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -42‬فتاوى مصطفى الزرقا ط‪ /‬دار القلم دمشق‪.‬‬
‫‪ -43‬فتاوى معاصرة‪-‬دكتور يوسف القرضاوي ط‪/‬‬
‫المكتب السلمي‪،‬ط‪ /‬دار القلم‪.‬‬
‫‪ -44‬فتاوى وأحكام للمرأة المسلمة لفضيلة الشيخ‬
‫عطية صقر ط‪/‬مكتبة وهبة الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫‪ -45‬فتح العلي المالك ‪ -‬محمد بن أحمد عليش ط‪/‬‬
‫دار المعرفة‬
‫‪ -46‬الفروع ‪ -‬ابن مفلح المقدسي ط‪ /‬عالم الكتب‪.‬‬
‫‪ -47‬فقه السنة ‪ -‬سيد سابق ط‪ /‬دار الكتاب‬
‫العربي‪.‬‬
‫‪ -48‬فقه نوازل الصيام د ‪/‬عبد الله بن حمد‪.‬‬
‫‪ -49‬الفواكه الدواني ‪ -‬ابن غنيم النفراوي ط ‪ /‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪ -50‬قواعد الحكام في مصالح النام ‪ -‬عز الدين بن‬
‫عبد السلم ط‪ /‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ -51‬كشاف القناع ‪ -‬ابن يونس البهوتي ط‪ /‬دار‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ -52‬الكلم الطيب فتاوى عصرية – دكتور علي‬
‫جمعة ط‪ /‬دار السلم‪.‬‬
‫‪ -53‬لسان العرب ‪ -‬ابن منظور ط ‪ /‬دار عالم‬
‫الكتب‪.‬‬
‫‪ -54‬المبدع ‪ -‬ابن مفلح المقدسي ط‪ /‬المكتب‬
‫السلمي‪.‬‬
‫‪ -55‬المبسوط ‪ -‬أبي سهل السرخسي ط‪ /‬دار‬
‫المعرفة‬
‫‪770‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -56‬مجلة الزهر العدد الثالث‬


‫‪ -57‬مجلة مجمع الفقه السلمي الدولي‬
‫‪ -58‬مجمع النهر شرحا ملتقى البحر لشيخي زادا‬
‫ط‪ /‬دار إحياء التراث العربي‪.‬‬
‫‪ -59‬المجموع شرحا المهذب ‪ -‬ابن شرف النووي‬
‫ط‪ /‬المطبعة المنيرية‬
‫‪- 60‬مجموع فتاوى ومقالت متنوعة لفضيلة الشيخ‬
‫ابن باز‪.‬‬
‫‪ -61‬مجموعة الفتاوى الشرعية الصادرة عن قطاع‬
‫الفتاء والبحوث الشرعية بدولة الكويت ط‪/‬‬
‫الثانية‪.‬‬
‫‪ -62‬مختار الصحاحا ‪ -‬إسماعيل بن حماد الجوهري‪.‬‬
‫‪ -63‬المدونة الكبرى للمام مالك بن أنس ط‪ /‬دار‬
‫الكتب العلمية‬
‫‪ -64‬مدي مشروعية الستشفاء بالدم البشري وأثر‬
‫التصرف فيه في الفقه السلمي والقانون‬
‫المدني ‪ -‬دكتور محمد عبد المقصود ط‪ /‬دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‬
‫‪ -65‬المصباحا المنير للفيومي ط‪ /‬المكتبة العلمية‪.‬‬
‫‪ -66‬مطالب أولي النهى ‪ -‬ابن عبده الرحيباني ط‪/‬‬
‫المكتب السلمي‪.‬‬
‫‪ -67‬المغني ‪ -‬ابن قدامة ط‪ /‬دار إحياء التراث‬
‫العربي‬
‫‪ -68‬المغني والشرحا الكبير ‪ -‬ابن قدامة ط‪ /‬دار‬
‫الكتاب العربي‪.‬‬

‫‪771‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -69‬المفطرات المعاصرة ‪-‬دكتور خالد بن علي‬


‫المشقيح اعتنى بها يسى بن بد الرحمن‬
‫العتيبي‪.‬‬
‫‪ -70‬مفطرات الصيام المعاصرة د‪ /‬أحمد بن محمد‬
‫الخليل‪.‬‬
‫‪ -71‬المقدمات الممهدات ‪ -‬ابن رشد القرطبي ط‪/‬‬
‫دار الغرب السلمي‪.‬‬
‫‪ -72‬المنتقى شرحا الموطأ‪ -‬ابن خلف الباجي ط‪/‬‬
‫دار الكتاب السلمي‪.‬‬
‫‪ -73‬المنثور في القواعد ‪ -‬الزركشي ط‪ /‬وزارة‬
‫الوقاف الكويتية‬
‫‪ -74‬المنثور في القواعد الفقهية ‪ -‬بدر الدين بن‬
‫بهادر الزركشي ط‪ /‬وزارة الوقاف الكويتية‪.‬‬
‫‪ -75‬منح الجليل على محتصر خليل ‪ -‬أحمد بن‬
‫محمد عليش ط‪ /‬دار الفكر‬
‫‪ -76‬المنظمة السلمية للعلوم الطبية انشرة‬
‫الطب السلمي العدد الرابع‪.‬‬
‫‪ -77‬مواهب الجليل ‪ -‬أبو عبدالله المعروف‬
‫بالخطاب ط‪ /‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -78‬الموسوعة الطبية الفقهية‬
‫‪ -79‬الموسوعة الطبية أول موسوعة عربية صحية‬
‫طبية مصورة باللوان إعداد وتأليف مجموعة‬
‫من أشهر الختصاصيين وأساتذة الطب طبعة‬
‫سنة ‪.1992‬‬
‫‪ -80‬الموسوعة الفقهية المقارنة المسماه‬
‫بالتجريد‪.‬‬

‫‪772‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -81‬موسوعة فقه السنة وأدلته من الكتاب والسنة‬


‫للشيخ محمد متولي الشعراوي أعده وقدم له‬
‫عبد الرحيم محمد متولي الشعراوي ط‪/‬المكتبة‬
‫التوفيقية‪.‬‬
‫‪ - 82‬الموطأ ‪ -‬المام مالك‪.‬‬
‫‪ -83‬الموقع السلمي الطبي ‪www.medislam.com‬‬
‫‪ -84‬موقع دار الفتاء المصرية ‪www.dar-alifta.org‬‬
‫‪ -85‬نصب الراية ‪ -‬ابن يوسف الزيلعي ط‪ /‬دار‬
‫الحديث‪.‬‬
‫‪ -86‬نيل الوطار ‪ -‬ابن علي الشوكاني ط‪ /‬دار‬
‫الحديث‬

‫‪773‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التداوي بالمحرمات‬
‫قواعد وضوابط‬

‫إعـــداد‬
‫أ‪.‬د‪ .‬ياسين بن ناصر الخطيب‬
‫أستاذ في الدراسات العليا الشرعية‬
‫جامعة أم القرى بمكة المكرمة‬

‫‪774‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪775‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ملخص البحث‬

‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على‬


‫النبي الكريم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫دا‪:‬‬
‫وبعد‪ :‬فقد تضمن البحث مواضيع مهمة ج ا‬
‫كان في بدايتها مقدمة عن كثرة الوجاع في هذا‬
‫الزمان؛ وبينت أن ذلك تصديقا لما أخبر به النبي ‪.‬‬
‫نن ننننن نن نن ننننننن ننن نننننننن‬
‫ننننن ننننننننن نننن نننن ننننننن ننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننن ننننننن )ننننننن‬
‫ن‬
‫ننننننننن( ننن ننننننننن ننننن‬
‫ننننننن نننننننن نننن نننننننن‪,‬‬
‫ننننن ننننن ننننننن‪.‬‬
‫ننننن ننننن نننن نننن ننن ننننن‬
‫نننننن ننننن نننن ننننننننننننن‬
‫نن ننن ننننننن ننننننن ننن ننن‬
‫ن‬
‫ننن ن نن نننننن ننننن‬
‫ننننن نننننن نن ننننننن نن‬
‫نننننننن ن ننننن ننن ننننن ننننن ننن‬
‫ننننننن ننننننن ننن نننننن نن نننن‬
‫ننننن نننننن ننننن نننننن ننننننن‬
‫ننننن نننن نننن ننننن نننننن نننننن‬
‫نننننن ننننن ننننننن ننننننن‬
‫نننننننن نن نننن نننن ننن ننن نننن‬
‫ننننن نننننن نن ننننن نننن نن نننن نن‬
‫نننننن‪ :‬ننننن ننن ننننننن ننننن‬
‫‪776‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن ننن نننننن نن ننننن نننن نن‬


‫نننن نن ننننننن ننن نننننن نن نننن‬
‫نننن نننن ننننن ننن نننننن نن ننننن‬
‫ننننننن نننن ننننننننننن )‪(Heparins‬‬
‫ننننن ننننن نن ننننننن‪ .‬ننننن ننن‬
‫ننننننن ننننننننننن نننننننن‬
‫ننننننننن نننننننن ننننننن ننننننن‬
‫نننننننن ننننننن نننننننن نننننن‬
‫ننن ننن ننن نننننن ننننننن نننن‬
‫ننننننن نننن نننننن ننننن ننننن‬
‫ننننننن نننن نننن ننن نننننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننن نننن ننن ننننن‪ :‬ننن نننننن‬
‫نننننن ننننننن نننننن ننننننن‬
‫نننننن ننننن ننننن نننننننن ننننننن‬
‫ن‬
‫نننننننن ننننن نننننن‪ ,‬ننن نننن نننن‬
‫ن‬
‫نن نننننن ننننن نن نننننن ننننن‬
‫ننننننن ننن نننن نننن ننننننن ننن‬
‫ن‬
‫نننن نننننن نننننن‬
‫نننننن ننن ننن ننننن ننننننن نننن‬
‫ننننن ننن نن نننن نن نن نن ننننننن نن‬
‫ننننن نن ننن‪.‬‬
‫ننننن نننننننن ننن ننننننن‬
‫نننننن نننن نننننن ننننن نننن‬
‫ننننننن نن نننن ننننن نننن نننن‬
‫ننننن ننن ننننننن ننننن ننن ننننن‬
‫نننننننن ننننن نننننن نننن ننننن نن‬
‫‪777‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن نن نننننن ننننن نننن‬


‫ننننن ننننننن ننننننن نننننن ننننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫نننننن ننن نن نننننننن‬
‫نننن نننن ننن نننن نننن ننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننننن ننننن‪.‬‬

‫‪778‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التداوي بالمحرمات‬
‫‪ 1‬ـ المقدمة‪:‬‬
‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصلة على النبي‬
‫الكريم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فقد كثرت الوجاع في هذا الزمن؛ ن‬
‫ن‬
‫ننن نننن‬‫مصداقا ا لحديث النبي ‪ ‬نننن ننننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن ن نن‬ ‫ننن‬
‫نننن نننننن ننن‪ :‬ن ن ن ن‬‫ن‬ ‫نن ننن ننن‬ ‫ن‬
‫ن نننن‬ ‫ن ن‬ ‫ن‬ ‫نننن نن ن‬
‫ن ن ن نن ن نن ن نن ن ن ‪‬ن نن ن‪ " :‬نن ن ن ننن‬
‫ن‬ ‫نن نن‬ ‫ن ن ن نن ن‬ ‫ننن‬
‫نن ن ن ن ن نن ن ن نننن ن ن ن ن نن‬
‫ن ن ن نن ن نن ن‬
‫ن ن ن نن ن ن ن ن ننن ن ن نن ن ن ننننن‬
‫ن ن نن ن ننن ن ن ن ن ننن ن ن‬
‫نن ن نن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ننن ن ن نن ن‬ ‫نن نن‬
‫ن ن نن ن ن ن نن ن ن ننن ن ن ن نن ن ن ن ننن نننن‬
‫ن ن نن ن ن ن ن ننن ن ن‬ ‫ن نن‬
‫ن‬
‫ننن ن ن نن ن ن ن نن‬ ‫ننن ن نن نن ن ن نن نن نن ن‬
‫ن ن ن ننن ن‬ ‫ننن‬ ‫نن ن ن ن ن ننن نن‬
‫ن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن نن ن ن ن ن ن نن ن ن ن نن "‪.‬‬
‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬
‫)‪ (1‬ننن ننن ن نننن نن نننن ننننننن نن‬
‫ننننن ن ننن نننن ننننننن ننننننننن‬
‫نننن نن نننن ننن ننن نن نننن نن ننن‬
‫نننن ننن ننن ننن نننن‪.‬‬
‫ننن نننن ننننن ننن ننن ننننننن نن‬
‫نننن نننن ننن نننننننن ننننن ننننن‬
‫ن‬
‫نن ننن ننننننننن ننننن ننننننن ننننن‬
‫نن نننننن ننن ننننننن نننن نننننننن‬
‫نن ننن ننننننن نننن ننننن‪ ,‬نننن نن‬
‫ننننننن نننننن ننن نن ننننننن نننن‬
‫)‪ (1‬المستدرك على الصحيحين للحاكم )جا ‪ / 7‬ص ‪ (135‬هذا‬ ‫‪1‬‬

‫حديث صحيح السناد و لم يخرجاه‪ ،‬تعليق الذهبي‪ :‬صحيح ‪ .‬مسند‬


‫الصحابة في الكتب التسعة ـ )جا ‪ / 17‬ص ‪(194‬‬
‫‪779‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نن ننننن ننننن نن نننن نن ننننننن ننن‬


‫نننننن ننننن نننن‪:‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننن نن‬ ‫نن نننن‬
‫ن ننن‬ ‫ن ن‬ ‫ن‬ ‫ننن‬
‫ننن نننننننن ‪ t‬ن ن ننننن ‪‬ن ننن ننن‬ ‫نن ن‬
‫ن ن ننن ن ن ن‬ ‫نن ننن‬ ‫ن‬
‫) ن ن نن ن ن ن ن ن نن نن ن ننن ن نن ن‬
‫نن‬ ‫ننن‬ ‫ن‬ ‫ننن نن‬
‫ن ن نن ن ننن ننن ن ن ننننن ن ن نن ن‪ ( .‬نننن‬
‫ن(‬ ‫ن‬
‫)‪1‬‬
‫نننننننن نننننن نننن‪.‬‬
‫ن ن نننن‬ ‫نن نن ن ن‬ ‫ن ن‬
‫ننن‪ :‬ن ن ن ن‬ ‫ننن نننن ننننن نن نننن ‪ t‬ن‬
‫ن ن ننن ن ن ن ن ن‬ ‫ن نن ن ن ن‬
‫نننننن ن نن ن ن نن ن نن‬‫نن ن ن ‪ ‬ن ن‬ ‫ن نن ن‬
‫ننن ننننن نن نننن نن نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫ن نن ن ن ن نن ن ن نن ن ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن‬
‫نن ن‬ ‫ننننن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫نن ن ن نن ن ن نن نن ن نن ن نن ن ننن ن نن ننن‪:‬‬
‫ن ن نن نن‬ ‫ننن ن‬ ‫ن نن ن ن ن‬
‫نننن ننن نن ن نن ن ن نن نن نن نن ن‪ :‬ن نن ن نن‬
‫ن ننن نن نن ن‬ ‫ن ن ن ن نن ن ن ن ن‬ ‫ن ن‬
‫ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن نن ن نن ن ن ن ن ن ن ن نن ن‬
‫نننن ن‬ ‫ن ننن ن‬
‫ن ن ن نن ن ن‪ :‬ن ن ن ن ن‪ (2) .‬ننن ننن نننن‬
‫نن‬
‫ننننننن نننن ننننننن ننننننن‬
‫ننننننن نننن نننننننن ننننن ننننننن‬
‫نننننننن نننن ننننننن نننن نن‬
‫نننننننن نننن نن نننننن نننننن نننن‪,‬‬
‫ن‬
‫ننننننن ننننننن ننننننن‪.‬‬
‫نننن نن ننن ننننن نننن نن نننن نننن‬
‫ننننننن نن ننن ننننننن ننننننننن‬
‫ننننن نن ننننن ننننننن ننننن نننن‬

‫)‪ (1‬المعجم الكبير للطبراني ـ )جا ‪ / 17‬ص ‪ . (492‬ومجمع‬ ‫‪1‬‬

‫الزوائد ومنبع الفوائد ‪ .‬محقق ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ (105‬برقم ) ‪(8288‬‬


‫)‪ (2‬سنن أبي داود ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪ (396‬مسند أحمد بن حنبل ـ‬ ‫‪2‬‬

‫)جا ‪ / 4‬ص ‪ (278‬تعليق شعيب الرنؤوط‪ :‬إسناده صحيح رجاله‬


‫ثقات رجال الشيخين ‪ .‬السنن الصغرى ـ )جا ‪ / 3‬ص ‪ (201‬لفظها ‪.‬‬
‫‪780‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫)ننننن ننننن نننننننن نننننن‪ :‬ننننن‬


‫نننن نننننن(‪.‬‬
‫نننن ننننن‪ :‬نننن نننن ننن ننننن‬
‫نننننن نننننننن ننن نننن‬
‫نننننن ننن ننننننن ننن ننن‬
‫نن نننن نننننن ننن ننننننن‬
‫ننننن ننننن نننننن ننننن‬
‫ننننن نن ننننننننن نننننننن‬
‫ننننن نننن ننن‪.‬‬
‫خطة البحث‬
‫بينت خطة البحث أثناء كتابة الملخص فل أرى تكرار‬
‫ذلك‪.‬‬
‫التمهيد في التعريفات‪ :‬تعريف التداوي‪:‬‬ ‫‪2‬ـ‬
‫تعريف العنوان‪) :‬التداوي بالمحرمات(‪:‬‬
‫التداوي لغة‪ :‬جاء في المصباحا المنير‬
‫للفيومي‪:‬‬
‫ج ض‬
‫ل‬ ‫دادء الىر ض‬ ‫ن د‬ ‫م س‬ ‫صد دلر ق‬ ‫م س‬ ‫ض ودهضود د‬ ‫مدر ض‬ ‫داضء ال س د‬ ‫"دوال ى‬
‫د‬
‫ل‪:‬‬‫مث س ض‬‫معض الد سدواضء ق‬ ‫ج س‬ ‫ب‪ ,‬دوال س د‬ ‫ب ت دعق د‬ ‫ن دبا ق‬ ‫م س‬ ‫داضء ق‬ ‫ضو ض ي د د‬ ‫دوال سعض س‬
‫د‬
‫ب‬
‫ن دبا ق‬ ‫م س‬‫ب‪ ،‬ودقفي ل ضغدةٍ د دوقيد ي دد سدوى د داوى ق‬ ‫وا ٍ‬ ‫ب ودأب س د‬ ‫دبا ٍ‬
‫ي‪.‬‬ ‫د‬
‫م د‬ ‫ضا‪ :‬ع د ق‬ ‫ب أي س ا‬ ‫ت دعق د‬
‫دال ض ض‬
‫ه‪،‬‬ ‫ح د‬‫فت د ض‬ ‫د‪ ،‬ودت ض س‬‫دو ل‬ ‫م ض‬ ‫م س‬‫دادوى ب قهق د‬ ‫ما ي ضت د د‬‫دوالد ىدواضء‪ :‬د‬
‫م الد ثدواضء‬ ‫س ض‬ ‫ة‪ ،‬دوال س‬ ‫دادوا ا‬ ‫م د‬‫ه ض‬‫داودي ست ض ض‬ ‫ة‪ ،‬ود د‬ ‫معض أ دد سوقي د ل‬ ‫ج س‬‫دوال س د‬
‫قبال سك د س‬
‫)‪(1‬‬
‫سرق "‪.‬‬
‫وفي لسان العرب ـ بعد أن ذكر المعنى اللغوي‬
‫للتداوي ـ ذكر أن العيب يسمى داء‪ ،‬وقال‪" :‬وفي‬

‫المصباحا المنير في غريب الشرحا الكبير ـ )جا ‪ / 3‬ص ‪(286‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪781‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ل عيب‬ ‫ل داٍء له دالء( )‪ (1‬دأي ك ر‬ ‫م دزسرٍع )ك م‬ ‫ض‬


‫حديث أ ث‬
‫ت العيب دااء‪.‬‬ ‫جعدل د ق‬‫ن في الرجال فهو فيه؛ ف د‬ ‫يكو ض‬
‫د‬
‫ل( )‪ (2‬أي‬ ‫د‬ ‫د‬
‫خ ق‬
‫دوى من الب ض س‬ ‫وفي الحديث )وأيم داٍء أ س‬
‫د‬ ‫د‬
‫ح منه‪.‬‬ ‫أيم عيب أسقب ض‬
‫وقد يقال للمعاني السيئة داء كما في الحديث‬
‫ت‬
‫س س‬ ‫خمر دالء ول دي س د‬ ‫ن ال د‬
‫)إ ق ى‬

‫جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي ـ )جا ‪ / 1‬ص‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (873‬البخارى )‪ ،5/1988‬رقم ‪ (4893‬ومسلم )‪ ،4/1896‬رقم‬


‫‪ (2448‬وأخرجه الطبرانى )‪ ،23/169‬رقم ‪ (268‬والترمذى فى‬
‫الشمائل )‪ ,1/209‬رقم ‪. (254‬‬
‫جمع الجوامع أو الجامع الكبير للسيوطي ـ )جا ‪ / 1‬ص‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ (25322‬خرجه أحمد )‪ ،3/307‬رقم ‪ ،(14340‬والبخارى )‬


‫‪ ،3/1142‬رقم ‪. (2968‬‬
‫‪782‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫م؛ كما‬‫ق‬ ‫قبدواٍء( )‪ (1‬استعمل لفظ الداقء ن‬


‫في ال قث س‬
‫ن‬ ‫نن ن ن‬
‫مله في العيب‪ ،‬ومنه قوله ‪) ‬نن ننننن ننن‬ ‫استع‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫س دن سن د ننننن ن نن ن )‪ (2‬نن‬
‫ن‬
‫ننننن نن‬ ‫ننننن ننننن نننننننن( نننن‬
‫ن‬ ‫ن نن‬ ‫ننن‬
‫ننننننن ننن نننننننن ننن ننن نننننن‬
‫ننن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ننن ن‬
‫ننن ننن نننننن‪ ....‬نننننن نن‪ :‬نننننن‬
‫ن ن‬ ‫ن ن‬ ‫نن ننن‬ ‫ن‬
‫نننن نن نننن نننننن‪ :‬نن نننننن نننننن‬
‫ن‬ ‫ن ن ن نن‬
‫)‪(3‬‬
‫نننننن نن ننننن نن "‪.‬ننن‬
‫ن‬
‫نننننننن‪ :‬نن ننن نن ننننن ننننننن‬
‫ننن ننننن ننننننننن‪.‬‬
‫ننن نننننننن ننننننن‪" :‬ننن نننن‬
‫ننننننن ننننننن نن نن ننن ننننننن‬
‫ن‬
‫)‪(4‬‬
‫ننن ننن ننن ننن نننننننن‪" .‬‬

‫)‪ (1‬مسند أحمد بن حنبل ـ )جا ‪ / 4‬ص ‪ :(317‬تعليق شعيب‬ ‫‪1‬‬

‫الرنؤوط‪ :‬حديث صحيح‬


‫)‪ (2‬سنن الترمذي ـ )جا ‪ / 4‬ص ‪ :(664‬قال أبو عيسى هذا‬ ‫‪2‬‬

‫حديث صحيح‪ ،‬قال الشيخ اللباني‪ :‬حسن‬


‫لسان العرب ـ )جا ‪ / 14‬ص ‪ (276‬تاجا العروس ـ )جا ‪/ 1‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص ‪ (8389‬النهاية في غريب الثر ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪(352‬‬


‫الموسوعة الفقهية ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪(3876‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪783‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫صلة بالتداوي‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ اللفاظ المشهورة ذات ال ر‬
‫هناكا ألفاظ مشهورة وأخرى غير‬
‫مشهورة‪ ،‬فاللفاظ المشهورة ثلث ذكرت‬
‫في الموسوعة الفقهية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ة‪ :‬المداواة‬ ‫‪ 1‬ـ " الدتطبيب‪ :‬الرتطبيب لغ ا‬
‫ب فلن فلنا ا أي‪ :‬داواه‪،‬‬ ‫والعلجا‪ ،‬يقال‪ :‬ط ر‬
‫ب لوجعه‪:‬‬ ‫وجاء يستط ر‬
‫أي يستوصف الدوية أريها يصلح لدائه‪،‬‬
‫ب‪ :‬علجا الجسم والرنفس‪ ،‬فالرتطبيب‬ ‫والط ر ر‬
‫مرادف للمداواة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الدتمريض‪ :‬الرتمريض مصدر مررض‪ ،‬وهو‬
‫فل بالمداواة‪.‬‬ ‫الرتك ر‬
‫يقال‪ :‬مررضه تمريضاا‪ :‬إذا قام عليه ووليه في‬
‫مرضه وداواه ليزول مرضه‪.‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬الرتمريض حسن القيام على‬
‫المريض‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ السعاف‪ :‬السعاف في الرلغة‪ :‬العانة‬
‫والمعالجة بالمداواة‪ ،‬ويكون السعاف في‬
‫م من الرتداوي‪،‬‬ ‫حال المرض وغيره‪ ،‬فهو أع ر‬
‫لرنه ل يكون إل ر في حال المرض "‪.‬‬
‫)قلت( ويمكن أن أضيف إلى ذلك ما يلي‪:‬‬
‫‪ 4‬ـ المعالجة‪" :‬العلجا ـ بكسر العين ـ مصدر‬
‫عالج‪ :‬المداواة لدفع المرض‪ ...‬وعادلج‬
‫ج‪:‬‬ ‫علجاا‪ :‬عاناه‪ ،‬وال ض‬
‫معال ق ض‬ ‫معالجة و ق‬ ‫ض ض‬
‫المري د‬

‫‪784‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫عليل ا دأو داىبة"‪.‬‬


‫جريحا ا دأو د‬ ‫مداوي سواء عال د د‬
‫ج د‬ ‫ال ض‬
‫)‪(1‬‬

‫المرادفات غير المشهورة لكلمة التداوي‪:‬‬ ‫‪4‬ـ‬

‫جدله‬ ‫د‬
‫‪-5‬المؤاجلة‪ :‬جاء في تاجا العروس‪ " :‬وأ د‬
‫س‬
‫مسنه أي‪ :‬من‬ ‫ة‪ :‬قإذا داواه ض ق‬ ‫جل د ا‬‫مؤا د‬ ‫جدله ض‬ ‫جيل ا وآ د‬ ‫ت دأ ق‬
‫ق‪.‬‬‫جقع العضن ض ق‬ ‫ود د‬
‫جضلوني‬ ‫ل فآ ق‬‫ج ل‬ ‫ل‪ :‬بي إ ق س‬ ‫حا‪ ":‬ضيقا ض‬ ‫جررا ق‬ ‫ن ال د‬ ‫قال اب ض‬
‫أي‪ :‬داضووني منه كما يقال‪ :‬ط دىنيضته أي‪ :‬عادلجضته‬
‫مدرض‬ ‫جضته من ال د‬ ‫ضضته أي‪ :‬عال د س‬ ‫من الط ىدنى ومدر س‬
‫)‪(2‬‬
‫"‪.‬‬
‫ل من‬ ‫‪-6‬المراءمة‪ :‬جاء في لسان العرب‪" :‬وك م‬
‫حا‬
‫جسر ض‬ ‫ه‪ ،‬ودرقئم ال ض‬ ‫م ض‬‫فقد درئ ق د‬ ‫ه؛‬‫ض‬ ‫ب شيئا ا وأ دل ق د‬
‫ف‬ ‫أح ى‬
‫د‬
‫ه قإرآما ا داواه‬ ‫د د‬ ‫د‬ ‫س‬
‫م ض‬ ‫درأما ا ورقسئمانا ا حسنا ا الت دأم‪ ،‬وأسرأ د‬
‫م‪ ،‬وفي الصحاحا حتى يبرأ د دأو‬ ‫وعالجه حتى درئ ق د‬
‫يلتئم‪ ،‬وقال أبو زيد في كتاب الهمز أرأمت‬
‫)‪(3‬‬
‫الجرحا إذا داويته حتى يبرأ إرآما بالراء "‪.‬‬
‫لسا ـ مفتوحا مقصور ـ‬ ‫‪-7‬المواساة‪ " :‬ا د‬
‫ن دأيضاا‪ ،‬ودأسا‬ ‫حسز ض‬ ‫مداواة والقعلجا‪ ،‬وهو ال ض‬ ‫ال ض‬
‫د‬ ‫د‬ ‫د‬
‫سوم والساضء‬ ‫سوا ا وأساا‪ :‬داواه وال ض‬ ‫حا أ س‬ ‫جسر د‬‫ال ض‬
‫)‪(4‬‬
‫سدية "‪.‬‬ ‫جميعاا‪ :‬الدواء‪ ،‬والجمع آ ق‬

‫لسان العرب ‪ .2/326‬تاجا العروس ‪ .1/1461‬النهاية في‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫غريب الثر ‪ .3/552‬معجم لغة الفقهاء ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(319‬‬


‫تاجا العروس ‪ .1/6831‬المحكم والمحيط العظم ‪.3/318‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪2‬‬

‫لسان العرب ‪ .11/11‬القاموس المحيط ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪. (1241‬‬


‫)‪ (2‬لسان العرب ‪ .12/223‬أساس البلغة ‪ .1/153‬تاجا العروس‬ ‫‪3‬‬

‫‪ .1/7743‬القاموس المحيط ‪.1/1442‬‬


‫لسان العرب ‪.14/34‬تاجا العروس ‪.1/8271‬طلبة الطلبة‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ .3/290‬القاموس المحيط ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪. (1626‬‬


‫‪785‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ملنا‪:‬‬
‫ود س‬
‫مل ض‬ ‫ل دد س‬
‫م د‬
‫الد ى‬
‫ل م‬ ‫م د‬‫‪ 8‬ـ المداملة‪ " :‬د د د‬
‫داملل‬
‫ق‬ ‫لحها بالدىمال؛ فهو‬ ‫الرض أصس د‬‫د‬ ‫اه‪ ،‬دو‬
‫دداود ض‬
‫مالل‪ ،‬والقوم‪ :‬خالطهم على ما فيهم‬ ‫ود ى‬
‫د‬
‫)‪(1‬‬
‫مل‪ :‬برئ "‪.‬‬ ‫ه دد س‬‫ح ض‬‫ر د‬‫ج س‬
‫ل( ض‬
‫م د‬
‫)د ى‬
‫د‬
‫‪ 5‬ـ تعريف المحرمات‪:‬‬
‫المراد بالمحرمات في بحثنا هذا؛ ما‬
‫يشمل المحرمات التي يمكن أن تختلط‬
‫بغيرها وتستهلك فيها كالخمر والخنزير‬
‫ونحوهما‪ ،‬وكذلك لبس الحرير والذهب‬
‫والفضة للتداوي بها‪.‬‬
‫حىرم‪ ،‬والمحرم هو الحرام‪،‬‬ ‫" المحرمات جمع الم ر‬
‫ما بدليل ")‪.(2‬‬ ‫والحرام ما طلب ترك فعله حت ا‬
‫ل‪ ،‬ودهضود قفي‬ ‫حل ق‬ ‫ضد م ال س د‬ ‫ب ق‬ ‫حا ٍ‬ ‫س د‬ ‫م كد د‬ ‫حدرا ض‬ ‫" دوال س د‬
‫د‬
‫ما‬
‫ي‪،‬ودأ ى‬ ‫ل قدط سعق ي‬ ‫ه ب قد دقلي ٍ‬ ‫من سعض ع دن س ض‬ ‫ت ال س د‬ ‫ما ث دب د د‬‫ة‪ :‬د‬ ‫ريعد ق‬ ‫ال ى‬
‫ش ق‬
‫ي‪ ،‬ودهضود إدلى‬ ‫ه ب قظ دن ث ي‬ ‫من سعض ع دن س ض‬ ‫ت ال س د‬ ‫ما ث دب د د‬
‫ما ف د‬ ‫ري ا‬ ‫ق‬ ‫مك سضروه ض ت د س‬
‫ح‬ ‫ال س د‬
‫د‬ ‫د‬
‫ذوارا‬ ‫ح ض‬
‫م س‬‫حق م د‬ ‫ست د ق‬‫ه يد س‬ ‫عل د ض‬
‫ن دفا ق‬ ‫معسدنى أ ى‬ ‫ب‪ :‬ب ق د‬ ‫حدرام ق أقسدر ض‬ ‫ال س د‬
‫)‪(3‬‬
‫فاع دةق "‪.‬‬ ‫ش د‬ ‫ن ال ى‬ ‫ما ق‬ ‫حسر د‬ ‫قوب دةق قبالىنارق ك د ق‬ ‫ن ال سعض ض‬ ‫دو د‬‫ض‬

‫)‪ (4‬المعجم الوسيط ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(617‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرحا التلويح على التوضيح للتفتازاني )جا ‪ / 1‬ص ‪(39‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬غمز عيون البصائر في شرحا الشباه والنظائر للحموي ـ )جا‬ ‫‪3‬‬

‫‪ / 1‬ص ‪) (27‬قلت( وهذا عند الحنفية‪.‬‬


‫‪786‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 6‬ـ اللفاظ ذات الصلة بكلمة المحرم‪:‬‬


‫ليس هناك كلمة تدل على المحرم عيناا‪ ،‬لكن‬
‫هناك ما يشير إلى ذلك مثل‪:‬‬
‫عا فهو‬ ‫عا‪" :‬لن ما ل يمنع شر ا‬ ‫‪ -1‬الممنوع شر ا‬
‫)‪(1‬‬
‫جائز"‪.‬‬
‫‪ -2‬المحظور‪ " :‬الحظر‪ :‬بفتح وسكون مصدر‬
‫)‪(2‬‬
‫حظر‪ ،‬المنع‪ ،‬والمحظور‪ :‬خلف المباحا "‪.‬‬
‫يقء أ دن سدهاه ض ن دهسايا‬‫ش س‬ ‫ن ال ى‬ ‫ه عد س‬ ‫‪ -3‬المنهي عنه‪ ":‬ن دهدي ست ض ض‬
‫ة‪ ،‬ودن ددهى الل ى ض‬
‫ه‬ ‫وا ل ضغد ل‬
‫ه ن دهس ا‬
‫ه‪ ،‬ودن دهدوست ض ض‬ ‫دفان ست ددهى ع دن س ض‬
‫د‬
‫)‪(3‬‬
‫م "‪.‬‬ ‫حىر د‬ ‫ت ددعادلى أيس د‬

‫المعجم الوسيط ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(353‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫معجم لغة الفقهاء ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(182‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫المصباحا المنير في غريب الشرحا الكبير للفيومي ـ )جا ‪10‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ /‬ص ‪(18‬‬
‫‪787‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 7‬ـ أنواع التداوي‪:‬‬


‫أنواع التداوي كثيرة من حيثيات مختلفة قد تصل‬
‫عا‪ ،‬والذي يهمنا منها ما يلي‪:‬‬ ‫إلى عشرين نو ا‬
‫‪ -1‬من حيث الجواز إلى قسمين‪ :‬دواء حلل‬
‫كالكزبرة )‪ (1‬والبانونج)‪ ،(2‬ومحرم كالعلجا‬
‫بالخمر صرفاا‪.‬‬
‫‪ -2‬ومن حيث الطهارة والنجاسة إلى دواء طاهر‬
‫ودواء نجس‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن حيث السماع إلى دواء مسموع كمن‬
‫يعالج بسماع القرآن الكريم‪ ،‬وغير ذلك‬
‫كالتداوي بالغناء‪.‬‬
‫‪ -4‬ومن حيث اللباس وغيره إلى ملبوس‬
‫كالحرير دواء للحكة‪ ،‬وغير لباس كدواء‬
‫الحمى‪.‬‬
‫‪ -5‬ودواء داخل الجسم كمشروب السعال‪،‬‬
‫ودواء خارجا الجسم طلء كالمراهم‪.‬‬
‫‪ -6‬ومن حيث التحول إلى قسمين‪ :‬مادة لم‬
‫تتحول كالعلجا بالخمر صرفاا‪ ،‬وعلجا بما‬
‫استهلك في غيره؛ كمشروب السعال ففيه‬
‫استهلك الكحول في الدواء‪ .‬وهناك أشياء‬
‫كثيرة تركتها‪.‬‬

‫لغة في الكسبرة‪:‬‬ ‫ا‬ ‫العين ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ :(455‬الك ضسزدبر ض‬


‫ة‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫نبات الجلجان إذا كان رطبا‪.‬ا‬


‫ن‪ :‬البابونج‪،‬‬ ‫الصحاحا في اللغة ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪ :(63‬ال ضقس ض‬
‫حوا ض‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫ب الريح‪ ،‬حواليه ورقل أبيض‪ ،‬ووسطه‬ ‫س‬ ‫ض‬


‫ت طي ث ض‬
‫ن‪ ،‬وهو نب ل‬
‫على أفضعل ٍ‬
‫أصفر ‪.‬‬
‫‪788‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 8‬ـ قواعد وضوابط تضبط البحث‪:‬‬


‫هناك نوعان من القواعد‪ :‬قواعد عامة وقواعد‬
‫خاصة )ضوابط(‪:‬‬
‫أول‪ :‬القواعد العامة‪:‬‬
‫هناك قاعدتان عامتان لبد من تقديمهما‪:‬‬
‫القاعدة الولى‪ :‬الصل في الشياء الباحة‪ .‬؟‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬الصل في الشياء الطهارة‪ .‬؟‬
‫ثانليا‪ :‬الضوابط الخاصة بمثل هذا البحث؛‬
‫وهي أربعة ضوابط )‪:(1‬‬
‫الضابط الول‪ :‬الضرورة الملجئة‪.‬‬
‫الضابط الثاني‪ :‬عدم وجود بديل حلل‪.‬‬
‫الضابط الثالث‪ :‬أن يقول ذلك طبيب مسلم خبير‬
‫بمهنة الطب معروف بالصدق‬
‫والمانة والتدين‪.‬‬
‫الضابط الرابع‪ :‬أن يأخذ قدر الضرورة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ونبدأ ببيان القاعدتين العامتين لنه‬
‫لبد من تقديمهما‪:‬‬
‫القاعدة الولى‪ :‬هل الصل في الشياء الباحة أو‬
‫التحريم ؟‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬هل الصل في الشياء الطهارة‬
‫أو النجاسة ؟‬
‫لشك أننا إذا حررنا هاتين القاعدتين فإننا‬
‫سنستغني عن الكثير من المور الخلفية‪ ،‬وأنا‬
‫اخترت كلم المام ابن تيمية في هذا المجال لنه‬
‫أجاب عن هاتين المسألتين بما يشفي ويكفي؛ فقد‬
‫قال‪:‬‬

‫ويمكن أن تسمى هذه بالشروط وانظر‪ :‬الفقرة )‪(13‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪789‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫د‬ ‫" دفاع سل دم‪ :‬أ د ى د‬


‫ة؛‬ ‫جود د ق‬ ‫مو س ض‬‫ن ال س د‬ ‫ميقع الأع سديا ق‬ ‫ج ق‬ ‫ل قفي د‬ ‫ص د‬ ‫ن ال س‬ ‫س‬
‫ن‬ ‫ن تد ض‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ع ددلى ا س‬
‫كو د‬ ‫صافقدها أ س‬ ‫ن أو س د‬ ‫صدنافقدها‪ ،‬ودت ددباي ض د ق‬ ‫فأ س‬ ‫خقتل ق‬
‫هلرةل ل‬ ‫طا إ‬ ‫ن ل‬ ‫كو د‬ ‫ن تد ض‬ ‫ن‪ ,‬ودأ س‬ ‫مثيي د‬ ‫قا قللد د ق‬ ‫مطنل ل ل‬ ‫حللل ت‬ ‫ل‬
‫ست ضدها‪ ،‬ودهدذ قهق‬ ‫ما ى‬ ‫م د‬ ‫شدرت ضدها ود ض‬ ‫مدبا د‬ ‫ست ضدها ود ض‬ ‫ملب د د‬ ‫م ض‬ ‫د‬
‫م ع دلي سهق س‬ ‫حضر ض‬ ‫يد س‬
‫ة‬‫م ض‬ ‫ظي د‬‫ة؛ ع د ق‬ ‫ضل د ل‬ ‫ة دفا ق‬ ‫ضي ى ل‬ ‫ة‪ ،‬ودقد ق‬ ‫م ل‬ ‫عا ى‬ ‫ة د‬ ‫قال د ل‬ ‫م د‬ ‫ة‪ ،‬ود د‬ ‫مع د ل‬ ‫جا ق‬ ‫ة د‬ ‫م ل‬ ‫ك دل ق د‬
‫ريعدةق‬ ‫ش ق‬ ‫ة ال ى‬ ‫مل د ض‬ ‫ح د‬ ‫فدزع ض إل دي سدها د‬ ‫ة؛ ي د س‬ ‫ة ال سب ددرك د ق‬ ‫سع د ض‬ ‫ة‪ ،‬دوا ق‬ ‫فع د ق‬‫من س د‬ ‫ال س د‬
‫د‬
‫س‪ ،‬ودقدد س‬ ‫ث الىنا ق‬ ‫واد ق ق‬ ‫ح د‬ ‫ل‪ ،‬ود د‬ ‫ما ق‬ ‫ن الع س د‬ ‫م س‬ ‫صى ق‬ ‫ح د‬ ‫ما لا ي ض س‬ ‫قفي د‬
‫د‬
‫ل ع دل دي سدها أد قل ى ل‬
‫ن‬
‫م س‬ ‫ضدرقني ذ قك سضره ض ق‬ ‫ح د‬ ‫ما د‬ ‫م ى‬ ‫شدرة ل ـ ق‬ ‫ة عد د‬ ‫دد ى‬
‫)‪(1‬‬
‫ريعدةق "‪.‬اهـ وذكرها وأطال‪.‬‬ ‫ش ق‬ ‫ال ى‬
‫‪-2‬الضوابط التي تخص مثل هذا البحث‬
‫فهي‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫الضابط الول‪ :‬الضرورة الملجئة‪:‬‬
‫أكد العلماء في الكثير من المناسبات على هذه‬
‫القاعدة‪ ،‬وعبروا عنها بعبارات مختلفة فقالوا‪:‬‬
‫ت "‪.(3) .‬‬ ‫ظودرا ق‬ ‫ح ض‬ ‫م س‬ ‫ح ال س د‬ ‫ت ت ضقبي ض‬ ‫ضضرودرا ق‬ ‫" ال ى‬
‫)‪(4‬‬
‫حىرم مع اضطرار "‪.‬‬ ‫م د‬ ‫"ل ض‬
‫)‪(5‬‬
‫سعد "‪.‬‬ ‫د‬ ‫" ودإ ق د‬
‫مضر ات ى د‬ ‫ضاقد الأ س‬ ‫ذا د‬
‫مجموع فتاوى ابن تيمية ‪ 21/535‬ـ وما بعدها ‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬نظم القواعد الفقهية ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ :(59‬والمراد بالضرورة‬ ‫‪2‬‬

‫ما يلحق العبد ضرر بتركه بحيث ل يقوم غيره مقامه‪ ،‬هذا المراد‬
‫بالضرورة على الصحيح ‪.‬‬
‫المنثور )جا ‪ / 2‬ص ‪ (317‬الموافقات )جا ‪ / 4‬ص ‪(145‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مجموعة الفوائد البهية على منظومة القواعد البهية )جا ‪ / 1‬ص ‪(57‬‬
‫نظم القواعد الفقهية ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(59‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫أنوار البروق في أنواع الفروق ـ )جا ‪ / 7‬ص ‪ (383‬المنثور‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪5‬‬

‫ت‪،‬‬ ‫حظودرا ق‬ ‫ض‬ ‫م س‬ ‫س‬


‫ح ال د‬ ‫ت ت ضقبي ض‬ ‫ضضرودرا ض‬ ‫في القواعد ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪ :(382‬ال ى‬
‫س‬ ‫م‬ ‫ومن ث د ض‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ق‬
‫س ق د س‬‫ل‬ ‫ر‬‫م‬ ‫خ‬
‫د‬ ‫ل‬ ‫با‬
‫د ق‬ ‫ق‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫ض‬ ‫د‬ ‫غ‬ ‫سا‬
‫ة‪ ،‬د ق د‬
‫إ‬ ‫و‬ ‫ص ق‬‫م د‬ ‫خ د‬ ‫م س‬ ‫عن سد د ال س د‬‫ة ق‬ ‫ت ال س د‬
‫مي ست د ض‬ ‫ح س‬ ‫م أقبي د‬ ‫د ق س ى‬
‫د‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫ض‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ض‬ ‫د‬ ‫د‬
‫ه‪ ،‬ودكذ دل قك إستل ض‬
‫ف‬ ‫مكدر ق‬ ‫فرق ل قل ض‬ ‫ة الك س‬ ‫م ض‬‫ت كل ق د‬ ‫ح س‬ ‫ها‪ ،‬ودأقبي د‬ ‫جد س غي سدر د‬ ‫م يد ق‬ ‫ص‪ ،‬ودل س‬ ‫غد ى‬
‫س‬ ‫د‬
‫ن‬
‫م س‬
‫ن ق‬ ‫كا د‬ ‫ذا د‬
‫ن ب قغدي سرق إذ سن قهق إ د‬ ‫ن الد ىي س ق‬ ‫م س‬ ‫مت دن ققع ق‬
‫م س‬ ‫ل= =ال ض‬ ‫ما ق‬‫خذ ض د‬ ‫كأ س‬ ‫ل‪ ،‬ودك دذ دل ق د‬‫ما ق‬ ‫ال س د‬
‫سرق دباب قهق ‪ .‬وشرحا الكوكب المنير ـ )جا ‪ / 3‬ص‬ ‫ن ب قك د س‬ ‫كا د‬ ‫سهق ودل دوس د‬ ‫جن س ق‬ ‫ق‬
‫‪ (37‬حاشية العطار على شرحا الجلل المحلي على جمع الجوامع ـ‬
‫‪790‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫" ال س د‬
‫م د‬
‫)‪(1‬‬
‫سيدر "‪.‬‬
‫ب الت ىي س ق‬
‫جل ق ض‬
‫ة تد س‬
‫ق د‬
‫ش ى‬
‫أما الضوابط الثلثة الباقية فواضحة معلومة ل‬
‫نطيل الحديث عنها‪ ,‬وسيأتي ذكرها مع غيرها في‬
‫الشروط فقرة )‪.(13‬‬

‫)جا ‪ / 5‬ص ‪(383‬‬


‫)‪ (1‬حاشية العطار على شرحا الجلل المحلي على جمع الجوامع‬ ‫‪1‬‬

‫ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ . (383‬المدخل ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(298‬‬


‫‪791‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التداوي بالمحرم إذا كان صرفلا‪:‬‬ ‫‪9‬ـ‬


‫الدواء المحرم نوعان‪ :‬دواء صرف لم‬
‫يخالطه غيره‪ ،‬ودواء مستهلك في غيره‪:‬‬
‫أول‪ :‬التداوي بالمحرم صرفلا‪:‬‬
‫التداوي بالمحرم الصرف الذي لم يخالطه غيره‬
‫على نوعين‪ :‬خمر وغيرها‪.‬‬
‫الول‪ :‬الخمر‪ :‬يرى الحنفية والحنابلة عدم جواز‬
‫التداوي بها صرفاا‪ ،‬بينما يرى المالكية أن المشهور‬
‫عدم الجواز‪ ،‬واختلف الشافعية‪ ،‬ورجح النووي جواز‬
‫التداوي بها‪ ،‬وأدلتهم هي أدلة التداوي بغير الخمر‬
‫وا‪.‬‬
‫التية ت و‬
‫أما غير الخمر من المحرمات؛ فاختلف الفقهاء‬
‫في التداوي بها إذا كانت صرفا ا لم تستهلك في‬

‫‪792‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫غيرها )‪ (1‬ـ وقد يكون الخلف في المذهب الواحد ـ‬


‫على قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬ل يجوز التداوي بالمحرم الصرف‬
‫الذي لم يخالطه غيره‪.‬‬
‫وهو المذهب عند الفقهاء الثلثة‪ ،‬وهو قول‬
‫الحنابلة وابن تيمية‪.‬‬
‫)‪ (1‬وإليك عبارات الفقهاء‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1‬ـ الحنفية‪ :‬اختلفت كتب الحنفية في هذه المسألة؛ لكن المذهب‬


‫عندهم هو عدم الجواز‪ :‬ففي حاشية رد المحتار ـ )جا ‪ / 1‬ص‬
‫‪ (226‬قال ابن عابدين‪ :‬قوله‪) :‬اختلف في التداوي بالمحرم(‬
‫ففي النهاية عن الذخيرة‪ :‬يجوز إن علم فيه شفاء ولم يعلم‬
‫دواء آخر‪ ،‬وفي الخانية في معنى قوله ‪ ) ‬نن نننن نن نننن‬
‫نننننن نننن ننن ننننن ( ننن نننن ننننننن )‪/ 5‬‬
‫‪ (2129‬نن نن ننن نننن نن ننن ننن ننن ننن ننننن‬
‫ننننننن نن نننننننن ننننن‪ :‬ننننن نن ننننننن ن‬
‫)ن ‪ / 3‬ن ‪ (232‬ننن‪ :‬ننننن نن ننننننن نننننننن‬
‫نننننننننننن نننننن ننننننن نننننن ن )ن ‪ / 5‬ن‬
‫نن نننن نن ن ن نن نن نن ننن ن ن نن‬
‫نن ننن ننن نننن‬ ‫‪ (233‬نن ننننن نننن ننننننن ننننن ن‬
‫ن ن‬ ‫ننن ننن ننننن نن ن نن‬ ‫ن‬
‫ننننن ننن نننن نننن ننن نننن ننننننن ننن‪.‬‬
‫ن ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫‪.‬ننننن‪ :‬ننن نننننن ننن ننن ننننننن )ن ‪ / 4‬ن ‪(7‬‬
‫ننننن ننننننن )ن ‪ / 4‬ن ‪ :(277‬نننن نن ننننن‬
‫ن نن ن‬
‫ننن نننن ن نن ننننننن ن‬ ‫ننننننن )ن ‪ / 16‬ن ‪ :(446‬ن‬
‫ن‬
‫نن ن‬ ‫نن ن ننن ننن نن نن‬
‫نننننن ننننننن نننن نن ننننننن نننن ن‬
‫ننن‬
‫ن ن‬ ‫ن ن ن ن ننن نن ننن ننن ننن‬
‫نن ننن ننننن نننن نننن نننننن ن‬ ‫نننن ننن ن ن‬ ‫نننن‬
‫ن ن نن ن ن ن نن نن ننننن ن ننن ن ننن‬
‫ننننننن ننن ) نن ننننن نن نننن نننننن نننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ننننن نننن ننن ن‬
‫ننننن ( نننن ننننننن ‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ 2‬ن نننننننن‪ :‬ننننننن نن نننن نننننننن ننن‬
‫ننننن نننننننن نننننن نننن ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫نننننن‪ :‬ننن نن‬
‫نننن ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ننن‬
‫)ن ‪ / 4‬ن ‪335‬ن(‪ :‬نننن نننننننن ننن ن ننننن ن نننننن‬
‫ننن ن‬ ‫ن‬ ‫نن ن نن‬ ‫نننن ننن‬
‫ننن=ن=ننننن‬ ‫نننننن ننن ننننننن ننننننننن ن ن‬
‫نن ن ن نننن نن نن ن‬ ‫ن ننننن‬
‫ننننننننن نننننننن نننننن نن ننننننن نن‬
‫ن‬ ‫ننننن نننن ن نن نن ن ننن‬
‫ننن نننننن ‪ .‬ننن ننننن‬ ‫ننننن ننننن ننن نن نن ن‬
‫ننن‬ ‫ن ن ننن ن نن ن‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن ‪ :1/393‬نننن ننننننن نننننن‬ ‫ن‬
‫ننن‬ ‫نن‬ ‫ننن ننن نننن‬ ‫ن‬ ‫ن نن‬
‫نننننن نن نننن ننننن نننن نننننن نن ننننننن‬
‫ننن ن ن نننن نننن ن ننن نننن نن ن ن‬
‫ننننن ننن ننننن ننننننن ننننن ننن نن نننن ‪ .‬ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن ن ن‬
‫‪793‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الثاني‪ :‬يجوز التداوي بالمحرم الصرف‬


‫الذي لم يخالطه غيره‪.‬‬
‫وهو القول الخر عند المذاهب الثلثة الحنفية‬
‫والمالكية والشافعية في غير المذهب‪.‬‬

‫ن‬
‫ن نن ن نن‬
‫ننن ننننن نننن نننننن ‪ :23/341‬ننن نننن ننننننن‬
‫نننن نننن‬ ‫ن نن‬ ‫ننن ننن ن ن ن ن‬
‫ننننننن ننن ننن ننن نننن نن نننن نننننن ننن‬
‫ننننننن نننن ننننن ن ن ننننننن ننن نننن‬
‫نننننننن ننننن نن ننننن نن نننن ننن ننن نننن‬
‫نن‬ ‫نن ننن ننن‬
‫نننن ننننن ننننن ‪.‬‬
‫ن ن نن‬ ‫ن ن‬
‫‪ 3‬ن نننننننن‪ :‬ننن نن نننننن نننننن نننننننن )ن ‪/ 15‬‬
‫ننن ن نن‬ ‫ننن ن نن ننن ن‬
‫ن نن‬‫ن ‪ (376‬نن ننننن‪ :‬ننننن نن نننننن نننننن ننن‬
‫ننننن ننن ننن ن ن ن ن نن‬ ‫ن ن نن ن ن ن‬
‫ننن ننننن ‪ ....‬ننننن ننن ننننننن نن ننننننن‬ ‫ننن ن ن‬
‫ن‬ ‫ن ن‬ ‫ن‬ ‫نننننن‬
‫ننننننننن ‪ .‬ننننن‪ :‬نننن ننننننن ن )ن ‪ / 4‬ن ‪(186‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن نننننننن )ن ‪ / 1‬ن ‪ :(382‬ننننن نننننن‬
‫ننننننن ننننننن ننن ننننن ننننننن ننن نن ننن‬
‫ننن ننننن‪ :‬نن ننننننن ننن نننننن نننن نننن‬
‫ننننن نننن نننن ننن نننن نننن نننننن ‪ ...‬ننن‬
‫ننن نننننن نن نننننننن نننن ننننننن نن ننن‬
‫ننن نننننن نننننننن نننن نن ننننن نننن نن‬
‫نننن ننن نننننن ننننن ‪ .‬ننننن‪ :‬ننننننن ن )ن ‪ / 9‬ن‬
‫‪(41‬‬
‫‪ 4‬ن نننننننن‪ :‬نننننن نننننن نننن نننن ن )ن ‪ / 3‬ن‬
‫نن ننن نن ن‬ ‫نن‬ ‫نن ن نن‬
‫نننن‬‫‪ :(168‬نن نننن ننننننن نننن نن نننن نننن نن ن‬
‫نن نننن نن نننننن ن نننن ننن نننن ننننن ن‬
‫نننن ننننن نننننن‪ :‬نننن نننن ننن ننننن نننن‬
‫ن ن نننن نننن ننن ننن ننن‬ ‫نن ن ن‬
‫نننن نننننن ننن نننننن‪ :‬نننن ننننن نننن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن نن ن‬ ‫ن‬
‫نننن ننننن‪ :‬ننننن نننن ننننن نن ننن نننن‬
‫نن‬
‫ننننننن ‪ :4/272‬نننننننن نن ننننننن ‪.2/463‬‬
‫‪ 5‬ن ننن ننننن‪ :‬ننننن ننننن ننن ننننن ن )ن ‪ / 5‬ن ‪(443‬‬
‫ننننن ننن نن نننننن نن نننن ننننن نننن ‪ .‬ننننن‬
‫نننن ‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬ننننن ننننننن ‪ . 3/619‬نننننن نننننن ننننننن‬
‫نننننن ننننننن نننننننن ‪.25/263‬‬
‫‪794‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدلــــــة‪:‬‬
‫استدل الئمة كلهم بأدلة نقلية وأخرى عقلية‪:‬‬
‫فاستدل أصحاب القول الول القائلون‪ :‬ل يجوز‬
‫التداوي بالمحرم الصرف الذي لم يخالطه غيره‪.‬‬
‫بالدلة النقلية الدالة بعمومها على حرمة‬
‫التداوي بالمحرم؛ وهي قسمان كتاب وسنة‪:‬‬
‫أما الكتاب‪:‬‬
‫فقوله تعالى‪ :‬ﮋﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ ﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮊ ‪ 172‬البقرة‪.‬‬
‫وقوله تعالى ﮋﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮊ ‪ 4‬المائدة‪.‬‬
‫وقوله تعالى ﮋﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮊ ‪ 157‬العراف‪.‬‬
‫وجه الدللة من هذه اليات أن الله تعالى أحل لنا‬
‫الطيبات الطاهرات الحلل‪ ،‬وحرم علينا الخبائث‬
‫النجسات المحرمات؛ والله تعالى ل يحرم شيئا فيه‬
‫نفع‪ ،‬أو نفعه أكثر من ضرره‪.‬‬
‫واليات في هذا الباب كثيرة‪.‬‬
‫ومن السنة أحاديث كثيرة‪ ,‬ذكرها المام ابن‬
‫تيمية فقال‪:‬‬
‫ما‬
‫ث؛ ل ق د‬ ‫ن ال س د‬
‫خدبائ ق ق‬ ‫م س‬ ‫ها ق‬ ‫مرق ودغ دي سرق د‬
‫خ س‬ ‫داقوي قبال س د‬
‫جوضز الت ى د‬ ‫ل يد ض‬
‫ن سويد الجعفي؛‬ ‫طارققد ب‬ ‫ن د‬ ‫د‬ ‫ل بن حجر ) أ‬ ‫دردواه ض دوائ ق ض‬
‫س ض نن نن ىن ننن ن ننن نن ن‬
‫د‬ ‫س‬
‫نن نننن‪:‬‬ ‫ي ‪ ‬نن نننننن ننننن نن ن‬ ‫ل الن ىب‬‫سأ دن د‬
‫نن ننن‬ ‫ننن نن ن‬ ‫د نن ننننن‬
‫ى‬ ‫ق‬
‫نننن ننننننن نننننن نننن‪ ) :‬ننن ننن‬
‫ن ن ننن‬ ‫نن نن نن نن ن نن ن‬
‫ننننن ننننن ننن ( نننن نننننن نننن‬
‫)‪(1‬ن‬ ‫ن‬ ‫ن نننن ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫نننننن نن ننننن‪.‬‬
‫نننن ن نن نن ن ن نن ن ن‬ ‫ننن ن‬
‫ننننننننننننننن ‪ t‬نننن‪ :‬ننن نننن ننننن‬
‫ن ن نن نننن ن نن ن ننننن ن ن ن‬
‫‪ ) ‬نن نننن نننن نننننن ننننن ننننن‬
‫جامع الحاديث ـ )جا ‪ / 10‬ص ‪ (76‬أخرجه أحمد )‪،4/317‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫رقم ‪ ،(18882‬ومسلم )‪ ،3/1573‬رقم ‪ (1984‬الجمع بين‬


‫الصحيحين البخاري ومسلم ـ )جا ‪ / 3‬ص ‪. (403‬‬
‫‪795‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫نننن نن ن نن ن ننن نن ن‬
‫نننن ننن ننن نننن ننننننن ننن‬
‫نننن ننن نن‬
‫ن‬ ‫)‪(1‬‬
‫ننننننن ننننن (‪.‬‬
‫نن ننن نن ن ن‬ ‫ننن ن ننننن‬
‫ننن‪ ) :‬ننن نننن نننن ‪‬‬ ‫ننن ننن نننننن ‪ t‬ن‬
‫ن‬ ‫نن‬ ‫نن نن‬
‫ن نن ننننننن ننننننن ()‪ .(2‬ن‬
‫نن‬ ‫ن ننن ن ننن ن ننن نننن‬
‫ننننن‪" :‬‬ ‫نننننن ن‬ ‫نننن ننن نننن نن نن‬
‫ن نن نن نننن ن ن ننن ننن ننن ن نننن‬
‫نن نننن نن نننن نننننن نننن ننن ننننن‬
‫ن )‪ (3‬ن‬ ‫ن‬
‫"‪.‬‬
‫نن ن نننن نن ن ن ن‬ ‫نن‬
‫ننن نننننننن ن نن ن ن نن‬ ‫ننننن ننن ن‬
‫ن ن ن ن نننننن‬ ‫نن‬ ‫ن ن نن ن‬
‫نن ن ن ن ن ن نننن نن نن نن ن ن نن ن نن نننننن‬
‫نن ن ن ننن ن ن ن ننن‬ ‫ننن‬
‫نننننن ننننننن ننننننن نن نن نن‬
‫نننن ن نن ن ن ننن نن ن ننننن ن نن نن‬
‫ننننننن ننننن نن ن ننن ننننننن ننن ننن‬
‫نن نننن نننن ن نن ن نن ن ن ننن ن‬
‫نننن ننن ننن ننننننن نن ننننن ‪ ‬ننن‬
‫نن ن ننن‬ ‫ن‬ ‫نن ن نن ن‬
‫نننننن نننن نن نننننن ننن ننن ننننننن ن‬
‫ننن‬
‫ن ن ننننن ن ن ننن ن ن نن‬
‫ننننن ‪‬نننن ننن)ن ن‬ ‫نن نن‬ ‫نننن ننننن ن‬
‫ن ن نن‬ ‫نن ننن ننن نن نن ننن‬
‫نننن ننن ننن ننن نننن( ننن ننننن)نن‬
‫ن‬ ‫نن ننن ن )‪(5) (4‬ن ن‬ ‫نن‬
‫‪.‬‬ ‫نننن نننن(‬
‫نن‬

‫)‪ (1‬السنن الكبرى للبيهقي ـ )جا ‪ / 10‬ص ‪ :(5‬عن أبى الدرداء ‪t‬‬ ‫‪1‬‬

‫ننن‪ :‬ننن نننن نننن ‪  ‬نن نننن نن ننن نننن ننننن‬


‫نننننننن نننن ننن ننن ننننن ننننننن ننن نننننن‬
‫ننننن ‪ . ‬ننن نننن نننن ننننن ننن ننننن ‪.‬‬
‫)‪ (2‬صحيح كنوز السنة النبوية ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ 36 (117‬ـ نهى عن‬ ‫‪2‬‬

‫الدواء الخبيث‪ ،‬مسند أحمد ـ )جا ‪ / 17‬ص ‪ (300‬سنن الترمذي ـ‬


‫)جا ‪ / 4‬ص ‪ (387‬قال الشيخ اللباني‪ :‬صحيح ‪.‬‬
‫صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ (2129‬مسند أحمد بن حنبل‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪(178‬‬


‫صحيح مسلم ـ )جا ‪ / 6‬ص ‪ (101‬الجمع بين الصحيحين‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫البخاري ومسلم ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪(180‬‬


‫مجموع فتاوى ابن تيمية ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪(443‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪796‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن نننننن ننننننن‪ :‬ننن ننننن‬


‫ننننننن ننن ننن ننننن ننن نننننن‬
‫ننننننن ننننننننن ننن ننن نن نننننن‬
‫نن ننن ننننننن نننننن نن ننننننن ننن‬
‫ننننن نننن ننننن نننن ننن ننن نننن‬
‫ننن ننن نننننن نننن نننننن نننن ننن‬
‫نننننن ننننن نن نننن نننن نننن‬
‫ننننننن ننننننن‪.‬‬
‫نننن ننننننن نننن ننن ننن نننننن )‬
‫‪ (10‬نننننننن ننننن ننننن ننننننن ننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫نننننن ننننن ننننن نننننن‬
‫نننننننن نننننن ننننننن ننننننن‬
‫ننن ننن‪:‬‬
‫ننننننن نن نننن نننن ننننن نننننن‬
‫ننن نن ننننننن نننننن نننن نن ننننن‬
‫نننننن ننن نننن ننننن ننن‪:‬‬
‫‪ -1‬ننن نننن ننننن ﮋﭚﭛ ﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡ ﭢﭣﮊ‬
‫‪,119‬النعام‪.‬‬
‫‪ -2‬وقوله تعالى ﮋﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍﮎﮏ ﮐﮑﮒﮊ المائدة‪٣ :‬‬
‫‪ -3‬وقوله تعالى ﮋﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟﯠﯡﮊ النعام‪١٤٥ :‬‬
‫واستدلوا بالسنة من أقوال النبي ‪ : ‬ن‬
‫ن‬
‫ننننن ‪ ‬ننن‪) :‬نن‬ ‫ن‬ ‫‪ -1‬نن ننن ننننن ‪ t‬نن‬
‫ن ن ننن ننن نن ن ن ن ننن‬ ‫نن‬
‫ننن ننننن ننن ننن نننن ننننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬

‫‪797‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫نننن‬ ‫نننن ن نن ن‬
‫ننن نننن ننننننننننننننننن‬
‫)‪(1‬ن‬ ‫ن ننن ننن ن ن نننن‬
‫ننننننن نننن نن نننننن (‪.‬‬
‫نن ن ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬
‫ننن ننن‬ ‫‪ -2‬نن ننن نن ننننن ‪ ‬ننن‪) :‬ننن‬
‫ن ننن ن‬ ‫ننن‬ ‫ننن‬
‫ننن( نننن‬ ‫ننن ننن نننن‬ ‫ننن نننن‬
‫نننن‬
‫)‪ (2‬ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن‪.‬‬
‫ننننننننن نن ننن نننننن ننننن‪.‬‬
‫نننننننن نننننن نننننن نننن‪:‬‬
‫‪ " -1‬نن ننننننن ننننن ننننننننن‬
‫نننن ننننننننن"‪.‬‬
‫‪ " -2‬نننن نننن ننننننن ننننننن ننن‬
‫نننن ننن نننننن نن ننننننن "‪.‬‬
‫‪ " -3‬نننن ننننننن ننننننن ننن ننننن‬
‫نننن نن ننننننن نننننن "‪.‬‬
‫المناقشـــة‪:‬‬
‫ناقش ابن تيمية ـ من أصحاب القول الول‬
‫القائلين بعدم جواز التداوي بالمحرم ـ استدلل‬
‫أصحاب القول الثاني القائلين بجوازه بالضرورة‪ ،‬أو‬
‫بالقياس على المخمصة؛ فقال‪:‬‬
‫د‬
‫داقوي‬ ‫مت د د‬ ‫ة؛ دوال س ض‬ ‫ضضرودر ق‬ ‫قد س )أب دحناها( قلل ى‬ ‫ل‪ :‬فد د‬ ‫ن ققي د‬ ‫" فدإ ق س‬
‫ض ع ددلى‬ ‫مضط در فدتباحا ل د د د‬
‫ق‬ ‫ري‬
‫ق‬ ‫حت ددها ل قل س د‬
‫م‬ ‫س إدبا د‬ ‫قي ض‬ ‫ه‪ ،‬أوس أىنا ن د ق‬ ‫ض س ر ضد ض ض‬
‫د‬ ‫جةق إل دي سدها؛ ي ضؤ دي ثد ض ذ دل ق د‬
‫ن‬
‫كأ ى‬ ‫حا د‬ ‫مقع ال س د‬ ‫جا ق‬ ‫جائ ققع ب ق د‬ ‫حت قدها ل قل س د‬
‫إدبا د‬
‫صلةق‬ ‫قديام ق قفي ال ى‬ ‫ن ال س ق‬
‫م س‬ ‫ض ق‬ ‫فدرائ ق د‬ ‫ط ال س د‬ ‫ق ض‬ ‫س ق‬ ‫ض يض س‬ ‫مدر د‬ ‫ال س د‬
‫ن الط ىدهادرةق‬ ‫م س‬ ‫ل ق‬ ‫قا ق‬ ‫ن‪ ،‬دوالن ست ق د‬ ‫ضا د‬ ‫م د‬ ‫شهسرق در د‬ ‫صديام ق قفي د‬ ‫دوال ث‬
‫م؛‬‫حارق د‬ ‫م د‬ ‫ح ال س د‬ ‫ك ي ضقبي ض‬ ‫د؛ فدك دذ دل ق د‬ ‫صقعي ق‬ ‫ماقء إدلى الط ىدهادرةق قبال ى‬ ‫قبال س د‬
‫)‪ (1‬صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ (22‬صحيح الدب المفرد ـ )جا‬ ‫‪1‬‬

‫‪ / 1‬ص ‪(125‬‬
‫صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ (38‬برقم )‪ (5774‬وأخرجه‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫مسلم برقم ‪1734‬‬


‫‪798‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫حد‪ ،‬يؤ ديد ذ دل ق د د‬


‫ن‬
‫كأ ى‬ ‫ن دواد ٍ دوا ق ٍ ض ث ض‬ ‫م س‬ ‫م ق‬ ‫حارق د‬ ‫م د‬ ‫ض دوال س د‬ ‫فدرائ ق د‬ ‫ن ال س د‬‫لد ى‬
‫ريرق‬
‫ح ق‬ ‫ب دوال س د‬ ‫ل الذ ىهد ق‬ ‫مث س ض‬‫س ق‬ ‫ق‬ ‫حل سي دةق دوالل ثدبا‬ ‫ن ال س ق‬ ‫م س‬ ‫ت ق‬ ‫ما ق‬‫حىر د‬ ‫م د‬ ‫ال س ض‬
‫ب‪،‬‬ ‫ن الذ ىهد ق‬ ‫م س‬‫ف ق‬ ‫خاذ ق ال دن س ق‬ ‫حةق ات ث د‬ ‫ة ب قإ قدبا د‬ ‫سن ى ض‬ ‫ت ال م‬ ‫جادء س‬ ‫قدد س د‬
‫ن قفي‬ ‫ورب س ق د‬
‫م ق‬ ‫ح د‬‫ص قللمزب دي سرق ودع دب سد ق الىر س‬ ‫خ د‬ ‫ه‪ ،‬وددر ى‬ ‫ن بق ق‬‫سدنا ق‬ ‫ط ال س‬ ‫دد‬
‫ت هدذ قهق‬ ‫ى‬
‫ما؛ فدد دل س‬ ‫ت ب قهق د‬ ‫د‬
‫حكةٍ كان د س‬ ‫ى‬ ‫ن د‬ ‫م س‬ ‫ريرق ق‬ ‫ح ق‬ ‫س‬
‫س ال د‬ ‫ل قدبا ض ق‬
‫ن‬
‫حي د‬ ‫ت ق‬ ‫ظودرا ق‬ ‫ح ض‬ ‫م س‬ ‫حةق ال س د‬ ‫ل ال سك دقثيدرة ض ع ددلى إدبا د‬ ‫صو ض‬‫ال ض‬
‫قارق إل دي سدها‪.‬‬ ‫جا دوالفست ق د‬ ‫حت قديا ق‬ ‫ال س‬
‫د‬
‫حقر "‪.‬‬ ‫ضضرودرةق فد د‬ ‫حت ضدها قلل ى‬ ‫ما إدبا د‬ ‫قضسلت‪ :‬أ ى‬
‫وسيأتي بقية الكلم مباشرة‪:‬‬

‫‪799‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 10‬ـ هل التداوي من الضرورات ؟‬


‫واصل ابن تيمية كلمه فقال‪:‬‬
‫ه‪:‬‬ ‫جو إ‬ ‫و ت‬ ‫ة لإ ت‬ ‫ضترولر إ‬ ‫وي ب إ ل‬ ‫إ‬ ‫دا‬‫س الت ص ل‬ ‫ول لي ن ل‬ ‫" ل‬
‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ل‬
‫ضى‬ ‫مسر د‬ ‫ضى‪ ،‬أوس أك سث دضر ال س د‬ ‫مسر د‬ ‫ن ال س د‬ ‫م س‬ ‫ن ك دقثيارا ق‬ ‫ها‪ :‬أ ى‬ ‫حدت ل‬ ‫أ ل‬
‫قدرى‪،‬‬ ‫ل ال سودب درق دوال س ض‬ ‫د‬ ‫يد س‬
‫ما قفي أهس ق‬ ‫سي ى د‬ ‫داوٍٍ؛ ل ق‬ ‫ن قبل ت د د‬ ‫فو د‬ ‫ش ض‬
‫ما‬‫ه بق د‬ ‫م الل ى ض‬ ‫فيهق س‬ ‫ش ق‬ ‫ض؛ ي د س‬ ‫ق‬ ‫حي ال دسر‬ ‫وا ق‬ ‫ن قفي ن د د‬ ‫ساك ققني د‬ ‫دوال ى‬
‫د‬
‫م‬
‫دان قهق س‬ ‫مط سضبوع دةق قفي أب س د‬ ‫وى ال س د‬ ‫ق د‬ ‫ن ال س ض‬ ‫م س‬ ‫م ق‬ ‫خل دقد قفيهق س‬ ‫د‬
‫حدرك دةٍ‬ ‫ن ن دوسقع د‬ ‫م س‬ ‫م ق‬ ‫سضره ض ل دهض س‬ ‫ما ي ضي د ث‬ ‫ض‪ ،‬ودقفي د‬ ‫ق‬ ‫مدر‬ ‫الىرافقعدةق ل قل س د‬
‫د‬ ‫وع دمل‪ ،‬أ دو دع سوة مستجاب د‬
‫ة‪ ،‬أوس قضوىةٍ‬ ‫ة‪ ،‬أوس ضرقسي دةٍ دنافقعد ٍ‬ ‫د د ٍ س د د ٍ ض س د د د ٍ‬
‫د‬ ‫ل إدلى غ دي سرق ذ دل ق د‬
‫ب‬ ‫سدبا ق‬ ‫ن ال س‬ ‫م س‬ ‫ك ق‬ ‫ن الت ىودك م ق‬ ‫س ق‬ ‫ح س‬ ‫ب‪ ،‬ود ض‬ ‫قل س ق‬ ‫ل قل س د‬
‫ما ال دك س ض‬ ‫د‬
‫م‬ ‫ي‪ ،‬ودل د س‬ ‫ضضرورق ر‬ ‫ل فدهضود د‬ ‫ال سك دقثيدرةق غ دي سرق الد ىدواقء‪ ،‬ودأ ى‬
‫ل الل ى د‬
‫م‬‫ذاقء‪ ،‬فدل دوس ل د س‬ ‫م إل قبال سغق د‬ ‫قو ض‬ ‫ن تد ض‬ ‫وا ق‬ ‫حي د د‬ ‫ن ال س د‬ ‫دا د‬ ‫ه أب س د‬ ‫ض‬ ‫جع د س‬ ‫يد س‬
‫ل ل دمات؛ فدث دبت به د د‬ ‫س‬
‫ن‬‫م س‬ ‫س ق‬ ‫داقوي ل دي س د‬ ‫ن الت ى د‬ ‫ذا أ ى‬ ‫د د قد‬ ‫ن ي دأك ض ض د د‬ ‫ي دك ض س‬
‫يٍء‪.‬‬ ‫ش س‬ ‫ضضرودرةق قفي د‬ ‫ال ى‬
‫ن ال دك س د‬ ‫د‬
‫ب‪.‬‬ ‫ج ل‬ ‫ضضرودرةق دوا ق‬ ‫عن سد د ال ى‬ ‫ل ق‬ ‫ها‪ :‬أ ى‬ ‫ولثا إني ل‬ ‫ل‬
‫م ي دأ سك ضلس‬ ‫د‬ ‫د‬
‫مي ست دةق فل س‬ ‫س‬
‫ضطىر إلى ال د‬ ‫د‬ ‫ض‬ ‫نا س‬ ‫ض‬ ‫م س‬ ‫ق‪ :‬د‬ ‫سضرو ل‬ ‫م س‬ ‫ل د‬ ‫قا د‬
‫ن دنادزع د‬ ‫م س‬ ‫ب‪ ،‬ود د‬ ‫ج ٍ‬ ‫داقوي دغ دي سضر دوا ق‬ ‫ل الىنادر‪ .‬دوالت ى د‬ ‫خ د‬ ‫ت دد د‬ ‫ما د‬ ‫فد د‬
‫ها‬ ‫خي ىدر د‬ ‫تين د‬ ‫داقء ال ى‬ ‫سوس د‬ ‫منسرأةق الن ى‬ ‫في ال سن د‬ ‫ن‬
‫ة نق‬ ‫سن ى ض‬ ‫ننالن م‬ ‫ه‬
‫مت س ض‬ ‫ص د‬ ‫خ د‬ ‫ه‪ :‬د‬ ‫قفي ق‬
‫ن قن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن نننننن‬ ‫ننن‬ ‫ن‬ ‫نن نن‬ ‫ن‬ ‫ننن ن‬
‫ن‬ ‫نن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نننن‬ ‫ين‪‬ن‬ ‫الن ىب ق نم‬
‫نننننن ن‬ ‫نن ننن ن‬ ‫نن‬ ‫ننن‬ ‫ن‬ ‫نننن‬ ‫ننننن‬ ‫نن‬ ‫ننن‬ ‫ن نن‬
‫ن( ننننن نن ننن‬ ‫ن )‪1‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫نن‬ ‫ن‬
‫ننننننن نننننن نننننن ‪ .‬ننن ننن ننن‬
‫صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ (2140‬صحيح مسلم ـ )جا‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫س ــ‬ ‫ل‪ :‬دقا د‬ ‫حا دقا د‬ ‫د‬ ‫د‬


‫ن ع دىبا ٍ‬ ‫ل قلى اب س ض‬ ‫ن أقبى دردبا‬
‫ك امرأ دة ا ٍمن أ د‬
‫‪ / 8‬ص ‪ (16‬عن ع دطاضء ب س ض‬
‫ت ب ددلى‪ ،‬دقا د‬
‫ل‪:‬‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ض‬ ‫ق‬ ‫؟‬ ‫ة‬ ‫ن‬‫ج‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫رضي الله عنهما ــ أ دل د أ ضقري‬
‫س د ن ق سنن ق ن د ىن قننن ضن ن‬ ‫هدذه انل سمرأ دة ض السودا د‬
‫ى ‪ ‬نننن‪ :‬ننن ننننن ننننن‬ ‫ت الن ىب ق‬ ‫نضءنأت د ق‬ ‫ن قن قنن د‬
‫ن نننننن نن نننننن‬ ‫ن ىن‬ ‫ن سن نن ى س دن‬
‫ننننن نننن نننن ننن ننن ‪ ‬نن ننن نننن ننن نننننن‬ ‫ن‬
‫ن ن ن نننن نن نن نن نن ن ن نن ننن نن ن نن‬
‫نننن نننن‪ .‬نننن‪:‬‬ ‫ننن ننن ننننن نننن ننن نننننن ‪ . ‬ن‬
‫ننن نننننن ن نن نن نن نننننننن نننن نن‬
‫نننن ننننن نننن نننن نن نن نننننن نننن ننن‪(.‬‬
‫نن‬
‫‪800‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننن ن ن نن ننن نن ن نن ن نننن‬
‫نننن نننن نننننن‬ ‫ننننن‬ ‫ننن نننن ننن نن‬ ‫ننننن‬ ‫نننننن‬
‫ننننننن‬ ‫ننننن ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن‬ ‫ن‬‫ننن نننن‬ ‫ن‬‫نننننن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن‬‫نن )‪(1‬ن ن‬
‫ن‬
‫ن‪ ...‬نن‬
‫ننننننن‬
‫نن ننننن نن نننننن نن‬ ‫ن ننن‬ ‫ننننننن‬
‫ن نن‬ ‫ننننننن)‪.(2‬ن‬ ‫ن‬
‫ننن ن ن ن نننن ن‬ ‫نننننن ن ن ن‬
‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ننن ننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ننننن ن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ننننننن ن‬
‫ننننننن‬ ‫ن‬
‫ننننن نننن ننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‬
‫ن‬ ‫نن نننن ن‬ ‫نننن ن ن‬ ‫ن‬‫نن‬‫ن‬
‫ن‬
‫ن‬
‫نن‬
‫نن ن‬
‫ننن‬ ‫ننن نن‬ ‫ننن‬ ‫ننن‬‫نن‬‫ن‪:‬نن‬ ‫نن‬‫ن )ن‪(3‬ن ن‬ ‫نن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ننن‬ ‫ننن‬
‫نننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن نننن‬
‫ن‬
‫ننن نننن نن‬ ‫ننننن ن‬ ‫نن‬‫نن ‪ .‬ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ننن‬
‫ننن‬ ‫نن‬‫ننن ‪t‬ننن‬ ‫ننننن‬ ‫ن ن‬ ‫نن‬‫نن ن‬
‫ننن‬ ‫نننن‬ ‫ن‬‫نننن‬ ‫نن‬‫ننننن‬ ‫ن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‪:‬‬ ‫ن‬
‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫ن‪:‬‬‫ن‬
‫نن ن ن نن ن‬ ‫نن ن ن ن‬ ‫نن ن ن‬
‫ن‬ ‫ننن‬ ‫ن‬
‫ننن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‪:‬‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬
‫نن ن ن )‪ (4‬ن نن نن ننن ننننن نن‬ ‫نن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ننن‪:‬‬ ‫نن‬ ‫نن‬ ‫نن‬
‫نن نننن‬ ‫ن نن ن‬ ‫ن‬
‫نننننن نننننن‬
‫ن‬ ‫ننن‬ ‫ن‬
‫ننن ‪ .‬ن‬ ‫نننن ننن‬
‫نننننننن نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫نننن نننننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬‫نننننننن‬
‫نن )‪(5‬ن‬‫ننن‬ ‫ن نننن‬ ‫نن‬ ‫ن نننننننن ن‬ ‫ن ننننن‬
‫نن‬ ‫نن‬

‫جامع الصول من أحاديث الرسول ـ )جا ‪ / 7‬ص ‪(5735‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫برقم ‪ 5735‬ـ أنس بن مالك ـ »سئل عن الطاعون ؟ فقال‪ :‬هو‬


‫الهرسجا عن ضأمته‪،‬‬
‫ل ربه أن يرفع د‬ ‫م حين سأ د‬‫ة ربكم‪ ،‬ودعوة ض نبيك ى‬
‫رحم ض‬
‫د‬
‫مندعها‪ ،‬قال اللهم فبالطاعون والموت ـ وفي رواية‪ :‬اللهم طسعنا‬ ‫ف ض‬
‫وطاعونا «‬
‫)‪ (2‬صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ (2163‬صحيح ابن حبان ـ )جا‬ ‫‪2‬‬

‫‪ / 7‬ص ‪(174‬‬
‫ﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬ ﭭﭮ‬ ‫ﭢﭣﭤﭥﭦ‬ ‫في قوله تعالى ﮋ ﭠ ﭡ‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ النبياء‪ ٨٣ :‬ـ ‪ . ٨٤‬صحيح البخاري‬


‫ـ )جا ‪ / 3‬ص ‪(1240‬‬
‫)‪ (4‬حلية الولياء ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ (34‬شعب اليمان ـ )جا ‪ / 2‬ص‬ ‫‪4‬‬

‫‪(491‬‬
‫)‪ (5‬مصنف ابن أبي شيبة ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪(32‬عن عبد الملك بن‬ ‫‪5‬‬

‫عمير قال‪ :‬قيل للربيع بن خثيم في مرضه‪ :‬أل ندعوا لك الطبيب ؟‬


‫قال أنظروني‪ ،‬ثم تفكر؛ فقال ‪ ‬ننننن ننننن ننننن نننن‬
‫نننننن ننن ننن ننننن نننن ننننن نن ننننننن نننن‬
‫ننننن نننننن ‪ ‬نننن نن ننننن ننن نننننن ننننننن‬
‫ننننن ننن‪ :‬ننن نننن نننن ننننن نننن نننن نننننن‬
‫ننننننن نننن نننننن نننننننن‬ ‫ن‬ ‫ننن نننننن نننن ننن‬
‫ننن ننننن نن ننننن نن ننننن ‪.‬‬
‫‪801‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫نننن نننن ن ن )‪ (1‬نننن‬
‫ننن ننننننن ن ننن ن‬
‫نننننننن‬ ‫نن ن‬ ‫ن‬
‫نن‬
‫ننننننن‬ ‫نن ن‬‫نن ن‬
‫ن نن‬
‫ننننننننننن‬ ‫ن ن‬ ‫نننن ننن نننننننننن‬ ‫ننننن نننن‬
‫ننننن‬
‫ننننن‬‫نن‬
‫نننن‬ ‫نن نن ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن ننن‬ ‫ن‬ ‫نننن‬
‫نن ن‬‫ن ن‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫ننن‬
‫ن نننننن نن‬ ‫نن نننننن‬ ‫ن‬
‫نن‬
‫نن‬
‫ننننننننن‬ ‫نن ن‬ ‫ننن‬ ‫نننننن ننن‬ ‫ننننننننن‬
‫ننننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نننن ننن نننن ننن ننن‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫نننننن نن ن ننن نن‬ ‫ن‬
‫(‬‫‪2‬‬ ‫)‬
‫ننن نننننننن )‬
‫ن‪(3‬ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننن‬ ‫نننننن‬‫ن‬
‫ننن‬ ‫ننننن نننن‬ ‫ن‬
‫نن ن‬‫نن‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫نننن ننن‬
‫ن‬
‫نننننن‬ ‫نن ن‬
‫ننن ن‬ ‫نننننن‬‫ن‬ ‫نننن‬ ‫ننن‬ ‫نن‬ ‫ننن‬
‫ننننن‬ ‫ن‬ ‫ننننننننن‬
‫ننننننننن نن نننننننن ننننن نن نننن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن ن‬ ‫ن‬ ‫ننننن )‪.(4‬‬ ‫ن ن نن‬
‫نننننن نن ن‬ ‫ن ن ن ن نن ن ننن ن‬
‫نن نننننن نن ننن‬ ‫نننن ن‬ ‫ن نن ن ن نن‪ :‬نن ننن‬
‫نن‬ ‫ننن نننن ننن‬ ‫نن ننن‬ ‫ن‬
‫نننن نن ننننننن نن ننن نننن نننننن نن‬
‫ن ننن‬ ‫ننن نننن ن ن ننن ننن ننن‬
‫نن ننننن ننن نن ننن نننن ننننن ننن‬
‫ن ننن ننن نن ننن‬ ‫نننننن ن‬ ‫نن‬
‫نننننن ننن نننن ننننننننن نننن‬
‫ن ن ننن‬ ‫نننننن ننن نن ن ن‬
‫نننننن نننن نننن نننن نن ننننن ننننن‪.‬‬
‫ن ن ن نن ن ن ننن ننننن ننن ننن نننننن نننن‬
‫ن نن ن ن نن‪ :‬نن ننننن نننن نن ننننن‬
‫نن ن ن نن ننن ن نننن نننن ن‬
‫ننننننننن نن ننننن ننننننن ننننن ننن‬
‫نن‬ ‫نن ن نن‬ ‫نننن ن ننن ن نن‬
‫نن نننننن‬ ‫نن ننننن ننننننننننن ننن ن‬ ‫ننننن‬
‫ن ن نن نن ن ننن نننن نن ن ننننن‬
‫نننن نن ننننن ننننن نننن ننننن نننن‬
‫ن نننن ن نن ن نن‬ ‫ن نن ن نن ن‬
‫ننن ننن نننن ننن ننننن ننن نننن نن‬
‫ن ن ن‬

‫)‪ (6‬أي ل أعلم أحدا ا من السلف ‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫د‬ ‫ض‬
‫ه ( أي س‬
‫شرحا منتهى الرادات ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪ ) :(368‬ودت دسرك ض‬ ‫)‪(7‬‬ ‫‪2‬‬
‫د‬
‫صا؛ لنه أقرب إلى التوكل ‪ .‬مطالب أولي النهى‬ ‫ل ( ند و‬ ‫داقوي ) أفس د‬
‫ض ض‬ ‫الت ى د‬
‫في شرحا غاية المنتهى ـ )جا ‪ / 4‬ص ‪(272‬‬
‫)‪ (1‬المبدع شرحا المقنع ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪ (427‬مسألة‪ :‬التداوي‬ ‫‪3‬‬

‫مباحا‪ ،‬وتركه أفضل‪ ،‬نص عليه‪ ،‬واختار القاضي وجماعة فعله وقيل‪:‬‬
‫يجب‪ ،‬زاد بعضهم‪ :‬إن ظن نفعه ‪.‬‬
‫روضة الطالبين وعمدة المفتين ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪:(178‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪4‬‬

‫ويستحب له الصبر على المرض وترك النين ما أطاق ويستحب‬


‫التداوي ‪ .‬المجموع ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ :(106‬ومن مرض استحب له أن‬
‫يصبر‬
‫‪802‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن ن نننن‬ ‫نن ن نن نن ننن‬
‫نننن ننننن نننننننننن نننننن ننننننن‬
‫ن‬ ‫نننن ننن نن نننن ن ن نن ن‬
‫ننن نننننن نننننن نننننن‪.‬‬
‫ن نن نن ن ننن ن‬ ‫ن ن نن‬
‫نننننننن ننننننن ننننننن نننننن‪:‬‬
‫نن نن نن ننننن ن نن نن ن ن ن ننننن‬
‫)نن نننن نن نننن نننن ننننننننن ننن‬
‫ن نن‬ ‫نن‬ ‫ننننن‬ ‫نننن‬
‫نن ن ننن‬ ‫ننننن‬
‫ننننن ()‪ (1‬ننننن نننننننن ن‬
‫ننننن نننننن ن ننن ن ن نن ننن ن‬
‫ننننننن ننن نننن نننن ن ننن ننننننننن‬
‫ن ن ننن ننن‬ ‫نن ننن نن نن ننن نن‬
‫نننن نننننننن ننن ننننن ننن نننن نننن‬
‫نن نن ننن نن نن نن ننن‬ ‫ننن‬ ‫نن‬
‫ننن نن ننننننن نننن نننن نننننن نننن‬
‫ن ننننن‬ ‫ن‬ ‫ننننن نننن ن ن ننن‬
‫نننننن نننن ننن ننننن نننننن ننننن‬
‫ننننن نننننننن ن نن ن نن‬ ‫نن‬
‫ننننن‬‫نننننن نننننن ننننن نننن ننن ن‬
‫ننننن ن ن ن‬ ‫ننن ن ننن نن ننن‬
‫ننننن ننننننن نن نن نننننن ننننننن‬
‫ن نن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬
‫ننن‪.‬‬
‫نن‬ ‫نن نن‬ ‫نن‬ ‫نن نن‬
‫نن ن ن نن‪ :‬ن نننن ننن ننننن ن ‪ :‬نن‬ ‫نن‬
‫نن ننن ن ننننننننن ننن نن ن‬
‫ننننن ننننن ننن نننن ننننننن ننن‬
‫ننن ننننن نننن‬ ‫نن ن ن ن‬
‫نننننن ننننننن نن نننننن ننننننن‬
‫ننن‬ ‫نن ن ن ن‬ ‫ن ننن‬ ‫ننننننننن‬
‫نننننننن نننن ننننن نننننن نننننن ننن‬
‫نن ن ننننن ن نننن نن ن نن ننننننن‬
‫ننننن نننننن ننننن ننننننن ننننننن‬
‫نن ن ننننن ننن ننننن ن ننن‬
‫نننننن نننننننن نننن ننننن نننن‬
‫ن ن‬ ‫ن ننن ننن ن نن ن ننن‬
‫نننننن‪ :‬نن ننن‬ ‫ننننن نننننن نننننن نن نن‬
‫نن ن نن ن ن ن نن نننننن ن ن نننننننننن‬
‫نننننن ننننننن نننننننن ننن ننننن‬
‫ننن نن ن ن ن نن ننن نن نن نن‬
‫ننننننن نننننن نن نننننن ننننن نن‬
‫ننن ن نن ن ن‬ ‫ننننن نن ن ننن‬
‫نننن‬ ‫ننن نن ن ن‬‫ننن نننن ن‬‫نننننن نننننننن نن ن‬
‫ن ن نننننن ننننن ن نننن ن نننننن ن‬
‫ننننن ننننننن نن ننن ننننن نننننن‬
‫ن ن نن نن ن ن ن‬ ‫ننن نن ننن‬
‫ننن نن ننن نننننن‬ ‫نننننننن ننننن ننن‬
‫نننن ننن ننن ننن ننن ننن ن نننننن‬
‫نننن ننننننن ننننننن ننننننننن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫)‪ (3‬السنن الكبرى للبيهقي ـ )جا ‪ / 10‬ص ‪(5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪803‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننن ن ننن نن ن‬ ‫نن ننن ن ن‬
‫ن نننن نننن ننننننن ننننننن نننن‬ ‫ننن‬
‫ننن ننن نن ننن ن ن ن ن نن‬
‫ننننن نننن نن ننننن ننننن نن نننن نن‬
‫نن ن ن ن ن نن ننن نننن نننن نننننن‬
‫نننننن نننن نن نننن نننن ننن ننننن‬
‫نن ن ننن ننننن ننن نن ننن ن ن ننن‬
‫نننننننن ننننن نننن ننننن ننننننن‬
‫ننن ننن ننن ن ننن نن نننن‬
‫نننننن ننننننن ننننننن ننننن‬
‫ننن ن نن نن نننننن ن ن ن‬
‫ننننننن ننننننن ننننننن نن ننن‬
‫نننن نننن نن ننن نن ننننننن‬ ‫ننن‬
‫ننننننن نننننن ننننننن ننننن نننننن‬
‫نن نننن ننن ننن نننن ن‬
‫ننننننن ننن ننننن‪.‬‬
‫ن نن ننن ننن ن نن نن ن‬
‫ننننن ننن نننننن نن ننننننن‬
‫ن ن‬ ‫نننن ن‬ ‫ن‬
‫)‪(1‬‬
‫نننننننن "‪.‬‬
‫ن‬
‫الترجيـــــح‪:‬‬
‫من خلل عرضنا للدلة ومناقشتها والرجوع إلى‬
‫كلم الفقهاء نجد أنهم بينوا أن التداوي حاجة؛ فهم‬
‫يقولون يجوز التداوي بهذا للحاجة )‪ (2‬وهذا وحده‬
‫كاف في إباحة ما هو محظور‪ ,‬علوة على أننا نجد‬
‫ما مبرحة من شدة‬ ‫كثيارا من المرضى يجدون آل ا‬
‫المرض‪ ،‬والطباء وهم أهل الختصاص يؤيدون‬
‫ذلك‪ ،‬ومن أجل هذا يصفون المسكنات‪،‬لذا‬
‫فالراجح أن التداوي بالمحرم جائز متى‬
‫تحققت الشروط التي سنذكرها في الفقرة )‬
‫‪ .(13‬والله أعلم‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ 11‬ـ الثاني‪ :‬التداوي بالمادة المحرمة المستهلكة‬
‫في طاهر‪.‬‬
‫مجموع فتاوى ابن تيمية ‪ .567 / 21‬فتاوى إسلمية ـ )جا ‪3‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ /‬ص ‪ :(619‬ل يجوز التداوي بالمحرمات لثبوت الدلة الشرعية‬


‫الدالة على التحريم ‪ .‬وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء‬
‫ـ )جا ‪ / 25‬ص ‪. (263‬‬
‫)‪ (2‬قال النووي في المجموع ‪ :1/294‬عن الحناء‪ :‬وهو حرام‬ ‫‪2‬‬

‫على الرجال إل لحاجة التداوى ‪.‬اهـ فسماه حاجة ‪.‬‬


‫‪804‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫حا‪:‬‬ ‫تعريف الستهلك لغة واصطل ا‬


‫معنى الستهلكا لغة‪ :‬يطلق مصطلح‬
‫الستهلك لغة على معنيين‪:‬‬
‫كا‪ ،‬فيقال‪ :‬استهلك فلن‬ ‫‪-1‬تصيير الشيء هال ا‬
‫ماله أي أنفقه‪.‬‬
‫قال في المعجم الوسيط‪)" :‬استهلك( في كذا‪:‬‬
‫ونحوه‪ :‬أنفقه‬
‫د‬ ‫نفسه فيه‪ ،‬واستهلك المالد‬ ‫د‬ ‫جقهد‬
‫د‬
‫أو أهلكه‪ ،‬ويقال استهلك ما عنده من طعام أو‬
‫)‪(1‬‬
‫متاع "‪.‬‬
‫)قلت( تفسير الستهلك بهذا المعنى ـ تصيير‬
‫الشيء هالكا ا ـ يكتبه الفقهاء في كتبهم عند‬
‫)‪(2‬‬
‫الكلم عن الضمان‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اختلط الشيء بغيره بحيث يتعذر أو يتعسر‬
‫تمييزه عنه‪.‬‬
‫د‬
‫ض لبضنك أي‬ ‫خ د‬ ‫م د‬‫ست د س‬
‫قال في لسان العرب‪" :‬وقد ا س‬
‫ن لم يكد‬ ‫ض اللب ض‬ ‫خ د‬ ‫ل يكاد ض يروب‪ ،‬وقإذا استم د‬
‫يخرجا ضزبده‪ (3)،‬وهو من دأطيب اللبن لن ضزبده‬
‫د‬
‫)‪(4‬‬
‫ك فيه "‪.‬‬ ‫ست ضهسل ق د‬
‫ا س‬

‫انظر في هذا؛ نظرية الستهلك للباحث أ‪.‬د‪ .‬ياسين بن ناصر‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪3‬‬

‫الخطيب ‪ .‬الدراسات العليا الشرعية جامعة أم القرى ‪ .‬لم يطبع‪.‬‬


‫)‪ (2‬المعجم الوسيط ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(122‬‬ ‫‪1‬‬

‫جاء في أسنى المطالب ـ )جا ‪ / 13‬ص ‪ ) :(72‬ودل دوس دزدرع د (‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪2‬‬

‫س‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫د‬


‫صادر‬ ‫ب د‬ ‫هو د‬ ‫مو س ض‬ ‫ن ال د‬ ‫ه؛ قل ى‬ ‫جوع د ( قفي ق‬ ‫ض فل ضر ض‬ ‫د‬ ‫خ الب دي س ض‬ ‫فثر ض‬‫ب أو س ت ض د‬ ‫ح ى‬ ‫ال سودلد ض ) ال د‬
‫س‬ ‫د‬
‫ك‬‫ب ب قذ دل ق د‬ ‫س‬ ‫ذا إ د‬ ‫س‬
‫ل الب دغدوقير هد د‬ ‫ل دقا د‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫كا دقا د‬ ‫هل ل ل‬
‫ص د‬ ‫م صنا الدغا ق‬ ‫ض ص‬ ‫ذا ل‬ ‫ص ق‬ ‫ل قفي ال س‬ ‫ست ل ن‬‫م ن‬ ‫ت‬
‫ش‬ ‫ل‬ ‫د‬
‫ه ودك د‬ ‫ض‬ ‫د‬
‫ذا أنر ت‬ ‫‪ .‬أسنى المطالب ـ )جا ‪ / 15‬ص ‪ ) :(237‬قوسل ض‬
‫هل ل ل‬ ‫د‬ ‫ت ب قك سارا إل د س‬ ‫ن د‬ ‫بل ل‬
‫ن ب دد دن قدها ‪.‬‬
‫م س‬ ‫وا ق‬ ‫ض ا‬ ‫ك عض س‬ ‫ه قدد س ا ن‬
‫ست ل ن‬ ‫خ ( قلن ى ض‬ ‫كان د س‬ ‫ها إ س‬ ‫كالرت إ ل‬
‫ض‪:‬‬
‫مخو ض‬ ‫م س‬ ‫ض وال د‬ ‫مخي ض‬ ‫)‪ (4‬الصحاحا في اللغة ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪ :(162‬ال د‬ ‫‪3‬‬

‫خذ د ضزب سد ضه ض ‪.‬‬ ‫ض وأ ق‬ ‫خ د‬ ‫م ق‬ ‫اللبن الذي قد ض‬


‫)‪ (5‬لسان العرب ـ )جا ‪ / 7‬ص ‪ (228‬تاجا العروس ـ )جا ‪ / 1‬ص‬ ‫‪4‬‬

‫‪(4730‬‬
‫‪805‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫)قلت( المعنى الثاني هو المراد هنا‪.‬‬


‫حا‪:‬‬
‫ومعنى الستهلكا اصطل ل‬
‫هو أن تضمحل عين المادة في مادة أخرى بحيث‬
‫)‪(1‬‬
‫ل يمكن تخليصها منها‪.‬‬
‫وعرفه بقريب من هذا التعريف الخرشي‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫د‬ ‫ى‬ ‫د‬
‫صيدر‬
‫ن يد ق‬‫خ؛ أ س‬‫ست قسهلك قهق قبالطب س ق‬‫مدراد د قبا س‬‫ن ال س ض‬
‫ظاه قضر أ ى‬‫"دوال ى‬
‫ن الط ىدعام ق )قوله( ولم‬ ‫م س‬ ‫ه ق‬ ‫ص ض‬
‫خل ض‬ ‫ست ق س‬‫نا س‬ ‫مك ق ض‬
‫ث ل يض س‬
‫حي س ض‬
‫بق د‬
‫)‪(2‬‬
‫يبق له عين قائمة؛ تفسير لقوله استهلك"‪.‬‬
‫)قلت( فعرفنا أن الستهلك؛ يكون بحيث ل‬
‫يمكن استخلص المادة مما خلطت به‪ ,‬واضمحلت‬
‫ولم تبق لها عين قائمة‪.‬‬
‫وعرفت الموسوعة الفقهية الستهلك بالمعنيين‬
‫المتقدمين فقالت‪:‬‬
‫" واصطلحا ا ـ كما يفهم من عبارة بعض الفقهاء‬
‫شيء هالكاا‪ ،‬أو كالهالك كالرثوب‬ ‫ـ‪ :‬هو تصيير ال ر‬
‫البالي‪ ،‬أو اختلطه بغيره بصورةٍ ل يمكن إفراده‬
‫)‪(3‬‬
‫سمن في الخبز "‪.‬‬ ‫بالرتصررف كاستهلك ال ر‬

‫جاء في روضة الطالبين وعمدة المفتين ـ )جا ‪ / 1‬ص‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫طعاما فيه زعفران أو طيب آخر أو استعمل‬


‫ا‬ ‫‪ :(329‬ولو أكل‬
‫مخلوطا ل بجهة الكل نظر إن استهلك الطيب فلم يبق له ريح ول‬
‫ا‬
‫طعم ول لون فل فدية ‪.‬‬
‫شرحا مختصر خليل للخرشي ـ )جا ‪ / 9‬ص ‪(240‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫الموسوعة الفقهية ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪(1203‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪806‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 12‬ـ حكم التداوي بالمحرم القليل إذا استهلك في‬


‫طاهر كثير‪:‬‬
‫وضع الفقهاء قواعد تبين حكم المادة المحرمة‬
‫إذا استهلكت في مادة أكثر منها؛ سنذكرها مع‬
‫الدلة إن شاء الله‪.‬‬
‫بعد هذا التمهيد أقول‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫اتفق الفقهاء الربعة‪ :‬الحنفيـــــة ‪،‬‬
‫والمالكــــــــية )‪ ،(2‬والشافعيـــــة)‪،(3‬‬
‫ص ض‬
‫ل‬ ‫د‬
‫ففي بدائع الصنائع ‪ ,6/417‬والمبسوط ‪ :12/462‬دوال س‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫صيضر‬ ‫ض‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫س‬
‫ب يد ق‬ ‫مغسلو د‬ ‫ن ال د‬ ‫ب ـ ل ى‬ ‫م ل قلدغال ق ق‬ ‫حك د‬ ‫ن ال ض‬ ‫ل ـ ب دعسد د هدذا أ ى‬ ‫سائ ق ق‬ ‫م د‬ ‫قفي ال د‬
‫دوم إ‪،‬‬ ‫ع ت‬ ‫م ن‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫في‬ ‫إ‬ ‫ت‬
‫ك‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ن‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ق ل ت‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫غا‬
‫د‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫ل‬‫د‬ ‫ب‬‫قا‬ ‫د‬ ‫م‬
‫ض‬ ‫في‬ ‫ق‬ ‫كا‬ ‫ا‬ ‫ست دهسل د‬‫م س‬ ‫ض‬
‫إ‬ ‫د‬ ‫د‬
‫ب ‪ .‬وقال ابن نجيم الحنفي في الشباه‬ ‫م ل قلدغال ق ق‬ ‫س‬ ‫س د‬ ‫ن ال س‬ ‫أل ت ددرى أ ى‬
‫والنظائر ‪ :1/137‬الخامسة‪ :‬أن يكون ـ الحرام مستهلكـا فلو أكل‬
‫حرم شيئاا قد استهلك فيه الطيب فل فدية‪ .‬السادسة‪ :‬إذا اختلط‬ ‫م س‬ ‫ال ض‬
‫مائع طاهر بماء مطلق؛ فالعبرة للغالب فإن غلب الماء جازت‬
‫الطهارة به‪ ،‬وإل فل ‪.‬‬
‫جاء في التلقين )جا ‪ / 1‬ص ‪ :(352‬السادس )من شروط‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫الرضاع المحرم( أن يكون ـ حليب المرأة إذا أرضعته صغيارا ـ إما‬


‫دا بنفسه‪ ,‬وإما مختطاا بما لم يستهلك فيه‪ ,‬فأما إن خاطها ما‬ ‫منفر ا‬
‫حثرم عند أصحابنا‪.‬‬ ‫أستهلك فيه من طبيخ‪ ,‬أو دواء أو غير ذلك؛ فل ي ض د‬
‫)قلت( فجعل اللبن المستهلك في الطبيخ أو في الدواء مستهلكاا‪،‬‬
‫وبالتالي غير محىرم ‪.‬‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫د ق ق م‬ ‫ز‬ ‫ما‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫كى‬ ‫د‬ ‫ح‬
‫د‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫(‪:‬‬ ‫‪299‬‬ ‫ص‬ ‫‪/‬‬ ‫‪16‬‬ ‫)جا‬ ‫للحطاب‬ ‫الجليل‬ ‫وفي مواهب‬
‫س‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫صاقد إ د‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫س‬
‫صادر قفي‬ ‫ماضء د‬ ‫ه ال د‬ ‫خالط ض‬ ‫ذا د‬ ‫ن الب ض د‬ ‫معد ذ دل قك؛ ل ى‬ ‫وادز د‬ ‫ج د‬ ‫م ال د‬ ‫ضهق س‬ ‫ن ب دعس ق‬ ‫عد س‬
‫ك‪.‬‬ ‫ست دهسل د ق‬ ‫حك ق ض س‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ض‬
‫)قلت( معناه أن ل يحرم البصاق في المسجد إذا كان معه ماء‬
‫الوضوء؛ لنه مستهلك فيه ‪.‬‬
‫ن‬ ‫د‬
‫ما إ س‬ ‫وقال الخرشي في شرحا مختصر خليل )جا ‪ / 9‬ص ‪ :(240‬ودأ ى‬
‫د‬
‫خ ث‬
‫ل‬ ‫كال س د‬ ‫ن د‬ ‫كو ض‬ ‫ه التتائي‪ ،‬فدي د ض‬ ‫ما دقال د ض‬ ‫ث ب قأك سل قهق ك د د‬ ‫حن د ض‬ ‫ك قفي ط ددعام ٍ دفل ي د س‬ ‫ست ضهسل ق د‬ ‫اض س‬
‫د‬ ‫ى‬ ‫د‬
‫ثل‬ ‫حي س ض‬ ‫صيدر ب ق د‬ ‫ن يد ق‬ ‫خأ س‬ ‫ست قسهلك قهق قبالطب س ق‬ ‫مدراد د قبا س‬ ‫ن ال س ض‬ ‫ظاه قضر أ ى‬ ‫ك‪ ،‬دوال ى‬ ‫ست دهسل د ق‬ ‫م س‬ ‫ال س ض‬
‫ن الطدعام ق ‪.‬‬‫ى‬ ‫م س‬ ‫ه ق‬ ‫ص ض‬ ‫خل ض‬ ‫ست ق س‬ ‫نا س‬ ‫مك ق ض‬ ‫يض س‬
‫)‪ (3‬قال الشافعي في الم ‪ :7/84‬وهكذا إن قال ل آكل زسبداا؛‬ ‫‪3‬‬

‫مرقا فيه خل؛ فل حنث عليه؛ لأن‬ ‫ا‬ ‫خل؛ فأكل‬ ‫لبنا‪ ،‬أو قال ل آكل ا‬ ‫فأكل ا‬
‫الخل مستهلك فيه ‪ .‬وقال النووي في روضة الطالبين )جا ‪ / 3‬ص‬
‫‪ :(267‬كالنجاسة المستهلكة في الماء الكثير ل أثر لها‪ ،‬وكالخمر‬
‫‪807‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والحنابلة )‪ (1‬وكتب الفتاوى)‪ (2‬على أن المادة‬


‫القليلة المحرمة إذا اضمحلت في مادة كثيرة‬
‫طاهرة؛ واستهلكت فيها أن الكل حلل‪.‬‬
‫الدلة على أن المادة النجسة أو المحرمة‬
‫القليلة إذا استهلكت في كثير غيرها أنها‬
‫تحل‪:‬‬

‫المستهلكة في غيرها؛ ل يتعلق بها حد‪ ،‬وكالمحرم يأكل طعاما ا‬


‫استهلك فيه طيب ل فدية عليه‪ .‬وفي مغني المحتاجا ‪:17/107‬‬
‫ما الت ثسردياقض‬ ‫د‬ ‫ل ال س ق‬ ‫ح م‬
‫صسرفقدها؛ أ ى‬ ‫داقوي ب قدها )الخمرة( ب ق ق‬ ‫ف قفي الت ى د‬ ‫خل ق‬ ‫م د‬ ‫ه‪ :‬د‬ ‫ت دن سقبي ل‬
‫ما‬
‫قد ق د‬ ‫د‬
‫عن سد د ف س‬ ‫داقوي ب قهق ق‬ ‫جوضز الت ى د‬ ‫د‬
‫ه؛ في د ض‬ ‫ست دهسلك قفي ق‬ ‫ض‬ ‫د‬ ‫ما ت ض س‬ ‫م ى‬ ‫حوضه ض ق‬ ‫ن ب قدها ودن د س‬ ‫جو ض‬ ‫مع س ض‬ ‫ال س د‬
‫داقوي=‬ ‫كالت ى د‬ ‫ت؛ د‬ ‫ن الطاه قدرا ق‬ ‫ى‬ ‫م س‬ ‫داقوي ق‬ ‫ل ب قهق الت ى د‬ ‫ص ض‬ ‫ح ض‬ ‫ما ي د س‬ ‫م ى‬ ‫ه؛ ق‬ ‫م ض‬ ‫قا د‬ ‫م د‬ ‫م د‬ ‫قو ض‬ ‫يد ض‬
‫فاٍء؛‬ ‫ش د‬ ‫ل ق‬ ‫جي ق‬ ‫د‬
‫داقوي ب قذل قك ل قت دعس ق‬ ‫د‬ ‫ن الت ى د‬ ‫د‬
‫ل‪ ،‬ودلوس كا د‬ ‫د‬ ‫حي ىةٍ ودب دوس ٍ‬ ‫حم ق د‬ ‫س كل س‬ ‫د‬ ‫د‬
‫ك‪ ،‬أ د‬ ‫ج ٍ‬ ‫=ب قن د د‬
‫داقوي ب قهق ‪.‬‬ ‫معسرقفدت قهق قللت ى د‬ ‫س د‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ذ‬ ‫ٍ ق‬‫ب‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫س‬
‫س‬ ‫م‬
‫ق ق ٍ ض‬‫ب‬ ‫بي‬ ‫د‬ ‫ط‬ ‫ر‬ ‫با‬‫د‬ ‫خ‬
‫س‬ ‫إ‬ ‫ط‬‫ق‬ ‫شسر‬ ‫بق د‬
‫ٍ‬
‫وانظر‪ :‬المهذب ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ (91‬وحاشية البجيرمي على‬
‫الخطيب ‪ .12/237‬القناع في حل ألفاظ أبي شجاع ‪ .2/343‬كفاية‬
‫الخيار في حل غاية الختصار ‪.1/12‬‬
‫سار الحنابلة على إثر الشافعية في بيان حكم المادة‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫في‬ ‫هل ك إ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ست ل ن‬ ‫م ن‬ ‫ن‬


‫المستهلكة في مادة كثيرة‪ ،‬ووضعوا قاعدة تقول‪ :‬ال ت‬
‫ه ‪.‬قال في كشاف القناع ‪) :21/432‬‬ ‫م إ‬ ‫عدل إ‬ ‫جودتهت ك ل ل‬ ‫و ت‬‫صيتر ت‬ ‫ء يل إ‬ ‫ي إ‬ ‫ش ن‬ ‫ال ص‬
‫ن(‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫ض‬
‫ف ) ل ي دأكل د‬ ‫ض‬ ‫س‬ ‫د‬
‫مثل أ س‬ ‫ه؛ ق‬ ‫ست دهسلكا قفي غي سرق ق‬ ‫م س‬ ‫ه ض‬ ‫شي سئا؛ فأكل ض‬ ‫حل د‬ ‫من د‬ ‫و( د‬
‫ث(‬ ‫م الل ىب دن ‪ ...‬ل سد‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ل ل دبنا فدأ د‬ ‫ض‬ ‫ض‬ ‫دحل دف س)ل يأ س‬
‫حن د س‬ ‫م يد س‬ ‫ق‬ ‫ض‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫ط‬ ‫ق‬ ‫ه‬ ‫في‬ ‫ق‬ ‫ر‬
‫د ض‬ ‫ه‬ ‫ظ‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫(‬ ‫دا‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ب‬‫ز‬ ‫ض‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫د د‬
‫د‬
‫ن‬‫ه ‪ ...‬ودل ى‬ ‫علي ن إ‬ ‫ل‬ ‫ف ل‬ ‫حل ل‬ ‫ل‬ ‫ذي ل‬ ‫م ال إ‬ ‫ص‬ ‫س ت‬ ‫ها ن‬ ‫علي ن إ‬ ‫ل‬ ‫ع ل‬ ‫ل‬
‫هلك ل ي لق ت‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ست ل ن‬ ‫م ن‬ ‫ن‬
‫ن ال ت‬ ‫لد ى‬
‫ه ‪ .‬وانظر‪ :‬المغني‬ ‫م إ‬ ‫عدل إ‬ ‫جودتهت ك ل ل‬ ‫و ت‬ ‫صيتر ت‬ ‫ء يل إ‬ ‫ي إ‬ ‫ش ن‬ ‫في ال ص‬ ‫ك إ‬ ‫هل ل ل‬ ‫ست ل ن‬ ‫م ن‬ ‫ال ن ت‬
‫‪ .1/660‬والمبدع شرحا المقنع ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪.(71‬‬
‫فتاوى السلم سؤال وجواب )‪ (5298 /1‬حلف ل يشتري‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫ما فيه لحم‪ ،‬هل يحنث أم ل ؟‪.‬‬ ‫لحما‪ ،‬فاشترى طعا ا‬ ‫ا‬
‫الجواب‪ :‬الحمد لله‪ :‬إن كان اللحم مستهلكـا في الطعام لم يحنث‪،‬‬
‫وإل فيحنث ‪ .‬والله أعلم ‪.‬‬
‫وانظر‪ [665] :‬سئلت اللجنة السؤال التالي‪:‬هل مسموحا باستعمال‬
‫الكحول في الدوية ‪...‬كمادة حافظة‪ ،‬كما أنه يساعد على ذوبان ما‬
‫تحتويه من عقاقير ؟‬
‫أجابت اللجنة بما يلي‪ :‬ل يجوز استعمال المسكر في الدواء‪ ،‬ول‬
‫يحل إل إذا تعين دون غيره‪ ،‬ول يوجد غيره مما يقوم مقامه‪ ،‬وحصل‬
‫صل لكم ما حرم عليكم إل‬ ‫الضرر بتركه‪ ،‬وذلك لقوله تعالى‪} :‬وقد ف ى‬
‫ما اضطررتم إليه{ ‪ 116‬النعام ‪.‬‬
‫‪808‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫واستدل الفقهاء بما يلي‪:‬‬


‫‪-1‬بالقواعد الفقهية الحاكمة للستهلك‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫القاعدة الولى‪" :‬أن الصل في الشياء الباحة‬
‫"‪.‬‬
‫القاعدة الثانية‪ ":‬أن الصل في الشياء الحل "‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫صيضر‬
‫يقء ي د ق‬ ‫ش س‬ ‫ك قفي ال ى‬ ‫ست دهسل د د‬‫م س‬ ‫القاعدة الثالثة‪ " :‬ال س ض‬
‫)‪(3‬‬
‫مهق‪ (2) .‬والمستهلك ل يعتد به‪.‬‬ ‫جود ضه ض ك دعدد د ق‬
‫وض ض‬
‫حك سم ق ال س د‬ ‫ست دهسل د ض‬ ‫دوال س ض‬
‫)‪(4‬‬
‫دوم ق "‪.‬‬ ‫مع س ض‬ ‫ك قفي ض‬ ‫م س‬
‫وبما أن الطاهر هو الغالب‪ ،‬وأن المحرم مغلوب‬
‫مضمحل فيه؛ فقد وضعوا قاعدة تقول‪:‬‬
‫د‬
‫م ل قل سدغال ق ق‬
‫حك س د‬‫ن ال س ض‬
‫)‪(5‬‬
‫ب "‪.‬‬ ‫القاعدة الرابعة‪ ":‬أ ى‬
‫وقد عبر الفقهاء عن هذه القاعدة الخيرة‬
‫بتعبيرات كثيرة منها‪:‬‬
‫)‪(6‬‬
‫ب "‪.‬‬ ‫ن الع ست قدبادر ل قل سدغال ق ق‬ ‫قال البزدوي‪ ":‬ل د ى‬

‫وإذا حصل ضرر لعدم استعمال المسكر وجب استعماله بقدر ما‬
‫يدفع الضرر‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫وقد أيد ذلك ما جاء في فتاوى قطاع الفتاء بالكويت ‪:2/196،314‬‬
‫ب‪ :‬التداوي ‪1/27‬ع‪…84/‬التداوي بالمحرمات ]‬ ‫طب‪ ،‬با ض‬‫ب ال ر‬
‫كتا ض‬
‫‪ …[664‬عرض على اللجنة السؤال التالي‪:‬هل مسموحا باستعمال‬
‫الدوية المستخرجة من الخنازير؟‬
‫أجابت اللجنة‪ :‬إذا كان لحم الخنزيرأو دهنه أو عظمه قد خرجا قبل‬
‫الستعمال عن طبيعته حتى تحول كيميائيا ا تحول ا كامل ا إلى مادة‬
‫أخرى‪ ،‬فيجوز استعماله في الكل وغيره‪ ،‬سواء أكان تحوله بنفسه‬
‫أم بالمعالجة‪ ،‬أما إن بقي على طبيعته‪ ،‬فل يجوز تناوله أو استعماله‪.‬‬
‫مجموع فتاوى ابن تيمية ‪. 21/535‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫كشاف القناع عن متن القناع ـ )جا ‪ / 21‬ص ‪(432‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫جاء معنى القاعدة في بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ـ‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫)جا ‪ / 6‬ص ‪ (417‬حاشية ابن عابدين ‪.1/210‬‬


‫المبسوط ـ )جا ‪ / 12‬ص ‪(462‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫نفسه ‪.‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪5‬‬

‫كشف السرار ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪(199‬‬ ‫)‪(6‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪809‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫شسرقع‬‫وفي كشف السرار‪" :‬دوال سعقب سدرة ض قفي ال ى‬


‫ل قل سدغال ق ق‬
‫)‪(1‬‬
‫ب ل قللىناد قرق"‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫للنادقر( "‬
‫ق‬ ‫ائعق ل‬ ‫الش ق‬
‫د‬ ‫ة قلسلدغالق ق‬
‫ب‬ ‫ر ض‬ ‫")العقسب د‬
‫الحكمت‬
‫وقال ابن قدامة في الشرحا الكبير‪ " :‬ت‬
‫)‪(3‬‬
‫سلتهنللكٌ فيهإ"‪.‬‬ ‫يل مت ن‬‫القلإ ت‬‫و ل‬ ‫ب ل‬ ‫للأ لغلل إ‬
‫‪-2‬استدلوا بالحاديث‪:‬‬
‫" فعن أبي سعيد الخدري ‪ t‬ننن‪ :‬ننن نن نننن‬
‫نننن نننننن نن ننن ننننن )‪ (4‬ننن ننن‬
‫نننن نننن ننننن ننننن نننننن نننننن‬
‫نننن نننن نننن ‪) ‬نن ننننن نننن نن‬

‫)‪ (7‬كشف السرار ـ )جا ‪ / 6‬ص ‪ (447‬غمز عيون البصائر في‬ ‫‪1‬‬

‫شرحا الشباه والنظائر ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪(143‬‬


‫كشف السرار )جا ‪ / 5‬ص ‪ (199‬كشف السرار )جا ‪ / 6‬ص‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ (447‬شرحا القواعد الفقهية للزرقا )جا ‪ / 1‬ص ‪.(133‬‬


‫الشرحا الكبير لبن قدامة ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(471‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (3‬المصباحا المنير في غريب الشرحا الكبير )جا ‪ / 1‬ص ‪:(322‬‬ ‫‪4‬‬

‫م أ دك سث دضر ‪.‬‬
‫ض م‬
‫مدها دوال ى‬ ‫سرق ال سدباقء ود د‬
‫ض ث‬ ‫دين دةق ب قك د س‬ ‫ة قبال س د‬
‫م ق‬ ‫م ل‬ ‫ة ب قئ سلر قد ق‬
‫دي د‬ ‫ودب قئ سضر ب ض د‬
‫ضاع د د‬
‫‪810‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن ننن( ننن ننن نننن‪ :‬ننن نننن‬


‫ننن"‪.(2)(1).‬‬
‫)ننن( نننننن ‪ ‬ننن نن ننن نننننن‪ :‬نن‬
‫ننن ننن ننننن ن نن ننن ننن نننن ن‬
‫نن‬
‫نن‬
‫نننن ن ننن نن ننن ننن نن ننننن ننننن ن‬
‫ننن نننن ن ننننن ننننننن نننننننن‬
‫ننننننن نن ننن نن نننن ننن ننننن‬
‫ننننننن نننن نننن نننن ننننن نننن‬
‫ننن نن ننننننن نننننن ننننننن‬
‫نننننننن ننن ننننن نن ننن نننن ننننن‬

‫جامع الصول ‪7/5028‬برقم ‪ ،5028‬عن أبي سعيد الخدري‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪1‬‬


‫ن نن‬
‫‪ t‬ننن‪ :‬ننن‪ :‬نن نننن ننننن ننن ننننن نن نن ننن‬
‫نن‬ ‫ننن‬ ‫ن‬
‫نننننن ننن ننن نننن نننن نننن ننننننن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن ن‬
‫نننننننن نننن ننننن ن نننن نننن نننن ‪ ) ‬نن ننننن‬
‫ننننننن‬
‫نننن نن ننننن ننن ( ‪.‬ننن ننننن ننن‪ » :‬ننن‪ :‬نن نننن‬
‫نن‬ ‫ننن‬ ‫ن نن‬ ‫نن‬
‫ننننن نننننن نننننن نننننن ننن نننن نننن نننننن‬
‫ن ن‬ ‫ننن‬
‫نننن نننننن نننننن ن نننن نننن نننن ‪) ‬ننننن نننن‬
‫ننن‬
‫نن ننننن ننن ( ‪ .‬ننننن ننن نننن ‪1/65‬ن نننن‪ :‬نننن‬
‫ن‬ ‫ن ننن‬ ‫ن‬
‫ننننن نن نننن ننن‪ :‬نننن ننن ننن ننننن نن ننننن ن‬
‫ن ن‬ ‫ن‬
‫نننن‪ :‬نننن نن نننن ننننن نننن ننن ننننننن ن‬
‫ننن‪:‬‬
‫نن ن‬ ‫ن‬
‫ننن نننن‪ :‬نننن‬‫نننن ننن ن ننن‪ :‬ننن نننننن « ننن ن‬
‫نن ننننن‬ ‫نن نن‬
‫ننننن نننننن ن ننننن نننننن نن ننننن ن نننن‬ ‫ن‬ ‫ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن نن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننننن ننننن نننن ننن نن ننن ننننننن‬
‫ننن‬
‫ننننننن نننن‪ :‬نن ننن نننننن ننن نننن نننن ن نننن‪:‬‬
‫ننننن‬
‫ننن ننننن نننن ننن ننننن ننننن ‪ .‬ننن ننننن‬
‫ن‬
‫نننننننن‪ :‬نننن ‪ .‬نننننن نننننن ننن ننننننن )ن ‪ / 1‬ن‬
‫‪(28‬‬
‫قال الترمذي‪ :‬وقد جود أبو أسامة هذا الحديث؛ فلم يرو‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪2‬‬

‫حديث أبي سعيد في بئر بضاعة أحسن مما روى أبو أسامة‪ ،‬وقد‬
‫روى هذا الحديث من غير وجه عن أبي سعيد ‪ .‬انظر السنن الكبرى‬
‫للبيهقي ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ :(258‬وقد رويت هذه اللفظة من وجه آخر‬
‫مرفوعا‪.‬‬
‫ا‬ ‫عن أبي سعيد‬
‫‪811‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننننن ننن نننننن ننننننن نن ننن‬


‫ننننن نننننن ننننننن نن ننن نننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننن ننن نننن ننن ننن ننننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننن ننن ننننننن نننن نن ننن ننن ‪t‬‬
‫ننن‪ " :‬نننن نننن نننن ‪ ‬ننن نننن نن‬
‫ننننن نننن نن نننننن نن نننننن ننن‬
‫ننننن نن نننننن ننننننن ن ننن‪ :‬نننن‬

‫‪812‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن نننن ‪) ‬ننن ننن ننننن ننننن نن‬


‫)‪(1‬‬
‫نننن ننننن(‪.‬‬
‫)ننن( نن نننن ننن ننن ننننننننن نننن‬
‫ننننن ‪ ‬نننن نن ننن ننننننن "نن ننن‬
‫نن ننننن ننننن‬ ‫ننننن ‪ t‬نن ننننن ‪ ‬ننن ) ن‬
‫)‪(2‬‬
‫ننن نن ننننن ننن (‪.‬‬ ‫ننن ن‬
‫نن ن‬‫ننن ن‬
‫نن ن‬
‫ننن نننن نن ننن نننننن ننن ننن نن‬
‫ننننن نننننن نننن ننننننن ننننننن‬
‫نننننننن نننن نن ننن ننن نننن ننننن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننن ننننن ‪ ‬ننننن‬ ‫ن‬ ‫نننن‪" :‬‬
‫نن ننننننن ننننن نننننن نننننن ننن‬
‫نننن ننن نن ننننن نننن نننن نننن ننن‬
‫ننننن ننننن نن ننننن ننن ن ننن ننننن ن‬
‫نن ننن ننن ننننن ننن نننننن ننن نننن‬
‫)‪(3‬‬
‫نن نن نننننن "‪.‬‬
‫)ننن( نن ننن ننننن نن ننننن نن نننن‬
‫ننن ننننن ننن نننننن نننن نننن نننن‬
‫ننننن نن ننننن نن ننننن ننننننن ننن‬
‫ننننن ننننن نن نننننننن نن ننن ننن‬
‫سنن الترمذي ‪ :1/100‬قال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح ‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫وفي الباب عن جابر‪ ,‬قال الشيخ اللباني‪ :‬صحيح ‪.‬‬


‫الجامع الصحيح سنن الترمذي ‪ 1‬ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ (28‬رقم )‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ :(67‬قال عبدة‪ :‬قال محمد بن إسحاق‪ :‬القلة )القلل( هي الجرار‪،‬‬


‫والقلة التي يستقى فيها ‪) .‬قلت( تساوي )‪ (650‬لترا تقريابا ‪ .‬قال‬
‫أبو عيسى‪ :‬وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شيء ما لم يتغير ريحه أو طعمه‪،‬‬
‫وا من خمس قرب‪ .‬مسند أحمد ـ )جا ‪ / 23‬ص‬ ‫وقالوا يكون نح ا‬
‫‪(449‬‬
‫عون المعبود شرحا سنن أبي داود لشمس الحق ابادي ـ )جا‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ / 27‬ص ‪(118‬‬
‫‪813‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننن نن نننن ننننن نننن ننننن‪.‬‬
‫ننننن نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننن‬ ‫ننن نننن‬ ‫" ننن ننن ننننن ‪ t‬ننن ) ن‬
‫)‪(1‬‬
‫نننننن( نننن نننن"‪.‬‬ ‫نن ن‬ ‫نننن ن‬
‫‪ ‬نن ن‬
‫" ننن ننن ننننن ‪ t‬ننن‪ :‬ننن نننن نننن‬
‫ننن نننن ننننن ننن نننننن نن‬ ‫‪ ) ‬نن ننن ن‬
‫)‪(2‬‬
‫نننن (‬‫ننننن نننن ن‬ ‫ن‬ ‫ننننن‬
‫ن‬ ‫ننن نننن‬
‫)ننن( نن نننن نننننن ننننن نن ننن‬
‫نننن نننن ‪ ‬نن ننننننن نننننن ننننن‬
‫نننننن ننننننن ننن نن ننننننن ننننن‬
‫نننننن ننننننننننننن ننننن ننن ننن‬ ‫ن‬
‫ننننن نننننننن ننننننن نننن نننننن‪.‬‬
‫ننن نننننن‪" :‬ننننن ننن نننن ننن‬
‫نننن ننن ننن ننن نننننن ننن نننننننن‬
‫نننننن نننن"‪.(3) .‬‬
‫ننن ننننن نننن ننننن نن ننن ن‬
‫ننننن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن نن ن‬
‫ننننننننننن‬ ‫ننننننن‪:‬ن"ن)نن(ن نننننننن ننن ن ننن‬
‫نن‬ ‫ن‬ ‫)‬ ‫ن‬
‫نننن‬ ‫ن‬ ‫نن‬
‫ن‬
‫نن نننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن(ن‬ ‫ن‬
‫"‪(4) .‬ن‬‫نن ن‬ ‫ن ن نن‬ ‫نن ننن نننن نن ننن‬
‫ن‬ ‫ننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫نن‬ ‫نن‬
‫نن نن نننن ننن ننننن نن نننننن‬
‫ن ن‬ ‫نن ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننننننن‪" :‬نن ننن نننننن ننن‬
‫)‪(5‬‬
‫ننننننن ننن ننننن ننننن"‪.‬‬
‫صحيح ابن ماجة ـ )جا ‪ / 4‬ص ‪ ) (61‬صحيح ( المشكاة‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.4539‬‬
‫صحيح ابن ماجة ـ )جا ‪ / 4‬ص ‪(61‬برقم )‪) (3451‬صحيح(‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪2‬‬

‫غاية المرام ‪ :453‬وأخرجا البخاري برقم )‪ (5778‬ومسلم برقم )‬


‫‪ (109‬أتم منه‪.‬‬
‫روضة الطالبين وعمدة المفتين ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(381‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪3‬‬

‫المجموع ‪.9/37‬‬
‫مطالب أولي النهى في شرحا غاية المنتهى ـ )جا ‪ / 4‬ص‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪(275‬‬
‫النصاف للمرداوي ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(389‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪814‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الترجيــــــح‪:‬‬
‫مما تقدم يتبين اتفاق الفقهاء جمياعا على أن‬
‫المادة المحرمة إذا استهلكت في طاهر كثير غيرها‬
‫أنه ل حكم لها في نفسها بل الحكم للغالب الطاهر‬
‫الذي امتزجت به‪ ،‬ومن هنا يكون الجميع طاهارا‪،‬‬
‫وهذا هو الذي أرجحه‪ .‬والله أعلم‪.‬‬

‫‪815‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 13‬ـ شروط صحة التداوي بالمادة المحرمة‬


‫إذا استهلكت في غيرها فصار الكل دواء‪:‬‬

‫ذكر الفقهاء شروطا ا لبد من توفرها ليصح‬


‫استعمال المادة المحرمة إذا استهلكت في غيرها‬
‫فتكون منها دواء‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحدث ـ بعد استكمال عمل الدواء ـ اسم‬
‫جديد للمادة الممتزجة من المخاقلط‬
‫والمخالـط‪ ،‬ول يكون للسم القديم أثر؛ فل‬
‫تسمى المادة الجديدة خمارا‪ ,‬ول خنزيارا‪ ,‬ول‬
‫ما إلخ‪.‬‬
‫س ا‬
‫‪ -2‬أن ل يبقى للمخادلط الصفة التي كانت‬
‫سابقاا؛ فل يبقى للمادة المسكرة السكار‪،‬‬
‫ول للمادة المستخرجة من أمعاء الخنزير‬
‫خصائصها السابقة إذا عمل منها مادة‬
‫)‪(1‬‬
‫الهيبارين مثل‪ ,‬ول للسم أثره القاتل‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الغالب في استعمال المادة‬
‫الممتزجة السلمة؛ كالسم المستعمل في‬
‫الدواء‪ ،‬والخمر كذلك )‪.(2‬‬
‫‪ -4‬أن يكون مضطررا ا إلى هذه المادة الممتزجة‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫)‪ (1‬هذان الشرطان عبر عنهما المحلى )جا ‪ / 1‬ص ‪:(248‬‬ ‫‪1‬‬
‫د‬ ‫د‬
‫ت‪.‬‬
‫فا ق‬
‫ص د‬
‫ة قلل ث‬
‫ماضء دتاب قعد ل‬‫س د‬
‫ماقء‪ ،‬دوال س‬ ‫س د‬
‫م ل قل س‬‫كا ض‬ ‫دوال د س‬
‫ح د‬
‫المجموع ‪.9/37‬مطالب أولي النهى ‪.4/275‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات‪ ،‬انظر‪ :‬أنوار‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫ح‬‫ت ت ضقبي ض‬
‫ضضرودرا ق‬
‫البروق في أنواع الفروق دـ )جا ‪ / 7‬ص ‪ :(383‬ال ى‬
‫سعد ‪ .‬المنثور في القواعد ـ )جا ‪/ 2‬‬ ‫مضر ات ى د‬ ‫ضاقد اسل س‬
‫ذا د‬ ‫ت‪ ،‬ودإ ق د‬ ‫ح ض‬
‫ظودرا ق‬ ‫م س‬ ‫ال س د‬
‫ص ‪ . (382‬شرحا الكوكب المنير ـ )جا ‪ / 3‬ص ‪(37‬‬
‫‪816‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -5‬أن تتعين هذه المادة‪ ،‬ول يوجد ما يقوم‬


‫مقامها )‪.(4‬‬
‫‪ -6‬أن يصف ذلك طبيب خبير مسلم ثقة )‪.(2‬‬
‫‪ -7‬أن يتبين نفعها ونجاحها بالتجربة‪ ،‬في كثير‬
‫)‪(3‬‬
‫من الحالت‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يتناول منها ما يحتاجه‪ ،‬وأل يتجاوز قدر‬
‫)‪(4‬‬
‫الحاجة‪.‬‬
‫وهناكا محرمات يمكن أن تستهلك في‬
‫غيرها من الدوية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ 14‬ـ التداوي بالسم‪:‬‬
‫قال المرداوي في النصاف‪ :‬ويباحا من السموم‬
‫تداوياا ما الغالب عنه السلمة في أصح الوجهين‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ل يباحا كما لو كان الغالب منه الهلك‪،‬‬
‫وهو احتمال في المغنى‪ ،‬والذي قدمه وصححه فيه‪:‬‬
‫ما صححه ابن تميم وغيره )‪.(5‬‬
‫‪ 15‬ـ التداوي بشيء من الخنزير‪:‬‬

‫حاشية رد المحتار ‪ :1/226‬ولم يعلم دواء آخر‪ .‬درر الحكام‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪4‬م ‪ . 7‬مواهب الجليل ‪ .1/393‬إعانة الطالبين ‪ :4:176‬وخرجا‬


‫بصرفها ما إذا استهلكت في دواء فيجوز التداوي به إذا لم يجد ما‬
‫يقوم مقامه من الطاهرات ‪ .‬الفروع لبن مفلح ‪.2/368‬‬
‫درر الحكام شرحا غرر الحكام ‪.4/7‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪2‬‬

‫مواهب الجليل ‪.1/393‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (3‬وهذا على القواعد الفقهية التي تقول )الضرورة تقدر بقدرها(‬ ‫‪4‬‬

‫انظر‪ :‬تلقيح الفهام العلية بشرحا القواعد الفقهية ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(52‬‬
‫مجموعة الفوائد البهية على منظومة القواعد البهية ـ )جا ‪ / 1‬ص‬
‫‪(57‬‬
‫النصاف للمرداوي ‪.1/389‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪817‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫جاء في بحث الستحالة للباحث‪" :‬مثل ما‬


‫يستخرجا من أمعاء الخنزير لعمل الهيبارينات )‬
‫)‪(6‬‬
‫‪ (Heparins‬كعلجا لكثير من المراض "‪.‬‬

‫)‪ (5‬الستحالة ‪ .‬أ‪ .‬د‪ .‬ياسين بن ناصر الخطيب‪ ،‬مجلة المجمع‬ ‫‪6‬‬

‫الفقهي التابع لرابطة العالم السلمي‪ ،‬العدد )‪ (16‬ص ‪.183‬‬


‫وفتاوى الشبكة السلمية ‪. 1/62‬‬
‫‪818‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ 16‬ـ التداوي بالسقمونيا‪.‬‬
‫م دقات ق ل‬
‫ل‪،‬‬ ‫س ر‬‫مون قديا ض‬ ‫ق ض‬
‫س س‬‫ن ال ى‬ ‫قال الماوردي‪" :‬ودققي د‬
‫ل‪ :‬إ ق ى‬
‫جوضز‬ ‫م يد ض‬ ‫ه قفي الد ىدواقء قدت دل د ض‬
‫ه‪ ،‬ث ض ى‬ ‫ست دك سث ددر ق‬
‫من س ض‬ ‫نا س‬ ‫م ق‬ ‫ودل قهد د‬
‫ذا د‬
‫)‪(2‬‬
‫حدرام ٍ"‪.‬‬ ‫ل د‬ ‫ك كض م‬ ‫ه‪ ،‬ك دذ دل ق د‬‫داقوي ب ق ق‬ ‫الت ى د‬
‫‪ 17‬ـ التداوي بالحشرات‪:‬‬
‫جاء في مجلة البحوث السلمية‪" :‬وإما أن تكون‬
‫هذه الحشرات مصدراا للمضادات الحيوية‪،‬‬
‫والعلجات التي تعين على القضاء على المراض‬
‫التي تصيب النسان‪ ،‬فالسم الذي يتكون في جسم‬
‫فعال‪ ،‬ويوصف علجاا‬
‫ا‬ ‫حيويا‬
‫ا‬ ‫مضادا‬
‫ا‬ ‫الفعى يشكل‬
‫للقضاء على بعض أنواع الخليا السرطانية التي‬
‫)‪(3‬‬
‫تصيب النسان "‪.‬‬
‫‪ 18‬ـ التداوي بالحناء للرجال‪:‬‬
‫قال النووي في المجموع‪" :‬أما خضاب اليدين‬
‫والرجلين بالحناء؛ فمستحب للمتزوجة من النساء‪:‬‬
‫للأحاديث المشهورة فيه‪ ،‬وهو حرام على‬
‫)‪(4‬‬
‫الرجال إل لحاجة التداوى ونحوه "‪.‬‬

‫ت‬
‫قموقنيا‪ :‬دنبا ل‬ ‫س د‬ ‫)‪ (1‬القاموس المحيط ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ :(1447‬وال ى‬ ‫‪1‬‬

‫سم ق دنباقتها‬‫عى با س‬ ‫ف‪ ،‬وت ضد س د‬‫ف ض‬ ‫ج ى‬‫ة‪ ،‬وت ض د‬ ‫ق ل‬‫ة د دب ق د‬‫فهق ضرطوب د ل‬ ‫جا من دتجاوي ق‬ ‫خدر ض‬ ‫ست د س‬
‫يض س‬
‫أيضاا‪ ،‬مضاد ىضتها للمعقد دةق وال د‬
‫صل د ض‬
‫ح‬ ‫س‬ ‫ض‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ت‪،‬‬‫ق‬ ‫هل‬ ‫س‬
‫ض س ق‬‫م‬ ‫ال‬ ‫ع‬
‫ق‬ ‫جمي‬ ‫من‬ ‫ر‬‫ض‬ ‫د‬ ‫ث‬‫س‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫ق‬ ‫ء‬‫حشا‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ض‬
‫ت منها‬ ‫شعيرا ٍ‬ ‫ت د‬ ‫د‬ ‫فل س ض‬ ‫با د‬
‫س م‬‫ن ق‬ ‫ل والنيسو ق‬ ‫جبي ق‬ ‫ل والىزن س د‬ ‫ف ق‬ ‫لشياقء العدط قدرةق كال ض‬
‫ة من‬ ‫ت الىردي ى د‬ ‫فدرادء‪ ،‬والملزوجا ق‬ ‫ص س‬‫مىرة د ال ى‬ ‫ل ال ق‬ ‫سهق ض‬ ‫شعيرة ا ي ض س‬ ‫ن د‬ ‫عشري د‬ ‫إلى ق‬
‫قل‬ ‫ب على الري ق‬ ‫جسزٍء من ت ضسرب ضذ ٍ في حلي ٍ‬ ‫جسزء منه ب ق ض‬ ‫ن‪ ،‬و ض‬ ‫أقاصي الب دد د ق‬
‫ب ‪ .‬القاموس المحيط‬ ‫جىر ل‬‫م د‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫ب‬ ‫عجي‬ ‫ة؛‬ ‫د‬ ‫دو‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ي دت سضر ض‬
‫ض‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ك في الب د ق‬
‫ط‬
‫ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ . (913‬المصباحا المنير )جا ‪ / 1‬ص ‪(281‬‬
‫مون قدياضء ( بفتح السين والقاف و المد ر معروفة‪ ،‬قيل يونانية‪،‬‬ ‫ق ض‬ ‫س د‬‫) ال ى‬
‫وقيل سريانية ‪.‬‬
‫)‪ (2‬الحاوى الكبير ـ الماوردى ـ )جا ‪ / 15‬ص ‪(376‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬مجلة البحوث السلمية ‪.130 /57‬‬ ‫‪3‬‬

‫المجموع ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪. (294‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪819‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 19‬ـ التداوي بلحم الميتة‪ ،‬والبول‪:‬‬


‫جاء في إعانة الطالبين‪" :‬وخرجا بصرفها ما إذا‬
‫استهلكت في دواء؛ فيجوز التداوي به إذا لم يجد ما‬
‫يقوم مقامه من الطاهرات؛ كالتداوي بالنجس غير‬
‫الخمر كلحم الميتة والبول بالشرط المذكور "‪.(1) .‬‬

‫التداوي بالغناء‪:‬‬ ‫‪ 20‬ـ‬


‫)‪(2‬‬
‫ذكر هذه المسألة من الفقهاء الشافعية‬
‫والحنابلة )‪.(3‬‬
‫واتفق الحنابلة على أن التداوي بالغناء وما‬
‫شاكله حرام ل يجوز‪.‬‬
‫وعند الشافعية خلف طويل في المسألة‪ :‬فمنهم‬
‫من جعل سماع الغناء منكارا وضللة‪ ،‬ومنهم من‬

‫إعانة الطالبين ـ )جا ‪ / 4‬ص ‪. (176‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫تحفة المحتاجا في شرحا المنهاجا )جا ‪ / 43‬ص ‪:(488‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫عوٍد(‬ ‫م أوىل قهق )ود ض‬ ‫د‬ ‫ض‬ ‫د‬ ‫شدعارق ال ى‬ ‫د‬ ‫ما ض‬
‫ض ث‬ ‫شدرب دةق كطن سضبورٍ ( ب ق د‬ ‫ن ق‬ ‫م س‬ ‫ل آلةٍ ق‬ ‫ست قعس د‬ ‫ما س‬ ‫حضر ض‬ ‫) ودي د س‬
‫‪ .‬وذكر أنواع المزامير ‪ .‬وتحفة المحتاجا في شرحا المنهاجا ـ )جا ‪43‬‬
‫د‬
‫ض‬
‫ري د‬ ‫م ق‬ ‫ن ال س د‬ ‫ن ب قأ ى‬ ‫دل ق‬ ‫ن عد س‬ ‫خب ددر ط دقبيدبا ق‬ ‫م ل دوس أ د س‬ ‫ة‪ :‬ن دعد س‬ ‫عدبادرة ض الن ثدهاي د ق‬ ‫‪ /‬ص ‪ :(490‬ق‬
‫داقوي‬ ‫كالت ى د‬ ‫ه د‬ ‫ماع ض ض‬ ‫ست ق د‬‫ها س‬ ‫ل لد ض‬ ‫ح ى‬ ‫ما‪ ،‬ود د‬ ‫خب درقه ق د‬ ‫ل بق د‬ ‫م د‬ ‫د؛ ع ض ق‬ ‫ضهق إل ال سضعو ض‬ ‫مدر ق‬ ‫ه لق د‬ ‫فع ض ض‬ ‫ل ي دن س د‬
‫ضإ د‬
‫ذا‬ ‫س‬ ‫س‬ ‫س‬
‫ري ق‬ ‫م ق‬ ‫ماقع ال د‬ ‫ست ق د‬ ‫واضز ا س‬ ‫ج د‬ ‫ث د‬ ‫ح د‬ ‫مغسقني ودب ض ق‬ ‫عدبادرة ض ال ض‬ ‫مضر‪ ،‬ود ق‬ ‫خ س‬ ‫س قفيهق ال د‬ ‫ج ٍ‬ ‫ب قن د ق‬
‫ن‬ ‫د‬ ‫ن ذ دل ق د‬ ‫د‬ ‫ث‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬
‫حكى اب س ض‬ ‫ضهق ‪ .‬ود د‬ ‫مدر ق‬ ‫جعض قفي د‬ ‫ك ي ضن س ق‬ ‫ب ب قأ ى‬ ‫ل الط ث‬ ‫ن أهس ق‬ ‫م س‬ ‫ن ق‬ ‫شهقد د ع دد سل ق‬
‫شىباب دةق ‪.‬‬ ‫ف دوال ى‬ ‫هي ودقبالد م ث‬ ‫مل ق‬ ‫س‬
‫ماقع قبال د‬ ‫س د‬ ‫ماقء قفي ال ى‬ ‫د‬ ‫س‬
‫خلافا ل قلعضل د‬ ‫سلم ق ق‬ ‫ع دب سد ق ال ى‬
‫ة ودهضود‬ ‫ضلل ل‬‫د‬ ‫من سكلر ود د‬ ‫د‬ ‫معسضهود دةق ض‬ ‫س‬
‫صودرةق ال د‬ ‫ماع ض ع دلى ال م‬ ‫د‬ ‫س د‬ ‫ي‪ :‬ال ى‬ ‫سب سك ق م‬ ‫ل ال م‬ ‫وددقا د‬
‫د‬ ‫جهدل دةق دوال ى‬ ‫د‬
‫ب‬ ‫قد س ك دذ د د‬ ‫ة فد د‬ ‫ك قضسرب د ل‬ ‫ن ذ دل ق د‬ ‫مأ ى‬ ‫ن دزع د د‬ ‫م س‬ ‫ن ود د‬ ‫طي ق‬ ‫شديا ق‬ ‫ل ال س د‬ ‫ن أفسدعا ق‬ ‫م س‬ ‫ق‬
‫ل أود‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫جا‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ف‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫د‬ ‫زي‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫د‬
‫ل‬ ‫د‬
‫قا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ه‪،‬‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫لى‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫رى‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫وا‬
‫ن دنن د ن قنن س‬ ‫س قن ض‬ ‫ى ض د ق ض ق‬ ‫ق د د س‬ ‫د دد‬
‫ل الل ىهق ‪ ‬نننن نننن‬ ‫سو‬ ‫د ض‬ ‫ر‬ ‫لى‬ ‫د‬ ‫إ‬ ‫ع‬
‫ى د د‬ ‫ما‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫س‬
‫ل د د س د د د‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ن‪،‬‬ ‫طا‬‫د‬ ‫شي س‬ ‫د‬
‫قن ننن‬ ‫ننن نن‬ ‫ن ن ننننن‬
‫نننننن ننننن نن نننن نننننننن نننن ‪. ‬‬
‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫مطالب أولي النهى في شرحا غاية المنتهى ـ )جا ‪ / 4‬ص‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مل سدهاةٍ‬ ‫ت د‬ ‫صو س ق‬ ‫عا ( ل ق د‬ ‫ما ا‬ ‫س د‬ ‫شسرابا ود د‬ ‫كل ود ض‬ ‫حىرم ٍ أ د س‬ ‫م د‬ ‫داوٍ ) ب ق ض‬ ‫م ( تد د‬ ‫حضر ض‬ ‫‪ ) :(272‬ودي د س‬
‫حدرام ق { ‪.‬‬ ‫س‬
‫داودسوا قبال د‬ ‫موم ق } دول ت دت د د‬ ‫م‪ ،‬ل قعض ض‬ ‫حىر ٍ‬ ‫م د‬ ‫ودقغدناٍء ض‬
‫‪820‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أباحه إذا وصفه طبيبان عدلن‪ ،‬وأنه ل ينفعه غيره‪،‬‬


‫ومنهم من هو بين ذلك‪.‬‬
‫)قلت( فمن هنا نقول‪ :‬بأن الراجح أن التداوي‬
‫بالغناء والمزامير ل يجوز‪ ،‬كما عرفنا من كلم ابن‬
‫حجر في التحفة‪ ،‬ولن الله تعالى لم يجعل الشفاء‬
‫فيما حىرم علينا‪.‬‬
‫ودليل ذلك ما قاله الحاكم في المستدرك على‬
‫الصحيحين‪:‬‬
‫وقد اتفق الشيخان ـ رحمهما الله تعالى ـ على‬
‫حديث عبد الله‪ ) :‬أن الله تعالى لم يجعل شفاءكم‬
‫فيما حرم عليكم ( )‪ .(3‬والله أعلم‪.‬‬
‫‪ 21‬ـ التداوي بلبس الحرير‪:‬‬
‫اتفق الفقهاء على أن لبس الحرير حرام على‬
‫الرجال حلل للنساء )‪.(4‬‬

‫المستدرك على الصحيحين للحاكم ـ )جا ‪ / 19‬ص ‪(130‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (2‬انظر للحنفية‪ :‬الختيار لتعليل المختار ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪:(49‬‬ ‫‪4‬‬

‫ويحل للنساء لبس الحرير ول يحل للرجال إل مقدار أربع أصابع‬


‫كالعلم ‪ .‬الدر المختار ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪) (667‬يحرم لبس الحرير ولو‬
‫بحائل( بينه وبين بدنه )على المذهب( الصحيح ‪.‬‬
‫س‬ ‫ض‬
‫مال قك لب س د‬ ‫ل‬ ‫د‬
‫ة‪ :‬كرقه د د‬ ‫مد دوىن د ق‬ ‫ن ال س ض‬ ‫م س‬ ‫وللمالكية‪ :‬التاجا والكليل ‪ :1/73‬ق‬
‫ل‪.‬‬ ‫ق‬ ‫جا‬‫د‬ ‫ر‬ ‫لل‬
‫ق ض ث‬‫ق‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫د‬ ‫ك‬ ‫ما‬ ‫كورق ك د د‬ ‫ن الذ م ض‬ ‫صب سديا ق‬‫ب قلل ث‬ ‫ريرق دوالذ ىهد ق‬ ‫ح ق‬ ‫ال س د‬
‫م‬
‫حىر ل‬ ‫م د‬ ‫ل ودهضود ض‬ ‫جا ق‬ ‫ه قللثر د‬ ‫ما ك درقهد ض‬ ‫ه‪ :‬ك د د‬ ‫قوسل ق ق‬ ‫ريم ق ل ق د‬ ‫ح ق‬
‫ة قللت ى س‬ ‫ض‪ :‬هدذ قهق ال سك ددراهد ض‬ ‫عديا ل‬ ‫ق‬
‫م ‪ .‬مواهب الجليل ‪ .4/39‬حاشية العدوي ‪.8/95‬‬ ‫عد ق س‬
‫ه‬‫س‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ل‬
‫ريرق‬ ‫ح ق‬ ‫س ال د‬‫س‬ ‫ض‬
‫وانظر للشافعية‪ :‬الحاوى الكبير للماوردى ‪ :2/1084‬لب س ض‬
‫ساقء ‪ .‬شرحا الوجيز ‪ :1/654‬لبس‬ ‫حا ع ددلى الن ث د‬ ‫مدبا ل‬ ‫ل ض‬ ‫جا ق‬‫م ع ددلى الثر د‬ ‫حىر ل‬ ‫م د‬ ‫ض‬
‫الحرير حرام على الرجال لكن يجوز لبسه في حالة مفاجأة القتال‬
‫إذا لم يجد غيره ‪ .‬المجموع ‪.2/52‬‬
‫د‬
‫لى غي سرق‬ ‫د‬ ‫م عد‬ ‫حضر د‬ ‫وانظر للحنابلة‪ :‬مطالب أولي النهى ‪ ) :2/379‬ود ( د‬
‫ما ( أ دسو‬ ‫موىهٍ ق ق د‬
‫ه‬‫ب‬ ‫م د‬ ‫ضةٍ أوس ض‬
‫د‬ ‫د‬
‫ب أو س ف ق ى‬ ‫جا ب قذ دهد ٍ‬ ‫سو ٍ‬ ‫من س ض‬‫س د‬ ‫جةٍ ) ل ضب س ض‬ ‫حا د‬ ‫أن سدثى قبل د‬
‫ض‬
‫ب ال س ض‬ ‫د‬
‫ن‪،‬‬ ‫قد دي س ق‬ ‫ق الن ى س‬ ‫ضقيي ق‬ ‫قدراقء‪ ،‬ودت د س‬ ‫ف د‬ ‫سرق قضضلو ق‬ ‫خديلقء ودك د س‬ ‫ن ال س ض‬ ‫م س‬‫ما قفيهق ق‬ ‫ما ل ق د‬
‫حد قه ق د‬ ‫ب قأ د‬
‫كالن قي دةق ‪ .‬كشاف القناع عن متن القناع ‪.2/312‬‬ ‫و د‬
‫‪821‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ننن نننن نن ن‬
‫ب ‪ t‬ننن‪ ":‬ننننن نننن‬ ‫ن ال سبراقء بن د‬
‫عاز‬ ‫ن‬
‫فدعد ق‬
‫ن د د ن سن ق ن قن ٍن ن نن نن نننن‬
‫نننن ‪ ‬نننن‪ ,‬نننننن نن ننن‪ :‬ننننن‬
‫ننن ن‬ ‫ن نن‬ ‫نن ن ن ننن‬
‫نننننن نننننن‪ ,‬نننننن ننننننن‪,‬‬
‫ن‬ ‫ن نن ن ن ن ننن ن ننن‬ ‫ننننن‬
‫نننننن نننننن‪ ,‬نننننن ننننن ن ننن‬
‫نن ن ن ن ن ن‬ ‫ننن ن نننن ننننننن‬
‫نننننن ن ن ننن ننننننن‪ ,‬نننننن نننننن‪,‬‬
‫ن ن ننن نن نن نن ن ن نن‬ ‫ن ننن‬
‫ننن ن نن‬ ‫نن نننننن ‪ ,‬نننننن نن ننن ن‬ ‫ننن‬ ‫ننن‬
‫ن نن نن‬ ‫نن ننن نن‬ ‫نن نننن‬
‫نن نننن ن نننننن‪ ,‬ننن ننن نننننن‪ ,‬ننن‬
‫ن‬ ‫ننن ن ننن نننن ننننننن ننن‬
‫ننننننن‪ ,‬ننن ننننن‪ ,‬ننن ننن نننننن‬
‫ن )‪ (1‬ن ن‬ ‫ننن ننننن ننن ن ن‬
‫ننننننننن نننننننن"‪. .‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن نننن ننننننن‪" :‬نن ننن ننننن ننن‪:‬‬
‫ننن ننننن ننن ‪ t‬نننن ننننننننن )‪ (2‬نن‬
‫ننننن ‪ ‬ننن نن ننن نننننن ننن ننننن‬
‫ننن ننن ننننن ‪ ‬ننننننن نننن نننن‬
‫)‪(3‬‬
‫نننننن نننننننن "‪.‬‬
‫ننن نننن ننننننن‪" :‬نن ننننن ‪ t‬ننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن ‪ ‬نن نننن نن نننن ننننن‬
‫نننننن‪ ,‬ننن نننن ننننن ننن ننن نننننن‬
‫)‪(4‬‬
‫نننننننن ننن نننن نننن"‪ ] .‬ن ‪[5110‬‬

‫)‪ (1‬صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪(2134‬برقم ) ‪ . (5312‬صحيح‬ ‫‪1‬‬

‫مسلم ـ )جا ‪ / 6‬ص ‪ (135‬واللفظ لمسلم‪.‬‬


‫أذربيجان الن مقسمة إلى قسمين‪ :‬أذربيجان اليرانية؛ تقع‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪2‬‬

‫شمال غرب إيران مساحتها )‪ (106,600‬كم‪ ،‬عدد سكانها )‬


‫‪ (2,734,973‬نسمة ‪ .‬وأذربيجان الروسية كانت تابعة التحاد‬
‫السوفيتي‪ ،‬وهي الن دولة مستقلة‪ ،‬مساحتها )‪ (8,729,000‬عدد‬
‫سكانها )‪ (4,000,000‬نسمة‪ ،‬عاصمتها باكو ‪ .‬الموسوعة العربية‬
‫الميسرة بإشراف محمد شفيق غربال ‪. 2/107‬‬
‫صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ (2193‬برقم )‪. (5491‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ (2195‬برقم )‪. (5499‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪822‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -22‬لبس الحرير لعذر‪:‬‬


‫ارتفق الفقهاء )‪ (1‬على جواز لبس الحرير للررجال‬
‫لعذر واختلفوا في ذلك العذر‪:‬‬
‫واستدلوا بأحاديث كثيرة‪ ،‬منها ما في صحيحي‬
‫ن‬ ‫البخاري ومسلم‪:‬‬
‫نننننن نن‬
‫كن‪ t‬نننننن نن‬ ‫مال ق‬ ‫ن‬ ‫سب‬ ‫ن أ دن‬
‫ن‬ ‫" ع دن قدتاندة ض أ د‬
‫ننن ن نن‬ ‫ٍ‬ ‫د‬ ‫نن ن س دن د ننن نن‬
‫د‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ى‬
‫ننن نننن ‪ ‬نننن نننن نننننن نن ننن‬ ‫ن ن‬
‫ن نننن ن ن نننن ن ن ننن نننن ن‬
‫ننننننن نن نننننن نن ننننن نننننن نن‬
‫نن ن نن ن ن نننن ن ننن نن نن ننن‬
‫ننننن نن ننن نننن نننن نن ننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‪(2‬‬ ‫ن)‬ ‫نن ن ن ن‬
‫نننن"‪.‬‬
‫نن‬
‫نن نننن ننننننن‪ " :‬نن ننن ‪ t‬ننن‪ :‬ننن‬
‫ننننن ‪ ‬نننننن نننن نننننن نن ننن‬
‫)‪(3‬‬
‫نننننن نننن نننن "‪.‬‬
‫)‪ (1‬انظر للحنفية ـ وهناك خلف في المذهب ـ ‪ :‬شرحا معاني‬ ‫‪1‬‬

‫ما‬ ‫ريرق د‬ ‫ح ق‬ ‫س ال س د‬ ‫ريم ق لب س ق‬


‫ض‬ ‫ح دق‬ ‫ن قفي ت د س‬ ‫م ي دك ض س‬ ‫الثار دـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ :(179‬ودل د س‬
‫ض ال سعقل د ق‬
‫ل‬ ‫ن ب دعس ق‬ ‫م س‬ ‫جا ق‬ ‫عل ل‬ ‫ه ق‬ ‫ة‪ ،‬دول أن ى ض‬ ‫ضضرودر ق‬ ‫ل ال ى‬ ‫حا ق‬ ‫حلل قفي د‬ ‫ن د‬ ‫كو د‬ ‫ن يد ض‬ ‫في أ س‬ ‫ي دن س ق‬
‫ريرق قفي‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫س‬
‫دض د ض ق ث د ق س ض د ق‬ ‫ب‬ ‫ض‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫جا‬ ‫ر‬ ‫لل‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫ي‬‫و‬ ‫)‬ ‫(‪:‬‬ ‫‪163‬‬ ‫ص‬ ‫‪/‬‬ ‫‪34‬‬ ‫)جا‬ ‫ـ‬ ‫المبسوط‬ ‫‪.‬‬
‫ب ( ‪) .‬قلت( لكن يبدو أن أبا حنيفة ل يجيز الحرير‬ ‫حسر ق‬ ‫س‬
‫حالةق ال د‬‫د‬ ‫غي سرق د‬ ‫د‬
‫ذا )تحريم‬ ‫للمحارب‪ ،‬ففي بدائع الصنائع )جا ‪ / 11‬ص ‪ (33‬ودهد د‬
‫د‬
‫عن سد د‬‫ك ق‬ ‫ب فدك دذ دل ق د‬ ‫حسر ق‬ ‫ل ال س د‬ ‫حا ق‬ ‫ما ( قفي د‬ ‫ب ‪ ).‬ودأ ى‬ ‫حسر ق‬ ‫ل ال س د‬
‫حا ق‬‫الحرير( قفي غ دي سرق د‬
‫ل‬ ‫حا‬ ‫في‬ ‫ر‬ ‫ري‬ ‫ح‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ب‬‫ض‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫س‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫س‬ ‫يو‬ ‫بي‬ ‫عند أ د‬ ‫د‬
‫ق‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ق ق‬ ‫د‬ ‫ض‬ ‫س‬ ‫ض‬ ‫د‬ ‫ض‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫ض‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ض‬ ‫ض‬ ‫ق‬ ‫ة‪ ،‬ود ق س د‬ ‫ف د‬
‫حقني د‬ ‫أقبي د‬
‫ب بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ـ )جا ‪ / 11‬ص ‪ (35‬تبيين‬ ‫حسر ق‬ ‫ال د‬ ‫س‬
‫الحقائق )جا ‪ / 16‬ص ‪(348‬‬
‫ن‬
‫م س‬ ‫م ق‬ ‫ب‪ :‬إل ال سعدل د د‬ ‫حقبي ٍ‬ ‫ن د‬ ‫والمالكية‪ :‬التاجا والكليل للمواق ‪ :2/285‬اب س ض‬
‫ر‪ .‬مواهب الجليل في شرحا مختصر الشيخ خليل ‪.1/421‬‬ ‫ري ق‬ ‫ح ق‬ ‫ال س د‬
‫والشافعية‪ :‬روضة الطالبين ‪ :1/179‬يجوز للرجل لبس الحرير في‬
‫حال مفاجأة القتال إذا لم يجد غيره‪ .‬وقال في )جا ‪ / 1‬ص ‪:(170‬‬
‫إذا فاجأته الحرب أو احتاجا لحر أو برد ويجوز للحاجة كالجرب ‪.‬‬
‫شرحا الوجيز ـ )جا ‪ / 4‬ص ‪(654‬‬
‫والحنابلة‪ :‬كشاف القناع عن متن القناع ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪ (317‬شرحا‬
‫منتهى الرادات ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪. (367‬‬
‫)‪ (2‬صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 3‬ص ‪ (1069‬برقم )‪ (2762‬وصحيح‬ ‫‪2‬‬

‫مسلم ـ )جا ‪ / 6‬ص ‪ :(143‬رخص‪ :‬من الرخصة‪ ،‬وهي تشريع حكم‬


‫تسهيل واستثناءا لعذر‪ ,‬حكة‪ :‬داء يكون بالجلد‬ ‫ا‬
‫صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ (2196‬برقم )‪. (5501‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪823‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نن ننن‬ ‫ن ن ننن نن ن ن‬ ‫نن نن‬
‫" ننن ننن ‪ t‬ننن‪:‬نننن نننن ننننن ‪ ‬نن ننن‬
‫نننن ن نن‬ ‫ننن نن ننن ننن‬
‫ن نننننن نن نننننن ننننن نننننن نن ننن‬
‫ن‪ (1‬ن‬‫نن ن)‬ ‫ن ن نن نن‬ ‫ن ننن نن‬
‫نن ننن نننننن ننننننننن نننن"‪.‬‬
‫ننن نننن ن ننننننن نن ننن نن ننن ن‬
‫"نن نننن نن نننن ‪ t‬نن نننننن ننننننن ‪t‬‬
‫نن‬ ‫ننن ننن ن نن ن نن ن ن ن‬
‫ننن ننننننننننننن ننن ننن نننن ‪ ‬نن‬
‫ن نن نن ن نننن نن نن ن نن‬ ‫نن نن‬
‫ننن نننننن ننن نننن نننننن نن نننن نن‬
‫ن‬ ‫ن ن ن نننن ن )‪ (2‬ن‬ ‫ن‬
‫نننن "‪.‬‬
‫‪ -23‬المواضع التي ن‬
‫يجوز فيها لبس الحرير‪:‬‬
‫ذكر الفقهاء مواضع يجوز فيها لبس الحرير هي‪:‬‬
‫ة‪ ،‬ودل دوس ل د س‬
‫م ي ضؤ دث ثسر‬ ‫حك ص ة‬
‫ر لإ إ‬
‫ري إ‬
‫ح إ‬ ‫س ال ن ل‬
‫حا ل تب ن ت‬ ‫‪ )" -1‬ل‬
‫وي تلبا ت‬
‫حيحين نع دن‬ ‫ص ق‬
‫فينال ى‬ ‫ما قن‬ ‫نل ق ن‬
‫ها؛ ل ق‬ ‫في زوا‬ ‫ل ضبسه ن‬
‫نن د س ق نن سن‬ ‫د س ض ضن قن د دن دن د نن‬
‫س ‪ t‬نن ننن نن ‪ ) ‬ننن نننن نننننن‬ ‫أن‬
‫ن‬ ‫ن ن نن‬ ‫ن د ٍنن ن ننن‬
‫ننننننن نن نننن نننننن نن‬ ‫نن ننن ن‬
‫ننن نن ن ن ننن نن ن )‪ (3‬ننن ننننن‬
‫ننن نن ننن نننن نننن ( ننن ننن‬
‫نن ن ن ن نن ننن نن نن نن ن نن‬
‫نن نن ننننن ننن نن نن نننن نن نن‬
‫ننن ن ن نن ن نن ن نن ن نن‬
‫ننن نننن ننن ننننننن نن‪ .‬نننننن‬
‫ننننن‬ ‫ننن نننننن‬ ‫ن ن ن ننن‬
‫ننن نن نننننن‪ :‬نننن ننننن‪ :‬ننننن‬
‫ن‬ ‫نن ن )‪ (4‬ن‬ ‫ن‬
‫"‪. . .‬‬
‫ن‬ ‫نن‬ ‫ن نن ن ننن نن‬
‫‪)" -2‬ن( ن نن ن ن نن ن ن ن ننن ) ن ن ن ن( ننن‬
‫نن ننن ن نننن نن ننن‬ ‫نن ننن‬
‫ننن نننن ‪ ) t‬نن ننن نننننن نن ننن‬
‫ن ن‬ ‫ن‬ ‫ن نننن‬
‫ننن نننن ننننن نن‬ ‫ننننننن نن ن‬
‫نننن نننن‬ ‫ن ن‬ ‫ننن ن‬
‫نننن ننن ننننن ‪ ‬نننننن نننن‬
‫نن‬
‫صحيح مسلم ـ )جا ‪ / 6‬ص ‪. (143‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬صحيح مسلم ـ )جا ‪ / 6‬ص ‪. (141‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬حديث صحيح تقدم قريابا ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬كشاف القناع عن متن القناع ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪ (317‬شرحا‬ ‫‪4‬‬

‫منتهى الرادات ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(367‬‬


‫‪824‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫نننننن ننن ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ننن‬
‫نننن نن نننن نننن ننننننن نننننن‬
‫نن ننن نن ننن ن نن ننن‬
‫نن نننن ( نننن ننننننن نننننن‪:‬‬
‫ن )‪(1‬‬ ‫ننن‬ ‫نننن ننننننن نننن‬
‫ننن نن نننن نننن نن ننننن"‪.‬‬
‫ننن ن‬ ‫ن ن ن ننن ن ن ن نن‬
‫‪)" -3‬ن( ن نن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ن ) ن ن ن(‬
‫ننن نن ن ننن ن‬ ‫نننن‬
‫نن نننننن‬ ‫نننن ننن ننن نننننن ن‬
‫ن ن نن ننن‬ ‫ن نننن‬ ‫ن‬
‫ننننن نن ننننننن ننننن ننن ننننن‬
‫ن ن‬ ‫نن ن‬ ‫ن ننننن‬
‫نننننن "‪) (2) .‬ننن( ننننن نننننن‪.‬‬
‫نن‬ ‫ن ننن ن ن ن ن ن ن‬
‫‪)" -4‬ن( ن نن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ) نن ن ن ن‬
‫ن نن ن ننننن ن ن ن‬ ‫نن‬
‫ن نن ن ننن ننننن ننننننن ننن‬
‫ن ن ننن ن نننننن‬ ‫ن نن‬
‫ننن ننن( ننن نننن‬ ‫ننن ننن ن‬ ‫ننن‬
‫ن‬ ‫نن نن نن ننن ننننن نن نن‬
‫)نننن نننن( ننن ننننن نن نننن ننن‬
‫نن ن ننن نننن ن‬ ‫ن نن ننن‬
‫ننن نن ننننننن نننن ننن ننننن نن‬
‫نن‬ ‫نن ن )‪(3‬‬ ‫نن‬ ‫ن ن‬
‫ننننن"‪.‬‬
‫ن ن‬ ‫ن ن ن ن ن ن ن نن ن‬
‫‪)" -5‬ن( ن نن ن ن ن ن ن ن ن نن ن ) ن نن ن ن ن‬
‫نن‬ ‫ن ن ن ننن ن ن نن نن‬
‫نننننن نننن( نن‪ :‬نننن "‪.‬‬
‫نن نن نننن نننن‬
‫‪) " -6‬نننن ننننن( ننننن ")‪.(4‬‬
‫نننن نن نن ن ن ن‬ ‫ن ن نن ن‬
‫نن ن ن ن‬ ‫‪ " -7‬ننن نننن ننننن‪ :‬نن ننننن ن ن‬
‫ننن ننن ن ن نن ننن نن‬ ‫نن‬
‫ن ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن نن نن نننن نن‬
‫ن نننن نننن ن ن ن )‪ (5‬ن ن‬
‫ننن ننننن نننن "‪.‬‬
‫ن ن ن ن نن ن ننن نن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫نن ن ن ن ن ن‬ ‫‪ " -8‬ن ن نن ن ن ن ن ن ن ن ن ننن نن ن‬
‫نن ننن‬ ‫ن ن ن ن ن ن ن نننن‬
‫ن نن ن ن ن ن نن ن ن نننن )ن( نن نننننن‬
‫ننننن‬ ‫نن نن ن‬ ‫ن ن نن‬
‫ننن نننننن نننننن ننن نننننن‬
‫ن‬ ‫ن ن‬ ‫ن‬
‫)‪ (5‬كشاف القناع عن متن القناع ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪(318‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬كشاف القناع عن متن القناع ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪(319‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬كشاف القناع عن متن القناع ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪(320‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (3‬لسان العرب ـ )جا ‪ / 13‬ص ‪ :(88‬والجوس د‬


‫شن اسم الحديد‬ ‫‪4‬‬

‫الذي ضيلدبس من السلحا ‪.‬‬


‫)‪ (4‬كشاف القناع عن متن القناع ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪(321‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪825‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ننن‬ ‫ننن ننن نن ن ن ننن‬
‫ننننن ننن ننن ننن ننن نن ننننن‬
‫نننن ن ن نننننن ن‬ ‫ن نن‬
‫نننن‪ :‬نن ننن ننن نننن نننن "‪.‬‬
‫ن ن ننن ن ن ن‬ ‫ن‬
‫‪ " -9‬ن ن ن ن ن ن ن ن ")‪.(1‬‬
‫ن ننن ن ن ن‬
‫‪ " -10‬ن ن ن ن ن نن ن‪.(2) .‬‬
‫ن ن نن ن ن‬
‫‪ -11‬ن ن نن ن ن ن ن "‪.(3) .‬‬
‫ن ن ن نن ن‬
‫)‪(4‬‬
‫‪ " -12‬ننن ن ن نن ن "‪.‬‬
‫ن‬
‫)ننن( ننن نننننن نن ننننن نننننن‬
‫نننن ننننن‪:‬‬
‫ننن نن نننن ننننن ننن ننننن نن‬
‫ننننن ن‪.(5) .‬‬
‫ننن ننن نن ننننن نننن ننن ننننن ننن‬
‫نننننننن ننن ننن ننن ننننن ننن‬
‫نننننن ننن ننن ننن نننن نننننننن‬
‫ننننننن ننننننن ننن نننن ننننن ننن‬
‫نننننن ننن نننننننن نننن ننن نن‬
‫ن‬
‫نننن‬ ‫ننننننن ‪‬‬ ‫ن‬ ‫ننننن ‪ ‬ننن نننن‬
‫ن ن ننن نن ن ن‬ ‫نن نن‬
‫ننننننن ننن نننن ‪ t‬ننن ننن ننننن نننن ‪‬‬
‫نننن ن ننن نننن ن‬ ‫نن ننن‬
‫ن نن ننن ن نننننن نن نننننن نننن‬
‫ن ن نن نن‬ ‫ننن نن نن ن ننن نن‬
‫نننننن نن ننن نن ننن نننننن نننن نننن‬
‫ن ن نن ن‬ ‫ن‬ ‫ن ن نن‬
‫ة في‬ ‫المحيط في اللغة ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪ :(455‬والل ثب سن د ض‬
‫ة‪ :‬ضرقسعد ل‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪1‬‬

‫ب‪.‬‬
‫جي س ق‬
‫ال د‬
‫سضر‬
‫د‬ ‫س‬ ‫ك‬‫ض‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ف‬
‫ض‬ ‫ج‬
‫س‬ ‫س‬
‫ى‬ ‫ال‬ ‫(‪:‬‬‫‪1057‬‬ ‫ص‬ ‫‪/‬‬ ‫‪1‬‬ ‫)جا‬ ‫ـ‬ ‫المحيط‬ ‫القاموس‬ ‫(‬ ‫)‪6‬‬ ‫‪2‬‬

‫ف‪.‬‬‫سجا ل‬
‫ف وأ س‬‫سجو ل‬ ‫ست سضر‪ ،‬جمعه‪ :‬ض‬
‫ب‪ :‬ال ق‬‫كتا ٍ‬‫وك ق‬
‫)‪ (1‬أي بأن يكون الخيط حريارا ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (2‬الفروع لبن مفلح ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪(16‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (3‬جاء في الحكام للمدي ـ )جا ‪ / 4‬ص ‪ :(254‬أن يكون‬ ‫‪5‬‬

‫صا‪ ،‬فالخاص مقدم على العام لثلثة أوجه ‪.‬‬ ‫ما‪ ،‬والخر خا ا‬ ‫أحدهما عا ا‬
‫المحصول ـ )جا ‪ / 3‬ص ‪. (261‬‬
‫‪826‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننن‪ (1) .‬نن ننن نن ننننن نننن نن‬
‫نن‬
‫ننننننن ننن نن نننن ننننننن‪ :‬نن ننن‬
‫ننننن ننن‪ :‬ننن ننننن ننن ‪ t‬نننن‬
‫ننننننننن نن ننننن ‪ ‬ننن نن ننن‬
‫نننننن ننن ننننن ننن ننن ننننن ‪‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ننننننن نننن نننن نننننن نننننننن‪.‬‬
‫نننن ننن ننن ننن نننن‪ .‬ننننن نننن‪.‬‬
‫)ننن( نننن ننننننن نننن ننننن‬
‫نننننن ننن ننننننن نن ننننننننن‬
‫نننننن‪ .‬ننننن نننن‪.‬‬

‫صحيح مسلم ـ )جا ‪ / 6‬ص ‪. (143‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪1‬‬

‫صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ (2193‬برقم )‪. (5491‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪827‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ 24‬ـ التداوي بالذهب والفضة‪:‬‬


‫تقدم عند الكلم عن لبس الحرير‪ ،‬بيان الحاديث‬
‫الدالة على تحريم الذهب والفضة‪.‬‬
‫والذي يهمنا من هذه المسألة هو اتخاذ أنف‪،‬‬
‫وسن‪ ،‬وأنملة من الذهب والفضة؛ لن هذه‬
‫ما للفائدة ذكرت بعض ما يتعلق‬ ‫للتداوي‪ ,‬لكن تتمي ا‬
‫بالموضوع‪.‬‬
‫أجمع الفقهاء على تحريم استعمال أواني الذهب‬
‫)‪(1‬‬
‫والفضة‪.‬‬
‫ة‪t‬‬ ‫حذ دي س د‬
‫ف د‬ ‫واستدلوا لقولهم هذا بما ن‬
‫روي " ع دن‬ ‫ن‬
‫نن س ضن‬ ‫ننن ن ن ن ن نن ن ن‬
‫ن نننن نننن ‪ ‬نننن ) نن‬ ‫ننن ننن‪ :‬نننن‬
‫نن ن ن ن‬ ‫نن ن ن‬ ‫نننن‬
‫ننن ننن‬ ‫ننن نننن ن‬ ‫نننننن ننننننن ن‬
‫نن ن نن ن ن‬ ‫ن‬ ‫نننن‬
‫ننننننن ننن‬ ‫نننننن نن ننننن ننننن ن‬
‫نننن ن ننن ن ن نن نننن‬
‫ننن نن ننننننن ننننن ننن نن‬ ‫ننن ن‬
‫)‪(2‬ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫ن ن ن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننن نننن نن نننننن"‪.‬‬
‫ن ن‬ ‫ن‬

‫بدائع الصنائع )جا ‪ / 11‬ص ‪ (38‬البحر الرائق )جا ‪ / 22‬ص‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (106‬التاجا والكليل لمختصر خليل ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ (76‬مواهب‬


‫الجليل في شرحا مختصر الشيخ خليل ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ (422‬الم ـ‬
‫)جا ‪ / 1‬ص ‪ (23‬مختصر المزني ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ (1‬شرحا منتهى‬
‫الرادات ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ (32‬كشاف القناع عن متن القناع ـ )جا‬
‫‪ / 1‬ص ‪(118‬‬
‫)‪ (2‬جمع الجوامع للسيوطي ‪ (1/18179‬برقم )‪ (601‬قال‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫أخرجه الطيالسى ص ‪ ،57‬رقم ‪ ،429‬وأحمد )‪ ،5/398‬رقم‬


‫‪ ،(23422‬والبخارى )‪ ،5/2133‬رقم ‪ ،(5310‬ومسلم )‪،3/1638‬‬
‫رقم ‪ ،(2067‬وأبو داود )‪ ،3/337‬رقم ‪ .(3723‬والترمذى )‪،4/299‬‬
‫رقم ‪ (1878‬وقال‪ :‬حسن صحيح ‪ .‬والنسائى )‪ ،8/198‬رقم‬
‫‪ ،(5301‬وابن ماجه )‪ ،2/1130‬رقم ‪. (3414‬‬
‫‪828‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫"ننن نن نننن ‪ t‬ننن ننننن ‪ :‬نن نننن‬


‫نننن ‪ ‬ننن )نننن نننن نن نننن نننننن‬
‫)‪(3‬‬
‫نننن ننننن نن نننن ننن نننن( "‪.‬‬
‫ننن نننننن ننن نننن ننننن ننن ننننن‬
‫)‪(4‬‬
‫نننننن‪.‬‬
‫ننننن ننننننن ننن ننننن ننننن ننن‬
‫ننننننن نننن نننن نننننن‪.‬‬
‫نن‬
‫نن ننن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪" :‬نن‬ ‫نننننننن ننننننن‬
‫نن نن‬ ‫ن ن ن ن نن ن ن‬ ‫ن ن‬
‫ننن‬ ‫نننن ‪t‬نننن‪ :‬ننن نننن نننن ‪‬ن » نننن‬
‫ن ننن نن ن نن نن ننن نن ن‬
‫نننننن نننن ننن نننن نننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن ن نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننن «ن نننن ننننننن‪) :‬ننن ننننن‬
‫ننن‬ ‫نن‬ ‫ن نن ن‬
‫ننننننن ننننن نننن نننن ننن نننننن(‬
‫ن‬ ‫)‪ (5‬ن‬
‫"‪.‬‬
‫ننننننن ننن نننن ننن ننن نن ننن ننن‬
‫)‪(6‬‬
‫نننن نننن‪.‬‬
‫صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ (2133‬رقم ‪ .2065‬وصحيح‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫مسلم ـ )جا ‪ / 6‬ص ‪.(137‬‬


‫قدهاضء ع ددلى‬ ‫مع د ا ل س ض‬ ‫د‬
‫ف د‬ ‫ج د‬ ‫)‪ (1‬المنتقى ـ شرحا الموطأ ‪ :1/102‬ودقدد س أ س‬ ‫‪4‬‬

‫ضةٍ ‪.‬‬ ‫ب دول فق ى‬ ‫ن ذ دهد ٍ‬ ‫م س‬


‫س قفيهق ق‬ ‫طاه قرٍ ل دي س د‬ ‫ل إدناٍء د‬‫ضوقء ب قك ض ث‬ ‫وازق ال سوض ض‬ ‫ج د‬‫د‬
‫)قلت( وكالوضوء سائر الستعمالت ‪.‬‬
‫)‪ (2‬جمع الجوامع للسيوطي ‪ 1/1120‬برقم )‪ (839‬حديث أبى‬ ‫‪5‬‬

‫موسى‪ :‬أخرجه أحمد )‪ ،4/392‬رقم ‪ ،(19521‬والنسائى )‪،8/161‬‬


‫ضا‪:‬‬ ‫رقم ‪ ،(5148‬والبيهقى )‪ ،2/425‬رقم ‪ (4020‬وأخرجه أي ا‬
‫الطيالسى )ص ‪ ،69‬رقم ‪ ،(506‬وعبد الرزاق عن معمر فى الجامع‬
‫)‪ ،11/68‬رقم ‪ ،(19930‬وابن شاهين فى ناسخ الحديث ومنسوخه‬
‫)‪ ،1/446‬رقم ‪. (590‬‬
‫وللحديث أطراف أخرى منها‪)) :‬الذهب والحرير((‪)) ،‬الحرير‬
‫والذهب حرام على ذكور أمتى((‪.‬‬
‫ه‬ ‫ض‬ ‫ف‬ ‫ن‬‫ذا ل دو جدع د أ د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫‪:‬‬‫‪11/42‬‬ ‫الصنائع‬ ‫انظر للحنفية‪ :‬بدائع‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪6‬‬
‫ض‬ ‫س‬ ‫ق‬ ‫ض‬ ‫س‬ ‫د‬
‫د‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫دفات ى د‬
‫ضةق فل ب ضد ى‬ ‫ف ى‬ ‫ن قبال ق‬ ‫ف ي دن ست ض ض‬ ‫ن الن س د‬ ‫قل ى‬ ‫فا ق‬
‫ب ل ي ضكدره ض قبالت ث د‬ ‫ن ذ دهد ٍ‬ ‫م س‬ ‫فا ق‬‫خذ د أن س ا‬
‫مت قهق ‪.‬‬ ‫حسر د‬ ‫قط اع ست قدباضر ض‬ ‫د‬ ‫س د‬‫ضضرودرة ل فد د‬ ‫ن قفيهق د‬ ‫كا د‬ ‫ب فد د‬‫ن ذ دهد ٍ‬ ‫م س‬ ‫خاذ قهق ق‬ ‫ن ات ث د‬‫م س‬ ‫ق‬
‫‪829‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننن ن‬ ‫نن نن‬
‫نننننننن ننن ننن "نن ننن ننننننن نن‬
‫نننن نن نن ننننن ن نننننن ننن ننن نن‬
‫ننننن نن ننن ننننن نن نننن‪) :‬ننن نننن‬
‫ن ن نننن‬ ‫ننن‬ ‫نننن ننن نننن‬
‫نننن ننن نننننن نن ننننننننن ننننن‬
‫نننننن ننن نننننن ن نن ن‬ ‫ننن ن ن‬
‫ننننننن نننن ننننن نننننن نننن ننن ننن‬
‫نن ن ننننننن نن نن ننننن ن نن‬
‫ننننن ‪ ‬ننننن نن نننن نننن نن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن )‪(1‬‬ ‫نننن‬ ‫نن‬
‫نننن("‪..‬‬
‫ننننن ننننننن ننن نننن نن نننن‬
‫)‪(2‬‬
‫نننننن‪.‬‬
‫ننن نننننن ننن نننن نن نننن نننننن‬
‫)‪(3‬‬
‫ننن ننننن نن ننن ننننن نننن نننن‪.‬‬
‫جوضز‬ ‫والمالكية‪ :‬التاجا والكليل لمختصر خليل ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ :(73‬ودي د ض‬
‫ب‪.‬‬ ‫ن ذ دهد ٍ‬ ‫م س‬ ‫ت ودل دوس ق‬ ‫قط د س‬ ‫س د‬‫ن د‬ ‫س ي‬ ‫ل ق‬ ‫ح م‬ ‫م د‬‫سد ى ب قهق د‬ ‫ما ض‬ ‫ف ود د‬ ‫خاذ ض ال دن س ق‬ ‫ات ث د‬
‫أنفا أو سناا أو أنملة‬ ‫ا‬ ‫والشافعية‪ :‬المجموع )جا ‪ / 6‬ص ‪ (46‬إذا اتخذ‬
‫من ذهب أو فضة أو شد سنه به فقد سبق أنه حلل بل خلف ‪.‬‬
‫حا ل ضد‬
‫ه‬ ‫والحنابلة‪ :‬شرحا منتهى الرادات )جا ‪ / 3‬ص ‪ ) :(148‬ود ( ي ضدبا ض‬
‫د‬ ‫د‬
‫ة‪.‬‬
‫ض ٍ‬ ‫ن فق ى‬ ‫م س‬ ‫ن ق‬ ‫مك د د‬ ‫ف ( ودل دوس أ س‬ ‫ضضرودرة ل ك دأن س ٍ‬ ‫ت إل دي سهق د‬ ‫ما د دع د س‬ ‫ب) د‬ ‫ن ذ دهد ٍ‬ ‫م س‬ ‫ق‬
‫)‪ (1‬سنن أبي داود ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪ (492‬برقم )‪ (4232‬قال الشيخ‬ ‫‪1‬‬

‫اللباني‪ :‬حسن ‪ .‬شرحا معاني الثار ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪.(372‬‬


‫ن‬
‫ث ث‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫شد‬ ‫)‪ (2‬تبيين الحقائق للزيلعي )جا ‪ / 16‬ص ‪ ) :(353‬ود د‬ ‫‪2‬‬

‫ضةق ‪ .‬بدائع الصنائع‬ ‫ف ى‬ ‫ك قبال س ق‬ ‫حثر ض‬ ‫مت د د‬ ‫ن ال س ض‬ ‫س ث‬ ‫شد م ال ث‬ ‫ل د‬ ‫ح م‬ ‫ضةق ( أ ديس ي د ق‬ ‫ف ى‬ ‫قبال س ق‬
‫ماقع ‪.‬‬ ‫ج د‬ ‫ضةق ل ي ضك سدره ض قبال ق س‬ ‫ف ى‬ ‫س‬
‫ها قبال ق‬ ‫شد ى د‬ ‫د‬
‫للكاساني )جا ‪ / 11‬ص ‪ (42‬ودلوس د‬
‫المالكية‪ :‬الشرحا الكبير للدردير )جا ‪ / 1‬ص ‪) :(63‬و( إل )النف(‬
‫فيجوز اتخاذه من أحد النقدين )و( إل )ربط سن( تخلخل أو سقط‬
‫)مطلقا( بذهب أو فضة ‪ .‬وانظر‪ :‬التاجا والكليل للمواق‬ ‫ا‬ ‫بشريط‬
‫‪ . 1/73‬مواهب الجليل للحطاب )جا ‪ / 1‬ص ‪(416‬‬
‫سنا أو أنملة من ذهب أو‬ ‫ا‬ ‫أنفا أو‬ ‫ا‬ ‫الشافعية‪ :‬المجموع ‪ :6/46‬إذا اتخذ‬
‫فضة أو شد سنه به‪...‬أنه حلل بل خلف ‪ .‬شرحا الوجيز ‪.6/27‬‬
‫الحنابلة‪ :‬شرحا منتهى الرادات للبهوتي ‪) .‬جا ‪ / 3‬ص ‪ ) :(148‬ود (‬
‫د‬ ‫د‬
‫ضةٍ‬ ‫ن فق ى‬ ‫م س‬ ‫ن ق‬ ‫مك د د‬ ‫ف ( ودل دوس أ س‬ ‫ضضرودرة ل ك دأن س ٍ‬ ‫ت إل دي سهق د‬ ‫ما د دع د س‬ ‫ب) د‬ ‫ن ذ دهد ٍ‬ ‫م س‬ ‫ه ق‬ ‫حا ل د ض‬
‫ي ضدبا ض‬
‫ن ( وانظر‪ :‬كشف المخدرات )جا ‪ / 1‬ص ‪(153‬‬ ‫س ي‬‫شد ث ق‬ ‫) ود ( ك ) د‬
‫عن سد د‬ ‫ذا ق‬ ‫ب‪ ،‬ودهد د‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ه‬‫ى‬ ‫ذ‬ ‫بال‬
‫ق‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ح‬
‫ق‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ول‬ ‫د‬ ‫‪:‬‬ ‫‪16/353‬‬ ‫للزيلعي‬ ‫الحقلئق‬ ‫)‪ (3‬تبيين‬ ‫‪3‬‬
‫د‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫د‬
‫ضا‪،‬‬‫ب أي س ا‬ ‫حل قبالذ ىهد ق‬ ‫ه يد ق‬ ‫ه الل ض‬ ‫م ض‬ ‫ح د‬‫مد ل در ق‬ ‫ح ى‬‫م د‬ ‫ف‪ ،‬ودقال ض‬ ‫س د‬ ‫ة ودأقبي ضيو ض‬ ‫ف د‬ ‫حقني د‬ ‫أقبي د‬
‫ما‪ .‬وانظر‪ :‬درر الحكام ‪ .3:473‬بدائع الصنائع في‬ ‫ة ع دن سهض د‬ ‫ودهضود رقدواي د ل‬
‫‪830‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننن ننننننن نن نننن نن ننننننن‬


‫ننننننننن نننن‪ :‬نننن نن ننننن نننننن‬
‫ننننننن نننننننن نن ننن نننن نننن‬
‫ننننننن نننننننن ننننننن نننن‬
‫ننننننن نننن نننن ن نننن ننن نن نننن ن‬
‫)‪(1‬ن نننن نننن نن ننن ننننن ننننن نننن‬
‫نن ننننن نننن نننننن ‪ (2) .‬نننن ننن نن‬
‫)‪(3‬‬
‫ننننن نن نننن ‪.t‬‬
‫نننن نننننننن ننننن نننن نننننننن‬
‫)‪(4‬‬
‫نننن ننننن ننننن نن ننننن‪.‬‬
‫‪ 25‬ـ استعمال المحرم طلء للجسم‪:‬‬
‫من بىين هذه المسألة من الفقهاء الربعة‬
‫لم أجد د‬
‫غير المالكية‪ ،‬وقد منعوها في الخمر‪ ،‬وفي غيرها‬
‫)‪(5‬‬
‫قولن‬

‫ترتيب الشرائع ـ )جا ‪ / 11‬ص ‪(42‬‬


‫المالكية‪ :‬الشرحا الكبير للشيخ الدردير ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪) :(63‬و( إل‬
‫)النف( فيجوز اتخاذه من أحد النقدين )و( إل )ربط سن( تخلخل أو‬
‫)مطلقا( بذهب أو فضة ‪ .‬وانظر‪ :‬التاجا والكليل )جا ‪1‬‬ ‫ا‬ ‫سقط بشريط‬
‫‪ /‬ص ‪ (73‬مواهب الجليل )جا ‪ / 1‬ص ‪(416‬‬
‫الشافعية ‪ :‬المجموع ‪ .6/46‬سبق النقل عنه‪ .‬الحاوى الكبير‬
‫الماوردي )جا ‪ / 3‬ص ‪ (589‬شرحا الوجيز ـ )جا ‪ / 6‬ص ‪(27‬‬
‫الحنابلة‪ :‬شرحا منتهى الرادات ‪.3/148‬كشف المخدرات )جا ‪/ 1‬‬
‫ص ‪(153‬‬
‫)‪ (1‬معرفة الصحابة لبي نعيم الصبهاني ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪(388‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬شرحا معاني الثار ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ (373‬وانظر‪ :‬شعب اليمان‬ ‫‪2‬‬

‫للبيهقي ـ )جا ‪ / 13‬ص ‪(333‬‬


‫)‪ (3‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ‪ .‬محقق ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪(180‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬فتح الوهاب ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ (191‬المجموع ـ )جا ‪ / 6‬ص ‪(46‬‬ ‫‪4‬‬

‫وانظر‪ :‬شرحا مختصر خليل للخرشي ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(453‬‬


‫داقوي‬
‫جوضز الت دى‬‫شرحا مختصر خليل للخرشي ‪ :23/341‬دول ي د ض‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪5‬‬

‫شضهوضر‪.‬‬‫م س‬ ‫د‪ ،‬ودهضود ال دس‬


‫س ق‬‫د‬ ‫ج‬
‫د‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫جا‬ ‫ر‬ ‫خا‬
‫د‬ ‫ن‬
‫س‬ ‫م‬
‫ق‬ ‫ا‬ ‫ء‬‫طل‬
‫ق‬ ‫د‬
‫ك‬ ‫ق‬ ‫ل‬‫د‬ ‫ذ‬ ‫ن‬
‫د‬ ‫د‬
‫كا‬ ‫قبال س س ق د س‬
‫و‬‫د‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ر‪،‬‬ ‫م‬‫خ‬‫د‬
‫ق ق‬
‫‪831‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫غير أن ابن رشد الجد ـ من المالكية ـ أجازها‬


‫للحاجة ولم يذكر خلفا )‪.(1‬‬
‫وذكر المسألة ابن تيمية‪ ،‬وأجاز استعمال المحرم‬
‫في ظاهر الجسد إذا غسله؛ للحاجة )‪.(2‬‬
‫كما أجازت ذلك شبكات الفتاوى )‪ (3‬ونقلت‬
‫فتاوى الشبكة السلمية عن الشافعية والحنابلة أنه‬
‫يحرم لغير الحاجة‪) .‬قلت( وكما هو معلوم‬
‫فمسألتنا في الحاجة الملحة‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ونقل عن عمر بن الخطاب ‪ t‬نننننن‪.‬‬
‫)‪ (6‬مواهب الجليل للحطاب ‪ .1/394‬وانظر شرحا مختصر خليل‬ ‫‪1‬‬

‫للخرشي ‪ 23/340‬ـ ‪ .342‬والشرحا الكبير للدردير ‪) .4/353‬ل(‬


‫يجوز استعمال الخمر لجل )دواء( ولو لخوف الموت )ولو طلء( به‬
‫في جسده ولو خلط بشيء من الدواء الجائز ‪.‬‬
‫)قلت( قوله‪ :‬ولو خلط بشيء من الدواء الجائز ‪.‬اهـ هذا فيما إذا لم‬
‫يستهلك الخمر في الدواء؛ أما لو استهلك فهو جائز عندهم كما بينا ‪.‬‬
‫والله أعلم ‪ .‬وانظر مختصر خليل ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪ (256‬وحاشية‬
‫الدسوقي على الشرحا الكبير ـ )جا ‪ / 19‬ص ‪ (38‬التاجا والكليل‬
‫سةق‬ ‫جا د‬ ‫ل الن ى د‬ ‫ما ق‬ ‫ست قعس د‬ ‫ف قفي ا س‬ ‫خل ض‬ ‫لمختصر خليل )جا ‪ / 1‬ص ‪ :(68‬ودقدعد ال س ق‬
‫د‬
‫ن‪.‬‬ ‫س س ضد ٍ‬
‫نو‬ ‫ح‬ ‫ن د‬ ‫ه اب س ض‬ ‫من دعد ض‬
‫ك‪ ،‬ود د‬ ‫مال ق ل‬ ‫جوىدزه ض د‬ ‫ن‪ ،‬د‬ ‫جا ال سب دد د ق‬
‫خارق د‬ ‫د‬
‫حم ق‬ ‫ش س‬‫ل د‬ ‫س‬
‫داقوي ب قأك ق‬ ‫ما الت ى د‬ ‫)‪ (1‬مجموع فتاوى دابن تيمية ‪ :5/441‬ودأ ى‬
‫‪2‬‬

‫ك؛‬‫ه ب دعسد د ذ دل ق د‬ ‫سل ض ض‬ ‫ه‪ ،‬ث ض ى‬


‫م ي دغس ق‬ ‫خ بق ق‬ ‫د م‬
‫داقوي قبالت ىلط ق‬ ‫ما الت ى د‬ ‫جوضز ‪ .‬ودأ ى‬ ‫زيرق دفل ي د ض‬ ‫خن س ق‬‫ال س ق‬
‫ة‪ ،‬ودقفيهق ن قدزاع ل‬ ‫صل ق‬‫د‬ ‫سةق قفي غ دي سرق ال ى‬ ‫جا د‬ ‫شدرةق الن ى د‬ ‫مدبا د‬ ‫وازق ل ض‬ ‫ج د‬ ‫د‬
‫ذا ي دن سب دقني ع دلى د‬ ‫فدهد د‬
‫ة‪.‬‬ ‫ج إ‬‫حا ل‬ ‫جوتز ل إل ن ل‬ ‫ه يل ت‬‫ت‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ح‬‫ت‬ ‫حي‬‫إ‬ ‫ص‬
‫ص‬ ‫وال‬ ‫ش ض ل ل‬
‫ر‪،‬‬ ‫هو‬ ‫م س‬ ‫د‬
‫فتاوى الشبكة السلمية معدلة ـ )جا ‪ / 10‬ص ‪ (3412‬فإن‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪3‬‬

‫كان عليه نجاسة لم يجز التلطخ بالنجاسة لغير حاجة؛ كما سبق‬
‫تقريره في الفتوى رقم‪ 51944 :‬وانظر‪ :‬فتاوى الشبكة السلمية‬
‫معدلة ‪ :10/2558‬ولحم الخنزير نجس يجب غسل ما أصابه من‬
‫بدن أو ثوب ومسه من باب التلطخ بالنجاسة‪ ،‬وذلك يحرم لغير‬
‫حاجة عند بعض أهل العلم كالحنابلة والشافعية‪ ،‬كما سبق ذلك في‬
‫الفتوى رقم‪ . 37855 :‬فتاوى واستشارات السلم اليوم ‪:14/508‬‬
‫فأما التداوي به في غير الكل والشرب‪ ،‬كوضعه على موضع المرض‬
‫في ظاهر البدن‪ ،‬فإنه جائز على الصحيح‪ ،‬وقيده شيخ السلم ابن‬
‫تيمية بالحاجة ‪.‬اهـ ثم نقل كلم ابن تيمية ‪.‬اهـ‬
‫)‪ (3‬وأما عن رأي عمر ‪ t‬ننن نن ننن نننننن ننننننن نن‬ ‫‪4‬‬

‫ننن ننننن ننن‪ :‬ننن نننن نن نننن نن نننننن ‪ t‬ننن‬


‫ننننننن ننننن ننن نننننن نننن نننن ننننن ننننن‬
‫نننن نننن ننن‪ :‬ننن ننننن ننن ننننن ننننن ننن نننن‬
‫نن ننن نننن ننننن نننننننن نننن نننن ننننن‬
‫‪832‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدلـــــة‪:‬‬
‫معلوم أن أدلة محرمي التداوي بطلء‬
‫الجسد بالمادة المحرمة هو عموم نهي‬
‫نننننننن " نننن نن‬
‫ن‬ ‫النبي ‪ ‬نن نننننن‬
‫ن نن ننن‬
‫ننننننن ‪ t‬ننن ننننن ‪ ‬ننن‪ :‬نن نننن ننن‬ ‫ن‬
‫ن ن ن نن ن ننن نن نن ننن‬
‫ننننن ننننننن نننننننن ننن ننننننن‬
‫نن‬
‫ننننن(‪ .‬نننن نننننننن نننننن نننن "‪.‬‬
‫ن ن‬ ‫)‪ (1‬ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ن ن ن نن‬ ‫نن نن ننن‬
‫"نننن ننن ننننن ‪ t‬نن ن ‪ ‬ننن ) نن نننن‬
‫نن نننن ن ننن ن ن ننن ننننن نننن‬
‫ن ننن ننننن ( نننن‬ ‫نن نننن نننننن نننن‬
‫ننن ن‬ ‫ن‬
‫ننننننن "‪. .‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ن‬
‫نننننن نننننننن نننننن ننننن‬
‫ننننننن نن ننن نن نننننن ننن‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ننننننن ننننننن‪:‬‬

‫ننننننن ننن ننن نن ننننن ننن نن ننننن نننن ننن‬


‫ننن نننننن ننن نننننن نننننننن ننننن نننن ننن‬
‫ننننن ننن ننننننن نننن نننن نننن‪ :‬ننن نن ننننننن‬
‫ننننن ننننن ننن نننن نننن نننن ننن ننن نننن نن‬
‫ننننننن نن نننننن نننننننن ننن نننننن نننن نننن ‪.‬‬
‫نننننن نننن ‪ .‬نننن نننننننن ن )ن ‪ / 26‬ن ‪ (387‬ننن‬
‫نننننن )‪ (27260‬ننننن ننن ننننن )‪. (16/264‬‬
‫)‪ (1‬وانظر‪ :‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ‪ .‬محقق ـ )جا ‪ / 5‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ (105‬برقم ) ‪ (8288‬وقال في جمع الجوامع للسيوطي ـ )جا ‪/ 1‬‬


‫ص ‪ (8370‬أخرجه أبو داود )‪ ،4/7‬رقم ‪ ،(3874‬وقال ابن الملقن‬
‫فى تحفة المحتاجا )‪ :(2/9‬إسناد صحيح ‪.‬‬
‫)‪ (2‬صحيح البخاري ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪.(2129‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬نظم القواعد الفقهية ‪ :1/59‬الضرورة ما يلحق العبد ضرر‬ ‫‪3‬‬

‫بتركه بحيث ل يقوم غيره مقامه‪ ،‬هذا المراد بالضرورة على‬


‫الصحيح‪.‬‬
‫‪833‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن‪ :‬ننن ننننننن نن نننننن نن‬


‫ننننننننن ننن ننن نننننننن نننننن‬
‫نننننننننننن ننننننن نننننن‪:‬‬
‫نن ن ن ن نننن ن‬
‫"ننننننننننننن ننننننننن"‪.(1) .‬‬
‫ن(‬ ‫ن‬ ‫ن نن ن‬
‫)‪2‬‬
‫نننننن"‪.‬‬ ‫"نن نننن نن‬
‫ن ن ن ن ننن ننن‬
‫)‪(3‬‬
‫"نننننننن نننننننننن"‬
‫نننننن نن ن نن ن‬
‫)‪(4‬‬
‫"نننننن نننن ننننننن"‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الترجيــــح‪:‬‬
‫وبما أن المريض مضطر إلى التداوي بالمحرم؛‬
‫فقد سوغ له العلماء تعاطي المحرم بشروط‬
‫وضعوها‪ ،‬وبيناها في ثنايا البحث )‪ (5‬ويرى هؤلء‬
‫الفقهاء أن هذه الحالة – الضطرار والحاجة ـ‬
‫تخصص هذا الحديث وما شاكله‪.‬‬
‫ضا بعد أن سمعنا قول المام ابن تيمية‪ :‬أن‬ ‫وأي ا‬
‫الصحيح أنه يجوز استعمال المحرم طلء على‬
‫الجسد للحاجة؛ وكلم المام مالك الذي ل يرى به‬
‫سا إذا غسله بعد ذلك‪ ،‬وكذلك كلم ابن رشد الجد‬ ‫بأ ا‬
‫في المقدمات كرهه في الخمر‪ ،‬وأباحه في سائر‬
‫النجاسات‪ ،‬كذلك تجويز شبكات الفتاء للطلء‪,‬‬
‫ونقلها عن الشافعية والحنابلة التجويز عند الحاجة؛‬
‫المنثور ‪ . 2/317‬الموافقات ‪ .4/145‬مجموعة الفوائد‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪1‬‬

‫البهية على منظومة القواعد البهية ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(57‬‬


‫نظم القواعد الفقهية ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(59‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪2‬‬

‫أنوار البروق في أنواع الفروق ـ )جا ‪ / 7‬ص ‪ (383‬المنثور‬ ‫)‪(6‬‬ ‫‪3‬‬

‫ت‪.‬‬ ‫ض‬
‫حظودرا ق‬‫م س‬ ‫س‬
‫ح ال د‬
‫ت ت ضقبي ض‬
‫ضضرودرا ض‬
‫في القواعد ـ )جا ‪ / 2‬ص ‪ :(382‬ال ى‬
‫وشرحا الكوكب المنير )جا ‪ / 3‬ص ‪ (37‬حاشية العطار على شرحا‬
‫الجلل المحلي على جمع الجوامع )جا ‪ / 5‬ص ‪.(383‬‬
‫)‪ (1‬حاشية العطار على شرحا الجلل المحلي على جمع الجوامع‬ ‫‪4‬‬

‫ـ )جا ‪ / 5‬ص ‪ . (383‬المدخل ـ )جا ‪ / 1‬ص ‪(298‬‬


‫)‪ (2‬تقدمت في الفقرة )‪.(13‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪834‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ضا فالطلء يكون على‬ ‫فهذا هو الذي أرجحه‪ ،‬وأي ا‬


‫ظاهر الجسد‪ ،‬ويمكن غسله دون أن يترك أي أثر‪،‬‬
‫ول يدخل في مسام الجلد‪ ،‬وإنما هو يعطي الجلد‬
‫ليونة أو سخونة ونحوهما‪ .‬والله أعلم‪.‬‬
‫وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫ما كثيارا‪.‬‬
‫تسلي ا‬

‫‪835‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الخاتمـــــة‬
‫بعد جولتنا في ثنايا بحث التداوي بالمحرمات‬
‫)قواعد وضوابط(؛ وجدت ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن التداوي له ماض سحيق كان الناس‬
‫يجرونه ولكن بطرق قديمة‪ ،‬وأصبح اليوم ـ‬
‫وبفضل الله تعالى ـ لهذا العلم قواعده‪،‬‬
‫ونظمه‪ ،‬وآلته‪ ،‬وذوو الختصاص فيه‪.‬‬
‫‪ -2‬حافظ السلم على الضروريات الخمس‪،‬‬
‫ومنها حفظ النفس‪ ،‬ومنع المساس بها‪ ،‬أو‬
‫دا ل يجوز‬‫التقرب ناحيتها‪ ،‬وجعلها حدو ا‬
‫تجاوزها‪ ،‬وحث على المحافظة عليها‬
‫بالتداوي‪ ،‬وقد تداوى النبي ‪ ‬ننن ننننن‬
‫نننننن نننننن ‪.‬‬
‫‪ -3‬نننن نن ننننننن نن نننن ننن‬
‫نننننن نننننننن ننن نننن ننننن‬
‫ننننن ننن ننننن ننننننننن‬
‫نننننن نن ننننننننن نننن نن‬
‫ننننننن نن نننننن نننننن ننن ننن‬
‫ننن ننن نن ننن ننننننن ننن ننن‬
‫ننننن نن نن نننننن نننن ننننن‬
‫نننن نننن‪.‬‬
‫‪ -4‬نننن نننن نننننن نننننن ننن نننن‬
‫ن‬
‫ننننننن ننن ننن نننن نننن نن‬
‫ننننننن ننننن‪ ,‬ننن نننننن ننن‪,‬‬
‫ن‬
‫ننن ننن ننن ننننن ننننن نن ننن‬

‫‪836‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن‪ ,‬نننن نننننن نننن ننننن‬


‫ننننننن‪.‬‬
‫‪ -5‬نننن ننن ننننننن نن نننننن ننن‬
‫ننن نن نننن نن نننن ننن ننننننن‬
‫ننننن ننن نننننننن نننننن‬
‫ننننننن‪ ,‬نننننن ننن نننن ننننننن‬
‫ننننننن ننن نننننن نننن ننننننن‬
‫ننننن‪.‬‬
‫‪ -6‬ننن ننن نننن ننننن نننننن نن‬
‫نننن ننننننن نن نننننن ننننننن‬
‫نننن نننننن ننن ننننن ننننن نن‬
‫ننننن نن نننن ننننننن نن نننن‬
‫ننن ننن‪.‬‬
‫‪ -7‬ننن ننننننن نننننن ننننننن‬
‫ننننن نننننن نننن نننننن ننننن‬
‫نننننن ننن نن نننن ننن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننننن نننن نن نن نننن‪.‬‬
‫‪ -8‬ننن ننن ننننننن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننننننننن ننننن ننننن نننن ننن‬
‫نن نننن ننننن نننننن نننن ننن‬
‫ننن نن نننننننن ننن ننن ننننن‬
‫نننن ننن نننننن‪.‬‬
‫‪ -9‬ننننن نننننن نن نن ننننننن نن‬
‫ننننننن نننن ننن ننن نننننننن‬
‫نننن ننن نن نننن نننن نن نننن‬
‫ننننن نننننن نننننن نن ننننننن‬
‫‪837‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نن نننن نننننن نن نننن‬


‫نننننننن‪.‬‬
‫‪ -10‬نننن نننن ننننن ننننننن ننن ننن‬
‫ن‬
‫نننن ننن نننن نننننن ننننن نن‬
‫ننننن نن ننننن ننن نن نننن‬
‫ننننن ننننن نن ننننن نن نننننن‬
‫ننن ننننننن ننننننن نننننن‬
‫ننننننن ننن‪ .‬ننننن نننن‪.‬‬
‫نننننن ننن نن نننننننن‬
‫نننن نننن ننن نننن نننن ننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننننن ننننن‪.‬‬

‫‪838‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فهرس المراجع‬
‫بما أن أغلب كتبي قديمة الطباعة ل يعول عليها‬
‫الباحثون الن بعد ظهور الكتب المحققة؛فينظر‬
‫ضا قرص المكتبة الشاملة‪.‬‬
‫أي ا‬
‫ـ إحكام الحكام ‪:‬المام علي بن محمد المدي‪ ،‬أبو‬
‫الحسن المتوفي سنة )‪631‬هـ( حققه‪ :‬د‪ .‬سيد الجميلي‬
‫ط ‪1404 ،1‬هـ‪ ،‬دار الكتاب العربي‪.‬‬
‫أساس البلغة للعلمة جار الله أبي القاسم‪ :‬محمود بن‬ ‫ـ‬
‫عمر الزمخشري المتوفى‪ :‬سنة ثمان وثلثين‬
‫وخمسمائة‪.‬‬
‫الشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الحنفية‬ ‫ـ‬
‫للفقيه الفاضل‪ :‬زين الدين بن إبراهيم المعروف‪ :‬بابن‬
‫نجيم المصري الحنفي‪ .‬المتوفى )‪970‬هـ( سنة سبعين‬
‫وتسعمائة‪ .‬دار الكتب العلمية بيروت‪.‬‬
‫ـ الم المام محمد بن إدريس الشافعي‪ ،‬أبو عبد الله‬
‫المتوفي سنة )‪204‬هـ(‪1410‬هـ‪ ،‬دار الفكر بيروت‪.‬‬
‫النصاف في معرفة الراجح من الخلف‪ .‬علء الدين‬ ‫ـ‬
‫أبو الحسن علي بن سليمان الحنبلي المتوفي سنة )‬
‫‪885‬هـ(حققه‪ :‬محمد حامد الفقي ط ‪1376 ،1‬هـ ـ‬
‫‪1957‬م‪ ،‬مكتبة السنة المحمدية‪.‬‬
‫أنوار البروق في أنواء الفروق للشيخ شهاب الدين‪:‬‬ ‫ـ‬
‫أحمد بن إدريس القرافي المالكي المتوفى )‪682‬هـ(‬
‫سنة اثنتين وثمانين وستمائة‪.‬‬
‫البحر الرائق شرحا كنز الدقائق المام زين الدين بن‬ ‫ـ‬
‫إبراهيم بن محمد‪ ،‬المعروف بابن نجيم‪ ،‬المتوفي سنة )‬
‫‪970‬هـ(دار المعرفة بيروت‪.‬‬
‫بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ .‬المام أبو بكر بن‬ ‫ـ‬
‫مسعود علء الدين الكاساني‪ ،‬المتوفي سنة )‪587‬هـ(ط‬
‫‪1983 ،2‬م دار الكتاب العربي بيروت‪ .‬ط ‪1398 ،2‬هـ ـ‬
‫‪1978‬م دار الفكر بيروت‬
‫ـ تاج العروس للشيخ تاجا الدين‪ :‬أحمد بن محمد‬
‫السكندراني المتوفى‪ :‬سنة تسع وسبعمائة‪.‬‬
‫‪839‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ـ التاج والكليل لمختصر خليل محمد بن يوسف‬


‫العبدري المتوفي سنة )‪897‬هـ( مطبوع بهامش مواهب‬
‫الجليل‪.‬‬
‫ـ تبيين الحقائق شرحا كنز الدقائق‪ .‬المام فخر الدين‬
‫أبو محمد‪ :‬عثمان بن علي الزيلعي المتوفى سنة )‬
‫‪743‬هـ( وسماه‪) :‬تبيين الحقائق لما فيه مما اكتنز من‬
‫الدقائق(‬
‫ـ التلقين في الفقه المالكي القاضي عبد الوهاب‬
‫البغدادي المالكي المتوفى سنة )‪422‬هـ( وتوفي‪ :‬سنة‬
‫‪ ،743‬ثلث وأربعين وسبعمائة‬
‫ـ الجمع بين الصحيحين للمام الحافظ أبي عبد الله‪:‬‬
‫محمد بن أبي نصر فتوحا الحميدي الندلسي المتوفى‪:‬‬
‫سنة ‪ ،488‬ثمان وثمانين وأربعمائة‪.‬‬
‫ـ جمع الجوامع‪ .‬المام جلل الدين‪ ،‬أبو بكر بن عبد‬
‫الرحمن السيوطي‪ .‬المتوفى سنة )‪911‬هـ(‬
‫ـ الجوهرة النيرة‪ .‬المولى محمد بن بير بن علي‬
‫المعروف ببركلي‪ .‬المتوفى سنة )‪981‬هـ(‬
‫ـ حاشية التلويح على التوضيح الشيخ عثمان بن السيد‬
‫فتح الله الشمني الرومي‪ .‬المتوفي بجزيرة قبرس سنة‬
‫‪ 1102‬اثنتين ومائة وألف‪.‬‬
‫ـ حاشية ابن عابدين = رد المحتار على الدر المختار‬
‫شرحا تنوير البصار‪ .‬محمد علء الدين بن محمد أمين‬
‫بن عمر بن عابدين‪ ،‬المتوفى سنة )‪1250‬هـ( دار إحياء‬
‫التراث العربي‪.‬‬
‫ـ حاشية العدوي الشيخ علي بن أحمد العدوي المالكي‬
‫المتوفى سنة )‪1189‬هـ( دار صادر بيروت‪.‬‬
‫ـ الحاوي الكبير أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب‬
‫الماوردي المتوفي سنة )‪450‬هـ( حققه مجموعة من‬
‫طلب جامعة أم القرى‪1414 .‬هـ ـ ‪1994‬م‪ ،‬المكتبة‬
‫التجارية مصطفى الباز‪ ،‬مكة المكرمة‪.‬‬
‫ـ حلية الولياء أبو نعيم‪ :‬الصبهاني أحمد بن عبد الله بن‬
‫أحمد بن إسحاق ابن موسى بن مهران الصبهاني‬
‫الحافظ‪ .‬المتوفي سنة ‪ 430‬ثلثين وأربعمائة‪.‬‬

‫‪840‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ـ روضة الطالبين وعمدة المفتين محيي الدين يحيى‬


‫بن شرف النووي‪ ،‬المتوفي سنة )‪676‬هـ( المكتبة‬
‫التجارية – مكة المكرمة‪.‬‬
‫ـ سنن الترمذي‪ .‬أبو عيسى‪ ،‬محمد بن عيسى الترمذي‬
‫السلمي‪ ،‬المتوفي سنة )‪279‬هـ( حققه‪ :‬أحمد محمد‬
‫شاكر وآخرون دار إحياء التراث العربي‪ .‬بيروت‪.‬دار الفكر‬
‫بيروت‪.‬‬
‫ـ سنن أبي داود‪ .‬سليمان بن الشعث السجستاني‪ ،‬أبو‬
‫داود‪ ،‬المتوفى سنة )‪275‬هـ( مراجعة‪ :‬محمد محيي الدين‬
‫عبد الحميد‪.‬‬
‫ـ الشرحا الكبير‪ .‬المام شمس الدين أبي الفرجا عبد‬
‫الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد ابن قدامة المقدسي‬
‫المتوفى سنة )‪682‬هـ( دار الكتاب العربي بيروت‪.‬‬
‫ـ شرحا مختصر خليل للخرشي‪ .‬للشيخ محمد بن عبد‬
‫الله الخرشي المالكي أبو عبد الله المتوفى سنة )‬
‫‪1101‬هـ( دار صادر بيروت‪.‬‬
‫ـ شرحا معاني الثار‪ .‬الشيخ المام أحمد بن محمد‬
‫الطحاوي المتوفى سنة )‪321‬هـ(‪ .‬دار الباز للنشر‬
‫والتوزيع الحنفية مكة المكرمة‪.‬‬
‫ـ شرحا منتهى الرادات المام منصور بن يونس البهوتي‬
‫المتوفى سنة )‪1051‬هـ( دار الفكر بيروت‪.‬‬
‫ـ شعب اليمان أحمد بن الحسين البيهقي أبو بكر‪،‬‬
‫المتوفى سنة )‪458‬هـ( حققه‪ :‬محمد السيد بسيوني‬
‫زغلول‪ .‬ط ‪1410 ،1‬هـ دار الكتب العلمية بيروت‬
‫ـ الصحاحا تاج اللغة وصحاحا العربية إسماعيل بن حماد‬
‫الجوهري‪ ،‬المتوفى سنة )‪393‬هـ( تحقيق أحمد عبد‬
‫الغفور عطار‪ .‬ط ‪1982-1402 – 3‬م‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ صحيح البخاري‪ .‬أبو عبد الله‪ ،‬محمد بن إسماعيل بن‬
‫إبراهيم البخاري‪ ،‬المتوفي سنة )‪256‬هـ(المكتبة‬
‫السلمية استنبول بتركيا‪.‬‬
‫ـ صحيح ابن حبان‪ .‬محمد بن حبان بن أحمد التميمي‪ ،‬أبو‬
‫حاتم البستي‪ ،‬المتوفي سنة )‪354‬هـ( دار الباز – مكة‬
‫المكرمة‪.‬‬

‫‪841‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ـ صحيح مسلم‪ .‬مسلم بن الحجاجا النيسابوري‪ ،‬المتوفى‬


‫سنة )‪261‬هـ( تحقيق – محمد فؤاد عبد الباقي‪ .‬المكتبة‬
‫الفيصلية – مكة المكرمة‪.‬‬
‫ـ طلبة الطلبة في اللغة على ألفاظ كتب الحنفية‬
‫للشيخ نجم الدين أبي حفص‪ :‬عمر بن محمد النسفي‬
‫المتوفى‪ :‬سنة ‪ ،537‬سبع وثلثين وخمسمائة‪.‬‬
‫ـ غمز عيون البصائر شرحا الشباه والنظائر الحموي‪:‬‬
‫أحمد بن السيد محمد مكي الحسيني الحموي شهاب‬
‫الدين المصري‪ .‬المتوفى سنة )‪ (1098‬ثمان وتسعين‬
‫وألف‬
‫ـ فتاوى الزهر لمجموعة من العلماء في جمهورية مصر‬
‫العربية‪ ..‬قرص المكتبة الشاملة‪.‬‬
‫ـ فتاوى السلم سؤال وجواب قرص المكتبة الشاملة‪.‬‬
‫ـ فتاوى الشبكة السلمية‪ .‬قرص المكتبة الشاملة‪.‬‬
‫ـ فتاوى قطاع الفتاء بالكويت‪ .‬قرص المكتبة‬
‫الشاملة‪.‬‬
‫ـ فتح الوهاب‪ .‬للقاضي زين الدين‪ :‬زكريا بن محمد‬
‫النصاري المتوفى‪ :‬سنة ‪ ،926‬ست وعشرين وتسعمائة‪.‬‬
‫ـ الفروع لبن مفلح‪ .‬المام شمس الدين أبو عبد الله‬
‫محمد بن مفلح المقدسي المتوفى سنة )‪763‬هـ(عالم‬
‫الكتب بيروت‪.‬‬
‫ـ القاموس المحيط والقابوس للمام مجد الدين )‪/ 2‬‬
‫‪ :(1307‬محمد بن يعقوب الفيروز آبادي الشيرازي‬
‫المتوفى‪ :‬في شوال سنة ‪ ،817‬سبع عشرة وثمانمائة‬
‫ـ كشاف القناع عن متن القناع‪ .‬للشيخ منصور بن‬
‫يونس بن إدريس البهوتي‪ ،‬المتوفى سنة )‪1051‬هـ(‬
‫‪1403‬هـ ـ ‪1983‬م عالم الكتب بيروت‪.‬‬
‫ـ كشف السرار المام عبد العزيز أحمد البخاري المتوفى‬
‫سنة )‪730‬هـ(‬
‫ـ لسان العرب‪ .‬محمد بن مكرم بن منظور الفريقي‬
‫المصري‪ ،‬المتوفى سنة )‪711‬هـ( دار صادر بيروت‪.‬‬
‫ـ المبدع شرحا المقنعابن المفلح‪ :‬إبراهيم بن محمد بن‬
‫عبد الله بن محمد بن مفلح ابن محمد بن مفرجا الراميني‬

‫‪842‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫برهان الدين أبو إسحاق الصالحي الحنبلي‪ .‬المتوفي سنة‬


‫)‪ (884‬أربع وثمانين وثمانمائة‪.‬‬
‫ـ المبسوط‪ .‬شمس الئمة‪ ،‬محمد بن أحمد بن أبي سهل‪،‬‬
‫أبو بكر السرخسي‪ ،‬المتوفي سنة )‪482‬هـ( دار المعرفة‬
‫بيروت‪.‬‬
‫ـ مجمع الزوائد ومنبع الفرائد‪ .‬علي بن أبي بكر‬
‫الهيثمي‪ ،‬المتوفي سنة )‪807‬هـ(‪1407‬هـ دار الريان‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫ـ المجموع‪ .‬محيي الدين‪ ،‬يحيى بن شرف النووي‪ ،‬المتوفي‬
‫سنة )‪676‬هـ( حققه‪ ،‬محمود مطرجي‪ .‬ط ‪1417 ،1‬هـ ـ‬
‫‪1996‬م دار الفكر بيروت‪.‬‬
‫ـ مجموع فتاوى ابن تيمية‪ .‬أحمد بن عبد الحليم بن عبد‬
‫السلم الحراني‪ ،‬المتوفي سنة )‪728‬هـ(جمعها‪ :‬محمد بن‬
‫عبد الرحمن بن قاسم ط ‪1398 – 1‬هـ‪.‬‬
‫ـ المحكم والمحيط العظم في اللغة لبي الحسن‪:‬‬
‫علي بن إسماعيل المعروف‪ :‬بابن سيدة اللغوي‬
‫المتوفى‪ :‬سنة ‪ ،458‬ثمان وخمسين وأربعمائة‬
‫ـ المحلى‪ .‬علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الندلسي‪،‬‬
‫المتوفي سنة )‪456‬هـ( قوبلت على النسخة التي حقققها‬
‫الستاذ أحمد محمد شاكر دار الفكر بيروت‪.‬‬
‫ـ المدخل لبن بدران‪ .‬قرص المكتبة الشاملة‪.‬‬
‫ـ المستدركا على الصحيحين ‪ .‬محمد بن عبد الله‪،‬‬
‫الحاكم النيسابوري‪ ،‬أبو عبد الله‪ ،‬المتوفي سنة )‬
‫‪405‬هـ(حققه‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ .‬ط ‪1411 ،1‬هـ‬
‫‪1990‬م‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت‪.‬‬
‫ـ المسند‪ .‬المام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني‪،‬‬
‫المتوفى سنة )‪241‬هـ(ط ‪1398 ،5‬هـ ـ ‪1978‬م المكتب‬
‫السلمي بيروت‪.‬‬
‫ـ المصباحا المنير في شرحا غريب الشرحا الكبير‬
‫أحمد بن محمد بن علي الحموي الفيومي‪ ،‬أبو العباس‪،‬‬
‫المتوفي سنة )‪770‬هـ( صححه‪ :‬مصطفى الزرقاء دار‬
‫الفكر بيروت‪.‬‬

‫‪843‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ـ مصنف ابن أبي شيبة الحافظ أبو بكر عبد الله بن‬
‫محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي‬
‫المعروف بابن أبي شيبة توفى سنة ‪ 235‬خمس وثلثين‬
‫ومائتين‪.‬‬
‫ـ المعجم الصغير للطبراني‪ .‬المام الحافظ سليمان بن‬
‫أحمد بن أيوب أبو القاسم‪ ،‬المتوفى سنة )‪360‬هـ( مكتبة‬
‫العلوم والحكم الموصل ط ‪1404 ،2‬هـ‪.‬‬
‫ـ المعجم الوسيط‪ .‬عني به وبطبعه ونشره عبد الله بن‬
‫إبراهيم النصاري‪ .‬إدارة إحياء التراث السلمي‪ ،‬قطر‪.‬‬
‫ـ المغني‪ .‬موفق الدين‪ ،‬عبد الله بن أحمد بن قدامة‬
‫المقدسي‪ ،‬أبو محمد‪،‬المتوفى سنة )‪620‬هـ( ط ‪,1‬‬
‫‪1405‬هـ دار الفكر بيروت‪.‬‬
‫ـ مغني المحتاج إلى معرفة معاني المنهاج‪ .‬المام‬
‫محمد بن أحمد الشربيني‪ .‬المتوفى سنة )‪977‬هـ( دار‬
‫الفكر بيروت‪.‬‬
‫ـ المنثور في القواعد‪ .‬محمد بن بهادر بن عبد الله‬
‫الزركشي‪ ،‬أبو عبد الله‪ ،‬المتوفي سنة )‪794‬هـ( حققه‪:‬‬
‫تيسير فائق أحمد محمود‪ .‬ط ‪1405 ،2‬هـ وزارة الوقاف‬
‫الكويتية‪.‬‬
‫ـ المهذب في فقه المام الشافعي‪ .‬إبراهيم بن علي‪،‬‬
‫أبو يوسف‪ ،‬المتوفي سنة )‪476‬هـ( دار الفكر بيروت‪.‬‬
‫ـ مواهب الجليل لشرحا مختصر خليل‪ .‬محمد بن‬
‫محمد بن عبد الرحمن الحطاب‪ ،‬المتوفي سنة )‪954‬هـ(‬
‫ط ‪1398 ،2‬هـ ـ ‪1978‬م دار الفكر بيروت‪.‬‬
‫ـ الموسوعة العربية الميسرة‪ .‬إشراف محمد شريف‬
‫غربال‪ .‬دار الجيل ‪1416‬هـ ـ ‪1995‬م‪.‬‬
‫ـ الموسوعة الفقهية الكويتية‪ .‬موسوعة يصدرها‬
‫مجموعة من العلماء المتخصصين‪ .‬وزارة الوقاف ـ‬
‫الكويت‪.‬‬
‫ـ النهاية في غريب الحديث والثر‪ .‬المام مبارك بن‬
‫محمد بن محمد بن عبد الكريم ابن عبد الواحد الشيباني‪,‬‬
‫أبو السعادات‪ ,‬مجد الدين ابن الثير‪ ,‬الجزري الشافعي‪.‬‬

‫‪844‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المتوفي سنة )‪ (606‬ست وستمائة‪ .‬المكتبة السلمية‬


‫بالرياض‪.‬‬
‫ـ نهاية المحتاج إلى شرحا المنهاج‪ .‬محمد بن أحمد بن‬
‫حمزة الرملي‪ ،‬المتوفى سنة )‪1004‬هـ( الطبعة الخيرة‬
‫‪1386‬هـ ـ ‪1967‬م مصطفى الحلبي‪.‬‬
‫ـ نيل الوطار شرحا منتقى الخبار‪ .‬المام محمد بن‬
‫علي الشوكاني‪ ،‬المتوفى سنة )‪1250‬هـ( الطبعة الخيرة‬
‫مصطفى الحلبي‪.‬‬

‫التداوي بالمحرمات‬
‫"استخدام الصمامات الخنزيرية في العلجا‬
‫البشري"‬
‫)ورقة عمل(‬

‫‪845‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إعـــداد‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬عبد الله بن محمد المطلق‬
‫المستشار بالديوان الملكي عضوهيئة كبار العلماء‬
‫عضـواللجنة الدائمـة للبحوث العلمـية والفــتاء‬

‫‪846‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪847‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المقدمة‬

‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‬


‫ونستهديه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا‬
‫ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده الله فل مضل له‪،‬‬
‫ومن يضلل فل هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله‬
‫وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا ا عبده ورسوله‬
‫صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ا‬
‫كثيرا‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن التداوي عمل مشروع نبه عليه النبي ‪ ‬نن‬
‫نننن ننن ننننننن ‪ t‬نن نننن نننن ‪ ‬ننن‪:‬‬
‫" نن نننن نن ننن نننن ننننن نننننننن‬
‫نننن ننن ننن نننن ننننننن ننن نننننن‬
‫ننننن " نننن ننننننن نننننننننن‬
‫نننن ننن ننننننن ننننننننن ننن نن‬
‫ننننننن نننننننننن نننن ‪ ‬نن نننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننننننن ننن نن نننن ننن نننن‬
‫نننن نننن نن نننن نننن ‪ ‬ننن‪ " :‬نن نننن‬
‫ننننن نن نننن نننن نننن نننن ننن‬
‫ننننن " ننننن نننننننن نن نننننن‪.‬‬
‫ننن ننننن نن ننن نننننن ننننننن‬
‫نننننن ننننن ننننن ننن ننن ننننننن‬
‫ننننننن نننننننن نننننننن ننن ننن نن‬
‫ننننننننن ننن ننن نننننن نن ننننننن‬
‫نننننن ننننننننن ننننننن نن ننننن نن‬

‫‪848‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننن نن نننن نننننن ننن‬


‫ننننننن‪.‬‬
‫ننن نننن نن نننن نننن نن ننن‬
‫ننننننن نننن ننن ننننن ننننننن نن‬
‫ننننننن ننن ننننننن نننننننن نن ننن‬
‫نننننن ننننننن ننن ننن ننن نن نننن‬
‫نننننننن ننن ننننننن ننن نننننن‬
‫ننننننن ننننننن ننننننن نننننن‬
‫ننننننننن ننن نننننن نن ننن نننننن‬
‫ننننننن نننننننن ننننننن ننن‬
‫ننننننن نننننن نننننن نننن نننننن ‪/‬‬
‫ننننن نن نننن ننننننننن نننن نننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن نننن نن نننن نن ننن ننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننن نننننن ننننن ننن ننننننن‪.‬‬

‫‪849‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫تصوير الواقعة‬
‫يحتاجا من تعطل عنده بعض صمامات القلب إلى‬
‫استبدالها‪ ،‬ويمكن أن يكون البديل واحدا ا من ثلثة‬
‫أشياء‪:‬‬
‫الول‪ :‬صمام بشري منقول من شخص متوفى‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬صمام معدني مصنوع من معدن خاص‬
‫ل يتفاعل مع الدم‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬صمام بيولوجي نسيجي مصنوع من‬
‫أنسجة حيوانية قد تكون من‪:‬‬
‫أ‪ -‬قلب الخنزير‪.‬‬
‫غشاء التامور البقري ‪.‬‬ ‫ب–‬
‫جا – غشاء تامور الحصان ‪.‬‬
‫وتعالج هذه النسجة بوضعها في محلول كيمائي‬
‫معين يقتل الخليا في هذه النسجة لتصبح كالجلد‬
‫في عملية تشبه دبغ الجلود وحين نتأمل في هذه‬
‫البدائل الثلثة نجد مايلي‪:‬‬
‫البديل الول‪ :‬وهوالصمام البشري المنقول‬
‫من شخص متوفى‪ ،‬قليل الوجود ل يغطي إل القليل‬
‫من حاجة المرضى المسجلين في النتظار‪.‬‬
‫أما البديل الثاني‪ :‬وهوالصمام المعدني فإن‬
‫مما يزهد المرضى فيه‪ ،‬مايترتب على استعماله من‬
‫الستمرار في تناول الدواء المسيل للدم الذي يمنع‬
‫دم المريض من رفض الجسم الغريب )المعدن(‪،‬‬
‫وفي هذا مشقة على المريض‪ ،‬ويترتب على نسيان‬
‫المريض لهذا الدواء مخاطر الجلطات التي تقلق‬
‫كثيرا ا من المرضى‪ ،‬وتجعلهم يبحثون عن بدائل‬

‫‪850‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أخرى ل يكون فيها هذا اللتزام المستمر بتناول‬


‫العلجا‪.‬‬
‫أما البديل الثالث‪ :‬وهوالصمامات المصنوعة‬
‫من النسجة الحيوانية فهذه في العادة ل يحتاجا إلى‬
‫دواء مسيل للدم‪ ،‬ولكن عمره الفتراضي محدود‬
‫)حوالي عشر سنوات( مما يجعل هناك حاجة إلى‬
‫تغييره في المستقبل ‪،‬وهذه الصمامات منها ما‬
‫يكون من حيوانات طاهرة كالبقر ومنها ما يكون‬
‫من حيوانات نجسة كالخنزير‪ ،‬ويرى مجموعة من‬
‫جراحي القلب أن الصمامات المصنوعة من‬
‫الخنزير هي الفضل بل ربما تكون أحيانا هي البديل‬
‫الوحيد المناسب لبعض المرضى وحيث إن الخنزير‬
‫من الحيوانات النجسة المحرمة التي نص القرآن‬
‫على حرمتها ونجاستها قال تعالى ﮋﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞ ﮟﮠ ﮡﮢ ﮣ‬
‫ﮤ ﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮊ )النعام‪ .(١٤٥ :‬فقد اختلف الفقهاء‬
‫المعاصرون في استعمال الصمامات المستمدة‬
‫من الخنزير فمنعه طائفة منهم لحرمته‪ .‬ونجاسته‪،‬‬
‫وأجازه آخرون للضرورة بشروطها‪ ،‬وتوسع آخرون‬
‫فأجاوزه للحاجة‪ ،‬بينما رأى بعض الفقهاء أن‬
‫معالجتها كيميائيا تحيلها إلى شيء آخر يقبل اللتئام‬
‫بالنسجة البشرية وتسري عليها أحكام الستحالة‪،‬‬
‫وسوف نتحدث في هذه البحث عن هذه الحوال‬
‫بشيء من اليجاز‪.‬‬

‫‪851‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التــدواي بالنجـــس‪:‬‬

‫أتفق العلماء على حرمة التدواي بالنجس في‬


‫الحوال العادية حيث لم تدع له ضرورة ول حاجة‬
‫ومستند ذلك حديث عبد الله بن مسعود ‪ t‬ننن‪:‬‬
‫ننن نننن نننن ‪ " :‬نن نننن نن نننن‬
‫نننننن نننن ننن ننننن " نننن ننننن‬
‫نننننننن ننننننن ننننن ننننننن‬
‫ننننن‬
‫ننن ننن نن ننننن ننن ننن ننننننن ‪t‬‬
‫ننن‪ :‬ننن نننن نننن ‪ " :‬نن نننن ننن‬
‫ننننن ننننننن نننن ننن ننن نننن‬
‫ننننننن نننن نننن ننن ننننننن ننننن‬
‫" نننن ننننننن ننننننننن نننننن نننن‬
‫)‪ .(1‬ننن نن ننن ننننننن ننن نننن‬
‫نننننننن ننننننننن نننن ننننننن ننن‬
‫نننن ننننننن نننننن ننن ننننننن ننن‬
‫نننن نننن نننن نننن ننن نننن نننن‬
‫نننن نن نن ننننن نننن ننن نننننن‬
‫نننننن ننن ننننن ننننن ننن نننن‪:‬‬
‫‪ .1‬ننن نننن ننننن‪ :‬ﮋﭚﭛ ﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡ ﭢﭣﮊ‬
‫)النعام‪ (119 :‬فإن الله تعالى استثنى حال‬
‫الضرورة حيث اسقط التحريم عن المضطر‪.‬‬
‫‪ .2‬عن أنس بن مالك ‪ t‬ننن نن نننن نن‬
‫ننننن نننن ننن نننن نننن ‪‬‬

‫)‪ (1‬أخرجه أبو داود برقم )‪ (3874‬والبيهقي )‪.(10/5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪852‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن‪ :‬ننن ننننننن ننننننن‬


‫ننننن نننننن ننننننن نننننننن‬
‫نننننن ننننن ‪ ‬نن نننننن ننننن‬
‫ننننن ننننننن نن ننننننن‬
‫ننننننننن نننننن ننننن ننننن‬
‫نننننن نن ننننننن نننننننن ننن‬
‫نننن نننننن نننننننن " نننن‬
‫نننن)‪.(1‬‬
‫نننن ننن ننننن نننن ننننن ننننن‬
‫ننننن ننننننن ننننننننن نننن نننننن‬
‫ننننن‪.‬‬
‫نننن نننننننن ننننننننن نننن‬
‫ننننننن ننن نننن ننننننن نننننن ننن‬
‫ننننننن ننن نننننن نن نننننننن‬
‫نننننننن ننن ننن ننن نننن‪:‬‬
‫‪ .1‬ننن نننن ننننن نن ننن نننن نننن ‪:‬‬
‫ﮋﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮊ العراف‪.١٥٧ :‬‬
‫‪ .2‬عن ضأم سلمة رضي الله عنها قالت إن رسول‬
‫الله ‪ ‬ننن‪ " :‬نن نننن ننننن نن نننن‬
‫نننن نننن نننن ننن ننننن ")‪.(2‬‬
‫‪ .3‬نن ننن ننننننن ‪ t‬نن نننن نننن ‪‬‬
‫ننن‪ " :‬نن نننن نن ننن نننن ننننن‬

‫)‪ (1‬في الصحيحين ) صحيح البخاري ‪ .9 / 4‬صحيح مسلم ‪ ،‬شرحا‬ ‫‪1‬‬

‫النووي عليه ‪.( 156 – 154 / 11‬‬


‫)‪ (2‬أخرجه الطبراني في الكبير ) ‪ ، ( 326 / 23‬والبيهقي ) ‪5 / 10‬‬ ‫‪2‬‬

‫( بلفظ ) إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم (‪.‬‬


‫‪853‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننننن نننن ننن ننن نننن‬


‫ننننننن ننن نننننن ننننن ‪.‬‬
‫‪ .4‬نن ننن ننننن ‪ t‬ننن‪ " :‬ننن نننن‬
‫نننن ‪ ‬نن نننننن نننننن " نننن‬
‫نننننن نن نننننننن ننننن‪ .‬ننن‬
‫نننن نننننن ‪ -‬نننن نننن ‪ -‬نن ننن‬
‫ننننننننن ننن ننننن ننننن ننن‬
‫ننن نننن نننننن ننن ننننننن‬
‫ننننننن ننننننن ننننننن نننننن‬
‫نننننننن)‪.(1‬‬

‫نننن نننننن ننننننننن‪ :‬ننننننن‬


‫ننننننن نن نننن نن نننن ننن نننن نننن‬
‫ننننن ننن ننن نننننننن نننن نن ننن‬
‫نننننننن ننن نننن ننننن نننننن‬
‫)‪(2‬‬
‫نننننن نن ننننننن‪.‬‬
‫ننن ننن نن نننننن ننننننن نننننن‬
‫ننننننن ننننننن ننننننننن نننننن‬
‫نننننن نننننننن ننننن نننننن نن‬
‫نننننن نن )‪ 1995 / 5 / 24 – 22‬ن( ننننننن‪:‬‬
‫نننننن‪ :‬ننن ننننننن نننننن ننننن‪:‬‬
‫‪ - 8‬ننننن ننننننن نننننننن نن‬
‫ننننننن نن نننن ننننننننن ننن‬

‫)‪ (3‬المجموع )‪.(9/45‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ( 1 ) 2‬انظر عمده القاري ) ‪ ( 34 /3‬ونيل الوطار ) ‪.( 49 / 1‬‬


‫‪854‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننن نننن نننننن نننننن‬


‫ن‬
‫ننننن نننن ننننننن‪.‬‬
‫ننننننن‪ :‬ننن ننننننننن نننننننن‬
‫نننننن ننننن‪:‬‬
‫‪ -7‬ننننننننن نننننننن نننننن نننن‬
‫ننننن نننننن ننننننن نن ننننننن‬
‫نننننننن ننننننن‪.‬‬
‫ننن ننن ننن ننننننن نن نننننن‬
‫نننن ننن نننننننن ننن ننن ننن‬
‫ننننننن نننن نننننننن ننن نننن‬
‫ننننننن ننننننن ننننننن ننن ننن‬
‫نننننن نننننن نن نننن نننننن نننننن‬
‫ننن ننن نننن نننن نننن ننن‪ .‬ننن نن نن‬
‫ننننننن‪ :‬ننن ننن ننن نننن نننن نننننن‬
‫ننننن ننننن ننننننن نننن ننننن)‪(1‬ن‬
‫نننن نننننن نننننننن‪ :‬ننننننن نننننن‬
‫ننننننن ننننننن ننننن ننن نننننن‬
‫نننننننن ننننننن نن ننن ننن نننننن‬
‫ننننن ننن نننن نن ننننننن نن‬
‫نننننننن نننننننن نننن نننن ننن نننن‬
‫نننننن ننننننن نننن نننننن ننننن‬
‫نننن ننننن نننن نننن ننن ننننن‬
‫نننننننن ننننننن نن )‪.(2‬‬

‫‪ (2 ) 1‬انظر رد المحتار ) ‪.( 215 / 4‬‬


‫) ‪ ( 3‬انظر رد المحتار ) ‪.( 215 / 4‬‬
‫‪ ( 1 )2‬مغني المحتاجا ) ‪.( 188 / 4‬‬
‫‪855‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننن ننن ننننننن نننننن‬


‫ننننننن ننننننن ننننننننن نننننننن‬
‫نننننننن ننننننننن نن نننننن نن )‪– 8‬‬
‫‪ / 11‬ننن ‪1418 /‬نن( نننننننن نننننننن‬
‫نننننننن )نننن ننننننن نننن نننننننن‬
‫نننننن نننننننن(ن نننن نن ننن‬
‫نننننننن‪:‬‬
‫‪ -4‬ننننننن نننننننن ننننننن‬
‫ن‬
‫نننننننن نن ننننننن نننن نننن‬
‫نننننن‪.‬‬

‫‪856‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫استحالة لحم الخنزير‪:‬‬


‫ذكر صاحب المعالي وزير الصحة أن النسجة‬
‫المأخوذة من قلب الخنزير تعالج بوضعها في‬
‫محلول كيمائي معين يقتل الخليا في هذه النسجة‬
‫لتصبح كالجلد في عملية تشبه دبغ الجلود‪.‬‬
‫فهل يعتبر ذلك استحالة‪ ،‬وهل تطهر هذه‬
‫النسجة بهذه العلمية إننا إذا راجعنا أقول الفقهاء‬
‫في الستحالة نجـــد‪:‬‬
‫‪ ‬أن ابن عابدين الحنفي قد عرفها بقوله‪ :‬تغير‬
‫العين النجسة وانقلب حقيقتها إلى حقيقة‬
‫أخرى كانقلب الخمر خل ا والخنزير ملحا ا‬
‫والسرجين رماداا‪.‬‬
‫‪ ‬عرفها الحطاب من المالكية بقوله أزاله جميع‬
‫صفات العين النجسة إلى صفات أخرى‬
‫مخالفه وإزالة اسمها إلى اسم آخر‪.‬‬
‫‪ ‬وعرفها الرملي من الشافعية بقوله إزاله‬
‫صفات العين النجسة إلى صفات أخرى كزوال‬
‫صفة السكار من الخمير بالتحليل‪.‬‬
‫‪ ‬وعرفها منصور البهوتي من الحنابلة بقوله زوال‬
‫صفة طارئة على عين‪.‬‬
‫‪ ‬وعرفها أبومحمد بن حزم بقوله تغير صفات‬
‫العين بما يقتضي زوال اسمها عنها‪.‬‬
‫أما علماء الكيمياء فيعرفون الستحالة بأنها‪:‬‬
‫تفاعل – كيميائي يحول المادة إلى مركب آخر‬
‫كتحويل الزيوت والشحوم على اختلف مصادرها‬
‫إلى صابون)‪.(1‬‬

‫‪ ( 1 )1‬المستخلص من النجس وحكمه في الفقه السلمي ص ) ‪.( 85‬‬


‫‪857‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أثر الستحالة في تطهير النجس‪:‬‬


‫ل بد من التفريق بين النجس والمتنجس‬
‫فالنجس ل يقبل التطهير وهوما كان أصله نجسا‬
‫كالخنزير والكلب‪ ،‬أواكتسب النجاسة بتغير حاله‬
‫كالميتة التي اكتسبت النجاسة بالموت‪ ،‬والمتنجس‬
‫هوكان أصله طاهرا ا ثم تنجس بمخالطة النجس‪،‬‬
‫ويقبل التطهير كالثوب المتنجس‪ ،‬والعيان النجسة‬
‫تكمن نجاستها في ذاتها ول يتصور تطهيرها بغسل‬
‫ول نحوه مما يزيل النجاسة الطارئة‪ ،‬وإنما اختلف‬
‫العلماء في طهارتها بالستحالة على قولين‪:‬‬
‫الول‪ :‬ذهب الحنفية والمالكية وقول في‬
‫مذهب الحنابلة ومذهب الظاهرية‪ ،‬واختاره شيخ‬
‫السلم ابن تيمية وتلميذه ابن القيم‪ :‬إلى أن‬
‫الستحالة تطهر الشياء النجسة والمتنجسة‪ ،‬وقال‬
‫ابن نجيم الحنفي‪ ،‬في البحر الرائق‪ :‬ومن المور‬
‫التي يكون بها التطهير انقلب العين‪ ......‬كالخنزير‬
‫والميتة تقع في المملحة فتصير ملحا ا يؤكل‪،‬‬
‫والسرجين والعذره تحترق فتصير رمادا ا تطهر عند‬
‫محمد‪ ،‬وقال أيضاا‪ :‬وضم إلى محمد أبوحنيفة‬
‫وكثيرا ا من المشايخ اختاروا قول محمد لن الشارع‬
‫رتب وصف النجاسة على تلك الحقيقة‪ ،‬وتنتفي تلك‬
‫الحقيقة بانتفاء بعض أجزاء مفهومها فكيف‬
‫بالكل)‪ ،(1‬وذكر أبوبكر الكشناوي من المالكية في‬
‫كتابه أسهل المدارك‪ :‬أن العين النجسة إذا انقلبت‬
‫إلى عين أخرى كما لواحترقت وصارت رمادا ا فإنها‬
‫تطهر‪.(2) .‬‬
‫‪ (1 )1‬البحر الرائق ) ‪.( 239 – 57 /1‬‬
‫‪ ( 2 )2‬أسهل المدارك ص )‪.( 50 -49 /1‬‬
‫‪858‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقال في المغني‪ :‬ويتخرجا أن تطهر النجاسات‬


‫كرلها بالستحالة قياسا ا على الخمرة إذا انقلبت‬
‫حبست)‪.(1‬‬ ‫دبغت والج ر‬
‫للة إذا ض‬ ‫وجلود الميتة إذا ض‬
‫وقال في النصاف‪ :‬وعنه‪ ،‬بل تطهر النجاسات‬
‫وهي مخرجة من الخمرة إذا انقلبت بنفسها خرجها‬
‫المجد‪ .‬واختاره الشيخ تقي الدين‪ ،‬وصاحب‬
‫دود الجروحا‬ ‫)الفائق( فحيوان متولد من نجاسة‪ ،‬ك ض‬
‫)‪(2‬‬
‫والقروحا وصراصير الكنيف‪ ،‬طاهر‪ .‬نص عليه ‪.‬‬
‫ورجح شيخ السلم ابن تيمية – رحمه الله ‪ -‬هذا‬
‫الرأي وقال‪ :‬هذا هوالصواب المقطوع به فإن هذه‬
‫العيان لم تتناولها نصوص التحريم للفظا ا ول معنى‬
‫فليست محرمة ول في معنى التحريم فل وجه‬
‫لتحريمها بل تتناولها نصوص الحل فإنها من‬
‫الطيبات‪ ،‬وأيضا فهي في معنى ما اتفق على حله‬
‫فالنص والقياس يقتضي تحليلها‪ ،‬وعلى هذا‬
‫استحالة الدم أوالميتة أولحم الخنزير وكل عين‬
‫نجسة استحالت إلى عين ثانية)‪. (3‬‬
‫وقال ابن القيم – رحمه الله ‪ :-‬ومن الممتنع بقاء‬
‫حكم الخبيث‪ ،‬وقد زال اسمه ووصفه‪ ،‬والحكم تابع‬
‫للسم‪ ،‬والوصف دائر معه وجودا ا وعدما ا)‪.( 4‬‬
‫ذكر المقري في القواعد الفقهية‪ :‬أن استحالة‬
‫الفاسد إلى صلحا تنقل حكمه بخلف يقوى ويضعف‬
‫بحسب كثرة الستحالة‪ ،‬وقلتها‪ ،‬وضبعد الحال عن‬
‫الصل وقربه‪.‬‬
‫المغني ) ‪.( 97 / 1‬‬ ‫(‬ ‫‪1‬‬ ‫‪)1‬‬
‫النصاف ) ‪.( 299 / 2‬‬ ‫(‬ ‫‪2‬‬ ‫‪)2‬‬
‫مجموع الفتاوى ) ‪.( 516 / 21‬‬ ‫(‬ ‫‪3‬‬ ‫‪)3‬‬
‫إعلم الموقعين ) ‪.( 445-441 / 1‬‬ ‫(‬ ‫‪4‬‬ ‫‪)4‬‬
‫‪859‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقال‪ :‬أصل النجاسة الستقذار‪ ،‬فما خرجا إلى‬


‫ضد ذلك منها فقد خرجا بالكلية عنها كالمسك‬
‫والعنبر عند من يرى نجاسة الرواث مطلقا‬
‫كالشافعية)‪.(1‬‬
‫وذكر ابن العربي‪ :‬في المريض يحتاجا إلى‬
‫التداوي بالميتة أن ابن حبيب يجوز استعمالها إذا‬
‫وز الصلة بها وخففه ابن‬ ‫تغيرت بالحتراق‪ ،‬ويج ر‬
‫الماجشون بناء على أن الحرق تطهير‪ ،‬لتغير‬
‫الصفات‪.‬‬
‫وقال القرافي‪ :‬إن الله تعالى – إنما حكم‬
‫بالنجاسة في أجسام مخصوصة‪ ،‬بشرط أن تكون‬
‫موصوفة بأغراض مخصوصة مستقذرة‪ ،‬وإل‬
‫فالجسام كلها متماثلة‪ ،‬واختلفها إنما وقع‬
‫بالغراض‪ ،‬فإذا ذهبت تلك الغراض ذهابا كليا ارتفع‬
‫الحكم بالنجاسة إجماعا‪ ،‬كالدم يصير منيا ثم آدميا‪،‬‬
‫وإذا انتقلت الغراض إلى ماهوأشد استقذارا منها‪،‬‬
‫ثبت الحكم فيها بطريق الولى‪،‬كالدم يصير قيحا‪.‬‬
‫واصدر مجلس المجمع الفقهي السلمي برابطة‬
‫العالم السلمي في دورته السابعة عشرة‬
‫المنعقدة بمكة المكرمة‪ ،‬في الفترة من ‪– 19‬‬
‫‪ / 22‬شوال ‪1424 /‬هـ القرار الرابع‪ ،‬حيث نظر في‬
‫)حكم استعمال الدواء المشتمل على شيء من‬
‫نجس العين‪ ،‬كالخنزير وله أقل منه فائدة ؛‬
‫كالهيبارين الجديد ذي الوزن الجزيئي المنخفض(‪،‬‬
‫والذي يستعمل في علجا أمراض مختلفة‪ ،‬كأمراض‬

‫) ‪ ( 1‬القواعد الفقهية ) ‪ ( 2 ) .( 272-271 / 1‬أحكام القرآن )‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ( 3 ) .( 59 / 1‬الذخيرة ) ‪.(188 / 1‬‬


‫‪860‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القلب والذبحة الصدرية‪ ،‬وإزالة الخثرات الدموية‪،‬‬


‫وغيرها‪ ،‬مما جاء في القرار‪:‬‬
‫‪ .1‬أن عملية استخلص الهيبارين ذي الوزن‬
‫الجزيئي المنخفض من الهيبارين العادي تتم‬
‫بطريق كيميائية ينتج عنها مركبات جديدة‬
‫مختلفة في خواصها وصفاتها الفيزيائية‬
‫والكيميائية عن الهيبارينات العادية‪ ،‬وهوما‬
‫يعبر عنه الفقهاء بالستحالة‪.‬‬
‫‪ .2‬أن استحالة النجاسة إلى مادة أخرى مختلفة‬
‫عنها في صفاتها وخواصها كتحول الزيت إلى‬
‫صابون ونحوذلك‪ ،‬أواستهلك المادة بالتصنيع‬
‫وتغير الصفات والذات‪ ،‬تعد وسيلة في الفقه‬
‫السلمي للحكم بالطهارة وإباحة النتفاع بها‬
‫شرعاا‪.‬‬
‫وقد صدرت توصية من الندوة الفقهية الطبية‬
‫الثامنة للمنظمة السلمية للعلوم الطبية المنعقدة‬
‫بدولة الكويت في الفترة من )‪/ 5 / 24 – 22‬‬
‫‪1995‬م( تضمنت إن الستحالة التي تعني انقلب‬
‫العين إلى عين أخرى تغايرها في صفاتها تحول‬
‫المواد النجسة والمتنجسة إلى مواد طاهرة وتحول‬
‫المواد المحرمة إلى مواد مباحة شرعا‪ ،‬وبناء على‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ .1‬الجيلتين المتكون من استحالة عظم الحيوان‬
‫النجس وجلده وأوتاره طاهر وأكله حلل‪.‬‬
‫‪ .2‬الصابون الذي ينتج من استحالة شحم‬
‫الخنزير‪ ،‬أوالميتة يصير طاهرا بتلك الستحالة‬
‫ويجوز استعماله‪.‬‬
‫‪861‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الثاني‪ :‬ذهب الشافعية والحنابلة إلى‪ :‬أن‬


‫الستحالة ل تطهر الشياء النجسة ول المتنجسة‪.‬‬
‫قال الشيرازي في المهذب‪ :‬ول يطهر شيء من‬
‫النجاسات بالستحالة إل شيئان أحدهما جلد الميتة‬
‫إذا دبغ والثاني الخمر‪ ،‬وإن أحرق العذرة والسرجين‬
‫حتى صار رمادا ا لم يطهر)‪.(1‬‬
‫وقال ابن قدامه ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬في المغني‪:‬‬
‫ظاهر المذهب‪ ،‬أنه ل يطهضر شيء من النجاسات‬
‫بالستحالة‪ ،‬إل الخمرة إذا انقلبت بنفسها خل‪ ،‬وما‬
‫عداه ل يطهر‪ ،‬كالنجاسات إذا احترقت وصارت‬
‫ا )‪(2‬‬ ‫رماداا‪ ،‬والخنزير إذا وقع في الم ر‬
‫لحة وصار ملحا ‪.‬‬
‫أثر التصنيع في استحالة أجزاء الخنزير‪:‬‬
‫إذا تعرض الجزء المأخوذ من الخنزير للتفاعل‬
‫الكيميائي‪ ،‬وانقلب إلى حقيقة أخرى كما ينقلب‬
‫الجزء المأخوذ من قلب الخنزير إلى حقيقة تشبه‬
‫الجلد‪ ،‬كما ورد في خطاب معالي وزير الصحة‪،‬‬
‫فهل يكون في حكم جلد الخنزير‪ ،‬ويظل على‬
‫نجاسته‪ ،‬أم أنه يكون حقيقة أخرى صالحة‬
‫للستعمال في صمامات الدمي‪ ،‬ومعلوم إن جلد‬
‫الخنزير ل يصلح استخدامه بديل ا للصمام البشري‬
‫أما هذا المنتج فإنه يكون شيئا ا آخر طاهرا ا هذا ما‬
‫يراه بعض المعاصرين‪ ،‬وسئل المجلس الوروبي‬
‫للفتاء والبحوث‪ :‬عما يوجد ضمن محتويات بعض‬
‫الطعمة مما يشير إلى أنها مصنعة من مركبات‬
‫ذات منشأ حيواني من دهن أوعظـم الخنزير ؟‪.‬‬

‫‪ ( 1) 1‬المهذب ) ‪.( 10 / 1‬‬


‫‪ ( 2) 2‬المغني ) ‪.( 97 / 1‬‬
‫‪862‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فأجاب‪ :‬بأنها ل تبقى على أصلها الحيواني‪ ،‬وإنما‬


‫تطرأ عليها استحالة كيميائية تغير طبيعتها تغييرا ا‬
‫تماما ا بحيث تتحول إلى مادة جديدة طاهرة‪ ،‬وهذا‬
‫التغيير مؤثر في الحكم الشرعي)‪.(1‬‬

‫‪ ( 1 )1‬بحث الدكتور ‪ /‬حمزة أبو فارس ص ) ‪ ( 21‬حكم استعمال الدواء‬


‫المشتمل على شيء نجس العين‪.‬‬
‫‪863‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الىتداوي بالمحرمات‬

‫إعـــداد‬
‫أ‪ .‬د‪ .‬الوليد بن عبد الرحمن بن محمد آل فرريان‬
‫كلية الشريعة في الرياض‬
‫قسم الفقه‬

‫‪864‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪865‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪:‬المقدمة‬
‫الحمد ض لله رب العالمين‪ ،‬والصلة والسلم على‬
‫نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫ن مما ضيحمد لجامعة المام محمد بن سعود‬ ‫فإ ر‬
‫مها بخدمة‬‫السلمية عنايتها بالفقه والتفقه‪ ،‬واهتما ض‬
‫مسمين)‪.(1‬‬‫الباحثين وعامة ال ض‬

‫)( جاء في نظام جاماعة الماام ماحمد بن سإعود السإلماية الصادر‬ ‫‪1‬‬

‫بالمرسإوم الملكي الكريم‪ ،‬رقم م‪ 50/‬وتاريخ ‪23/8/1394‬هـ‪ ،‬المادة‬


‫الولى‪ ،‬ماا نصه‪ :‬تهدف الجاماعة إلى توفير أسإباب التعليم الجاماعي‬
‫والدراسإات العليا في العلوم السإلماية وعلوم اللغة العربية وماا‬
‫يتصل بهما‪ ،‬والعناية بالبحوث السإلماية والفقهية‪ ،‬والمساهمة في‬
‫تلبية حاجات البلد السإلماية مان المختصين في ذلك‪ ،‬ونشر الدعوة‬
‫السإلماية‪.‬‬
‫‪866‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فكان هذا المؤتمضر الفقهي السلمي الثاني‬


‫الخاص بقضايا طبية معاصرة ‪ -‬التي ترعاه الجامعة‬
‫ة حية‬
‫ممثلة في كلية الشريعة في الرياض ‪-‬ترجم ا‬
‫لتلك الغاية السامية‪ ،‬وتأكيدا ا لما ضتوليه المملك ض‬
‫ة‬
‫ب العلم من‬ ‫العربية السعودية للفقه والفقهاء و ض‬
‫طل ض‬
‫رعايةٍ واهتمام‪.‬‬

‫‪867‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فجزى الضله القائمين على أمر هذه الدولة‬


‫مباركة وعلى هذه الجامعة العريقة ك ض ى‬
‫ل خير‪،‬‬ ‫ال ض‬
‫وورفقهم لصالح القوال والعمال‪.‬‬

‫‪868‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫سر‬‫ني ر‬
‫وقد كان من فضل الله تعالى‪ :‬أ س‬
‫المشاركة في الكتابة عن التداوي بالمحرمات‬
‫‪-‬ضمن موضوعات المحور الول من محاور هذا‬
‫المؤتمر ‪-‬على ضيق في الوقت وكثرة في‬
‫المشاغل‪ ،‬فالحمد ض لله على توفيقه‪ .‬وذلك أني‬
‫ت الحاجة ماسة إلى تناول هذا الموضوع‬ ‫رأي ض‬
‫بالبحث؛ لما للتداوي من أهمية في حياة النسان‪،‬‬
‫ولما اكتنف هذا العصر‪ :‬من انتشار واسع للرتطبيب‪،‬‬
‫وتهاضفت كبير على الدوية المستحضرة من‬
‫المحرمات‪.‬‬

‫‪869‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقد جعلت البحث في‪ :‬مقدمة وتمهيد‪ ،‬وفصلين‪،‬‬


‫وخاتمة‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬في بيان أهمية الموضوع‪ ،‬وخطة‬
‫متبع‪.‬‬
‫البحث‪ ،‬والمنهج ال ض‬
‫حكم التداوي‪ ،‬وأقسام التداوي‪،‬‬ ‫د‪ :‬في ض‬‫والتمهي ت‬
‫مترتبة عليه‪.‬‬‫والثار ال ض‬

‫‪870‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ل الول‪ :‬ففي حقيقة التداوي‬ ‫ما الفص ت‬ ‫ل‬


‫أ د‬
‫بالمحرمات‪ ،‬وفيه مبحثان‪:‬‬
‫ث الول‪ :‬معنى التداوي بالمحرمات‪،‬‬ ‫المبح ت‬
‫ة مطالب‪:‬‬‫وفيه ثلث ض‬
‫ف التداوي‪.‬‬‫المطلب الول‪ :‬تعري ض‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف المحررمات‪.‬‬
‫ف التداوي‬‫المطلب الثالث‪ :‬تعري ض‬
‫بالمحرمات‪.‬‬

‫‪871‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫م التداوي بالمحرمات‪.‬‬‫المبحث الثاني‪ :‬أقسا ض‬


‫والفصل الثاني‪ :‬في حكم التداوي‬
‫بالمحرمات‪.‬‬
‫وفيه تمهيد وستة مباحث‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬حكم التداوي بالنجاسات‪ ،‬وفيه‬
‫ة مطالب‪:‬‬ ‫أربع ض‬
‫المطلب الول‪ :‬حكم التداوي بالنجاسات‬
‫للضرورة‪.‬‬

‫‪872‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حكم التداوي بالنجاسات‬


‫للحاجة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حكم التداوي بما استحال‬
‫من النجاسات‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حكم التداوي بالدوية‬
‫مستحضرة من النجاسات‪.‬‬ ‫الحديثة ال ض‬
‫ث الثاني‪ :‬حكم التداوي بالمسكرات‪،‬‬ ‫المبح ت‬
‫ة مطالب‪:‬‬ ‫وفيه ثلث ض‬

‫‪873‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الول‪ :‬حكم التداوي بالمسكرات‬


‫للضرورة أو الحاجة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حكم التداوي بما استحال‬
‫من المسكرات‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حكم التداوي بالدوية‬
‫مستحضرة من المسكرات‪.‬‬ ‫الحديثة ال ض‬

‫‪874‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حكم التداوي بالمخدرات‪،‬‬


‫ة مطالب‪:‬‬‫وفيه ثلث ض‬
‫المطلب الول‪ :‬حكم التداوي بالمخدرات‬
‫للضرورة أو الحاجة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حكم التداوي بما استحال‬
‫من المخدرات‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حكم التداوي بالدوية‬
‫مستحضرة من المخدرات‪.‬‬ ‫الحديثة ال ض‬

‫‪875‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫مضر‬ ‫ث الرابع‪ :‬حكم التداوي بال ض‬ ‫المبح ت‬


‫ذر‪ ،‬وفيه ثلثة مطالب‪:‬‬ ‫مستق د‬ ‫وال ض‬
‫المطلب الول‪ :‬حكم التداوي بالمضر‬
‫والمستقذر للضرورة أو الحاجة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حكم التداوي بما زال ضرره‬
‫واستقذاره‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حكم التداوي بالدوية‬
‫ذر‪.‬‬‫مستق د‬ ‫مستحضرة من المضر وال ض‬ ‫الحديثة ال ض‬
‫ث الخامس‪ :‬حكم التداوي بالمحررم‬ ‫المبح ت‬
‫ة مطالب‪:‬‬ ‫حرمته‪ ،‬وفيه ثلث ض‬ ‫ل ض‬
‫المطلب الول‪ :‬حكم التداوي بالمحرم‬
‫حرمته للضرورة أو الحاجة‪.‬‬ ‫ل ض‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حكم التداوي بما زالت‬
‫حرمته‪.‬‬‫ض‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حكم التداوي بالدوية‬
‫حرمته‪.‬‬ ‫ضرة من المحررم ل ض‬ ‫مسح د‬ ‫الحديثة ال ض‬
‫مات‬
‫المبحث السادس‪ :‬حكم التداوي بالمحر ر‬
‫الخرى‪ ،‬وفيه خمسة مطالب‪.‬‬
‫سحر‪.‬‬ ‫المطلب الول‪ :‬حكم التداوي بال ث‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حكم التداوي بالمرقى‬
‫والتمائم‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حكم التداوي بالذهب‬
‫والحرير‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حكم التداوي بالقغناء‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬حكم التداوي بالصور‪.‬‬
‫ثم الخاتمة والفهارس‪.‬‬

‫‪876‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ج البحث‪:‬‬
‫منه ض‬
‫معتبر‪ :‬من‬ ‫ت في هذا البحث بالمنهج ال ض‬‫وقد التزم ض‬
‫الرجوع إلى المصادر الصيلة والكتب المعتمدة‪،‬‬
‫ودراسة المسائل الفقهية دراسة مقارنة‪ ،‬وشرحا‬
‫اللفاظ الغامضة‪ ،‬والترجمة لغير المشاهير‪ ،‬وعزو‬
‫اليات الكريمة‪ ،‬وتخريج الحاديث والثار‪.‬‬
‫ن يجعل هذا العمل خالصا ا‬ ‫أسأل الله تعالى أ س‬
‫صواباا‪ ،‬وأن يوثفقنا إلى مرضاته وسبيل أوليائه‪.‬‬
‫والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل‪ ،‬وصلى‬
‫الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن‬
‫تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬

‫‪877‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪878‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪.‬التمهيد‪ :‬في حكم التدواي‪ ،‬وأقسام التداوي‪ ،‬والثآار المترتبة عليه‬


‫ة مطالب‪:‬‬
‫وفيه ثلث ض‬
‫المطلب الول‪ :‬حكم التداوي‪.‬‬
‫اتفق العلماضء على إباحة التداوي بالمباحات)‪(1‬؛‬
‫ويد ر‬
‫ل لذلك ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬قوضله تعالى ﮋﮟﮠﮡ ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮊ)‪.(2‬‬

‫‪ () 1‬ينظر‪ :‬المرغياني‪ ،‬الهداية ‪) ،1/102‬ماع فتح القدير(‪ ،‬والقرافي‪،‬‬


‫الذخيرة ‪ ،13/307‬والدسإوقي‪ ،‬الحاشية ‪ ،1/102‬والنووي‪ ،‬المجموع‬
‫‪ ،5/96‬والبهوتي‪ ،‬كشاف القناع ‪.2/76‬‬
‫‪ (2)2‬سورة النحل‪ ،‬من الية‪.69 :‬‬
‫‪879‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن في‬ ‫وجه الستدلل‪ :‬أن الله تعالى أخبر أ ى‬


‫العسل شفاء للناس وهو من المر الوارد بصيغة‬
‫الخبر)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬قوضله تعالى‪:‬ﮋﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮊ)‪.(2‬‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أن الله تعالى جعل في آياته‬
‫مفيد ن‬
‫للمر‪.‬‬ ‫الشفاء لهل اليمان‪ ،‬وهو من الخبر ال‬
‫ن‬ ‫ضن‬
‫شريك)‪  (3‬ن ن ن نن ننن‪‬‬ ‫‪ -3‬حديث تأسامه بن ل‬
‫ن ننن‪) :‬نننننن نننن نننن()‪. (4‬‬
‫ن ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن‪ ‬ن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننننن نننن نن نننن نننن ننننن‬
‫ننننننن)‪.(5‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الزركشي‪ ،‬البحر المحيط ‪.2/372‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (4‬سورة السراء‪ ،‬من الية‪.82 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫شريك الثعلبي‪ ،‬مان بني ثعلبة بن يربوع التميمي‪،‬‬‫)( أأسإاماة بن ش‬ ‫‪3‬‬

‫صحابي جليل‪ ،‬خرج ماع النبي ‪ ‬في حجة الوداع‪ .‬ينظر‪ :‬الصابة‬
‫‪.1/103‬‬
‫)( أخرجه أبو داود في السنن‪ ،‬رقم ‪ ،3855‬والترماذي في الجاماع‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫رقم ‪ 2039‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪ ،‬وابن مااجه في السنن‪ ،‬رقم‬


‫‪ ،3436‬وأحمد في المسند ‪ ،4/278‬وقال النووي في المجموع ‪:5/96‬‬
‫إسناده صحيح‪.‬‬
‫)( ينظر‪ :‬الزركشي‪ ،‬البحر المحيط ‪.2/376‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪880‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫‪ - 4‬نننن نننن ننن نننن نننن ن ن ننننن‬
‫ن‬
‫‪ ‬ن ننن‪):‬نن نننن ننن ن نن ننن ننن‬
‫نننن نن نننن()‪. (1‬‬

‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،5678‬وأخرجه مان حديث أبي‬ ‫‪1‬‬

‫هريرة‪ :‬ماسلم في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،2204‬وأخرجه مان حديث ابن‬


‫ماسعود‪ :‬أحمد في المسند ‪.446 ،443 ،1/377‬‬
‫‪881‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬نننن ننن‬
‫ننن ننن ننننن ننن نن ننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ - 5‬نننن ننن ننننن ننن نننن نننن ن ن‬
‫ننننن ‪ ‬ن ننن‪) :‬ننننن ننننننننن‬
‫ننننن ننننننن(()‪. (1‬‬

‫)( أخرجه ابن مااجه في السنن‪ ،‬رقم ‪ ،3452‬والحاكم في المستدرك‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 403 ،4/200‬وصححه‪ ،‬والبيهقي في الشعب‪ ،‬رقم ‪ ،2581‬وأبو نعيم‬


‫في الحلية ‪ ،7/133‬والخطيب في تاريخ بغداد ‪ ،11/385‬وصححه‬
‫البوصيري في ماصباح الزجاجة ‪ ،3/120‬وابن كثير في التفسير‬
‫‪.8/328‬‬
‫‪882‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن‬
‫نننننننننن نننننن نننننننن نننن نن‬
‫ن‬
‫نننن نننن ننننن ننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن نن ننن ننن نننننننن‬
‫ننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن ن ننننن‪ :‬نننن ننن نننننننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننننن نننن‪ .‬ننن ننن نننننننن‬
‫نننننننننن نننننننننن نننن‬
‫نننننننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الفتاوى‪ ،‬الهندية ‪ ،5/354‬والقرافي‪ ،‬الذخيرة ‪،13/307‬‬ ‫‪1‬‬

‫والنووي‪ ،‬المجموع ‪ ،5/96‬وابن أمافلح‪ ،‬الفروع ‪ 3/239‬ونقله عن أبي‬


‫يعلى وابن عقيل وابن الجوزي‪.‬‬
‫‪883‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫نننن ن نننننن‪ :‬ننننن ننن ننننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نن نننن ننننن ننن نننننن ننن‬
‫نننننننن)‪.(1‬‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننن ننن ننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننن نن ننن نننننننن)‪.(2‬‬
‫الدلة‪:‬‬
‫ة القول الول‪:‬‬ ‫أدل ت‬
‫ة الدالة على إباحة التداوي وما ضيباحا فعله‬ ‫‪ -1‬الدل ض‬
‫ن في المر به ما ضيفيد‬ ‫يباحا تركه‪ ،‬إرل أ ى‬
‫الستحباب‪.‬‬
‫)‪(3‬‬ ‫ن‬
‫نننننن نننننننن‬ ‫نى‬
‫ن النبي ‪‬‬ ‫‪ -2‬أ‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننن)‪(4‬ن نننننن ‪‬ن نن نننن ننن‬
‫نننننن‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع ‪.2/76‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن مافلح‪ ،‬الفروع ‪ ،3/329‬قال ابن تيمية في المجموع‬ ‫‪2‬‬

‫‪ :24/269‬أوجبه طائفةة قليلة مان أصحاب الشافعي وأحمد‪ ،‬وقال في‬


‫)المجموع ‪ :(21/564‬ولست أعلم سإالفا أوجب التداوي‪ .‬وقال )‬
‫ن منه ما هو واجب‪ ،‬وهو ما يعلم أنه يحصل به‬‫‪ :(18/12‬والتحقيق أ ر‬
‫بقاء النفس ل بغيره‪.‬‬
‫)( أخرجه أبو داود في السنن‪ ،‬رقم ‪ ،3860‬والترماذي في الجاماع‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫رقم ‪ ،2051‬وقال‪ :‬حسن غريب‪ ،‬وابن مااجه في السنن‪ ،‬رقم ‪،3483‬‬


‫وأحمد في المسند ‪ ،192 ،3/119‬وابن حبان في الصحيح‪ ،‬رقم‬
‫‪ 6077‬مان حديث أنس‪ ،‬وله شاهةد مان حديث ابن عباس‪ :‬أخرجه‬
‫أحمد في المسند ‪ ،241 ،1/234‬وشاهةد مان حديث أبي هريرة‪:‬‬
‫أخرجه ابن حبان في الصحيح‪ ،‬رقم ‪.6078‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،5744‬وماسلم في الصحيح‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫رقم ‪ ،2192 ،2191‬وأحمد في المسند ‪ 166، 124 ،6/114‬مان حديث‬


‫عائشة‪.‬‬
‫‪884‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ -3‬نن ن‬
‫ننننن ‪‬ن نننن ننن نننننن نننن)‪(1‬ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن‪‬ن نن ننننن نن ننننننن ننن‬
‫نننننن‪.‬‬

‫)( أخرجه ماسلم في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،2208‬وأحمد في المسند ‪3/32‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.386 ،1‬‬
‫‪885‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن نننن ننننن نننننن‪:‬‬


‫نننن ننننن نن‬ ‫‪ - 1‬ننن ن ننن نننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‬
‫ن‬ ‫ننننننن نننن نننن نننن)‪ (1‬ن‬
‫ن‬
‫نننن ن ‪‬ن نن نننن نننن نننن‪) :‬ن ن‬
‫ننن نننن ننن ننننن()‪. (2‬‬

‫صررع‪ :‬داةء أيشبه الجنون‪ .‬ينظر‪ :‬المصباح المنير ‪.278‬‬


‫)( ال ص‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،5652‬وماسلم في الصحيح‪ ،‬رقم‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2576‬وأحمد في المسند ‪.1/347‬‬


‫‪886‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نن‬
‫ننننن‪‬ن نننن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ن‬
‫ننننننن ننن نننننن ننننن ننن نننننن‬
‫ن ننننننن‪.‬‬
‫ن نننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننن نننننن نننن نننن‬
‫نننننن ننن نننن نننننن‪.‬‬

‫‪887‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن ن‬
‫ن نن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننننن نن ننننننن‬
‫نننن نن ننن ننن نننن ننننن نن ننن‬
‫ن‬ ‫ننننن‪.‬‬ ‫ن‬
‫‪ - 2‬ننن ن ننن نننن ننن نننن نننن ن ن‬
‫ننننن ‪‬ن ننن ‪-‬نن ننن ننننن‬
‫نننننن ننننن نننن نننن‪) :‬نن‬
‫ننننن نن ننننننن ننن نننننن ننن‬
‫ننننننن نننن نننن ننننننن()‪. (1‬‬

‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،5752 ،5705‬وماسلم في الصحيح‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫رقم ‪ ،220‬وأحمد في المسند ‪.1/217‬‬


‫‪888‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪‬ن ننن ننن‬
‫ننننننن ننننننن ننننن نن ننننن نننن‬
‫ننننن نننن ننننن ننن ننن ننن ننن نن‬
‫ننننن ننننننن نن ننن ننننن‪.‬‬
‫ن‬

‫‪889‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن ننننننن ننننن نن‬ ‫ننننننننن‬
‫ن‬
‫ننن ننننن ننن نننننننن)‪(1‬ن نننن نننن‬
‫ن‬
‫ننننن‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن ننننن‪‬ن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن ننننننننن ننننن نننن ننننن)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن حبان الصحيح ‪.13/447‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( تقدم تخريجه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪890‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننننن ‪‬ن ننن ننن‬
‫ننن نننننن نننن نننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن نن ننننن ننن نننننننن ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ -3‬نن ننن نن ننننن نن ننننننن نننننن‪:‬‬


‫ن‬
‫نننن ننننن ننننننن)‪.(2‬‬

‫)( ونوقش أيضاا‪ :‬بأن ذلك خاص بسؤال الرقية والكي؛ لنهما سإببان‬ ‫‪1‬‬

‫ماكروهان‪ .‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬زاد المعاد ‪.4/14‬‬


‫)( عن أبي بكر ‪ :‬أخرجه عبد الرزاق في المصنف ‪ ،13/262‬وأبو‬ ‫‪2‬‬

‫أنعيم في الحلية ‪ ،1/34‬وعن أبي الدرداء ‪ :‬أخرجه عبد الرزاق في‬


‫المصنف ‪ ،13/309‬وأبو أنعيم في الحلية ‪ ،2/218‬وينظر‪ :‬ابن تيمية‬
‫المجموع ‪.21/564‬‬
‫‪891‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننن نننننن نن ننن ننن ننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننن‪‬ن نننن ننننننننن‬ ‫ننننننن ن‬
‫ن‬
‫نن نن ننن ننن نننننن نننن‪.‬‬
‫نننن ننننن نننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫‪ -1‬نننن نننننن نننننن ننن نننن ننن‬
‫ننننن نن ننننننن ننننن نننننﮋﭹﭺﭻﭼ ﭽ‬
‫ﭾﭿ ﮀﮁﮊ)‪.(1‬‬
‫وضنوقش من وجهين‪:‬‬
‫ن التداوي سبب ظني للشفاء‪ ،‬فل‬ ‫الوجه الول‪ :‬أ ى‬
‫يعد تركه سببا ا للهلك‪.‬‬
‫ن ترك التداوي ل يلزم منه‬‫الوجه الثاني‪ :‬أ ر‬
‫الهلك؛ لن أسباب الشفاء متعددة‪.‬‬
‫م الدلة الدالة على التداوي‪ ،‬وحملوها على‬ ‫‪ -2‬عمو ض‬
‫الوجوب‪.‬‬
‫ن ما جاء في أدلة القائلين باستحباب‬ ‫وضنوقش‪ :‬بأ ى‬
‫ترك التداوي يقتضي صرف المر بالتداوي من‬
‫الوجوب إلى الستحباب‪.‬‬
‫الترجيح‪:‬‬
‫الراجح‪-‬والله أعلم‪-‬هو القول الول؛ وذلك لقوة‬
‫أدلته‪ ،‬وورود المناقشة على أدلة القوال الخرى‪.‬‬

‫)‪ (4‬سورة النساء‪ ،‬من الية‪.29:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪892‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثاني‬
‫م التداوي‬
‫أقسا ض‬
‫ت متعددة‪،‬‬‫سم التداوي باعتبارا ٍ‬‫ن نق ر‬
‫يمكن لنا أ س‬
‫وذلك بالنظر‪ :‬إلى حكم التداوي‪ ،‬وما يتداوى به‪،‬‬
‫وطريقة تناول الدواء‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ل‪ :‬باعتبار حكم التداوي ‪.‬‬ ‫أو ل‬

‫ض ماتأخري‬‫ن حكمه واحد‪ ،‬ويرى بع أ‬‫)( عاماأة أهل العلم على أ ص‬ ‫‪1‬‬

‫الفقهاء‪ :‬أنه ماما تتناوله الحكام التكليفية الخمسة بهذا العتبار‪.‬‬


‫ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬ماجموع الفتاوى ‪.18/12‬‬
‫‪893‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ثانيلا‪ :‬باعتبار حكم ما يتداوى به‪.‬‬


‫وينقسم إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫الول‪ :‬التداوي المباحا‪ ،‬وهو التداوي‬
‫بالمباحات)‪.(1‬‬
‫الثاني‪ :‬التداوي المكروه‪ ،‬وهو التداوي‬
‫بالمكروهات‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ماا تقدم مان الخلف في ترك التداوي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪894‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الثالث‪ :‬التداوي المحرم‪ ،‬وهو التداوي‬


‫بالمحرمات‪.‬‬
‫ثالثلا‪ :‬باعتبار نوع ما تيتداوى به‪.‬‬
‫وينقسم إلى ستة أقسام‪:‬‬
‫الول‪ :‬التداوي بالنجاسات‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬التداوي بالمسكرات‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬التداوي بالمخدرات‪.‬‬
‫ذر‪.‬‬‫مستق د‬ ‫مضر وال ض‬‫الرابع‪ :‬التداوي بال ض‬
‫حرمته‪.‬‬ ‫الخامس‪ :‬التداوي بالمحررم ل ض‬
‫)‪(1‬‬
‫السادس‪ :‬التداوي بمحرمات أخرى ‪.‬‬
‫رابعلا‪ :‬باعتبار ما تيتداوى عنه‪.‬‬
‫وينقسم إلى ثلثة أقسام‪:‬‬
‫الول‪ :‬ما ضيتداوى عنه في ظاهر البدن‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ما ضيتداوى عنه في باطن البدن‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ما ضيتداوى عنه من المراض الروحية‬
‫والنفسية‪.‬‬
‫خامسلا‪ :‬باعتبار طريقة التداوي‪.‬‬
‫وينقسم إلى ستة أقسام‪:‬‬
‫الول‪ :‬التداوي بالكل‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬التداوي بالشرب‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬التداوي بالشم‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬التداوي باللبس‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬التداوي بالحقن‪.‬‬
‫السادس‪ :‬التداوي بالمسح على ظاهر البدن‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ماا يأتي في بيان ذلك في الفصل الثاني‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪895‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثالث‬
‫مترتبة على التداوي‬
‫الثاضر ال ض‬
‫ب من السباب المشروعة‪ :‬التي‬ ‫التداوي سب ل‬
‫ضيستدفع به البلضء وتستجلب به العافية وضتحفظ به‬
‫الصحة‪.‬‬
‫وشأضنه كشأن السباب المشروعة الخرى التي‬
‫ضأمرنا بالخذ بها‪ ،‬والتي ل تتم حقيقة التوحيد إل‬
‫بمباشرتها‪.‬‬
‫ولهذا جاء الحث على تحصيلها والنتفاع بها في‬
‫)‪(1‬‬
‫آيات كثيره؛ كقوله تعالى‪ :‬ﮋﯘﯙﯚﯛ ﯜﯝﮊ ‪ ،‬وقوله‪ :‬ﮋﮖ‬
‫ﮗﮘﮙﮚ ﮊ)‪.(2‬‬
‫وهو من كمال اليمان وتمام التوكل‪ ،‬وصدق‬
‫ل الناس‬‫اليقين وجميل الصبر)‪(3‬؛ ولذلك كان أكم ض‬
‫ل‪ ،‬وأصدضقهم يقيناا‪ ،‬وأجمضلهم‬
‫إيماناا‪ ،‬وأقواهم توك ا‬
‫صبراا‪ :‬يتداوى‪ ،‬ويداوي أصحادبه ويأمرهم بالتداوي‬
‫عليه الصلة والسلم)‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬سورة النفال‪ ،‬من الية‪.60:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬سورة النساء‪ ،‬من الية‪.71:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن القيم مادارج السالكين ‪.2/112‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( تقدم تخريجه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪896‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وللتداوي آثاره ض البدنية والنفسية المشهودة‪،‬‬


‫س الطمأنينة‬ ‫ن الصحة والقوة‪ ،‬والنف د‬ ‫فضيكسب البد د‬
‫والراحة‪ ،‬وذلك متى ما كان الدواضء مباحا ا وملئماا‪.‬‬
‫ن كان محررماا‪ :‬فإنه ل يزيد المستطب به إل‬ ‫فإ س‬
‫خبثا ا في روحه‪ ،‬وألما ا في قلبه‪،‬‬ ‫فسادا ا في بدنه‪ ،‬و ض‬
‫ومحقا ا في سعادته‪.‬‬
‫وما قد ضيفيده من الشفاء في ظاهر الحال‪ ،‬ل‬
‫ضيعادل ما ضيحدثه من الشر والفساد البدني‬
‫والروحي)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬القرافي‪ ،‬الذخيرة ‪ ،4/101‬وابن القيم‪ ،‬زاد المعاد ‪،156 /4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.158‬‬
‫‪897‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفصل الول‬
‫حقيقة التداوي بالمحرمات‬
‫وفيه مبحثان‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬معنى التداوي بالمحرمات‪،‬‬
‫وفيه ثلثة مطالب‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬تعريف التداوي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف المحرمات‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تعريف التداوي بالمحرمات‪.‬‬
‫م التداوي‬‫المبحث الثاني‪ :‬أقسا ت‬
‫بالمحرمات‪.‬‬

‫‪898‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪899‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الول‬
‫تعريف التداوي‬
‫وفيه مسألتان‪:‬‬

‫‪.‬المسألة الول‪ :‬تعريف التداوي في اللغة والصاطلحا‬

‫التداوي‪ :‬مصدر‪ :‬داوى ضيداوي مداوة وتداوياا‪.‬‬


‫دواء‪ ،‬وهو ما ضيتداوى به من‬
‫وتداوى إذا تعاطى ال ى‬
‫)‪(1‬‬
‫الدواء ‪.‬‬
‫يقال‪ :‬داويت العليل‪ :‬إذا عالجته بالشفية التي‬
‫ضتوافقه)‪ .(2‬ول يخرجا معناه الصطلحي عن معناه‬
‫اللغوي)‪.(3‬‬
‫‪.‬المسألة الثانية‪ :‬اللفاظ ذات الصلة‬

‫م لكل مارض وعيب ظاهر وباطن‪ .‬ينظر‪:‬‬ ‫)( الدواء‪ ،‬جمأع داء‪ ،‬وهو‪ :‬اسإ ة‬
‫‪1‬‬

‫الزهري‪ ،‬التهذيب ‪.14/226‬‬


‫)( ينظر‪ :‬الزهري‪ ،‬التهذيب ‪ ،226 ،14/245‬وابن فارس‪ ،‬ماقاييس اللغة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2/309‬والفيوماي‪ ،‬المصباحا ‪.172‬‬


‫)( ينظر‪ :‬ابن عبد الهادي‪ ،‬الدر النقي ‪.3/725‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪900‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫طب طبا ا وتطبيباا‪ ،‬وهو‬ ‫بي م‬


‫‪ -1‬التطبيب‪ :‬مصدر ط ى‬
‫العلم بالشيء والمهارة فيه‪ ،‬وضيطلق على‬
‫المداوة والتشخيص للداء)‪ .(1‬فهو أعم من‬
‫التداوي‪.‬‬
‫ة وعلجاا‪،‬‬ ‫معالجة‪ :‬مصدر‪ :‬عالج ضيعالج معالج ا‬
‫‪ -2‬ال ت‬
‫وهو التمرس والمزاولة‪ ،‬وضيطلق على‬
‫المداوة)‪ .(2‬فهو أعم من التداوي‪.‬‬
‫‪ -3‬التمريض‪ :‬مصدر‪ :‬مررض يمرض تمريضاا‪ ،‬وهو‬
‫القيام على المريض والتكفل بمداواته)‪ .(3‬فهو‬
‫أعم من التداوي‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن فارس‪ ،‬ماقاييس اللغة ‪ ،3/407‬والزماخشري‪ ،‬أساس‬ ‫‪1‬‬

‫اللغة ‪573‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن فارس‪ ،‬ماقاييس اللغة ‪ ،4/121‬الفيروز أبادي‪ ،‬القاموس‬ ‫‪2‬‬

‫‪.3/291‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن فارس‪ ،‬ماقاييس اللغة ‪ ،5/311‬والفيوماي‪ ،‬المصباح‬ ‫‪3‬‬

‫المنير ‪.465‬‬
‫‪901‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثاني‬
‫تعريف المحرمات‬
‫المحرمات‪:‬‬
‫حضرم الشيء‬ ‫جمع محررم‪ ،‬وهو في اللغة‪ :‬من د‬
‫ة إذا امتنع فعله‪ ،‬والتحريم المنع والتشديد‪ ،‬قال‬ ‫حسرم ا‬
‫ض‬
‫)‪( 2)(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫تعالى‪ :‬ﮋﯛﯜﯝﯞ ﯟﮊ‬
‫والمحرم في الصطلحا‪:‬‬
‫مى المحرم‪ :‬حراما ا‬ ‫م فاعله شرعا ا ‪ .‬ويس ر‬
‫)‪(3‬‬
‫ماذ ض ر‬
‫)‪(4‬‬
‫ومحظورا ا وممنوعا ا وحدرجاا‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬سإورة القصص‪ ،‬مان الية‪.12:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن فارس‪ ،‬مقاييس اللغة ‪ ،2/45‬والفيومي‪ ،‬المصباحا المنير‬ ‫‪2‬‬

‫‪.116‬‬
‫)( ينظر‪ :‬الزركشي‪ ،‬البحر المحيط ‪ ،1/255‬والطوفي‪ ،‬شرح ماختصر‬ ‫‪3‬‬

‫الروضة ‪ ،1/359‬والمرداوي‪ ،‬التحبير ‪.2/946‬‬


‫)( ينظر‪ :‬الفتوحي‪ ،‬شرح الكوكب المنير ‪.1/386‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪902‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثالث‬
‫تعريف التداوي بالمحرمات‬

‫دم تعريف التداوي‬ ‫يمكن لنا بالنظر إلى ما تق ر‬


‫بالمحرمات بأنه‪:‬‬
‫تعاطي الدوية التي ذم الشرع ض تعاطيها‪.‬‬
‫أو يقال‪ :‬العلجا بالدوية التي نهى الشرع ض عنها‪.‬‬

‫‪903‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪904‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثاني‬
‫أقسامم التداوي بالمحرمات‬
‫ينقسم التداوي بالمحرمات إلى ستة أقسام‪،‬‬
‫متداوى بها)‪.(1‬‬ ‫وذلك بحسب أنواع المحرمات ال ض‬
‫القسم الول‪ :‬التداوي بالنجاسات‪.‬‬
‫والمقصود‪ :‬ما حضرم تعاطيه لنجاسته‪ ،‬وهو‪ :‬ك م‬
‫ل‬
‫حرمتها ول‬‫عين حضرم تناولها مع إمكانه‪ ،‬ل ل ض‬
‫لستقذارها ول لضررٍ بها في بدن أو عقل‪ .‬كالميتة‪،‬‬
‫والدم‪ ،‬ولحم الخنزير)‪.(2‬‬

‫ن جميع هذه‬ ‫)( هذا التقسيم مان حيث السبب الظاهر‪ ،‬وإل فإ ن‬ ‫‪1‬‬

‫المحرماات ضارة‪ ،‬ومانها ماا هو ضار وأماستقشذر‪.‬‬


‫)( ينظر‪ :‬البعلي‪ ،‬المطلع‪ ،‬وعنه المرداوي في النصاف ‪،1/44‬‬ ‫‪2‬‬

‫جاوي في القناع ‪ ،1/6‬ونحوه في التحرير للنووي ‪ ،53‬وشرحه‪:‬‬ ‫والح ن‬


‫في كشاف القناع ‪ .1/29‬وهذه العيان‪ :‬مانها ماا أجمع العلماء على‬
‫نجاسإته وهي المذكورة هنا‪ ،‬ومانها ماا هو ماحل خلف ويطلق عليها‬
‫النجاسإات العينية‪ .‬ينظر‪ :‬الفتاوى الهندية ‪ ،1/46‬وابن أبي عمر‬
‫الشرح الكبير ‪ ،2/275‬والمرداوي‪ ،‬النصاف ‪ .1/44‬والضعلماء في ما‬
‫ضيعد ر نجاسة وما ل ضيعد طرفان ووسط‪ ،‬فالشافعية يشددون‪ ،‬والحنفية‬
‫يخففون‪ ،‬والمالكية والحنابلة متوسطون‪ .‬ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬القواعد‬
‫النورانية ‪.34‬‬
‫‪905‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫كرات‪.‬‬‫س إ‬‫م ن‬ ‫القسم الثاني‪ :‬التداوي بال ت‬


‫والمقصود‪ :‬ما حضرم تعاطيه لسكاره‪ ،‬وهو‪ :‬ك م‬
‫ل‬
‫)‪(1‬‬
‫عين حضرم تناولها لما ينشأ عنها من اختلط العقل ‪.‬‬
‫مسكرة )الكحولية(‪.‬‬ ‫كالخمر‪ ،‬والمشروبات ال ض‬
‫درات‪.‬‬ ‫مخ د‬ ‫القسم الثالث‪ :‬التداوي بال ت‬
‫والمقصود‪ :‬ما حضرم تعاطيه لتخديره‪ ،‬وهو‪ :‬كل‬
‫ن حضرم تناولها لما ينشأ عنها من فتور وانكسار‬‫عي ٍ‬
‫)‪( 2‬‬
‫ن واختلط عقل ‪ .‬كالبنج‪ ،‬والفيون‪ ،‬والحشيش‪.‬‬ ‫بد ٍ‬
‫ضار أو‬ ‫القسم الرابع‪ :‬التداوي بال ص‬
‫مستقذر‪.‬‬ ‫ال ت‬
‫والمقصود بالضار‪ :‬ما حضرم تعاطيه لما به من‬
‫الضرر‪ .‬وهو الذى المفضي إلى الهلك‪ .‬كالسموم‬
‫ونحوها)‪.(3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬البهوتي‪ ،‬الروض المربع ‪ ،3/317‬وكشاف القناع ‪،1/29‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.6/116‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن الثير‪ ،‬النهاية ‪ 3/408‬والعدوي‪ ،‬الشرح الكبير ‪،1/84‬‬ ‫‪2‬‬

‫والبهوتي‪ ،‬كشاف القناع ‪.6/189 ،1/29‬‬


‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪ ،27/196‬والصحيح مان‬ ‫‪3‬‬

‫المذهب عند الحنابلة‪ :‬أن السم وكل ماا فيه ماضرة فهو نجس‪ ،‬ينظر‪:‬‬
‫المرداوي‪ ،‬النصاف ‪.27/196‬‬
‫‪906‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ب ذو‬‫والمقصود بما ضيستقذر‪ :‬ما استخبثه العر ض‬


‫اليسار‪ .‬كالفأرة‪ ،‬والحرية‪ ،‬والضفدع‪ ،‬والحشرات)‪.(1‬‬
‫حرمته‪.‬‬ ‫القسم الخامس‪ :‬التداوي بالمح صرم ل ت‬
‫حرمته‪ .‬كأعضاء‬ ‫والمقصود‪ :‬ما حرم تعاطيه ل ض‬
‫النسان)‪.(2‬‬
‫القسم السادس‪ :‬التداوي بالمحرمات‬
‫لخرى‪.‬‬ ‫ا ت‬
‫ويشمل ذلك‪ :‬كل ما حىرم الشرع ض تناوله أو‬
‫استعماله مما ل يدخل تحت القسام السابقة‪.‬‬
‫كالتداوي بالسحر‪ ،‬وتعليق التمائم‪ ،‬والذهب‬
‫والحرير‪ ،‬والغناء والتصوير‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪ 27/207‬وهذا هو المذهب عند‬ ‫‪1‬‬

‫الحنابلة وقول عاماة أهل العلم‪ .‬ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير‬
‫‪ ،27/207‬والمرداوي‪ ،‬النصاف ‪ ،27/206‬الروض المربع ‪،3/347‬‬
‫والنووي‪ ،‬المجموع ‪ ،9/21‬والسرخسي‪ ،‬المبسوط ‪،11/431‬‬
‫والماوردي‪ ،‬الحاوي ‪.15/136‬‬
‫)( ينظر‪ :‬النووي‪ ،‬المجموع ‪ ،9/37‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،27/252‬والبهوتي‪ ،‬كشاف القناع ‪.1/29‬‬


‫‪907‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفصل الثاني‬
‫حكم التداوي بالمحررمات‬
‫وفيه تمهيد‪ ،‬وستة مباحث‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬حكم التداوي بالنجاسات‪.‬‬
‫ث الثاني‪ :‬حكم التداوي بالمسكرات‪.‬‬ ‫المبح ت‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حكم التداوي بالمخدرات‪.‬‬
‫مضر‬‫ث الرابع‪ :‬حكم التداوي بال ض‬‫المبح ت‬
‫مستق د‬
‫ذر‪.‬‬ ‫وال ض‬
‫ث الخامس‪ :‬حكم التداوي بالمحررم‬ ‫المبح ت‬
‫حرمته‪.‬‬
‫ل ض‬
‫مات‬
‫المبحث السادس‪ :‬حكم التداوي بالمحر ر‬
‫الخرى‪.‬‬

‫‪908‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪909‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التمهيد‪:‬‬
‫اتفق العلماضء على أنه ل يجوز التداوي‬
‫بالمحرمات‪ ،‬إذا أمكن التداوي بغيرها من‬
‫المباحات)‪.(1‬‬
‫ويدل لذلك ما نيأتي‪:‬‬
‫ن‬
‫‪-1‬حديث أبي الدرداء ‪ ‬ن ن ن ننننن ‪ ‬ننن‪:‬‬
‫)نننننن ننن ننننننن ننننن()‪. (2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن حزم‪ ،‬ماراتب الجماع ‪ ،247 ،39‬والسرخسي‪ ،‬المبسوط‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،24/10‬والقرافي‪ ،‬الذخيرة ‪ ،1/112‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪ 9/42‬والروضة‬


‫‪ ،2/548‬وابن قداماة‪ ،‬المغني ‪.13/343‬‬
‫)( أخرجه أبو داود في السنن رقم ‪ ،3874‬والطبراني في المعجم‬ ‫‪2‬‬

‫الكبير ‪ ،254 /24‬والبيهقي في السنن الكبرى ‪ ،10/6‬وصححه‬


‫الهيثمي في ماجمع الزوائد ‪ ، 5/89‬وابن حجر في الدرايه ‪.2/242‬‬
‫‪910‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن نن‬
‫ننننننن نننننننننن نننننن ننننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫‪ - 2‬نننن ننن ننننن ‪ ‬ن نن ننننن ‪ ‬ننن‬
‫نن نننننن نننننن)‪. (1‬‬

‫)( أخرجه أبو داود في السنن رقم ‪ ،3870‬والترماذي في الجاماع رقم‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2046‬وابن مااجه في السنن رقم ‪ ،3503‬وأحمد في المسند‬


‫‪ ،478 ،446 ،2/305‬وابن أبي شيبة في المصنف ‪ ،8/5‬وابن حبان‬
‫وصححه ووافقه ابن حجر كما في فتح الباري ‪ ،10/248‬والحاكم في‬
‫المستدرك وصححه ‪.4/410‬‬
‫‪911‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن نن‬


‫ننننننن ننننننن ننننننن نننننن‬
‫ن‬ ‫ننننننن‪.‬‬ ‫ننننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ - 3‬نننن نن ننننن ن ن ننننن ‪ ‬ننن‪) :‬ن ن‬
‫نننن نن نننن نننننن نننن ننن‬
‫ننننن()‪. (1‬‬

‫)( أخرجه ابن حبان في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،1391‬وأحمد في الشربة‬ ‫‪1‬‬

‫رقم ‪ ،159‬والطبراني في المعجم الكبير ‪ ،23/327‬وصححه ابن حجر‬


‫في التلخيص ‪ ،4/75‬وله شاهةد مان حديث ابن ماسعود ماوقوفاا‪:‬‬
‫أخرجه البخاري ماعلقاا ‪)10/78‬فتح الباري( وصححه ابن حجر‪.‬‬
‫‪912‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننننن نن ننننن‪:‬‬


‫ننننن نننننن‪ :‬نن نننننننن نن نننن‬
‫ننننن ننن نننن ننننننننن ننن‪.‬‬
‫ننننن ننننننن‪ :‬نن ننننننننن‬
‫ننننننن نننن‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ننننننننن نن نننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪- 4‬نننن نننن نن نننن ‪ ‬ن ن ن ننننن ‪‬‬
‫ننن نن ننننن‪)) :‬نننن ننننن نننن‬
‫ننن(()‪. (1‬‬
‫ن‬
‫ننننننننن نن ننننن‪:‬‬ ‫ننن‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننننن ننننن‬
‫نننننننن نن نننن ننننن ننن نننن‬
‫ننننننننن ن‬
‫ننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن ننننننن‪ :‬نن ننننننننن‬
‫نننننن ننننن نننن نننننننن ننننننن‬
‫ننن ننن ننن نننن‪.‬‬
‫‪ - 5‬نننن ننن ننننن ‪ ‬ن نن ننننن ‪ ‬ننن‪:‬‬
‫)نن نننننن ننن نننننننن()‪. (2‬‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن نن نن ننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننن ننن نننننننن ننن ننن نن نننننن‬
‫ننننن‪.‬‬

‫)( أخرجه ماسلم في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،1984‬وأحمد في المسند ‪4/3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.5/292 ،17‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،7288‬وماسلم في الصحيح‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫رقم ‪ ،1337‬وأحمد في المسند‬


‫‪.517 ،428 ،258 /2‬‬
‫‪913‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ -6‬نن ننننننن ننننننننن نننن ننننن‬
‫نننننن ننن ننننن)‪.(3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬القرافي‪ ،‬الذخيرة ‪ ،4/101‬وابن القيم زاد المعاد‪.4/156 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪914‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن ننننن‬
‫ننن ننننننن ننننننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫نننننن ننننن‪ :‬ننن ننننننن‬
‫ننننننننن ننننننن‪.‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن‬
‫ننننننننن نننننن‪.‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن ننن‬
‫نننننن نن نننننننن‪.‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن‬
‫ن‬
‫نننننننن ننننننن ننننننننن نن‬
‫نننننننن‪.‬‬

‫‪915‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪916‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن ننننن‬
‫)‪(1‬‬
‫ننن ننننننن ننننننننن ننننننن‬
‫نننن ننننننن‪:‬‬

‫ننننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن ننننننننن‬


‫‪ .‬ننننننن نن نننن ننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننننن ننن نننن ننننننن‬
‫ننننننن نن نننن نننننن ننن‬
‫ن‬ ‫ننننننننن‬
‫)‪(2‬‬
‫ننن ننن نننن نننننن‬
‫نننن نننن نن نننن‪:‬‬
‫‪ -1‬نننن ننن نننن ‪ ‬نن ننننن ننننننن نن‬
‫ننننن ‪ ‬ننن‪) :‬نننن ننن ننننن()‪.(3‬‬

‫مبيحة للكل أو الشرب ونحوهما‪:‬‬ ‫)( الضرورة في الصطلح‪ :‬هي ال أ‬


‫‪1‬‬

‫أو هي التي يخاف التلف بسببها إن ترك الكل أو الشرب ونحوهما‪.‬‬


‫ينظر‪ :‬الجصاص‪ ،‬أحكام القرآن ‪ ،1/129‬والقرافي‪ ،‬الذخيرة ‪،4/109‬‬
‫والزركشي‪ ،‬المنثور ‪ ،2/319‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.27/239‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن عابدين‪ ،‬الحاشية ‪ ،5/216‬والباجي المنتقى ‪،7/262‬‬ ‫‪2‬‬

‫والقرافي الذخيرة ‪ ،13/308‬والنووي المجموع ‪ ،9/45 ،3/133‬وابن‬


‫مافلح‪ ،‬الفروع ‪ ،3/242‬وتصحيح الفروع ‪ .2/91‬وماا روي عن أحمد‬
‫وغيره‪ :‬مان الكراهة لمباشرة النجاسإة‪ .‬فذلك لغير حاجة؛ لن‬
‫الكراهة تزول بالحاجة‪ .‬ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬المجموع ‪،24/270 ،21/609‬‬
‫وتصحيح الفروع ‪ .2/91‬أماا الجبيرة النجسة فل يجوز اسإتخداماها‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الدسإوقي‪ ،‬الحاشية ‪ ،1/103‬المرداوي‪ ،‬النصاف ‪.1/427‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،5531‬وماسلم في الصحيح‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫رقم ‪ ،363‬وأحمد في المسند ‪.6/329‬‬


‫‪917‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬نننن ننن‬
‫ننن نننننن نن نننننننن ننن نن ننن‬
‫ننننن‪.‬‬
‫‪ -2‬نننننن ننن ننننننن نننننننن نن‬
‫ننننننننن ننننن ننننننن نننن ننن ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫‪ -3‬نننن نن ننننننن ننننننن نننننننن‬


‫ننننننن نننن نننن نننننننن)‪.(2‬‬
‫‪ -4‬نن ننننننن ننننننننن نن نننن ننننن‬
‫ن‬
‫نن ننن ننن ننن ننن ننن نننن)‪.(3‬‬
‫ن‬
‫‪ -5‬نننننن ننن نننن ننن ننننن ننننننن‬
‫ننننننننن)‪.(4‬‬
‫ننننننن ننننننن‪ :‬ننن ننننننن ننننننننن‬
‫‪ .‬ننننننن نن نننن ننننن‬

‫)( ينظر‪ :‬الفتاوى الهندية ‪ ،1/45‬والعدوي‪ ،‬الشرح الكبير ‪،1/102‬‬ ‫‪1‬‬

‫والغزالي‪ ،‬شفاء الغليل ‪ ،173‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪ ،4/299‬وابن‬


‫تيمية‪ ،‬ماجموع الفتاوى ‪ ،24/270‬واسإتثنى بعض الحنابلة شحم‬
‫الميتة والخنزير‪ .‬ينظر‪ :‬ابن قداماة‪ ،‬المغني ‪ ،349 ،3/348‬والنصاف‬
‫‪.2/299‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن قداماة المغني ‪.2/482‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن عثيمين‪ ،‬التعليق على القواعد لبن سعدي ‪.61‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( سإيأتي تخريجه في المسألة الثانية مان هذا المطلب‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪918‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن ننننننن نن ننن ننننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننننن ننننننن نننن ننننن‬
‫ننننننن ننن ننننن‪:‬‬

‫‪919‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن ننننن‪ :‬نن نننن ننننننن‬


‫ن‬
‫ننننننننن نن نننن ننننن ننننن‪ .‬نننن‬
‫نن ننن نننننن ننن نننن نننننننن‬
‫ننننننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننننننننن نن نننن ننننن‪ .‬نننن نن ننن‬
‫ننننننن نننننننننن ننن نننن‬
‫نننننننن)‪.(2‬‬
‫نننننن‬

‫)( ينظر‪ :‬المرغيناني‪ ،‬الهداية ‪) 1/102‬ماع فتح القدير(‪ ،‬والقرافي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الذخيرة ‪ ،12/202 ،4/112‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪،27/254‬‬


‫والحجاوي‪ ،‬القناع ‪ .4/312‬سواء كانت خالصة أو مختلطة بغيرها‬
‫كالترياق‪ .‬ينظر‪ :‬المنتقى ‪ ،3/131‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرحا الكبير‬
‫‪ ،27/254‬والمرداوي‪ ،‬النصاف ‪.11/27‬‬
‫)( ينظر‪ :‬المرغيناني‪ ،‬الهداية ‪ ،1/102‬والدسإوقي‪ ،‬الحاشية ‪،1/102‬‬ ‫‪2‬‬

‫والنووي‪ ،‬المجموع ‪.9/42‬‬


‫‪920‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن ننن‬ ‫نننننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫ننننن ننننننن ننننننننن ن ننن نننن‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ننننن‪ :‬ننننن نننننن ننن ننن نننن‬


‫ننننننن‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬التمهيد‪...‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪921‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننن نن ننننن ننننننن‬
‫نننن نن نننننن نننننن ننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬المرغيناني‪ ،‬الهداية ‪ ،1/102‬وابن قداماة المغني ‪،12/501‬‬ ‫‪1‬‬

‫وابن تيمية‪ ،‬ماجموع الفتاوى ‪ ،24/271‬وانظر وجوهاا أخرى في‬


‫الجابة عن دعوى الضرورة‪ :‬عند ابن تيمية في المجموع ‪.21/563‬‬
‫‪922‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننننن ننن ننننن‬ ‫ن‬
‫نننن ننننننن نننن نن ننننن نن‬
‫ننننننن نننننن نن نن نن نن نننن‬
‫ننننننن ‪ .‬ن‬
‫)‪(1‬‬

‫نننننن نننننن‪ :‬نننننن نننننن ننن‬


‫ننننن ننننننننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫ة في حال التداوي وغير‬ ‫ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﮊ)‪ (2‬وهي عام ل‬
‫التداوي)‪.(3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.27/241‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬سورة المائدة‪ ،‬من الية‪.3 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن تيمية المجموع ‪.21/562‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪923‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ة بما جاء في آخر الية‪:‬‬ ‫وضنوقش‪ :‬بأنها مخصوص ل‬


‫ﮋﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮊ وهي حال الضرورة‪ ،‬وقوله‪ :‬ﮋﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟﮠ‬
‫ﮡﮢﮊ)‪.(1‬‬
‫وأجيب‪ :‬بما أجيب به عن الدليل الول‪.‬‬
‫الدليل الثالث‪ :‬سد م ذريعة ملبسة النجاسات‬
‫والمعاوضة عليها)‪.(2‬‬

‫)‪ (5‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.173:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر في الجماع على تحريم بيع الميتة والدم والخنزير‪ :‬ابن‬ ‫‪2‬‬

‫المنذر‪ ،‬الجماع ‪.128‬‬


‫‪924‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ة القول الثاني‪:‬‬
‫أدل ض‬
‫الدليلنالول‪ :‬حديث أنس ‪‬ن نن ننننن ‪ ‬ننن‬
‫نننن نن ننننننن ننننن‪ :‬نن نننننن‬
‫ن‬
‫ننننن)‪.(1‬‬ ‫ننننن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن‬
‫نننننننن نننننن ننننن ننن نننن‪.‬‬

‫)( أخرجه البخاري‪ ،‬في الصحيح رقم ‪ ،5686 ،5685‬وماسلم‪ ،‬في‬ ‫‪1‬‬

‫الصحيح رقم ‪.4331‬‬


‫‪925‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننننن‪.‬‬ ‫ننننن‪ :‬ننن ننننن ننننن نننن‬
‫ن‬
‫ننننننننننننن‪ :‬نننن ننن ‪ ‬ننن ن‬
‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن نن ن نن)‪. (1‬‬‫ننننن ‪ : ‬ن نن نن ننن ن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن‬
‫نننننننن ننننننن ننن نننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننننن ننن نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن‪ :‬نننن ننننن نن‬
‫ن‬
‫نننن)‪  (2‬ن ن ن ننننن ‪ ‬نننن ننن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ن نن ننن ننننن‪ :‬ن ن نننن ننن ن نن‬
‫ننن)‪. (3‬‬

‫)( أخرجه البخاري‪ ،‬في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،2919‬وماسلم في الصحيح‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫رقم ‪.5398‬‬
‫)( شعرفجة بن أسإعد بن شكرب التميي‪ ،‬صحابي‪ ،‬نزل البصرة‪ .‬ينظر‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن حجر‪ ،‬التقريب ‪.673‬‬


‫)( أخرجه أبو داود في السنن‪ ،‬رقم ‪ ،4234-4232‬والترماذي في‬ ‫‪3‬‬

‫الجاماع‪ ،‬رقم ‪ 1770‬وقال حديث حسن غريب‪ ،‬والنسائي في‬


‫المجتبى ‪ ،8/164‬وأحمد في المسند ‪ ،5/23 ، 4/342‬وابن حبان‬
‫في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،5462‬وقال ابن حجر في التحاف ‪ 11/153‬وهو‬
‫عن أبيه عن جده غريب جداا‪.‬‬
‫‪926‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن‬


‫نننننننن ننننننن ننن نننن ننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننننن ننن نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نننن نننننن نننننن‬
‫ننن ننننن نننننننن نننننننن ننننن‬
‫ننننن‪ :‬ﮋﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﮊ)‪.(1‬‬
‫ن الله تعالى أباحا المحرمات‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أ ى‬
‫للضرورة‪ ،‬والتداوي بالنجاسات من الضرورات‪.‬‬
‫ونوقش‪ :‬بأنه ل ضرورة للدواء)‪.(2‬‬
‫الترجيح‪:‬‬
‫الراجح ‪ -‬والله أعلم ‪ -‬هو القول الول؛ وذلك‬
‫لقوة أدلته وورود المناقشة على أدلة القول الثاني‪.‬‬

‫‪ (4)1‬سورة النعام‪ ،‬من الية‪.119:‬‬


‫‪ () 2‬ينظر‪ :‬ماا تقدم في ماناقشة أدلة القول الول‪.‬‬
‫‪927‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثاني‬
‫)‪(1‬‬
‫حكم التداوي بالنجاسات للحاجة‬
‫وفيه مسألتان‪:‬‬
‫‪.‬المسألة الولى‪ :‬حكم التداوي بالنجاسات للحاجة في ظاهر الجسد‬

‫وحكم التداوي بالنجاسات للحاجة في ظاهر‬


‫الجسد‪ :‬هو حكم التداوي بالنجاسات للضرورة في‬
‫ظاهر الجسد‪ ،‬كما تقدم)‪.(2‬‬
‫فيباحا التداوي بالنجاسات إذا كان مما يمكن‬
‫إزالته؛ لن الضرورة في التداوي بمنزلة الحاجة؛ إذ‬
‫أنه ل ضرورة للدواء)‪.(3‬‬
‫‪.‬المسألة الثانية‪ :‬حكم التداوي بالنجاسات للحاجة في باطن الجسد‬

‫اختلف العلماضء في حكم التداوي بالنجاسات‬


‫للحاجة أكل ا وشربا ا ونحوهما‪.‬‬

‫)( الحاجة‪ :‬الحالة التي يلحق المكلف بفوتها حرج وماشقه‪ .‬ينظر‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫الشاطبي‪ ،‬الموافقات ‪ ،1/288‬والطوفي‪ ،‬شرحا مختصر الروضة‬


‫‪.3/207‬‬
‫ن بعض مان يفرق بين الحاجة والضرورة في التداوي أباح ذلك‬ ‫)( إصل أ ص‬ ‫‪2‬‬

‫في الضرورة وحرماه للحاجة‪ .‬ينظر‪ :‬الفتاوى الهندية ‪ ،5/356‬والنووي‪،‬‬


‫المجموع ‪ 4/298‬ولعل مارادهم الحاجة الطبيعية ل الصطلحية‪.‬‬
‫ن الدليل على ذلك في المطلب الول‪.‬‬ ‫)( تقدم بيا أ‬ ‫‪3‬‬

‫‪928‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الول‪ :‬ل يجوز التداوي بالنجاسات للحاجة‬


‫في باطن الجسد‪ .‬وقال به أبو حنيفة‪ ،‬وهو مذهب‬
‫المالكية والحنابلة‪ ،‬ووجه عند الشافعية)‪.(1‬‬
‫القول الثاني‪ :‬يجوز التداوي بالنجاسات للحاجة‬
‫في باطن الجسد‪ .‬وقال به بعض الحنفية والمالكية‪،‬‬
‫ب‬
‫وهو المذهب عند الشافعية إذا أخبره بذلك طبي ل‬
‫مسلم عدل)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬المرغيناني‪ ،‬الهداية ‪) 1/102‬ماع فتح القدير(‪ ،‬والقرافي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الذخيرة ‪ ،4/112‬والنووي المجموع ‪ ،9/42‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح‬


‫الكبير ‪.27/254‬‬
‫)( ينظر‪ :‬المرغيناني‪ ،‬الهداية ‪ ،1/102‬والدسإوقي‪ ،‬الحاشية ‪،1/102‬‬ ‫‪2‬‬

‫والنووي‪ ،‬المجموع ‪ 9/42‬وقال‪ :‬الصح جوازه‪.‬‬


‫‪929‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدلة‪:‬‬
‫أدلة القول الول‪:‬‬
‫ة على تحريم التداوي‬ ‫ة الدال ض‬
‫الدليل الول‪ :‬الدل ض‬
‫بالمحرمات‪ ،‬وهي عامة في الحاجة وغيرها‪.‬‬
‫ونوقش‪ :‬بأنها محمولة على غير حالة الحاجة‪.‬‬
‫وأجيب‪ :‬بأن الحاجة ل ضتستباحا بها المحرمات)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ماا تقدم في المطلب الول مان المبحث الول‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪930‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ة الدالة على تحريم‬‫الدليل الثاني‪ :‬الدل ض‬


‫النجاسات‪ ،‬وهي عامة‪.‬‬
‫ونوقش‪ :‬بأنها مخصوصة بغير حالة الحاجة‪.‬‬
‫وأجيب‪ :‬بما أجيب به في الدليل الول‪.‬‬
‫ن‬
‫الثاني‪:‬‬ ‫أدلة القول‬
‫ن‬
‫الدليل الول‪ :‬حديث أنس ‪‬ن نن ننننن ‪ ‬ننن‬
‫ن‬
‫نننن نن ننننننن ننننن‪ :‬نن نننننن‬
‫ننننن ننننن)‪.(1‬‬

‫)( تقدم تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪931‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننننن‪:‬‬ ‫ن‬


‫ن‬
‫نن ننننن ‪ ‬ننن نننننننن نننننن‬
‫ننننن ننن نننن‪.‬‬
‫ننننن‪.‬‬ ‫ننننن نننن ن‬ ‫ننننن‪ :‬ننن ننننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن نن‬
‫ننننننن ننننننن نننننن)‪(1‬ن نننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننننن نننننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نننن نننننن نننننن‬
‫ننن ننننن نننننننن ننننننن‪ .‬ننننننن‬
‫نننن ننننن ننننننن)‪.(2‬‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننننن نننن نننن ننننن‬
‫ننننننن نن نننننن نننن نننننننن‬
‫ننننن نن نننننن‪ .‬نننننننن ننننننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن نننن ننننن ننننننن نن ننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننننننن‪.‬‬
‫ننننننن‪:‬‬
‫نننننن‪-‬ننننن نننن‪-‬نن ننننن نننننن‬
‫نننن نننن نن ننننن ننن ننننن‬
‫نننننننن ننن نننن ننننن نننننن‪.‬‬

‫)( تقدم تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الجويني‪ ،‬البرهان ‪ ،2/923‬والغزالي‪ ،‬شفاء الغليل ‪،246‬‬ ‫‪2‬‬

‫والعلئي‪ ،‬المجموع المذهب ‪.2/102‬‬


‫‪932‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‬
‫)‪(1‬‬
‫ننن ننننننن ننن نننننن نن نننننننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننننننن نن ننن ننننننن ننن‬
‫نننننن نن ننننننننن نننن نننن ننن‬
‫نننننن نن ننن ننننننن ننن ننننننن‪.‬‬
‫ننن ننننن ننننننن نن ننن نننننننن‬
‫ننن نننننننن ننن ننننن‪:‬‬

‫)( السإتحالة‪ :‬التغير بما يتناول الصفة والطبع )الخواص أو الحقيقة(‬ ‫‪1‬‬

‫والسإم‪ ،‬وذلك بأن ل يبقى شيةء مان أثر النجاسإة‪ .‬وخصه بعضهم‬
‫بالثر الظاهر‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عابدين‪ ،‬رد المحتار ‪ ،1/316‬والقرافي‪،‬‬
‫الذخيرة ‪ ،1/189‬وابن تيمية‪ ،‬ماجموع الفتاوى ‪ ،21/481‬وابن قايد‬
‫النجدي‪ ،‬هداية الراغب ‪ .1/471‬والسإتحالة‪ :‬تكون بالسإتهلك بالماء‬
‫أو بغير الماء مان المائعات‪ ،‬وتكون بالحتراق وبالتفاعل والدباغة‬
‫والدفن بالرض‪ .‬على خلف في بعض ذلك‪ .‬ينظر‪ :‬الكاسإاني‪ ،‬بدائع‬
‫ن محل الخلف‪:‬‬ ‫الصنائع ‪ ،1/243‬والقرافي‪ ،‬الذخيرة ‪ .1/189‬وذكر أ ى‬
‫فيما إذا انتقلت أعراض النجاسة إلى ما هو أخف منها في الستقذار‪،‬‬
‫ن ذهبت العراض ذهابا ا كليا ا فإن حكم النجاسة يرتفع بالجماع‪.‬‬ ‫أما إ س‬
‫‪933‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن ننننن‪ :‬نننن نننننننن‬


‫نننننننننن‪.‬‬
‫ننن ننن نننن ننننننن نننننننننن‬
‫نننننن نن نننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن الهمام‪ ،‬فتح القدير ‪ ،1/201‬والعدوي‪ ،‬الشرح الكبير‬ ‫‪1‬‬

‫ض‬
‫‪ ،1/97‬والمرداوي‪ ،‬النصاف ‪ ،2/299‬واختاره ابن تيمية وبع أ‬
‫المتأخرين ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬ماجموع الفتاوى ‪ ،21/70‬وفتاوى اللجنة‬
‫الدائمة للفتاء ‪.22/299 ،83 ،5/81‬‬
‫‪934‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن‪ :‬نن نننن نننننننن‬


‫نننننننننن‪.‬‬
‫ننن ننن نننننننن نننن ننننننن‬
‫ننننننننن نننننن نن نننن ننن نننننن)‪.(1‬‬
‫الدلة‪:‬‬
‫أدلة القول الول‪:‬‬

‫)( ينظر‪ :‬النووي‪ ،‬المجموع ‪ ،2/596‬وابن الهمام‪ ،‬فتح القدير ‪1/201‬‬ ‫‪1‬‬

‫ونسبه إلى أبي يوسإف‪ ،‬والمرداوي‪ ،‬النصاف ‪.2/299‬‬


‫‪935‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫م الدلة الدالة على إباحة الطيبات‪ ،‬كقوله‬


‫‪ -1‬عمو ض‬
‫)‪(1‬‬
‫تعالىﮋﭣﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﮊ فل يفىرق بين ما‬
‫كان أصضله طيبا ا وما استحال من الخبيث إلى‬
‫ن‬ ‫الطيب)‪.(2‬‬
‫ن‬
‫الخدري ‪ t‬ن ن ن ننننن ‪‬‬ ‫‪ -2‬حديث أبي سعيد ن‬
‫ننن نن ننن ننن ننننن نننن نننن‬
‫) ‪(3‬‬
‫ن‬
‫نننن نننننننن‪) :‬نن ننننن‬ ‫ن‬ ‫نننن‬
‫ننن ن نن ننننن ننن()‪. (4‬‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن‬
‫نننننن نننننننن نننننننننن نن ننننن‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة العراف‪ ،‬من الية‪.32:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬ماجموع الفتاوي ‪.21/70‬‬ ‫‪2‬‬

‫ة إلى نخل بني سإاعده بالمدينة‪ ،‬وتقع‬ ‫)( بئر أبضاعه‪ :‬بئر مانسوب ة‬ ‫‪3‬‬

‫شمال المسجد النبوي وقد دخلت ضمن المباني المحيطة‬


‫بالمسجد الن‪ .‬ينظر‪ :‬الفيروز آبادي‪ ،‬المغانم المطابة ‪،2/622‬‬
‫والتعليق عليه‪.‬‬
‫)( أخرجه أبو داود في السنن‪ ،‬رقم ‪ ،67‬والترماذي في الجاماع‪ ،‬رقم‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،66‬وقال حديث حسن صحيح‪ ،‬والنسائي في المجتبى ‪،1/190‬‬


‫وأحمد في المسند ‪ ،86 ،31 ،16 ،3/15‬وصححه الماام أحمد رواية‬
‫الميموني‪ ،‬كما في تهذيب الكمال ‪ ،19/84‬وابن الملقن في البدر‬
‫المنير ‪.1/381‬‬
‫‪936‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننن ننن ننن نننن نن ننننن‬
‫نن ننننننننن ننن ننننن نننن ننننننن‬
‫نن نننن ننننن نننن‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬نننن نن نننن ننن ننننن ننن‬
‫ننننن ننننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬النووي‪ ،‬المجموع ‪ ،1/138‬وابن قداماة‪ ،‬المغني ‪ ،1/45‬وابن‬ ‫‪1‬‬

‫تيمية‪ ،‬المجموع ‪.515 ،509 ،476 /21‬‬


‫‪937‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ن ننننن ‪ ‬ننن‪:‬‬ ‫نن‬
‫ن‬ ‫‪ - 3‬نننن ننن ننن ‪ t‬ن ن‬
‫)ننن ننن ننننن ن نننن نن نننن‬
‫‪.‬‬ ‫) ‪(1‬‬
‫ننننن(‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننن ننننننن نننن‬
‫ننننننن‪.‬‬ ‫نننن ننن نننن ن‬ ‫نننننن ن‬ ‫ن‬
‫ننننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ننننن‬ ‫نن‬‫ن ن‬ ‫نننن‬ ‫ننن‬ ‫نننن‪:‬‬ ‫ن‬
‫ننن نننن نن نننن‪.‬ن‬ ‫ننننن ننن ن‬
‫ننن‪ ) :‬نننن‬ ‫ننننن ‪‬‬ ‫‪- 2‬نننن ننن ‪ t‬ن ن ن‬
‫ن ) ‪(2‬‬ ‫ن‬
‫ننن ننن نننننننن نننن ن نن ننن(‬
‫)‪. ( 3‬‬

‫)( أخرجه أبو داود في السنن‪ ،‬رقم ‪ ،64‬والترماذي في الجاماع‪ ،‬رقم‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،67‬والنسائي في المجتبى ‪ ،1/49‬وابن مااجه في السنن‪ ،‬رقم‬


‫‪ ،517‬وأحمد في المسند ‪ ،107 ،38 ،26 ،23 ،2/12‬وصححه ابن‬
‫الملقن في البدر المنير ‪.1/404‬‬
‫)( الصذأنوب‪ :‬الدلو العظيمة المملوءة ماااء‪ .‬ينظر‪ :‬الفيوماي‪ ،‬المصباح‬ ‫‪2‬‬

‫المنير ‪176‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،6025 ،221 ،219‬وماسلم في‬ ‫‪3‬‬

‫الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،285‬وأحمد في المسند ‪،111 ،110 /3 ،282 ،2/239‬‬


‫‪.167‬‬
‫‪938‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن ننن‬
‫ننننن ننن ننننن ننن نننن نننننننن‬
‫ننن نن ننننننن نن نننن نننننننننن‬
‫ننن ننن نننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن‪ :‬ننن نننن نن نننننن ننننن‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫ننننن نن‪.‬‬ ‫ننننن ننن ننن ن‬
‫ننن نننن ‪ t‬ن ن ن ننننن ‪ ‬ننن‪)) :‬‬ ‫‪ - 5‬نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن ننن ننن(( ‪.‬‬
‫)‪( 2‬‬ ‫) ‪(1‬‬
‫ن‬ ‫ننن ننن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن نننننن‬
‫ننن نننننن نننننننننن ننننننن‪.‬‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬نننن نننننن ننننن)‪ (3‬ننننن ننن‬
‫نننن نن نننن)‪ ) (4‬نن ننننننن نن نننننن‬
‫ننننن ننن ننن()‪.(5‬‬

‫)( الهاب‪ :‬الجلد قبل أن أيدبغ‪ .‬ينظر‪ :‬الفيوماي‪ ،‬المصباحا المنير ‪33‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه ماسلم في الصحيح رقم ‪ ،366‬وأحمد في المسند ‪/1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.343 ،270 ،219‬‬


‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.1/162‬‬ ‫‪3‬‬

‫جهني‪ ،‬أبو ماعبد الكوفي‪ ،‬ماخضرم مان الثانية‪،‬‬ ‫)( عبد ا بن أعكيم ال أ‬
‫‪4‬‬

‫لم يثبت له سإماع عن النبي ‪ ‬وإنما سإمع كتاب النبي ‪ ‬إلى‬


‫جهينة‪ .‬ماات في إمارة الحجاج‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬الصابة ‪،290 /6‬‬
‫والتقريب ‪527‬‬
‫)( أخرجه أبو داود في السنن رقم ‪ 4124‬والترماذي في الجاماع رقم‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 1729‬وقال حديث حسن‪ .‬ونقل عن الماام أحمد‪ :‬أنه تركه لضطراب‬


‫إسإناده‪ ،‬وأخرجه النسائي في المجتبى ‪ ،7/197‬وابن مااجه في‬
‫السنن رقم ‪ 3613‬وأحمد في المسند ‪.4/310‬‬
‫‪939‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن نننننن نن ننن)‪.(1‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننن ننن نننننن ننن‬
‫ن‬ ‫ننننن)‪.(2‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ -6‬نننننن ننن ننننن ننننن ننن ننننن)‪.(3‬‬
‫ننننن‪ :‬نننن نننن نن نننننن نن ننننن‪:‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننننن ننننن ننننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننننن نننننن ننننن)‪.(4‬‬ ‫ن‬ ‫ننننن نن‬
‫ن‬
‫ننننن ننن‪ :‬ننن نننننن ننن ننننننننن‬
‫ن‬
‫نننننننن ننننننن ننننن ننننن ننننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننننن ننننن‬
‫ن‬
‫نننننننننن ننننن نننننننننن‪.‬‬
‫ننننن ننن‪ :‬ننن ننننننن نننن ننننننن‬
‫نن نننن)‪.(5‬‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫‪ -7‬نن نننننن ننننن ننننننن ننننننننن‬
‫نن‬
‫نننن نننن ننن ننننننن ننن ننننن‬
‫نننن ننننننن)‪.(6‬‬

‫)( ضصعفه‪ :‬أحمد والبيهقي‪ .‬ينظر‪ :‬البيهقي‪ ،‬ماعرفة السنن ‪1/146‬‬ ‫‪1‬‬

‫وقال‪ :‬هذا حديث مرسل‪.‬‬


‫)( ينظر‪ :‬ابن الملقن‪ ،‬البدر ‪.1/595‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الزيلعي‪ ،‬تبيين الحقائق ‪.1/76‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.2/301‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬المجموع ‪.21/71‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن الهمام‪ ،‬فتح القدير ‪ ،1/201‬والقرافي‪ ،‬الذخيرة ‪،1/164‬‬ ‫‪6‬‬

‫وابن تيمية‪ ،‬ماجموع الفتاوى ‪.501 ،481 ،71 /21‬‬


‫‪940‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننننن نننننن‪:‬‬


‫ننننن ‪t‬ن ‪-‬نن نننننن ننن‬ ‫‪ - 1‬نننن ننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نن نن ننن ‪-‬ن ن ننننن ‪ ‬ننن‪) :‬نن‬
‫ن‬
‫ننن نننن ن ننن نننننن()‪. (1‬‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن‬
‫ننننننن نننننن ننن نننن ننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننن‪.‬‬
‫ننننن نن ننننن نننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن نننننن نننن)‪.(2‬‬

‫)( أخرجه أبو داود في السنن رقم ‪ ،3842‬والترماذي في الجاماع رقم‬ ‫‪1‬‬

‫ث غير ماحفوظ‪ ،‬وأحمد في المسند ‪،265 ،2/233‬‬ ‫‪ ،1798‬وقال‪ :‬حدي ة‬


‫‪.490‬‬
‫)( ضصعفه‪ :‬الترماذي‪ ،‬وابن تيمية‪ ،‬وغيرهما‪ .‬ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬ماجموع‬ ‫‪2‬‬

‫الفتاوى ‪.495 /21‬‬


‫‪941‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن‪ :‬ننن ننننن ننن نننننن‬


‫نننن نن نننننن ننن ننننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن ننننن نننن‬ ‫ننننن نننننن‪ :‬ننن ن‬
‫ن‬
‫‪ ‬نن نننننن ننن نن ننننن‪) :‬نننننن ننن‬
‫ن‪ (2‬ننن نننن ننن‬ ‫)‬
‫ننننن ننننن ننننن(‬
‫نننننن ن‬
‫ننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ن ‪ t‬ن ن ن ننننن ‪ : ‬ننن نن‬ ‫‪ - 2‬نننن ننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننن ننن ن نننن ننننن ‪.‬‬
‫)‪( 4‬‬ ‫) ‪(3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،5538 ،236 ،235‬وأحمد في‬ ‫‪2‬‬

‫المسند ‪ ،335 ،330 ،6/329‬مان حديث ابن عباس‪ ،‬عن ميمونة‪.‬‬


‫للة‪ :‬البهيمة التي تأكل العذذرة‪ .‬ينظر‪ :‬الفيوماي المصباح المنير‬
‫)( الج ن‬ ‫‪3‬‬

‫‪.96‬‬
‫)( أخرجه أبو داود في السنن رقم ‪ ،3718‬والترماذي في الجاماع رقم‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،1824‬وقال‪ :‬حديث حسن غريب‪ ،‬وابن مااجه في السنن رقم‬


‫‪ .3189‬وله شاهةد مان حديث ابن عباس‪ :‬أخرجه أبو داود في السنن‬
‫رقم ‪ ،3712‬والترماذي في الجاماع رقم ‪ 1825‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪،‬‬
‫والنسائي في المجتبى ‪ ،7/275‬وأحمد في المسند ‪،241 ،1/226‬‬
‫‪.293‬‬
‫‪942‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننننن ننننننن‬
‫نن ننن ننننننن نن نننننن‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننننن نننننن نن‬
‫نننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننننن‬ ‫‪- 3‬ننن ن نننننن نننننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن ننننن ننن ‪ t‬ن ن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ‪ ‬ننن نن ننننن نننن نن ن‬
‫نننن‪ :‬نن)‪. (1‬‬
‫ن‬
‫ن نننن نن ننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن ننننننن ننننن نن‬
‫ننننننن ننننن نننننننن نننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننن ننن ننننننن‬
‫ننن نن نننننننن نن نننن ننننننن)‪.(2‬‬
‫‪ -4‬نننننن ننن ننننننن ننننننن ننن نن‬
‫ن‬
‫نن ننن نننننننن ننننن نننننننن نننن‬
‫ن‬
‫نننن)‪.(3‬‬
‫ننننن‪ :‬نننن نننن نن نننننن‪.‬‬
‫ننننننن‪:‬‬
‫نننننن‪-‬ننننن نننن‪-‬نن ننننن نننننن‬
‫نننن نننن ننننن ننننن نننننننن ننن‬
‫نننن ننننن نننننن‪.‬‬

‫)( أخرجه ماسلم في الصحيح رقم ‪.1983‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬ماجموع الفتاوى ‪.503 /21‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.2/299‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪943‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن‬
‫نننننن نننننن‬
‫نننننن نننننن‬
‫ننن ننننننن نننننننن ننننننن ننننننننن نن‬
‫نننننننن‪.‬‬
‫نننن نننن ننننن‪:‬‬
‫ننننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن نننننننن‬
‫ن‬
‫‪ (1).‬ننننننن نن ننننننن نن نننننن‬

‫)( الميتة‪ :‬كل حيون يرصبى زالت حياته بغير ذكاة شرعية‪ .‬ينظر‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫الكاسإاني‪ ،‬بدائع الصنائع ‪ ،1/200‬وابن المبرد‪ ،‬الدر النقي ‪،1/63‬‬


‫والفيوماي المصباحا ‪.478‬‬
‫‪944‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن‬ ‫نننننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ننن‬
‫ن‬ ‫ننننننن ن‬
‫ن نننن ن‬
‫ننننن نننننن نننننن نننننننن‬ ‫ن‬ ‫نننننن‬
‫ننننن نننننن)‪.(1‬‬
‫ن‬ ‫نننننن نننن‬
‫نننن ننن ننن ننن‪ :‬نننن ننننن‪ :‬ﮋﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ‬
‫ﮑ‬
‫ﮋﮙﮚﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟﮠ ﮡ‬ ‫ﮒﮊ)‪ ،(2‬وقوله ﮋﭑﭒﭓﭔﭕﭖﮊ)‪ ،(3‬وقوله‪:‬‬
‫ﮢﮣﮤ ﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭﮊ )‪.(4‬‬
‫ة الحديثة التي يتم تحضيرها من الميتة‪ ،‬ل‬ ‫والدوي ض‬
‫تخلو من حالتين‪:‬‬
‫ة من ميتة‬
‫ن تكون مشتق ا‬ ‫ة الولى‪ :‬أ س‬ ‫الحال ت‬
‫م ما استحال من‬ ‫مها حك ض‬ ‫استحالت إلى طاهر‪ ،‬فحك ض‬
‫)‪(5‬‬
‫النجاسات ‪.‬‬
‫ة من ميتة قائمة‬ ‫ن تكون مشتق ا‬ ‫ة الثانية‪ :‬أ س‬ ‫الحال ت‬
‫ول إلى طاهر‪،‬‬ ‫لم تتح ر‬
‫جزئياا‪ :‬كالرقع المأخوذة من جلود‬ ‫أو تحولت تحول ا ض‬
‫الميتة‪ ،‬والنسولين)‪ (6‬والجلتين‪ (7)،‬والدهان الطربية‬
‫م التداوي‬
‫مها حك ض‬ ‫)الكريمات(‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬فحك ض‬
‫بالنجاسات)‪.(8‬‬
‫‪.‬المسأملة الثانية‪ :‬حكمم التداوي بالدأوية الحديثة الممستحضرة من الدم المسفوحا‬

‫‪ () 1‬ينظر‪ :‬ابن المنذر‪ ،‬الجماع ‪ ،128‬وابن حزم‪ ،‬ماراتب الجماع ‪،44‬‬


‫وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.237 /27 ،42 /11‬‬
‫‪ (3)2‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.173:‬‬
‫‪ (4)3‬سورة المائدة‪ ،‬من الية‪.3:‬‬
‫‪ (5)4‬سورة النعام‪ ،‬من الية‪145:‬‬
‫‪ () 5‬ينظر‪ :‬المطلب الثالث من هذا المبحث‪.‬‬
‫مثيل الغذائي في الجسم‪.‬‬‫‪ () 6‬النسولين‪ :‬هرمون ينظم عملية الت ر‬
‫ينظر‪ :‬الوسيط ‪ ،1/30‬والموسوعة العربية العالمية ‪3/253‬‬
‫مستخلص من الجلود والعظام‪ .‬ينظر‪ :‬الوسيط‬ ‫ن ض‬
‫)( الجلتين‪ :‬بروتي ل‬
‫‪7‬‬

‫‪ ،1/150‬والموسوعة العربية العالمية ‪.8/677‬‬


‫‪945‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أجمع العضلماضء على نجاسة الدم المسفوحا)‪،(1‬‬


‫ل على ذلك‪ ،‬قوضله‬
‫حرمة النتفاع به)‪(2‬؛ ومما يد ر‬ ‫و ض‬
‫تعالى‪ :‬ﮋﮙﮚﮛ ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ ﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮊ )‪.(3‬‬
‫مستحضرة من الدم‪ ،‬ل تخلوا‬ ‫ة الحديثة ال ض‬
‫والدوي ض‬
‫من ثلث حالت‪:‬‬

‫‪ () 8‬وهو ما أخذ به مجمع الفقه السلمي‪ .‬ينظر‪ :‬مجلة المجمع‬


‫‪ ،2/1397‬قرارات الدورة الثالثة لمجمع الفقه‪ ،‬والدورة الخامسة‬
‫ن هذه الدوية‬ ‫ض الباحثين أ ر‬
‫عشرة للمجمع الفقهي‪ .‬ويرى بع ض‬
‫)النسولين والجلتين والدهان( تمر بمراحل من التصفية تستحيل‬
‫معها النجاسة‪ .‬ينظر‪ :‬بحوث الندوة الفقهية الطبية الثامنة‪ ،‬المنعقدة‬
‫في الكويت في أواخر عام ‪1415‬هـ‪ 583 ،510 ،1/453 ،‬على أنه إن‬
‫صح هذا التعريف للنسولين والجلتين‪ :‬فهما بالغذية أشبه منهما‬
‫بالدوية‪ ،‬وينطبق عليهما ما ينطبق على الغذية من الباحة للضرورة‪.‬‬
‫مسال المهراق المصبوب‪ .‬ينظر‪ :‬الطبري‪،‬‬ ‫‪ () 1‬الدم المسفوحا‪ :‬الدم ال ض‬
‫التفسير ‪ ،9/633‬الفيومي‪ ،‬المصباحا المنير ‪.229‬‬
‫‪ () 2‬ينظر‪ :‬السرخسي‪ ،‬المبسوط ‪ ،6/57‬وابن عبد البر‪ ،‬التمهيد‬
‫‪ ،3/504‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪ ،2/576‬وابن قدامة‪ ،‬المغني ‪،2/485‬‬
‫وابن حزم‪ ،‬مراتب الجماع ‪.245‬‬
‫‪ (5)3‬سورة النعام‪ ،‬من الية‪145:‬‬
‫‪946‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ة من دم ٍ‬ ‫ن تكون مشتق ا‬ ‫ة الولى‪ :‬أ س‬ ‫الحال ت‬


‫مه حكم ما استحال من‬ ‫استحال إلى طاهر‪ .‬فحك ض‬
‫النجاسات‪.‬‬
‫ة من دم قائم‬ ‫ن تكون مشتق ا‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬أ س‬
‫ول تحول ا جزئياا‪ :‬كبلزما‬ ‫ول إلى طاهر‪ ،‬أو تح ر‬ ‫لم يتح ر‬
‫)‪(1‬‬
‫مها حكم التداوي‬ ‫الدم ‪ ،‬ونحوه‪ .‬وحك ض‬
‫)‪(2‬‬
‫بالنجاسات ‪.‬‬
‫ن تكون دما ا خالصا‪ ،‬وهو على‬ ‫ة الثالثة‪ :‬أ س‬
‫الحال ت‬
‫نوعين‪:‬‬
‫ع الول‪ :‬ما يضعرف بنقل الدم‪ :‬وهو إدخا ض‬
‫ل‬ ‫النو ت‬
‫مه‬‫الدم إلى البدن عن طريق الوردة الدمويه‪ .‬وحك ض‬
‫ةل‬ ‫حكم أكل النجاسات؛ لن المقصود هو التغذي ض‬
‫التداوي)‪.(3‬‬
‫ه‬
‫ب الدم للتداوي‪ .‬وحكم ض‬ ‫النوع الثاني‪ :‬شر ض‬
‫)‪(4‬‬
‫حكم التداوي بالنجاسات ‪.‬‬
‫‪.‬المسأملة الثالثة‪ :‬حكمم التداوي بالدأوية الحديثة الممستحضرة من الخنزير‬

‫)( بلزما الدم‪ :‬مادة سائلة في الدم تحتوي على بروتينات ومعادن‬ ‫‪1‬‬

‫ومواد أخرى مغذية‪ .‬ينظر‪ :‬الوسيط ‪ ،1/68‬والموسوعة العربية‬


‫العالمية ‪.10/355‬‬
‫ض الباحثين أن بلزما‬
‫ض‬ ‫بع‬ ‫ويرى‬ ‫‪،‬‬‫‪25/38‬‬ ‫الدائمة‬ ‫اللجنة‬ ‫)( ينظر‪ :‬فتاوى‬ ‫‪2‬‬

‫الدم تمر بمراحل من التصنيع تستحيل معها النجاسة‪ .‬ينظر‪ :‬قرارات‬


‫ن‬
‫الندوة الفقهية الطبية التاسعة بالمغرب عام ‪1418‬هـ‪ ،‬على أنه إ س‬
‫صح هذا التعريف للبلزما فهو بالغذية أشبه منه بالدوية‪ ،‬فحكمه‬
‫حكمها‪.‬‬
‫)( ينظر‪ :‬حكم نقل الدم‪ :‬في فتاوى اللجنة الدائمة ‪ ،25/65‬وما يأتي‬ ‫‪3‬‬

‫في المبحث الخامس‪.‬‬


‫)( ينظر‪ :‬الدرر السنية ‪ ،5/80‬وفتاوى اللجنة الدائمة ‪ ،25/35‬وفتاوى‬ ‫‪4‬‬

‫ابن عثيمين ‪.17/30‬‬


‫‪947‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أجمع العلماضء على نجاسة لحم الخنزير وشحمه‬


‫مخهق وعصبه ودماغه وحشوته‬ ‫غضروفه و ض‬ ‫وودكه و ض‬
‫مةق النتفاع به)‪ ،(1‬ومما يدل على ذلك‪،‬‬ ‫حر د‬
‫وجلده‪ ،‬و ض‬
‫قوضله تعالى‪ :‬ﮋﮌﮍ ﮎﮏﮐﮑﮒﮊ)‪ (2‬والدوي ض‬
‫ة الحديثة‬
‫مستحضرة من الخنزير‪ ،‬ل تخلو من حالتين‪:‬‬ ‫ال ض‬
‫ة من الخنزير‬ ‫ن تكون مشتق ا‬ ‫الحالة الولى‪ :‬أ س‬
‫م ما استحال‬ ‫مها حك ض‬ ‫بعد استحالته إلى طاهر‪ .‬فحك ض‬
‫دم‪.‬‬ ‫من النجاسات‪ ،‬كما تق ر‬
‫ة من خنزير لم‬ ‫ن تكون مشتق ا‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬أ س‬
‫ول تحول ا جزئيا‪ :‬كالرقع‬ ‫ل إلى طاهر‪ ،‬أو تح ر‬ ‫يتحو ر‬
‫المأخوذة من جلده‪ ،‬والنسولين‪ ،‬والجلتين‪،‬‬
‫والدهان الطبية‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫م التداوي بالنجاسات ‪.‬‬ ‫مها حك ض‬‫فحك ض‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن المنذر‪ ،‬الجماع ‪ ،128 ،177‬وابن حزم‪ ،‬مراتب الجماع‬ ‫‪1‬‬

‫‪.243 ،44‬‬
‫)‪ (6‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.173:‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ما تقدم في الدوية المشتقة من الميتة‪ ،‬فالحكم فيهما‬ ‫‪3‬‬

‫واحد‪ .‬وهو اختياضر بعض المتأخرين‪ .‬ينظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة‬


‫‪.25/28‬‬
‫‪948‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبح م‬
‫ث الثاني‬
‫حكمم التداوي بالممسككرات‬
‫ة مطالب‪:‬‬ ‫وفيه ثلث ض‬
‫كرات‬
‫مس ق‬‫م التداوي بال ض‬ ‫المطلب الول‪ :‬حك ض‬
‫للضرورة أو الحاجة‪.‬‬
‫م التداوي بما استحال‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حك ض‬
‫كرات‪.‬‬ ‫مس ق‬ ‫من ال ض‬
‫م التداوي بالدوية‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬حك ض‬
‫كرات‪.‬‬‫مس ق‬ ‫مستحضرة من ال ض‬ ‫الحديثة ال ض‬

‫‪949‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪950‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الول‬
‫م التداوي بالمسكرات للضرورة أو الحاجة‪.‬‬
‫حك ض‬
‫أجمع العلماضء على تحريم المسكرات‪ ،‬والنتفاع‬
‫بها)‪.(1‬‬
‫ه تعالى‪ :‬ﮋﭑ ﭒﭓﭔﭕ ﭖﭗﭘ ﭙ‬ ‫ل على ذلك‪ ،‬قول ض‬‫ومما يد ض‬
‫)‪(2‬‬
‫ﭚﭛﭜﭝﮊ ‪.‬‬
‫ة الربعة‪ :‬على تحريم التداوي بالخمر‬ ‫واتفق الئم ض‬
‫الخالصة)‪(3‬؛ لن الله تعالى أمر باجتنابها‪ ،‬ولما ثبت‬
‫في حديث وائل الحضرمي ‪(4)t‬ن ننن ننن ننننن‬
‫‪ ‬نن ننننننن ننننننن نننن‪) :‬ننن ننن‬
‫ننننن ننننن ننن()‪.(5‬‬

‫‪ () 1‬ينظر‪ :‬ابن المنذر‪ ،‬الجماع ‪ ،88‬وابن حزم‪ ،‬مراتب الجماع ‪،223‬‬


‫ة الربعة على نجاسة الخمر‪ ،‬واختلفوا فيما يسمى‬ ‫وقد اتفق الئم ض‬
‫خمراا‪ :‬فالجمهور على أن الخمر‪ :‬كل ما أسكر من أي شيء كان‪ ،‬وإن‬
‫كان قليله ل ضيسكر‪ .‬وذهب الحنيفة إلى أن الخمر‪ :‬هو عصير العنب‬
‫الذي لم يطبخ إذا غلى وقذف بالزبد‪ ،‬وإن كان قليله ل ضيسكر‪ .‬ومن‬
‫غيره‪ :‬إذا أسكر‪ ،‬دون ما ل ضيسكر منه إل الكثير فل يحرم منه إل القدر‬
‫الذي ضيسكر‪ .‬ينظر‪ :‬السرخسي‪ ،‬المبسوط ‪ ،5 /24‬والقرافي‪،‬‬
‫الذخيرة ‪ ،4/113‬والنووي‪ ،‬الروضة ‪ ،3/285‬وابن قدامة‪ ،‬المغنى‬
‫‪ ،12/493‬المرداوي‪ ،‬النصاف ‪.416 /26‬‬
‫‪ (2)2‬سورة المائدة‪ ،‬من الية‪.90:‬‬
‫‪ () 3‬ينظر‪ :‬السرخسي‪ ،‬المبسوط ‪ ،24/23‬والفتاوى الهندية ‪5/355‬‬
‫وحكى عن بعض علماء بلخ الجواز‪ ،‬والقرافي‪ ،‬الذخيرة ‪12/205‬‬
‫وحكى ترددا ا عن بعض المالكية‪ ،‬والنووي‪ ،‬الروضة ‪ 10/169‬وحكى‬
‫خلفا ا ضعيفا ا عن بعض الشافعية‪ ،‬والمرداوي‪ ،‬النصاف ‪.419 /26‬‬
‫وهذا في التداوي بها شربا ا أو أكل ا ونحو ذلك أما استخدامها في ظاهر‬
‫البدن فحكمها حكم التداوي بالنجاسات عند من يرى نجاستها؛ لنه ل‬
‫ن بعض من يفرق بين الحاجة والضرورة في‬ ‫أثر للسكار‪ .‬إىل أ ى‬
‫التداوي‪ :‬أباحا ذلك في الضرورة وحرمه للحاجة‪ .‬ينظر‪ :‬الفتاوى‬
‫الهندية ‪ ،5/355‬والقرافي‪ ،‬الذخيرة ‪.13/308‬‬
‫جر بن سعد الحضرمي‪ ،‬صحابي جليل‪ ،‬وكان من ملوك‬ ‫ح س‬
‫‪ () 4‬وائل بن ض‬
‫اليمن‪ .‬سكن الكوفة ومات في ولية معاوية‪ .‬ابن حجر‪ ،‬التقريب‬
‫‪.1034‬‬
‫‪ () 5‬تقدم تخريجه‪ ،‬وأخرجه أحمد في المسند ‪.5/292 ،4/317‬‬
‫‪951‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننننن نننن نن ننن ننن‬
‫ن‬ ‫نننن‬ ‫نننننن‬
‫نن ننن ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫نننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننن ننن نننننن نن نننننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننننن‪:‬‬

‫ننننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن ننن نننننن نن‬


‫‪ .‬نننننننن ننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننننن ننن نننن ننننننن ننن‬
‫نننننن نن نننننننن نننننن ننن ننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننننننن‬ ‫ننننننن ننننننن ننن ن‬
‫ن‬
‫نن ننن ننننن نننننن)‪.(2‬‬
‫ننننننن ننننننن‪ :‬ننن ننننننن ننن نننننن نن‬
‫ن‬
‫‪ .‬نن نن نننن نننن نننن‬
‫ن‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري ‪.10/80‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬السرخسي‪ ،‬المبسوط ‪ ،23 /24‬والقرطبي‪ ،‬المفهم‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 5/260‬والنووي‪ ،‬الروضة ‪ 4/72‬والمجموع ‪ ،2/529‬وحكى خلفا ا عن‬


‫بعض المالكية‪ ،‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرحا الكبير ‪.26/445 ،2/300‬‬
‫‪952‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن ننننننن نن ننن ننننننن ننن‬
‫نننننن نن نننننننن نننن ننننن ننن‬
‫ننننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننننن ننن ننننننن‬
‫ننننننننن‪.‬‬
‫نننن نن‪ :‬نننن نن نننننن ننن ننن ننن‬
‫ننننننننن نننننن نن نننن ننن‬
‫نننننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬القرطبي‪ ،‬المفهم ‪ ،5/261‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪،2/528‬‬ ‫‪1‬‬

‫وابن أبي عمر‪ ،‬الشرحا الكبير ‪ ،444 /26‬والمرداوي‪ ،‬النصاف‬


‫‪.2/301‬‬
‫‪953‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننننن ننن ننننننن‬
‫ننننننننن ننن ننننننن نننن ننن نننن‪.‬‬
‫ننن ننننن نننننن ننن ننننننننن‬
‫نننن ننن نننننننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬النووي‪ ،‬المجموع ‪ ،2/528‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرحا الكبير‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،446 /26‬والمرداوي‪ ،‬النصاف ‪.2/301‬‬


‫‪954‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننننن ننن ننننننن‬
‫ننننننننن‪.‬‬
‫ننن ننن نننننننن ننننن نن نننننن‬
‫ننننن نن نننننن نننن ننن نننننننن)‪.(1‬‬
‫نننننن‪:‬‬
‫نننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫‪ - 1‬نننن ننن ‪ t‬ن نن ننننن ‪ ‬ننن نن‬
‫ن‬
‫ننننن نننن نن نن نننن‪) :‬نن()‪. (2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬السرخسي‪ ،‬المبسوط ‪ ،24/23‬والقرطبي‪ ،‬المفهم‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،5/260‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪ ،2/528‬وضعفه‪ ،‬والمرداوي‪ ،‬النصاف‬


‫‪.2/301‬‬
‫)( تقدم تخريجه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪955‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن نن‬


‫ن‬
‫ننننن ننننن نننن نننننن ننننن‬
‫ننننننن ننننن نننننن ننن)‪.(1‬‬
‫ننننن ننن نننن)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الزركشي‪ ،‬البحر المحيط ‪ ،2/439‬وعند الحنيفة والمالكية‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫ل ضيفيد الفساد‪ .‬ينظر‪ :‬المصدر السابق‪.‬‬


‫)( ينظر‪ :‬ما تقدم في المبحث الول من هذا الفصل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪956‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ن‬
‫نننن ننن ‪ t‬ن ن ن ننن نننن)‪ t (1‬ن ننن‬ ‫‪-2‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن ن ‪ ‬نن نننن ن ننننن ننن ن‪ .‬ننن‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن‪ .‬ننن‪ :‬نننن نننننن نن ن ننن‪:‬‬
‫)نن()‪. (2‬‬

‫)( زيد بن سهل النصاري‪ ،‬أبو طلحة‪ ،‬مشهور بكنيته من كبار‬ ‫‪1‬‬

‫الصحابة‪ ،‬شهد بدرا ا وما بعدها‪ .‬مات سنة‪34 :‬هـ‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪،‬‬
‫التقريب ‪.353‬‬
‫)( أخرجه أبو داود في السنن‪ ،‬رقم ‪ ،3667‬والترمذي في الجامع رقم‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1293‬وأحمد في المسند ‪ ،180،260 ،3/119‬وصححه النووي في‬


‫المجموع ‪ ،2/527‬وابن الملقن في البدر المنير ‪.6/630‬‬
‫‪957‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن‬


‫نننننن ننننن ننن نننن ننننننننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننننن ننننن نننن نن نننن نننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننننن ننننن نن ننننننننن‬
‫ن‬
‫نننن نن نننننن نننننننن نن ننننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننننن نن ننننن ننننننن‪.‬‬
‫‪ - 3‬نننن ننن نننن نننننن ‪ t‬ن ننن‪ :‬ننن‬
‫ننننن ننن نننننن نننن نننن‬
‫ننننننن نننن نننن نننن ‪ ‬نننن‪:‬‬
‫ننن ننننن‪ .‬نننن‪) :‬ننننننن()‪. (2‬‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬ننن نن نننننن نننن‪.‬‬
‫ننن نن‪ :‬ننن نننن نن نننننن ننننننن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننن نن‪.‬‬
‫‪-4‬ننننن ننننننن‪ :‬ننن ننن ننن ‪ t‬نن‬
‫ننننن ننننن ننن نننننن ننن نننن‬
‫ن‬
‫نننن نننننن)‪.(3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬السرخسي‪ ،‬المبسوط ‪.24/25‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه الترمذي في الجامع‪ ،‬رقم ‪ 1293‬وقال‪ :‬حديث حسن‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫وأحمد في المسند ‪.3/26‬‬


‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرحا الكبير ‪ ،26/445‬والثر‪ :‬رواه عبد‬ ‫‪3‬‬

‫الرزاق في المصنف ‪ ،9/253‬والبيهقي في السنن ‪ ،6/37‬والمعرفة‬


‫عبيد في كتاب الموال ‪ ،104‬وصححه ابن القيم في‬ ‫‪ ،8/225‬وأبو ض‬
‫أعلم الموقعين ‪.2/438‬‬
‫‪958‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪-‬ننننننن ننننن ننننن ننننننن‬ ‫‪1‬ن‬


‫ن‬
‫نننننن ننن نن نننننن نننن ننن نننن‬
‫ن‬
‫نننن نن نننننن نننن نننن نننننن‬
‫نننننننن‪ .‬ننننن ننن ننننننن نننن‬
‫ن‬
‫ننن نننن‪ :‬ننن نن نننن نننن ننن نن نن‬
‫ن‬
‫نننن نننننننننن ننننننن ننن نن‬
‫نننن نننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪:‬النووي‪ ،‬المجموع ‪ ،2/528‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرحا الكبير‬ ‫‪1‬‬

‫ن سبب التفريق‪ :‬أن الستحالة بوضع شيء‬ ‫‪ ،446 /26‬وقد ضيقال‪ :‬إ ى‬
‫فيها أبلغ‪ ،‬فكان النهي عنها أشد‪.‬‬
‫‪959‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننننن نننننن‪:‬‬


‫ننننن‪ :‬ننن نننننن ننننن ننننننن ننن‬
‫ن‬
‫نننن ننن نن نن نننن نننن ننن ننن نن نن‬
‫نننن‪.‬‬
‫نننن ننننن نننننن‪:‬‬
‫‪-1‬نننن نننننن نننننن ننن نن‬
‫ن‬
‫ننننننننن نننن ننن ننننننن‪.‬‬
‫ننننن نن ننننن‪:‬‬

‫‪960‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن نننن ننن ننننن‬
‫ننننن ننننن‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننننن نن ننننن ننننن نن‬
‫ن‬
‫نننننننن نننن نننننن نننننننن نن‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننننننننن)‪ (1‬نن ننن نننننن)‪.(2‬‬ ‫ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن‪ :‬ننن ننننن نن ننننن نننننننن‬
‫ننن نننن ننن نن ننننن‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ماا تقدم في ماناقشة الدليل الول والثاني مان أدلة القول‬ ‫‪1‬‬

‫الول‪.‬‬
‫)( ذهب إلى هذا‪ :‬ماالك في رواية‪ ،‬وبعض الحنابلة‪ .‬ينظر‪ :‬القرطبي‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫المفهم ‪ 5/260‬قال‪ :‬لقتحاماه النهي‪ ،‬ثم إنها تحل وتطهر على‬


‫الرواية الظاهرة عن ماالك‪ ،‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪ ،2/530‬والمرداوي‪،‬‬
‫النصاف ‪.2/301‬‬
‫‪961‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن نننننن‬


‫نننننن‪.‬‬
‫‪-2‬نننننن ننن ننننن ننننننننن ننن ننن‬
‫ننن نن ننن نننن نننن ننن ننن نننن‬
‫نننننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.444 /26 ،302 /2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪962‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن‪ :‬نننن نن نننن نن نننن‪.‬‬


‫نننن ‪ t‬ن نن ننننن‬ ‫ن‬ ‫‪- 3‬نننن نننن نن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ ‬ننن‪) :‬ننن ن ننن ن ن ننننن( ‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬

‫نن ننننن ‪ ‬ننن نننن‬ ‫ننن ننننننننن‪ :‬ن‬


‫ن‬
‫نننننننن نن نننننن ننن نننن ننن نن‬
‫نننننن ننننن ننن نننننن نننن نننن‪.‬‬
‫نن ننننن‪:‬‬ ‫ننننن ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن نننننن نن ننن ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫ننننن نننننن‪ :‬نن نننننن ننننن ننن‬


‫نن نننن نننننن ننن ننن نن نننن ننننن‬
‫ننننن‪.‬‬
‫نن ننننن‬ ‫ننن نننن ن‬ ‫‪- 4‬نننن نن نننن نن ن‬
‫‪ t‬ننن‪) :‬نن نننننن ننن ننن ننن نن‬
‫ننننن()‪. (3‬‬

‫)( أخرجه البيهقي في السنن ‪ ،6/38‬والمعرفة ‪ 8/226‬وضعفه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ضعفه‪ :‬البيهقي‪ ،‬وابن القيم‪ .‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬أعلم الموقعين‬ ‫‪2‬‬

‫‪.2/439‬‬
‫)( أخرجه الدارقطني في السنن ‪ 1/72‬وضعفه‪ ،‬والطبراني في الكبير‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،23/360‬والوسإط رقم ‪ ،419‬والبيهقي في السنن ‪ ،37 /6‬والمعرفة‬


‫‪ 8/226‬وضعفه‪.‬‬
‫‪963‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن ننننن‬
‫ننننن ننننننن نن نننن نننننننن‪.‬‬
‫ننننن نن ننننن‪:‬‬
‫ن‪.‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن نننننن نن ننن ن‬
‫(‬‫‪1‬‬ ‫)‬

‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬نننن ننن‬


‫ننننننن نن ننننن ننننن‬ ‫ننننننن ننننن ن‬
‫ن‬
‫نننننننن ننن نننن نننن نننن نننننن)‪.(2‬‬
‫ننننننن‪:‬‬
‫نننننن‪-‬ننننن نننن‪-‬نن ننننن نننننن‬
‫نننن نننن نن ننننننن نن ننننن‬
‫نننننننن ننن نننن ننننننن نننننن‪.‬‬

‫)( ضعفه‪ :‬الدارقطني‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬وابن القيم كما في أعلم‬ ‫‪1‬‬

‫الموقعين ‪ ،2/438‬والهيثمي كما في ماجمع الزوائد ‪.1/218‬‬


‫)( ينظر‪ :‬مصادر التخريج‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪964‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننن نننننننن ننننننن ننننننننن نن‬
‫ن‬
‫نننننننن‬
‫ن‬

‫‪965‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننن ننننننن ننننننننن نن‬


‫ننننننننن نن نننن نن نننننن‪:‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن نننن ننننن نن‬
‫نننن نننن ننن ننننن ننننننن)‪(1‬ن ننن‬
‫ننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن نننن ننننن نن نننن‬
‫نننن ننن ننننن ننننننن ننننن‪.‬‬

‫مسكرة في الخمر‪ :‬هي ماا أيعرف بالكحول اليثيلي‪ ،‬وهو‬ ‫شدة ال أ‬‫)( ال ن ذ‬ ‫‪1‬‬

‫أ‬
‫الذي يتحنول إلى حاماض الخل بالسإتحالة‪ .‬أماا المواد الخرى المكذنونة‬
‫للخمر‪ :‬فغالبها ل يتحنول‪ .‬ينظر‪ :‬مادونة الندوة الطبية الثامنة‬
‫‪.2/1068‬‬
‫‪966‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن نننن نن نننننن ننن ننننن‬


‫ننننننن ننننن نننن‪ .‬نننن ننننننن نن‬
‫ننن ننننننن ننننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن نننن ننننن نن‬
‫ن‬
‫نننن نننن ننن ننننن ننننننن نننن‬
‫ننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننن نننن‪ :‬نن نننننن ننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن نننن نننن ننن نننن‪ .‬ننننننن‪:‬‬
‫نن ننن ننننننن نن ننن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن نن نننننن نننن نن نننن ننن‬
‫ننننن ننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن‪ :‬نن نننن ننننن نن‬
‫نننن نن نننن ننن ننننن نننننننن ننن‬
‫ننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن نننن ننننن)‪ (1‬ننننن‪.‬‬

‫)( الكحول أو الغول‪ :‬ماركب كيميائي يتكون مان ذرات ماترابطة ذات‬ ‫‪1‬‬

‫خصائص ماتشابهة‪ ،‬ويسمى هيدروكسيد‪ .‬وهو المادة التي أتذهب‬


‫العقل وتسبب السإكار‪ .‬وله ثلثة أنواع‪ ،‬الول‪ :‬اليثيلي وهو المادة‬
‫المسكرة في الخمر‪ .‬والميثيلي والبروبيلي‪ ،‬وكلهما ماسكر وسإام‪.‬‬
‫و أيستخرجان مان الخشاب أو المواد البترولية‪ .‬ينظر‪ :‬الموسإوعة‬
‫العربية العالمية ‪.1/162‬‬
‫‪967‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننن ننننننن نن ننن ننننننن نننننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن نننن ننننن ننننن‬
‫ننن نننن)‪.(1‬‬
‫ننن نننن‪ :‬ننن نن نننن ننن ننننن‬
‫ننننننن‪ .‬ننننن ننن ننننننن ننن‬
‫نننننن نن نننننننن نننن نننننن ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫نننن نن نن نننن ننن ننننن ننننننن‪.‬‬


‫ننننن ننن ننننننن نننننن ننننننن‪.‬‬

‫)( أيضاف الكحول إلى الدوية لغراض صناعية‪ ،‬ونادراا ماا يضاف‬ ‫‪1‬‬

‫لغراض علجيه ماع ماا فيه مان المخاطر الصحية الكثيرة‪ .‬وقد اتخذت‬
‫مانظمة الصحة العالمية في دورتها الربعين عام ‪ 1407‬قراراا بحظر‬
‫اسإتعماله إل للضرورة‪ ،‬ولسإيما في أدوية الطفال والنساء الحوامال‪.‬‬
‫ويطبق ذلك حالي اا على جميع الدوية الواردة إلى المملكة العربية‬
‫السعودية‪ .‬ينظر‪ :‬الندوة الفقهية الطبية الثامنة ‪.1/643‬‬
‫)( اختار بعض المتأخرين جواز التداوي بها‪ .‬ينظر‪ :‬فتاوى اللجنة‬ ‫‪2‬‬

‫الدائمة ‪ ،30 ،25/22‬وماجموع الفتاوى لبن عثيمين ‪/17 ،260 /11‬‬


‫‪.31‬‬
‫‪968‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪969‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‬
‫ن ن‬
‫ننن ننننننن ننن نن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننن ن ننننن‪:‬‬
‫نننننن ننننن‪ :‬ننننننن ننننننننن‬
‫ننننننن نن نننننن‪.‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن ننن‬
‫نننننن نن نننننننن‪.‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن‬
‫ن‬
‫نننننننن ننننننن ننننننننن نن‬
‫نننننننن‪.‬‬

‫‪970‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪971‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن ننننن‬
‫ننننننن ننننننننن ننننننن نن نننننن‬
‫نننن ننننننن‪:‬‬

‫‪ (1).‬ننننننن نننننن‪ :‬ننننننن نننننن نننننننن‬

‫)( المخ ذندرات على ثلثة أنواع‪ ،‬النوع الول‪ :‬نباتية‪ .‬كالبنج‪ ،‬والفيون‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫والكوكا‪ ،‬وجوزة الطيب‪ ،‬والزعفران‪ .‬النوع الثاني‪ :‬ماصصنعة مان أصل‬


‫مشتق مان‬ ‫مشتق مان الفيون‪ ،‬والهروين ال أ‬ ‫نباتي‪ .‬كالمورفين ال أ‬
‫مشتق مان‬ ‫مشتق مان الكوكا‪ ،‬والحشيش ال أ‬ ‫المورفين‪ ،‬والكوكايين ال أ‬
‫الذقصنب الهندي‪ .‬النوع الثالث‪ :‬ماصنعة كيميائياا ماثل الماغيتاماين‬
‫والفاليوم‪ .‬ينظر‪ :‬مادونة الندوة الفقهية الطبية الثامنة ‪.471 ،1/431‬‬
‫‪972‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن ننننننن ننن نن نننننننن‪ :‬نننن‬
‫نننننن ننننننننن نننن نننننننن‬
‫ننننننن ننننن)‪.(1‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننننن نن نننننننن نننننن ننن‬
‫ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننننننن نن نننننننن‪.‬‬
‫ننن ننن ننننننننن نننن نننننننن)‪.(2‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننننننن نننن نن‬
‫نننننننن‪.‬‬
‫ننن نننن ننننننن ننننننننن‬
‫نننننننننن نننن نننننننن)‪.(3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن الهمام‪ ،‬فتح القدير ‪ ،3/490‬والقرافي الفروق ‪،1/372‬‬ ‫‪1‬‬

‫وابن فرحون‪ ،‬تبصرة الحكام ‪ ،2/190‬والخطابي‪ ،‬ماعالم السنن ‪،4/60‬‬


‫وابن قداماة‪ ،‬المغني ‪.10/346‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن مافلح‪ ،‬الفروع ‪ ، ،1/327‬والبهوتي‪ ،‬كشاف القناع‬ ‫‪2‬‬

‫ي وغيره بأنها‬
‫‪ ،6/189‬وابن حجر‪ ،‬فتح الباري ‪ ،10/45‬قال‪ :‬جزم النوو ي‬
‫أماسكره؛ لنها بالمشاهدة أتحدث ماا يحدث الخمر‪.‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن الهمام‪ ،‬فتح القدير ‪ ،3/490‬والقرافي‪ ،‬الفروق ‪،1/372‬‬ ‫‪3‬‬

‫وابن حجر‪ ،‬فتح الباري‪ ،45 /10 ،‬وابن رجب‪ ،‬جاماع العلوم ‪،465 /2‬‬
‫ونقله عن ابن عقيل‪.‬‬
‫‪973‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن‪:‬‬
‫نننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫‪-1‬نننن نننننن نننننن ننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن ن‬
‫ننننننننن ننن نننن ننن نن نننن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نن نننن)‪.(1‬‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننننننن نننن ننن ننننن‬
‫ننننن نننننننن‪.‬‬
‫ننننن ننن نن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن نننننن نن ننننن‬
‫ن‬
‫نننننننن نن نننن نن نننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننن نننن نننن ننننننن نننننننن)‪(2‬ن‬
‫ن‬
‫ننننن ننن نننن نن نننن)‪.(3‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننننن نننن ننن نن ننن)‪ .(4‬ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ننننن نننننن‪.‬‬ ‫ننننننن ن‬ ‫ننننن‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن نننننننن نننن ننن‬
‫ننننن ننننن ننن نن نننننننن ننن)‪.(5‬‬
‫‪ -2‬نننننن ننن نننننننن‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬نننن نننن نن ننننننن ننن‬
‫نننننننن نننن نننن ننن ننن ننن‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬ماجموع الفتاوى ‪.34/205‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( كما قال تعالى‪ :‬ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ‬ ‫‪2‬‬

‫ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ )سإورة المائدة‪.(91:‬‬
‫)( كما قال تعالى‪ :‬ﮋﮣﮤﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩﮪﮫ ﮬ ﮭﮮﮊ)سإورة النساء‪.(43:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬المرداوي‪ ،‬النصاف ‪.419 /26‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن قندس حاشية الفروع ‪ ،10/96‬وابن حجر فتح الباري‬ ‫‪5‬‬

‫‪.10/45‬‬
‫‪974‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننن نن نننن ننننننن‬
‫ننن نن نننننننن ننن نننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننن نننن ننن ننننن‬
‫ننن ننن ننننننن نننننن ننننن نن‬
‫ننننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫نننن ننننن نننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫نننن‪-‬ن ن ن‬
‫نن‬ ‫نننن‬
‫‪- 1‬نننن نن نننن‪-‬ننن ن‬
‫ننننن ‪ : ‬ننن نن نن نننن ن ن ننن ‪.‬‬
‫)‪( 1‬‬

‫)( أخرجه أبو داود في السنن رقم ‪ ،3686‬وأحمد في المسند‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،6/309‬والشربة رقم ‪ ،4‬وابن أبي شيبة في المصنف ‪،8/103‬‬


‫والطبراني في الكبير ‪ ،23/781‬والبيهقي السنن الكبرى ‪،8/296‬‬
‫وصححه ابن حجر في الفتح ‪.10/45‬‬
‫‪975‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن‬


‫نننننن ننن ننننننن نننننن ننننن‬
‫نننننننن نن ننننن‪.‬‬
‫ننننن نن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننن ننن نن نننن ننن‬
‫ننن ننننن‪.‬‬ ‫ننننن ن‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن نننننن نن نننننن‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ننن نننننن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ -2‬نن نننننننن نننن نننن ننن ننننن‬
‫ننننننننن‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننن نن نننن ننننن ننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ننننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫نننننن ‪-‬ننننن نننن ‪-‬ننننن ننن‬
‫نننننننن نن ننننننننن نننن نننن نن‬
‫ننننننن ننن ننننن نننننننن ننن نننن‬
‫ننننن نننننن‪.‬‬
‫ننننننن ننننننن‪ :‬ننن ننننننن ننننننننن‬
‫‪ .‬ننننننن نن نننننن‬

‫)( مان المفتر غير المخدر‪ :‬الدخان وبعض أنواع المنثبهات‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪976‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننن ننننننن ننن ننننن ننننننن‬
‫نننننننن نننن نننن ننن نننننن ننننن‬
‫نننن نننن)‪.(1‬‬
‫نننننننن نن ننن ننننننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننننن ننن ننننن‪.‬‬ ‫ننننننن نن‬
‫ن‬
‫ننننننن نن ننن نننن ننن نننننننن نن‬
‫ننننننن نننننن‪.‬‬
‫ننن نننن نن ننننننننن ننن ننن‬
‫ننننننن ننن ننن ننننننن ننننننننن ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫ننن نن ننننن نن نننننننن‪ :‬نننن‬


‫ن‬
‫ننننننن نننن ننن ننن نننن ننننن نننن‬
‫نننننن نن ننننننننن ننننننن)‪.(3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن تيمة المجموع ‪ ،34/202‬والقرافي الفروق ‪.1/372‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( واختار ذلك بعض المتأخرين‪ .‬ينظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪،25/22‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.31‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن رجب جاماع العلوم والحكم ‪ ،2/456‬واختاره بعض‬ ‫‪3‬‬

‫المتأخرين‪ .‬ينظر‪ :‬فتاوى ابن عثيمين ‪.17/30‬‬


‫‪977‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‬
‫ننن ننننننن ننن نننننن نن نننننننن‬
‫نننن نننننننن ننن نننننننن نننن نن‬
‫نننننننن ننن ننننن نننننننن)‪.(1‬‬
‫نننن نننننننن ننن نننننننن نن‬
‫نننننننن ننن نن ننن نننننننن ننن‬
‫نننننننن ننن ننننننن‪.‬‬

‫)( انظر‪ :‬القرافي الفروق ‪.1/372‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪978‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننن نننننننن ننننننن ننننننننن نن‬
‫نننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننننن ننننننننن نن ننننننننن نن‬
‫ننننن نن نننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن نننن ننننن نن‬
‫نننن نننن ننن نننننن ننننننن‪ .‬ننن ننن‬
‫نننننن نننننن نننننن ننن ننننننن‬
‫نننننننن ننن نننن نننن نننن نننننن‬
‫ننن نن نننننن نننن نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن‪ :‬نن نننن ننننن نن‬
‫نننن نن نننن ننن نننننن ننننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن نننن ننننن ننننن نننننن ننن نن‬
‫ننن نن نننننننن نن نننننننن ننن‬
‫ننننننن نن ننننن ننننننن‪.‬‬
‫ننن نننن نن نننننن ننننن ننن ننننن‬
‫ننن ننن ننن نننننن نننن‪ :‬نننننن ننن‬
‫نن نننننن نن نننننننن نننن ننننن ننن‬
‫نن ننن نننن نن نننننننن)‪.(1‬‬
‫ن‬
‫ننن ننن ننن نننننن ننننن‪ :‬نننننن‬
‫ننن ننننننن نن ننننن نننننننن ننن نن‬
‫ننن نن نننننننن نن نننننننن‪.‬‬

‫)( اختاره بعض المتأخرين‪ .‬ينظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪.25/22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪979‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‬
‫ن‬ ‫ن ن‬
‫ننن ننننننن ننن نن ن ننن نننننن‬
‫ن‬
‫نننن نننن ن ننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫نننننن ننننن‪ :‬ننن ننننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننننننننن ننننننن نن نننننن‪.‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن ننن ننن‬
‫نننن نن نننننننن‪.‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن‬
‫ن‬
‫نننننننن ننننننن ننننننننن نن ننننن‬
‫ننننننننن‪.‬‬

‫‪980‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪981‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننننن نننننن ننننننننن ننننننن نن‬
‫نننننن‬
‫نننن ننننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫ننننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن ننن ننن ننننننن‬
‫‪ .‬نن نننننن‬

‫‪982‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننن ننن ننننن ننن ننننن ننننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن)‪ (1‬نننننن ننن نننن ننننن)‪(2‬ن‬
‫نننن ننن ننن نننن نن نننن‪:‬‬
‫ن‬
‫‪ - 1‬نننن ننننن‪ :‬ﮋﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿ ﮀﮁﮊ)‪.(3‬‬
‫ن الله تعالى نهى عن قتل‬
‫وجه الستدلل‪ :‬أ ر‬
‫ى يقتضي التحريم‪.‬‬
‫النسان نفسه‪ ،‬والنه ض‬

‫)( الضرر في أصله‪ :‬ألم القلب‪ .‬والمراد به هنا‪ :‬ماا أيفضي إلى هلك‬ ‫‪1‬‬

‫النفس‪ .‬ينظر‪ :‬الرازي‪ ،‬المحصول ‪ ،6/143‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح‬


‫الكبير ‪.27/196‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن حزم‪ ،‬ماراتب الجماع ‪ ،245‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح‬ ‫‪2‬‬

‫الكبير ‪.27/196‬‬
‫)‪ (3‬سورة النساء‪ ،‬من الية‪.29:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪983‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن ‪ ‬ننن‪:‬‬ ‫‪ -2‬حديث أبي هريرة ‪ t‬ن ن ن ن‬
‫نن نن‬ ‫ن نن‬
‫) نن ن نن نننن ن ن ن ن ن نن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننن نن ننن نننن(()‪. (1‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬نننن نننن‬
‫نننن ننننن ننننننن ننننننن نننننن‬
‫ننننن ننننننن‪ .‬ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ - 3‬نننن نننن نن نن نننن)‪ (2‬ن ن ننننن ‪‬‬
‫نن‬ ‫ن‬
‫ننن‪ ) :‬نن ننن نننن نننن ن نن نن نن‬
‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫) ‪(3‬‬
‫ننن نننن(‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن نننن نننن‬
‫نننن نننننننن ننننننن ننننننن ننننن‬
‫ننننننن‪.‬‬ ‫ن‬
‫‪-4‬نننننن نننننن ننن ننننن ننننن‬
‫نننننن ننننن ننننن‪ :‬ﮋﯤﯥ ﯦﯧ ﮊ ‪ ،‬وقوله‪ :‬ﮋ‬
‫)‪(4‬‬

‫ﯬ ﯭﯮ ﯯﯰﯱﮊ )‪ ،(5‬وحديث‪) :‬ل ضرر ول ضرار()‪.(6‬‬


‫ن الصل في المضار التحريم)‪.(7‬‬ ‫‪-5‬أ ى‬
‫‪ () 1‬أخرجه ماسلم في الصحيح رقم ‪ ،109‬وأحمد في المسند ‪2/25‬‬
‫‪.478 ،4‬‬
‫ت بن الضحاك بن خليفة الشهلي‪ ،‬صحابي ماشهور‪ ،‬روى عنه‬ ‫‪ () 2‬ثاب أ‬
‫أبو ذقلبه‪ .‬ماات سإنة ‪64‬هـ‪ ،‬ابن حجر‪ ،‬التقريب ‪.186‬‬
‫‪ () 3‬أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،6652 ،6105 ،1363‬وماسلم‬
‫في الصحيح رقم ‪ ،177 ،110‬وأحمد في المسند ‪.4/34‬‬
‫‪ (1)4‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.233:‬‬
‫‪ (2)5‬سورة البقرة‪ ،‬من الية‪.282:‬‬
‫‪ () 6‬أخرجه ابن مااجه في السنن رقم ‪ ،2341‬وأحمد في المسند‬
‫‪ ،1/313‬والدارقطني في السنن ‪ ،4/228‬مان حديث ابن عباس‪.‬‬
‫وأخرجه ابن مااجه في السنن رقم ‪ ،2340‬وأحمد في المسند‬
‫‪ ،5/326‬مان حديث عبادة بن الصامات‪ ،‬وحسنه‪ :‬ابن الصلح‪،‬‬
‫والنووي‪ ،‬وابن رجب‪ .‬ينظر‪ :‬شرح ابن رجب للربعين ‪.2/207‬‬
‫‪ () 7‬ينظر‪ :‬الرازي‪ ،‬المحصول ‪ ،6/143‬والسإنوي‪ ،‬التمهيد ‪،471‬‬
‫والطوفي‪ ،‬درء القول القبيح ‪.159‬‬
‫‪984‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪.‬المسألة الثانية‪ :‬حكم التداوي بالممستقذر للضرورة أو الحاجة‬

‫مستقذر)‪ :(1‬على تحريم‬ ‫اتفق القائلون بتحريم ال ض‬


‫ذر إذا أمكن التداوي بغيره من‬ ‫ق د‬
‫مست د س‬
‫التداوي بال ض‬
‫ن تعالى‪ :‬ﮋﮈﮉ ﮊﮊ)‪ ،(3‬وحديث‬ ‫المباحات)‪(2‬؛ لعموم قوله‬
‫ن‬
‫أبي هريرة ‪ t‬ن ن ن ننننن ‪) ‬ننن نن‬
‫نننننن نننننن()‪. (4‬‬
‫نننننننن نن ننن ننننننن نن ننننننن‬
‫نن نننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننن نن ننن‪ :‬ننننننن نن ننن‬
‫ننننننن ننننننننن)‪.(5‬‬

‫)( ذهب المالكية‪ :‬إلى أنه ل أماستقذر إل النجس‪ .‬ينظر‪ :‬القرافي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ن تيمية‪ :‬أنه ل أثر‬


‫الفروق ‪ ،2/24‬والمنقري‪ ،‬القواعد ‪ .1/272‬واختار اب أ‬
‫لسإتخباث العرب‪ ،‬إل ماا حنرماه الشرع‪ .‬ينظر‪ :‬المرداوي‪ ،‬النصاف‬
‫‪.27/206‬‬
‫)( ينظر‪ :‬التمهيد مان الفصل الثاني‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (7‬سورة العراف‪ ،‬من الية‪.157:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( تقدم تخريجه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( ينظر‪ :‬المبحث الول مان الفصل الثاني‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪985‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننن نننننن نننن نن نننننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننننن ننن نننن ننننننن ننن‬
‫ن‬
‫ننن نننن نن ننننننننن نننن ننننن ننن‬
‫ننننن ننن ننننننن ننننننن ننننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬المطلب الثالث مان المبحث الول )حكم التداوي بما‬ ‫‪1‬‬

‫اسإتحال مان النجاسإات( والمطلب الثاني مان المبحث الثاني )حكم‬


‫التداوي بما اسإتحال مان المسكرات( مان الفصل الثاني‪ ،‬والنووي‪،‬‬
‫المجموع ‪ ،9/30‬وابن قداماه‪ ،‬المغني ‪.2/52‬‬
‫‪986‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‬
‫ننن ننننننن نننننننن ننننننن ننننننننن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ننننننننن‬

‫‪987‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نن نننن ننننننن ننننننن ننننننننن‬


‫نن ننننن ننننننننن نن نننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ن نننننن‪ :‬نن نننن ننننن نن‬
‫ننننننننن نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننن ننننننن ننن ننن ننننننن ننن‬
‫ننن نننن نن نننننننن‪.‬‬

‫‪988‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن‪ :‬نن نن نننن ننننن‬
‫نن ننننننننن نننن‪.‬‬
‫نننن ننننننن ننن ننن ننننننن‬
‫نننننن نننننننننن ننن نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن ن ننننننن‪ :‬نن نن نننن ننننن‬
‫نن ننننننننن ننننن ننننن نننن نن ننن‬
‫ننننننن ننن‪.‬‬

‫‪989‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننن ننننن نننننن ن نن ننن ننننننن‬
‫نننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننننن ننننننن ننن‪.‬‬
‫نننن نن نننن ننن نننننن نن ننننننن‬
‫ننننننننن ننننننننن ننننننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننننن ننننننن ننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننن نن‪ :‬ننن نننننننن ننننننننن)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن عابدين‪ ،‬رد المحتار ‪ ،5/294‬والدسإوقي‪ ،‬الحاشية‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2/384‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪ ،9/30‬وابن قداماه‪ ،‬المغني ‪.2/52‬‬


‫)( ينظر‪ :‬النووي‪ ،‬الروضة ‪ ،3/281‬وابن قداماة ‪ ،2/52‬قال‪ :‬وأيحتمل أن‬ ‫‪2‬‬

‫ل يباحا‪.‬‬
‫‪990‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن‪:‬‬
‫نننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫‪ -1‬نننن نننننن نننننن ننن ننننن‬
‫ننننننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬التمهيد‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪991‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نن نن ننن ننن ننننن نن‬
‫نننن نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننننن ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬ ‫ن‬ ‫ننننن‪ :‬ننن ننننن‬
‫ن‬
‫‪ - 2‬نننن ننن ننننن ‪ t‬ن ن ن ننننن ‪‬‬
‫ننن‪) :‬ننن ننن نننننن نن نننن‬
‫ننننن ننننننن ننن نن ننن نننننن‬
‫نننن نننننن ننن()‪. (2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن قداماة‪ ،‬المغني ‪.1/86‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،5782 ،3320‬وأحمد في‬ ‫‪2‬‬

‫المسند ‪.443 ،398 ،388 ،355 ،340 ،246 ،2/230‬‬


‫‪992‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن نن‬


‫ننننننن ننن نن نننن نننننن نن ننننن‬
‫نننن ننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ - 3‬نننننن ننن ننننننن ننننن‬
‫نننننننن ننننننن‪.‬‬

‫‪993‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ - 4‬نن ننننن ننننن ننن نن ننننن‬


‫ننننننن ننن نننن ننننن نن ننننننن‬
‫نن)‪.(1‬‬
‫نننن ننننن نننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫‪ - 1‬نننن نننننن نننننن ننن ننننن‬
‫ننننننن ننننننننن)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن قداماه‪ ،‬المغني ‪ ،2/52‬البهوتي‪ ،‬كشاف القناع ‪.3/144‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الفصل الثاني‪ :‬التمهيد‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪994‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننن نن‪ :‬ننن ننننننن ننن نننن نن ننن‬
‫ن‬
‫ننننننن نن ننن ننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ - 2‬نننن ننن ننننن ‪ t‬ن ن ن ننننن ‪ : ‬ننن‬
‫ن‬
‫نن ننننننن نننن ن)‪. (1‬‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن نن‬
‫ننننننن نننننن ننن ننن نننن نننن نن‬
‫ننن ننننننن نن ننن نن نننن‪.‬‬
‫ننننن نن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننن ننننن ننن نن‬
‫ننننننن ننننننن ننننننن ننننننن‬
‫ن ن‬
‫ننننن نننن ننن نننننن)‪.(2‬‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن نننننن ننننن ننن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننننن نننن نن نننن نننن‪.‬‬
‫نن‬ ‫ن‬
‫‪ -3‬نن نننننن ننننننن ننن نننننن ننن‬
‫نننننن ننن نننننن)‪.(3‬‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نن نننن نن ننننننن نن‬
‫ن‬
‫نننن نن نننن ننن‪.‬‬
‫ننننننن‪:‬‬
‫نننننن‪-‬ننننن نننن‪-‬نن ننننن نننننن‬
‫نننن نننن نن ننننننن نن ننننن‬
‫نننننننن ننن نننن ننننن نننننن‪.‬‬

‫)( تقدم تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( فأكثر الروايات على إسإقاطه‪ ،‬وعند الترماذي في الجاماع رقم‬ ‫‪2‬‬

‫‪ :2046‬قال أبو عيسى‪ :‬يعني السم‪ .‬وفي المسند ‪ 478 ،2/446‬قال‬


‫أحمد‪ :‬يعني السم‪ .‬وانظر‪ :‬المزي‪ ،‬تحفة الشراف ‪.10/316‬‬
‫)( ينظر‪ :‬العلئي‪ ،‬المجموع ‪ ،1/269‬والسبكي‪ ،‬الشباه والنظائر‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،1/117‬والبهوتي‪ ،‬كشاف القناع ‪.220 ،217 ،211 /6‬‬


‫‪995‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪996‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننننن ننننن نن ن ننننن‬
‫نننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫نننننن ننننن‪ :‬ننن ننننننن ننننننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن نن نننننن‪.‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن ننن‬
‫نننن ننننن‪.‬‬
‫نننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن‬
‫نننننننن ننننننن ننننننننن نن‬
‫نننننن نننننن‪.‬‬

‫‪997‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪998‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننن ننننننن نننننن ننننننن نن‬
‫) ‪(1‬‬
‫نننننن‬
‫ن‬
‫نننن نننن ننننن‪:‬‬

‫‪ (2).‬ننننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن نننن ننننننن‬

‫حرماة‪ :‬مان الحترام‪ ،‬وهي المهابة‪ ،‬والمراد‪ :‬ماا حنرم الشرع‬ ‫)( ال أ‬
‫‪1‬‬

‫العتداء عليه أو انتهاكه لعصمته‪ .‬ينظر‪ :‬الزهري‪ ،‬التهذيب ‪،42 /5‬‬


‫‪ ،44‬والفيوماي‪ ،‬المصباح المنير ‪ ،116‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪ ،37 /9‬وابن‬
‫عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.252 /27‬‬
‫)( العضاء‪ :‬جمع عضو‪ .‬مان الصتعضية‪ ،‬وهي‪ :‬القطع والتفريق‪ ،‬وهو‬ ‫‪2‬‬

‫عند أهل اللغة‪ :‬كل عظم وافر مان الجسد‪ .‬وعند الفقهاء‪ :‬يطلق‬
‫على كل جزء ماتميز مان البدن ظاهراا وباطناا‪ .‬ينظر‪ :‬الفيوماي‪،‬‬
‫المصباح المنير ‪ .339‬وأيطلق عند الطباء‪ :‬على كل جزء مان البدن‬
‫ماتصل أو مانفصل‪ .‬ينظر‪ :‬ماجلة البحوث الفقهية المعاصرة‪ ،‬العدد‬
‫الثالث عام ‪ 1410‬ص ‪.220‬‬
‫‪999‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننن ننننن نننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننن ننننننن نننن ننن‬
‫ننننن ننننن نن نننن ننن نننن‪.‬‬

‫‪1000‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن ننننننن نن ننن ننننننن نننن‬
‫ننن ننننن ننننن نن نننن ننن ننننن ننن‬
‫ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن ننننننن نننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن نن نننن ننن ننننن ننن ننن‬
‫ننننن نننن ننن نننن نننن ننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننن نن نننن نننننننن ننننننننن‬
‫نننننننن ننننننن نننننننن ننننننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬قرار هيئة كبار العلماء‪ ،‬قرار رقم ‪ 99‬عام ‪1402‬هـ‪ ،‬وهو‬ ‫‪1‬‬

‫بالجماع‪ ،‬وفتوى اللجنة الدائمة ‪ ،25/112‬وقرارات ماجمع الفقه‬


‫السإلماي عام ‪1408‬هـ‪ ،‬وقرارات المجمع الفقهي السإلماي عام‬
‫‪1405‬هـ‪ ،‬ود‪ .‬ماحمد إبراهيم‪ ،‬سإرقة العضاء ‪.167‬‬
‫‪1001‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن‪ :‬نننن ننننننن نننن ننن‬


‫ننننن نن نننن ننن نننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ننننن‬
‫نننن نن ننن نننننننن نننننننن ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫نننننن‪:‬‬
‫نننن ننننن ننننن‪:‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن سإعدي‪ ،‬المختارات الجلية ‪ ،321‬وابن عثيمين‪ ،‬ماجموع‬ ‫‪1‬‬

‫الفتاوى ‪.17/45‬‬
‫‪1002‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫‪ -1‬نننن نننننن نننننن ننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ننننننن‪.‬‬
‫ن ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننننن ننننننن ننننن‬
‫نننننننن نننننننننن نننننننن نننن‬
‫ننن ننننن ننننن نن نننن ننن نننن ننن‬
‫نننن‪.‬‬

‫‪1003‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫‪ -2‬نننن نننننن نننننن ننن نننن‬
‫ننننننن ننننننننن ننننننن‬
‫نن نننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن‪ :‬ننننن ننننن نننننن‪.‬‬
‫‪ -3‬نننننن ننن ننننن ننننن ننننننن نن‬
‫نننننن ننن ننننن)‪.(2‬‬

‫ل بعض الحنفة‬
‫)( ينظر‪ :‬المبحث الول مان الفصل الثاني‪ .‬وهو قو أ‬
‫‪1‬‬

‫والمالكية‪ ،‬ومذهب الشافعية‪.‬‬


‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.25/251 ،3/295‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1004‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬نننن نننن نن ننننننن نننن‬
‫ننننن ننننن ننن ننننن ننننن نن نننن‬
‫ننن ننن‪.‬‬ ‫ن‬
‫نننننن ننن نننننن نننن ننننن ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -4‬ن‬
‫ننننن‪ :‬نننن نننن نن ننننننن نننن‬
‫ننننن‬ ‫ننننن نن نننن ننن ننن ننن ننن ن‬
‫نننننننن نننن ننننن ننن نننن‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬النووي‪ ،‬المجموع ‪ ،9/33‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير‬ ‫‪1‬‬

‫‪27/247‬‬
‫‪1005‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -5‬نننننن ننن ننننننن نننننن‬


‫نننننننن نننننننن‪.‬‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬نننن نننن نن ننننننن نننن‬
‫ننننن نن نننن ننن نننن ننن ننن ننننن‬
‫ننننننننن نننننننن نننن نننن‪.‬‬

‫‪1006‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -6‬نننننن ننن ننن نننننن نننن ننن‬


‫ننننن ننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن نن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن نننن ننن ننننن‬
‫نننننن)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬النووي‪ ،‬المجموع ‪ 9/37‬وهو وجه عند الشافعية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( عاماة أهل العلم على عدم جواز ذلك‪ .‬ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح‬ ‫‪2‬‬

‫الكبير ‪ ،27/247‬والمرداوي‪ ،‬النصاف ‪.27/253‬‬


‫‪1007‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننن نننن نن ننننننن‬
‫نننننن ننننن نن ننن نننننن نننن‬
‫ننننن نن نننن ننن نننن ننن نننن‪.‬‬
‫نننن ننننن نننننن‪:‬‬

‫‪1008‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫‪ -1‬نننن نننننن نننننن ننن ننننن ننننن‬
‫ننننن نننننن)‪(1‬ن نننن ننننن نن نننن‬
‫ننن نننن نننن نننن‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننننننن نننن ننننن نن‬
‫نننن ننن نننن نننن ننننننن‬
‫نن نننننن‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬المطلب الول مان المبحث الرابع‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1009‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننننن ننننن نننننن‬
‫نننننن نننننن‬‫ن‬ ‫نننننن ننننن نن نننننن‬
‫نن ننننننن نننن ننننننن نننن ننن ننن‬
‫نننننننننننننننن ننن نننن نننننن‪.‬‬
‫‪ -2‬ننننن ننننننن ننن ننننن ننن‬
‫ننننننن نننن نن نننننن نن ننننن‬
‫نننن ننن نن نننن ننننن نننننن‬
‫نننن)‪.(1‬‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫ننننن نن نننن ننن‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫نننن‬ ‫نننننن‬ ‫‪ -3‬نن‬
‫نننننن ننننن ننننن)‪.(2‬‬ ‫نننن ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننننن نننن نننننن نن‬
‫ننن ننن نننن نن ننن‬ ‫ن‬
‫نننن ننن ننننن ن‬
‫ننننننن ننننن ننننن‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن حزم‪ ،‬ماراتب الجماع ‪.252‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الدلة على تحريم انتهاك حرماة الجسد‪ :‬المطلب الول مان‬ ‫‪2‬‬

‫المبحث الرابع‪.‬‬
‫‪1010‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫نن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننن ننننن نن نننننن‬
‫نننننننن‪.‬‬

‫‪1011‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫‪ -4‬نننن نننننن نننننن ننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن ننننن نن ننن نننننن ننن‬
‫ننننن‪ :‬ﮋﯗ ﯘﯙﯚﯛﮊ)‪ ،(1‬ولما جاء في حديث عبد‬
‫ن‬
‫الله بن يزيد ‪ (2)t‬نن ننننن ‪ :‬ننن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن)‪ .(3‬نننن ننننن ننننن ننن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننن نن نننن نننننن‪.‬‬
‫ننننن نن ننننن نننن‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬من الية‪.119:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( عبد ا بن يزيد بن زيد النصاري‪ ،‬صحابي صغير‪ ،‬ولي الكوفة لبن‬ ‫‪2‬‬

‫الزبير‪ ،‬وماات في زمانه‪ .‬ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬التقريب ‪.557‬‬


‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،5516 ،2474‬وأحمد في‬ ‫‪3‬‬

‫المسند ‪.4/307‬‬
‫‪1012‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نن نننن نن ننن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ننن نننننن ننننن ننننن نننن‬
‫ن‬
‫ننن ننن نننننن‪.‬‬

‫‪1013‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننننننن نننننننن‬
‫نن ننن ننننن نن نننن ننن نننن نن‬
‫ننن‬ ‫ن‬
‫ننننننن ننننن نننننن ننننننن نننن‪.‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن نننننن ننننننن نن‬
‫ننن نننننن ننننننننن‪.‬‬

‫‪1014‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن نن ننننن ننننن‪ :‬ننن نننن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نن نننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن نن ننننن نننننن‪ :‬نن ننننننن‬
‫نننننن نن ننننننن نننننننن نننننن‬
‫ننننن ننننن نن ننننن‪.‬‬

‫‪1015‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نن ننننن نننننن‪ :‬ننن نننننن‬


‫ننن نن نن نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ -5‬نن ننن ننننن ننننن ‪-‬ننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننننن ‪-‬نننننن ننن ننن نننننن نن‬
‫ننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن‪ :‬ننننن ننننن نننننن)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.25/251 ،3/295‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المذهب عند الحنابلة وقول عاماة أهل العلم‪ :‬أنه طاهر‪ .‬ينظر‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدوي‪ ،‬الشرح الكبير ‪ ،1/268‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪،2/339‬‬


‫‪ ،25/251 ،3/295‬والمرداوي‪ ،‬النصاف ‪.25/544 ،3/295‬‬
‫‪1016‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫نننننن ‪-‬ننننن نننن ‪-‬نن ننننن نننن‬
‫نننن نننن ننن نننننن ننننننن ننن‬
‫نننننن ننن نننننن ننن نننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن نننن‬
‫ننننننن نن ننننن ننن نننن‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬تخريج هذه القاعدة في المطلب الثالث مان المبحث الرابع‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1017‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫)‪(1‬‬
‫نننن ننننننن ننن نن نننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن ننن نننن ننننن ننننن ننن‬
‫ننننن ننن نننن ننن نننن نننننن ننن‬
‫ننن ننن ننن نننن ننن)‪(2‬ن ننننن نننن‬
‫نننن نننننن ننننننن‪) :‬ننن ننن ننننن‬
‫نننن ننن نننن()‪(3‬ن ننننن ننننن ‪ ‬نن‬
‫ننننننن ننننن نننننن)‪.(4‬‬

‫ت‪ :‬مان الموت‪ ،‬وهو مافارقة الروح الجسد‪ .‬ينظر‪ :‬الفيروز‬ ‫)( المي ن‬ ‫‪1‬‬

‫آبادي‪ ،‬القاماوس ‪ .4/295‬واختلفوا في الحياة المستعارة هل هي‬


‫كالعدم أول‪ .‬ينظر‪ :‬المنقري‪ ،‬القواعد ‪ ،2/482‬والسبكي‪ ،‬الشباه‬
‫والنظائر ‪ ،1/131‬والزركشي‪ ،‬المنثور ‪.2/75‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن عابدين‪ ،‬الحاشية ‪ ،5/58‬وحطاب‪ ،‬شرح ماختصر الخليل‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1/117‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪ ،9/45‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير‬


‫‪.6/252‬‬
‫)( أخرجه أبو داود في السنن رقم ‪ ،3207‬وابن مااجه في السنن‬ ‫‪3‬‬

‫رقم ‪ ،1616‬وأحمد في المسند ‪ ،364 ،200 ،168 ،6/85‬وابن حبان‬


‫في الصحيح رقم ‪ 3167‬مان حديث عائشة‪ ،‬وصححه‪ :‬ابن حجر في‬
‫ملذنقن في البدر المنير‬
‫بلوغ المرام‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬رقم ‪ ،43‬وابن ال أ‬
‫‪.6/769‬‬
‫)( أخرجه ماسلم في الصحيح رقم ‪ 1731‬عن ضبريدة ‪.t‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1018‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننن ننن ننن ننن نن نننننن نن نننن‬
‫ننن نننن ننننننن نننن ننن نن نننننن‬
‫نن نننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن نننن ننننن ننن‬
‫نننن‪.‬‬

‫‪1019‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننن ننننن ننننننن نن ننن ننننننن‬
‫نننن ننننن نن ننننن ننن نننننن ننن‬
‫نننن ننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن ننننننن نننن‬
‫ننننن نن ننننن نننننننننن ننن نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننن نن ننننن نن نننننننن‬
‫ن‬
‫ننننننننن نننن ننننننن ننننننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬قرار هيئة كبار العلماء رقم ‪ 99‬عام ‪ ،1402ç‬ود‪ .‬حمد‬ ‫‪1‬‬

‫إبراهيم‪ ،‬سإرقة العضاء ‪.171‬‬


‫‪1020‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن‪ :‬نننن ننننننن نننن‬


‫ننننن نن ننننن ننن نننننن ننن نننن‬
‫ننن نن نننن نن ننننننن نننن نننن‬
‫نننننن نننننننن‪.‬‬

‫‪1021‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننن نن ننن نننننننن ننننننننن‬
‫نننن ننننننن ننننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننن ننننننن نننن‬
‫ننننن نن ننننن ننن نننننن ننن نننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نن ننن نننننننن نننننننن)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬قرار ماجمع الفقه السإلماي رقم ‪ ،57‬ود‪ .‬علي المحمدي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫فقه القضايا المعاصرة ‪.492‬‬


‫)( ينظر‪ :‬ابن سإعدي‪ ،‬المختارات الجلية ‪ ،321‬وابن عثيمين‪ ،‬ماجموع‬ ‫‪2‬‬

‫الفتاوى ‪ ،17/45‬وأبحاث هيئة كبار العلماء ‪ 7/42‬وتوقف فيه بعضهم‪،‬‬


‫ود‪ .‬ماحمد إبراهيم‪ ،‬سإرقة العضاء ‪.219‬‬
‫‪1022‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدلة‪:‬‬
‫أدلة القول الول‪:‬‬
‫ة على جواز التداوي بنقل بعض أجزاء البدن‬ ‫‪-1‬الدل ض‬
‫)‪(1‬‬
‫من موضع إلى موضع ‪.‬‬
‫وضنوقش‪ :‬بما ضنوقشت به هذه الدلة‪.‬‬
‫س على شق بطن الميت لستخراجا ما في‬ ‫‪-2‬القيا ض‬
‫ق بطن المرأة‬ ‫بطنه من المال إذا ابتلعه‪ ،‬وش ق‬
‫الحامل إذا ماتت وفي بطنها ولد يتحررك وضترجى‬
‫حياته)‪.(2‬‬
‫ة خلفية)‪.(3‬‬ ‫ونوقش‪ :‬بأنها مسأل ل‬
‫ة محققة‬‫ن في النتفاع بأعضاء الميت مصلح ل‬ ‫‪ -3‬أ ى‬
‫دون مفسدة ضتذكر؛ لن جسده إلى الدمار‬
‫ول إلى ضرفات)‪.(4‬‬ ‫والتح ر‬

‫)( ينظر‪ :‬الفرع الول مان هذه المسألة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن عابدين‪ ،‬الحاشية ‪ ،2/238‬والدسإوقي‪ ،‬الحاشية‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1/429‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪ ،5/263‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير‬


‫‪.252 ،6/245‬‬
‫ل طائفة مان أهل العلم‪ :‬أنه في‬
‫)( المذهب عند الحنابلة وقو أ‬
‫‪3‬‬

‫المسألة الولى‪ :‬يغرم ذلك المال مان تركته ول أيشق بطنه‪ .‬وفي‬
‫ل‬‫المسألة الثانية‪ :‬أن المرأة الحامال تسطو على الجنين القواب أ‬
‫فأيخرجنه مان ماخرجه‪ .‬ينظر‪ :‬المصادر السابقة‪ ،‬والمرداوي‪ ،‬النصاف ‪6‬‬
‫‪.252 ،/246‬‬
‫)( ينظر‪ :‬أبحاث هيئة كبار العلماء‪ ،‬القرار رقم ‪62‬عام ‪1398‬هـ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1023‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ونوقش من وجهين‪:‬‬
‫ة‬
‫ن التداوي بنقل العضو مصلح ل‬ ‫الوجه الول‪ :‬أ ى‬
‫مظنونة أو موهومة‪ ،‬وانتزاع ض العضو من الميت‬
‫مفسدة محققة‪.‬‬
‫ن مصلحة التداوي بنقل العضو‬ ‫الوجه الثاني‪ :‬أ ى‬
‫معارض بمصلحة حماية الميت من السطو على‬ ‫ض‬
‫بدنه بل حق‪.‬‬
‫أدلة القول الثاني‪:‬‬
‫استدلوا بأدلة القول الول‪ ،‬واستثنوا العضاء‬
‫التي تنقل الصفات الوراثية كالخصيتين والمبيض؛‬
‫لنه يؤدي إلى اختلط النساب)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬قرار ماجمع الفقه السإلماي رقم ‪ ،57‬و د‪ .‬ماحمد ياسإين‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫أبحاث فقهية ‪.175‬‬


‫‪1024‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أدلة القول الثالث‪:‬‬


‫ة على تحريم التداوي بنقل بعض أجزاء‬ ‫‪ -1‬الدل ض‬
‫البدن من موضع إلى موضع)‪.(1‬‬
‫وضنوقش‪ :‬بما ضنوقشت به هذه الدلة‪.‬‬
‫حرمة‬ ‫حرمة الميت ك ض‬ ‫ن ض‬‫ة الدالة على أ ى‬ ‫‪ -2‬الدل ض‬
‫)‪(2‬‬
‫الحي ‪.‬‬
‫وضنوقش‪ :‬بأن أخذ عضو من أعضائه بإذن ل ضيعد‬
‫حرمته‪.‬‬ ‫انتهاكا ا ل ض‬
‫حرمة الجسد ل ضتباحا بالباحة‪.‬‬ ‫ن ض‬‫وأجيب‪ :‬بأ ر‬
‫ذريعة العتداء على أبدان الموات للتجار‬ ‫‪ -3‬سد م د‬
‫)‪(3‬‬
‫بها ‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الفرع الول مان هذه المسألة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ماا تقدم في أول هذا الفرع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ينظر في قاعدة سإد الذريعة‪ :‬الشاطبي‪ ،‬الموافقات ‪،1/292‬‬ ‫‪3‬‬

‫والسبكي‪ ،‬الشباه والنظائر ‪.1/119‬‬


‫‪1025‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن مفسدة العتداء على أبدان‬ ‫وضنوقش‪ :‬بأ ر‬


‫الموات للتجار بها مظنونة‪ ،‬والتداوي بنقل أعضائه‬
‫محققة‪ ،‬فل يدفع المتحقق بالمظنون‪.‬‬
‫ن مفسدة العتداء على أبدان الموات‬ ‫وأجيب‪ :‬بأ ر‬
‫للتجار بها متحققة ل مظنونة)‪ ،(1‬والتداوي بنقل‬
‫العضاء مظنون أو متوهم‪.‬‬

‫ة في وسإائل العلم‪.‬‬
‫)( وأخبار ذلك شائع ة‬ ‫‪1‬‬

‫‪1026‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الترجيح‪:‬‬
‫حرمة التداوي‬ ‫الراجح ‪-‬والله أعلم‪-‬هو القول ب ض‬
‫بنقل العضاء من الميت غير المسلم إلى الحي؛‬
‫لما تقدم‪ ،‬ولن الحرام والحلل إذا اجتمعا غ ضثلب‬
‫الحرام على الحلل‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن يكون الميت مسلماا‪.‬‬

‫‪1027‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقد اختلف العلماضء في حكم التداوي بنقل العضو‬


‫من الميت المسلم إلى الحي‪.‬‬
‫ف في هذه الحالة كالخلف في الحالة‬ ‫والخل ض‬
‫ن من القائلين بالجواز في الحالة‬‫الولى‪ ،‬إل أ ر‬
‫الولى‪ :‬من ل يرى الجواز في هذه الحالة‪ ،‬أو‬
‫حرمة المسلم‬ ‫توقف في الحكم بجوازها)‪(1‬؛ لن ض‬
‫حرمة غير مسلم‪.‬‬ ‫أعظم من ض‬

‫)( ينظر‪ :‬قرار هيئة كبار العلماء رقم ‪ 62‬عام ‪1398‬هـ‪ ،‬و د‪ .‬ماحمد‬ ‫‪1‬‬

‫إبراهيم‪ ،‬سإرقة العضاء بالجراحة الطبية ‪.223‬‬


‫‪1028‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حكم التداوي بنقل العضاء من‬


‫الحي إلى الحي‪.‬‬
‫اتفق العلماضء على أنه ل يجوز التداوي بنقل‬
‫العضاء من الحي إلى الحي إذا كان ذلك يؤدي إلى‬
‫هلك المنقول منه‪ ،‬وكان معصوم الدم)‪(1‬؛ لعموم‬
‫الدلة الدالة على تحريم قتل النفس المعصومة‬
‫بغير حق)‪.(2‬‬

‫)( العصمة‪ :‬أن ل يكون أماهدر الدم‪ .‬وعاماة أهل العلم على أن‬ ‫‪1‬‬

‫العصمة تكون بالسإلم أو الماان‪ .‬ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير‬
‫‪ ،25/82‬والبهوتي‪ ،‬الروض المربع ‪.3/262‬‬
‫)( ينظر‪ :‬في الدلة مان القرآن والسنة والجماع‪ :‬ابن أبي عمر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الشرح الكبير ‪.27/251 ،25/5‬‬


‫‪1029‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫فإن كان نقل العضو منه ل يؤدي إلى الهلك‪ ،‬فل‬


‫يخلو من حالتين‪:‬‬
‫الحالة الولى‪ :‬أن يكون المنقول منه‬
‫كافرلا‪.‬‬
‫وقد اختلف العلماضء في حكم التداوي بنقل العضو‬
‫من الحي غير المسلم إلى الحي‪.‬‬

‫‪1030‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ف في ذلك كالخلف في حكم التداوي‬ ‫والخل ض‬


‫من‬‫ن ق‬
‫بنقل العضو من الميت إلى الحي‪ ،‬إل أ ر‬
‫القائلين بالجواز من ل ديرى الجواز في هذه الحالة؛‬
‫لن النقل من الحي ليس كالنقل من الميت)‪.(1‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬أن يكون المنقول منه‬
‫مسلملا‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن قداماه‪ ،‬المغني ‪.13/339‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1031‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقد اختلف العلماضء في حكم التداوي بنقل العضو‬


‫من حي مسلم إلى حي‪.‬‬
‫القول الول‪ :‬يجوز التداوي بنقل العضو من الحي‬
‫المسلم إلى الحي المسلم‪.‬‬
‫مفتين‪ ،‬وبعض‬ ‫وال ض‬ ‫ة من الباحثين‬
‫وقال به طائف ل‬
‫)‪(1‬‬
‫الهيئات العلمية ‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬قرار هيئة كبار العلماء‪ ،‬رقم ‪ 99‬وتاريخ ‪ 6/11/1402‬هـ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫وفتاوى اللجنة الدائمة ‪ ،25/112‬ود‪ .‬ماحمد إبراهيم‪ ،‬سإرقة العضاء‬


‫‪.197 ،173‬‬
‫‪1032‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الثاني‪ :‬يجوز التداوي بنقل العضو من‬


‫الحي المسلم إلى الحي‪ ،‬إل أن يكون من العضاء‬
‫التي تنقل الصفات الوراثية‪.‬‬
‫مفتين‪ ،‬وبعض المجامع‬‫ض الباحثين وال ض‬
‫وقال به بع ض‬
‫)‪(1‬‬
‫الفقهية ‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬قرار ماجمع الفقه السإلماي‪ ،‬رقم ‪ ،57‬والمصدر السابق‬ ‫‪1‬‬

‫‪.194 ،171‬‬
‫‪1033‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الثالث‪ :‬يحرم التداوي بنقل العضو من‬


‫الحي المسلم إلى الحي‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫مفتين ‪.‬‬
‫ض الباحثين وال ض‬
‫وقال به بع ض‬
‫الدلة‪:‬‬
‫أدلة القول الول‪:‬‬
‫ة الدالة على جواز التداوي بنقل العضاء من‬‫‪-1‬الدل ض‬
‫الميت إلى الحي‪ ،‬إل أىنه ضيستثنى النقل من‬
‫المسلم إلى الكافر؛ لن السلم يعلو ول ضيعلى‬
‫عليه)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن سإعدي‪ ،‬المختارات الجلية ‪ ،321‬وابن عثيمين‪ ،‬ماجموع‬ ‫‪1‬‬

‫الفتاوى ‪ ،17/45‬وتوقف في إباحته بعض أعضاء هيئة كبار العلماء كما‬


‫في القرار‪ ،‬رقم ‪ 99‬عام ‪ 1402‬هـ‪.‬‬
‫)( ينظر‪ :‬فتوى الهيئة العاماة للفتوى في الكويت‪ ،‬رقم ‪ .132/79‬و‬ ‫‪2‬‬

‫)السلم يعلو ول ضيعلى( لفظ حديث‪ :‬أخرجه الدارقطني في السنن‬


‫‪ ،3/252‬والروياني في مسنده وعنه الضياء في المختارة ‪8/240‬‬
‫بسند حسن‪ ،‬كما قال ابن حجر في الفتح ‪ 3/220‬من حديث عائذ بن‬
‫عمرو المزني‪ ،‬وأخرجه من حديث عمر‪ :‬الطبراني في الوسط‪ ،‬رقم‬
‫‪ 5993‬والصغير‪ ،‬رقم ‪ 948‬وضعفه البيهقي في الدلئل ‪،6/36‬‬
‫والذهبي في الميزان ‪ ،3/651‬والهيثمي في مجمع الزوائد ‪،8/294‬‬
‫وأخرجه البخاري في الصحيح معلقا ا موقوفا ا على ابن عباس ‪3/218‬‬
‫)مع الفتح(‪.‬‬
‫‪1034‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن النقل‬
‫وضنوقش بما نوقشت به هذه الدلة‪ ،‬وبأ ى‬
‫من الحي فيه تهديد لحياته وتعريض لتلفه‪.‬‬
‫ل من سبل الحسان‬ ‫ن التبرع بنقل العضو سبي ل‬‫‪-2‬أ ى‬
‫ب من ضروب اليثار ﮋﭩﭪﭫﮊ)‪.(1‬‬ ‫وضر ل‬
‫ن اليثار والحسان في المباحات ل‬ ‫وضنوقش‪ :‬بأ ى‬
‫في المحرمات‪.‬‬
‫أدلة القول الثاني‪:‬‬
‫استدلوا بأدلة القول الول‪ ،‬واستثنوا العضاء‬
‫التي تنقل الصفات الوراثية كالخصيتين والمبيض؛‬
‫لنه ضيؤدي إلى اختلط النساب)‪.(2‬‬
‫أدلة القول الثالث‪:‬‬
‫ة الدالة على تحريم التداوي بنقل‬‫استدلوا بالدل ض‬
‫العضاء من الميت إلى الحي‪.‬‬
‫الترجيح‪:‬‬
‫الراجح ‪-‬والله أعلم ‪-‬القول بتحريم التداوي بنقل‬
‫العضاء من الحي المسلم إلى الحي؛ لما تقدم‪،‬‬
‫ولما يترتب على التداوي بذلك من نفقات باهضة‪،‬‬
‫مكلفة يعجز‬ ‫وما يتطلبه من رعاية صحية مستديمة ض‬
‫عنها عامة الناس‪.‬‬
‫‪.‬المسألة الثانية‪ :‬حكم التداوي بنقل الجلد‬

‫)‪ (1‬سورة آل عمران‪ ،‬من الية‪.134:‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬قرار ماجمع الفقه السلمي‪ ،‬رقم ‪.57‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1035‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫اتفق العلماضء على تحريم سلخ جلد النسان‬


‫واستعماله )‪.(1‬‬
‫واختلفوا في حكم التداوي بنقل الجلد كاختلفهم‬
‫ن من الباحثين‬
‫في حكم التداوي بنقل العضاء‪ ،‬إل أ ى‬
‫خص في ذلك ول ضيرخص في نقل‬ ‫مفتين من ير ر‬
‫وال ض‬
‫)‪(2‬‬
‫ضه ‪.‬‬ ‫العضاء؛ لن الجلد مما يمكن تعوي ض‬
‫‪.‬المسألة الثالثة‪ :‬حكم التداوي بنقل الدم‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن حزم‪ ،‬ماراتب الجماع ‪.44‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬د‪ .‬علي المحمدي‪ ،‬فقه القضايا الطبية المعاصرة ‪.492‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1036‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ن الدم المسفوحا حرام‪ ،‬ل‬ ‫أجمع العلماضء على أ ى‬


‫)‪(1‬‬
‫يجوز النتفاع به‬
‫واختلفوا في حكم التداوي بنقل الدم‪ ،‬على‬
‫قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬يجوز التداوي بنقل الدم‪.‬‬
‫مفتين‪ ،‬والهيئات‬‫ة الباحثين وال ض‬
‫وقال به عام ض‬
‫)‪(2‬‬
‫العلمية والمجامع الفقهية ‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن المنذر‪ ،‬الجماع ‪ ،127‬وابن حزم‪ ،‬ماراتب الجماع ‪،245‬‬ ‫‪1‬‬

‫والسرخسي‪ ،‬المبسوط ‪ ،1/57‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪ ،2/576‬وابن‬


‫قداماة‪ ،‬المغني ‪ ،2/485‬والمبحث الول مان الفصل الثاني‪.‬‬
‫)( ينظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪ 25/66‬والمسألة الولى مان هذا‬ ‫‪2‬‬

‫المطلب‪.‬‬
‫‪1037‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الثاني‪ :‬يحرم التداوي بنقل الدم‪.‬‬


‫مفتين)‪.(1‬‬
‫ض الباحثين وال ض‬
‫وقال به بع ض‬
‫الدلة‪:‬‬
‫أدلة القول الول‪:‬‬
‫استدلوا بالدلة الدالة على جواز التداوي بنقل‬
‫العضاء)‪.(2‬‬
‫وضنوقش‪ :‬بما ضنوقشت به هذه الدلة‪.‬‬
‫أدلة القول الثاني‪:‬‬
‫ة الدالة على تحريم التداوي بنقل‬‫‪ -1‬الدل ض‬
‫)‪(3‬‬
‫العضاء ‪.‬‬
‫ن الدم‬
‫وضنوقش‪ :‬بما نوقشت به هذه الدلة‪ ،‬وبأ ى‬
‫ضه‪.‬‬
‫مما ضيمكن تعوي ض‬
‫)‪(4‬‬
‫ة الدالة على تحريم التداوي بالنجاسات ‪،‬‬ ‫‪ -2‬الدل ض‬
‫)‪(5‬‬
‫م نجس ‪.‬‬ ‫والد ض‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن سإعدي‪ ،‬المختارات الجلية ‪ ،322‬وابن عثيمين‪ ،‬ماجموع‬ ‫‪1‬‬

‫الفتاوى ‪.17/32‬‬
‫)( ينظر‪ :‬المسألة الولى مان هذا المطلب‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬المسألة الولى مان هذا المطلب‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬المبحث الول مان الفصل الثاني‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( قال النووي في المجموع ‪ :2/511‬الدلئل على نجاسإة الدم‬ ‫‪5‬‬

‫ماتظاهرة‪ ،‬ول أعلم فيه خلفاا عن أحد من المسلمين‪.‬‬


‫‪1038‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وتنوقش من وجهين‪:‬‬
‫ن مفسدة التداوي بالدم تنغمر‬ ‫الوجه الول‪ :‬أ ى‬
‫في مصالحه الكثيرة‪.‬‬
‫ن الدم الذي ينقل من بدن إلى‬ ‫الوجه الثاني‪ :‬أ ى‬
‫)‪(1‬‬
‫آخر ليس من جنس الدم الخارجا الخبيث ‪.‬‬
‫الترجيح‪:‬‬
‫الراجح ‪-‬والله أعلم ‪-‬هو القول الول إذا خاف‬
‫الهلك؛ لما تقدم‪ ،‬ولن نقل الدم بمنزلة الشرب؛‬
‫لنه ضيراد للتغذية ل التداوي)‪.(2‬‬
‫‪.‬المسألة الرابعة‪ :‬حكم التداوي بالجنة‬

‫حرمة الجنين)‪ (3‬إذا ضنفخت‬


‫ن ض‬‫اتفق الفقهاضء على أ ى‬
‫)‪(4‬‬
‫حرمة الدمي ‪.‬‬ ‫فيه الروحا ك ض‬
‫فحكم التداوي بأعضائه كحكم التداوي بأعضاء‬
‫الدمي‪ .‬وهكذا حكمه إذا بدأ فيه خلق النسان‪،‬‬
‫حرمة إسقاطه عند عامة أهل العلم)‪.(5‬‬ ‫ل ض‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن سإعدي‪ ،‬المختارات الجلية ‪.327‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪ ،25/67‬ود‪ .‬بكر أبو زيد‪ ،‬فقه النوازل‬ ‫‪2‬‬

‫‪.2/41‬‬
‫)( الجنين‪ :‬الحمل إذا بدأ فيه خلق النسان عند عاماة أهل العلم‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫خلفاا للمالكية‪ .‬ينظر‪ :‬المبسوط للسرخسي ‪ ،3/213‬وماالك‪ ،‬المدونة‬


‫‪ ،6/399‬والنووي‪ ،‬الروضة ‪ ،8/376 ،1/174‬والبهوتي‪ ،‬كشاف القناع‬
‫‪.6/24‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن جزي‪ ،‬القوانين الفقهية ‪ ،141‬ونقل الجماع على ذلك‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( عاماأة أهل العلم‪ :‬على أنه يحرم إجهاض الجنين قبل نفخ الروح‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫وذلك مان حين أن يكون ماضغة إلى ماا قبل مارور ماائة وعشرين يومااا‪،‬‬
‫وهو بداية نفخ الروح‪ .‬ينظر‪ :‬ابن عابدين‪ ،‬الحاشية ‪،6/591 ،1/302‬‬
‫والحطاب‪ ،‬الشرح ‪ ،3/477‬والنووي‪ ،‬الروضة ‪ ،9/370‬والبهوتي‪،‬‬
‫كشاف القناع ‪.6/24‬‬
‫‪1039‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثاني‬
‫حرمته‬
‫حكم التداوي بما زالت ض‬
‫وفيه مسألتان‪:‬‬

‫‪.‬المسألة الولى‪ :‬محكم التداوي بما زالت محرمته بالجناية‬

‫حرمة الجاني ل تزول إل‬ ‫ن ض‬


‫اتفق العلماضء على أ ى‬
‫)‪(1‬‬
‫ن ذلك في حق‬ ‫في الجناية الموجبة للقود ‪ ،‬وأ ى‬
‫)‪(2‬‬
‫ن يعفو ‪.‬‬ ‫المجني عليه أو وليه إل أ س‬
‫حرمته بالجناية‪ ،‬ل يخلو من‬ ‫والتداوي بما زالت ض‬
‫حالتين‪:‬‬

‫)( الجناية‪ :‬التعدي على البدن بما أيوجب قصاصاا أو ماا ا‬


‫ل‪ .‬ينظر‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫البهوتي‪ ،‬الروض المربع ‪ ،3/252‬وأجمع العلماأء‪ :‬على أن القود ل‬


‫يجب إل بالعمد‪ .‬ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.25/137‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.202 ،25/151‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1040‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫حرمته‬ ‫الحالة الولى‪ :‬تداوي الجاني بما زالت ض‬


‫بالجناية بعد القصاص‪.‬‬
‫ول يخلو ذلك من أمرين‪:‬‬
‫المر الول‪ :‬أن يكون بإذن المجني عليه أو وليه‪.‬‬
‫حكمه حكم التداوي بنقل العضاء)‪ ،(1‬كما تقدم‪.‬‬ ‫و ض‬
‫ن يكون بغير إذن المجني عليه أو‬‫المر الثاني‪ :‬أ س‬
‫مه حكم التداوي بنقل العضاء أيضا ا عند‬ ‫وليه‪ .‬وحك ض‬
‫)‪(2‬‬
‫من يرى أنه ليس للمجني عليه منضعه ‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬تداوي غير الجاني بما زالت‬
‫حرمته بالجناية بعد القصاص‪.‬‬
‫ض‬
‫حكمه حكم التداوي بنقل العضاء؛ لن حق‬ ‫و ض‬
‫المجني عليه متعلق بالعقوبة وهي القصاص‪ ،‬ل‬
‫بذات العضو)‪.(3‬‬
‫‪.‬المسألة الثانية‪ :‬حكم التداوي بما زالت محرمته بالحد‬

‫حرمته بالحد)‪ (4‬كالمرتد‬


‫حكم التداوي بما زالت ض‬
‫)‪(5‬‬
‫محصن‪ ،‬كحكم التداوي بنقل العضاء ‪.‬‬ ‫والزاني ال ض‬

‫)( ينظر‪ :‬النووي‪ ،‬الروضة ‪ ،9/197‬وابن قداماة‪ ،‬المغني ‪.11/543‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( وهو قول الشافعية والحنابلة؛ لن البانة قد حصلت‪ ،‬والقصاص قد‬ ‫‪2‬‬

‫اسإتوفي‪ .‬ينظر‪ :‬المصادر السابقة‪ ،‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير‬


‫‪.25/251‬‬
‫)( ينظر‪ :‬القرطبي‪ ،‬التفسير ‪.8/19‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( الحدود‪ :‬عقوبة ماقدرة شرعاا في ماعصية تمنع مان الوقوع في‬ ‫‪4‬‬

‫ماثلها‪ .‬ينظر‪ :‬البهوتي‪ ،‬الروض المربع ‪.3/304‬‬


‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪ ،27/251‬والمرداوي‪ ،‬النصاف‬ ‫‪5‬‬

‫‪.25/135‬‬
‫‪1041‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثالث‬
‫محررم‬
‫مستحضرة من ال ض‬
‫حكم التداوي بالدوية الحديثة ال ض‬
‫حرمته‬
‫ل ض‬
‫مستحضرة من المحىرم‬ ‫ة الحديثة ال ض‬
‫الدوي ض‬
‫حرمته‪ ،‬ل تخلو من حالتين‪:‬‬ ‫ل ض‬
‫مستحضرة من الدم‪،‬‬ ‫الحالة الولى‪ :‬أن تكون ض‬
‫م التداوي بها‪ :‬حكم‬ ‫كبلزما الدم ونحوها‪ .‬وحك ض‬
‫التداوي بالدم‪ ،‬أو ما استحال من الدم على حسب‬
‫ول‪.‬‬ ‫ما انتابه من التح ر‬
‫مستحضرة من‬ ‫ن تكون ض‬ ‫الحالة الثانية‪ :‬أ س‬
‫النسجة)‪ (1‬أو الضهرمونات أو الجينات ‪ .‬وحكم‬
‫)‪(3‬‬ ‫)‪(2‬‬

‫ن ضيراد‬
‫التداوي بها‪ :‬حكم التداوي بنقل العضاء‪ .‬إل أ س‬
‫منها التغذية‪ ،‬فيكون حكمها حكم التغذي بالميتة)‪.(4‬‬

‫)( النسجة‪ :‬ماجموعة مان الخليا المترابطة‪ ،‬التي يتكنون مانها‬ ‫‪1‬‬

‫النسان‪ .‬ينظر‪ :‬الوسيط ‪.1/254‬‬


‫)( الهرماون‪ :‬ماادة تفرزها بعض الغدد في الدم‪ .‬ينظر‪ :‬الوسيط‬ ‫‪2‬‬

‫‪.2/983‬‬
‫جين‪ :‬سإلسلةة مان القواعد النتروجينية بتوابعها مان السكر‬‫)( ال ذ‬ ‫‪3‬‬

‫والفسفور الكامانة في نواة الخلية‪ .‬ينظر‪ :‬د‪ .‬علي المحمدي‪ ،‬فقه‬


‫القضايا الطبية المعاصرة ‪.305‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪.27/252‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1042‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث السادأس‬
‫حكم التداوي بالمححرمات ا م‬
‫لخُأرى‬
‫ة مطالب‪:‬‬ ‫وفيه خمس ت‬
‫سحر‪.‬‬ ‫المطلب الول‪ :‬حكم التداوي بال ث‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حكم التداوي بالمرقي‬
‫والرتمائم‪.‬‬
‫ذهب‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬حكم التداوي بال ر‬
‫والحرير‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حكم التداوي بالقغناء‪.‬‬
‫صور‪.‬‬‫المطلب الخامس‪ :‬حكم التداوي بال م‬

‫‪1043‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪1044‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الول‬
‫سحر‬
‫حكم التداوي بال ث‬
‫حرمة تعلمه‬‫اتفق العلماضء على تحريم السحر)‪ (1‬و ض‬
‫)‪(2‬‬
‫وتعليمه‪ ،‬وأنه من كبائر الذنوب ‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﮋﭑ ﭒ‬
‫ﭓﭔ ﭕﭖﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞﭟﭠ ﭡ ﭢﭣﭤﭥ ﭦﭧﭨﭩ ﭪﭫ ﭬﭭﭮ ﭯﭰ ﭱﭲﭳ‬
‫ﭴﭵ ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅ ﮆﮇﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌﮍﮎ ﮏﮐﮑﮒ ﮓ ﮔﮕﮖ‬
‫ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ ﮞﮟﮠﮡﮢﮊ)‪ ،(3‬وقال‪ :‬ﮋﮅ ﮆﮇ ﮈﮉ ﮊ)‪ ،(4‬وفي‬
‫ن‬
‫ن النبي ‪ ‬ننن‪) :‬ننننننن ننننن‬
‫الحديث‪ :‬أ ر‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننننن ننن نننن ننننن()‪ .(5‬ننننننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننن ننن ننن نن ننننن نن نننن)‪.(6‬‬

‫م يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئاا يؤثر‬


‫)( السحر‪ :‬أعقةد وأرقى وكل ة‬
‫‪1‬‬

‫في بدن المسحور أو قلبه أوعقله مان غير ماباشرة له‪ .‬ينظر‪ :‬ابن‬
‫قداماه‪ ،‬المغني ‪ ،299 /12‬والحجاوي‪ ،‬القناع ‪ ،4/299‬وللسحر‬
‫ة خلف اا للمعتزلة وبعض الشافعية‪ .‬ينظر‪ :‬الكمال ابن الهمام‪،‬‬ ‫حقيق ة‬
‫فتح القدير ‪ ،6/99‬والقرطبي‪ ،‬التفسير ‪ ،2/276‬والعمراني‪ ،‬البيان‬
‫‪ ،12/63‬وابن قداماه‪ ،‬المغني ‪.12/299‬‬
‫‪ () 2‬ينظر‪ :‬ابن الهمام‪ ،‬فتح القدير ‪ ،6/99‬والنووي‪ ،‬الروضة ‪ ،9/346‬وابن‬
‫قداماه‪ ،‬المغني ‪ ،12/300‬وابن حجر‪ ،‬الفتح ‪.10/224‬‬
‫‪ (3)3‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.102:‬‬
‫‪ (4)4‬سورة طه‪ ،‬من الية‪.69:‬‬
‫‪ () 5‬أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،6857 ،5764 ،2766‬وماسلم‬
‫في الصحيح رقم ‪ 89‬عن أبي هريرة‪.‬‬
‫‪ () 6‬قال به‪ :‬الحنيفأة‪ ،‬والمالكية‪ ،‬والشافعية في قول‪ ،‬وأحمد في رواية‬
‫وهي المذهب عند المتقدماين‪ .‬ينظر‪ :‬ابن الهمام‪ ،‬فتح القدير ‪،6/99‬‬
‫وماالك‪ ،‬الموطأ رقم ‪) 1687‬ماع التمهيد(‪ ،‬والقرطبي‪ ،‬المفهم ‪،5/575‬‬
‫والقرافي‪ ،‬الذخيرة ‪ ،12/34‬وابن قداماه‪ ،‬المغني ‪.12/300‬‬
‫‪1045‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن نن ننن ننننننن‬
‫ننننننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن ننننننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نن نننن ننن نننننن نن ننننننن‬
‫ننننننننن ننننننننن ننننننننن)‪(1‬ن‬
‫ننن ننن ننن ننننن)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن الهمام‪ ،‬فتح القدير ‪ ،6/99‬والقرطبي‪ ،‬المفهم‬ ‫‪1‬‬

‫‪،5/575‬والقرافي‪ ،‬الذخيرة ‪ ،12/34‬وابن قداماه‪ ،‬المغني ‪،12/300‬‬


‫تخريجاا على القول بكفر مان تعلم السحر وعلمه‪ ،‬وعدها المرداوي‬
‫وجهاا في المذهب‪ .‬النصاف ‪ 192 /27‬وقالت به اللجنة الدائمة‬
‫للفتاء ‪.1/556‬‬
‫)( نقله الماام أحمد‪ ،‬رواية جعفر‪ ،‬كما في الداب الشرعية ل بن‬ ‫‪2‬‬

‫مافلح ‪ .3/77‬وينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬إعلم الموقعين ‪ ،4/488‬وزاد المعاد ‪4‬‬


‫‪.181 ،/124‬‬
‫‪1046‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن‪ :‬نننن ننننننن نننننن‬


‫نننن ننننن‪.‬‬
‫نننن نن ننننننن نن نننن ننننن نن‬
‫ننننن ننن نننننن)‪.(1‬‬
‫الدلة‪:‬‬
‫ة القول الول‪:‬‬
‫أدل ت‬

‫)( ينظر‪ :‬العمراني‪ ،‬البيان ‪ ،12/63‬وابن قداماه‪ ،‬المغني ‪،12/304‬‬ ‫‪1‬‬

‫رواية ماهنا‪ ،‬وتخريجاا على القول بعدم كفر مان تعلم السحر وعلمه‪.‬‬
‫وينظر‪ :‬المرداوي ‪،‬النصاف ‪ ،27/192‬واعتبرها وجهاا‪ ،‬والحجاوي‪،‬‬
‫القناع ‪ ،4/301‬والبهوتي‪ ،‬الروض المربع ‪ ،3/345‬ونقله ابن مفلح في‬
‫الداب الشرعية ‪ 3/64‬عن الطبري‪.‬‬
‫‪1047‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫السحر‪.‬‬‫عموم الدلة الدالة على تحريم ن‬‫‪ -1‬ض‬


‫ن‬
‫ث عمران بن حصين ‪ t‬ن ن ن ننننن‬ ‫‪ -2‬حدي ت‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ ‬ننن‪) :‬ننن ننن نن ن‬
‫ننن نن ننن نن( ‪.‬‬
‫) ‪(1‬‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن نننننن‪ ‬ننن نن‬
‫نننننننن نننن ننننننن‬ ‫ن‬ ‫نننننن ننننن‬
‫ننننننن‪.‬‬ ‫ننننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ‪ t‬ن ن ن ننننن ‪ ‬ننن نن‬ ‫‪ - 3‬نننن ن‬
‫نن ننننن نننن‪)) :‬نن نن ننن‬
‫ننننننن(()‪. (2‬‬

‫)( أخرجه الطبراني‪ ،‬في الكبير ‪ ،18/162‬وله شاهةد مان حديث‬ ‫‪1‬‬

‫علي‪ :‬أخرجه أبو أنعيم في الحلية ‪ ،4/194‬بسند جيد‪ ،‬كما قال ابن‬
‫حجر في الفتح ‪ ،10/217‬وشاهةد مان حديث جابر‪ :‬أخرجه البزار في‬
‫المسند رقم ‪ 3043‬بسند جيد‪ ،‬كما في الفتح ‪.10/217‬‬
‫)( أخرجه أبو داود في السنن رقم ‪ ،3868‬وأحمد في المسند ‪3/294‬‬ ‫‪2‬‬

‫بإسإناد حسن‪ ،‬كما قال ابن مافلح في الداب الشرعية ‪ ،63 /3‬وابن‬
‫حجر‪ ،‬في الفتح ‪ ،233 /10‬وله شاهةد مان حديث أنس‪ :‬أخرجه البزار‬
‫في المسند رقم ‪ ،3034‬والحاكم في المستدرك ‪ ،418 /4‬وشاهةد‬
‫ل‪ :‬أخرجه ابن أبي شيبه في المصنف‬ ‫مان حديث الحسن مارسإ ا‬
‫‪ ،7/387‬وأبو داود في المراسإيل رقم ‪ ،453‬والطبراني في الوسإط‬
‫كما في ماجمع البحرين رقم ‪.4183‬‬
‫‪1048‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن ن‬
‫ن ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬نن نننننن‬
‫ننن نننننننن‬ ‫ننن نن ننننن نننننن)‪ (1‬نن ن‬
‫ن‬
‫ن نننن ننننننن نننن‪.‬‬
‫‪ -4‬نننن نننننن نننننن ننن ننننن نننن‬
‫نننننن ننننننننن)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬في ماعنى الينشره‪ :‬ابن مافلح‪ ،‬الداب الشرعية ‪.3/64‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( ينظر في الدلة على ذلك‪ :‬عبد الرحمن بن حسن‪ ،‬فتح المجيد‬ ‫‪2‬‬

‫‪.487 /2‬‬
‫‪1049‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ -5‬نن ننننن نننننن ننن نننننن نن‬
‫ننننننن نننننن نن ننننن ننن نننن‬
‫ننن نن نننننننن نننن ننننن نن‬
‫نننننن نن ننننن نن ننننن نننن ننن‪.‬‬
‫نننننن‪:‬‬ ‫نننن ننننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ -1‬نننننن نننننن ننن نن نننننننن نننن‬
‫ننننننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬نننن نن ننننن نن نننننن ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫نننننننن نن ننننن‬ ‫‪ -2‬نن ننن نن ننن ن‬


‫ن‬
‫نننننن)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ماا تقدم في المبحث الول مان الفصل الثاني‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه عن سإعيد بن المسيب‪ :‬البخاري في الصحيح ماعلقاا‬ ‫‪2‬‬

‫‪) 10/232‬الفتح(‪ ،‬وابن أبي شيبه في المصنف ‪ ،390 ،7/386‬وحرب‬


‫الكرمااني في المسائل ‪ ،306‬وأخرجه عن عطاء‪ :‬ابن أبي شيبه في‬
‫المصنف ‪.7/390‬‬
‫‪1050‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن نن ننننن نننن‪:‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننن ننننن ننن نننن نن‬
‫نننننن نن نننننن نننننن‪.‬‬
‫ننن ننن نن‬ ‫ننننن نننننن‪ :‬ننن ننننن ن‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن)‪.(1‬‬ ‫ن‬ ‫ننن نننننننن‬
‫ن‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نننن نننننن ننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن ننننننن نننننننن‬
‫نننننننن)‪.(2‬‬
‫ننننننن‪:‬‬
‫نننننن ‪-‬ننننن نننن ‪-‬ننننن نننننن‬
‫ننننننن ننننننن ننن ننننن نننن ننننن‬
‫ننن نننننن ننن ننننننن نن ننننننن‪ :‬نن‬
‫نننن نننننن ننننننن نننننن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننننننننن ننن نن ننننن ننننن)‪.(3‬‬

‫)( أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ‪ ،7/387‬عن الحسن‪ ،‬وأخرجه‬ ‫‪1‬‬

‫ابن أبي شيبة ‪ ،7/375‬عن إبراهيم النخعي‪.‬‬


‫)( ينظر‪ :‬القرطبي‪ ،‬التفسير ‪.160 /13‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬في أنفع علجات السحر‪ :‬ابن مافلح الداب الشرعية ‪،3/86‬‬ ‫‪3‬‬

‫ابن القيم‪ ،‬زاد المعاد ‪.4/126‬‬


‫‪1051‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننن‬‫نننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن نننننن نننننننن‬
‫نننن ننننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫ن‬
‫‪ .‬ننننننن نننننن‪ :‬ننننننن ننن ننن‬

‫‪1052‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننن ننننننن ننن ننننن ننننننن‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫نننننن)‪ (1‬نن نننننن نننننن نننننننن‬
‫نننننننن)‪(2‬ن ننن ننننن‪ :‬ﮋﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮊ)‪،(3‬‬
‫ن‬
‫وفي حديث أبي سعيد الخدري ‪ t‬ن ننن ننن‬
‫نن نننن نننن نننننن ننننننن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ‪) : ‬ننن ننننن نننن نننن()‪ (4‬ن‬ ‫نن ن‬
‫نن‬ ‫ن‬
‫ننن نن ننن ننننن نننن ننننن ‪ ‬ن ننن‬
‫نننن)‪ (5‬ن نننن ‪)) : ‬ننننن ننننننننن‬
‫ننننن ننننننن(()‪. (6‬‬

‫)( اليرقى‪ :‬جمع أرقية وهي‪ :‬التعويذ والنفث‪ .‬ينظر‪ :‬الزهري‪ ،‬التهذيب‬ ‫‪1‬‬

‫‪.9/293‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن عبد البر‪ ،‬التمهيد ‪ ،22/549‬والقرافي‪ ،‬الذخيرة ‪/13‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،311‬والنووي‪ ،‬شرح صحيح ماسلم ‪ ،14/169‬وأنفع اليرقى‪ :‬اليرقيأة‬


‫سم‪ ،‬لحديث أبريدة )ل أرقية إل مان عين أو‬ ‫حمة‪ ،‬وهو ال ي‬
‫مان العين وال أ‬
‫حمة( أخرجه ابن مااجه‪ ،‬في السنن رقم ‪ ،3513‬وأحمد في المسند‬ ‫أ‬
‫‪ ،1/271‬وأخرجه أبو داود في السنن رقم ‪ ،3884‬والترماذي في‬
‫الجاماع رقم ‪ ،2057‬وأحمد في المسند ‪ ،446 ،438 ،4/436‬مان‬
‫حديث عمران بن حصين بإسناد صحيح‪.‬‬
‫)‪ (3‬سورة السراء‪ ،‬من الية‪.82:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،2276‬وماسلم في الصحيح رقم‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،2201‬وأحمد في المسند ‪.44 ،10 ،3/2‬‬


‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،5016‬وماسلم في الصحيح رقم‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ،2192‬عن عائشة‪ .‬قال ابن عبد البر في التمهيد ‪ :564 /22‬الصرقي‬


‫يدفع البلء ويكشفه ا به‪ ،‬وهو مان أقوى ماعالجة الوجاع لمن‬
‫صحبه اليقين الصحيح‪.‬‬
‫)( سإبق تخريجه‪ .‬وانظر‪ :‬في أثر العلج بالرقية وشروط النتفاع بها‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫ابن القيم‪ ،‬زاد المعاد ‪.187 ،174 ،170 /4‬‬


‫‪1053‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننننن ننننننن نننننن ننننننن)‪(1‬ن‬
‫ننننن ننن ننننن ‪) : ‬نن ننن نننننن نن‬
‫ن‬
‫نن ننن ننن ن()‪(2‬ن ننننن نننننن نننننن‬
‫ننن ننننن نننننن ننننن ننننن‪ :‬ﮋﮒﮓ ﮔﮕﮖ‬
‫ﮗﮘ ﮊ)‪ ،(3‬وقوله ﮋﭺ ﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ)‪ (4‬وحديث‪:‬‬
‫)اجتنبوا السبع الموبقات وذكر منها الشرك()‪.(5‬‬
‫‪(6).‬المسألة الثانية‪ :‬التداوي بالتمائم‬

‫منة لدعاء غير ا أو السإتعانة بالجن والشياطين‬ ‫)( كالرقى المتض ذ ن‬


‫‪1‬‬

‫أو ماا ل أيفهم ماعناه‪ .‬ينظر‪ :‬الحجاوي‪ ،‬القناع ‪ ،4/301‬والبهوتي‪،‬‬


‫الروض المربع ‪ ،3/344‬وفي الرقية بالمواثيق‪ :‬حديث جابر‪ ،‬أخرجه‬
‫أحمد في المسند ‪ ،393 ،3/382‬وأصله في صحيح ماسلم رقم‬
‫‪ ،2199‬وينظر‪ :‬نماذج مان الرقى الممنوعة‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪/1‬‬
‫‪.263 ،255‬‬
‫)( أخرجه ماسلم في الصحيح رقم ‪ ،2200‬وأبو داود في السنن رقم‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،3886‬مان حديث عوف بن مالك‪.‬‬


‫)‪ (3‬سورة النساء‪ ،‬من الية‪.116:‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬سورة المائدة‪ ،‬من الية‪.72:‬‬ ‫‪4‬‬

‫)( تقدم تخريجه‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫ت كانت العراب يعنلقونها على‬ ‫خشرزا ة‬


‫)( التمائم‪ :‬جمع تمية‪ ،‬وهي ش‬ ‫‪6‬‬

‫أولدهم يتقون بها النرفس والعين بزعمهم‪ .‬ينظر‪ :‬الزهري‪ ،‬التهذيب‬


‫‪ ،14/260‬والتمائم الشركية‪ :‬التمائم المتضمنة لدعاء غير ا أو‬
‫السإتعانة بالجن والشياطين أو ماا ل يفهم ماعناه أو قصد بها دفع‬
‫الفات‪ .‬ينظر‪ :‬البغوي‪ ،‬شرح السنة ‪ ،11/27‬والمنذري‪ ،‬الترغيب‬
‫والترهيب ‪ ،4/307‬والحجاوي‪ ،‬القناع ‪.4/301‬‬
‫‪1054‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التمائم‬
‫ن‬ ‫اتفق العلماضء على تحريم التداوي بتعليق‬
‫الشركية)‪(1‬؛ وذلك لعموم قول النبي ‪) ‬نن نننن‬
‫ننننن ننن نننن()‪(2‬ن ننننن )نن نننن‬
‫ننننن‪ :‬ن‬
‫)نن‬ ‫ن‬ ‫)‪(3‬‬
‫ن ننن نننن نن(ن‬
‫ننن‬ ‫ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نن نننن ننن نننن( ن ننننن )نن نن ن‬‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن‬
‫ن ن‬
‫(‬ ‫‪4‬‬‫)‬
‫نن‬
‫نننننننن ننننننن ننن( ن نننن ننننن ‪‬‬
‫)‪(5‬‬

‫نننن ننننننن)‪.(6‬‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن نن ننن ننننننن‬
‫نننننن ننننننن نن نننننن نننننن‬
‫نننننننن نننننننن ننن ننننن‪:‬‬

‫)( ينظر‪ :‬القرافي‪ ،‬الذخيرة ‪ ،13/311‬وفتاوى اللجنة الدائمة ‪.1/324‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه أحمد‪ ،‬في المسند ‪ ،4/156‬والحاكم‪ ،‬في المستدرك‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،4/417‬وصححه ووافقه الذهبي‪ ،‬وصححه الهيثمي في ماجمع‬


‫عقبه بن عامر‪.t‬‬
‫الزوائد ‪ ،5/103‬مان حديث ض‬
‫)( أخرجه أحمد في المسند ‪ ،4/154‬وأبو يعلى في المسند رقم‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،1759‬والحاكم في المستدرك ‪ ،4/417‬وصححه ووافقه الذهبي‪،‬‬


‫وابن حبان في الصحيح رقم ‪ ،6086‬وصححه الهيثمي ماجمع الزوائد‬
‫عقبة بن‬‫‪ ،5/103‬وابن حجر في تعجيل المنفعة ‪ ،114‬مان حديث ض‬
‫عامر ‪.t‬‬
‫)( أخرجه الترماذي في الجاماع رقم ‪ ،2073‬وأحمد في المسند‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،311 ،4/310‬وابن أبي شيبة في المصنف ‪ ،7/371‬والحاكم في‬


‫عكيم ‪.t‬‬
‫المستدرك ‪ ،4/216‬مان حديث عبد الله بن ض‬
‫)( أخرجه أبو داود في السنن رقم ‪ ،3883‬وابن مااجه في السنن‬ ‫‪5‬‬

‫رقم ‪ ،3576‬وأحمد في المسند ‪ ،1/381‬وأبو يعلى في المسند رقم‬


‫‪ ،5208‬وابن حبان في الصحيح رقم ‪ ،6090‬والحاكم في المستدرك‬
‫‪ ،418 ،4/217‬وصححه ووافقه الذهبي‪ ،‬عن ابن مسعود‪.t‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،3005‬وماسلم في الصحيح رقم‬ ‫‪6‬‬

‫‪ ،2115‬وأحمد في المسند ‪ ،5/216‬مان حديث أبي بشير النصاري‪.t‬‬


‫‪1055‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن ننننننن نننننن‬
‫ننننننن نن نننننن نننننن نننننننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫ننن ننننن نن نننن نننننن ننن نننننن‬
‫ننن نننننننن)‪(1‬نننن ننن ننننننن)‪.(2‬‬
‫نننننن نننن ننننن‬ ‫ننن ن‬ ‫نننن نن‪:‬‬
‫ن‬
‫نننن نننننننن ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫)‪(3‬‬
‫ننننن‬ ‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننن ننننننن نننننن‬
‫ننننننن نن نننننن نننننن نننننننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫ننن نننن ننننننننن نننننن نن نننن‬
‫ننننن)‪(5‬نننننن ننن ننننننن)‪(6‬ن نننن نن‬
‫ننن ننننننن ننننننننن)‪.(7‬‬
‫الدلة‪:‬‬

‫)( ينظر‪ :‬القرافي‪ ،‬الذخيرة ‪ ،13/311‬والمرداوي‪ ،‬تصحيح الفروع‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،3/249‬رواية ابن مانصور وصالح‪ ،‬والبهوتي‪ ،‬كشاف القناع ‪،2/77‬‬


‫وعبد الرحمن بن حسن‪ ،‬فتح المجيد ‪.1/244‬‬
‫)( ينظر‪ :‬الفتاوى الهندية ‪.5/356‬‬ ‫‪2‬‬

‫حذيفة بن اليمان‪ ،‬حليف النصار‪ ،‬صحابي جليل مان السابقين‪.‬‬ ‫)( أ‬


‫‪3‬‬

‫ماات سإنة ‪36‬هـ‪ .‬ابن حجر‪ ،‬التقريب ‪.227‬‬


‫)( عن ابن ماسعود‪ :‬تقدم تخريجه‪ ،‬وأخرجه أيضاا ابن أبي شيبة في‬ ‫‪4‬‬

‫حذيفة‪ :‬أخرجه ابن أبي شيبة في‬ ‫المصنف ‪ ،373 ،7/372‬وعن أ‬


‫المصنف ‪ ،7/373‬و ابن أبي حاتم‪ ،‬كما في تفسير ابن كثير ‪،4/342‬‬
‫وعن الحسن‪ :‬أخرجه ا بن أبي شيبة ‪ ،7/374‬وأبو عبيد في فضائل‬
‫القرآن ‪ .382‬وعن إبراهيم النخعي‪ :‬أخرجه ابن أبي شيبة ‪،7/374‬‬
‫‪ ،375‬وأبو عبيد في فضائل القرآن ‪ ،382‬واختاره أئمة الدعوة‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫فتح المجيد ‪ ،1/244‬وأخذت به اللجنة الدائمة للفتاء ‪.1/311‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬فتح الباري ‪ ،6/142‬وابن رشد‪ ،‬المقدماات ‪/3‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ،465‬وقال‪ :‬ظاهر قول ماالك مان رواية أشهب‪ .‬والقرافي‪ ،‬الذخيرة‬


‫‪ ،13/311‬والقرطبي‪ ،‬التفسير ‪ 13/161‬وقال‪ :‬وعلى هذا القول‬
‫جماعة أهل العلم‪ .‬وابن القيم‪ ،‬زاد المعاد ‪ ،356 /4‬رواية عبد ا‬
‫والمنروذي وحرب والمرداوي‪ ،‬تصحيح الفروع ‪ ،3/249‬رواية أبي داود‪.‬‬
‫)( ينظر‪ :‬الفتاوى الهندية ‪.5/356‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪1056‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أدلة القول الول‪:‬‬


‫)‪(1‬‬
‫م الدلة الدالة على تحريم تعليق التمائم ‪.‬‬
‫‪-1‬عمو ض‬
‫ة على التمائم الشركية‪.‬‬
‫وضنوقش‪ :‬بأرنها محمول ل‬
‫وأجيب‪ :‬بأرنه ل دليل على ذلك‪.‬‬

‫)( عن عبد ا بن عمرو العاص‪ :‬أخرجه أبو داود‪ ،‬في السنن رقم‬ ‫‪7‬‬

‫‪ ،3893‬والترماذي في الجاماع رقم ‪ ،3528‬وأخرجه عن عطاء‪ :‬أبو عبيد‬


‫في فضائل القرآن ‪ .385‬ونقله القرطبي‪ ،‬قي التفسير ‪ :13/162‬عن‬
‫ابن المسيب‪ ،‬والضحاك‪ ،‬وابن سيرين‪.‬‬
‫)( تقدم تخريجه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1057‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننننننن‬
‫ن‬ ‫نن‬ ‫‪-2‬أنه لم يثبت عن النبي ‪‬نننن ن‬
‫ننن ننن ننن نننننن ننننن نن ننن ننن‬
‫ننننن‪.‬‬ ‫ن‬
‫ننننن ننننن ننننننن ننننننن‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪-3‬نن‬
‫‪-4‬ننننن نننننن نننننن نننننن‬
‫ننننننن نننننننن نننننننن نن‬
‫نننننننن ننننننننن)‪.(1‬‬
‫نننن ننننن نننننن‪:‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن أبي شيبة‪ ،‬المصنف ‪ 7/376‬عن إبراهيم النخعي‪ ،‬وابن‬ ‫‪1‬‬

‫أبي عمر الشرح الكبير ‪ ،21/343‬وعبد الرحمن بن حسن‪،‬فتح‬


‫المجيد ‪ ،1/244‬وفتاوى اللجنة الدائمة ‪.1/312‬‬
‫‪1058‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪-1‬نننننن ننن ننننننن ننننننن‬
‫نننننن نننننننن نننننننن‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ننننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننننن ننننننن نننننن‬
‫نننننننن نننننننن ننننن ننننن ننننن‬
‫ننن نننن‪.‬‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫‪-2‬نن نننن نننن نن نننن نن ننننن‪ :‬ننن‬
‫ننننن نننننن نننننن نننننن‬
‫ننننننن نن ننننن نننننننن‬
‫ن نننننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن‪:‬‬‫ن نننن نن ن‬
‫نن ننن ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ننننن ننننن‪ :‬ننن ننن نننن ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬ننن ننن نننن ننن‬
‫نننننن نن ننننننن ننننننن نن ننننننن‬
‫نن)‪.(3‬‬
‫‪ -3‬نن نننننن نننننن نن نننن نننن نننن‬
‫ن‬
‫ننننن نننننننن نننننننن ننن نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننننننن نن ننن ننننننن‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن نن نننننننن نننن‪.‬‬

‫)( تقدم تخريجه‬ ‫‪1‬‬

‫)( في أرواته‪ :‬ابن إسإحاق‪ ،‬وهو مادنلس وقد عنعن‪ .‬ينظر‪ :‬تقريب‬ ‫‪2‬‬

‫التهذيب ‪ ،825‬وفتاوى اللجنة الدائمة ‪.1/308‬‬


‫)( ينظر‪ :‬المصدرالسابق‪.330 ،315 ،313 ،1/308 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1059‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننن‪:‬‬
‫نننننن ‪-‬ننننن نننن ‪-‬نن ننننن‬
‫نننننن نننن نننن نن ننننننن نن ننننن‬
‫نننننننن ننن نننن ننننن نننننن‪.‬‬

‫‪1060‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‬
‫ننن ننننننن نننننن ننننننن‬
‫نننن ننننننن‪:‬‬

‫‪ .‬ننننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن نننننن‬


‫ن‬
‫نننن ننننننن ننن ننننن ننن ننننن‬
‫نننننن)‪(1‬ن نننن ننننن ننن ننننن ‪ ‬نننن‬
‫نننن‬ ‫نننن ننن ‪ : t‬نن ننننن ‪‬ن‬
‫ننن نن ن‬‫ن‬
‫نننن نن ننن‪) :‬ن ن نننن‬ ‫نن‬
‫ن ن‬ ‫ن‬ ‫ننننن‬ ‫ننن ن‬
‫ننننننن( ‪.‬‬
‫) ‪(2‬‬
‫نننن نننن نن ن‬‫نننن ننن ن‬
‫نننن ننننن ‪ ‬نن نننننن ننننن‬
‫ننننن)‪.(3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن عبد البر‪ ،‬التمهيد ‪ ،210 ،202 ،22‬والنووي‪،‬المجموع‬ ‫‪1‬‬

‫حكي مان‬‫‪ ،4/293‬وشرح صحيح ماسلم ‪.14/65‬وانظر‪ :‬الجواب عما أ‬


‫الخلف في ذلك‪ :‬ابن حجر الفتح ‪.10/317‬‬
‫)( أخرجه أبو داود في السنن رقم ‪ ،4057‬والنسائي في المجتبى‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،8/161‬وابن مااجه في السنن رقم ‪ ،3597‬وأحمد في المسند‬


‫‪ ،1/110‬وابن أبي شيبة في المصنف ‪ ،8/163‬وحسنه النووي في‬
‫المجموع ‪ ،4/293‬وصححه الضياأء في المختارة رقم ‪ ،591‬وله شاهةد‬
‫مان حديث أبي ماوسإى الشعري ‪ :t‬أخرجه الترماذي في الجاماع رقم‬
‫‪ ،1720‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪ ،‬والنسائي في المجتبى ‪،8/190‬‬
‫وأحمد في المسند ‪.407 ،394 ،4/392‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،5864‬وماسلم في الصحيح رقم‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 2089‬عن أبي هريرة ‪ ،t‬وأخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪،5863‬‬


‫وماسلم في الصحيح رقم ‪ ،2066‬وأحمد في المسند ‪299 ،4/287‬‬
‫مان حديث البراء بن عازب ‪ ،t‬وأخرجه ماسلم في الصحيح رقم ‪2078‬‬
‫عن علي‪ ،t‬وأخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،5865‬وماسلم في‬
‫الصحيح عن ابن عمر ‪ t‬رقم ‪ ،2091‬وأخرجه عن ابن عباس ‪ t‬نننن‬
‫نن نننننن ننن ‪.2090‬‬
‫‪1061‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن نن ننن ننننننن‬
‫ننننننن ننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن ننننننن نننننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫ننن ننن نننن ننن نننننن نن نننننننن‬
‫ننننننننن نننننننننن نننن ننننننن)‪.(1‬‬

‫)( ينظر‪ :‬العدوي‪ ،‬الشرح الكبير ‪ ،1/107‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪،1/256‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،294‬وابن قداماة‪ ،‬المغني ‪ ،4/227‬والبهوتي‪ ،‬كشاف القناع ‪،2/238‬‬


‫والفتاوى الخانية ماع الفتاوى الهندية ‪ ،3/413‬واختارته اللجنة الدائمة‬
‫‪.70 ،56 ،24/54‬‬
‫‪1062‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن‪ :‬نننن ننننننن نننننن‪.‬‬


‫ننن نننننن ننن ننننننن)‪.(1‬‬
‫الدلة‪:‬‬
‫ة القول الول‪:‬ن‬‫أدل ت‬
‫ن‬
‫‪-1‬حديث عرفجة بن أسعد ‪ t‬ن ن ن ننننن ‪: ‬‬
‫ن‬
‫ننن نن نن نننن ن‬
‫ننن ن نن ننن)‪. (2‬‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬نننن‬
‫ننننننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬نننن ننن نننننن نن نننن‪.‬‬
‫ننننن‪ :‬ننن ننننن نننن ننننن نن نننن‬
‫ننننن‪.‬‬
‫‪-2‬نن ننن نن ننننن نن نننننننن‪ :‬نننن‬
‫نننننن ننننننن ننننن نن ننننننن ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪-3‬نن ننننن ننن نننن نننننن)‪(4‬ن ننن‬
‫ن‬
‫نننن نننننن ننن ننننننن نن‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الكاسإاني‪ ،‬بدائع الصنائع ‪ ،5/132‬والفتاوى الهندية ‪،5/336‬‬ ‫‪1‬‬

‫ض الحنفية بين شد السن وبين اتخاذ النف والنملة‪ .‬ينظر‬ ‫وفنرق بع أ‬


‫المصدر السابق‪.‬‬
‫)( تقدم تخريجه‬ ‫‪2‬‬

‫)( أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ‪ ،8/311‬وابن سإعد في‬ ‫‪3‬‬

‫الطبقات ‪ :5/163‬عن ماوسإى بن طلحة‪ ،‬وأخرجه ابن أبي شيبة في‬


‫المصنف ‪ :8/311‬عن ثابت الأبناني‪ ،‬وأخرجه‪ :‬أحمد في المسند‬
‫‪ ،5/23‬وابن أبي شيبه في المصنف ‪ :8/311‬عن المغيرة اليشكري‪.‬‬
‫)( أأبيح للنساء كما في حديث علي المتقدم‪ ،‬وأبيحت التجارة ض فيه‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ينظر‪ :‬ابن تيمية‪ ،‬ماجموع الفتاوى ‪.275 ،24/270‬‬


‫‪1063‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن ننننن نننننن‪:‬‬


‫ننننننن ننننن نننننن نننننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننن ننننن نننننن‪.‬‬
‫نن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬نننن نننن ننن ننننن ننننن‬
‫ننننن‪.‬‬

‫‪1064‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننننن‪:‬‬
‫نننننن ‪-‬ننننن نننن ‪-‬نن ننننن‬
‫ننننننن ننننننن نننن نن ننننننن نن‬
‫ننننن نننننننن ننن نننن ننننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫‪ .‬ننننننن ننننننن‪ :‬ننن ننننننن ننننننن‬

‫‪1065‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن ننننننن ننن ننننن ننن نننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن نننننن)‪(1‬ن نننن ننننننننن ننننن‬
‫ن‬
‫‪ ‬نننن ننن نن نننن ننن ‪ : t‬ن ن ننننن ‪‬‬
‫ن ن ن‬
‫ننن‪) :‬نن نننننن نننننن نن نن نن ن ننن‬
‫ن‬ ‫نن نننننن نن ن‬
‫ننننن نن نننننن()‪(2‬ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ننن ننن‪ :t‬ن ن ننننن ‪ ‬ننن‪) :‬ن ننن‬
‫نننن نننننن نن نن نننن نن نن‬
‫نننننن(()‪. (3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الفتاوى الهندية ‪ ،5/331‬وابن عبد البر‪ ،‬التمهيد ‪،22/202‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،210‬والنووي‪ ،‬شرح صحيح ماسلم ‪ ،14/32‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح‬


‫الكبير ‪ .3/258‬والحرير المصمت‪ :‬هو الخالص الصافي‪ .‬أماا ماا خالطه‬
‫الحريأر‪ :‬فمحل خلف‪ .‬والمذهب عند الحنابلة وقول عاماة أهل العلم‪:‬‬
‫ن النبي ‪‬‬‫إباحة القليل مانه‪ ،‬كعشلم الثوب ونحوه؛ لعموم حديث عمر‪ :‬أ ص‬
‫نهى عن الحرير إل هكذا‪ ،‬وهكذا وأشار بإصبعيه‪ .‬أخرجه البخاري في‬
‫الصحيح رقم ‪ ،5828‬وماسلم في الصحيح رقم ‪ .2069‬ينظر‪ :‬الفتاوى‬
‫الهندية ‪ ،5/331‬وابن عبد البر‪ ،‬التمهيد ‪ ،22/213‬والعدوي‪ ،‬الشرح‬
‫الكبير ‪ ،1/354‬والنووي‪ ،‬شرح صحيح ماسلم ‪ 43 ،14/38‬ونقل عن‬
‫ماالك رواية بالمنع‪ ،‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪ ،3/260‬والمرداوي‪،‬‬
‫النصاف ‪.3/261‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،5830‬وماسلم في الصحيح رقم‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2069‬وأحمد في المسند ‪.39 ،37 ،36 ،1/20‬‬


‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،5841‬وماسلم في الصحيح رقم‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2068‬وأحمد في المسند ‪.146 ،81 ،2/20‬‬


‫‪1066‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن نن ننن ننننننن نننن‬
‫نننننن ننننننن ننن ننننن‪:‬‬

‫‪1067‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن ننننننن نننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننن نن‪ :‬ننن نننننننن ننن نننن‬
‫ننننننننن نننننن نن ننننن ننننن ننن‬
‫نننننن)‪.(1‬‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننن ننننننن نننن‬
‫نننننن‪.‬‬
‫نننن نن ننننننن نننننننننن ننن‬
‫ننننن نن ننننن نننن نننن ننن‬
‫نننننننن)‪(2‬ن نننن نن ننن نن نننننن)‪.(3‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الفتاوى الهندية ‪ ،5/331‬وابن عبد البر‪ ،‬التمهيد ‪،22/220‬‬ ‫‪1‬‬

‫والدسإوقي‪ ،‬الحاشية ‪ ،1/354‬والنووي‪ ،‬المجموع ‪ ،4/292‬وابن أبي‬


‫عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪ ،3/265‬والمرداوي‪ ،‬النصاف ‪ ،3/264‬واختارته‬
‫اللجنة الدائمة للفتاء ‪.24/48‬‬
‫)( ينظر‪ :‬المصادر السابقة‪ ،‬وابن عبد البر‪ ،‬التمهيد ‪ 22/218‬وقال‬ ‫‪2‬‬

‫الدسإوقي في الحاشية ‪ :1/354‬وهو المشهور‪ ،‬وماحل الخلف في‬


‫ماا لم يتعين طريقاا للدواء‪ ،‬وإل جاز لبسه لها اتفاقاا‪ .‬ونفرق بع أ‬
‫ض‬
‫الشافعية بين السفر والحضر‪ .‬ينظر‪ :‬النووي‪ ،‬المجموع ‪.40/292‬‬
‫)( أخرجه ابن عبد البر في التمهيد ‪.22/220‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1068‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدلة‪:‬‬
‫ن‬
‫الول‪:‬‬ ‫أدلة القول‬
‫ن )‪(1‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫‪-1‬حديث أنس ‪t‬ن نن ننننن ‪ :‬ننن نننننن‬
‫نن‬ ‫ن‬
‫نننن نننننن)‪ (2‬نن ننن ننننننن نننن‬
‫نننن)‪.(3‬‬

‫خويلد القرشي‪ ،‬أبو عبد ا‪ ،‬أحد العشرة‬


‫)( اليزبير بن العنوام بن أ‬ ‫‪1‬‬

‫المبشرين بالجنة‪ ،‬ماات سإنة ‪36‬هـ ابن حجر التقريب ‪.336‬‬


‫)( عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف القرشي‪ ،‬أحد العشرة‬ ‫‪2‬‬

‫المبشرين بالجنة‪ .‬ماات سإنة ‪32‬هـ ابن حجر‪ ،‬التقريب ‪.594‬‬


‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،5839 ،2920‬وماسلم في‬ ‫‪3‬‬

‫الصحيح رقم ‪ ،2076‬وأحمد في المسند ‪.180 ،3/122‬‬


‫‪1069‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن‬
‫نننننننن نننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬نننن ننن ننننننن نننن نننننن‬
‫ن نن ننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننننن ننننن ننننن نن‬
‫ننننن ننننن‪.‬‬
‫‪ -2‬نننننن ننن نننن ننننننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬نننن نننن ننن ننننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ -3‬نن نننننن ننن نننن ننننننن ننن‬
‫ن‬
‫نننن نننننن ننن ننننننن نن)‪.(1‬‬
‫نننن ننننن نننننن‪:‬‬
‫ننننننن ننننن نننننن نننننن ننن‬
‫ن‬
‫ننننن ننن نننننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪:‬ننننن نننن نننن نننن ننننن‬
‫ننننن ننننن‪.‬‬
‫ننننننن‪:‬‬
‫نننننن ‪-‬ننننن نننن ‪-‬نن ننننن‬
‫نننننن نننن نننن نن ننننننن ننن‬
‫ننننن نننننننن ننن نننن ننننن‬
‫نننننن‪.‬‬

‫)( أبيح ألبس الحرير للنساء‪ ،‬كما تقدم في حديث علي‪ .‬ينظر‪ :‬ابن‬ ‫‪1‬‬

‫تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى ‪.275 ،24/270‬‬


‫‪1070‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‬
‫ننن ننننننن ننننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننننن‪:‬‬

‫ننننننن نننننن‪ :‬ننن ننننننن ننننننن ننن‬


‫ن‬
‫‪ .‬ننننن‬

‫‪1071‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نن نننن نننننن ننن ننننن)‪ (1‬نن‬


‫نننننن‪:‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن نننننن‪ :‬نن نننن ننن ننننن‬
‫نننننن ننن ننن ننننن ننننننن‪.‬‬

‫م لكل آلت الملهي التي أيعزف بها‪ .‬ينظر‪ :‬الزهري‪،‬‬


‫)( المعازف‪ :‬اسإ ة‬
‫‪1‬‬

‫تهذيب اللغة ‪ ،2/144‬والذهبي‪ ،‬تذكرة الحفاظ ‪.4/1337‬‬


‫‪1072‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننن ننننننن نن ننن ننننننن نن‬


‫نننن ننننننننن نن ننن ننننن‪ .‬ننن‬
‫ننننننن نن ننن نننننن ننن ننننن‬
‫ننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن‪ :‬نننن ننننن‪.‬‬
‫ننن ننن نننننننن نننننننننن نننننن‬
‫نن نننن ننن نننننن)‪.(1‬‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نننن ننننن‪.‬‬
‫ننن ننن ننن نننننننن نننننن نن‬
‫نننن)‪.(2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن رشد‪ ،‬المقدماات ‪ ،3/463‬والنووي‪ ،‬الروضة ‪،11/227‬‬ ‫‪1‬‬

‫وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪ ،29/369‬والمرداوي‪ ،‬النصاف‬


‫‪.29/350‬‬
‫)( ينظر‪ :‬الفتاوى الهندية ‪ ،5/351‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير‬ ‫‪2‬‬

‫‪.29/369‬‬
‫‪1073‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننننن نننننن‪ :‬نننن ننننن‪.‬‬


‫ننن ننن نننننننن نننننن نن نننن ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫نننننن‪:‬‬
‫نننن ننننن ننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫‪- 1‬ننن ن ننننن‪ :‬ننن ننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن ننننننن نننن ننن نننن‬
‫ن‬
‫نننن‪ :‬نننن ن ننننننن نن ننن نننن‬
‫نننن ‪ . ‬نننن نننن نننن‪) :‬ننننن‬
‫ننننن نننن ننن()‪. (2‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الفتاوى الهندية ‪ ،5/351‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير‬ ‫‪1‬‬

‫‪.29/370‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪،3530 ،2907 ،987 ،952 ،949‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،3931‬وماسلم في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،892‬وأحمد في المسند ‪،6/33‬‬


‫‪ ،127 ،84‬وجاء في بعض ألفاظه )تضربان بدفين( و )تدفان وتضربان(‬
‫فيحمل ذلك على واقعة أخرى‪.‬‬
‫‪1074‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪‬نننن ننن‬
‫ن ن‬
‫ننن ننن ننن ننن نننننن نننننن نننننن‬
‫ننننننن‪.‬‬

‫‪1075‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫‪-2‬نننن نننننن ننن ننننن نننننن)‪(1‬ن‬
‫نننننن نننننننن نن نن ننننننن‬
‫نننننننن‪.‬‬
‫نننن ننننن نننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫نننننننن ننننننن ننن نننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننننن‪.‬‬

‫)( ينظر الدلة‪ :‬في المسألة الثانية مان هذا المطلب‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1076‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن‪ :‬ننن نننن ننننن ننننننن نن‬
‫ن‬
‫ننننن ننن ننن ننننن)‪.(1‬‬
‫نننن ننننن نننننن‪:‬‬
‫ننننننن ننننننن ننن نننن نننننن نن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن‪ :‬نننن نننن نن نننننن‪.‬‬
‫ننننننن‪:‬‬
‫نننننن ‪-‬ننننن نننن ‪-‬نن ننننن‬
‫نننننن نننن نننن نن ننننننن نن ننننن‬
‫نننننننن ننن نننن ننننننن نننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫نننننن ننننننن‪ :‬نن نننن نننننن‬ ‫ن‬
‫ن ن‬
‫ننننن نن ننننننن نننننننن ننن ننن‬
‫ننننن ننننننن‪.‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬الكلم على ماسألة السماع ‪.270‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1077‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن‬ ‫ننن نننن ننننننن ننن ننننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ننننننن)‪(1‬ن ننن ننن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن نننننن ننننن‬ ‫ننننن ‪ ‬ننن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن)‪(2‬ن نننن نننن نن نننن)‪ (3‬نن نننن‬
‫ن‬ ‫ن ن‬
‫ننننن)‪(4‬ن نننن‪ :‬ننن نننننن نننن ننن‬
‫ننننن)‪(5‬ن ننننن ننن‬ ‫ننننن نن ننن ن‬
‫ن‬
‫نننننن نننن‪ :‬نن نن ننننن نننن)‪.(6‬‬
‫ننننننن ننننننن‪ :‬ننن ننننننن ننن نننن نن‬
‫ن‬
‫‪.‬ننننننن‬

‫)( ينظر‪ :‬الفتاوى الهندية ‪ ،5/351‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪/29‬‬ ‫‪1‬‬

‫حداء‪:‬‬‫‪ ،274 ،271‬وابن القيم‪ ،‬الكلم على ماسألة السماع ‪ .307‬وال ض‬


‫القغناء للبل‪ .‬ينظر‪ :‬الفيومي‪ ،‬المصباحا المنير ‪.111‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،6148‬وماسلم في الصحيح‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫رقم ‪ ،1802‬وأحمد في المسند ‪ 48 ،4/47‬عن سإلمة بن الكوع ‪.t‬‬


‫)( حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي النصاري‪ ،‬أبو عبد الرحمن أو‬ ‫‪3‬‬

‫أبو الوليد‪ ،‬صحابي جليل وشاعر رسإول ا ‪ .‬ماات سإنة ‪54‬هـ‪.‬‬


‫التقريب ‪.232‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،3212 ،6152 ،453‬وماسلم‬ ‫‪4‬‬

‫في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،2485‬وأحمد في المسند ‪ 5/222 ،2/269‬عن‬


‫أبي هريرة ‪.t‬‬
‫)( أخرجه ماسلم في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ 2490‬عن حسان بن ثابت ‪.t‬‬ ‫‪5‬‬

‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،6145‬وأحمد في المسند‬ ‫‪6‬‬

‫‪ 5/125‬عن ضأبي بن كعب ‪.t‬‬


‫‪1078‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن نننن نننننن‬ ‫نننن ننننننن ننن ن‬
‫ن‬
‫نن ننننننن ننن نننن)‪(1‬ن نننن ننننن‬
‫ن‬ ‫نننننن نننن‪:‬‬
‫ن‬
‫‪- 1‬نننن ننن نننن ننننننن)‪ t (2‬ن ن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن ‪‬نننن‪ :‬نننننن نن نننن نننن ن‬
‫ن‬
‫نننن ننن نن نن ننننننن نننننن‬
‫ن ن‬
‫ننننننننن ننن نننن نننن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن نن)‪ (3‬ننننن ننننن ننننن ننن ن‬
‫ننننننن)‪. (4‬‬

‫)( ينظر‪ :‬الفتاوى الهندية ‪ ،5/351‬وابن رشد‪ ،‬المقدماات ‪،3/420‬‬ ‫‪1‬‬

‫والنووي‪ ،‬الروضة ‪ ،11/227‬وابن أبي عمر‪ ،‬الشرح الكبير ‪،29/364‬‬


‫وابن تيمية‪ ،‬ماجموع الفتاوى ‪ ،11/576‬وابن القيم‪ ،‬إغاثة اللهفان‬
‫‪ ،1/247‬وابن رجب‪ ،‬نزهة السإماع ‪ .60‬واليدف‪ :‬آلة تضرب بها النساء‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الزهري‪ ،‬التهذيب ‪ ،14/73‬وابن مانظور‪ ،‬اللسان ‪ .6/5‬وهو عند‬
‫شى بجلد مان جانب واحد‪ .‬ينظر‪ :‬الدسإوقي‪ ،‬الشرح‬ ‫الفقهاء‪ :‬المغ ص‬
‫‪ ،2/339‬والشربيني‪ ،‬ماغني المحتاجا ‪.4/429‬‬
‫)( أبو ماالك الشعري‪ ،‬اخأتلف في اسإمه‪ ،‬فقيل‪ :‬أعبيد‪ ،‬وقيل‪ :‬عبد‬ ‫‪2‬‬

‫ا‪ ،‬صحابي جليل‪ .‬ماات في طاعون عمواس‪ ،‬عام ‪18‬هـ‪ .‬ينظر‪ :‬ابن‬
‫حجر‪ ،‬التقريب ‪.1199‬‬
‫)( العشلم‪ :‬الجبل الطويل‪ .‬ينظر‪ :‬القاماوس المحيط ‪.3/302‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( أخرجه البخاري في الصحيح‪ ،‬رقم ‪ ،5590‬وابن حبان في الصحيح‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫رقم ‪ ،6754‬وأخرجه مان طريق آخر‪ :‬أحمد في المسند ‪ ،5/342‬وابن‬


‫حبان في الصحيح‪ ،‬رقم ‪.6758‬‬
‫‪1079‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننننن نن ننننن‪:‬‬


‫ن‬
‫ننننن نننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬نننن‬
‫نننننن نننننن‪.‬‬ ‫ننننننن ننننننن ن‬
‫ن‬
‫ننننن ننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن‬
‫ننننننن ننننننن نننننننن ننننن‪.‬‬
‫نن‬
‫‪ - 2‬نننن ننن نننننن نن ن نن‬
‫ن‬
‫ننننننن)‪ (1‬ن نن ننن ننننن ن ن ننننن ‪‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن‪ :‬نننننن نن ن نن نننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نن ننننن نننن نننننن نننن ننن‬
‫نننننن نننننننن ننننننننن نننن‬
‫نننن ننن ننننن ننننن نننن نننننن‬
‫ن‬
‫ننننننننن)‪. (2‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬نننن‬
‫ن‬
‫ننننننن نننننن نننننن‪.‬‬ ‫ننننننن‬
‫ن‬
‫‪- 3‬نننن ننن ‪ t‬ن ن ن ننننن ‪ ‬ننن‪ :‬ننننن‬
‫نننننن نننننننن‬ ‫ن‬ ‫ننننننن نن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن ن ننن نننن نن نن ننن ننننن ‪.‬‬
‫)‪( 3‬‬

‫صحبته‪ .‬ماات سإنة‬


‫)( عبد الرحمن بن شغرنم الشعري‪ .‬ماختلف في أ‬
‫‪1‬‬

‫‪ 78‬هـ‪ .‬ابن حجر‪ ،‬التقريب ‪.595‬‬


‫)( أخرجه ابن مااجه في السنن‪ ،‬رقم ‪ ،4069‬وابن أبي شيبة في‬ ‫‪2‬‬

‫ن تيمية في إقاماة الدليل ‪ ،6/37‬وابن‬


‫المصنف ‪ ،7/465‬وصححه اب أ‬
‫القيم في إغاثة اللهفان ‪.1/278‬‬
‫)( أخرجه البزار في المسند‪ ،‬رقم ‪ ،795‬والضياء في المختارة‪ ،‬رقم‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2200‬وله شاهةد مان حديث جابر‪ :‬أخرجه الترماذي في الجاماع‪ ،‬رقم‬


‫‪ 1005‬وقال‪ :‬حديث حسن‪ ،‬والحاكم في المستدرك ‪ 4/40‬وصححه‪،‬‬
‫وصححه ابن القيم في إغاثة اللهفان ‪.1/254‬‬
‫‪1080‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن‬


‫نننننن ننننننننن نننننن ننننن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننن ننننن ننننننن نن ننن ننننننن‬
‫ننننننن نننننن نن ننننننن‪ .‬نننن ننن‬
‫ننن ننننننن ننننننننن نن ننن)‪ :(1‬ننن‬
‫نننن ننننننن ننننننننن نننن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن ننننننن ننن ننن ننن نننن)‪.(2‬‬

‫)( وذلك لما فيه مان المفاسإد الكثيرة‪ .‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬الكلم على‬ ‫‪1‬‬

‫ماسألة السماع ‪ ،106‬وإغاثة اللهفان ‪.1/242‬‬


‫)( ينظر‪ :‬الرمالي‪ ،‬نهاية المحتاج ‪ ،8/281‬وابن مافلح‪ ،‬الفروع ‪،3/239‬‬ ‫‪2‬‬

‫والبهوتي‪ ،‬كشاف القناع ‪.2/76‬‬


‫‪1081‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننننن نننننن‬

‫‪1082‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننن نننننن‬
‫ن‬
‫نننن ننننننن ننن ننننن ننننننن‬
‫ننننن ننننننن)‪(1‬ن نننن ننننن نننننن‬
‫نننن‪:‬‬

‫)( ينظر‪ :‬ابن رشد‪ ،‬المقدماات ‪ ،3/458‬والنووي‪ ،‬شرح صحيح ماسلم‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،14/81‬ويدخل في ذلك‪ :‬التصوير باللت الحديثة )الفوتوغرافي‪،‬‬


‫مفتين‪ .‬ينظر‪ :‬ماحمد بن‬‫والتلفزيوني( في قول عاماة الباحثين وال أ‬
‫إبراهيم‪ ،‬ماجموع الفتاوى ‪ ،1/183‬واللجنة الدائمة للفتاء ‪،6678‬‬
‫‪675 ،674 ،669‬؛ لنها في ماعناها‪ ،‬بل هي أبلغ في ذلك وأشد أثراا‬
‫مان تصوير بالنحت والرسإم‪ ،‬ولعموم الدلة‪.‬‬
‫‪1083‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن ن ن ننننن ‪ ‬ننن‪ :‬ننن‬ ‫‪- 1‬ننن ن ننننن ن‬
‫ننننن نننن ن ننن ننننننن ننننن‬
‫نننن نننن)‪. (1‬‬‫ن‬ ‫نننننن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬نننن‬
‫)‪(2‬‬
‫نننن ننن نننننننن‬ ‫نننننننن نننن ن‬
‫ننننننن ننننننن نننننن ننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ن ‪ ‬ننن‪ :‬ن ن‬ ‫ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ننننن‬ ‫‪- 2‬ننن ن‬
‫ننننن ننن ننننن نن نننن ننن‬
‫ننننننن)‪. (3‬‬

‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،6109 ،5954‬وماسلم في‬ ‫‪1‬‬

‫الصحيح رقم ‪ ،2107‬أحمد في المسند ‪.219، 86 ،85 ،83 ،6/36‬‬


‫)( جاء التصريح بذلك في حديث ابن ماسعود‪ :‬أخرجه البخاري في‬ ‫‪2‬‬

‫الصحيح رقم ‪ ،5951‬ماسلم في الصحيح رقم ‪ ،2109‬وأحمد في‬


‫المسند ‪.426 ،1/375‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪،5957 ،5181 ،3224 ،2105‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،5961‬وماسلم في الصحيح رقم ‪ ،207‬أحمد في المسند ‪،80 ،6/70‬‬


‫‪.246 ،223‬‬
‫‪1084‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬نننن نن‬
‫نننننننن نننننن ننن ننننننن ننننننن‬
‫نن نننن ننن ن‬
‫ننن نننن‪.‬‬
‫ن‬
‫‪- 3‬نننن ننن نننن ‪ t‬ن ن ن ننننن ‪ ‬ننن‪:‬‬
‫نننن نن ننن نننن‬ ‫ننننن ن‬
‫نن نننن نن ن ن‬
‫ننننن ننن ن ن نن ننن نن نننن ‪.‬‬
‫) ‪(1‬‬
‫ن‬

‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،2225‬وماسلم في الصحيح رقم‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2110‬وأحمد في المسند ‪.1/308‬‬


‫‪1085‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫ننننن ‪ ‬نننن نن‬ ‫ننن ننننننننن‪ :‬نن‬
‫ن ن‬ ‫ن‬
‫نننننن نن ننننن نننن نننن ننننن نننن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫نن‬
‫نننننن ننن نننن ننن ننن ننن نننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪ - 4‬نننن ننن ننننن)‪ t (1‬ن ن ن ننننن ‪ : ‬ننن‬
‫ن‬
‫نننن ننن)‪. (2‬‬
‫نن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن‬
‫ننننننن نننننن ننننن ننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫ننننن نننننن ننننننن ننن ننن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننننن نننن ننن نن نننن نننننن‬
‫نن نننننن)‪(3‬ن نننن نننن نن نننن‪:‬‬

‫جحيفه‪ ،‬ماشهور بكنيته‪ ،‬صحابي‬ ‫سوائي‪ ،‬أبو أ‬‫)( وهب بن عبد ا ال ي‬ ‫‪1‬‬

‫ماعروف‪ ،‬وصحب علياا‪ .‬ماات سإنة ‪74‬هـ ابن حجر التقريب ‪.1044‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،5347 ،2238 ،2086‬وأحمد في‬ ‫‪2‬‬

‫المسند ‪.309 ،308 /4‬‬


‫)( ينظر‪ :‬السرخسي‪ ،‬المبسوط ‪ ،1/210‬وماالك‪ ،‬المدونة ‪،1/90‬‬ ‫‪3‬‬

‫والنووي‪ ،‬الروضة ‪ ،5/629‬وشرح صحيح ماسلم ‪ ،14/81‬وابن عمر‪،‬‬


‫الشرح الكبير ‪ ،21/335 ،3/256‬والبهوتي‪ ،‬كشاف القناع ‪،1/279‬‬
‫وعاماة أهل العلم‪ :‬على إباحة النتفاع بالصور الممتهنة المبتذلة‪،‬‬
‫واختارته اللجنة الدائمة للفتاء‪ .‬ينظر‪ :‬ماالك‪ ،‬المدونة ‪ ،1/90‬والنووي‪،‬‬
‫الروضة ‪ ،5/649‬وابن قداماة‪ ،‬المغني ‪ ،10/199‬وفتاوى اللجنة الدائمة‬
‫‪.1/677‬‬
‫‪1086‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -1‬نننننن نننننن ننن ننننن نننننننن‬


‫نننننن ننننننن ننننن ننننن‬
‫ن‬
‫نننننننن‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ - 2‬نننن ننن نننن)‪ t (1‬ن ن ن ننننن ‪ ‬ننن‪:‬‬
‫ن‬
‫نن نننن نننننننن ننن ن ننن نننن)‪. (2‬‬

‫)( زيد بن سإهل بن السإود النصاري‪ ،‬أبو طلحة ماشهور بكنيته‪ ،‬مان‬ ‫‪1‬‬

‫كبار الصحابة‪ ،‬شهد بدراا وماا بعدها‪ .‬ماات سإنة ‪34‬هـ‪ .‬ابن حجر‪،‬‬
‫التقريب ‪.353‬‬
‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،5949 ،4002 ،3225‬وماسلم‬ ‫‪2‬‬

‫في الصحيح رقم ‪ ،2106‬وأحمد في المسند ‪.29 ،4/28‬‬


‫‪1087‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬نننن ننن‬
‫نننننننن نن نننن نننننن نننن نننن‬
‫ن‬
‫نننن ننن ننن نننن ننننن نن ننننن‬
‫ن‬
‫نننننن نننن نننننننن‪.‬‬ ‫ننننن نننننن ن‬
‫ن‬
‫‪- 3‬نننن ننن ‪ t‬ن ن ن ننننن ‪ ‬ننن‪ :‬نن ننن‬
‫ن‬
‫ننننن ن ننن ننننن)‪. (1‬‬
‫ن‬
‫ننن ننننننننن‪ :‬نن ننننن ‪ ‬ننن نننن‬
‫نننننننن ننننننن نننننن ننننن نننن‬
‫ن‬
‫نننننننن‪.‬‬ ‫ن ننننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫‪-4‬نن ننننن نننننن نننن نن ننن ننننن‬
‫نن ننننن ننن نننن ننننن)‪.(2‬‬
‫نننن ننننننن نننننن ننن ننننننن‬
‫ننننننن نن ننن)‪(3‬ن ننننننن نن ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نننننن ننن ننن ننننننن)‪(4‬ن نن نننننن‬
‫ننننننن ننننننن)‪.(5‬‬

‫)( أخرجه ماسلم في الصحيح رقم ‪ ،969‬وأحمد في المسند ‪.1/96‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( أخرجه البخاري في الصحيح رقم ‪ ،4920‬عن ابن عباس ‪ ،t‬وهو‬ ‫‪2‬‬

‫مان أسإباب الشرك فيمن بعدهم كما في حديث عائشة‪ :‬أخرجه‬


‫ماسلم في الصحيح رقم ‪ 0528‬ينظر‪ :‬القرطبي‪ ،‬التفسير ‪،21/261‬‬
‫وابن القيم‪ ،‬إغاثة للهفان ‪.1/203‬‬
‫)( ينظر‪ :‬ماا تقدم مان الدلة على تحريم التصوير‪ ،‬ولما في النظر‬ ‫‪3‬‬

‫إلى الصور مان المفاسإد الكثيرة‪ .‬ينظر‪ :‬ابن القيم‪ ،‬الجواب الكافي‬
‫‪.269‬‬
‫)( أجمع العلماء على تحريم النظر إلى العورات سإواء كان رجل ا أو‬ ‫‪4‬‬

‫امارأة وسإواء كان النظر إلى كافر أو ماسلم‪ .‬ينظر‪ :‬ابن القطان‪ ،‬أحكام‬
‫النظر‪ ،354 ،336 ،268 :‬وفي صحيح ماسلم رقم ‪ ،338‬وماسند أحمد‬
‫‪ ،3/63‬مان حديث أبي سإعيد الخدري أن النبي ‪ ‬قال‪) :‬ل ينظر‬
‫الرجل إلى عورة الرجل ول تنظر المرأة إلى عورة المرأة(‪.‬‬
‫‪1088‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫)( أجمع العلماء على تحريم النظر إلى الرجال والنساء بشهوة أو‬ ‫‪5‬‬

‫خوف فتنة‪ .‬ينظر‪ :‬ابن القطان‪ ،‬أحكام النظر ‪،312 ،288 ،279 ،272‬‬
‫‪ ،356 ،323‬والنووي‪ ،‬شرح صحيح ماسلم ‪ ،6/184‬لحديث أبي هريرة‬
‫أن النبي ‪ ‬قال‪) :‬العينان تزنيان وزناها النظر(‪ .‬أخرجه ماسلم‪ ،‬في‬
‫الصحيح رقم ‪ ،2657‬وأحمد في المسند ‪.379 ،2/343‬‬
‫‪1089‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التداوي بالمحرمات‬

‫اعداد‪ /‬د‪.‬شريفة بنت سالم بن علي آل سعيد‬


‫أستاذ مساعد بقسم العلوم السلمية كلية التربية‬
‫جامعة السلطان قابوس‬

‫‪1090‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ملخص البحث‬
‫يتناول هذا البحث حكم التداوي بالمحرمات‪،‬‬
‫ويهدف إلى إلقاء الضوء على الحكم الشرعي في‬
‫تناول الدوية الطبية الحديثة المحتوية على مواد‬
‫محرمة‪.‬‬
‫استعرضت في المبحث الول من هذا البحث‬
‫مفهوم التداوي‪ ،‬ومشروعية التداوي‪ ،‬ومفهوم‬
‫الدوية الطبية الحديثة‪ ،‬وطرق تعاطيها‪ ،‬أما المبحث‬
‫الثاني‪ ،‬فقد استعرضت في المطلب الول منه‬
‫مسألة التداوي بالمحىرمات من مسكرات‪،‬‬
‫ونجاسات‪ ،‬وما إليها‪ ،‬التي بحثها الفقهاء القدامى‬
‫بشكل مفصل‪ ،‬وكانت الصل الذي انطلق منه‬
‫العلماء‪ ،‬والباحثون المعاصرون في بيان الحكم‬
‫الشرعي في استعمال الدوية الطبية الحديثة‬
‫المحتوية على مواد مستخلصة من أصول محرمة‬
‫أو نجسة‪ ،‬وتحدثت عن حكم التداوي بالمحرمات‬
‫الصرفة دواء داخليا‪ ،‬ودواء خارجيا‪ ،‬وكذلك تحدثت‬
‫عن حكم التداوي بالمحرمات المستهلكة )غير‬
‫الصرفة(‪ ،‬وبينت ‪ -‬في كل ماسبق‪ -‬أقوال الفقهاء‬
‫وأدلتهم بشيء من التفصيل والبيان‪.‬‬
‫أما في المطلب الثاني‪ :‬فقد بحثت فيه حكم‬
‫استعمال الدوية الطبية الحديثة التي يدخل في‬
‫تركيبها بعض المواد المحرمة شرعا‪ ،‬وذلك من‬
‫خلل بحث مسألتين‪ :‬الولى‪ :‬الستعمال الطبي‬
‫للكحول )الغول(‪ ،‬وتناولت الرأي الفقهي المعاصر‬
‫لستعمال الكحول استعمال داخليا وخارجيا‪ ،‬أما‬
‫المسألة الثانية فهي‪ :‬الستعمال الطبي لمشتقات‬
‫‪1091‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الخنزير من حيث الستعمالين الداخلي )الباطني(‪،‬‬


‫والخارجي )الظاهري(‪ ،‬ثم اختتمت البحث بخاتمة‬
‫لخصت فيها أهم النتائج‪.‬‬

‫‪1092‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المقدمة‬
‫إن الحمد لله‪ ،‬نحمده‪ ،‬و نستعينه‪ ،‬ونستهديه‪،‬‬
‫ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن‬
‫سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده الله فل مضل له‪ ،‬ومن‬
‫يضلل فل هادي له‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل الله‪ ،‬وأشهد‬
‫أن محمدا عبده ورسوله‪.‬‬
‫أما بعد فإن تصنيع الدوية وتسويقها يعد من أكبر‬
‫العمال التجارية في العديد من البلدان لسيما‬
‫البلدان غير السلمية‪ ،‬ويلحظ أن فرنسا‪ ،‬وألمانيا‪،‬‬
‫وإنجلترا‪ ،‬واليابان‪ ،‬وسويسرا‪ ،‬والوليات المتحدة‬
‫المريكية‪ ،‬من أكبر الدول في هذا المجال‪.‬‬
‫وتقوم شركات الدوية في هذه الدول بإنتاجا‬
‫الكثير من الدوية المحتوية على مواد مستخلصة‬
‫من أصول محىرمة‪ ،‬أو نجسة‪ .‬وقد شاعت هذه‬
‫الدوية في الكثير من البلدان‪ ،‬وهذه القضية مما‬
‫مت به البلوى في عصرنا الحاضر‪.‬‬ ‫ع ر‬
‫وحيث أن هذه المشكلة تسبب حرجا ا شديدا ا‬
‫للمسلمين– ل سيما المقيمين في البلدان غير‬
‫السلمية الحريصين منهم على اللتزام بدينهم‪-‬‬
‫في ظل غياب البدائل الشرعية لبعض الدوية‪ ،‬أو‬
‫ذر الحصول عليها إل بمشقة وصعوبة في تلك‬ ‫تع ى‬
‫البلدان ‪ .‬فقد رأيت بحثها وبيان حكمها الشرعي‪،‬‬
‫من خلل المبحثين التاليين‪ :‬المبحث الول‪ :‬حقيقة‬
‫التداوي والدوية الطبية الحديثة ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الحكم الشرعي في تناول‬
‫الدوية المحتوية على مواد محىرمة‪.‬‬

‫‪1093‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الول‬
‫حقيقة التداوي والدوية الطبية الحديثة‬
‫المطلب الول‪ :‬حقيقة التداوي‬
‫الفرع الول‪ :‬تعريف التداوي‬
‫التداوي في اللغة‪ :‬مصدر تداوى‪ ،‬وأصلها الثلثي‬
‫دوي‪ ،‬وهي من الضداد‪ ،‬يقال‪ :‬أدواه غيره أي‬
‫أمرضه‪ ،‬وداواه أي عالجه‪ ،‬وهو يدوي أي يعالج‪،‬‬
‫ويداوي بالشيء أي يعالج به‪ ،‬وداويت السقيم‪:‬‬
‫عاينته‪ ،‬ويقال داويت العليل إذا عالجته بالشفية‬
‫)‪(1‬‬
‫التي توافقه‪.‬‬
‫ول يخرجا استعمال الفقهاه عن هذا المعنى‪ ،‬كما‬
‫تدل على ذلك عباراتهم‪ ،‬وعرفه بعض الفقهاء‬
‫المحدثين بأنه‪) :‬استعمال ما يكون به شفاء المرض‬
‫بإذن الله تعالى من عقار أو رقية أو علجا طبيعي‬
‫)‪(2‬‬
‫كالتسميد ونحوه(‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬مشروعية التداوي‬
‫التداوي مشروع من حيث الجملة‪ ،‬فقد كان‬
‫النبي ‪ ‬ننننننن نننن نننن نننننننن ننن‬
‫ننننن ننن نن نننن نن ننننننن نننن‬
‫نننننننننن ننن نننن ننن ننن‪ :‬ننن نننن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن ‪) : ‬نن نننن نننن ننننن نننننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن ننن ننن ننننن ننننننن ننن‬
‫ن ن‬
‫ننننننن ننننننن( )‪ (3‬ننن ننننن نن نننن‬

‫)‪ (1‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب) ‪.(14/279‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬د‪ .‬رواس‪ ،‬د‪.‬قنيبي‪ ،‬معجم لغة الفقهاء‪ ،‬ص ‪126‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬سيأتي تخريجه‬ ‫‪3‬‬

‫‪1094‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ننن نننن ننن ننن‪ :‬نننن ننننننن نننننن‬


‫نننن ننن ننننننن ننن‪) :‬ننن نننن نننن‬
‫ننننننن ننن نننن نن ننن ننن ننن ننن نن‬
‫نننن ننن ننن ننننن‪.‬ننننن‪ :‬نننننن نننن‬
‫نننننن ننن‪ :‬ننننن(‪ .‬نننن ننننننن‬
‫ننن نننن نننن نننن ننننن نننننننن‬
‫ننننننن نن نننن نننننن نننننن نننن‬
‫نن ‪ 17 -12‬نننننننن ‪1412‬ن ننننننن ‪14-9‬‬
‫نننن ‪1992‬نن نننن ننن ‪ 68/5/7‬نننن ننن‬
‫ننننن ننن نن ننننننن ننننننن ننن‬
‫ننننن نننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫)ننننن نن ننن ننننننن ننن نننننن‬
‫ننن ننن ننننن نن نننننن نننننن‬
‫نننننن ننننننن ننننننننن نننن ننن ننن‬
‫ننن‬ ‫ن‬
‫ننن ننننن نننن نن ننن ننننننن نننننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نن نننننننن نننننن ننننن ننننننن‬
‫ننننننن ننننننن نننننننن‪:‬‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن ننن ننننن نن ننن نننن‬ ‫‪-‬‬
‫ن‬
‫نننن ننن ننن نننن نن ننن نننننن نن‬
‫ن‬
‫ننننن نن ننن ننننن ننننن نننن ننن‬
‫ننننن نننننننن ننننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ننننن نننننن نن ننن نننن نننن ننن‬ ‫‪-‬‬
‫ننن نننننن ننن ننننن نننن نن ننن نن‬
‫نننننن نننننن‪.‬‬

‫‪1095‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬
‫ن‬
‫ننننن ننننن نن نن ننننن نن‬ ‫‪-‬‬
‫نننننننن ننننننننن‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن ن‬
‫ننننن نننننن نن ننن ننننن نننن ننن‬ ‫‪-‬‬
‫نن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نننن ننننننن ننن نن ننننن نننننن‬
‫)‪(1‬‬
‫ننننننن(‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫حقيقة الدوية‬
‫الفرع الول‪ :‬تعريف الدوية‬
‫تعرف الدوية بأنها‪ :‬كل مادة تدخل إلى الجسم‬
‫من أي منفذ كان‪ ،‬فتصلح ما وقع فيه من خلل في‬
‫وظائف العضاء‪ ،‬أو تقيه من خلل متوقع فيها‪،‬‬
‫فيدخل في ذلك ما كان منه للعلجا من المرض‪ ،‬أو‬
‫للوقاية منه‪ ،‬وسواء أكان سائل ا أم جامداا‪ ،‬وقد يؤخذ‬
‫عن طريق الفم كالقراص والشراب‪ ،‬أو غيره‪،‬‬
‫دهان‪ ،‬وغير ذلك)‪. (2‬‬
‫كالحقن‪ ،‬وال ث‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طرق تعاطي الدوية‬
‫تعطى الدوية للمرضى‪ ،‬من خلل إحدى الطرق‬
‫الرئيسية التالية‪:‬‬
‫الستعمال الداخلي‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫الستعمال الخارجي‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫الحقن‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫الستعمال الداخلي‪Oral or Internal Use :‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يقصد بالستعمال الداخلي للدواء‪ ،‬العلجات التي‬
‫تعطى عن طريق الفم‪ ،‬مثل المزجة‪ ،‬والسوائل‪،‬‬
‫)‪ (1‬د‪ .‬أحمر كنعان الموسوعة الطبية الفقهية‪ ,‬ص ‪.491‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬أحمر كنعان الموسوعة الطبية الفقهية‪ ,‬ص ‪.491‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1096‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قط‪ ،‬ونحوها‪ ،‬سواء‬ ‫والقراص‪ ،‬والكبسولت‪ ،‬والن ى س‬


‫أكانت بالبتلع‪ ،‬أم الشرب‪ ،‬أم المص‪ ،‬أم الدوية‬
‫التي تمتص عن طريق الغشية المخاطية تحت‬
‫اللسان‪ ،‬أم الغشية المخاطية للشرجا‪ ،‬أم‬
‫الغشية المخاطية للجهاز التنفسي)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬الستعمال الخارجي‪External Use :‬‬
‫ويراد بالستعمال الخارجي‪ :‬الدوية التي تعطى عن‬
‫طريق الجلد‪ ،‬في صورة بدرات وكريمات‪،‬‬
‫ومراهم‪ ،‬ومرروخات‪ ،‬وغسولت ‪...‬إلخ‪ ،‬أو الدوية‬
‫التي تستعمل عن طريق الغشاء المخاطي‪ ،‬في‬
‫صورة‪ :‬قطرات‪ ،‬ومراهم‪ ،‬وغسولت‪ ،‬عن طريق‬
‫العيون‪ ،‬ونقط أو دهانات أو غرغرات‪ ،‬أو‬
‫استنشاقات‪ ،‬سواء عن طريق النف‪ ،‬أم الذن‪،‬‬
‫أم الحنجرة‪ ،‬أم الدوية التي تستعمل عن طريق‬
‫المستقيم أو الشرجا‪ ،‬في صورة لبوسات أو‬
‫تحاميل شرجية‪ ،‬أو عن طريق الجهاز التنفسي‬
‫بواسطة الستنشاق)‪. (2‬‬
‫استعمال الدوية عن طريق الحقن‪Parentral :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪Route‬‬
‫تعطى الحقن بعدة طرق منها‪:‬‬
‫عن طريق الوريد‪ ،‬وضتسمى حقنا ا وريدية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عن طريق العضلت‪ ،‬وضتسمى حقنا ا‬ ‫‪-‬‬
‫عضلية‪.‬‬
‫عن طريق الجلد‪ ،‬وضتسمى حقنا ا في‬ ‫‪-‬‬
‫الجلد‪.‬‬
‫عن طريق تحت الجلد‪ ،‬وضتسمى حقنا ا‬ ‫‪-‬‬
‫تحت الجلد‪.‬‬

‫)‪ (2‬د‪ .‬حسن المصري‪ :‬القربازين والمستحضرات الصيدلنية ‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.31-30‬‬
‫)‪ (1‬المرجع السابق ص ‪.31-30‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1097‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫عن طريق النخاع الشوكي)‪. (3‬‬ ‫‪-‬‬

‫)‪ (2‬المرجع السابق ص ‪.31-30‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1098‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثاني‬
‫الحكم الشرعي لتناول الدوية المحتوية على مواد‬
‫محىرمة‬
‫تقتضي دراسة موضوع "الدوية المحتوية على‬
‫مواد محىرمة "‪ ،‬تقسيمه إلى مطلبين‪:‬‬
‫يتناول الول منهما‪ :‬مسألة التداوي بالمحىرمات‬
‫من مسكرات‪ ،‬ونجاسات‪ ،‬وما إليها‪ ،‬التي بحثها‬
‫الفقهاء القدامى بشكل مفصل‪ ،‬وكانت الصل الذي‬
‫انطلق منه العلماء‪ ،‬والباحثون المعاصرون في بيان‬
‫الحكم الشرعي في استعمال الدوية الطبية‬
‫الحديثة المحتوية على مواد مستخلصة من أصول‬
‫محىرمة أو نجسة‪.‬‬
‫بينما يتضمن الثاني‪ :‬رأي العلماء المعاصرين في‬
‫حكم تناول الدوية الحديثة المحتوية تركيبتها‬
‫الكيميائية على بعض المواد المحىرمة شرعاا‪.‬‬

‫‪1099‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الول‬
‫حكم التداوي بالمحرمات‬
‫الفرع الول‪ :‬حكم التداوي بالمحىرمات الصرفة‪:‬‬
‫فرق الفقهاء في حكم التداوي بالمحىرمات‬
‫الصرفة بين الستعمال الداخلي "الباطني"‬
‫والستعمال الخارجي "الظاهري" وسوف أتناول‬
‫الحكم الشرعي في كل المسألتين‪.‬‬
‫ل‪ :‬حكم استعمال المح صرمات الصرفة‬ ‫أو ل‬
‫دواءل داخليلا‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء في حكم التداوي بالمحىرمات في‬
‫حال الضرورة‪ ،‬سواء أكانت مأكولت أم مشروبات‪،‬‬
‫على القوال التالية‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬عدم جواز التداوي بالمحىرمات‬
‫مطلقاا‪.‬‬
‫وبهذا قال جمهور الفقهاء‪ ،‬ومنهم‪ :‬الحنفية في‬
‫ظاهر المذهب)‪ ،(1‬والمالكية)‪ ،(2‬والشافعية في‬
‫وجه)‪ ،(3‬والحنابلة)‪ ،(4‬والباضية في قول)‪ ،(5‬والشيعة‬
‫الزيدية)‪.(6‬‬
‫القول الثاني‪ :‬جواز التداوي بالمحىرمات‬
‫مطلقا ا عند الضطرار إليها‪ ،‬بتعينها علجا ا ‪ .‬وبهذا‬
‫قال الباضية في قول)‪(7‬والظاهرية)‪ ،(8‬والشيعة‬
‫الجعفرية في قول)‪ ،(9‬والشيعة الزيدية)‪.(10‬‬

‫)‪ (1‬ابن عابدين ‪ :‬حاشية ابن عابدين )‪ (1/325‬والزيلعي ‪ :‬تبيين‬ ‫‪1‬‬

‫الحقائق )‪. (1/97‬‬


‫)‪ (2‬الحطاب ‪ :‬مواهب الجليل )‪. ((1/170‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬النووي ‪ :‬المجموع شرحا المهذب )‪. (55-9/54‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬ابن قدامة ‪ :‬المغني )‪. (11/83‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (5‬السالمي ‪ :‬جوابات المام السالمي )‪. (1/60‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (6‬أحمد الصنعاني اليماني ‪ :‬التاجا المذهب )‪.(3/476‬‬ ‫‪6‬‬

‫)‪ (7‬السالمي ‪ :‬جوابات المام السالمي )‪. (1/60‬‬ ‫‪7‬‬

‫)‪ (8‬ابن حزم ‪ :‬المحلي )‪. (1/175‬‬ ‫‪8‬‬

‫)‪ (9‬الجبعي العاملي ‪ :‬الروضة البهية )‪. (7/349‬‬ ‫‪9‬‬

‫)‪ (10‬ابن المرتضى ‪ :‬البحر الزخار )‪. (5/542‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪1100‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الثالث‪ :‬جواز التداوي بسائر‬


‫المحىرمات‪ ،‬سوى الخمر والمسكرات‪ ،‬إذا لم يجد‬
‫المريض دواءا ا مباحا ا يقوم مقامها‪.‬‬
‫وبهذا قال الشافعية في المذهب)‪ ،(1‬والشيعة‬
‫الجعفرية في قول)‪.(2‬‬
‫القول الرابع‪ :‬جواز التداوي بالمحىرمات‪ ،‬عند‬
‫فقدان ما يقوم مقامها‪ ،‬وتيقن حصول الشفاء بها‪،‬‬
‫بإخبار طبيب مسلم عدل‪.‬‬
‫وبهذا قال بعض الحنفية)‪ ،(3‬والشافعية في‬
‫وجه)‪ ،(4‬بشرط أن يكون المقدار الذي يتناوله من‬
‫الخمر ل يسكر في غير حال الضرورة‪ ،‬والباضية‬
‫في قول)‪.(5‬‬

‫الهيتمي ‪ :‬تحفة المحتاجا )‪ ، (4/158‬النووي ‪ :‬المجموع‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرحا المهذب )‪ ، (1/156) . (55-9/54‬يقول النووي ‪" :‬أما التداوي‬


‫بالنجاسات غير الخمر فهو جائز سواء فيه جميع النجاسات غير‬
‫المسكر‪ ،‬هذا هو المذهب والمنصوص ‪ ،‬وبه قطع الجمهور ‪ ،‬وفيه‬
‫وجه أنه ل يجوز ‪ ...‬ووجه ثالث ‪ :‬أنه يجوز بأبوال البل خاصة ‪ ...‬أما‬
‫الخمر والنبيذ وغيرهما من المسكر فهل يجوز شربها للتداوي أو‬
‫العطش؟ فيه أربعة وجوه مشهورة )الصحيح( عند جمهور الصحاب‬
‫ل يجوز فيهما )والثاني( يجوز ‪" ...‬المجموع شرحا المهذب )‪-9/54‬‬
‫‪. (55‬‬
‫الجبعي العاملي ‪ :‬الروضة البهية )‪. (7/349‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن عابدين ‪ :‬حشية ابن عابدين )‪ ، (1/325‬والكاساني ‪:‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫بدائع الصنائع )‪ ، (1/61‬يقول الكاساني‪" :‬والستشفاء بالحرام جائز‬


‫عند تيقن حصول الشفاء فيه كتناول الميتة عند المخمصة ‪ ،‬والخمر‬
‫عند العطش ‪ ،‬وإساغة اللقمة ‪ ،‬وإنما ل يباحا بما ل يستيقن حصول‬
‫الشفاء به "‬
‫الشربيني ‪ :‬مغني المحتاجا )‪ ، (4/188‬النووي ‪ :‬المجموع‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫شرحا المهذب )‪. (55-9/54‬‬


‫)‪ (5‬البوسعيدي ‪ :‬لباب الثار )‪. (5/301‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1101‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدلة‬
‫أدلة القول الول‪:‬‬
‫استدل القائلون بعدم جواز التداوي بالمحىرمات‪،‬‬
‫بالحاديث النبوية التي تدل على تحريم التداوي‬
‫بالمحىرمات‪ ،‬وبعضها ينص على تحريم الخمر‪،‬‬
‫وعلى أن المحرمات ليست بدواء‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫عن أبي الدرداء‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬ ‫‪-1‬‬
‫الله ‪ ) :‬نن نننن نننن ننننن‬
‫نننننننن نننن ننن ننن ننننن‬
‫ننننننن ننن ننننننن ننننن( ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫وجه الدللة‪:‬‬
‫صرحا الحديث بالنهي عن التداوي بالمحىرمات‪،‬‬
‫والنهي يقتضي التحريم على قول جمهور الصوليين‬
‫ما لم يوجد له صارف‪ ،‬ول صارف هنا)‪ ،(2‬فل يحل‬
‫التداوي بأي نوع من أنواع المحىرمات مطلقا ا ‪.‬‬
‫مناقشة الستدلل‪:‬‬
‫‪ -1‬إن هذا الحديث ضعيف ؛ لن في إسناده‬
‫إسماعيل بن عياش)‪ ،(3‬وقد ضعفه غير واحد‪،‬‬
‫وقال عنه النسائي‪ :‬ضعيف‪ ،‬وقال ابن حبان‪:‬‬
‫كثير الخطأ في حديثه‪ ،‬فخرجا عن حد ر الحتجاجا‬
‫به)‪.(4‬‬
‫)‪ (1‬أخرجه أبو داود في كتاب الطب ‪ -11 ،‬باب الدوية المكروهة ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫حديث )‪ ، (3852‬سنن أبي داود بشرحا عون المعبود )‪، (10/351‬‬


‫وأخرجه البيهقي في كتاب الضحايا ‪ -107 ،‬باب النهي عن التداوي‬
‫بما يكون حراما ا في غير حال الضرورة ‪ ،‬حديث )‪ (19681‬السنن‬
‫الكبرى )‪ . (10/9‬وهذا الحديث ضعفه اللباني ‪ .‬ضعيف سنن أبي‬
‫داود ص ‪. 383‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬عبدالله الطريقي ‪ :‬الضطرار إلى الطعمة والدوية‬ ‫‪2‬‬

‫المحرمة ‪ ،‬ص ‪13‬‬


‫)‪ (3‬الشوكاني ‪ :‬نيل الوطار )‪.. (7/211‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬الذهبي ‪ :‬ميزان العتدال )‪ ، (1/241‬ويجاب عن هذا بأن‬ ‫‪4‬‬

‫إسماعيل بن عياش وإن ضعفه الكثيرون إل أنه ثقه في روايته عن‬


‫الشاميين ‪ ،‬وهو هنا روى عن ثعلبه بن مسلم الخثعمي وهو شامي ‪.‬‬
‫‪1102‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ح‪ ،‬فإنه يحمل معناه على‬ ‫إن هذا الحديث لو ص ر‬ ‫‪-2‬‬


‫النهي عن التداوي بالمسكر والمحىرمات في‬
‫غير حال الضرورة إلى التداوي بها)‪ ،(1‬أما في‬
‫حال الضرورة‪ ،‬فل يحرم التداوي بها ‪.‬‬
‫عن أبي هريرة قال‪) :‬نهى رسول‬ ‫‪-2‬‬
‫الله ‪ ‬نن نننننن نننننن ( )‪.(2‬‬
‫وجه الدللة‪:‬‬
‫ل ظاهر الحديث على تحريم التداوي بكل‬ ‫يد ر‬
‫م‪ :‬النجس أو المحرم‪ ،‬أو ما ينفر‬
‫خبيث‪ ،‬والخبيث يع م‬
‫)‪(3‬‬
‫منه الطبع ‪.‬‬
‫الـــــــرد‪:‬‬
‫إن المحىرمات في حال الضطرار للتداوي بها‪،‬‬
‫ليست من الخبائث‪ ،‬فل تعد ر أدوية خبيثة‪ ،‬بل إنها‬
‫مباحة طيبة‪ ،‬يحل التداوي بها‪ ) ،‬فل يصدق عليها‬
‫اسم الدواء الخبيث المحرم( )‪.(4‬‬
‫عن وائل الحضرمي أن طارق بن‬ ‫‪-3‬‬
‫سويد الجعفي "سأل النبي ‪ ‬نن ننننن‬
‫نننننن ‪ -‬ننننن – نن ننننننن نننن‪:‬‬

‫قال البخاري عن ابن عياش ‪" :‬إذا حدث عن أهل بلده فصحيح ‪ ،‬وإذا‬
‫حدث عن غيرهم ففيه نظر" ‪ ،‬وقال دحيم ‪ :‬هو في الشاميين غاية ‪،‬‬
‫وخلط عن المدنيين " ‪ .‬الذهبي ‪ :‬ميزان العتدال )‪، (1/241‬‬
‫والشوكاني ‪ :‬نيل الوطار )‪.(7/211‬‬
‫)‪ (1‬الشوكاني ‪ :‬نيل الوطار )‪.. (7/211‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬أخرجه أبو داود في كتاب الطب ‪ -11 ،‬باب الدوية المكروهة ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫حديث )‪ ، (3852‬سنن أبي داود بشرحا عون المعبود )‪، (10/351‬‬


‫وأخرجه الترمذي في كتاب الطب ‪ ،‬باب ما جاء فيمن قتل نفسه‬
‫بسم أو غيره ‪ ،‬حديث )‪ ، (2118‬وهذا الحديث صححه اللباني ‪،‬‬
‫صحيح سنن ابن ماجه )‪(3/163‬‬
‫)‪ (3‬المباركفوري ‪ :‬تحفة الحذوي )‪...(6/199‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬ابن حزم ‪ :‬المحلي )‪ ، (1/176‬ود‪ .‬عبد الكريم زيدان ‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫مجموعة بحوث فقهية ‪..167‬‬


‫‪1103‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫نننن نننننن ننننننن نننن‪ :‬ننن ننن‬


‫ن‬
‫ننننن ننننن ننن")‪.(1‬‬

‫)‪ (5‬أخرجه مسلم – واللفظ له – في ‪ -36‬كتاب الشربة ‪ (3) ،‬باب‬ ‫‪1‬‬

‫تحريم التداوي بالخمر ‪ ،‬حديث )‪ ، (1984‬صحيح مسلم بشرحا‬


‫النووي )‪..(4/2059‬‬
‫‪1104‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وجه الدللة‪:‬‬
‫صرحا الحديث بأن الخمر ليست بدواء ولكنها داء‪،‬‬
‫فل يحل التداوي بها‪ ،‬وهذا وإن كان نصا ا في الخمر‪،‬‬
‫م حكمه سائر المحررمات)‪ ،(1‬بجامع تحريم‬ ‫ولكن يع ر‬
‫ل منها‪ ،‬ول يتصور أن يزال الداء‬‫النتفاع في ك ر‬
‫بالداء‪.‬‬
‫حديث أم سلمه قالت‪" :‬نبذت نبيدا ا‬ ‫‪-4‬‬
‫في كوز فدخل رسول الله ‪ ‬ننن ننننن‬
‫نننن‪ :‬نن نننن ننن‪ :‬ننننن نننن نن‬
‫ننننن ننن نننن نننن نننن نننن ‪:‬‬
‫) نن نننن نن نننن نننننن نننن ننن‬
‫ننننن( )‪.(2‬‬
‫وجه الدللة‪:‬‬
‫في الحديث دللة صريحة على عدم حصول‬
‫الشفاء بتناول المحىرم‪ ،‬فل يحل النتفاع به في‬
‫ن تناوله سيكون بل سبب)‪،(3‬‬‫التداوي وغيره‪ ،‬فإ ر‬
‫م كل محىرم‪ ،‬ول يخص الخمر فقط ‪.‬‬ ‫وهذا يع ر‬
‫أدلة القول الثاني‪:‬‬
‫استدل القائلون بجواز التداوي بالمحىرمات‬
‫مطلقا ا عند الضطرار إليها بالدلة التالية‪:‬‬
‫الدليل الول‪ :‬من الكتاب‬
‫)‪(4‬‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﮋﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﮊ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﮋﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞﮟﮠ ﮡﮊ )‪.(5‬‬ ‫‪-‬‬

‫)‪ (1‬الشوكاني ‪ :‬نيل الوطار )‪.. (7/211‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬أخرجه البخاري معلقا ا في صحيحه كتاب الشربة ‪ ،‬باب شرب‬ ‫‪2‬‬

‫الحلوى والعسل ‪ ،‬صحيح البخاري بشرحا فتح الباري )‪، (10/96‬‬


‫وأخرجه البيهقي في سننه مرفوعا ا ‪ ،‬كتاب الضحايا )‪ (106‬باب ما‬
‫يحل من الدوية النجسة بالضرورة ‪ ،‬حديث )‪..(19679‬‬
‫)‪ (3‬النووي ‪ :‬شرحا النووي لصحيح مسلم )‪....(4/2059‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬سورة النعام ‪ ،‬الية )‪. (119‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (5‬سورة البقرة ‪ ،‬الية )‪. (173‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1105‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وجه الدللة‪:‬‬
‫تدل اليتان على إباحة تناول ما حرمه الله تعالى‬
‫في حال الضطرار إليه عند فقدان ما يقوم مقامه‬
‫من المباحا‪ ،‬ويعد التداوي حال ضرورة فيباحا معها‬
‫تناول المحرم كغيرها من حالت الضرورة التي يباحا‬
‫فيها المحظور‪ ،‬فتكون داخله في عموم اليتين)‪.(1‬‬
‫مناقشة الستدلل‪:‬‬
‫إن القول بأن حال التداوي حال ضرورة يباحا بها‬
‫المحظور‪ ،‬غير مسلم للوجوه التالية)‪:(2‬‬
‫‪ -1‬إن في تناول المضطر للمحرمات في حالة‬
‫المخمصة تحقيقا ا لمقصوده يقيناا‪ ،‬حيث تزول‬
‫ضرورته‪ ،‬بخلف حالة المرض‪ ،‬فإن تناول‬
‫المحرمات ل يتعين طريقا ا للشفاء‪ ،‬ول يتيقن‬
‫حصوله به ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن تناول المضطر للمحرم من الميتة‪،‬‬
‫ونحوها‪ ،‬في المخمصة واجب عليه‪ ،‬بخلف‬
‫التداوي فهو ليس بواجب على المريض عند‬
‫جمهور العلماء‪ ،‬والواجب قد يباحا فيه ما ل يباحا‬
‫في غيره‪ ،‬فل يقاس أحدهما على الخر ‪.‬‬
‫‪ -3‬إن الشفاء من المرض يمكن أن يحصل بغير‬
‫الدوية المحرمة‪ ،‬فهناك الكثير من الدوية‬
‫المباحة التي يندفع بها المرض‪ ،‬ول يتصور أن‬
‫يجعل الله تعالى الشفاء فيما حرم ‪.‬‬

‫)‪ (1‬ابن حزم ‪ :‬المحلى )‪ ، (1/175‬والمباركفوري‪ :‬تحفة الحوذي )‬ ‫‪1‬‬

‫‪(6/202‬‬
‫)‪ (2‬ابن تيمية ‪ :‬مجموع فتاوى ابن تيمية )‪) (271-269-24/268‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪..(321-21/320‬‬
‫‪1106‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدليل الثاني‪ :‬من السنة‪:‬‬


‫استدلوا بحديث العرنيين‪ ،‬الذي رواه أنس بن‬
‫مالك رضي الله عنه‪) :‬أن ناسا ا اجتووا)‪ * (1‬في‬
‫المدينة‪ ،‬فأمرهم النبي ‪ ‬نن نننننن نننننن‬
‫– نننن ننننن‪ -‬ننننننن نن نننننننن‬
‫ننننننننن نننننن نننننن نننننن نن‬
‫نننننننن نننننننن ننن نننن‬
‫نننننننن نننننن ننننننن نننننن‬
‫نننننن نننن ننننن ‪ ‬نننن نن نننننن‬
‫نننن نننن نننن نننننن نننننننن‬
‫نننن)‪ *(2‬نننننن()‪. (3‬‬
‫وجه الدللة‪:‬‬
‫أباحا النبي ‪ ‬نننننننن ننننننن نننن‬
‫ننننن ننننن ننننننن ننن ننن ن‬
‫ننننننن ننن نن ننن ننننننن ننننن‬
‫ننن ننن ننن ننننن ننن ننن نننن ننن‬
‫ننننن ننننن‬
‫ن‬ ‫ننننن ننننننن‬
‫نننننننن نننن‪.‬‬
‫مناقشة الستدلل‪:‬‬
‫يناقش الستدلل بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن هذا الستدلل مبني على التسليم بنجاسة‬
‫أبوال البل‪ ،‬وهذا غير مسىلم ؛ لن أبوال البل‬
‫وأرواثها طاهرة‪ ،‬وكذلك كل ما يؤكل لحمه)‪. (4‬‬
‫‪ (1‬اجتووا ‪ :‬أي )أصابهم الجوى ‪ ،‬وهو المرض وداء الجوف إذا‬ ‫)‬

‫تطاول( ‪ ،‬النهاية في غريب الحديث والثر )‪. (1/307‬‬


‫‪ (2‬سمر ‪ :‬أي كحل أعينهم بمسامير حديد محماة بالنار ‪ ،‬النهاية في‬ ‫)‬

‫غريب الحديث والثر) ‪. (2/359‬‬


‫‪ (3‬أخرجه البخاري – واللفظ له – في كتاب الطب ‪ -6 ،‬باب الدواء‬ ‫)‬

‫بأبوال البل ‪ ،‬حديث )‪ ،(5686‬صحيح البخاري بشرحا فتح الباري )‬


‫‪. (10/175‬‬
‫‪ (4‬تعد مسألة حكم أبوال البل أو ما يؤكل لحمه من المسائل‬ ‫)‬

‫الخلفية ‪ ،‬فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى نجاسة أبوال البل ‪ ،‬ومن‬
‫هؤلء ‪ :‬المام أبي حنيفة وأبي يوسف ‪ ،‬والمالكية في المشهور ‪،‬‬
‫‪1107‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -2‬وعلى فرض التسليم بنجاسة أبوال البل‪ ،‬فإن‬


‫السنة قد خصت التداوي بها بالباحة‪ ،‬دون سائر‬
‫النجاسات التي بقيت على أصل التحريم)‪.(1‬‬
‫أدلة القول الثالث‪:‬‬
‫استدل القائلون بجواز التداوي بالمحرمات عدا‬
‫الخمر‪ ،‬بدليل من القياس‪ :‬حيث قاسوا النجاسات‬
‫وسائر المحرمات – عدا الخمر – على أبوال البل‬
‫النجسة‪ ،‬في إباحة التداوي بها عند الضرورة)‪.(2‬‬
‫أما بالنسبة لتحريم التداوي بالخمر‪ ،‬فقد استدلوا‬
‫بما استدل به أصحاب القول الول إل أنهم خصوا‬
‫التحريم بالخمر ‪.‬‬
‫أدلة القول الرابع‪:‬‬
‫استدل القائلون بجواز التداوي بالمحرمات‬
‫بشرط عدم وجود ما يقوم مقامها‪ ،‬وعند تيقن‬
‫حصول الشفاء بتناولها بإخبار طبيب ثقة‪ ،‬بحديث‬
‫العرنيين‪ ،‬حيث أباحا لهم الرسول ‪ ‬نن ننننننن‬
‫نننننن نننننن ننن ننن نن نننننن ننن‬
‫ننن ننننننن ننن ننن ننن نننن ننننننن‬
‫ن‬
‫ننننننن ننن نننن ننننن نننننن نننننن‬
‫نننننن ننننن)‪.(3‬‬

‫والشافعية‪ ،‬والحنابلة في المذهب ‪ ،‬والباضية في قول الزيلعي ‪:‬‬


‫تبيين الحقائق )‪ ، (1/97‬والخرشي ‪ :‬حاشية الخرشي )‪، (1/174‬‬
‫والهيتمي ‪ :‬تحفة المحتاجا )‪ ، (1/101‬وابن مفلح ‪ :‬المبدع )‬
‫‪ ، (1/254‬وأبو يعقوب الوارجلني ‪ :‬حاشية الترتيب )‪. (1/211‬‬
‫)‪ (1‬د‪ .‬عبد المجيد صلحين ‪ :‬أحكام النجاسات ص ‪ ، 660‬ود‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبدالله الطريقي ‪ :‬الضطرار إلى الطعمة والدوية المحرمة ‪ ،‬ص‬


‫‪..127 -126‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬عبد الكريم زيدان ‪ :‬مجموعة بحوث فقهية ‪ ،‬ص ‪..169‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬د‪ .‬علي المحمدي ‪ :‬حكم التداوي في السلم ‪ ،‬حولية كلية‬ ‫‪3‬‬

‫الشريعة والدراسات السلمية ‪ ،‬ص ‪..191‬‬


‫‪1108‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫سبب الخلف‪:‬‬
‫إن سبب اختلف الفقهاء في حكم التداوي‬
‫بالمحرمات‪ ،‬عائد إلى ما يلي‪:‬‬
‫التعارض الظاهري بين الحاديث الواردة‬ ‫‪-1‬‬
‫في المسألة‪ ،‬واختلف الفقها في الحكم عليها‪،‬‬
‫وقد مضى ذكر هذه الحاديث‪ ،‬ومنها‪ :‬قول‬
‫الرسول ‪ ) :‬نن نننن نن نننن نننننن‬
‫نننن ننن ننننن (ن ننننن نننننننن ‪.‬‬
‫نن نننن نننن ننننن نننن نننن‬ ‫‪-2‬‬
‫ن‬
‫نننن ننن نننننن نننننن نن نن‬
‫نننننننن نن نن ن‬
‫ن‬
‫ننن نننن نن ننننننن نننن ننننن ننن‬
‫ننن نننن نننننننن ننن نن نن نننن‬
‫نننن ننننن نن نن نننننننن ننن ننن‬
‫ننننننن ننننننننن‪.‬‬
‫نن ننننننن نن نننن نننن نن‬ ‫‪-3‬‬
‫ننن نننن ن نننن ننننننن ننن نننن‬
‫ننن ننننننن)‪. (1‬‬
‫*‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬عبد المجيد صلحين ‪ :‬أحكام النجاسات في الفقه ‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪. 657-656‬‬
‫* تعددت القوال في هذه المسألة ‪ :‬فذهب البعض إلى وجوب‬
‫التداوي ‪ ،‬وبهذا قال بعض الشافعية‪ ،‬والمام أحمد ‪ ،‬وقيل بإستحباب‬
‫التداوي وأن فعله أفضل من تركه ‪ ،‬وبهذا قال ‪ :‬الحنفية ‪ ،‬والمالكية‪،‬‬
‫وجمهور الشافعية ‪ ،‬واستدلوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن‬
‫النبي ‪ ‬ننن ‪) :‬نن نننن نن نننن ننن ننن نننن نن نننن( ‪.‬‬
‫نننن ‪ :‬نننن ننننننن ن ننننن نننن ن ننننن ننن‬
‫نننننن نننن نن ننننننن ننن ن نننننننن ننننن ننن‬
‫نننن نن نننن نننن ننن ‪) :‬نننن ننننن نن نننن ننننن‬ ‫ن‬
‫نننن نننن نننن ن ننن ننننن نن ننننننن ن ننن‬
‫ننننننن ن نننن نننن ننننننن ( نننن ننننن نننننن‬
‫نن ننننن ننننن ‪ :‬ننننننن ننننننن )‪ (5/434‬ن ننننننن ‪:‬‬
‫ننننن نننننن )‪ (2/641‬ن نننننننن‪ :‬نننن ننننننن )‪(4/158‬‬
‫‪1109‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول المختار‪:‬‬
‫يظهر لي من خلل عرض القوال السابقة‬
‫وأدلتها‪ ،‬أن الراجح هو الرأي القائل بجواز التداوي‬
‫بالمحرمات عند الضرورة أو الحاجة‪ ،‬ولكن هذا‬
‫مقيد بتحقق شروط الضرورة المبيحة للمحرم‪،‬‬
‫وهي هنا)‪:(1‬‬
‫أن يشكل ترك التداوي بالدواء المحرم‬ ‫‪-1‬‬
‫خطرا ا حقيقيا ا على حياة الشخص‪ ،‬أو يؤدي إلى‬
‫ضرر بالغ على صحته ‪.‬‬
‫ده في‬‫أل يتوافر دواء مباحا يسد ر مس ر‬ ‫‪-2‬‬
‫العلجا ‪.‬‬
‫أن يغلب على الظن حصول الشفاء بهذا الدواء‬
‫المحظور ‪.‬‬
‫أن يكون تناول هذا الدواء بقدر ما تندفع‬ ‫‪-3‬‬
‫به ضرورة المرض ‪.‬‬
‫وتحقق الشروط السابقة ل بد أن يكون بتقرير‬
‫الطبيب المسلم الثقة في دينه وخبرته معاا‪ ،‬فإن لم‬
‫يوجد فيعتمد قول طبيب ثقة غير مسلم‪ .‬وبالنسبة‬
‫للحاديث التي منعت التداوي بالمحرمات‪ ،‬فإنها‬
‫صريحة في تحريم التداوي بها‪ ،‬وهذا القدر متفق‬
‫عليه بين العلماء من غير الصل في غير حال‬
‫الضرورة‪ ،‬ولكن هذه الحاديث لم تذكر حالة‬
‫الضرورة التي حددت بعض اليات حكمها‪ ،‬كقوله‬
‫تعالى‪ :‬ﮋﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞﮟﮠ ﮡﮊ )‪.(2‬‬
‫ن نننن ننننن ‪ :‬ننننن ننن ننننن )‪ (24/261) - (21/320‬ن‬
‫ننننن ننننن ننننننن ن‪ .‬ننن ننننننن ‪ :‬ننن ننننننن‬
‫نن ننننننن ن ننننن نننن ننننننن ننننننننن‬
‫ننننننننن ن ن ‪.141-137‬‬
‫)‪ (1‬د‪ .‬يوسف القرضاوي ‪ :‬الحلل والحرام في السلم ‪ ،‬ص ‪، 53‬‬ ‫‪1‬‬

‫والشيخ فيصل مولوي ‪ :‬حكم الدواء إذا دخل في تكوينه الكحول ‪،‬‬
‫ص ‪ ، 23-22‬ود‪ .‬عبد الكريم زيدان ‪ :‬مجموعة بحوث فقهية ‪ ،‬ص‬
‫‪.175-23-17‬‬
‫)‪ (2‬سورة البقرة ‪ ،‬الية )‪.(173‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1110‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ويمكن الجمع بينهما بالقول إن التداوي من حيث‬


‫الصل ليس ضرورة تبيح تناول الدواء المحظور‪،‬‬
‫ولكنه إذا أصبح ضرورة في بعض الحالت أو‬
‫الظروف الستثنائية‪ ،‬وضمن شروط خاصة‪ ،‬فإنه‬
‫يحل التداوي به‪.‬‬
‫ول بد أن أشير هنا إلى أن ما ذكرته من شروط‬
‫وقيود لحالة الضرورة في التداوي بالمحرم‪ ،‬ل‬
‫يمكن أن يتحقق إل في حالت استثنائية تكاد تكون‬
‫نادرة‪ ،‬في واقعنا المعاصر‪ ،‬للسباب التالية‪:‬‬
‫في ظل التقدم العلمي الذي شهدته صناعة‬ ‫‪-1‬‬
‫المنتجات الدوائية‪ ،‬انحسر استخدام عين‬
‫المحرمات كأدوية‪ ،‬فلم يعد ر استخدامها‬
‫ضروريا ا في الطب الحديث‪ ،‬لتوافر البدائل‬
‫المباحة الكثيرة من الدوية المصنعة كيميائيا ا ‪.‬‬
‫إن هذه المسألة نظرية إلى حد بعيد‪ ،‬فمن‬ ‫‪-2‬‬
‫حيث الواقع التطبيقي‪ ،‬فإنه ل ضرورة طبية‬
‫تحتم التداوي بشيء من المحرمات‪ ،‬ولكن‬
‫تقرير المبدأ من قبيل الحتياط‪ ،‬لحالة مسلم‬
‫قد يوجد في مكان منقطع ل تتوافر فيه غيرها ‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬حكم استعمال المحرمات الصرفة دواء خارجيا ا‪:‬‬
‫بحثنا فيما مضى الستعمال الداخلي للمحرمات‬
‫الصرفة كدواء‪ ،‬شربا ا أو أك ا‬
‫ل‪ ،‬ونتناول هنا الحكم‬
‫الشرعي في استعمال المحرمات كدواء يدهن به‬
‫ظاهر الجسد‪ ،‬ونحو ذلك ـ وهو الذي يسميه الفقهاء‬
‫الطلء ـ في غير حال الضرورة‪.‬‬

‫‪1111‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫اختلف الفقهاء في حكم هذه المسألة على‬


‫القوال التالية‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬عدم جواز استعمال المحرمات‬
‫كدواء سواء في ظاهر الجسد‪ ،‬أم باطنه‪ .‬وبهذا قال‬
‫بعض الحنفية)‪ ،(1‬والمالكية في قول)‪ ،(2‬والشيعة‬
‫الزيدية)‪.(3‬‬
‫القول الثاني‪:‬‬
‫جواز استعمال المحرمات أو النجاسات‪ ،‬عدا‬
‫الخمر‪ ،‬في ظاهر الجسد‪ .‬وبهذا قال المالكية في‬
‫القول المشهور)‪ ،(4‬وبعض الحنفية)‪.(5‬‬
‫القول الثالث‪:‬‬
‫جواز استعمال المحرمات مطلقا ا في ظاهر‬
‫الجسد عند الحاجة فقط ‪ .‬بشرط غسل موضــع‬
‫النجاســة بعد الستعمال ‪ .‬وبهذا قال الحنابلة في‬
‫الصحيح)‪،(6‬‬
‫)‪ (1‬داماد أفندي ‪ :‬مجمع النهر )‪ . (4/252‬جاء في الفتاوى الهندية‬ ‫‪1‬‬

‫)‪) : (5/355‬ول يجوز أن يداوي بالخمر جرحا ا أو دبر دابة‪ ...‬ولو‬


‫أدخل المرارة في أصبعه للتداوي ‪ ،‬قال أبو حنيفة رحمه الله تعالى ‪:‬‬
‫ل يجوز ‪ ،‬وعند أبي يوسف رحمه الله تعالى يجوز ‪ ،‬وعليه الفتوى (‪.‬‬
‫)‪ (2‬الباجي ‪ :‬المنتقى )‪ ، (4/282‬يقول الحطاب ‪) :‬وأما التداوي‬ ‫‪2‬‬

‫بالخمر والنجس في ظاهر الجسد ‪ ،‬فحكى المصنف )الخليل( في‬


‫التوضيح وغيره فيه قولين ‪ ،‬المشهور منهما أنه ل يجوز‪ ( ...‬مواهب‬
‫الجليل )‪. (1/117‬‬
‫)‪ (3‬أحمد الصنعاني اليماني ‪ :‬التاجا المذهب )‪..(3/476‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬الحطاب ‪ :‬مواهب الجليل )‪ ، (1/171‬ويقول الدسوقي ‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫)وقيل ‪ :‬إن الطلء بالنجاسة حرام ‪ ،‬والخلف في الطلء بالنجاسة‬


‫غير الخمر ‪ ،‬أما هو فالطلء به حرام اتفاقا ا ( ‪ ،‬حاشية الدسوقي )‬
‫‪..(1/103‬‬
‫)‪ (5‬نظام الدين وجماعة من علماء الهند‪ :‬الفتاوى الهندية )‪(5/355‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪..‬‬
‫)‪ (6‬جاء في فتاوى ابن تيمية ‪) :‬سئل رحمه الله ‪ :‬عن رجل وصف‬ ‫‪6‬‬

‫له شحم الخنزير لمرض به ‪ ،‬هل يجوز له ذلك ؟ فأجاب ‪ :‬وأما‬


‫التداوي بأكل شحم الخنزير ‪ ،‬فل يجوز ‪ ،‬وأما التداوي بالتطلخ به ‪ ،‬ثم‬
‫يغسله بعد ذلك ‪ ،‬فهذا ينبني على جواز مباشرة النجاسة في غير‬
‫الصلة ‪ ،‬وفيه نزاع مشهور ‪ ،‬والصحيح أنه يجوز للحاجة ‪ ،‬كما يجوز‬
‫‪1112‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫والمالكية في قول)‪ ،(1‬والشيعة الجعفرية)‪.(2‬‬


‫أدلة القوال السابقة‬
‫أدلة القول الول‪:‬‬
‫استدل القائلون بمنع التداوي بالمحرمات‬
‫مطلقاا‪ ،‬ولو في ظاهر الجسد‪ ،‬بما استدلوا به على‬
‫تحريم التداوي بالمحرمات والنجاسات أكل ا أو‬
‫شرباا‪ ،‬وقد مضت الدلة فليرجع إليها‪.‬‬
‫أدلة القول الثاني‪:‬‬
‫استدل القائلون بجواز التداوي بالمحرمات عدا‬
‫الخمر‪ ،‬بحديث العرنيين ‪.‬‬
‫أما الخمر فقد تقدم الستدلل على عدم جواز‬
‫التداوي بها ؛ بالحاديث الخاصة التي نهت عن ذلك‪،‬‬
‫وبينت أنها داء وليست بدواء ‪.‬‬
‫أدلة القول الثالث‪:‬‬
‫واستدل القائلون بجواز التداوي بالنجاسات‬
‫والمحرمات‪ ،‬في ظاهر الجسد عند الضرورة‪،‬‬
‫باليات القرآنية التي أباحت تناول المحرمات عند‬
‫الضطرار إليها‪ ،‬حيث إن "الضرورات تبيح‬
‫المحظورات"‪.‬‬
‫القول المختار‪:‬‬
‫الراجح هو الرأي القائل بجواز استعمال‬
‫المحرمات والنجاسات الصرفة كدواء خارجي في‬
‫استنجاء الرجل بيده ‪ ،‬وإزالة النجاسة بيدة ‪ ،‬وما أبيح للحاجة جاز‬
‫التداوي به ‪ .‬كما يجوز التداوي بلبس الحرير على أصح القولين ‪ ،‬وما‬
‫أبيح للضرورة كالمطاعم الخبيثة فل يجوز التداوي بها ‪ .‬كما ل يجوز‬
‫التداوي بشرب الخمر( ‪ .‬فتاوى الشيخ ابن تيمية )‪. (24/270‬‬
‫)‪ (1‬الحطاب ‪ :‬مواهب الجليل )‪ *، (1/171‬يقول الحطاب ‪) :‬من‬ ‫‪1‬‬

‫أجاز استعمال النجاسة في ظاهر الجسد فذلك إذا كان يمكن إزالتها‬
‫قبل خروجا وقت الصلة ‪ ،‬وأما إذا أدى إلى الصلة بالنجاسة فل ‪ ،‬فإن‬
‫استعملها وجب عليه غسلها ( ‪ .‬مواهب الجليل )‪.(1/173‬‬
‫)‪ (2‬الطوسي ‪ :‬النهاية ‪ ،‬ص ‪.592‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1113‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ظاهر الجسد عند الضرورة أو الحاجة‪ ،‬مع غسل‬


‫النجاسة بعد استعمالها‪ ،‬وقبل خروجا وقت الصلة ‪.‬‬
‫حيث إننا قد رجحنا من قبل‪ ،‬جواز استعمال‬
‫المحرمات الصرفة دواء داخليا ا )باطنياا( عند تحقق‬
‫الضرورة بشروطها‪ ،‬فيكون استعمال المحرمات‬
‫الصرفة دواء خارجيا ا جائزا ا من باب أولى ‪ .‬ويتأيد‬
‫هذا الترجيح بقول أنس بن مالك رضي الله عنه‪:‬‬
‫) رخص النبي ‪ ‬نننننن نننن نننننن نن ننن‬
‫نننننن نننن نننن ()‪ . (1‬ننن ننننننن نن‬
‫نننننن نننن نننن ننن نننننن ننننن‬
‫نننن ننننننن نننننن ننننن ننننن ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حكم التداوي بالمحرمات المستهلكة ) غير الصرفة‬
‫(‪:‬‬
‫تناولت فيما سبق حكم التداوي بالمحرمات‬
‫والنجاسات الصرفة‪ ،‬أما بالنسبة للتداوي‬
‫بالنجاسات أو المحرمات الممزوجة بغيرها أي‬
‫) غير الصرفة(‪ ،‬فنمثل لها بالتداوي بالخمر‬
‫والمسكرات المستهلكة مع دواء آخر‪ ،‬فقد اختلف‬
‫الفقهاء في حكمها على قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬حرمة التداوي بالخمر أو‬
‫المسكرات مطلقا ا صرفاا‪ ،‬أو مستهلكة مع دواء‬
‫آخر‪ ،‬إذ ل فرق بين شرب الخمر صرفا ا أو ممزوجة‬
‫‪.‬‬

‫‪ (1‬أخرجه البخاري في كتاب اللباس ‪ -29 ،‬باب ما يرخص للرجال‬ ‫)‬

‫من الحرير للحكة ‪ ،‬حديث )‪ ، (5839‬صحيح البخاري بشرحا فتح‬


‫الباري )‪. (10/363‬‬
‫‪1114‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وبهذا قال‪ :‬جمهور الفقهاء‪ ،‬ومنهم‪ :‬الحنفية)‪،(1‬‬


‫والمالكية في المشهور)‪ ،(2‬والحنابلة)‪.(3‬‬
‫القول الثاني‪ :‬جواز التداوي بالخمر أو‬
‫المسكرات المستهلكة مع دواء آخر‪ ،‬واشترطوا‬
‫لذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬أل يوجد ما يقوم مقامها من الدوية الطاهرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يخبره طبيب عدل نفعها وتعينها‪.‬‬
‫وبهذا قال‪ :‬بعض المالكية)‪ ،(4‬والشافعية ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬

‫الدلــــة ‪:‬‬
‫أدلة القول الول‪:‬‬
‫استدل القائلون بحرمة التداوي بالخمر‬
‫المستهلكة في دواء‪ ،‬بالدلة الدالة على تحريم‬
‫التداوي بالخمر‪ ،‬والتي لم تفرق بين شربها صرفا ا‬
‫أو مستهلكة ‪.‬‬
‫أدلة القول الثاني‪:‬‬

‫)‪ (2‬السرخسي ‪ :‬المبسوط )‪.(24/23‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬بو الحسن الشاذلي ‪ :‬كفاية الطالب الرباني )‪، (1/731‬‬ ‫‪2‬‬

‫والدسوقي‪ :‬حاشية الدسوقي )‪ ، (1/89‬والقرافي ‪ :‬الذخيرة )‬


‫‪ . (12/202‬يقول أبو الحسن الشاذلي ‪) :‬يباحا له أيضا ا شرب كل ما‬
‫يرد عطشا ا كالمياه النجسة وغيرها من المائعات إل الخمر ‪ ،‬فإنها ل‬
‫تحل له إل لساغة الغصة ‪ ،‬فأما الجوع والعطش فل ‪ ...‬ول يجوز‬
‫التداوي بها على صفتها على المشهور ‪ ،‬واختلف إذا استهلكت عينها ‪،‬‬
‫والكثر على المنع من ذلك ( ‪.‬‬
‫)‪ (3‬البهوتي ‪ :‬كشاف القناع )‪ ، (6/253‬ابن قدامة ‪ :‬المغني )‬ ‫‪3‬‬

‫‪* . (10/330‬يقول ابن قدامة ‪" :‬وإن شربها – أي الخمر – صرفا ا أو‬
‫ممزوجة بشيء يسير ل يروي من العطش أو شربها للتداوي لم يبح‬
‫له ذلك وعليه الحد"‪.‬‬
‫)‪ (1‬أبو الحسن الشاذلي ‪ :‬كفاية الطالب الرباني )‪، ( 1/731‬‬ ‫‪4‬‬

‫والقرافي ‪ :‬الذخيرة )‪( 12/202‬‬


‫)‪ (2‬الهيتمي ‪ :‬تحفة المحتاجا )‪ ، ( 4/158‬ويقول الشربيني ‪" :‬‬ ‫‪5‬‬

‫محل الخلف في التداوي بها بصرفها أما الترياق المعجون بها ونحوه‬
‫مما تستهلك فيه فيجوز التداوي به عند فقد ما يقوم مقامه مما‬
‫يحصل به التداوي من الطاهرات كالتداوي بنجس كلحم حية وبول‬
‫‪،‬ولو كان التداوي بذلك لتعجيل شفاء بشرط اخبار طبيب مسلم‬
‫عدل بذلك أو معرفته للتداوي به " مغني المحتاجا ) ‪.(4/188‬‬
‫‪1115‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وجه القائلون بجواز التداوي بالخمر المستهلكة‬


‫وفقا ا لشروط معينة‪ ،‬رأيهم بانه بمزجا الخمر مع‬
‫غيرها من المواد لغرض التداوي تكون قد استهلكت‬
‫وذابت‪ ،‬وزالت صفاتها الولى فلم يبق لها لون ول‬
‫طعم ول رائحة فتصبح بهذا طاهرة‪ ،‬يحل التداوي‬
‫)‪.(4‬‬
‫بها ول يلحق مستعملها الثم‬
‫الرأي الراجح‪ :‬الراجح ما ذهب إليه الشافعية ومن‬
‫وافقهم من جواز التداوى بالخمر أو المسكرات‬
‫المستهلكة مع دواء آخر ‪،‬وفق شروط معينة وذلك‬
‫أن الخمر أو المسكر الممزوجا مع غيره‪ ،‬لم يعد تلك‬
‫العين المحرمة‪ ،‬بعد الستهلك‪ ،‬وذهاب مفعول‬
‫السكار‪ ،‬فقد تحولت عينة من خمر معدة للشراب‬
‫إلى دواء يعد للعلجا‪ ،‬فهذا يعتبر استحالة‬
‫للمسكر)‪ ،(1‬لنه تغير وتبدل كلي في حقيقة المسكر‬
‫فتسقط عنه صفة التحريم‬

‫‪ (3‬د‪ .‬عبد الله الطريقي ‪ :‬الضطرار إلى الطعمة والدوية‬ ‫)‬

‫المحرمة ‪ ،‬ص ‪235 -234‬‬


‫‪ (1‬د‪ .‬عبد الله الطريقي ‪ :‬الطعمة والشربة المحرمة ‪ ،‬ص ‪227‬‬ ‫)‬

‫‪1116‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثاني‬
‫حكم استعمال الدوية الحديثة‬
‫التي يدخل في تركيبها بعض المواد المحرمة شرعا ا‬
‫هناك الكثير من الدوية الطبية الحديثة التي يتم‬
‫تحضيرها وتصنيعها من مواد مستخلصة من مصادر‬
‫نجسة أو محرمة ‪.‬‬
‫وحديثنا عن رأي العلماء المعاصرين في حكمها‬
‫الشرعي‪ ،‬سيكون من خلل ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الستعمال الطبي للكحول ) الغول ( ‪.‬‬
‫‪ -2‬الستعمال الطبي لمشتقات الخنزير ‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬حكم الستعمال الطبي للكحول‪:‬‬
‫يعد الكحول من أقدم المركبات العضوية التي‬
‫أمكن إنتاجها صناعيا ا ويدخل في عصرنا الحاضر‬
‫كمادة أولية هامة في إنتاجا الكثير من المركبات‬
‫الكيميائية وتحضيرها‪ ،‬للغراض الصيدلنية‬
‫والعلجية‪ ،‬ومنها ما يأتي)‪:(1‬‬
‫يستعمل الكحول بنسب مختلفة في الدوية‬ ‫)‪(1‬‬
‫كمذيب لبعض المواد القلوية‪ ،‬والدهنية‪ ،‬فهناك‬
‫بعض الدوية التي ل تذوب إل في الكحول‪.‬‬
‫) كما يستخدم لستخلص المواد التي ل تذوب‬
‫إل في الكحول (‪.‬‬
‫يستعمل الكحول كمادة حافظة في‬ ‫)‪(2‬‬
‫المستحضرات الدوائية‪ ،‬حيث يعمل على‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬حسن المصري ‪ :‬القربازين والمستحضرات الصيدلنية ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪ ، 22208- 207‬ود‪ .‬عبد الوهاب طويلة ‪ :‬فقه الشربة وحدها ‪،‬‬


‫ص ‪ ، 109 -75‬ود‪ .‬عبد الفتاحا إدريس ‪ :‬مواد نجسة في الغذاء‬
‫والدواء ‪ ،‬ص ‪.80 -79‬‬
‫‪1117‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫حفظها من نمو الجراثيم والميكروبات لمدة‬


‫طويلة ‪.‬‬
‫يستخدم أيضا ا في بعض المستحضرات‬ ‫)‪(3‬‬
‫الخاصة بالطفال‪ ،‬كمهدئ‪ ،‬ومساعد على النوم‬
‫ومسكن للمغص أو السعال‪ ،‬أو مضاد للتشنج أو‬
‫الحساسية‪ ،‬كما يستخدم الكحول عن طريق‬
‫الحقن مع مواد أخرى في الدم لعلجا الشخص‬
‫المصاب بحالة تسمم بالكحول الميثيلي‪ ،‬مثلما‬
‫يستعمل كفاتح للشهية‪ ،‬وكدهان لعلجا قرحا‬
‫الظهر ‪.‬‬
‫ويستخدم الكحول كمطهر موضوعي‬ ‫)‪(4‬‬
‫للجلد‪ ،‬والجروحا ولتعقيم الدوات الجراحية ‪.‬‬
‫الحكم الشرعي في استعمال الدوية‬
‫المحتوية على الكحول‪:‬‬
‫إن تعاطي المريض للدوية المحتوية على‬
‫الكحول‪ ،‬ل يخلو من أن يكون استعمال ا داخليا ا‬
‫وقريب منه تعاطي الدواء عن طريق الحقن أو‬
‫استعمال ا خارجيا ا وسنتناول الرأي الفقهي المعاصر‬
‫في كل الستعمالين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬عدم جواز التداوي بالكحول‬
‫مطلقاا‪ ،‬سواء أكان صرفا ا أم داخل ا في الدوية التي‬
‫تحتوي عليه ‪.‬‬
‫وبهذا قال‪ :‬الدكتور عبد الفتاحا إدريس)‪.(1‬‬
‫القول الثاني‪ :‬جواز التداوي بالدوية المحتوية‬
‫على كحول‪ ،‬إذا دعت الضرورة إلى ذلك أو الحاجة‬
‫الماسة‪ ،‬ويشترط لذلك‪:‬‬
‫)‪ (1‬د‪ .‬عبد الفتاحا إدريس‪ :‬مواد نجسة في الغذاء والدواء ‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.109‬‬
‫‪1118‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫)‪ (1‬أل يوجد دواء مباحا‪ ،‬خال من الكحول يقوم‬


‫مقامه في العلجا‪ ،‬ليكون متعينا ا ‪.‬‬
‫)‪ (2‬أل تصل نسبة الكحول في الدواء إلى درجة‬
‫السكار ‪.‬‬
‫)‪ (3‬أن يصف الطبيب المسلم الثقة هذا الدواء‬
‫ويحدد مقدار ما يدفع عنه الضرر من الدواء ‪.‬‬
‫)‪ (4‬أن تقدر الضرورة بقدرها‪ ،‬بال يتجاوز المريض‬
‫مقدار ما يدفع عنه الضرر من الدواء‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وبهذا قال الشيخ حسنين محمد مخلوف ‪،‬‬
‫والشيخ محمود شلتوت)‪ (2‬والسيد عبد الرحمن بن‬
‫حسين شايم المؤيدي )‪،(3‬والدكتور وهبة الزحيلي)‪،(4‬‬
‫الدكتور أحمد الحجي الكردي)‪ ،(5‬والدكتور جميل‬
‫محمد بن المبارك)‪.(6‬‬
‫وبهذا القول أخذت دار الفتاء المصرية )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬الشيخ حسنين مخلوف ‪ :‬فتاوى شرعية وبحوث إسلمية )‬ ‫‪1‬‬

‫‪. ( 2/164‬‬
‫)‪ (2‬الشيخ محمود شلتوت ‪ ،‬الفتاوى ص ‪.381‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬يقول السيد عبد الرحمن المؤيدي ‪ ) :‬إن الكحول مسكرة ‪،‬وقد‬ ‫‪3‬‬

‫روي ‪ :‬كل مسكر خمر ‪ ،‬وروي ما أسكر كثيره فقليله حرام ‪ ..‬اعلم‬
‫أن الدلة قاضية بتحريم تناول المسكر على كل حال إل ما خصه‬
‫الدليل كالمكره على شربها ‪ ،‬وخصصنا من غص بلقمة ولم يجد ما‬
‫يسيغها به إل الخمر بالقياس على أكل الميتة للمضطر لحفظ‬
‫النفس ‪ ،‬وبالجماع والذي تحصل من مذهب الهادي عليه السلم‬
‫عدم جواز التداوي بها ‪ ..‬ولقائل أن يقول إذا علم المريض أنه إن لم‬
‫يستعمل العلجا المخلوط بالكحول هلك ‪ ،‬فيجوز له ذلك ‪ ،‬لن حفظ‬
‫النفس مقدم على حفظ العقل ‪ ،‬وللناظر نظره ( من إجابة عن‬
‫سؤال لباحثة حول حكم تناول الدوية المحتوية على كحول ‪.‬‬
‫)‪ (4‬د‪ .‬وهبة الزحيلي ‪ :‬أحكام المواد النجسة والمحرمة في الغذاء‬ ‫‪4‬‬

‫والدواء ‪ ،‬ص ‪.39-28‬‬


‫)‪ . (5‬د‪ .‬أحمد الحجي الكردي ‪ :‬المواد المحرمة والنجسة في‬ ‫‪5‬‬

‫الغذاء ‪ ،‬ص ‪26‬‬


‫)‪ (6‬د‪ .‬جميل المبارك ‪ :‬نظرية الضرورة الشرعية ‪ ،‬ص ‪.444‬‬ ‫‪6‬‬

‫)‪ (7‬فتوى دار الفتاء المصرية ‪ ،‬وهي مقيدة برقم ‪ 889‬لسنة‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 2000‬بتاريخ ‪ 13/9/2000‬م ‪..‬‬


‫‪1119‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول الثالث‪ :‬جواز التداوي بالدوية‬


‫المشتملة على نسبة ضئيلة من الكحول‪ ،‬إن لم‬
‫تتوافر أدوية بديلة عنها‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وبهذا قال‪ :‬الشيخ أحمد بن حمد الخليلي‬
‫وبهذا أخذ مجمع الفقه السلمي في دورة‬
‫مؤتمره الثالث)‪ ،(2‬والمنظمة السلمية للعلوم‬
‫الطبية في ندوتها الفقهية الطبية الثامنة)‪. (3‬‬
‫القول الرابع‪ :‬جواز التداوي بالدوية المحتوية‬
‫على نسبة قليلة من الكحول مستهلكة فيها‪ ،‬ل‬
‫تصل إلى درجة السكار بشرب الكثير منها ‪.‬‬

‫)‪ (1‬يقول الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ‪ ) :‬العلجا من ضرورات‬ ‫‪1‬‬

‫الحياة اللزمة ‪ ،‬ولذلك نرى عدم المانع من تناول الدوية غير الخالية‬
‫من المواد الكحولية إن لم تتوفر أدوية خالية منها ‪ ،‬ويدخل ذلك فيما‬
‫استثناه الله بقوله ‪ ) :‬وقد فصل لكم ما حرم عليكم إل ما اضطررتم‬
‫إليه ( ‪ ،‬مجلة مجمع الفقه السلمي ‪ ،‬الدورة الثالثة ) ‪.( 2/1122‬‬
‫)‪ (2‬جاء في قرار رقم ‪ (11/3) 23‬لمجلس مجمع الفقه السلمي‬ ‫‪2‬‬

‫المنعقد في دوره في مؤتمرة الثالث بعمان من ‪ 13-8‬صفر ‪1407‬‬


‫هـ ‪ 16-11 /‬تشرين الول ) أكتوبر ( ‪1986‬م ‪ ،‬ردا ا على السؤال‬
‫التالي من معهد العالمي للفكر السلمي بواشنطن ‪ ،‬هناك كثير من‬
‫الدوية تحوي كميات مختلفة من الكحول تتراوحا بين ‪ % 0.01‬و ‪25‬‬
‫‪ %‬ومعظم هذه الدوية من أدوية الزكام واحتقان الحنجرة والسعال‬
‫وغيرها من المراض السائدة ‪ ،‬وتمثل هذه الدوية الحاوية للكحول‬
‫ما يقارب ‪ %95‬من الدوية في هذا المجال مما يجعل الحصول على‬
‫الدوية الخالية من الكحول عملية صعبة أو متعذرة ‪ ،‬فما حكم تناول‬
‫هذه الدوية ؟ الجواب ‪ :‬للمريض للمسلم تناول الدوية المشتملة‬
‫على نسبة من الكحول ‪ ،‬إذا لم يتيسر دواء خال منها ‪ ،‬ووصف ذلك‬
‫الدواء دبيب ثقة أمين في مهنته ( ‪ .‬قرارات وتوصيات مجمع الفقه‬
‫السلمي ‪ ،‬ص ‪. .45‬‬
‫)‪ (3‬صدرت التوصية التالية عن الندوة الفقهية الطبية الثامنة‬ ‫‪3‬‬

‫المنعقدة بالكويت في الفترة من ‪24/5/21995 -22‬م ) لما كان‬


‫الكحول مادة مسكرة فيحرم تناولها ‪ ،‬وريثما يتحقق ما يتطلع إليه‬
‫المسلمون ‪ ،‬من تصنيع الدوية ل يدخل الكحول في تركيبها –‬
‫ولسيما أدوية الطفال والحوامل – فإنه ل مانع شرعا ا من تناول‬
‫الدوية التي تصنع حاليا ا ‪ ،‬ويدخل في تركيبها نسبة ضئيلة من‬
‫الكحول لغرض الحفظ أو إذابة بعض المواد الدوائية التي ل تذوب‬
‫في الكاء ‪ ،‬على أن يستعمل الكحول كمهديء ‪ ،‬وهذا ل يتوافر بديل‬
‫عن تلك الدوية ( ‪ .‬موقع المنظمة السلمية للعلوم الطبية ‪:‬‬
‫‪.www.islamset.com‬‬
‫‪1120‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وبهذا قال‪ :‬جمهور العلماء المعاصرين‪ ،‬ومنهم‪:‬‬


‫الشيخ محمد رشيد رضا)‪ ،(1‬والدكتور عبد الكريم‬
‫زيدان)‪ ،(2‬والدكتور محمد سعيد البوطي)‪،(3‬‬
‫والدكتور بدر المتولي عبد الباسط)‪ ،(4‬والشيخ محمد‬
‫تقي الدين العثماني)‪ ،(5‬والشيخ فيصل مولوي)‪،(6‬‬
‫والدكتور عبد المجيد صلحين)‪.(7‬‬
‫وبهذا أخذت‪ :‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية‬
‫)‪(8‬‬
‫والفتاء بالسعودية‬
‫الدلــــة‪:‬‬
‫أدلة القول الول‪ :‬اعتمد القائلون بعدم جواز‬
‫التداوي بالدوية المحتوية على كحول على رأي‬
‫جمهور الفقهاء القائل بحرمة التداوي بالمسكرات‬
‫والمحرمات‪ ،‬لن التداوي بصرف الكحول – وإن‬
‫كان غير شائع‪ -‬فهو تداوٍ بعين المسكر المحرم‪،‬أما‬
‫التداوي بدواء دخل الكحول في تركيبه‪ ،‬فإن كمية‬
‫الكحول المضافة من الكثرة بحيث ل يمكن القول‬
‫بتحقيق استهلك عين المسكر – وهو الكحول – في‬
‫)‪(9‬‬
‫الدواء‬
‫)‪ (4‬الشيخ محمد رشيد رضا ‪ :‬فتاوى محمد رشيد رضا )‬ ‫‪1‬‬

‫‪. ( 5/1728‬‬
‫)‪ (5‬د‪.‬عبد الكريم زيدان مجموعة بحوث فقهية‪ ،‬ص ‪... 177‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (6‬د‪ .‬محمد سعيد البوطي ‪ :‬مع الناس ) مشورات وفتاوى ( ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪.165‬‬
‫)‪ (1‬د‪ .‬بدر المتولي عبد الباسط ‪ ،‬فتاوى ‪ ،‬مجلة النور ‪،‬ص ‪...46‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (2‬مجمع الفقة السلمي ‪ :‬مجلة مجمع الفقه السلمي ‪ ،‬الدورة‬ ‫‪5‬‬

‫الثالثة ‪.( 1140 – 2/1139 ) ،‬‬


‫)‪ (3‬الشيخ فصل مولوي ‪ :‬حكم الدواء إذا دخل في تكوينه الكحول ‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫ص ‪.35‬‬
‫)‪ (4‬د‪ .‬عبد المجيد صلحين ‪ :‬أحكام النجاسات في الفقه ‪ ،‬ص‬ ‫‪7‬‬

‫‪.255 -254‬‬
‫)‪ (5‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء ‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة‬ ‫‪8‬‬

‫للبحوت العلمية والفتاء ‪ ،‬البيوع )‪... ( 13/54 ) (1‬‬


‫)‪ (6‬د‪ .‬عبد الفتاحا إدريس ‪ :‬مواد نجسة في الغذاء والدواء ‪ ،‬ص‬ ‫‪9‬‬

‫‪.107‬‬
‫‪1121‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ولهذا فقد استدلوا بالدلة الصريحة في تحريم‬


‫عين المسكر‪ ،‬وغيره من المحرمات‪ ،‬وقد سبق ذكر‬
‫هذه الدلة ومناقشتها‪ ،‬فليرجع إليها ‪ .‬ويتأيد هذا‬
‫الرأي أيضا ا بالعتبارات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الضرار الكثيرة الناشئة عن استعمال الدوية‬
‫المحتوية على الكحول‪ ،‬من غير حاجة إليه‪،‬‬
‫لسيما أدوية الطفال‪ ،‬والحوامل ‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم الضرورة أو الحاجة إلى استعمال هذه‬
‫الدوية‪ ،‬لوجود الكثير من البدائل المباحة التي‬
‫تقوم مقامها في التداوي‪ ،‬كما أن بإمكان‬
‫الشركات المنتجة للدوية الستعاضة عن‬
‫الكحول بما يقوم بوظيفته في الدواء ‪.‬‬
‫‪ -3‬سدا ا للذريعة إلى تناول هذه الدوية لسكر‬
‫اهريغو لعسل ةيودأ ضعب نأ تبث دقف ‪،‬اهب‬
‫اهتاوبع بهذت ‪،‬لوحكل ىلع ةيوتحمل ةيودأل نم‬
‫نإ ثيح ‪،‬اهب نوركسي نم ىل ةينوناق ريغ قرطب‬
‫– رومخل يف ركسلل ةببسمل – لوحكل ةبسن‬
‫ىوقأ يف امم فعضل ىلع ةيودأل يف نوكت دق‬
‫يوقمل ءاودل نم ةدودحمل ةعرجلف ‪،‬رومخل‬
‫‪ 15‬اهرادقم يتل ةيهشلل حتافل وأ سم ‪3‬‬
‫تعطي مفعول المسكر الكحولي‪ ،‬بما تحتويه‬
‫من كحول قد يصل إلى ‪ 6‬سم ‪ 3‬كحول ‪،90‬‬
‫وبهذا فإنه من الممكن السكر به‪ ،‬لسيما أن‬
‫مضاعفة الجرعة ل تتضمن أي خطر من تأثير‬
‫المواد الفعالة في الدواء)‪. (1‬‬

‫)‪ (1‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.109 -106‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1122‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أدلة القول الثاني‪ :‬استدل القائلون بجواز‬


‫التداوي بالدوية المحتوية على الكحول عند‬
‫الضرورة أو الحاجة الماسة إليها‪ ،‬وفق شروط‬
‫وضوابط معينة ينبغي توافرها بما يلي‪:‬‬
‫ل‪ :‬إن الصل في التداوي بالدوية المحتوية‬ ‫أو ا‬
‫على الكحول أنها من قبيل التداوي بالمسكر‪ ،‬الذي‬
‫نصت الدلة الشرعية على تحريم التداوي به‬
‫وبغيره من المسكرات‪ ،‬في حالة الختيار ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تستثنى من أصل التحريم حالة الضرورة‬
‫التي تدعو إلى تناول هذه الدوية‪ ،‬وذلك بتعينها‬
‫علجاا‪ ،‬عند انعدام البديل الشرعي المباحا الذي‬
‫)‪(1‬‬
‫تندفع به الضرورة ‪ ،‬ويتأيد ذلك بـ‪ :‬قوله تعالى‪ :‬ﮋ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﮙﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡﮊ‬
‫)‪(3‬‬
‫وقوله تعالى‪ :‬ﮋﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﮊ ‪.‬‬
‫ويتحصل من هذا‪ ،‬إباحة تناول الدوية المحتوية‬
‫على كحول‪ ،‬ول يعد المتداوي بها في حال‬
‫الضطرار متداويا ا بمحرم‪.‬‬
‫مناقشة الستدلل‬
‫إن الستدلل بالضرورة غير مسرلم‪ ،‬وذلك لعدم‬
‫انطباقها على واقع الحال‪ ،‬ومن المعلوم أن‬
‫الضرورة ل تأثير لها في إباحة المحظور إل بتحقيق‬
‫شرائط تطبيقها‪ ،‬ومن ذلك انعدام البديل المباحا‪،‬‬
‫وتعين المحرم طريقا ا لدفع حالة الضرورة‪ ،‬والبديل‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬أحمد الحجي الكردي ‪ ،‬المواد المحرمة والنجسة في الغذاء‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،‬ص ‪ ، 26‬والشيخ حسنين مخلوف فتاوى شريعة وبحوث اسلمة )‬


‫‪. .( 2/164‬‬
‫)‪ (2‬سورة البقرة ‪ /‬الية ) ‪. (173‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬سورة النعام ‪ ،‬الية )‪. (119‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1123‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المباحا هنا هو الدوية الخالية من الكحول‪ ،‬وهي‬


‫متوافرة وبكثرة وبأشكال متعددة ‪.‬‬
‫أدلة القول الثالث‪ :‬استدل القائلون بجواز‬
‫التداوي بالدوية المحتوية على الكحول إذا لم‬
‫تتوافر أدوية بديلة عنها‪ ،‬بأن الكحول مادة مسكرة‪،‬‬
‫يحرم تناولها‪ ،‬ولكن بما أن التداوي من ضرورات‬
‫الحياة‪ ،‬فإن المسلم إذا كان بحاجة للعلجا‪ ،‬ولم‬
‫تتوافر أدوية متاحة خالية من الكحول‪ ،‬فإن تناول‬
‫الدوية التي يدخل الكحول في تحضيرها بنسبة‬
‫داخل ا في قوله تعالى‪ :‬ﮋﭚﭛ ﭜﭝ ﭞﭟﭠﭡ ﭢﭣﮊ‬
‫)‪(1‬‬
‫قليلة‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬
‫أدلة القول الرابع‪ :‬اعتمد القائلون بجواز‬
‫التداوي بالدوية المحتوية على نسبة قليلة من‬
‫الكحول مستهلكة فيها‪ ،‬بحيث ل تصل إلى درجة‬
‫السكار بشرب الكثير منها‪ ،‬على أحد التخريجين‬
‫التالين أو كليهما معاا‪:‬‬
‫ل‪ :‬رأى الشافعية ومن وافقهم‪،‬‬ ‫أو ل‬
‫القائل بجواز التداوي بالمسكر )الخمر(‬
‫المستهلك مع دواء آخر ‪.‬‬
‫وبتطبيق ذلك على مسألة الدوية التي يدخل في‬
‫تركيبها الكحول يتضح ما يأتي‪:‬‬
‫إن النسبة القليلة من الكحول إذا‬ ‫‪-‬‬
‫خلطت في الدواء الكثير الطاهر المباحا‪ ،‬فإنها‬
‫تستهلك فيها‪ ،‬وتتغير صفاتها‪ ،‬وتضمحل بجانب‬
‫المواد الخرى المخلوطة معها‪ ،‬فل يبقى لها‬
‫)‪ (1‬مجمع الفقه السلمي ‪ :‬مجلة مجمع الفقه السلمي ‪ ،‬الدورة‬ ‫‪1‬‬

‫الثالثة ‪. ( 2/1122 ) ،‬‬


‫)‪ (2‬سورة النعام ‪ ،‬الية )‪. (119‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1124‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أثر‪ ،‬ول رائحة ول طعم‪ ،‬وتسقط عنها صفة‬


‫التحريم‪ ،‬فهي بهذا الستهلك انقلبت إلى عين‬
‫طاهرة‪ ،‬وبالتالي يجوز تناولها مثل هذه‬
‫الدوية)‪ ،(1‬هي في هذا كالنجاسة القليلة إذا‬
‫وقعت في مائع كثير‪ ،‬ولم تغير لونه‪ ،‬ول ريحه‪،‬‬
‫ول طعمه لستحالتها إلى طاهر)‪.(2‬‬
‫ثانيلا‪ :‬إن علة التحريم السكار‪ ،‬فإذا‬
‫انتفت في الدوية المحتوية على الكحول‬
‫فل يحدرم تناولها‪.‬‬
‫فالصل أن ما أسكر كثير فقليلة حرام‪ ،‬وهذا ما‬
‫عليه جمهور الفقهاء‪ ،‬فالمحرم هو المقدار الذي‬
‫يسكر ل المقدار الذي ل يسكر‪ ،‬والغالب في الدوية‬
‫التي يدخل الكحول في تركيبها أنها تحتوي على‬
‫نسبة قليلة من الكحول ل يؤدي تناول كثيرها إلى‬
‫السكار‪ ،‬وإذا تناول المريض أكبر كمية من هذا‬
‫الدواء – بحسب توجيه الطبيب لم يصل إلى حالة‬
‫السكر‪ ،‬وبهذا تنتفي علة التحريم‪ ،‬وهي السكار ‪.‬‬
‫أضف إلى ذلك أن الدواء ليس شرابا ا معدا ا‬
‫للسكار‪ ،‬ول يتناوله الناس بدافع التلذذ واللهو‪ ،‬كما‬
‫أن تناوله يكون بمقادير قليلة وفي أوقات متباعدة‪،‬‬
‫وليس من عادة الناس أن يطلبوا منه المثير بعد‬
‫شفائهم من المرض)‪. (3‬‬

‫)‪ (3‬د‪ .‬عبد الله الطريقي الضطرار إلى الطعمة والدوية‬ ‫‪1‬‬

‫المحرمة ‪ ،‬ص ‪ ، 236 -234‬والشيخ فيصل مولوي ‪ :‬حكم الدواء إذا‬


‫دخ في تكوينه الكحول ‪ ،‬ص ‪ ، 39‬ومجمع الفقه السلمي ‪ :‬مجلة‬
‫مجمع الفقه السلمي ‪ ،‬الدورة الثالثة ) ‪.. .( 2/1139‬‬
‫)‪ (4‬دعبد الله الطريقي ‪ :‬الضطرار إلى الطعمة والدوية المحرمة‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،‬ص ‪..236‬‬
‫)‪ (1‬الشيخ فيصل مولوي ‪ :‬حكم الدواء إذا دخل في تكوينه الكحول‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪1125‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وانطلقا مما تقدم‪ :‬فعن الدوية المحتوية على‬


‫الكحول إذا كانت نسبة الكحول فيها بحال تسكر‬
‫بشرب الكثير منها‪ ،‬فإنه يحرم قليلها وكثيرها أن أما‬
‫إذا كانت نسبة الكحول بحيث لو شرب الكثير منها‬
‫ل يسكر‪ ،‬فإنه ل يحرم تناولها في الدواء ‪.‬‬
‫الرأي الراجح‪:‬‬
‫يظهر لي من خلل النظر في القوال السابقة‬
‫أنها يمكن أن تتلخص في قولين فقط هما القول‬
‫بعدم الجواز‪ ،‬والقول بالجواز‪ ،‬مع اختلفهم في‬
‫الساس الشرعي لهذا الجواز‪ ،‬والشروط الواجب‬
‫توافرها في هذه الدوية المحتوية على الكحول ‪.‬‬
‫لهذا فالرأي الراجح في نظري‪ ،‬هو القائل بجواز‬
‫الستعمال الداخلي )الباطني( للدوية المحتوية‬
‫على الكحول‪ ،‬مع مراعاة القيود التي وضعها‬
‫العلماء من عدم توافر أدوية بديلة خالية من‬
‫الكحول‪ ،‬وكون نسبة الكحول في الدوية ل تصل‬
‫إلى درجة السكار بحيث لو تناول المريض من هذه‬
‫الدوية أكبر كمية بحسب رأي الطبيب فإنه ل يصل‬
‫إلى درجة السكر‪ ،‬ولكن يبقى أمر تحديد نسبة‬
‫الكحول المؤدية إلى السكر على أهل الختصاص‬
‫من الطباء المسلمين‪ ،‬وعلى ذلك فإنه إذا وجد‬
‫المسلم يدخل في تركيبه الكحول‪ ،‬ودواء آخر له‬
‫نفس المفعول ولكن ل يدخل في تركيبه الكحول‪،‬‬
‫فينبغي عليه أن يتناول الدواء الخالي من‬
‫الكحول)‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬الشيخ فيصل ملوي ‪ :‬حكم الدواء إذا دخل في تكوينه الكحول ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪. .35‬‬
‫‪1126‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫كما أنه ينبغي أن يتجنب المسلم الدوية التي‬


‫تدخل في تركيبها نسبة عالية من الكحول‪ ،‬كبعض‬
‫أدوية الطفال والحوامل كالمهدئات ومساعدات‬
‫النوم لما فيها من أضرار خطيرة من مثل تشويه‬
‫الجنة‪ ،‬وانعدام النمو الطبيعي للطفال‪ ،‬وتأثير ذلك‬
‫على نمو خليا المخ عند الطفال)‪،(1‬أضف إلى ذلك‬
‫أن كمية الكحول في الدواء إذا كانت عالية فهي‬
‫محرمة‪ ،‬لنها تداوي بعين المسكر‪ ،‬مادام أن شرب‬
‫الكثير منه يسكر‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ ) :‬ما أسكر كثيره فقليله حرام ( )‪. (2‬‬
‫وقد صدرت التوصية التالية عن الندوة الفقهية‬
‫الطبية الثامنة للمنظمة السلمية للعلوم الطبية‪:‬‬
‫) لما كان الكحول مادة مسكرة فيحرم تناولها‪،‬‬
‫وريثما يتحقق ما يتطلع إليه المسلمون من تصنيع‬
‫أدوية ل يدخل الكحول في تركيبها ولسيما أدوية‬
‫الطفال والحوامل‪ ،‬فإنه ل مانع شرعا ا من تناول‬
‫الدوية التي تصنع حاليا ا ويدخل في تركيبها نسبة‬
‫ضئيلة من الكحول لغرض الحفظ أو إذابة بعض‬
‫المواد الدوائية التي ل تذوب في الماء مع عدم‬
‫استعمال الكحول فيها مهدئاا‪ ،‬وهذا بحيث ل يتوافر‬
‫البديل عن تلك الدوية)‪. (3‬‬
‫ثانيلا‪ :‬حكم الستعمال الخارجي‬
‫) الظاهري ( للدوية المحتوية على‬
‫الكحول‪:‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬أحمد الجندي ‪ :‬الدوية الخالية من الكحول ‪ ،‬ندوة المواد‬ ‫‪1‬‬

‫الولية ودورها في الصناعة الدوائية ‪ ،‬ص ‪69‬‬


‫)‪ (1‬سبق تخريجه‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬المنظمة السلمية للعلوم الطبية ‪ :‬توصيات الندوة الفقهية‬ ‫‪3‬‬

‫الطبية الثامنة ‪ ،‬مدونة على موقع ‪.www.islamset.com‬‬


‫‪1127‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫بعد أن بحثنا فيما مضى حكم استعمال الدوية‬


‫المحتوية على الكحول كدواء داخلي‪ ،‬نأتي هنا‬
‫للحديث عن حكم استعمال المستحضرات الطبية‬
‫المحتوية على الكحول كدواء ظاهري‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬
‫الدوية المستعملة لتطهير أو علجا الجروحا‬
‫والبثرات ونحوها‪ ،‬أو لتعقيم الدوات الطبية‪ ،‬أو‬
‫الحقن قبل استعمالها‪ ،‬والمراهم والكريمات وأدوية‬
‫المضمضة‪ ،‬وقد اختلف العلماء المعاصرين في‬
‫حكم استعمال هذه الدوية والمستحضرات على‬
‫القوال التالية‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬عدم جواز استعمال الدوية‬
‫المحتوية على الكحول‪ ،‬والمعدة للستعمال‬
‫الخارجي ) الظاهري( إل لضرورة ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وبهذا قال الدكتور عبد الفتاحا إدريس ‪،‬‬
‫والدكتور أحمد الحجي الكردي)‪.(2‬‬
‫القول الثاني‪ :‬جواز استعمال الدوية‬
‫المحتوية على الكحول في الستعمال الخارجي ‪.‬‬
‫وبهذا قال‪ :‬جمهور العلماء المعاصرين‪ ،‬ومنهم‬
‫الدكتور محمد الزحيلي)‪،(3‬والشيخ فيصل مولوي ‪،‬‬
‫)‪(4‬‬

‫)‪(6‬‬
‫والشيخ إبراهيم بيوض)‪ ،(5‬والدكتور وهبة الزحيلي‬
‫‪.‬‬
‫)‪ (1‬د‪ .‬عبد الفتاحا إدريس ‪ :‬مواد نجسة في الغذاء والدواء ‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.137 -133‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬أحمد الحجي الكردي ‪ :‬المواد المحرمة والنجسة في الغذاء‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫)‪ (3‬يقول د‪ .‬محمد الزحيلي ‪ :‬أحكام المواد المحرمة والنجسة في‬ ‫‪3‬‬

‫الغذاء والدواء ‪ ،‬ص ‪.6‬‬


‫)‪ (4‬الشيخ ‪ :‬فيصل ملوي ‪ :‬حكم الدواء إذا دخل في تكوينه الكحول‬ ‫‪4‬‬

‫‪،‬ص ‪..42‬‬
‫)‪ (5‬الشيخ ابراهيم بيوض ‪ :‬فتاوى الشيخ بيوض ‪ ،‬ص ‪..71‬‬ ‫‪5‬‬

‫)‪ (6‬د‪ .‬وهبة الزحيلي ‪ :‬أحكام المواد النجسة والمحرمة في الغذاء‬ ‫‪6‬‬

‫والدواء ‪ ،‬ص ‪..29‬‬


‫‪1128‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وبهذا أخذت المنظمة السلمية للعلوم الطبية‬


‫في ندوتها الفقهية الطبية الثامنة)‪. (7‬‬

‫)‪ (7‬صدرت التوصية التالية من المنظمة السلمية للعلوم الطبية ‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫ونصها ‪ ) :‬مادة الكحول غير نجسة شرعا ا ‪ ،‬بنا على أن الصل في‬
‫الشياء الطهارة ‪ ،‬سواء كان الكحول صرفا ا أم مخففا ا بالماء ‪،‬‬
‫ترجيحا ا للقول بأن نجاسة الخمر وسائر المسكرات معنوية غير‬
‫حسية ‪ ،‬لعتبارها رجسا ا من عمل الشيطان ‪ ... ،‬وعليه فل حرجا‬
‫شرعا ا من استخدام الكحول طبيا ا ‪ ،‬كمطهر الجلد ‪ ،‬والجروحا‬
‫والدوات ‪ ،‬وقاتل للجراثيم ‪ ،‬أو استعمال الروائح العطرية ‪ ،‬التي‬
‫يستخدم الكحول فيها كمذيب للمواد العطرية الطيارة ‪ ،‬أو استخدام‬
‫الكريمات التي يدخل الكحول فيها ‪ ،‬ول ينطبق ذلك على الخمر‬
‫لحرمة النتفاع بها ( ‪ ،‬موقع المنظمة السلمية للعلوم الطبيه‬
‫‪www.islamset.com‬‬
‫‪1129‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الدلــــة‬
‫أدلة القول الول‪ :‬اعتمد القائلون بعدم جواز‬
‫استعمال الدوية المحتوية على الكحول للستعمال‬
‫خارجيا ا ) ظاهريا ا ( إل لضرورة‪ ،‬على الرأي الفقهي‬
‫القائل بجواز التداوي بالنجاسات عند الضرورة إليها‬
‫‪.‬‬
‫فالكحول نجس العين‪ ،‬وما كان هذا حاله‪ ،‬فل‬
‫يحل استعمال المستحضرات الدوائية والصيدلية‬
‫التي دخل في تركيبها في حال الختيار‪ ،‬لنه يعد‬
‫استعمال ا لنجس محرم من غير ضرورة أو حاجة‬
‫إليه ‪.‬‬
‫سواء أكان هذا الستعمال لتطهير وعلجا ظاهر‬
‫الجسد أو لتعقيم الدوات الطبية‪ ،‬أضف إلى ذلك‬
‫أن استعمال الكحول الطبي لعلجا ظاهر الجسد يعد‬
‫تناول ا للمسكر إذ إن من المعلوم أن الكحول يمتص‬
‫عن طريق الجلد ليحدث تركيزا ا في الدم‪ ،‬وهذا‬
‫تناول لمسكر نجس ‪.‬‬
‫ولكن إذا ما تحققت حال الضرورة لستعمال‬
‫الكحول في التعقيم أو تطهير الجلد‪ ،‬عند انعدام ما‬
‫يقوم مقامه من الطاهرات‪ ،‬فإنه يحل استعماله‬
‫حينئذ‪،‬لنه يكون من قبيل التداوي بالنجس عند‬
‫الضرورة إليه‪ ،‬وهو جائز)‪ ،(1‬وقد تقدم ذكر الدلة‬
‫المؤيدة لهذا الحكم‪ ،‬فليرجع إليها ‪.‬‬
‫أدلة القول الثاني‪ :‬اعتمد القائلون بجواز‬
‫استعمال الدوية المحتوية على الكحول في‬
‫الستعمال الخارجي على الرأي الفقهي القائل‬
‫)‪ (1‬د‪ .‬عبد الفتاحا إدريس ‪ :‬مواد نجسة في الغذاء والدواء ‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.137 – 133‬‬
‫‪1130‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫بطهارة الخمر وسائر المسكرات‪ ،‬وإن كانت‬


‫محرمة ‪.‬‬
‫والكحول رغم حرمة شربة إل أنه طاهر العين‪،‬‬
‫بناء على أن الصل في العيان الطهارة)‪ ،(1‬والدوية‬
‫المحتوية على الكحول غير معدة للشرب‪ ،‬كما أن‬
‫كثيرها ل يسكر‪ ،‬ومن ثم فإن استعمالها في العلجا‪،‬‬
‫والتعقيم إلى غير ذلك من الستعمالت جائز‬
‫شرعا ا)‪. (2‬‬
‫ويستند هذا الرأي أيضا ا إلى قاعدة عموم البلوى‪:‬‬
‫فقد شاع استعمال الكحول بشكل واسع حتى‬
‫عمت به البلوى‪ ،‬فأصبح ركنا ا من أركان الصيدلية‪،‬‬
‫والعلجا الطبي‪ ،‬والصناعات الكثيرة‪ ،‬وغدا من‬
‫الضروريات بشكل يعسر الستغناء عنه في أعمال‬
‫التعقيم والتطهير ونحوها)‪.(3‬‬
‫ولو قيل بعدم جواز استعمال الدوية المحتوية‬
‫حق بالناس الحرجا‬ ‫عليه في الستعمال الظاهري‪ ،‬ل دل د ق‬
‫والمشقة‪ ،‬وفي القول بالجواز تيسير على الناس‪،‬‬
‫ودفع للضرر عنهم ‪.‬‬
‫القول المختار‪:‬‬
‫الراجح هو رأي جمهور العلماء المعاصرين‬
‫القائل بجواز الستعمال الخارجي ) الظاهري (‬
‫للدوية المحتوية على الكحول ‪.‬‬

‫)‪ (1‬المنظمة السلمية للعلوم الطبية ‪ :‬توصيات الندوة الفقهية‬ ‫‪1‬‬

‫الطبية الثامنة ‪ ،‬موقع ‪.www.islaset.com‬‬


‫)‪ (2‬الشيخ فيصل مولوي ‪ :‬حكم الدواء إذا دخل في تكوينه الكحول‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،‬ص ‪42‬‬
‫)‪ (3‬الشيخ ابراهيم بيوض ‪ :‬فتاوى الشيخ بيوض ‪ ،‬ص ‪72-71‬‬ ‫‪3‬‬

‫والشييخ محمد رشيد رضا ‪ :‬فتاوى الشيخ محمد رشيد رضا )‬


‫‪ ( 1633 -4/1631‬ود ‪ .‬وهبه الزحيلي ‪ :‬أحكام المواد النجسة‬
‫والمحرمة في الغذء والدواء ‪ ،‬ص ‪29‬‬
‫‪1131‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقد صدرت توصية عن الندوة الفقهية الثامنة‬


‫للمنظمة السلمية للعلوم الطبية‪ ) :‬مادة الكحول‬
‫غير نجسة شرعاا‪ ،‬بناء على أن الصل في الشياء‬
‫الطهارة‪ ،‬سواء أكان الكحول صرفا ا أو مخففا ا‬
‫بالماء‪ ،‬ترجيحا ا للقول بأن نجاسة الخمر وسائر‬
‫المسكرات معنوية غير حسية‪ ،‬وعليه فل حرجا‬
‫شرعا ا من استخدام الكحول طبيا ا كمطهر للجلد –‬
‫الجروحا والدوات وقاتل للجراثيم أو استعمال‬
‫الروائح العطرية ) ماء الكولونيا ( التي يستخدم‬
‫الكحول فيها بوصفه مذيبا ا للمواد العطرية الطيارة‬
‫أو استخدام الكريمات التي يدخل الكحول بها‪ ،‬ول‬
‫ينطبق ذلك عل الخمر لحرمة النتفاع به ( )‪.(1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حكم الستعمال الطبي لمشتقات الخنزير‪:‬‬
‫تستخدم أجزاء الخنزير في تصنيع الكثير من‬
‫المستحضرات لدوائية والصيدلنية المهمة منها‪:‬‬
‫أو ا‬
‫ل‪ :‬الستعمالت الطبية للجيلتين الخنزيري‪:‬‬
‫قد يكون مصدر الجيلتين عظام وجلود الخنازير‪ ،‬أو‬
‫البقار‪ ،‬أو غيرها من الحيوانات‪ ،‬وللجيلتين بشكل‬
‫عام استخدامات متعددة منها‪:‬‬
‫تصنيع محافظ )كبسولت الدوية‪ ،‬الجافة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫والطرية ‪.‬‬
‫إنتاجا القراص أو الملبسات الدوائية التي‬ ‫‪-‬‬
‫تغلف بالجيلتين‪ ،‬لمنع ذوبانها السريع لها ‪.‬‬
‫يستعمل أيضا ا في تحضير التحاميل ) اللبوس‬ ‫‪-‬‬
‫( الشرجية والمهبلية‪ ،‬لنه يذوب بفعل حرارة‬
‫الجسم‪.‬‬
‫)‪ (1‬المنظمة السلمية للعلوم الطبية ‪ :‬توصيات الندوة الفقهية‬ ‫‪1‬‬

‫الطبية الثامنة ‪ ،‬مدونة على موقع ‪.www.islamset.com‬‬


‫‪1132‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫استعماله كمضاد للتهيج في الحروق وغيرها‬ ‫‪-‬‬


‫من إصابات الجلد‪ ،‬وكمرقي موقف لنزف الدم‬
‫في العمال الجراحية ‪.‬‬
‫يستعمل الجيلتين كمدد لبلزما الدم‪ ،‬في حال‬ ‫‪-‬‬
‫فقدان كميات كبيرة من الدم‪ ،‬كما يحدث في‬
‫الجروحا الكبيرة ‪.‬‬
‫يدخل في تصنيع القراص المحلة‪ ،‬كعامل‬ ‫‪-‬‬
‫رابط ومطر للحلق ولبطاء انطلق المادة‬
‫الدوائية من القرص)‪.(1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الستعمالت الطبية لشحم الخنزير‪:‬‬
‫يستعمل شحم الخنزير في تحضير المراهم‬
‫والكريمات)‪. (2‬‬
‫ثالثاا‪ :‬الستعمالت الطبية لبنكرياس الخنزير‪:‬‬
‫يستخلص النسولين المستخدم في علجا مرضى‬
‫السكر الذي يعانون من نقص إفراز هرمون‬
‫النسولين اللزم لتحقيق توازن السكر في الدم‪،‬‬
‫من غدة البنكرياس في الخنازير أو البقار‪ ،‬ويتم‬
‫تناول النسولين بطريق الحقن تحت الجلد)‪.(3‬‬
‫رابعاا‪ :‬الستعمالت الطبية لكولجين الخنزير‪:‬‬
‫تعد ر مادة الكولجين المستخرجة من الخنزير من‬
‫المواد الساسية التي يدخل في تركيب الكريمات‪،‬‬
‫حيث تعمل على تطرية الجلد وتنعيمه‪ ،‬كما يدخل‬
‫في تركيب الشامبو والملطفات)‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬وفيق الشرقاوي ‪ :‬الجيلتين ‪ ،‬ص ‪ ، 3‬البروفسور محمد عبد‬ ‫‪1‬‬

‫السلم ‪ :‬مشكلة استخدام المواد المحرمة في المنتجات الغذائية‬


‫والدوائية ‪ ،‬ص ‪ ، 4‬ود‪ .‬إياد قنيبي ‪ :‬الجيلتين ‪ ،‬مصادرة ‪ ،‬ص ‪..5‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬عبدالفتاحا إدريس‪ :‬مواد نجسة في الغذاء والدواء‪ ,‬ص ‪.125‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪..113 – 112‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪..Zheer Uddin : Halaal &Haraam Products part : page 52 (4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1133‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الحكم الشرعي في استعمال الدوية‬


‫المحتوية على مواد مستخلصة من أجزاء‬
‫الخنزير‪:‬‬
‫وسنتناول الحكم الشرعي في استعمال هذه‬
‫الدوية من حيث الستعمالين الداخلي ) الباطني (‪،‬‬
‫والخارجي ) الظاهري (‪.‬‬
‫أو ا‬
‫ل‪ :‬حكم الستعمال الداخلي للدوية المحتوية على مواد‬
‫مستخلصة من أجزاء الخنزير ‪:‬‬
‫بحث العلماء المعاصرون الحكم الشرعي في‬
‫استعمال الدوية المصنعة من مواد مستخلصة من‬
‫أجزاء الخنزير كدواء داخلي من خلل‪ :‬دواء‬
‫النسولين‪ ،‬والكبسولت الصلبة من الجيلتين‬
‫الخنزيري ‪.‬‬
‫أ‪ -‬النسولين الخنزيري‪:‬‬
‫اتفق جمهور العلماء المعاصرين)‪ (1‬على عدم جواز‬
‫التداوي بالنسولين الخنزيري‪ ،‬إل في حالة‬
‫الضرورة المقيدة بضوابطها الشرعية المتمثلة فيما‬
‫يأتي‪:‬‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬عبد الفتاحا إدريس ‪ :‬مواد نجسة في الغذاء والدواء ‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، 123‬و د‪ .‬وهبة الزحيلي ‪ :‬أحكام المواد النجسية والمحرمة في‬


‫الغذاء والدواء ‪ ،‬ص ‪ ، 31‬د‪ .‬محمد الشقر ‪ :‬المواد المحرمة‬
‫والنجسة واستعمالها في الغذاء والدواء ص ‪ ، 24‬ود‪ .‬محمد الزحيلي‬
‫‪ :‬أحكام المواد المحرمة والنجسة في الغذاء والدواء ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -‬يقول د‪ .‬محمد الزحيلي ‪ ) :‬النسولين المستخرجا من الخنزير‬
‫يحرم باتفاق المذاهب ‪ ،‬وخاصة أنه يمكن استخراجا النسولين من‬
‫بنكرياس البقار ‪ ،‬والنسولين البشري بالهندسة الوراثية ‪ ،‬أما عند‬
‫عدم توفر الخيرين فيطبق عليه حال التداوي بالمحرمات للضرورة‬
‫‪ ،‬بشروطها السابقة ( ‪ ،‬أحكام المواد النجسة والمحرمة في الغذاء‬
‫والدواء ‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫ويقول د‪ .‬محمد الشقر ‪) :‬النسولين الخنزيري ل يجوز استعماله‬
‫بحال إن قام غير مقامه ( ‪ ،‬المواد المحرمة والنجسة واستعمالها‬
‫في الغذاء والدواء ‪ ،‬ص ‪..20‬‬
‫‪1134‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -1‬أن يكون المريض في حالة يخشى عليه فيها‬


‫من الموت أو الضرر الشديد ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ل يتوفر غير النسولين الخنزيري في‬
‫متناول المريض ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يصفه طبيب حاذق ثقة ‪.‬‬
‫ومستند أصحاب هذا القول هو الرأي الفقهي‬
‫القائل بجواز التداوي بالنجاسات والمحرمات في‬
‫حال الضرورة‪ ،‬ولهذا فقد استدلوا بأدلتهم الدالة‬
‫على استثناء حال الضرورة من أصل تحريم‬
‫التداوي بالنجس ‪.‬‬
‫وقد صدرت توصية عن الندوة الفقهية الطبية‬
‫الثامنة للمنظمة السلمية الطبية ونصها‪" :‬‬
‫النسولين الخنزيري المنشأ يباحا لمرضى السكري‬
‫التداوي به للضرورة بضوابطها الشرعية)‪ ،(1‬ومع‬
‫تقدم الطب أمكن التخلص من النسولين الخنزيري‬
‫بتصنيع النسولين النساني كيميائيا)‪.(2‬‬
‫ب‪ -‬الكبسولت الدوائية المصنعة من‬
‫جيلتين الخنزير‪:‬‬
‫اختلف العلماء المعاصرون في حكم استعمال‬
‫المحافظ الجافة )الكبسولت الصلبة ( المصنعة‬
‫من جيلتين الخنزير على قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬عدم جواز استعمال الدوية‬
‫) الكبسولت ( المصنعة محافظتها من الجيلتين‬
‫الخنزيري إل عند الضرورة أو الحاجة بشروطها‬
‫الشرعية ‪.‬‬

‫)‪ (1‬موقع المنظمة السلمية للعلوم الطبية ‪.www.islamset.com‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬عبد المهدي عجلوني ‪ :‬التداوي بالمحرمات ‪ ،‬ص ‪.95‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1135‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وبهذا قال الدكتور عبد الفتاحا إدريس)‪ ،(1‬والدكتور‬


‫)‪(3‬‬
‫محمد الزحيلي)‪ ،(2‬والدكتور أحمد الحجي الكردي‬
‫‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬جواز استعمال الدوية‬
‫المصنعة محافظتها من جيلتين الخنزير إذا تحققت‬
‫استحالة العظام والجلود استحالة كاملة ‪.‬‬
‫وبهذا قال الشيخ محمود شلتوت)‪ ،(4‬والدكتور‬
‫عبد الكريم زيدان)‪،(5‬والدكتور عبد المجيد‬
‫صلحين)‪ ،(6‬الدكتور محمد الشقر)‪ ،(7‬والمنظمة‬
‫السلمية للعلوم الطبية في ندوتها الفقهية‬
‫الثامنة)‪.(8‬‬
‫الدلـــة‬
‫أدلة القول الول‪ :‬اعتمد القائلون بجواز‬
‫استعمال الدوية المصنعة محافظها من جيلتين‬
‫الخنزير عند الضرورة أو الحاجة إليها‪ ،‬على الرأي‬
‫الفقهي القائل بجواز التداوي بالمحرمات‬
‫للضرورة‪ ،‬وبالقيود التي ذكرها أصحاب هذا‬
‫المذهب ‪.‬‬
‫)‪ (3‬د‪ .‬عبد الفتاحا إدريس ‪ :‬مواد نجسة في الغذاء والدواء ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.125 -124‬‬
‫)‪ (4‬د‪ .‬محمد الزحيلي ‪ " :‬إذا توفرت مصادر جيدية من غير الخنزير‬ ‫‪2‬‬

‫لستخراجا الجلتين لتصنيع المحافظ الجافة ) الكبسولت الصلبة ( ‪،‬‬


‫فل يجوز استعمال الجلتين المحضر من الخنزير ‪ ،‬وإذا لم يتوفر‬
‫فيجوز استعماله للضرورة بشروطها على القول بجواز التداوي‬
‫بالمحرمات للضرورة ( أحكام المواد المحرمة والنجسة في الغذاء‬
‫والدواء ص ‪..11‬‬
‫)‪ (5‬د‪ .‬أحمد الحجي الكردي ‪ :‬المواد المحرمة والنجسة في الغذاء‬ ‫‪3‬‬

‫والدواء ‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫)‪ (1‬الشيخ محمد شلتوت ‪ :‬الفتاوى ص‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (2‬د‪ .‬محمد الشقر ‪ :‬المواد المحرمة والنجسة واستعمالها في‬ ‫‪5‬‬

‫الغذاء والدواء ‪ ،‬ص ‪..20‬‬


‫)‪ (3‬سورة النعام ‪ ،‬الية )‪. (119‬‬ ‫‪6‬‬

‫)‪ (4‬سورة النعام ‪ ،‬الية )‪. (119‬‬ ‫‪7‬‬

‫)‪ (5‬سورة النعام ‪ ،‬الية )‪. (119‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪1136‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ومقتضى مذهب هؤلء عدم جواز تناول الدوية التي‬


‫تصنع محافظتها )الكبسولت( من جيلتين الخنزير‪،‬‬
‫لنه نجس يحرم تناوله في حالة الختيار‪ ،‬إضافة‬
‫إلى وجود البدائل المباحة عنه كالدوية التي تصنع‬
‫محافظتها من مادة مثل )السليلوز (‪ ،‬ول أثر‬
‫للستحالة في تحويل نجس العين طاهراا‪ ،‬فتبقى‬
‫المواد المستخلصة من الخنزير على نجاستها ‪.‬‬
‫غير أنه إذا لم تتوفر المحافظ المصنعة من‬
‫الجيلتين غير الخنزيري‪ ،‬جاز استعمال تلك‬
‫المصنعة من جيلتين الخنزير‪ ،‬ويطبق عليها حالة‬
‫التداوي بالمحرمات للضرورة بشروطها)‪.(1‬‬
‫أدلة القول الثاني‪ :‬اعتمد القائلون بجواز‬
‫استعمال محافظ الدوية المصنعة من جيلتين‬
‫الخنزير إذا تحققت الستحالة الكاملة للعظام‬
‫والجلود المستخلص منها الجيلتين‪ ،‬على رأي‬
‫جمهور الفقهاء بطهارة النجاسات بالستحالة ‪.‬‬
‫فعظام وجلود الخنازير المتفق على نجاستها‬
‫إذا تحققت استحالتها الكاملة عند تحويلها إلى‬
‫جيلتين‪ ،‬تصبح طاهرة‪ ،‬فيحل استعمال الدوية‬
‫المصنعة حافظتها من مادة الجيلتين‪ ،‬لزوال علة‬
‫التحريم وهي‪ ،‬النجاسة‪ ،‬أما إذا كانت الستحالة‬
‫جزئية‪ ،‬فل يجوز استعمال هذه الدوية في العلجا‬
‫في غير حالة الضرورة والحاجة الماسة)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬عبد الفتاحا إدريس ‪ :‬مواد نجسة في الغذاء والدواء ‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، 124‬ود‪ .‬محمد الزحيلي ‪ :‬أحكام المواد المحرمة والنجسة في‬


‫الغذاء والدواء ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫)‪ (2‬د‪.‬محمد الشقر ‪ :‬المواد المحرمة والنجسة واستعمالها في‬ ‫‪2‬‬

‫الغذاء والدواء ‪ ،‬ص ‪..20‬‬


‫‪1137‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫القول المختار‪ :‬يظهر لي القول الراجح هو القائل‬


‫بجواز استعمال الدوية المصنعة حافظاتها من مادة‬
‫الجيلتين الخنزيري إذا كانت الستحالة تامة‪ ،‬وهذا‬
‫يتفق مع ما رجحناه من قبل من طهارة النجاسات‬
‫بالستحالة ‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬حكم الستعمال الخارجي للدوية المحتوية على مواد‬
‫مستخلصة من مشتقات الخنزير‪:‬‬
‫من خلل عرض الستعمالت الطبية لمشتقات‬
‫الخنزير‪ ،‬فإن تلك الستعمالت ل تعدو أن تكون‬
‫استعمال ا داخليا ا أو خارجيا ا ‪.‬‬
‫وقد تقدم الحكم الشرعي للستعمال الداخلي‬
‫المحتوية على مواد مستخلصة من مشتقات‬
‫الخنزير ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحكم الشرعي في الستعمال‬
‫الخارجي ) الظاهري ( لهذه الدوية فقد تطرق‬
‫بعض العلماء المعاصرين على سبيل المثال إلى‬
‫مسألة حكم استعمال المراهم والكريمات‪ ،‬التي‬
‫يدخل في تركيبها شحم الخنزير‪ ،‬واختلفوا في‬
‫حكمها الشرعي على قولين‪:‬‬
‫القول الول‪ :‬عدم جواز استعمال المراهم‬
‫والكريمات التي يدخل في تركيبها شحم الخنزير‬
‫بقصد التداوي ‪.‬‬

‫‪1138‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وبهذا قال الدكتور محمد الزحيلي )‪ ،(1‬والدكتور‬


‫عبد الفتاحا إدريس)‪ ،(2‬والدكتور أحمد الحجي‬
‫الكردي)‪ ،(3‬والدكتور وهبة الزحيلي)‪.(4‬‬
‫القول الثاني‪ :‬جواز استعمال المراهم‬
‫والكريمات التي يدخل شحم الخنزير في تركيبها‪،‬‬
‫إذا كانت الستحالة تامة‪ ،‬وذهب البعض إلى أفضلية‬
‫تجنبها عند وجود غيرها ‪.‬‬
‫)‪( 5‬‬
‫وبهذا قال الدكتور عبد المجيد صلحين ‪ ،‬والشيخ‬
‫إبراهيم بيوض)‪.(6‬‬
‫وبهذا أخذت المنظمة السلمية للعلوم الطبية‬
‫الثامنة)‪.(7‬‬
‫سبب الخلف‪ :‬إن سبب الخلف في حكم‬
‫استعمال المراهم والكريمات التي يدخل في‬
‫تركيبها شحم لحم الخنزير عائد إلى اختلفهم في‬
‫مسألة رئيسية بحثها الفقهاء القدامى‪ ،‬وهي هل‬
‫)‪ (1‬يقول د‪ .‬محمد الزحيلي‪ ) :‬شحم الخنزير ل يجوز استعماله‬ ‫‪1‬‬

‫شرعا ا في المراهم والكريمات ومواد التجميل والصابون والمواد‬


‫الغذائية لنجاسته بإتفاق الفقهاء وعدم الحاجة إليه ( أحكام المواد‬
‫المحرمة والنجسة في الغذاء والدواء ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫)‪ (2‬د‪ .‬عبد الفتاحا إدريس ‪ :‬مواد نجسة في الغذاء والدواء ‪ ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.126‬‬
‫)‪ (3‬د‪ .‬أحمد الحجي الكردي ‪ :‬المواد المحرمة والنجسة في الغذاء‬ ‫‪3‬‬

‫والدواء ‪ ،‬ص ‪.24‬‬


‫)‪ (4‬د‪ .‬وهبة الزحيلي ‪ :‬أحكام المواد النجسة والمحرمة في الغذاء‬ ‫‪4‬‬

‫والدواء ‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫)‪ (5‬يقول د‪ .‬عبد المجيد صلحين ‪) :‬جميع المواد المتحولة التي ل‬ ‫‪5‬‬

‫يبقى من آثارها الضارة ‪ ،‬أو المحرمة شيء‪ ،‬فإنها تعتبر طاهرة‬


‫ومباحة ‪ ،‬ومن ذلك ما ينتشر من أيامنا هذه من أنواع الصابون ‪،‬‬
‫ومستحضرات التجميل ‪ ،‬والمعاجين ‪ ،‬والمساحيق بأنواعها المختلفة( ‪.‬‬
‫استحالة النجاسة وأثرها في الخلطات العلفية ‪ ،‬ص ‪..6‬‬
‫)‪ (6‬الشيخ إبراهيم بيوض ‪ :‬فتاوى الشيخ بيوض ‪ ،‬ص ‪.633‬‬ ‫‪6‬‬

‫)‪ (1‬المنظمة السلمية للعلوم الطبية ‪ :‬توصيات الندوة الفقهية‬ ‫‪7‬‬

‫الطبية الثامنة ‪ ،‬موقع ‪.www.islamset.com‬‬


‫‪1139‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫استحالة النجاسة إلى حقيقة أخرى ‪،‬وزوال أوصاف‬


‫النجاسة تماما ا يكسبها الطهارة أو ل ؟ وهل تنتقل‬
‫العين المستحيلة من الحرمة إلى الباحة ؟‬
‫فمن رأى من المعاصرين أن الستحالة‬
‫مطهرة‪ ،‬وأنها تغير حكم العين المستحيلة من‬
‫التحريم إلى الباحة‪ ،‬قال بجواز استعمال المراهم‬
‫والكريمات ونحوها من المنتجات الدوائية‬
‫والتجميلية التي يدخل في تركيبها شحم الخنزير‬
‫وغيره من النجاسات إن كانت استحالتها كاملة في‬
‫هذه المنتجات ‪.‬‬
‫أما من رأى أن الستحالة غير مطهرة‪ ،‬ول أثر‬
‫في تغير الحكم الشرعي الصلي وهو التحريم‪ ،‬فقد‬
‫قال بعدم جواز استعمال هذه المراهم والكريمات‬
‫المحتوية على شحم الخنزير‪ ،‬ول توجد ضرورة أو‬
‫حاجة إلى استعمالها حتى ولو كان الستعمال لجل‬
‫التداوي بها‪ ،‬لتوافر البدائل المباحة‪ ،‬فهناك الكثير‬
‫من المراهم والكريمات المحتوية على شحم‬
‫الخنزير‪ ،‬ول توجد ضرورة أو حاجة إلى استعمالها‬
‫حتى ولو كان الستعمال لجل التداوي بها‪ ،‬لتوافر‬
‫البدائل المباحة‪ ،‬فهناك الكثير من المراهم‬
‫والكريمات التي تستخدم فيها الشحوم الصناعية‬
‫والشحوم الحيوانية المأخوذة من الحيوانات‬
‫المذ ر‬
‫كاة)‪. (1‬‬
‫القول المختار‪:‬‬

‫)‪ (1‬د‪ .‬عبد المجيد صلحين ‪ :‬استحالة النجاسة وأثرها في الخلطات‬ ‫‪1‬‬

‫العلفية ‪ ،‬ص ‪ ، 6-1‬د‪ .‬عبد الفتاحا إدريس ‪ :‬مواد نجسة في الغذاء‬


‫والدواء ص ‪..126-125‬‬
‫‪1140‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫هو الرأي القائل بجواز استعمال المراهم‬


‫والكريمات التي يدخل في تركيبها شحم الخنزير إذا‬
‫تحققت الستحالة التامة فيه‪ ،‬بناء على طهارة‬
‫ل والتحريم‪،‬‬ ‫النجاسات بالستحالة‪ ،‬لن أحكام )الح ر‬
‫والطهارة والنجاسة متعلقة بحقائق العيان(‪ ،‬فإذا‬
‫ما انتفت هذه الحقائق‪ ،‬بالستحالة فإنه ينتفي‬
‫الحكم معها‪ ،‬وتكتسب العين المستحيلة حكم‬
‫الصفة المستحيلة إليها‪.‬‬
‫يقول ابن القيم‪) :‬ومن الممتنع بقاء حكم الخبث‪،‬‬
‫وقد زال اسمه ووصفه‪ ،‬والحكم تابع للسم‬
‫والوصف دائر معه وجودا وعدماا‪ ،‬فالنصوص‬
‫المتناولة لتحريم الميتة‪ ،‬والدم ولحم الخنزير‬
‫والخمر ل تتناول الزروع والثمار والرماد والتراب‬
‫ل ل لفظا ا ول معنى ول نصا ا ول قياساا()‪. (1‬‬
‫والخ ر‬
‫وقد صدرت توصية من الندوة الفقهية الطبية‬
‫الثامنة للمنظمة السلمية للعلوم الطبية في هذا‬
‫الشأن حيث نصت على ما يلي‪ ) :‬المراهم‬
‫والكريمات ومواد التجميل التي يدخل في تركيبها‬
‫شحم الخنزير‪ ،‬نجسة ول يجوز استعمالها شرعاا‪ ،‬إل‬
‫إذا تحققت فيها استحالة الشحم وانقلب عينه()‪.(2‬‬

‫)‪ (2‬ابن القيم‪ :‬إعلم الموقعين )‪..(1/15‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬المنظمة السلمية للعلوم الطبية‪ :‬توصيات الندوة الفقهية‬ ‫‪2‬‬

‫الطبية الثامنة‪ ،‬موقع ‪www.islamset.com‬‬


‫‪1141‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الخاتمة‬
‫كانت ثمرة هذا البحث جملة من النتائج‪ ،‬من‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ (1‬التداوي مشروع في السلم‪ ،‬وتعتريه الحكام‬
‫التكليفية الخمسة‪ :‬الوجوب‪ ،‬والندب‪ ،‬والباحة‪،‬‬
‫والكراهة‪ ،‬والتحريم‪.‬‬
‫‪ (2‬وردت نصوص شرعية تدل على تحريم‬
‫التداوي بالمحرمات‪ ،‬كما دلت نصوص أخرى‬
‫على جوازه‪.‬‬
‫‪ (3‬جواز استعمال المحىرمات والنجاسات‬
‫صسردفة كدواء داخلي‪ ،‬وخارجي عند الضرورة أو‬ ‫ال ق‬
‫الحاجة الماسة‪.‬‬
‫‪ (4‬يجوز التداوي بالمحىرمات المستهلكة في دواء‬
‫آخر‪ ،‬وفق ضوابط شرعية‪.‬‬
‫‪ (5‬جواز الستعمال الداخلي والخارجي للدوية‬
‫المحتوية على نسبة قليلة من الكحول مستهلكة‬
‫في الدواء‪.‬‬
‫‪ (6‬جواز استعمال الدوية المحتوية على مواد‬
‫محرمة أو نجسة إذا تحققت الستحالة التامة‬
‫فيها‪ ،‬بناء على طهارة النجاسات بالستحالة‪،‬‬
‫ومن أمثلتها‪ :‬الدوية المصنعة حافظاتها من‬
‫مادة الجيلتين الخنزيري‪ ،‬والمراهم والكريمات‪.‬‬
‫‪ (7‬على القائمين على الصناعة الدوائية العمل‬
‫على تخليص الدواء من الكحول‪ ،‬والعمل على‬
‫توفير بدائل مباحة تغني عن استعمال‬
‫النجاسات؛ كالميتة‪ ،‬والخنزير في العلجا‪.‬‬
‫‪1142‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪1143‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قائمة المراجع‬
‫أول‪:‬كتب الحديث وعلومه‬
‫اللباني‪ ،‬محمد ناصر الدين‪ ،‬ضعيف سنن أبي داود‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫المكتب السلمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1412 ،‬ه‪1991 -‬م‬
‫الباجي‪ ،‬سليمان ابن خلف بن سعد‪" ،‬المنتقى"‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫شرحا موطأ المام مالك بن أنس‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عطا‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1420 ،1‬ه‪1999 -‬م‪.‬‬
‫البخاري‪ ،‬محمد بن اسماعيل‪" ،‬صحيح البخاري‬ ‫‪-3‬‬
‫بشرحا فتح الباري"‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‬
‫‪1408 ،4‬ه‪1988 -‬م‬
‫البيهقي‪ ،‬أحمد بن الحسين‪ " ،‬السنن الكبرى"‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تحقيق‪ :‬محمد عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‬
‫‪1414‬ه‪1994 -‬م‪.‬‬
‫أبوداود‪ ،‬سليمان بن الشعث السجستاني‪" ،‬سنن‬ ‫‪-5‬‬
‫أبي داود بشرحا عون المعبود"‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1393‬ه‪1973 -‬م‪.‬‬
‫المباركفوري‪ ،‬محمد عبدالرحمن بن عبدالرحيم‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫"تحفة الحوذي"‪ ،‬شرحا سنن الترمذي‪ ،‬عناية‪ :‬علي‬
‫معوض وعادل عبد الموجود‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬ط‬
‫‪1419‬ه‪1998-‬م‪.‬‬
‫مسلم‪ ،‬مسلم ابن الحجاجا‪" ،‬صحيح مسلم بشرحا‬ ‫‪-7‬‬
‫بشرحا النووي"‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪1403،‬ه‪1983 -‬م‪،‬‬
‫بدون طبعة‪.‬‬
‫ثانياا‪ :‬كتب الفقه‬
‫البهوتي‪ ،‬منصور بن يونس بن إدريس‪" ،‬كشاف‬ ‫‪-1‬‬
‫القناع عن متن القناع"‪ ،‬تعليق‪ :‬هلل مصيلحي‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬بيروت‪1402 ،‬ه‪1982-‬م‪.‬‬
‫بيوض‪ ،‬ابراهيم بن عمر‪" ،‬فتاوى المام الشيخ‬ ‫‪-2‬‬
‫بيوض"‪،‬مكتبة أبي الشعثاء‪ ،‬السيب‪ ،‬سلطنة عمان‪ ،‬ط‬
‫‪2،1411‬ه‪1990-‬م‪.‬‬
‫ابن تيمية‪ ،‬أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلم‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫"مجموع فتاوى شيخ السلم أحمد بن تيمية"‪ ،‬ترتيب‪ :‬عبد‬
‫الرحمن بن محمد العاصمي‪.‬‬
‫‪1144‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الجبعي العاملي‪ ،‬زين الدين‪" ،‬الروضة البهية في‬ ‫‪-4‬‬


‫شرحا اللمعة الدمشقية"‪ ،‬دار العالم السلمي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫ابن حزم‪ ،‬أبومحمد علي بن أحمد بن سعيد‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫"المحلى"‪ ،‬تصحيح ومقابلة أحمد محمد شاكر‪ ،‬تحقيق‬
‫لجنة إحياء التراث العربي‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفاق‬
‫الجديد‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون طبعة‪.‬‬
‫‪6-‬‬ ‫‪،‬يبرغمل نمحرلدبع نب دمحم نب دمحم ‪،‬باطحل‬
‫ايركز ‪:‬هطبض ‪"،‬ليلخل رصتخم حرش ليلجل بهاوم"‬
‫‪- 1995‬ه ‪ 1، 1416‬ط ‪،‬توريب ‪،‬ةيملعل بتكل راد ‪،‬تاريمعم‬
‫داماد أفندي‪ ،‬عبدالرحمن بن محمد بن سليمان‪" ،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫مجمع النهر في شرحا ملتقى البحر"‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫ط ‪1419 ،9‬ه‪1998 -‬م‪.‬‬
‫الدسوقي‪ ،‬محمد بن أحمد‪" ،‬حاشية الدسوقي"‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫خرجا آياته وأحاديثه‪ :‬محمد بن عبدالله شاهين‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1417 ،1‬ه‪1996 -‬م‪.‬‬
‫الزيلعي‪ ،‬عثمان بن علي‪" ،‬تبيين الحقائق شرحا كنز‬ ‫‪-9‬‬
‫الرقائق"‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عز‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط ‪1420 ،1‬ه‪2000 -‬م‪.‬‬
‫ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن عبدالعزيز‪" ،‬رد‬ ‫‪-10‬‬
‫المحتار على الدر المختار"‪،‬تحقيق‪ :‬محمد حلق وعامر‬
‫حسين‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬مؤسسة التاريخ العربي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪1419 ،1‬ه‪1998-‬م‬
‫السالمي‪ ،‬عبدالله بن حميد السالمي‪ ،‬جوابات المام‬ ‫‪-11‬‬
‫السالمي‪ ،‬تنسيق ومراجعة‪ :‬د‪.‬عبدالستار أبوعزة‪ ،‬ط‬
‫‪1417‬ه‪1996-‬م‪.‬‬
‫السرخسي‪ ،‬محمد بن أحمد‪" ،‬المبسوط"‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-12‬‬
‫محمد بن اسماعيل الشافعي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط ‪1398 ،2‬ه‪1978-‬م‪.‬‬
‫الشربيني‪ ،‬محمد بن الخطيب‪ " ،‬مغني المحتاجا إلى‬ ‫‪-13‬‬
‫معرفة معاني اللفاظ المنهاجا"‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي معوض‪،‬‬
‫وعادل عبد الموجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1415‬ه‪1994 -‬م‪.‬‬

‫‪1145‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الطوسي‪ ،‬محمد بن الحسن‪ " ،‬النهاية"‪ ،‬في مجرد‬ ‫‪-14‬‬


‫الفقه والفتاوى‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫‪1400‬ه‪1980 -‬م‪.‬‬
‫ابن المرتضى‪ ،‬أحمد بن يحي‪" ،‬البحر الزخار الجامع‬ ‫‪-15‬‬
‫لمذهب علماء المصار"‪ ،‬مراجعة‪:‬عبدالله الصديق‪ ،‬و‬
‫عبدالحفيظ عطية‪ ،‬دار الكتاب السلمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون‬
‫طبعة‪.‬‬
‫ابن مفلح‪ ،‬أبو اسحاق برهان الدين ابراهيم‪ " ،‬المبدع‬ ‫‪-16‬‬
‫في شرحا المقنع"‪ ،‬المكتب السلمي‪ ،‬الدوحة‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1399‬ه‪1979-‬م‪.‬‬
‫ابن قدامة‪ ،‬أبو محمد عبدالله أحمد‪" ،‬المغني ويليه‬ ‫‪-17‬‬
‫الشرحا الكبير"‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪1403 ،‬ه‪-‬‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫القرافي‪ ،‬أحمد بن إدريس‪ " ،‬الذخيرة"‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫‪-18‬‬
‫محمد حجي‪ ،‬دار الغرب السلم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1994 ،1‬م‪.‬‬
‫الكاساني‪" ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع"‪،‬‬ ‫‪-19‬‬
‫تحقيق‪ :‬علي معوض وعادل عبدالموجود‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1418 ،1‬ه‪1997-‬م‪.‬‬
‫الهيتمي‪ ،‬أحمد بن حجر‪ ،‬تحفة المحتاجا بشرحا‬ ‫‪-20‬‬
‫المنهاجا‪ ،‬ضبطه‪ :‬عبدالله محمود عمر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪2001 -1421 ،1‬م‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الكتب الفقهية الحديثة‪:‬‬
‫إدريس عبدالفتاحا محمود‪" ،‬مواد نجسة في الغذاء‬ ‫‪-1‬‬
‫والدواء"‪ ،‬بحث فقهي مقارن‪ ،‬ط ‪1،1417‬ه‪1997-‬م‪.‬‬
‫البار‪ ،‬محمد علي‪"،‬التداوي بالمحرمات‪ ،‬دار المنارة‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫جدة‪ ،‬ط ‪1416 ،1‬ه‪1995-‬م‪.‬‬

‫الزحيلي‪ ،‬وهبة‪ "،‬أحكام المواد النجسة والمحرمة‬ ‫‪-3‬‬


‫في الغذاء والدواء"‪،‬دار المكتبي‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط ‪1418 ،1‬ه‪-‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫رضا‪ ،‬محمد رشيد‪"،‬فتاوى المام محمد رشيد رضا"‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تحقيق‪ :‬صلحا الدين المنجد‪ ،‬دار الكتاب الجديد‪،‬بيروت‪،‬‬
‫بدون طبعة‪.‬‬

‫‪1146‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء‪"،‬فتاوى‬ ‫‪-5‬‬


‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء البوع"‪،‬ترتيب‬
‫أحمد بن عبدالرزاق الدويش‪ ،‬دار النشر والتوزيع‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط ‪1998 -1،1419‬م‪.‬‬
‫المصري‪ ،‬حسن عبدالمجيد‪ ،‬القربازين‬ ‫‪-6‬‬
‫والمستحضرات الصيدلنية)الدوية وتأثيرها على أعضاء‬
‫الجسم المختلفة(‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط ‪1403 ،3‬ه‪-‬‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫المحمدي‪ ،‬علي محمد يوسف‪ ،‬حكم تداوي في‬ ‫‪-7‬‬
‫السلم"‪،‬حولية كلية الشريعة والدراسات السلمية‪،‬‬
‫جامعة قطر‪ ،‬الدوحة‪،‬العدد ‪1412 ،9‬ه‪1991-‬م‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬وقائع المؤتمرات والندوات‪:‬‬
‫المنظمة السلمية للعلوم الطبية‪ ،‬الندوة الثامنة‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الكويت‪ 24-22،‬مايو ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ -‬الزحيلي‪ ،‬محمد‪" ،‬أحكام المواد المحرمة والنجسة في‬
‫الغذاء والدواء‪.‬‬
‫‪ -‬الكردي‪ ،‬أحمد الحجي‪" ،‬المواد المحرمة والنجسة في‬
‫الغذاء والدواء‪.‬‬
‫‪ -‬الشقر‪ ،‬محمد سليمان‪" ،‬المواد المحرمة والنجسة‬
‫واستعمالها في الغذاء والدواء"‪.‬‬
‫‪ -‬عبدالسلم‪"،‬مشكلة استخدام المواد المحرمة في‬
‫المنتجات الغذائية والدوائية"‪.‬‬
‫‪ -‬توصيات الندوة الفقهية الطبية الثامنة‬
‫منظمة المؤتمر السلمي‪" ،‬قرارات وتوصيات ‪-1‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ ،"10‬مجلة مجمع الفقه السلمي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪1418‬ه‪1998 -‬م‪.‬‬
‫الشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات‬ ‫‪-3‬‬
‫الطبية )أكديما(‪،‬ندوة المواد الولية ودورها في الصناعة‬
‫مان‪ ،‬بحوث ومناقشات‪ 5-3 ،‬أيار ‪1996‬م‪:‬‬ ‫الدوائية‪ ،‬ع ر‬
‫الجندي‪ ،‬أحمد رجائي‪ ،‬الدوية الخالية من الكحول‪.‬‬
‫جامعة الزرقاء الهلية‪ ،‬مؤتمر المستجدات الفقهية‬ ‫‪-4‬‬
‫الول‪ :‬قنيبي‪ ،‬إياد‪" ،‬الجيلتين مصادره طريقة استخلصه‬
‫واستعمالته"‪.‬‬

‫‪1147‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪1148‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫التداوي بالمحرمـــات‬

‫إعـــداد‬
‫د‪/‬ابتسام بنت عويد عياد المطرفي‬
‫أستاذ مساعد بقسم الدراسات السلمية‬
‫تخصص الفقه‬
‫كلية الداب والعلوم الدارية بجامعة أم القرى‬

‫‪1149‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪1150‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ملخص البحث‬
‫المبَحث الول‪ :‬ف التعريآف بالتداوي والرمات وأمثلة عليهما‪.‬‬
‫وفيه مطلبان‬
‫المطلب الول‪:‬ف التعريآف بالتداوي لغة واصأطلحا‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬ف التعريآف بالرمات لغة واصأطلحا وأمثلة على ذلك‪.‬‬
‫المبَحث الثاني‪ :‬حكم التداوي بالرمات دراسة فقهمية مقارنة‪.‬‬
‫ويآتناول ذلك‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬التداوي بالمر الصرفا‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التداوي بالمر ف الستعمال الارجي‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التداوي بدواء فيه شيء من المر‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التداوي بالواد الخدرة ما دون المر‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬التداوي بالدويآة الت توي شيئا من‬
‫النجاسات أو الرمات "اليتة ‪,‬الدم ‪,‬‬
‫النزيآر" ‪.‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬الـتـداوي بالـواد السم ــامة ‪.‬‬
‫المطلب السابع‪:‬أثر"الستحالة"و"الستهملك"للمواد الرمة ف‬
‫التداوي ‪.‬‬

‫‪1151‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪1152‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الول‬
‫في التعريف بالتداوي‬
‫والمحرمات وأمثلة عليها‬

‫‪1153‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪1154‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الول‬
‫في التعريف بالتداوي لغة واصطلحا ا‬
‫تعريف التداوي في اللغة ‪ :‬مصدر تداوي‪,‬ومنه داويآت العليل إذا عالته‬
‫)‪.( 1‬‬
‫بالشفية الت توافقه‬
‫والدواء‪ :‬هومصدرداويآته مداواة وهدواء)‪.(2‬‬
‫التداوي اصطلحأدا‪ :‬طلب العالة إذا عرض الداء)‪،(3‬ومنه التداوي‪:‬تعاطي‬
‫الدواء‪,‬و الداوة‪:‬أي العالة)‪.(4‬‬
‫وعليه فإن معن التداوي الصأطلحي ل يرجا عن معناه اللغوي ‪.‬‬

‫)‪ (1‬لسان العرب ‪,4/455‬مختار الصحاحا ‪ , 1/90‬تاجا العروس ‪38/7‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.‬‬
‫)‪ (2‬تاجا العروس ‪. 38/74‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬عون المعبود ‪.10/239‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪. 12/135‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1155‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثاني‬
‫في التعريف بالمحرمات لغة واصطلحا ا وأمثلة علي‬
‫ذلك‬
‫تعريف المحرمات في اللغة‪ :‬الرام هو المنوع ‪ ,‬حرمه الشحيء يرمه‬
‫)‪( 1‬‬
‫حرما‪,‬وأحرمه أيآضا‪:‬إذا منعه إيآاه‪.‬‬
‫)‪( 2‬‬
‫ﮋﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﮊ‬ ‫ومنه قوله تعال ‪:‬‬
‫أي‪ :‬منعنا ‪.‬‬
‫والرام ف القيقة ضد اللل ‪ ,‬فيقال )حرم( الشحيء حرمة وحراما ضد‬
‫)‪( 3‬‬
‫اللل ‪.‬‬
‫)‪( 4‬‬
‫ﯙ ﯚ ﮊ‬ ‫ﯘ‬ ‫ﮋﯖ ﯗ‬ ‫ومنه قول ال تعال‪:‬‬
‫)‪( 5‬‬
‫وحرمات ال ‪:‬معاصأيه‪.‬‬
‫قال الطوف)‪": ( 6‬مأمخوذ من الرمة‪,‬وهي مال يل انتهماكه")‪.( 7‬‬
‫تعريف المحرمات اصطلحأاد‪ :‬الرم‪:‬هو ماذم فاعله‪,‬ولو قول ولو عمل قلب‬
‫)‪( 8‬‬
‫شرعا‪.‬‬
‫شأرحا التعريف‪:‬‬

‫)‪ (1‬مختار الصحاحا ‪ ,1/56‬شرحا الكوكب المنير ‪. .386/ 1‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬سورة القصص ‪.12 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬المغرب في ترتيب المعرب ‪,1/198‬العين ‪ ,3/223‬جمهرة اللغة‬ ‫‪3‬‬

‫‪.1/521‬‬
‫)‪ (4‬سورة الحج ‪. 30 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪ (5‬تهذيب اللغة ‪. 5/29‬‬ ‫‪5‬‬

‫هو سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي‬ ‫)‪(6‬‬ ‫‪6‬‬

‫الصرصري البغدادي ‪,‬العلمة نجم الدين ‪,‬أبو الربيع‪,‬الفقيه‪,‬الصولي‬


‫ل‪,‬قيما ا بالنحو واللغة والتاريخ‪,‬اختصر‬
‫‪,‬المتفنن كان شاعرا ا أدبياا‪,‬فاض ا‬
‫كثيرا ا من كتب الصول‪,‬له مؤلفات كثيرة‪ ,‬توفي سنة ‪ 716‬هـ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬طبقات المفسرين للداودي ‪ ,1/264‬شذرات الذهب في أخبار‬
‫من ذهب ‪.6/186‬‬
‫شرحا مختصر الروضة ‪.1/359‬‬ ‫)‪(7‬‬ ‫‪7‬‬

‫شرحا الكوكب المنير ‪.1/386‬‬ ‫)‪(8‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪1156‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫خرجا بقوله "ماذم" الكروه؛لنه هو ما مدح تاركه ول يآذم فاعله)‪,(1‬‬


‫والندوب؛لنه هو ما يمد فاعله ول يآذم تاركه)‪ ,(2‬والباح وهو ما اقتضى‬
‫)‪(3‬‬
‫خطاب الشحرع التسمويآة بي فعله وتركه من غي مدح يآتتب عليه ولذم‪.‬‬
‫وخرجا بقوله "فاعله" الواجب فإنه يآذم تاركه ‪.‬‬
‫والراد‪ :‬مامن شأمنه أن يآذم على فعله‪.‬‬
‫"ولو قولد" الغيبة والنميمة ونوها ما يرم التلفظ به‪.‬‬
‫ودخل بقوله"ولوعمل قلب" النفاق والقد ونوها‪.‬‬
‫وقوله "شأرعدا" متعلقة بـ"ذم" وفيه إشارة إلى أن الذمل ليآكون إل من الشحرع‪.‬‬
‫)‪(4‬‬

‫ومن المثلة على المحرميات‪:‬‬


‫ـ المر‪.‬‬
‫ـ الواد الخدرة غي المر‪.‬‬
‫ـ الدويآة الت فيهما شيء من النجاسات أوالرمات " اليتة والدم والنزيآر"‬
‫ـ التداوي بالواد السممية‪.‬‬
‫وسأمتناول بول ال تعال وقوته حكم التداوي بكل ماذكر إن شاء ال‬
‫تعال‪.‬‬

‫شرحا مختصر الروضة ‪. 1/383‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫نهاية السول ‪1/77‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫شرحا مختصر الروضة ‪1/386‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫نفس المصدر السابق‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1157‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪1158‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المبحث الثاني‬
‫حكم التداوي بالمحرمات‬
‫دراســة فقهيــة مقارنــة‬

‫‪1159‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪1160‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الول‬
‫الـتـداوي بالخمر‬
‫اتفق الفقهماء على تري التداوي بالمر الصرفا)‪ .(1‬وأجد ما قاله المام‬
‫مالك ـ رحه ال ـ ف ذلك واضحا حيث قال‪" :‬إنا قيآدخل هذه الشياء من يآريآد‬
‫الطعن ف الديآن")‪.(2‬‬
‫ولقد ذكر الفقهاء ي رحأمهم ال تعالى ي أن التداوي بالخمر إما أن يكون‬
‫عن طريق شأربها‪،‬أوعن طريق الستعمال الخارجي لها كاستخدامهما لغسمل‬
‫الروح والقروح‪.‬‬
‫واستدلوا على تحريم التداوي بالخمر عن طريق شأربها بمايلي‪:‬‬
‫ل‪:‬من السنة المطهرة‪.‬‬
‫أو د‬
‫ـ ما روي عن أم سلمة ‪ ‬قالت نبذت نبيذا ف كوز فدخل رسول ال ‪‬‬
‫وهو يآغلي فقال ماهذا؟ قلت‪ :‬اشتكت ابنة ل‪،‬فنعت لا هذا ‪ ,‬فقال رسول‪‬‬
‫"إن ال ل يعل شفاءكم فيما حرم عليكم ")‪. (3‬‬

‫انظر‪ :‬تحفة الفقهاء ‪،3/236‬مرقاة المفاتيح ‪7/97‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪،‬الذخيرة ‪،12/202‬الم ‪،3/653‬التهذيب ‪،8/73‬الفروع‬


‫‪،2/167‬فتاوى ابن تيمية ‪.24/266‬‬
‫الذخيرة ‪.308/ 13‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫أخرجه البيهقي السنن الكبرى‪ :‬باب النهي عن التداوي‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫بالمسكر واللفظ له ‪ ،10/5‬ونحوه في مسند أبي يعلى ‪12/402‬‬


‫بلفظ "إن الله عز وجل لم يجعل شفاءكم في حرام" ‪ ،‬وأخرجه‬
‫الحاكم في المستدرك على الصحيحين ‪ 4/242‬نحوه بلفظ "إن الله‬
‫تعالى لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم"ونحوه في المعجم الكبير‬
‫‪ 9/345‬قال النووي في المجموع‪" :‬أما حديث أم سلمة فرواه أبو‬
‫يعلى الموصلي في مسنده بإسنادصحيح إل رجل ا واحدا ا فانه مستور‬
‫والصح جواز الحتجاجا برواية المستور‪.9/43" . .‬‬
‫‪1161‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ـ ما روي عن طارق بن سويآد العفي)‪ (1‬سأمل النب ‪ ‬عن المر فنهماه‪،‬أوكره‬


‫أن يآصنعهما‪ ,‬فقال‪:‬إنا أصأنعهما للدواء‪ ,‬فقال‪ :‬إنه ليس بدواء ولكنه داء ")‪.(2‬‬
‫توجيه الدلة ‪:‬‬
‫إن ال تعال ل يعل شفاء أمة نبينا ممد ‪‬فيما ل يآشحرع لم ومنه‬ ‫‪‬‬
‫المر‪.‬‬
‫إن المر أم البائث يآدعو قليلهما إل كثيها ‪،‬فل يآؤمن أن يآتولد منهما‬ ‫‪‬‬
‫شر من العلة‪.‬‬
‫إن ال تعال سلب المر منافعهما عندما حرمهما ‪،‬وما دل عليه القرآن‬ ‫‪‬‬
‫من أن فيهما منافع إنا هو قبل التحري‪.‬‬
‫دل الديآث الثان علي تري التداوي بالمر وزيآادة الخبار بأمنا داء)‪.(3‬‬
‫ثانيدا‪:‬من المعقول‪.‬‬
‫إن تري المر مقطوع ومزوم به ‪،‬وحصول الشحفاء ف التداوي بالمر‬ ‫‪‬‬
‫أمر مظنون ‪،‬فل يآقوى على إزالة القطوع)‪.(4‬‬
‫هذا كله ف حال كون المر خالصة ‪،‬أما إذا كانت مففة ف الاء أو ف غيه‬
‫من الطاهرات‪،‬فسمأمبي حكم ذلك عند الديآث عن التداوي بدواء فيه شيء من‬
‫المر ‪.‬‬

‫)‪ (1‬طارق بن سويد الحضرمي الجعفي له صحبة حديثه عند‬ ‫‪1‬‬

‫الكوفيين ‪ .‬انظر‪ :‬تقريب التهذيب ‪ ،1/281‬الثقات ‪3/201‬‬


‫)‪ (2‬أخرجه مسلم في صحيحه‪ :‬باب تحريم التداوي بالخمر ‪3/1573‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (3‬انظر‪ :‬الذخيرة ‪ ،13/308‬التهذيب ‪ ،8/83‬أسنى المطالب‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،1/571‬سبل السلم ‪.4/26‬‬


‫)‪ (4‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪ ،10/98‬أسنى المطالب ‪.1/571‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1162‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثاني‬
‫التداوي بالخمر في الستعمال الخارجي‬
‫تعرض فقهماء الالكية ـ رحهمم ال ـ تعال لذلك فقالوا‪":‬أما التداوي بالمر‬
‫من غي شرب فذلك مكروه بالمر ومباح بالنجاسات‪ . . .‬وله نو ذلك‬
‫ف‪ . .‬شرح مسمأملة غسمل القرحة بالبول أو بالمر قال فيهما مالك‪:‬إذا أنقى ذلك‬
‫بالاء بعد فنعم‪،‬وإن لكره المر ف كل شيء الدواء وغيه ‪ . . .‬قيل له‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فالبول عندك أخف‪ ,‬قال‪:‬نعم‪" .‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وف روايآة ابن القاسم)‪:(2‬يآكره التعال بالمر وإن غسملهما بالاء‪" .‬‬
‫والذي تطمئن إليه النفس هو عدم التداوي بالخمر الصرفا مطلقاد عملد‬
‫بالدلة ‪.‬‬

‫مواهب الجليل ‪1/119‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫هو عبد الرحمن بن القاسم بن خالد العتقي‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪،‬أبوعبدالله‪،‬أحد أشهر أصحاب مالك بن أنس وناشر مذهبه في مصر‬


‫خاصة‪،‬أملى المدونة ‪،‬روايته للموطأ صحيحة‪،‬فقيه جمع بين الزهد‬
‫والعلم ‪،‬له سماع عن مالك عشرون كتابا وغيرها‪ .‬انظر‪ :‬الديباجا‬
‫المذهب ‪،1/146‬النتقاء في فضائل الثلثة الئمة الفقهاء ‪.1/50‬‬
‫)‪ (3‬جامع المهات ‪.1/568‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1163‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الثالث‬
‫التداوي بدواء فيه شيء من الخمر‬
‫بعد أن تقررت حرمة التداوي بالمر الصرفا عند جيع الفقهماء ‪،‬أنتقل إل‬
‫بيان آرائهمم ف حكم التداوي بدواء فيه شيء من المر ‪،‬وسأمنقل بعض ما أورده‬
‫فقهماء الذاهب ‪.‬‬
‫قال ف"تحفة الفقهاء"‪":‬ولو ألقى ف المر علجا من اللح والسمك‬ ‫‪‬‬

‫والبيض والل حت صأارت حامضا يل شربا عندنا وصأارت خل‪،‬وعند‬


‫)‪(1‬‬
‫الشحافعي‪:‬لتل‪ ,‬ولقب السمأملة أن تليل المر بالعلجا هل يآباح أم ل؟"‬
‫قال ف" البَحر الرائق"‪":‬التداوي بالمر إذا أخبه طبيب حاذق أن‬ ‫‪‬‬

‫الشحفاء فيه جاز ‪،‬فصارحلل وخرجا عن قوله ‪" ‬إن ال لم يجعل شأفاءكم‬
‫)‪(3‬‬
‫فيما حأرم عليكم"؛لنه صأار كالضطر)‪" .(2‬‬
‫قال ف" الذخيرة" ‪ ":‬الدواء الذي فيه خر تردد فيه علماؤنا‪. . .‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪(4‬‬
‫والصحيح التحري‪" .‬‬
‫وف "مواهب الجليل"‪ ":‬والصحيح ل يوز التداوي با فيه خر ول‬ ‫‪‬‬
‫)‪(5‬‬
‫يآنجس‪" .‬‬

‫)‪ (2‬الضطرار‪ :‬الحتياجا إلى الشيء واضطره إليه أمر أحوجه وألجأه‬ ‫‪2‬‬

‫طر‪ .‬انظر‪ :‬تاجا العروس ‪.12/387‬‬ ‫فا ض ض‬


‫)‪.8/233 (3‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪.12/202 (4‬‬ ‫‪4‬‬

‫)‪.1/119 (5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1164‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫قال ف "أسنى المطالب" ‪ . . . .":‬ومل منع التداوي با إذا كانت‬ ‫‪‬‬

‫خالصة بلفا العجون با كالتيآاق)‪ (1‬لستهملكهما فيه‪،‬وكالمرة ف ذلك‬


‫)‪(2‬‬
‫سائر السمكرات الائعة‪" .‬‬
‫قال ف" كشافا القناع"‪ ":‬إن شربا أي المر لعطش‪،‬فإن كانت‬ ‫‪‬‬

‫مزوجة با يآروي العطش ‪،‬أبيحت لدفعه عند الضرورة‪ ،‬كما تباح اليتة عند‬
‫الخمصة‪،‬وكإباحتهما لدفع غصة ‪،‬وإن شربا صأرفا أومزوجة بشحيء يآسمي‬
‫)‪(3‬‬
‫ليآروي العطش ل تبح لعدم حصول القصود با‪" .‬‬
‫وف " الفروع"‪ ":‬يرم بحرم كخمر وشيء نس‪،‬وقد نقل الشحالنجي)‪:(4‬‬ ‫‪‬‬

‫لبأمس بعل السمكر ف الدواء ويآشحرب‪ . . .‬وف اليآضاح يوز بتيآاق‪.‬‬


‫)‪"(5‬‬
‫ويآسمتخلصم من ذلك ـ وال أعلم ـ أن التداوي بدواء فيه شيء من المر‬
‫جائز يآشحروط‪:‬‬
‫أن يآصفه طبيب مسملم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يآكون الطبيب ماهرا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫)‪ (1‬الترياق‪ :‬هو داء السموم‪،‬أو ما يستعمل لدفع السم من الدوية‬ ‫‪1‬‬

‫والمعاجين‪ .‬انظر‪ :‬لسان العرب ‪.10/32‬‬


‫)‪.1/571 (2‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪.6/117 (3‬‬ ‫‪3‬‬

‫هو إسماعيل بن سعيد الشالنجي‪،‬أبو إسحاق ‪،‬قال عنه‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫ا‬
‫الخلل‪ :‬عنده مسائل كثيرة ما أحسب أن أحدا من أصحاب أبي عبد‬
‫الله روى عنه أحسن مما روى هذا وأشبع ول أكثر مسائل منه ‪،‬كان‬
‫عالما ا بالرأي كبير القدر ‪ .‬انظر‪ :‬طبقات الحنابلة ‪.1/104‬‬
‫)‪.2/231 (5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1165‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أن يآكون الطبيب عالا بأمن الشحفاء فيه ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن يآكون السمتعمل قليل ل يآسمكر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أن ليآوجد دواء غيه يآكون شفاؤه فيه‪ ،‬بيث يآتحقق‬ ‫‪‬‬

‫الضطرار إليه‪.‬‬
‫وهوالراجح وال تعالى أعلم وأحأكم ‪.‬‬

‫‪1166‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الرابع‬
‫التــداوي بالمـواد المخـدرة‬
‫قبل الديآث عن حكم التداوي بالواد الخدرة‪،‬أحب أن أورد بعض ما قاله‬
‫الفقهماء ف الفرق بي السمكرات والرقدات‪،‬والفسمدات‪،‬حيث يآعد الفقهماء‬
‫الفيون‪،‬والبنج‪،‬وجوزة الطيب‪ ،‬والزعفران ‪ . . .‬من الرقدات والفسمدات قال ف‬
‫الفتاوى الفقهية الكبَرى)‪":(1‬تنفرد السمكرات عن الرقدات والفسمدات بثلثة‬
‫أحكام‪،‬الـد‪،‬والتنجيس‪،‬وتري القليل‪،‬فالرقدات والفسمدات لحد فيهما‪،‬‬
‫ولناسة‪،‬فمن صألى بالبنج والفيون ل تبطل صألته إجاعا‪ . . .‬فهمذه ثلثة‬
‫أحكام وقع با الفرق بي السمكرات والخريآن")‪.(2‬‬
‫وقال ف بدائع الصنائع)‪":(3‬أما الشربة الت تتخذ من الطعمة كالنطة‬
‫والشحعي والدخن والذرة والعسمل والتي والسمكر)‪ (4‬ونوها فل يب الد بشحربا؛‬
‫لن شربا حلل عندها وعند ممد وإن كان حراما لكن هي حرمة مل‬
‫الجتهماد فلم يآكن شربا جنايآة مضة فل تتعلق با جنايآة مضة ول بالسمكر‬
‫منهما وهو الصحيح؛لن الشحرب إن ل يآكن حراما أصأل فل عبة بنفس السمكر‬
‫كشحرب البنج ونوه "‪.‬‬
‫وبعدما رأيآنا سابقا ما أثبته الفقهماء ف هذه الواد ‪،‬أنتقل إل بيان حكم‬
‫التداوي با‪ ،‬ومن خلل استقرائي لملة من كتب الفقه خقلصت إل اتفاق‬
‫فقهماء الذاهب ـ رحهمم ال ـ تعال)‪ (5‬على جواز التداوي بالواد الخدرة مثل‬

‫)‪.4/231 (1‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (2‬وانظر أيضا ا مواهب الجليل ‪ ،1/90‬الفروق وهوامشه ‪.1/375‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪.7/40 (3‬‬ ‫‪3‬‬

‫)‪ (4‬السكر‪ :‬نبيذ التمر‪ .‬انظر‪ :‬مختارالصحاحا ‪.1/129‬‬ ‫‪4‬‬

‫انظر‪ :‬البحرالرائق ‪ ،266/ 3‬حاشية ابن عابدين‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪،4/42‬عون المعبود ‪ ،95/ 10‬كشف السرار ‪ ،4/488‬مواهب الجليل‬


‫‪ ،1/90‬منح الجليل ‪ ،1/47‬الحاوي الكبير ‪ ،422، 10/438‬روضة=‬
‫=الطالبين ‪ ،2/548‬مغني المحتاجا ‪ ،6/202‬إعانة الطالبين ‪،156/ 4‬‬
‫الفتاوى الفقهية الكبرى ‪ ،4/232‬النصاف ‪ ،8/437‬المبدع ‪.9/101‬‬
‫‪1167‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الفيون)‪ ،(6‬والبنج)‪ ،(2‬وجوزة الطيب)‪ ،(3‬والزعفران)‪ ،(4‬وما جرى مراهم من‬


‫الدويآة بشحرطي‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا دعت الاجة إل التداوي با‪،‬ول يآكن منه بقـد‪.‬‬
‫‪ -2‬أل يآوجد ما يآقوم مقامهما ‪.‬‬
‫فإن كانت هذه هي الال جاز التداوي با وبنحوها‪ ،‬وإن أفضى ذلك إل‬
‫السكار)‪.(5‬‬
‫قال ابن قيم الجوزية)‪":(6‬القياس الصحيح الض على زائل العقل بدواء‪،‬أو‬
‫بنج‪،‬أو مسمكر‪ ،‬هو فيه معذور بقتضى قواعد الشحرع‪،‬فإن السمكران ل قصد له‬
‫فهمو أول بعدم الؤاخذة من اللغي)‪(7‬ومن جرى اللفظ على لسمانه من غي‬
‫قصد" )‪.(8‬‬

‫الفيون‪ :‬مادة مخدرة مستخرجة من نبات الخشخاش‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر‪ :‬ويكيبيديا‪،‬الموسوعة الحرة‪.‬‬


‫)‪ (2‬البنج‪ :‬نبت مسبت‪ .‬انظر‪ :‬ابن عابدين ‪.3/240‬‬ ‫‪2‬‬

‫جوزة الطيب‪ :‬نبات يتبع الفصيلة البسباسية‪ ،‬وقد عرفه‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫العرب واستعملوا بذوره‪ ،‬وتسمى في العراق باسم جوزة بوه‪.‬‬


‫انظر‪ :‬ويكيبيديا‪ ،‬الموسوعة الحرة‪.‬‬
‫)‪ (4‬الزعفران‪ :‬هو نبات بصلي من فصيلة السوسنيات‪ ,‬والجزء‬ ‫‪4‬‬

‫الفعال في الزعفران هو عبارة عن ميسم الزهرة‪ .‬انظر‪ :‬ويكيبيديا‬


‫‪،‬الموسوعة الحرة‪.‬‬
‫انظر‪ :‬روضة الطالبين ‪،2/548‬مغني المحتاجا‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪،6/202‬حاشية الشرواني ‪.9/387‬‬


‫هو شمس الدين أبوعبدالله‪،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب‬ ‫)‪(6‬‬ ‫‪6‬‬

‫الزرعي الدمشقي‪،‬المام الحافظ‪ ،‬الصولي‪ ,‬الفقيه‪ ,‬النحوي‪،‬صاحب‬


‫المؤلفات الجليلة‪،‬توفي سنة )‪751‬هـ( انظر ‪ :‬البداية والنهاية‬
‫‪ ،14/234‬شذرات الذهب ‪.6/352‬‬
‫)‪ (7‬اللغو‪ :‬ماتسبق إليه اللسنة من القول من غير عزم قصد إليه‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫وقال الراغب‪ :‬اللغو من الكلم ما ليعتد به‪ ،‬وهو الذي ليوردعن روية‬
‫وفكر‪ .‬انظر‪ :‬تاجا العروس ‪.3/464‬‬
‫)‪ (8‬انظر‪ :‬إعلم الموقعين ‪.4/49‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪1168‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب الخامس‬
‫التداوي بالدوية التي تحوى شيئا ا من المحرمات أو‬
‫النجاسات ـ غير الخمرـ‬
‫"الميتة ‪،‬الدم‪،‬الخنزير "‬
‫اتفق الفقهماء على عدم جواز التداوي بالرم أو النجس ف حال الختيار‪،‬‬
‫وهو الال الذي يآوجد به الدواء الباح الطاهر‪،‬واختلفوا ف حكم التداوي بالرم‬
‫أوالنجس ف حال الضرورة وذلك على مذهبي ‪:‬‬
‫المذهب الول‪:‬ذهب بعض النفية إل أن التداوي بلحم النزيآر ل يوز‬
‫وإن تعي)‪،(1‬وذهب الالكية إل عدم جواز التداوي بالرم والنجاسات ف‬
‫الشحرب)‪،(2‬وذهب النابلة إل عدم جواز التداوي بالنجاسات كاليتة والدم‬
‫وغيها وما فيه مضرة كالسمموم ونوها)‪ (3‬على الصحيح من الذهب ‪.‬‬
‫المذهب الثاني‪ :‬يآرى جواز التداوي بالرم أوالنجس ف حال الضطرار‪،‬إن‬
‫لم يجد الباح الطاهر الذي يآقوم مقامه ‪،‬وأخبه طبيب مسملم عدل أن شفاءه‬
‫فيه‪ ،‬وإليه ذهب النفية)‪ (4‬والشحافعية)‪،(5‬وإن قال الطبيب به يآتعجل الشحفاء فيه‬
‫وجهمان ‪.‬‬

‫حاشية ابن عابدين ‪.1/210‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحكام القرآن لبن العربي ‪،1/86‬مواهب الجليل ‪.1/119‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫النصاف ‪.10/354‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫حاشية ابن عابدين ‪،1/210‬الفتاوى الهندية ‪.5/355‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫التهذيب ‪ ،8/72‬المجموع ‪ ،9/45‬إعانة الطالبين ‪.4/156‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1169‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫أدلية المذهب الول‪:‬‬


‫استدلوا بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫ل‪ :‬الكتاب الكريم‪.‬‬
‫أو د‬
‫قال تعال‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ)‪.(1‬‬
‫وجه الدللة‪ :‬اليآة الكرية عامة ف حال التداوي وغيه‪،‬فمن فرق بينهمما فقد‬
‫فرق بي ماجع ال بينه وخصم العموم وذلك غي جائز)‪. .(2‬‬
‫ثانيدا‪ :‬من السنة المطهرة ‪.‬‬
‫قول رسول ‪"‬إن ال لم يجعل شأفاءكم فيما حأرم عليكم")‪.(3‬‬ ‫‪‬‬
‫وجه الدللة‪ :‬الديآث الشحريآف نصم ف عدم جواز التداوي بالرم‬
‫والنجاسات‪.‬‬
‫أدلية المذهب الثاني‪:‬‬
‫استدلوا بالكتاب والسنة‪.‬‬
‫ل‪ :‬الكتاب الكريم‪.‬‬
‫أو د‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ﮋﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬ ‫قال تعال‪:‬‬
‫ﭣ ﮊ)‪. .(4‬‬ ‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬

‫ﮖ ﮗﮘ‬ ‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬ ‫ﮋﮌ ﮍ‬ ‫و قال تعال‪:‬‬


‫ﮡ ﮊ)‪.(5‬‬ ‫ﮞ ﮟ ﮠ‬ ‫ﮜ ﮝ‬ ‫ﮛ‬ ‫ﮙ ﮚ‬

‫سورة المائدة‪.3:‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر‪ :‬فتاوي ابن تيمية ‪.21/562‬‬ ‫)‪(2‬‬ ‫‪2‬‬

‫تقدم تخريجه‪ :‬ص ‪.9‬‬ ‫)‪(3‬‬ ‫‪3‬‬

‫سورة النعام‪. 119 :‬‬ ‫)‪(4‬‬ ‫‪4‬‬

‫سورة البقرة‪.173 :‬‬ ‫)‪(5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1170‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وقال تعال‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬


‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫)‪(6‬‬
‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﮊ‬

‫وجه الدللة‪:‬أسقط الق عز وجل تري ما فصله عند الضطرار‬


‫إليه‪،‬فالضرورات تبيح الظورات‪،‬والتداوي ضرورة لفظ النفس‪،‬وعليه يوز‬
‫التداوي بالرمات والنجاسات بالشحروط النفة استنادا لليآات الكريات‪.‬‬
‫ثانياد‪ :‬من السنة المطهرة ‪.‬‬
‫ما رواه أنس ‪ t‬قال قدم "أناس من عكل وعريآنة)‪ (2‬فاجتووا)‪ (3‬الديآنة فأممرهم‬
‫النب ‪ ‬بلقاح)‪ (4‬وأن يآشحربوا من أبوالا وألبانا‪ ،‬فانطلقوا فلما صأحو قتلوا راعي‬
‫النب ‪ ‬واستاقوا النعم‪،‬فجاء الب ف أول النهمار‪،‬فبعث ف آثارهم فلما ارتفع‬
‫)‪(6‬‬
‫النهمار جيء بم فأممر فقطع أيآديآهمم وأرجلهمم وسرت أعينهمم)‪ (5‬وأقلبـقوا ف الرة‬
‫يآسمتسمققون فل قيآسمتقون")‪.(7‬‬
‫وجه الدللة ‪:‬أذن رسول ‪ ‬ف شربا للتداوي‪،‬وهو حال ضرورة إذا أخبه‬
‫بذلك من يآعتمد على خبه وما أبيح للضرورة ليآسممى حراما وقت تناوله)‪.(8‬‬
‫مناقشة الدليية‪:‬‬

‫( ( سورة النعام‪.145:‬‬ ‫‪6‬‬

‫( ( عكل‪:‬قبيلة من تيم الرباب‪،‬وعرينة‪ :‬حي من قضاعة‪،‬وحي من‬ ‫‪2‬‬

‫بجيلة والمراد هنا الثاني‪ .‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪.1/337‬‬


‫( ( اجتووا‪ :‬تضرروا بالقامة فيها‪ ،‬وقال ابن العربي الجوي‪ :‬داء يأخذ‬ ‫‪3‬‬

‫من الوباء‪ ،‬وقال غيره‪ :‬داء يصيب الجوف‪ .‬انظر‪ :‬فتح الباري‬
‫‪.1/338‬‬
‫( ( اللقاحا‪ :‬النوق ذوات اللبان ‪ .‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪.1/338‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ( المراد أنهم كحلوا بأميال قد أحميت وذلك؛ لنهم سملوا أعين‬ ‫‪5‬‬

‫الرعاة‪ .‬انظر‪ :‬فتح الباري ‪340/ 1‬‬


‫( ( الحرة ‪ :‬أرض ذات حجارة سود معروفة بالمدينة ‪،‬وألقوا فيها؛‬ ‫‪6‬‬

‫لنها قرب المكان الذي فعلوا فيه ما فعلوا انظر‪ :‬فتح الباري ‪.1/340‬‬
‫( ( صحيح البخاري ‪92 /1‬واللفظ له‪ ،‬صحيح مسلم ‪.3/1297‬‬ ‫‪7‬‬

‫( ( انظر‪ :‬فتح الباري‪.338/ 1 :‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪1171‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ةاعترض على أصأحاب الذهب الثان بديآثي رسول ‪" ‬إن ال ل يعل‬
‫شفاءكم فيما حرم عليكم")‪ (1‬و" إنه ليس بدواء ولكنه داء " )‪.(3) (2‬‬
‫وأجيب‪:‬يحمل قوله ‪" ‬إن ال لم يجعل شأفاءكم فيما حأرم عليكم" عند‬
‫وجود الدواء غي الرم ‪،‬وليس حراما إذا ل يآوجد غي الرم ؛وإنا يوز ذلك إن‬
‫كان التداوي عارفا بالطب يآعرفا أنه ليآقوم غيه مقامه‪ ،‬أو أخبه بذلك طبيب‬
‫مسملم )‪.(4‬‬
‫و يحمل قوله ‪" ‬إنه ليس بدواء ولكنه داء" أنه قاله ف داء عرفا له دواء‬
‫غي الرم النجس‪،‬لنه حينئذ يآسمتغن باللل عن الرام‪،‬ويوز أن يآقال تنكشحف‬
‫الرمة عند الاجة)‪.(5‬‬

‫( ( تقدم تخريجه في ص ‪.9‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ( تفدم تخريجه ص ‪.10‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ( انظر‪ :‬مختصر الفتاوى المصرية ‪.1/500‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ( انظر‪ :‬مجمع النهر في شرحا ملتقى البحر ‪ ،4/224‬المجموع‬ ‫‪4‬‬

‫‪.9/45‬‬
‫( ( انظر‪ :‬تبيين الحقائق ‪ ،6/33‬حاشية ابن عابدين ‪.5/228‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1172‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الترجييي ييح‪:‬‬
‫أرى ـ وال أعلم ـ رجحان الذهب الثان القائل بجواز التداوي بالرم‬
‫أوالنجس ف حال الضطرار‪،‬إن لم يجد الباح الطاهر الذي يآقوم مقامه‪ ،‬وأخبه‬
‫طبيب مسملم عدل أن شفاءه فيه‪،‬قال العز بن عبد السملم ‪-‬رحه ال ‪-‬جاز‬
‫التداوي بالنجاسات إذا ل يد طاهرا يآقوم مقامهما ؛لن مصلحة العافية‬
‫والسملمة أكمل من مصلحة اجتناب النجاسة")‪.(1‬‬

‫( ( قواعد الحكام في مصالح النام ‪. 1/81‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1173‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المطلب السادس‬
‫الــتـــداوي بــالمــوادالـســـمية‬
‫اتفق جهمور فقهماء على جواز التداوي بالقليل الذي ظاهره السملمة‪ ،‬با كان‬
‫سيا قتال كالمودة وهي السمقمونيا)‪ (1‬ونوها من الدويآة السممية‪،‬بلفا القدر‬
‫الضر فإنه يرم تناوله وهذا هو ماذهب إليه النفية)‪ (2‬والالكية)‪ (3‬والشحافعية)‪.(4‬‬
‫أما النابلة)‪ (5‬فل يآباح عندهم كل مافيه مضرة من السمموم وغيها على‬
‫الصحيح من الذهب‪ ,‬وف" التبصرة"مايآضر كثيه يل يآسميه‪ .‬أما السمقمونيا‬
‫والزعفران ونوها‪،‬فيحرم استعمالا ف وجه يآضر ويوز على وجه ليآضر لقلته أو‬
‫إضافة مايآصلحه‪" .‬‬
‫وعليه ند أن كل الفقهماء ف جيع الذاهب يآرون جواز التداوي بالقليل‬
‫الذي ظاهره السم ــلمة‪ ،‬بــلفا القدر الضر فإنه يــرم تناولـه وهو الراجيح ي وال‬
‫أعلم ي‪.‬‬

‫المطلب السابع‬
‫أثر" الستحالة " و" الستهلك " للمواد المحرمة في‬
‫التداوي‬
‫( ( السقمونيا‪ :‬صمغ شجر يؤتى به من أنطاكية ‪،‬من مسهلت‬ ‫‪1‬‬

‫الصفراء خاصة ‪،‬والشربة منه بمقدار قيراطين‪،‬ولينبغى لحد‬


‫استعماله إل بعد مشاورة طبيب حاذق والفتركه متعين‪ .‬انظر‪ :‬موقع‬
‫موسوعة الفتاوى السلمية الشاملة‪ .‬وللستزادة راجع موقع الوراق‬
‫كتاب الجامع لمفردات الدوية والغذية لبن البيطار‪.‬‬
‫( ( انظر‪ :‬حاشية ابن عابدين ‪.4/42‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ( تفسيرالقرطبي ‪.2/231‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ( الحاوى ‪ ،12/47‬روضة الطالبين ‪.9/164‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ( النصاف ‪،10/355‬كشاف القناع ‪ ،6/189‬مطالب أولي النهى‬ ‫‪5‬‬

‫‪.6/309‬‬
‫‪1174‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫ﯫ ﯬ ﯭ‬ ‫ﮋﯪ‬ ‫معنى الستحالة لغة‪:‬الول النقلب)‪ (1‬ومنه قوله تعال‪:‬‬


‫ﮊ )‪.(2‬‬ ‫ﯮ ﯯ‬
‫والستحالة ‪ :‬التبدل من حال إل حال‪ ،‬أوتغي ماهية الشحيء تغيا ليآقبل‬
‫)‪(3‬‬
‫العادة‪.‬‬
‫وتعرفا علمياد بأنها ‪ :‬كل تفاعل كيميائي قيرول الادة إل مركب آخر‪ .‬وعليه‬
‫فالستحالة في الصطلحا الفقهي هي‪ :‬تغي حقيقة الادة النجسمة أو الرم‬
‫تناولا ‪ ،‬وانقلب عينهما إل مادة مبايآنة لا ف السم والصائصم والصفات‪.‬‬
‫و الستحالة‪ :‬إما أن تـصل بطرق بسميطة‪ ،‬أو بتفاعل كيميائي يول الادة‬
‫من مركب إل مركب آخر‪.‬‬
‫مثال ذلك‪:‬اليلتي الشحتق من أصأل خنزيآري ليسمتخدم ف كبسمولت‬
‫)‪(4‬‬
‫الدويآة هو مادة جديآدة تعرضت للستحالة من أصألهما الرم‪.‬‬
‫وهذا التفاعل الكيميائي يصل بالوسائل العلمية الفنية‪ ,‬ويصل أيآضا‬
‫بالطرق الت أوردها الفقهماء مثل ‪ :‬التخلل والدباغة والحراق)‪ ،(5‬وما عليه الفتوى‬
‫من مذهب الحنفية أن الستحالة مطهمرة حيث قالوا‪ " :‬إنه الختار؛لن الشحرع‬
‫رتب وصأف النجاسة على تلك القيقة وتنتفى القيقة بانتفاء بعض أجزاء‬
‫مفهمومهما فكيف بالكل")‪ ،(6‬وهو ما ذهب إليه المالكية)‪ ،(7‬أما الشافعية فل‬
‫يآطهمر عندهم بالستحالة إل جلد اليتة إذا دبغ والمر إذا استحالت بنفسمهما‬

‫التفسير الكبير ‪.69/ 2‬‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫‪1‬‬

‫سورة الكهف ‪.108‬‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫‪2‬‬

‫معجم لغة الفقهاء ‪59‬‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫‪3‬‬

‫موقع خلصة فقه الصيدلي المسلم‪.‬‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫‪4‬‬

‫البحرالرائق ‪1/239‬‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫‪5‬‬

‫البحرالرائق ‪.1/239‬‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫‪6‬‬

‫الشرحا الكبير وحاشية الدسوقي ‪ ،1/52‬منح الجليل ‪.1/49‬‬ ‫(‬ ‫(‬ ‫‪7‬‬

‫‪1175‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫خل )‪ ،(1‬وهو ظاهر الذهب عند الحنابلة ‪،‬قال ف "المغني"‪" :‬ويآتخرجا أن‬
‫تطهمر النجاسات كلهما بالستحالة قياسا على المر إذا انقلبت‪ (2)"..‬وقد قال‬
‫ابن القيم ‪-‬رحه ال تعال ‪-‬ف ذلك كلما بديآعا نصه‪" :‬وعلى هذا الصأل‬
‫فطهمارة المر بالستحالة على وفق القياس فإنا نسمة لوصأف البث‪ ،‬فإن زال‬
‫الوهجب زال الوتجب‪ ،‬وهذا أصأل الشحريآعة ف مصادرها ومواردها‪ ،‬بل وأصأل‬
‫الثواب والعقاب‪ ،‬وعلى هذا فالقياس الصحيح تعديآة ذلك إل سائر النجاسات‬
‫إذا استحالت‪ . . .‬وقد أخب ال سبحانه عن اللب أنه يرجا من بي فرث ودم‪،‬‬
‫وقد أجع السملمون على أن الدابة إذا قعلفت بالنجاسة‪ ،‬ث حبسمت وعقلفت‬
‫بالطاهرات حل لبنهما ولمهما‪ ،‬وكذلك الزرع والثمار إذا سققيت بالاء النجس ث‬
‫سققيت بالطاهر حلت لستحالة وصأف البث وتبدله بالطيب‪ .‬وعكس هذا‬
‫أن الطيب إذا استحال خبيثا صأار نسما كالاء والطعام إذا استحال بول وعذرة‪،‬‬
‫فكيف أثرت الستحالة ف انقلب الطيب خبيثا ول تؤثر ف انقلب البيث‬
‫طيبا؟ وال تعال يرجا الطيب من البيث والبيث من الطيب ول عبة بالصأل‪،‬‬
‫بل بوصأف الشحيء نفسمه ومن المتنع بقاء حكم البث وقد زال اسه ووصأفه‪،‬‬
‫والكم تابع للسم والوصأف دائر معه وجودا وعدما‪ ،‬فالنصوص التناولة لتحري‬
‫اليتة والدم ولم النزيآر والمر ل تتناول الزروع والثمار والرماد واللح والتاب‬
‫والل‪ ،‬ل لفظا ول معن ول نصا ول قياسا‪ ،‬والفرقون بي استحالة المر وغيها‬
‫قالوا المر نسمت بالستحالة فطهمرت بالستحالة‪،‬فيقال لم‪ :‬وهكذا الدم‬
‫والبول والعذرة إنا نسمت بالستحالة فتطهمر بالستحالة ‪ ،‬فظهمر أن القياس مع‬
‫)‪(3‬‬
‫النصوص وأن مالفة القياس ف القوال الت تالف النصوص‪" .‬‬
‫( ( المهذب ‪.1/48‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ( انظر‪ :‬المغني ‪.1/97‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ( إعلم الموقعين ‪،2/14‬انظر أيضاا‪ :‬فتاوى ابن تيمية ‪- 21/509‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.510‬‬
‫‪1176‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫وهذا هو الرأي الراجح وال أعلم‪.‬‬


‫وبناء على ماسبق تقريآره فإن الركبات ذات النشحأم اليوان الرم أو النجس‬
‫الت تتحقق فيهما الستحالة ـ كما سبقت الشارة إليهما ـ تعتب طاهرة يل التدواي‬
‫با‪ ,‬والتداوي با ف هذه الالة أول وتطمئن إليه النفس أكثر من التداوي‬
‫)‪(2) (1‬‬
‫بشحيء من عينهما كما أسلفنا ف السمأملة السمابقة ‪.‬‬
‫وقد ورد هذا ضمن " توصيات المجميع الفقهيي السلميي برابطة العالم‬
‫السلمي "في دورته السابعة عشرة)‪،(3‬كما جاء في" توصيات ندوة الرؤية‬
‫السلمية لبَعض المشاكل الطبَية")‪.(4‬‬
‫أما معنى الستهلك‪:‬فيطلق ويآراد اتصال الشحيء بشحيء آخر‪ ،‬بيث ل يآرى‬
‫له أثر‪ ،‬كما لو قيل‪ :‬بأمن الاء الضافا استهملك ف الاء الطلق‪ ،‬فالقصود أنه‬
‫اختلط به بيث ل يآبق أثر للضافة)‪ ،(5‬وهو ما يآسمميه بعض العلماء العاصأريآن‪،‬‬
‫بنظرية الستهلك‪ ،‬ومعناها‪ :‬اختلط العي بغيها على وجه يآفوت الصفات‬
‫الوجودة فيهما والصائصم القصودة منهما بيث تصي كالالكة وإن كانت‬
‫باقية)‪.(6‬‬
‫و يقصد بالستهلك فقهياد‪ :‬امتزاجا مادة مرمة أو نسمة بادة أخرى طاهرة‬
‫حلل غالبة عليهما ‪ ،‬ما قيآذهب عنهما صأفة النجاسة والرمة شرعا ‪ ،‬إذا زالت‬

‫( ( راجع ص ‪.6‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ( انظر‪ :‬الستحالة وأثرها في الطهارة والحل‪ .‬موقع الجمعية‬ ‫‪2‬‬

‫السعودية لطب السرة والمجتمع‪،‬وموقع السلم سؤال وجواب‬


‫‪،‬وموقع خلصة فقه الصيدلي المسلم‪.‬‬
‫( ( راجع موقع رابطة العالم السلمي‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ( راجع توصيات الندوة على النترنت‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ( راجع القاموس الفقهي علي النترنت‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫( ( راجع مسألة الكحول المستهلكة في الغذاء والدواء موقع جامع‬ ‫‪6‬‬

‫شيخ السلم ابن تيمية‪.‬‬


‫‪1177‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫صأفات ذلك الخاهلط الغلوب من الطعم واللون والرائحة ‪ ،‬بيث يآصي‬


‫مسمتهملتكا ف الادة الغالبة‪.‬‬
‫وقد أبان شيخ السلم ابن تيمية ـ رحه ال ـ ذلك بيانا شافيا فقال)‪":(1‬إن‬
‫ال حرم البائث الت هي الدم واليتة ولم النزيآر ونو ذلك‪ ،‬فإذا وقعت هذه‬
‫ف الاء أو غيه واستهملكت ل يآبق هناك دم ول ميتة ول لم خنزيآر أصأل‪ ،‬كما‬
‫أن المر إذا استهملكت ف الائع ل يآكن الشحارب لا شاربا للخمر‪ ،‬والمرة إذا‬
‫استحالت بنفسمهما وصأارت خل كانت طاهرة باتفاق العلماء‪،‬وهذا على قول من‬
‫يآقول أن النجاسة إذا استحالت طهمرت أقوى‪،‬كما هو مذهب أب حنيفة)‪،(2‬‬
‫وأهل الظاهر)‪ ،(3‬وأحد القولي ف مذهب مالك)‪ (4‬وأحد)‪ ،(5‬فإن انقلب‬
‫النجاسة ملحا ورمادا ونو ذلك هو كانقلبا ماء‪،‬فل فرق بي أن تسمتحيل‬
‫رمادا أو ملحا ‪ ،‬أوترابا ‪،‬أوماء‪ ،‬أوهواء ونوذلك ‪،‬وال تعال قد أباح لنا الطيبات‬
‫وهذه الدهان واللبان والشربة‪ ،‬وغيها من الطيبات‪ ،‬والبيثة قد استهملكت‬
‫واستحالت فيهما‪ ،‬فكيف يرم الطيب الذي أباحه ال‪ ،‬ومن الذي قال إنه إذا‬
‫خالطه البيث واستهملك فيه واستحال أنه قد حقرم؟ وليس على ذلك دليل ل‬
‫من كتاب ول من سنة ول إجاع ول قياس ولذا قال ‪ ‬ف حديآث بئر قبضاعة‬
‫لا قذكر له أنه قيآلقى فيهما الهتيض ولوم الكلب والنت‪ ،‬قال‪) :‬الاء طهمور ل‬
‫يآنجسمه شيء( )‪ ,(6‬وقال ف حديآث القلتي‪) :‬إنه إذا بلغ الاء قلتي ل يمل‬

‫( ( انظر مجموع الفتاوى ‪ ،21/501‬الفتاوى الكبرى ‪.1/35‬‬ ‫‪1‬‬

‫( ( البحرالرائق ‪.1/239‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ( المحلى ‪.7/433‬‬ ‫‪3‬‬

‫( ( الشرحا الكبير وحاشية الدسوقي ‪ ،1/52‬منح الجليل ‪.1/49‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ( انظر‪ :‬المغني ‪.1/97‬‬ ‫‪5‬‬

‫(( أخرجه أبو داود ‪،1/18‬والترمذي ‪ 1/96‬وقال عنه"هذا حديث‬ ‫‪6‬‬

‫حسن‪" . .‬‬
‫وبئر بضاعة في دار بني ساعدة بالمدينة‪ ،‬وهم بطن من الخزرجا‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هواسم لصاحب البئر‪ ،‬وقيل‪ :‬اسم لموضعها‪.‬‬
‫‪1178‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫البث(‪ ,‬وف اللفظ الخر‪" :‬ل يآنجسمه شيء" رواه أبو داود وغيه)‪ (1‬وقوله‪ " :‬ل‬
‫يمل البث " يآبي أن تنجيسمه بأمن يمل البث‪ ،‬أي بأمن يآكون البث فيه‬
‫ممول‪ ،‬وذلك يآبي أنه مع استحالة البث ل يآنجس الاء"‪.‬‬
‫وهذا هو الرأي الراجح في المسألة وقد قال في "الذخيرة" )‪" (2‬أجمعت‬
‫المة على أن المفسدة المرجوحأة مغتفرة مع المصلحة الراجحة‪،‬فكيف وقع‬
‫ل" وال تعالى أعلم‪.‬‬‫الخلفا إذا خالط يسير حأرام كثيراد حأل د‬
‫وبناء على ماتقدم فإنه يوز استخدام الدويآة الت استهملك فيهما شيء من‬
‫المر أو النجاسات‪ ،‬كما يوز استخدام الدويآة الت استحال با شيء من‬
‫ذلك وال تعال أعلم ‪.‬‬
‫وقدقذكر ف "توصيات ندوة الرؤية السلمية لبَعض المشاكل الطبَية "‬
‫أمثلة على ذلك‪:‬‬
‫الدويآة الت توي الكحول اليآثيلي السمتخدم بنسمب ضئيلة‪،‬لغرض إذابة‬ ‫‪‬‬

‫الواد الفعالة والفظ ‪.‬‬


‫الركبات الضافية الت يآسمتعمل من ملولا ف الكحول كميةل قليلةل جدا‬ ‫‪‬‬

‫ف الغذاء والدواء ‪ ،‬كاللونات والافظات والسمتحلبات مضادات الزنخ‪.‬‬

‫والمعنى أن الناس كانوا يلقون الحيض ولحوم الكلب والنتن في‬


‫الصحاري خلف بيوتهم ‪ ،‬فيجري عليها المطر ويلقيها إلي تلك البئر؛‬
‫لنها ممر الماء ‪،‬وليس معناه أنهم يلقونها فيها‪ .‬انظر‪ :‬عون المعبود‬
‫‪1/88‬‬
‫( ( اخرجه أبو داود ‪ ،1/17‬والحاكم في المستدرك على الصحيحين‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1/224‬وقال "حديث صحيح على شرط الشيخين‪ .‬ولم يخرجاه"‬


‫والقلة‪ :‬هي الجرة العظيمة التي تتسع لقربتين من الماء ‪،‬والقلتان‬
‫خمسمائة رطل بغدادي وتساوي بالمكاييل الحديثة ‪625 .95‬كلغ ‪.‬‬
‫انظر‪ :‬معجم المصطلحات واللفاظ الفقهية ‪ ،3/111‬التعريفات ص‬
‫‪.370‬‬
‫( ( ‪.13/322‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1179‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫) الليسمتي ( و ) الكوليسمتول ( السمتخرجان من أصأول نسمة بدون‬ ‫‪‬‬

‫استحالة‪ ،‬يوز استخدامهمما ف الغذاء والدواء بقاديآر قليلة جدا مسمتهملكة‬


‫ف الخالط الغالب اللل الطاهر‪.‬‬
‫النزيات النزيآريآة النشحأم ‪ ،‬كـ " الببسمي " وسائر المائر الاضمة‬ ‫‪‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ونوها‪ ،‬السمتخدمة بكميات زهيدة مسمتهملكة ف الغذاء والدواء الغالب"‪.‬‬

‫( ( موقع السلم سؤال وجواب ‪،‬وموقع خلصة فقه الصيدلي‬ ‫‪1‬‬

‫المسلم‪.‬‬
‫‪1180‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫الخــــــاتمة‬
‫وبعد‪ .‬أرجو أن أكون وفقت في عرض‬
‫هذا الموضوع بشكل يجمع شتاته من كتب‬
‫سن‬ ‫الفقه الصيلة ومصادره المعاصرة ويح ت‬
‫بي التنويه في ختـامه إلى ما تبين لي من‬
‫خلل هذا الجهد المتواضع من نتائج‬
‫ملخصها‪:‬‬
‫تري التداوي بالمر الصرفا مطلقا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أن الرأي الراجح هو جواز التداوي بدواء فيه شيء من المر بشحرط‬ ‫‪-2‬‬

‫أن يآصفه طبيب مسملم‪،‬ماهر‪،‬عال بأمن الشحفاء فيه‪،‬وأن يآكون السمتعمل‬


‫قليل ل يآسمكر‪.‬‬
‫أن الرأي الراجح هو جواز التداوي بالواد الخدرة مثل‬ ‫‪-3‬‬

‫الفيون‪،‬البنج‪،‬وجوزة الطيب والزعفران‪ ،‬وما جرى مراهم من الدويآة‬


‫بشحرطي‪ :‬إذا دعت الاجة إل التداوي با‪،‬ول يآكن منه بقـد‪ ،‬وأل يآوجد ما‬
‫يآقوم مقامهما ‪.‬‬
‫أن الرأي الراجح هوجواز التداوي بالرم أوالنجس ف حال‬ ‫‪-4‬‬

‫الضطرار‪ ،‬إن ل يد الباح الطاهر الذي يآقوم مقامه ‪،‬وأخبه طبيب‬


‫مسملم عدل أن شفاءه فيه‪.‬‬
‫اتفاق الفقهماء على جواز التداوي بالواد السممية على أن يآكون‬ ‫‪-5‬‬

‫القدار قليل ظاهره السملمة‪ ،‬بلفا القدر الضر فإنه يرم تناوله ‪.‬‬
‫إن الستحالة مطهمرة للنجس أوالرم‪،‬وعليه يوز استخدام الدويآة‬ ‫‪-6‬‬

‫الت تشحتمل على ناسة أومرم مسمتحيل إل مواد أخرى تالف عينه مالفة‬
‫حقيقية‪.‬‬
‫‪1181‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫إن استهملك الادة الرمة أو النجسمة ف طاهر يآذهب النجاسة‬ ‫‪-7‬‬

‫والرمة‪،‬وعليه فإنه يوز استخدام الدويآة الت استهملك فيهما شيء من‬
‫المر أو النجاسات‪.‬‬
‫ث اللهمم صألي على سيدنا ممد ‪ ‬صألة تكون لك رضا‪،‬ولقه أداء‪،‬واجزه‬
‫عنا ببكته أفضل ماجزيآت نبيا عن أمته‪،‬وصألي على جيع إخوانه من النبياء‬
‫والرسلي ‪،‬وصأحابته الغر اليامي‪ ،‬والتابعي ومن تبعهمم بإحسمان إل يآوم‬
‫الديآن ‪،‬وعنا معهمم بنك ورحتك يآا أرحم الراحي‪ ،‬والمدل رب العالي‪.‬‬

‫‪1182‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫المصادر والمراجع‬
‫‪ -1‬أحكام القرآن‪ ,‬لبي بكر محمد بن عبد الله ابن العربي‪،‬‬
‫تحقيق‪:‬محمد عبد القادر عطا‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -2‬أسنى المطالب في شرحا روضة الطالب‪ ,‬لشرف الدين‬
‫إسماعيل بن المقري اليمني‪.‬‬
‫‪ -3‬إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين بمهمات الدين‪,‬‬
‫لبي بكر ابن السيد محمد شطا الدمياطي‪ ,‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -4‬إعلم الموقعين عن رب العالمين‪ ,‬لبي عبد الله شمس‬
‫الدين محمد بن أيوب الزرعي الدمشقي‪ ,‬تحقيق‪:‬طه‬
‫عبدالرؤوف سعد‪ ,‬دار الجيل‪ ,‬بيروت‪1973 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬الم‪ ,‬لمحمد بن إدريس الشافعي‪ ,‬تحقيق‪:‬رفعت فوزي عبد‬
‫المطلب‪ ,‬دار الوفاء‪ ,‬مصر‪ ,‬الطبعة الولى‪1422 ,‬هـ‪/‬‬
‫‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ -6‬النصاف في معرفة الراجح من الخلف بن حنبل‪ ,‬لعلي بن‬
‫سليمان المرداوي‪ ,‬تحقيق‪ :‬محمد حامد الفقي‪ ,‬داراحياء‬
‫التراث العربي‪ ,‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -7‬النتقاء في فضائل الثلثة الئمة الفقهاء مالك والشافعي‬
‫وأبي حنيفة‪ ,‬لبي عمر يوسف بن عبدالبر النمري‬
‫القرطبي‪ ,‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ -8‬البحر الرائق شرحا كنز الدقائق‪ ,‬لزين الدين ابن نجيم‬
‫الحنفي‪ ,‬دار المعرفة‪ ,‬بيروت‪ ,‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ -9‬البداية والنهاية‪ ,‬لسماعيل بن عمر بن كثير القرشي‪.‬‬
‫‪ -10‬التاجا والكليل لمختصر خليل‪ ,‬لمحمد بن يوسف بن أبي‬
‫القاسم العبدري أبو عبدالله‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بيروت‪ ,‬الطبعة‬
‫الثانية‪1398 ,‬هـ‪.‬‬
‫‪ -11‬التعريفات‪ ,‬لعلي بن محمد الشريف الجرجاني‪ ,‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد عبد الرحمن المرعشلي‪ ,‬دار النفائس‪ ,‬بيروت‪,‬‬
‫الطبعة الولى‪1424 ,‬هـ ـ ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬التفسير الكبير أومفاتيح الغيب‪ ,‬لفخر الدين محمد بن‬
‫عمر الرازي‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بيروت‪ ,‬الطبعة الولى‪,‬‬
‫‪1421‬هـ‪2000 /‬م‪.‬‬
‫‪1183‬‬
‫قضايا طبية معاصرة‬

‫‪ -13‬التهذيب في فقه المام الشافعي‪ ,‬لبي محمدالحسين بن‬


‫مسعود البغوي‪ ,‬تحقيق‪ :‬عادل عبد الموجود‪ ,‬وعلي‬
‫معوض‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بيروت‪ ,‬الطبعة الولى‪,‬‬
‫‪1418‬هـ‪1997 /‬م‪.‬‬
‫‪ -14‬الثقات‪ ,‬لمحمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي‪,‬‬
‫تحقيق‪ :‬السيد شرف الدين أحمد‪ ,‬دار الفكر‪1395 ,‬هـ‪/‬‬
‫‪1975‬م‪.‬‬
‫‪ -15‬الجامع لحكام القرآن‪ ,‬لبي عبدالله محمد بن أحمد‬
‫النصاري القرطبي‪ ,‬دار الشعب‪ ,‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -16‬الجامع الصحيح سنن الترمذي‪ ,‬لمحمد بن عيسى أبو‬
‫عيسى الترمذي السلمي‪ ,‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر‬
‫وآخرون‪ ,‬دار احياء التراث العربي‪ ,‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ -17‬الحاوي الكبير‪ ,‬لعلي بن محمد الماوردي‪ ,‬تحقيق‪ :‬علي‬
‫معوض‪ ,‬وعادل عبدالموجود‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬بيروت‪,‬‬
‫الطبعة الولى‪1419 ,‬هـ‪.‬‬
‫‪ -18‬الدر المختار‪ ,‬للحصكفي‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بيروت‪ ,‬الطبعة‬
‫الثانية‪1386 ,‬هـ‪.‬‬
‫‪ -19‬الديباجا المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب‪,‬‬
‫لبراهيم بن علي بن فرحون اليعمري المالكي‪ ,‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ,‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -20‬الذخيرة‪ ,‬لشهاب الدين أحمد القرافي‪ ,‬دار الغرب‬
‫السلمي‪ ,‬بيروت‪ ,‬الطبعة الولى‪1994 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -21‬السنن الكبرى‪ ,‬لحمد بن الحسين البيهقي‪ ,‬تحقيق‪:‬‬
‫محمدعبدالقادرعطا‪ ,‬دارالباز‪1414 ,‬هـ‪1994 /‬م‬
‫‪ -22‬الشرحا الكبير‪ ,‬لحمد الدردير أبو البركات‪ ,‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد عليش‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -23‬العين‪ ,‬للخليل بن أحمد الفراهيدي‪ ,‬مكتبة دار الهلل‪,‬‬
‫تحقيق‪ :‬مهدي المخزومي‪ ,‬وإبراهيم السامرائي‪.‬‬
‫‪ -24‬الفتاوى الفقهية الكبرى‪ ,‬لبن حجر الهيثمي‪ ,‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪1184‬‬

Vous aimerez peut-être aussi