Vous êtes sur la page 1sur 399

‫ﺍﻝﺭﺲﺍﻏﺋ ﺍﻝﺧﺗﻐﺋ ﻝﻂﺱﺔﻈﺍﺀ‬

‫ﻭﺍﻝﻌﺻﺍﻏﺋ ﻄﻆ ﺍﻝﺎﺳﺜﻏﺈ‬

‫ﺍﻝﺎﺤﺭﻏﺳﺍﺕ ﺍﻝﻌﺬﻈﻐﺋ‬
‫ﻭﺍﻝﺧﺿﻌﻙ ﻭ ﺍﻝﻡﺳﺍﻏﻐﺭ ﺍﻝﺛﻭﻝﻐﺋ‬

‫ﻇﺧﻌﺹ‬
‫الرعاية الصحية للسجناء‬
‫والوقاية من التعذيب‬

‫التشريعات الوطنية والصكوك‬


‫و المعايير الدولية‬

‫نصوص‬
‫املندوبية العامة لإدارة ال�سجون و�إعادة الإدماج‪ :‬هي الإدارة املكلفة‬
‫مبهمة �إعداد وال�سهر على تنفيذ ال�سيا�سة احلكومية يف جمال �إعادة‬
‫�إدماج ال�سجناء‪ ،‬واحلفاظ على �سالمتهم و�سالمة الأ�شخا�ص واملباين‬
‫واملن�شات املخ�ص�صة لل�سجون‪ ،‬وامل�ساهمة يف احلفاظ على الأمن العام‪.‬‬
‫مركز درا�سات حقوق الإن�سان والدميقراطية‪ :‬منظمة غري حكومية‬
‫م�ستقلة تعمل من �أجل النهو�ض بحقوق الإن�سان والدميقراطية من‬
‫خالل الدرا�سات‪ ،‬والتكوين‪ ،‬والنقا�ش والرتافع‪.‬‬
‫مركز جنيف للمراقبة الدميقراطية على القوات امل�سلحة (جنيف)‪ :‬منظمة‬
‫دولية متخ�ص�صة يف جمال �إ�صالح وحكامة قطاع الأمن‪.‬‬
‫بدعم من ال�صندوق اال�ستئماين ملركز جنيف للرقابة الدميوقراطية على‬
‫القوات امل�سلحة ل�شمال �أفريقيا‪.‬‬

‫ن�صو�ص‪ :‬الرعاية ال�صحية لل�سجناء والوقاية من التعذيب‪ :‬الت�رشيعات الوطنية‬


‫وال�صكوك و املعايري الدولية‬
‫من�شورات مركز درا�سات حقوق الإن�سان والدميقراطية (املغرب)‬
‫الطبعة الأوىل‪2018 :‬‬
‫الإيداع القانوين ‪2018MO0563 :‬‬
‫ردمك‪1-3-9550-9954-978 :‬‬
‫الإخراج الفني‪ :‬نداكوم ديزاين‬
‫املطبعة‪ :‬مطبعة البي�ضاوي‬
‫املحتويات‬

‫تقدمي ‪7.....................................................................‬‬
‫الباب الأول‪ :‬يف جمال ال�سجن ومعاملة ال�سجناء ‪11................‬‬

‫‪ .1‬الت�رشيع املغربي ‪13......................................................‬‬


‫‪ -‬الد�ستور ‪15................................................................‬‬
‫‪ -‬القانون اجلنائي ‪16.......................................................‬‬
‫‪ -‬قانون امل�سطرة اجلنائية‪19..............................................‬‬
‫‪ -‬اخت�صا�صات وتنظيم املندوبية العامة لإدارة ال�سجون‬
‫و�إعادة الإدماج ‪21.........................................................‬‬
‫‪ -‬النظام الأ�سا�سي اخلا�ص مبوظفي املندوبية العامة‬
‫لإدارة ال�سجون و�إعادة الإدماج ‪24.....................................‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 23.98‬يتعلق بتنظيم وت�سيري امل�ؤ�س�سات ال�سجنية ‪28. .‬‬
‫‪ -‬مر�سوم يحدد مبوجبه كيفية تطبيق القانون رقم ‪23.98‬‬
‫املتعلق بتنظيم وت�سيري امل�ؤ�س�سات ال�سجنية‪43.....................‬‬

‫‪ .2‬ال�صكوك الدولية‪51......................................................‬‬
‫‪ -‬قواعد الأمم املتحدة النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء‬
‫(قواعد نيل�سون مانديال) ‪53..............................................‬‬
‫‪ -‬قواعد الأمم املتحدة النموذجية الدنيا لإدارة �ش�ؤون‬
‫الأحداث (قواعد بكني) ‪63................................................‬‬
‫‪ -‬قواعد الأمم املتحدة ب�ش�أن حماية الأحداث‬
‫املجردين من حريتهم ‪68...................................................‬‬
‫‪ -‬قواعد الأمم املتحدة ملعاملة ال�سجينات والتدابري‬
‫غـري االحتجازيـة للمجرمات )قواعد بانكوك) ‪74.....................‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬مناه�ضة التعذيب يف الت�رشيعات الوطنيةوال�صكوك‬

‫الدولية‪83................................................................................................‬‬

‫‪ .1‬الت�رشيع املغربي ‪85......................................................‬‬


‫‪ -‬الد�ستور ‪87................................................................‬‬
‫‪ -‬القانون اجلنائي ‪88.......................................................‬‬
‫‪ -‬الظهائر التي �صدرت يف جمال مناه�ضة التعذيب ‪95............‬‬

‫‪ .2‬الآليات الإقليمية ‪99.................................................‬‬


‫‪ -‬امليثاق الإفريقي حلقوق الإن�سان وال�شعوب ‪101.....................‬‬
‫‪ -‬اللجنة الإفريقية حلقوق الإن�سان وال�شعوب‪103.....................‬‬
‫‪ -‬قرار اللجنة الإفريقية حلقوق الإن�سان وال�شعوب‬
‫املوجهة لروبن �أي�سلند) ‪105....................................‬‬
‫(اخلطوط ِّ‬
‫‪ -‬املقرر اخلا�ص حول ال�سجون وظروف االعتقال ‪116.................‬‬
‫‪ -‬جلنة الوقاية من التعذيب يف �إفريقيا ‪117.............................‬‬
‫‪ .3‬ال�صكوك واملعايري الدولية ‪123......................................‬‬
‫‪ -‬اتفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة‬
‫�أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪125..........................‬‬
‫‪ -‬بروتوكول اختياري التفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه‬
‫من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة ‪145. ..‬‬
‫‪ -‬مبادئ �آداب مهنة الطب املت�صلة بدور املوظفني‬
‫ال�صحيني‪ ،‬وال�سيما الأطباء‪ ،‬يف حماية امل�سجونني‬
‫واملحتجزين من التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة‬
‫�أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهنية‪165..........................‬‬
‫‪ -‬بروتوكول �إ�سطنبول‪ ,‬دليل التق�صي والتوثيق‬
‫الفعالني للتعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة‬
‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪169.......................................‬‬
‫تقدمي‬

‫عرفت املنظومة ال�سجنية باملغرب تطورات هامة خالل ال�سنوات الأخرية‬


‫�شملت الو�ضع القانوين لإدارة ال�سجون وتعزيز ا�ستقالليتها‪ ،‬كما همت‬
‫بنيات امل�ؤ�س�سات ال�سجنية والأو�ضاع داخلها والإدماج املتنامي للبعد‬
‫الت�أهيلي لل�سجناء‪ ،‬مع �إيالء عناية خا�صة للعن�رص الب�رشي من حيث امل�ؤهالت‬
‫والأو�ضاع االجتماعية ومتطلبات تطوير اخلربة والتكوين‪ .‬ويعك�س هذا‬
‫التوجه املقاربة املعتمدة التي تعمل على �ضمان �أمن ال�سجناء وامل�ؤ�س�سات‬
‫ال�سجنية واحلفاظ يف نف�س الآن على كرامة ال�سجناء وبلورة برامج لتهيئ‬
‫�إعادة �إدماجهم يف املجتمع ومتكني امل�ؤ�س�سة من ا�ضطالعها ب�أدوارها‪.‬‬
‫و�ضمن هذا العمل‪� ،‬أقامت املندوبية العامة لإدارة ال�سجون و�إعادة‬
‫الإدماج عدة �رشاكات مع م�ؤ�س�سات ومنظمات وطنية ودولية ملرافقة‬
‫هذا املجهود‪ ،‬من �ضمنها مركز درا�سات حقوق الإن�سان والدميقراطية‪،‬‬
‫الذي بادر‪ ،‬بتعاون مع مركز جنيف للمراقبة الدميقراطية على القوات‬
‫امل�سلحة (�سوي�رسا) وبدعم من ال�صندوق اال�ستئماين ملركز جنيف للرقابة‬
‫الدميوقراطية على القوات امل�سلحة ل�شمال �أفريقيا �إىل �إعداد م�رشوع‬
‫برنامج تدريبي موجه للأطباء العاملني يف ال�سجون‪.‬‬
‫ويتوخى هذا امل�رشوع تعزيز قدرات �أطباء ال�سجون املغربية وزيادة‬
‫معرفتهم بخ�صو�ص‪:‬‬
‫‪- -‬القواعد واملعايري الوطنية والدولية واملمار�سات اجليدة املتعلقة‬
‫مبعاملة ال�سجناء وظروف �سجنهم‪ ،‬وخا�صة ما يتعلق بالرعاية‬
‫ال�صحية؛‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪8‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪- -‬املعايري الوطنية والدولية واملمار�سات اجليدة يف جمال الوقاية من‬


‫التعذيب وغريه من �رضوب املعامالت القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو‬
‫املهينة؛‬
‫‪�- -‬آليات مراقبة مدى �إعمال هذه املعايري والقواعد‪.‬‬
‫‪- -‬خ�صائ�ص طب ال�سجون وو�ضعيته يف التجربة املغربية‪.‬‬
‫‪- -‬رهانات وانعكا�سات م�صادقة املغرب على الربوتوكول االختياري‬
‫التفاقية مناه�ضة التعذيب على عمل امل�صالح الطبية بامل�ؤ�س�سات‬
‫ال�سجنية‪.‬‬
‫كما يهدف امل�رشوع �إىل مرافقة املجهودات املبذولة من طرف املندوبية‬
‫العامة لإدارة ال�سجون و�إعادة الإدماج لت�أهيل العن�رص الب�رشي يف‬
‫جمال الوقاية من التعذيب وغريه من املمار�سات القا�سية �أو املهينة �أو‬
‫احلاطة بالكرامة‪ ،‬خا�صة و�أن اململكة املغربية دخلت مرحلة جديدة تتمثل‬
‫يف امل�صادقة على الربوتوكول االختياري التفاقية مناه�ضة التعذيب‪،‬‬
‫وما متخ�ض عن ذلك من التزامات جديدة‪� ،‬ضمنها �إحداث �آلية وطنية‬
‫للوقاية من التعذيب وال�سماح للآلية الأممية (اللجنة الفرعية) بزيارة‬
‫�أماكن احلرمان من احلرية‪ .‬ومعلوم �أن القانون رقم ‪ 76 -15‬املتعلق ب�إعادة‬
‫تنظيم املجل�س الوطني حلقوق الإن�سان الذي �سيحت�ضن هذه الآلية‪ ،‬قد‬
‫�صادق عليه الربملان املغربي و�صدر باجلريدة الر�سمية عدد ‪ 6652‬بتاريخ‬
‫فاحت مار�س ‪.2018‬‬
‫�إن الهدف هو تعزيز قدرات العاملني يف هذا القطاع ومتكينهم من‬
‫الأدوات املفيدة ال�ضطالعهم ب�أدوارهم الهامة يف معاملة ال�سجناء‬
‫والوقاية من التعذيب‪ ،‬مبا يرتجم اختيارات اململكة املغربية يف هذا الباب‬
‫والتزاماتها الوطنية والدولية التي تعك�سها القوانني والت�رشيعات املعتمدة‬
‫واالتفاقيات الدولية امل�صادق عليها‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫و�إىل جانب هذا الكتاب املرجعي الذي يت�ضمن �أهم الن�صو�ص واملعايري‬
‫الدولية ذات ال�صلة �إىل جانب القوانني املغربية التي ت�ؤطر جمال الوقاية‬
‫من التعذيب ومعاملة ال�سجناء‪ ،‬مت �إ�صدار دليل موجه لنف�س الفئة‬
‫ولنف�س الهدف قام ب�إعداده فريق من اخلرباء املغاربة والأجانب‪ .‬ون�أمل �أن‬
‫ي�ساهم هذا العمل يف متكني الأطر العاملة يف املجال ال�صحي بال�سجون‬
‫من �أدوات مرجعية ت�ساهم يف النهو�ض بثقافة حقوق الإن�سان وت�أ�صيلها‬
‫يف ممار�سة العاملني يف هذا احلقل‪.‬‬

‫�أمين �أيوب‬ ‫احلبيب بلكو�ش‬


‫مدير بالنيابة‬ ‫رئي�س مركز درا�سات‬
‫ق�سم �شمال افريقيا وال�رشق الأو�سط‬ ‫حقوق الإن�سان‬
‫مركز جنيف للمراقبة الدميقراطية‬ ‫والدميقراطية‬
‫على القوات امل�سلحة‬ ‫(الـمغرب)‬
‫الباب الأول‬
‫يف جمال ال�سجن ومعاملة ال�سجناء‬
‫‪ .1‬الت�رشيع املغربي‬
‫‪15‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الد�ستور‬
‫الف�صل‪23‬‬
‫ال يجوز �إلقاء القب�ض على �أي �شخ�ص �أو اعتقاله �أو متابعته �أو �إدانته‪،‬‬
‫�إال يف احلاالت وطبقا للإجراءات التي ين�ص عليها القانون‪ .‬االعتقال‬
‫التع�سفي �أو ال�رسي واالختفاء الق�رسي‪ ،‬من �أخطر اجلرائم‪ ،‬وتعر�ض‬
‫مقرتفيها لأق�سى العقوبات‪.‬‬
‫يجب �إخبار كل �شخ�ص مت اعتقاله‪ ،‬على الفور وبكيفية يفهمها‪ ،‬بدواعي‬
‫اعتقاله وبحقوقه‪ ،‬ومن بينها حقه يف التزام ال�صمت‪ .‬ويحق له اال�ستفادة‪،‬‬
‫يف �أقرب وقت ممكن‪ ،‬من م�ساعدة قانونية‪ ،‬ومن �إمكانية االت�صال ب�أقربائه‪،‬‬
‫طبقا للقانون‪ .‬قرينة الرباءة واحلق يف حماكمة عادلة م�ضمونان‪.‬‬
‫يتمتع كل �شخ�ص معتقل بحقوق �أ�سا�سية‪ ،‬وبظروف اعتقال �إن�سانية‪.‬‬
‫حظر كل‬ ‫وميكنه �أن ي�ستفيد من برامج للتكوين و�إعادة الإدماج‪ُ .‬ي َ‬
‫حتري�ض على العن�رصية �أو الكراهية �أو العنف‪ُ .‬يعاقب القانون على‬
‫جرمية الإبادة وغريها من اجلرائم �ضد الإن�سانية‪ ،‬وجرائم احلرب‪ ،‬وكافة‬
‫االنتهاكات اجل�سيمة واملمنهجة حلقوق الإن�سان‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪16‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫القانون اجلنائي‬
‫الف�صل ‪28‬‬
‫تنفذ عقوبة احلب�س يف �إحدى امل�ؤ�س�سات املعدة لهذا الغر�ض �أو يف‬
‫جناح خا�ص من �أحد ال�سجون املركزية مع ال�شغل الإجباري يف الداخل‬
‫�أو اخلارج فيما عدا حالة ثبوت عجز بدين‪.‬‬

‫الف�صل ‪29‬‬
‫تنفذ عقوبة االعتقال يف ال�سجون املدنية �أو يف ملحقاتها مع ال�شغل‬
‫الإجباري يف الداخل �أو اخلارج فيما عدا حالة ثبوت عجز بدين‪.‬‬

‫الف�صل ‪30‬‬
‫تبتدئ مدة العقوبة ال�سالبة للحرية من اليوم الذي ي�صبح فيه املحكوم‬
‫عليه معتقال مبقت�ضى حكم حاز قوة ال�شيء املحكوم به‪.‬‬
‫ويف حالة تقدم اعتقال احتياطي ف�إن مدته تخ�صم بتمامها من مدة‬
‫العقوبة وحت�سب من يوم �أن و�ضع املحكوم عليه حتت احلرا�سة �أو من‬
‫يوم �أن ودع رهن االعتقال من �أجل اجلرمية التي �أدت �إىل احلكم عليه‪.‬‬
‫حت�سب مدة العقوبات ال�سالبة للحرية كما يلي‪:‬‬
‫�إذا كانت العقوبة املحكوم بها يوما واحدا ف�إن املدة هي �أربع وع�رشون �ساعة‪.‬‬
‫�إذا كانت العقوبة تقل عن �شهر ف�إنها حت�سب بالأيام‪ .‬وكل يوم �أربع‬
‫وع�رشون �ساعة‪.‬‬
‫�إذا كانت العقوبة املحكوم بها �شهرا واحدا ف�إن املدة هي ثالثون يوما‪.‬‬
‫�إذا كانت العقوبة تتجاوز �شهرا‪ ،‬ف�إن املدة حت�سب بال�شهور امليالدية‬
‫من تاريخ �إىل تاريخ‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الف�صل ‪31‬‬
‫�إذا تعني تنفيذ عدة عقوبات �سالبة للحرية ف�إن املحكوم عليه يبد�أ‬
‫بق�ضاء �أ�شدها ما مل ين�ص القانون على خالف ذلك‪.‬‬

‫الف�صل ‪32‬‬
‫املر�أة املحكوم عليها بعقوبة �سالبة للحرية �إذا ثبت �أنها حامل لأكرث‬
‫من �ستة �أ�شهر ف�إنها ال تنفذ العقوبة �إال بعد و�ضعها ب�أربعني يوما‬
‫ف�إن كانت معتقلة وقت �صدور احلكم ف�إنها تنتفع بنظام االعتقال‬
‫االحتياطي طوال الفرتة الالزمة‪.‬‬
‫وي�ؤخر تنفيذ العقوبات ال�سالبة للحرية �أي�ضا يف حق الن�ساء الالئى‬
‫و�ضعن قبل احلكم عليهن ب�أقل من �أربعني يوما‪.‬‬

‫الف�صل ‪33‬‬
‫�إذا حكم على رجل وزوجته‪ ،‬ولو عن جرائم خمتلفة‪ ،‬باحلب�س ملدة‬
‫تقل عن �سنة‪ ،‬وكانا غري معتقلني يوم �صدور احلكم‪ ،‬ف�إنهما ال ينفذان‬
‫عقوبتيهما يف �آن واحد �إن هما �أثبتا �أن لهما حمل �إقامة معينا و�أن يف‬
‫كفالتهما وحتت رعايتهما طفال دون الثامنة ع�رشة لي�س يف الإمكان �أن‬
‫يقوم بكفالته على الوجه املر�ضي غريهما من الأ�شخا�ص �أو امل�ؤ�س�سات‬
‫العامة �أو اخلا�صة‪ ،‬ماعدا �إذا �صدر من طرف الزوجني طلب يخالف ذلك‪.‬‬
‫�إذا كانت عقوبة احلب�س ال�صادرة �ضد كل من الزوجني تفوق �سنة‪،‬‬
‫وكان حتت كفالتهما ويف رعايتهما طفل تقل �سنه عن ثمان ع�رشة �سنة‪،‬‬
‫�أو �إذا مل ميكن رعاية الطفل من طرف �أفراد عائلته �أو �شخ�ص عام �أو‬
‫خا�ص يف ظروف مالئمة‪ ،‬تطبق مقت�ضيات القانون املتعلق بامل�سطرة‬
‫اجلنائية اخلا�صة بحماية الأطفال يف و�ضعية �صعبة‪� 1‬أو املقت�ضيات‬
‫‪ - 1‬انظر املقت�ضيات املتعلقة بحماية الأطفال يف و�ضعية �صعبة يف املواد من ‪� 512‬إىل ‪ 517‬من‬
‫القانون رقم ‪ 22.01‬املتعلق بامل�سطرة اجلنائية‪� ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪18‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املتعلقة بكفالة الأطفال املهملني‪� ،2‬إذا توفرت �رشوطها‪.3‬‬

‫الف�صل ‪34‬‬
‫�إذا �صدر حكم بالغرامة وكان املحكوم عليه قد ق�ضى مدة ما رهن‬
‫االعتقال االحتياطي ف�إنه يجوز للمحكمة �أن تقرر �إعفاء املحكوم عليه من‬
‫�أداء تلك الغرامة كال �أو بع�ضا على �أن تعلل قرارها بذلك تعليال خا�صا‪.‬‬

‫الف�صل ‪35‬‬
‫الغرامة هي �إلزام املحكوم عليه ب�أن ي�ؤدي لفائدة اخلزينة العامة مبلغا‬
‫معينا من النقود‪ ،‬بالعملة املتداولة قانونا يف اململكة‪.‬‬

‫‪ - 2‬تن�ص املادة الأوىل من القانون رقم ‪ 15-01‬املتعلق بكفالة الأطفال املهملني‪،‬ال�صادر بتنفيذه‬
‫ظهري �رشيف رقم ‪1.02.172‬بتاريخ فاحت ربيع الآخر ‪ 13( 1423‬يونيو ‪)2002‬؛ اجلريدة الر�سمية‬
‫عدد ‪ 5031‬بتـاريخ ‪ 10‬جمادى الآخرة ‪� 19( 1423‬أغ�سط�س ‪� ،)2002‬ص ‪ ،2362‬على �أنه يعترب‬
‫مهمال الطفل من كال اجلن�سني الذي مل يبلغ �سنه ثمان ع�رشة �سنة �شم�سية كاملة �إذا وجد يف‬
‫�إحدى احلاالت التالية‪:‬‬
‫‪� -‬إذا ولد من �أبوين جمهولني‪� ،‬أو ولد من �أب جمهول و�أم معلومة تخلت عنه مبح�ض �إرادتها؛‬
‫‪� -‬إذا كان يتيما �أو عجز �أبواه عن رعايته ولي�ست له و�سائل م�رشوعة للعي�ش؛‬
‫‪� -‬إذا كان �أبواه منحرفني وال يقومان بواجبهما يف رعايته وتوجيهه من �أجل اكت�ساب �سلوك‬
‫ح�سن‪ ،‬كما يف حالة �سقوط الوالية ال�رشعية‪� ،‬أو كان �أحد �أبويه الذي يتوىل رعايته بعد فقد‬
‫الآخر �أو عجزه عن رعايته منحرفا وال يقوم بواجبه املذكور �إزاءه‪.‬‬
‫وتن�ص املادة الثانية من نف�س القانون على �أن « كفالة طفل مهمل مبفهوم هذا القانون‪ ،‬هي‬
‫االلتزام برعاية طفل مهمل وتربيته وحمايته والنفقة عليه كما يفعل الأب مع ولده وال يرتتب‬
‫عن الكفالة حق يف الن�سب وال يف الإرث»‪.‬‬
‫‪ - 3‬مت تغيري وتتميم هذا الف�صل مبقت�ضى املادة الثالثة من القانون رقم ‪ 24.03‬املتعلق بتغيري‬
‫وتتميم جمموعة القانون اجلنائي‪� ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫قانون امل�سطرة اجلنائية‬

‫املادة ‪620‬‬
‫تكلف يف كل والية �أو عمالة �أو �إقليم جلنة للمراقبة‪ ،‬يناط بها‬
‫على اخل�صو�ص ال�سهر على توفري و�سائل ال�صحة والأمن والوقاية من‬
‫الأمرا�ض وعلى نظام تغذية املعتقلني وظروف حياتهم العادية وكذا‬
‫امل�ساعدة على �إعادة تربيتهم الأخالقية و�إدماجهم اجتماعي ًا و�إحاللهم‬
‫حمال الئقا بعد الإفراج عنهم‪.‬‬
‫ويرت�أ�س هذه اللجنة الوايل �أو العامل �أو مفو�ض من قبله‪ ،‬وي�ساعده‬
‫رئي�س املحكمة االبتدائية ووكيل امللك بها وقا�ضي تطبيق العقوبات‬
‫وممثل ال�سلطة العمومية املكلفة بال�صحة ورئي�س جمل�س اجلهة ورئي�س‬
‫جمل�س اجلماعة اللتني توجد بهما امل�ؤ�س�سة وممثلو قطاعات الرتبية‬
‫الوطنية وال�ش�ؤون االجتماعية وال�شبيبة والريا�ضة والتكوين املهني‪.‬‬
‫ت�ضم اللجنة زيادة على ذلك‪� ،‬أع�ضاء متطوعني يعينهم وزير العدل‬
‫من بني اجلمعيات �أو من بني ال�شخ�صيات املعروفة باهتمامها مب�صري‬
‫املحكوم عليهم‪.‬‬

‫املادة ‪621‬‬
‫ت�ؤهل اللجنة املن�صو�ص عليها يف املادة ال�سابقة لزيارة ال�سجون‬
‫املوجودة يف تراب الوالية �أو العمالة �أو الإقليم‪ ،‬وترفع �إىل وزير العدل‬
‫املالحظات �أو االنتقادات التي ترى من الواجب �إبدا�ؤها وت�شري �إىل �أنواع‬
‫ال�شطط الذي يجب �إنها�ؤه و�إىل التح�سينات التي ينبغي حتقيقها‪.‬‬
‫ميكنها �أن تقدم �إىل جلنة العفو تو�صية مبن يظهر لها من املعتقلني‬
‫ا�ستحقاقه العفو‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪20‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ال ميكن للجنة �أن تقوم ب�أي عمل من �أعمال ال�سلطة‪.‬‬


‫ت�ؤهل اللجنة كذلك لزيارة امل�ؤ�س�سات املكلفة برعاية الأحداث اجلانحني‬
‫املن�صو�ص عليها يف املادتني ‪ 471‬و‪� 481‬أعاله‪ .‬ويف هذه احلالة ف�إنه‬
‫ي�ضاف �إىل ت�شكيلة اللجنة قا�ضي الأحداث لدى املحكمة االبتدائية‬
‫وممثلو القطاعات العمومية املكلفة بالطفولة‪ ،‬كما ميكن �أن ي�ضاف �إليها‬
‫�أع�ضاء متطوعون يعينهم وزير العدل من بني اجلمعيات �أو ال�شخ�صيات‬
‫املعروفة باهتمامها برعاية الطفولة وحمايتها‪.‬‬
‫وترفع اللجنة �إىل وزير العدل يف هذه احلالة املالحظات �أو االنتقادات‬
‫امل�شار �إليها يف الفقرة الأول ى من هذه املادة‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫اخت�صا�صات وتنظيم املندوبية العامة لإدارة ال�سجون‬


‫و�إعادة الإدماج‬

‫(مر�سوم ‪� 772/09/2‬صادر يف ‪ 21‬ماي ‪ 2009‬بتحديد اخت�صا�صات‬


‫وتنظيم املندوبية العامة لإدارة ال�سجون و�إعادة الإدماج(‬
‫(مقتطفات)‬

‫املادة ‪6‬‬

‫تناط مبديرية العمل االجتماعي والثقايف لفائدة ال�سجناء و�إعادة‬


‫�إدماجهم املهام التالية‪:‬‬
‫§§مراقبة تنفيذ الأحكام واملقررات الق�ضائية ال�سالبة للحرية‪.‬‬
‫§§تتبع ومراقبة احلركة اجلنائية الواردة من امل�ؤ�س�سات ال�سجنية‪.‬‬
‫§§تهيئ امللفات املتعلقة بطلبات واقرتاحات العفو بتن�سيق مع القطاعات‬
‫احلكومية املعنية بالأمر‪.‬‬
‫§§�إعداد لوائح املر�شحني لال�ستفادة من الإفراج املقيد ب�رشوط‪.‬‬
‫§§�إعداد لوائح املر�شحني لال�ستفادة من الرخ�ص اال�ستثنائية للخروج‪.‬‬
‫§§الإ�رشاف على ت�صنيف املعتقلني ح�سب و�ضعياتهم اجلنائية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫§§�إعداد وتتبع تنفيذ الربامج الرتبوية الرامية �إىل تنمية مدارك املعتقلني‬
‫وتهييء �سبل �إعادة �إدماجهم‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪22‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫§§و�ضع برامج ملحو الأمية والرتبية الأ�سا�سية لفائدة املعتقلني بتن�سيق‬


‫مع القطاعات الو�صية‪.‬‬
‫§§القيام بالإجراءات ال�رضورية ال�ستفادة املعتقلني من التعليم بتن�سيق‬
‫مع القطاع الو�صي‪.‬‬
‫§§و�ضع وتتبع برامج التكوين املهني لفائدة املعتقلني بتن�سيق مع‬
‫القطاعات املعنية‪.‬‬
‫§§و�ضع وتتبع الأن�شطة الرتفيهية والثقافية لفائدة املعتقلني‪.‬‬
‫§§ال�سهر على تنظيم املعار�ض والتظاهرات للتعريف ب�أعمال ومنتجات‬
‫املعتقلني‪.‬‬
‫§§و�ضع برامج خا�صة برعاية املعتقلني الأحداث واملعتقلني ذوي‬
‫االحتياجات اخلا�صة والعمل على تنفيذها‪.‬‬
‫§§ال�سهر على حت�سني ظروف االعتقال هو تقدمي امل�ساعدة االجتماعية‬
‫للمعتقلني‪.‬‬
‫§§مراقبة وتتبع خدمات الرعاية ال�صحية املقدمة للمعتقلني‪.‬‬
‫§§الإ�رشاف على تنظيم حمالت حت�سي�سية يف امليدان ال�صحي لفائدة‬
‫ال�سجناء‪.‬‬
‫§§و�ضع ال�سبل الكفيلة للحفاظ على الروابط بني ال�سجناء والعامل‬
‫اخلارجي‪.‬‬
‫§§تتبع و�ضعية الن�ساء احلوامل والأطفال املرافقني لأمهاتهم بامل�ؤ�س�سات‬
‫ال�سجنية‪.‬‬
‫§§ال�سهر على تطبيق القوانني اجلاري بها العمل فيما يخ�ص �إ�شعار‬
‫املعتقلني بحقوقهم وواجباتهم‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫§§�إعداد دليل ومل�صقات خا�صة بكل املعلومات التي تفيد ال�سجني‬


‫�أثناء فرتة االعتقال فيما يخ�ص واجباته وحقوقه داخل امل�ؤ�س�سة‬
‫ال�سجنية‪.‬‬
‫§§توفري الو�سائل ال�رضورية لتمكني ال�سجناء من ممار�سة �أن�شطتهم‬
‫مبختلف املعامل وال�ضيعات الفالحية التابعة للمندوبية العامة لإدارة‬
‫ال�سجون و�إعادة الإدماج وامل�سرية ب�صفة م�ستقلة‪.‬‬
‫§§�إعداد برنامج املو�سم الفالحي و�إنتاج املعامل بامل�ؤ�س�سات ال�سجنية‬
‫وتتبع مراحل تنفيذه‪.‬‬
‫§§تتبع وتقييم الأن�شطة املكلفة بها ورفع تقرير دوري بذلك للمندوب‬
‫العام لإدارة ال�سجون و�إعادة الإدماج‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪24‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫النظام الأ�سا�سي اخلا�ص مبوظفي املندوبية العامة‬


‫لإدارة ال�سجون و�إعادة الإدماج‬
‫مر�سوم رقم ‪� 2-08-599‬صادر يف ‪ 8‬ذي القعدة ‪ 7 1429‬نوفمرب‬
‫‪ ،2008‬ب�ش�أن النظام الأ�سا�سي اخلا�ص مبوظفي املندوبية العامة لإدارة‬
‫ال�سجون و�إعادة الإدماج‬

‫�إطار املمر�ضني‬

‫املادة ‪32‬‬
‫تناط ب�إطار املمر�ضني حتت م�س�ؤوليتهم وحتت �إ�رشاف ومراقبة الأطباء‬
‫وجراحي الأ�سنان بامل�ؤ�س�سات ال�سجنية على اخل�صو�ص املهام التالية ‪:‬‬
‫ •امل�ساهمة يف �أعمال الوقاية والعالج وحماربة الأمرا�ض املعدية يف‬
‫حدود اخت�صا�صاتهم؛‬
‫ •توعية وتربية املعتقلني فيما يتعلق بال�صحة وقواعد النظافة؛‬
‫ •حت�ضري املعدات واملنتجات الالزمة للفحو�ص والتحليالت والعالجات‬
‫الطبية �أو اجلراحية والتعهد بتلك املعدات؛‬
‫ •تنفيذ وتطبيق الو�صفات الطبية املتعلقة بالوقاية والت�شخي�ص‬
‫والتحليل والعالج؛‬
‫ •امل�ساهمة يف تنفيذ الربامج ال�صحية داخل امل�ؤ�س�سات ال�سجنية؛‬
‫ •م�ساعدة الأطباء وال�صيادلة وجراحي الأ�سنان بامل�ؤ�س�سات ال�سجنية‬
‫فيما يتعلق بالعالجات والتقنيات اخلا�صة التي ت�ستلزمها حالة‬
‫ال�سجناء املر�ضى وال�سيما املتعلقة منها بالنظافة والتغذية والتوعية؛‬
‫‪25‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ •القيام باحلرا�سة واملداومة الطبية خارج �أوقات العمل‪.‬‬

‫املادة ‪33‬‬
‫يعني املمر�ضون للعمل باملندوبية العامة لإدارة ال�سجون و�إعادة‬
‫الإدماج طبقا لأحكام املر�سوم رقم ‪ 2-06-620‬ال�صادر يف ‪ 24‬من ربيع‬
‫الأول ‪� 13 1428‬أبريل ‪ )2007‬يف �ش�أن النظام الأ�سا�سي اخلا�ص بهيئة‬
‫املمر�ضني بوزارة ال�صحة وت�رسي عليهم مقت�ضياته‪.‬‬
‫�إطار النف�سانيني‬

‫املادة ‪34‬‬
‫ت�سند لإطار النف�سانيني مهام تتبع احلالة النف�سية للمعتقلني ويقومون‬
‫على اخل�صو�ص مبا يلي ‪:‬‬
‫ •العناية بال�صحة النف�سية لل�سجناء؛‬
‫ •تنظيم وعقد جل�سات ومقابالت للإ�صغاء لل�سجناء املر�ضى وت�شخي�ص‬
‫و�ضعهم النف�سي؛‬
‫ •التعاون والتن�سيق مع الطاقم الطبي واملن�شط االجتماعي لو�صف‬
‫العالج املنا�سب لكل حالة‪.‬‬

‫املادة ‪35‬‬
‫يعني النف�سانيون للعمل باملندوبية العامة لإدارة ال�سجون و�إعادة‬
‫الإدماج طبقا لل�رشوط املقررة يف املر�سوم امللكي رقم ‪ 1178-66‬بتاريخ ‪22‬‬
‫من �شوال ‪ 2 1386‬فرباير ‪ )1967‬ب�ش�أن النظام الأ�سا�سي اخلا�ص مبوظفي‬
‫وزارة ال�صحة العمومية‪ ،‬كما وقع تغيريه وتتميمه وت�رسي عليهم مقت�ضياته‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪26‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�إطار الأطباء وجراحي الأ�سنان وال�صيادلة‬

‫املادة ‪36‬‬
‫ت�سند للأطباء وجراحي الأ�سنان وال�صيادلة العاملني بامل�ؤ�س�سات‬
‫ال�سجنية مهام تتبع احلالة ال�صحية لل�سجناء طبقا للقوانني اجلاري بها‬
‫العمل ويقومون على اخل�صو�ص مبا يلي ‪:‬‬
‫ •فح�ص وتتبع احلالة ال�صحية للمعتقلني؛‬
‫ •ال�سهر على تنفيذ الربامج ال�صحية داخل امل�ؤ�س�سات ال�سجنية؛‬
‫ •ال�سهر على �صحة املعتقلني البدنية والعقلية‪،‬‬
‫ •ال�سهر على اتخاذ التدابري الوقائية لفائدة املعتقلني؛‬
‫ •ال�سهر على قواعد النظافة والرعاية ال�صحية داخل امل�ؤ�س�سات‬
‫ال�سجنية؛‬
‫ •الت�أكد من احرتام �رشوط وكيفية تخزين املواد الغذائية واحلفاظ‬
‫عليها؛‬
‫ •مراقبة جودة وطرق تهيئ الوجبات الغذائية؛‬
‫ •ال�سهر على تطبيق القواعد املتعلقة بعزل املر�ضى طريحي الفرا�ش‬
‫وذوي الأمرا�ض املعدية والأمرا�ض العقلية؛‬
‫ •ت�أطري الأطر ال�شبه الطبية؛‬
‫ •تنظيم ومراقبة تزويد م�صحات امل�ؤ�س�سات ال�سجنية بالأدوية‬
‫ال�رضورية لتقدمي الإ�سعافات والعالجات لفائدة املعتقلني؛‬
‫ •الإ�رشاف على تدبري �ش�ؤون امل�صحات بامل�ؤ�س�سات ال�سجنية‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪37‬‬
‫يعني الأطباء وال�صيادلة وجراحو الأ�سنان طبقا لأحكام املر�سوم‬
‫رقم ‪ 2-99-651‬ال�صادر يف ‪ 25‬من جمادى الآخرة ‪� 6 -1420‬أكتوبر‬
‫‪ )1999‬ب�ش�أن النظام الأ�سا�سي اخلا�ص بهيئة الأطباء وال�صيادلة وجراحي‬
‫الأ�سنان امل�شرتكة بني الوزارات وت�رسي عليهم الأحكام الواردة فيه‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪28‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫قانون رقم ‪ 23.98‬يتعلق بتنظيم‬


‫وت�سيري امل�ؤ�س�سات ال�سجنية‬
‫ظهري �رشيف رقم ‪� 1.99.200‬صادر يف ‪ 13‬من جمادى الأوىل ‪1420‬‬
‫‪� 25‬أغ�سط�س ‪ )1999‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 23.98‬املتعلق بتنظيم وت�سيري‬
‫امل�ؤ�س�سات ال�سجنية‬

‫(مقتطفات)‬

‫املادة ‪6‬‬
‫يف�صل املعتقلون االحتياطيون عن املدانني‪.‬‬
‫يف�صل املكرهون بدنيا لأ�سباب مدنية عن املعتقلني االحتياطيني وعن‬
‫املدانني‪.‬‬
‫يجب �أن تخ�ص�ص �أماكن منف�صلة للمعتقلني املر�ضى‪.‬‬

‫املادة ‪23‬‬
‫يجب �أن ي�شعر كل معتقل عند �إيداعه بامل�ؤ�س�سة‪ ،‬بحقه يف الإدالء‬
‫با�سم وعنوان ال�شخ�ص �أو الأ�شخا�ص الذين ميكن االت�صال بهم‪ ،‬يف‬
‫احلاالت الطارئة‪.‬‬
‫ي�سجل ت�رصيحه يف جميع الأحوال مبلفه‪.‬‬
‫�إذا تعلق الأمر بحدث جـانح يجب �أن ي�سجل مدير امل�ؤ�س�سة يف بطاقة‬
‫معلوماته ومبجرد �إيداعه‪ ،‬ا�سم وعنوان وهاتف �أبويه �أو و�صيه �أو كافله‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪24‬‬
‫يجب فورا �إ�شعار مدير �إدارة ال�سجون‪ ،‬ووكيل امللك وال�سلطة الق�ضائية‬
‫املخت�صة‪ ،‬وال�شخ�ص �أو الأ�شخا�ص امل�شار �إليهم يف املادة ‪ ،23‬يف حالة‬
‫وفاة معتقل‪� ،‬أو عند ا�ست�شفائه ب�سبب مر�ض �أ�صبحت معه حياته‬
‫معر�ضة للخطر‪� ،‬أو ب�سبب حـادثة خطرية‪.‬‬

‫املادة ‪25‬‬
‫�إذا وجد معتقل بامل�ست�شفى عند وجوب الإفراج عنه‪ ،‬ينبغي �إ�شعار‬
‫عائلته �أو الأ�شخا�ص الذين عرب عن رغبته يف �إ�شعارهم بالإفراج عنه‪،‬‬
‫ومبكان ا�ست�شفائه‪.‬‬
‫يتوىل مدير امل�ؤ�س�سة‪ ،‬داخل �أجل ‪ 15‬يوما ال�سابقة النق�ضاء العقوبة‬
‫�أو عند وجوب الإفراج عنه‪� ،‬إخبار �أبوي احلدث �أو و�صيه �أو كافله ق�صد‬
‫احل�ضور لت�سلمه وعند عدم ح�ضورهم يخرب النيابة العامة التي تتوىل‬
‫ال�سهر على �إي�صاله �إىل حمل �إقامتهم‪.‬‬

‫املادة ‪26‬‬
‫يجب �إ�شعار كل معتقل عند �إيداعه مب�ؤ�س�سة �سجنية‪ ،‬باملقت�ضيات‬
‫الأ�سا�سية الواردة يف هذا القانون ويف الن�صو�ص وال�ضوابط ال�صادرة‬
‫تطبيقا له‪ .‬ويجب على اخل�صو�ص �إخباره بحقوقه وواجباته‪.‬‬
‫يت�ضمن هذا الإ�شعار كذلك‪ ،‬املعلومات املتعلقة بالعفو وبالإفراج املقيد‬
‫ب�رشوط ومب�سطرة ترحيل املعتقلني وكل البيانات التي تفيده �أثناء ق�ضاء‬
‫فرتة اعتقاله‪ ،‬خـا�صة طرق تقدمي التظلمات وال�شكايات‪ .‬‬
‫تبلغ هذه املعلومات عن طريق دليل ي�سلم للمعتقل بطلب منه وعن‬
‫طريق مل�صقات داخل امل�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪30‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫و�إذ ا كان املعتقل �أميا‪ ،‬وجب �إخباره �شفويا من طرف املكلف بالعمل‬
‫االجتماعي‪ ،‬ويف هذه احلالة ي�شار �إىل ذلك الإخبار مبلفه‪.‬‬

‫املادة ‪27‬‬
‫ت�سلم بطاقة خروج املعتقل عند الإفراج عنه‪ ،‬وتثبت فيها مدة‬
‫االعتقال‪ ،‬دوق الإ�شارة �إىل �سببه‪� ،‬إال �إذا طلب ذلك‪.‬‬
‫ي�سلم للمعتقل كذلك‪ ،‬بطلب منه‪� ،‬أثناء �أو بعد الإفراج عنه‪ ،‬موجز‬
‫من �سجل االعتقال‪ ،‬دون الإ�شارة �إىل �سببه‪� ،‬إال �إذا طلب ذلك‪.‬‬
‫يتوقف ت�سليم املوجز املذكور‪ ،‬لعائلة املعتقل �أو ملحاميه �أو لل�شخ�ص‬
‫الذي يهمه �أمره‪ ،‬على املوافقة امل�سبقة للمعتقل‪.‬‬
‫ينجز مدير امل�ؤ�س�سة �أو من يفو�ضه لهذه الغاية هذه الوثيقة‪ ،‬وي�شهد‬
‫ب�صحتها‪ ،‬ويحر�ص على ت�سليمها لل�شخ�ص الذي تقدم بالطلب بعد‬
‫الت�أكد من هويته‪.‬‬
‫ترجع �إمكانية وكيفية ت�سليم هذا املوجز عند وفاة املعتقل �إىل �إدارة‬
‫ال�سجون‪ .‬‬
‫ميكن �أن ي�سلم بنف�س ال�رشوط‪ ،‬تقرير م�ستخرج من امللف الطبي‬
‫للمعتقل‪ ،‬ما مل يقت�ض ال�رس املهني خالف ذلك‪ ،‬ويف هذه احلالة ي�سلم‬
‫لطبيبه اخلا�ص‪ .‬‬

‫املادة ‪28‬‬
‫با�ستثناء احلاالت املن�صو�ص عليها يف هذا الفرع‪ ،‬ت�سلم معلومات‬
‫متعلقة بحالة املعتقل وو�ضعيته‪ ،‬لل�سلطات الق�ضائية والإدارية امل�ؤهلة‬
‫للإطالع عليها‪ .‬‬
‫ي�سلم مدير امل�ؤ�س�سة‪ ،‬لل�سلطات امل�ؤهلة قانونا‪ ،‬مبا�رشة �أو عن طريق‬
‫ال�سلطة الق�ضائية موجزا �أو ن�سخا م�صادقا على مطابقتها للأ�صل جلميع‬
‫‪31‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الوثائق املوجودة بحوزته‪ ،‬وكذلك نظائر �أو موجزات مما دون ب�سجل‬
‫االعتقال‪ ،‬مع مراعاة عدم انتهاك ال�رس املهني املتعلق بامللف الطبي‬
‫للمعاملة‪ ،‬املو�ضوع حتت م�س�ؤولية الطاقم الطبي‪ .‬‬
‫ميكن للطاقم الطبي للم�ؤ�س�سة وحده‪� ،‬أن يطلع على امللف ال�صحي‬
‫للمعتقل‪ .‬و�أن يوظف املعلومات امل�ضمنة فيه‪ ،‬مع مراعاة املقت�ضيات‬
‫املتعلقة بال�رس املهني‪.‬‬
‫ميكن ملدير �إدارة ال�سجون‪� ،‬أن ي�أذن ب�إعطاء معلومات حول حالة‬
‫وو�ضعية املعتقل بعد موافقة هذا الأخري‪ ،‬لبع�ض الأ�شخا�ص �أو امل�ؤ�س�سات‬
‫املتوفرين على �ضمانات كافية‪ ،‬وذلك لأ�سباب م�رشوعة‪.‬‬

‫املادة ‪32‬‬
‫ال يعترب و�ضع املعتقل يف العزلة‪ ،‬مبوجب تدبري احتياطي �أو �أمني‪،‬‬
‫مبثابة تدبري ت�أديبي‪.‬‬
‫ي�صدر �أمر الو�ضع يف العزلة عن مدير امل�ؤ�س�سة‪ ،‬ويخرب بذلك مدير‬
‫�إدارة ال�سجون‪ ،‬الذي يت�أكد من مالءمة هذا الإجراء‪.‬‬
‫يجب �أن يفح�ص املعتقلون املو�ضوعون يف العزلة‪ ،‬ثالث مرات يف‬
‫الأ�سبوع على الأقل‪ ،‬من طرف طبيب امل�ؤ�س�سة‪ ،‬الذي يديل بر�أيه عند‬
‫كل زيارة يف مدى مالءمة العزلة �أو ا�ستمرارها‪ .‬وله �أن يقرر و�ضع حد لها‪.‬‬
‫كما يتعني معاينتهم فيما تبقى من �أيام الأ�سبوع من طرف رئي�س‬
‫املعقل‪.‬‬
‫ال ميكن �أن تتجاوز مدة العزلة �شهرا واحدا‪� ،‬إال مبقت�ضى قرار يتخذه‬
‫مدير �إدارة ال�سجون‪ ،‬بناء على ر�أي مدير وطبيب امل�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫ي�ستفيد املعتقلون املو�ضوعون يف العزلة‪ ،‬من النظام العادي لالعتقال‪،‬‬
‫مع اتخاذ الإجراءات االحتياطية والأمنية ال�رضورية‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪32‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ميكن ملدير امل�ؤ�س�سة‪� ،‬أن يقرر �إيقاف عزل معتقل‪ ،‬لأ�سباب �صحية‬
‫بدنية �أو نف�سية‪ ،‬ويتخذ يف هذه احلالة الإجراءات التي يراها كفيلة‬
‫بت�أمني حرا�سته‪.‬‬

‫املادة ‪33‬‬
‫ال يجوز الإخالل بقاعدة عزل املعتقلني عن بع�ضهم ليال يف ال�سجون‬
‫املركزية‪ ،‬التي يعتمد فيها هذا الأ�سلوب‪� ،‬إال بناء على تعليمات الطبيب‪،‬‬
‫�أو ب�صفة م�ؤقتة‪ ،‬ب�سبب اكتظاظ امل�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫يجمع املدانون‪� ،‬أثناء النهار‪ ،‬من �أجل مزاولة �أن�شطة مهنية �أو بدنية‬
‫�أو ريا�ضية‪ .‬وميكن �أن يجمعوا �أي�ضا للدرا�سة والتكوين‪ ،‬وكذا للقيام‬
‫ب�أن�شطة ثقافية �أو ترفيهية‪.‬‬
‫يجب �أن يكون اجلدول الزمني للمدانني‪ ،‬وال�سيما احل�ص�ص‬
‫املخ�ص�صة ملختلف الأن�شطة املذكورة يف الفقرة �أعاله‪ ،‬م�شتمال على ما‬
‫ي�سمح باحلفاظ على م�ؤهالتهم الفكرية والنف�سية والبدنية وتنميتها‪،‬‬
‫ق�صد ت�سهيل �إعادة �إدماجهم يف املجتمع‪.‬‬

‫املادة ‪34‬‬
‫يخ�ص�ص بامل�ؤ�س�سات �أو الأحياء اخلا�صة بالإناث‪ ،‬حمل للأمهات‬
‫املرفقات ب�أطفال �صغار ال�سن ودور احل�ضانة وذلك يف حدود الإمكانيات‬
‫ا ملادية والب�رشية املتوفرة‪.‬‬
‫يتم �إيواء املعتقالت الالئي ال يتعدى عمرهن ‪� 20‬سنة وفقا لنف�س‬
‫ال�رشوط الطبية على املعتقلني الأحداث‪.‬‬

‫املادة ‪43‬‬
‫تطبق على الأن�شطة املهنية داخـل امل�ؤ�س�سات ال�سجنية‪ ،‬املقت�ضيات‬
‫الت�رشيعية والتنظيمية لقانون ال�شغل‪ ،‬املتعلقة بحماية �أمن و�صحة العاملني‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪44‬‬
‫ي�ستفيد املعتقل عند تعر�ضه حلادثة �شغل‪� ،‬أو �إ�صابته مبر�ض مهني‪،‬‬
‫من مقت�ضيات القانون املطبقة يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬

‫املادة ‪45‬‬
‫مينح للمعتقلني الذين يزاولون ن�شاطا منتجا‪ ،‬مقابل من�صف‪ ،‬يحدد‬
‫مبلغه مبقت�ضى قرار م�شرتك للوزير املكلف بالعدل والوزير املكلف باملالية‪.‬‬

‫املادة ‪51‬‬
‫ال يجوز �أن يكون هناك متييز يف املعاملة بني املعتقلني‪ ،‬ب�سبب‬
‫العرق �أو اللون �أو اجلن�س �أو اجلن�سية �أو اللغة �أو الدين �أو الر�أي �أو املركز‬
‫االجتماعي‪ .‬‬

‫املادة ‪52‬‬
‫يجب �أن تتم يف �أقرب الآجال‪ ،‬معاينة كل معتقل عند دخوله �إىل امل�ؤ�س�سة‬
‫ال�سجنية‪� ،‬إما من مديرها �أو من العون املكلف بامل�صلحة االجتماعية‪ .‬وعليه‬
‫�أن يخرب النيابة العامة بكل الإ�صابات �أو الأعرا�ض البادية‪.‬‬
‫يخ�ضع املعتقل كذلك لفح�ص طبي‪ ،‬داخل �أجل ثالثة �أيام على الأكرث‪.‬‬
‫يخ�ضع كل معتقل للقواعد املطبقة على املعتقلني من ال�صنف الذي‬
‫ينتمي �إليه‪.‬‬

‫املادة ‪61‬‬
‫يكمن الو�ضع يف زنزانة الت�أديب‪ ،‬يف و�ضع املعتقل بزنزانة معدة لهذه‬
‫الغاية‪ ،‬ويجب �أن ي�شغلها املعتقل وحده‪.‬‬
‫يجب �أن يفح�ص املعتقل املو�ضوع بزنزانة الت�أديب من طرف الطبيب‬
‫مبجرد و�ضعه بها‪� ،‬أو يف �أقرب وقت ممكن‪ ،‬ويفح�ص يف جميع الأحوال‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪34‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مرتني يف الأ�سبوع على الأقل‪ ،‬ويوقف هذا التدبري �إذا ما الحظ الطبيب‬
‫�أن ا�ستمراره �سيعر�ض �صحة املعتقل للخطر‪ .‬‬
‫عالوة على التدابري امل�شار �إليها يف الفقرات ‪ 2‬و ‪ 3‬و ‪ 6‬من املادة ‪،55‬‬
‫ينتج عن الو�ضع يف زنزانة الت�أديب‪ ،‬املنع من الزيارة‪ ،‬كما ينتج عنه‬
‫كذلك تقلي�ص املرا�سالت با�ستثناء املرا�سلة العائلية‪.‬‬
‫غري �أن املعتقلني يحتفظون يف هذه احلالة ب�إمكانية االت�صال بحرية‬
‫مبحاميهم طبقا للمقت�ضيات املن�صو�ص عليها يف هذا القانون ويف قانون‬
‫امل�سطرة اجلنائية‪.‬‬
‫يجب �أن يتمتع املعتقلون املو�ضوعون بزنازين الت�أديب بف�سحة انفرادية‬
‫مدتها �ساعة واحدة يف كل يوم‪.‬‬
‫ال ي�سمح بتقلي�ص النظام الغذائي للمعتقلني الذين تقرر و�ضعهم‬
‫بزنزانة الت�أديب‪.‬‬

‫املادة ‪62‬‬
‫ال يجوز �أن ت�ستعمل للمعاقبة و�سائل ال�ضغط‪ ،‬كالأ�صفاد والقيود‬
‫وقمي�ص القوة‪.‬‬
‫ميكن ا�ستعمال هذه الو�سائل ب�صفة ا�ستثنائية ب�أمر من مدير امل�ؤ�س�سة‪،‬‬
‫�إما تلقائيا �أو بناء على تعليمات الطبيب‪� ،‬إذا مل تكن هناك و�سيلة �أخرى‪،‬‬
‫متكن من التحكم يف املعتقل �أو منعه من �إحداث خ�سائر �أو من �إحلاق‬
‫�أ�رضار بنف�سه �أو بالغري‪.‬‬
‫يجب �أن ال تتعدى مدة ا�ستعمال هذه الو�سائل املدة ال�رضورية‪.‬‬
‫تتم ا�ست�شارة الطبيب ب�ش�أن كل ما يتعلق با�ستعمال هذه الو�سائل �أو‬
‫بو�ضع حد ال�ستعمالها‪.‬‬
‫ي�شعر مدير �إدارة ال�سجون بكل هذه الإجراءات‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪113‬‬
‫يجب �أن يتم االعتقال يف ظروف مالئمة لل�صحة وال�سالمة‪� ،‬سواء‬
‫فيما يتعلق بتهيئة البنايات و�صيانتها �أو ب�سري امل�صالح االقت�صادية �أو‬
‫بتنظيم العمل وكذا بتطبيق قواعد النظافة ال�شخ�صية ومبمار�سة متارين‬
‫الريا�ضة البدنية مع تغذية متوازنة‪.‬‬

‫املادة ‪114‬‬
‫يجب �أن ت�ستجيب حمالت االعتقال وال�سيما املخ�ص�صة منها‬
‫للإقامة‪ ،‬ملتطلبات ال�صحة والنظافة‪ ،‬مع �أخذ املناخ بعني االعتبار‪،‬‬
‫وخـا�صة ما يتعلق باحليز الهوائي وامل�ساحة الدنيا املخ�ص�صة لكل معتقل‬
‫والتدفئة والإنارة والتهوية‪.‬‬

‫املادة ‪115‬‬
‫يجب �أن يخ�ص�ص يف القانون الداخلي للم�ؤ�س�سة جزء من ا�ستعمال‬
‫الزمن املتعلق باملعتقلني‪ ،‬ملمار�سة التمارين الريا�ضية‪ ،‬خـا�صة �إذا كـانوا ال‬
‫ي�شتغلون عادة خارج امل�ؤ�س�سة‪.‬‬

‫املادة ‪116‬‬
‫تخ�ص�ص لكل معتقل جولة يومية يف الهواء الطلق‪� ،‬أو يف ال�ساحـة‬
‫�أو يف فناء ال�سجن‪ ،‬ما مل يعف من ذلك لأ�سباب �صحية‪� ،‬أو كان يزاول‬
‫�أ�شغاال مهنية خارج امل�ؤ�س�سة‪ .‬‬
‫ال تقل اجلولة اليومية عن �ساعة واحدة‪.‬‬

‫املادة ‪117‬‬
‫تخ�ص�ص ح�ص�ص للرتبية البدنية والريا�ضة داخل جميع امل�ؤ�س�سات‬
‫ال�سجنية التي ميكن �أن تنظم فيها هذه الأن�شطة‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪36‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مينع من هذه احل�ص�ص‪ ،‬املعتقلون ال�صادر يف حقهم تدبري الو�ضع‬


‫يف زنزانة الت�أديب‪.‬‬
‫ميكن ملدير امل�ؤ�س�سة منع �أي معتقل من هذه احل�ص�ص لأ�سباب‬
‫تتعلق بالنظام والأمن‪ .‬‬
‫اخلدمات ال�صحية‬
‫الفرع الأول ‪ :‬مقت�ضيات عامة‬

‫املادة ‪123‬‬
‫تتوفر كل م�ؤ�س�سة �سجنية‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل م�ساعدين طبيني‪ ،‬على‬
‫طبيب واحد على الأقل‪ ،‬يكلف بالعمل بها �إما ب�صفة دائمة �أو ب�صفة‬
‫منتظمة‪.‬‬
‫تتم اال�ستعانة ب�أطباء متخ�ص�صني �أو مب�ساعدين طبيني باقرتاح من‬
‫طبيب امل�ؤ�س�سة‪ ،‬وذلك لتقدمي م�ساعدتهم لفح�ص وعالج املعتقلني‪.‬‬

‫املادة ‪124‬‬
‫تخ�ضع امل�ؤ�س�سات ال�سجنية للمراقبة‪ ،‬من طرف الطبيب الرئي�سي‬
‫للعمالة �أو الإقليم‪ ،‬وللتفتي�ش من طرف امل�صلحة ال�صحية التابعة لإدارة‬
‫ال�سجون‪.‬‬

‫املادة ‪125‬‬
‫تتوفر كل م�ؤ�س�سة �سجنية على م�صحة‪ .‬جتهز هذه امل�صحة تبعا لأهمية‬
‫امل�ؤ�س�سة ال�سجنية واخت�صا�صها‪ ،‬على �أن ال يقل ما بها من جتهيزات‪،‬‬
‫عما هو موجود مب�ستو�صفات القطاع العام‪ ،‬للتمكن من تقدمي العالجـات‬
‫والإ�سعافات املنا�سبة للمر�ضي‪ ،‬ومن تخ�صي�ص نظام مالئم حلاجيات‬
‫املعاقني‪ ،‬وامل�صابني ب�أمرا�ض مزمنة‪ ،‬ومن عزل امل�صابني ب�أمرا�ض معدية‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫تهي�أ حمالت لإجراء الفحو�ص الطبية و�أخرى لل�صيدليات‪.‬‬


‫يجب �أن تكون الأطر ال�صحية العاملة بامل�ؤ�س�سات ال�سجنية �أو الأحياء‬
‫املخ�ص�صة للن�ساء من الإناث‪.‬‬
‫�إذا تعذر ذلك‪ ،‬فال ميكن القيام بالفحو�ص والعالجات �إال بح�ضور‬
‫مراقبة‪.‬‬

‫املادة ‪126‬‬
‫ي�ستفيد املعتقلون املر�ضى‪ ،‬بناء على التعليمات الطبية من ظروف‬
‫اعتقال ومن نظام غذائي منا�سبني ملا ت�ستلزمه حالتهم ال�صحية‪.‬‬

‫املادة ‪127‬‬
‫يتخذ مدير امل�ؤ�س�سة بتن�سيق مع الطبيب‪ ،‬و�إذ ا اقت�ضى احلال مع‬
‫ال�سلطات الإدارية املحلية‪ ،‬كل التدابري ال�رضورية للوقاية من الأوبئة �أو‬
‫الأمرا�ض املعدية �أو ملحاربتها وخ�صو�صا ما يتعلق با�ست�شفاء املر�ضى‬
‫واحلجر ال�صحـي وتطهـري املحالت والأمتعة والأفر�شة‪ .‬‬
‫يجب الإ�شعار بجميع احلاالت املر�ضية‪ ،‬التي يلزم الت�رصيـح بها‪ ،‬تبعا‬
‫للقانون املعمول به‪ ،‬وطبقا لل�رشوط التنظيمية‪  .‬‬

‫املادة ‪128‬‬
‫حتفظ نتائج الفحو�ص الطبية بامللف الطبي للمعتقل‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬مهام �أطباء امل�ؤ�س�سات ال�سجنية‬
‫املادة ‪129‬‬

‫يجب �أن يقوم طبيب امل�ؤ�س�سة‪ ،‬املكلف بال�سهر على �صحة املعتقلني‬
‫البدنية والعقلية بفح�ص ي�شمل‪:‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪38‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ •املعتقلني اجلدد بامل�ؤ�س�سة؛‬


‫ •املعتقلني الذين �أ�شعروا مبر�ضهم �أو الذين �رصحوا بذلك؛‬
‫ •املعتقلني املو�ضوعني بزنزانة الت�أديب �أو املو�ضوعني يف العزلة؛‬
‫ •املعتقلني الذين �سيتم ترحيلهم؛‬
‫ •املعتقلني املوجودين بامل�صحة؛‬
‫ •املعتقلني الذين طالبوا لأ�سباب �صحية‪ ،‬ب�إعفائهم من �أي ن�شاط‬
‫مهني‪� ،‬أو ريا�ضي �أو بتغيري امل�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫�إذا تبني للطبيب‪� ،‬أن �صحة املعتقل البدنية �أو العقلية عر�ضة للخطر‪،‬‬
‫ب�سبب نظام االعتقال‪ ،‬ف�إنه ي�شعر كتابة بذلك مدير امل�ؤ�س�سة‪ ،‬الذي يجب‬
‫عليه اتخاذ التدابري امل�ؤقتة الالزمة‪ .‬ويخرب بدوره مدير �إدارة ال�سجون‪.‬‬
‫و�إذا تعلق الأمر مبعتقل احتياطي‪ ،‬فعليه �أن يخرب �أي�ضا ال�سلطة‬
‫الق�ضائية املخت�صة‪ .‬‬

‫املادة ‪130‬‬
‫يتعني على الطبيب كذلك ‪:‬‬
‫ •ال�سهر على مراقبة التغذية ونظافة امل�ؤ�س�سة؛‬
‫ •ال�سهر على تطبيق القواعد املتعلقة بعزل املر�ضى طريحي الفرا�ش‪،‬‬
‫وذوي الأمرا�ض املعدية والأمرا�ض العقلية‪ ،‬وعند االقت�ضاء الأمر‬
‫ب�إيداعهم بامل�صحة‪� ،‬أو نقلهم �إىل فرع �صحي متخ�ص�ص مب�ؤ�س�سة‬
‫�سجنية �أخرى �أو الأمر با�ست�شفائهم؛‬
‫ •اقرتاح ا�ست�شفاء املر�ضى املفرج عنهم الذين يتعذر عليهم لأ�سباب‬
‫�صحية االلتحاق ب�سكناهم؛‬
‫‪39‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ •الأمر ب�إجراء الفحو�ص لدى �أطباء متخ�ص�صني؛‬


‫ •حتديد امل�آل املنا�سب بخ�صو�ص الأدوية املوجودة بحوزة املعتقلني �أو‬
‫املوجهة �إليهم من خارج امل�ؤ�س�سة‪،‬‬
‫ •�إجناز �شهادة الوفاة يف حالة حدوثها داخل امل�ؤ�س�سة؛‬
‫ •ت�سليم ال�شواهد الطبية املن�صو�ص عليها يف القوانني اجلاري بها‬
‫العمل عند وقوع حادثة �شغل �أو مر�ض مهني �أو حادث جرمي؛‬
‫ •ت�سليم �شواهد طبية للمعتقلني‪ ،‬وعند موافقتهم ال�رصيحة‪ ،‬لعائالتهم‬
‫�أو ملحاميهم؛‬
‫ •ت�سليم �شواهد طبية تخ�ص احلالة ال�صحية للمعتقلني‪ ،‬كلما طلب‬
‫منهم ذلك لإدارة ال�سجون �أو لل�سلطة الق�ضائية املخت�صة‪ ،‬تت�ضمن‬
‫املعلومات ال�رضورية لتوجيههم ومعاملتهم داخل امل�ؤ�س�سة ورعايتهم‬
‫بعد الإفراج عنهم‪.‬‬

‫املادة ‪131‬‬
‫يف حالة �إ�رضاب معتقل عن الطعام‪ ،‬يخرب بذلك مدير �إدارة ال�سجون‬
‫وعائلة املعتقل كما تخرب ال�سلطة الق�ضائية‪� ،‬إذا تعلق الأمر مبعتقل احتياطي‪.‬‬
‫ميكن �إجبار املعتقل على التغذية �إذا �أ�صبحت حياته معر�ضة للخطر‬
‫وذلك بناء على تعليمات الطبيب وحتت مراقبته‪.‬‬

‫املادة ‪132‬‬
‫مينع �إخ�ضاع املعتقلني لتجارب طبية �أو علمية‪ .‬‬

‫املادة ‪133‬‬
‫ال ميكن التربع بالدم من طرف املعتقلني املتطوعني‪� ،‬إال داخل امل�ؤ�س�سة‬
‫ال�سجنية وبعد موافقة مدير �إدارة ال�سجون‪ .‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪40‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪134‬‬
‫يكون الطبيب امللف الطبي للمعتقلني ويديل بر�أيه التقني من �أجل‬
‫ت�صنيفهم وتوزيعهم‪ .‬‬

‫املادة ‪135‬‬
‫مي�سك �سجل خا�ص بامل�صحـة ت�سجل به تعليمات الطبيب‪.‬‬
‫يجب الت�أ�شري على هذا ال�سجل من طرف الأطباء املفت�شني‪� ،‬أثناء‬
‫قيامهم بتفقد امل�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫يقوم امل�ساعدون الطبيون‪ ،‬حتت مراقبة الطبيب‪ ،‬ب�إعطاء العالجـات‬
‫املو�صوفة من طرفه‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اال�ست�شفاء‬

‫املادة ‪136‬‬
‫يجب �أن يودع املعتقلون ب�أقرب م�ست�شفى كلما ارت�أى طبيب امل�ؤ�س�سة‬
‫�أن العالجات ال�رضورية ال ميكن �إعطا�ؤها بعني املكان‪� ،‬أو يف حالة‬
‫�إ�صابتهم ب�أمرا�ض وبائية‪.‬‬
‫يتعني على الطبيب رئي�س امل�صلحة‪ ،‬حتت م�س�ؤوليته‪� ،‬أن يفح�ص‬
‫املعتقل من �أجل الت�أكد من �رضورة بقائه بامل�ست�شفى‪ .‬وي�صدر �أمرا ب�إرجاعه‬
‫�إىل ال�سجن يف �أي وقت تبني فيه �أن املعتقل ميكن معاجلته داخل ال�سجن‪.‬‬
‫ال ميكن �إيداع املعتقلني مب�صحات خ�صو�صية‪ ،‬ولو على نفقتهم‪� ،‬إال‬
‫مبوافقة وزير العدل‪.‬‬
‫ت�رسي نف�س املقت�ضيات املن�صو�ص عليها فـي الفقرة الثانية �أعاله على‬
‫الطبيب مدير امل�صحة اخل�صو�صية‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪137‬‬
‫ال يتم اال�ست�شفاء‪� ،‬إال بناء على تعليمات طبية‪ ،‬وت�شعر بذلك �إدارة‬
‫ال�سجون‪ ،‬قبل نقل املعتقل املري�ض‪ .‬و�إذا تعلق الأمر مبعتقل احتياطي‪،‬‬
‫تعني كذلك �إ�شعار ال�سلطة الق�ضائية املخت�صة‪.‬‬
‫يف حالة اال�ستعجال‪ ،‬يتم الإ�شعار بعد �إجناز اال�ست�شفاء‪.‬‬
‫يجب على مدير امل�ؤ�س�سة‪� ،‬إعطاء املعلومات الكافية لل�سلطة املعنية‪،‬‬
‫ق�صد متكينها من اتخاذ الإجراءات الالزمة خلفر وحرا�سة املعتقل نزيل‬
‫امل�ست�شفى‪ ،‬بوا�سطة م�صالح ال�رشطة �أو الدرك‪ ،‬وب�صفة عامة‪ ،‬من حتديد‬
‫التدابري الكفيلة مبنع �أي حـادث‪ ،‬مع �أخذ �شخ�صية املعتقل بعني االعتبار‪.‬‬
‫يعترب املعتقلون املودعون بامل�ست�شفى موا�صلة لتنفيذ عقوبتهم �أو‬
‫اعتقالهم االحتياطي‪ ،‬ويطبق يف حقهم يف هذه احلالة نظام االعتقال‬
‫بامل�ؤ�س�سات ال�سجنية‪.‬‬
‫ترفع حالة االعتقال‪� ،‬إذا انتهت مدة العقوبة �أثناء ا�ست�شفاء املعتقل‪ .‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الوالدة �أثناء فرتة االعتقال واالحتفاظ بالأبناء �صغار‬
‫ال�سن‪.‬‬

‫املادة ‪138‬‬
‫�إذا متت الوالدة داخل امل�ؤ�س�سة‪ ،‬ي�رصح بذلك �إىل امل�صلحة املكلفة باحلالة‬
‫املدنية من طرف مدير امل�ؤ�س�سة �أو العون املكلف بامل�صلحة االجتماعية‪.‬‬
‫ي�شار بعقد الوالدة �إىل عنوان امل�ؤ�س�سة دون ذكر ا�سمها �أو الإ�شارة‬
‫�إىل اعتقال الأم‪.‬‬
‫�إذا كانت املعتقلة على �أهبة الو�ضع‪ ،‬ميكن منحها رخ�صة ا�ستثنائية‬
‫طبقا للمادة ‪� 46‬أعاله‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪42‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪139‬‬
‫ال ميكن قبول الأطفال الذين ي�صاحبون �أمهاتهـم داخل امل�ؤ�س�سة‬
‫ال�سجنية‪� ،‬إال باملوافقة الكتابية لل�سلطة الق�ضائية املخت�صة‪ .‬‬
‫ميكن �إبقاء الأطفال �صحبة �أمهاتهم‪ ،‬حتى بلوغهم �سن الثالثة‪� ،‬إال‬
‫�أنه ميكن بناء على طلب الأم‪ ،‬متديد هذا احلد مبوافقة وزير العدل‪� ،‬إىل‬
‫�سن اخلام�سة‪.‬‬
‫تتكفل امل�صلحة االجتماعية‪ ،‬قبل ف�صل الطفل عن �أمه‪ ،‬بدرا�سة‬
‫�إمكانية و�ضعه بجهة تعتني برتبيته‪� ،‬رشيطة موافقة من له حق احل�ضانة‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫تنظيم وت�سيري امل�ؤ�س�سات ال�سجنية‬


‫مر�سوم رقم ‪� 2.00.485‬صادر يف ‪� 6‬شعبان ‪ 3 1421‬نوفمرب ‪،2000‬‬
‫حتدد مبوجبه كيفية تطبيق القانون رقم ‪ 23.98‬املتعلق بتنظيم وت�سيري‬
‫امل�ؤ�س�سات ال�سجنية‬

‫(مقتطفات)‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬النظافة واملحافظة على ال�صحة‬

‫املادة ‪84‬‬
‫يجب �أن ت�ستجيب حمالت الإقامة للمتطلبات ال�صحية ويتعني لذلك‬
‫�أن تكون النوافذ كبرية مبا فيه الكفاية ليتمكن املعتقلون من القراءة‬
‫والعمل يف �إنارة طبيعية‪.‬‬
‫بجب �أن تكون الإنارة اال�صطناعية كافية لتمكني املعتقلني من القراءة‬
‫والعمل دون �أن ي�ؤثر ذلك على ب�رصهم‪ .‬كما ينبغي �أن تكون النوافذ‬
‫معدة ب�شكل ي�سمح بالتهوية‪.‬‬
‫يجب �أن تكون املرافق ال�صحية نظيفة كما يجب �أن تكون موزعة‬
‫ب�شكل مالئم و�أن يتنا�سب عددها وعدد املعتقلني‪ .‬‬

‫املادة ‪85‬‬
‫يهيئ كل معتقل فرا�شه ويعتني بزنزانته �أو املكان املخ�ص�ص له ليكون‬
‫نظيفا با�ستمرار‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪44‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ينظف املعتقلون املكلفون بالأ�شغال يوميا املعامل والعنابر وقاعات‬


‫الطعام واملمرات والأفنية واملحالت الأخرى ذات اال�ستعمال امل�شرتك‬
‫واملخ�ص�صة للعمل العام‪.‬‬
‫يجب �أن تعقم دوريا املحالت واملرافق ال�صحية‪.‬‬

‫املادة ‪86‬‬
‫يفر�ض على جميع املعتقلني القيام بنظافتهم ال�شخ�صية التي يجب �أن‬
‫تراقب با�ستمرار وتعزز هذه الرقابة بالن�سبة للمعتقلني العاملني باملطابخ‬
‫وبالأفرنة وبقاعات الطعام وبامل�صحة‪.‬‬
‫ت�سلم للمعتقلني فور دخولهم املعقل �أدوات النظافة املعتادة بالإ�ضافة‬
‫�إىل ما ميكن اقتنا�ؤه بوا�سطة �إدارة امل�ؤ�س�سة ال�سجنية �أو التو�صل به من‬
‫طرف العائلة‪.‬‬
‫يجب �أن يتوفروا على املاء والوقت ال�رضوريني للعناية بنظافتهم‪.‬‬

‫املادة ‪87‬‬
‫ميكن املعتقلون من احلالقة كلما رغبوا يف ذلك وقبل كل �إخراج �أو ترحيل‪.‬‬

‫املادة ‪88‬‬
‫تخول للمعتقل �إمكانية اال�ستحمام عند دخوله للم�ؤ�س�سة ال�سجنية‬
‫ويتعني على �إدارة امل�ؤ�س�سة ال�سجنية عند االقت�ضاء �إجباره على ذلك‪.‬‬
‫يجب على كل معتقل �أن ي�ستحم مرة يف الأ�سبوع على الأقل‬
‫وتكون درجـة حرارة ماء اال�ستحمام مالئمة وتراعى فيها �أحوال الطق�س‬
‫واملتطلبات ال�صحية للمعتقل‪.‬‬
‫ميكن رفع وثرية اال�ستحمام بالن�سبة للمعتقلني الذين يقومون‬
‫بالأ�شغال العامة‪ ،‬وكذا بالن�سبة ملن يوجد منهم داخل م�ؤ�س�سات تقع يف‬
‫مناطق ذات مناخ حار‪.‬‬
‫‪45‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الباب الثامن‪ :‬اخلدمات ال�صحية‬


‫الفرع الأول ‪ :‬مقت�ضيات عامة‪ ‬‬

‫املادة ‪89‬‬
‫يعني بكل م�ؤ�س�سة ح�سب �أهميتها �إىل جانب الطبيب م�ساعد �أو‬
‫�أكرث من م�ساعدي ال�صحة‪ ،‬ويعمل بجانبهم عند االقت�ضاء �أعوان تابعون‬
‫للإدارة ممن تلقوا تكـوينا ي�ؤهلهم لذلك‪.‬‬

‫املادة ‪90‬‬
‫حتدث م�صحة بكل م�ؤ�س�سة تطبيقا للقانون املتعلق بتنظيم وت�سيري‬
‫امل�ؤ�س�سات ال�سجنية‪ ،‬وتهي�أ �إىل جانبها حمالت �أخرى لتكون عيادة‬
‫لال�ست�شارة الطبية ومقرا مل�ستودع املواد ال�صيدلية‪.‬‬
‫الفرع الثـاين‪ :‬مهام �أطباء امل�ؤ�س�سات ال�سجنية‬

‫املادة ‪91‬‬
‫يجب على طبيب امل�ؤ�س�سة ال�سهر على قواعد النظافة والرعاية‬
‫ال�صحية ولهذه الغاية يزور با�ستمرار وعلى الأقل مرة كل �شهر كل‬
‫امل�صالح واملحـالت ويثري االنتباه لكل خلل ويقرتح على مدير امل�ؤ�س�سة‬
‫الإجراءات ال�رضورية لتداركه‪.‬‬
‫ميكنه �إبداء ر�أيه فـي كمية املواد الغذائية املخ�ص�صة للوجبات كما له‬
‫�أن يراقب جودتها وطريقة تهييئها‪.‬‬
‫يحرر الطبيب تقريرا ي�ضمنه مالحظاته ويوجهه �إىل مدير امل�ؤ�س�سة‬
‫الذي يقوم بدوره فورا ب�إ�شعار مدير �إدارة ال�سجون و�إعادة الإدماج‬
‫بذلك‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪46‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪92‬‬
‫ينجز الطبيب بالإ�ضافة �إىل التقرير امل�شار �إليه يف املادة ال�سابقة تقريرا‬
‫�سنويا عن احلالة ال�صحية للمعتقلني ونظافة امل�ؤ�س�سة وير�سله ملدير �إدارة‬
‫ال�سجون و�إعادة الإدماج حتت �إ�رشاف مدير امل�ؤ�س�سة‪ .‬‬
‫ميكن للم�ؤ�س�سة عند االقت�ضاء اال�ستعانة بخدمات امل�صالح البلدية‬
‫لل�صحة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اال�ست�شفاء‬

‫املادة ‪93‬‬
‫يجب و�ضع املعتقل نزيل م�ست�شفى عمومي يف غرفة �أو حمل معزول‬
‫لتت�أتى حرا�سته من طرف �أعوان القوة العمومية‪.‬‬

‫املادة ‪94‬‬
‫يبقى املعتقلون بامل�ست�شفى مدة ال تتجاوز احلد ال�رضوري لعالجهم‪،‬‬
‫وتتم �إعادتهم للم�ؤ�س�سة ال�سجنية مبجرد ما ت�سمح حالتهم ال�صحية‬
‫بذلك‪.‬‬
‫ميكن للطبيب املفو�ض من طرف �إدارة ال�سجون و�إعادة الإدماج �أن‬
‫يقوم مبراقبة �إيداع املعتقلني بامل�ست�شفى واالحتفاظ بهم داخله‪.‬‬
‫�إذا ارت�أى الطبيب املنتدب من طرف �إدارة ال�سجون �أن بقاء النزيل‬
‫بامل�ست�شفى لي�س بال�رضوري‪ ،‬ميكنه عند منازعته يف ذلك رفع الأمر‬
‫للطبيب الرئي�سي للعمالة �أو الإقليم‪.‬‬

‫املادة ‪95‬‬
‫يجب على املعتقل الذي قبل ا�ست�شفا�ؤه لإجراء عملية جراحية الإدالء‬
‫كتابة مبوافقته ما مل يتعذر ذلك ال�ستحالة مادية‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�إذا تعلق الأمر مبعتقل قا�رص فيجب احل�صول على املوافقة امل�سبقة‬
‫من وليه �أو من يتوىل رعايته‪ ،‬عدا �إذا كانت العملية ال تت�سم بنوع من‬
‫اخلطورة �أو عند حـالة اال�ستعجال‪ .‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬عالجات متنوعة‬

‫املادة ‪96‬‬
‫ي�ستفيد جميع املعتقلني املر�ضى من جمانية الفحو�ص الطبية وخمتلف‬
‫الإ�سعافات والأدوية ال�رضورية وكذا اال�ست�شفاء‪.‬‬
‫ميكن طلب تدخل امل�صالح االجتماعية ل�صالح ه�ؤالء املعتقلني يف‬
‫حالة وجوب عر�ضهم على م�ؤ�س�سة خـا�صة �أو يف حالة �إجراء عملية‬
‫جراحية �أو تركيب �آلة ال حتتمهما �رضورة طبية‪.‬‬

‫املادة ‪97‬‬
‫يخ�ضع املعتقلون تلقائيا للفحو�ص والتلقيحات والإ�سعافات والعالجات‬
‫ال�رضورية للوقاية من الأمرا�ض املعدية‪.‬‬
‫ينقل عند االقت�ضاء املعتقلون امل�صابون ب�أمرا�ض خطرية �أو مزمنة �إىل‬
‫وحدات �صحية خمت�صة‪.‬‬

‫املادة ‪98‬‬
‫ميكن للمعتقلني بناء على طب كتابي وبعد موافقة الطبيب اخل�ضوع‪،‬‬
‫قبل الإفراج عنهم‪ ،‬للعالج من �أجل �إزالة ت�سمم كحويل �أو ت�سمم ناجت‬
‫عن الإدمان على املخدرات‪.‬‬

‫املادة ‪99‬‬
‫�إذا كانت حـالة املعتقل تتطلب عالجا للأ�سنان وتعذر تقدميه بعني‬
‫املكان ف�إنه يرحل م�ؤقتا �إىل م�ؤ�س�سة تتوفر على طبيب جراح للأ�سنان �أو‬
‫يعالج من طرف طبيب خا�ص على نفقته‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪48‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ميكن لإدارة امل�ؤ�س�سة �أن تتدخل لفائدة املعتقلني املعوزين لدى‬


‫اجلهات التي ميكنها تقدمي امل�ساعدة يف حالة طلب �إجراء عملية جراحية‬
‫�أو تركيب �آلة ال حتتمهما �رضورة طبية‪ .‬‬

‫املادة ‪100‬‬
‫ميكن تطبيقا للفقرة الثالثة من املادة ‪ 136‬من القانون املتعلق بتنظيم‬
‫وت�سيري امل�ؤ�س�سات ال�سجنية‪ ،‬الرتخي�ص ب�إيداع املعتقلني مب�صحات‬
‫خ�صو�صية تتوفر فيها ال�رشوط الأمنية الكفيلة بحرا�سة املعتقلني‪ .‬‬

‫املادة ‪101‬‬
‫ميكن اقرتاح ترحيل املدان �إذا تبني �أنه م�صاب بخلل عقلي �أو انهيار‬
‫ع�صبي �إىل م�ؤ�س�سة تتوفر على طبيب للأمرا�ض العقلية والنف�سية‪ .‬‬
‫�إذا تعلق الأمر مبعتقل احتياطي ف�إنه يقدم للفح�ص ب�أقرب م�ست�شفى‬
‫للأمرا�ض العقلية بعد �إ�شعار ال�سلطة الق�ضائية املخت�صة وموافقتها‪ ،‬ويف‬
‫حالة اال�ستعجال يتم �إ�شعار ال�سلطة الق�ضائية بعد �إخراج املعتقل �إىل‬
‫امل�ست�شفى‪.‬‬
‫يوجه للطبيب النف�سي تقرير خا�ص‪ ،‬وميكنه طلب الإطالع على‬
‫امللف الطبي للمعتقل املقدم �إليه‪.‬‬

‫املادة ‪102‬‬
‫ال ميكن ملدير �إدارة ال�سجون و�إعادة الإدماج الرتخي�ص لأي معتقل‬
‫عرب عن رغبته يف التربع بدمه �إال برتخي�ص من وزير ال�صحة‪ .‬‬
‫توجه بطاقة الف�صيلة الدموية وكذا عند االقت�ضاء نتائج التحليالت‬
‫�إىل طبيب امل�ؤ�س�سة الذي ي�شري �إليها بامللف الطبي للمعتقل وي�سلمها‬
‫�إليه بعد الإفراج عنه‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الفرع اخلام�س‪ :‬الوالدة‬

‫املادة ‪103‬‬
‫ت�ستفيد الن�ساء احلوامل وكذا الالئي يرافقن �أطفالهن من نظام مالئم‬
‫لو�ضعيتهن‪ .‬‬
‫�إذا تعلق الأمر مبعتقلة مدانة‪ ،‬ف�إنه ميكن ترحيلها �إىل م�ؤ�س�سة تتوفر‬
‫على حمل خا�ص معد لهذه الغاية‪ ،‬غري �أن ترحيل املعتقالت االحتياطيات‬
‫يتوقف على موافقة اجلهة الق�ضائية املخت�صة‪.‬‬
‫تنقل املعتقالت احلوامل‪ ،‬عند حلول �أجل الو�ضع �إىل م�ست�شفى‬
‫الوالدة‪ ،‬و�إذا تعذر ذلك �إىل �أقرب م�ست�شفى وذلك �ضمن ال�رشوط‬
‫املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ 94‬من هذا املر�سوم‪ .‬‬
‫تتم �إعادتهن �إىل امل�ؤ�س�سة �إذا �سمحت حـالتهن ال�صحية بذلك‪ ،‬وميكن‬
‫للأم املعتقلة االحتفاظ بر�ضيعها داخل امل�ؤ�س�سة �إذا رغبت فـي ذلك‪.‬‬
‫�إذا متت الوالدة داخل امل�ؤ�س�سة تطبق مقت�ضيات املادة ‪ 138‬من‬
‫القانون املتعلق بتنظيم وت�سيري امل�ؤ�س�سات ال�سجنية‪ .‬‬
‫�إذا متت الوالدة بامل�ست�شفى يت�أكد امل�رشف االجتماعي من وقوع‬
‫الت�رصيح بالوالدة و�إال قامت امل�ؤ�س�سة بهذا الإجراء‪ .‬‬

‫املادة ‪104‬‬
‫تعود للم�صلحة االجتماعية لإدارة ال�سجون و�إعادة الإدماج �صالحية‬
‫اختيار املكان الذي �سيودع به الطفل رعيا مل�صلحته‪ ،‬وذلك قبل ف�صله‬
‫عن �أمه و احل�صول على موافقة من له احلق فـي ح�ضانته‪.‬‬
‫تخرب النيابة العامة لدى املحكمة التي توجد امل�ؤ�س�سة ال�سجنية بدائرتها‬
‫بكل املحاوالت التي جترى يف هذا ال�ش�أن وذلك ق�صد التدخل من �أجل‬
‫التعجيل ب�إيداع الطفل لدى امل�ؤ�س�سة املخت�صة برعاية الطفولة‪ .‬‬
‫‪ .2‬ال�صكوك الدولية‬
‫‪53‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫قواعد الأمم املتحدة النموذجية الدنيا ملعاملة‬


‫ال�سجناء (قواعد نيل�سون مانديال)‬
‫(مقتطفات)‬

‫قرار اتخذته اجلمعية العامة يف ‪ 17‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪2015‬‬


‫]بناء على تقرير اللجنة الثالثة ‪[490/A/70‬‬

‫خدمات الرعاية ال�صحية‬

‫القاعدة ‪24‬‬
‫‪ 1 .1‬ىَّ‬
‫تتول الدولة م�س�ؤولية توفري الرعاية ال�صحية لل�سجناء‪ .‬وينبغي‬
‫�أن يح�صل ال�سجناء على نف�س م�ستوى الرعاية ال�صحية املتاح‬
‫يف املجتمع‪ ،‬وينبغي �أن يكون لهم احلقُّ يف احل�صول على‬
‫جمان ًا ودون متييز على �أ�سا�س‬
‫اخلدمات ال�صحية ال�رضورية َّ‬
‫و�ضعهم القانوين‪.‬‬
‫نظم اخلدمات ال�صحية من خالل عالقة وثيقة‬ ‫‪2 .2‬ينبغي �أن ُت َّ‬
‫ت�ضمن ا�ستمرارية‬
‫َ‬ ‫بالإدارة العامة لل�صحة العمومية وبطريقة‬
‫يخ�ص فريو�س نق�ص املناعة‬
‫ُّ‬ ‫العالج والرعاية‪ ،‬مبا يف ذلك فيما‬
‫وال�سل والأمرا�ض املُعدية الأخرى‪ ،‬وكذلك االرتهان‬
‫ُّ‬ ‫الب�رشية‬
‫للمخدرات‪.‬‬
‫ِّ‬

‫القاعدة ‪25‬‬
‫‪1 .1‬يجب �أن يكون يف ِّ‬
‫كل �سجن دائرة خلدمات الرعاية ال�صحية‬
‫مك َّلفة بتقييم ال�صحة البدنية والعقلية لل�سجناء وتعزيزها‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪54‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫وحمايتها وحت�سينها‪ ،‬مع �إيالء اهتمام خا�ص لل�سجناء الذين‬


‫لديهم احتياجات �إىل رعاية �صحية خا�صة �أو يعانون من‬
‫م�شاكل �صحية تعوق �إعادة ت�أهيلهم‪.‬‬
‫متعدد‬
‫ِّ‬ ‫‪2 .2‬تت�ألَّف دائرة خدمات الرعاية ال�صحية من فريق‬
‫ي�ضم عدداً كافي ًا من الأفراد امل� َّؤهلني الذين‬
‫ُّ‬ ‫التخ�ص�صات‬
‫ُّ‬
‫وت�ضم ما يكفي من خبــرة‬ ‫ُّ‬ ‫يعملون با�ستقاللية �إكلينيكية تامة‪،‬‬
‫ِّ‬
‫لكل‬ ‫فــي علم النفــ�س والطــب النف�ســي‪ .‬ويجــب �أن ُتتاح‬
‫�سجني خدمات طبيب �أ�سنان م� َّؤهل‪.‬‬

‫القاعدة ‪26‬‬
‫وتعهد ملفات ط ِّبية‬
‫ُّ‬ ‫‪1 .1‬تقوم دائرة خدمات الرعاية ال�صحية ب�إعداد‬
‫رسية جلميع ال�سجناء‪ ،‬و ُي�سمح جلميع‬ ‫وحمدثة و� ِّ‬
‫َّ‬ ‫فردية دقيقة‬
‫باالطالع على ملفاتهم بنا ًء على طلبهم‪ .‬ولل�سجني‬ ‫ِّ‬ ‫ال�سجناء‬
‫ِّ‬
‫االطالع على ملفه الط ِّبي‪.‬‬ ‫�أن يف ِّو�ض لطرف ثالث‬
‫‪2 .2‬حتال امللفات الط ِّبية �إىل دائرة خدمات الرعاية ال�صحية يف‬
‫رسية الط ِّبية‪.‬‬
‫امل�ؤ�س�سة امل�ستقبِ لة لدى نقل ال�سجني وحتاط بال� ِّ‬
‫القاعدة ‪27‬‬
‫‪َ 1 .1‬تكفل جميع ال�سجون �إمكانية احل�صول الفوري على الرعاية‬
‫الطبية يف احلاالت العاجلة‪� .‬أ َّما ال�سجناء الذين تتط َّلب حاالتهم‬
‫متخ�ص�صة‬
‫ِّ‬ ‫متخ�ص�صة �أو جراحة فينقلون �إىل م�ؤ�س�سات‬ ‫ِّ‬ ‫عناي ًة‬
‫�أو �إىل م�ست�شفيات مدنية‪ .‬ومن الواجب‪ ،‬حني تتوفَّر يف ال�سجن‬
‫دائرة خدمات ط ِّبية خا�صة به ت�شتمل على مرافق م�ست�شفى‪،‬‬
‫�أن تكون مز َّود ًة مبا يكفي من املوظفني واملعدات لتوفري خدمات‬
‫العالج والرعاية املنا�سبة لل�سجناء املُحالني �إليها‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪2 .2‬ال يجوز �إالَّ الخت�صا�صيي الرعاية ال�صحية امل�س�ؤولني اتخاذ‬


‫قرارات �إكلينيكية‪ ،‬وال يجوز ملوظفي ال�سجون غري الط ِّبيني �إلغاء‬
‫تلك القرارات وال جتاهلها‪.‬‬

‫القاعدة ‪28‬‬
‫ُتز َّود �سجون الن�ساء باملرافق اخلا�صة ال�رضورية لتوفري الرعاية والعالج‬
‫قبل الوالدة وبعدها‪ .‬و ُت َّتخذ‪ ،‬حيثما �أمكن‪ ،‬ترتيبات لوالدة الأطفال‬
‫طفل داخل ال�سجن‪ ،‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫يف م�ست�شفى خارج ال�سجن‪ .‬ويف حالة والدة‬
‫�سجل ذلك يف �شهادة امليالد‪.‬‬ ‫ُي َّ‬
‫القاعدة ‪29‬‬
‫‪ُ 1 .1‬ي�ستند يف اتخاذ قرار ب�ش�أن ال�سماح للطفل بالبقاء مع �أحد والديه‬
‫الف�ضلى‪ .‬ويف حال ال�سماح ببقاء‬ ‫يف ال�سجن �إىل م�صلحة الطفل ُ‬
‫الأطفال يف ال�سجن مع �أحد الوالدين‪ُ ،‬ت َّتخذ ترتيبات لت�أمني ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫�أ) مرافق داخلية �أو خارجية لرعاية الأطفال يقوم عليها �أ�شخا�ص‬
‫م� َّؤهلون يودع الأطفال فيها عندما ال يكونون حتت رعاية والديهم؛‬
‫ب) خدمات رعاية �صحية خا�صة بالأطفال‪ ،‬مبا يف ذلك الفح�ص‬
‫متخ�ص�صني‪.‬‬‫ِّ‬ ‫ال�صحي عند الدخول ور�صد منوهم با�ستمرار من قِ َبل‬
‫عامل الأطفال الذين يرافقون �أحد والديهم يف ال�سجن �إطالق ًا‬
‫‪2 .2‬ال ُي َ‬
‫ك�سجناء‪.‬‬

‫القاعدة ‪30‬‬
‫يقوم طبيب‪� ،‬أو غريه من اخت�صا�صيي الرعاية ال�صحية امل�ؤهلني‪،‬‬
‫بغ�ض النظر عن تبعيتهم للطبيب �أو عدم تبعيتهم له‪ ،‬مبقابلة كل‬
‫�سجني والتحدث �إليه وفح�صه يف �أقرب وقت ممكــن بعــد دخولــه‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪56‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ال�سجن �أو ً‬
‫ال‪ ،‬ثم كلما اقت�ضــت ال�ضــرورة بعــد ذلك‪ .‬ويوىل اهتمام‬
‫خا�ص ملا يلي‪:‬‬
‫�أ) حتديــد االحتياجــات مــن الرعايــة ال�صحيــة واتخاذ جميــع‬
‫التدابري الالزمة لتقدمي العالج؛‬
‫تعر�ضوا‬
‫ب) تبينُّ � ِّأي �سوء معاملة قد يكون ال�سجناء الوافدون قد َّ‬
‫له قبل دخولهم ال�سجن؛‬
‫ج) تبينُّ � ِّأي عالمــات على حــدوث تو ُّتر نف�سي �أو غريه ب�سبب‬
‫ال�سجن‪ ،‬مبا يف ذلك‪ ،‬على �سبيل املثال ال احل�رص‪ ،‬خماطر‬ ‫واقعة َّ‬
‫االنتحار �أو �إيذاء النف�س والأعرا�ض الناجتة عن االنقطاع عن‬
‫املخدرات �أو الأدوية �أو الكحوليات؛ واتخاذ ِّ‬
‫كل ما ينا�سب‬ ‫ِّ‬ ‫تعاطي‬
‫من التدابري الفردية �أو العالجية؛‬
‫د) يف حالة اال�شتباه ب�إ�صابة �سجناء ب�أمرا�ض ُمعدية‪ ،‬الرتتيب للعزل‬
‫الإكلينيكي والعالج املالئم له�ؤالء ال�سجناء خالل فرتة العدوى؛‬
‫ﻫ) حتديد لياقة ال�سجناء للعمل وممار�سة التمارين الريا�ضية‬
‫وامل�شاركة يف الأن�شطة الأخرى‪ ،‬ح�سب االقت�ضاء‪.‬‬

‫القاعدة ‪31‬‬
‫ُتتاح للطبيب‪ ،‬وعند االقت�ضاء لغريه من اخت�صا�صيي الرعاية‬
‫ال�صحية امل� َّؤهلني‪� ،‬إمكانية الو�صول يوم ًّيا �إىل جميع ال�سجناء املر�ضى‪،‬‬
‫وجميع ال�سجناء الذين ي�شكون من م�شاكل متعلقة بال�صحة البدنية �أو‬
‫العقلية �أو الإ�صابة ب�أذى‪ ،‬و� ِّأي �سجني ُي�سرتعى انتباههم �إليه على وجه‬
‫رسية‪ ‬تامة‪.‬‬
‫خا�ص‪ .‬وتجُ رى جميع الفحو�ص الط ِّبية يف � ِّ‬
‫القاعدة ‪32‬‬
‫حتكم العالق َة بني الطبيب‪� ،‬أو غريه من اخت�صا�صيي الرعاية‬ ‫‪ُ 1 .1‬‬
‫ال�صحية‪ ،‬وال�سجنــاء نفــ�س املبادئ الأخالقيــة واملهنيــة التي‬
‫‪57‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫تنطبق على املر�ضى يف املجتمع‪ ،‬وخ�صو�ص ًا ما يلي‪:‬‬


‫�أ) واجب حماية ال�صحة البدنية والعقلية لل�سجناء ووقايتهم من‬
‫الأمرا�ض ومعاجلتها على �أ�س�س ط ِّبية �إكلينيكية فقط؛‬
‫ب) التق ُّيد با�ستقاللية ال�سجناء الذاتية فيما يتعلق ب�صحتهم واملوافقة‬
‫امل�ستنرية فيما يخ�ص العالقة بني الطبيب واملري�ض؛‬
‫رسية املعلومات الط ِّبية‪ ،‬ما مل ي� ِّؤد ذلك �إىل خطر حقيقي‬
‫ج) احرتام � ِّ‬
‫يهدد ب�إحلاق ال�رضر باملري�ض �أو بغريه؛‬ ‫وو�شيك ِّ‬
‫د) احلظر املطلق للم�شاركة‪� ،‬سواء ب�شكل فاعل �أو غري فاعل‪ ،‬يف‬
‫ت�شكل تعذيب ًا �أو غريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة‬ ‫ِّ‬ ‫�أفعال قد‬
‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬مبا يف ذلك التجارب الط ِّبية �أو‬
‫رض ب�صحة ال�سجني‪ ،‬مثل �إزالة خاليا �أو �أن�سجة‬ ‫العلمية التي قد ت� ُّ‬
‫من ج�سم ال�سجناء �أو نزع �أع�ضائهم‪.‬‬
‫‪ - 2‬دون م�سا�س بالفقرة ‪ 1‬د) من هذه القاعدة‪ ،‬يجوز ال�سماح‬
‫احلرة وامل�ستنرية ووفق ًا للقانون‬
‫َّ‬ ‫لل�سجناء‪ ،‬بنا ًء على موافقتهم‬
‫املنطبق‪ ،‬بامل�شاركة يف التجارب الإكلينيكية والبحوث ال�صحية‬
‫الأخرى املتاحة يف املجتمع‪� ،‬إذا كان املتوقع �أن تفيدهم �صح ًّيا‬
‫ربع بخاليا �أو �أن�سجة من ج�سمهم �أو‬‫فائدة مبا�رشة ومعتربة‪ ،‬وبالت ُّ‬
‫�أع�ضاء لذويهم‪.‬‬

‫القاعدة ‪33‬‬
‫يقدم تقريــراً �إىل مديــر ال�سجــن ك َّلما ارتــ�أى � َّأن‬
‫علـى الطبيــب �أن ِّ‬
‫ال�صحـــة البدنية �أو العقلية ل�سجنيٍ ما قد ت�رضَّ رت �أو �ستت�رضَّ ر من‬
‫جراء � ِّأي ظرف من ظروف ال�سجن‪.‬‬ ‫جراء ا�ستمرار �سجنه �أو من َّ‬
‫َّ‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪58‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫القاعدة ‪34‬‬
‫�إذا تبينَّ الخت�صا�صيي الرعاية ال�صحية �أثناء فح�ص �سجني لدى‬
‫دخوله ال�سجن �أو �أثناء تقدمي الرعاية الط ِّبية له الحق ًا وجود � ِّأي عالمات‬
‫تعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية‬
‫�أو املهينة‪ ،‬وجب عليهم توثيق هذه احلاالت و�إبالغ ال�سلطة الط ِّبية‬
‫�أو الإدارية �أو الق�ضائية املخت�صَّ ة بها‪ .‬و ُتط َّبق ال�ضمانات الإجرائية‬
‫ال�صحيحة من �أجل عدم تعري�ض ال�سجني �أو الأ�شخا�ص املرتبطني به‬
‫ملخاطر منظورة ت�س ِّبب الأذى‪.‬‬

‫القاعدة ‪35‬‬
‫‪1 .1‬يواظب الطبيب �أو هيئة ال�صحة العمومية املخت�صَّ ة على �إجراء‬
‫التفتي�ش وتقدمي امل�شورة �إىل مدير ال�سجن فيما يتعلق مبا يلي‪:‬‬
‫كم الغذاء ونوعيته و�إعداده وتقدميه؛‬
‫�أ) ُّ‬
‫ب) مدى ا ِّتباع القواعد ال�صحية والنظافة يف ال�سجن ولدى‬
‫ال�سجناء؛‬
‫ج) حالة املرافق ال�صحية والتدفئة والإ�ضاءة والتهوية يف ال�سجن؛‬
‫د) مدى مالءمة ثياب ال�سجناء وفر�شهم ونظافتها؛‬
‫ﻫ) مدى التق ُّيد بالقواعد املتعلقة بالرتبية البدنية والريا�ضة �إذا مل‬
‫متخ�ص�صون قائمون على هذه الأن�شطة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يكن ث َّمة‬
‫‪ - 2‬ي�أخذ مدير ال�سجن يف االعتبار ما يرد �إليه من م�شورة وتقارير‬
‫وفق ًا للفقرة ‪ 1‬من هذه القاعدة والقاعدة ‪ ،33‬وي َّتخذ خطوات فورية‬
‫لإعمال الآراء والتو�صيات امل�شار بها يف التقارير‪� .‬أ َّما �إذا مل تكن‬
‫تلك الآراء �أو التو�صيات واقع ًة يف نطاق اخت�صا�ص املدير �أو �إذا مل‬
‫ي َّتفق معها‪ ،‬فعليه �أن يرفع فوراً تقريراً بر�أيه ال�شخ�صي‪ ،‬م�شفوع ًا ب�آراء‬
‫‪59‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أو تو�صيات الطبيب امل�س�ؤول �أو هيئة ال�صحة العمومية املخت�صَّ ة‪،‬‬
‫�إىل �سلطة �أعلى‪.‬‬
‫القيود واالن�ضباط واجلزاءات‬

‫القاعدة ‪45‬‬
‫�ستخدم احلب�س االنفرادي �إالَّ يف حاالت ا�ستثنائية كمالذ‬
‫َ‬ ‫‪1 .1‬ال ُي‬
‫�أخري ولأق�رص فرتة ممكنة ويكون رهن ًا مبراجعة م�ستقلة للحالة‪،‬‬
‫ومبقت�ضى ت�رصيح من �سلطة خمت�صة‪ .‬وال ُيفر�ض ا�ستناداً �إىل‬
‫احلكم ال�صادر يف حق ال�سجني‪.‬‬
‫حظر فر�ض احلب�س االنفرادي على ال�سجناء ذوي الإعاقة العقلية‬ ‫‪ُ 2 .2‬ي َ‬
‫�أو البدنية �إذا كان من �ش�أن هذه التدابري �أن ت�ؤدي �إىل تفاقم حالتهم‪.‬‬
‫وينطبق حظر ا�ستخدام احلب�س االنفرادي والتدابري املماثلة عندما‬
‫يتعلق الأمر بن�ساء �أو �أطفال‪ ،‬على النحو امل�شار �إليه يف معايري الأمم‬
‫املتحدة وقواعدها يف جمال منع اجلرمية والعدالة اجلنائية ‪.)4‬‬

‫القاعدة ‪46‬‬
‫‪1 .1‬يجب �أالَّ يكون ملوظفي الرعاية ال�صحية � ُّأي دور يف فر�ض التدابري‬
‫الت�أديبية �أو غريها من التدابري املق ِّيدة‪ .‬غري �أنه يجب عليهم �أن‬
‫خا�صا ل�صحة ال�سجناء اخلا�ضعني ل ِّأي �شكل من‬ ‫ًّ‬ ‫يولوا اهتمام ًا‬
‫عدة ُ�سبل منها زيارة‬
‫�أ�شكال الف�صل غري الطوعي‪ ،‬وذلك من خالل َّ‬
‫ه�ؤالء ال�سجناء يوم ًّيا وتقدمي امل�ساعدة الط ِّبية والعالج على نحو‬
‫فوري بنا ًء على طلب ه�ؤالء ال�سجناء �أو طلب موظفي ال�سجن‪.‬‬

‫املجردين من ح ِّريتهم‬
‫َّ‬ ‫‪ - 4‬انظر القاعدة ‪ 67‬من قواعد الأمم املتحدة ب�ش�أن حماية الأحداث‬
‫(القرار ‪ ،113/45‬املرفق)؛ والقاعدة ‪ 22‬من قواعد الأمم املتحدة ملعاملة ال�سجينات والتدابري غري‬
‫االحتجازية للمجرمات (قواعد بانكوك) (القرار ‪ ،229/65‬املرفق)‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪60‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪2 .2‬على موظفي الرعاية ال�صحية امل�سارعة �إىل �إبالغ مدير ال�سجن‬
‫عن � ِّأي �آثار �سلبية جلزاءات ت�أديبية �أو غريها من التدابري املق ِّيدة‬
‫على ال�صحة البدنية �أو العقلية ل ِّأي �سجني يخ�ضع لهذا النوع من‬
‫اجلزاءات �أو التدابري‪ ،‬و�إعالم املدير �إذا وجدوا �رضورة لإنهائها �أو‬
‫تعديلها لأ�سباب تتعلق بال�صحة البدنية �أو العقلية‪.‬‬
‫‪3 .3‬يخ َّول موظفو الرعاية ال�صحية �صالحية مراجعة حاالت الف�صل‬
‫غري الطوعي لل�سجناء والتو�صية ب�إدخال تغيريات ل�ضمان عدم‬
‫�إف�ضاء ذلك الف�صل �إىل تفاقم احلالة ال�صحية �أو الإعاقة العقلية �أو‬
‫البدنية لل�سجني‪.‬‬

‫القاعدة ‪52‬‬
‫‪1 .1‬ال ُيلج�أ �إىل �إجراءات التفتي�ش االقتحامي‪ ،‬مبا يف ذلك تفتي�ش‬
‫اجل�سد العاري وتفتي�ش جتاويف اجل�سم‪� ،‬إالَّ يف حاالت ال�رضورة‬
‫�شجع �إدارات ال�سجون على و�ضع بدائل منا�سبة‬ ‫الق�صوى‪ .‬و ُت َّ‬
‫للتفتي�ش االقتحامي وعلى ا�ستخدام تلك البدائل‪ .‬ويجب �أن تنفَّذ‬
‫�إجراءات التفتي�ش االقتحامي يف مكان تتوفَّر فيه اخل�صو�صية‪ ،‬و�أن‬
‫يتوىل القيام بها موظفون مد َّربون من نف�س جن�س ال�سجني‪.‬‬
‫يتول القيام ب�إجراءات تفتي�ش جتاويف اجل�سم �إالَّ اخت�صا�صيو‬ ‫ىَّ‬ ‫‪2 .2‬ال‬
‫الرعاية ال�صحية امل� َّؤهلون خالف �أولئك امل�س�ؤولني يف املقام الأول‬
‫كحد �أدنى‪ ،‬موظفون مد َّربون تدريب ًا منا�سب ًا‬
‫ٍّ‬ ‫عن رعاية ال�سجني‪� ،‬أو‬
‫على يد اخت�صا�صيني ط ِّبيني طبق ًا ملعايري النظافة ال�صحية وال�صحة‬
‫وال�سالمة‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫العالقات االجتماعية والرعاية الالحقة‬

‫القاعدة ‪106‬‬
‫ُتبذل عناية خا�صة للحفاظ على ا�ستمرار عالقات ال�سجني ب�أ�رسته‬
‫وحت�سينها‪ ،‬بقدر ما‪ ‬يكون ذلك يف �صالح كال الطرفني‪.‬‬

‫القاعدة ‪107‬‬
‫يو�ضع يف االعتبار‪ ،‬منذ بداية تنفيذ عقوبة ال�سجن‪ ،‬م�ستقبل‬
‫�ساعد على �أن ي�صون �أو ُيقيم‬
‫�شجع و ُي َ‬
‫ال�سجني بعد �إطالق �رساحه‪ ،‬و ُي َّ‬
‫من العالقات بالأ�شخا�ص �أو الهيئات خارج ال�سجن كل ما‪ ‬من �ش�أنه‬
‫�أن ي�ساعده على �إعادة ت�أهيله ويخدم م�صالح �أ�رسته على �أف�ضل وجه‪.‬‬

‫القاعدة ‪108‬‬
‫‪1 .1‬على الأجهزة والهيئات احلكومية �أو اخلا�صة‪ ،‬التي ت�ساعد اخلارجني‬
‫ت�ضمن بالقدر‬
‫َ‬ ‫من ال�سجن على �إعادة تثبيت �أقدامهم يف املجتمع‪� ،‬أن‬
‫املمكن والالزم ح�صول ال�سجناء املط َلق �رساحهم على الوثائق و�أوراق‬
‫الهوية ال�رضورية‪ ،‬وعلى امل�سكن والعمل املنا�سبني‪ ،‬وعلى ثياب الئقة‬
‫تنا�سب املناخ والف�صل‪ ،‬و�أن تو ِّفر لهم من الو�سائل ما يكفي لو�صولهــم‬
‫�إىل وجهتهم ولت�أميــن �أ�سبــاب العيــ�ش لهم خــالل الفرتة التـي تلــي‬
‫مبا�رشة �إطالق �رساحهم‪.‬‬
‫‪2 .2‬يجب �أن تتاح للممثِّلني الذين تعتمدهم الأجهزة املذكورة �إمكانية‬
‫دخول ال�سجــن والو�صــول �إىل ال�سجناء‪ ،‬ويجب �أن ُي�ست�شاروا‬
‫ب�ش�أن م�ستقبل ال�سجني منذ بداية تنفيذ عقوبته‪.‬‬
‫من�سق ًة‬
‫َّ‬ ‫‪ُ 3 .3‬ي�ست�صوب �أن تكون �أن�شطة الهيئات املذكورة ممركز ًة �أو‬
‫بقدر الإمكان كيما ُينتفع بجهودها على �أف�ضل وجه‪.‬‬
‫باء ‪ -‬ال�سجناء ذو الإعاقة الذهنية و‪�/‬أو امل�شاكل ال�صحية العقلية‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪62‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫القاعدة ‪109‬‬
‫‪1 .1‬ال يجوز �أن يو�ضع يف ال�سجون الأ�شخا�ص الذين يتبينَّ �أ َّنهم غري‬
‫ٍ‬
‫إعاقات‬ ‫م�س�ؤولني جنائ ًّيا �أو يك�شف الت�شخي�ص الحق ًا � َّأن لديهم �‬
‫ممن ي� ِّؤدي بقا�ؤهم‬ ‫م�شاكل �صحي ًة عقلي ًة �شديد ًة َّ‬
‫َ‬ ‫ذهني ًة و‪�/‬أو‬
‫يف ال�سجن �إىل تفاقم حالتهم‪ ،‬و ُت َّتخذ ترتيبات لنقلهم �إىل مرافق‬
‫لل�صحة العقلية يف �أقرب وقت ممكن‪.‬‬
‫و�ضع ال�سجناء الآخرون امل�صابون ب�إعاقات ذهنية و‪�/‬أو م�شاكل‬
‫‪ُ 2 .2‬ي َ‬
‫�صحية عقلية‪� ،‬إذا اقت�ضت ال�رضورة‪ ،‬حتت املراقبة والعالج يف‬
‫متخ�ص�صة حتت �إ�رشاف اخت�صا�صيي الرعاية ال�صحية‬ ‫ِّ‬ ‫مرافق‬
‫امل� َّؤهلني‪.‬‬
‫العالج جلميع ال�سجناء الآخرين الذين‬
‫َ‬ ‫‪3 .3‬تو ِّفر دوائر الرعاية ال�صحية‬
‫يحتاجون �إىل العالج من �أمرا�ض عقلية‪.‬‬

‫القاعدة ‪110‬‬
‫من امل�ستح�سن �أن ُت َّتخذ باال ِّتفاق مع الأجهزة املخت�صَّ ة‪ ،‬تدابري‬
‫ملوا�صلة العالج النف�ساين لل�سجني ولتقدمي م�ساعدة اجتماعية نف�سانية‬
‫له بعد �إطالق �رساحه عند ال�رضورة‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫قواعد الأمم املتحدة النموذجية الدنيا لإدارة �ش�ؤون‬


‫الأحداث (قواعد بكني)‬
‫(مقتطفات)‬

‫�أو�صى باعتمادها م�ؤمتر الأمم املتحدة ال�سابع ملنع اجلرمية ومعاملة‬


‫املجرمني املعقود يف ميالنو من ‪� 26‬آب‪� /‬أغ�سط�س �إىل ‪� 6‬أيلول ‪/‬‬
‫�سبتمرب ‪ 1985‬واعتمدتها اجلمعية العامة بقرارها ‪ 22/40‬امل�ؤرخ يف ‪29‬‬
‫ت�رشين الثاين ‪ /‬نوفمرب ‪1985‬‬

‫اجلزء الرابع‪ :‬العالج خارج امل�ؤ�س�سات الإ�صالحية‬


‫‪ -23‬التنفيذ الفعال للت�رصف املقرر‬
‫‪ 1-23‬تتخذ التدابري املنا�سبة لتنفيذ الأوامر التي ت�صدرها ال�سلطة‬
‫املخت�صة‪ ،‬وامل�شار اليها يف القاعدة ‪� 1-14‬أعاله‪� ،‬أما من جانب تلك‬
‫ال�سلطة نف�سها �أو من قبل �أي �سلطة �أخرى وفق ًا ملقت�ضى الظروف‪.‬‬
‫‪ 2 -23‬ت�شمل هذه التدابري �سلطة تعديل الأوامر ح�سبما تراه ال�سلطة‬
‫املخت�صة منا�سب ًا من وقت �إىل �آخر‪� ،‬رشيطة �أن يقرر هذا التعديل وفق ًا‬
‫للمبادئ الواردة يف هذه القواعد‪.‬‬
‫التعليق‬

‫يغلب على الت�رصف الذي يقرر يف ق�ضايا الأحداث �أن ي�ؤثر‪ ،‬بدرجة‬
‫�أكرب منها يف ق�ضايا البالغني‪ ،‬على حياة املجرم لردح طويل من الزمن‪.‬‬
‫ومن املهم اذن �أن تتوىل اال�رشاف على تنفيذ هذا احلكم ال�سلطة املخت�صة‪،‬‬
‫�أو هيئة م�ستقلة مثل الهيئة التي ت�أمر بالإفراج امل�ؤقت �أو مكتب ملراقبة‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪64‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ال�سلوك �أو م�ؤ�س�سة لرعاية ال�شباب‪� ،‬أو غريها) تتمتع مب�ؤهالت تعادل‬
‫م�ؤهالت ال�سلطة املخت�صة التي حكمت �أ�صال يف الق�ضية‪ .‬ويف بع�ض‬
‫البلدان �أن�ش�أت لهذا الغر�ض وظيفة قا�ضي تنفيذ العقوبات‪ .‬ويجب �أن‬
‫يت�سم تكوين ال�سلطة و�صالحياتها ووظائفها باملرونة‪ ،‬ويرد و�صفها يف‬
‫ال وا�سع النطاق‪.‬‬‫القاعدة ‪ 23‬ب�شكل عام كيما تلقى قبو ً‬
‫‪ -24‬تقدمي امل�ساعدة الالزمة‬
‫بذل جهود لتزويد الأحداث يف جميع مراحل الإجراءات‪ ،‬مبا يحتاجون‬
‫اليه من م�ساعدة مثل امل�سكن �أو التعليم �أو التدريب املهني �أو العمل �أو‬
‫�أية م�ساعدة �أخرى‪ ،‬مفيدة �أو عملية‪ ،‬بغية تي�سري عملية اعادة ت�أهيلهم‪.‬‬
‫التعليق‬

‫مل�س�ألة العمل على خري الأحداث �أهمية فائقة‪ .‬ولذلك ت�ؤكد القاعدة‬
‫‪ 24‬على �أهمية توفري الت�سهيالت واخلدمات وغريها من �رضوب امل�ساعدة‬
‫ال�رضورية التي من �ش�أنها �أن تكفل خري الأحداث على �أح�سن وجه طوال‬
‫عملية اعادة الت�أهيل‪.‬‬
‫‪ -25‬تعبئة املتطوعني واخلدمات املجتمعية الأخرى‬
‫يدعى املتطوعون واملنظمات التطوعية وامل�ؤ�س�سات املحلية وغريها من‬
‫م�ؤ�س�سات املجتمع املحلي �إىل امل�ساهمة ب�صورة فعالة يف اعادة ت�أهيل‬
‫احلدث يف �إطار جمتمعي يكون �إىل �أبعد مدى م�ستطاع يف �إطار‬
‫الوحدة الأ�رسية‪.‬‬
‫التعليق‬

‫تعرب هذه القاعدة عن �رضورة الأخذ مبنحى ت�أهيلي يف جميع الأعمال‬


‫املتعلقة باملجرمني الأحداث وال غنى يف ذلك عن التعاون مع املجتمع‬
‫املحلي �إذا �أريد لتوجيهات ال�سلطة املخت�صة �أن تنفذ على نحو فعال‪.‬‬
‫‪65‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫وقد ثبت �أن جهود املتطوعني و اخلدمات الطوعية‪ ،‬ب�صورة خا�صة‪،‬‬


‫ت�شكل موارد ثمينة ولكنها ال ت�ستغل حالي ًا بالقدر الكايف‪ .‬ويف بع�ض‬
‫احلاالت‪ ،‬ميكن �أن يكون يف التعاون من جانب املجرمني ال�سابقني مبا‬
‫يف ذلك املدمنون ال�سابقون) م�ساعدة بالغة الفائدة‪.‬‬
‫وتنبثق القاعدة ‪ 25‬من املبادئ الواردة يف القواعد ‪� 1-1‬إىل ‪6-1‬‬
‫وهي حتذي الأحكام الواردة يف العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية‬
‫وال�سيا�سية‪.‬‬

‫اجلزء اخلام�س ‪ :‬العالج يف امل�ؤ�س�سات الإ�صالحية‬


‫‪� -26‬أهداف العالج يف امل�ؤ�س�سات الإ�صالحية‬
‫‪ 1-26‬الهدف من تدريب وعالج الأحدث املو�ضوعني يف م�ؤ�س�سات‬
‫�إ�صالحية هو تزويدهم بالرعاية واحلماية والتعليم واملهارات املهنية بغية‬
‫م�ساعدتهم على القيام ب�أدوار اجتماعية بناءة ومنتجة يف املجتمع‪.‬‬
‫‪ 2-26‬توفر للأحداث املو�ضوعني يف م�ؤ�س�سات‪ ،‬الرعاية واحلماية وجميع‬
‫�رضوب امل�ساعدة ال�رضورية ‪ -‬االجتماعية منها والتعليمية واملهنية‬
‫والنف�سية والطبية واجل�سدية ‪ -‬التي قد يحتاجون �إليها بحكم �سنهم �أو‬
‫جن�سهم �أو �شخ�صيتهم وبهدف امل�ساعدة على منوهم منواً �سليم ًا‪.‬‬
‫‪ 3-26‬يف�صل الأحداث املودعون يف امل�ؤ�س�سات عن البالغني ويحتجزون‬
‫يف م�ؤ�س�سة منف�صلة �أو يف جزء منف�صل من م�ؤ�س�سة حتتجز بالغني‬
‫�أي�ضا‪.‬‬
‫‪ 4-26‬ت�ستحق املجرمات ال�شابات املو�ضوعات يف م�ؤ�س�سة اهتمام ًا خا�ص ًا‬
‫باحتياجاتهن وم�شاكلهن ال�شخ�صية‪ .‬وال يجوز ب�أية حال �أن يتلقني من‬
‫الرعاية واحلماية وامل�ساعدة والعالج والتدريب قد ًرا �أدنى مما يتالقاه‬
‫املجرمون ال�شبان‪ .‬ويكفل لهن معاملة عادلة‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪66‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ال على خري الأحداث املو�ضوعني يف م�ؤ�س�سات وعلى رفاههم‪،‬‬ ‫‪ 5-26‬عم ً‬


‫يكون لوالديهم �أو الأو�صياء عليهم احلق يف دخول هذه امل�ؤ�س�سات‪.‬‬
‫‪ 6-26‬يعزز التعاون بني الوزارات وبني الإدارات بغر�ض تزويد الأحداث‬
‫املو�ضوعني يف م�ؤ�س�سات باملنا�سب من التعليم املدر�سي �أو التدريب‬
‫املهني‪ ،‬ح�سب مقت�ضى احلال‪� ،‬ضمان ًا جلعلهم ال يغادرون امل�ؤ�س�سة وهو‬
‫يف و�ضع غري موات من التعليم‪.‬‬

‫التعليق‬
‫ان �أهداف العالج يف امل�ؤ�س�سات املحددة يف القاعدتني ‪ 1-26‬و‪،2-26‬‬
‫ميكن �أن حتظى بقبول �أي نظام و�أي ثقافة‪ .‬على �أنها مل تتحقق بعد يف‬
‫كل مكان‪ ،‬وال يزال هذا الهدف يتطلب بذل قدر كبري جداً من اجلهود‪.‬‬
‫وتقدمي امل�ساعدة الطبية والنف�سية على وجه اخل�صو�ص‪� ،‬أمر ذو‬
‫�أهمية ق�صوى للمودعني يف امل�ؤ�س�سات من �صغار ال�سن املدمنني للعقاقري‬
‫املخدرة وذوي الطبيعة ال�رش�سة واملر�ضى عقلي ًا‪.‬‬
‫وما ن�صت عليه القاعدة ‪ 3-26‬من العمل على جتنيب الأحداث‬
‫الوقوع حتت م�ؤثرات �سلبية من خالل املجرمني البالغني و�ضمان رفاهم‬
‫يف حميط امل�ؤ�س�سة‪ ،‬يتما�شى مع واحد من املبادئ التوجيهية الأ�سا�سية‬
‫للقواعد كما ن�ص عليه امل�ؤمتر ال�ساد�س يف القرار‪ .4‬والقاعدة ال حتول‬
‫دون اتخاذ الدول تدابري �أخرى �ضد الت�أثريات ال�سلبية التي يحدثها‬
‫املجرمون البالغون‪ ،‬تكون على الأقل م�ساوية يف الفعالية للتدابري املذكورة‬
‫يف القاعدة �أنظر �أي�ضا القاعدة ‪.)14‬‬
‫�أما القاعدة ‪ 4-26‬فت�صالح واقع ًا هو �أن املجرمات هن يف العادة �أقل‬
‫حظوة بالرعاية من نظرائهن الذكور‪ .‬وهذا ما �أ�شار �إليه امل�ؤمتر ال�ساد�س‪،‬‬
‫وب�صفة خا�صة‪ ،‬فالقرار ‪ 9‬الذي اتخذه امل�ؤمتر ال�ساد�س يدعو �إىل الإن�صاف‬
‫يف معاملة املجرمات يف كل مراحل �إجراءات الق�ضاء اجلنائي‪ ،‬و�إىل توجيه‬
‫‪67‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫اهتمام خا�ص �إىل امل�شاكل واالحتياجات اخلا�صة بهن خالل احتجازهن‪.‬‬


‫وعالوة على ذلك‪ ،‬ينبغي �أن ينظر �إىل هذه القاعدة يف �ضوء �إعالن‬
‫كاراكا�س الذي اعتمده امل�ؤمتر ال�ساد�س‪ ،‬والذي يدعو فيما يدعو �إليه‪� ،‬إىل‬
‫كفالة امل�ساواة يف املعاملة يف جمال �إدارة �ش�ؤون الق�ضاء اجلنائي‪ ،‬ويف‬
‫�ضوء خلفية �إعالن الق�ضاء على التمييز �ضد املر�أة‪ ،‬واتفاقية الق�ضاء على‬
‫جميع �أ�شكال التمييز �ضد املر�أة‪� .‬أما حق الدخول �إىل امل�ؤ�س�سة القاعدة‬
‫‪ 5-26‬فهو ينبع من �أحكام القواعد ‪ 1-7‬و ‪ 1-10‬و‪ 2-15‬و ‪ 2-18‬والتعاون‬
‫فيما بني الوزارات وفيما بني الإدارات القاعدة ‪ ) 6-26‬ذو �أهمية خا�صة‬
‫من �أجل حت�سني نوعية املعاملة والتدريب يف امل�ؤ�س�سات بوجه عام‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪68‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫قواعد الأمم املتحدة ب�ش�أن حماية الأحداث‬


‫املجردين من حريتهم‬
‫(مقتطفات)‬

‫�أو�صى باعتمادها م�ؤمتر الأمم املتحدة الثامن ملنع اجلرمية ومعاملة‬


‫املجرمني املعقود يف هافانا من ‪� 27‬آب‪�/‬أغ�سط�س �إىل ‪� 7‬أيلول‪�/‬سبتمرب‬
‫‪1990‬كما اعتمدت ون�رشت علي امللأ مبوجب قرار اجلمعية العامة الأمم‬
‫املتحدة‪113 / 45‬امل�ؤرخ يف ‪ 14‬كانون الأول ‪/‬دي�سمرب ‪1990‬‬
‫حاء) الرعاية الطبية‬
‫‪ .49‬لكل حدث احلق يف احل�صول على رعاية طبية وقائية وعالجية‬
‫كافية‪ ،‬مبا يف ذلك رعاية يف طب الأ�سنان وطب العيون والطب النف�سي‪،‬‬
‫وفى احل�صول على امل�ستح�رضات ال�صيدلية والوجبات الغذائية اخلا�صة‬
‫التي ي�شري بها الطبيب‪ .‬وينبغي‪ ،‬حيثما �أمكن‪� ،‬أن تقدم كل هذه الرعاية‬
‫الطبية �إىل الأحداث املحتجزين بامل�ؤ�س�سة عن طريق املرافق واخلدمات‬
‫ال�صحية املخت�صة يف املجتمع املحلى الذي تقع فيه امل�ؤ�س�سة االحتجازية‪،‬‬
‫منعا لو�صم الأحداث وتعزيزا الحرتام الذات ولالندماج يف املجتمع‪.‬‬
‫‪ .50‬لكل حدث احلق يف �أن يفح�صه طبيب فور �إيداعه يف م�ؤ�س�سة‬
‫احتجازية‪ ،‬من �أجل ت�سجيل �أية �أدلة على �سوء معاملة �سابقة‪ ،‬والوقوف‬
‫على �أي حالة بدنية �أو عقلية تتطلب عناية طبية‪.‬‬
‫‪ .51‬ينبغي �أن يكون هدف اخلدمات الطبية التي تقدم �إىل الأحداث‬
‫اكت�شاف ومعاجلة �أي مر�ض ج�سدي �أو عقلي و�أي حالة لتعاطى مواد‬
‫الإدمان �أو غري ذلك من احلاالت التي قد تعوق اندماج احلدث يف‬
‫‪69‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املجتمع‪ .‬وتتاح لكل م�ؤ�س�سة احتجازية للأحداث �إمكانية االنتفاع‬


‫املبا�رش مبرافق ومعدات طبية كافية تنا�سب عدد نزالئها ومتطلباتهم‪،‬‬
‫وموظفني مدربني على الرعاية الطبية الوقائية وعلى معاجلة احلاالت‬
‫الطبية الطارئة ولكل حدث مير�ض �أو ي�شكو من املر�ض �أو تظهر عليه‬
‫�أعرا�ض متاعب بدنية �أو عقلية �أن يعر�ض على طبيب ليتوىل فح�صه‬
‫على الفور‪.‬‬
‫‪ .52‬يقوم �أي موظف طبي يتوفر لديه �سبب لالعتقاد ب�أن ال�صحة البدنية‬
‫�أو العقلية حلدث ما قد ت�رضرت �أو �ستت�رضر من جراء االحتجاز امل�ستمر‬
‫�أو من الإ�رضاب عن الطعام �أو �أي ظرف من ظروف االحتجاز ب�إبالغ ذلك‬
‫فورا �إىل مدير امل�ؤ�س�سة االحتجازية املعنية و�إىل ال�سلطة امل�ستقلة امل�س�ؤولة‬
‫عن حماية �سالمة احلدث‪.‬‬
‫‪ .53‬ينبغي �أن يعالج احلدث الذي يعانى من مر�ض عقلي يف م�ؤ�س�سة‬
‫متخ�ص�صة حتت �إدارة طبية م�ستقلة‪ .‬وينبغي �أن تتخذ‪ ،‬باالتفاق مع‬
‫الأجهزة املخت�صة‪� ،‬إجراءات تكفل ا�ستمرار �أي عالج نف�سي يلزم بعد �إخالء‬
‫ال�سبيل‪.‬‬
‫‪ .54‬تعتمد امل�ؤ�س�سات االحتجازية للأحداث برامج متخ�ص�صة ي�ضطلع‬
‫بها موظفون �أكفاء للوقاية من �إ�ساءة ا�ستعمال املخدرات ولإعادة‬
‫الت�أهيل‪ .‬وينبغي تكييف هذه الربامج ح�سب �أعمار الأحداث املعنيني‬
‫وجن�سهم و�سائر متطلباتهم‪ ،‬و�أن توفر للأحداث الذين يتعاطون املخدرات‬
‫�أو الكحول مرافق وخدمات للتطهري من ال�سموم‪ ،‬تكون جمهزة مبوظفني‬
‫مدربني‪.‬‬
‫‪ .55‬ال ت�رصف الأدوية �إال من �أجل العالج الالزم من الوجهة الطبية‬
‫وبعد احل�صول‪ ،‬عند الإمكان‪ ،‬على موافقة احلدث املعنى بعد �إطالعه‬
‫علي حالته‪ .‬ويجب‪ ،‬ب�صفة خا�صة‪� ،‬أال يكون �إعطاء الأدوية بهدف‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪70‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ا�ستخال�ص معلومات �أو اعرتافات‪� ،‬أو �أن يكون على �سبيل العقاب‪� ،‬أو‬
‫كو�سيلة لكبح جماح احلدث‪ .‬وال يجوز مطلقا ا�ستخدام الأحداث يف‬
‫التجارب التي جترى على العقاقري �أو العالج‪ .‬وينبغي على الدوام �أن يكون‬
‫�رصف �أي عقار خمدر ب�إذن و�إ�رشاف موظفني طبيني م�ؤهلني‪.‬‬
‫طاء) الإخطار باملر�ض والإ�صابة والوفاة‬
‫‪ .56‬لأ�رسة احلدث �أو وىل �أمره‪� ،‬أو �أي �شخ�ص �آخر يحدده احلدث‪ ،‬احلق‬
‫يف الإطالع على حالة احلدث الطبية‪ ،‬عند الطلب وفى حال حدوث‬
‫�أي تغيريات هامة يف �صحة احلدث‪ .‬ويخطر مدير امل�ؤ�س�سة االحتجازية‬
‫على الفور �أ�رسة احلدث املعنى �أو وىل �أمره‪� ،‬أو �أي �شخ�ص معني‪ ،‬يف‬
‫حالة الوفاة‪� ،‬أو حالة املر�ض التي تتطلب نقل احلدث �إىل مرفق طبي‬
‫خارج امل�ؤ�س�سة‪� ،‬أو التي تتطلب عالجا طبيا يف امل�ؤ�س�سة لأكرث من ‪48‬‬
‫�ساعة‪ .‬كذلك ينبغي �إخطار ال�سلطات القن�صلية للدولة التي يكون احلدث‬
‫الأجنبي من مواطنيها‪.‬‬
‫‪ .57‬عند وفاة احلدث خالل فرتة حرمانه من احلرية‪ ،‬يكون لأقرب‬
‫�أقربائه احلق يف االطالع على �شهادة الوفاة‪ ،‬ور�ؤية اجلثة وحتديد‬
‫طريقة الت�رصف فيها‪ .‬وفى حالة وفاة احلدث �أثناء االحتجاز‪ ،‬ينبغي �إجراء‬
‫حتقيق م�ستقل يف �أ�سباب الوفاة‪ ،‬ويتاح لأقرب الأقرباء �أن يطلع على‬
‫التقرير املعد بهذا ال�ش�أن‪ .‬ويجرى هذا التحقيق �أي�ضا �إذا حدثت الوفاة‬
‫يف غ�ضون �ستة �أ�شهر من تاريخ الإفراج عنه من امل�ؤ�س�سة و�إذا كان هناك‬
‫�سبب يدعو لالعتقاد ب�أن الوفاة مرتبطة بفرتة االحتجاز‪.‬‬
‫‪ .58‬يخطر احلدث يف �أقرب وقت ممكن بوفاة �أي فرد من �أفراد �أ�رسته‬
‫املبا�رشة �أو ب�إ�صابته مبر�ض �أو �رضر خطري‪ .‬وينبغي �أن تتاح له فر�صة‬
‫اال�شرتاك يف ت�شبيع جنازة املتوفى �أو زيارة قريبه املري�ض مر�ضا خطريا‪.‬‬
‫(‪)....‬‬
‫‪71‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫خام�سا‪ :‬املوظفون‬
‫‪ .81‬ينبغي ا�ستخدام موظفني م�ؤهلني‪ ،‬و�أن يكون بينهم عدد كاف من‬
‫املتخ�ص�صني مثل املربني‪ ،‬واملوجهني املهنيني‪ ،‬وامل�ست�شارين‪ ،‬والأخ�صائيني‬
‫االجتماعيني‪ ،‬و�أطباء و�أخ�صائي العالج النف�سي‪ .‬وينبغي �أن يعني ه�ؤالء‬
‫وغريهم من املتخ�ص�صني‪ ،‬عادة‪ ،‬على �أ�سا�س دائم‪ .‬وال مينع هذا من‬
‫اال�ستعانة بعاملني غري متفرغني �أو عاملني متطوعني �إذا كان م�ستوى‬
‫امل�ساندة والتدريب اللذين ميكنهم توفريهما مالئما ومفيدا‪ .‬وينبغي �أن‬
‫ت�ستفيد م�ؤ�س�سات االحتجاز من جميع الإمكانيات العالجية والتعليمية‬
‫واملعنوية والروحية وغريها من املوارد و�أ�شكال امل�ساعدة املالئمة واملتاحة‬
‫يف املجتمع‪ ،‬مبا يتفق مع االحتياجات الفردية للأحداث املحتجزين‬
‫وم�شكالتهم‪.‬‬
‫‪ .82‬ينبغي �أن تكفل الإدارة �سالمة اختيار وتعيني املوظفني على اختالف‬
‫رتبهم ووظائفهم‪ ،‬لأن �سالمة �إدارة م�ؤ�س�سات االحتجاز تتوقف على‬
‫نزاهتهم و�إن�سانيتهم ومقدرتهم و�أهليتهم املهنية للتعامل مع الأحداث‬
‫و�صالحيتهم ال�شخ�صية للعمل‪.‬‬
‫‪ .83‬ومن �أجل حتقيق الأهداف ال�سالفة الذكر‪ ،‬ينبغي �أن يعني املوظفون‬
‫ب�صفتهم م�س�ؤولني مهنيني وتكون �أجورهم كافية الجتذاب الرجال‬
‫والن�ساء املنا�سبني واالحتفاظ بهم‪ .‬وينبغي ت�شجيع موظفي احتجاز‬
‫الأحداث‪ ،‬ب�صفة م�ستمرة‪ ،‬على �أن ي�ضطلعوا بواجباتهم والتزاماتهم‬
‫بطريقة �إن�سانية وملتزمة وفنية ومن�صفة وفعالة‪ ،‬وعلى �أن يت�رصفوا يف‬
‫جميع الأوقات بطريقة جتعلهم جديرين باحرتام الأحداث وقادرين على‬
‫اكت�سابه‪ ،‬و�أن يقدموا لهم منوذجا للأداء الإيجابي والنظرة الإيجابية‪.‬‬
‫‪ .84‬وعلى اجلهات امل�س�ؤولة الأخذ ب�أ�شكال التنظيم والإدارة التي ت�سهل‬
‫االت�صال بني خمتلف فئات املوظفني يف كل م�ؤ�س�سة احتجاز من �أجل‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪72‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫تعزيز التعاون بني خمتلف الدوائر العاملة يف جمال رعاية الأحداث‪،‬‬


‫وكذلك بني املوظفني والإدارة ل�ضمان متكن املوظفني الذين لهم ات�صال‬
‫مبا�رش بالأحداث من العمل يف ظروف مواتية لأداء واجباتهم على نحو‬
‫فعال‪.‬‬
‫‪ .85‬ويتلقى املوظفون من التدريب ما ميكنهم من اال�ضطالع على نحو‬
‫فعال مب�س�ؤولياتهم‪ ،‬وخا�صة التدريب يف علم نف�س الأطفال‪ ،‬ورعاية‬
‫الأطفال واملعايري والقواعد الدولية حلقوق الإن�سان وحقوق الطفل‪ ،‬مبا‬
‫فيها هذه القواعد‪ .‬ويعمل املوظفون على تر�سيخ وحت�سني معرفتهم‬
‫وقدراتهم الفنية عن طريق ح�ضور دورات للتدريب �أثناء اخلدمة تنظم‬
‫على فرتات منا�سبة طوال حياتهم الوظيفية‪.‬‬
‫‪ .86‬ينبغي �أن يكون مدير امل�ؤ�س�سة م�ؤهال بالقدر الكايف ملهمته من حيث‬
‫القدرة الإدارية والتدريب واخلربة املنا�سبني‪ ،‬و�أن ي�ضطلع بواجباته على‬
‫�أ�سا�س التفرغ‪.‬‬
‫‪ .87‬يراعي موظفو م�ؤ�س�سات االحتجاز‪ ،‬يف �أدائهم لواجباتهم‪ ،‬احرتام‬
‫وحماية الكرامة الإن�سانية وحقوق الإن�سان الأ�سا�سية جلميع الأحداث‪،‬‬
‫خا�صة على النحو التايل‪:‬‬
‫�أ) ال يجوز لأي من موظفي م�ؤ�س�سات االحتجاز �أو الإ�صالحيات‬
‫القيام ب�أي عمل من �أعمال التعذيب �أو غريه من �رضوب املعاملة �أو‬
‫العقوبة �أو الإ�صالح �أو الت�أديب‪ ،‬امل�ؤملة �أو القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو‬
‫املهنية‪� ،‬أو �أن يحر�ض على القيام به �أو �أن يت�سامح ب�ش�أنه‪� ،‬أيا كانت‬
‫الذريعة �أو الظروف‪.‬‬
‫ب) على جميع موظفي امل�ؤ�س�سات الت�شدد يف مقاومة ومكافحة‬
‫�أي فعل من �أفعال ف�ساد الذمة‪ ،‬وتبليغه دون �إبطاء �إىل ال�سلطات‬
‫املخت�صة‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ج) على جميع املوظفني احرتام هذه القواعد‪ .‬وعلى املوظفني الذين‬
‫لديهم �سبب لالعتقاد ب�أن انتهاكا خطريا لهذه القواعد قد وقع �أو‬
‫ب�سبيله �إىل الوقوع �أن يبلغوا الأمر �إىل �سلطاتهم العليا �أو للأجهزة‬
‫املخولة �صالحية �إعادة النظر والت�صحيح‪.‬‬
‫د) يكفل جميع املوظفني حماية كاملة لل�صحة البدنية والعقلية‬
‫للأحداث‪ ،‬مبا يف ذلك احلماية من االعتداء واال�ستغالل البدين‬
‫واجلن�سي والعاطفي‪ ،‬ويتخذون التدابري الفورية لت�أمني الرعاية الطبية‬
‫لهم كلما لزمت‪.‬‬
‫هـ) يحرتم جميع املوظفني حق احلدث يف �أن تكون له خ�صو�صياته‪،‬‬
‫ويحمون‪ ،‬على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬جميع امل�سائل ال�رسية املتعلقة‬
‫بالأحداث �أو �أ�رسهم والتي يطلعون عليها بحكم وظيفتهم‪.‬‬
‫و) ي�سعى جميع املوظفني �إىل التقليل قدر الإمكان من �أوجه االختالف‬
‫بني احلياة داخل امل�ؤ�س�سة وخارجها‪ ،‬التي من �ش�أنها �أن تنتق�ص من‬
‫االحرتام الواجب لكرامة احلدث باعتباره �إن�سانا‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪74‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫قواعد الأمم املتحدة ملعاملة ال�سجينات والتدابري‬


‫غـري االحتجازيـة للمجرمات (قواعد بانكوك)‬
‫(مقتطفات)‬

‫‪ -٦‬خدمات الرعاية ال�صحية‬


‫(تكملة للقواعد ‪� ٢٢‬إىل ‪ ٢٦‬من القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة‬
‫ال�سجناء)‪.‬‬
‫�أ) الفح�ص الطبي عند دخول ال�سجن تكملة للقاعدة ‪ ٢٤‬من القواعد‬
‫النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء) القاعدة ‪ ٦‬للتعرف على حالة‬
‫ال�سجينات ال�صحية يجرى فح�ص �شـامل لتحديـد االحتياجـات مـن‬
‫الرعايـة ال�صحية الأولية وللوقوف على ما يلي‪:‬‬
‫�أ) الإ�صابة بالأمرا�ض التي تنتقل عن طريق االت�صال اجلن�سي �أو‬
‫الأمرا�ض املنقولـة بالدم‪ ،‬ويجوز �أي�ضا �أن يتاح لل�سجينات �إجراء‬
‫الفح�ص اخلا�ص بفريو�س نقـ�ص املناعـة البـ�رشية‪ ،‬بناء على عوامل‬
‫اخلطورة التي ينطوي عليها ذلك‪ ،‬مع تـوفري اال�ستـ�شارات الطبيـة‬
‫الالزمـة قبـل �إجراء هذا الفح�ص وبعده؛‬
‫ب) االحتياجات من الرعاية الـ�صحية العقليـة‪ ،‬مبـا يف ذلـك‬
‫اال�ضـطرابات النفـ�سية الالحقة لل�صدمة وخماطر الإقدام على‬
‫االنتحار و�إيذاء النف�س؛‬
‫‪75‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ج) �سـجل الـ�صحة الإجنابيـة للـ�سجينة‪ ،‬مبـا يف ذلـك حـاالت احلمـل‬


‫لـدى دخـول ال�سجن �أو التي ح�صلت يف الآونة الأخرية والوالدات‬
‫و�أي م�سائل تتعلق بال�صحة الإجنابية؛‬

‫د) وجود حالة �إدمان للمخدرات؛‬

‫ه) االنتهاك اجلنـ�سي وغـريه مـن �أ�شكال العنـف الـتي رمبـا تكـون‬
‫الـ�سجينات قـد عانني منها قبل دخولهن ال�سجن‪.‬‬
‫القاعدة ‪٧‬‬
‫‪�1 .1‬إذا �أ�سـفر التــ�شخي�ص عـن وجــود انتــهاك جنـ�سي �أو غــريه مــن‬
‫�أ�شكال العنــف الــتي تعر�ضـت لهـا الـ�سجينة قبـل االحتجـاز �أو خاللـه‪،‬‬
‫تبلـغ الـ�سجينة بحقهـا يف التمـا�س اللجـوء �إىل ال�سلطات الق�ضائية‪.‬‬
‫وحتاط ال�سجينة علما ب�صورة وافية بالإجراءات واخلطـوات املتبعـة‬
‫يف هـذا الـ�ش�أن‪ .‬فـ�إذا وافقـت الـ�سجينة علـى الـ�سري يف الإجراءات‬
‫القانونيـة‪ ،‬وجـب �إخطـار املـوظفني املعنـيني بـذلك و�إحالـة القـ�ضية‬
‫فـورا �إىل الـ�سلطة املختـ�صة للتحقيـق فيهـا‪ .‬وتـ�ساعد �سـلطات‬
‫ال�سجن ه�ؤالء الن�ساء يف احل�صول على امل�ساعدة القانونية‪.‬‬
‫‪�2 .2‬سواء اختارت املر�أة الـ�سري يف الإجراءات القانونيـة �أم مل تختـر ذلـك‪،‬‬
‫تـ�سعى �سـلطات ال�سجن �إىل �ضمان حـ�صولها بـ�صورة مبا�شـرة علـى‬
‫الـدعم النفـ�سي املتخـ�ص�ص �أو اال�ستـ�شارات النف�سية املتخ�ص�صة‪.‬‬
‫‪3 .3‬تتخـذ تـدابري حمـددة لتفـادي �أي �شـكل مـن �أ�شكال االنتقـام �ضـد‬
‫املحتجـزات اللـواتي يقدمن بالغات من هذا القبيل �أو ي�رسن يف‬
‫الإجراءات القانونية‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪76‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫القاعدة ‪٨‬‬

‫يحرتم يف جميع الأوقات حق ال�سجينات يف املحافظة على �سـرية‬


‫املعلومـات الطبيـة اخلا�صـة‪ ،‬مبا يف ذلك على وجه التحديد احلـق يف‬
‫عـدم الإدالء مبعلومـات تتعلـق بـ�صحتهن الإجنابيـة ويف عدم اخل�ضوع‬
‫لفح�ص يتعلق بذلك‪.‬‬
‫القاعدة ‪٩‬‬

‫�إذا كان برفقة ال�سجينة طفل‪ ،‬يخ�ضع هذا الطفل �أي�ضا للفحـ�ص‬
‫الـ�صحي ويفـ�ضل �أن يقـوم بـه طبيب �أطفال لتحديد طرق العالج والعناية‬
‫الطبية املطلوبة‪ .‬وتوفر رعاية �صحية منا�سبة تعـادل على الأقل الرعاية‬
‫ال�صحية املتوفرة يف املجتمع املحلي‪ .‬ب) الرعاية ال�صحية اخلا�صة بالن�ساء‪.‬‬

‫القاعدة ‪١٠‬‬
‫‪1 .1‬توفر لل�سجينات خدمات رعايـة �صـحية خا�صـة بالنـ�ساء تعـادل علـى‬
‫الأقـل اخلـدمات املتوفرة يف املجتمع املحلي‪.‬‬
‫‪�2 .2‬إذا طلبــت الــ�سجينة �أن تفحــ�صها �أو تعاجلهــا طبيبــة �أو ممر�ضــة‬
‫وجــب تــ�أمني طبيبــة �أو ممر�ضة لها‪ ،‬قدر امل�ستطاع‪ ،‬با�ستثناء احلاالت‬
‫التي ت�ستدعي تدخال طبيا عـاجال‪ .‬و�إذا �أجـرى ممار�س للطب الفح�ص‬
‫خالفا لرغبة ال�سجينة وجب �أن حت�رض �إحدى املوظفات الفح�ص‪.‬‬
‫القاعدة ‪١١‬‬

‫‪1 .1‬ال يح�رض الفحو�ص الطبية �إال العاملون يف جمال الطب ما مل‬
‫ير الطبيب وجـود ظـروف ا�ستثنائية تقت�ضي ح�ضور �أحد موظفي‬
‫ال�سجن لأ�سباب �أمنية �أو ما مل يطلـب الطبيـب ذلـك �أو ما مل تطلب‬
‫ال�سجينة على وجه التحديد ح�ضور �أحد املوظفني ح�سبما هـو مـبني‬
‫يف الفقـرة ‪ ٢‬من القاعدة ‪� ١٠‬أعاله‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪�2 .2‬إذا كــان مــن الــ�رضوري حــ�ضور مــوظفني مــن الــ�سجن ال يعملــون‬
‫يف جمــال الطــب الفحو�ص الطبية‪ ،‬ينبغي �أن يكون ه�ؤالء املوظفـون‬
‫مـن النـ�ساء و�أن جتـرى الفحـو�ص علـى نحـو يكفل اخل�صو�صية‬
‫والكرامة وال�رسية‪.‬‬
‫ج) ال�صحة العقلية والرعاية ال�صحية الالزمة لها‬
‫القاعدة ‪١٢‬‬

‫تـوفر للـ�سجينات اللـواتي يحـتجن �إىل رعايـة �صـحية عقليـة‪ ،‬داخـل‬


‫الـ�سجن �أو يف املرافـق غـري االحتجازيـة‪ ،‬بـرامج �شـاملة للرعايـة الـ�صحية‬
‫العقليـة والت�أهيـل مالئمـة لكـل حالـة علـى حـدة تراعى فيها الفوارق بني‬
‫اجلن�سني وال�صدمات التي تعر�ضن لها‪.‬‬
‫القاعدة ‪١٣‬‬

‫يجب تعريف موظفي ال�سجن بالأوقات التي قد ت�شعر فيها النـ�ساء‬


‫بحـاالت مـن الـ�ضيق النفـ�سي ملراعاة حالتهن و�ضمان توفري الدعم املالئم‬
‫لهن‪.‬‬
‫د) الوقاية من فريو�س نق�ص املناعة الب�رشية وتوفري العالج والرعاية‬
‫والدعم للم�صابني به‬
‫القاعدة ‪١٤‬‬

‫للت�صدي حلـاالت فـريو�س نقـ�ص املناعـة البـ�رشية ‪ /‬متالزمـة نقـ�ص‬


‫املناعـة املكتـ�سب (الإيـدز) يف ال�سجون‪ ،‬تعد الربامج واخلدمات الالزمة‬
‫لتلبية االحتياجات اخلا�صة للنـ�ساء‪ ،‬مبـا يف ذلـك منـع انتقال املر�ض من‬
‫الأمهـات �إىل الأطفـال‪ .‬ويف هـذا الـ�سياق‪ ،‬تـ�شجع �سـلطات الـ�سجن وتـدعم‬
‫اتخـاذ مبــادرات يف جمـال الوقايـة مـن فـريو�س نقـ�ص املناعـة البـ�رشية‬
‫وتـوفري العـالج والرعايــة للم�صابني به‪ ،‬مثل التثقيف عن طريق الأقران‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪78‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫هـ) برامج العالج من تعاطي املواد امل�ؤثرة يف احلالة النف�سية‬


‫القاعدة ‪١٥‬‬

‫يجـب �أن تـوفر �أو تيـ�رس الـدوائر الـ�صحية يف الـ�سجن بـرامج متخ�صـ�صة‬
‫للعـالج معـدة للنـ�ساء اللواتي يتعاطني املواد امل�ؤثرة يف احلالـة النفـ�سية‪،‬‬
‫�أخـذا يف االعتبـار الإيذاء الـذي تعر�ضـن لـه يف الـ�سابق واالحتياجـات‬
‫اخلا�صـة للنـ�ساء احلوامـل والنـ�ساء اللـواتي يـرافقهن �أطفـالهن واخــتالف‬
‫خلفياتهن الثقافية‪ .‬و منع االنتحار و�إيذاء النف�س‪.‬‬
‫القاعدة ‪١٦‬‬

‫يجب �أن يـ�شكل �إعـداد وتنفيـذ اال�سـرتاتيجيات‪ ،‬بالتـ�شاور مـع‬


‫الـدوائر املعنيـة بتقـدمي خـدمات الرعاية ال�صحية العقلية وخدمات الرعاية‬
‫االجتماعية‪ ،‬من �أجل احليلولة دون �إقدام الـ�سجينات على االنتحار‬
‫و�إيذاء النف�س وتوفري الـدعم املنا�سـب واملتخـ�ص�ص واملراعـي الحتياجـات‬
‫النـ�ساء اللواتي يحتمل �أن يقمـن بـذلك‪ ،‬جـزءا مـن �سيا�سـة �شـاملة يف‬
‫جمـال الرعايـة الـ�صحية العقليـة يف �سجون الن�ساء‪.‬‬
‫ز) خدمات الرعاية ال�صحية الوقائية‬
‫القاعدة ‪١٧‬‬

‫تثقف ال�سجينات وتوفر لهن املعلومات ب�ش�أن التدابري املتعلقة بالرعاية‬


‫ال�صحية الوقائية‪ ،‬مبا فيهـا فريو�س نق�ص املناعـة البـ�رشية والأمـرا�ض الـتي‬
‫تنتقـل عـن طريـق االتـ�صال اجلنـ�سي وغريهـا مـن الأمرا�ض التي تنتقل‬
‫بالدم‪ ،‬وب�ش�أن الظروف ال�صحية اخلا�صة بالن�ساء‪.‬‬
‫القاعدة ‪ ١٨‬توفر لل�سجينات تـدابري الرعايـة الـ�صحية الوقائيـة اخلا�صـة‬
‫بالنـ�ساء حتديـدا‪ ،‬مـن قبيـل الفحـو�ص الالزمة للك�شف عن االلتهابات‬
‫املهبلية وعن �رسطان الثـدي وعـن �أمـرا�ض النـ�ساء الـ�رسطانية‪ ،‬على قدم‬
‫امل�ساواة مع الن�ساء اللواتي من �أعمارهن يف املجتمع املحلي‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الت�أديب والعقاب‬
‫(تكملة للقواعد ‪� ٢٧‬إىل ‪ ٣٢‬من القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء)‬

‫القاعدة ‪٢٢‬‬
‫ال تطبـق عقوبـة احلـب�س االنفـرادي �أو العـزل الت�أديبي علـى احلوامـل‬
‫والنـ�ساء اللـواتي برفقتـهن �أطفال ر�ضع والأمهات املر�ضعات يف ال�سجن‪.‬‬

‫القاعدة ‪٢٣‬‬
‫ال تــ�شمل العقوبــات الت�أديبيــة الـتي تفـر�ض علــى الــ�سجينات‬
‫مــنعهن مــن االتـ�صال ب�أ�ســرهن‪ ،‬وبخا�صة �أطفالهن‪.‬‬
‫�أدوات تقييد احلرية‬
‫(تكملة للقاعدتني ‪ ٣٣‬و ‪ ٣٤‬من القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء)‬

‫القاعدة ‪٢٤‬‬
‫ال تــ�ستخدم �إطالقــا �أدوات تقييــد احلريــة مــع النــ�ساء �أثنــاء‬
‫املخــا�ض و�أثنــاء الــوالدة وبعــد الو�ضع مبا�رشة‪.‬‬
‫‪ -٣‬احلوامل والأمهات املر�ضعات والأمهات اللواتي يرافقهن �أطفالهن‬
‫يف ال�سجن (تكملة للقاعدة ‪ ٢٣‬من القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة‬
‫ال�سجناء)‪.‬‬

‫القاعدة ‪٤٨‬‬
‫‪1 .1‬تتلقى الـ�سجينات احلوامـل �أو املر�ضـعات توجيهـات بـ�ش�أن �صـحتهن‬
‫والنظـام الغـذائي اخلا�ص بهن يف �إطار برنامج يعده ويراقبه �أخ�صائي‬
‫�صـحي م�ؤهـل‪ .‬وتـ�ؤمن �أغذيـة كافيـة ووفـق جدول زمـني منا�سـب‬
‫وتـوفر بيئـة �صـحية وفـر�ص ممار�سـة التمـارين بانتظـام للحوامـل‬
‫والر�ضـع والأطفال والأمهات املر�ضعات جمانا‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪80‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪2 .2‬ال يجوز ثـني الـ�سجينات عـن �إر�ضـاع �أطفـالهن مـا مل تكـن ثمـة‬
‫�أ�سـباب �صـحية خا�صـة تقت�ضي ذلك‪.‬‬
‫‪3 .3‬تـدرج يف بـرامج العـالج االحتياجـات الطبيـة والتغذويـة للـ�سجينات‬
‫اللـواتي و�ضـعن مواليدهن حديثا‪ ،‬دون �أن يرافقهن �أطفالهن يف‬
‫ال�سجن ‪.‬القاعدة ‪ ٤٩‬تتخذ القرارات فيما يتعلق ب ال�سماح للأطفال‬
‫بالبقاء مع �أمهاتهم يف ال�سجن مبا يراعي يف املقـام الأول م�صلحة‬
‫الطفل‪ .‬وال يعامل الأطفال الذين يرافقون �أمهاتهم يف ال�سجن‬
‫�إطالقا ك�سجناء‪.‬‬

‫القاعدة ‪٥٠‬‬
‫يتاح لل�سجينات اللواتي يرافقهن �أطفالهن يف ال�سجن �أق�صى ما ميكن‬
‫من الفر�ص لقـ�ضاء الوقـت مع �أطفالهن‪.‬‬

‫القاعدة ‪٥١‬‬
‫‪1 .1‬توفر خدمات الرعاية ال�صحية ب�شكل متوا�صل للأطفال الذين يعي�شون‬
‫مع �أمهـاتهم يف الــ�سجن ويتــوىل �أخــ�صائيون ر�صــد منــوهم‪،‬‬
‫بالتعــاون مــع الــدوائر املعنيــة بتقــدمي اخلــدمات ال�صحية املجتمعية‪.‬‬
‫‪2 .2‬يجــب تربيــة الأطفــال يف بيئــة �أقــرب مــا تكــون للبيئــة الــتي‬
‫ينــ�ش�أ فيهــا الأطفــال خارج ال�سجن‪.‬‬

‫القاعدة ‪٥٢‬‬
‫‪1 .1‬تتخذ القرارات فيما يتعلق بف�صل الطفل عن �أمه ا�ستنادا �إىل تقييمات‬
‫خا�صـة بكـل حالـة علـى حدة وتراعى فيها يف املقام الأول م�صلحة‬
‫الطفل‪ ،‬يف �إطار القوانني الوطنية ذات ال�صلة باملو�ضوع‪.‬‬
‫‪2 .2‬يجــب �أن تعامــل مــ�س�ألة مغــادرة الطفــل للــ�سجن علــى نحــو‬
‫يراعــي مــ�شاعر الطفــل وال يـ�سمح بهـا �إال عنــدما حتـدد ترتيبـات‬
‫‪81‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫تكفــل لــه رعايـة بديلــة‪ ،‬وبعـد التـ�شاور‪ ،‬يف حالــة ال�سجينات من‬
‫الرعايا الأجانب‪ ،‬مع امل�س�ؤولني القن�صليني‪.‬‬
‫‪3 .3‬بعـد فـ�صل الأطفـال عـن �أمهـاتهم و�إحلـاقهم ب�أ�سـرهم �أو ب�أقـارب‬
‫لهـم �أو تـ�أمني رعايـة �أخرى بديلة لهم‪ ،‬يتاح لل�سجينات �أقـ�صى مـا‬
‫ميكـن مـن الفـر�ص والتـ�سهيالت للقـاء �أطفـاله‪ ،‬عندما يكون ذلك‬
‫حتقيقا مل�صلحة الطفل وال مي�س ال�سالمة العامة‪.‬‬
‫الباب الثاين‬
‫مناه�ضة التعذيب يف الت�رشيعات‬
‫الوطنية وال�صكوك الدولية‬
‫‪ .1‬الت�رشيع املغربي‬
‫‪87‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الد�ستور‬

‫الف�صل ‪22‬‬

‫ال يجوز امل�س بال�سالمة اجل�سدية �أو املعنوية لأي �شخ�ص‪ ،‬يف �أي‬
‫ظرف‪ ،‬ومن قبل �أي جهة كانت‪ ،‬خا�صة �أو عامة‪.‬‬

‫ال يجوز لأحد �أن يعامل الغري‪ ،‬حتت �أي ذريعة‪ ،‬معاملة قا�سية �أو ال‬
‫�إن�سانية �أو مهينة �أو حاطة بالكرامة الإن�سانية‪.‬‬

‫ممار�سة التعذيب بكافة �أ�شكاله‪ ،‬ومن قبل �أي �أحد‪ ،‬جرمية يعاقب‬
‫عليها القانون‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪88‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫القانون اجلنائي‬

‫الفرع الثالث‪� :‬شطط املوظفني يف ا�ستعمال �سلطتهم �إزاء الأفراد‬


‫‪1‬‬
‫وممار�سة التعذيب‬
‫الف�صل ‪224‬‬

‫يعد موظفا عموميا‪ ،‬يف تطبيق �أحكام الت�رشيع اجلنائي‪ ،‬كل �شخ�ص كيفما‬
‫كانت �صفته‪ ،‬يعهد �إليه‪ ،‬يف حدود معينة مببا�رشة وظيفة �أو مهمة ولو م�ؤقتة‬
‫ب�أجر �أو بدون �أجر وي�ساهم بذلك يف خدمة الدولة‪� ،‬أو امل�صالح العمومية �أو‬
‫الهيئات البلدية‪� ،‬أو امل�ؤ�س�سات العمومية �أو م�صلحة ذات نفع عام‪.‬‬
‫وتراعى �صفة املوظف يف وقت ارتكاب اجلرمية ومع ذلك ف�إن هذه‬
‫ال�صفة تعترب باقية له بعد انتهاء خدمته‪� ،‬إذا كانت هي التي �سهلت له‬
‫ارتكاب اجلرمية �أو مكنته من تنفيذها‪.‬‬

‫الف�صل ‪225‬‬
‫كل قا�ض‪� ،‬أو موظف عمومي‪� ،‬أو �أحد رجال �أو مفو�ضي ال�سلطة‬
‫�أو القوة العمومية ي�أمر �أو يبا�رش بنف�سه عمال حتكميا‪ ،‬ما�سا باحلريات‬
‫ال�شخ�صية �أو احلقوق الوطنية ملواطن �أو �أكرث يعاقب بالتجريد من‬
‫احلقوق الوطنية‪.‬‬
‫لكن �إذا �أثبت �أنه ت�رصف بناء على �أمر �صادر من ر�ؤ�سائه يف مادة‬
‫تدخل يف نطاق اخت�صا�صهم ويوجب عليه طاعتهم‪ ،‬ف�إنه يتمتع بعذر‬
‫معف من العقاب‪ ،‬ويف هذه احلالة تطبق العقوبة على الرئي�س الذي‬
‫�أ�صدر الأمر وحده‪.‬‬
‫و�إذا كان العمل التحكمي �أو امل�سا�س باحلرية الفردية قد ارتكب �أو‬
‫�أمر به لغر�ض ذاتي �أو بق�صد �إر�ضاء �أهواء �شخ�صية‪ ،‬طبقت العقوبة‬
‫املقررة يف الف�صول ‪� 436‬إىل ‪.440‬‬
‫‪89‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الف�صل ‪226‬‬
‫اجلنايات املعاقب عليها يف الف�صل ‪ 225‬تنتج عنها م�س�ؤولية مدنية‬
‫�شخ�صية على عاتق مرتكبها كما تنتج عنها م�س�ؤولية الدولة مع‬
‫احتفاظها باحلق يف الرجوع على اجلاين‪.‬‬

‫الف�صل ‪227‬‬
‫كل موظف عمومي‪� ،‬أو �أحد رجال القوة العمومية‪� ،‬أو مفو�ضي ال�سلطة‬
‫العامة املكلفني بال�رشطة الق�ضائية �أو الإدارية‪ ،‬يرف�ض �أو يهمل اال�ستجابة‬
‫لطلب وجه �إليه يرمي �إىل �إثبات حالة اعتقال حتكمي غري م�رشوع‪� ،‬سواء‬
‫يف الأمكنة �أو املحالت املخ�ص�صة لالعتقال‪� ،‬أو يف �أي مكان �آخر ومل‬
‫يقدم دليال على �أنه قد �أبلغه �إىل ال�سلطة الرئا�سية‪ ،‬يعاقب بالتجريد من‬
‫احلقوق الوطنية‪.‬‬

‫الف�صل ‪228‬‬
‫كل م�رشف �أو حار�س يف �سجن �أو يف مكان خم�ص�ص لإقامة‬
‫املعتقلني‪ ،‬ت�سلم معتقال بدون الوثائق القانونية املربرة لذلك‪ ،‬طبقا للف�صل‬
‫‪ 653‬من امل�سطرة اجلنائية‪� ،2‬أو رف�ض تقدمي املعتقل �إىل ال�سلطات �أو‬
‫الأ�شخا�ص الذين لهم احلق يف ر�ؤيته‪ ،‬طبقا لأحكام الف�صول ‪� 660‬إىل‬
‫‪ 662‬من امل�سطرة اجلنائية‪ ،3‬وذلك دون وجود �أمر من قا�ضي التحقيق‬
‫مبنع االت�صال باملعتقل‪� ،‬أو رف�ض تقدمي �سجالته �إىل من لهم احلق يف‬
‫االطالع عليها‪ ،‬يعد مرتكبا جلرمية االعتقال التحكمي ويعاقب باحلب�س‬
‫من �ستة �أ�شهر �إىل �سنتني وغرامة من مائتني‪� 4‬إىل خم�سمائة درهم‪.‬‬

‫الف�صل ‪229‬‬
‫كل ع�ضو يف الهيئة الق�ضائية‪� ،‬أو �أحد �ضباط ال�رشطة الق�ضائية‪ ،‬يف‬
‫غري حاالت التلب�س‪ ،‬يثري متابعة �أو ي�صدر �أو يوقع �أمرا من �أوامر التحقيق‬
‫�أو حكما‪� ،‬أو يعطي �أمرا ب�إجراء احتياطي �ضد �شخ�ص يتمتع بح�صانة‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪90‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ق�ضائية‪ ،‬وذلك قبل �أن يح�صل على رفع تلك احل�صانة بالطرق القانونية‪،‬‬
‫يعاقب بالتجريد من احلقوق الوطنية‪.‬‬

‫الف�صل ‪230‬‬
‫كل قا�ض �أو موظف عمومي‪� ،‬أو �أحد رجال �أو مفو�ضي ال�سلطة العامة‬
‫�أو القوة العمومية يدخل‪ ،‬بهذه ال�صفة‪ ،‬م�سكن �أحد الأفراد‪ ،‬رغم عدم‬
‫ر�ضائه‪ ،‬يف غري الأحوال التي قررها القانون‪ ،‬يعاقب باحلب�س من �شهر‬
‫�إىل �سنة وغرامة من مائتني‪� 5‬إىل خم�سمائة درهم‪.‬‬
‫وتطبق �أحكام الفقرة الثانية من الف�صل ‪ 225‬على اجلرمية املن�صو�ص‬
‫عليها يف هذا الف�صل‪.‬‬

‫الف�صل ‪231‬‬
‫كل قا�ض �أو موظف عمومي‪� ،‬أو �أحد رجال �أو مفو�ضي ال�سلطة �أو‬
‫القوة العمومية ي�ستعمل �أثناء قيامه بوظيفته �أو ب�سبب قيامه بها‪ ،‬العنف‬
‫�ضد الأ�شخا�ص �أو ي�أمر با�ستعماله بدون مربر �رشعي‪ ،‬يعاقب على هذا‬
‫العنف‪ ،‬على ح�سب خطورته‪ ،‬طبقا لأحكام الف�صول ‪� 401‬إىل ‪ 403‬مع‬
‫ت�شديد العقوبات على النحو الآتي‪:‬‬
‫�إذا كانت اجلرمية جنحة �ضبطية �أو ت�أديبية‪ ،‬ف�إن العقوبة تكون �ضعف‬
‫العقوبة املقررة لتلك اجلنحة؛‬
‫�إذا كانت جناية معاقبا عليها بال�سجن من خم�س �إىل ع�رش �سنوات‬
‫ف�إن العقوبة تكون ال�سجن من ع�رش �إىل خم�س ع�رشة �سنة؛‬
‫�إذا كانت جناية معاقبا عليها بال�سجن من ع�رش �إىل ع�رشين �سنة ف�إن‬
‫العقوبة تكون من ع�رشين �إىل ثالثني �سنة‪.6‬‬
‫‪91‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الف�صل ‪7 231-1‬‬
‫يق�صد بالتعذيب مبفهوم هذا الفرع‪ ،‬كل فعل ينتج عنه �أمل �أو عذاب‬
‫�شديد ج�سدي �أو نف�سي يرتكبه عمدا موظف عمومي �أو يحر�ض عليه‬
‫�أو يوافق عليه �أو ي�سكت عنه‪ ،‬يف حق �شخ�ص لتخويفه �أو �إرغامه �أو‬
‫�إرغام �شخ�ص �آخر على الإدالء مبعلومات �أو بيانات �أو اعرتاف بهدف‬
‫معاقبته على عمل ارتكبه �أو ي�شتبه يف �أنه ارتكبه هو �أو �شخ�ص �آخر‪،‬‬
‫�أو عندما يلحق مثل هذا الأمل �أو العذاب لأي �سبب من الأ�سباب يقوم‬
‫على التمييز �أيا كان نوعه‪.‬‬
‫وال يعترب تعذيبا الأمل �أو العذاب الناجت عن عقوبات قانونية �أو املرتتب‬
‫عنها �أو املالزم لها‪.‬‬

‫الف�صل ‪231-2‬‬
‫دون الإخالل بالعقوبات الأ�شد‪ ،‬يعاقب بال�سجن من خم�س �إىل خم�س‬
‫ع�رشة �سنة وغرامة من ‪� 10.000‬إىل ‪ 30.000‬درهم كل موظف عمومي‬
‫مار�س على �شخ�ص التعذيب امل�شار �إليه يف الف�صل ‪� 231-1‬أعاله‪.‬‬

‫الف�صل ‪231-3‬‬
‫دون الإخالل بالعقوبات الأ�شد‪ ،‬يعاقب بال�سجن من ع�رش �إىل ع�رشين‬
‫�سنة وغرامة من ‪� 20.000‬إىل ‪ 50.000‬درهم �إذا ارتكب التعذيب‪:‬‬
‫‪�- -‬ضد قا�ض �أو عون من �أعوان القوة العمومية �أو موظف عمومي �أثناء‬
‫ممار�سته ملهامه �أو مبنا�سبة ممار�سته لها؛‬
‫‪�- -‬ضد �شاهد �أو �ضحية �أو طرف مدين ب�سبب �إدالئه بت�رصيح �أو‬
‫لتقدميه �شكاية �أو لإقامته دعوى �أو للحيلولة دون القيام بذلك؛‬
‫‪- -‬من طرف جمموعة من الأ�شخا�ص ب�صفتهم فاعلني �أو م�شاركني؛‬
‫‪- -‬مع �سبق الإ�رصار �أو با�ستعمال ال�سالح �أو التهديد به‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪92‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الف�صل ‪231-4‬‬
‫يعاقب بال�سجن امل�ؤبد‪:‬‬
‫‪� - -‬إذا ارتكب التعذيب �ضد قا�رص دون �سن ‪� 18‬سنة؛‬
‫‪�- -‬إذا ارتكب �ضد �شخ�ص يعاين من و�ضعية �صعبة ب�سبب كرب �سنه‬
‫�أو ب�سبب مر�ض �أو �إعاقة �أو ب�سبب نق�ص بدين �أو نف�سي على �أن‬
‫تكون هذه الو�ضعية ظاهرة �أو معروفة لدى الفاعل؛‬
‫‪�- -‬إذا ارتكب �ضد امر�أة حامل �إذا كان حملها بينا �أو كان معروفا‬
‫لدى الفاعل؛‬
‫‪�- -‬إذا كان م�سبوقا باعتداء جن�سي �أو م�صحوبا به �أو تاله هذا االعتداء‬
‫وتطبق نف�س العقوبة يف حالة االعتياد على ارتكاب التعذيب‪.‬‬
‫الف�صل ‪231-5‬‬

‫دون الإخالل بالعقوبات الأ�شد‪� ،‬إذا نتج عن التعذيب فقد ع�ضو �أو‬
‫برته �أو احلرمان من منفعته �أو عمى �أو عور �أو �أي عاهة دائمة �أخرى ف�إن‬
‫العقوبة تكون ال�سجن من ع�رش �إىل ع�رشين �سنة‪.‬‬
‫ويف حالة توفر �سبق الإ�رصار �أو ا�ستعمال ال�سالح تكون العقوبة‬
‫ال�سجن من ع�رشين �إىل ثالثني �سنة‪.‬‬
‫الف�صل ‪231-6‬‬

‫دون الإخالل بالعقوبات الأ�شد‪ ،‬كل تعذيب نتج عنه موت دون نية‬
‫�إحداثه يعاقب عليه بال�سجن من ع�رشين �سنة �إىل ثالثني �سنة‪.‬‬
‫ويف حالة توفر �سبق الإ�رصار �أو ا�ستعمال ال�سالح تكون العقوبة‬
‫ال�سجن امل�ؤبد‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الف�صل ‪231-7‬‬
‫يف جميع احلاالت املن�صو�ص عليها يف الف�صول من ‪� 231-2‬إىل‬
‫‪ 231-6‬يجب على املحكمة �أن ت�أمر‪� ،‬إذا حكمت بعقوبة جنحية بحرمان‬
‫املحكوم عليه ملدة ترتاوح بني �سنتني وع�رش �سنوات من ممار�سة حق �أو‬
‫عدة حقوق من احلقوق الوطنية �أو املدنية �أو العائلية املن�صو�ص عليها‬
‫يف الف�صل ‪ 26‬من هذا القانون‪.‬‬

‫الف�صل ‪231-8‬‬
‫يجب على املحكمة يف جميع احلاالت املن�صو�ص عليها يف الف�صول‬
‫من ‪� 231-2‬إىل ‪� 231-6‬إذا حكمت بامل�ؤاخذة �أن ت�أمر‪:‬‬
‫‪- -‬مب�صادرة الأ�شياء والأدوات امل�ستعملة يف ارتكاب التعذيب؛‬
‫‪- -‬بن�رش احلكم وبتعليقه طبقا ملقت�ضيات الف�صل ‪ 48‬من هذا القانون‪.‬‬

‫الف�صل ‪232‬‬
‫كل موظف عمومي‪� ،‬أو �أحد �أعوان احلكومة �أو امل�ستخدمني يف �إدارة‬
‫الربيد �أو وكالئها يفتح �أو يختل�س �أو يبدد ر�سائل عهد بها �إىل م�صلحة‬
‫الربيد‪� ،‬أو ي�سهل فتحها �أو اختال�سها �أو تبديدها‪ ،8‬يعاقب باحلب�س من‬
‫ثالثة �أ�شهر �إىل خم�س �سنوات وغرامة من مائتني‪� 9‬إىل �ألف درهم‪.‬‬
‫ويعاقب بنف�س العقوبة كل م�ستخدم �أو وكيل لإدارة الربق �إذا‬
‫اختل�س �أو بدد برقية �أو �إيذاع حمتوياتها‪.‬‬
‫ويحرم مرتكب اجلرمية‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬من مبا�رشة جميع الوظائف‬
‫العامة �أو اخلدمات العمومية ملدة ال تقل عن خم�س �سنوات وال تزيد‬
‫على ع�رش‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪94‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الهوام�ش‬
‫‪1 .1‬مت تتميم عنوان الفرع الثالث من الباب الثاين من اجلزء الأول من‬
‫الكتاب الثالث من جمموعة القانون اجلنائي‪ ،‬مبقت�ضى املادة الأوىل‬
‫من القانون رقم ‪ 43.04‬يتعلق بتغيري وتتميم جمموعة القانون‬
‫اجلنائي‪ ،‬ال�صادر بتنفيذه ظهري �رشيف رقم ‪ 1.06.20‬بتاريخ ‪ 15‬من‬
‫حمرم ‪ 14( 1427‬فرباير ‪)2006‬؛ اجلريدة الر�سمية عدد ‪ 5398‬بتاريخ‬
‫‪ 24‬حمرم ‪ 23( 1427‬فرباير ‪� ،)2006‬ص ‪.492‬‬
‫‪2 .2‬املادة ‪ 608‬من القانون رقم ‪ 22.01‬املتعلق بامل�سطرة اجلنائية‪� ،‬سالف‬
‫الذكر‪.‬‬
‫‪3 .3‬املواد ‪ 616‬و‪ 620‬و‪ 621‬من القانون رقم ‪ 22.01‬املتعلق بامل�سطرة‬
‫اجلنائية‪� ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪4 .4‬انظر الهام�ش امل�ضمن يف الف�صل ‪� 111‬أعاله‪.‬‬
‫‪5 .5‬نف�س الإحالة‪.‬‬
‫‪6 .6‬مت تغيري وتتميم الف�صل ‪� 231‬أعاله مبقت�ضى املادة الثانية من القانون‬
‫رقم ‪ 43.04‬املتعلق بتغيري وتتميم جمموعة القانون اجلنائي‪� ،‬سالف‬
‫الذكر‪.‬‬
‫‪�7 .7‬أ�ضيفت �إىل الفرع الثالث من الباب الثاين من اجلزء الأول من الكتاب‬
‫الثالث من القانون اجلنائي �أحكام الف�صول من ‪� 231-1‬إىل ‪،231-8‬‬
‫وذلك مبقت�ضى املادة الثالثة من القانون رقم ‪ 43.04‬املتعلق بتغيري‬
‫وتتميم جمموعة القانون اجلنائي‪� ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪8 .8‬ظهري �رشيف �صادريف‪3‬رجب ‪ 28( 1343‬يناير ‪ )1925‬باملنع املتعلق‬
‫بالإر�ساليات الربيدية؛ اجلريدة الر�سمية عدد ‪ 643‬بتاريخ ‪ 3‬رجب‬
‫‪17( 1343‬فرباير ‪� ،)1925‬ص ‪.308‬‬
‫‪9 .9‬انظر الهام�ش امل�ضمن يف الف�صل ‪� 111‬أعاله‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الظهائر التي �صدرت يف جمال مناه�ضة التعذيب‬


‫× ×ظهري �رشيف رقم ‪� 1.93.362‬صادر يف ‪ 9‬رجب ‪ 21( 1417‬نوفمرب‬
‫‪ )1996‬ن�رش اتفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه من �رضوب املعامالت �أو‬
‫العقوبات القا�سية �أو الال �إن�سانية �أو املهينة املعتمدة من طرف اجلمعية‬
‫العامة للأمم املتحدة يف ‪ 10‬دي�سمرب ‪1984‬‬

‫احلمد هلل وحده‬


‫الطابع ال�رشيف – بداخله‬
‫(احل�سن بن حممد بن يو�سف بن احل�سن اهلل وليه)‬

‫يعلم من ظهرينا ال�رشيف هذا �أ�سماه اهلل و�أعز �أمره �أننا‪:‬‬


‫بعد االطالع على اتفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه من �رضوب‬
‫املعامالت �أو العقوبات القا�سية �أوالال�إن�سانية�أو املهينة‪ ،‬املعتمدة من طرف‬
‫اجلمعية العامة للأمم املتحدة يف ‪ 10‬دي�سمرب ‪1984‬؛‬
‫وعلىحم�رض �إيداع وثائق م�صادقة اململكة املغربية على االتفاقية‬
‫املذكورة املوقع بنيويورك يف ‪ 21‬يونيو ‪ 1993‬مع التحفظات التالية‪:‬‬
‫ ‪«1 .‬وفقاللفقرة الأوىل من املادة ‪ 28‬تعلن حكومة اململكة املغربية �أنها ال‬
‫تعرتف باخت�صا�ص اللجنة املن�صو�ص عليها يف املادة ‪»20‬؛‬
‫ ‪«2 .‬وفقاللفقرة الثانية من املادة ‪ 30‬تعلن حكومة اململكة املغربية كذلك‬
‫�أنها ال تعترب نف�سها ملزمة بالفقرة الأوىل من نف�س املادة»‪،‬‬
‫�أ�صدرنا �أمرنا ال�رشيف مبا يلي‪:‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪96‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مادة فريدة‬
‫تن�رش باجلريدة الر�سمية عقب ظهرينا ال�رشيف هذا اتفاقية مناه�ضة‬
‫التعذيب وغريه من �رضوب املعامالت �أو العقوبات القا�سية �أو الال�إن�سانية‬
‫�أو املهينة املعتمدة من طرف اجلمعية العامة للأمم املتحدة يف ‪ 10‬دي�سمرب‬
‫‪.1984‬‬
‫وحرر بالرباط يف ‪ 9‬رجب ‪ 21( 1417‬نوفمرب ‪)1996‬‬
‫وقعه بالعطف‪:‬‬
‫الوزيرالأول‪،‬‬
‫الإم�ضاء‪ :‬عبد اللطيف الفياليل‪.‬‬

‫× ×ظهري �رشيف رقم ‪� 1.13.63‬صادر يف ‪� 8‬شعبان ‪ 17 ( 1434‬يونيو‬


‫‪ )2013‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 124.12‬املوافق مبوجبه على الربوتوكول‬
‫االختياري التفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو‬
‫العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬املعتمد بنيويورك يف ‪18‬‬
‫دي�سنرب ‪ 200‬من طرف اجلمعية العامة للأمم املتحدة‪.‬‬
‫احلمد هلل وحده‪،‬‬

‫الطابع ال�رشيف ‪ -‬بداخله ‪:‬‬

‫( حممد بن احل�سن بن حممد بن يو�سف اهلل وليه )‬

‫يعلم من ظهرينا ال�رشيف هذا‪� ،‬أ�سماه اهلل و�أعز �أمره �أننا ‪:‬‬
‫بناء على الد�ستور وال �سيما الف�صول ‪ 42‬و ‪ 50‬و ‪ ( 55‬الفقرة الثانية)‬
‫منه‪،‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪97‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أ�صدرنا �أمرنا ال�رشيف مبا يلي ‪:‬‬


‫ينفذ وين�رش باجلريدة الر�سمية‪ ،‬عقب ظهرينا ال�رشيف هذا‪ ،‬القانون رقم‬
‫‪ 124.12‬املوافق مبوجبه على الربوتوكول االختياري التفاقية مناه�ضة‬
‫التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو‬
‫املهينة‪ ،‬املعتمد بنيويورك يف ‪ 18‬دي�سمرب ‪ 2002‬من طرف اجلمعية العامة‬
‫للأمم املتحدة‪ ،‬كما وافق عليه جمل�س النواب وجمل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫وحرر بالرباط يف ‪� 8‬شعبان ‪ 17( 1434‬يونيو ‪.)2013‬‬

‫وقعه بالعطف‪:‬‬
‫رئي�س احلكومة‪،‬‬
‫الإم�ضاء‪ :‬عبدالإله ابن كريان‪.‬‬

‫× ×قانون رقم ‪ 124.12‬يوافق مبوجبه على الربوتوكول االختياري التفاقية‬


‫مناه�ضة التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو‬
‫الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬املعتمد بنيويورك يف ‪ 18‬دي�سمرب ‪ 2002‬من‬
‫طرف اجلمعية العامة للأمم املتحدة‬
‫مادة فريدة‬
‫يوافق على الربوتوكول االختياري التفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه‬
‫من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬املعتمد‬
‫بنيويورك يف ‪ 18‬دي�سمرب ‪ 2002‬من طرف اجلمعية العامة للأمم املتحدة‪.‬‬

‫× ×ظهري �رشيف رقم ‪� 1.14.59‬صادر يف فاحت �صفر ‪ 24 1436‬نوفمرب‬


‫‪ ،2014‬بن�رش الربوتوكول االختياري التفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه‬
‫من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪،‬‬
‫املعتمد بنيويورك يف ‪ 18‬دي�سمرب ‪ ) 2002‬من طرف اجلمعية العامة‬
‫للأمم املتحدة‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪98‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫احلمد هلل وحده‪،‬‬


‫الطابع ال�رشيف ‪ -‬بداخله ‪:‬‬
‫( حممد بن احل�سن بن حممد بن يو�سف اهلل وليه )‬
‫يعلم من ظهرينا ال�رشيف هذا‪� ،‬أ�سماه اهلل و�أعز �أمره �أننا ‪:‬‬
‫بناء على الربوتوكول االختياري التفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه‬
‫من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬املعتمد‬
‫بنيويورك يف ‪ 18‬دي�سمرب ‪ 2002‬من طرف اجلمعية العامة للأمم املتحدة‪.‬‬
‫وبناء على القانون رقم ‪ 124.12‬املوافق مبوجبه على الربوتوكول املذكور‪،‬‬
‫وال�صادر بتنفيذه الظهري ال�رشيف رقم ‪� 1.13.63‬صادر يف ‪� 8‬شعبان ‪1434‬‬
‫(‪ 17‬يونيو ‪ ،)2013‬وعلى حم�رض �إيداع وثائق م�صادقة اململكة املغربية‬
‫على الربتوكول املذكور املوقع بنيويورك يف ‪ 24‬نوفمرب ‪2014‬‬
‫�أ�صدرنا �أمرنا ال�رشيف مبا يلي‪:‬‬
‫ين�رش باجلريدة الر�سمية‪ ،‬عقب ظهرينا ال�رشيف هذا‪ ،‬الربوتوكول‬
‫االختياري التفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو‬
‫العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬املعتمد بنيويورك يف ‪ 18‬دي�سمرب‬
‫‪ 2002‬من طرف اجلمعية العامة للأمم املتحدة‪.‬‬
‫وحرر بفا�س يف فاحت �صفر ‪ 234( 1436‬نوفمرب ‪)2014‬‬
‫وقعه بالعطف‪:‬‬
‫رئي�س احلكومة‪،‬‬
‫الإم�ضاء‪ :‬عبدالإله ابن كريان‪.‬‬
‫‪.2‬الآليات الإقليمية‬
‫‪101‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫امليثاق الإفريقي حلقوق الإن�سان وال�شعوب‬


‫(مقتطفات)‬

‫املادة ‪4‬‬
‫ال يجوز انتهاك حرمة الإن�سان‪ .‬ومن حقه احرتام حياته و�سالمة‬
‫�شخ�صه البدنية واملعنوية‪ .‬وال يجوز حرمانه من هذا احلق تع�سفا‪.‬‬

‫املادة ‪5‬‬
‫لكل فرد احلق فى احرتام كرامته واالعرتاف ب�شخ�صيته القانونية وحظر‬
‫كافة �أ�شكال ا�ستغالله وامتهانه وا�ستعباده خا�صة اال�سرتقاق والتعذيب‬
‫بكافة �أنواعه والعقوبات واملعاملة الوح�شية �أو الال�إن�سانية �أو املذلة‪.‬‬

‫املادة ‪6‬‬
‫لكل فرد احلق فى احلرية والأمن ال�شخ�صى وال يجوز حرمان �أى‬
‫�شخ�ص من حريته �إال للدوافع وفى حاالت يحددها القانون �سلفا‪ ،‬وال‬
‫يجوز ب�صفة خا�صة القب�ض على �أى �شخ�ص �أو احتجازه تع�سفيا‪.‬‬

‫املادة ‪7‬‬
‫‪ -1‬حق التقا�ضي مكفول للجميع وي�شمل هذا احلق‪:‬‬
‫�أ‪ -‬احلق يف اللجوء �إىل املحاكم الوطنية املخت�صة بالنظر فى عمل‬
‫ي�شكل خرقا للحقوق الأ�سا�سية املعرتف له بها‪ ،‬والتي تت�ضمنها‬
‫االتفاقيات والقوانني واللوائح والعرف ال�سائد‪،‬‬
‫ب ‪ -‬الإن�سان برئ حتى تثبت �إدانته �أمام حمكمة خمت�صة‪،‬‬
‫ج ‪ -‬حق الدفاع مبا فى ذلك احلق فى اختيار مدافع عنه‪،‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪102‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫د ‪ -‬حق حماكمته خالل فرتة معقولة وبوا�سطة حمكمة حمايدة‪.‬‬


‫‪ -2‬ال يجوز �إدانة �شخ�ص ب�سبب عمل �أو امتناع عن عمل ال ي�شكل‬
‫جرما يعاقب عليه القانون وقت ارتكابه‪ ،‬وال عقوبة �إال بن�ص‪ ،‬والعقوبة‬
‫�شخ�صية‪.‬‬
‫‪103‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫اللجنة الإفريقية حلقوق الإن�سان وال�شعوب‬

‫املادة ‪ .30‬تن�ش�أ يف �إطار منظمة الوحدة الأفريقية جلنة �أفريقية حلقوق‬


‫الإن�سان وال�شعوب ي�شار �إليها فيما يلي با�سم «اللجنة» وذلك من �أجل‬
‫النهو�ض بحقوق الإن�سان وال�شعوب يف �أفريقيا وحمايتها‪.‬‬

‫اخت�صا�صات اللجنة‬

‫املادة ‪45‬‬
‫تقوم اللجنة مبا يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬النهو�ض بحقوق الإن�سان وال�شعوب‪ ،‬وبخا�صة‪:‬‬
‫�أ‪ -‬جتميع الوثائق و�إجراء الدرا�سات والبحوث حول امل�شاكل الإفريقية يف‬
‫جمال حقوق الإن�سان وال�شعوب وتنظيم الندوات واحللقات الدرا�سية‬
‫وامل�ؤمترات ون�رش املعلومات وت�شجيع امل�ؤ�س�سات الوطنية وال�شعوب‬
‫وتقدمي امل�شورة ورفع التو�صيات �إيل احلكومات عند ال�رضورة‪.‬‬
‫ب‪� -‬صياغة وو�ضع املبادئ والقواعد التي تهدف �إيل حل امل�شاكل القانونية‬
‫املتعلقة بالتمتع بحقوق الإن�سان وال�شعوب واحلريات الأ�سا�سية لكي‬
‫تكون �أ�سا�سا ل�سن الن�صو�ص الت�رشيعية من قبل احلكومات الأفريقية‪.‬‬
‫ج‪ -‬التعاون مع �سائر امل�ؤ�س�سات الإفريقية �أو الدولية املعنية بالنهو�ض‬
‫بحقوق الإن�سان وال�شعوب وحمايتها‪.‬‬
‫‪� .2‬ضمان حماية حقوق الإن�سان وال�شعوب طبقا لل�رشوط الواردة يف‬
‫هذا امليثاق‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪104‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .3‬تف�سري كافة الأحكام الواردة يف هذا امليثاق بناء علي طلب دولة‬
‫طرف �أو �إحدى م�ؤ�س�سات منظمة الوحدة الأفريقية �أو منظمة تعرتف بها‬
‫منظمة الوحدة الأفريقية‪.‬‬
‫‪ .4‬القيام ب�أي مهام �أخري قد يوكلها �إليها م�ؤمتر ر�ؤ�ساء الدول واحلكومات‪.‬‬
‫‪105‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫قرار اللجنة الإفريقية حلقوق الإن�سان وال�شعوب حول‬


‫املوجهة و�إجراءات منع التعذيب والعقوبات‬ ‫ِّ‬ ‫اخلطوط‬
‫�أو املعامالت القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املذلة يف �إفريقيا‬
‫والوقاية منها‬

‫املوجهة لروبن �أي�سلند‬


‫ِّ‬ ‫اخلطوط‬

‫املقدمة‬
‫�إذ ُتذكر بالإدانة واملنع العامليني للتعذيب والعقوبات واملعامالت‬
‫القا�سية والال�إن�سانية واملذلة؛‬
‫و�إذ تعرب عن عميق قلقها �أمام ا�ستمرار مثل هذه الأفعال؛‬
‫و�إذ تبدي اقتناعها ب�رضورة معاجلة هذه امل�شكلة ب�صورة عاجلة يف‬
‫كل �أبعادها؛‬
‫و�إذ تعرتف ب�رضورة اتخاذ تدابري ملمو�سة لتطبيق الأحكام ال�سارية‬
‫املفعول املتعلقة مبنع التعذيب والعقوبات �أو املعامالت القا�سية �أو‬
‫الال�إن�سانية �أو املذلة؛ و�إذ تقر ب�أهمية الإجراءات الوقائية لتنفيذ هذه‬
‫الأهداف؛ و�إذ تعرتف باحلاجات اخلا�صة ل�ضحايا مثل هذه الأفعال؛‬
‫ذكر بالأحكام التالية‪:‬‬‫و�إذ ُت ّ‬
‫§§املادة ‪ 5‬من امليثاق الإفريقي حلقوق الإن�سان وال�شعوب‪ ،‬التي حتظر كافة‬
‫�أ�شكال اال�ستغالل واالمتهان واال�ستعباد خا�صة اال�سرتقاق والتعذيب‬
‫بكافة �أنواعه والعقوبات واملعاملة الوح�شية �أو الال�إن�سانية �أو املذلة‪.‬‬
‫§§املادة ‪ 45‬من امليثاق الإفريقي التي حتدد مهام اللجنة الإفريقية‪،‬‬
‫ومنها‪� :‬صياغة وو�ضع املبادئ والقواعد التي تهدف �إيل حل امل�شاكل‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪106‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫القانونية املتعلقة بالتمتع بحقوق الإن�سان وال�شعوب واحلريات‬


‫الأ�سا�سية لكي تكون �أ�سا�س ًا ل�سن الن�صو�ص الت�رشيعية من قِ َبل‬
‫احلكومات الإفريقية‪.‬‬
‫§§املادتان ‪3‬و ‪ 4‬من العقد الت�أ�سي�سي لالحتاد الإفريقي اللتان تلتزمان‬
‫الدول الأطراف برتقية الطابع املقد�س حلياة الإن�سان و�سلطة القانون‬
‫واحلكم الرا�شد واملبادئ الدميقراطية واحرتامها‪.‬‬
‫و�إذ تذكر �أي�ض ًا بالواجبات الدولية للحكومات وفق ًا للأحكام التالية‪:‬‬
‫§§املادة ‪ 55‬من ميثاق الأمم املتحدة التي تدعو الدول �إىل النهو�ض‬
‫باالحرتام الفعلي والعاملي حلقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية‬
‫للجميع‪.‬‬
‫§§املادة ‪ 5‬من الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان واملادة ‪ 7‬من العهد‬
‫الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية اللتان تن�صان على �أنه‬
‫ال يجوز �إخ�ضاع �أحدا للتعذيب وال للمعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو‬
‫الال�إن�سانية �أو احلاطة بالكرامة‪.‬‬
‫§§املادتان ‪ 1‬و ‪ 16‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه من �رضوب‬
‫املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املذلة واللتان تدعيان‬
‫كل دولة �إىل �أحتاذ �إجراءات ت�رشيعية �أو �إدارية �أو ق�ضائية فعالة �أو‬
‫�أية �إجراءات �أخرى ملنع �أعمال التعذيب و�أي �أعمال �أخرى من �أعمال‬
‫املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املذلة يف �أي �إقليم يخ�ضع‬
‫الخت�صا�صها الق�ضائي‪.‬‬
‫و�إذ ت�سجل التزام الدول الإفريقية بتح�سني ترقية حقوق الإن�سان‬
‫واحرتامها يف القارة كما هو م�ؤكد عليه يف ت�رصيح (غران بي) وخمطط‬
‫عمله امل�صادق عليه يف الندوة الوزارية الأوىل املخ�ص�صة حلقوق الإن�سان‬
‫يف �إفريقيا؛‬
‫‪107‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫و�إذ تعرب عن رغبتها تنفيذ املبادئ والتدابري الفعلية لدعم مكافحة‬


‫التعذيب والعقوبات �أو املعامالت القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املذلة يف‬
‫�إفريقيا‪ ،‬متمنية م�ساعدة الدول الإفريقية تنفيذ التزاماتها الدولية يف هذا‬
‫اخل�صو�ص‪ :‬قامت ور�شة العمل يف روبن �أي�سلند اخلا�صة مبنع التعذيب‬
‫املوجهة‬
‫ِّ‬ ‫والتي عقدت ما بني ‪ 12‬و ‪ 14‬فرباير ‪ 2002‬بتبني اخلطوط‬
‫و�إجراءات منع التعذيب والعقوبات �أو املعامالت القا�سية �أو الال�إن�سانية‬
‫�أو املذلة والوقاية منها‪ ،‬وهي تو�صي بتبنيها والنهو�ض بها وتنفيذها يف‬
‫�إفريقيا‪.‬‬
‫اجلـزء الأول‪ :‬منع التعذيب‬
‫�أ) امل�صادقة على الأدوات الإقليمية والدولية‬
‫‪1 .1‬ينبغي على الدول الت�أكيد على �أنها �أطراف يف الأدوات الدولية‬
‫والإقليمية املتعلقة بحقوق الإن�سان و�أن تتخذ الإجراءات لكي تكون‬
‫الاً وفعا ً‬
‫ال يف ت�رشيعها الوطني و�أن‬ ‫هذه الأدوات مطبقة تطبيق �آام ً‬
‫متنح الأفراد �آل �إمكانيات الو�صول �إىل �آليات حقوق الإن�سان التي‬
‫تن�شئها‪ ،‬ويت�ضمن ذلك‪:‬‬
‫�أ) امل�صادقة على بروتوكول امليثاق الإفريقي حلقوق الإن�سان وال�شعوب‬
‫الذي ين�شئ حمكمة �إفريقية حلقوق الإن�سان وال�شعوب‪.‬‬
‫ب) امل�صادقة �أو االن�ضمام‪ ،‬دون حتفظ‪� ،‬إىل املعاهدة �ضد التعذيب‬
‫والعقوبات �أو املعامالت القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو ‪9‬املذلة الأخرى‪،‬‬
‫والت�رصيح بقبول اخت�صا�ص اللجنة �ضد التعذيب �آما هو من�صو�ص‬
‫عليه يف املادتني ‪ 21‬و ‪ ،22‬واالعرتاف باخت�صا�ص اللجنة يف القيام‬
‫بتحقيقات طبق ًا للمادة ‪.20‬‬
‫ج) امل�صادقة �أو االن�ضمام‪ ،‬دون حتفظ‪� ،‬إىل العهد الدويل اخلا�ص‬
‫باحلقوق االقت�صادية واالجتماعية والثقافية و�إىل العهد الدويل‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪108‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية وكذلك بروتوكوله االختياري‬


‫الأول‪.‬‬
‫د) امل�صادقة �أو االن�ضمام �إىل القانون الأ�سا�سي لروما‪ ،‬املن�شئ للمحكمة‬
‫اجلنائية الدولية‪.‬‬
‫ب) ترقية التعاون مع الآليات الدولية ودعمه‬
‫‪2 .2‬يجب على الدول �أن تتعاون مع اللجنة الإفريقية حلقوق الإن�سان‬
‫وال�شعوب و�أن ترقي عمل املقرر اخلا�ص حول ال�سجون وظروف‬
‫االعتقال يف �إفريقيا واملقرر اخلا�ص حول الإعدام خارج الق�ضاء‬
‫والتع�سفي والفوري يف �إفريقيا واملقرر اخلا�ص حول حقوق املر�أة يف‬
‫�إفريقيا و�أن تدعمهم‪.‬‬
‫‪3 .3‬ينبغي على الدول �أن تتعاون مع �أجهزة تطبيق معاهدات حقوق‬
‫الإن�سان التابعة للأمم املتحدة والآليات املو�ضوعية والآليات اخلا�صة‬
‫للجنة حقوق الإن�سان‪ ،‬ال�سيما املقرر اخلا�ص حول التعذيب‪ ،‬وتوجيه‬
‫دعوات دائمة لها ولكل �آلية �أخرى معنية‪.‬‬
‫ج) جترمي التعذيب‬
‫‪4 .4‬من ال�رضوري �أن ت�سهر الدول على جعل �أعمال التعذيب‪� ،‬آما هي‬
‫معرفة يف املادة ‪ 1‬من املعاهدة املناه�ضة للتعذيب‪ ،‬خمالفات يف نظر‬
‫ت�رشيعها الوطني‪.‬‬
‫‪5 .5‬يجب على الدول �أن تويل عناية خا�صة ملنع �آل �أ�شكال التعذيب‬
‫والعقوبات و�سوء املعاملة املرتبطة باجلن�س وملنع التعذيب و�سوء‬
‫املعاملة امل�سلطة على الأطفال والوقاية منها‪.‬‬
‫‪6 .6‬ينبغي �أن يكون للمحاكم الوطنية اخت�صا�ص ق�ضائي ملعرفة حاالت‬
‫االدعاء بالتعذيب طبق ًا للمادة ‪ 2‬من معاهدة مناه�ضة التعذيب‪.‬‬
‫‪109‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪7 .7‬ينبغي �أن يكون التعذيب من املخالفات التي ينطبق عليها ت�سليم‬
‫املجرمني‪.‬‬
‫‪8 .8‬من ال�رضوري �أن جتري حماكمة �أو ت�سليم ال�شخ�ص املتهم بالتعذيب‬
‫يف �أقرب الآجال‪ ،‬طبق ًا للمقايي�س الدولية املالئمة‪.‬‬
‫‪9 .9‬ال ميكن التذرع ب�أية ظروف ا�ستثنائية‪ ،‬كحالة احلرب �أو التهديد‬
‫باحلرب �أو عدم اال�ستقرار ال�سيا�سي داخل الدولة �أو �أية و�ضعية‬
‫طوارئ عامة �أخرى‪ ،‬لتربير التعذيب �أو العقوبات �أو املعامالت القا�سية‬
‫�أو الال�إن�سانية �أو املذلة‪.‬‬
‫‪1010‬ال ميكن التم�سك مبفاهيم كحالة ال�رضورة �أو حالة الطوارئ الوطنية‬
‫�أو النظام العام لتربير التعذيب �أو العقوبات �أو املعامالت القا�سية �أو‬
‫الال�إن�سانية �أو املذلة‪.‬‬
‫‪1111‬ال ميكن �أن يكون �أمر م�سئول �أعلى تربيراً �أو عذراً قانوني ًا حلاالت‬
‫�أعمال التعذيب �أو العقوبات �أو املعامالت القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املذلة‪.‬‬
‫‪1212‬كل �شخ�ص تثبت عليه تهمة اقرتاف �أعمال تعذيب يجب �أن يكون‬
‫حمل عقوبات تتنا�سب وخطورة املخالفة ومطبقة وفق ًا للمقايي�س‬
‫الدولية املالئمة‪.‬‬
‫‪1313‬ال ميكن معاقبة �أي �شخ�ص على خمالفته لأمر اقرتاف �أعمال م�ساوية‬
‫للتعذيب �أو العقوبات �أو املعامالت القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املذلة‪.‬‬
‫املوجهة ملمار�سة‬
‫ِّ‬ ‫‪1414‬على الدول �أن متنع �صناعة الأدوات والتجهيزات‬
‫التعذيب �أو لت�سليط املعاملة ال�سيئة والوقاية من ذلك وكذلك اال�ستعمال‬
‫املفرط لأي جهاز �أو مركب �أخر لهذا الغر�ض �أو �صناعته �أو املتاجرة فيه‪.‬‬
‫د) عدم الطرد‬
‫‪1515‬يتعني على الدول �أن ت�سهر على عدم طرد �أو ت�سليم �أي �شخ�ص لدولة‬
‫�أخرى‪ ،‬يف حالة وجود احتمال كبري لتعري�ضه للتعذيب‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪110‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫هـ ) مكافحة الإفالت من العقوبة‬


‫‪1616‬ملكافحة الإفالت من العقوبة‪ ،‬يتعني على الدول‪:‬‬
‫�أ) اتخاذ �إجراءات ملتابعة امل�سئولني عن التعذيب �أو املعاملة ال�سيئة‬
‫ق�ضائي ًا‪.‬‬
‫ب) ال�سهر على تفادي ا�ستفادة الرعايا الوطنيني امل�شبوه فيهم بارتكاب‬
‫التعذيب من احل�صانة من املتابعة‪ ،‬وال�سهر على �أن يكون جمال احل�صانة‬
‫املمنوحة لرعايا البلدان الأجنبية امل�ستفيدة من مثل هذه احل�صانات‬
‫�أ�ضيق ما ميكن‪ ،‬يف �إطار احرتام القانون الدويل‪.‬‬
‫ج) اتخاذ التدابري لكي تدر�س طلبات ت�سليم امل�شتبه فيهم �إىل بلد �آخر‬
‫يف �أقرب الآجال‪ ،‬طبق ًا للمقايي�س الدولية‪.‬‬
‫د) ال�سهر على �أن تكون قواعد الإثبات متكافئة مع �صعوبة الإتيان‬
‫بالأدلة بالن�سبة الدعاءات املعاملة ال�سيئة �أثناء احلب�س االحتياطي‪.‬‬
‫هـ) ال�سهر على اتخاذ �أ�شكال �أخرى من الإجراءات املدنية �أو االن�ضباطية‬
‫�أو الإدارية‪ ،‬يف احلاالت التي ال ميكن فيها تقدمي اتهامات جنائية‬
‫ب�سبب املتطلبات احلادة ل�ضوابط الدليل املطلوب‪ .‬و �آليات و�إجراءات‬
‫الدعوى والتحقيق‪.‬‬
‫‪1717‬على الدول �أن تتخذ الإجراءات ال�رضورية لو�ضع �آليات م�ستقلة ويف‬
‫متناول اجلميع ميكنها ا�ستقبال �أي �شخ�ص ي�شتكي من �أعمال‬
‫التعذيب �أو املعاملة ال�سيئة‪.‬‬
‫‪1818‬يجب على الدول �أن ت�سهر على �أن ي�ؤخذ �آل �شخ�ص �أمام ال�سلطات‬
‫املخت�صة‪ ،‬و�أن يجرى حتقيق يف �آل مرة يدعي فيها �أو يبدو فيها �أنه‬
‫خ�ضع للتعذيب �أو للمعاملة ال�سيئة‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪1919‬يف حالة االدعاء بالتعذيب �أو املعاملة ال�سيئة‪ ،‬يجب �أن يفتح حتقيق‬
‫حمايد وفعال دون ت�أخر و�أن يجرى هذا التحقيق وفق ًا لتو�صيات‬
‫الأمم املتحدة للتحقيق الفعال حول التعذيب �أو العقوبات �أو املعامالت‬
‫الأخرى القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املذلة (بروتوكول ا�ستانبول)‪.‬‬
‫اجلزء الثاين‪ :‬الوقاية من التعذيب‬

‫�أ ) ال�ضمانات الأ�سا�سية للأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم‬


‫‪2020‬ينبغي �أن يخ�ضع حرمان �أي �شخ�ص من حريته من طرف �سلطة‬
‫عمومية �إىل تنظيم مطابق للقانون �آما يتعني على هذه ال�سلطة‬
‫توفري عدد معني من ال�ضمانات الأ�سا�سية تطبقها فور القيام بعملية‬
‫احلرمان من احلرية‪ .‬وتت�ضمن هذه ال�ضمانات‪:‬‬
‫�أ) احلق يف �إبالغ �أحد �أفراد العائلة‪� ،‬أو �أي �شخ�ص �آخر منا�سب‪،‬‬
‫باالعتقال‪.‬‬
‫ب ) احلق يف الفح�ص من طرف طبيب م�ستقل‪.‬‬
‫حمام‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ج ) احلق يف احل�صول على‬
‫د ) حق ال�شخ�ص املحروم من حريته يف �أن يطلع على احلقوق‬
‫املذكورة �آنف ًا بلغة يفهمها‪.‬‬
‫ب ) ال�ضمانات خالل ال�سجن االحتياطي‬
‫يتعني على الدول �أن‪:‬‬
‫‪2121‬ت�ضع �أنظمة بخ�صو�ص معاملة الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم‪،‬‬
‫ت�أخذ بعني االعتبار جممل املبادئ املتعلقة بحماية كافة الأ�شخا�ص‬
‫اخلا�ضعني �إىل �أي �شكل من �أ�شكال ال�سجن �أو االعتقال‪.‬‬
‫‪2222‬ت�أخذ تدابري لكي يقوم بالتحقيقات اجلنائية‪� ،‬أ�شخا�ص ذوي اخت�صا�ص‬
‫تعرتف بها قوانني الإجراءات اجلنائية املعنية‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪112‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪2323‬متنع ا�ستعمال �أماكن االعتقال غري املرخ�صة وت�سهر على اعتبار جنحة‪� ،‬أي‬
‫اعتقال ل�شخ�ص ما يف مكان �رسي �أو غري ر�سمي يقوم به م�أمور عمومي‪.‬‬
‫‪2424‬حتظر االعتقال ال�رسي‪..‬‬
‫‪2525‬تتخذ تدابري لإعالم �أي �شخ�ص معتقل ب�أ�سباب اعتقاله‬
‫املوجهة �ضده‪.‬‬
‫‪2626‬تتخذ تدابري لإعالم �أي �شخ�ص موقوف باالتهامات ِّ‬
‫‪2727‬تتخذ تدابري لإحالة �أي �شخ�ص حرم من حريته‪ ،‬فوراً �أمام �سلطة‬
‫ق�ضائية‪ ،‬حيث ي�ستفيد من احلق يف الدفاع عن نف�سه بنف�سه �أو �أن‬
‫يطلب م�ساعدة مدافع ي�ستح�سن �أن يختاره بنف�سه‪.‬‬
‫‪2828‬تتخذ تدابري لتحرير حم�رض �شامل لكل اال�ستجوابات حيث يتعني‬
‫�إدراج هوية كافة الأ�شخا�ص احلا�رضين يف اال�ستجواب ودرا�سة‬
‫�إمكانية ت�سجيل اال�ستجوابات على �أ�رشطة �صوتية �أو بال�صورة‪.‬‬
‫‪2929‬تتخذ تدابري لتفادي الأخذ ب�أي اعرتاف تبني �أنه مت احل�صول عليه‬
‫با�ستعمال التعذيب �أو عقوبات �أخرى �أو معامالت قا�سية �أو ال�إن�سانية‬
‫�أو مذلة‪ ،‬كعنا�رص �إثبات يف الإجراء �إال يف حالة ا�ستعمالها �ضد‬
‫ال�شخ�ص املتهم بالتعذيب ولإثبات ح�صول مثل هذا االعرتاف‪.‬‬
‫‪3030‬تتخذ تدابري لتخ�صي�ص �سجل ر�سمي لكافة الأ�شخا�ص املحرومني‬
‫من حريتهم ي�شري من بني ما ي�شري �إليه‪� ،‬إىل التاريخ وال�ساعة ومكان‬
‫و�سبب االعتقال‪ ،‬وحتديثه يف كافة �أماكن االعتقال‪.‬‬
‫‪3131‬تتخذ تدابري لتمكني كل �شخ�ص حمروم من حريته من اال�ستفادة‬
‫من امل�ساعدة الق�ضائية واخلدمات ال�صحية ومن االت�صال بعائلته‬
‫�سواء عن طريق املرا�سلة �أو الزيارات‪.‬‬
‫‪3232‬تتخذ تدابري لتمكني �أي �شخ�ص حرم من حريته من االحتجاج على‬
‫�رشعية اعتقاله‪.‬‬
‫‪113‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ج ) �رشوط االعتقال‬
‫ينبغي على الدول �أن‪:‬‬
‫‪3333‬تتخذ �إجراءات ت�ضمن لل�شخ�ص الذي حرم من حريته‪ ،‬معاملة تتطابق‬
‫مع املقايي�س الدولية املت�ضمنة يف جميع القواعد الدنيا املتعلقة‬
‫مبعاملة ال�سجناء التي �صادقت عليها منظمة الأمم املتحدة ‪.34‬‬
‫‪3434‬تتخذ �إجراءات �رضورية ترمي �إىل حت�سني �أو�ضاع االعتقال يف‬
‫ال�سجون غري املطابقة للمقايي�س الدولية‪.‬‬
‫‪3535‬تتخذ تدابري لعزل الأ�شخا�ص املوجودين يف احلب�س االحتياطي عن‬
‫�أولئك الذين تثبت �إدانتهم‪.‬‬
‫‪3636‬تتخذ تدابري العتقال ال�شباب والن�ساء و�آافة الأ�شخا�ص املنتمني �إىل‬
‫فئة �ضعيفة وعزلهم يف �أماكن منا�سبة‪.‬‬
‫‪3737‬تتخذ تدابري ترمي �إىل تقلي�ص اكتظاظ �أماكن االعتقال‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫ت�شجيع ا�ستعمال العقوبات البديلة عن ال�سجن بالن�سبة للجنح ال�صغرية‪.‬‬
‫د‪� .‬آليات املراقبة‬
‫يتعني على الدول‪:‬‬
‫‪�3838‬ضمان ا�ستقالل الق�ضاء وترقيته وا�ستقالله‪ ،‬خا�صة باتخاذ �إجراءات‬
‫م�ستوحاة من املبادئ الأ�سا�سية املتعلقة با�ستقالل الق�ضاء لتفادي �أي‬
‫تدخل �أثناء املتابعات الق�ضائية‪.‬‬
‫‪3939‬ت�شجيع حمرتيف ال�صحة والقانون على االهتمام بالق�ضايا املتعلقة‬
‫مبنع التعذيب والعقوبات واملعامالت القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املذلة‬
‫والوقاية منها‪.‬‬
‫‪4040‬تطبيق وتعزيز �آليات لل�شكاوى‪ ،‬تكون ناجعة و�سهلة املنال وم�ستقلة‬
‫عن ال�سلطات املكلفة بتطبيق القوانني وال�سلطات امل�سئولة عن‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪114‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أماكن احلجز‪ ،‬وامل�ؤهلة ال�ستالم االدعاءات عن التعذيب والعقوبات‬


‫واملعامالت القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املذلة‪ ،‬والقيام بالتحقيقات واتخاذ‬
‫الإجراءات ال�رضورية‪.‬‬
‫‪� 4141‬إحداث هيئات وطنية م�ستقلة وترقيتها ودعمها‪ ،‬كلجان حقوق‬
‫الإن�سان ومفو�ض �شكاوى اجلمهور واللجان الربملانية التي يعهد‬
‫لها بزيارة كافة �أماكن احلجز وتناول مو�ضوع الوقاية من التعذيب‬
‫يف جمملها والعقوبات �أو املعاملة القا�سية �أو الال�إن�سانية املتعلقة �أو‬
‫املذلة‪ ،‬مع الأخذ بعني االعتبار مبادئ باري�س بالقانون الأ�سا�سي‬
‫للم�ؤ�س�سات الوطنية حلماية حقوق الإن�سان وترقيتها و�سريها‪.‬‬
‫‪4242‬ت�شجيع زيارات �أماكن االعتقال وت�سهيلها من قبل املنظمات غري‬
‫احلكومية‪.‬‬
‫‪4343‬ترقية امل�صادقة على الربوتوكول االختياري للمعاهدة �ضد التعذيب‬
‫ق�صد �إقامة �آلية دولية للزيارات يعهد لها بزيارة كافة الأماكن التي‬
‫يحرم فيها �أ�شخا�ص من حريتهم من قبل دولة طرف‪.‬‬
‫‪4444‬درا�سة �إمكانية �إعداد �آليات �إقليمية للوقاية من التعذيب واملعاملة‬
‫ال�سيئة‪.‬‬
‫هـ ) تكوين الكفاءات ودعمها‬
‫يتعني على الدول‪:‬‬
‫‪�4545‬إعداد ودعم برامج للتثقيف والتوعية حول معايري حقوق الإن�سان‬
‫والتي تويل عناية خا�صة مب�صري الفئات ال�ضعيفة‪.‬‬
‫‪�4646‬إعداد نظم لل�سلوك والأخالق وترقيتها ودعمها وتطوير �أدوات‬
‫لتكوين املوظفني املكلفني بالأمن وتطبيق القوانني‪ ،‬وكذلك �أ�صحاب‬
‫املهن الأخرى املت�صلني بالأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم‪ ،‬كاملحامني‬
‫وموظفي ال�صحة‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫و) تربية املجتمع املدين ودعم قدراته‬


‫‪4747‬ينبغي ت�شجيع مبادرات التعليم العمومي وحمالت التوعية حول‬
‫منع التعذيب والوقاية منه وحول حقوق الأ�شخا�ص املحرومني من‬
‫حريتهم‪.‬‬
‫‪4848‬ينبغي ت�شجيع ن�شاطات الرتبية العمومية ودعمها ون�رش الإعالم‬
‫والتوعية حول منع التعذيب و�أ�شكال املعامالت ال�سيئة الأخرى‬
‫والوقاية منها‪ ،‬والتي تقوم بها املنظمات غري احلكومية وو�سائل‬
‫الإعالم‪.‬‬
‫اجلزء الثالث‪ :‬اال�ستجابة حلاجات ال�ضحايا‬
‫‪4949‬يتعني على الدول اتخاذ �إجراءات ل�ضمان حماية �ضحايا التعذيب �أو‬
‫العقوبات �أو املعاملة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املذلة‪ ،‬وكذلك ال�شهود‬
‫والأ�شخا�ص املكلفني بالتحقيق واملدافعني عن حقوق الإن�سان‬
‫وعائالتهم من العنف والتهديد بالعنف �أو �أي �شكل من �أ�شكال‬
‫التخويف والق�صا�ص ب�سبب ال�شكاوى �أو اال�ستجوابات �أو االعرتافات‬
‫�أو التقارير املقدمة �أو ب�سبب التحقيق‪.‬‬
‫‪5050‬تلتزم الدول مبنح تعوي�ضات لل�ضحايا بغ�ض النظر عن املتابعات‬
‫اجلنائية التي جرت �أو التي ميكن �إجرا�ؤها‪ .‬وعلى كافة الدول �أن‬
‫ت�ضمن ل�ضحايا التعذيب ولكل �شخ�ص موجود حتت رعايتها‪:‬‬
‫�أ ) العالج الطبي املالئم‬
‫ب) الو�صول �إىل الو�سائل ال�رضورية لإعادة ت�أهيلهم االجتماعي‬
‫و�إعادة تربيتهم طبي ًا‪.‬‬
‫ج) تعوي�ض ًا ودعم ًا مالئمني‬
‫ومن جهة �أخرى‪ ،‬ينبغي �أن يعرتف ب�صفة ال�ضحية للعائالت وللجماعات‬
‫التي طالها التعذيب �أو املعاملة ال�سيئة التي �سلطت على �أحد �أفرادها‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪116‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املقرر اخلا�ص حول ال�سجون وظروف االعتقال‬

‫�آليـــة �أن�ش�أتها اللجنة الإفريقية �سنة ‪ ،1996‬وجعلت من اخت�صا�صها‬


‫فح�ص و�ضعية الأ�شخا�ص املحرومني من احلرية فوق �أرا�ضي الدول‬
‫الأطراف بامليثاق الإفريقي‪ .‬وحددت والية املقرر اخلا�ص يف‪:‬‬
‫ •فح�ص و�ضعية وظروف االعتقال ب�إفريقيا‪ ،‬وتقدمي التو�صيات‬
‫ب�ش�أنها؛‬
‫ •فح�ص الت�رشيعات ذات ال�صلة وتطبيقاتها يف الدول الأطراف؛‬
‫ •تقدمي تو�صيات بطلب من اللجنة حول البالغات التي تتو�صل بها؛‬
‫ •اقرتاح الإجراءات العاجلة املالئمة؛‬
‫ •�إعداد تقرير �سنوي وتقارير تخ�ص البلدان؛‬
‫ •القيام بزيارات ميدانية بطلب من املقرر �أو بدعوة من احلكومة‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫جلنة الوقاية من التعذيب يف �إفريقيا‬

‫كانت يف �سنة ‪ 2004‬هيئة معنية مبتابعة و�إعمال املبادئ التوجيهية‬


‫لروبن �إي�سلند‪ ،‬قبل �أن تتحول �إىل جلنة للوقاية من التعذيب‪ ،‬بال�صالحيات‬
‫التالية‪:‬‬
‫ •تنظيم مناظرات لن�رش املبادئ التوجيهية و�سط الفاعلني املحليني �أو‬
‫الدوليني؛‬
‫ •تطوير واقرتاح ا�سرتاتيجيات على اللجنة‪ ،‬للنهو�ض �أو �إعمال املبادئ‬
‫التوجيهية على ال�صعيدين الوطني واجلهوي؛‬
‫ •تعزيز وت�سهيل �إعمال املبادئ التوجيهية بني الدول �أطراف امليثاق؛‬
‫ •تقدمي تقرير �إىل اللجنة حول حالة �إعمال املبادئ التوجيهية‪.‬‬

‫§ §امليثاق العربي حلقوق الإن�سان‬

‫مادة ‪8‬‬
‫‪1 .1‬يحظر تعذيب �أي �شخ�ص بدني ًا �أو نف�سي ًا �أو معاملته معاملة قا�سية‬
‫�أو مهينة �أو حاطة بالكرامة �أو غري �إن�سانية‪.‬‬
‫‪2 .2‬حتمي كل دولة طرف كل �شخ�ص خا�ضع لواليتها من هذه‬
‫املمار�سات‪ ،‬وتتخذ التدابري الفعالة ملنع ذلك وتعد ممار�سة هذه‬
‫الت�رصفات �أو الإ�سهام فيها جرمية يعاقب عليها ال ت�سقط بالتقادم‪.‬‬
‫كما ت�ضمن كل دولة طرف يف نظامها القانوين �إن�صاف من يتعر�ض‬
‫للتعذيب ومتتعه بحق رد االعتبار والتعوي�ض‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪118‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مادة ‪9‬‬
‫ال يجوز �إجراء جتارب طبية �أو علمية على �أي �شخ�ص �أو ا�ستغالل‬
‫�أع�ضائه من دون ر�ضائه احلر و�إدراكه الكامل للم�ضاعفات التي قد‬
‫تنجم عنها‪ ،‬مع مراعاة ال�ضوابط والقواعد الأخالقية والإن�سانية واملهنية‬
‫والتقيد بالإجراءات الطبية الكفيلة ب�ضمان �سالمته ال�شخ�صية وفقا‬
‫للت�رشيعات النافذة يف كل دولة طرف‪ .‬وال يجوز ب�أي حال من الأحوال‬
‫االجتار بالأع�ضاء الب�رشية‪.‬‬

‫مادة ‪10‬‬
‫‪1 .1‬يحظر الرق واالجتار بالأفراد يف جميع �صورهما ويعاقب على ذلك‪،‬‬
‫وال يجوز ب�أي حال من الأحوال اال�سرتقاق واال�ستعباد‪.‬‬
‫‪ 2 .2‬حتظر ال�سخرة واالجتار بالأفراد من اجل الدعارة �أو اال�ستغالل‬
‫اجلن�سي �أو ا�ستغالل دعارة الغري �أو �أي �شكل �آخر �أو ا�ستغالل‬
‫الأطفال يف النزاعات امل�سلحة‪.‬‬

‫مادة ‪11‬‬
‫جميع الأ�شخا�ص مت�ساوون �أمام القانون ولهم احلق يف التمتع‬
‫بحمايته من دون متييز‪.‬‬

‫مادة ‪12‬‬
‫جميع الأ�شخا�ص مت�ساوون �أمام الق�ضاء‪ .‬وت�ضمن الدول الأطراف‬
‫ا�ستقالل الق�ضاء وحماية الق�ضاة من �أي تدخل �أو �ضغوط �أو تهديدات‪،‬‬
‫كما ت�ضمن حق التقا�ضي بدرجاته لكل �شخ�ص خا�ضع لواليتها‪.‬‬

‫مادة ‪13‬‬
‫‪ 1 .1‬لكل �شخ�ص احلق يف حماكمة عادلة تتوافر فيها �ضمانات كافية‬
‫وجتريها حمكمة خمت�صة وم�ستقلة ونزيهة ومن�ش�أة �سابقا بحكم‬
‫‪119‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫القانون‪ .‬وذلك يف مواجهة �أية تهمة جزائية توجه �إليه �أو للبت‬
‫يف حقوقه �أو التزاماته‪ ،‬وتكفل كل دولة طرف لغري القادرين مالي ًا‬
‫الإعانة العدلية للدفاع عن حقوقهم‪.‬‬
‫‪2 .2‬تكون املحاكمة علنية �إال يف حاالت ا�ستثنائية تقت�ضيها م�صلحة‬
‫العدالة يف جمتمع يحرتم احلريات وحقوق الإن�سان‪.‬‬
‫مادة ‪14‬‬
‫‪ 1 .1‬لكل �شخ�ص احلق يف احلرية ويف الأمان على �شخ�صه‪ ،‬وال يجوز‬
‫توقيفه �أو تفتي�شه �أو اعتقاله تع�سفا وبغري �سند قانوين‪.‬‬
‫‪2 .2‬ال يجوز حرمان �أي �شخ�ص من حريته �إال للأ�سباب والأحوال التي‬
‫ين�ص عليها القانون �سلف ًا وطبق ًا للإجراء املقرر فيه‪.‬‬
‫‪3 .3‬يجب �إبالغ كل �شخ�ص يتم توقيفه بلغة يفهمها ب�أ�سباب ذلك‬
‫التوقيف لدى وقوعه كما يجب �إخطاره فوراً بالتهمة �أو التهم املوجهة‬
‫�إليه وله احلق يف االت�صال بذويه‪.‬‬
‫‪4 .4‬لكل �شخ�ص حرم من حريته بالتوقيف �أو االعتقال حق الطلب يف‬
‫العر�ض على الفح�ص الطبي ويجب �إبالغه بذلك‪.‬‬
‫‪5 .5‬يقدم املوقوف �أو املعتقل بتهمة جزائية �أمام احد الق�ضاة �أو احد‬
‫املوظفني املخولني قانونا مبا�رشة وظائف ق�ضائية‪ ،‬ويجب �أن يحاكم‬
‫خالل مهلة معقولة �أو يفرج عنه‪ .‬وميكن �أن يكون الإفراج عنه �إذا‬
‫كان توقيفه �أو اعتقاله غري قانوين‪.‬‬
‫‪6 .6‬لكل �شخ�ص حرم من حريته بالتوقيف �أو االعتقال حق الرجوع‬
‫�إىل حمكمة خمت�صة تف�صل من دون �إبطاء يف قانونية ذلك وت�أمر‬
‫بالإفراج عنه �إذا كان توقيفه �أو اعتقاله غري قانوين‪.‬‬
‫‪7 .7‬لكل �شخ�ص كان �ضحية توقيف �أو اعتقال تع�سفي �أو غري قانوين‬
‫احلق يف احل�صول على التعوي�ض‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪120‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مادة ‪15‬‬
‫ال جرمية وال عقوبة �إال بن�ص ت�رشيعي �سابق‪ ،‬ويطبق يف جميع‬
‫الأحوال القانون الأ�صلح للمتهم‪.‬‬

‫مادة ‪16‬‬
‫كل متهم بريء حتى تثبت �إدانته بحكم بات وفقا للقانون‪ ،‬على �أن‬
‫يتمتع خالل �إجراءات التحقيق واملحاكمة بال�ضمانات الآتية‪:‬‬
‫‪�1 .1‬إخطاره فورا وبالتف�صيل وبلغة يفهمها بالتهم املوجهة �إليه‪.‬‬
‫‪�2 .2‬إعطا�ؤه الوقت والت�سهيالت الكافية لإعداد دفاعه وال�سماح له‬
‫باالت�صال بذويه‪.‬‬
‫‪3 .3‬حقه يف �أن يحاكم ح�ضوريا �أمام قا�ضيه الطبيعي وحقه يف الدفاع‬
‫عن نف�سه �شخ�صيا �أو بوا�سطة حمام يختاره بنف�سه ويت�صل به‬
‫بحرية ويف �رسية‪.‬‬
‫‪4 .4‬حقه يف اال�ستعانة جمان ًا مبحام يدافع عنه �إذا تعذر عليه القيام‬
‫بذلك بنف�سه �أو �إذا اقت�ضت م�صلحة العدالة ذلك‪ ،‬وحقه �إذا كان‬
‫ال يفهم �أو ال يتكلم لغة املحكمة يف اال�ستعانة مبرتجم من دون‬
‫مقابل‪.‬‬
‫‪5 .5‬حقه يف �أن يناق�ش �شهود االتهام بنف�سه �أو بوا�سطة دفاعه‪ ،‬وحقه‬
‫يف ا�ستح�ضار �شهود النفي بال�رشوط املطبقة يف ا�ستح�ضار �شهود‬
‫االتهام‪.‬‬
‫‪6 .6‬حقه يف �أال يجرب على ال�شهادة �ضد نف�سه �أو �أن يعرتف بالذنب‪.‬‬
‫‪7 .7‬حقه �إذا �أدين بارتكاب جرمية يف الطعن وفق ًا للقانون �أمام درجة‬
‫ق�ضائية �أعلى‪.‬‬
‫‪8 .8‬ويف جميع الأحوال للمتهم احلق يف �أن حترتم �سالمته ال�شخ�صية‬
‫وحياته اخلا�صة‪.‬‬
‫‪121‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مادة ‪17‬‬
‫تكفل كل دولة طرف بوجه خا�ص للطفل املعر�ض للأخطار �أو اجلانح‬
‫الذي تعلقت به تهمة‪ ،‬احلق يف نظام ق�ضائي خا�ص بالأحداث يف جميع‬
‫�أطوار التتبع واملحاكمة وتنفيذ الأحكام‪ ،‬ويف معاملة خا�صة تتفق مع‬
‫�سنه وت�صون كرامته وتي�رس ت�أهيله و�إعادة �إدماجه وقيامه بدور بناء يف‬
‫املجتمع‪.‬‬

‫مادة ‪18‬‬
‫ال يجوز حب�س �شخ�ص ثبت ق�ضائي ًا �إع�ساره عن الوفاء بدين ناجت‬
‫عن التزام تعاقدي‪.‬‬

‫مادة ‪19‬‬
‫‪1 .1‬ال يجوز حماكمة �شخ�ص عن اجلرم نف�سه مرتني‪ .‬وملن تتخذ �ضده‬
‫هذه الإجراءات �أن يطعن يف �رشعيتها ويطلب الإفراج عنه‪.‬‬
‫‪2 .2‬لكل متهم ثبتت براءته مبوجب حكم بات احلق يف التعوي�ض عن‬
‫الأ�رضار التي حلقت به‪.‬‬

‫مادة ‪20‬‬
‫‪1 .1‬يعامل جميع الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم معاملة �إن�سانية‬
‫حترتم الكرامة املت�أ�صلة يف الإن�سان‪.‬‬
‫‪2 .2‬يف�صل املتهمون عن املدانني ويعاملون معاملة تتفق مع كونهم غري‬
‫مدانني‪.‬‬
‫‪3 .3‬يراعى يف نظام ال�سجون �أن يهدف �إىل �إ�صالح امل�سجونني و�إعادة‬
‫ت�أهيلهم اجتماعيا‪.‬‬
‫‪ .3‬ال�صكوك واملعايري الدولية‬
‫‪125‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫اتفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة‬


‫�أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‬
‫اعتمدتها اجلمعية العامة وفتحت باب التوقيع والت�صديق عليها‬
‫واالن�ضمام �إليها‬
‫يف القرار ‪ 46/39‬امل�ؤرخ يف ‪ 10‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪ 1984‬تاريخ‬
‫بدء النفاذ‪ 26 :‬حزيران‪ /‬يونيه ‪،1987‬وفقا للمادة ‪)1 27‬‬
‫�إن الدول الأطراف يف هذه االتفاقية‪.‬‬
‫�إذ ترى �أن االعرتاف باحلقوق املت�ساوية وغري القابلة للت�رصف‪ ،‬جلميع‬
‫�أع�ضاء الأ�رسة الب�رشية هو‪،‬وفقا للمبادئ املعلنة يف ميثاق الأمم املتحدة‪،‬‬
‫�أ�سا�س احلرية والعدل وال�سلم يف العامل‪ ،‬و�إذ تدرك �أن هذه احلقوق‬
‫ت�ستمد من الكرامة املت�أ�صلة للإن�سان‪.‬‬
‫و�إذ ت�ضع يف اعتبارها الواجب الذي يقع على عاتق الدول مبقت�ضى‬
‫امليثاق‪،‬وبخا�صة مبوجب املادة ‪ 55‬منه‪ ،‬بتعزيز احرتام حقوق الإن�سان‬
‫وحرياته الأ�سا�سية‪،‬ومراعاتها على م�ستوى العامل‪ ،‬ومراعاة منها املادة ‪5‬‬
‫من الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان واملادة ‪ 7‬من العهد الدويل اخلا�ص‬
‫باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬وكلتاهما تن�ص على عدم جواز تعر�ض �أحد‬
‫للتعذيب �أو املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬ومراعاة‬
‫منها �أي�ضا لإعالن حماية جميع الأ�شخا�ص من التعر�ض للتعذيب وغريه‬
‫من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬الذي‬
‫اعتمدته اجلمعية العامة يف ‪ 9‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪ ،1975‬ورغبة‬
‫منها يف زيادة فعالية الن�ضال �ضد التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة‬
‫�أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية يف العامل قاطبة‪ ،‬اتفقت على ما يلي‪:‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪126‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫اجلزء الأول‬
‫املادة ‪1‬‬

‫‪1 .1‬لأغرا�ض هذه االتفاقية‪ ،‬يق�صد ‘بالتعذيب’ �أي عمل ينتج عنه �أمل �أو‬
‫عذاب �شديد‪ ،‬ج�سديا كان �أم عقليا‪،‬يلحق عمدا ب�شخ�ص ما بق�صد‬
‫احل�صول من هذا ال�شخ�ص‪� ،‬أو من �شخ�ص ثالث‪،‬على معلومات �أو‬
‫على اعرتاف‪� ،‬أو معاقبته على عمل ارتكبه �أو ي�شتبه يف انه ارتكبه‪،‬‬
‫هو �أو �شخ�ص ثالث �أو تخويفه �أو �إرغامه هو �أو �أي �شخ�ص ثالث ‪� -‬أو‬
‫عندما يلحق مثل هذا الأمل �أو العذاب لأي �سبب يقوم على التمييز‬
‫�أيا كان نوعه‪� ،‬أو يحر�ض عليه �أو يوافق عليه �أو ي�سكت عنه موظف‬
‫ر�سمي �أو �أي �شخ�ص يت�رصف ب�صفته الر�سمية وال يت�ضمن ذلك الأمل‬
‫�أو العذاب النا�شئ فقط عن عقوبات قانونية �أو املالزم لهذه العقوبات‬
‫�أو الذي يكون نتيجة عر�ضية لها‪.‬‬
‫‪2 .2‬ال تخل هذه املادة ب�أي �صك دويل �أو ت�رشيع وطني يت�ضمن �أو‬
‫ميكن �أن يت�ضمن �أحكام ا ذات تطبيق �أ�شمل‪.‬‬

‫املادة ‪2‬‬
‫‪1 .1‬تتخذ كل دولة طرف �إجراءات ت�رشيعية �أو �إدارية �أو ق�ضائية فعالة‬
‫�أو �أية �إجراءات �أخرى ملنع �أعمال التعذيب يف �أي �إقليم يخ�ضع‬
‫الخت�صا�صها الق�ضائي‪.‬‬
‫‪2 .2‬ال يجوز التذرع ب�أية ظروف ا�ستثنائية �أيا كانت‪� ،‬سواء �أكانت هذه‬
‫الظروف حالة حرب �أو تهديدا باحلرب �أو عدم ا�ستقرار �سيا�سي داخلي‬
‫�أو �أية حالة من حاالت الطوارئ العامة الأخرى كمربر للتعذيب‪.‬‬
‫‪3 .3‬ال يجوز التذرع بالأوامر ال�صادرة عن موظفني �أعلى مرتبة �أو عن‬
‫�سلطة عامة كمربر للتعذيب‪.‬‬
‫‪127‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪3‬‬
‫‪1 .1‬ال يجوز لأية دولة طرف �أن تطرد �أي �شخ�ص �أو تعيده «�أو ترده» �أو‬
‫�أن ت�سلمه �إىل دولة �أخرى‪� ،‬إذا توافرت لديها �أ�سباب حقيقة تدعو �إىل‬
‫االعتقاد ب�أنه �سيكون يف خطر التعر�ض للتعذيب‪.‬‬
‫‪2 .2‬تراعى ال�سلطات املخت�صة لتحديد ما �إذا كانت هذه الأ�سباب متوافرة‪،‬‬
‫جميع االعتبارات ذات ال�صلة‪ ،‬مبا يف ذلك‪ ،‬يف حالة االنطباق‪،‬‬
‫وجود منط ثابت من االنتهاكات الفادحة �أو ال�صارخة �أو اجلماعية‬
‫حلقوق الإن�سان يف الدولة املعنية‪.‬‬

‫املادة ‪4‬‬
‫‪1 .1‬ت�ضمن كل دولة طرف �أن تكون جميع �أعمال التعذيب جرائم‬
‫مبوجب قانونها اجلنائي‪ ،‬وينطبق الأمر ذاته على قيام �أي �شخ�ص‬
‫ب�أيه حماولة ملمار�سة التعذيب وعلى قيامه ب�أي عمل �آخر ي�شكل‬
‫تواط�ؤا وم�شاركة يف التعذيب‪.‬‬
‫‪2 .2‬جتعل كل دولة طرف هذه اجلرائم م�ستوجبة للعقاب بعقوبات‬
‫منا�سبة ت�أخذ يف االعتبار طبيعتها اخلطرية‪.‬‬

‫املادة ‪5‬‬
‫‪1 .1‬تتخذ كل دولة طرف ما يلزم من الإجراءات لإقامة واليتها الق�ضائية‬
‫على اجلرائم امل�شار �إليها يف املادة ‪ 4‬يف احلاالت التالية‪:‬‬
‫�أ) عند ارتكاب هذه اجلرائم يف �أي �إقليم يخ�ضع لواليتها الق�ضائية �أو‬
‫على ظهر �سفينة �أو على منت طائرة م�سجلة يف تلك الدول‪.‬‬
‫ب) عندما يكون مرتكب اجلرمية من مواطني تلك الدولة‪.‬‬
‫ج) عندما يكون املجني عليه من مواطني تلك الدولة‪� ،‬إذا اعتربت‬
‫تلك الدولة ذلك منا�سبا‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪128‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪2 .2‬تتخذ كل دولة طرف باملثل ما يلزم من الإجراءات لإقامة واليتها‬


‫الق�ضائية على هذه اجلرائم يف احلاالت التي يكون فيها مرتكب‬
‫اجلرمية املزعوم موجودا يف �أي �إقليم يخ�ضع لوالياتها الق�ضائية وال‬
‫تقوم بت�سليمه عمال باملادة ‪� 8‬إىل �أية دولة من الدول التي ورد ذكرها‬
‫يف الفقرة �أ من هذه املادة‪.‬‬
‫‪3 .3‬ال ت�ستثنى هذه االتفاقية �أي والية ق�ضائية جنائية متار�س وفقا‬
‫للقانون الداخلي‪.‬‬

‫املادة ‪6‬‬
‫‪1 .1‬تقوم �أية دولة طرف‪ ،‬لدى اقتناعها‪ ،‬بعد درا�سة املعلومات املتوفرة‬
‫لها‪ ،‬ب�أن الظروف تربر احتجاز �شخ�ص موجود يف �أرا�ضيها يدعى �أنه‬
‫اقرتف جرما م�شارا �إليه يف املادة ‪ 4‬باحتجازه �أو تتخذ �أية �إجراءات‬
‫قانونية �أخرى ل�ضمان وجود فيها‪ .‬ويكون االحتجاز والإجراءات‬
‫القانونية الأخرى مطابقة ملا ين�ص عليه قانون تلك الدولة على �أال‬
‫ي�ستمر احتجاز ال�شخ�ص �إال للمدة الالزمة للتمكن من �إقامة �أي‬
‫دعوى جنائية �أو من اتخاذ �أي �إجراءات لت�سليمه‪.‬‬
‫‪2 .2‬تقوم هذه الدولة فورا ب�إجراء التحقيق الأول ى فيما يتعلق بالوقائع‪.‬‬
‫‪3 .3‬تتم م�ساعدة �أي �شخ�ص حمتجز وفقا للفقرة ‪ 1‬من املادة على‬
‫االت�صال فورا ب�أقرب خمت�ص للدولة التي هو من مواطنيها‪� ،‬أو‬
‫مبمثل الدولة التي يقيم فيها عادة �أن كان بال جن�سية‪.‬‬
‫‪4 .4‬لدى قيام دولة ما‪ ،‬عمال بهذه املادة‪،‬باحتجاز �شخ�ص ما‪،‬تخطر‬
‫على الفور الدول امل�شار �إليها يف الفقرة �أ من املادة ‪،5‬باحتجاز هذا‬
‫ال�شخ�ص وبالظروف التي تربر اعتقاله‪ ،‬وعلى الدولة التي جترى‬
‫التحقيق الأول ى الذي تتوخاه الفقرة ‪ 2‬من هذه املادة ان ترفع فورا‬
‫ما تو�صلت �إليه من النتائج �إىل الدول املذكورة مع الإف�صاح عما �إذا‬
‫كان يف نيتها ممار�سة واليتها الق�ضائية‪.‬‬
‫‪129‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪7‬‬
‫‪1 .1‬تقوم الدولة الطرف التي يوجد يف الإقليم اخلا�ضع لواليتها الق�ضائية‬
‫�شخ�ص يدعى ارتكابه لأي من اجلرائم املن�صو�ص عليها يف املادة‬
‫‪ 4‬يف احلاالت التي تتوخاها املادة ‪ ،5‬بعر�ض الق�ضية على �سلطاتها‬
‫املخت�صة بق�صد تقدمي ال�شخ�ص للمحاكمة‪� ،‬إذا مل تقم بت�سليمه‪.‬‬
‫‪2 .2‬تتخذ هذه ال�سلطات قرارها بنف�س الأ�سلوب الذي تتبعه يف حالة‬
‫ارتكاب �أية جرمية عادية ذات طبيعة خطرية مبوجب قانون تلك‬
‫الدولة‪ ،‬ويف حاالت امل�شار �إليها يف الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 5‬ينبغي‬
‫�أال تكون معايري الأدلة املطلوبة للمقا�ضاة والإدانة ب�أي حال من‬
‫الأحوال �أقل �رصامة من تلك التي تنطبق يف احلاالت امل�شار �إليها‬
‫يف الفقرة ‪ 1‬من املادة‪.5‬‬
‫‪3 .3‬تكفل املعاملة العادلة يف جميع مراحل الإجراءات القانونية لأي‬
‫�شخ�ص تتخذ �ضده تلك الإجراءات فيما يتعلق ب�أي من اجلرائم‬
‫امل�شار �إليها يف املادة ‪.4‬‬
‫املادة ‪8‬‬
‫‪1 .1‬تعترب اجلرائم امل�شار �إليها يف املادة ‪ 4‬جرائم قابلة لت�سليم مرتكبيها‬
‫يف �أية معاهدة لت�سليم املجرمني تكون قائمة بني الدول الإطراف‪.‬‬
‫وتتعهد الدول الأطراف ب�إدراج هذه اجلرائم كجرائم قابلة لت�سليم‬
‫مرتكبيها يف كل معاهدة ت�سليم تربم بينها‪.‬‬
‫‪�2 .2‬إذا ت�سلمت دولة طرف طلبا للت�سليم من دولة ال تربطها بها معاهدة‬
‫لت�سليم املجرمني‪ ،‬وكانت الدولة الأوىل جتعل الت�سليم م�رشوطا‬
‫بوجود معاهدة لت�سليم املجرمني‪ ،‬يجوز لهذه الدولة اعتبار هذه‬
‫االتفاقية �أ�سا�سا قانونيا للت�سليم فيما يخت�ص مبثل هذه اجلرائم‪.‬‬
‫ويخ�ضع الت�سليم لل�رشوط الأخرى املن�صو�ص عليها يف قانون الدولة‬
‫التي يقدم �إليها طلب الت�سليم‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪130‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪3 .3‬تعرتف الدول الأطراف التي ال جتعل الت�سليم مرهونا بوجود معاهدة‬
‫بان هذه اجلرائم قابلة لت�سليم مرتكبيها فيما بينها طبقا لل�رشوط‬
‫املن�صو�ص عليها يف قانون الدولة التي يقدم �إليها طلب الت�سليم‪.‬‬
‫‪4 .4‬وتتم معاملة هذه اجلرائم‪ ،‬لأغرا�ض الت�سليم بني الدول الأطراف‪،‬‬
‫كما لو �أنها اقرتفت ال يف املكان الذي حدثت فيه فح�سب‪ ،‬بل‬
‫�أي�ضا يف �أرا�ضى الدول املطالبة ب�إقامة واليتها الق�ضائية طبقا‬
‫للفقرة ‪ 1‬من املادة‪.5‬‬

‫املادة ‪9‬‬
‫‪1 .1‬على كل دولة طرف �أن تقدم الدول الأطراف الأخرى �أكرب قدر من‬
‫امل�ساعدة فيما يتعلق بالإجراءات اجلنائية املتخذة ب�شان �أي من‬
‫اجلرائم امل�شار �إليها يف املادة ‪ ،4‬مبا يف ذلك توفري جميع الأدلة‬
‫املوجودة يف حوزتها والالزمة للإجراءات‪.‬‬
‫‪2 .2‬تنفيذ الدول الأطراف التزاماتها مبقت�ضى الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة‬
‫وفقا ملا قد يوجد بينها من معاهدات لتبادل امل�ساعدة الق�ضائية‪.‬‬

‫املادة ‪10‬‬
‫‪1 .1‬ت�ضمن كل دولة �إدراج التعليم والإعالم فيما يتعلق بحظر التعذيب‬
‫على الوجه الكامل يف برامج تدريب املوظفني املكلفني ب�إنفاذ القوانني‬
‫�سواء �أكانوا من املدنيني �أو الع�سكريني‪ ،‬والعاملني يف ميدان الطب‪،‬‬
‫واملوظفني العموميني �أو غريهم ممن تكون لهم عالقة باحتجاز �أي‬
‫فرد معر�ض لأي �شكل من �أ�شكال التوقيف �أو اعتقال �أو �سجن �أو‬
‫با�ستجواب هذا الفرد �أو معاملته‪.‬‬
‫‪2 .2‬ت�ضمن كل دولة طرف �إدراج هذا احلظر يف القوانني والتعليمات التي‬
‫يتم �إ�صدارها فيما يخت�ص بواجبات ووظائف مثل ه�ؤالء الأ�شخا�ص‪.‬‬
‫‪131‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪11‬‬
‫تبقى كل دولة قيد اال�ستعرا�ض املنظم قواعد اال�ستجواب‪ ،‬وتعليماته‬
‫و�أ�ساليبه وممار�ساته‪ ،‬وكذلك الرتتيبات املتعلقة بحجز ومعاملة الأ�شخا�ص‬
‫الذين تعر�ضوا لأي �شكل من �أ�شكال التوقيف �أو االعتقال �أو ال�سجن‬
‫يف �أي �إقليم يخ�ضع لواليتها الق�ضائية‪ ،‬وذلك بق�صد منع حدوث �أي‬
‫حاالت تعذيب‪.‬‬

‫املادة ‪12‬‬
‫ت�ضمن كل دولة طرف قيام �سلطاتها املخت�صة ب�إجراء حتقيق �رسيع‬
‫ونزيه كلما وجدت �أ�سباب معقولة تدعو �إىل االعتقاد بان عمال من �أعمال‬
‫التعذيب قد ارتكب يف �أي من الأقاليم اخلا�ضعة لواليتها الق�ضائية‪.‬‬

‫املادة ‪13‬‬
‫ت�ضمن كل دولة طرف لأي فرد يدعى ب�أنه قد تعر�ض للتعذيب‬
‫يف �أي �إقليم يخ�ضع لواليتها الق�ضائية‪ ،‬احلق يف �أن يرفع �شكوى �إىل‬
‫�سلطاتها املخت�صة ويف تنظر هذه ال�سلطات يف حالته على وجه ال�رسعة‬
‫وبنزاهة‪ .‬وينبغي اتخاذ اخلطوات الالزمة ل�ضمان حماية مقدم ال�شكوى‬
‫وال�شهود من كافة �أنواع املعاملة ال�سيئة �أو التخويف نتيجة ل�شكواه �أو‬
‫لأي �أدلة تقدم‪.‬‬

‫املادة ‪14‬‬
‫‪1 .1‬ت�ضمن كل دولة طرف‪ ،‬يف نظامها القانوين‪�،‬إن�صاف من يتعر�ض‬
‫لعمل من �أعمال التعذيب ومتتعه بحق قابل للتنفيذ يف تعوي�ض‬
‫عادل ومنا�سب مبا يف ذلك و�سائل �إعادة ت�أهيله على �أكمل وجه‬
‫ممكن‪ ،‬ويف حالة وفاة املعتدى عليه نتيجة لعمل من �أعمال التعذيب‪،‬‬
‫يكون للأ�شخا�ص الذين يعولهم احلق يف التعوي�ض‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪132‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪2 .2‬لي�س يف هذه املادة ما مي�س �أي حق للمعتدى عليه �أو لغريه من‬
‫الأ�شخا�ص فيما قد يوجد من تعوي�ض مبقت�ضى القانون الوطني‪.‬‬

‫املادة ‪15‬‬
‫ت�ضمن كل دولة طرف عدم اال�ست�شهاد ب�أية �أقوال يثبت �أنه مت‬
‫الإدالء بها نتيجة للتعذيب كدليل يف �أية �إجراءات‪� ،‬إال �إذا كان ذلك‬
‫�ضد �شخ�ص متهم بارتكاب التعذيب كدليل على الإدالء بهذه الأقوال‪.‬‬

‫املادة ‪16‬‬
‫‪1 .1‬تتعهد كل دولة طرف بان متنع‪،‬يف �أي �إقليم يخ�ضع لواليتها‬
‫الق�ضائية حدوث �أي �أعمال �أخرى من �أعمال املعاملة �أو العقوبة‬
‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة التي ال ت�صل �إىل حد التعذيب‬
‫كما حددته املادة ‪ ،1‬عندما يرتكب موظف عمومي �أو �شخ�ص �آخر‬
‫يت�رصف ب�صفة ر�سمية هذه الأعمال �أو يحر�ص على ارتكابها‪� ،‬أو‬
‫عندما تتم مبوافقة �أو ب�سكوته عليها‪ .‬تنطبق بوجه خا�ص االلتزامات‬
‫الواردة يف املواد ‪ 10،11،12،13‬وذلك باال�ستعا�ضة عن الإ�شارة �إىل‬
‫التعذيب بالإ�شارة �إىل غريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية‬
‫�أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪.‬‬
‫‪2 .2‬ال تخل �أحكام هذه االتفاقية ب�أحكام �أي �صك دويل �آخر �أو قانون‬
‫وطني يحظر املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة �أو‬
‫يت�صل بت�سليم املجرمني �أو طردهم‪.‬‬

‫اجلزء الثاين‬
‫املادة ‪17‬‬
‫‪1 .1‬تن�ش�أ جلنة ملناه�ضة التعذيب ي�شار �إليها فيما بعد با�سم اللجنة‪،‬‬
‫وت�ضطلع باملهام املن�صو�ص عليها فيما بعد‪ .‬وتت�ألف اللجنة من ع�رشة‬
‫‪133‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫خرباء على م�ستوى �أخالقي عال وم�شهود لهم بالكفاءة يف ميدان‬


‫حقوق الإن�سان‪ ،‬يعملون يف اللجنة ب�صفتهم ال�شخ�صية‪ .‬وتقوم‬
‫الدول الأطراف بانتخابهم مع مراعاة التوزيع اجلغرايف العادل وفائدة‬
‫ا�شرتاك بع�ض الأ�شخا�ص من ذوى اخلربة القانونية‪.‬‬
‫‪2 .2‬ينتخب �أع�ضاء اللجنة بطريق االقرتاع ال�رسي من قائمة ب�أ�شخا�ص‬
‫تر�شحهم الدول الأطراف‪ ،‬ولكل دولة طرف �أن تر�شح �شخ�صا واحد‬
‫من مواطنيها‪ .‬وت�ضع الدول الأطراف يف اعتبارها فائدة تر�شيح‬
‫�أ�شخا�ص يكونون �أي�ضا �أع�ضاء يف اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان‬
‫املن�ش�أة مبقت�ضى العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‬
‫ولديهم اال�ستعداد للعمل يف جلنة مناه�ضة التعذيب‪.‬‬
‫‪3 .3‬يجرى انتخاب �أع�ضاء اللجنة يف اجتماعات الدول الأطراف التي‬
‫يدعو �إىل عقدها مرة كل �سنتني الأمني العام الأمم املتحدة‪ .‬ويف تلك‬
‫االجتماعات التي ينبغي �أن يتكون ن�صابها القانوين من ثلثي الدول‬
‫الأطراف ويكون الأ�شخا�ص املنتخبون لع�ضوية اللجنة هم احلائزون‬
‫على �أكرب عدد من الأ�صوات وعلى الأغلبية املطلقة لأ�صوات ممثلي‬
‫الدول الأطراف احلا�رضين امل�صوتني‪.‬‬
‫‪4 .4‬يجرى االنتخاب الأول يف موعد ال يتجاوز �ستة �أ�شهر من تاريخ‬
‫نفاذ هذه االتفاقية‪ .‬ويقوم الأمني العام الأمم املتحدة‪ ،‬قبل موعد كل‬
‫انتخاب ب�أربعة �أ�شهر على الأقل‪ ،‬بتوجيه ر�سالة �إىل الدول الأطراف‬
‫يدعوها فيها �إىل تقدمي تر�شيحها يف غ�ضون ثالثة �أ�شهر‪ .‬ويقوم‬
‫الأمني العام ب�إعداد قائمة ب�أ�سماء جميع املر�شحني على هذا النحو‬
‫مرتبة ترتيبا �أبجديا‪ ،‬مع بيان الدول الأطراف التي ر�شحتهم‪ ،‬ويقدم‬
‫هذه القائمة �إىل الدول الأطراف‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪134‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪5 .5‬ينتخب �أع�ضاء اللجنة لفرتة مدتها �أربع �سنوات‪ ،‬ويكونون م�ؤهلني‬
‫لإعادة انتخابهم يف حالة تر�شيحهم مرة �أخرى‪،‬غري �أن مدة ع�ضوية‬
‫خم�سة من الأع�ضاء الذين يتم انتخابهم يف املرة الأوىل تنتهي بعد‬
‫�سنتني‪ ،‬ويقوم رئي�س االجتماع امل�شار �إليه يف الفقرة ‪ 3‬من هذه املادة‬
‫بعد االنتخاب الأول مبا�رشة‪،‬باختبار �أ�سماء ه�ؤالء الأع�ضاء اخلم�سة‬
‫بطريق القرعة‪.‬‬
‫‪6 .6‬يف حالة وفاة �أحد �أع�ضاء اللجنة �أو ا�ستقالته �أو عجزه لأي �سبب‬
‫�آخر عن �أداء مهامه املتعلقة باللجنة تقوم الدولة التي ر�شحته بتعيني‬
‫خبري �أخر من مواطنيها للعمل يف اللجنة للفرتة املتبقية من مدة‬
‫ع�ضوية �رشيطة احل�صول على موافقة �أغلبية الدول الأطراف وتعترب‬
‫املوافقة قد متت ما مل تكن �إجابة ن�صف عدد الدول الأطراف �أو �أكرث‬
‫على ذلك بالنفي وذلك يف غ�ضون �ستة �أ�سابيع بعد قيام الأمني العام‬
‫الأمم املتحدة ب�إبالغها بالتعني املقرتح‪.‬‬
‫‪7 .7‬تتحمل الدول الأطراف نفقات �أع�ضاء اللجنة �أثناء �أدائهم ملهام‬
‫املتعلقة باللجنة‪.‬‬

‫املادة ‪18‬‬
‫‪1 .1‬تنتخب اللجنة �أع�ضاء مكتبها ملدة �سنتني‪ .‬ويجوز �إعادة انتخابهم‪.‬‬
‫‪2 .2‬ت�ضع اللجنة نظامها الداخلي على �أن ين�ص‪ ،‬يف جملة �أمور على ما‬
‫يلى‪:‬‬
‫�أ) يكتمل الن�صاب القانوين بح�ضور �ستة �أع�ضاء‪.‬‬
‫ب) تتخذ مقررات اللجنة ب�أغلبية �أ�صوات الأع�ضاء احلا�رضين‪.‬‬
‫‪3 .3‬يقوم الأمني العام الأمم املتحدة بتوفري ما يلزم من املوظفني والت�سهيالت‬
‫لأداء اللجنة مهامها مبقت�ضى هذه االتفاقية على نحو فعال‪.‬‬
‫‪135‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪4 .4‬يقوم الأمني العام الأمم املتحدة بالدعوة �إىل عقد االجتماع الأول‬
‫للجنة‪ .‬وبعد عقد اجتماعها الأول‪ ،‬جتتمع اللجنة يف املواعيد التي‬
‫ين�ص عليها نظامها الداخلى‪.‬‬
‫‪5 .5‬تكون الدول الأطراف م�س�ؤولة عما يتم حتمله من نفقات فيما يتعلق‬
‫بعقد اجتماعات الدول الأطراف واللجنة مبا يف ذلك رد �أي نفقات‬
‫�إىل الأمم املتحدة مثل تكلفة املوظفني والت�سهيالت التي تكون الأمم‬
‫املتحدة قد حتملتها وفقا للفقرة‪3‬من هذه املادة‪.‬‬

‫املادة ‪19‬‬
‫‪1 .1‬تقدم الدول الأطراف �إىل اللجنة‪ ،‬عن طريق الأمني العام الأمم‬
‫املتحدة‪،‬تقارير عن التدابري التي اتخذتها تنفيذا لتعهداتها مبقت�ضى‬
‫هذه االتفاقية‪ ،‬وذلك يف غ�ضون �سنة واحدة بعد بدء نفاذ هذه‬
‫االتفاقية بالن�سبة للدولة الطرف املعنية‪ .‬وتقدم الدول الأطراف بعد‬
‫ذلك تقارير تكميلية مرة كل �أربع �سنوات عن �أية تدابري جديدة مت‬
‫اتخاذها‪ ،‬وغري ذلك من التقارير التي قد تطلبها اللجنة‪.‬‬
‫‪2 .2‬يحيل الأمني العام الأمم املتحدة التقارير �إىل جميع الدول الأطراف‪.‬‬
‫‪3 .3‬تنظر اللجنة يف كل تقرير‪،‬ولها �أن تبدى كافة التعليقات العامة التي‬
‫قد تراها منا�سبة وان تر�سلها �إىل الدولة الطرف املعنية‪ .‬وللدولة‬
‫الطرف �أن ترد على اللجنة مبا ترتئيه من مالحظات‪.‬‬
‫‪4 .4‬وللجنة �أن تقرر‪،‬كما يرتاءى لها‪� ،‬أن تدرج يف تقريرها ال�سنوي الذي‬
‫تعده وفقا للمادة ‪� 24‬أية مالحظات تكون �أبدتها وفقا للفقرة ‪ 3‬من‬
‫هذه املادة‪� ،‬إىل جانب املالحظات الواردة �إليها من الدولة الطرف‬
‫املعنية ب�شان هذه املالحظات وللجنة �أي�ضا �أيا �أن ترفق �صورة من‬
‫التقرير املقدم مبوجب الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة‪� ،‬إذا طلبت ذلك الدولة‬
‫الطرف املعنية‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪136‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪20‬‬
‫‪�1 .1‬إذا تقلت اللجنة معلومات موثوقا بها يبدو لها �أنها تت�ضمن دالئل‬
‫لها �أ�سا�س قوى ت�شري �إىل �أن تعذيبها ميار�س على نحو منظم يف‬
‫�أرا�ضى دولة طرف‪ .‬تدعو اللجنة الدولة الطرف املعنية �إىل التعاون‬
‫يف درا�سة هذه املعلومات‪ ،‬وحتقيقا لهذه الغاية �إىل تقدمي مالحظات‬
‫ب�صدد تلك املعلومات‪.‬‬
‫‪2 .2‬وللجنة بعد �أن ت�أخذ يف اعتبارها �أية مالحظات تكون قد قدمتها‬
‫الدولة الطرف املعنية و�أية معلومات ذات �صلة متاحة لها‪� ،‬أن تعني‪�،‬إذا‬
‫قررت �أن هنالك ما يربر ذلك‪ ،‬ع�ضوا �أو �أكرث من �أع�ضائها لإجراء‬
‫حتقيق �رسى وتقدمي تقرير بهذا ال�ش�أن �إىل اللجنة ب�صورة م�ستعجلة‪.‬‬
‫‪3 .3‬ويف حالة �إجراء حتقيق مبقت�ضى الفقرة ‪ 2‬من هذه املادة‪ ،‬تلتم�س‬
‫اللجنة تعاون الدول الطرف املعنية‪ .‬وقد ي�شمل التحقيق‪،‬باالتفاق مع‬
‫الدولة الطرف‪ ،‬القيام بزيارة �أرا�ضى الدولة املعنية‪.‬‬
‫‪4 .4‬وعلى اللجنة‪ ،‬بعد فح�ص النتائج التي يتو�صل �إليها ع�ضوها �أو‬
‫�أع�ضا�ؤها وفقا للفقرة ‪ 2‬من هذه املادة ان حتيل �إىل الدولة الطرف‬
‫املعنية هذه النتائج مع �أي تعليقات واقرتاحات قد تبدو مالئمة‬
‫ب�سبب الو�ضع القائم‪.‬‬
‫‪5 .5‬تكون جميع �إجراءات اللجنة امل�شار �إليها يف الفقرات ‪�1‬إىل ‪ 4‬من‬
‫هذه املادة �رسية‪ ،‬ويف جميع مراحل الإجراءات يلتم�س تعاون الدولة‬
‫الطرف… ويجوز للجنة وبعد ا�ستكمال هذه الإجراءات املتعلقة ب�أي‬
‫حتقيق يتم وفقا للفقرة ‪� ،2‬أن تقرر بعد �إجراء م�شاورات مع الدولة‬
‫الطرف املعنية �إدراج بيان موجز بنتائج الإجراءات يف تقريرها ال�سنوي‬
‫املعد وفقا للمادة‪.24‬‬
‫‪137‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪21‬‬
‫‪1 .1‬لأية دولة طرف يف هذه االتفاقية ان تعلن‪ ،‬يف �أي وقت‪ ،‬مبوجب هذه‬
‫املادة‪� ،‬أنها تعرتف باخت�صا�ص اللجنة يف �أن تت�سلم بالغات تفيد �أن‬
‫دولة طرفا تدعى ب�أن دولة طرفا �أخرى ال تفي بالتزاماتها مبوجب هذه‬
‫االتفاقية يف �أن تنظر يف تلك البالغات‪ .‬و يجوز �أن ت�سلم البالغات‬
‫والنظر فيها وفقا للإجراءات املبينة يف هذه املادة‪� ،‬إال يف حالة تقدميها‬
‫من دولة طرف �أعلنت اعرتافها باخت�صا�ص اللجنة فيما يتعلق بها‬
‫نف�سها‪ ،‬وال يجوز للجنة �أن تتناول‪ ،‬مبوجب هذه املادة‪� ،‬أي بالغ �إذا‬
‫كان يتعلق بدولة طرف مل يقم ب�إ�صدار مثل هذا الإعالن‪ ،‬ويتم تناول‬
‫البالغات الواردة مبوجب هذه املادة‪ ،‬وفقا للإجراءات التالية‪:‬‬
‫ب) يف حالة عدم ت�سوية الأمر مبا ير�ضى كال من الدولتني الطرفني‬
‫املعنيتني يف غ�ضون �ستة �أ�شهر من تاريخ ورود الر�سالة الأوىل �إىل‬
‫الدولة املت�سلمة يحق لأي من الدولتني �أن حتيل الأمر �إىل اللجنة‬
‫بوا�سطة �إخطار توجهه �إىل اللجنة و�إىل الدولة الأخرى‪.‬‬
‫ج) ال تتناول اللجنة �أي م�س�ألة حتال �إليها مبقت�ضى هذه املادة �إال‬
‫بعد �أن تت�أكد من �أنه مت االلتجاء �إىل جميع و�سائل االنت�صاف املحلية‬
‫املتوفرة بالن�سبة لهذا الأمر وا�ستنفادها‪ ،‬وفقا ملبادئ القانون الدويل‬
‫املعرتف بها عموما‪ ،‬وال ت�رسى هذه القاعدة يف حالة �إطالة مدة تطبيق‬
‫و�سائل االنت�صاف ب�صورة غري معقولة �أو يف حالة عدم احتمال �إن�صاف‬
‫ال�شخ�ص الذي وقع �ضحية النتهاك هذه االتفاقية على نحو فعال‪.‬‬
‫د) تعقد اللجنة اجتماعا مغلقة عند قيامها بدرا�سة البالغات املقدمة‬
‫لها مبوجب هذه املادة‪.‬‬
‫هـ) مع مراعاة �أحكام الفقرة الفرعية‬
‫ج) تتيح اللجنة م�ساعيها احلميدة للدول الأطراف املعنية بهدف‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪138‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫التو�صل �إىل حل ودي للم�س�ألة على �أ�سا�س احرتام االلتزامات املن�صو�ص‬


‫عليها يف هذه االتفاقية‪ .‬وحتقيقا لهذا الغر�ض‪ ،‬ويجوز للجنة �أن‬
‫تن�شئ عند االقت�ضاء‪ ،‬جلنة خم�ص�صة للتوفيق‪.‬‬
‫و) يجوز للجنة ان تطلب �إىل الدول الأطراف املعنية‪ ،‬امل�شار �إليها يف‬
‫الفقرة الفرعية �أن تزودها ب�أية معلومات ذات �صلة يف اية م�س�ألة حمالة‬
‫�إليها مبقت�ضى هذه املادة‪.‬‬
‫ز) يحق للدول الأطراف املعنية‪ ،‬امل�شار �إليها يف الفقرة الفرعية ب‪� ،‬أن‬
‫تكون ممثلة �أثناء نظر اللجنة يف امل�س�ألة وان تقدم مذكرات �شفوية �أو‬
‫كتابية �أو كليهما‪.‬‬
‫ح) تقدم اللجنة تقريرا‪ ،‬خالل اثني ع�رش �شهرا من تاريخ ا�ستالم‬
‫الأخطار املن�صو�ص عليه يف الفقرة الفرعية ب»‪) .«1‬يف حالة التو�صل‬
‫�إىل حل يف �إطار واردة يف الفقرة الفرعية هـ)‪ ،‬تقت�رص اللجنة تقريرها‬
‫على بيان موجز بالوقائع واحلل الذي مت التو�صيل �إليه »‪ .«2‬يف حالة‬
‫عدم التو�صل �إىل حل يف �إطار �أحكام واردة يف الفقرة الفرعية‬
‫ج) تق�رص اللجنة تقريرها على بيان موجز بالوقائع على ان ترفق‬
‫به املذكرات اخلطية وحم�رضا باملذكرات ال�شفوية التي �أعدتها الدول‬
‫الأطراف املعنية‪.‬‬
‫ويبلغ التقرير يف كل م�س�ألة الدول الأطراف املعنية‪.‬‬
‫‪ .2‬ت�صبح �أحكام هذه املادة نافذة املفعول �إذا �أ�صدرت خم�س من‬
‫الدول الأطراف يف هذا االتفاقية �إعالنات مبوجب الفقرة ‪ 1‬من هذه‬
‫املادة وتودع الدول الأطراف هذه الإعالنات لدى الأمني العام الأمم‬
‫املتحدة‪،‬الذي �سري�سل ن�سخا منها �إىل الدول الأطراف الأخرى‪ .‬ويجوز‬
‫�سحب �أي �إعالن يف �أي وقت ب�إخطار يوجه �إىل الأمني العام‪،‬وال يخل‬
‫هذا ال�سحب بنظر �أية م�س�ألة ت�شكل مو�ضوع بالغ �سبقت �إحالته‬
‫‪139‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مبقت�ضى هذه املادة‪،‬وال يجوز ت�سلم �أي بالغ من �أية دولة طرف‬
‫مبقت�ضى هذه املادة بعد يت�سلم الأمني العام �إخطار �سحب الإعالن‬
‫ما مل تكن الدولة الطرف املعنية قد �أ�صدرت �إعالنا جديدا‪.‬‬

‫املادة ‪22‬‬
‫‪1 .1‬يجوز لأية طرف يف هذه االتفاقية �أن تعلن يف �أي وقت �أنها‬
‫تعرتف مبقت�ضى هذه املادة باخت�صا�ص اللجنة يف ت�سلم ودرا�سة‬
‫بالغات واردة من �أفراد �أو نيابة عن �أفراد يخ�ضعون لواليتها القانونية‬
‫ويدعون �أنهم �ضحايا النتهاك دولة طرف �أحكام االتفاقية وال يجوز‬
‫للجنة �أن تت�سلم �أي بالغ �إذا كان يت�صل بدولة طرف يف االتفاقية‬
‫مل ت�صدر مثل هذا الإعالن‪.‬‬
‫‪2 .2‬تعترب اللجنة �أي يالغ مقدم مبوجب هذه املادة غري مقبول �إذا كان‬
‫غفال من التوقيع �أو �إذا ر�أت �أنه ي�شكل �إ�ساءة ال�ستعمال حق تقدمي‬
‫مثل هذه البالغات �أو انه ال يتفق مع �أحكام هذه االتفاقية‪.‬‬
‫‪3 .3‬مع مراعاة ن�صو�ص الفقرة ‪ ،2‬توجه اللجنة نظر الدولة الطرف يف‬
‫هذه االتفاقية التي تكون قد �أ�صدرت �إعالنا مبوجب الفقرة ‪ 1‬ويدعى‬
‫ب�أنها تنتهك �أيا من �أحكام االتفاقية �إىل �أية بالغات معرو�ضة عليها‬
‫مبقت�ضى هذه املادة‪ .‬وتقدم الدولة التي تت�سلم لفت النظر امل�شار �إليه‬
‫�إىل اللجنة يف غ�ضون �ستة �أ�شهر تف�سريات �أو بيانات كتابية تو�ضح‬
‫الأمر وو�سائل االنت�صاف التي اتخذتها تلك الدولة‪� ،‬أن وجدت‪.‬‬
‫‪4 .4‬تنظر اللجنة يف البالغات التي تت�سلمها مبوجب هذه املادة يف �ضوء‬
‫جميع املعلومات املتوفرة لديها من مقدم البالغ �أو من ينوب عنه ومن‬
‫الدولة الطرف املعنية‪.‬‬
‫‪5 .5‬ال تنظر اللجنة يف �أية بالغات يتقدم بها �أي فرد مبوجب هذه املادة‬
‫ما مل تتحقق من‪:‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪140‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أ) �أن امل�س�ألة نف�سها مل يجر بحثها‪،‬وال يجرى بحثها مبوجب �أي �إجراء‬
‫من �إجراءات التحقيق �أو الت�سوية الدولية‪.‬‬
‫ب)�أن الفرد قد ا�ستنفد جميع و�سائل االنت�صاف املحلية املتاحة‪ ،‬وال‬
‫ت�رسى هذه القاعدة يف حالة �إطالة مدة تطبيق و�سائل االنت�صاف‬
‫ب�صورة غري معقولة �أو يف حالة عدم احتمال �إن�صاف ال�شخ�ص الذي‬
‫وقع �ضحية النتهاك هذه االتفاقية على نحو فعال‪.‬‬
‫‪6 .6‬تعقد اللجنة اجتماعات مغلقة عند قيامها بدرا�سة البالغات املقدمة‬
‫لها مبوجب هذه املادة‪.‬‬
‫‪7 .7‬تبعث اللجنة بوجهات نظرها �إىل الدولة الطرف املعنية و�إىل مقدم البالغ‪.‬‬
‫‪8 .8‬ت�صبح �أحكام هذه املادة نافذة املفعول �إذا �أ�صدرت خم�س من‬
‫الدول الأطراف يف هذه االتفاقية �إعالنات مبوجب الفقرة ‪ 1‬من هذه‬
‫املادة‪ .‬وتودع الدول الأطراف هذه الإعالنات لدى الأمني العام الأمم‬
‫املتحدة‪ ،‬الذي �سري�سل ن�سخا منها �إىل الدول الأطراف الأخرى‪.‬‬
‫ويجوز �سحب �أي �إعالن يف �أي وقت ب�إخطار يوجه �إىل الأمني العام‪.‬‬
‫وال يخل هذا ال�سحب بنظر �أية م�س�ألة ت�شكل مو�ضوع بالغ �سبقت‬
‫�إحالتة مبقت�ضى هذه املادة‪ ،‬وال يجوز ت�سلم �أي بالغ من �أية دولة‬
‫طرف مبقت�ضى هذه املادة بعد �أن يت�سلم الأمني العام �إخطار �سحب‬
‫الإعالن ما مل تكن الدولة الطرف املعنية قد �أ�صدرت �إعالنا جديدا‪.‬‬

‫املادة ‪23‬‬
‫يحق لأع�ضاء اللجنة ولأع�ضاء جلان التوفيق املخ�ص�صة‪ ،‬والذين‬
‫يعنون مبقت�ضى الفقرة الفرعية‪ 1‬هـ) من املادة ‪ 21‬التمتع بالت�سهيالت‬
‫واالمتيازات واحل�صانات التي يتمتع بها اخلرباء املوفدون يف مهام متعلقة‬
‫بالأمم املتحدة كما هو من�صو�ص عليه يف الفروع ذات ال�صلة من اتفاقية‬
‫امتيازات الأمم املتحدة وح�صاناتها‪.‬‬
‫‪141‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪24‬‬
‫تقدم اللجنة �إىل الدول الأطراف و�إىل اجلمعية العامة الأمم املتحدة‬
‫تقريرا �سنويا عن �أن�شطتها امل�ضطلع بها مبوجب هذه االتفاقية‪.‬‬
‫اجلزء الثالث‬

‫املادة ‪25‬‬
‫‪1 .1‬يفتح باب التوقيع على هذه االتفاقية جلميع الدول‪.‬‬
‫‪2 .2‬تخ�ضع هذه االتفاقية لإجراء الت�صديق‪ .‬وتودع �صكوك الت�صديق‬
‫لدى الأمني العام الأمم املتحدة‪.‬‬

‫املادة ‪26‬‬
‫يفتح باب االن�ضمام �إىل هذه االتفاقية جلميع الدول‪ .‬وي�صبح‬
‫االن�ضمام �ساري املفعول عند �إيداع �صك االن�ضمام لدى الأمني العام‬
‫للأمم املتحدة‪.‬‬
‫املادة ‪27‬‬
‫‪1 .1‬يبد�أ نفاذ هذه االتفاقية يف اليوم الثالثني بعد تاريخ �إيداع �صك‬
‫الت�صديق �أو االن�ضمام الع�رشين لدى الأمني العام للأمم املتحدة‪.‬‬
‫‪2 .2‬يبد�أ نفاذ االتفاقية بالن�سبة لكل دولة ت�صدق عليها �أو تن�ضم �إليها‬
‫بعد �إيداع �صك الت�صديق �أو االن�ضمام الع�رشين يف اليوم الثالثني‬
‫بعد تاريخ قيام الدولة ب�إيداع وثيقة الت�صديق �أو االن�ضمام اخلا�صة‬
‫بها‪.‬‬

‫املادة ‪28‬‬
‫‪1 .1‬ميكن لأي دولة وقت التوقيع �أو الت�صديق على هذه االتفاقية �أو‬
‫االن�ضمام �إليها‪�،‬أن تعلن �أنها تعرتف باخت�صا�ص اللجنة املن�صو�ص‬
‫علية يف املادة ‪.20‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪142‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪2 .2‬ميكن لأي دولة طرف تكون قد �أبدت حتفظا وفقا للفقرة ‪ 1‬من هذه‬
‫املادة �أن ت�سحب هذا التحفظ‪ ،‬يف �أي وقت ت�شاء‪ ،‬ب�إر�سال �إخطار‬
‫�إىل الأمني العام الأمم املتحدة‪.‬‬

‫املادة ‪29‬‬
‫‪1 .1‬يجوز لأي طرف يف هذه االتفاقية �أن تقرتح �إدخال تعديل وان‬
‫تقدمه �إىل الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬ويقوم الأمني العام بناء على‬
‫ذلك‪ ،‬ب�إبالغ الدول الأطراف بالتعديل املقرتح مع طلب ب�إخطاره مبا‬
‫�إذا كانت هذه الدول حتبذ عقد م�ؤمتر للدول الأطراف للنظر يف هذه‬
‫االقرتاحات والت�صويت عليه‪ ،‬ويف حالة ت�أييد ثلث الدول الأطراف‬
‫على الأقل يف غ�ضون �أربعة �أ�شهر من تاريخ هذا التبليغ‪ ،‬لعقد هذا‬
‫امل�ؤمتر‪ ،‬يدعو الأمني العام �إىل عقدة حتت رعاية الأمم املتحدة‪ .‬ويقدم‬
‫الأمني العام �أي تعديل تعتمده �أغلبية من الدول الأطراف احلا�رضة‬
‫يف امل�ؤمتر وامل�صوته �إىل جميع الدول الأطراف لقبوله‪.‬‬
‫‪2 .2‬يبد�أ نفاذ �أي تعديل يتم اعتماده وفقا للفقرة ‪ 1‬من هذه املادة عندما‬
‫يخطر ثلثا الدول الأطراف يف هذه االتفاقية الأمني العام الأمم املتحدة‬
‫بقبولها التعديل طبقا للإجراءات الد�ستورية لكل منها‪.‬‬
‫‪3 .3‬تكون التعديالت‪ ،‬عند بدء نفاذها‪ ،‬ملزمة للدول الأطراف التي‬
‫قبلتها وتبقى الدول الأطراف الأخرى ملزمة ب�أحكام هذه االتفاقية‬
‫وب�أية تعديالت تكون قد قبلتها‪.‬‬

‫املادة ‪30‬‬
‫‪�1 .1‬أي نزاع ين�ش�أ بني دولتني �أو �أكرث من الدول فيما يتعلق بتف�سري هذه‬
‫االتفاقية �أو تنفيذها وال ميكن ت�سويته عن طريق التفاو�ض‪ ،‬يطرح‬
‫للتحكم بناء على طلب �إحدى هذه الدول ف�إذا مل تتمكن الأطراف‬
‫يف غ�ضون �ستة �أ�شهر من تاريخ طلب التحكيم‪،‬من املوافقة على تنظيم‬
‫‪143‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫التحكيم‪ ،‬يجوز لأي من تلك الأطراف �أن يحيل النزاع �إىل حمكمة‬
‫العدل الدولية بتقدمي طلب وفقا للنظام الأ�سا�سي لهذه املحكمة‪.‬‬
‫‪2 .2‬يجوز لكل دولة �أن تعلن يف وقت توقيع هذه االتفاقية �أو الت�صديق‬
‫عليها �أو االن�ضمام �إليها‪� ،‬أنها تعترب نف�سها ملزمة بالفقرة ‪ 1‬من هذه‬
‫املادة‪ .‬ولن تكون الدول الأطراف الأخرى ملزمة بالفقرة ‪ 1‬من هذه‬
‫املادة بالن�سبة لأي دولة طرف تكون قد �أبدت هذا التحفظ‪.‬‬
‫‪3 .3‬يجوز يف �أي دولة وقت لأي طرف �أبدت حتفظا وفقا للفقرة ‪ 2‬من‬
‫هذه املادة �أن تثبت هذا التحفظ ب�إر�سال �إخطار �إىل الأمني العام‬
‫الأمم املتحدة‪.‬‬

‫املادة ‪31‬‬
‫‪1 .1‬يجوز لأي دولة طرف �أن تنهى ارتباطها بهذه االتفاقية ب�إخطار‬
‫كتابي تر�سله �إىل الأمني العام الأمم املتحدة‪ .‬وي�صبح الإنهاء نافذا‬
‫بعد مرور �سنة على تاريخ ت�سلم الأمني العام هذا الإخطار‪.‬‬
‫‪2 .2‬لن ي�ؤدى هذا الإنهاء �إىل �إعفاء الدولة الطرف من االلتزامات‬
‫الواقعة عليها مبوجب هذه االتفاقية فيما يتعلق ب�أي عمل �أو‬
‫يحدث قبل التاريخ الذي ي�صبح فيه الإنهاء نافذا ولن يخل‬
‫�إغفال ُ‬
‫الإنهاء ب�أي �شكل با�ستمرار نظر �أي م�س�ألة تكون اللجنة ما�ضية‬
‫يف نظرها بالفعل قبل التاريخ الذي ي�صبح فيه الإنهاء نافذا‪.‬‬
‫‪3 .3‬بعد التاريخ الذي ي�صبح فيه �إنهاء ارتباط دولة طرف باالتفاقية‬
‫نافذا‪ ،‬ال تبد اللجنة النظر يف �أية م�س�ألة جديدة تتعلق بتلك الدولة‪.‬‬

‫املادة ‪32‬‬
‫يعلم الأمني العام الأمم املتحدة جميع �أع�ضاء الأمم املتحدة وجميع‬
‫الدول التي وقعت هذه االتفاقية �أو ان�ضمت �إليها بالتفا�صيل التالية‪:‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪144‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أ ) التوقيعات والت�صديقات واالن�ضمامات التي تتم مبوجب املادتني‬


‫‪25‬و‪.26‬‬
‫ب ) تاريخ بدء نفاذ هذه االتفاقية مبوجب املادة ‪ ،27‬وكذلك تاريخ‬
‫بدء نفاذ �أية تعديالت تدخل عليها مبوجب املادة ‪.29‬‬
‫ج) حاالت الإنهاء مبقت�ضى املادة ‪.31‬‬

‫املادة ‪33‬‬
‫‪1 .1‬تودع هذه االتفاقية‪ ،‬التي تت�ساوى ن�صو�صها اال�سبانية واالنكليزية‬
‫والرو�سية وال�صينية والعربية والفرن�سية يف احلجية لدى الأمني العام‬
‫الأمم املتحدة‪.‬‬
‫‪2 .2‬ير�سل الأمني العام الأمم املتحدة ن�سخا م�صدقة من هذه االتفاقية‬
‫�إىل جميع الدول‪.‬‬
‫‪145‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫بروتوكول اختياري التفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه من‬


‫�رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‬
‫اعتمد يف ‪ 18‬كانون الأول ‪/‬دي�سمرب ‪ 2002‬يف الدورة ال�سابعة‬
‫واخلم�سني للجمعية العامة الأمم املتحدة مبوجب القرار‪199/A/RES/57‬‬
‫تاريخ بدء النفاذ‪ 22 :‬حزيران‪/‬يونيو ‪2006‬‬

‫ديباجة‬
‫�إن الدول الأطراف يف هذا الربوتوكول‪� ،‬إذ ت�ؤكد من جديد �أن‬
‫التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو‬
‫املهينة �أمور حمظورة وت�شكل انتهاك ًا �صارخ ًا حلقوق الإن�سان‪ ،‬واقتناع ًا‬
‫منها ب�رضورة اتخاذ تدابري �إ�ضافية لتحقيق مقا�صد اتفاقية مناه�ضة‬
‫التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو‬
‫املهينة امل�شار �إليها فيما يلي با�سم االتفاقية وباحلاجة �إىل تعزيز حماية‬
‫الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم من التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة‬
‫�أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪.‬‬
‫و�إذ ت�شري �إىل �أن املادتني ‪ 2‬و ‪ 16‬من االتفاقية تلزمان كل دولة طرف‬
‫باتخاذ تدابري فعالة ملنع �أعمال التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو‬
‫العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة يف �أي �إقليم يخ�ضع لواليتها‪،‬‬
‫و�إذ تقر ب�أنه تقع على الدول م�س�ؤولية �أ�سا�سية عن تنفيذ هاتني‬
‫املادتني‪ ،‬وب�أن تعزيز حماية الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم واالحرتام‬
‫الكامل ملا لهم من حقوق الإن�سان هما م�س�ؤولية م�شرتكة يتقا�سمها‬
‫اجلميع و�أن هيئات التنفيذ الدولية تكمل وتعزز التدابري الوطنية‪ ،‬و�إذ‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪146‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ت�شري �إىل �أن املنع الفعال للتعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة‬
‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة يقت�ضي التثقيف واتخاذ جملة من‬
‫التدابري املتنوعة الت�رشيعية والإدارية والق�ضائية وغريها‪ ،‬و�إذ ت�شري �أي�ضا‬
‫�إىل �أن امل�ؤمتر العاملي حلقوق الإن�سان �أعلن جازما �أن اجلهود الرامية �إىل‬
‫ال وقبل كل �شيء على الوقاية‪،‬‬ ‫ا�ستئ�صال �ش�أفة التعذيب ينبغي �أن تركز �أو ً‬
‫ودعا �إىل اعتماد بروتوكول اختياري لالتفاقية‪ ،‬الغر�ض منه �إن�شاء نظام‬
‫وقائي يقوم على زيارات منتظمة لأماكن االحتجاز‪ ،‬واقتناع ًا منها ب�أن‬
‫حماية الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم من التعذيب وغريه من �رضوب‬
‫املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة ميكن تعزيزها بو�سائل‬
‫غري ق�ضائية ذات طابع وقائي تقوم على �أ�سا�س القيام بزيارات منتظمة‬
‫لأماكن االحتجاز‪ ،‬قد اتفقت على ما يلي‪:‬‬
‫اجلزء الأول‬
‫مبادئ عامة‬

‫املادة ‪1‬‬
‫الهدف من هذا الربوتوكول هو �إن�شاء نظام قوامه زيارات منتظمة‬
‫ت�ضطلع بها هيئات دولية ووطنية م�ستقلة للأماكن التي يحرم فيها‬
‫الأ�شخا�ص من حريتهم‪ ،‬وذلك بغية منع التعذيب وغريه من �رضوب‬
‫املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪.‬‬

‫املادة ‪2‬‬
‫‪1 .1‬تن�ش�أ جلنة فرعية ملنع التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة‬
‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة ي�شار �إليها فيما يلي با�سم اللجنة‬
‫الفرعية ملنع التعذيب وتقوم ب�أداء املهام املن�صو�ص عليها يف هذا‬
‫الربوتوكول‪.‬‬
‫‪147‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪2 .2‬ت�ؤدي اللجنة الفرعية ملنع التعذيب عملها يف �إطار ميثاق الأمم‬
‫املتحدة وت�سرت�شد مبقا�صده ومبادئه وكذلك باملعايري التي و�ضعتها‬
‫الأمم املتحدة ملعاملة الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم‪.‬‬
‫‪3 .3‬ت�سرت�شد اللجنة الفرعية ملنع التعذيب �أي�ضا مببادئ ال�رسية والنزاهة‬
‫وعدم االنتقائية وال�شمولية واملو�ضوعية‪.‬‬
‫‪4 .4‬تتعاون اللجنة الفرعية ملنع التعذيب والدول الأطراف على تنفيذ‬
‫هذا الربوتوكول‪.‬‬

‫املادة ‪3‬‬
‫ُتن�شئ �أو تعينّ �أو ت�ستبقي كل دولة طرف هيئة زائرة واحدة �أو �أكرث‬
‫على امل�ستوى املحلي ملنع التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة‬
‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة ي�شار �إليها فيما يلي با�سم الآلية الوقائية‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫املادة ‪4‬‬
‫‪1 .1‬ت�سمح كل دولة طرف‪ ،‬وفق ًا لهذا الربوتوكول‪ ،‬بقيام الآليات‬
‫امل�شار �إليها يف املادتني ‪ 2‬و ‪ 3‬بزيارات لأي مكان يخ�ضع لواليتها‬
‫ول�سيطرتها ويوجد فيه �أ�شخا�ص حمرومون �أو ميكن �أن يكونوا‬
‫حمرومني من حريتهم �إما مبوجب �أمر �صادر عن �سلطة عامة �أو بناء‬
‫على �إيعاز منها �أو مبوافقتها �أو �سكوتها ي�شار �إليها فيما يلي با�سم‬
‫�أماكن االحتجاز‪ .‬ويجري اال�ضطالع بهذه الزيارات بهدف القيام‪،‬‬
‫عند اللزوم‪ ،‬بتعزيز حماية ه�ؤالء الأ�شخا�ص من التعذيب وغريه من‬
‫�رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪.‬‬
‫‪2 .2‬يعني احلرمان من احلرية‪ ،‬لأغرا�ض هذا الربوتوكول‪� ،‬أي �شكل من‬
‫�أ�شكال احتجاز �شخ�ص �أو �سجنه �أو �إيداعه يف مكان عام �أو خا�ص‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪148‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫للتوقيف ال ي�سمح لهذا ال�شخ�ص فيه مبغادرته كما ي�شاء‪ ،‬ب�أمر من‬
‫�أي �سلطة ق�ضائية �أو �إدارية �أو غريها من ال�سلطات الأخرى‪.‬‬
‫اجلزء الثاين‬
‫اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‬

‫املادة ‪5‬‬
‫‪1 .1‬تت�ألف اللجنة الفرعية ملنع التعذيب من ع�رشة �أع�ضاء‪ .‬وبعد ت�صديق‬
‫الع�ضو اخلم�سني على هذا الربوتوكول �أو ان�ضمامه �إليه‪ُ ،‬يرفع عدد‬
‫�أع�ضاء اللجنة الفرعـية ملنـع التعذيب �إىل ‪ 25‬ع�ضواً‪.‬‬
‫‪2 .2‬يختار �أع�ضاء اللجنة الفرعية ملنع التعذيب من بني ال�شخ�صيات التي‬
‫تتمتع بخلق رفيع وخربة مهنية م�شهود لهم بها يف ميدان �إقامة‬
‫العدل‪ ،‬وخا�صة يف القانون اجلنائي �أو �إدارة ال�سجون �أو ال�رشطة‪� ،‬أو‬
‫يف �شتى امليادين املت�صلة مبعاملة الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم‪.‬‬
‫‪3 .3‬يوىل يف ت�شكيل اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‪ ،‬االعتبار الواجب‬
‫للتوزيع اجلغرايف العادل ولتمثيل خمتلف �أ�شكال احل�ضارة والنظم‬
‫القانونية للدول الأطراف‪.‬‬
‫‪4 .4‬ويوىل �أي�ضا يف عملية الت�شكيل هذه االعتبا ُر لتمثيل كال اجلن�سني‬
‫ال متوازن ًا على �أ�سا�س مبادئ امل�ساواة وعدم التمييز‪.‬‬
‫متثي ً‬
‫‪5 .5‬ال يجوز �أن يكون يف ع�ضوية اللجنة الفرعية ملنع التعذيب ع�ضوان‬
‫من مواطني دولة واحدة‪.‬‬
‫‪6 .6‬يعمل �أع�ضاء اللجنة الفرعية ب�صفتهم الفردية‪ ،‬ويتمتعون باال�ستقالل‬
‫والنزاهة‪ ،‬ويكونون على ا�ستعداد خلدمة اللجنة الفرعية ب�صورة‬
‫فعالة‪.‬‬
‫‪149‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪6‬‬
‫‪1 .1‬لكل دولة طرف �أن تر�شح‪ ،‬وفق ًا للفقرة ‪ 2‬من هذه املادة‪ ،‬عدداً ي�صل‬
‫�إىل مر�شحني اثنني يحوزان امل�ؤهالت وي�ستوفيان ال�رشوط املن�صو�ص‬
‫عليها يف املادة ‪ ،5‬وتوفر يف �سياق هذا الرت�شيح‪ ،‬معلومات مف�صلة‬
‫عن م�ؤهالت املر�شحني‬
‫�أ) يحمل املر�شحان جن�سية �إحدى الدول الأطراف يف هذا الربوتوكول؛‬
‫ب) يحمل �أحد املر�شحني على الأقل جن�سية الدولة الطرف التي‬
‫تر�شحه؛‬
‫ج) ال ُير�شح �أكرث من مواطنني اثنني من دولة طرف واحدة؛‬
‫د) قبل �أن تر�شح دولة طرف مواطن ًا من دولة طرف �أخرى‪ ،‬تطلب‬
‫موافقة كتابية من تلك الدولة وحت�صل عليها‪.‬‬
‫‪2 .2‬قبل خم�سة �شهور على الأقل من تاريخ اجتماع الدول الأطراف‪،‬‬
‫الذي تعقد االنتخابات خالله‪ ،‬يوجه الأمني العام الأمم املتحدة ر�سالة‬
‫�إىل الدول الأطراف يدعوها فيها �إىل تقدمي تر�شيحاتها يف غ�ضون‬
‫ثالثة �أ�شهر‪ .‬ويقدم الأمني العام قائمة مرتبة ترتيب ًا �أبجديا بجميع‬
‫الأ�شخا�ص املر�شحني على هذا النحو‪ ،‬تبني الدول الأطراف التي‬
‫ر�شحتهم‪.‬‬

‫املادة ‪7‬‬
‫‪ُ 1 .1‬ينتخب �أع�ضاء اللجنة الفرعية ملنع التعذيب على الوجه التايل‪:‬‬
‫�أ) يوىل االعتبار الأول للوفاء بال�رشوط واملعايري الواردة يف املادة ‪5‬‬
‫من هذا الربوتوكول؛‬
‫ب) ُيجرى االنتخاب الأول يف موعد ال يتجاوز �ستة �أ�شهر من تاريخ‬
‫بدء نفاذ هذا الربوتوكول؛‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪150‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ج) تنتخب الدول الأطراف �أع�ضاء اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‬


‫بوا�سطة االقرتاع ال�رسي؛‬
‫د) تجُ رى انتخابات �أع�ضاء اللجنة الفرعية ملنع التعذيب يف اجتماعات‬
‫للدول الأطراف تعقد كل �سنتني بدعوة من الأمني العام الأمم املتحدة‪.‬‬
‫ويف تلك االجتماعات التي ي�شكل فيها ثلثا الدول الأطراف ن�صاب ًا‬
‫قانوني ًا‪ ،‬يكون الأ�شخا�ص املنتخبون يف اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‬
‫هم الذين يح�صلون على �أكرب عدد من الأ�صوات وعلى �أغلبية مطلقة‬
‫من �أ�صوات ممثلي الدول الأطراف احلا�رضين وامل�صوتني‪.‬‬
‫‪�2 .2‬إذا �أ�صبح مواطنان اثنان من دولة طرف‪ ،‬خالل العملية االنتخابية‪،‬‬
‫م�ؤهلني للخدمة �أع�ضاء يف اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‪ ،‬يكون‬
‫املر�شح الذي يح�صل على �أكرب عدد من الأ�صوات هو ع�ضو اللجنة‬
‫الفرعية ملنع التعذيب‪ .‬ويف حالة ح�صول املواطنني على نف�س العدد‬
‫من الأ�صوات يتبع الإجراء التايل‪:‬‬
‫�أ) �إذا قامت الدولة الطرف برت�شيح واحد فقط من املواطنني اللذين‬
‫يحمالن جن�سيتها‪ ،‬يكون هذا املواطن ع�ضوا يف اللجنة الفرعية ملنع‬
‫التعذيب؛‬
‫ب) �إذا قامت الدولة الطرف برت�شيح كال املواطنني اللذين يحمالن‬
‫جن�سيتها‪ُ ،‬يجرى ت�صويت م�ستقل بوا�سطة االقرتاع ال�رسي لتحديد‬
‫�أيهما ي�صبح ع�ضواً؛‬
‫ج) �إذا مل تقم الدولة الطرف برت�شيح �أي من املواطنني اللذين يحمالن‬
‫جن�سيتها‪ ،‬يجرى ت�صويت م�ستقل باالقرتاع ال�رسي لتحديد �أيهما‬
‫ي�صبح ع�ضواً‪.‬‬
‫‪151‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪8‬‬
‫يف حالة وفاة �أو ا�ستقالة ع�ضو يف اللجنة الفرعية ملنع التعذيب �أو �إذا‬
‫مل يعد الع�ضو قادراً لأي �سبب على �أداء مهامه‪ ،‬تقوم الدولة الطرف التي‬
‫ر�شحت الع�ضو برت�شيح �شخ�ص �صالح �آخر تتوفر فيه امل�ؤهالت وي�ستويف‬
‫ال�رشوط املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ ،5‬وذلك للخدمة حتى االجتماع‬
‫التايل للدول الأطراف‪ ،‬مع مراعاة احلاجة �إىل حتقيق توازن منا�سب بني‬
‫�شتى ميادين االخت�صا�ص‪ ،‬ورهن ًا مبوافقة غالبية الدول الأطراف‪ .‬وتعترب‬
‫املوافقة ممنوحة ما مل ي�صدر عن ن�صف عدد الدول الأطراف �أو �أكرث‬
‫رد �سلبي يف غ�ضون �ستة �أ�سابيع من قيام الأمني العام الأمم املتحدة‬
‫ب�إبالغها بالتعيني املقرتح‪.‬‬

‫املادة ‪9‬‬
‫ينتخب �أع�ضاء اللجنة الفرعية ملنع التعذيب ملدة �أربع �سنوات‪ .‬ويجوز‬
‫�إعادة انتخابهم مرة واحدة �إذا �أعيد تر�شيحهم‪ .‬وتنتهي مدة ع�ضوية‬
‫ن�صف عدد الأع�ضاء املنتخبني يف االنتخاب الأول عند انق�ضاء عامني؛‬
‫وعقب االنتخاب الأول مبا�رشة تختار �أ�سماء ه�ؤالء الأع�ضاء بقرعة‬
‫يجريها رئي�س االجتماع امل�شار �إليه يف الفقرة ‪ 1‬د) من املادة‪.7‬‬

‫املادة ‪10‬‬
‫‪1 .1‬تنتخب اللجنة الفرعية ملنع التعذيب �أع�ضاء مكتبها ملدة عامني‪.‬‬
‫ويجوز �إعادة انتخابهم‪.‬‬
‫‪2 .2‬ت�ضع اللجنة الفرعية ملنع التعذيب نظامها الداخلي‪ ،‬الذي ين�ص‪ ،‬يف‬
‫جملة �أمور‪ ،‬على ما يلي‪:‬‬
‫�أ) يتكون الن�صاب القانوين من ن�صف عدد الأع�ضاء م�ضاف ًا �إليه‬
‫ع�ضو واحد؛‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪152‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ب) تتخذ قرارات اللجنة الفرعية ملنع التعذيب ب�أغلبية �أ�صوات‬


‫الأع�ضاء احلا�رضين؛‬
‫ج) تكون جل�سات اللجنة الفرعية ملنع التعذيب �رسية‪.‬‬
‫‪3 .3‬يدعو الأمني العام الأمم املتحدة �إىل عقد االجتماع الأول للجنة‬
‫الفرعية ملنع التعذيب‪ ،‬وبعد االجتماع الأول الذي تعقده‪ ،‬جتتمع‬
‫اللجنة الفرعية يف الأوقات التي يق�ضي بها نظامها الداخلي‪ .‬وتعقد‬
‫اللجنة الفرعية وجلنة مناه�ضة التعذيب دوراتهما متزامنة مرة واحدة‬
‫يف ال�سنة على الأقل‪.‬‬
‫اجلزء الثالث‬
‫والية اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‬

‫املادة ‪11‬‬
‫‪1 .1‬تقوم اللجنة الفرعية ملنع التعذيب مبا يلي‪:‬‬
‫�أ) زيارة الأماكن امل�شار �إليها يف املادة ‪ ،4‬وتقدم تو�صياتها �إىل الدول‬
‫الأطراف ب�ش�أن حماية الأ�شخا�ص‪ ،‬املحرومني من حريـتهم‪ ،‬من‬
‫التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية‬
‫�أو املهيــنـة؛‬
‫ب) وفيما يخ�ص الآليات الوقائية الوطنية تقوم مبا يلـي‪:‬‬
‫‪� )i‬إ�سداء امل�شورة وتقدمي امل�ساعدة للدول الأطراف‪ ،‬عند االقت�ضاء‪،‬‬
‫لغر�ض �إن�شاء هذه الآليات؛‬
‫‪ )ii‬احلفاظ على االت�صال املبا�رش‪ ،‬وال�رسي عند اللزوم‪ ،‬بالآليات‬
‫الوقائية الوطنية وتوفري التدريب وامل�ساعدة التقنية لهـا بغية تعزيز‬
‫قدراتها؛‬
‫‪153‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ )iii‬توفري امل�شورة وامل�ساعدة للآليـات الوطنية يف تقييم االحتياجات‬


‫والو�سائل الالزمة بغية تعزيز حماية الأ�شخا�ص‪ ،‬املحرومني من‬
‫حريتهم‪ ،‬من التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية‬
‫�أو الال�إن�سانية �أو املهينة؛‬
‫‪ )iv‬تقدمي التو�صيات واملالحظات �إىل الدول الأطراف بغية تعزيز‬
‫قدرات ووالية الآليات الوقائية الوطنية ملنع التعذيب وغريه من‬
‫�رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة؛‬
‫ج) التعاون‪ ،‬لغر�ض منع التعذيب بوجه عام‪ ،‬مع هيئات الأمم املتحدة‬
‫و�آلياتها ذات ال�صلة ف�ضال عن امل�ؤ�س�سات �أو املنظمات الدولية والإقليم‬
‫ية والوطنية العاملة يف �سبيل تعزيز حماية جميع الأ�شخا�ص من‬
‫التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية‬
‫�أو املهينة‪.‬‬

‫املادة ‪12‬‬
‫لتمكني اللجنة الفرعية ملنع التعذيب من �أداء واليتها على النحو املبني‬
‫يف املادة ‪ ،11‬تتعهد الدول الأطراف مبا يلي‪:‬‬
‫�أ) ا�ستقبال اللجنة الفرعية ملنع التعذيب يف �إقليم ها وتي�سري �سبيل و�صولها‬
‫�إىل �أماكن االحتجاز كما هي حمددة يف املادة ‪ 4‬من هذا الربوتوكول؛‬
‫ب) تزويد اللجنة الفرعية ملنع التعذيب بكافة املعلومات ذات ال�صلة‬
‫التي قـد تطلبها لتقييم االحتياجات والتدابري الواجب اتخاذها بغية‬
‫تعزيز حماية الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم من التعذيب وغريه‬
‫من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة؛‬
‫ج) ت�شجيع وتي�سري االت�صاالت بني اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‬
‫والآليات الوقائية الوطنية؛‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪154‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫د) بحث التو�صيات التي تتقدم بها اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‬
‫والدخول يف حوار معها حول تدابري التنفيذ املمكنة‪.‬‬

‫املادة ‪13‬‬
‫‪1 .1‬ت�ضـع اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‪ ،‬عن طريق القرعة �أوال‪ ،‬برناجما‬
‫للزيارات املنتظمة للدول الأطراف بغية �أداء والياتها كما هي حمددة‬
‫يف املادة ‪.11‬‬
‫‪ُ 2 .2‬تـخطـر اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‪ ،‬بعد الت�شاور‪ ،‬الدول الأطراف‬
‫بربناجمها ليت�سنى لهذه الدول القيام دون ت�أخري‪ ،‬باتخاذ الرتتيبات‬
‫العملية الالزمة لأداء الزيارات‪.‬‬
‫‪3 .3‬يقـوم بالزيارات ع�ضوان اثنان على الأقل من �أع�ضاء اللجنة الفرعية‬
‫ملنع التعذيب‪ .‬وقــد يرافق هذين الع�ضوين‪ ،‬عند االقت�ضاء‪ ،‬خرباء‬
‫م�شهود لهم باخلربة والدراية الفنية يف امليادين التي يغطيها هذا‬
‫الربوتوكول وينتقون من قائمة باخلرباء يجري �إعدادها باال�ستناد‬
‫�إىل االقرتاحات املقدمة من الدول الأطراف ومفو�ضية الأمم املتحدة‬
‫حلقوق الإن�سان ومركز الأمم املتحدة ملنع اجلرمية الدولية‪ .‬وتقرتح‬
‫الدول الأطراف املعنية‪ ،‬لغر�ض �إعداد القائمة‪ ،‬عددا من اخلرباء‬
‫الوطنيني ال يزيدون على اخلم�سة‪ .‬وللدولة الطرف �أن تعرت�ض على‬
‫�إدراج خبري بعينه يف الزيارة فتقوم اللجنة الفرعية باقرتاح خبري �آخر‪.‬‬
‫‪4 .4‬وللجنة الفرعية ملنع التعذيب �أن تقرتح‪� ،‬إذا ما ر�أت ذلك منا�سبا‪،‬‬
‫زيارة متابعة ق�صرية تتم �إثر زيارة عادية‪.‬‬

‫املادة ‪14‬‬
‫‪1 .1‬لتمكني اللجنة الفرعية ملنع التعذيب من �أداء واليتها تتعهد الدول‬
‫الأطراف يف هذا الربوتوكول ب�أن تتيح لها ما يلي‪:‬‬
‫‪155‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أ) و�صوال غري مقيد لكافة املعلومات التي تتعلق بعدد الأ�شخا�ص‬
‫املحرومني من حريتهم ب�أماكن احتجازهم على النحو املبني يف املادة‬
‫‪ 4‬ف�ضال عن عدد الأماكن ومواقعها؛‬
‫ب) و�صوال غري مقيد لكافة املعلومات املتعلقة مبعاملة ه�ؤالء‬
‫الأ�شخا�ص وبظروف احتجازهم؛‬
‫ج) و�صوال غري مقيد‪ ،‬رهنا بالفقرة ‪� 2‬أدناه‪ ،‬لكافة �أماكن االحتجاز‬
‫وملن�ش�آتها ومرافقها؛‬
‫د) فر�صة �إجراء مقابالت خا�صة مع الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم‬
‫دون وجود �شهود‪� ،‬إما ب�صورة �شخ�صية و�إما بوجود مرتجـم �إذا‬
‫اقت�ضت ال�رضورة ذلك‪ ،‬ف�ضال عن �أي �شخ�ص ترى اللجنة الفرعية ملنع‬
‫التعذيب �أنـه ميكن �أن يوفر معلومات ذات �صلة باملو�ضوع؛‬
‫هـ) حرية اختيار الأماكن التي ترغب يف زيارتها والأ�شخا�ص الذين‬
‫ترغب يف مقابلتهم‪.‬‬
‫‪ .2‬واالعرتا�ض على زيارة ملكان احتجاز بعينه ال ميكن التـذرع بــه‬
‫�إال لأ�سباب ملحـَّـة وموجبـة لها عالقة بالدفاع الوطني �أو ال�سالمة‬
‫العامة والكوارث الطبيعية �أو ا�ضطراب خطري يف املكان املزمع زيارته‪،‬‬
‫مما يحول م�ؤقتا دون اال�ضطالع بزيارة كهذه‪ .‬وال ميكن �أن تتذرع‬
‫الدولة الطرف بحالة طوارئ معلنة كي يكون ذلك مربرا لالعرتا�ض‬
‫على الزيارة‪.‬‬

‫املادة ‪15‬‬
‫ال ت�أمر �أي �سلطة �أو م�س�ؤول ب�إنزال �أي عقوبة ب�أي �شخ�ص �أو منظمة‬
‫�أو يطبق عليهما العقوبة �أو ي�سمح بها �أو يتغا�ضى عنها ب�سبب قيام هذا‬
‫ال�شخ�ص �أو هذه املنظمة بتبليغ اللجنة الفرعية ملنع التعذيب �أو �أع�ضائها‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪156‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أي معلومات‪� ،‬صحيحة كانت �أم خاطئة‪ ،‬وال ينبغي �أن ي�ضار هذا‬
‫ال�شخ�ص �أو هذه املنظمة يف غري ذلك من الأحوال ب�أي طريقة �أيـا كانت‪.‬‬

‫املادة ‪16‬‬
‫‪1 .1‬تبلغ اللجنة الفرعية ملنع التعذيب تو�صياتها ومالحظاتها �رسا �إىل‬
‫الدولة الطرف و�إىل �أي �آلية وقائية وطنية‪� ،‬إذا كانت لهـا عالقة‬
‫باملو�ضوع‪.‬‬
‫‪2 .2‬تن�رش اللجنة الفرعية ملنع التعذيب تقريرها م�شفوعا ب�أي تعليقات‬
‫�صادرة عن الدولة الطرف املعنية كلما طلبت منها هذه الدولة الطرف‬
‫�أن تفعل ذلك‪ .‬و�إذا ما ك�شفت الدولة الطرف عن جانب من التقرير‬
‫يجوز للجنة الفرعية ن�رش التقرير بكامله �أو ن�شـر جزء منه‪ .‬بيد �أنه‬
‫ال تـن�رش بيانات �شخ�صية دون موافقة �رصيحة من ال�شخ�ص املعني‪.‬‬
‫‪3 .3‬تقوم اللجنة الفرعية ملنع التعذيب بتقدمي تقرير �سنوي علنـي عن‬
‫�أن�شطتها �إىل جلنة مناه�ضة التعذيب‪.‬‬
‫‪�4 .4‬إذا امتنعت الدولة الطرف عن التعاون مع اللجنة الفرعية ملنع‬
‫التعذيب‪ ،‬وفقا للمادتني ‪ 12‬و ‪� ،14‬أو عن اتخاذ خطوات لتح�سني‬
‫احلالة على �ضوء تو�صيات اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‪ ،‬جاز للجنة‬
‫مناه�ضة التعذيب‪ ،‬بناء على طلب اللجنة الفرعية ملنع التعذيب‪،‬‬
‫�أن تقرر ب�أغلبية �أ�صوات �أع�ضائها‪ ،‬وبعد �إتاحة الفر�صة للدولة الطرف‬
‫لإبداء �آرائها‪� ،‬إ�صدار بيان علنـي حول املو�ضوع �أو ن�رش تقرير اللجنة‬
‫الفرعية ملنع التعذيب‪.‬‬
‫‪157‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫اجلزء الرابع‬
‫الآليات الوقائية الوطنية‬

‫املادة ‪17‬‬
‫ت�ستبقـي كل دولة طرف �أو تعينّ �أو تن�شئ‪ ،‬يف غ�ضون فرتة �أق�صاها‬
‫�سنة واحدة بعد بدء نفاذ هذا الربوتوكول �أو الت�صديق عليه �أو االن�ضمام‬
‫�إليه‪� ،‬آلية وقائية وطنية م�ستقلة واحدة �أو �أكرث ملنع التعذيب على امل�ستوى‬
‫املحلي‪ .‬والآليات املن�ش�أة بوا�سطة وحدات ال مركزية ميكن تعيينها �آليات‬
‫وقائية وطنية لأغرا�ض هذا الربوتوكول �إذا كان ن�شاطها متفقا مع ما‬
‫ين�ص عليه من �أحكام‪.‬‬

‫املادة ‪18‬‬
‫‪1 .1‬تتكفل الدول الأطراف ب�ضمان اال�ستقالل الوظيفي للآليات الوقائية‬
‫الوطنية التابعة لها ف�ضال عن ا�ستقالل العاملني فيها‪.‬‬
‫‪2 .2‬تتخذ الدول الأطراف التدابري ال�رضورية لكي تتوفر خلرباء الآلية‬
‫الوقائية الوطنية القدرات الالزمة والدراية املهنية‪ .‬وت�سعى هذه الدول‬
‫لإيجاد توازن بني اجلن�سني ومتثيل مالئم للمجموعات العرقية‬
‫وجمموعات الأقلية يف البلد‪.‬‬
‫‪3 .3‬تتعهد الدول الأطراف بتوفري املوارد الالزمة لأداء الآليات الوقائية‬
‫الوطنية مهامها‪.‬‬
‫‪4 .4‬تويل الدول الأطراف‪ ،‬عند �إن�شاء الآليات الوقائية الوطنية‪ ،‬االعتبار الواجب‬
‫للمبادئ املت�صلة مبركز امل�ؤ�س�سات الوطنية لتعزيز وحماية حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪158‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪19‬‬
‫متنح الآليات الوقائية الوطنية‪ ،‬كحـد �أدنـى‪ ،‬ال�سلطات التالية‪:‬‬
‫�أ) القيام‪ ،‬على نحو منتظم‪ ،‬بدرا�سة معاملة الأ�شخا�ص املحرومني‬
‫من حريتهم يف �أماكن االحتجاز على النحو املحدد يف املادة ‪4‬‬
‫بغية القيام‪� ،‬إذا لزم الأمر‪ ،‬بتعزيز حمايتهم من التعذيب ومن �رضوب‬
‫املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة؛‬
‫ب) تقدمي تو�صيات �إىل ال�سلطات املعنية بغر�ض حت�سني معاملة‬
‫و�أو�ضاع الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم ومنع التعذيب وغريه من‬
‫�رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬مع مراعاة‬
‫املعايري ذات ال�صلة التي و�ضعتها الأمم املتحدة؛‬
‫ج) تقدمي اقرتاحات ومالحظات تتعلق بالت�رشيعات القائمة �أو مب�شاريع‬
‫القوانني‪.‬‬
‫املادة ‪20‬‬

‫لتمكني الآليات الوقائية الوطنية من �أداء واليتها‪ ،‬تتعهد الدول‬


‫الأطراف يف هذا الربوتوكول ب�أن تتيح لها ما يلي‪:‬‬
‫�أ) احل�صول على جميع املعلومات املتعلقة بعدد الأ�شخا�ص املحرومني‬
‫من حريتهم املوجودين يف �أماكن االحتجاز كما هو حمدد يف املادة‬
‫‪ ،4‬ف�ضال عن عدد هذه الأماكن ومواقعها؛‬
‫ب) احل�صول على جميع املعلومات التي ت�شري �إىل معاملة ه�ؤالء‬
‫الأ�شخا�ص ف�ضال عن ظروف احتجازهم؛‬
‫ج) الو�صول �إىل جميع �أماكن االحتجاز ومن�ش�آتها ومرافقها؛‬
‫‪159‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫د) فر�صة �إجراء مقابالت خا�صة مع الأ�شخا�ص املحرومني من حريتهم‬


‫دون وجود �شهـود ومقابلتهم �إما ب�صورة �شخ�صية و�إما من خالل‬
‫مرتجم �إذا اقت�ضت ال�رضورة‪ ،‬ف�ضال عن �أي �شخ�ص �آخر تعتقد الآلية‬
‫الوقائية الوطنية �أنه ميكن �أن يقدم معلومات ذات �صلة؛‬
‫هـ) حرية اختيار الأماكن التي تريد زيارتها والأ�شخا�ص الذين تريد‬
‫مقابلتهم؛‬
‫و) احلق يف �إجراء ات�صاالت مع اللجنة الفرعية ملنع التعذيب وموافاتها‬
‫مبعلومات واالجتماع بها‪.‬‬
‫املادة ‪21‬‬
‫‪1 .1‬ال ت�أمــر �أي �سلطة �أو م�س�ؤول ب�إنزال �أي عقوبة ب�أي �شخ�ص �أو منظمة‬
‫�أو �أن يطبق عليهما العقوبة �أو ي�سمح بها �أو يتغا�ضى عنها ب�سبب‬
‫قيام هذا ال�شخ�ص �أو هذه املنظمة بتبليغ الآلية الوقائية الوطنية ب�أي‬
‫معلومات‪� ،‬صحيحة كانت �أم خاطئة‪ ،‬وال ينبغي �أن ي�ضار هذا ال�شخ�ص‬
‫�أو هذه املنظمة يف غري ذلك من الأحوال ب�أي طريقة �أيــا كانت‪.‬‬
‫‪2 .2‬تكـون للمعلومات ال�رسية التي جتمعها الآلية الوقائية الوطنية‬
‫حرمتها‪ .‬وال تن�رش �أي بيانات �شخ�صية دون موافقة �رصيحة من‬
‫ال�شخ�ص املعني بتلك البيانات‪.‬‬
‫املادة ‪22‬‬
‫تقوم ال�سلطات املخت�صة يف الدولة الطرف املعنية ببحث التو�صيات‬
‫ال�صادرة عن الآلية الوقائية الوطنية‪ ،‬وتدخل يف حوار معها حول تدابري‬
‫التنفيذ املمكنة‪.‬‬
‫املادة ‪23‬‬
‫تتعهد الدول الأطراف يف هذا الربوتوكول بن�رش وتوزيع التقارير‬
‫ال�سنوية ال�صادرة عن الآليات الوقائية الوطنية‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪160‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫اجلزء اخلام�س‬
‫الإعالن‬

‫املادة ‪24‬‬
‫‪1 .1‬للدول الأطراف �إثر عملية الت�صديق �أن ت�صدر �إعالن ًا بت�أجيل تنفيذ‬
‫التزاماتها �سواء مبقت�ضى اجلزء الثالث �أو اجلزء الرابع من هذا‬
‫الربوتوكول‪.‬‬
‫‪2 .2‬ي�رسي هذا الت�أجيل ملدة �أق�صاها ثالث �سنوات‪ .‬وعلى �إثر تقدمي‬
‫الدولة الطرف ملا يلزم من احلجج وبعد الت�شاور مع اللجنة الفرعية‬
‫ملنع التعذيب‪ ،‬للجنة مناه�ضة التعذيب �أن متدد هذه الفرتة �سنتني‬
‫�أُخريني‪.‬‬
‫اجلزء ال�ساد�س‬
‫الأحكام املالية‬

‫املادة ‪25‬‬
‫‪1 .1‬تتحمل الأمم املتحدة النفقات التي تتكبدها اللجنة الفرعية ملنع‬
‫التعذيب يف تنفيذ هذا الربوتوكول‪.‬‬
‫‪2 .2‬يوفر الأمني العام الأمم املتحدة ما يلزم من املوظفني واملرافق لأداء‬
‫اللجنة الفرعية ملنع التعذيب مهامها على النحو الفعال مبقت�ضى هذا‬
‫الربوتوكول‪.‬‬

‫املادة ‪26‬‬
‫‪1 .1‬ين�ش�أ �صندوق خا�ص وفق ًا للإجراءات ذات ال�صلة املتبعة يف اجلمعية‬
‫العامة‪ ،‬ويدار وفق ًا للأنظمة والقواعد املالية الأمم املتحدة‪ ،‬وذلك‬
‫للم�ساعدة يف متويل تنفيذ التو�صيات التي تقدمها اللجنة الفرعية‬
‫‪161‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ملنع التعذيب �إىل دولة طرف �إثر قيامها بزيارة لها‪ ،‬ف�ضال عن الربامج‬
‫التعليمية للآليات الوقائية الوطنية‪.‬‬
‫‪2 .2‬يجوز متويل ال�صندوق اخلا�ص عن طريق التربعات التي تقدمها‬
‫احلكومات واملنظمات احلكومية الدولية واملنظمات غري احلكومية‬
‫وغريها من الكيانات العامة واخلا�صة‪.‬‬
‫اجلزء ال�سابع‬
‫�أحكام ختامية‬

‫املادة ‪27‬‬
‫‪1 .1‬يفتح باب التوقيع على هذا الربوتوكول لأي دولة وقعت على‬
‫االتفاقية‪.‬‬
‫‪2 .2‬يخ�ضع هذا الربوتوكول للت�صديق عليه من جانب �أي دولة �صدقت‬
‫على االتفاقية �أو ان�ضمت �إليها‪ .‬وتودع �صكوك الت�صديق لدى‬
‫الأمني العام الأمم املتحدة‪.‬‬
‫‪3 .3‬يفتح باب االن�ضمام �إىل هذا الربوتوكول لأي دولة �صدقت على‬
‫االتفاقية �أو ان�ضمت �إليها‪.‬‬
‫‪4 .4‬يبد�أ نفاذ االن�ضمام ب�إيداع �صك االن�ضمام لدى الأمني العام الأمم‬
‫املتحدة‪.‬‬
‫‪5 .5‬يخطر الأمني العام الأمم املتحدة جميع الدول املوقعة على هذا‬
‫الربوتوكول �أو املن�ضمة �إليه ب�إيداع كل �صك من �صكوك الت�صديق‬
‫�أو االن�ضمام‪.‬‬

‫املادة ‪28‬‬
‫‪1 .1‬يبد�أ نفاذ هذا الربوتوكول يف اليوم الثالثني من تاريخ �إيداع �صك‬
‫الت�صديق �أو االن�ضمام الع�رشين لدى الأمني العام الأمم املتحدة‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪162‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪2 .2‬بالن�سبة لكل دولة ت�صدق على هذا الربوتوكول �أو تن�ضم �إليه بعد‬
‫�إيداع �صك الت�صديق �أو االن�ضمام الع�رشين لدى الأمني العام الأمم‬
‫املتحدة‪ ،‬يدخل هذا الربوتوكول حيز النفاذ يف اليوم الثالثني من‬
‫تاريخ �إيداع �صك ت�صديقها �أو ان�ضمامها‪.‬‬

‫املادة ‪29‬‬
‫ت�رسي �أحكام هذا الربوتوكول على الدول االحتادية بجميع �أجزائها‬
‫دون �أية قيود �أو ا�ستثناءات‪.‬‬

‫املادة ‪30‬‬
‫ال ُتبدى �أي حتفظات على هذا الربوتوكول‪.‬‬

‫املادة ‪31‬‬
‫مت�س �أحكام هذا الربوتوكول التزامات الدول الأطراف مبقت�ضى �أي‬
‫ال ّ‬
‫اتفاقية �إقليم ية تن�شئ نظام ًا لزيارات �أماكن االحتجاز‪ .‬وت�شجع اللجنة‬
‫الفرعية ملنع التعذيب والهيئات املن�ش�أة مبوجب تلك االتفاقيات الإقليم ية‬
‫على الت�شاور والتعاون من �أجل تفادي االزدواج والتعزيز الفعال لأهداف‬
‫هذا الربوتوكول‪.‬‬

‫املادة ‪32‬‬
‫ال مت�س �أحكام هذا الربوتوكول التزامات الدول الأطراف باتفاقيات‬
‫جنيف الأربع امل�ؤرخة ‪� 12‬آب‪�/‬أغ�سط�س ‪ 1949‬وبروتوكوليها الإ�ضافيني‬
‫امل�ؤرخني ‪ 8‬حزيران‪/‬يونيه ‪ ،1997‬وال مت�س �إمكانية �أن ت�أذن �أي دولة طرف‬
‫للجنة ال�صليب الأحمر الدولية بزيارة �أماكن االحتجاز يف احلاالت غري‬
‫امل�شمولة بالقانون الإن�ساين الدويل‪.‬‬
‫‪163‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪33‬‬
‫‪1 .1‬لأية دولة طرف �أن تنق�ض هذا الربوتوكول يف �أي وقت مبقت�ضى �إخطار‬
‫كتابي توجهه �إىل الأمني العام الأمم املتحدة الذي يبلغ فيما بعد‬
‫�سائر الدول الأطراف يف هذا الربوتوكول ويف االتفاقية بذلك‪ .‬وي�صبح‬
‫النق�ض نافذاً بعد انق�ضاء �سنة على تاريخ تلقي الأمني العام الإخطار‪.‬‬
‫‪2 .2‬ال يرتتب على هذا النق�ض �إعفاء الدولة الطرف من التزاماتها مبوجب‬
‫هذا الربوتوكول جتاه �أي فعل �أو و�ضع قد يحدث قبل تاريخ بدء‬
‫نفاذ النق�ض‪� ،‬أو جتاه الإجراءات التي قررت �أو قد تقرر اللجنة الفرعية‬
‫ملنع التعذيب اتخاذها فيما يتعلق بالدولة الطرف املعنية‪ ،‬كما ال‬
‫يخل هذا النق�ض على �أي نحو مبوا�صلة النظر يف �أية م�س�ألة تكون‬
‫اللجنة الفرعية ملنع التعذيب قد �رشعت يف النظر فيها قبل تاريخ‬
‫بدء نفاذ هذا النق�ض‪.‬‬
‫‪3 .3‬بعد تاريخ بدء نفاذ النق�ض ال�صادر عن الدولة الطرف‪ ،‬ال تبد�أ اللجنة‬
‫الفرعية ملنع التعذيب النظر يف �أي م�س�ألة جديدة تتعلق بتلك الدولة‪.‬‬
‫املادة ‪34‬‬
‫‪1 .1‬لأي دولة طرف �أن تقرتح تعديال وتقدمه �إىل الأمني العام الأمم‬
‫املتحدة‪ .‬ويحيل الأمني العام �إىل الدول الأطراف يف هذا الربوتوكول‬
‫التعديل املقرتح فور تلقيه م�شفوع ًا بطلب �إليها ب�أن تبلغه �إن‬
‫كانت حتبذ عقد م�ؤمتر للدول الأطراف بغر�ض النظر يف االقرتاح‬
‫والت�صويت عليه‪ .‬ويف حالة �إعراب ثلث تلك الدول الأطراف على‬
‫الأقل‪ ،‬يف غ�ضون �أربعة �أ�شهر من تاريخ ورود الإحالة من الأمني‬
‫العام‪ ،‬عن حتبيذها عقد مثل هذا امل�ؤمتر‪ ،‬يدعو الأمني العام �إىل‬
‫انعقاد امل�ؤمتر برعاية الأمم املتحدة‪ .‬ويقدم الأمني العام �أي تعديل‪،‬‬
‫يعتمده امل�ؤمتر ب�أغلبية ثلثي الدول الأطراف احلا�رضة وامل�صوتة‪� ،‬إىل‬
‫جميع الدول الأطراف لقبوله‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪164‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪2 .2‬يدخل �أي تعديل ُي ْعتمد وفق ًا للفقرة ‪ 1‬من هذه املادة‪ ،‬بعد قبوله‬
‫من جانب الأغلبية بثلثي الدول الأطراف يف هذا الربوتوكول‪ ،‬حيز‬
‫النفاذ وفق ًا للعملية الد�ستورية لكل دولة طرف‪.‬‬
‫‪3 .3‬تكون التعديالت عند نفاذها ملزمة للدول الأطراف التي قبلتها‪،‬‬
‫وتظل الدول الأطراف الأخرى ملزمة ب�أحكام هذا الربوتوكول وب�أية‬
‫تعديالت �سبق لها قبولها‪.‬‬
‫املادة ‪35‬‬
‫يمُ نح �أع�ضاء اللجنة الفرعية ملنع التعذيب والآليات الوقائية الوطنية‬
‫االمتيازات واحل�صانات التي تكون الزمة ملمار�ستهم مهامهم على نحو‬
‫م�ستقل‪ .‬ويمُ نح �أع�ضاء اللجنة الفرعية ملنع التعذيب االمتيازات واحل�صانات‬
‫املن�صو�ص عليها يف البند ‪ 22‬من اتفاقية امتيازات الأمم املتحدة وح�صاناتها‬
‫امل�ؤرخة ‪� 13‬شباط‪/‬فرباير ‪ ،1946‬رهن ًا ب�أحكام البند ‪ 23‬من تلك االتفاقية‪.‬‬
‫املادة ‪36‬‬
‫على جميع �أع�ضاء اللجنة الفرعية ملنع التعذيب �أثناء قيامهم بزيارة �إىل‬
‫دولة طرف‪ ،‬دون الإخالل ب�أحكام ومقا�صد هذا الربوتوكول وباالمتيازات‬
‫واحل�صانات التي يتمتعون بها‪:‬‬
‫الــم ُزو َرة؛‬
‫�أ) احرتام قوانني و�أنظمة الدولة َ‬
‫ب) االمتناع عن �أي فعل �أو ن�شاط يتعار�ض مع ما تت�سم به واجباتهم‬
‫من طابع نزيه ودويل‪.‬‬
‫املادة ‪37‬‬
‫‪1 .1‬يودع هذا الربوتوكول‪ ،‬الذي تت�ساوى يف احلجية ن�صو�صه الإ�سبانية‬
‫والإنكليزية والرو�سية وال�صينية والعربية والفرن�سية‪ ،‬لدى الأمني العام‬
‫للأمم املتحدة‪.‬‬
‫‪2 .2‬ير�سل الأمني العام للأمم املتحدة �إىل جميع الدول ن�سخا م�صدقا‬
‫عليها من هذا الربوتوكول‪.‬‬
‫‪165‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مبادئ �آداب مهنة الطب املت�صلة بدور املوظفني ال�صحيني‪،‬‬


‫وال�سيما الأطباء‪ ،‬يف حماية امل�سجونني واملحتجزين من‬
‫التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية‬
‫�أو الال�إن�سانية �أو املهنية‬
‫اعتمدت ون�رشت علي امللأ مبوجب قرار اجلمعية العامة الأمم‬
‫املتحدة ‪ 194/37‬امل�ؤرخ يف ‪ 18‬كانون الأول ‪/‬دي�سمرب ‪1982‬‬

‫املبد�أ ‪1‬‬
‫من واجب املوظفني ال�صحيني املكلفني بالرعاية الطبية للم�سجونني‬
‫واملحتجزين وال�سيما الأطباء من ه�ؤالء املوظفني‪� ،‬أن يوفروا لهم حماية‬
‫ل�صحتهم البدنية والعقلية ومعاجلة لأمرا�ضهم تكونان من نف�س النوعية‬
‫وامل�ستوى املتاحني لغري امل�سجونني �أو املحتجزين‪.‬‬
‫املبد�أ ‪2‬‬
‫ميثل خمالفة ج�سيمة لآداب مهنة الطب‪ ،‬وجرمية مبوجب ال�صكوك‬
‫الدولية املنطبقة‪� ،‬أن يقوم املوظفون ال�صحيون‪ ،‬وال�سيما الأطباء‪ ،‬بطريقة‬
‫�إيجابية �أو �سلبية‪ ،‬ب�أعمال ت�شكل م�شاركة يف التعذيب وغريه من �رضوب‬
‫املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة �أو تواط�ؤا �أو حتري�ضا‬
‫على هذه الأعمال �أو حماوالت الرتكابها‪.1‬‬
‫املبد�أ ‪3‬‬
‫ميثل خمالفة لآداب مهنة الطب �أن يتورط املوظفون ال�صحيون‪،‬‬
‫وال�سيما الأطباء‪ ،‬يف �أية عالقة مهنية مع ال�سجناء �أو املحتجزين‪ ،‬ال‬
‫يكون الق�صد منها جمرد تقييم �أو حماية �أو حت�سني ال�صحة البدنية �أو‬
‫العقلية لل�سجني �أو املحتجز‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪166‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املبد�أ ‪4‬‬
‫ميثل خمالفة لآداب مهنة الطب �أن يقوم املوظفون ال�صحيون وال�سيما‬
‫الأطباء‪ ،‬مبا يلي‪:‬‬
‫�أ) ا�ستخدام معارفهم ومهاراتهم للم�ساعدة يف ا�ستجواب ال�سجناء‬
‫واملحتجزين على نحو قد ي�رض بال�صحة �أو احلالة البدنية �أو العقلية له�ؤالء‬
‫امل�سجونني �أو املحتجزين‪ ،‬ويتنافى مع ال�صكوك الدولية ذات ال�صلة‪.‬‬
‫ب) ال�شهادة‪� ،‬أو اال�شرتاك يف ال�شهادة‪ ،‬بلياقة ال�سجني �أو املحتجز‬
‫لأي �شكل من �أ�شكال املعاملة �أو العقوبة قد ي�رض ب�صحته البدنية‬
‫�أو العقلية ويتنافى مع ال�صكوك الدولية ذات ال�صلة‪� ،‬أو اال�شرتاك‬
‫ب�أية كيفية يف تلك املعاملة �أو يف �إنزال تلك العقوبة التي تتنافى مع‬
‫ال�صكوك الدولية ذات ال�صلة‪.2‬‬

‫املبد�أ ‪ 5‬‬
‫ميثل خمالفة لآداب مهنة الطب �أن ي�شرتك املوظفون ال�صحيون‪،‬‬
‫وال�سيما الأطباء‪ ،‬يف �أي �إجراء لتقييد حركة �سجني �أو حمتجز �إال �إذا‬
‫تقرر مبعايري طبية حم�ضة �أن هذا الإجراء �رضوري حلماية ال�صحة البدنية‬
‫�أو العقلية او ال�سالمة لل�سجني �أو املحتجز ذاته‪� ،‬أو زمالئه ال�سجناء �أو‬
‫املحتجزين‪� ،‬أو حرا�سه‪ ،‬و�أنه ال يعر�ض للخطر �صحته البدنية �أو العقلية‪.‬‬

‫املبد�أ ‪6‬‬
‫ال يجوز اخلروج على املبادئ ال�سابقة الذكر لأي �سبب من الأ�سباب‪،‬‬
‫مبا يف ذلك حالة الطوارئ العامة‪.‬‬
‫‪ .1‬انظر ن�ص املادتني ‪ 1‬و ‪ 7‬من �إعالن حماية جميع الأ�شخا�ص‬
‫من التعر�ض للتعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو‬
‫الال�إن�سانية �أو املهينة‪.‬‬
‫‪167‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .2‬وعلي نحو خا�ص الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان‪ ،‬والعهد الدويل‬


‫اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬و�إعالن حماية جميع الأ�شخا�ص‬
‫من التعر�ض للتعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو‬
‫الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬والقواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء‪.‬‬
‫‪169‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫بروتوكول �إ�سطنبول‬
‫دليل التق�صي والتوثيق الفعالني للتعذيب وغريه من �رضوب‬
‫املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية‬
‫�أو املهينة‬
‫مقدم �إىل مفو�ضة الأمم املتحدة ال�سامية حلقوق الإن�سان‬
‫‪� ٩‬آب‪�/‬أغ�سط�س ‪١٩٩٩‬‬

‫٭‬
‫مقدمة‬
‫يعـرف هـذا الدليل التعذيب بنف�س عبارات اتفاقية الأمم املتحدة‬ ‫ّ‬
‫ملناه�ضة التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو‬
‫الال�إن�سانية �أو املهينة ال�صادرة يف عام ‪ ١٩٨٤‬التي تذكر �أنه‪ :‬يق�صـد‬
‫بالتعذيب �أي عمل ينتج عنه �أمل �أو عذاب �شديد‪ ،‬ج�سديا كان �أو‬
‫عقليا‪ ،‬يلحق عمدا ب�شخ�ص ما بق�صد احل�صول من هذا ال�شخ�ص‪� ،‬أو‬
‫من �شخ�ص ثالث‪ ،‬على معلومات �أو على اعرتاف‪� ،‬أو معاقبته على عمل‬
‫لحق‬ ‫ارتكبه �أو ي�شتبه يف �أنه ارتكبه‪ ،‬هو �أو �شخ�ص ثالث‪� ،‬أو عندما ُي ِ‬
‫مثل هذا الأمل �أو العذاب لأي �سبب من الأ�سباب يقوم على التمييز �أيا‬
‫يحر�ض عليه �أو يوافق عليه �أو ي�سكت عنه موظف ر�سمي‬ ‫كان نوعه‪� ،‬أو ّ‬
‫�أو �أي �شخ�ص �آخر يت�رصف ب�صفته الر�سمية‪ .‬وال يت�ضمن ذلك الأمل �أو‬
‫العذاب النا�شئ‪ .‬فقط عن عقوبات قانونية �أو املالزم لهذه العقوبات �أو الذي‬
‫‪١‬‬
‫يكون نتيجة عر�ضية لها‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪170‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�إن التعذيب مو�ضع قلق عميق للمجتمع الدويل‪ .‬فهدفه هو التدمري‬


‫املتعمد ال لرفاه الأفراد البدين والعاطفي فح�سب بل �أي�ضا‪ ،‬يف بع�ض‬
‫احلاالت‪ ،‬لكرامة و�إرادة جمتمعات ب�أ�رسها‪ .‬وهو �أمر يهم جميع �أع�ضاء‬
‫الأ�رسة الب�رشية‪ .‬لأنه طعن يف ال�صميم ملعنى وجودنا و�آمالنا يف م�ستقبل‬
‫�أف�ضل‪ .٢‬ورغم �أن القانون الدويل حلقوق الإن�سان والقانون الإن�ساين‬
‫الدويل يحظران دائما التعذيب يف �أي ظرف من )الظـروف انظر الفرع‬
‫‪� -‬أوال)‪ ،‬ف�إن التعذيب و�سوء املعاملة ميار�سان يف �أكرث من ن�صف بلدان‬
‫العامل‪� .4-3‬إن التفاوت ال�صارخ بني احلظر املطلق املفرو�ض على التعذيب‬
‫و انت�شاره يف عامل اليوم يربز �رضورة قيام الدول ب�إقرار وتنفيذ تدابري‬
‫فعالة حلماية الأفراد من التعذيب و�إ�ساءة املعاملة‪ .‬وقد �أعد هذا الدليل‬
‫لتمكني الدول من اال�ستجابة لواحد من �أهم ال�شواغل يف جمال حماية‬
‫الأفراد من التعذيب �أال وهو التوثيق الفعال‪ .‬فالتوثيق يخرج �إىل النور‬
‫�أدلة التعذيـب و�إ�سـاءة املعاملة في�صبح بالإمكان حما�سبة مرتكبيهما‬
‫على ت�رصفاتهم وخدمة مطالب العدالة‪ .‬وو�سائل التوثـيق املبيـنة يف هذا‬
‫الدليل ت�صلح للتطبيق كذلك يف �سياقات �أخرى منها التحقيقات التي‬
‫جتري عن حقوق الإن�سان ور�صد مراعاتها‪ ،‬وعمليات التقييم التي جترى‬
‫لأغرا�ض منح اللجوء ال�سيا�سي‪ ،‬والدفاع عن �أفراد «اعرتفوا« بجـرائم �أثناء‬
‫التعذيب‪ ،‬وو�ضع تقديرات لالحتياجات الالزمة لرعاية �ضحايا التعذيب‪.‬‬
‫وفيما يخ�ص ممار�سي املهن الطبية والق�ضاة الذين يرغَ مون على جتاهل‬
‫دالئل التعذيب �أو ت�صوير احلالة على غري حقيقتها �أو تزوير الأدلة‪،‬‬
‫يوفر هذا الدليل �أي�ضا مرجعا دولي ًا‪ .‬وخالل العقدين املا�ضيني اكت�سبنا‬
‫قدرا كبريا من املعرفة ب�أمر التعذيب وعواقبه ولكن مل تتوفر حتى �إعداد‬
‫هـذا الدلـيل �أي �إر�شادات دولية ب�ش�أن التوثيق‪ .‬واملراد من دليل التق�صي‬
‫والتوثيق الفعالني للتعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية‬
‫�أو الال�إن�سانية �أو املهينة (بروتوكول ا�سطنبول) هو اتخاذه مر�شدا يف تقييم‬
‫‪171‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫يدعون �أنهم عذّ بوا وعانوا من �سوء املعاملة‪،‬‬‫حاالت الأ�شخا�ص الذين ّ‬


‫ويف التحقيق يف حاالت ادعاءات التعذيب و�إبالغ النـتائج �إىل ال�سـلطات‬
‫الق�ضـائية �أو غريها من �سلطات التحقيق‪ .‬ويت�ضمن هذا الدليل مبادئ‬
‫التق�صي والتوثيق الفعالني للتعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة‬
‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة (انظر املرفق الأول)‪ .‬وهذه املـبادئ تر�سـم‬
‫اخلطـوط العامة للمعايري الدنيا التي يتعني �أن تطبقها الدول لكفالة‬
‫التوثيق الفعال للتعذيب‪ 5‬والإر�شادات التي يت�ضمنها هذا الدليل لي�ست‬
‫مطروحة باعتبارها بروتوكوال جامدا‪ ،‬بل هي متثل بالأحرى معايري دنيا‬
‫قائمة على هذه املبادئ ويجب �أن ت�ستخدم مع مراعاة املوارد املتاحة‪.‬‬
‫والدليل واملبادئ هما ثمرة ثالث �سنوات مـن التحليل والبحث وال�صياغة‬
‫على يد خرباء يف القانون وال�صحة وحقوق الإن�سان يزيد عددهم عن‬
‫‪ ٧٥‬خبريا ميثّلون ‪ ٤٠‬منظمة �أو م�ؤ�س�سة من ‪ ١٥‬بلدا‪ .‬ففكرة هذا الدليل‬
‫و�إعداده الفعلي ميثالن جهدا تعاونيا بذله �أخ�صائيون يف الطب ال�رشعي‪،‬‬
‫و�أطباء‪ ،‬و�أخ�صائيون يف علم النف�س‪ ،‬ومراقبون حلقوق الإن�سان‪ ،‬وحمامون‬
‫عاملون يف �إ�رسائيل و�أملانـيا وتركيا وجنوب �أفريقيا والدامنرك و�رسيالنكا‬
‫و�سوي�رسا و�شيلي وفرن�سا وكو�ستاريكا واململكة املتحدة والهند وهولندا‬
‫والواليات املتحدة الأمريكية والأرا�ضي الفل�سطينية املحتلة‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪172‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الف�صل الأول‬
‫املعايري القانونية الدولية ذات ال�صلة‬

‫‪�1 .1‬إن احلق يف عدم التعر�ض للتعذيب حق را�سخ يف القانون الدويل‪.‬‬


‫فالتعذيب حمظور ب�رصيح الن�ص يف كل من الإعالن العاملي حلقوق‬
‫الإن�سان‪ ،‬والعهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬واتفاقية‬
‫مناه�ضة التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو‬
‫الال�إن�سانية �أو املهينة‪ .‬كما تر�سي باملثل عدة �صكوك �إقليمية احلق‬
‫يف عـدم الـتعر�ض للتعذيـب‪ .‬فكل من االتفاقية الأمريكية حلقوق‬
‫الإن�سان‪ ،‬وامليثاق الأفريقي حلقوق الإن�سان وال�شعوب‪ ،‬واالتفاقية‬
‫الأوروبية حلماية حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية يت�ضمن حظرا‬
‫�رصيحا للتعذيب‪.‬‬
‫�ألف ‪ -‬القانون الإن�ساين الدويل‬
‫‪2 .2‬ت�ؤ�س�س املعاهدات الدولية التي حتكم املنازعات امل�سلحة القانون‬
‫الإن�ساين الدويل �أو قانون احلرب‪ .‬وحظر التعذيب يف القانون‬
‫الإن�ساين الدويل �إمنا هو جمرد جزء �صغري‪ ،‬و�إن كان هاما‪ ،‬من‬
‫احلماية التي متدها هذه املعاهدات جلميع �ضحايا احلرب‪ .‬وقد‬
‫بلغ عدد الدول امل�صدقة على اتفاقيات جنيف الأربع لعام ‪,١٩٤٩‬‬
‫‪ ١٨٨‬دولة‪ .‬وهذه االتفاقـيات تر�سـي قواعد تتبع يف �إدارة املنازعات‬
‫امل�سلحة وخا�صة يف معاملة الأ�شخا�ص الذين ال ي�شرتكون يف‬
‫الأعمـال العدائـية �أو الذيـن مل يعودوا من امل�شاركني فيها‪ ،‬ويدخل‬
‫‪173‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫يف عدادهم اجلرحى والأ�رسى واملدنيون‪ .‬واالتفاقيات الأربع كلها‬


‫حتظر ممار�سة التعذيب وغريه من �رضوب �سوء املعاملة‪ .‬وقد �أحلق‬
‫باتفاقيات جنيف يف عام ‪ ١٩٧٧‬بروتوكوالن يو�سعان مدى احلماية‬
‫التي توفرها هذه االتفاقيات ويزيدان من نطاقها‪ .‬ويتناول الربوتوكول‬
‫الأول (الذي �صدقت عليه حتى الآن ‪ ١٥٣‬دولة) املنازعات الدولية‬
‫بينما يتناول الربوتوكول الثاين (الذي �صدقت عليه حتى الآن ‪١٤٥‬‬
‫دولة) املنازعات غري الدولية‪.‬‬
‫‪3 .3‬والأهم من ذلك ملق�صدنا هنا هو ما ي�سمى «املادة امل�شرتكة ‪»٣‬‬
‫وهي مادة كرر ن�صها يف االتفاقيات الأربع جميعا‪ .‬فاملادة امل�شرتكة‬
‫‪ ٣‬تنطبق على النزاع امل�سلح «الذي لي�س له طابع دويل»‪ ،‬دون �أن‬
‫يرد فيها �أي حتديد �إ�ضايف لهـذا التعبري‪ .‬وهي بذلك ترتب التزامات‬
‫جوهرية ال بد من احرتامها يف جميع �أنواع النزاع امل�سلح ولي�س‬
‫فقط يف احلـروب الدولـية بني البلدان‪ .‬والتف�سري الأعم لها هو �أهنا‬
‫تعني �أنه ال ميكن التن�صل من قواعد �أ�سا�سية معينة‪� ،‬أيا كانـت‬
‫طبيعة احلرب �أو النزاع‪ .‬وحظر التعذيب هو واحد من هذه القواعد‬
‫الأ�سا�سية وهو بذلك ي�شكل عن�رصا م�شرتكا بني القانون الإن�ساين‬
‫الدويل وقانون حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫‪4 .4‬وتن�ص املادة امل�شرتكة ‪ ٣‬على �أنه »‪ : ...‬حتظـر الأفعـال التالية‬
‫وتبقى حمظورة يف جميع الأوقات والأماكن ‪ ...‬االعتداء على‬
‫احلياة وال�سـالمة البدنية‪ ،‬وبخا�صة القتل بجميع �أ�شكاله‪ ،‬والت�شويه‪،‬‬
‫واملعاملة القا�سية‪ ،‬والتعذيب‪ .‬واالعتداء على الكرامة ال�شخ�صية‪،‬‬
‫وعلى الأخ�ص املعاملة املهينة واحلاطة بالكرامة‪»...‬‬
‫‪5 .5‬وكما ذكر املقرر اخلا�ص املعني مب�س�ألة التعذيب‪ ،‬نايجل روديل ف�إنه‪:‬‬
‫»لـي�س من املت�صور �إمكان �إطالق حظر التعذيب ب�صورة �أ�شد قطعية‬
‫من ذلك‪ .‬وح�سب ما ورد على ل�سان اللجنة الدولية لل�صليب الأحمر‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪174‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫يف تعليقها الر�سمي مل يرتك الن�ص �أية ثغرة؛ وهو ال يتيح التذرع‬
‫ب�أية ذريعة؛ وال يف�سح جماال العتبار �أية ظروف خمففة‪.»٦‬‬
‫‪6 .6‬وتوجد و�صلة �أخرى بني القانون الإن�ساين الدويل والقانون الدويل‬
‫حلقوق الإن�سان يف ديباجة الربوتوكول الثاين الذي ينظم بدوره‬
‫املنازعات امل�سلحة التي لي�س لها طابع دويل (مثل احلروب الأهلية‬
‫بكامل معناها) �إذ جاء فيها �أن «ال�صكوك الدولية املت�صلة بحقوق‬
‫الإن�سان تب�سط حماية �أ�سا�سية ل�شخ�ص الإن�سان‪.»٧‬‬
‫باء‪ -‬الأمم املتحدة‬
‫‪7 .7‬حر�صا على توفري احلماية الكافية جلميع الأ�شخا�ص من التعذيب �أو‬
‫املعاملة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة ما برحت الأمم املتحدة ت�سعى‬
‫طوال �سنوات عديدة �إىل و�ضع معايري عاملية التطبيق‪ .‬فاالتفاقيات‬
‫والإعالنات والقرارات التي اعتمدﺗﻬا الدول الأع�ضاء يف الأمم املتحدة‬
‫تذكر بو�ضوح �أنه ال ا�ستثناء من حظر التعذيب كما تر�سي التزامات‬
‫�أخرى لكفالة احلماية من �أمثال هذه الإ�ساءات ومن �أهم هذه ال�صكوك‬
‫الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان‪ ،٨‬والعهد الدويل اخلا�ص باحلقوق‬
‫املدنية وال�سيا�سية‪ ،٩‬والقواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء‪،١٠‬‬
‫و�إعالن الأمم املتحدة ب�ش�أن حماية جميع الأ�شخا�ص من التعر�ض‬
‫للتعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو‪ /‬العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية‬
‫�أو املهينة �إعالن احلماية من التعذيب‪ ،١١‬ومدونة قواعد �سلوك‬
‫املوظفني املكلفني ب�إنفاذ القانون‪ ،١٢‬ومبادئ �آداب مهنة الطب املت�صلة‬
‫بدور املوظفني ال�صحيني وال�سيما الأطباء يف حماية امل�سجونني‬
‫واملحتجزين من التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية‬
‫�أو الال�إن�سانية �أو املهينة مبادئ �آداب مهنة الطب‪ ،١٣‬واتفاقية مناه�ضة‬
‫التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية‬
‫�أو املهينة اتفاقية مناه�ضة التعذيب‪ ،١٤‬وجمموعة املبادئ املتعلقة‬
‫‪175‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫بحماية جميع الأ�شخا�ص الذين يتعر�ضون لأي �شكل من �أ�شكال‬


‫االحتجاز �أو ال�سجن جمموعة مبادئ االحتجاز‪ ،١٥‬واملبادئ الأ�سا�سية‬
‫‪١٦‬‬
‫ملعاملة ال�سجناء‪.‬‬
‫‪8 .8‬ت�ستثني اتفاقية الأمم املتحدة ملناه�ضة التعذيب الأمل �أو العناء‬
‫النا�شئ عن جمرد جزاءات م�رشوعة �أو املالزم لها �أو املرتتب عليها‪.17‬‬
‫‪9 .9‬وقد اتخذت جهات �أخرى من هيئات و�أجهزة الأمم املتحدة املعنية‬
‫بحقوق الإن�سان تدابري لو�ضع معايري ملنع التعذيب‪ ،‬ومعايري اللتزام‬
‫الدول بالتحقيق يف ادعاءات التعذيب‪ .‬وت�شمل هذه الهيئات‬
‫والأجهزة جلنة مناه�ضة التعذيب‪ ،‬واللجنة املعنية بحقوق الإن�سان‪،‬‬
‫وجلنة حقوق الإن�سان‪ ،‬واملقرر اخلا�ص ملو�ضوع التعذيب‪ ،‬واملقرر‬
‫اخلا�ص املعني مب�س�ألة العنف �ضد املر�أة‪ ،‬واملقررين اخلا�صني الذين‬
‫عينتهم جلنة حقوق الإن�سان لبحث حاالت بلدان حمددة‪.‬‬
‫‪ -١‬االلتزامات القانونية مبنع التعذيب‬
‫‪� .١٠‬إن ال�صكوك الدولية امل�شار �إليها �أعاله ُتن�شئ التزامات معينة يتحتم‬
‫على الدول احرتامها ل�ضمان احلماية من التعذيب‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫�أ) اتخاذ �إجراءات ت�رشيعية �أو �إدارية �أو ق�ضائية فعالة �أو �أية �إجراءات‬
‫�أخرى ملنع �أعمال التعذيب‪ .‬ال يجوز التذرع ب�أية ظروف ا�ستثنائية‪،‬‬
‫مبا يف ذلك احلرب‪ ،‬كمربر للتعذيب املادة ‪ ٢‬من اتفاقية مناه�ضة‬
‫التعذيب واملادة ‪ ٣‬من �إعالن احلماية من التعذيب)؛‬
‫ب) عدم طرد �أو �إعادة رد (�أو ت�سليم �أي �شخ�ص �إىل دولة �أخرى‪،‬‬
‫�إذا توافرت لديها �أ�سباب حقيقية تدعو �إىل االعتقاد ب�أنه �سيتعر�ض‬
‫للتعذيب املادة ‪ ٣‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب)؛‬
‫ج) جترمي �أفعال التعذيب‪ ،‬مبا يف ذلك �أعمال التواط�ؤ وامل�شاركة‪،‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪176‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املادة ‪ ٤‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب‪ ،‬واملبد�أ ‪ ٧‬من جمموعة مبادئ‬


‫االحتجاز‪ ،‬واملادة ‪ ٧‬من �إعالن احلماية من التعذيب‪ ،‬والفقرات‪٣٣- ٣١‬‬
‫من القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء؛‬
‫د) التعهد ب�إدراج التعذيب �ضمن اجلرائم القابلة لت�سليم مرتكبيها‪،‬‬
‫وم�ساعدة الدول الأطراف الأخرى يف �صد ما تتخذه من �إجراءات‬
‫جنائية ب�ش�أن التعذيب املادتان‪ ٨‬و ‪ ٩‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب)؛‬
‫ه) احلد من ا�ستعمال احلب�س مبعزل عن العامل اخلارجي؛ وكفالة‬
‫�أن يكون حجز املحتجزين يف �أماكن معرتف ر�سميا بكوﻧﻬا �أماكن‬
‫احتجاز؛ وكفالة حفظ �أ�سماء الأ�شخا�ص امل�س�ؤولني عن احتجازهم‬
‫يف �سجالت يتاح االطالع عليها ب�سهولة للمعنيني بالأمر مبن فيهم‬
‫الأقارب والأ�صدقاء؛ و�إثبات وقت ومكان كل اال�ستجوابات م�شفوعة‬
‫ب�أ�سماء احلا�رضين فيها؛ و�إتاحة و�صول الأطباء واملحامني و�أفراد‬
‫الأ�رسة �إىل املحتجزين املادة ‪ ١١‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب‪ ،‬واملبادئ‬
‫‪١٣ -١١‬و ‪ 23-19-15‬من جمموعة مبادئ االحتجاز؛ والفقرات‪ ٧‬و‪٢٢‬‬
‫و ‪ ٣٧‬من القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء؛‬
‫و) �ضمان �إدراج التعليم والإعالم فيما يتعلق بحظر التعذيب يف‬
‫تدريب املوظفني املكلفني ب�إنفاذ القوانني مدنيني وع�سكريني‪ ،‬والعاملني‬
‫يف ميدان الطب‪ ،‬واملوظفني العموميني وغريهم من الأ�شخا�ص ذوي‬
‫ال�صلة املادة ‪ ١٠‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب‪ ،‬واملادة ‪ ٥‬من �إعالن‬
‫احلماية من التعذيب‪ ،‬والفقرة ‪ ٥٤‬من القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة‬
‫ال�سجناء؛‬
‫ز) �ضمان عدم اال�ست�شهاد ب�أية �أقوال يثبت �أنه مت الإدالء ﺑﻬا نتيجة‬
‫للتعذيب كدليل يف �أية �إجراءات‪� ،‬إال �إذا كان ذلك �ضد �شخ�ص متهم‬
‫بارتكاب التعذيب بق�صد التدليل على الإدالء ﺑﻬذه الأقوال‪ ،‬املادة‬
‫‪177‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪١٥‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب‪ ،‬واملادة ‪ ١٢‬من �إعالن احلماية من‬


‫التعذيب؛‬
‫ح) �ضمان قيام ال�سلطات املخت�صة ب�إجراء حتقيق �رسيع ونزيه كلما‬
‫وجدت �أ�سباب معقولة تدعو �إىل االعتقاد ب�أن عمال من �أعمال التعذيب‬
‫قد ارتكب املادة ‪ ١٢‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب‪ ،‬واملبد�آن‪ ٣٣‬و ‪ ٣٤‬من‬
‫جمموعة مبادئ االحتجاز‪ ،‬واملادة ‪ ٩‬من �إعالن احلماية من التعذيب؛‬
‫ط) �ضمان حق �ضحايا التعذيب يف احل�صول على االنت�صاف‬
‫والتعوي�ض الكايف املادتان ‪ ١٣‬و ‪ ١٤‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب‪،‬‬
‫واملادة ‪ ١١‬من �إعالن احلماية من التعذيب‪ ،‬والفقرتان ‪ ٣٥‬و ‪ ٣٦‬من‬
‫القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء؛‬
‫ي) �ضمان �إقامة الدعوى اجلنائية �ضد املتهم �أو املتهمني بارتكاب‬
‫التعذيب �إذا ما ثبت من حتقيق �أجري �أن عمال من �أعمال التعذيب‬
‫قد ارتكب على ما يبدو‪ .‬و�إذا ما اعترب �أن ادعاء ما بارتكاب �أ�شكال‬
‫�أخرى من املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة هو‬
‫ادعاء ي�ستند �إىل �أ�سا�س �صحيح‪� ،‬ضمان �إخ�ضاع املتهم �أو املتهمني‬
‫بارتكاﺑﻬا للإجراءات اجلنائية �أو الت�أديبية �أو غريها من الإجراءات‬
‫املنا�سبة‪ :‬املادة ‪ ٧‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب‪ ،‬واملادة ‪ ١٠‬من �إعالن‬
‫احلماية من التعذيب‪.‬‬
‫‪ -٢‬هيئات و�آليات الأمم املتحدة‬
‫�أ) جلنة مناه�ضة التعذيب‬
‫‪ .١١‬تقوم جلنة مناه�ضة التعذيب بر�صد تنفيذ اتفاقية مناه�ضة التعذيب‬
‫وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪.‬‬
‫وتت�ألف اللجنة من ‪ ١٠‬خرباء معينني لكوﻧﻬم« على م�ستوى �أخالقي عال‬
‫وم�شهود لهم بالكفاءة يف ميدان حقوق الإن�سان«‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪178‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ومبوجب املادة ‪ ١٩‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب‪ ،‬تقدم الدول الأطراف‪،‬‬


‫عن طريق الأمني العام للأمم املتحدة‪ ،‬تقارير عن التدابري التي اتخذﺗﻬا‬
‫تنفيذا لتعهداﺗﻬا مبقت�ضى االتفاقية‪ .‬وتدر�س اللجنة الكيفية التي مت ﺑﻬا‬
‫�إدراج �أحكام االتفاقية يف �صلب القانون الوطني وتر�صد كيفية التطبيق‬
‫العملي لها‪ .‬وتنظر اللجنة يف كل تقرير ولها �أن تبدي تعليقات وتو�صيات‬
‫عامة و�أن تدرج هذه املعلومات يف تقريرها ال�سنوي الذي يقدم �إىل الدول‬
‫الأطراف واجلمعية العامة‪ .‬وتتم هذه الإجراءات يف اجتماعات علنية‪.‬‬
‫‪ .١٢‬ومبوجب املادة ‪ ٢٠‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب يتعني على اللجنة‬
‫�إذا تلقت معلومات موثوقا ﺑﻬا يبدو �أﻧﻬا تت�ضمن دالئل لها �أ�سا�س قوي‬
‫ت�شري �إىل �أن تعذيبا يمُ َ ار�س على نحو منظم يف �أرا�ضي دولة طرف‬
‫�أن تدعو الدولة الطرف املعنية �إىل التعاون يف درا�سة هذه املعلومات‪،‬‬
‫وحتقيقا لهذه الغاية‪� ،‬إىل تقدمي مالحظاﺗﻬا ب�صدد تلك املعلومات‪ .‬وللجنة‬
‫�أن تعينّ ‪� ،‬إذا قررت �أن هناك ما يربر ذلك‪ ،‬ع�ضوا �أو �أكرث من �أع�ضائها‬
‫لإجراء حتقيق �رسي وتقدمي تقرير عاجل ﺑﻬذا ال�ش�أن �إىل اللجنة‪ .‬وقد‬
‫ي�شمل التحقيق‪ ،‬باالتفاق مع الدولة الطرف‪ ،‬القيام بزيارة �أرا�ضيها‪ .‬وعلى‬
‫اللجنة بعد فح�ص النتائج التي يتو�صل �إليها ع�ضوها �أو �أع�ضا�ؤها �أن‬
‫حتيل �إىل الدولة الطرف املعنية هذه النتائج مع �أي تعليقات واقرتاحات‬
‫قد تبدو مالئمة ب�سبب الو�ضع القائم‪ .‬وتكون جميع �إجراءات اللجنة‬
‫مبوجب املادة ‪� ٢٠‬رسية‪ ،‬ويف جميع مراحل الإجراءات ُيلتم�س تعاون‬
‫الدولة الطرف‪ .‬ويجوز للجنة بعد ا�ستكمال هذه الإجراءات �أن تقرر‬
‫عقب �إجراء م�شاورات مع الدولة الطرف املعنية �إدراج بيان موجز بنتائج‬
‫الإجراءات يف تقريرها ال�سنوي الذي يقدم �إىل الدول الأطراف الأخرى‬
‫و�إىل اجلمعية العامة‪.١٨‬‬
‫‪ .١٣‬ومبوجب املادة ‪ ٢٢‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب يجوز لأي دولة طرف‬
‫�أن تعلن يف �أي وقت �أﻧﻬا تعرتف باخت�صا�ص اللجنة يف ت�سلم ودرا�سة‬
‫‪179‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫بالغات واردة من �أفراد �أو نيابة عن �أفراد يخ�ضعون لواليتها القانونية‬


‫ويدعون �أﻧﻬم �ضحايا النتهاك دولة طرف �أحكا م االتفاقية‪ .‬وعندئذ تنظر‬
‫ّ‬
‫اللجنة يف هذه البالغات يف اجتماعات مغلقة ثم تبعث بوجهات نظرها‬
‫�إىل الدولة الطرف املعنية و�إىل الفرد‪ .‬ومن بني الدول ال‪ ١١٢‬التي �صدقت‬
‫على االتفاقية مل تعلن �سوى ‪ ٣٩‬دولة اعرتافها كذلك بانطباق املادة‪.٢٢‬‬
‫‪ .١٤‬ومن ال�شواغل التي تعاجلها اللجنة يف تقاريرها ال�سنوية �إىل اجلمعية‬
‫العامة �رضورة تقيد الدول الأطراف باملادتني ‪ ١٢‬و ‪ ١٣‬من اتفاقية‬
‫مناه�ضة التعذيب‪� ،‬ضمانا لإجراء حتقيق �رسيع ونزيه يف جميع �شكاوى‬
‫التعذيب‪ .‬ومن �أمثلة ذلك �أن اللجنة �أعلنت �أﻧﻬا تعترب الت�أخر ملدة‪١٥‬‬
‫�شهرا قبل التحقيق يف ادعاءات بوقوع تعذيب ت�أخر طويل‪ .‬كما الحظت‬
‫اللجنة �أن املادة ‪ ١٣‬ال تقت�ضي من حيث املبد�أ ) �إىل حد غري معقول وال‬
‫ميثل تقيدا باملادة‪19 .١٢‬رفع �شكوى ر�سمية من وقوع تعذيب بل يكفي‬
‫جمرد ادعاء ال�ضحية ب�أنه قد ُعر�ض للتعذيب لكي ي�صبح لزاما على‬
‫الدولة الطرف النظر يف االدعاءات على وجه ال�رسعة وبنزاهة(‪.20‬‬
‫ب) اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان‬
‫‪� .١٥‬أن�شئت اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان عمال باملادة ‪ ٢٨‬من العهد‬
‫الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬و تلبية للحاجة �إىل ر�صد‬
‫تنفيذ العهد يف الدول الأطراف‪ .‬وتت�ألف اللجنة من ‪ ١٨‬خبريا م�ستقال‬
‫يفرت�ض فيهم �أن يكونوا من ذوي املناقب اخللقية الرفيعة امل�شهود لهم‬
‫باالخت�صا�ص يف ميدان حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫‪ .١٦‬ويتعني على الدول الأطراف يف العهد �أن تقدم تقارير كل خم�س‬
‫�سنوات عن التدابري التي اتخذﺗﻬا �إعماال للحقوق املعرتف ﺑﻬا يف العهد‪،‬‬
‫وعن التقدم املحرز يف التمتع ﺑﻬذه احلقوق‪ .‬وتفح�ص اللجنة املعنية‬
‫بحقوق الإن�سان هذه التقارير خالل حوار مع ممثلي الدولة الطرف التي‬
‫يجري النظر يف تقريرها‪ ،‬ثم تعتمد اللجنة مالحظات ختامية توجز فيها‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪180‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫دواعي قلقها الرئي�سية وتتقدم باقرتاحات وتو�صيات منا�سبة �إىل الدولة‬


‫الطرف‪ .‬كما تعد اللجنة تعليقات عامة تف�رس ﺑﻬا مواد حمددة من العهد‬
‫كي ت�سرت�شد ﺑﻬا الدول الأطراف يف تقدمي تقاريرها ويف تنفيذها لأحكام‬
‫العهد‪ .‬وقد عمدت اللجنة يف �أحد هذه التعليقات العامة �إىل تو�ضيح‬
‫املادة ‪ ٧‬من العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية التي تن�ص‬
‫على عدم جواز �إخ�ضاع �أحد للتعذيب �أو غريه من �رضوب املعاملة �أو‬
‫العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ .‬ففي تعليقاﺗﻬا العامة يف تقريرها‬
‫عن املادة ‪ ٧‬من العهد‪ ،‬ب ّينت اللجنة على وجه التحديد �أن جمرد حظر‬
‫التعذيب واعتباره جرمية ال يعد بذاته تنفيذا كافيا للمادة‪ .21 ٧‬على الدول‬
‫�أن ت�ضمن حماية فعالة عن طريق نوع من الأجهزة يتوىل املراقبة املنا�سبة‪.‬‬
‫وينبغي �أن حتقق ال�سلطات املعنية على نحو فعال يف ال�شكاوى املتعلقة‬
‫ب�سوء املعاملة‪.‬‬
‫‪ .١٧‬ويف ‪ ١٠‬ني�سان‪�/‬أبريل ‪ ،١٩٩٢‬اعتمدت اللجنة تعليقات عامة جديدة‬
‫ب�ش�أن املادة ‪ ٧‬م�ضت ﺑﻬا �شوطا �أبعد مما ت�ضمنته تعليقاﺗﻬا ال�سابقة‪ .‬فقد‬
‫عززت اللجنة تف�سريها للمادة ‪ ٧‬بقولها �إنه »يتحتم �إجراء حتقيق �رسيع‬
‫ونزيه يف ال�شكاوى على يد �سلطات خمت�صة لكي يكون اجلرب فعاال«‪.‬‬
‫و�إن كانت الدولة قد �صدقت على الربوتوكول االختياري الأول للعهد‬
‫الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬جاز للفرد �أن يتقدم ببالغ‬
‫�إىل اللجنة ي�شكو فيه من �أن حقوقه مبوجب العهد قد انتهكت ‪.‬ف�إذا‬
‫وجدت اللجنة البالغ مقبوال �صار عليها �أن ت�صدر حكما يف املو�ضوع‬
‫ين�رش �ضمن تقريرها ال�سنوي‪.‬‬
‫ج) جلنة حقوق الإن�سان‬
‫‪ .١٨‬جلنة حقوق الإن�سان هي جلنة الأمم املتحدة الرئي�سية يف جمال‬
‫حقوق الإن�سان‪ .‬وهي تت�ألف من ‪ ٥٣‬دو لة من الدول الأع�ضاء ينتخبها‬
‫‪181‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫اﻤﻟﺠل�س االقت�صادي واالجتماعي ملدة ثالث �سنوات‪ .‬وجتتمع اللجنة �سنويا‬


‫ملدة �ستة �أ�سابيع يف جنيف للبت يف ق�ضايا حقوق الإن�سان‪ .‬وللجنة‬
‫�أن تقرر �إجراء درا�سات و�إيفاد بعثات لتق�صي احلقائق‪،‬و�أن تعد م�شاريع‬
‫اتفاقيات و�إعالنات العتمادها من قبل هيئات الأمم املتحدة الأعلى‪ ،‬و�أن‬
‫تبحث يف �أمر انتهاكات حمددة حلقوق الإن�سان‪ ،‬وذلك يف جل�سات‬
‫علنية �أو مغلقة‪ .‬ويف ‪ ٦‬حزيران‪ /‬يونيه ‪� ،١٩٦٧‬أذن اﻤﻟﺠل�س االقت�صادي‬
‫واالجتماعي يف قراره‪ ١٢٣٥‬للجنة ب�أن تقوم بفح�ص االدعاءات بوقوع‬
‫انتهاكات ج�سيمة حلقوق الإن�سان وب�أن تدر�س ب�صورة وايف احلاالت‬
‫التي تنم عن وجود منط ثابت النتهاك حقوق الإن�سان‪ ٢٢‬وبناء على هذه‬
‫الوالية اتخذت اللجنة �إجراءات �شتى منها اعتماد قرارات تعرب فيها عن‬
‫القلق �إزاء انتهاكات واقعة على حقوق الإن�سان‪ ،‬وتعيني مقررين خا�صني‬
‫لتناول انتهاكات حقوق الإن�سان يف �إطار موا�ضيع حمددة‪.‬كما اتخذت‬
‫اللجنة كذلك قرارات ب�ش�أن التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة‬
‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ .‬وقد �أكدت اللجنة يف قرارها ‪1998/38‬‬
‫�أن كل ادعاءات التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية‬
‫�أو الال�إن�سانية �أو ‪ /‬يف قرارها املهينة ينبغي �أن تبحثها ال�سلطة الوطنية‬
‫املخت�صة فورا وبنزاهة‪.‬‬
‫د) املقرر اخلا�ص املعني مب�س�ألة التعذيب‬
‫‪ .١٩‬يف عام ‪ ١٩٨٥‬قررت اللجنة بقرارها ‪ 33/١٩٨٥‬تعيني مقرر خا�ص ملو�ضوع‬
‫التعذيب‪ .‬وقد كلف املقرر اخلا�ص بطلب وتلقي معلومات جديرة بالت�صديق‬
‫والثقة عن امل�سائل املت�صلة بالتعذيب و باال�ستجابة لهذه املعلومات دون‬
‫�إبطاء‪ .‬ثم وا�صلت اللجنة جتديد والية املقرر يف قراراﺗﻬا الالحقة‪.‬‬
‫‪ .٢0‬و�سلطة املقرر اخلا�ص يف جمال الر�صد متتد �إىل جميع الدول‬
‫الأع�ضاء يف الأمم املتحدة وجميع الدول احلا�صلة على مركز املراقب‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪182‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫فيها‪ ،‬وذلك ب�رصف النظر عن كون الدولة قد �صدقت �أو مل ت�صدق‬


‫على اتفاقية مناه�ضة التعذيب‪ .‬واملقرر اخلا�ص على ات�صال باحلكومات‬
‫وهو ي�ستدر منها املعلومات عن التدابري الت�رشيعية والإدارية املتخذة‬
‫ملنع التعذيب‪ ،‬ويطلب منها اتخاذ ما يلزم جلرب �أي عواقب والرد على‬
‫املعلومات املنطوية على االدعاء بوقوع تعذيب كما يتلقى املقرر اخلا�ص‬
‫طلبات باتخاذ تدابري عاجلة ويقوم با�سرتعاء نظر احلكومات املعنية �إليها‬
‫بق�صد كفالة حماية حق الفرد يف ال�سالمة البدنية والعقلية‪ .‬وبالإ�ضافة‬
‫�إىل ذلك يجري املقرر اخلا�ص م�شاورات مع ممثلي احلكومة الراغبني يف‬
‫مقابلته‪ ،‬ويقوم وفقا لواليته بزيارات مو�ضعية �إىل بع�ض �أنحاء العامل‪.‬‬
‫واملقرر اخلا�ص يرفع تقاريره �إىل جلنة حقوق الإن�سان و�إىل اجلمعية‬
‫العامة‪ .‬وت�صف هذه التقارير ما اتخذه من التدابري مبوجب واليته‪ ،‬الفتة‬
‫النظر با�ستمرار �إىل �أهمية التحقيق ال�رسيع يف ادعاءات التعذيب‪.‬‬
‫وقد تقدم املقرر اخلا�ص املعني مب�س�ألة التعذيب‪ ،‬ال�سيد نايجل روديل‪،‬‬
‫يف تقريره امل�ؤرخ ‪ ١٢‬كانون الثاين‪ /‬يناير ‪ ١٩٩٥‬مبجموعة تو�صيات‪ .‬وقال‬
‫يف الفقرة الفرعية( ز )من الفقرة ‪ ٩٢٦‬من التقرير‪» :‬عندما يقدم �شخ�ص‬
‫حمتجز �أو قريب له �أو حمام �شكوى عن التعذيب‪ ،‬يجب �أن يجرى‬
‫حتقيق» دائما‪ ,‬و ينبغي �إن�شاء �سلطات وطنية م�ستقلة‪ ،‬مثل جلنة وطنية‬
‫�أو �أمانة مظامل تتمتع )‪ (Ombbudsman‬ب�صالحيات التحقيق و‪� /‬أو رفع‬
‫الدعوى اجلنائية‪ ،‬وذلك لتلقي ال�شكاوى والتحقيق فيها‪ .‬ويجب �أن تعالج‬
‫فورا ال�شكاوى املتعلقة بالتعذيب و�أن ي�سند التحقيق فيها �إىل �سلطة‬
‫م�ستقلة ال عالقة لها ب�سلطة التحقيق �أو املالحقة الق�ضائية يف الق�ضية‬
‫التي اﺗﻬم فيها ال�شخ�ص املدعى وقوعه �ضحية للتعذيب‪.23‬‬
‫‪ .21‬وقد �أكد املقرر اخلا�ص هذه التو�صية يف تقريره امل�ؤرخ ‪ ٩‬كانون‬
‫الثاين‪/‬يناير ‪ 24١٩٩٦‬فقد نبه يف الفقرة ‪ 136‬يف معر�ض �إعرابه عن قلقه‬
‫�إزاء ممار�سات التعذيب‪� ،‬إىل �أنه مبوجب القانون الدويل العام واتفاقية‬
‫‪183‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مناه�ضة التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو‬


‫الال�إن�سانية �أو املهينة تكون الدول ملزمة بالتحقيق يف االدعاءات املتعلقة‬
‫بالتعذيب«‪.‬‬
‫ه) املقرر اخلا�ص املعني مب�س�ألة العنف �ضد املر�أة‬
‫‪� .٢٢‬أن�شئ من�صب املقرر اخلا�ص املعني مب�س�ألة العنف �ضد املر�أة يف عام‬
‫‪١٩٩٤‬بناء على قرار جلنة حقوق الإن�سان‪ .١٩٩٤ / ٤٥‬وقد جددت هذه الوالية‬
‫يف القرار ‪ / ٤٥ .١٩٩٧‬وقد �أر�سى املقرر اخلا�ص �إجراءات لدعوة احلكومات �إىل‬
‫القيام‪ ،‬بدافع �إن�ساين‪ ،‬بتقدمي �إي�ضاحات ومعلومات عن حاالت معينة من‬
‫االدعاء بوقوع العنف‪ ،‬وذلك بغية التعرف على الأو�ضاع واالدعاءات املحددة‬
‫عن ارتكاب العن ف �ضد املر�أة يف �أي بلد والتحقيق فيها‪.‬‬
‫وقد ي�شري املقرر يف ر�سائله �إىل امر�أة واحدة �أو �أكرث باال�سم‪� ،‬أو قد‬
‫تت�ضمن الر�سائل معلومات �أعم عن حالة يتم فيها التغا�ضي عن العنف‬
‫�ضد املر�أة �أو تنطوي على ممار�سة لهذا العنف‪ .‬والتعريف الذي ي�ستخدمه‬
‫املقرر اخلا�ص للعنف �ضد املر�أة القائم على نوع اجلن�س م�أخوذ من �إعالن‬
‫الأمم املتحدة ب�ش�أن الق�ضاء على العنف �ضد املر�أة الذي اعتمدته اجلمعية‬
‫يف قرارها ‪ 48 /154‬امل�ؤرخ ‪ ٢٠‬كانون الأول‪ /‬دي�سمرب ‪ ١٩٩٣‬ويجوز للمقرر‬
‫اخلا�ص �أن يوجه نداءات عاجلة يف حاالت العنف �ضد املر�أة القائم على‬
‫نوع اجلن�س التي تنطوي‪� ،‬أو قد تنطوي‪ ،‬على ﺗﻬديد و�شيك �أو خوف من‬
‫ﺗﻬديد و�شيك للحق يف احلياة �أو ال�سالمة البدنية الفردية‪ .‬ويحث املقرر‬
‫اخلا�ص ال�سلطات الوطنية ذات ال�ش�أن ال على جمرد تقدمي معلومات‬
‫�شاملة عن احلالة بل �أي�ضا على �إجراء حتقيق م�ستقل وحمايد للحالة‬
‫املحالة �إليها وعلى اتخاذ �إجراء فوري لكفالة عدم وقوع �أي انتهاك �آخر‬
‫حلقوق الإن�سان للمر�أة‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪184‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .٢٣‬ويقدم املقرر اخلا�ص تقارير �سنوية �إىل جلنة حقوق الإن�سان عن‬
‫الر�سائل التي بعث ﺑﻬا �إىل احلكومات والردود التي تلقاها‪ .‬وبناء على‬
‫املعلومات الواردة من احلكومات وامل�صادر الأخرى املوثوق ﺑﻬا‪ ،‬يتقدم‬
‫املقرر اخلا�ص بتو�صيات �إىل احلكومات املعنية بغية �إيجاد حلول دائمة‬
‫للق�ضاء على العنف �ضد املر�أة يف �أي بلد‪ .‬وقد يبعث املقرر اخلا�ص‬
‫�إىل احلكومات بر�سائل متابعة للمو�ضوع حني ال يتلقى منها ردودا �أو‬
‫حني تكون املعلومات املقدمة غري كافية‪ .‬و�إذا ا�ستمرت حالة معينة تت�سم‬
‫بارتكاب العن ف �ضد املر�أة يف �أي بلد وكانت املعلومات الواردة �إىل املقرر‬
‫اخلا�ص ت�شري �إىل �أن احلكومة ال تتخذ تدابري حلماية حقوق الإن�سان‬
‫للمر�أة‪ ،‬فقد ينظر يف �إمكانية اال�ستئذان من احلكومة املعنية لزيارة البلد‬
‫بق�صد اال�ضطالع ببعثة لتق�صي احلقائق يف املوقع‪.‬‬
‫و‪� -‬صندوق الأمم املتحدة للتربعات ل�ضحايا التعذيب‬
‫‪ .٢٤‬قد ترتتب على التعذيب عواقب بدنية ونف�سية مدمرة ت�ستغرق‬
‫�سنوات عدة‪ ،‬وهي ال تقت�رص على ال�ضحايا وحدهم بل ت�شمل �أي�ض ًا‬
‫�أفراد �أ�رسهم‪ .‬وميكن احل�صول على امل�ساعدة يف التعايف من الأذى من‬
‫منظمات متخ�ص�صة يف م�ساعدة �ضحايا التعذيب ‪.‬ويف كانون الأول‪/‬‬
‫دي�سمرب ‪� ،١٩٨١‬أن�ش�أت اجلمعية العامة �صندوق الأمم املتحدة للتربعات‬
‫ل�ضحايا التعذيب لكي يتلقى التربعات ويوزعها على املنظمات غري‬
‫احلكومية التي توفر امل�ساعدة النف�سية والطبية واالجتماعية واالقت�صادية‬
‫والقانونية وغريها من �أ�شكال امل�ساعدة الإن�سانية ل�ضحايا التعذيب و�أفراد‬
‫�أ�رسهم‪ .‬وتبع ًا للتربعات املتاحة‪ ،‬ميكن لل�صندوق �أن ميول نحو ‪٢٠٠‬‬
‫م�رشوع من م�شاريع املنظمات غري احلكومية ت�ساعد زهاء ‪� ٨٠٠٠٠‬ضحية‬
‫من �ضحايا التعذيب و�أفراد �أ�رسهم يف نحو ‪ ٨٠‬بلداً يف جميع �أرجاء‬
‫العامل‪ .‬وقد قام ال�صندوق بتمويل �إعداد هذا الدليل وترجمته و�أو�صى‬
‫بن�رشه يف �سل�سلة التدريب املهني ال�صادرة عن مفو�ضية الأمم املتحدة‬
‫‪185‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ال�سامية حلقوق الإن�سان‪ ،‬بنا ًء على تو�صية من جمل�س �أمنائه بتقدمي‬


‫الدعم املايل لعدد حمدود من امل�شاريع لتدريب �أ�صحاب املهن ال�صحية‬
‫وغريهم على كيفية توفري م�ساعدة متخ�ص�صة ل�ضحايا التعذيب‪.‬‬
‫جيم‪ -‬املنظمات الإقليمية‬
‫‪ .25‬ت�ساهم الهيئات الإقليمية بدورها يف و�ضع معايري ملنع التعذيب ومن‬
‫هذه الهيئات جلنة البلدان الأمريكية حلقوق الإن�سان‪ ،‬وحمكمة البلدان‬
‫الأمريكية حلقوق الإن�سان‪ ،‬واملحكمة الأوروبية‪ ،‬واللجنة الأوروبية ملنع‬
‫التعذيب‪ ،‬واللجنة الأفريقية حلقوق الإن�سان‪.‬‬
‫‪ .1‬جلنة البلدان الأمريكية حلقوق الإن�سان وحمكمة البلدان‬
‫الأمريكية حلقوق الإن�سان‬
‫‪ .26‬يف ‪ ٢٢‬ت�رشين الثاين‪ /‬نوفمرب ‪ ١٩٦٩‬اعتمدت منظمة الدول الأمريكية‬
‫االتفاقية الأمريكية حلقوق الإن�سان التي بد�أ نفاذها يف ‪ 18‬متوز‪/‬‬
‫يوليه ‪ ٢٥١٩٧٨‬وتن�ص املادة ‪ ٥‬من االتفاقية على �أن‪:‬‬
‫‪1 .1‬لكل �شخ�ص احلق يف احرتام �سالمته البدنية والذهنية واخللقية‪.‬‬
‫‪2 .2‬ال يجوز تعري�ض �أي �شخ�ص للتعذيب �أو غريه من �رضوب املعاملة‬
‫�أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ .‬ويعامل كل الأ�شخا�ص‬
‫املحرومني من حريتهم معاملة تنم عن احرتام الكرامة الأ�صيلة‬
‫للإن�سان»‪.‬‬
‫‪ .27‬وتق�ضي املادة ‪ ٣٣‬من االتفاقية ب�إن�شاء جلنة البلدان الأمريكية حلقوق‬
‫الإن�سان وحمكمة البلدان الأمريكية حلقوق الإن�سان‪ .‬ووظيفة اللجنة‬
‫الأ�سا�سية‪ ،‬كما يحددها نظامها‪ ،‬هي تعزيز مراعاة حقوق الإن�سان‪،‬‬
‫والدفاع عنها والقيام بدور هيئة ا�ست�شارية ملنظمة الدول الأمريكية يف‬
‫هذا امل�ضمار‪ .٢٦‬ويف �أداء هذه املهمة‪ ،‬ت�سرت�شد اللجنة يف تف�سريها ملدلول‬
‫التعذيب امل�شار �إليه يف املادة ‪ ٥‬بن�صو�ص اتفاقية البلدان الأمريكية‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪186‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ملنع التعذيب ومعاقبة مرتكبيه‪ ٢٧‬وهذه االتفاقية الأخرية هي اتفاقية‬


‫اعتمدﺗﻬا منظمة الدول الأمريكية يف ‪ ٩‬كانون الأول‪ /‬دي�سمرب وبد�أ‬
‫وتعرف املادة ‪ ٢‬من هذه االتفاقية‬
‫ّ‬
‫‪٢٨‬‬
‫نفاذها يف ‪� ٢٨‬شباط‪/‬فرباير ‪١٩٨٥.‬‬
‫التعذيب ب�أنه‪:‬‬
‫‪� »...‬أي فعل ميار�س عمدا ملحقا �أملا �أو عذابا بدنيا �أو ذهنيا ب�شخ�ص‬
‫لأغرا�ض حتقيق جنائي‪� ،‬أو كو�سيلة للرتهيب‪� ،‬أو كعقاب �شخ�صي‪� ،‬أو‬
‫ك�إجراء وقائي‪� ،‬أو تنفيذا لعقوبة‪� ،‬أو لأي غر�ض �آخر‪ .‬كما يعترب تعذيبا‬
‫ا�ستخدام �أ�ساليب مع �شخ�ص بق�صد حمو �شخ�صيته �أو �إنقا�ص قدراته‬
‫البدنية �أو الذهنية‪ ،‬حتى �إن مل تت�سبب هذه الأ�ساليب يف تكبده �أملا‬
‫بدنيا �أو كرب ًا ذهنيا«‪.‬‬
‫‪ .28‬ومبوجب املادة ‪ ١‬تتعهد الدول الأطراف يف االتفاقية مبنع التعذيب‬
‫ومعاقبة مرتكبيه وفقا لأحكام االتفاقية ‪.‬يتعني على الدول الأطراف �أن‬
‫جتري حتقيقا فوريا �سليما يف �أي ادعاء بوقوع تعذيب �ضمن نطاق‬
‫واليتها القانونية‪.‬‬
‫‪ .٢٩‬وتق�ضي املادة ‪ ٨‬ب�أن »تكفل الدول الأطراف �أن يكون لكل �شخ�ص‬
‫يوجه اﺗﻬاما ب�أنه تعر�ض لتعذيب �ضمن نطاق واليتها القانونية احلق يف‬
‫النظر النزيه يف ق�ضيته«‪ .‬وعلى نف�س املنوال‪ ،‬يتعني على الدول الأطراف‪،‬‬
‫�إذا ُو ِّجه اﺗﻬام بوقوع فعل من �أفعال التعذيب �ضمن نطاق واليتها‬
‫القانونية �أو �إذا توفر �أ�سا�س وجيه لالعتقاد بوقوع مثل هذا الفعل‪� ،‬أن‬
‫ت�ضمن قيام �سلطاﺗﻬا ب�إجراء حتقيق فوري �سليم يف الق�ضية‪ ،‬وال�رشوع‬
‫عندما يقت�ضي الأمر يف اتخاذ الإجراءات اجلنائية املنا�سبة‪.‬‬
‫‪ .٣٠‬وقد ن ّبهت اللجنة‪ ،‬يف �أحد تقاريرها القطرية لعام ‪� ،١٩٩٨‬إىل وجود‬
‫عائق يف �سبيل املالحقة الفعلية ملرتكبي التعذيب يتمثل يف عدم توفر‬
‫عن�رص اال�ستقالل يف حتقيق دعاوى التعذيب وذلك لإ�سناد التحقيق‬
‫‪187‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�إىل �أجهزة فيدرالية يرجح �أن تكون لها �صلة معرفة بالأطراف املتهمني‬
‫بارتكاب التعذيب‪ .29‬وا�ست�شهدت اللجنة باملادة ‪ 8‬لإبراز �أهمية النظر‬
‫النزيه يف كل حالة‪.30‬‬
‫‪ .31‬وقد نظرت حمكمة البلدان الأمريكية حلقوق الإن�سان يف م�س�ألة‬
‫�رضورة التحقيق يف دعاوى انتهاك االتفاقية الأمريكية حلقوق الإن�سان‪،‬‬
‫فقررت يف حكمها ال�صادر يف ‪ ٢٩‬متوز‪/‬يوليه ‪ 1988‬يف ق�ضية فيال�سكيز‬
‫رودريغز ما يلي‪:‬‬
‫»�إن الدولة ملزمة بالتحقيق يف كل حالة تنطوي على انتهاك للحقوق‬
‫التي حتميها االتفاقية‪ .‬ف�إذا ت�رصفت على نحو يرتك االنتهاك بال عقاب‬
‫وال يرد لل�ضحية ب�أ�رسع ما ميكن التمتع الكامل ﺑﻬذه احلقوق‪ ،‬تكون‬
‫الدولة قد ق�رصت يف �أداء واجبها يف �ضمان متتع الأ�شخا�ص الواقعني‬
‫�ضمن واليتها القانونية باملمار�سة احلرة والكاملة لهذه احلقوق‪.‬‬
‫‪ .٣٢‬ومع �أن تلك الق�ضية كانت تن�صب على وجه التحديد على م�س�ألة‬
‫االختفاء‪ ،‬ف�إن املادة ‪ ٥‬من االتفاقية تن�ص على احلق يف عدم التعر�ض‬
‫للتعذيب ومن ثم ف�إن �أحد احلقوق التي �أ�شارت املحكمة �إىل �أن االتفاقية‬
‫الأمريكية حلقوق الإن�سان حتميها هو احلق يف عدم التعر�ض للتعذيب‬
‫�أو غريه من �أ�شكال �إ�ساءة املعاملة‪.‬‬
‫‪ -٢‬املحكمة الأوروبية حلقوق الإن�سان‬
‫‪ .٣٣‬يف ‪ ٤‬ت�رشين الثاين‪ /‬نوفمرب ‪ ،١٩٥٠‬اعتمد جمل�س �أوروبا اتفاقية‬
‫حماية حقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية (االتفاقية الأوروبية حلقوق‬
‫الإن�سان)‪ ،‬وقد بد�أ نفاذها يف ‪� ٣‬أيلول‪�/‬سبتمرب‪ .٣١١٩٥٣‬وتن�ص املادة‪ ٣‬من‬
‫االتفاقية على �أنه« ال يجوز تعري�ض �أحد للتعذيب �أو غريه من �رضوب‬
‫املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ «.‬وقد �أن�ش�أت االتفاقية‬
‫الأوروبية �آليات رقابة تتمثل يف املحكمة الأوروبية واللجنة الأوروبية‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪188‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫حلقوق الإن�سان‪.‬وعلى �إثر �إ�صالح بد�أ نفاذه يف ‪ ١‬ت�رشين الثاين‪/‬‬


‫نوفمرب ‪ ،١٩٩٨‬حلت حمل املحكمة واللجنة حمكمة دائمة جديدة‪ .‬وقد‬
‫�أ�صبح حق الأفراد يف رفع الدعاوى مكفوال بن�ص �إلزامي‪ ،‬و�أ�ضحى‬
‫بو�سع جميع ال�ضحايا التقدم �إىل املحكمة ب�صورة مبا�رشة‪ .‬وقد �سنحت‬
‫للمحكمة فر�صة النظر يف �أمر �رضورة حتقيق ادعاءات التعذيب‪ ،‬باعتباره‬
‫و�سيلة ل�ضمان احلقوق املكفولة باملادة‪.٣‬‬
‫‪ .٣٤‬وكان �أول حكم يف هذا املو�ضوع هو احلكم الذي �أ�صدرته املحكمة‬
‫يف ‪ ١٨‬كانون الأول‪/‬دي�سمرب ‪ ١٩٩٦‬يف ق�ضية �أك�سوي �ضد تركيا‪ ٣٢‬ففي‬
‫هذه الق�ضية ر�أت املحكمة‪�» :‬أنه عندما يكون فرد يف �صحة جيدة عند‬
‫حتفّ ظ ال�رشطة عليه ثم يتبني عند �إطالق �رساحه �أن به �إ�صابات‪ ،‬ي�صبح‬
‫لزاما على الدولة �أن تقدم تعليال مقبوال ل�سبب الإ�صابات‪ ،‬ف�إن مل تفعل‬
‫ذلك تن�ش�أ بجالء‪ .‬ق�ضية يف �إطار املادة ‪ ٣‬من االتفاقية»‪.33‬‬
‫‪ .٣٥‬وذهبت املحكمة �إىل �أن الإ�صابات التي حلقت ب�صاحب الدعوى‬
‫ن�ش�أت عن تعذيب و�أن املادة ‪ ٣‬قد انتهكت‪ .٣٤‬بل �إن املحكمة ف�سرّ ت‬
‫�أي�ضا املادة ‪ ١٣‬من االتفاقية التي تكفل حق احل�صول على االنت�صاف‬
‫الفعلي �أمام �سلطة وطنية‪ ،‬ب�أﻧﻬا تفر�ض التزاما بالتحقيق حتقيقا وافيا يف‬
‫دعاوى التعذيب‪ .‬وقالت املحكمة �أنه نظرا «ملا ملنع التعذيب من �أهمية‬
‫جوهرية» ول�ضعف �ضحايا التعذيب «ف�إن املادة ‪ ١٣‬تفر�ض على الدول‬
‫�إجراء حتقيق واف وفعال حلوادث التعذيب‪ ،‬وذلك دون �إخالل ب�أية‬
‫و�سيلة انت�صاف �أخرى متاحة يف ظل النظام الوطني‪.٣٥‬‬
‫‪ .٣٦‬ووفقا لتف�سري املحكمة ف�إن مفهوم االنت�صاف الفعال املذكور يف املادة‬
‫‪ ١٣‬ي�ستتبع �إجراء حتقيق واف يف كل ادعاء «قابل للمحاجاة» بوقوع‬
‫تعذيب‪ .‬والحظت املحكمة �أنه مع �أن االتفاقية ال تت�ضمن ن�صا �رصيحا‬
‫مثل املادة ‪ ١٢‬من اتفاقية مناه�ضة التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة‬
‫�أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة ف�إن لزوم �إجراء هذا التحقيق‬
‫‪189‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫يدخل �ضمنا يف مفهوم االنت�صاف الفعال مبوجب املادة ‪ ٣٦١٣‬عليه‬


‫خل�صت املحكمة �إىل �أن الدولة قد انتهكت املادة ‪ ١٣‬بعدم حتقيقها يف‬
‫ادعاء التعذيب الذي �أثاره �صاحب الدعوى‪.٣٧‬‬
‫‪ .٣٧‬ويف احلكم ال�صادر يف ‪ ٢٨‬ت�رشين الأول‪� /‬أكتوبر ‪ ١٩٩٨‬يف ق�ضية‬
‫ا�سينوف و�آخرون �ضد بلغاريا (‪ ،)١٠٨٦ /٨٧٤/١٩٩٧//٩٠‬م�ضت املحكمة‬ ‫ّ‬
‫�شوطا �أبعد يف االعرتاف بالتزام الدولة بالتحقيق يف ادعاءات التعذيب‪،‬‬
‫ال بناء على املادة ‪ ١٣‬وحدها بل �أي�ضا بناء على املادة ‪ .٣‬ففي هذه‬
‫الق�ضية قدم �شاب من الغجر كانت قد اعتقلته ال�رشطة �أدلة طبية على‬
‫وجود �آثار �رضب متكرر‪ ،‬و�إن كان من املتعذر ا�ستنادا �إىل الأدلة املتوفرة‬
‫القطع مبا �إذا كان املت�سبب يف هذه الإ�صابات هو �أبوه �أم ال�رشطة‪.‬‬
‫و� ّأقرت املحكمة ب�أن »مدى الكدمات التي �أثبتها الطبيب الذي فح�ص‬
‫ال�سيد � ّأ�سينوف يدل على �أن �إ�صاباته‪� ،‬سواء كان املت�سبب فيها هو‬
‫الأب �أو ال�رشطة‪ ،‬كانت خطرية‪� .‬إىل حد يكفي العتبارها �إ�ساءة معاملة‬
‫يف نطاق املادة‪ ٣٨»٣‬وخالفا ملوقف اللجنة التي ر�أت عدم وجود انتهاك‬
‫للمادة‪ ،٣‬مل تقف املحكمة عند هذا احلد بل �أ�ضافت �إىل ذلك قولها ب�أن‬
‫الوقائع« تثري �شبهة معقولة يف �أن تكون ال�رشطة هي املت�سببة يف هذه‬
‫الإ�صابات‪ .«٣٩‬وعلى ذلك قررت املحكمة �أنه‪» :‬يف مثل هذه الظروف حني‬
‫يثري فرد ادعاء قابال للمحاجاة ب�أنه قد عانى من �سوء معاملة خطري على‬
‫يد ال�رشطة �أو غريها من عمالء الدولة على نحو غري قانوين وخمالف‬
‫للمادة‪� ،٣‬سي�ستلزم الأمر �ضمنا‪� ،‬إذا ما قُرئ ن�ص هذه املادة باالقرتان‬
‫مع واجب الدولة العام مبقت�ضى املادة ‪ ١‬من االتفاقية ب�أن تكفل لكل‬
‫�شخ�ص �ضمن واليتها القانونية احلقوق واحلريات املن�صو�ص عليها يف‬
‫االتفاقية‪� ،‬إجراء حتقيق ر�سمي فعال‪ .‬وهذا االلتزام الواقع على الدولة‬
‫ينبغي �أن يتيح حتديد امل�س�ؤولني ومعاقبتهم‪ .‬وما مل يحدث ذلك ف�إن‬
‫احلظر القانوين العام للتعذيب وا ملعاملة �أو العقوبة الال�إن�سانية �أو املهينة‪،‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪190‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫على �أهميته اجلوهرية‪ ،...‬لن يكون له مفعول يف التطبيق و�سي�صبح من‬


‫امل�ستطاع يف بع�ض احلاالت لعمالء الدولة االعتداء على حقوق الواقعني‬
‫حتت �سيطرﺗﻬم مع الإفالت عمليا من العقاب‪.٤٠‬‬
‫‪ .٣٨‬وبذلك خل�صت املحكمة لأول مرة �إىل وقوع انتهاك للمادة ‪٣‬‬
‫ال ب�سبب �إ�ساءة املعاملة يف حد ذاﺗﻬا بل ب�سبب االمتناع عن �إجراء‬
‫حتقيق ر�سمي فعال يف االدعاء ب�إ�ساءة املعاملة‪ .‬وبالإ�ضافة �إىل ذلك‪،‬‬
‫قررت املحكمة الإعراب عن املوقف الذي �سبق لها �أن �سجلته يف ق�ضية‬
‫»�أك�سوي« فخل�صت كذلك �إىل وجود انتهاك للمادة ‪� ١٣‬إذ ر�أت املحكمة‬
‫يدعي فرد ادعاء قابال للمحاجاة ب�أنه قد �أ�سيئت معاملته على‬ ‫�أنه‪ :‬حني ّ‬
‫نحو ي�شكل انتهاكا للمادة ‪.٣‬‬
‫ف�إن مفهوم االنت�صاف الفعال ي�ستتبع‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل التحقيق الوايف‬
‫والفعال على النحو الذي تتطلبه �أي�ضا املادة ‪ ،٣‬و�صول ال�شاكي و�صوال‬
‫فعليا �إىل �إجراءات التحقيق واحل�صول على التعوي�ض عندما يقت�ضي‬
‫الأمر ذلك‪.٤١‬‬
‫‪ -٣‬اللجنة الأوروبية ملنع التعذيب �أو املعاملة �أو العقوبة القا�سية‬
‫�أو الال�إن�سانية �أو املهينة‬
‫‪ .٣٩‬يف عام ‪ ١٩٨٧‬اعتمد جمل�س �أوروبا االتفاقية الأوروبية ملنع التعذيب‬
‫�أو املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو امل هينة وقد بد�أ نفاذها‬
‫يف ‪� ١‬شباط‪ /‬فرباير ‪ .٤٢١٩٨٩‬وبحلول ‪� ١‬آذار‪ /‬مار�س‪ ١٩٩٩‬كانت كل‬
‫�صدقت على االتفاقية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الدول ال ‪ ٤٠‬الأع�ضاء يف جمل�س �أوروبا قد‬
‫تكمل اجلهاز الق�ضائي لالتفاقية الأوروبية حلقوق‬ ‫ّ‬ ‫وهذه االتفاقية‬
‫الإن�سان ب�آلية وقائية‪ .‬وهي ال حتدد عمدا‪ ،‬معايري مو�ضوعية‪ .‬وقد‬
‫�أن�ش�أت االتفاقية اللجنة الأوروبية ملنع التعذيب �أو املعاملة �أو العقوبة‬
‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‪ ،‬وهي تت�ألف من ع�ضو واحد عن كل‬
‫‪191‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫دولة ع�ضو ‪.‬وي�شرتط يف املنتخبني لع�ضويتها �أن يكونوا على م�ستوى‬


‫خلقي رفيع و�أن يت�صفوا بالنزاهة واال�ستقالل‪ ،‬و�أن يكونوا متفرغني للقيام‬
‫ببعثات ميدانية‪.‬‬
‫‪ .40‬وتقوم اللجنة بزيارات للدول الأع�ضاء يف جمل�س �أوروبا‪ ،‬بع�ضها‬
‫على �أ�سا�س دوري منتظم وبع�ضها مبنا�سبة حاالت معينة‪ .‬ويت�ألف‬
‫وفد اللجنة الزائر من �أع�ضاء اللجنة يرافقهم خرباء يف اﻤﻟﺠاالت الطبية‬
‫والقانونية وغريها‪ ،‬ومرتجمون �شفويون‪ ،‬و�أفراد من �أمانتها ‪.‬وتقوم هذه‬
‫الوفود بزيارة �أ�شخا�ص حرمتهم من حريتهم �سلطات بلد الزيارة‪ .43‬ولكل‬
‫وفد زائر �صالحيات وا�سعة جدا‪ :‬فله �أن يزور �أي مكان يحتجز فيه‬
‫�أ�شخا�ص حمرومون من حريتهم؛ وله �أن يجري زيارات دون �إخطار‬
‫�سابق �إىل �أي مكان من هذا القبيل؛ و�أن يعود �إىل زيارة هذه الأماكن؛‬
‫و�أن يتحدث مع املحرومني من حريتهم دون ح�ضور �آخرين؛ و�أن يزور �أي‬
‫�شخ�ص �أو جميع الأ�شخا�ص يف هذه الأماكن �إن �شاء؛ و�أن يعاين‪ ،‬دون‬
‫يطلع على‬ ‫�أي قيد‪ ،‬جميع الأماكن (ولي�س فقط �أماكن الزنزانات)؛ وله �أن ّ‬
‫جميع الأوراق وامللفات املتعلقة بالأ�شخا�ص الذين يزورهم‪ .‬ويقوم عمل‬
‫اللجنة كله على �أ�سا�س ال�رسية والتعاون‪.‬‬
‫‪ .41‬وتكتب اللجنة بعد الزيارة تقريرا‪ .‬وي�سجل التقرير‪ ،‬بناء على الوقائع‬
‫امل�شاهدة �أثناء الزيارة‪ ،‬تعليقات على ما تبني للوفد من الأحوال‪ ،‬ويبدي‬
‫تو�صيات حمددة ويطرح �أ�سئلة ب�ش�أن �أي نقاط تتطلب مزيدا من‬
‫الإي�ضاح‪ .‬وترد الدولة الطرف على التقرير كتابة فين�ش�أ بذلك حوار بني‬
‫اللجنة والدولة الطرف يتوا�صل حتى الزيارة التالية‪ .‬وتعامل تقارير اللجنة‬
‫وردود الدولة الطرف بو�صفها وثائق مكفول لها طابع ال�رسية ولكن‬
‫للدولة الطرف (لي�س للجنة) �أن تقرر �إعالن التقارير والردود معا‪ .‬وحتى‬
‫الآن قام ما يقرب من جميع الدول الأطراف ب�إعالن التقارير والردود‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪192‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .٤٢‬وقد �أر�ست اللجنة تدريجيا خالل �أن�شطتها على مر ال�سنوات الع�رش‬


‫الأخرية جمموعة من معايري معاملة الأ�شخا�ص املحتجزين ت�شكل‬
‫م�ستويات موحدة عامة‪ .‬وهذه امل�ستويات ال تن�صب فقط على الأحوال‬
‫املادية بل �أي�ضا على ال�ضمانات الإجرائية‪ .‬ومن �أمثلة ذلك مناداة اللجنة‬
‫بثالثة �ضمانات للأ�شخا�ص املحتجزين يف عهدة ال�رشطة هي‪:‬‬
‫�أ‪ -‬حق املحروم من حريته يف �أن يبلغ فورا‪� ،‬إن �شاء‪ ،‬طرفا ثالثا ع�ضوا‬
‫يف �أ�رسته بوقوع القب�ض عليه؛‬
‫ب‪ -‬حق املحروم من حريته يف االت�صال الفوري مبحام؛‬
‫ج‪ -‬حق املحروم من حريته يف االت�صال بطبيب‪ ،‬مبا يف ذلك االت�صال‬
‫�إن �شاء‪ ،‬بطبيب يختاره بنف�سه‪.‬‬
‫‪ .٤٣‬كما �شددت اللجنة مرارا على �أن من �أجدى و�سائل منع املعاملة‬
‫ال�سيئة من قبل املوظفني املكلفني ب�إنفاذ القانون قيام ال�سلطات املخت�صة‬
‫بالفح�ص اجلاد جلميع ال�شكاوى التي ت�صلها عن �إ�ساءة املعاملة وبتوقيع‬
‫عقاب منا�سب عندما يقت�ضي الأمر‪ ،‬فلهذا �أثر مثبط قوي‪.‬‬
‫‪ -٤‬اللجنة الأفريقية حلقوق الإن�سان وال�شعوب واملحكمة‬
‫الأفريقية حلقوق الإن�سان وال�شعوب‬
‫‪ .44‬لي�س لدى �أفريقيا اتفاقية ب�ش�أن التعذيب ومنعه على غرار االتفاقية‬
‫الأوروبية واتفاقية البلدان الأمريكية‪ .‬و�إمنا ُتبحث م�س�ألة التعذيب على‬
‫نف�س م�ستوى البحث يف �سائر انتهاكات حقوق الإن�سان‪ .‬وقد عولج‬
‫التعذيب يف املقام الأول يف امليثاق الأفريقي حلقوق الإن�سان وال�شعوب‬
‫الذي اعتمدته منظمة الوحدة الأفريقية يف‪ ٢٧‬حزيران‪/‬يونيه‪ ١٩٨١‬وبد�أ‬
‫نفاذه يف ‪ ٢١‬ت�رشين الأول‪�/‬أكتوبر ‪ .٤٤١٩٨٦‬فاملادة ‪ ٥‬من امليثاق تن�ص‬
‫على �أن‪:‬‬
‫‪193‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫لكل فرد احلق يف احرتام الكرامة املت�أ�صلة يف الإن�سان ويف االعرتاف‬


‫مبركزه القانوين‪ .‬وحتظر جميع �أ�شكال ا�ستغالل الإن�سان و�إهانته‪،‬‬
‫وبخا�صة الرق وجتارة الرقيق والتعذيب واملعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو‬
‫الال�إن�سانية �أو املهينة‪.‬‬
‫‪ .٤٥‬وعمال باملادة ‪ ٣٠‬من امليثاق الأفريقي‪� ،‬أن�شئت يف حزيران ‪ /‬يونيه‬
‫‪ ١٩٨٧‬اللجنة الأفريقية حلقوق الإن�سان وال�شعوب املكلفة ب «تعزيز حقوق‬
‫الإن�سان وال�شعوب و�ضمان حمايتها يف �أفريقيا»‪ .‬وقد �أ�صدرت اللجنة يف‬
‫اجتماعاﺗﻬا الدورية عدة قرارات تخ�ص بلدان حمددة ب�ش�أن م�سائل تت�صل‬
‫بحقوق الإن�سان يف �أفريقيا‪ ،‬وقد تناول بع�ضها التعذيب �ضمن غريه من‬
‫االنتهاكات‪ .‬و�أعربت اللجنة يف بع�ض قراراﺗﻬا ال�صادرة عن بلدان حمددة‬
‫عن قلقها �إزاء تدهور حالة حقوق الإن�سان‪ ،‬مبا يف ذلك ممار�سة التعذيب‪.‬‬
‫‪ .٤٦‬وقد �أن�ش�أت اللجنة �آليات جديدة مثل منا�صب املقرر اخلا�ص املعني‬
‫بال�سجون‪ ،‬واملقرر اخلا�ص املعني بحاالت الإعدام خارج الق�ضاء �أو‬
‫ب�إجراءات موجزة �أو تع�سف ًا‪ ،‬واملقرر اخلا�ص املعني مب�سائل املر�أة‪ ،‬وكلف‬
‫ه�ؤالء املقررون برفع تقارير �إىل الدورات العلنية للجنة‪ .‬وقد �أتاحت هذه‬
‫الآليات الفر�ص لل�ضحايا واملنظمات غري احلكومية لإر�سال معلومات‬
‫ب�صورة مبا�رشة �إىل املقررين اخلا�صني‪ .‬ويف الوقت نف�سه ميكن لل�ضحية‬
‫�أو للمنظمة غري احلكومية املعنية التقدم ب�شكوى �إىل اللجنة ب�ش�أن �أفعال‬
‫املعرفة يف املادة ‪ ٥‬من امليثاق الأفريقي‪ .‬كما ميكن لل�ضحية �أو‬‫التعذيب ّ‬
‫للمنظمة غري احلكومية‪ ،‬يف احلاالت التي تكون ال�شكوى الفردية فيها‬
‫قيد نظر اللجنة‪� ،‬إر�سال نف�س املعلومات �إىل املقررين اخلا�صني لإدراجها‬
‫يف تقاريرهم العلنية التي تقدم �إىل دورات اللجنة‪ .‬ولإيجاد هيئة للف�صل‬
‫يف دعاوى انتهاك احلقوق التي يكفلها امليثاق الأفريقي‪ ،‬اعتمدت يف‬
‫حزيران‪ /‬يونيه ‪ ١٩٩٨‬جمعية منظمة الوحدة الأفريقية بروتوكوال يق�ضي‬
‫ب�إن�شاء حمكمة �أفريقية حلقوق الإن�سان وال�شعوب‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪194‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫دال‪ -‬املحكمة اجلنائية الدولية‬


‫‪� .٤٧‬أن�ش�أ نظام روما الأ�سا�سي املعتمد يف ‪ ١٧‬متوز ‪ /‬يوليه‪ ١٩٩٨‬املحكمة‬
‫اجلنائية الدولية الدائمة ملحاكمة ملحاكمة الأفراد امل�س�ؤولني عن �أفعال‬
‫الإبادة اجلماعية واجلرائم املرتكبة �ضد الإن�سانية وجرائم احلرب‪A/( .‬‬
‫‪ )9/183.CONF‬ولهذه املحكمة اخت�صا�ص النظر يف ق�ضايا ادعاء وقوع‬
‫التعذيب‪� ،‬إما �ضمن جرمية الإبادة اجلماعية �أو بو�صفه جرمية مرتكبة‬
‫�ضد الإن�سانية‪ ،‬وذلك �إذا كان التعذيب جزءا من اعتداء وا�سع النطاق‬
‫�أو منهجي‪� ،‬أو بو�صفه جرمية حرب يف �إطار اتفاقيات جنيف لعام ‪١٩٤٩‬‬
‫ويعرف التعذيب يف نظام روما الأ�سا�سي ب�أنه الإحلاق املتعمد لأمل �أو‬ ‫ّ‬
‫عذاب �شديدين‪� ،‬سواء بدنيا �أو ذهنيا‪ ،‬ب�شخ�ص موجود يف عهدة املتهم‬
‫�أو واقع حتت �سيطرته‪ .‬وحتى ‪� ٢٥‬أيلول ‪�/‬سبتمرب ‪ ،٢٠٠٠‬كان قد وقّع‬
‫و�صدقت‬
‫ّ‬ ‫على نظام روما الأ�سا�سي للمحكمة اجلنائية الدولية ‪ ١١٣‬بلداً‬
‫عليه ‪ ٢١‬دولة‪ .‬و�سيكون مقر املحكمة يف الهاي‪ .‬ويقت�رص اخت�صا�ص‬
‫املحكمة على الق�ضايا التي تكون الدول املعنية فيها غري قادرة على‬
‫مالحقة الأفراد امل�س�ؤولني عن اجلرائم التي عينها نظام روما الأ�سا�سي �أو‬
‫عازفة على مالحقتهم‪.‬‬
‫‪195‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الف�صل الثاين‪:‬‬
‫مدونات ال�سلوك املهني ذات ال�صلة‬

‫‪ .48‬متا َر�س كل املهن يف �إطار مدونات لقواعد ال�سلوك تن�ص على القيم‬
‫امل�شرتكة والواجبات امل�سلم بوقوعها على ممار�سي املهنة وحتدد م�ستويات‬
‫�أخالقية يتوقع منهم التزامها‪ .‬واملعايري الأخالقية تتقرر �أ�سا�سا بطريقتني‪،‬‬
‫ف�إما �أن تن�ص عليها �صكوك دولية و�ضعتها هيئات مثل الأمم املتحدة‬
‫�أو تت�ضمنها �آداب ال�سلوك املهني التي يقرر ها ممار�سو املهنة �أنف�سهم عن‬
‫طريق اجلمعيات التي متثلهم على ال�صعيدين الوطني والدويل‪ .‬واملفاهيم‬
‫اجلوهرية واحدة دائما وهي تن�صب على التزامات ممار�س ي املهنة جتاه‬
‫الأفراد من موكليه �أو مر�ضاه‪ ،‬وجتاه اﻤﻟﺠمتع ب�أ�رسه‪ ،‬وجتاه زمالئه من‬
‫�أجل احلفاظ على �رشف املهنة‪ .‬وهذه االلتزامات تكون معربة ومعززة‬
‫للحقوق التي تكفلها ال�صكوك الدولية للنا�س جميعا‪.‬‬
‫�ألف‪� -‬آداب مهنة القانون‬
‫‪ .٤٩‬يقع على الق�ضاة بو�صفهم �أ�صحاب القول الف�صل يف �إقامة العدل دور‬
‫خا�ص يف حماية حقوق املواطنني‪ .‬واملعايري الدولية تلقي واجبا �أخالقيا‬
‫على الق�ضاة ميلي عليهم �ضمان حماية حقوق الأفراد‪ .‬وين�ص املبد�أ ‪ ٦‬من‬
‫مبادئ الأمم املتحدة الأ�سا�سية ب�ش�أن ا�ستقالل ال�سلطة الق�ضائية على �أن‬
‫مبد�أ ا�ستقالل ال�سلطة الق�ضائية يكفل لهذه ال�سلطة‪ .‬ويتطلب منها �أن‬
‫ت�ضمن �سري الإجراءات الق�ضائية بعدالة‪ ،‬واحرتام حقوق الأطراف‪ .٤٥‬ويقع‬
‫على �أع�ضاء النيابة العامة باملثل واجب �أخالقي ميلي عليهم التحقيق‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪196‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫يف جرمية التعذيب التي يرتكبها موظفون عموميون واملالحقة الق�ضائية‬


‫ملرتكبيها‪ .‬فاملادة ‪١٥‬من مبادئ الأمم املتحدة التوجيهية ب�ش�أن دور �أع�ضاء‬
‫النيابة العامة تقرر �أن على �أع�ضاء النيابة العامة �إيالء االهتمام الواجب‬
‫للمالحقات الق�ضائية املت�صلة باجلرائم التي يرتكبها موظفون عموميون‪،‬‬
‫وال �سيما ما يتعلق منها بالف�ساد‪ ،‬و�إ�ساءة ا�ستعمال ال�سلطة‪ ،‬واالنتهاكات‬
‫اجل�سيمة حلقوق الإن�سان‪ ،‬وغري ذلك من اجلرائم التي ين�ص عليها‬
‫القانون الدويل‪ ،‬وللتحقيق يف هذه اجلرائم �إذا كان القانون ي�سمح به �أو‬
‫�إذا كان يتم�شى مع املمار�سة املحلية‪.46‬‬
‫‪ .٥٠‬كما تلقي املعايري الدولية واجبا على املحامني ميلي عليهم �أن يقوموا‬
‫يف ممار�سة وظائفهم املهنية بتعزيز حماية حقوق الإن�سان واحلريات‬
‫الأ�سا�سية‪ .‬فاملبد�أ ‪ ١٤‬من مبادئ الأمم املتحدة الأ�سا�سية ب�ش�أن دور‬
‫املحامني تن�ص على �أن ي�سعى املحامون‪ ،‬لدى حماية حقوق موكليهم‬
‫و�إعالء �ش�أن العدالة‪� ،‬إىل التم�سك بحقوق الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية‬
‫التي يعرتف ﺑﻬا القانون الوطني والقانون الدويل‪ ،‬وتكون ت�رصفاﺗﻬم‬
‫يف جميع الأحوال حرة متيقظة مما�شية للقانون واملعايري املعرتف ﺑﻬا‬
‫و�أخالقيات مهنة القانون‪.47‬‬
‫باء ‪� -‬آداب الرعاية ال�صحية‬
‫‪� .51‬إن ال�صلة بني مفاهيم حقوق الإن�سان واملبادئ الرا�سخة لآداب‬
‫الرعاية ال�صحية وا�ضحة متاما‪ .‬وااللتزامات الأخالقية ملمار�سي املهن‬
‫ال�صحية م�سجلة على ثالثة م�ستويات‪ .‬فهي تتجلى يف وثائق الأمم‬
‫املتحدة‪� ،‬أ�سوة مبهنة القانون‪ ،‬كما تتج�سد يف ن�صو�ص �إعالنات �صادرة‬
‫عن املنظمات الدولية املمثلة ملمار�سي املهن ال�صحية مثل اجلمعية الطبية‬
‫العاملية‪ ،‬واجلمعية العاملية للطب النف�سي‪ ،‬واﻤﻟﺠل�س الدويل ملمار�سي‬
‫مهنة التمري�ض‪ .٤٨‬كما �أن اجلمعيات الطبية ومنظمات التمري�ض ت�صدر‬
‫‪197‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫على ال�صعيد الوطني قواعد �سلوك ينتظر من �أع�ضائها التزامها‪ .‬واملبد أ�‬
‫الرئي�سي جلميع �آداب الرعاية ال�صحية‪� ،‬أيا كانت الكيفية التي يتم ﺑﻬا‬
‫التعبري عنها‪ ،‬هي كون الواجب اجلوهري يتمثل يف الت�رصف على النحو‬
‫الذي يرعى على الوجه الأمثل م�صلحة املري�ض دون اعتبار لأية موانع‬
‫�أو �ضغوط �أو التزامات تعاقدية �أخرى‪ .‬ويف بع�ض البلدان‪ُ ،‬تدرج مبادئ‬
‫الآداب الطبية مثل ال�رسية يف عالقة الطبيب باملري�ض يف �صلب القانون‬
‫الوطني‪ .‬وحتى حني ال تكون املبادئ الأخالقية مدرجة يف القانون على‬
‫هذا النحو‪ ،‬ف�إن جميع ممار�سي املهن ال�صحية يظلون ملتزمني �أدبيا‬
‫باملعايري التي تر�سيها هيئاﺗﻬم املهنية‪ .‬فهم ي�صبحون مدانني بتهمة �سوء‬
‫ال�سلوك �إن حادوا عن املعايري املهنية دون م�سوغ مقبول‪.‬‬
‫‪ -١‬ن�صو�ص الأمم املتحدة املت�صلة مبمار�سي املهن ال�صحية‬
‫‪ .٥٢‬يتعني على ممار�سي املهن ال�صحية‪� ،‬ش�أﻧﻬم �ش�أن �سائر العاملني يف‬
‫نظم ال�سجون‪ ،‬مراعاة القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء التي‬
‫تتطلب �إتاحة اخلدمات الطبية‪ ،‬مبا يف ذلك خدمات الطب النف�سي‪،‬‬
‫جلميع ال�سجناء دون متييز‪ ،‬وعيادة جميع ال�سجناء املر�ضى �أو طالبي‬
‫العالج يوميا‪ .٤٩‬وهذه املتطلبات ت�أتي معززة لاللتزامات الأخالقية الواقعة‬
‫على الأطباء والتي �سريد تناولها �أدناه‪ ،‬وهي االلتزامات التي تق�ضي‬
‫مبعاجلة املر�ضى الذين عليهم واجب رعايتهم‪ ،‬والت�رصف على النحو الذي‬
‫يحقق م�صلحتهم على الوجه الأمثل‪ .‬كما تناولت الأمم املتحدة م�س�ألة‬
‫االلتزامات الأخالقية الواقعة على الأطباء وغريهم من ممار�سي املهن‬
‫ال�صحية ب�صورة حمددة يف ن�صو�ص �آداب مهنة الطب املت�صلة بدور‬
‫املوظفني ال�صحيني‪ ،‬وال �سيما الأطباء‪ ،‬يف حماية امل�سجونني واملحتجزين‬
‫من التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية‬
‫�أو املهينة‪ ٥٠‬وهي تو�ضح �أن على ممار�سي املهن ال�صحية واجب �أخالقي‬
‫يتمثل يف حماية ال�صحة البدنية والعقلية للمحتجزين‪ .‬فمن املحظور‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪198‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫عليهم على وجه التحديد ا�ستخدام معارفهم ومهاراﺗﻬم الطبية على �أي‬
‫نحو يتنافى مع حقوق الفرد املقررة يف ال�صكوك الدولية‪ .٥١‬كما �أن القيام‪،‬‬
‫�سواء بطريقة �إيجابية �أو �سلبية‪ ،‬ب�أعمال ت�شكل م�شاركة يف التعذيب �أو‬
‫تغا�ضيا عنه ب�أي �شكل من الأ�شكال يعد خمالفة ج�سيمة لآداب مهنة‬
‫الطب‪.‬‬
‫‪ .53‬وت�شمل «امل�شاركة يف التعذيب» تقييم قدرة فرد على حتمل �إ�ساءة‬
‫املعاملة؛ واحل�ضور �أثناء �إ�ساءة املعاملة �أو الإ�رشاف عليها �أو اقرتافها؛‬
‫و�إنعا�ش الأفراد من �أجل موا�صلة �إ�ساءة معاملتهم �أو تقدمي العالج‬
‫الطبي قبل التعذيب مبا�رشة �أو يف �أثنائه �أو على �أثره بناء على تعليمات‬
‫رجح �أن يكونوا م�س�ؤولني عنه؛ و�إتاحة امل عرفة املهنية �أو البيانات‬‫من ُي ّ‬
‫ال�صحية ال�شخ�صية عن الفرد ملرتكبي التعذيب؛ والتجاهل املتعمد‬
‫للأدلة وتزوير التقارير‪ ،‬مثل تقارير ت�رشيح اجلثث و�شهادات الوفاة‪.٥٢‬‬
‫كما جت�سد مبادئ الأمم املتحدة �إحدى القواعد اجلوهرية لأخالقيات‬
‫الرعاية ال�صحية بتوكيدها �أن العالقة الوحيدة امل�سموح ﺑﻬا من الوجهة‬
‫الأخالقية بني امل�سجونني وممار�سي املهن ال�صحية هي العالقة التي يكون‬
‫الق�صد منها تقييم وحماية وحت�سني �صحة امل�سجونني‪ .‬وبذلك ف�إن تقييم‬
‫احلالة ال�صحية للمحتجزين بق�صد تي�سري العقاب �أو التعذيب �إمنا هو �أمر‬
‫خمالف بجالء لآداب املهنة‪.‬‬
‫‪ -٢‬ن�صو�ص الإعالنات ال�صادرة عن الهيئات املهنية الدولية‬
‫‪ .٥٤‬يركز الكثري من ن�صو�ص الإعالنات ال�صادرة عن الهيئات املهنية‬
‫الدولية على مبادئ مت�صلة بحماية حقوق الإن�سان وهي متثل بذلك‬
‫توافقا طبيا دوليا عاما وا�ضحا يف املوقف جتاه هذه امل�سائل‪ .‬فالإعالنات‬
‫ال�صادرة عن اجلمعية الطبية العاملي ة تر�سم جوانب متفقا عليها دوليا‬
‫من الواجبات الأخالقية امللزمة جلميع الأطباء‪ .‬و�إعالن طوكيو‪ ٥٣‬ال�صادر‬
‫‪199‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫عن اجلمعية الطبية العاملية يكرر الإعراب عن حظر �أي �شكل من �أ�شكال‬
‫املمار�سة الطبية �أو احل�ضور الطبي يف التعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة‪ .‬وهذا‬
‫املوقف تدعمه مبادئ الأمم املتحدة التي ت�شري �إىل �إعالن طوكيو على‬
‫وجه التحديد‪ .‬فالأطباء حمظور عليهم بكل و�ضوح تقدمي �أية معلومات‬
‫�أو �أداة �أو مادة طبية يكون من �ش�أﻧﻬا �أن ت�سهل �إ�ساءة املعاملة‪ .‬ونف�س‬
‫هذه القاعدة تنطبق ب�صورة حمددة على الطب النف�سي وفقا لإعالن‬
‫اجلمعية العاملية للطب النف�سي ال�صادر يف هاواي والذي يحظر �إ�ساءة‬
‫ا�ستعمال مهارات الطب النف�سي النتهاك حقوق الإن�سان لأي فرد‬
‫�أو جماعة‪ .٥٤‬وا ّتخذ امل�ؤمتر الدويل للطب الإ�سالمي موقف ًا مماثال يف‬
‫�إعالنه ال�صادر يف الكويت الذي يحظر على الأطباء ال�سماح با�ستخدام‬
‫معارفهم املتخ�ص�صة للت�سبب يف �رضر �أو حتطيم �أو �أذى للبدن �أو العقل‬
‫�أو الروح �أيا كان ال�سبب الع�سكري �أو ال�سيا�سي الكامن وراء ذلك‪.٥٥‬‬
‫وتوجد �أحكام مماثلة ملمار�سي مهنة التمري�ض يف التوجيه اخلا�ص بدور‬
‫ممار�سي التمري�ض يف رعاية املحتجزين وامل�سجونني‪.56‬‬
‫‪ .٥٥‬وعلى ممار�سي املهن ال�صحية �أي�ضا واجب منا�رصة زمالئهم الذين‬
‫يندد ون بانتهاكات حقوق الإن�سان‪ ،‬فالتق�صري يف ذلك قد ال ي�ؤدي‬
‫فح�سب �إىل م�سا�س بحقوق املر�ضى وخمالفة للإعالنات املذكورة �أعاله بل‬
‫�أي�ضا �إىل الإ�رضار ب�سمعة املهن ال�صحية‪ .‬وتلويث �رشف املهنة يعترب من‬
‫�صور �سوء ال�سلوك املهني اخلطري‪ .‬وقرار اجلمعية الطبية العاملية ال�صادر‬
‫عن حقوق الإن�سان يدعو كل اجلمعيات الطبية الوطنية �إىل ا�ستعرا�ض‬
‫حالة حقوق الإن�سان يف بلداﻧﻬا و�ضمان عدم جلوء الأطباء �إىل �إخفاء‬
‫�أي �أدلة على وقوع الإ�ساءات خوفا من االنتقام منهم‪ .٥٧‬وهو يتطلب‬
‫من الهيئات الوطنية �إعطاء توجيه وا�ضح‪ ،‬خا�صة للأطباء العاملني يف‬
‫نظم ال�سجون‪ ،‬باالحتجاج على االنتهاكات التي ُيدعى وقوعها حلقوق‬
‫الإن�سان و�إتاحة �آلية فعالة للتحقيق يف �أن�شطة الأطباء املنافية لآداب‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪200‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املهنة يف جمال حقوق الإن�سان‪ .‬كما �أنه يتطلب منها م�ساندة فرادى‬
‫الأطباء الذين يقومون با�سرتعاء النظر �إىل انتهاكات حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫وقد جاء الإعالن الذي �أ�صدرته بعد ذلك اجلمعية الطبية العاملية يف‬
‫هامبورغ‪ ٥٨‬جمددا للت�أكيد على م�س�ؤولية الأفراد واﻤﻟﺠموعات الطبية‬
‫املنظمة يف �شتى �أرجاء العامل عن ت�شجيع الأطباء على مقاومة التعذيب‬
‫�أو �أي �ضغط يقع عليهم للت�رصف على نحو مناف للمبادئ الأخالقية‪.‬‬
‫وقد نا�شد فرادى الأطباء التنديد ب�أية �إ�ساءة للمعاملة وحث املنظمات‬
‫الطبية الوطنية والدولية على منا�رصة الأطباء الذين يقاومون مثل هذه‬
‫ال�ضغوط‪.‬‬
‫‪ -٣‬املدونات الوطنية لآداب مهنة الطب‬
‫‪ .٥٦‬وامل�ستوى الثالث الذي تتجلى فيه مبادئ الأخالقيات املهنية هو‬
‫املدونات الوطنية‪ ،‬فهي تعرب عن نف�س القيم اجلوهرية املو�ضحة �أعاله‪،‬‬
‫و�آداب مهنة الطب �إمنا تعرب يف الواقع عن قيم م�شرتكة بني جميع‬
‫الأطباء‪ .‬ويف جميع الثقافات واملدونات تقريبا جند نف�س االفرتا�ضات‬
‫الأ�سا�سية عن واجبات الأطباء يف جتنب الإيذاء وم�ساعدة العليل وحماية‬
‫ال�ضعيف وعدم التفرقة بني املر�ضى لأي �سبب عدا درجة اال�ستعجال‬
‫التي تت�صف ﺑﻬا احتياجاﺗﻬم الطبية‪ .‬كما تعرب مدونات مهنة التمري�ض‬
‫بدورها عن قيم مماثلة‪ .‬على �أن الإ�شكال يف مبادئ �آداب املهنة ين�ش�أ‬
‫عن �أﻧﻬا ال ت�ضع قواعد قطعية ملعاجلة كل مع�ضلة �أو م�أزق بل تتطلب‬
‫قدرا من التف�سري من جانب املمار�س‪ .‬ومن احليوي �أن ي�ضع ممار�سو املهن‬
‫ال�صحية ن�صب �أعينهم‪ ،‬عند وزن الأمور حل�سم �أي مع�ضلة‪ ،‬االلتزامات‬
‫الأخالقية التي تعرب عنها قيمهم املهنية امل�شرتكة‪ ،‬و�أن يحر�صوا على الوفاء‬
‫ﺑﻬا على النحو الذي ميليه الواجب الأ�سا�سي املتمثل يف عدم الت�سبب‬
‫يف �رضر ملر�ضاهم‪.‬‬
‫‪201‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫جيم‪ -‬املبادئ امل�شرتكة يف جميع مدونات �آداب مهن الرعاية ال�صحية‬


‫‪� .٥٧‬إن مبد�أ اال�ستقالل املهني يتطلب من ممار�سي املهن ال�صحية �أن‬
‫يركزوا دائما على الغر�ض الأ�سا�سي للطب �أال وهو تخفيف املعاناة والكرب‬
‫وجتنب �إيذاء املري�ض مهما كانت ال�ضغوط‪ .‬وثمة مبادئ �أخالقية �أخرى ترد‬
‫يف جميع مدونات و�إعالنات مبادئ �آداب املهنة لكوﻧﻬا جوهر ية للغاية‪.‬‬
‫و�أبرزها الأمر بتقدمي الرعاية الر�ؤوفة‪ ،‬وعدم الت�سبب يف ال�رضر‪ ،‬واحرتام‬
‫حقوق املر�ضى‪ .‬فهذه متطلبات مركزية من جميع ممار�سي املهن ال�صحية‪.‬‬

‫‪ -١‬واجب تقدمي الرعاية الر�ؤوفة‬


‫‪ .٥٨‬تعرب املدونات والإعالنات الوطنية والدولية بطرق �شتى عن واجب‬
‫تقدمي الرعاية‪ .‬و�أحد جو انب هذا الواجب يتمثل يف واجب الطبيب‬
‫يف تلبية نداء من يكونون يف حاجة �إىل الرعاية الطبية‪.‬ويتجلى ذلك‬
‫يف املدونة الدولية لآداب مهنة الطب‪ ٥٩‬ال�صادرة عن اجلمعية الطبية‬
‫العاملية التي ت�سجل االلتزام الأخالقي الواقع على الأطباء بتقدمي الرعاية‬
‫يف احلاالت العاجلة باعتبار ذلك واجبا �إن�سانيا‪ .‬وواجب اال�ستجابة لنداء‬
‫احلاجة والأمل واجب تردده الن�صو�ص التقليدية جلميع الثقافات تقريبا‪.‬‬
‫‪ .٥٩‬والكثري من �آداب مهنة الطب يف الع�رص احلديث يقوم على مبادئ‬
‫را�سخة يف �أقدم التعابري عن القيم املهنية التي هي قيم تتطلب من‬
‫الأطباء تقدمي الرعاية حتى لو عر�ضهم ذلك ل�شيء من اﻤﻟﺠازفة‪ .‬مثال‬
‫ذلك �أن »كاراكا �سامهيتا« التي هي مدونة هندو�سية ترجع �إىل القرن‬
‫امليالدي الأول توعز للطبيب ب�أن اعمل لتخفيف كرب مر�ضاك بكل‬
‫قلبك وروحك‪ ،‬وال ﺗﻬجر مري�ضك �أو ت�ؤذيه من �أجل حياتك ورزقك‪.‬‬
‫واملدونات الإ�سالمية القدمية تت�ضمن �أوامر م�شابهة‪ ،‬و�إعالن الكويت يف‬
‫ع�رصنا احلديث يتطلب من الأطباء �أن ين�رصفوا �إىل رعاية املحتاجني‬
‫القا�صي منهم �أو الداين‪ ،‬ال�صالح �أو الطالح‪ ،‬ال�صديق �أو العدو‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪202‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .٦٠‬وقيم الطب الغربي يغلب فيها ت�أثري ميني �أبقراط وغريه من العهود‬
‫امل�شاﺑﻬة مثل دعاء ابن ميمون‪ .‬وميني �أبقراط يت�ضمن ق�سما ر�سميا‬
‫بالت�ضامن مع الأطباء الآخرين والتزاما بنفع املر�ضى ورعايتهم وجتنب‬
‫ال�رضر لهم‪ ،‬كما يت�ضمن عهدا باحلفاظ على الكتمان وال�رسية‪ .‬وهذه‬
‫املفاهيم الأربعة تتجلى ب�صور خمتلفة يف جميع املدونات الع�رصية لآداب‬
‫الرعاية ال�صحية ‪ .‬ف�إعالن جنيف‪ ٦٠‬ال�صادر عن اجلمعية الطبية العاملية �إمنا‬
‫هو �إعراب جمدد بلغة الع�رص عن قيم �أبقراط‪ .‬وهو ميثل عهدا يقطعه‬
‫الأطباء على �أنف�سهم ب�أن يولوا املقام الأول من االعتبار ل�صحة مر�ضاهم‬
‫وق�سما منهم بتكري�س �أنف�سهم خلدمة الإن�سانية ب�ضمري و�رشف‪.‬‬
‫‪ .٦١‬وواجب الرعاية تتجلى جوانب منه يف الكثري من �إعالنات اجلمعية‬
‫الطبية العاملية التي تو�ضح �أن على الأطباء �أن يت�رصفوا دائما على الوجه‬
‫الأف�ضل للمر�ضى‪ ،‬مبن فيهم املحتجزون واملن�سوب �إليهم ارتكاب جرائم‪.‬‬
‫وكثريا ما يتم التعبري عن هذا الواجب من خالل فكرة اال�ستقالل املهني‬
‫التي تقت�ضي من الأطباء التم�سك ب�أف�ضل املمار�سات الطبية مهما تعر�ضوا‬
‫لل�ضغوط‪ .‬واملدونة الدولية لآداب مهنة الطب التي �أ�صدرﺗﻬا اجلمعية‬
‫الطبية العاملية ت�شدد على واجب الطبيب يف تقدمي الرعاية »با�ستقالل‬
‫مهني و�أخالقي تام وبرحمة واحرتام للكرامة الإن�سانية»‪ .‬كما تربز املدونة‬
‫واجب الطبيب يف الت�رصف على النحو الذي يحقق م�صلحة املري�ض‬
‫وحده‪ ،‬وتقرر �أن الطبيب يجب �أن يكون على والء تام ملر�ضاه‪ .‬كما‬
‫�أن �إعالن طوكيو و�إعالن ا�ستقالل الطبيب وحريته املهنية‪ ٦١‬ال�صادران‬
‫عن اجلمعية الطبية العاملية يو�ضحان ب�صورة ال لب�س فيها �أن على‬
‫الأطباء التم�سك بحريتهم يف الت�رصف ل�صالح املر�ضى ب�رصف النظر عن‬
‫�أية اعتبارات �أ خرى‪ ،‬مبا يف ذلك تعليمات �صاحب العمل �أو �سلطات‬
‫ال�سجن �أو قوات الأمن‪ .‬كما يتطلب الإعالن الأخري من الأطباء �أن‬
‫ميكنهم من متثيل وحماية‬ ‫ي�ضمنوا �أن يكون لهم» اال�ستقالل املهني الذي ّ‬
‫‪203‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫االحتياجات ال�صحية للمر�ضى يف مواجهة كل من يحاول احليلولة دون‬


‫تقدمي الرعاية الالزمة للمر�ضى �أو امل�صابني �أو تقييد مداها«‪ .‬وترد مبادئ‬
‫مماثلة ملمار�سي مهنة التمري�ض يف مدونة �آداب املهنة التي و�ضعها اﻤﻟﺠل�س‬
‫الدويل ملمار�سي التمري�ض‪.‬‬
‫‪ .٦٢‬كما ي�أتي تعبري اجلمعية الطبية العاملية عن واجب تقدمي الرعاية من‬
‫اجتاه �آخر هو االعرتاف بحقوق املر�ضى‪ .‬فالإعالن الذي �أ�صدرته يف‬
‫ل�شبونة عن حقوق املر�ضى‪ ٦٢‬يعرتف ب�أن لكل �شخ�ص احلق يف احل�صول‬
‫دون متييز على الرعاية ال�صحية املنا�سبة‪ ،‬كما يكرر القول ب�أن الأطباء‬
‫يجب �أن يكون ت�رصفهم دائما على نحو يحقق م�صلحة املري�ض على‬
‫�أف�ضل وجه‪ .‬ويقول الإعالن بوجوب �ضمان اال�ستقالل الذاتي والإن�صاف‬
‫للمر�ضى‪ ،‬و�أن على الطبيب ومقدمي الرعاية الطبية التم�سك بحقوق‬
‫املري�ض«‪ .‬فحيثما يحرم ت�رشيع �أو قرار حكومي �أو �إدارة �أو م�ؤ�س�سة ما‬
‫املر�ضى من هذه احلقوق يتعني على الأطباء اللجوء �إىل الو�سائل املنا�سبة‬
‫لكفالتها �أو ا�ستعادﺗﻬا«‪ .‬وهو ي�ؤكد �أن من حق الأفراد احل�صول على‬
‫الرعاية ال�صحية املنا�سبة بغ�ض النظر عن اعتبارات مثل �أ�صلهم الإثني‬
‫�أو عقائدهم ال�سيا�سية �أو جن�سيتهم �أو نوع اجلن�س �أو الدين �أو اجلدارة‬
‫الفردية‪ .‬فاملتهمون �أو املدانون يف جرائم لهم‪ ،‬من الوجهة الأخالقية‪،‬‬
‫حق مت�ساو يف احل�صول على الرعاية الطبية والتمري�ض املنا�سبني‪ .‬كما‬
‫يربز �إعالن ل�شبونة ال�صادر عن اجلمعية الطبية العاملية �أن املعيار الوحيد‬
‫املقبول للتمييز بني املر�ضى هو مدى اال�ستعجال الن�سبي الذي تت�صف‬
‫به حاجتهم الطبية‪.‬‬
‫‪ -٢‬املوافقة ال�صادرة عن علم‬
‫‪ .٦٣‬لئن كانت الإعالنات التي تعرب عن واجب الرعاية تربز كلها االلتزام‬
‫بالت�رصف على النحو الذي يخدم على �أف�ضل وجه م�صالح الفرد اجلاري‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪204‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫فح�صه �أو عالجه‪ ،‬ف�إن يف هذا افرتا�ضا ب�أن ممار�سي املهن ال�صحية‬
‫يعرفون حقيقة م�صلحة املري�ض املثلى‪ ،‬على �أن من املفاهيم التي �أ�صبحت‬
‫�أ�سا�سية جدا يف �آداب مهنة الطب يف الع�رص احلديث �أملر�ضى �أنف�سهم‬
‫هم خري حكم يف �أمر م�صلحتهم‪ ،‬وهذا يقت�ضي من ممار�سي املهن‬
‫ال�صحية �إعطاء �أ�سبقية طبيعية لرغبات املري�ض الرا�شد الكامل الأهلية‬
‫على �آراء �أي �شخ�ص ذي �سلطة حول ما هو �أف�ضل لذلك الفرد‪.‬‬
‫�أما حيث يكون املري�ض فاقد الوعي �أو عاجزا ل�سبب �آخر عن �إعطاء‬
‫موافقة �صحيحة‪ ،‬فيتوجب على ممار�سي املهن ال�صحية البت يف �أمر كيفية‬
‫حماية وتعزيز م�صاحله املثلى‪ .‬فممار�سي التمري�ض والأطباء يتوقع منهم �أن‬
‫يت�رصفوا ت�رصف املدافع عن املري�ض‪ ،‬ويتجلى هذا املعنى يف �إعالن ل�شبونة‬
‫ال�صادر عن اجلمعية الطبية العاملية وبيان اﻤﻟﺠل�س الدويل ملمار�سي التمري�ض‬
‫عن دور ممار�سي التمري�ض يف �صون حقوق الإن�سان‪.٦٣‬‬
‫‪ .٦٤‬ف�إعالن ل�شبونة ال�صادر عن اجلمعية الطبية العاملية ّ‬
‫يذكر على وجه‬
‫التحديد بواجب الأطباء يف احل�صول على موافقة طوعية �صادرة عن‬
‫علم من املر�ضى كاملي الأهلية العقلية على كل فح�ص �أو �إجراء‪ .‬ومعنى‬
‫هذا �أنه يلزم للأفراد �أن يكونوا على علم بتبعات املوافقة وعواقب الرف�ض‪.‬‬
‫ويرتتب بالتايل على ممار�سي املهن ال�صحية �أن ي�رشحوا ب�رصاحة مق�صد‬
‫الفح�ص والعالج للمري�ض قبل فح�صه‪� .‬أما املوافقة التي ت�صدر حتت‬
‫�إكراه‪� ،‬أو بناء على معلومات غري �صحيحة �أعطيت للمري�ض‪ ،‬فهي تعد‬
‫باطلة والأطباء املت�رصفون ا�ستنادا �إليها �سيعتربون يف �أغلب الأحوال‬
‫خمالف لآداب مهنة الطب‪ .‬وبقدر ا�شتداد خطورة تبعات الإجراء على‬
‫املري�ض‪ ،‬يتعاظم الواجب الأخالقي يف احل�صول على املوافقة ال�صادرة‬
‫عن علم �صحيح‪� .‬أي �أنه حيث تكون للفح�ص واملداواة فائدة عالجية‬
‫وا�ضحة للأفراد ف�إن موافقتهم ال�ضمنية املتمثلة يف تعاوﻧﻬم يف الإجراءات‬
‫قد تعد كافية‪� .‬أما حيث ال يكون العالج هو الهدف الأول من الفح�ص‬
‫‪205‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫فينبغي التحوط البالغ و�ضمان �إدراك املري�ض وموافقته على ذلك‪ ،‬وعدم‬
‫تعار�ض الفح�ص ب�أي حال مع امل�صالح املثلى للفرد‪ .‬وكما �سبق ذكره‬
‫ف�إن الفح�ص الهادف �إىل التحقق من قدرة فرد على حتمل العقاب �أو‬
‫التعذيب �أو ال�ضغط البدين �أثناء ا�ستجوابه فح�ص مناف لآداب املهنة‬
‫وخمالف ملق�صد الطب‪ .‬والتقييم الوحيد ل�صحة امل�سجونني الذي يعد‬
‫متفقا مع هذه الآداب هو التقييم ال�صحي الهادف �إىل �صون وحت�سني‬
‫�صحة املري�ض على �أف�ضل وجه‪ ،‬ال تي�سري العقاب‪� .‬أما الفح�ص البدين‬
‫الذي ينتوى ا�ستخدام نتائجه �أدلة يف التحقيق‪ ،‬ف�إنه يتطلب احل�صول‬
‫على موافقة �صادرة عن علم مبعنى �أن يفهم املري�ض عوامل من قبيل‬
‫الكيفية التي �ست�ستخدم ﺑﻬا البيانات ال�صحية املكت�سبة من الفح�ص‪،‬‬
‫والكيفية التي �ستحتفظ ﺑﻬا هذه البيانات‪ ،‬ومن الذي �سيكون بو�سعه‬
‫تو�ضح �سلفا هذه النقاط وغريها من النقاط ذات‬
‫الإطالع عليها‪ .‬فما مل ّ‬
‫ال�صلة بالقرار الذي يتخذه املري�ض ف�إن املوافقة على الفح�ص وت�سجيل‬
‫املعلومات تكون باطلة‪.‬‬
‫‪ -٣‬الكتمان وال�رسية‬
‫‪� .65‬إن جميع مدونات �آداب املهنة منذ ميني �أبقراط وحتى الع�صور احلديثة‬
‫تت�ضمن واجب الكتمان واحلفاظ على ال�رسية باعتباره واجبا جوهريا‪ ،‬وهذا‬
‫املبد�أ تربزه كذلك الإعالنات ال�صادرة عن اجلمعية الطبية العاملية‪ ،‬مثل‬
‫�إعالن ل�شبو نة‪ .‬ويف �رشع بع�ض البلدان‪ ،‬تع َلق �أهمية بالغة على �رضورة‬
‫التزام ال�رسية املهنية حتى �إنه ين�ص عليها يف �صلب القانون الوطني‪.‬‬
‫وواجب ال�رسية لي�س مطلقا بل يجوز اخلروج عنه على نحو يظل متم�شيا‬
‫مع �آداب املهنة يف بع�ض الظروف اال�ستثنائية‪ ،‬وذلك حني يرتتب على‬
‫االمتناع عن الإف�شاء �رضر فادح بالنا�س �أو �إف�ساد بالغ للعدالة‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪206‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫غري �أنه ال يجوز عموما التخلي عن واجب كتمان املعلومات ال�صحية‬


‫ال�شخ�صية التي تك�شف عن هوية املري�ض �إال ب�إذن �صادر منه عن علم‬
‫�صحيح‪� .٦٤‬أما املعلومات التي ال تنطوي على ك�شف عن هوية املري�ض‬
‫فيمكن ا�ستخدامها بحرية لأغرا�ض �أخرى‪ ،‬ويف�ضل عموما ا�ستخدام هذا‬
‫النوع من املعلومات يف جميع الأحوال التي ال يعترب فيها حتديد هوية‬
‫املري�ض �أمرا جوهريا‪ .‬وينطبق ذلك مثال على حالة جمع معلومات عن‬
‫�أمناط التعذيب و�إ�ساءة املعاملة‪ .‬وامل�آزق تن�ش�أ عند وقوع �ضغط على‬
‫ممار�سي املهن ال�صحية ﺑﻬدف حملهم على �إف�شاء معلومات تتيح الك�شف‬
‫عن الهوية ويكون من املرجح �أﻧﻬا �ستعر�ض مر�ضاهم ل�رضر �أو عندما‬
‫ي�ستلزم القانون مثل هذا الإف�شاء‪ .‬يف هذه احلاالت تربز االلتزامات‬
‫الأخالقية اجلوهرية القا�ضية مبراعاة اال�ستقالل الذاتي وخدمة م�صالح‬
‫املري�ض املثلى وفعل اخلري وجتنب ال�رضر‪ .‬وهي تعلو على كل اعتبار �آخر‪.‬‬
‫وعلى الأطباء �أن يو�ضحوا يف هذه احلاالت للمحكمة �أو لل�سلطة‬
‫طالبة املعلومات �أﻧﻬم ملتزمون بواجبات مهنية تفر�ض عليهم الكتمان‪.‬‬
‫ويحق ملمار�سي املهن الطبية الذين ي�ستجيبون على هذا النحو �أن يعتمدوا‬
‫على ت�أييد جمعيتهم املهنية وزمالئهم‪ .‬كما �أن القانون الإن�ساين الدويل‬
‫يب�سط يف فرتات الرتاع امل�سلح حماية خا�صة لل�رسية والكتمان يف عالقة‬
‫الطبيب باملري�ض‪ ،‬مقت�ضيا من الأطباء عدم الو�شاية ب�أي مر�ضى �أو‬
‫جرحى‪ ٦٥.‬فممار�سو املهن ال�صحية م�شمولون بحماية من حيث �إنه ال يجوز‬
‫�إرغامهم على الإف�شاء مبعلومات عن مر�ضاهم يف مثل هذه الظروف‪.‬‬
‫دال‪ -‬ممار�سو املهن ال�صحية ذوو االلتزامات املزدوجة‬
‫‪ .66‬تقع على ممار�سي املهن ال�صحية التزامات مزدوجة فهم مدينون‬
‫للمري�ض بواجب � ّ‬
‫أويل هو حماية م�صاحله املثلى‪ ،‬وعليهم �أي�ضا واجب‬
‫عام نحو اﻤﻟﺠمتع يق�ضي ب�ضمان العدالة ومنع انتهاك حقوقالإن�سان‪.‬‬
‫‪207‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫واملع�ضالت النا�شئة عن ازدواج االلتزامات ت�صبح حادة بوجه خا�ص يف‬


‫حالة ممار�سي املهن ال�صحية العاملني مع ال�رشطة �أو القوات امل�سلحة �أو‬
‫الدوائر الأمنية الأخرى �أو العاملني يف نظم ال�سجون‪ .‬ف�إن م�صالح اجلهة‬
‫التي ت�ستخدمهم وم�صالح زمالئهم من غري العاملني يف املجال الطبي‬
‫قد تت�ضارب مع امل�صالح املثلى للمر�ضى املحتجزين‪ .‬ولكن على ممار�سي‬
‫املهن ال�صحية‪� ،‬أيا كانت ظروف ا�ستخدامهم‪ ،‬واجب جوهري عام ميلي‬
‫عليهم رعاية الأ�شخا�ص الذين يطلب منهم فح�صهم �أو عالجهم‪ ،‬وال‬
‫ميكن �أن تلزمهم �أي اعتبارات تعاقدية �أو �سواها بالتفريط يف ا�ستقاللهم‬
‫املهني‪ ،‬بل ال بد لهم �أن يجروا تقييما نزيها مل�صالح املري�ض ال�صحية و�أن‬
‫يت�رصفوا يف �ضوء ذلك‪.‬‬
‫‪ -١‬املبادئ الهادية جلميع الأطباء ذوي االلتزامات املزدوجة‬
‫‪ .67‬على الأطباء الذين يت�رصفون نيابة عن طرف �آخر �أن ي�ضمنوا دائما‬
‫�أن يكون ذلك �أمرا مفهوما لدى املري�ض‪ .٦٦‬فعلى الأطباء �أن يعلنوا‬
‫للمر�ضى هويتهم‪ ،‬و�أن يو�ضحوا لهم الق�صد من الفح�ص �أو العالج‪� .‬إذ‬
‫�أنه يظل على الأطباء‪ ،‬حتى عندما تع ّينهم �أو تدفع �أتعاﺑﻬم جهة �أخرى‪،‬‬
‫واجب رعاية وا�ضح جتاه �أي مري�ض يقومون بفح�صه �أو عالجه‪ .‬ويجب‬
‫يعر�ضهم لأذى‬ ‫رض مر�ضاهم �أو ّ‬ ‫عليهم رف�ض التقيد ب�أي �إجراء قد ي� ّ‬
‫بدين �أو نف�سي‪ .‬ويتعني عليهم �ضمان �صياغة �رشوط تعاقدهم على نحو‬
‫يتيح لهم اال�ستقالل املهني الالزم التخاذ القرارات ال�رسيرية ال�صحيحة‪.‬‬
‫متكن �أي �شخ�ص حمبو�س من احل�صول على‬ ‫ويجب �أن ي�ضمن الأطباء ّ‬
‫�أي فح�ص �أو عالج طبي الزم‪ .‬وحني يكون ال�شخ�ص املحتجز قا�رصا‪،‬‬
‫�أو بالغا عدمي القدرة‪ ،‬ت�صبح على الأ طباء واجبات �إ�ضافية متلي عليهم‬
‫الت�رصف بو�صفهم مدافعني عنه‪ .‬ويظل على الأطباء واجب الكتمان‬
‫العام‪ ،‬فال يجوز الإف�شاء عن املعلومات دون معرفة املري�ض‪ .‬ويجب �أن‬
‫ي�ضمنوا حفظ �سجالﺗﻬم الطبية على نحو يكفل حماية �رسيتها‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪208‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫وعلى الأطباء واجب مراقبة احلالة‪ ،‬و�إعالن اعرتا�ضهم عندما تكون‬


‫ت�رصفات الدوائر التي يعملون لديها ال �أخالقية �أو متع�سفة �أو غري كافية‬
‫�أو مثرية لتهديد حمتمل ل�صحة املر�ضى‪ .‬ففي هذه احلاالت يقع عليهم‬
‫واجب �أخالقي يق�ضي باتخاذ �إجراء عاجل لأن عدم اتخاذهم موقفا فوريا‬
‫�أمر يجعل االحتجاج يف وقت الحق �أ�شد �صعوبة‪ .‬فعليهم �إبالغ الأمر‬
‫�إىل ال�سلطات املخت�صة �أو الوكاالت الدولية التي ت�ستطيع التحقيق فيه‬
‫على �أن ال يكون يف ذلك تعري�ض ملر�ضاهم �أو �أ�رسهم �أو �أنف�سهم خلطر‬
‫�رضر ج�سيم متوقع‪ .‬وينبغي للأطباء واجلمعيات املهنية منا�رصة الزمالء‬
‫الذين يتخذون مثل هذا الإجراء بناء على �شواهد معقولة‪.‬‬
‫‪ -٢‬املع�ضالت النا�شئة عن ازدواج االلتزامات‬
‫‪ .68‬ي�ؤدي ازدواج االلتزامات �إىل مع�ضالت عند وقوع تعار�ض بني �آداب‬
‫املهنة والقانون‪ .‬وقد تن�ش�أ ظروف يتعني فيها على ممار�سي املهن ال�صحية‪،‬‬
‫بحكم الواجبات التي متليها عليهم �آداب املهنة‪ ،‬االمتناع عن �إطاعة قانون‬
‫معني‪ ،‬كقانون يق�ضي ب�إف�شائهم معلمات طبية �رسية عن مري�ض‪ .‬وثمة‬
‫توافق عام يف الر�أي يتجلى يف الإعالنات الدولية والوطنية التي حتدد‬
‫مبادئ �آداب املهنة على �أنه ال ميكن �إلزام ممار�سي املهن ال�صحية بالت�رصف‬
‫على نحو خمالف لآداب املهنة ول�ضمريهم ر�ضوخا منهم لأي �أوامر �أخرى‪،‬‬
‫مبا يف ذلك �أمر القانون‪ .‬ففي مثل هذه احلاالت‪ ،‬يتعني على ممار�سي املهن‬
‫ال�صحية االمتناع عن تطبيق القانون �أو القاعدة التنظيمية املعينة بدال من‬
‫امل�سا�س باملفاهيم الأخالقية الأ�سا�سية �أو تعري�ض املر�ضى خلطر ج�سيم‪.‬‬
‫‪ .69‬ويف بع�ض احلاالت قد يت�ضارب التزامان �أخالقيان‪ .‬فاملدونات‬
‫واملبادئ الأخالقية الدولية تتطلب �إبالغ املعلومات عن التعذيب �أو �إ�ساءة‬
‫املعاملة �إىل هيئة م�س�ؤولة‪ .‬ويف �رشع بع�ض البلدان يعد هذا �أي�ضا �أمرا‬
‫مقررا يف القانون‪� .‬إال �أن املر�ضى قد يرف�ضون يف بع�ض احلاالت املوافقة‬
‫على فح�صهم لهذه الأغرا�ض �أو على �إف�شاء املعلومات املكت�سبة نتيجة‬
‫‪209‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫لذلك الفح�ص �إىل �آخرين‪ .‬فقد يخ�شون االنتقام منهم �أو من �أ�رسهم‪.‬‬
‫ويف مثل هذه احلاالت تكون على ممار�سي املهن ال�صحية م�س�ؤوليات‬
‫ثنائية ‪ :‬جتاه املري�ض وجتاه اﻤﻟﺠمتع ب�أ�رسه الذي يكون من م�صلحته‬
‫�ضمان حتقيق العدل وتقدمي مرتكبي االعتداءات �إىل العدالة‪ .‬وهنا يربز‬
‫املبد�أ الأ�سا�سي املتمثل يف جتنب ال�رضر‪ ،‬ويواجه ممار�سو املهن ال�صحية‬
‫مع�ضلة واجب ال�سعي �إىل حلول تعزز العدالة دون الإخالل بحق الفرد‬
‫يف ال�رسية‪ .‬وينبغي طلب امل�شورة من اجلهات املوثوق ﺑﻬا‪ ،‬وقد تكون‬
‫هذه يف بع�ض احلاالت اجلمعية الطبية الوطنية �أو هيئات غري حكومية‪.‬‬
‫ومن الناحية الأخرى‪ ،‬ف�إن بع�ض املر�ضى املرتددن قد يوافقون‪ ،‬بالت�شجيع‬
‫وامل�ؤازرة‪ ،‬على الإف�شاء يف حدود متفق عليها‪.‬‬
‫‪ .70‬والتزامات الطبيب الأخالقية قد تتفاوت ح�سب �سياق املقابلة التي‬
‫تتم بينه وبني املري�ض‪ ،‬ومدى متكن املري�ض من ممار�سة حرية االختيار‬
‫يف �أمر قرار الإف�شاء‪ .‬مثال ذلك �أنه عندما يكون الطبيب واملري�ض يف‬
‫و�ضع عالجي وا�ضح املعامل كتقدمي الرعاية يف م�ست�شفى عام ي�شتد‬
‫الواجب الأخالقي الواقع على الطبيب بالتم�سك بقواعد الكتمان العادية‬
‫ال�سارية ب�صورة طبيعية يف العالقات العالجية‪ .‬على �أن الإبالغ عن �أدلة‬
‫التعذيب التي يتم احل�صول عليها يف مثل هذا النوع من املقابالت �أمر‬
‫�سليم للغاية ما دام املري�ض ال يحظره‪ ،‬بل �إن على الأطباء الإبالغ عن‬
‫هذه الأدلة �إذا طلب املر�ضى ذلك �أو �إذا �أعطوا موافقتهم ال�صادرة عن‬
‫علم �صحيح‪ ،‬وعليهم �أن ي�ساندوا املر�ضى يف اتخاذ �أمثال هذه القرارات‪.‬‬
‫‪� .71‬أما الأطباء ال�رشعيون ف�إن عالقتهم بالأ�شخا�ص الذين يفح�صونهم‬
‫تكون خمتلفة عن ذلك‪� ،‬إذ يقع عليهم عادة التزام بالإبالغ عن م�شاهداﺗﻬم‬
‫على نحو مثبت للوقائع‪ .‬فاملري�ض ال ميلك يف هذه احلاالت نف�س القدر‬
‫من ال�سلطة وحرية االختيار وقد يتعذر عليه الإف�صاح ب�رصاحة عما‬
‫حدث‪ .‬وعلى الأطباء ال�رشعيني قبل بدء الفح�ص �أن ي�رشحوا دورهم‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪210‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫للمري�ض‪ ،‬و�أن يو�ضحوا له كون الكتمان الطبي ال ي�شكل جزءا عاديا‬


‫من دورهم كما هو احلال يف ال�سياق العالجي‪ .‬وقد ال ت�سمح الأنظمة‬
‫ال�سارية للمري�ض برف�ض الفح�ص‪ ،‬ولكن الإف�صاح عن �سبب �أية �إ�صابة‬
‫يظل خيارا مرتوكا للمري�ض‪ .‬وال يجوز للأطباء ال�رشعيني تزوير تقاريرهم‬
‫بل ينبغي لهم عر�ض الأدلة بال حتيز‪ ،‬مبا يف ذلك ت�سجيلهم ب�صورة‬
‫وا�ضحة لأية �شواهد على �إ�ساءة املعاملة‪.٦٧‬‬
‫يعدون يف املقام الأول من مقدمي اخلدمات‬ ‫‪� .72‬أما �أطباء ال�سجون فهم ّ‬
‫العالجية ولكن تقع عليهم �أي�ضا م�س�ؤولية فح�ص املحتجزين عند‬
‫دخولهم ال�سجن وت�سلمهم من عهدة ال�رشطة‪ .‬وهم �أثناء ت�أدية هذا‬
‫الدور‪� ،‬أو عند عالجهم �أ�شخا�ص ًا من نزالء ال�سجن‪ ،‬قد يكت�شفون �شواهد‬
‫على عنف غري مقبول ولي�س من الواقعي �أن يتمكن امل�سجونون �أنف�سهم‬
‫من ف�ضحه‪ .‬يف مثل هذه احلاالت يتعني على الأطباء �أن ي�ضعوا ن�صب‬
‫�أعينهم امل�صالح املثلى للمري�ض وواجبهم يف الكتمان ل�صالح املري�ض‪ .‬غري‬
‫�أن احلجج الأخالقية امل�ؤيدة لقيام الطبيب بف�ضح �أي �أدلة على �إ�ساءة‬
‫املعاملة �إمنا هي حجج قوية لأن امل�سجونني �أنف�سهم كثريا ما يتعذر‬
‫عليهم القيام بذلك عمليا‪ .‬و�إذا �أمكن احل�صول على موافقة امل�سجونني‬
‫على الإف�شاء مل يعد ثمة ت�ضارب وي�صبح الواجب الأخالقي وا�ضحا‬
‫متاما‪� .‬أما �إذا رف�ض ال�سجني ال�سماح بالإف�شاء‪ ،‬كان على الطبيب �أن‬
‫يوازن بني كفة اﻤﻟﺠازفة واخلطر املحتمل وقوعه على هذا الفرد املري�ض‪،‬‬
‫وكفة النفع الذي يعود على جمموع نزالء ال�سجن وم�صلحة اﻤﻟﺠمتع‬
‫ب�أ�رسه يف منع �إدامة االعتداءات‪.‬‬
‫‪ .73‬وينبغي �أال يغيب عن بال ممار�سي املهن ال�صحية كذلك �أن �إبالغ‬
‫االعت داءات �إىل نف�س ال�سلطات التي ُيدعى �أﻧﻬا وقعت �ضمن دائرة‬
‫اخت�صا�صها �أمر قد يت�سبب يف �رضر للمري�ض �أو لآخرين‪ ،‬ومنهم فا�ضح‬
‫يعر�ضوا‪ ،‬عن وعي‪� ،‬أفرادا خلطر االنتقام‬
‫الأمر‪ .‬وال يجوز للأطباء �أن ّ‬
‫‪211‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫منهم‪ .‬وهذا ال يعني �إعفاءهم من اتخاذ �إجراء‪ ،‬ولكن عليهم التزام جانب‬
‫احلكمة وممار�سة ح�سن التقدير‪ ،‬والنظر يف �إمكان �إبالغ هذه املعلومات‬
‫�إىل هيئة م�س�ؤولة خارجة عن نطاق اجلهة ذات ال�سلطة املبا�رشة‪� ،‬أو‬
‫�إبالغها على نحو ال يتيح �إمكان حت ديد هوية ال�شخ�ص‪� ،‬إذا مل يكن‬
‫يعر�ض ممار�سي املهن ال�صحية واملر�ضى لأخطار متوقعة‪ .‬ومن‬ ‫ذلك مما ّ‬
‫الوا�ضح �أن على ممار�سي املهن ال�صحية �إذا اتبعوا احلل الأخري �أن ي�ضعوا‬
‫تعر�ضهم فيما بعد لل�ضغط من �أجل الإف�شاء‬ ‫يف اعتبارهم احتمال ّ‬
‫ببيانات تك�شف عن الهوية �أو �إمكان اال�ستيالء على �سجالﺗﻬم الطبية‬
‫بالقوة‪ .‬ومع �أنه ال توجد حلول �سهلة ف�إنه ينبغي ملمار�سي املهن ال�صحية‬
‫االهتداء‪ ،‬قبل �أي اعتبارات �أخرى‪ ،‬بالو�صية الأ�سا�سية املتمثلة يف �رضورة‬
‫جتنب الت�سبب يف ال�رضر‪ ،‬والتما�س الن�صح حينما ي�ستطاع ذلك من‬
‫الهيئات الطبية الوطنية �أو الدولية‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪212‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الف�صل الثالث‪:‬‬
‫التحقيق القانوين يف التعذيب‬

‫‪ .74‬من واجب الدول بحكم القانون الدويل �أن حتقق ب�رسعة ونزاهة يف‬
‫حوادث التعذيب املبلغ عن وقوعها‪ .‬ويتعني على الدولة التي يوجد يف‬
‫�إقليمها �شخ�ص ن�سب �إليه ارتكاب التعذيب �أو امل�شاركة فيه �أن تقوم‪،‬‬
‫�سوغت الأدلة املتوفرة ذلك‪� ،‬إما بت�سليم املتهم �إىل دولة �أخرى لها‬
‫�إن ّ‬
‫االخت�صا�ص القانوين �أو بتقدمي الق�ضية �إىل �سلطاﺗﻬا املخت�صة بق�صد‬
‫مالحقته ق�ضائيا مبوجب القوانني اجلنائية الوطنية �أو املحلية‪ .‬واملبادئ‬
‫الأ�سا�سية لأي حتقيق جاد يف حوادث التعذيب هي الكفاءة والنزاهة‬
‫واال�ستقالل وال�رسعة وال�شمول‪ .‬وهذه العنا�رص ميكن تكييفها مع �أي نظام‬
‫قانوين‪ ،‬وينبغي �أن تكون هادية لكل التحقيقات يف ادعاءات التعذيب‪.‬‬
‫‪ .75‬وحني تكو ن �إجراءات التحقيق ال�سليم غري م�ستوفاة ب�سبب قلة‬
‫املوارد �أو اخلربة‪� ،‬أو �شبهة التحيز‪� ،‬أو وجود منط ظاهر من التع�سف‬
‫�أو غري ذلك من الأ�سباب الوجيهة‪ ،‬يتعني على الدولة �أن تتابع عملية‬
‫التق�صي ب�إيجاد جلنة حتقيق م�ستقلة �أو ب�إجراء م�شابه‪ .‬وينبغي �أن يكون‬
‫اختيار �أع�ضاء مثل هذه اللجنة مبنيا على كوﻧﻬم من الأفراد امل�شهود لهم‬
‫بالنزاهة والكفاءة واال�ستقالل‪ .‬وال بد على الأخ�ص �أن يكونوا م�ستقلني‬
‫متاما عن �أية م�ؤ�س�سة �أو جهة �أو �شخ�ص يكون حمال للتحقيق‪.‬‬
‫‪ .76‬وي�صف الفرع �ألف املق�صد العام للتحقيق يف حاالت التعذيب‪ .‬بينما‬
‫ير�سي الفرع باء بع�ض املبادئ الأ�سا�سية ب�ش�أن التق�صي والتوثيق الفعالني‬
‫‪213‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫للتعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية‬


‫�أو املهينة‪ .‬ويورد الفرع جيم الإجراءات املقرتحة للتحقيق يف ادعاءات‬
‫التعذيب بدءا بالنظر يف حتديد هيئة التحقيق املنا�سبة وانتقاال �إىل‬
‫بع�ض الإر�شادات ب�ش�أن احل�صول على �أقوال ال�ضحية وغريه من ال�شهود‬
‫وب�ش�أن جمع الأدلة املادية‪ .‬ويقدم الفرع »دال« �إر�شادات ب�ش�أن �إن�شاء‬
‫جلان التحقيق امل�ستقلة اخلا�صة وذلك ا�ستنادا �إىل خربة عدة بلدان‬
‫�أن�ش�أت فعال جلانا م�ستقلة للتحقيق يف انتهاكات مدعى وقوعها حلقوق‬
‫الإن�سان‪ ،‬مبا يف ذلك �أفعال القتل خارج نطاق الق�ضاء‪ ،‬والتعذيب‪،‬‬
‫واالختفاء‪.‬‬
‫�ألف) مقا�صد التحقيق يف حاالت التعذيب‬
‫‪� .٧٧‬إن الهدف العام من التحقيق هو �إثبات الوقائع املت�صلة بحوادث‬
‫التعذيب املدعى وقوعها بق�صد حتديد امل�س�ؤولني عنها وتي�سري‬
‫مالحقتهم ق�ضائيا‪� ،‬أو ا�ستخدام هذه الوقائع املثبتة يف �سياق �إجراءات‬
‫�أخرى ت�ستهدف حتقيق اجلرب لل�ضحايا‪ .‬وقد تكون امل�سائل املطروحة‬
‫هنا منطبقة �أي�ضا على التحقيق يف �أنواع �أخرى من التعذيب‪ .‬وبلوغ‬
‫الغاية املن�شودة ي�ستلزم من القائمني بالتحقيق ال�سعي كحد �أدنى‪� ،‬إىل‬
‫احل�صول على �أقوال �ضحايا التعذيب املدعى وقوعه‪ ،‬و�إىل ا�سرتداد‬
‫و�صون الأدلة ‪ -‬مبا يف ذلك الأدلة الطبية ‪ -‬التي تكون مت�صلة بادعاء‬
‫التعذيب لال�ستعانة ﺑﻬا يف �أية مالحقة ق�ضائية حمتملة للم�س�ؤولني‪،‬‬
‫وحماولة التعرف على من ميكنهم الإدالء بال�شهادة ثم اال�ستماع �إىل‬
‫�أقوالهم ب�ش�أن التعذيب املدعى وقوعه‪ ،‬وحتديد كيفية وزمان ومكان‬
‫وقوع التعذيب املبلغ عنه‪ ،‬ف�ضال عن �أي منط �أو ممار�سة قد يرجع �إليهما‬
‫ارتكاب هذا التعذيب‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪214‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫باء‪ .‬مبادئ التق�صي والتوثيق الفعالني للتعذيب وغريه من �رضوب‬


‫املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‬
‫‪ .78‬متثل املبادئ التالية توافقا عاما يف الر�أي بني ذوي اخلربة يف تق�صي‬
‫التعذيب من الأ فراد واملنظمات‪ .‬ومقا�صد التق�صي والتوثيق الفعالني‬
‫للتعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو‬
‫املهينة امل�شار �إليها فيما ي�أتي بتعبري« التعذيب و�إ�ساءة املعاملة» ت�شمل‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫�أ‪ .‬تو�ضيح الوقائع و�إثبات م�س�ؤولية الأفراد والدول جتاه ال�ضحايا‬
‫و�أ�رسهم والإقرار ﺑﻬذه امل�س�ؤولية؛‬
‫ب‪ .‬حتديد التدابري الالزمة ملنع تكرار هذه الأفعال؛‬
‫ج‪ .‬تي�سري املالحقة الق�ضائية �أو ح�سب االقت�ضاء‪ ،‬توقيع اجلزاءات‬
‫الت�أديبية على من يبني التحقيق م�س�ؤوليتهم‪ ،‬و�إثبات احلاجة �إىل‬
‫احل�صول على التعوي�ض واجلرب الكاملني من الدولة‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫التعوي�ض املايل العادل والكايف وتوفري و�سائل الرعاية الطبية والت�أهيل‪.‬‬
‫‪ .٧٩‬ويجب على الدول �أن تكفل التحقيق فورا وبفعالية يف �شكاوى‬
‫وبالغات التعذيب �أو غريه من �أ�شكال �إ�ساءة املعاملة‪ .‬وحتى عندما ال‬
‫توجد �شكوى �رصيحة مقدمة ينبغي �إجراء التحقيق �إذا توفرت دالئل �أخرى‬
‫على احتمال وقوع تعذيب �أو �إ�ساءة معاملة‪ .‬وال بد �أن يكون من ي�سند‬
‫�إليهم التحقيق‪ ،‬عالوة على ا�ستقاللهم عن امل�شتبه يف ارتكاﺑﻬم الأفعال‬
‫وعن اجلهة التي يعمل ه�ؤالء حل�ساﺑﻬا‪ ،‬من الأفراد امل�شهود لهم بالكفاءة‬
‫والنزاهة‪ .‬ويجب �أن يتاح لهم االطالع على التحقيقات التي �أجراها خرباء‬
‫نزهاء من الأطباء �أو غريهم‪ ،‬و�أن يخو لوا �سلطة التكليف ب�إجراء حتقيقات‬
‫من هذا القبيل‪ .‬والأ�ساليب التي ت�ستخدم يف �إجراء التحقيقات يجب �أن‬
‫ترقى �إىل �أرفع امل�ستويات املهنية ويجب �أن تع َلن نتائجها‪.‬‬
‫‪215‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .80‬ويجب �أن متنح هيئات التحقيق �سلطة وواجب احل�صول على كل‬
‫املعلومات الالزمة للتحقيق‪ .٦٨‬وينبغي �أن تو�ضع حتت ت�رصف القائمني‬
‫بالتحقيق كل املوارد املالية والتقنية لكفالة فعالية التحقيق‪ .‬وينبغي‬
‫�أن تكون لهم �أي�ضا �سلطة �إلزام جميع العاملني ب�صفة ر�سمية الذين‬
‫ُيدعى �ضلوعهم يف التعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة باملثول �أمامهم والإدالء‬
‫ب�شهادﺗﻬم‪ .‬وينطبق ذلك �أي�ضا على �أي �شهود غريهم‪ .‬ولهذا ينبغي �أن‬
‫يكون من حق هيئة التحقيق �إ�صدار مذكرات ا�ستدعاء لل�شهود‪ ،‬مبن‬
‫فيهم �أي موظفني ر�سميني يكون من�سوبا �إليهم ال�ضلوع يف التعذيب �أو‬
‫�إ�ساءة املعاملة‪ ،‬وطلب تقدمي الأدلة‪ ،‬ويجب توفري احلماية لكل املدعى‬
‫بكوﻧﻬم من �ضحايا التعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة وال�شهود والقائمني‬
‫بالتحقيق‪ ،‬و�أ�رسهم‪ ،‬من العنف �أو التهديدات بالعنف �أو �أي �أ�شكال‬
‫�أخرى من �أ�شكال الرتهيب التي قد تن�ش�أ نتيجة للتحقيق‪ .‬وينبغي تنحية‬
‫الأ�شخا�ص الذين يحتمل �ضلوعهم يف التعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة من �أي‬
‫من�صب مينحهم ب�صورة مبا�رشة �أو غ ير مبا�رشة �أي نفوذ �أو �سلطة على‬
‫ال�شاكني �أو ال�شهود �أو �أ�رسهم �أو على القائمني بالتحقيق‪.‬‬
‫‪ .٨١‬ويجب �إعالم املدعى كوﻧﻬم من �ضحايا التعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة‬
‫وممثليهم القانونيني بعقد �أي جل�سة ومتكينهم من ح�ضورها ومن‬
‫االطالع على جميع املعلومات املت�صلة بالتحقيق‪ ،‬ويجب �أن يكون لهم‬
‫احلق يف تقدمي �أدلة �أخرى‪.‬‬
‫‪ .82‬ويف احلاالت التي تكون فيها �إجراءات التحقيق القائمة ناق�صة ب�سبب‬
‫قلة اخلربة �أو �شبهة التحيز �أو وجود منط ظاهر من التع�سف‪� ،‬أو لأ�سباب‬
‫وجيهة �أخرى‪ ،‬يتعني على الدول �أن تكفل �إجراء التحقيقات من خالل جلنة‬
‫حتقيق م�ستقلة �أو �إجراء م�شابه‪ .‬وينبغي �أن يكون �أع�ضاء هذه اللجنة من‬
‫الأفراد امل�شهود لهم بالنزاهة والكفاءة واال�ستقالل‪ .‬وال بد على الأخ�ص‬
‫�أن يكونوا م�ستقلني عن �أي �أ�شخا�ص م�شتبه يف ارتكاﺑﻬم لهذه الأفعال‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪216‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫وعن امل�ؤ�س�سات �أو اجلهات التي يعمل ه�ؤالء حل�ساﺑﻬا‪ .‬ويجب �أن توفر‬
‫للجنة �سلطة جمع كل املعلومات الالزمة للتحقيق و�إجراء التحقيق على‬
‫النحو املبني يف هذه املبادئ‪ .٦٩‬ويجب خالل مدة معقولة من الزمن‬
‫�إعداد تقرير كتابي يبني نطاق التحقيق و�إجراءاته والأ�ساليب امل�ستخدمة‬
‫يف تقييم الأدلة ف�ضال عن اال�ستنتاجات والتو�صيات املبنية على الوقائع‬
‫امل�ستخل�صة والقانون ال�ساري‪ .‬وال بد من ن�رش التقرير عند �إمتامه‪ .‬ويجب‬
‫�أن ي�صف التقرير كذلك الأحداث املحددة التي ثبت وقوعها والأدلة التي‬
‫بنيت عليها النتائج‪ ،‬و�أن يورد قائمة ب�أ�سماء الأ�شخا�ص الذين �أدلوا‬
‫ب�شهادﺗﻬم با�ستثناء من تكتم هويتهم حماية لهم‪ .‬ويتعني على الدولة‬
‫�أن ترد يف غ�ضون فرتة معقولة من الزمن على تقرير التحقيق و�أن تبني‪،‬‬
‫ح�سب االقت�ضاء‪ ،‬اخلطوات التي تقرر اتخاذها ا�ستجابة لذلك‪.‬‬
‫‪ .٨٣‬وعلى جميع اخلرباء الطبيني امل�شاركني يف التحقيق يف التعذيب‬
‫و�إ�ساءة املعاملة �أن يت�رصفوا يف جميع الأوقات طبقا لأرفع املعايري‬
‫الأخالقية‪ ،‬و�أن يح�صلوا خ�صو�صا على موافقة �صادرة عن علم قبل‬
‫�إجراء �أي فح�ص‪ .‬ويجب �إجراء الفح�ص طبقا للمعايري امل�ستقرة يف جمال‬
‫املمار�سة الطبية‪ .‬ويجب على وجه اخل�صو�ص �أن يتم �إجراء الفحو�ص‬
‫على انفراد وحتت �إ�رشاف اخلبري الطبي ودون ح�ضور موظفي الأمن �أو‬
‫غريهم من املوظفني احلكوميني‪ .‬وينبغي �أن يعد اخلبري الطبي على الفور‬
‫تقريرا كتابيا دقيقا مت�ضمنا على الأقل ما يلي‪:‬‬
‫�أ‪ .‬ظروف املقابلة‪ .‬ا�سم ال�شخ�ص و�أ�سماء وانتماءات احلا�رضين وقت‬
‫الفح�ص‪ ،‬والوقت والتاريخ املحدد‪ ،‬وموقع امل�ؤ�س�سة التي جرى فيها‬
‫الفح�ص وطبيعتها وعنواﻧﻬا مثال مركز احتجاز‪ ،‬م�ستو�صف‪ ،‬م�سكن‬
‫وما �إىل ذلك ورقم الغرفة كذلك عند االقت�ضاء‪ ،‬و�أية مالب�سات ذات‬
‫�صلة عند الفح�ص مثال طبيعة �أي تكبيل عند الو�صول �أو �أثناء‬
‫رصف‬‫الفح�ص‪ ،‬وح�ضور �أفراد من قوات الأمن �أثناء الفح�ص‪ ،‬وت� ُّ‬
‫‪217‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الأ�شخا�ص املرافقني لل�سجني‪ ،‬و�صدور عبارات ﺗﻬديد للقائم بالفح�ص‪،‬‬


‫وما �إىل ذلك‪ ،‬و�أي عامل �آخر ذي �صلة؛‬
‫ب‪ .‬التعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة املدعى ا�ستخدامها‪ ،‬والوقت املدعى‬
‫وقوع التعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة فيه‪ ،‬وكل ال�شكاوى من الأعرا�ض‬
‫البدنية والنف�سية؛‬
‫ج‪ .‬الفح�ص البدين والنف�سي‪� .‬سجل جلميع وقائع احلالة البدنية‬
‫والنف�سية التي خل�ص �إليها الفح�ص ال�رسيري‪ ،‬مبا يف ذلك االختبارات‬
‫الت�شخي�صية املالئمة وعند اال�ستطاعة �صور فوتوغرافية ملونة جلميع‬
‫الإ�صابات؛‬
‫د‪ .‬الر�أي‪ .‬تف�سري احلالة من حيث العالقة التي يحتمل وجودها بني‬
‫نتائج الفحو�ص البدنية والنف�سية وبني �إمكانية وقوع التعذيب �أو‬
‫�إ�ساءة املعاملة‪ .‬وينبغي �أي�ضا �إيراد تو�صية ب�ش�أن لزوم �أي عالج طبي‬
‫ونف�سي �أو فح�ص �آخر؛‬
‫ه‪ .‬بيان هوية القائمني بالفح�ص‪ ،‬ينبغي �أن يذكر التقرير بو�ضوح هوية‬
‫القائمني بالفح�ص و�أن يكون موقعا عليه‪.‬‬
‫‪ .84‬ينبغي �أن يكون التقرير �رسيا و�أن ُي ّبلغ �إىل ال�شخ�ص �أو �إىل ممثله‬
‫املعني‪ .‬وينبغي طلب �آراء ال�شخ�ص املعني �أو ممثله ب�ش�أن عملية الفح�ص‪،‬‬
‫وت�سجيل هذه الآراء يف التقرير‪ .‬وينبغي �أن يقدم التقرير كتابة‪ ،‬عند‬
‫االقت�ضاء‪� ،‬إىل ال�سلطة امل�س�ؤولة عن التحقيق يف ادعاءات التعذيب �أو‬
‫�إ�ساءة املعاملة‪ .‬وتقع على الدولة م�س�ؤولية �ضمان ت�سليم التقرير �إىل ه�ؤالء‬
‫الأ�شخا�ص بطريقة م�ؤمتنة‪ .‬وال يجوز �إتاحة االطالع على التقرير لأي‬
‫�شخ�ص �آخر �إال مبوافقة ال�شخ�ص املعني �أو بناء على �إذن من حمكمة لها‬
‫�سلطة �إنفاذ عملية نقله على هذا النحو‪ .‬وترد يف الف�صل الرابع اعتبارات‬
‫عامة ب�ش�أن التقارير التي تدون بناء على االدعاءات بوقوع التعذيب‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪218‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫وي�صف الف�صل اخلام�س بالتف�صيل التقييم البدين للحالة بينما ي�صف‬


‫الف�صل ال�ساد�س التقييم النف�سي لها‪.‬‬
‫جيم‪� .‬إجراءات التحقيق يف التعذيب‬
‫‪ -١‬حتديد هيئة التحقيق املنا�سبة‬
‫‪ .٨٥‬يف احلاالت التي ي�شتبه فيها �أن يكون من ال�ضالعني يف التعذيب‬
‫موظفون عموميون‪ ،‬مبا يف ذلك احتمال �أن تكون �أوامر اللجوء �إىل‬
‫التعذيب �صادرة من وزراء �أو م�ساعدي وزراء �أو موظفني مت�رصفني‬
‫بعلم وزراء‪� ،‬أو من كبار القادة الع�سكريني �أو يف احلاالت التي ي�شتبه‬
‫فيها يف تغا�ضي ه�ؤالء عن �أفعال التعذيب‪ ،‬قد ال يت�سنى �إجراء حتقيق‬
‫مو�ضوعي وحمايد �إال �إذا �أن�شئت لهذا الغر�ض جلنة حتقيق خا�صة‪.‬‬
‫وقد يلزم �أي�ضا �إن�شاء مثل هذه اللجنة حني تثار ال�شكوك حول خربة‬
‫املحققني �أو نزاهتهم‪.‬‬
‫‪ .٨٦‬ومن العوامل الداعمة لالعتقاد بتورط الدولة يف التعذيب �أو بوجود‬
‫مدعاة خا�صة لإن�شاء �آلية حمايدة خم�ص�صة للتحقيق‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫�أ‪� .‬أن يكون ال�ضحية قد �شوهد �آخر مرة �سليما يف عهدة ال�رشطة �أو‬
‫�أثناء احلب�س؛‬
‫ب‪� .‬أن يت�سنى التعرف على الطريقة املتبعة بو�صفها من طرق التعذيب‬
‫املعروف �أﻧﻬا جتري برعاية الدولة؛‬
‫ج‪�.‬أن يحاول �أ�شخا�ص يف الدولة �أو ذوو �صلة بالدولة عرقلة التحقيق‬
‫يف التعذيب �أو ت�أجيله؛‬
‫د‪� .‬أن يكون التحقيق امل�ستقل �أمرا يقت�ضيه ال�صالح العام؛‬
‫ه‪� .‬أن يكون التحقيق على يد �أجهزة التحقيق العادية حمال للطعن‬
‫فيه ب�سبب قلة اخلربة �أو النزاهة �أو لأ�سباب �أخرى منها �أهمية الأمر‪،‬‬
‫‪219‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ووجود منط ظاهر من التع�سف‪ ،‬و�شكاوى ال�شخ�ص من النواق�ص‬


‫املذكورة �أعاله �أو غري ذلك من الأ�سباب الوجيهة‪.‬‬
‫‪ .٨٧‬وينبغي مراعاة عدة اعتبارات عندما ت قرر الدولة �إن�شاء جلنة حتقيق‬
‫م�ستقلة‪ .‬ف�أوال يجب �أن ُتكفل لأ�شخا�ص الذين يجرى التحقيق معهم‪،‬‬
‫يف جميع مراحل التحقيق‪ ،‬ال�ضمانات الإجرائية الدنيا التي يحميها القانون‬
‫الدويل‪ .‬ثانيا يجب �أن يوفر للمحققني الدعم الالزم من املوظفني الفنيني‬
‫والإداريني ف�ضال عن متكينهم من ا لو�صول �إىل م�شورة قانونية مو�ضوعية‬
‫وحمايدة �ضمانا لأن تكون الأدلة التي يك�شف عنها حتقيقهم من الأدلة‬
‫املقبولة يف الدعاوى اجلنائية‪ .‬ثالثا ينبغي �أن يوفر للمحققني النطاق‬
‫الكامل من موارد الدولة و�سلطاﺗﻬا‪� .‬أخريا ينبغي �أن تكون للمحققني‬
‫�صالحية اال�ستعانة باخلربات الدولية يف جمايل القانون والطب‪.‬‬
‫‪ -2‬مقابلة ال�شخ�ص املدعى �أنه �ضحية للتعذيب وغريه من‬
‫ال�شهود‬
‫‪ .88‬نظرا لطبيعة ق�ضايا التعذيب وال�صدمة التي يعانيها الأفراد من‬
‫جرائه والتي كثريا ما ترتكهم ب�شعور مدمر بال�ضعف والعجز‪ ،‬ي�صبح من‬
‫الأهمية مبكان �أن تتجلى احل�سا�سية يف التعامل مع ال�شخ�ص املدعى‬
‫�أنه �ضحية للتعذيب ومع ال�شهود الآخرين‪ .‬ويجب على الدولة حماية‬
‫الأ�شخا�ص املدعى �أﻧﻬم من �ضحايا التعذيب وال�شهود و�أ�رسهم من‬
‫العنف �أو التهديد بالعنف �أو �أي �شكل �آخر من �أ�شكال الرتهيب ب�سبب‬
‫التحقيق‪ .‬ويجب على املحققني �إعالم ال�شهود بعواقب م�شاركتهم يف‬
‫التحقيق ومبا قد مي�سهم من �أي تطورات ت�ستجد يف الق�ضية‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪220‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أ‪ .‬توفر املوافقة عن علم وغري ذلك من �أوجه احلماية لل�شخ�ص املدعى‬
‫�أنه �ضحية‬
‫‪ .٨٩‬ينبغي من بداية الأمر �إعالم ال�شخ�ص املدعى �أنه �ضحية‪ ،‬حيثما‬
‫�أمكن ذلك‪ ،‬بطبيعة الإجراءات وبال�سبب يف طلب �شهادته وما �إذا‬
‫كانت الأدلة التي �سيقدمها قد ت�ستخدم وب�أي كيفية‪ .‬وينبغي �أن يو�ضح‬
‫املحققون لل�شخ�ص �أي الأجزاء من التحقيق �سي�صبح من املعلومات‬
‫املعلنة و�أي الأجزاء �سيظل حماطا بالكتمان‪ .‬ويكون لل�شخ�ص احلق‬
‫يف رف�ض التعاون مع التحقيق كله �أو مع �أجزاء منه‪ .‬وينبغي بذل غاية‬
‫ما ي�ستطاع من اجلهد للتوافق مع جدوله الزمني ورغباته وينبغي �إعالم‬
‫املدعى �أنه �ضحية للتعذيب تباعا ب�سري التحقيق‪ .‬كما ينبغي �إحاطته‬
‫بكل مواعيد اجلل�سات الرئي�سية للتحقيق واملالحقة الق�ضائية‪ .‬وينبغي‬
‫كذلك �أن ُيعلم املحققون ال�شخ�ص املدعى �أنه �ضحية بنب�أ القب�ض على‬
‫ال�شخ�ص امل�شتبه يف ارتكابه �أفعال التعذيب‪ .‬وينبغي تزويد الأ�شخا�ص‬
‫املدعى �أﻧﻬم من �ضحايا التعذيب مبعلومات عن كيفية االت�صال باجلهات‬
‫التي ميكن �أن ت�ساعدهم من قبيل اجلماعات النا�شطة يف الدفاع عن‬
‫حقوقهم �أو يف توفري و�سائل العالج لهم‪ .‬وينبغي للمحققني �أن يتعاونوا‬
‫مع جماعات الدفاع عن حقوق ال�ضحايا التي توجد يف منطقتهم حر�صا‬
‫على تبادل املعلومات والتدريب معها فيما يتعلق بالتعذيب‪.‬‬
‫ب‪ .‬اختيار املحقق‬
‫‪ .٩٠‬على هيئات التحقيق يف الق�ضية �أن حتدد �شخ�صا بو�صفه امل�س�ؤول‬
‫الأول عن ا�ستجواب ال�شخ�ص املدعى �أنه �ضحية للتعذيب‪ .‬ومع �أن الأمر‬
‫قد يقت�ضي �أن ي�رشح ال�شخ�ص حالته �أمام مهنيني خمتلفني يف اﻤﻟﺠالني‬
‫القانوين والطبي‪ ،‬ف�إن على فريق التحقيق بذل ق�صارى جهده للإقالل �إىل‬
‫�أدنى حد ممكن من ا�ضطراره �إىل �أي تكرار حلكايته بال مربر‪ .‬وعند اختيار‬
‫‪221‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�شخ�ص ليكون املحقق الأول امل�س�ؤول عن ال�شخ�ص املدعى �أنه �ضحية‬


‫للتعذيب ينبغي �إيالء اعتبار خا�ص لتف�ضيل ال�ضحية �شخ�ص ًا من نف�س‬
‫نوع اجلن�س ومن نف�س اخللفية الثقافية ولديه القدرة على التفاهم بلغته‬
‫الأ�صلية‪ .‬وينبغي �أن يكون من ي�سند �إليه دور املحقق الأول قد نال تدريب ًا‬
‫�سابق ًا �أو ذا خربة يف مو�ضوع توثيق التعذيب ويف العمل مع �ضحايا‬
‫ال�صدمات مبن فيهم �ضحايا التعذيب‪ .‬وحني ال يوجد حمقق لديه تدريب‬
‫�سابق �أو خربة يتعني على من ي�سند �إليه هذا الدور �أن يبذل‪ ،‬قبل �إجراء‬
‫املقابلة‪ ،‬غاية و�سعه لزيادة �إطالعه يف مو�ضوع التعذيب و�آثاره البدنية‬
‫والنف�سية‪ .‬واحل�صول على معلومات عن التعذيب �أمر ممكن بالرجوع �إىل‬
‫م�صادر منها هذا الدليل والعديد من املن�شورات املهنية والتدريبية وكذلك‬
‫عن طريق الدورات التدريبية وامل�ؤمترات املهنية ‪.‬وينبغي �أن يكون بو�سع‬
‫املحقق ا�ست�شارة اخلرباء الدوليني واال�ستعانة ﺑﻬم يف كافة مراحل التحقيق‪.‬‬
‫ج‪� .‬سياق التحقيق‬
‫‪ .٩١‬ينبغي �أن يحر�ص املحققون على مراعاة ال�سياق الذي يعملون فيه‪،‬‬
‫و�أن يتخذوا االحتياطات الالزمة ويوفروا ال�ضمانات الواجبة يف ظله‪.‬‬
‫فعند مقابلة �أ�شخا�ص ال يزالون م�سجونني �أو يف �أو�ضاع م�شاﺑﻬة يظل‬
‫من امل�ستطاع فيها االنتقام منهم‪ ،‬ينبغي �أن يحر�ص القائم ب�إجراء املقابلة‬
‫على عدم تعري�ضهم للخطر‪ .‬ويف احلاالت التي يكون التحدث فيها مع‬
‫يف�ضل �إجراء« مقابلة جماع ية »بدال‬ ‫املحقق مثارا خلطر على �شخ�ص قد ّ‬
‫من املقابلة الفردية‪ .‬ويف احلاالت الأخرى يتعني على القائم ب�إجراء املقابلة‬
‫�أن يختار لها مكانا يرتاح فيه ال�شاهد �إىل الكالم بحرية‪.‬‬
‫‪� .٩٢‬إن عمليات التقييم جتري يف �سياقات �سيا�سية متباينة فترتتب على‬
‫ذلك فروق هامة يف الكيفية التي ينبغي �أن جتري بها‪ .‬كما �أن املعايري‬
‫القانونية التي يتعني ا�ستيفا�ؤها يف التحقيق تت�أثر هي الأخرى بال�سياق‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪222‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مثال ذلك �أن التحقيق الذي ينتظر �أن ي�سفر عن حماكمة املن�سوب �إليه‬
‫ارتكاب الفعل ي�ستلزم التم�سك ب�أعلى م�ستويات الإثبات بينما �إعداد‬
‫املحقق لتقرير ي�ؤيد به قبول طلب للجوء ال�سيا�سي �إىل بلد ثالث لن ي�ستلزم‬
‫�سو ى م�ستوى منخف�ض ن�سبيا من الأدلة املثبتة لوقوع التعذيب‪ .‬فعلى‬
‫املحقق �أن يكيف الإر�شادات التالية مع احلالة املعينة ومع مق�صد التقييم‪.‬‬
‫وقد ت�شمل ال�سياقات املختلفة‪ ،‬على �سبيل املثال ال احل�رص‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪�1 .1‬سياق �سجن �أو مكان احتجاز يف بلد الفرد؛‬
‫‪�2 .2‬سياق �سجن �أو مكان احتجاز يف بلد غري بلد الفرد؛‬
‫‪�3 .3‬سياق يكون الفرد فيه غري حمتجز يف بلده ولكنه حماط بجو‬
‫عدائي خانق؛‬
‫‪�4 .4‬سياق يكون الفرد فيه يف بلده وغري حمتجز ويف وقت ي�سوده‬
‫ال�سلم والأمن؛‪..‬‬
‫‪�5 .5‬سياق يكون الفرد فيه يف بلد �آخر قد يكون بلدا �صديقا �أو معاديا؛‪.‬‬
‫‪�6 .6‬سياق خميم الجئني؛‪..‬‬
‫‪�7 .7‬سياق حمكمة جلرائم احلرب �أو جلنة لإثبات احلقيقة‪..‬‬
‫‪ .٩٣‬وقد يكون ال�سياق ال�سيا�سي معاديا لل�ضحية وللفاح�ص‪ ،‬وذلك‬
‫مثال عندما جتري مقابلة �أ�شخا�ص حمبو�سني يف ال�سجون ب�أمر من‬
‫حكومتهم‪� ،‬أو �أثناء حب�س حكومة �أجنبية لهم توطئة لرتحيلهم‪ .‬ويف‬
‫البلدان التي تتطلب فح�ص حالة طالبي جلوء بق�صد التحقق من وجود‬
‫�أدلة على التعذيب‪ ،‬قد يكون الرتدد يف االعرتاف ب�صحة ادعاءاﺗﻬم ب�أﻧﻬم‬
‫تعر�ضوا لل�صدمات والتعذيب راجعا �إىل دوافع �سيا�سية‪� .‬إن احتمال‬
‫تعري�ض �سالمة املحتجز للمزيد من اخلطر هو احتمال حقيقي جدا ويجب‬
‫�أن ي�ؤخذ بعني االعتبار �أثناء كل تقييم‪ .‬وحتى يف احلاالت التي ال‬
‫‪223‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫يكون فيها الأ�شخا�ص الذين يدعون وقوع التعذيب معر�ضني خلطر‬


‫و�شيك‪ ،‬يتعني على املحققني �إبداء كل احلر�ص يف ات�صالهم بهم‪ .‬فاختيار‬
‫املحقق لعباراته وﻧﻬجه يف ال�سلوك �سي�ؤثران كثريا على متكن ال�شخ�ص‬
‫املدعي �أنه �ضحية من املوافقة على �إجراء املقابلة و�إبداء اال�ستعداد لذلك‪.‬‬
‫وينبغي �أن يكون موقع املقابلة م�أمونا ومريحا قدر امل�ستطاع‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك �إتاحة دورات املياه وتقدمي املرطبات‪ .‬ويجب �إف�ساح وقت كاف‬
‫للمقابلة وينبغي �أال يتوقع املحققون احل�صول على الق�صة كلها �أثناء‬
‫املقابلة الأوىل‪ .‬فال�شخ�ص املدعى �أنه �ضحية قد ت�صدمه الأ�سئلة التي‬
‫تن�صب على اخل�صو�صيات‪ .‬وينبغي للمحقق �أن يبدي ح�سا�سية يف‬
‫لهجته و�صياغته لعباراته وت�سل�سل �أ�سئلته مراعاة ملا تت�سم به املقابلة من‬
‫طبيعة جارحة لل�شخ�ص املدعى �أنه �ضحية‪ .‬ويجب �إعالم ال�شاهد ب�أن‬
‫من حقه وقف اال�ستجواب يف �أي وقت �أو طلب التوقف لفرتة ا�سرتاحة‬
‫�إذا رغب يف ذلك‪� ،‬أو االمتناع عن الإجابة عن �أي �س�ؤال‪.‬‬
‫‪ .٩٤‬وينبغي �إن �أمكن �أن تتاح للأ�شخا�ص املدعى تعذيبهم ولل�شهود‬
‫ولأع�ضاء فريق التحقيق خدمات الأخ�صائيني النف�سيني �أو مقدمي‬
‫امل�شورة املدربني يف التعامل مع �ضحايا التعذيب‪ .‬ذلك �أن �إعادة �رسد‬
‫وقائع التعذيب قد يجعل ال�شخ�ص يعي�ش التجربة مرة �أخرى �أو ي�سبب‬
‫له غري ذلك من الأعرا�ض املقرتنة بال�صدمات انظر الف�صل الرابع‪ ،‬الفرع‬
‫حاء )‪ .‬كما �أن اال�ستماع �إىل تفا�صيل التعذيب قد ي�سبب لدى القائمني‬
‫ب�إجراء املقابلة �أنف�سهم بع�ض الأعرا�ض الثانوية لل�صدمات‪ ،‬ويجب‬
‫ت�شجيعهم على �أن يناق�شوا مع ًا ردود فعلهم‪ ،‬على �أن تراعى اعتبارات‬
‫الكتمان التي تتطلبها �آداب املهنة‪ .‬وينبغي �أن يتم ذلك حيث ي�ستطاع‬
‫مبعاونة مي�س جمرب‪ .‬وثمة خطران ينبغي �إدراكهما ‪:‬ف�أوال هناك خطر‬
‫يتمثل يف �أن يبدي القائم ب�إجراء املقابلة تعاطفا بالغا مع مدعي التعذيب‬
‫فال يثري بالقدر الكايف مواطن الطعن املمكنة يف �صدق الرواية؛ وثانيا‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪224‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫قد ت�صبح ق�ص�ص التعذيب م�ألوفة للمحقق للغاية من كرثة ا�ستماعه‬


‫�إىل �أمثالها �إىل حد يجعله يهون يف ذهنه من �أمر املحنة التي مر ﺑﻬا‬
‫ال�شخ�ص اجلارية مقابلته‪.‬‬
‫د‪� .‬سالمة ال�شهود‬
‫‪� .٩٥‬إن الدولة م�س�ؤولة عن حماية الأ�شخا�ص املدعى �أﻧﻬم �ضحايا‪،‬‬
‫وال�شهود‪ ،‬و�أ�رسهم من العنف �أو التهديد بالعنف �أو �أي �شكل �آخر من‬
‫�أ�شكال الرتهيب ب�سبب التحقيق‪ .‬ويجب تنحية كل من يحتمل �أن‬
‫يكون متورطا يف التعذيب عن �أي من�صب ينطوي ب�صورة مبا�رشة �أو‬
‫غري مبا�رشة على ممار�سة نفوذ �أو �سلطة على ال�شاكني �أو ال�شهود �أو‬
‫�أ�رسهم ف�ضال عن القائمني بالتحقيق �أنف�سهم‪ .‬ويجب �أن يويل املحققون‬
‫با�ستمرار االعتبار الواجب لأثر التحقيق على �سالمة ال�شخ�ص مدعي‬
‫التعذيب وال�شهود الآخرين‪.‬‬
‫‪ .٩٦‬ومن الأ�ساليب املقرتحة لتوفري قدر من الأمان ملن جتر ى معهم‬
‫املقابالت‪ ،‬مبن فيهم الأ�رس ى يف البلدان امل�شتبكة يف نزاع‪ ،‬ت�سجيل‬
‫هوية الأ�شخا�ص الذين تتم زيار ﺗﻬم واالحتفاظ بها يف مكان �آمن‬
‫لكي يت�سنى للمحققني العودة لزيارﺗﻬم يف وقت الحق واالطمئنان �إىل‬
‫�سالمتهم‪ .‬ويجب ال�سماح للمحققني بالتحدث بحرية وعلى انفراد مع‬
‫�أي �شخ�ص �أو مع جميع الأ�شخا�ص وبالعودة �إىل زيارة نف�س الأ�شخا�ص‬
‫عند احلاجة ومن هنا �رضورة حفظ بيانات هوية الأ�شخا�ص الذين تتم‬
‫مقابلتهم)‪� .‬إن هذه ال�رشوط لي�ست مقبولة يف جميع البلدان‪ ،‬وقد يجد‬
‫املحققون عناء يف التو�صل �إىل �ضمانات مماثلة‪ .‬ويف احلاالت التي يرجح‬
‫فيها تعر�ض ال�شهود خلطر ب�سبب �شهادﺗﻬم ينبغي �أن ي�سعى املحقق �إىل‬
‫�إثبات حقيقة الو�ضع باال�ستناد �إىل �أنواع �أخرى من الأدلة‪.‬‬
‫‪225‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪� .٩٧‬إن احتمال التعر�ض للخطر يكون �أ�شد يف حالة امل�سجونني بالقيا�س‬
‫�إىل الأ�شخا�ص غري املحتجزين‪ .‬وا�ستجابات امل�سجونني قد تتباين بتباين‬
‫عر�ض امل�سجونون �أنف�سهم عن غري ق�صد يف بع�ض‬ ‫احلاالت‪ .‬فقد ُي ّ‬
‫احلاالت خلطر �أ�شد باندفاعهم يف ت�صوير الو�ضع ظنا منهم �أن وجود‬
‫حمقق «من اخلارج» يكفل يف ذاته احلماية الكافية لهم‪ ،‬وقد ال يكون‬
‫الأمر كذلك يف الواقع‪ .‬ويف حاالت �أخرى قد يجد املحقق نف�سه �أمام‬
‫«حائط من ال�صمت» حيث يكون امل�سجونون يف حالة خوف بالغ �إىل حد‬
‫مينعهم من الثقة ب�أي �إن�سان حتى لو عر�ضت عليهم فر�صة احلديث على‬
‫انفراد‪ .‬ويف مثل هذه احلالة قد يلزم بدء التحقيق ب «مقابالت جماعية»‬
‫للتمكن من �رشح نطاق ومق�صد التحقيق بو�ضوح ثم �إتاحة الفر�صة‬
‫لإجراء مقابالت تتم على انفراد مع الراغبني يف الكالم‪ .‬و�إذا كان اخلوف‪،‬‬
‫عن حق �أو باطل‪ ،‬من خطر االنتقام على �أ�شده‪ ،‬قد يلزم مقابلة جميع‬
‫امل�سجونني يف مكان احلجز الواحد لكي ي تعذر تركيز العيون على‬
‫�شخ�ص واحد بذاته‪ .‬وعندما يكون التحقيق م�ؤديا �إىل مالحقة ق�ضائية‬
‫�أو �إىل �ساحة �أخرى خم�ص�صة للك�شف العلني عن احلقيقة‪ ،‬ينبغي �أن‬
‫يو�صي املحقق بتدابري ملنع الت�سبب يف �أي �رضر لل�شخ�ص املدعى �أنه‬
‫�ضحية للتعذيب‪ ،‬وذلك بو�سائل من قبيل حذف الأ�سماء وغريها من‬
‫املعلومات التي تك�شف عن هوية ال�شخ�ص من ال�سجالت العامة‪� ،‬أو �إتاحة‬
‫الفر�صة لل�شخ�ص للإدالء ب�شهادته من خالل حيل تبديل ال�شكل �أو‬
‫ال�صوت �أو عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة‪ .‬ويجب �أن تت�سق التدابري‬
‫التي تتخذ من هذا القبيل مع �رضورة �صون حقوق املتهم‪.‬‬
‫ه‪ .‬ا�ستخدام املرتجمني ال�شفويني‬
‫‪� .٩٨‬إن العمل بوا�سطة مرتجم �شفوي عند �إجراء حتقيق يف التعذيب‬
‫لي�س من الأمور ال�سهلة حتى لو توفر لذلك �أفراد من �أهل املهنة‪ .‬و�إيجاد‬
‫مرتجمني �شفويني ل�شتى اللهجات واللغات قد ال يت�سنى يف جميع‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪226‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫احلاالت وقد يلزم �أحيانا اال�ستعانة مبرتجمني �شفويني من �أ�رسة ال�شخ�ص‬


‫�أو من املنتمني �إىل طائفته الثقافية ‪.‬وهذا لي�س و�ضعا مثاليا لأن ال�شخ�ص‬
‫قد ال يرتاح دائما �إىل احلديث عن جتربة تعذيبه من خالل �أنا�س يعرفهم‬
‫�شخ�صيا‪ .‬والو�ضع املثايل هو �أن يكون املرتجم ال�شفوي جزءا من فريق‬
‫التحقيق و�أن يكون ملما بق�ضايا التعذيب انظر الف�صل الرابع‪ ،‬الفرع طاء‬
‫والف�صل ال�ساد�س‪ ،‬الفرع جيم ‪.٢‬‬
‫و‪ .‬املعلومات التي يتعني احل�صول عليها من ال�شخ�ص املدعى تعذيبه‬
‫‪ .99‬ينبغي �أن يحاول املحقق احل�صول على �أكرب قدر ممكن من املعلومات‬
‫التالية من خالل �شهادة ال�شخ�ص املدعى �أنه �ضحية انظر الف�صل الرابع‪،‬‬
‫الفرع هاء)‪:‬‬
‫‪1 .1‬الظروف املف�ضية �إىل التعذيب‪ ،‬مبا يف ذلك االعتقال �أو االختطاف‬
‫�أو االحتجاز؛‬
‫‪2 .2‬التواريخ والأوقات التقريبية لوقوع التعذيب‪ ،‬مبا يف ذلك تاريخ‬
‫�أحدث منا�سبة وقع فيها تعذيب‪ .‬والتو�صل �إىل هذه املعلومات قد‬
‫ال يكون ي�سريا �إذ قد ينطوي الأمر على عدة �أماكن ومرتكبني �أو‬
‫جمموعات من املرتكبني)‪ .‬وقد يلزم ت�سجيل روايات منف�صلة عن كل‬
‫مكان على حدة‪ .‬ومن املتوقع �أن تكون التواريخ غري دقيقة بل �أحيانا‬
‫حميرّ ة‪ ،‬فكثريا ما يتعذر على ال�شخ�ص املعذب �أن يركز تفكريه على‬
‫مفهوم الوقت‪ .‬وقد يكون ت�سجيل روايات منف�صلة بكل مكان على‬
‫حدة �أمرا مفيدا يف حماولة التعرف على ال�صورة ال�شاملة للحالة‬
‫العامة‪ .‬وكثريا ما يجهل الناجون املكان الذي �سيقوا �إليه لأﻧﻬم كانوا‬
‫مع�صوبي العينني �أو غري كاملي الوعي‪ .‬وبتجميع ال�شهادات املتالقية‬
‫قد يت�سنى حتديد معامل �أماكن حمددة و�أ�ساليب حمددة بل حتى‬
‫مرتكبني معينني؛‬
‫‪227‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪3 .3‬و�صف مف�صل للأ�شخا�ص امل�شاركني يف عمليات القب�ض واالحتجاز‬


‫والتعذيب‪ ،‬مبا يف ذلك بيان ما �إذا كان ال�شخ�ص على معرفة‬
‫ب�أي منهم قبل الأحداث املت�صلة بالتعذيب املدعى وقوعه‪ .‬وي�شمل‬
‫الو�صف املالب�س والندوب والوحمات والو�شم والطول والوزن قد‬
‫يت�سنى لل�شخ�ص �أن ي�صف مرتكب التعذيب بالقيا�س �إىل حجمه‬
‫هو‪ ،‬و�أي �شيء غري عادي يف التكوين اخلِ لقي ملرتكب الفعل �أو يف‬
‫لغته �أو نربته‪ ،‬وبيان ما �إذا كان قد الحظ يف �أي وقت من الأوقات‬
‫�أن املرتكبني كانوا يف حالة �سكر؛‬
‫‪4 .4‬م�ضمون ما قيل لل�شخ�ص وما طلب منه‪ .‬وقد يوفر ذلك معلومات‬
‫لها �صلة مبحاولة التعرف على مراكز االحتجاز ال�رسية �أو غري املعرتف‬
‫بوجودها؛‬
‫‪5 .5‬و�صف للروتني العادي يف مكان االحتجاز ومنط �إ�ساءة املعاملة؛‬
‫‪6 .6‬و�صف لوقائع التعذيب مبا يف ذلك الأ�ساليب امل�ستخدمة فيه‪.‬‬
‫وكثريا ما يكون ذلك ع�سريا على ال�شخ�ص وذلك �أمر مفهوم‪ ،‬فينبغي‬
‫�أال يتوقع املحققون احل�صول على الرواية كاملة خالل مقابلة واحدة‬
‫ورغم �أهمية احل�صول على معلومات دقيقة ف�إن الأ�سئلة املن�صبة‬
‫على الإهانات واالعتداءات املا�سة باخل�صو�صيات قد تكون جارحة‬
‫جداً يف بع�ض احلاالت؛‬
‫‪7 .7‬بيان ما �إذا كان قد وقع اعتداء جن�سي على ال�شخ�ص ‪�.‬إن �أغلب‬
‫النا�س يجنحون �إىل الرد على �أي �س�ؤال عن االعتداء اجلن�سي‬
‫مفرت�ضني �أنه �إمنا يعني اغت�صابا �أو لواطا ‪.‬فينبغي �أن يدرك املحققون‬
‫�أن ال�ضحية يف كثري من الأحيان قد ال يعترب من قبيل االعتداء‬
‫اجلن�سي �أفعاال مثل التهجم اللفظي �أو خلع املالب�س �أو التلم�س‬
‫�أو �إتيان حركات خليعة �أو مهينة �أو توجيه �رضبات �أو �صدمات‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪228‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫كهربائية �إىل الأع�ضاء التنا�سلية ‪.‬على �أن كل هذه الأفعال تنطوي‬


‫على انتهاك خل�صو�صيات الفرد وتعد بالفعل جزءا ال يتجز�أ من‬
‫االعتداء اجلن�سي‪ .‬ويف كثري جدا من الأحيان يلتزم �ضحايا االعتداء‬
‫اجلن�سي ال�صمت بل قد ينكرون حتى وقوع هذا النوع من االعتداء‪.‬‬
‫وكثريا ما ال يبد�أ الك�شف عن بقية الق�صة �إال يف الزيارة الثانية �أو‬
‫حتى الثالثة وذلك فقط �إن �شعر ال�شخ�ص �آنذاك بوجود تعاطف‬
‫وجداين وح�سا�سية ظاهرة لثقافته و�شخ�صيته؛‬
‫‪8 .8‬الإ�صابات البدنية التي تكبدها ال�شخ�ص �أثناء التعذيب؛‬
‫‪9 .9‬و�صف للأ�سلحة �أو الأ�شياء املادية الأخرى التي ا�ستخدمت؛‬
‫‪1010‬هوية من �شهدوا �أحداث التعذيب‪ ،‬ويجب �أن يحر�ص املحقق على‬
‫�سالمة ال�شهود‪ ،‬و�أن يفكر يف ا�ستعمال �شفرة �أثناء تدوينه ملذكراته‬
‫عن املقابلة‪ ،‬وذلك عند التطرق �إىل �أ�سماء ال�شهود‪� ،‬أو يف االحتفاظ‬
‫ﺑﻬذه الأ�سماء مبعزل عن تلك املذكرات‪.‬‬
‫ز‪� .‬أقوال ال�شخ�ص املدعى تعذيبه‬
‫‪ .١٠٠‬ينبغي على املحقق �أن ي�سجل بيانا �صوتيا مف�ص ً‬
‫ال ب�أقوال ال�شخ�ص‬
‫ثم يرتب �أمر ن�سخ ال�رشيط كتابة‪ .‬وينبغي �أن يكون البيان قائما على‬
‫الإجابة عن �أ�سئلة غري �إيحائية‪ .‬فالأ�سئلة غري الإيحائية ال تنطوي �ضمنا‬
‫على افرتا�ضات �أو ا�ستنتاجات بل هي ترتك ال�شخ�ص يديل ب�أكمل �شهادة‬
‫دون �أي حتيز‪ .‬ومن �أمثلة الأ�سئلة غري الإيحائية‪» :‬ما الذي حدث لك‬
‫و�أين« ؟ بدال من‪» :‬هل تعر�ضت للتعذيب يف ال�سجن« ؟‪ .‬فال�صيغة‬
‫الأخرية تفرت�ض �أن ما حدث لل�شاهد ميثل تعذيبا كما �أﻧﻬا حت�رص موقع‬
‫الفعل يف ال�سجن‪ .‬فتجنب طرح �أ�سئلة من قبيل الأ�سئلة امل�شفوعة‬
‫بقوائم لأنها قد حتمل الفرد على �إعطاء �أجوبة غري دقيقة �إذا كان ما‬
‫حدث له فعال غري مطابق بال�ضبط لأحد خيارات القائمة‪ .‬لذا اترك‬
‫‪229‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ال�شخ�ص يحكي حكايته ولكن �ساعده بالأ�سئلة التي يتزايد بها حتديد‬
‫الأمر‪ .‬و�شجع ال�شخ�ص على ا�ستخدام كل حوا�سه يف و�صف ما حدث‬
‫له‪ .‬ا�س�أله عما ر�آه و�شمه و�سمعه ومل�سه‪ .‬فلهذا �أهمية مثال يف احلاالت‬
‫التي يكون ال�شخ�ص قد تعر�ض فيها لالعتداء وهو مع�صوب العينني �أو‬
‫حتت جنح الظالم‪.‬‬
‫ح‪� .‬أقوال ال�شخ�ص املدعى ارتكابه الفعل‪.‬‬
‫‪ .101‬ينبغي للمحققني �أن يقابلوا‪� ،‬إن ا�ستطاعوا الأ�شخا�ص املدعى‬
‫ارتكاﺑﻬم التعذيب‪ .‬ويتعني على املحققني تزويد ه�ؤالء ب�أوجه احلماية‬
‫املكفولة مبوجب القانون الدويل والقانون الوطني‪.‬‬
‫‪ -٣‬ت�أمني الأدلة املادية واحل�صول عليها‬
‫‪ .102‬ينبغي �أن يجمع املحقق �أكرب قدر ممكن من الأدلة املادية لتوثيق‬
‫حادث �أو منط التعذيب‪ .‬فمن �أهم جوانب التحقيق الوايف النزيه جمع‬
‫وحتليل الأدلة املادية ‪.‬وينبغي للمحققني توثيق ت�سل�سل العهدة فيما يت�صل‬
‫با�سرتداد الأدلة املادية وحفظها توطئة ال�ستخدامها يف الإجراءات القانونية‬
‫املقبلة‪ ،‬مبا يف ذلك احتمال �إقامة دعوى جنائية‪ .‬وملا كان معظم التعذيب‬
‫يحدث يف �أماكن يكون الأ�شخا�ص حمتجزين فيها ب�شكل ما‪ ،‬فقد يتعذر‬
‫يف البداية بل قد ي�ستحيل �صون الأدلة املادية فيها �أو الو�صول �إليها دون‬
‫قيود‪ .‬لذا يجب �أن تخول الدولة املحققني �سلطة الو�صول غري املقيد �إىل‬
‫متكنهم من و�ضع مكان التعذيب املدعى وقوعه‬ ‫�أي مكان �أو موقع‪ ،‬و�أن ّ‬
‫حتت املراقبة‪ .‬وينبغي للقائمني بالتحريات و�سائر املحققني تن�سيق جهودهم‬
‫معا للقيام بتق�ص واف للمكان املدعى وقوع التعذيب فيه‪ .‬وال بد من �إتاحة‬
‫و�صول املحققني دون �أي قيود �إىل م�رسح التعذيب املدعى‪ ،‬و�أن ي�شمل‬
‫هذا فيما ي�شمل امل�ساحات املك�شوفة �أو املغلقة‪ ،‬مبا فيها البنايات وال�سيارات‬
‫واملكاتب والزنزانات وغريها من املواقع التي يدعى وقوع تعذيب فيها‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪230‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .103‬ويجب منع دخول الغري يف �أي بناية �أو رقعة تكون مو�ضع‬
‫حتقيق تالفيا الحتمال فقدان �أية �أدلة حمتملة‪ .‬فينبغي �أن ُيق�رص ال�سماح‬
‫بالدخول على املحققني والعاملني معهم مبجرد تعيني معامل املنطقة‬
‫بو�صفها مو�ضعا للتحقيق‪ .‬وينبغي تفقد املكان �سعيا �إىل العثور على‬
‫�أية �أدلة مادية‪ .‬وال بد �أن يتم ب�صورة �سليمة جمع كل الأدلة وتناولها‬
‫وتغليفها وعنونتها وو�ضعها يف مو�ضع �أمني ملنع تلوثها �أو امل�سا�س ﺑﻬا‬
‫�أو �ضياعها‪ .‬و�إذا كان التعذيب املدعى قد وقع قبل زمن وجيز �إىل حد‬
‫يعطي �أهمية لأدلة من قبيل عينات الإفرازات البدنية مثل الدم �أو ال�سائل‬
‫املنوي �أو ال�شعر �أو الأن�سجة �أو اخليوط‪ ،‬وجب جمع هذه الأدلة وعنونتها‬
‫ّ‬
‫وحفظها على الوجه ال�سليم‪ .‬وينبغي حتريز و�صون �أية �أدوات يحتمل �أن‬
‫تكون م�ستخدمة يف التعذيب‪� ،‬سواء كانت معدة �أ�صال لهذه الأغرا�ض‬
‫�أو مما قد تتيح املالب�سات ا�ستخدامه لهذا الغر�ض‪ .‬وينبغي �إثبات �أي‬
‫ب�صمات وحفظها �إذا كانت حديثة �إىل حد يك�سبها داللة‪ .‬ويجب و�ضع‬
‫ر�سم تخطيطي معنون‪ ،‬ومعد مع حفظ الن�سب الأ�صلية‪ ،‬للموقع �أو‬
‫املكان املدعى وقوع التعذيب فيه وذلك مع �إظهار كل التفا�صيل ذات‬
‫ال�صلة مثل مكان الطوابق يف البناية والغرف واملداخل والنوافذ والأثاث‬
‫وطبيعة الأر�ض اﻤﻟﺠاورة‪ .‬وينبغي التقاط �صور فوتوغرافية ت�سجل نف�س‬
‫الأ�شياء‪ .‬ويجب تدوين هوية كل الأ�شخا�ص املوجودين يف م�رسح‬
‫التعذيب املدعى وقوعه‪ ،‬مبا يف ذلك الأ�سماء كاملة والعناوين و�أرقام‬
‫الهاتف �أو املعلومات الأخرى عن كيفية االت�صال ﺑﻬم‪ .‬و�إذا كان التعذيب‬
‫حديثا �إىل حد ُيك�سب مالب�س ال�شخ�ص املدعى تعذيبه �أهمية وجب‬
‫�إعداد جرد لهذه املالب�س وفح�صها يف خمترب‪� ،‬إن توفر خمترب‪ ،‬لإثبات‬
‫الإفرازات البدنية وغريها من الأدلة املادية الكامنة فيها‪ .‬ويجب احل�صول‬
‫من كل �شخ�ص موجود يف املكان �أو الأماكن مو�ضع التحقيق على ما‬
‫يلزم من املعلومات للبت فيما �إذا كان من �شهود حوادث التعذيب املدعى‬
‫‪231‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫وقوعها‪ .‬وينبغي التحفظ على �أي �أوراق �أو �سجالت �أو وثائق ذات �صلة‬
‫ال�ستخدامها ك�أدلة وعر�ضها على خبري اخلطوط‪.‬‬
‫‪ -٤‬الأدلة الطبية‬
‫‪ .104‬ينبغي �أن يرتب املحقق �أمر �إجراء فح�ص طبي لل�شخ�ص املدعى‬
‫�أنه �ضحية‪ .‬وتاريخ هذا الفح�ص �أمر يكت�سي �أهمية خا�صة‪ .‬والفح�ص‬
‫الطبي يجب �إجرا�ؤه يف جميع الأحوال وب�رصف النظر عن انق�ضاء مدة‬
‫طويلة على وقوع التعذيب‪ ،‬ولكن �إذا كان التعذيب املدعى قد وقع يف‬
‫غ�ضون الأ�سابيع ال�ستة الأخرية وجب احلر�ص على اال�ستعجال يف �إجراء‬
‫الفح�ص قبل �أن تختفي العالمات احلادة‪ .‬وينبغي �أن يت�ضمن الفح�ص‬
‫تقييما ملدى �رضورة عالج الإ�صابات والأمرا�ض وتقدمي العون النف�سي‬
‫وامل�شورة واملتابعة انظر الف�صل اخلام�س لالطالع على و�صف للفح�ص‬
‫البدين وتقييم الطب ال�رشعي للحالة‪ .‬كما �أن التقييم النف�سي لل�شخ�ص‬
‫املدعى تعذيبه �أمر �رضوري يف جميع الأحوال وقد ي�شكل جزءا من‬
‫الفح�ص البدين �أو يجرى ب�صورة منف�صلة عندما ال تتبني �أي دالئل‬
‫بدنية‪ .‬انظر الف�صل ال�ساد�س لالطالع على و�صف للتقييم النف�سي‪.‬‬
‫‪ .105‬ويف ال�سعي �إىل تكوين انطباع �رسيري لأغرا�ض الإبالغ عن الأدلة‬
‫البدنية والنف�سية على وقوع التعذيب‪ ،‬ينبغي طرح �ستة �أ�سئلة هامة‪:‬‬
‫�أ‪ .‬هل نتائج الفح�ص البدين والنف�سي تت�سق مع بالغ التعذيب‬
‫املدعى وقوعه؟‬
‫ب‪ .‬ما هي احلاالت البدنية امل�ساهمة يف ال�صورة ال�رسيرية؟‬
‫ج‪ .‬هل النتائج النف�سية متثل ا�ستجابات متوقعة �أو منطية للعناء‬
‫النف�سي البالغ يف ال�سياق الثقايف واالجتماعي لهذا الفرد؟‬
‫د‪ .‬يف �ضوء تقلب جمرى اال�ضطرابات العقلية املت�صلة بال�صدمات‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪232‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫على مر الوقت‪ ،‬ما هو الإطار الزمني احلايل بالن�سبة �إىل �أحداث‬


‫التعذيب؟ وما هو موقع الفرد على طريق ال�شفاء؟‬
‫ه‪ .‬ما هي م�سببات العناء الأخرى امل�ؤثرة على الفرد مثال ا�ستمرار‬
‫اال�ضطهاد‪ ،‬الهجرة الإجبارية‪ ،‬حياة املنفى‪ ،‬فقدان الأ�رسة واملركز‬
‫االجتماعي وما �إىل ذلك؟ ما هي �آثار هذه امل�سائل على ال�ضحية؟‬
‫و‪ .‬هل ال�صورة ال�رسيرية توحي بادعاء كاذب بوقوع التعذيب؟‬
‫‪ -٥‬الت�صوير الفوتوغرايف‬
‫‪ -106‬ينبغي التقاط �صور فوتوغرافية ملونة لإ�صابات الأ�شخا�ص املدعى‬
‫تعذيبهم‪ ،‬وللأماكن املدعى وقوع التعذيب فيها من الداخل واخلارج‬
‫ولأية �أدلة مادية �أخرى قد توجد ﺑﻬا‪ .‬ومن الأ�سا�سي �أن يدرج �ضمن‬
‫ال�صورة كذلك �رشيط قيا�س �أو و�سيلة �أخرى مو�ضحة للأبعاد احلقيقية‪.‬‬
‫وينبغي التقاط ال�صور ب�أ�رسع ما ميكن ولو ب�آلة ت�صوير بدائية‪ ،‬لأن بع�ض‬
‫العالمات املادية يتال�شى ب�رسعة‪ ،‬كما �أن املواقع قد تتعر�ض للم�سا�س ﺑﻬا‪.‬‬
‫ونظرا لأن ال�صور الفوتوغرافية الفورية الظهور قد تتلف مع م�ضي الوقت‪،‬‬
‫يف�ضل االحتفاظ كذلك ب�صور ذات م�ستوى فني �أجود ‪.‬لذا ينبغي �أي�ضا‬
‫التقاط هذا النوع من ال�صور مبجرد توفر املعدات الالزمة له‪ .‬وينبغي �إذا‬
‫�أمكن التقاط ال�صور ب�آلة ت�صوير مقا�س ‪ ٣٥‬مليمرتا تكون مزودة بالقدرة‬
‫على الت�سجيل الآيل للتاريخ‪ .‬وال بد من التوثيق الكامل لت�سل�سل‬
‫العهدة فيما يخ�ص الفيلم وال�سلبيات والن�سخ الإيجابية املطبوعة‪.‬‬
‫دال‪ .‬جلنة التحقيق‬
‫‪ -١‬حتديد نطاق التحقيق‬
‫‪ -107‬يلزم �أن حتدد الدول واملنظمات التي ت�شكل جلان حتقيق نطاق‬
‫التحقيق وذلك بتو�ضيح االخت�صا�صات يف �إذن الت�شكيل‪ .‬فتحديد‬
‫‪233‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫اخت�صا�صات اللجنة يزيد كثريا من فر�ص �إك�ساب �إجراءاﺗﻬا �صفة ال�رشعية‪،‬‬


‫وي�ساعد �أع�ضاءها على الو�صول �إىل توافق يف الر�أي حول نطاق التحقيق‪،‬‬
‫ويتيح مقيا�سا ميكن احلكم به على تقرير اللجنة اخلتامي‪ .‬والتو�صيات يف‬
‫مو�ضوع حتديد االخت�صا�صات تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫�أ‪� .‬أن ت�صاغ على نحو حمايد فال توحي بنتيجة م�سبقة‪ .‬وحر�صا على‬
‫�ضمان احلياد ينبغي �أال تنطوي االخت�صا�صات على �أي قيد يحد‬
‫من نطاق التحقيق يف اﻤﻟﺠاالت التي قد تك�شف عن م�س�ؤولية الدولة‬
‫عن التعذيب؛‬
‫ب‪� .‬أن تذكر على وجه التحديد الأحداث وامل�سائل التي يجب حتقيقها‬
‫وتناولها يف تقرير اللجنة اخلتامي؛‬
‫ج‪� .‬أن توفر املرونة الكافية لنطاق التحقيق بحيث ال يعوق �سري‬
‫التحقيق الوايف على النحو املن�شود كون االخت�صا�صات �أ�ضيق �أو‬
‫�أو�سع من الالزم‪ .‬وميكن توفري املرونة الالزمة بال�سماح مثال للجنة‬
‫بتعديل اخت�صا�صاﺗﻬا عند اللزوم‪� .‬إال �أنه يظل من الأهمية مبكان �أن‬
‫تبقي اللجنة اجلمهور على علم ب�أية تعديالت تدخل على واليتها‪.‬‬
‫‪� -٢‬سلطات اللجنة‬
‫‪ .108‬حتدد املبادئ املبينة �سلطات اللجنة ب�صورة عامة‪ .‬واللجنة ينبغي‬
‫�أن تزود على وجه اخل�صو�ص مبا يلي‪:‬‬
‫�أ‪� .‬سلطة احل�صول على جميع املعلومات الالزمة للتحقيق‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫�سلطة الإرغام على الإدالء بال�شهادة جتنب ا لتوقيع عقوبة قانونية على‬
‫املمتنع‪ ،‬و�سلطة الأمر ب�إبراز وثائق‪ ،‬مبا يف ذلك �سجالت الدولة وال�سجالت‬
‫الطبية‪ ،‬و�سلطة حماية ال�شهود و�أ�رس ال�ضحية وامل�صادر الأخرى؛‬
‫ب‪� .‬سلطة �إ�صدار تقرير علني؛‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪234‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ج‪� .‬سلطة القيام بزيارات مو�ضعية‪ ،‬مبا يف ذلك زيارة املوقع امل�شتبه‬
‫يف �أن يكون التعذيب قد جرى فيه؛‬
‫د‪�.‬سلطة تلقي الأدلة من �شهود ومنظمات خارج البلد‪.‬‬
‫‪ -٣‬معايري الع�ضوية‬
‫‪ .109‬ينبغي اختيار �أع�ضاء اللجنة املفو�ضني من الأفراد امل�شهود لهم‬
‫باحلياد والكفاءة واال�ستقالل ح�سب التعاريف الواردة فيما يلي‪:‬‬
‫�أ‪ .‬احلياد ‪ :‬ينبغي �أال تكون لأع�ضاء اللجنة �صلة وثيقة ب�أي فرد �أو‬
‫كيان حكومي �أو حزب �سيا�سي �أو تنظيم �آخر يحتمل �أن يكون متورطا‬
‫يف التعذيب‪ .‬ويجب �أال يكون الأع�ضاء وثيقي ال�صلة مبنظمة �أو‬
‫جماعة يكون ال�ضحية ع�ضوا فيها لأن يف هذا ما قد ي�سيء �إىل‬
‫م�صداقية اللجنة‪ .‬على �أن ذلك ينبغي �أال يتخذ ذريعة للإق�صاء الكلي‬
‫من اللجنة لأ�شخا�ص ينتمون مثال �إىل منظمات كربى يكون ال�ضحية‬
‫ع�ضوا فيها كذلك‪� ،‬أو لأ�شخا�ص منتمني ملنظمات مكر�سة لعالج‬
‫�ضحايا التعذيب وت�أهيلهم؛‬
‫ب‪ .‬الكفاءة ‪ :‬يجب �أن يكون �أع�ضاء اللجنة قادرين على تقييم ووزن‬
‫الأدلة و�إ�صدار احلكم ال�سديد‪ .‬وينبغي �أن ت�ضم اللجان ما �أمكن‬
‫�أفرادا من خرباء القانون والطب وميادين التخ�ص�ص املنا�سبة الأخرى؛‬
‫ج‪ .‬اال�ستقالل ‪ :‬يجب �أن يكون الأع�ضاء من الأفراد امل�شهود لهم يف‬
‫جمتمعهم بالأمانة والإن�صاف‪.‬‬
‫‪� .110‬إن مو�ضوعية التحقيق والنتائج التي تخل�ص �إليها اللجنة تتوقف‪،‬‬
‫يف جملة �أمور‪ ،‬على كوﻧﻬا ت�ضم ثالثة �أع�ضاء مفو�ضني �أو �أكرث‪� ،‬أو‬
‫مفو�ضا واحدا �أو اثنني ال غري‪ .‬فال ينبغي عموما �أن يتوىل التحقيق‬
‫يف التعذيب مفو�ض �أوحد‪ ،‬لأن املفو�ض الأوحد املنعزل يكون عادة‬
‫حمدودا من حيث عمق التحقيق الذي ي�ستطيع �أن يجريه مبفرده‪.‬‬
‫‪235‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ي�ضاف �إىل ذلك �أن املفو�ض الأوحد �سيكون عليه �أن يتخذ قرارات‬
‫هامة ذات طابع خاليف دون نقا�ش م�سبق و�سيكون معر�ضا بوجه خا�ص‬
‫لل�ضغط من جانب الدولة �أو غري ذلك من �أ�شكال ال�ضغط اخلارجي‪.‬‬
‫‪ -٤‬موظفو اللجنة‬
‫‪ .111‬يجب �أن توفر للجنة خدمات م�ست�شار قانوين حمايد ذي خربة‪.‬‬
‫و�إذا كانت اللجنة حتقق يف ادعاءات �سوء �سلوك من جانب الدولة ي�صبح‬
‫من امل�ست�صوب تعيني هذا امل�ست�شار من خارج وزارة العدل‪ .‬وينبغي‬
‫للم�ست�شار الرئي�سي للجنة �أن يكون مبن�أى عن الت�أثري ال�سيا�سي‪ ،‬لكونه‬
‫حائزا على وظيفة دائمة يف �سلك اخلدمة املدنية �أو من �أع�ضاء هيئة‬
‫املحامني ذوي اال�ستقالل الكامل‪ .‬وكثريا ما يتطلب التحقيق م�شورة‬
‫من �أهل اخلربة‪ .‬وينبغي �أن تتاح للجنة اخلربة الفنية يف جماالت من‬
‫قبيل علم الأمرا�ض والطب ال�رشعي والطب النف�سي وعلم النف�س وطب‬
‫الأمرا�ض الن�سائية وطب الأطفال‪ .‬ولإجراء حتقيق حمايد متاما وواف‬
‫�سيلزم يف جميع الأحوال تقريبا �أن يكون لدى اللجنة باحثون يتابعون‬
‫اخليوط ويجرون التحريات �سعيا �إىل �إقامة الأدلة‪ .‬واعتماد اللجنة على‬
‫الباحثني التابعني لها وحدها �أمر يعزز كثريا من م�صداقية التحقيق‪.‬‬
‫‪ -٥‬حماية ال�شهود‬
‫‪ .112‬على الدولة واجب حماية ال�شاكني وال�شهود والقائمني بالتحقيق‬
‫�أنف�سهم و�أ�رسهم من العنف �أو التهديد بالعنف �أو �أي �شكل �آخر من‬
‫�أ�شكال الرتهيب انظر الفرع جيم ‪ - ٢‬د �أعاله)‪ .‬و�إذا خل�صت اللجنة �إىل‬
‫وجود خوف معقول من وقوع ا�ضطهاد �أو �إزعاج �أو �إيذاء لأي من ال�شهود‬
‫�أو لأي �شخ�ص ينتظر �أن يديل ب�شهادته‪ ،‬ف�إﻧﻬا قد ترى اال�ستماع �إىل‬
‫ال�شهادة يف جل�سات مغلقة‪ ،‬وكتمان هوية املخرب �أو ال�شاهد‪ ،‬واالكتفاء‬
‫با�ستخدام الأدلة التي ال تنطوي على خطر الك�شف عن هويته‪ ،‬واتخاذ‬
‫غري ذلك من التدابري املنا�سبة‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪236‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ -٦‬املداوالت‬
‫‪ .113‬عمال باملبادئ العامة للإجراءات اجلنائية ينبغي �أن تك ون جل�سات اللجنة‬
‫علنية‪� ،‬إال �إذا اقت�ضى الأمر عقد مداوالت �رسية حماية ل�سالمة �أحد ال�شهود‪.‬‬
‫وينبغي ت�سجيل املداوالت ال�رسية واالحتفاظ يف مكان معروف ب�سجلها غري‬
‫املن�شور‪ ،‬وذلك داخل حرز خمتوم‪ .‬وقد يقت�ضي الأمر �أحيان ًا كفالة ال�رسية‬
‫املطلقة ت�شجيعا للإدالء بال�شهادة فرتى اللجنة �رضورة لال�ستماع �إىل �شهود‬
‫على انفراد �أو ب�صورة غري ر�سمية �أو دون ت�سجيل ال�شهادة‪.‬‬
‫‪ -٧‬الإعالن عن �إجراء التحقيق‬
‫‪ .114‬ينبغي الإعالن على نطاق وا�سع عن �إن�شاء اللجنة ومو�ضوع‬
‫التحقيق‪ .‬وينبغي ت�ضمني الإعالن دعوة مفتوحة لتقدمي املعلومات ذات‬
‫ال�صلة والبيانات ا ملكتوبة �إىل اللجنة ف�ضال عن تعليمات موجهة للراغبني‬
‫يف الإدالء ب�شهادة‪ .‬وميكن ن�رش هذا الإعالن عن طريق ال�صحف‬
‫واﻤﻟﺠالت والإذاعة والتلفزيون والن�رشات واملل�صقات‪.‬‬
‫‪ -٨‬تلقي الأدلة‬
‫‪ .115‬ينبغي �أن تكون للجان التحقيق �سلطة الإرغام على ال�شهادة‬
‫وعلى �إبراز الوثائق وذلك ي�شمل �سلطة �إرغام ملوظفني الر�سميني املن�سوب‬
‫�إليهم ال�ضلوع يف التعذيب على الإدالء بال�شهادة‪ .‬وقد يقت�ضي ذلك‬
‫عمليا انطواء هذه ال�سلطة على �صالحية فر�ض غرامات �أو �إ�صدار �أحكام‬
‫بالعقوبة �إذا رف�ض التنفيذ موظفو احلكومة �أو غريهم من الأفراد‪.‬‬
‫وينبغي �أن توجه جلان التحقيق دعوة لإدالء الأفراد بال�شهادة �أو تقدمي‬
‫بيانات كتابية‪ ،‬باعتبار ذلك خطوة �أوىل يف �سبيل جمع الأدلة‪ .‬وقد‬
‫ت�صبح البيانات الكتابية م�صدرا هاما لل�شهادة عندما يحول اخلوف‪� ،‬أو‬
‫عدم القدرة على ال�سفر‪� ،‬أو تعذر ح�ضور اجلل�سات لأ�سباب �أخرى دون‬
‫�إدالء ال�شخ�ص ب�شهادة �شفوية‪ .‬وينبغي �أن ت�ستعر�ض جلان التحقيق‬
‫الإجراءات الأخرى التي ميكن �أن توفر لها معلومات مفيدة‪.‬‬
‫‪237‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ -٩‬حقوق الأطراف‬
‫يدعون تعر�ضهم للتعذيب وممثليهم‬ ‫‪ .116‬ينبغي �إعالم الأ�شخا�ص الذين ّ‬
‫القانونيني ب�أية جل�سات تعقد و�إتاحة ح�ضورهم فيها و�إفادﺗﻬم بكل‬
‫املعلومات املت�صلة بالتحقيق ومتكينهم من االطالع عليها‪ ،‬ويجب �أن‬
‫يعترب من حقهم تقدمي الأدلة‪ .‬وهذا الت�شديد بوجه خا�ص على اعتبار‬
‫الباقي على قيد احلياة طرفا يف الإجراءات �إمنا هو تعبري عن �أهمية الدور‬
‫املعطى مل�صاحله يف �سري التحقيق‪ .‬على �أنه ينبغي �أن تتاح كذلك جلميع‬
‫الأطراف الآخرين الذين يعنيهم الأمر فر�صة اال�ستماع �إليهم‪ .‬ويجب �أن‬
‫يكون من حق هيئة التحقيق �أن ت�صدر �أوامر ا�ستدعاء لل�شهادة مبا يف‬
‫ذلك �أوامر ا�ستدعاء للموظفني الر�سميني املدعى �ضلوعهم و�أن تطلب‬
‫�إبراز الأدلة‪ .‬ويجب ال�سماح لكل ه�ؤالء ال�شهود باال�ستعانة مبحام �إذا‬
‫كان من املحتمل وقوع �أي �رضر عليهم نتيجة للتحقيق‪ ،‬مثال ذلك‬
‫احتمال �أن تعر�ضهم �شهادﺗﻬم لإقامة دعوى جنائية �ضدهم �أو مل�س�ؤولية‬
‫مدنية‪ .‬وال يجوز �إرغام ال�شهود على ال�شهادة �ضد �أنف�سهم‪ .‬وينبغي‬
‫�إتاحة فر�صة كافية للجنة ال�ستجواب ال�شهود ا�ستجوابا فعاال‪ .‬وينبغي �أن‬
‫يكون م�سموحا للأطراف بتقدمي �أ�سئلة مكتوبة �إىل اللجنة‪.‬‬
‫‪ -١٠‬تقييم الأدلة‬
‫‪ .117‬على اللجنة �أن تق ّيم كل املعلومات والأدلة التي تتلقاها للبت يف‬
‫مدى موثوقيتها و�أمانتها‪ .‬ويجب �أن تراعي اللجنة يف تقييم ال�شهادات‬
‫ال�شفوية كيفية �سلوك ال�شاهد وم�صداقيته العامة‪ .‬وال بد �أن تكون‬
‫اللجنة مدركة لأثر العوامل االجتماعية والثقافية واملت�صلة بنوع اجلن�س‬
‫يف كيفية ال�سلوك‪� .‬إن ت�أييد �صحة الأقوال من عدة م�صادر �أمر يعزز‬
‫قيمتها يف �إثبات الوقائع ويزيد من موثوقية ال�شهادات ال�سماعية‪ .‬فعلى‬
‫اللجنة �أن تفح�ص بعناية مدى موثوقية ال�شهادات ال�سماعية قبل �أن‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪238‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫تقبل م�ضموﻧﻬا باعتباره ممثال للحقيقة‪ .‬ويجب كذلك احلذر يف‬


‫ت�صديق ال�شهادات التي مل تتعر�ض ملحك اال�ستجواب امل�ضاد على يد‬
‫اخل�صوم‪ .‬فال�شهادة التي يتم الإدالء ﺑﻬا يف جل�سات �رسية وحتفظ يف‬
‫�سجل مغلق‪� ،‬أو التي ال ت�سجل �أ�صال‪ ،‬ال تتعر�ض يف كثري من الأحيان‬
‫لال�ستجواب امل�ضاد على يد اخل�صوم وبالتايل يتعني �إعطا�ؤها وزنا �أقل‪.‬‬
‫‪ -١١‬تقرير اللجنة‬
‫‪ .118‬ينبغي �أن ت�صدر اللجنة تقريرا علنيا يف غ�ضون فرتة معقولة من‬
‫الزمن‪ .‬ويتعني �إذا مل تكن اللجنة قد تو�صلت �إىل نتائجها بالإجماع‪،‬‬
‫�إثبات ر�أي �أع�ضاء الأقلية املخالف‪ .‬ويلزم �أن تت�ضمن تقارير جلان التحقيق‪،‬‬
‫كحد �أدنى‪ ،‬معلومات عما يلي‪:‬‬
‫�أ‪ .‬نطاق التحقيق ووالية اللجنة؛‬
‫ب‪ .‬الإجراءات والأ�ساليب املتبعة يف تقييم الأدلة؛‬
‫ج‪ .‬قائمة ب�أ�سماء و�أعمار ونوع جن�س كل من �أدلوا بال�شهادة با�ستثناء‬
‫من تكتم هويتهم حماية لهم �أو من يكون اال�ستماع �إىل �شهادﺗﻬم قد‬
‫مت يف جل�سات �رسية‪ ،‬وبيان بامل�ستندات التي تلقتها اللجنة ك�أدلة؛‬
‫د‪ .‬موعد ومكان كل جل�سة يجوز �إدراج ذلك يف مرفق للتقرير؛‬
‫ه‪ .‬تو�ضيح خللفية التحقيق من قبيل و�صف الأحوال ال�سيا�سية‬
‫واالقت�صادية ذات ال�صلة؛‬
‫و‪ .‬الأحداث املحددة التي وقعت‪ ،‬والأدلة التي بني عليها �إثبات‬
‫وقوعها؛‬
‫ز‪ .‬القانون الذي اعتمدته اللجنة؛‬
‫ح‪ .‬النتائج التي تو�صلت �إليها اللجنة بناء على القانون املنطبق‬
‫‪239‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫والوقائع املثبتة؛‬
‫ط‪ .‬تو�صيات مبنية على النتائج التي خل�صت �إليها اللجنة‪.‬‬
‫‪ .119‬وينبغي �أن ترد الدولة علنا على التقرير مبينة عند االقت�ضاء‬
‫اخلطوات التي تنوي اتخاذها ا�ستجابة له‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪240‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الف�صل الرابع‪:‬‬
‫اعتبارات عامة فيما يخ�ص املقابالت‬

‫‪ .120‬عند �إجراء مقابلة مع �شخ�ص يدعى تعذيبه‪ ،‬ينبغي �أن ت�ؤخذ يف‬
‫احل�سبان عدة م�سائل واعتبارات عملية‪.‬‬
‫وي�صدق ذلك على جميع الأ�شخا�ص القائمني ب�إجراء املقابلة �سواء‬
‫كانوا من املحامني �أو الأطباء �أو الأخ�صائيني يف علم النف�س �أو الأطباء‬
‫النف�سيني �أو من مراقبي حقوق الإن�سان �أو من املنتمني �إىل �أي فئة‬
‫مهنية �أخرى‪ .‬والفرع التايل ينطلق من هذه »الأر�ضية امل�شرتكة« حماوال‬
‫معاجلتها يف �إطار بع�ض ال�سياقات التي قد تواجه عند التحقيق يف �أمر‬
‫التعذيب �أو �إجراء املقابالت مع �ضحاياه‪.‬‬
‫�ألف‪ .‬مق�صد التحقيق والفح�ص والتوثيق‬
‫‪� .١٢١‬إن املق�صد العام للتحقيق هو �إثبات الوقائع املت�صلة بحوادث‬
‫التعذيب املدعى وقوعها (انظر الف�صل الثالث‪ ،‬الفرع دال) و�إجراء تقييمات‬
‫طبية للتعذيب قد يوفر �أدلة تفيد يف �سياقات قانونية مثل‪:‬‬
‫�أ) حتديد هوية مرتكبي التعذيب وتقدميهم �إىل العدالة؛‬
‫ب) ت�أييد طلبات مقدمة للجوء ال�سيا�سي؛‬
‫ج) �إثبات حاالت يكون موظفون حكوميون قد ح�صلوا فيها على‬
‫اعرتافات كاذبة؛‬
‫د) �إثبات �أمناط �إقليمية ملمار�سة التعذيب‪ .‬وقد ت�ستخدم التقييمات‬
‫‪241‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الطبية كذلك يف تقرير االحتياجات العالجية للناجني‪ ،‬وك�شهادات يف‬


‫الدرا�سات اال�ستق�صائية حلالة حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫‪ .122‬والغر�ض من �شهادة الطبيب الكتابية �أو ال�شفوية هو �إعطاء ر�أي‬
‫فني يف مدى �صلة احلالة الطبية بادعاء امل�صاب ب�أنه عانى من �إ�ساءة‬
‫املعاملة ثم �إحالة النتائج والتف�سريات الطبية التي يتو�صل �إليها الطبيب‪،‬‬
‫على نحو جمدٍ ‪� ،‬إىل �سلطة ق�ضائية �أو �سلطة �أخرى منا�سبة‪ .‬كما �أن‬
‫ال�شهادات الطبية كثريا ما تفيد يف توعية �أع�ضاء ال�سلطة الق�ضائية‬
‫وامل�س�ؤولني احلكوميني الآخرين واﻤﻟﺠمتعات املحلية والدولية بالعقابيل‬
‫البدنية والنف�سية للتعذيب‪ .‬وينبغي �أن يكون الفاح�ص على ا�ستعداد‬
‫للقيام مبا يلي‪:‬‬
‫�أ) تقدير ما يحتمل �أن يكون قد حدث من الإ�صابات �أو االعتداءات‬
‫حتى لو مل توجد ادعاءات حمددة بذلك من قِ بل الأفراد �أو من‬
‫الأ�شخا�ص املكلفني ب�إنفاذ القانون �أو من املنتمني �إىل اجلهاز الق�ضائي؛‬
‫ب) توثيق الأدلة البدنية والنف�سية على وقوع الإ�صابة �أو االعتداء؛‬
‫ج) تبيان مدى ات�ساق نتائج الفح�ص مع ادعاءات امل�صاب املحددة‬
‫بوقوع اعتداء عليه؛‬
‫د) تبيان مدى ات�ساق نتائج الفح�ص مع املعرفة املتوفرة ب�أ�ساليب‬
‫التعذيب امل�ستخدمة يف منطقة معينة وما ترتكه من �آثار معروفة؛‬
‫ه) توفري التف�سري العليم للنتائج التي خل�صت �إليها التقييمات الطبية‬
‫‪-‬القانونية و�إبداء الر�أي العليم ب�ش�أن الأ�سباب املحتملة لالعتداء‪،‬‬
‫وذلك يف جل�سات النظر يف طلبات اللجوء ويف املحاكمات الج نائية‬
‫والدعاوى املدنية؛‬
‫و) اال�ستفادة من املعلومات التي يح�صل عليها على الوجه املنا�سب‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪242‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫يف تعزيز اجلهود التي تبذل لك�شف احلقائق يف مو�ضوع التعذيب‬


‫ومتابعة توثيقه‪.‬‬
‫باء ‪ -‬ال�ضمانات الإجرائية ل�صالح املحتجزين‬
‫‪ .١٢٣‬ينبغي �أن يكون تقييم الطب ال�رشعي للمحتجزين قائما على طلب‬
‫ر�سمي �صادر من �أع�ضاء النيابة العامة �أو غريهم من امل�س�ؤولني املخت�صني‪.‬‬
‫�أما طلبات التقييم الطبي ال�صادرة من املوظفني املكلفني ب�إنفاذ القانون‬
‫فتعترب باطلة ما مل تكن مبنية على �أوامر كتابية من ع�ضو يف النيابة‬
‫العامة‪ .‬غري �أن للمحتجزين �أنف�سهم �أو حماميهم �أو �أقارﺑﻬم احلق يف‬
‫طلب �إجراء تقييم طبي �سعيا �إىل �إقامة الدليل على التعذيب و�إ�ساءة‬
‫املعاملة‪ .‬وينبغي �أن يكلف مبرافقة املحتجز �إىل الفح�ص الطبي ال�رشعي‬
‫موظفون ال يكونون من اجلنود �أو �أفراد ال�رشطة لأن التعذيب و�إ�ساءة‬
‫املعاملة ميكن �أن يكونا قد وقعا �أثناء وجوده يف عهدة ه�ؤالء‪ ،‬ثم �إن‬
‫ح�ضورهم معه قد ي�ضع املحتجز �أو الطبيب حتت �ضغوط �إكراهية‬
‫غري مقبولة ت�ستهدف احليلولة دون التوثيق الفعال للتعذيب �أو �إ�ساءة‬
‫املعاملة‪ .‬وينبغي �أن يكون املوظفون امل�رشفون على نقل املحتجز من‬
‫امل�س�ؤولني �أمام النيابة العامة ال من امل�س�ؤولني �أمام موظفني �آخرين من‬
‫املكلفني ب�إنفاذ القانون‪ .‬ويتوجب ح�ضور حمامي املحتجز عند طلب‬
‫فح�صه وعند نقله بعد انتهاء الفح�ص‪ .‬ومن حق املحتجز �أن يح�صل‬
‫على تقييم طبي ثانٍ �أو بديل من طبيب م�ؤهل‪� ،‬سواء مت ذلك �أثناء فرتة‬
‫احلجز �أو بعد انق�ضائها‪.‬‬
‫‪ .١٢٤‬ويجب �أن يتم فح�ص كل حمتجز على انفراد‪ ،‬وال يجوز ب�أي حال‬
‫وجود �أي من �أفراد ال�رشطة �أو املوظفني الآخرين املكلفني ب�إنفاذ القانون‬
‫يف غرفة الفح�ص‪ .‬وهذا ال�ضمان الإجرائي ال يجوز التجاوز عنه �إال عندما‬
‫تتوفر لدى الطبيب الفاح�ص �شواهد قاطعة على �أن املحتجز ي�شكل خطرا‬
‫‪243‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫جديا على �سالمة املوظفني ال�صحيني‪ .‬ففي مثل هذه الظروف ي�صح‬
‫�أن يتوافر‪ ،‬بناء على طلب الطبيب الفاح�ص‪� ،‬أفراد من موظفي الأمن‬
‫التابعني للمن�ش�أة ال�صحية‪ ،‬ولي�س �أفراد من ال�رشطة �أو �سواهم من املوظفني‬
‫املكلفني ب�إنفاذ القانون‪ .‬على �أنه يظل من الواجب يف هذه احلاالت �إبقاء‬
‫موظفي الأمن ه�ؤالء على غري م�سمع من املري�ض (و�إمنا فقط على مر�أى‬
‫منه)‪ .‬وينبغي �إجراء التقييم الطبي للمحتجزين يف املوقع الأن�سب لذلك‬
‫يف ر�أي الطبيب‪ .‬ويف بع�ض احلاالت قد يكون من الأف�ضل الإ�رصار على‬
‫�إجراء التقييم يف من�ش�آت طبية ر�سمية ولي�س يف ال�سجن �أو مكان احلجز‪.‬‬
‫ويف حاالت �أخرى قد ي�ؤثر امل�سجونون �إمتام الفح�ص يف زنزانتهم لأمانها‬
‫الن�سبي يف نظرهم �إذا �شعروا �أن الأماكن الطبية قد تكون مراقبة‪ .‬فاملكان‬
‫الأف�ضل قد حتدده عوامل كثرية‪ ،‬على �أنه ينبغي �أن يكفل املحققون يف‬
‫جميع الأحوال عدم �إرغام امل�سجونني على قبول مكانال يرتاحون �إليه‪.‬‬
‫‪ .125‬وينبغي �أن يثبت الطبيب يف تقريره الر�سمي واقعة ح�ضور �أي �أفراد‬
‫من ال�رشطة �أو اجلنود �أو حر�س ال�سجون �أو غريهم من املوظفني املكلفني‬
‫ب�إنفاذ القانون يف غرفة الفح�ص لأي �سبب كان‪ ،‬وميكن اعتبار وجود �أي‬
‫من ه�ؤالء �أثناء الفح�ص مربرا لإغفال �أي تقرير طبي يخل�ص �إىل نتيجة‬
‫�سلبية‪ .‬وينبغي �أن ت�سجل يف التقرير هوية و�ألقاب الآخرين احلا�رضين يف‬
‫غرفة الفح�ص �أثناء عمليات التقييم الطبي‪ .‬وينبغي �أن ت�شتمل التقييمات‬
‫الطبية للمحتجزين على ملء ا�ستمارة منوذجية موحدة للتقييم الطبي‬
‫(انظر املرفق الرابع لالطالع على �إر�شادات ميكن اال�ستعانة بها يف �إعداد‬
‫ا�ستمارات موحدة للتقرير الطبي)‪.‬‬
‫‪ .١٢٦‬وينبغي �إحالة الن�ص الأ �صلي للتقييم املكتمل �إىل طالب التقرير‬
‫ر�أ�سا‪ ،‬وهو يكون عادة املدعي العام‪ .‬و�إذا طلب املحتجز �أو املحامي الذي‬
‫ينوب عنه تقريرا طبيا‪ ،‬وجب تزويده به‪ .‬وعلى الطبيب الفاح�ص �أن‬
‫يحتفظ بن�سخ من كل التقارير الطبية‪ .‬فقد ترغب منظمة طبية وطنية‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪244‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أو جلنة حتقيق �إجراء مراجعة عامة للتقارير الطبية للت�أكد من االلتزام‬
‫بال�ضمانات الإجرائية الكافية ومعايري التوثيق املقررة‪ ،‬وذلك على الأخ�ص‬
‫من جانب الأطباء العاملني حل�ساب الدولة‪.‬‬
‫وينبغي �إر�سال التقارير ملثل هذه املنظمة بعد مراعاة االعتبارات‬
‫املت�صلة باال�ستقالل والكتمان‪ .‬وال يجوز يف �أي ظرف من الظروف �إحالة‬
‫ن�سخة من التقرير الطبي �إىل املوظفني املكلفني ب�إنفاذ القانون‪ .‬ويعد‬
‫�إجراء فح�ص طبي للمحتجز وقت القب�ض عليه‪ ،‬و�إجراء فح�ص وتقييم‬
‫حلالته عند الإفراج عنه من الأمور الإلزامية‪ ٧٠‬وينبغي �إتاحة وجود حمام‬
‫وقت �إجراء الفح�ص الطبي‪ .‬على �أنه قد ي�ستحيل يف معظم �أو�ضاع‬
‫ال�سجون ح�ضور �شخ�ص من اخلارج �أثناء الفح�ص‪ ،‬فينبغي يف تلك‬
‫احلاالت ا�شرتاط مت�سك �أطباء ال�سجن العاملني مع امل�سجونني ب�آداب‬
‫مهنة الطب‪ ،‬ومتكنهم من �أداء واجباﺗﻬم املهنية با�ستقالل ودون خ�ضوع‬
‫لت�أثري �أي طرف ثالث‪ .‬و�إذا �أ�سفر الفح�ص الطبي ال�رشعي عن ت�أييد �صحة‬
‫ادعاءات التعذيب وجب االمتناع عن �إعادة املحتجز �إىل مكان االحتجاز‬
‫بل عر�ضه على ع�ضو النيابة العامة �أو القا�ضي لتحديد كيفية الت�رصف‬
‫القانوين يف �أمره‪. ٧١‬‬
‫جيم‪ .‬الزيارات الر�سمية ملراكز االحتجاز‬
‫‪ .127‬ينبغي عدم اال�ستهانة مبو�ضوع زيارات امل�سجونني‪ .‬ف�إن �إجراءها‬
‫بطريقة مو�ضوعية ومهنية قد ييكون�أمرا بالغ ال�صعوبة يف بع�ض احلاالت‪،‬‬
‫وال �سيما يف البلدان التي ال يزال ميار�س فيها التعذيب‪ .‬فالزيارة الوحيدة‬
‫التي ال تعقبها �أي متابعة لالطمئنان على �سالمة ال�شخ�ص بعد الزيارة قد‬
‫تكون خطرة‪ ،‬بل لع ّلها يف بع�ض احلاالت �أ�سو�أ من عدم القيام ب�أي زيارة‪.‬‬
‫فاملحققون ح�سنو النية الذين يقدمون على زيارة �سجن �أو مركز �رشطة دون‬
‫فهم كامل ملا هم فاعلون قد يقعون يف �رشك لأﻧﻬم قد يخرجون ب�صورة‬
‫‪245‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫غري مكتملة �أو كاذبة عن حقيقة الأمر‪ ،‬وقد يت�سببون عن غري ق�صد يف‬
‫تعري�ض م�سجونني لن يروهم مرة �أخرى للخطر‪ .‬كما �أﻧﻬم قد يتيحون‬
‫ملرتكبي التعذيب و�سيلة للتمل�ص من فعلتهم حيث �إﻧﻬم �سي�ستطيعون‬
‫اال�ست�شهاد بكون حمققني من اخلارج قد زاروا ال�سجن فعال ومل ي�شهدوا‬
‫فيه �شيئا ي�ستحق الذكر‪.‬‬
‫‪ .128‬فمن الأف�ضل �أن يرتك �إجراء الزيارات للمحققني الذين يكونون‬
‫قادرين على القيام ﺑﻬا ومتابعتها بطريقة مهنية والذين ي ّتبعون �إجراءات‬
‫جمربة لكفالة �ضمانات الزمة لعملهم‪ .‬فالظن ب�أن القليل من الأدلة خري‬
‫من ال �أدلة ظن لي�س يف حمله عند العمل مع م�سجونني قد يعر�ضهم‬
‫الإدالء ب�شهادﺗﻬم للخطر‪ .‬والزيارات التي يقوم ﺑﻬا �أ�شخا�ص ح�سنو النية‬
‫من ممثلي امل�ؤ�س�سات الر�سمية وغري احلكومية قد ت�سبب �صعوبات‪ ،‬بل‬
‫قد ت�ؤدي حتى �إىل نتيجة عك�سية‪.‬‬
‫ويف هذه احلالة‪ ،‬ينبغي التفرقة بني الزيارة الالزمة حقا للتحقيق‪،‬‬
‫وهذه ال بد منها‪ ،‬والزيارة غري اجلوهرية التي تتجاوز هذه احلدود والتي‬
‫ميكن‪� ،‬إن كان القائمون بها من غري املتخ�ص�صني‪� ،‬أن ت�سبب �رضرا �أكرث‬
‫مما ت�سبب نفعا يف بلد ميار�س التعذيب‪ .‬وينبغي متكني جلان م�ستقلة‬
‫م�ؤلفة من احلقوقيني والأطباء من القيام بزيارات دورية لأماكن االحتجاز‬
‫وال�سجون‪.‬‬
‫‪ .129‬ومن اجللي �أن املقابالت التي جتر ى مع �أ�شخا�ص ال يزالون‬
‫حمتجزين‪ ،‬بل رمبا ال يزالون يف قب�ضة مرتكبي التعذيب‪� ،‬ستختلف‬
‫متاما عن املقابالت التي جترى على انفراد وباطمئنان يف من�ش�أة طبية‬
‫خارجية م�أمونة‪ .‬وللح�صول على ثقة ال�شخ�ص يف هذه احلاالت �أهمية‬
‫ال ميكن املغاالة يف و�صفها‪ .‬والأهم حتى من ذلك عدم خيانة هذه‬
‫الثقة ولو عن غري ق�صد‪ .‬وينبغي اتخاذ جميع االحتياطات ل�ضمان‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪246‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫عدم تعري�ض املحتجزين �أنف�سهم للخطر‪ ،‬وينبغي �س�ؤال املحتجزين الذين‬


‫عذبوا عما �إذا كان ي�صح ا�ستخدام املعلومات وعن كيفية ا�ستخدامه‪ .‬وقد‬
‫مينعهم اخلوف ال�شديد من الإذن با�ستخدام �أ�سمائهم‪ ،‬خ�شية االنتقام‬
‫منهم مثال‪ .‬ويتحتم على املحققني والأطباء واملرتجمني ال�شفويني التقيد‬
‫بالوعد الذي �أعطي للمحتجز‪.‬‬
‫‪ .١٣٠‬وقد ين�ش�أ م�أزق وا�ضح مثال �إذا تبي �أن عددا كبريا من امل�سجونني‬
‫قد عذبوا يف مكان معني ولكنهم ب�سبب اخلوف يرف�ضون جميعا‬
‫ال�سماح للمحققني با�ستخدام رواياﺗﻬم‪ .‬واخليار املتاح هو �إما خيانة‬
‫ثقة امل�سجونني حر�صا على وقف التعذيب‪ ،‬و�إما احلفاظ على ثقتهم‬
‫واالن�رصاف دون ذكر �أي �شيء‪ .‬وال بد من �إيجاد خمرج جمدٍ من هذا‬
‫امل�أزق‪ .‬فعندما ُت�شاهد على �أبدان عدد من امل�سجونني عالمات وا�ضحة‬
‫للجلد وال�رضب ومتزقات ناجتة من ا�ستعمال الع�صي وما �إىل ذلك‪،‬‬
‫ولكنهم جميعا يرف�ضون ذكر حاالﺗﻬم خوفا من االنتقام منهم‪ ،‬يكون‬
‫من املفيد عمليا تنظيم »تفتي�ش طبي« عام مك�شوف يف فناء ال�سجن‬
‫جلميع نزالء العنرب‪ .‬فبهذه الطريقة ي�ستطيع املحقق الطبي الزائر �أن‬
‫ي�شاهد بنف�سه عند تفقده ل�صفوف امل�ساجني عالمات التعذيب الوا�ضحة‬
‫على ظهورهم وميكنه �أن يكتب تقريرا عما �شاهده دون �أن يذكر �أن‬
‫امل�سجونني قد �شكوا من التعذيب‪ .‬وهذه اخلطوة الأوىل ت�ؤمن توفر ثقة‬
‫امل�سجونني يف زيارات املتابعة التالية‪.‬‬
‫‪ .131‬ومن اجللي �أنه لي�س من امل�ستطاع �أن تعالَج بنف�س الطريقة �أ�شكال‬
‫التعذيب النف�سي �أو اجلن�سي مثال التي تكون م�سترتة ن�سبيا‪ .‬ويف هذه احلاالت‬
‫قد يتعني على املحققني االمتناع عن �إبداء �أي مالحظات يف الزيارة الأوىل‬
‫�أو الزيارات العديدة الالحقة �إىل �أن ت�سمح الظروف بتخفيف �شعور املحتجزين‬
‫باخلوف وت�شجعهم على الإذن با�ستخدام رواياﺗﻬم‪ .‬وينبغي �أن يعلن كل من‬
‫الطبيب واملرتجم ال�شفوي ا�سمه و�أن ي�رشح دوره يف �إجراء التقييم‪.‬‬
‫‪247‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫وتوثيق ال�شواهد الطبية على التعذيب �أمر ي�ستلزم توفر معرفة حمددة‬
‫لدى �أفراد مرخ�صني من ممار�سي املهن ال�صحية‪.‬‬
‫وميكن اكت�ساب املعرفة بالتعذيب وعواقبه البدنية والنف�سية عن طريق‬
‫املطبوعات والدورات التدريبية وامل�ؤمترات املهنية واخلربة‪ .‬كما �أن للإملام‬
‫باملمار�سات الإقليمية للتعذيب و�إ�ساءة املعاملة �أهميته لأن املعرفة بها قد‬
‫ت�ؤيد �صدق الروايات الفردية عنها‪ .‬وينبغي �أن يتم حتت �إ�رشاف ممار�سني‬
‫متمر�سني اكت�ساب اخلربة الالزمة لإجراء مقابالت مع الأفراد وفح�صهم‬
‫لال�ستدالل على �شواهد التعذيب البدين والنف�سي ولتوثيق النتائج التي‬
‫يتم التو�صل �إليها‪.‬‬
‫‪ .132‬وقد يظهر الأ�شخا�ص الذين ال يزالون حمتجزين ثقة مفرطة يف‬
‫غري حملها �إذا كان القائم ب�إجراء املقابلة غريقادر مثال على �ضمان عدم‬
‫تعر�ضهم لالنتقام‪� ،‬أو مل يكن قد تفاو�ض على تكرار الزيارة وح�صل على‬
‫موافقة كاملة من ال�سلطات على ذلك‪� ،‬أو عندما ي�سهو عن ت�سجيل هوية‬
‫ال�شخ�ص لكي تت�سنى متابعة حالته‪ .‬وال بد من اتخاذ كل ما ميكن‬
‫من االحتياطات للت�أكد من عدم تعري�ض امل�سجونني �أنف�سهم للخطر بال‬
‫داع نتيجة لثقتهم ال�ساذجة يف قدرة ال�شخ�ص الآتي من اخلارج على‬
‫حمايتهم‪.‬‬
‫‪ .133‬ومن وجهة مثالية‪ ،‬ينبغي عند زيارة �أ�شخا�ص ال يزالون حمتجزين‬
‫�أن يكون املرتجمون ال�شفويون م�ستقدمني من اخلارج ال معينني حمليا‪،‬‬
‫وذلك �أ�سا�سا جتنبا لتعري�ضهم هم �أو �أ�رسهم ل�ضغط هدفه �إ�شباع ف�ضول‬
‫ال�سلطات الراغبة يف معرفة ماهية املعلومات التي �أعطيت للمحققني‪.‬‬
‫والق�ضية قد ت�شتد تعقيدا �إذا كان املحتجزون منتمني �إىل فئة �إثنية‬
‫خمتلفة عن فئة �سجانيهم‪ .‬فهل الأن�سب �أن يكون املرتجم املحلي منتميا‬
‫�إىل نف�س الفئة الإثنية لل�سجني فيحظى بالتايل بثقته و�إن كان ذلك‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪248‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�سيفقده ثقة ال�سلطات ويثري احتمال حماولتها ترهيبه؟ ومن ناحية‬


‫�أخرى‪ ،‬قد يبدي املرتجم نف�سه عزوفا عن العمل يف بيئة معادية قد‬
‫ت�ضعه يف مو�ضع اخلطر‪� .‬أم هل الأف�ضل �إح�ضار مرتجم يكون من نف�س‬
‫فئة ال�سجانني الإثنية فيكت�سب بالتايل ثقتهم ولكنه يفقد ثقة ال�سجني‪،‬‬
‫مع �أن ذلك قد ال مينع ال�سلطات من حماولة ترهيبه؟ من اجللي �أن‬
‫اجلواب هو من الوجهة املثالية ال هذا وال ذاك‪ .‬فالأن�سب �أن يكون‬
‫املرتجمون ال�شفويون �آتني من خارج املنطقة بحيث يعتربهم اجلميع على‬
‫نف�س القدر من اال�ستقالل الذي يت�صف به املحققون‪.‬‬
‫‪ .134‬وال�شخ�ص الذي يحني وقت مقابلته يف الثامنة م�ساء ي�ستحق‬
‫عناية ال تقل عن ال�شخ�ص الذي قوبل يف الثامنة �صباحا‪ .‬فاملحققون‬
‫ينبغي �أن تكون لديهم الف�سحة الكافية من الوقت و�أال يجهدوا �أنف�سهم‬
‫بالعمل �أكرث من الالزم‪ .‬فمن غري الإن�صاف لل�شخ�ص الذي يقابل يف‬
‫الثامنة م�ساء )والذي ظل منتظرا طول اليوم �أن حتني اللحظة التي‬
‫ي�ستطيع �أن يحكي فيها حكايته( �أن تخت�رص مقابلته ب�سبب �ضيق‬
‫الوقت‪ .‬وباملثل ف�إن الرواية التا�سعة ع�رشة لق�صة ت�ستحق نف�س االهتمام‬
‫الذي �أعطي للرواية الأوىل‪ .‬وامل�سجونون الذين ال يرون �أفرادا تعذيب‬
‫بالفلقة من اخلارج �إال نادرا رمبا مل ت�سنح لهم �أي فر�صة �سابقة للحديث‬
‫عن تعذيبهم‪ .‬ومن اخلط�أ افرتا�ض �أن امل�سجونني دائبو التحدث بع�ضهم‬
‫مع بع�ض عن التعذيب‪ .‬كما �أن امل�سجونني الذين لي�س لديهم جديد‬
‫ي�ضاف �إىل التحقيق ي�ستحقون نف�س القدر من الوقت املمنوح ل�سواهم‬
‫من امل�سجونني‪.‬‬
‫دال‪ .‬تقنيات اال�ستجواب‬
‫‪ .135‬ال بد من احرتام عدد من القواعد الأ�سا�سية (انظر الف�صل الثالث‪،‬‬
‫الفرع جيم(‪- ٢‬ز‪� .‬إن للمعلومات �أهميتها بالطبع ولكن ال�شخ�ص الذي‬
‫‪249‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫جتري مقابلته �أهم‪ ،‬والإن�صات له �أهم من توجيه الأ�سئلة �إليه‪ .‬ف�إن كان‬
‫كل املراد هو توجيه �أ�سئلة‪ ،‬ف�إن كل ما�س يتم احل�صول عليه �سيكون‬
‫جمرد �أجوبة‪ .‬وقد يبدي ال�شخ�ص املحتجز اهتماما �أكرب ب التحدث عن‬
‫عائلته من اهتمامه باحلديث عن تعذيبه‪ .‬ويجب مراعاة ذلك و�إف�ساح‬
‫وقت لقدر من التحدث يف امل�سائل ال�شخ�صية‪ .‬كما �أن التعذيب‪ ،‬وال‬
‫�سيما التعذيب اجلن�سي‪ ،‬مو�ضوع ح�سا�س جدا وقد ال يتم التطرق‬
‫�إليه قبل �أن جتري زيارة املتابعة الالحقة بل حتى فيما يليها‪ .‬وينبغي‬
‫احلر�ص عل ى عدم �إكراه الأفراد على احلديث عنة �أي �شكل من �أ�شكال‬
‫التعذيب ما داموا ي�شعرون بعدم ارتياح �إىل ذلك‪.‬‬
‫هاء‪ .‬توثيق اخللفية‬
‫‪ -١‬التاريخ النف�سي االجتماعي لل�شخ�ص والفرتة ال�سابقة للقب�ض عليه‬
‫‪� .136‬إذا كان ال�شخ�ص املدعى �أنه �ضحية للتعذيب مل يعد حمتجزا‪،‬‬
‫تعني على الفاح�ص �أن ي�س�أله عن �أحوال حياته اليومية وعالقاته‬
‫بالأ�صدقاء والأ�رسة و�أو�ضاع عمله �أو درا�سته ومهنته واهتماماته‬
‫ونواياه للم�ستقبل وتعاطيه للكحول واملخدرات‪ .‬وينبغي �أي�ضا ال�سعي‬
‫�إىل حت�صيل معلومات عن تاريخ ال�شخ�ص النف�سي ‪ -‬االجتماعي يف‬
‫الفرتة الالحقة لالحتجاز‪� .‬أما عندما يكون ال�شخ�ص ال يزال حمتجزا‪،‬‬
‫فلن تلزم �سوى معرفة حمدودة بتاريخه النف�سي ‪ -‬االجتماعي تن�صب‬
‫على مهنته و�إملامه بالقراءة والكتابة‪ .‬وينبغي اال�ستف�سار عن الأدوية‬
‫الطبية املو�صوفة للم�صاب‪ ،‬ولهذا الأمر �أهمية خا�صة لأن ال�شخ�ص قد‬
‫يكون حمروما �أثناء احتجازه من احل�صول على هذه الأدوية مما ي�سبب‬
‫له عواقب �صحية �ضارة ‪�.‬أما اال�ستف�سار عن الأن�شطة واملعتقدات والآراء‬
‫ال�سيا�سية ف�إن �أمره غري وارد �إال من حيث م�ساعدته فقط يف تو�ضيح‬
‫ال�سبب يف احتجاز ال�شخ�ص �أو تعذيبه‪ ،‬على �أن من الأن�سب �أن يتخذ‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪250‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫هذا اال�ستف�سار �صورة غري مبا�رشة‪ ،‬وذلك مثال ب�س�ؤال ال�شخ�ص عن‬
‫االﺗﻬامات التي وجهت �إليه والأ�سباب التي يرى �أنها �أدت �إىل احتجازه‬
‫وتعذيبه‪.‬‬
‫‪ -٢‬موجز عن االحتجاز واالعتداء‬
‫‪ .137‬قبل احل�صول على �رسد مف�صل للأحداث يتعني على املحقق �أن‬
‫يحاول احل�صول على معلومات موجزة ت�شمل تواريخ و�أماكن ومدة‬
‫االحتجاز‪ ،‬وتواتر جل�سات التعذيب وطولها‪ .‬فاملوجز ي�سااعدعلى ح�سن‬
‫ا�ستخدام الوقت‪ .‬و�إذا كان الناجون قد عذبوا مرارا ف�إﻧﻬم كثريا ما يكونون‬
‫قادرين على تذكر ما حدث لهم‪ ،‬لكنهم ال ي�ستطيعون التحديد الدقيق‬
‫ملوقع وزمن كل منا�سبة على حدة‪ .‬ويف مثل هذه احلاالت‪ ،‬قد يح�سن‬
‫احل�صول على ال�رسد التاريخي تبع ًا لأ�ساليب االعتداء بدال من �رسد‬
‫�سل�سلة من الأحداث خالل فرتات توقيف حمددة‪ .‬كما �أنه مما قد يفيد‬
‫يف �أحوال كثرية حماولة توثيق �أكرب قدر م�ستطاع من املعلومات عند‬
‫ت�سجيل الرواية عن« الأحداث ومكان وقوعها‪» .‬فمواقع االحتجاز تخ�ضع‬
‫ل�سيطرة قوات خمتلفة من قوات الأمن �أو ال�رشطة �أو القوات امل�سلحة‪،‬‬
‫وقد يفيد تبني ما وقع يف خمتلف الأماكن يف �إعطاء �صورة مكتملة‬
‫عن ﻧﻬج التعذيب‪ .‬واحل�صول على خريطة ملكان وقوع التعذيب قد يفيد‬
‫يف ملء بع�ض الثغرات يف حكايات �أ�شخا�ص خمتلفني‪ .‬وهذا �سيكون‬
‫مفيدا جدا للتحقيق العام يف حاالت كثرية‪.‬‬
‫‪ -٣‬مالب�سات عملية االحتجاز‬
‫‪� .138‬أمثلة عن الأ�سئلة التي يطرحها املحقق ‪� :‬أي �ساعة كانت؟ �أين‬
‫كنت؟ ماذا كنت تفعل؟ من كان حا�رضا؟ �صف مظهر حمتجزيك‪ .‬هل‬
‫كانوا من الع�سكريني �أم املدنيني؟ يف زي ر�سمي �أو مالب�س عادية؟ �أي‬
‫نوع من ال�سالح كانوا يحملون؟ ماذا قيل؟ هل من �شهود؟ هل كان‬
‫‪251‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الأمر توقيفا ر�سميا �أم احتجازا �إداريا �أم �إجراء يندرج حتت باب اختفاء‬
‫الأ�شخا�ص؟ هل ا�ستخدم العنف ووجهت ﺗﻬديدات لفظية؟ هل حدث �أي‬
‫تفاعل مع �أفراد الأ�رسة؟ �سجل �أمر ا�ستعمال املكبالت �أو ع�صب العينني‪،‬‬
‫وو�سيلة النقل امل�ستخدمة‪ ،‬ووجهة و�أ�سماء املوظفني الر�سميني �إن عرفت‪.‬‬
‫‪ -٤‬مكان االحتجاز وظروفه‬
‫‪ .139‬على الفاح�ص �أن يبني مدى �إتاحة‪ ،‬و�أو�صاف‪ ،‬كل من الطعام‬
‫وال�رشاب واملراحي�ض والإ�ضاءة ودرجة احلرارة والتهوية‪ .‬وعليه كذلك �أن‬
‫يوثق مدى �إتاحة االت�صال بالأ�رسة وباملحامني �أو ممار�سي املهن ال�صحية‪،‬‬
‫و�أحوال االكتظاظ �أو احلب�س االنفرادي‪ ،‬وم�ساحة مكان االحتجاز وما‬
‫�إذا كان يوجد �آخرون ميكنهم ت�أييد �صحة ما ذكر عن االحتجاز‪ .‬وميكن‬
‫طرح الأ�سئلة التالية ‪ :‬ماذا حدث يف البداية؟ �إىل �أين �أُخذت؟ هل جرت‬
‫عملية �إثبات لهويتك )تدوين معلومات �شخ�صية‪� ،‬أخذ ب�صمات‪ ،‬التقاط‬
‫�صور فوتوغرافية(؟ هل طلب منك التوقيع على �أي �شيء؟ �صف �أحوال‬
‫الزنزانة �أو الغرفة �سجل احلالة من حيث احلجم‪ ،‬ووجود �آخرين‪ ،‬والإ�ضاءة‪،‬‬
‫والتهوية‪ ،‬ودرجة احلرارة‪ ،‬ووجود احل�رشات والقوار�ض‪ ،‬ونوع الفرا�ش‪،‬‬
‫ومدى توفر الطعام واملاء واملرحا�ض‪ .‬ماذا �سمعت ور�أيت و�شممت؟ هل‬
‫�أتيح لك االت�صال ب�أ�شخا�ص من اخلارج �أو احل�صول على رعاية طبية؟‬
‫ما ال�شكل املعماري العام ملكان االحتجاز؟‬
‫‪� -٥‬أ�ساليب التعذيب و�إ�ساءة املعاملة‬
‫‪ .140‬يف �سبيل احل�صول على معلومات عن التعذيب و�إ�ساءة املعاملة‬
‫ينبغي توخي احلذر �إزاء الإيحاء‪ .‬ب�أ�شكال من االعتداء رمبا يكون ال�شخ�ص‬
‫قد تعر�ض لها‪ .‬فبهذا تبقى املحن الفعلية التي مر بها ال�شخ�ص مبن�أى‬
‫عن احتمال التزويق‪ .‬غري �أن احل�صول على �أجوبة تنفي وقوع �أ�شكال‬
‫خمتلفة من التعذيب �أمر قد ي�ساعد على تثبيت م�صداقية ال�شخ�ص‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪252‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫والأ�سئلة ينبغي �أن ت�صاغ بحيث ت�ستدر �رسدا وا�ضحا متما�سكا‪ .‬وميكن‬
‫طرح الأ�سئلة التالية‪� :‬أين حدث االعتداء ومتى ولأي مدة؟ هل كنت‬
‫مع�صوب العينني؟ وقبل التطرق �إىل �أ�شكال االعتداء اذكر هوية من كانوا‬
‫حا�رضين (ب�أ�سمائهم ومنا�صبهم)‪� .‬صف الغرفة �أو املكان‪ .‬ماهي الأ�شياء‬
‫التي الحظت وجودها؟ �صف بالتف�صيل‪� ،‬إن �أمكن‪ ،‬كل �أداة من �أدوات‬
‫التعذيب‪ ،‬ويف حالة التعذيب بالكهرباء التيار والو�سيلة امل�ستخدمة وعدد‬
‫الإلكرتودات و�شكلها ‪�.‬أي مالب�س كانوا يرتدوﻧﻬا‪ ،‬وهل خلعت �أو جرى‬
‫تغيريها؟ �سجل مقتطفات مما قيل �أثناء اال�ستجواب من قبيل الإهانات‬
‫ال�شخ�صية وما �إىل ذلك ‪.‬ماذا كان احلديث الدائر بني مرتكبي التعذيب؟‬
‫‪ .141‬يجب ت�سجيل كل �شكل من �أ�شكال االعتداء كما يلي‪ :‬و�ضع‬
‫اجل�سم‪ ،‬التكبيل‪ ،‬طبيعة التالم�س‪ ،‬مبا يف ذلك مدته وتواتره وموقعه‬
‫البدين واجلزء املت�أثر به من اجل�سم‪ .‬هل حدث نزيف �أو �صدمة للر�أ�س‬
‫�أو فقدان للوعي؟ هل كان الغياب عن الوعي راجعا �إىل �إ�صابة الر�أ�س �أو‬
‫االختناق �أو �شدة الأمل؟ وينبغي للمحقق �أي�ض ًا �أن ي�ستف�رس عن حالة‬
‫ال�شخ�ص يف ﻧﻬاية« اجلل�سة ‪».‬هل ا�ستطاع امل�شي؟ �أم كان يف حاجة �إىل‬
‫عون �أو ُحمِ ل حمال �إىل زنزانته؟ هل ا�ستطاع النهو�ض يف اليوم التايل؟‬
‫�إىل متى ظل القدمان منتفخني؟ فكل هذه التفا�صيل ت�ضيف قدرا‬
‫من االكتمال �إىل الو�صف وهو ما ال يتحقق مبجرد ا�ستخدام قائمة‬
‫للأ�ساليب تكون حمددة �سلفا‪ .‬وينبغي �أن ي�شمل ال�رسد تاريخ التعذيب‬
‫القائم على الت�أثري على و�ضع اجل�سم‪ ،‬وعدد مرات التعذيب والأيام التي‬
‫ا�ستمر فيها‪ ،‬والفرتة الزمنية لكل واقعة‪ ،‬وطريقة التعليق �أو الو�ضع( قلب‬
‫اجل�سم طوليا‪ ،‬التغطية بحرام من القما�ش ال�سميك‪� ،‬أو الربط املبا�رش‬
‫باحلبال‪� ،‬أو و�ضع �أثقال على ال�ساقني �أو ال�شد �إىل �أ�سفل ) ويف حاالت‬
‫التعليق اال�ستف�سار عن املادة امل�ستخدمة( فاحلبال والأ�سالك والأقم�شة‬
‫تختلف عالماﺗﻬا على اجللد بعد التعليق‪ ) .‬وينبغي �أن يتذكر الفاح�ص‬
‫‪253‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أن �أقوال املعذب الناجي عن طول جل�سات التعذيب �ستكون معربة عن‬
‫مل �شاهد عامة حدوث‬ ‫�شعور ذاتي وقد ال تطابق الواقع الفعلي لأن من ا ُ‬
‫تيهٍ عن الزمان واملكان �أثناء التعذيب‪ .‬هل اعتدي على ال�شخ�ص جن�سيا‬
‫ب�أي �صورة من ال�صور؟ وينبغي اال�ستف�سار عما قيل �أثناء التعذيب‪.‬‬
‫فكثريا ما يحدث‪ ،‬على �سبيل املثال‪� ،‬أن يردد القائمون بالتعذيب القول‬
‫�أمام ال�ضحايا‪ ،‬خالل التعذيب بال�صدمات الكهربائية على �أع�ضائهم‬
‫التنا�سلية‪ ،‬ب�أﻧﻬم �سيفقدون من الآن ف�صاعدا القدرة على الأداء اجلن�سي‬
‫الطبيعي‪� ،‬أو �شيئا من هذا القبيل‪ .‬ولالطالع على بحث مف�صل ملو�ضوع‬
‫تقييم �أي ادعاء بوقوع تعذيب جن�سي‪ ،‬مبا يف ذلك االغت�صاب‪ ،‬انظر‬
‫الف�صل اخلام�س‪ ،‬الفرع دال‪.٨‬‬
‫واو ‪ -‬تقييم اخللفية‬
‫‪ .142‬قد يجد الناجون بعد التعذيب �صعوبة يف �رسد تفا�صيل معينة‬
‫من التعذيب لعدة �أ�سباب هامة منها‪:‬‬
‫�أ‪ .‬عوامل �أثناء التعذيب نف�سه مثل ع�صب العينني والتخدير وغياب‬
‫عن الوعي لفرتات وما �إىل ذلك؛‬
‫ب‪ .‬اخلوف من تعري�ض النف�س �أو الغري للخطر؛‬
‫ج‪ .‬قلة الثقة يف الطبيب الفاح�ص �أو املرتجم ال�شفوي؛‬
‫د‪ .‬الأثر النف�سي للتعذيب وال�صدمة من قبيل �شدة االنفعال و�ضعف‬
‫الذاكرة املن�سوبني �إىل �أمرا�ض ذهنية مقرتنة بالتعر�ض لل�صدمات مثل‬
‫االكتئاب واال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات؛‬
‫ه‪� .‬ضعف الذاكرة الع�صبي ‪ -‬النف�سي الناجت عن ال�رضب على الر�أ�س‬
‫واخلنق والإ�رشاف على الغرق �أو على املوت جوعا؛‬
‫و‪� .‬آليات احلماية الذاتية يف مواجهة املحن مثل الإنكار واالجتناب؛‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪254‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ز‪ .‬موانع ثقافية حترم الإف�صاح عن املحن �إال يف بيئات خا�صة يحاط‬
‫فيها الأمر بالكتمان البالغ ‪.72‬‬
‫‪ .١٤٣‬وعدم االت�ساق يف حكاية ال�شخ�ص قد يكون نا�شئا عن �أي من‬
‫هذه العوامل �أو عنها كلها‪ .‬وينبغي �أن يطلب املحقق‪� ،‬إذا �أمكن‪ ،‬مزيدا‬
‫من التو�ضيح‪ ،‬ف�إن تعذر ذلك وجب عليه �أن يبحث بنف�سه عن �أدلة‬
‫�أخرى ت�ؤيد �أو تفند الق�صة‪ .‬ذلك �أن التو�صل �إىل جمموعة مت�سقة من‬
‫التفا�صيل الداعمة قد ي�ؤدي �إىل ثبوت �صحة رواية ال�شخ�ص وزيادة‬
‫تو�ضيحها‪ .‬فرغم عجز الفرد عن بيان تفا�صيل يرغب املحقق يف احل�صول‬
‫عليها‪ ،‬مثل التواريخ والأوقات والتواتر وهو ّية مرتكبي الفعل على وجه‬
‫التحديد‪ ،‬ف�إن ال�سمات العامة لأحداث ال�صدمة والتعذيب �ستربز وتت�أكد‬
‫�صحتها على مر الوقت‪.‬‬
‫زاي ‪ -‬ا�ستعرا�ض �أ�ساليب التعذيب‬
‫‪ .144‬بعد احل�صول على �رسد مف�صل للأحداث‪ ،‬يح�سن ا�ستعرا�ض‬
‫�أ�ساليب التعذيب الأخرى املمكنة‪ .‬فمن الأ�سا�سي الإملام باملمار�سات‬
‫الإقليمية للتعذيب وتعد يل تطبيق الإر�شادات على ال�صعيد املحلي يف‬
‫�ضوء ذلك‪ .‬فاال�ستف�سار عن وقوع �أ�شكال حمددة من االعتداء يكون‬
‫مفيدا عندما‪:‬‬
‫�أ‪ .‬تطم�س الأعرا�ض النف�سية الذكريات؛‬
‫ب‪ .‬تقرتن ال�صدمة ب�إ�ضعاف القدرات احل�سية؛‬
‫ج‪ .‬يحتمل وقوع تلف ع�ضوي للمخ؛‬
‫د‪ .‬توجد عوامل تعليمية وثقافية م�سوغة‪.‬‬
‫‪ .145‬والف�صل بني �أ�ساليب التعذيب البدنية والنف�سية �إمنا هو ف�صل‬
‫مفتعل‪ ،‬مثال ذلك �أن التعذيب اجلن�سي ي�سبب عموما �أعرا�ضا بدنية‬
‫‪255‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ونف�سية معا حتى لو مل يقع اعتداء ج�سدي‪ .‬والقائمة التالية ب�أ�ساليب‬


‫التعذيب �إمنا تدرج هنا ﻤﻟﺠرد بيان بع�ض �أنواع الإ�ساءة املمكنة‪ .‬وال‬
‫يق�صد بها �أن يعتمدها املحققون باعتبارها قائمة ح�رصية �أو منوذجا يلزم‬
‫اتباعه يف تعداد �أ�ساليب التعذيب يف التقرير‪ .‬فنهج الركون �إىل قائمة‬
‫قد ي�ؤدي �إىل نتيجة عك�سية لأن ال�صورة ال�رسير ّية الكلية للتعذيب‬
‫تتجاوز كثريا جمرد عملية جمع عدد من الإ�صابات التي ترتتب على‬
‫الأ�ساليب املذكورة يف قائمة ‪.‬والواقع �أن التجربة �أظهرت �أن مرتكبي‬
‫التعذيب عندما يواجهون بنهج »جمموعة الأ�ساليب« هذا‪ ،‬كثريا ما‬
‫يركزون على �أ�سلوب منها للمحاجاة يف �أمر �صحة اعتباره �شكال من‬
‫�أ�شكال التعذيب‪ .‬و�أ�ساليب التعذيب التي يجدر النظر فيها ت�شمل دون‬
‫ح�رص‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫ر�ضية‪ ،‬ومن ذلك اللكم والرف�س وال�صفع واجللد‬
‫�أ‪ .‬الإ�صابة ب�صدمات ّ‬
‫وال�رضب بالأ�سالك والهراوات �أو طرح ال�شخ�ص على الأر�ض؛‬
‫ب‪ .‬التعذيب بالت�أثري على و�ضع اجل�سم وذلك با�ستخدام التعليق‪،‬‬
‫و�شد الأطراف يف اجتاه م�ضاد‪ ،‬وتقييد احلركة ملدد طويلة �أو الإلزام‬
‫بالبقاء يف و�ضع معني؛‬
‫ج‪ .‬احلرق بال�سجاير �أو الأدوات املحمية �أو ال�سوائل احلارقة �أو املواد‬
‫الكاوية؛‬
‫د‪ .‬ال�صدمات الكهربائية؛‬
‫ه‪ .‬اخلنق با�ستخدام �أ�ساليب �سائلة �أو جافة مثل الإغراق �أو كتم‬
‫النف�س �أو تعويقه �أو ا�ستخدام املواد الكيميائية؛‬
‫و‪ .‬الته�شيم مثل تك�سري الأ�صابع �أو دحرجة ا�سطوانة ثقيلة لإيذاء‬
‫الفخذين �أو الظهر؛‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪256‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ز‪ .‬الإ�صابات اخلارقة مثل اجلروح الناجتة عن الطعن �أو الطلقات‬


‫النارية �أو غرز الأ�سالك حتت الأظافر؛‬
‫ح‪ .‬التعري�ض للتفاعل الكيميائي مع امللح �أو الفلفل احلار �أو البرتين‬
‫وما �إىل ذلك بو�ضع هذه املواد يف اجلروح �أو فتحات اجل�سم؛‬
‫ط‪ .‬العنف اجلن�سي املوجه �إىل الأع�ضاء التنا�سلية‪ ،‬والتحر�ش‪،‬‬
‫وا�ستخدام الأدوات‪ ،‬واالغت�صاب؛‬
‫ي‪ .‬الإ�صابة املف�ضية �إىل ﺗﻬ�شيم �أو �إزالة الأ�صابع �أو الأطراف؛‬
‫ك‪ .‬البرت الطبي للأ�صابع �أو الأطراف �أو الإزالة اجلراحية للأع�ضاء؛‬
‫ل‪ .‬التعذيب با�ستخدام العقاقري مثل �إعطاء جرعات �سامة من‬
‫امل�سكنات �أو العقاقري املُرخية للأع�صاب �أو امل�شلة للحركة؛‬
‫م‪� .‬أحوال االحتجاز مثل الإيداع يف زنزانة �صغرية �أو مكتظة �أو‬
‫احلب�س االنفرادي‪� ،‬أو الأو�ضاع غري ال�صحية‪ ،‬وعدم �إتاحة الو�صول‬
‫�إىل املراحي�ض �أو عدم االنتظام يف توفري الطعام واملاء �أو تقدميهما‬
‫ملوثني‪ ،‬والتعري�ض للربد واحلر ال�شديدين‪ ،‬واحلرمان من االختالء‬
‫بالنف�س �أو الإكراه على العري؛‬
‫ن‪ .‬احلرمان من املنبهات الطبيعية للحوا�س مثل ال�صوت �أو ال�ضوء‬
‫�أو �إدراك الوقت وفر�ض العزلة والتحكم يف نور الزنزانة وامل�سا�س‬
‫باالحتياجات الطبيعية واحلد من النوم والطعام واملاء وا�ستعمال‬
‫املراحي�ض واال�ستحمام والن�شاط احلركي والرعاية الطبية واالت�صال‬
‫االجتماعي والعزل داخل ال�سجن وفقدان االت�صال بالعامل اخلارجي‬
‫(وكثريا ما ُيبقى ال�ضحية يف عزلة منعا من توطد الأوا�رص والت�آخي‬
‫مع الغري‪ ،‬وت�شجيعا له على �أن يكون وال�ؤه موجها‪ ،‬حتت ت�أثري‬
‫ال�صدمة‪� ،‬إىل مرتكب التعذيب نف�سه)؛‬
‫‪257‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�س‪ .‬الإهانات من قبيل التعدي اللفظي �أو �أداء �أفعال م�شينة؛‬


‫ال�سجن �أو‬
‫ع‪ .‬التهديد باملوت �أو ب�إيذاء الأ�رسة �أو متابعة التعذيب �أو َ‬
‫متثيل عمليات �إعدام وهمية؛‬
‫ف‪ .‬التهديد ب�إطالق حيوانات ملهاجمته مثل الكالب والقطط واجلرذان‬
‫والعقارب؛‬
‫�ص‪ .‬التقنيات النف�سية لتحطيم روح الفرد املعنوية مبا يف ذلك �إرغامه‬
‫على اخليانة وزيادة �إح�سا�سه بالعجز التام وتعري�ضه لأو�ضاع ملتب�سة �أو‬
‫�إعطا�ؤه �إيحاءات مت�ضاربة؛‬
‫ق‪ .‬انتهاك املحرمات؛‬
‫ر‪ .‬الإكراه ال�سلوكي مثل �إرغام ال�ضحية على ممار�سات منافية لدينه‬
‫)مثال ذلك �إرغام امل�سلمني على �أكل اخلنزير( �أو الإرغام على �إيذاء‬
‫�آخرين بتعذيبهم �أو االعتداء عليهم على نحو �آخر‪ ،‬والإرغام على‬
‫�إتالف ممتلكات‪ ،‬والإرغام على خيانة �شخ�ص وتعري�ضه لل�رضر‪.‬‬
‫�ش‪� .‬إرغام ال�ضحية على ر�ؤية �أفعال تعذيب �أو فظائع متار�س على‬
‫�آخرين‪.‬‬
‫حاء‪ -‬خطر جتديد �صدمة ال�شخ�ص الذي جتري مقابلته‬
‫‪ .146‬نظرا �إىل �أن الإ�صابات تختلف يف �أنواعها وم�ستوياتها ح�سب‬
‫�أ�سلوب التعذيب امل�ستخدم‪ ،‬ف�إن البيانات التي تكت�سب بناء على البحث‬
‫ال�شامل يف التاريخ الطبي للم�صاب ثم فح�صه بدنيا يجب �أن تدر�س‬
‫باالقرتان مع نتائج ما تقت�ضيه احلالة من فحو�ص خمتربية وفحو�ص‬
‫بالأ�شعة‪ .‬ومن الأهمية مبكان تقدمي املعلومات وال�رشوح عن كل خطوة‬
‫�ستجرى �أثناء الفح�ص الطبي ف�ضال عن كفالة املعرفة املف�صلة بالأ�ساليب‬
‫املتبعة يف املختربات( انظر الف�صل ال�ساد�س‪ ،‬باء )‪�- ٢‬أ)‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪258‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .147‬ونظرا للعقابيل النف�سية لدى الناجني بعد التعذيب‪ ،‬وخا�صة‬


‫الظواهر املتنوعة لال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‪ ،‬ف�إن اخلوف قد‬
‫ينتاب ال�شخ�ص من املرور مرة �أخرى بتجربة التعذيب �أثناء املقابلة �أو‬
‫الفح�ص الطبي �أو عند �إجراء البحوث املختربية‪ .‬ولذا يعد القيام قبل‬
‫الفح�ص الطبي ب�رشح كل ما ينتظر ال�شخ�ص عن�رصا هاما يف العملية‪.‬‬
‫فمن املعروف �أن الناجني بعد التعذيب الذين ميكثون يف بلدهم‬
‫يعي�شون يف خوف �شديد وارتياب لأﻧﻬم يتوقعون �إعادة اعتقالهم وكثريا‬
‫ما يعمدون �إىل العي�ش يف اخلفاء حتا�شيا الحتمال القب�ض عليهم من‬
‫جديد‪ .‬و�أما املنفيون �أو الالجئون منهم ف�إﻧﻬم قد يعانون من ترك لغتهم‬
‫الأ�صلية وثقافتهم و�أ�رسهم و�أ�صدقائهم و�أعمالهم وكل ما �ألفوه‪.‬‬
‫‪ .148‬وقد يت�أثر �سري املقابلة وبالتايل التحقيق مبا يبديه الناجي بعد‬
‫التعذيب من ردود فعل �شخ�صية جتاه القائم ب�إجراء املقابلة )وجتاه‬
‫املرتجم ال�شفوي عند اال�ستعانة به(‪ .‬كما �أن ردود الفعل ال�شخ�صية من‬
‫جانب املحقق جتاه ال�شخ�ص الذي جترى مقابلته ميكن �أن ت�ؤثر بدورها‬
‫على �سري املقابلة ونتيجة التحقيق‪ .‬ومن الأهمية مبكان �إمعان النظر يف‬
‫موانع الأخذ والرد والتفاهم الفعال الناجتة عن ردود الفعل ال�شخ�صية‬
‫هذه ملا لها من ت�أثري على التحقيق‪.‬‬
‫وينبغي �أن يراجع املحقق با�ستمرار كيفية �سري املقابالت والتحقيق‬
‫وذلك بالت�شاور والنقا�ش مع زمالئه من ذوي املعرفة مبيدان التقييم‬
‫والعالج النف�سيني للناجني بعد التعذيب‪ .‬وهذا النوع من الإ�رشاف من‬
‫قبل الأقران قد يعد و�سيلة فعالة ملراقبة �سري عمليات املقابلة والتحقيق‬
‫ولتبني العوائق يف قنوات االت�صال الفعال لتحقيق التفاهم اﻤﻟﺠدي‬
‫(وللح�صول على املعلومات الدقيقة( انظر الف�صل ال�ساد�س‪ ،‬الفرع جيم‪.٢‬‬
‫‪259‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .149‬ورغم كل االحتياطات‪ ،‬ف�إن الفحو�ص البدنية والنف�سية قد ت�سفر‬


‫بحكم طبيعتها عن جتديد �صدمة املري�ض ب�إثارﺗﻬا �أعرا�ض اال�ضطراب‬
‫النف�سي الالحق لل�صدمات �أو ت�شديدها لهذه الأعرا�ض وذلك ب�إحيائها‬
‫للم�ؤثرات والذكريات امل�ؤملة( انظر الف�صل ال�ساد�س‪ ،‬الفرع باء‪- ٢) .‬كما �أن‬
‫ال�س�ؤال عن الكرب النف�سي وخا�صة امل�سائل اجلن�سية يعترب من املحظورات‬
‫يف معظم اﻤﻟﺠمتعات التقليدية‪ ،‬وتوجيه الأ�سئلة عن هذه الأمور يعد �أمرا‬
‫ينم عن عدم االحرتام �أو الإهانة‪ .‬و�إذا كان التعذيب اجلن�سي جزءا من‬
‫االنتهاكات التي وقعت‪ ،‬ف�إن ال�شخ�ص قد ي�شعر بو�صمة عار ال خال�ص‬
‫منها وب�أن كي انه الأخالقي �أو الديني �أو االجتماعي �أو النف�سي قد تلوث‪.‬‬
‫ولذلك ف�إن تعبري القائم ب�إجراء املقابلة عن �إدراكه لهذه الظروف واحرتامه‬
‫لها ف�ضال عن تو�ضيحه لل�رسية وحدودها �أمران لهما �أهمية بالغة حل�سن‬
‫�سري املقابلة‪ .‬وعليه �أن يجري تقييما ذاتيا ملدى �رضورة الإحلاح يف‬
‫طلب التفا�صيل من �أجل �ضمان فعالية التقرير عند عر�ض الق�ضية على‬
‫املحكمة‪ ،‬وبخا�صة �إذا تب دت له عالمات ال�ضيق ال�شديد لدى ال�شخ�ص‬
‫الذي جتري مقابلته‪.‬‬
‫طاء‪ .‬اال�ستعانة باملرتجمني ال�شفويني‬
‫‪ .150‬لأغرا�ض عديدة �سيلزم اال�ستعانة مبرتجم �شفوي لتمكني القائم‬
‫ب�إجراء املقابلة من فهم كل ما يقال �أثناءها‪ .‬وحتى لو كان القائم باملقابلة‬
‫وال�شخ�ص الذي جتري مقابلته يعرفان كالهما قدرا ي�سريا من لغة‬
‫م�شرتكة ف�إن ذلك ال يغني عن اال�ستعانة مبرتجم لأن املعلومات املطلوب‬
‫احل�صول عليها لها �أهمية ال حتتمل اﻤﻟﺠازفة بحدوث خط�أ ب�سبب عدم‬
‫اكتمال فهم �أي منهما ملا قاله الآخر‪ .‬ويجب حتذير املرتجمني ال�شفويني‬
‫من �أن كل ما �سي�سمعونه �أو يرتجمونه يف املقابالت البد �أن يظل حماطا‬
‫بالكتمان التام‪ .‬فاملرتجمون ال�شفويون هم �أول من يح�صل على املعلومات‬
‫الكاملة من م�صدرها الأ�صلي ودون رقابة‪ .‬ويجب �أن تعطى ت�أكيدات‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪260‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫للأفراد ب�أن املحقق واملرتجم لن ي�سيئا ا�ستعمال املعلومات على �أي نحو‬
‫كان (الف�صل ال�ساد�س‪ ،‬الفرع جيم‪.)- ٢‬‬
‫‪ .151‬وعندما ال يكون املرتجم ال�شفوي من �أهل املهنة املحرتفني ين�ش�أ‬
‫دائما خطر �إفالت زمام املقابلة من املحقق‪.‬‬
‫فقد ين�ساق الأفراد �إىل جتاذب �أطراف احلديث مع ال�شخ�ص الذي‬
‫وجدوه يتحدث بلغتهم فيحيد �سري املقابلة عن الق�ضايا املطروحة‪.‬‬
‫كما �أن ثمة خطرا يتمثل يف �أن يعمد مرتجم منحاز �إىل توجيه �أقوال‬
‫ال�شخ�ص �إىل الوجهة التي يراها هو �أو �إىل ت�شويه �أجوبته‪ .‬وعند العمل‬
‫من خالل مرتجم �شفوي ال منا�ص من �ضياع قدر من املعلومات بع�ضها‬
‫يكون هاما �أحيانا وبع�ضها غري هام‪ .‬وقد ي�ضطر املحققون يف بع�ض‬
‫احلاالت اال�ستثنائية �إىل عدم تدوين �أي مالحظات �أثناء املقابالت بل‬
‫�إجراء مقابالﺗﻬم يف عدة جل�سات ق�صرية كي يجدوا ف�سحة من الوقت‬
‫فيما بني اجلل�سات لتدوين النقاط الأ�سا�سية التي قيلت‪.‬‬
‫‪ .152‬وينبغي للمحقق �أن يتذكر �رضورة توجيه اخلطاب ر�أ�سا �إىل‬
‫ال�شخ�ص الذي يجري مقابلته و�أن يحر�ص على التقاء �أعينهما حتى لو‬
‫كان ال�شخ�ص يبدي ميال طبيعيا �إىل توجيه احلديث �إىل املرتجم‪ .‬ومما‬
‫يجدي عند التحدث من خالل املرتجم ال�شفوي ا�ستعمال �صيغة املخاطب‬
‫ال الغائب مثال «وماذا فعلت بعد ذلك» بدال من «ا�س�أله ماذا حدث بعد‬
‫ذلك»‪ .‬وكثريا ما يحدث �أن ين�رصف املحققون �إىل تدوين مالحظاﺗﻬم �أثناء‬
‫قيام املرتجم برتجمة ال�س�ؤال املوجه �إىل ال�شخ�ص الذي جتري مقابلته �أو‬
‫�أثناء رده عليه‪ .‬وبع�ض املحققني يبدون وك�أﻧﻬم ال ين�صتون �إىل ما يقال‬
‫لأن املقابلة جتري بلغة ال يفهمونها‪ .‬وينبغي �أال يحدث ذلك لأنه ال‬
‫بد لهم �أن يدركوا �رضورة االنتباه لي�س فقط �إىل الألفاظ التي ترد على‬
‫ل�سان ال�شخ�ص بل �أي�ضا �إىل �إ�شارات ج�سمه وتعابري وجهه ونربة �صوته‬
‫‪261‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�إذا كانوا يريدون احل�صول على ال�صورة كاملة‪ .‬وينبغي �أن يلموا ببع�ض‬
‫الألفاظ ذات ال�صلة بالتعذيب يف لغة ال�شخ�ص لكي يظهروا له معرفتهم‬
‫باملو�ضوع‪ .‬فالتجاوب عند اال�ستماع �إىل لفظة مت�صلة بالتعذيب مثل‬
‫ال« �سبمارينو» �أو ال «دارما�شاكرا» بدال من عدم �إظهار �أي انطباع �أمر‬
‫من �ش�أنه �أن يزيد من م�صداقية املحقق‪.‬‬
‫‪ .153‬وعند زيارة امل�سجونني يف�ضل االمتناع كليا عن اال�ستعانة مبرتجمني‬
‫�شفويني حمليني �إذا كان ثمة احتمال يف �أن يعتربهم املق�صودون بالزيارة‬
‫غري �أهل للثقة‪ .‬كما �أنه من غري الإن�صاف للمرتجمني املحليني �إ�رشاكهم يف‬
‫العمل مع امل�سجونني ال�سيا�سيني لأن ال�سلطات املحلية قد تطلب منهم‬
‫بعد الزيارة الإفادة مبا جرى فيها �أو هم قد يتعر�ضون ب�سببها لل�ضغط‬
‫على وجه �آخر‪ ،‬بل الأف�ضل اال�ستعانة مبرتجمني �شفويني م�ستقلني يكون‬
‫وا�ضحا للجميع �أﻧﻬم �آتون من اخلارج‪ .‬والو�ضع الأمثل‪ ،‬فيما خال القدرة‬
‫على التحدث بطالقة باللغة املحلية‪ ،‬هو اال�ستعانة مبرتجم �شفوي مدرب‪،‬‬
‫ذي خربة و لديه احل�سا�سية الالزمة جتاه التعذيب والثقافة املحلية‪ .‬وكقاعدة‬
‫عامة ينبغي االمتناع عن اال�ستعانة ب�شخ�ص �آخر من املحتجزين يف توفري‬
‫الرتجمة ال�شفوية �إال �إذا كان من اجللي �أن ال�شخ�ص الذي �ستجري مقابلته‬
‫قد اختار هذا ال�شخ�ص بنف�سه لأنه ي�أمتنه‪ .‬والكثري من هذه القواعد‬
‫�سينطبق �أي�ضا على غري املحتجزين‪ ،‬غري �أنه قد يكون من الأي�رس يف هذه‬
‫احلاالت جلب �شخ�ص من املتحدثني باللغة املحلية من اخلارج‪ ،‬وهو ما ال‬
‫يت�سنى �إال يف القليل النادر يف املقابالت التي جتري يف ال�سجون‪.‬‬
‫ياء ‪ -‬م�سائل نوع اجلن�س‬
‫‪ .154‬من وجهة مثالية ينبغي �أن ي�ضم فريق التحقيق �أخ�صائيني من‬
‫اجلن�سني و�أن ي�سمح لل�شخ�ص القائل ب�أنه عذب ب�أن يختار بنف�سه‬
‫نوع جن�س املحقق‪ ،‬وكذلك املرتجم ال�شفوي �إن كان الزما‪ .‬ولهذا �أهمية‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪262‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫خا�صة عندما تكون امر�أة قد احتجزت يف ظروف من املعروف وقوع‬


‫�أفعال اغت�صاب فيها حتى لو مل تكن قد �أبلغت حتى تلك اللحظة عن‬
‫تعر�ضها لذلك‪ .‬فمن امل�شاهد �أن معظم التعذيب ال يخلو من جوانب‬
‫جن�سية حتى �إذا مل يحدث اعتداء جن�سي فعلي (انظر الف�صل اخلام�س‪،‬‬
‫الفرع دال‪ .)– ٨‬وكثرياً ما يكون جتدد ال�شعور بال�صدمة �أ�شد �إذا �شعرت‬
‫املر�أة �أن عليها �أن ت�صف ما حدث �أمام �شخ�ص م�شابه يف تكوينه‬
‫البدين ملعذبيها الذين �سيتبني بال حمالة �أﻧﻬم كلهم �أو معظمهم كانوا‬
‫من الرجال‪ .‬ويف بع�ض الثقافات يكون من املحال �أن ي�ستجوب املحقق‬
‫الذكر �ضحية من الإ ناث والبد من احرتام هذا احلظر‪ .‬على �أنه �إذا‬
‫مل يوجد �سوى طبيب من الذكور ف�إن الكثريات من الن�ساء‪ ،‬يف �أغلب‬
‫الثقافات‪� ،‬سيف�ضلن التحدث معه �سعيا �إىل احل�صول على املعلومات‬
‫وامل�شورة الطبية بدال من احلديث مع �أنثى تنتمي �إىل مهنة �أخرى‪ .‬ويف‬
‫هذه احلاالت من الأ�سا�سي �أن يكون املرتجم ال�شفوي‪� ،‬إذا اقت�ضى الو�ضع‬
‫اال�ستعانة مبرتجم‪ ،‬من الإناث‪ .‬وبع�ض الن�ساء يف�ضلن كذلك �أن يكون‬
‫املرتجم ال�شفوي من خارج دائرﺗﻬن املحلية حر�صا على عدم تذكريهن‬
‫بالتعذيب وخوفا من �إف�شاء �رسهن( انظر الف�صل الرابع‪ ،‬الفرع طاء‪) .‬و�إذا‬
‫مل يلزم اال�ستعانة مبرتجم يتعني ح�ضور �أنثى من �أع�ضاء فريق التحقيق‬
‫لتقوم بدور الرقيب املحافظ وذلك �أثناء فرتة الفح�ص الطبي على الأقل‬
‫�أو طوال املقابلة كلها �إن رغبت يف ذلك امل�صابة‪.‬‬
‫‪ .155‬وعندما يكون ال�ضحية ذكرا اعتدي عليه جن�سيا ي�صبح الو�ضع‬
‫�أ�شد تعقيدا لأنه �سيتبني يف هذه احلالة �أي�ضا �أن املعتدين كانوا كلهم‬
‫�أو معظمهم من الرجال‪ .‬وبالتايل �سيف�ضل بع�ض الذكور و�صف جتربتهم‬
‫لإناث وذلك ل�شدة خوفهم من الرجال‪ ،‬بينما قد ال يريد �آخرون التحدث‬
‫يف مثل هذه امل�سائل �أمام امر�أة‪.‬‬
‫‪263‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫كاف ‪ -‬دواعي الإحالة‬


‫‪ -156‬ينبغي قدر امل�ستطاع �إقران الفحو�ص التي جتري لتوثيق التعذيب‬
‫لأغرا�ض طبية ‪ -‬قانونية بتقييم لالحتياجات الأخرى‪ ،‬ومن قبيل ذلك‬
‫الإحالة �إىل �أطباء متخ�ص�صني �أو �إىل �أخ�صائيني نف�سيني �أو �إىل ممار�سي‬
‫العالج الطبيعي �أو �آخرين ممن ي�ستطيعون تقدمي امل�شورة االجتماعية‬
‫وامل�ساندة‪ .‬وينبغي �أن يكون املحققون عارفني بخدمات الت�أهيل وامل�ساندة‬
‫املتاحة على ال�صعيد املحلي‪ .‬وينبغي �أن يكون املمار�س حازما يف ت�صميمه‬
‫على �إجراء �أية ا�ست�شارة �أو فح�ص يراهما �رضوريني للتقييم الطبي‬
‫فالأطباء لي�سوا‪� ،‬أثناء التق�صي الطبي لأدلة التعذيب و�إ�ساءة املعاملة‪ ،‬يف‬
‫حل من االلتزامات التي متليها عليهم �آداب املهنة‪ .‬فمن واجب الطبيب‬
‫�أن يحيل �إىل جهة اخلدمة املنا�سبة كل من يراه يف حاجة �إىل مزيد من‬
‫الرعاية الطبية �أو النف�سية‪.‬‬
‫الم ‪ -‬تف�سري الوقائع امل�ستخل�صة واال�ستنتاجات‬
‫‪ .157‬قد تتفاوت مظاهر التعذيب البدين ح�سب �شدة االعتداء وتواتره‬
‫ومدده وح�سب قدرة الناجي على حماية نف�سه واحلالة البدنية التي كان‬
‫عليها قبل التعذيب‪ .‬كما �أن بع�ض �أ�شكال التعذيب ال ترتك عالمات‬
‫بدنية باقية ولكنها قد تقرتن بظهور حاالت مر�ضية �أخرى‪ .‬مثال ذلك �أن‬
‫ال�رضب على الر�أ�س الذي ي�ؤدي �إىل فقدان الوعي قد يت�سبب يف ظهور‬
‫حالة ال�رصع الالحق لل�صدمات �أو اخللل الوظيفي الع�ضوي للمخ‪ .‬كما‬
‫�أن �سوء التغذية ورداءة الأحوال ال�صحية �أثناء احلب�س قد يت�سببان يف‬
‫متالزمات نق�ص الفيتامينات‪.‬‬
‫‪ .١٥٨‬وبع�ض �رضوب التعذيب ترتبط ارتباط ًا مبا�رشا بعقابيل معينة‬
‫مثال ذلك �أن ال�رضب على الر�أ�س الذي ي�ؤدي �إىل فقدان الوعي يكت�سي‬
‫�أهمية كبرية يف الت�شخي�ص ال�رسيري حلالة اخللل الوظيفي الع�ضوي‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪264‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫للمخ‪ ،‬كما �أن ال�صدمات التي تتعر�ض لها الأع�ضاء التنا�سلية كثريا ما‬
‫تقرتن باخللل الذي يتجلى فيما بعد يف �أداء الوظيفة اجلن�سية‪.‬‬
‫‪ .159‬ومن الأهمية مبكان �إدراك �أن مرتكبي �أفعال التعذيب قد يحاولون‬
‫�إخفاء معامل جرميتهم‪ .‬فتجنبا لثبوت الأدلة على ال�رضب‪ ،‬كثريا ما‬
‫ُيرتكب التعذيب با�ستخدام �أدوات عري�ضة ثلمة‪ ،‬وقد يعمد الف ََعلة �إىل‬
‫تغطية ال�ضحية بدثار �سميك �أو تغطية الأقدام ب�أحذية عند ا�ستخدام‬
‫الفلقة بغية توزيع قوة ال�رضبات الفردية على رقعة �أو�سع ‪.‬كما �أن التمديد‬
‫واله�رص واخلنق هي �أي�ضا من �رضوب التعذيب التي يق�صد بها الت�سبب‬
‫يف �أق�صى قدر من الأمل مع ترك �أقل ما ميكن من الأدلة‪ .‬وت�ستخدم‬
‫لنف�س ال�سبب منا�شف رطبة مع ال�صدمات الكهربائية‪.‬‬
‫‪ .160‬ويجب �أن يو�ضح التقرير م�ؤهالت املحقق وخربته‪ .‬وحيث ي�ستطاع‬
‫ينبغي ذكر ا�سم ال�شاهد �أو امل�صاب‪ ،‬ف�إذا كان ذلك مما يعر�ض ال�شخ�ص‬
‫خلطر ملمو�س‪ ،‬يجوز الإ�شارة �إليه برمز م�صطلح عليه بحيث يتمكن‬
‫فريق املحققني من ربط ال�شخ�ص ب�سجل الوقائع دون �أن يتمكن �أي‬
‫�شخ�ص �آخر من التعرف عليه‪ .‬ويجب �أن يبني التقرير من كان حا�رضا يف‬
‫الغرفة �أثناء املقابلة �أو �أثناء �أي جزء منها ‪.‬ويجب �أن يعر�ض بالتف�صيل‬
‫تاريخ احلالة متجنبا الروايات ال�سماعية‪ ،‬و�أن ي�سجل ما يلزم من تفا�صيل‬
‫�أي نتائج م�ستخل�صة‪ .‬ويجب �أن يكون التقرير موقعا وم�ؤرخا و�شامال‬
‫لأي �إقرار تتطلبه ال�سلطة الق�ضائية التي �أعد لها (انظر املرفق الرابع)‪.‬‬
‫‪265‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الف�صل اخلام�س‪:‬‬
‫الأدلة املادية على التعذيب‬

‫‪� .161‬إن �أقوال من �شهدوا التعذيب ومن جنوا منه بعد تكبده ت�شكل‬
‫عنا�رص هامة يف توثيق التعذيب‪ .‬وبقدر توفر الأدلة البدنية على التعذيب‬
‫تت�أيد �صحة االدعاء بوقوعه‪ ،‬على �أن عدم توفر هذه الأدلة البدنية ينبغي‬
‫�أال ي�ؤول على �أنه �شاهد على عدم وقوع التعذيب لأن حاالت ممار�سة‬
‫العنف �ضد الأ�شخا�ص كثريا ما ال ترتك عالمات �أو ندوبا دائمة‪.‬‬
‫‪ .162‬ويجب �إجراء تقييم طبي ال�ستخدامه يف الأغرا�ض القا نونية‪،‬‬
‫وذلك مبو�ضوعية ونزاهة‪ .‬وينبغي �أن ي�ستند التقييم �إىل دراية الطبيب‬
‫ال�رسيرية وخربته املهنية ‪.‬فااللتزام املرتتب على �آداب املهنة يفر�ض على‬
‫الطبيب فعل اخلري وعدم التفريط يف مقت�ضيات الدقة والرتاهة حفاظا‬
‫على م�صداقية املهنة‪ .‬وبقدر اال�ستطاعة ينبغي اختيار الأطباء الذين‬
‫يقيمون حاالت املحتجزين من احلا�صلني على تدريب �أ�سا�سي يف جمال‬
‫التوثيق ال�رشعي للتعذيب وغريه من �رضوب الإ�ساءة البدنية والنف�سية‪.‬‬
‫وينبغي �أن يكونوا ملمني ب�أحوال ال�سجن و�أ�ساليب التعذيب امل�ستخدمة‬
‫يف املنطقة املعينة التي �سجن ﺑﻬا امل�صاب‪ ،‬وبالآثار املعروف �أنها ترتتب‬
‫على هذا التعذيب‪ .‬وينبغي �أن يت�صف التقرير الطبي بطابع وقائعي و�أن‬
‫ي�صاغ بعناية‪ .‬وينبغي تاليف ال�صياغات التي ال يفهمها �إال �أهل املهنة‪.‬‬
‫تعرف بحيث ت�صبح مفهومة لغري‬ ‫فكل امل�صطلحات الطبية ينبغي �أن ّ‬
‫امل�شتغلني باملهن الطبية‪.‬وينبغي �أال يفرت�ض الطبيب �أن امل�س�ؤول الذي‬
‫طلب �إجراء التقييم الطبي ‪ -‬القانوين قد �أورد كل الوقائع املادية‪ .‬فمن‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪266‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫م�س�ؤولية الطبيب �أن يكت�شف وي�سجل كل الوقائع املادية التي يرى �أﻧﻬا‬
‫ذات �صلة حتى لو كانت اعتربت عدمية الفائدة �أو �ضارة بق�ضية الطرف‬
‫طالب الفح�ص‪ .‬وال يجوز ب�أي حال من الأحوال �أن ت�ستبعد من التقرير‬
‫الطبي ‪ -‬القانوين �أية وقائع تت�سق مع وجود تعذيب �أو غريه من �رضوب‬
‫�إ�ساءة املعاملة‪.‬‬
‫�ألف‪ .‬بنية املقابلة‬
‫‪ .163‬تنطبق هذه التعليقات على الأخ�ص على املقابالت التي تجُ رى مع‬
‫�أ�شخا�ص مل يعودوا حمتجزين‪� .‬إن موقع املقابلة والفح�ص ينبغي �أن‬
‫يكون م�أمونا ومريحا �إىل �أق�صى احلدود املمكنة ‪.‬وينبغي �إتاحة وقت‬
‫كاف لإجراء مقابلة وفح�ص مف�صلني‪ ،‬فاملقابلة التي يخ�ص�ص لها �ساعتان‬
‫�إىل �أربع �ساعات قد ال تكفي لإجراء تقييم للأدلة البدنية والنف�سية على‬
‫وقوع التعذيب‪ .‬كما �أن عوامل متغرية بح�سب احلالة‪ ،‬مثل ديناميات‬
‫املقابلة و�إح�سا�س امل�صاب بالعجز �إزاء التعر�ض خل�صو�صياته وباخلوف‬
‫من اال�ضطهاد الالحق وباخلجل �أو الذنب من الأحداث التي وقعت له‬
‫عوامل قد تت�سبب يف �أي وقت �أثناء التقييم يف ﺗﻬيئة مالب�سات حتاكي‬
‫يف نظره جتربة التعذيب مما يزيد من قلقه ومقاومته لإف�شاء املعلومات‬
‫ذات ال�صلة‪ ،‬فيتعني بالتايل ترتيب مقابلة ثانية ورمبا ثالثة لإمتام التقييم‪.‬‬
‫‪� .164‬إن توفر الثقة عن�رص �أ�سا�سي للح�صول على �رسد دقيق لوقائع‬
‫االعتداء‪ .‬وك�سب ثقة امل�صاب الذي مر بتجربة التعذيب �أو غريه من‬
‫�رضوب الإ�ساءة �أمر يتطلب الإن�صات الإيجابي واحلر�ص البالغ على‬
‫التخاطب والتفاهم و�إظهار اﻤﻟﺠاملة والتعاطف ال�صادق والأمانة فال بد‬
‫�أن تكون لدى الأطباء القدرة على ﺗﻬيئة جو الثقة والطم�أنينة الذي يتيح‬
‫الإ�رسار بوقائع بالغة الأهمية ولكنها قد تكون م�ؤملة جدا �أو خمجلة‪.‬‬
‫ومن الأهمية مبكان �إدراك �أن هذه الوقائع قد تكون �أ�رسارا �شخ�صية‬
‫‪267‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مكنونة يك�شفها ال�شخ�ص يف تلك اللحظة لأول مرة‪ .‬و�إىل جانب‬


‫ﺗﻬيئة بيئة مريحة و�إف�ساح وقت كاف للمقابالت وتوفري املرطبات وتي�سري‬
‫الو�صول �إىل املراحي�ض‪ ،‬يتعني على الطبيب �أن ي�رشح للم�صاب ما ميكن‬
‫�أن يتوقعه �أثناء التقييم‪ .‬وينبغي �أن ينتبه الطبيب �إىل النربة التي ي�صح �أن‬
‫ت�ستخدم يف توجيه الأ�سئلة و�إىل الطريقة التي ت�صاغ بها و�إىل الت�سل�سل‬
‫يف طرحها( فينبغي �أال توجه الأ�سئلة احل�سا�سة �إال بعد توفر قدر من‬
‫الألفة(‪ ،‬وعليه �أن يراعي حق امل�صاب يف �أخذ فرتة ا�سرتاحة �إذا لزم �أو يف‬
‫االمتناع عن الإجابة على �أي �س�ؤال‪.‬‬
‫‪ .165‬والأطباء واملرتجمون ملزمون بحفظ �رسية املعلومات وعدم �إف�شاء‬
‫�أية معلومات �إال مبوافقة امل�صاب )انظر الف�صل الثالث‪ ،‬الفرع جيم( وينبغي‬
‫فح�ص كل فرد على حدة ويف م�أمن من الأعني‪ .‬وال بد من �إعالمه ب�أية‬
‫حدود تكون قد فر�ضتها �سلطات الدولة �أو ال�سلطات الق�ضائية على‬
‫مدى �رسية التقييم‪ .‬وينبغي تو�ضيح مق�صد املقابلة لل�شخ�ص و�أن يت�أكد‬
‫الأطباء من �أن املوافقة املفرت�ض �أﻧﻬا �صادرة عن علم هي موافقة مبنية‬
‫على تعريف وفهم كافيني لكل من الفوائد والعواقب ال�سيئة التي يحتمل‬
‫�أن ترتتب على التقييم الطبي ومن �أﻧﻬا �صادرة طواعية ودون �إكراه من‬
‫�أحد‪ ،‬وال �سيما من املكلفني ب�إنفاذ القانون �أو �أع�ضاء اجلهاز الق�ضائي‪.‬‬
‫ومن حق ال�شخ�ص رف�ض �إجراء التقييم‪ ،‬ويف هذه احلالة يتعني على‬
‫الطبيب �أن يوثق �سبب الرف�ض‪ .‬و�إذا كان ال�شخ�ص ال يزال حمتجزا‬
‫وجب �أن ُيذيل التقرير بتوقيع حماميه وم�س�ؤول �صحي �آخر‪.‬‬
‫‪ .166‬وقد يخ�شى امل�صابون من ا�ستحالة حفظ املعلومات التي يف�ضون ﺑﻬا‬
‫اطالع احلكومة امل�ضطهدة‬ ‫يف �سياق التقييم يف م�أمن تام يحول دون ِّ‬
‫لهم عليها‪ .‬وقد يتخذ اخلوف واالرتياب �صورة �أ�شد �إن كانوا من �ضحايا‬
‫تعذيب �شارك فيه �أطباء �أو �آخرون من العاملني ال�صحيني‪ .‬ويحدث يف‬
‫كثري من الأحوال �أن يكون امل َق ّيم منتميا �إىل ثقافة الأغلبية وتكوينها‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪268‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الإثني بينما يكون امل�صاب منتمي ًا على الأرجح‪ ،‬يف �سياق الو�ضع القائم‬
‫وموقع املقابلة‪� ،‬إىل فئة �أو ثقافة �أقلية من الأقليات‪ .‬وهذا الو�ضع غري‬
‫املتكافئ قد يعزز االختالل ‪-‬املت�صور �أو احلقيقي ‪ -‬يف موازين القوى‪،‬‬
‫ويزيد من احتمال �شعور امل�صاب ب�أحا�سي�س اخلوف واالرتياب والإذعان‬
‫عنو ًة‪.‬‬
‫‪ .١٦٧‬ولعل ال�شعور بالتعاطف واالت�صال بالب�رش هما �أهم ما يجنيه‬
‫الأ �شخا�ص املحتجزون من زيارة املحقق‪ .‬فالتحقيق ذاته قد ال يفيد‬
‫ال�شخ�ص الذي جترى مقابلته ب�شيء حمدد لأن طور التعذيب �سيكون‬
‫قد انتهى من قبل على الأرجح‪ ،‬ولكن العزاء الي�سري املتمثل يف �إدراكه‬
‫�أن املعلومات التي يقدمها قد تفيد يف امل�ستقبل �سيتعزز كثريا �إذا �أظهر‬
‫املحقق تعا طفا منا�سبا‪ .‬ولئن كان ذلك �أمرا جليا بذاته‪ ،‬ف�إن املحققني‬
‫كثريا ما يركزون اهتمامهم يف زيارات ال�سجن الفعلية على حت�صيل‬
‫املعلومات مغفلني �إظهار التعاطف الالزم مع ال�سجني الذي يقابلونه‪.‬‬
‫باء‪ .‬التاريخ الطبي‬
‫‪ .168‬يجب احل�صول على تاريخ طبي كامل ي�شمل معلومات عن امل�شاكل‬
‫الطبية �أو اجلراحية �أو النف�سية القائمة من قبل‪ .‬ويجب الت�أكد من توثيق‬
‫تاريخ �أية �إ�صابات �سابقة لفرتة االحتجاز وما ميكن �أن يكون مرتتبا‬
‫عليها من �آثار‪ .‬ويجب جتنب الأ�سئلة الإيحائية‪ ،‬كما يجب ترتيب‬
‫اال�ستف�سارات على نحو ي�ستدر �رسدا زمنيا مفتوح الأجل للأحداث التي‬
‫مر ﺑﻬا ال�شخ�ص �أثناء االحتجاز‪.‬‬
‫‪ .169‬وبع�ض املعلومات التاريخية املحددة قد يفيد يف الربط بني‬
‫املمار�سات الإقليمية للتعذيب واالدعاءات الفردية ب�إ�ساءة املعاملة‪ .‬ومن‬
‫�أمثلة املعلومات التي يفيد احل�صول عليها �أو�صاف �أدوات التعذيب‬
‫و�أو�ضاع اجل�سم وو�سائل التكبيل‪ ،‬و�أو�صاف اجلروح احلادة �أو املزمنة‬
‫‪269‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫والإعاقات‪ ،‬ف�ضال عن املعلومات التي حتدد هوية مرتكبي الأفعال و�أماكن‬


‫االحتجاز‪ .‬ومع �أن احل�صول على معلومات دقيقة عن التجارب التي مر‬
‫ﺑﻬا امل�صاب الناجي بعد التعذيب �أمر بالغ الأهمية ف�إن طرق املقابلة‬
‫املفتوحة تقت�ضي ترك امل�صاب ليف�ضي بنف�سه ﺑﻬذه التجارب بكلماته‬
‫هو وح�سب التوارد احلر للذكريات يف خاطره‪ .‬وقد يجد الناجي بعد‬
‫التعذيب عناء يف التعبري اللفظي عن جتاربه و�أعرا�ضه‪ .‬وقد يكون من‬
‫املفيد يف بع�ض احلاالت اال�ستعانة باال�ستبيانات �أو القوائم التي تورد‬
‫خمتلف �أنواع ال�صدمات و�أعرا�ضها‪ .‬وتوجد عدة ا�ستبيانات من هذا‬
‫النوع �إذا �شاء القائم ب�إجراء املقابلة ا�ستخدامها‪ ،‬ولكنها ال تن�صب على‬
‫وجه التخ�صي�ص على �ضحايا التعذيب‪ .‬ويجب عدم �إغفال �أي �شكوى‬
‫من �شكاوى الناجي بعد التعذيب ف�إن لكل من �شكاواه داللتها‪ .‬وحتى‬
‫�إن مل تتبني �صلتها بالنتائج التي ي�سفر عنها الفح�ص ف�إﻧﻬا يجب �أن تذكر‬
‫يف التقرير‪ .‬وينبغي توثيق كل ما يقرتن ب�أ�شكال حمددة من االعتداءات‬
‫من �أعرا�ض حادة ومزمنة و�إعاقات وكذلك عمليات ال�شفاء الالحقة‪.‬‬
‫‪ -١‬الأعرا�ض احلادة‬
‫‪ .170‬ينبغي �أن يطلب من ال�شخ�ص و�صف �أية �إ�صابات ناجمة عن �أ�ساليب‬
‫حمددة ا�ستخدمت يف التعذيب املدعى وقوعه‪ .‬مثال ذلك حاالت النزيف‬
‫والكدمات والأورام واجلروح املفتوحة والتمزقات والك�سور وخلع العظام‬
‫و�إجهاد املفا�صل وب�صاق الدم وا�سرتواح ال�صدر وثقب الغ�شاء الطبلي‬
‫و�إ�صابات اجلهاز البويل التنا�سلي واحلروق (اللون والفقاعة والنخر املوتي‬
‫ح�سب درجة احلرق) والإ�صابات الكهربائية (احلجم و العدد واللون‬
‫و اخل�صائ�ص ال�سطحية) والإ�صابات الكيميائية (اللون وعالمات النخر‬
‫املوتي) والأوجاع والتنميل والإم�ساك والقيء‪ .‬ويجب تبيان مدى �شدة‬
‫وتواتر ومدة كل عر�ض من الأعرا�ض‪ .‬كما ينبغي و�صف �أية �آفات جلدية‬
‫الحقة وتو�ضيح ما �إذا كانت قد تركت �أو مل ترتك ندوبا‪ .‬ويجب ال�س�ؤال‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪270‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫عن حالة امل�صاب ال�صحية وقت الإفراج عنه ‪ :‬هل كان ي�ستطيع امل�شي �أم‬
‫ظل طريح الفرا�ش؟ و�إن كان قد ظل طريح الفرا�ش فلأي مدة؟ وكم من‬
‫الوقت انق�ضى قبل �أن تلتئم اجلراح؟ وهل كانت ملتهبة؟ وما هو العالج‬
‫الذي ح�صل عليه؟ وهل متت املعاجلة على يد طبيب م�ؤهل �أم على‬
‫يد معالج تقليدي؟ وينبغي الأخذ باالعتبار �أن قدرة املحتجز على �إبداء‬
‫هذه املالحظات رمبا تكون قد �أ�ضريت بفعل التعذيب �أو �آثاره الالحقة‪،‬‬
‫و�أن من الالزم توثيق ذلك‪.‬‬
‫‪ -٢‬الأعرا�ض املزمنة‬
‫‪ .171‬يجب اال�ستف�سار عن العلل البدنية التي يعتقد ال�شخ�ص �أنها‬
‫مرتبطة بالتعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة‪ .‬ثم يجب ت�سجيل مدى �شدة وتواتر‬
‫و مدة كل عر�ض من الأعرا�ض و�أية �إعاقة تقرتن به ومدى احلاجة �إىل‬
‫الرعاية الطبية �أو النف�سية ‪.‬فحتى �إذا كانت �آثار الإ�صابات احلادة مل تعد‬
‫ظاهرة للعيان بعد م�ضي �أ�شهر �أو �سنني ف�إن بع�ض نتائجها قد تظل باقية‬
‫يف اجل�سم مثال ذلك ندوب احلرق احلراري �أو الكهربائي‪ ،‬وت�شوهات‬
‫ال�سل�سلة الفقرية‪ ،‬والتئام الك�سور بطريقة غري قومية‪ ،‬و�إ�صابات الأ�سنان‪،‬‬
‫و�سقوط ال�شعر‪ ،‬والتليف الع�ضلي‪ .‬ومن ال�شكاوى اجل�سدية ال�شائعة‬
‫ال�صداع و�آالم الظهر والأعرا�ض املعدية‪ -‬املعوية واخللل يف �أداء الوظيفة‬
‫اجلن�سية‪ ،‬والأوجاع الع�ضلية‪� .‬أما الأعرا�ض النف�سية فمنها االكتئاب‬
‫والقلق و الأرق والكوابي�س و�رشود الفكر �إىل املا�ضي وت�شتت الذاكرة‬
‫(انظر الف�صل ال�ساد�س‪ ،‬الفرع باء‪.(٢‬‬
‫‪ -٣‬موجز املقابلة‬
‫‪ .172‬قد تختلف �إ�صابات �ضحايا التعذيب اختالفا ب ّينا عن الإ�صابات‬
‫الناجتة عن �أ�شكال ال�صدمات الأخرى‪.‬‬
‫ومع �أﻧﻬا تتخذ غالبا �صورة حادة ف�إن معظمها يلتئم يف غ�ضون حوايل �ستة‬
‫�أ�سابيع من تاريخ التعذيب دون �أن يرتك ندوبا �أو هو يرتك على الأكرث ندوبا‬
‫‪271‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫غري حمددة املن�ش�أ ‪.‬فهذا ما يحدث عادة عندما يلج�أ مرتكبو التعذيب �إىل‬
‫طرق متنع �أو حتد من ظهور عالمات ميكن ﺑﻬا حتديد م�صدر الإ�صابة‪.‬‬
‫ويف مثل هذه الأحوال قد ينتهي الفح�ص الطبي �إىل نتيجة م�ؤ داها �أن‬
‫احلالة يف نطاق احلدود الطبيعية‪ ،‬ولكن هذا يف حد ذاته ال ينفي ب�أي حال‬
‫من الأحوال �صحة االدعاء بوقوع التعذيب‪ .‬وال�رسد املف�صَّ ل للمالحظات‬
‫التي ذكرها امل�صاب عن الإ�صابات احلادة التي تعر�ض لها وعمليات االلتئام‬
‫الالحقة كثريا ما ي�شكل م�صدرا هاما من م�صادر الأدل ة امل�ساندة يف �إثبات‬
‫االدعاءات املحددة بوقوع تعذيب �أو �إ�ساءة معاملة‪.‬‬
‫جيم‪ .‬الفح�ص البدين‬
‫‪ .173‬بعد ا�ستيفاء املعلومات عن خلفية احلالة واحل�صول على موافقة‬
‫امل�صاب ال�صادرة عن علم‪ ،‬ينبغي �إجراء فح�ص طبي كامل يقوم به طبيب‬
‫م�ؤهل‪ .‬وينبغي كلما �أمكن متكني امل�صاب من اختيار نوع جن�س الطبيب‬
‫وكذلك املرتجم ال�شفوي �إن كان �سي�ستعان به‪ .‬و�إن مل يكن نوع جن�س‬
‫الطبيب مماثال لنوع جن�س امل�صاب‪ ،‬وجب ح�ضور رقيب من نف�س نوع‬
‫جن�س امل�صاب �إال �إذا كان لدى امل�صاب �أي اعرتا�ض على ذلك‪ .‬ويجب �أن‬
‫يدرك امل�صاب �أنه �سيد املوقف وله احلق يف احلد من الفح�ص �أو وقفه‬
‫يف �أي وقت )انظر الف�صل الرابع‪ ،‬الفرع ياء(‪.‬‬
‫‪ .174‬و�سرتد يف هذا الفرع �إ�شارات كثرية �إىل الإحالة �إىل الأخ�صائيني‬
‫ومتابعة التق�صي ‪.‬ومن املهم‪� ،‬إذا مل يكن امل�صاب حمتجزا‪� ،‬أن يكون‬
‫الأطباء على ات�صال مبرافق العالج البدين والنف�سي ملتابعة �أي احتياجات‬
‫تتجلى لهم‪ .‬وقد ال تتوفر يف حاالت كثرية بع�ض �أنواع االختبارات‬
‫الت�شخي�صية املطلوبة‪ ،‬على �أن هذا ينبغي �أال يتخذ �سببا لإبطال‬
‫�صالحية التقرير( انظر املرفق الثاين لالطالع على مزيد من التفا�صيل عن‬
‫االختبارات الت�شخي�صية املمكنة)‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪272‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .175‬وعندما يكون التعذيب املدعى وقوعه قد حدث قبل زمن وجيز‬


‫وال يزال املعذب الناجي مرتديا نف�س املالب�س التي كان يرتديها وقت‬
‫التعذيب‪ ،‬يتعني �أخذها لفح�صها دون غ�سلها مع �رصف مالب�س جديدة‬
‫له لريتديها بدال منها‪ .‬وبقدر امل�ستطاع ينبغي �أن تكون غرفة الفح�ص‬
‫مزودة مبا يكفي لإجراء الفح�ص من الإ�ضاءة واملعدات الطبية‪ ،‬على �أن‬
‫ت�سجل �أي نواق�ص يف �صل ب التقرير الطبي ‪.‬وينبغي �أن ي�سجل الفاح�ص‬
‫كل النتائج الإيجابية وال�سلبية ذات ال�صلة م�ستخدما ر�سوما تو�ضيحية‬
‫للج�سم تبني موقع وطبيعة كل الإ�صابات (انظر املرفق الثالث)‪.‬‬
‫وبع�ض �رضوب التعذيب‪ ،‬مثل ال�صدمات الكهربائية �أو ال�صدمات‬
‫الر�ضية‪ ،‬قد ال يت�سنى اكت�شافها يف �أول فح�ص ولكنها قد تكت�شف‬
‫�أثناء فح�ص الحق يجرى على �سبيل املتابعة‪ .‬وينبغي �أن ي�شكل الت�صوير‬
‫الفوتوغرايف جزءا روتينيا من الفحو�ص ولو �أنه نادرا ما يت�سنى التقاط‬
‫�صور فوتوغرافية للإ�صابات يف حالة ال�سجناء الباقني يف قب�ضة معذبيهم‪.‬‬
‫و�إذا وجدت �آلة ت�صوير �أيا كانت نوعيتها ي�صبح التقاط �صور ولو رديئة‬
‫النوعية �أف�ضل من عدم التقاط �أي �صور‪ ،‬على �أن يرتب ب�أ�رسع ما ميكن‬
‫بعد ذلك �أمر التقاط �صور �أف�ضل على يد م�صورين حمرتفني (انظر‬
‫الف�صل الثالث‪ ،‬الفرع جيم(‪٥.‬‬
‫‪ -١‬اجللد‬
‫‪ .176‬ينبغي �أن ي�شمل الفح�ص �سطح اجل�سم كله الكت�شاف �أي عالمات‬
‫على مر�ض جلدي عام‪ ،‬مبا يف ذلك العالم ات التي ت�شري �إىل نق�ص‬
‫فيتامني �ألف وباء وجيم‪ ،‬و�إىل �إ�صابات �سابقة للتعذيب �أو ناجتة من‬
‫التعذيب مثل ال�سحجات والكدمات والتمزقات‪ ،‬وجروح الثقب واحلرق‬
‫بال�سجاير �أو الأدوات املحمية‪ ،‬والإ�صابات الكهربائية‪ ،‬و�سقوط ال�شعر‬
‫و�إزالة الأظافر‪ .‬وينبغي �أن تو�صف �إ�صابات التعذيب بتحديد موقعها‬
‫‪273‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ومتاثلها و�شكلها وحجمها ولوﻧﻬا و�سطحها )مثال حر�شفية �أو �صدفية �أو‬
‫متقرحة( ف�ضال عن حدودها وم�ستواها بالقيا�س �إىل اجللد املحيط بها‪.‬‬
‫ويلزم التقاط �صور فوتوغرافية حيثما ي�ستطاع ذلك‪ .‬ويف ﻧﻬاية املطاف‬
‫يتعني على الفاح�ص �إبداء الر�أي ب�ش�أن من�ش�أ الإ�صابات‪� :‬أهي من فعل‬
‫الغري �أم من فعل امل�صاب نف�سه‪ ،‬عار�ضة �أم ناجتة عن تطور مر�ضي‪.٧٤-٧٣‬‬
‫‪ -٢‬الوجه‬
‫‪ .177‬ينبغي ج�س �أن�سجة الوجه لتبني �شواهد ك�سور �أو طقطقة �أو‬
‫�أورام �أو �أوجاع‪ .‬وينبغي فح�ص املكونات احلركية واحل�سية‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫ال�شم والتذوق لكل الأع�صاب اجلمجمية‪ .‬والت�صوير املقطعي باحلا�سوب‬
‫)‪� (CT‬أف�ضل من الت�صوير الروتيني بالأ�شعة لت�شخي�ص وو�صف الك�سور‬
‫الوجهية وبيان مدى انتظام �أجزاء الوجه وتو�ضيح �إ�صابات الأن�سجة‬
‫الرخوة وم�ضاعفاﺗﻬا‪ .‬وكثريا ما يرتتب على تعر�ض الوجه لل�صدمات‬
‫حدوث �إ�صابات يف داخل اجلمجمة و�إ�صابات عنقية �شوكية‪.‬‬
‫�أ) العينان‬
‫‪ .178‬توجد �أ�شكال عديدة ل �صدمات العني منها نزيف امللتحمة‪ ،‬و�إزاحة‬
‫العد�سة من مكاﻧﻬا‪ ،‬والنزيف حتت ال�شبكية‪ ،‬والنزيف خلف املقلة‪ ،‬ونزيف‬
‫ال�شبكية‪ ،‬ونق�ص اﻤﻟﺠال الب�رصي‪ .‬ونظرا ملا لإهمال العالج‪� ،‬أو لإعطاء العالج‬
‫غري ال�صحيح‪ ،‬من عواقب وخيمة‪ ،‬ينبغي احلر�ص على ا�ست�شارة �أخ�صائي‬
‫يف طب العيون كلما ن�ش�أ �أي ا�شتباه يف حدوث �صدمة للعني �أو �إ�صابة‬
‫مبر�ض عيني‪ .‬و�أف�ضل طريقة لت�شخي�ص الك�سور يف جيب العني و�إ�صابات‬
‫الأن�سجة الرخوة التي مت�س حمتويات املقلة وما خلف املقلة هي الت�صوير‬
‫املقطعي باحلا�سوب‪ .‬وقد ي�ضاف �إىل ذلك الت�صوير بالرنني املغنطي�سي النووي‬
‫)‪ (MRI‬لتحديد �إ�صابات الأن�سجة الرخوة‪ .‬كما �أن التموجات فوق ال�سمعية‬
‫العالية التبيني تعد طريقة بديلة لتقييم �صدمات كرة العني‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪274‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ب) الأذنان‬
‫‪ .179‬تعد �صدمات الأذن وخا�صة متزق الغ�شاء الطبلي من العواقب‬
‫ال�شائعة لل�رضب املربح‪ .‬لذا ينبغي فح�ص القناة والغ�شاء الطبلي للأذنني‬
‫با�ستخدام منظار الأذن‪ ،‬وو�صف ما ي�شاهد من الإ�صابات‪ .‬ومن �صنوف‬
‫التعذيب ال�شائعة يف �أمريكا الالتينية ما يعرف بلفظة »تليفونو« وهو‬
‫ت�سديد �صفعة قوية بباطن اليد �إىل الأذن �أو الأذنني مما يت�سبب يف‬
‫تزايد �رسيع لل�ضغط يف قناة الأذن على نحو ميزق الطبلة‪ .‬واكت�شاف‬
‫متزقات الغ�شاء الطبلي التي يقل قطرها عن مليمرتين يتطلب الفح�ص‬
‫العاجل لأﻧﻬا قد تلتئم يف غ�ضون ‪� ١٠‬أيام‪ .‬وقد يالحظ وجود �سائل‬
‫يف الأذن الو�سطى �أو اخلارجية؛ ف�إذا �أكد التحليل املختربي وجود‬
‫�سيالن �أذين‪ ،‬وجب ا�ستخدام �صور الرنني املغنطي�سي �أو الت�صوير املقطعي‬
‫باحلا�سوب لتحديد موقع الك�رس‪ .‬وينبغي تق�صي احتمال فقدان ال�سمع‬
‫با�ستخدام و�سائل الفح�صالب�سيطة‪ .‬وينبغي �إذا لزم �إجراء اختبارات مبقيا�س‬
‫ال�سمع على يد فني متخ�ص�ص يف ا�ستخدامه‪ .‬و�أف�ضل و�سيلة للفح�ص‬
‫ال�شعاعي لك�سور عظمة ال�صدغ �أو للخلل يف ال�سل�سلة العظيمية هي‬
‫الت�صوير املقطعي باحلا�سوب ويليه الت�صوير املقطعي الدويري التحتي‬
‫و�أخريا الت�صوير املقطعي الطويل‪.‬‬
‫ج) الأنف‬
‫‪ .180‬ينبغي تقييم الأنف من حيث االنتظام والطقطقة وانحراف احلاجز‬
‫الأنفي‪ .‬والأ�شعة العادية تكفي الكت�شاف الك�سور الأنفية الب�سيطة‪ ،‬ولكن‬
‫الت�صوير املقطعي باحلا�سوب ي�صبح الزما يف حاالت الك�سور الأنفية املركبة‬
‫وعند �إزاحة احلاجز الغ�رضويف من مكانه‪ .‬ويف حالة وجود �سيالن �أنفي‬
‫يو�صى ب�إجراء ت�صوير مقطعي باحلا�سوب �أو ت�صوير بالرنني املغنطي�سي‪.‬‬
‫‪275‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫د) الفك والبلعوم الفموي والرقبة‬


‫‪ .181‬قد ي�سفر ال�رضب عن ك�سور �أو اعوجاجات �ضب ّية‪ ،‬كما �أن متالزمة‬
‫املف�صل ال�صدغي الفكي الأ�سفل قد تنتج عن �رضب م�صوب �إىل الفك‬
‫واجلزء الأ�سفل من الوجه‪ .‬وينبغي فح�ص امل�صاب لتبني �شواهد على طقطقة‬
‫العظمة الالمية �أو الغ�رضوف البلعومي من جراء تعر�ض الرقبة ل�رضبات‬
‫وينبغي �أن ت�سجل بالتف�صيل نتائج الفح�ص املتعلقة بالبلعوم الفموي‪ ،‬مبا‬
‫يف ذلك الإ�صابات التي تت�سق مع حروق ناجتة عن �صدمة كهربائية �أو نوع‬
‫�آخر من ال�صدمات‪ .‬وينبغي �أي�ضا مالحظة �أي نزيف لثوي و�إثبات حالة اللثة‪.‬‬
‫ه) التجويف الفموي والأ�سنان‬
‫‪ .182‬ينبغي �أن يكون الفح�ص بوا�سطة طبيب �أ�سنان جزءا من الفح�ص‬
‫يهمل‬
‫الطبي الدوري خالل احلب�س‪ .‬وهذا النوع من الفح�ص كثريا ما َ‬
‫مع �أنه عن�رص هام من عنا�رص الفح�ص الطبي‪ .‬وقد يحدث �أن تحُ جب‬
‫رعاية الأ�سنان عن عمد لكي تتفاقم حاالت الت�سو�س �أو التهاب اللثة‬
‫�أو �أخرجة الأ�سنان‪ .‬وينبغي �أن يعر�ض بدقة تاريخ حالة الأ�سنان‪ ،‬و�إن‬
‫وجدت �سجالت لرعاية الأ�سنان وجب طلبها‪ .‬وقد يرتتب على ال�صدمات‬
‫املبا�رشة �أو التعذيب بال�صدمات الكهربائية انف�صال الأ�سنان وتك�سريها‬
‫وخلع احل�شو وﺗﻬ�شيم الأطقم‪ .‬وينبغي ت�سجيل حالة ت�سو�س الأ�سنان‬
‫والتهاب اللثة‪� .‬أما رداءة نوعية الأ�سنان فقد تكون راجعة �إما �إىل �أحوال‬
‫�أثناء احلب�س �أو �إىل �أحوال �سابقة للحب�س‪ .‬كما يجب فح�ص التجويف‬
‫يع�ض‪� ،‬أثناء التعر�ض للتيار الكهربائي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الفموي بعناية لأن امل�صاب قد‬
‫ل�سانه �أو لثته �أوى �شفتيه‪ .‬وقد توجد �صدمات ناجتة عن �إدخال �أ�شياء‬
‫�أو مواد يف الفم بالقوة ف�ضال عن ت�سليط التيار الكهربائي‪.‬‬
‫ويو�صى بالتقاط �صور بالأ�شعة والرنني املغنطي�سي لتحديد مدى‬
‫ت�أثري ال�صدمات على الأن�سجة الرخوة والفك ال�سفلي والأ�سنان‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪276‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ -3‬ال�صدر والبطن‬
‫‪ -183‬بالإ�ضافة �إىل فح�ص حالة اجللد يجب �أن يوجه فح�ص اجلذع‬
‫�إىل اكت�شاف مواطن الوجع �أو القابلية للإيالم �أو احل�سا�سية التي تك�شف‬
‫عن �إ�صابات كامنة يف اجلهاز الع�ضلي �أو ال�ضلوع �أو الأع�ضاء الباطنية‪.‬‬
‫ويجب �أن ينظر الفاح�ص يف احتمال وجود �أورام دموية يف الع�ضالت‬
‫�أو خلف ال�صفاق �أو داخل التجويف البطني ف�ض ال عن احتمال وجود‬
‫متزق �أو ان�شقاق يف ع�ضو باطني‪ .‬وينبغي التثبت من وجود مثل هذه‬
‫الإ�صابات باللجوء �إىل ر�سوم التموجات فوق ال�سمعية‪ ،‬و�إىل الت�صوير‬
‫املقطعي باحلا�سوب والت�صوير الومي�ضي عندما تتوفر هذه الو�سائل عمليا‪.‬‬
‫وينبغي �إجراء فح�ص روتيني للجهاز القلبي الوعائي والرئتني والبطن‬
‫بالطريقة املعتادة‪ .‬ومن املعروف �أن احلب�س قد ي�ؤدي �إىل تفاقم اال�ضطرابات‬
‫التنف�سية القائمة �أ�صال كما �أنه كثريا ما يت�سبب يف ظهور ا�ضطرابات‬
‫تنف�سية جديدة‪.‬‬
‫‪ -٤‬اجلهاز الع�ضلي الهيكلي‬
‫‪ .184‬من ال�شائع جدا بني الناجني بعد التعذيب ال�شكوى من الآالم‬
‫والأوجاع الع�ضلية الهيكلية‪ .٧٥‬وقد تكون هذه ال�شكاوى ناجمة عن‬
‫ال�رضب املتكرر �أو التعليق �أو غريه من �رضوب التعذيب املن�صبة على‬
‫و�ضع اجل�سم �أو ناجمة عن البيئة العامة �أثناء احلب�س‪ .٧٦‬كما �أﻧﻬا قد‬
‫تكون ج�سدية ‪ -‬نف�سية (انظر الف�صل ال�ساد�س‪ ،‬الفرع باء‪ )- ٢‬ومع �أﻧﻬا‬
‫قد ال تتخذ �صورة حمددة ف�إن من الواجب توثيقها‪ ،‬وهي ت�ستجيب‬
‫يف حاالت كثرية ا�ستجابة ح�سنة للعالج الطبيعي التعاطفي‪ .٧٧‬وينبغي‬
‫�أن ي�شمل الفح�ص البدين للهيكل العظمي اختبار حركية املفا�صل‬
‫والعمود الفقري والأطراف‪ .‬وينبغي �إثبات �أي �أمل مع احلركة �أو التقب�ض‬
‫�أو بت�أثري القوة‪ ،‬و�أية �أدلة على متالزمة اال نح�صار‪� ،‬أو الك�سور املقرتنة‬
‫‪277‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أو غري املقرتنة بالت�شوهات‪ ،‬واخللوع‪ .‬وينبغي ا�ستخدام الأ�شعة لتقييم‬


‫حاالت اال�شتباه يف وجود ك�سور �أو خلوع �أو التهابات للنخاع العظمي‪.‬‬
‫ويف حالة اال�شتباه يف وجود هذا النوع من االلتهابات ينبغي التقاط‬
‫�صور بالأ�شعة الروتينية �أوال ثم التقاطها بالت�صوير الومي�ضي للعظام‬
‫على ثالث مراحل‪ .‬و�أف�ضل و�سيلة لتقييم الإ�صابات اخلا�صة بالأوتار‬
‫والأربطة والع�ضالت هي الت�صوير بالرنني املغنطي�سي على �أنه ميكن‬
‫كذلك ا�ستخدام الت�صوير املف�صلي‪ .‬و�أثناء املرحلة احلادة �سيت�سنى اكت�شاف‬
‫النزيف والتمزقات الع�ضلية التي يحتمل وجودها‪ .‬ونظرا �إىل �أن الع�ضالت‬
‫تلتئم عادة التئاما كليا دون �أن ترتك ندوبا ‪ ،‬ف�إن الت�صوير املت�أخر �سيظهر‬
‫نتيجة �سلبية‪ .‬وعند ا�ستخدام �صور الرنني املغناطي�سي والت�صوير املقطعي‬
‫�ستظهر حاالت قطع الأع�صاب ومتالزمة االنح�صار املزمن يف �شكل‬
‫تليف ع�ضلي‪� .‬أما ر�ضو�ض العظام فيمكن اكت�شافها بالرنني املغنطي�سي‬
‫�أو الت�صوير الومي�ضي‪ .‬وهذه الر�ضو�ض تلتئم عادة دون �أن تخلف �أثرا‪.‬‬
‫‪ -٥‬اجلهاز البويل التنا�سلي‬
‫‪ .185‬ال يجوز فح�ص الأع�ضاء التنا�سلية �إال مبوافقة امل�صاب‪ ،‬وينبغي �إذا‬
‫اقت�ضى الأمر �إرجاء هذا اجلانب من الفح�ص �إىل موعد الحق‪ .‬وال بد‬
‫من ح�ضور رقيب �إذا كان نوع جن�س الطبيب خمتلفا عن نوع جن�س‬
‫امل�صاب‪ .‬ولالطالع على مزيد من املعلومات انظر الف�صل الرابع‪ ،‬الفرع‬
‫ياء‪ .‬ولالطالع على معلومات �إ�ضافية ب�ش�أن فح�ص �ضحايا االعتداء‬
‫اجلن�سي‪ ،‬انظر الفرع دال‪� - ٨‬أدناه‪ .‬وي�صح ا�ستخدام �صور التموجات‬
‫فوق ال�سمعية والت�صوير الومي�ضي الدينامي الكت�شاف ال�صدمات التي‬
‫تعر�ض لها اجلهاز البويل التنا�سلي‪.‬‬
‫‪ -٦‬اجلهاز الع�صبي املركزي والطريف‬
‫‪ .186‬ينبغي �أن يت�ضمن فح�ص الأع�صاب تقييم الأع�صاب اجلمجمية‬
‫واحلوا�س واجلهاز الع�صبي الطريف من الزاويتني احلركية واحل�سية لتق�صي‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪278‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫احتمال وجود علل ع�صبية ذات �صلة ب�صدمة �أو معاناة من نق�ص‬
‫الفيتامينات �أو من �أمرا�ض‪ .‬ويجب �أي�ضا تقييم القدرة الإدراكية واحلالة‬
‫العقلية (انظر الف�صل ال�ساد�س‪ ،‬الفرع جيم)‪ .‬ويف حالة امل�صابني الذين‬
‫يذكرون �أﻧﻬم قد علقوا‪ ،‬يلزم الرتكيز بوجه خا�ص على البحث عن �أمرا�ض‬
‫ال�ضفرية الع�ضدية (عدم متاثل قوة اليدين وارتخاء الر�سغ و�ضعف الذراع‬
‫مع تباين االنعكا�سات احل�سية والوترية)‪ .‬وقد ينتج عن �صدمة التعذيب‬
‫اعتالل جذور الأع�صاب وغري ذلك من �أمرا�ض الأع�صاب والق�صور يف‬
‫�أداء الأع�صاب اجلمجمية وفرط الأمل وانحراف الأحا�سي�س وفرط احل�س‬
‫وتبدل املوقع واختالف احل�س احلراري والقدرة احلركية وامل�شية والتن�سيق‪.‬‬
‫ويف حالة امل�صابني الذين �سبق لهم ال�شكوى من ال�شعور بالدوار والقيء‪،‬‬
‫ينبغي �إجراء فح�ص دهليزي وت�سجيل �أي �شواهد على الر�أر�أة‪ .‬وينبغي �أن‬
‫ي�شمل التقييم بالأ�شعة �صور الرنني املغنطي�سي �أو �صور الت�صوير املقطعي‬
‫باحلا�سوب‪ ،‬على �أن الرنني املغنطي�سي مف�ضل على الت�صوير املقطعي يف‬
‫التقييم ال�شعاعي للمخ واحلفر اخللفية‪.‬‬
‫دال‪ -‬الفح�ص والتقييم الالحقان ل�رضوب معينة من التعذيب‬
‫‪ .187‬ال يق�صد بالبحث التايل تناول جميع �رضوب التعذيب على �سبيل‬
‫احل�رص بل جمرد �إيراد و�صف �أكرث تف�صيال للجوانب الطبية لعديد‬
‫من �رضوب التعذيب الأكرث �شيوعا‪ .‬وعلى الطبيب �أن يحدد‪ ،‬فيما‬
‫يخ�ص كل �إ�صابة على حدة وفيما يخ�ص النمط العام للإ�صابات‪ ،‬درجة‬
‫االت�ساق بينها وبني ن�سبتها �إىل امل�صدر الذي ذكره امل�صاب‪ .‬وت�ستخدم‬
‫لذلك ب�صورة عامة امل�صطلحات التالية‪:‬‬
‫�أ) غري مت�سقة‪ :‬ال ميكن �أن تكون الإ�صابة ناجتة عن ال�صدمة املو�صوفة؛‬
‫ب) مت�سقة‪ :‬قد تكون الإ�صابة ناجتة عن ال�صدمة املو �صوفة ولكنها‬
‫غري نوعية وتوجد �أ�سباب عديدة �أخرى ممكنة؛‬
‫‪279‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ج) مت�سقة جدا‪ :‬قد تكون الإ�صابة ناجتة عن ال�صدمة املو�صوفة‬


‫والأ�سباب الأخرى املمكنة قليلة؛‬
‫د) منطية‪ :‬هذا املظهر ي�شاهد عادة باالقرتان مع هذا النوع من‬
‫ال�صدمات‪ ،‬ولكن توجد �أ�سباب �أخرى ممكنة؛‬
‫ه) م�شخ�صة‪ :‬هذا املظهر ال ميكن �أن ينجم عن �أي طريقة �سوى‬
‫الطريقة املو�صوفة‪.‬‬
‫‪ .188‬ويف ﻧﻬاية املطاف ينبغي �أن تعطى الأهمية يف تقدير �صحة رواية‬
‫التعذيب للتقييم العام لكل الإ�صابات ولي�س االت�ساق كل �إ�صابة منها‬
‫مع �رضب معني من التعذيب (انظر الف�صل الرابع‪ ،‬الفرع زاي لالطالع‬
‫على قائمة تعدد و�سائل التعذيب)‪.‬‬
‫ّ‬
‫الر�ضية‬ ‫‪ -١‬ال�رضب وغريه من ال�صدمات‬
‫�أ‪ .‬ت�أذي اجللد‬
‫‪ .189‬كثريا ما تكون الآفات احلادة من ال�سمات املميزة للتعذيب لأﻧﻬا‬
‫تك�شف عن منط لإ�صابات ناجتة عن فعل فاعل على نحو متميز عن‬
‫الإ�صابات غري الناجتة عن فعل فاعل‪ ،‬وذلك مثال من حيث �شكلها‬
‫وتكرارها وتوزعها على اجل�سم‪ .‬ونظرا �إىل �أن معظم هذه الآفات يلتئم يف‬
‫غ�ضون ما يقرب من �ستة �أ�سابيع من تاريخ التعذيب غري تارك لأي ندوب‬
‫�أو تاركا ندوبا غري نوعية‪ ،‬ف�إن ال�رسد التاريخي للآفات احلادة وتطورها �إىل‬
‫الر�ضية نادرا‬
‫حني التئامها يظل ال�سند الوحيد الدعاء التعذيب‪ .‬فال�صدمة ّ‬
‫ما تت�سبب يف تغريات دائمة يف اجللد‪ ،‬و�أمثال هذه التغريات تكون غري‬
‫نوعية ويف العادة عدمية الداللة يف الت�شخي�ص‪ .‬وقد يرتتب على العنف‬
‫الر�ضي ما ي�شري �إىل ح�صول ت�ضييق على الأوعية الدموية يف حزام ممتد‬ ‫ّ‬
‫دائريا حول الذراع �أو ال�ساق‪ ،‬وعادة عند املع�صم �أو العرقوب‪ .‬وهذا احلزام‬
‫لن يحوي �سوي القليل من ال�شعر �أو جريبات ال�شعر فيبدو وك�أنه نوع من‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪280‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫القرع الندبي‪ .‬وال يوجد مر�ض جلدي تلقائي يثري ت�شخي�صا مقارنا ومن‬
‫الع�سري ت�صور وقوع �صدمة من هذا القبيل يف احلياة اليومية العادية‪.‬‬
‫‪ .190‬ومن جملة الإ�صابات احلادة قد تظهر ال�سجحات الناجتة عن‬
‫الكحت ال�سطحي يف �صورة خدو�ش �أو ل�سعات حروق �أو ك�شوط �أكرب‪.‬‬
‫وهي قد تتخذ �أحيانا منطا ي�شري �إىل �شكل الأداة �أو ال�سطح املت�سبب‬
‫يف الإ�صابة‪ .‬وال�سجحات املتكررة �أو العميقة قد ترتك بقعا تت�سم ب�ضعف‬
‫اال�صطباغ �أو فرط اال�صطباغ وذلك ح�سب نوع اجللد ‪.‬وي�شاهد ذلك‬
‫يف باطن الر�سغ �إذا كانت اليدان قد قُيدتا مع ًا تقييداً �شديداً‪.‬‬
‫‪ .191‬وتتمثل الكدمات والر�ضو�ض يف بقع من النزيف يف الأن�سجة‬
‫ر�ضية‪ .‬ومدى و�شدة‬ ‫الرخوة ناجتة عن انفجار �أوعية دموية بفعل �صدمة ّ‬
‫الكدمة ال يتوقفان فح�سب على مقدار القوة املوجهة بل �أي�ضا على‬
‫تركيب ووعائية الن�سيج امل�صاب‪ .‬والكدمات حتدث ب�سهولة �أكرب �إما‬
‫يف مناطق اجللد الرقيق الذي يك�سو العظام �أو يف املناطق الوفرية‬
‫ال�شحم‪ .‬و�سهولة الإ�صابة بالكدمات �أو بالفرفريية قد تن�سب �إىل العديد‬
‫من احلاالت الطبية ومنها نق�ص الفيتامينات وغريها من االحتياجات‬
‫الغذائية‪ .‬ووجود الر�ضو�ض وال�سجحات يدل على تعر�ض البقعة املعينة‬
‫ل�رضبة قوية‪ .‬على �أن عدم وجودها ال ينفي حدوث مثل هذه ال�رضبة‪.‬‬
‫وقد يكون للكدمات منط وا�ضح يحاكي معامل الأداة امل�ستخدمة‪ .‬مثال‬
‫ذلك �أن الكدمات التي على �شكل الق�ضبان قد تن�ش�أ عن ا�ستخدام �أداة‬
‫مثل الهراوة �أو اخليزرانة‪ .‬ف�شكل الأداة ميكن ا�ستنباطه من �شكل‬
‫الكدمة‪ .‬والكدمات متر خالل مراحل زوالها ب�سل�سلة من التغريات يف‬
‫اللون‪ .‬فمعظمها يتخذ يف البداية لونا �أزرق داكنا �أو �أرجوانيا �أو قرمزيا‪،‬‬
‫ومع تفتت الهيموغلوبني يف الكدمة يتغري اللون تدريجيا �إىل بنف�سجي‬
‫و�أخ�رض و�أ�صفر داكن �أو �أ�صفر باهت ثم يختفي‪� .‬إال �أنه من الع�سري‬
‫جدا تعيني تاريخ دقيق حلدوث الكدمات‪ .‬ويف �أنواع معينة من اجللد‪،‬‬
‫‪281‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫قد يرتتب على الكدمات فرط يف اال�صطباغ قد يدوم عدة �سنوات‪.‬‬


‫والكدمات التي حتدث للأن�سجة الأعمق حتت اجللد قد ال تظهر �إال‬
‫بعد مرور عدة �أيام على الإ�صابة وذلك عندما ي�صل الدم املن�ضوح �إىل‬
‫ال�سطح‪ .‬ويف حاالت االدعاءات التي ال يك�شف الفح�ص فيها عن ر�ؤية‬
‫كدمات يتعني �إعادة فح�ص ال�ضحية بعد انق�ضاء عدة �أيام‪ .‬وينبغي �أن‬
‫ي�ؤخذ بعني االعتبار �أن املوقع وال�شكل النهائيني للكدمة ال عالقة لهما‬
‫بال�صدمة الأ�صلية‪ ،‬و�أن بع�ض الإ�صابات رمبا يكون �أثرها قد تال�شى‬
‫وقت �إعادة الفح�ص‪.٧٨‬‬
‫‪� .192‬إن التمزقات‪� ،‬أي قطع �أو جتعد اجللد والأن�سجة الرخوة الواقعة‬
‫حتته ب�ضغط من قوة �آتية من �أداة ثلمة‪ ،‬تتجلى بي�رس يف املوا�ضع‬
‫الظاهرة من اجل�سم لأن اجللد ين�ضغط بني الأداة الثلمة و�سطح العظام‬
‫الواقعة خلف الأن�سجة حتت اجللدية‪ .‬على �أنه �إذا ا�ستخدمت قوة كافية‬
‫ميكن �أن يتمزق اجللد يف �أي مو�ضع من اجل�سم‪ .‬ومما يوحي ب�إ�صابة‬
‫متعمدة وجود ندوب غري متماثلة �أو يف مواقع غري م�ألوفة �أو انت�شار‬
‫الندوب ب�صورة مت�شعثة‪.٧٩‬‬
‫‪ .193‬والندوب الناجتة عن ال�رضب بال�سياط تتخذ مظهر التمزقات التي‬
‫مت �شفا�ؤها‪ .‬وهذه الندوب قد تكون فاقدة لال�صطباغ وكثريا ما تكون‬
‫مت�ضخمة وحماطة ب�رشيط �ضيق مفرط اال�صطباغ‪ .‬والت�شخي�ص‬
‫املقارن الوحيد هو االلتهاب اجللدي النباتي على �أن هذا الأخري يغلب‬
‫فيه فرط اال�صطباغ والقِ �رص يف حجم الندوب‪ .‬ومن جهة �أخرى ف�إن‬
‫التغريات اخلطية املتحاذية ال�ضامرة واملقرتنة ب�ضعف اال�صطباغ يف‬
‫البطن والإبطني وال�ساقني‪ ،‬والتي يدعى �أحيانا ب�أﻧﻬا من عقابيل التعذيب‬
‫�إمنا تدخل �ضمن ت�شخي�ص اخلطوط املب�سوطة وال تكون لها �صلة يف‬
‫العادة بالتعذيب‪.80‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪282‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .194‬واحلروق هي �أكرث �أ�شكال التعذيب تركا لتغريات دائمة يف اجللد‪.‬‬


‫وقد يفيد ذلك يف الت�شخي�ص‪ .‬فحروق ال�سجاير كثريا ما ترتك ندوبا‬
‫بقعية دائرية �أو بي�ضاوية يرتاوح طولها بني ‪ ٥‬و ‪ ١٠‬مليمرتات ويت�صف‬
‫و�سطها �إما بفرط اال�صطباغ �أو �ضعف اال�صطباغ ويكون حميطها‬
‫�أ�شد ا�صطباغا و�إن يكن �أقل و�ضوحا‪ .‬وقد وردت �أي�ضا بالغات عن‬
‫حاالت �إزالة الو�شم بحرقه بال�سجاير‪ ،‬ويف مثل هذه احلاالت �سي�ساعد‬
‫ال�شكل املتميز للندبة وبقايا الو�شم على التو�صل �إىل هذا الت�شخي�ص‪� .٨١‬أما‬
‫احلرق بالأ�شياء ال�ساخنة فيرتك ندوب �ضمور ظاهر حتاكي �شكل الأداة‬
‫امل�ستخدمة‪ ،‬وهي ندوب تتحدد معاملها بو�ضوح مبناطق حدية �ضيقة‬
‫مت�ضخمة �أو مفرطة اال�صطباغ يف موقع االلتهاب الأويل‪ .‬وقد ي�شاهد‬
‫ذلك مثال بعد احلرق بق�ضيب معدين حممي بالكهرباء �أو بقداحة غاز‪.‬‬
‫و�إذا وجدت عدة ندوب يتعذر �إيجاد ت�شخي�ص مقارن‪ .‬فعمليات االلتهاب‬
‫التي حتدث تلقائيا تفتقر �إىل املنطقة احلدية املتميزة ونادرا ما تظهر‬
‫فقدانا وا�ضحا للأن�سجة‪ .‬كما �أن احلرق قد ي�ؤدي �إىل ندوب مت�ضخمة �أو‬
‫ن�سيجية ليفية كما يف حالة احلرق الناجت من مطاط م�شتعل‪.‬‬
‫‪ .195‬وعندما يكون مرقد الظفر قد حرق ف�إن النمو الالحق يولد �أظافر‬
‫خمططة رقيقة م�شوهة تت�شقق طوليا يف بع�ض الأحيان‪ .‬و�إذا كان‬
‫الظفر قد انتزع انتزاعا‪ ،‬قد تنمو �أن�سجة زائدة من طية الظفر املال�صقة‬
‫تكون ظفر حميلي‪.‬ومع �أن التغريات يف الظفر الناجتة‬ ‫مما ي�ؤدي �إىل ّ‬
‫ّ‬
‫امل�سطح هي الت�شخي�ص املقارن الوحيد املمكن‪ ،‬ف�إن التغريات‬ ‫عن احلزاز‬
‫الناجتة عن هذا املر�ض ت�صاحبها يف العادة �إ�صابات جلدية منت�رشة‪.‬‬
‫ومن جهة �أخرى‪ ،‬ف�إن �أخماج الفطر تتميز بغلظة وا�صفرار وتفتت الأظافر‬
‫وهذه التغريات تختلف عن التغريات املذكورة �أعاله‪.‬‬
‫‪� .196‬أما �صدمات اجلروح احلادة فتنتج عن جرح اجللد ب�أداة حادة‬
‫مثل ال�سكني �أو ال�سونكي �أو الزجاج املك�سور‪ ،‬وهي ت�شمل جروح ال�شق‬
‫�أو القطع �أو الثقب‪ .‬ويتي�رس عادة تفرقة مظهرها احلاد من ال�شكل غري‬
‫‪283‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املنتظم للتمزقات والندوب التي قد تكت�شف يف الفح�ص املت�أخر وتكون‬


‫لها �صفة متميزة‪� .‬أما الندوب ال�صغرية امل�شقوقة التي تتخذ �شكال منطيا‬
‫فيمكن �أن تكون راجعة �إىل ممار�سات املعاجلني التقليديني‪ .٨٢‬و�إذا كان قد‬
‫و�ضع على اجلرح املفتوح قدر من الفلفل �أو غريه من املواد ال�ضارة ف�إن‬
‫الندبة قد تت�ضخم‪ .‬ووجود منط غري متماثل و�أحجام متباينة للندوب‬
‫�أمران يحتمل �أن تكون لهما داللتهما عند ت�شخي�ص التعذيب‪.‬‬
‫ب‪ .‬الك�سور‬
‫‪ .197‬تت�سبب الك�سور يف فقدان ا�ستقامة العظام نتيجة لت�أثري قوة‬
‫ميكانيكية ثلمة على �أ�سطح ناقلة خمتلفة‪ .‬والك�رس املبا�رش يحدث يف‬
‫موقع الت�صادم �أو املوقع الذي وجهت �إليه القوة‪ .‬كما �أن مكان الك�رس‬
‫و�شكله وخ�صائ�صه الأخرى من الأمور التي تنم عن طبيعة ووجهة القوة‬
‫امل�ستخدمة‪ .‬ويت�سنى �أحيانا متييز الك�رس الناجت عن الإ�صابة العار�ضة‬
‫ب�شكله يف �صور الأ�شعة‪ .‬وينبغي �أن ي�سند حتديد تاريخ الك�سور‬
‫احلديثة بطريق الأ�شعة �إىل �أخ�صائي �أ�شعة متمر�س يف جمال ال�صدمات‪.‬‬
‫وينبغي جتنب التكهنات عند تقييم طبيعة وعمر الإ�صابات الناجتة‬
‫عن �صدمات ر�ضية لأن الأذى قد يخت لف ح�سب �سن امل�صاب ونوع‬
‫جن�سه وخ�صائ�ص �أن�سجته وحالته و�صحته وقت الإ�صابة وح�سب �شدة‬
‫ال�صدمة‪ .‬فالأفراد الأ�صغر �سنا والأح�سن حاال والأليق ع�ضليا تكون‬
‫لديهم مقاومة �أكرب للر�ضو�ض من الأفراد الأ�ضعف والأكرب �سنا‪.‬‬
‫ج‪� .‬صدمة الر�أ�س‬
‫‪� .198‬صدمة الر�أ�س هي من �أكرث �أ�شكال التعذيب �شيوعا‪ .‬و�إذا تكررت‬
‫ال�صدمات حتى لو مل تكن ذات �أبعاد خطرية ف�إنها قد تت�سبب يف �ضمور‬
‫حلاوي وتلف مت�شعث للألياف الع�صبية‪ .‬ويف حاالت ال�صدمات الناجتة عن‬
‫ال�سقوط قد حتدث �إ�صابات مناظرة يف الدماغ )يف املوقع امل�ضاد لل�صدمة)‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪284‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أما يف حالة ال�صدمة املبا�رشة فقد يتبني وجود ر�ضو�ض يف الدماغ يف‬
‫املنطقة التي تعر�ضت لل�صدمة مبا�رشة ‪.‬وكثريا ما تكون �إ�صابات فروة الر�أ�س‬
‫غري مرئية �إن مل تكن متورمة‪ .‬وقد تتعذر ر�ؤية الكدمات يف حالة الأ�شخا�ص‬
‫ذوي الب�رشة الداكنة ولكنها �ستكون قابلة للإيالم عند ج�سها‪.‬‬
‫‪ .199‬وقد ي�شكو الناجي بعد التعذيب الذي تعر�ض �إىل �رضبات م�سددة‬
‫�إىل الر�أ�س من �آالم �صداع م�ستمر‪ .‬وكثريا ما تكون هذه الآالم ج�سدية‬
‫حمولة من الرقبة (انظر الفرع جيم �أعاله) وقد يدعى ال�ضحية‬ ‫ّ‬ ‫املظهر �أو‬
‫الت�أمل عند مل�س تلك املنطقة‪ ،‬وميكن تبني االمتالء املت�شعث �أو املحلي �أو‬
‫ازدياد ال�صالبة عن طريق ج�س فروة الر�أ�س‪ .‬وقد ت�شاهد ندوب �إذا كانت‬
‫فروة الر�أ�س قد حلقت ﺑﻬا متزقات‪ .‬وقد يكون ال�صداع العر�ض الأويل‬
‫لورم دموي متو�سع حتت الأم اجلافية‪ .‬وقد يقرتن ذلك مبجيء تغريات‬
‫حادة يف احلالة العقلية مما يحتم �إجراء فح�ص عاجل بالت�صوير املقطعي‬
‫باحلا�سوب‪ .‬فالتهاب �أو نزيف الأن�سجة الرخوة يت�سنى اكت�شافهما يف‬
‫العادة بالت�صوير املقطعي باحلا�سوب �أو ب�صور الرنني املغنطي�سي‪ .‬وقد يلزم‬
‫�أي�ضا ترتيب �أمر �إجراء تقييم نف�سي �أو ع�صبي ‪ -‬نف�سي (‪ .‬انظر الف�صل‬
‫ال�ساد�س‪ ،‬الفرع جيم(‪.٤‬‬
‫‪ .200‬والهز العنيف �شكل من التعذيب ي�سبب �إ�صابة للمخ دون ترك �أية‬
‫عالمات خارجية ولو �أنه قد ت�شاهد كدمات يف اجلزء الأعلى من ال�صدر‬
‫�أو يف الكتفني يف مو�ضع الإم�ساك بال�ضحية �أو مبالب�سه‪ .‬والهز يف �أق�سى‬
‫�صوره ميكن �أن ي�سبب �إ�صابات مماثلة متاما ملا ي�شاهد يف متالزمة‬
‫الر�ضيع املهزوز‪� ،‬أي وذمة املخ و�أورام دموية حتت الأم اجلافية ونزيف‬
‫�شبكي‪ .‬والأكرث �شيوعا هو �شكوى ال�ضحايا من ال�صداع املتكرر �أو من‬
‫حاالت التيهان �أو غري ذلك من التغريات يف احلالة العقلية‪ .‬وعمليات الهز‬
‫تكون عادة ملدد وجيزة ال تتجاوز ب�ضع دقائق �أو �أقل ولكنها قد تتكرر‬
‫مرات كثرية على مدى فرتة �أيام �أو �أ�سابيع‪.‬‬
‫‪285‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫د ‪� .‬صدمة ال�صدر والبطن‬


‫‪� .٢٠١‬إن ك�سور ال�ضلوع من العواقب التي تكرث م�شاهدﺗﻬا على �إثر‬
‫ال�رضب على ال�صدر ‪.‬و�إذا �أزيحت �ضلوع عن مكاﻧﻬا‪ ،‬جاز �أن يقرتن ذلك‬
‫بتهتك يف الرئة وباحتمال ا�سرتواح ال�صدر‪ .‬وقد ي�ؤدي التوجيه املبا�رش‬
‫للقوة ب�أداة ثلمة �إىل ك�سور يف �سويقات الفقرات‪.‬‬
‫‪ .202‬ويف حاالت �صدمات البطن احلادة ينبغي �أن يحاول الفح�ص‬
‫اكت�شاف �شواهد على �أي �إ�صابة للأع�ضاء الباطنية واﻤﻟﺠاري البولية‪.‬‬
‫على �أن الفح�ص كثريا ما ي�سفر عن نتيجة �سلبية‪ .‬وكرثة وجود الكرات‬
‫احلمراء يف الدم هو �أبرز دليل على كدمات الكليتني‪ .‬وقد ي�ؤدي الغ�سل‬
‫ال�صفاقي �إىل اكت�شاف نزيف داخلي م�سترت‪ .‬على �أنه �إذا اكت�شف عن‬
‫طريق الت�صوير املقطعي باحلا�سوب �سائل باطني �سائب من بعد �إجراء‬
‫الغ�سل ال�صفاقي ف�إن ذلك ال�سائل قد يرجع �إىل الغ�سل �أو �إىل نزيف ومن‬
‫ثم تفقد النتيجة �صالحيتها‪ .‬ويف الت�صوير املقطعي باحلا�سوب يكون‬
‫النزيف الباطني احلاد متناظر ال�شدة يف العادة �أو داال على كثافة مائية‪،‬‬
‫وذلك بخالف النزيف احلاد يف اجلهاز الع�صبي املركزي الذي يت�سم‬
‫ب�شدة فائقة‪ .‬و�إيذاء الأع�ضاء الباطنية قد يتجلى يف �صورة هواء طليق‬
‫�أو �سائل خارج الأمعاء �أو مناطق تبدو �أ�شد عتامة يف ال�صورة مما‬
‫ميكن �أن يدل على وذمة �أو ر�ضو�ض �أو نزيف �أو ﺗﻬتك والوذمة املحيطة‪.‬‬
‫بالبنكريا�س هي من عالمات التهاب حاد للبنكريا�س ناجت عن �صدمة �أو‬
‫عن غري �صدمة‪ .‬وتعد التموجات فوق ال�سمعية مفيدة بوجه خا�ص يف‬
‫اكت�شاف الأورام الدموية للطحال حتت حمفظته‪ .‬والف�شل الكلوي الناجت‬
‫عن متالزمة اله�رص قد يتخذ �صورة حادة على �أثر ال�رضب ال�شديد‪ .‬كما‬
‫�أن ارتفاع ال�ضغط الكلوي قد يكون من امل�ضاعفات املت�أخرة للإ�صابات‬
‫الكلوية‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪286‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ -٢‬ال�رضب على القدمني‬


‫‪� -203‬إن م�صطلح الفلقة هو �أكرث امل�صطلحات �شيوعا يف احلديث‬
‫عن التوجيه املتكرر ل�صدمات ب�أدوات ثلمة �إىل القدمني( ويف حاالت‬
‫�أندر �إىل اليدين �أو الوركني( وتكون الأداة عادة هراوة �أو قطعة طويلة‬
‫من الأنابيب �أو �سالحا �شبيها بذلك‪ .‬و�أ�سو�أ م�ضاعفات الفلقة هي مت‬
‫الزمة احليز املغلق التي قد تت�سبب يف موات الع�ضل وان�سداد الأوعية‬
‫�أو غنغرينا يف اجلزء الطريف من القدم �أو يف �أ�صابع القدم‪ .‬والت�شوهات‬
‫الدائمة للقدمني غري �شائعة ولكنها حتدث فعال كما حتدث ك�سور يف‬
‫الر�سغ وعظام امل�شط وال�سالميات‪ .‬ونظرا لأن الإ�صابات تقت�رص عادة‬
‫على الأن�سجة الرخوة ف�إن �أف�ضل و�سيلت ين لتوثيقها بالأ�شعة هما‬
‫الت�صوير املقطعي باحلا�سوب �أو الت�صوير بالرنني املغنطي�سي �إال �أنه يجدر‬
‫بالتنويه �أن الفح�ص الطبي يف املرحلة احلادة وحده كفيل بت�شخي�ص‬
‫احلالة‪ .‬والفلقة قد ت�ؤدي �إىل عجز مزمن‪ .‬فامل�شي قد ي�صبح م�ؤملا وع�سريا‬
‫وقد تتجمد عظام الر�سغ ت�صبح ت�شنجية �أو ت�صري متحركة �أكرث من‬
‫الالزم‪ .‬وال�ضغط على �أخم�ص القدم وثني �إ�صبعها الكبري �إىل �أعلى قد‬
‫ي�سببان �أملا للم�صاب‪ .‬وباجل�س قد تتبني قابلية الإيالم يف لفافة �أخم�ص‬
‫القدم على امتدادها كله‪ ،‬وقد تكون الأربطة الطرفية للفافة ممزقة‪ ،‬وذلك‬
‫جزئيا يف قاعدة ال�سالميات املال�صقة وجزئيا عند اجللد‪ .‬ولن تنقب�ض‬
‫اللفافة بطريقة طبيعية مما ي�سبب معاناة يف امل�شي‪ ،‬وقد ي�ؤدي �إىل‬
‫�إجهاد ع�ضلي فيما بعد‪ .‬وقد يتبني من التمديد ال�سلبي لإ�صبع القدم‬
‫الكبري ما �إذا كانت اللفافة قد متزقت‪ .‬و�إن كانت �سليمة ُيفرت�ض �أن‬
‫يبد�أ ال�شعور ببدء توترها عند ج�سها حينما ي�صل الثني �إىل �أعلى �إىل‬
‫‪٢٠‬درجة‪ ،‬فالتمديد الطبيعي الأق�صى هو حتى حوايل ‪ ٧٠‬درجة‪ .‬و�إذا‬
‫‪٨3‬‬
‫�سجلت قيم �أعلى كان يف ذلك �إيحاء بحدوث �إ�صابات لأربطة اللفافة‪.‬‬
‫‪ 87 86 ٨5 84‬ومن اجلهة الأخرى‪ ،‬ف�إن القدرة املحدودة على ثني �إ�صبع القدم‬
‫‪287‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الكبري‪ ،‬والأمل عند التمديد املفرط هما من مظاهر حالة »الإﺑﻬام ال�صمل«‬
‫التي تنتج عن زوائد عظمية ظهرية يف بداية امل�شط و‪�/‬أو يف قاعدة‬
‫ال�سالمية املال�صقة‪.‬‬
‫‪ .204‬وقد تن�ش�أ م�ضاعفات ومتالزمات عديدة ت�شمل‪:‬‬
‫�أ) متالزمة احليز املغلق‪ ,‬وهذه هي �أق�سى امل�ضاعفات لأن الوذمة يف‬
‫حيز مغلق ت�سفر عن ان�سداد وعائي وموات ع�ضلي مما قد يف�ضي‬
‫�إىل تليف �أو تقل�ص �أو غنغرينا يف طرف القدم �أو �أ�صابع القدم‪ .‬وذلك‬
‫ي�شخ�ص عادة ب�أخذ عدة قيا�سات لل�ضغط يف ذلك احليز؛‬
‫ب) ه�رص الكعب وو�سائد القدم الأمامية‪ .‬فالو�سائد املرنة الواقعة‬
‫حتت عظم الكعب وال�سالميات املال�صقة تتداعى �أثناء الفلقة �إما‬
‫ب�صورة مبا�رشة �أو نتيجة لوذمة مرتبطة بال�صدمة‪ .‬كما �أن �أربطة‬
‫الأن�سجة ال�ضامة التي متتد خالل الأن�سجة الدهنية رابطة العظم‬
‫باجللد تتمزق حارمة بذلك الأن�سجة الدهنية من ورود الدم �إليها مما‬
‫ي�سبب �ضمورها‪ .‬و ُيفقد الأثر الو�سادي فال ي�صبح مبقدور القدمني‬
‫ا�ستيعاب ال�ضغوط الناجتة من امل�شي؛‬
‫ج) الندوب املتيب�سة وغري املنتظمة التي تلحق باجللد والأن�سجة‬
‫الواقعة حتت اجللد يف القدم بعد التعذيب بالفلقة‪ .‬ففي القدم الطبيعية‬
‫تت�صل الأن�سجة اجللدية وحتت اجللدية يف �أخم�ص القدم عن طريق‬
‫�أحزمة وثيقة من الأن�سجة ال�ضامة‪ .‬ولكن هذه الأحزمة ميكن �أن تتلف‬
‫جزئيا �أو كليا نتيجة وذمة متزقها بعد التعذيب بالفلقة؛‬
‫د) ﺗﻬتك لفافة �أخم�ص القدم و�أوتار القدم‪ .‬ميكن �أن ت�ؤدي وذمة يف‬
‫الفرتة الالحقة للفلقة �إىل ﺗﻬتك هذه الهياكل‪ .‬وعندما تختفي وظيفتها‬
‫امل�ساندة الالزمة لقو�س القدم يتع�رس امل�شي وتتعر�ض ع�ضالت القدم‬
‫وال �سيما الع�ضلة املربعة الأخم�صية الطويلة �إىل معاناة �شديدة؛‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪288‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ه) التهاب لفافة �أخم�ص القدم وقد يحدث ذلك باعتباره من امل�ضاعفات‬
‫الأخرى لهذا النوع من الإ�صابة‪ .‬ويف حالة الفلقة ت�صبح اللفافة كلها‬
‫قابلة للتهيج مما ي�ؤدي �إىل التهاﺑﻬا املزمن‪ .‬ويف درا�سات �أجريت‬
‫عن هذا املو�ضوع وت�ضمنت الفح�ص امل �سحي لعظام م�سجونني مت‬
‫الإفراج عنهم بعد حب�س دام ‪� ١٥‬سنة وكانوا قد �أ َبلغوا عن ا�ستعمال‬
‫الفلقة معهم وقت القب�ض عليهم يف مطلع الأمر‪� ،‬أ�سفرت النتائج عن‬
‫ت�أكيد وجود نقاط مفرطة احل�سا�سية يف عظام الكعب �أو امل�شط‪.٨٧‬‬
‫‪ .205‬وميكن يف حاالت كثرية ت�أكيد حدوث �صدمة ناجتة عن التعر�ض‬
‫للفلقة بو�سائل الأ�شعة من قبيل الت�صوير بالرنني املغنطي�سي والت�صوير‬
‫املقطعي باحلا�سوب والتموجات فوق ال�سمعية‪ .‬وقد يحدث �أن تكون‬
‫نتائج الأ�شعة الإيجابية مرتتبة على �أمرا�ض �أو �صدمات �أخرى‪ .‬ومن‬
‫املو�صى به �أن يبد�أ الفح�ص ب�إجراء �أ�شعة روتينية‪ .‬على �أن الت�صوير بالرنني‬
‫املغنطي�سي هو الأ�سلوب املف�ضل للفح�ص بالأ�شعة بغية اكت�شاف �إ�صابات‬
‫الأن�سجة الرخوة‪ .‬والت�صوير بالرنني املغنطي�سي �أو الت�صوير الومي�ضي قد‬
‫يك�شف عن �إ�صابة العظم ب�إظهار ر�ضو�ض قد ال تتبني من الأ�شعة‬
‫الروتينية �أو من الت�صوير املقطعي باحلا�سوب‪.88‬‬
‫‪ -٣‬التعليق‬
‫‪ .206‬التعليق �شكل �شائع من �أ�شكال التعذيب ومع �أنه قد ي�سبب �آالما‬
‫مربحة ف�إنه ال يرتك �إال القليل من ال�شواهد الظاهرة على الإ�صابة �أو‬
‫ال يرتك �أي �شواهد‪ .‬وقد يرتدد ال�شخ�ص الذي ال يزال حمبو�سا يف‬
‫البوح ب�أنه ُع ِّذب‪ ،‬ولكن وجود ق�صور يف الأع�صاب الطرفية يف�ضي �إىل‬
‫ت�شخي�ص م�ؤداه اعتالل ال�ضفرية الع�ضدية �إمنا هو �إثبات عملي ل�صحة‬
‫الت�شخي�ص القائل بحدوث تعذيب بو�سيلة التعليق‪ .‬وقد يتخذ التعليق‬
‫�صورا عديدة‪:‬‬
‫‪289‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أ‪ .‬تعليق ال�صلب‪ ،‬وذلك بفرد الذراعني وربطهما بعمود �أفقي؛‬


‫ب‪ .‬تعليق اجل ّزار‪ ،‬وذلك بربط الأيدي �إىل �أعلى �إما معا �أو منفردتني؛‬
‫ج‪ .‬تعليق اجل ّزار املعكو�س‪ ،‬وذلك بتثبيت القدمني �إىل �أعلى والر�أ�س‬
‫�إىل �أ�سفل؛‬
‫د‪» .‬تعليق الفل�سطينيني« وذلك بتعليق ال�ضحية مع ربط ال�ساعدين‬
‫معا خلف الظهر وثني الكوعني ب ‪ ٩٠‬درجة ثم ربط ال�ساعدين‬
‫بعمود �أفقي‪ .‬وكبديل لذلك يعلق ال�سجني من رباط حول الكوعني �أو‬
‫املع�صمني معو�ضع الذراعني خلف الظهر؛‬
‫ه‪» .‬تعليق« جمثم الببغاء‪ .‬وبه يتم تعليق ال�ضحية من الركبتني‬
‫املثنيتني وذلك ب�إمرار ق�ضيب حتت ظهر الركبتني‪ ،‬ويقرتن ذلك عادة‬
‫بربط املع�صمني بالعرقوبني‪.‬‬
‫‪ .207‬وقد يدوم التعليق فرتة ترتاوح بني ‪ ١٥‬و ‪ ٢٠‬دقيقة وعدة �ساعات‪.‬‬
‫و»تعليق الفل�سطينيني« قد ي�سبب �إ�صابة دائمة لل�ضفرية الع�ضدية يف‬
‫غ�ضون فرتة وجيزة‪ .‬وقد ي�ؤدي تعليق »جمثم الببغاء« �إىل متزقات يف‬
‫�أربطة الركبتني املقطعية وكثريا ما ُي�رضب ال�ضحايا �أثناء التعليق �أو‬
‫ُيعتدى عليهم على نحو �آخر‪ .‬ويف املرحلة املزمنة من امل�ألوف �أن ي�ستمر‬
‫الأمل والقابلية للإيالم حول مف�صل الكتفني ومن ذلك �أن رفع الأثقال‬
‫والدوران وخا�صة نحو اجل�سم‪� ،‬سي�سببان �أملا �شديدا لعدة �سنوات بعد‬
‫التعليق‪� .‬أما امل�ضاعفات يف الفرتة احلادة فت�شمل ال�ضعف يف الذراعني �أو‬
‫اليدين‪ ،‬والأحا�سي�س غري العادية‪ ،‬والتنميل‪ ،‬وعدم الت�أثر باللم�س‪ ،‬والأمل‬
‫ال�سطحي‪ ،‬وفقدان االنعكا�سات الوترية‪.‬‬
‫وقد يكون وراء ال�شعور العميق بالأمل البالغ حالة �ضعف ع�ضلي م�سترت‬
‫ويف املرحلة املزمنة قد ي�ستمر ال�ضعف ويتطور �إىل ف�ساد الع�ضالت‪ .‬وقد‬
‫يوجد تنميل‪ ،‬كما توجد بتواتر �أ�شد �أحا�سي�س غري عادية‪ ,‬وقد ي�سبب‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪290‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫رفع الذراعني �أو رفع الأثقال �أملا �أو تنميال �أو �ضعفا‪ .‬وبالإ�ضافة �إىل‬
‫الإ�صابة الع�صبية‪ ،‬قد حتدث متزقات يف �أربطة مف�صل الكتف و�إزاحة‬
‫للوح الكتف و�إيذاء لع�ضالت منطقة الكتف‪ .‬ومبعاينة الظهر قد ي�شاهد‬
‫»لوح كتف جمنح« (�أي بروز للحدود الفقارية للوح) عند حدوث �إ�صابة‬
‫يف الع�صب ال�صدري الطويل �أو �إزاحة للوح‪.‬‬
‫‪ .208‬والإ�صابة الع�صبية تكون عادة غري متماثلة يف الذراعني‪ .‬و�إ�صابة‬
‫ال�ضفرية الع�ضدية تتجلى يف اختالل الأداء الوظيفي احلركي واحل�سي‬
‫واالنعكا�سي‪.‬‬
‫�أ) الفح�ص احلركي‪ :‬النتيجة الأوىل املتوقعة هي ال�ضعف الع�ضلي‬
‫غري املتماثل والأ�شد بروزا يف الأطراف‪ .‬والأمل احلاد قد يجعل من‬
‫الع�سري تف�سري نتيجة فح�ص القوة الع�ضلية‪ .‬و�إذا كانت الإ�صابة‬
‫�شديدة قد ي�شاهد �ضمور الع�ضالت يف املرحلة املزمنة؛‬
‫ب) الفح�ص احل�سي‪� :‬إن الفقدان الكامل للإح�سا�س �أو وجود‬
‫�أحا�سي�س غري عادية على امتداد ممرات الأع�صاب احل�سية هما من‬
‫الأمور ال�شائعة‪ .‬وينبغي اختبار كل من �إدراك املوقع‪ ،‬والتمييز بني‬
‫نقطتني خمتلفتني‪ ،‬و�أثر الوخز بالإبرة‪ ،‬والإح�سا�س باحلر والربد‪ .‬ف�إذا‬
‫وجد بعد انق�ضاء ما ال يقل عن ثالثة �أ�سابيع ق�صور �أو نق�صان يف‬
‫االنعكا�س‪ ،‬وجب �إجراء الفحو�ص الكهربائية الفيزيولوجية املنا�سبة‬
‫على يد �أخ�صائي متمر�س يف ا�ستخدام وتف�سري هذه الطرائق؛‬
‫ج) الفح�ص االنعكا�سي‪ :‬قد ي�شاهد فقدان لالنعكا�س �أو انخفا�ض‬
‫يف مدى االنعكا�س �أو فارق يف االنعكا�س بني اليدين والقدمني‪ .‬ويف‬
‫»تعليق الفل�سطينيني« رغم تعر�ض ال�ضفريتني الع�ضديتني كلتيهما‬
‫لل�صدمة ف�إﻧﻬما قد تعتالن على نحو غري متماثل تبعا للكيفية التي‬
‫مت ﺑﻬا تعليق ال�ضحية و�أي الذراعني كان يف املوقع الأعلى و�أي طريقة‬
‫‪291‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫اتبعت يف ربطه‪ .‬ورغم �أن البحوث توحي ب�أن علل ال�ضفرية الع�ضدية‬
‫تكون عادة وحيدة اجلانب ف�إن ذلك يت�ضارب مع اخلربة املكت�سبة‬
‫يف �سياق التعذيب حيث تنت�رش الإ�صابة ثنائية اجلانب‪.‬‬
‫‪� .209‬إن ال�ضفرية الع�ضدية هي من بني �أن�سجة منطقة الكتف �أ�شد‬
‫التكوينات ح�سا�سية للإ�صابة الناجتة عن ال�شد و«تعليق الفل�سطينيني»‬
‫ي�سبب تلفا لل�ضفرية الع�ضدية نظرا لل�شد اجلربي للذراعني �إىل اخللف‪.‬‬
‫واملالحظ يف النوع التقليدي من «تعليق الفل�سطينيني» حيث يكون‬
‫اجل�سم معلقا والذراعان م�شدودين �شدا مفرطا �إىل اخللف‪� ،‬أن التلف‬
‫يحدث يف ال�ضفرية ال�سفلية ثم الو�سطية والعليا �إذا كانت القوة املمار�سة‬
‫على ال�ضفرية على قدر كاف من ال�شدة ‪�.‬أما �إذا كان التعليق من نوع‬
‫«ال�صلب» وال يت�ضمن �شدا مفرطا فريجح �أن تكون �ألياف ال�ضفرية‬
‫الو�سطية �أول �ألياف ي�صيبها التلف وذلك من جراء فرط الإبعاد‪ .‬وميكن‬
‫ت�صنيف �إ�صابات ال�ضفرية الع�ضدية على النحو التايل‪:‬‬
‫�أ‪ .‬تلف ال�ضفرية ال�سفلية‪ :‬يرتكز الق�صور يف ع�ضالت ال�ساعد واليد‪ .‬وقد‬
‫تالحظ �أوجه ق�صور ح�سي يف ال�ساعد وعند الإ�صبعني الرابع واخلام�س‬
‫يف جانب خط الن�صف من اليد يف التوزيع الزندي للأع�صاب؛‬
‫ب‪ .‬تلف ال�ضفرية الو�سطية‪ :‬مي�س هذا التلف الع�ضالت البا�سطة يف‬
‫ال�ساعد والكوع والأ�صابع‪ .‬وقد يتبني �ضعف يف القدرة على لوي‬
‫ال�ساعد وعلى الثني الدائري لليد‪ .‬ويالحظ ق�صور ح�سي يف ال�ساعد‬
‫ويف جوانب ظهر �أ�صابع اليد الأول والثاين والثالث يف التوزيع‬
‫الكعربي للأع�صاب‪ .‬وقد ُتفقد انعكا�سات الع�ضلة ثالثية الر�ؤو�س؛‬
‫ج‪ .‬تلف ال�ضفرية العليا‪ :‬وتت�أثر بذلك ع�ضالت الكتف بوجه خا�ص‪.‬‬
‫وقد يتبني ق �صور يف �إبعاد الكتف والدوران املحوري ولوي ال�ساعد‬
‫�إىل اخللف و�إىل الأمام‪ .‬كما ي�شاهد ق�صور ح�سي يف منطقة الع�ضلة‬
‫الدالية‪ ،‬وقد ميتد ذلك �إىل الذراع والأجزاء الطرفية من ال�ساعد‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪292‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪� -٤‬أ�شكال التعذيب الأخرى املرتبطة بو�ضع اجل�سم‬


‫‪ .210‬توجد �أ�شكال عديدة من التعذيب املرتبط بو�ضع اجل�سم‪ ،‬وكلها‬
‫�أ�شكال تت�ضمن ربط ال�ضحية �أو تقييد حركته �أو �إلزامه بالبقاء يف‬
‫�أو�ضاع ملتوية �أو م�شدودة �أو غري ذلك من الأو�ضاع غري الطبيعية مما‬
‫ي�سبب �أملا حادا‪ .‬وقد يف�ضي �إىل �إ�صابات للأربطة والأوتار والأع�صاب‬
‫والأوعية الدموية‪ .‬ومن خ�صائ�ص هذه الأ�شكال �أﻧﻬا ال ترتك من‬
‫العالمات اخلارجية‪� ،‬أو الآثار التي تبينها الأ�شعة‪� ،‬إال �أقل ما ميكن �أو‬
‫هي قد ال ترتك �أي �آثار رغم ما يرتتب عليها من العجز املزمن ال�شديد‬
‫يف كثري من احلاالت‪.‬‬
‫‪ .211‬وكل التعذيب املرتبط بو�ضع اجل�سم يكون موجها �إىل الأوتار‬
‫واملفا�صل والع�ضالت‪ .‬وهو قد يتخذ �صورا خمتلفة‪» :‬تعليق الببغاء«‬
‫�أو »وقفة املوز« �أو »ربطة املوز« التقليدية على كر�سي �أو على الأر�ض‬
‫ر�أ�سا �أو على دراجة )نارية موتو�سيكل(‪ ،‬والوقوف اجلربي على القدمني‪،‬‬
‫والوقوف اجلربي على قدم واحدة‪ ،‬والوقوف ملدة طويلة معرفع اليدين‬
‫والذراعني على حائط‪ ،‬وجلو�س القرف�صاء اجلربي ملدة طويلة‪ ،‬والبقاء بال‬
‫حراك يف قف�ص �صغري‪ .‬وتبعا خل�صائ�ص هذه الأو�ضاع تتخذ ال�شكاوى‬
‫�صورة �أمل يف منطقة معينة من اجل�سم �أو ق�صور يف حركة مف�صل �أو �أمل‬
‫يف الظهر �أو يف الأيدي �أو �أجزاء من العنق �أو انتفاخ يف الأجزاء ال�سفلية‬
‫من ال�ساقني‪ .‬ونف�س مبادئ الفح�ص الع�صبي والع�ضلي ‪ -‬الهيكلي التي‬
‫تنطبق على التعليق تنطبق �أي�ضا على هذه الأ�شكال من التعذيب‬
‫املرتبط بو�ضع اجل�سم‪ .‬والت�صوير بالرنني املغنطي�سي و و�سيلة الأ�شعة‬
‫املف�ضلة لتقييم الإ�صابات الناجتة عن جميع �أ�شكال التعذيب املرتبطة‬
‫بو�ضع اجل�سم‪.‬‬
‫‪293‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ -5‬التعذيب بال�صدمات الكهربائية‬


‫‪ .212‬ينتقل التيار الكهربائي من خالل �إلكرتودات تو�ضع على �أي‬
‫�أجزاء من اجل�سم‪ ،‬واملناطق الأكرث �شيوعا هي الأيدي والأقدام و�أ�صابع‬
‫اليد و�أ�صابع القدم والأذن واحللمات والفم وال�شفاه ومنطقة الأع�ضاء‬
‫التنا�سلية‪ .‬وقديكون م�صدر الكهرباء مولد يدار باليد �أو يعمل باالحرتاق‬
‫الداخلي‪� ،‬أو و�صلة كهربائية من حائط‪� ،‬أو م�سد�س�صاعق �أو منخ�س‬
‫ما�شية �أو غري ذلك من النبائط الكهربائية‪ .‬وي�رسي التيار الكهربائي يف‬
‫�أق�رص طريق بني الإلكرتودين‪ .‬ومن �أعرا�ض �إمرار تيار كهربائي‪� ،‬إذا و�ضع‬
‫مثال �إلكرتود على �أحد �أ�صابع القدم اليمنى و�آخر على منطقة الأع�ضاء‬
‫التنا�سلية‪ ،‬حدوث �أمل وتقل�ص ع�ضلي وعقال يف ع�ضالت الفخذ الأمين‬
‫وبطن ال�ساق‪ .‬كما يحدث �شعور ب�أمل ال يطاق يف منطقة الأع�ضاء‬
‫التنا�سلية‪ .‬وحيث �إن جميع الع�ضالت التي تكون على ممر التيار الكهربائي‬
‫تتعر�ض لتقل�ص كزازي‪ ،‬فقد ت�شاهد‪� ،‬إذا كان التيار عاليا ن�سبيا‪ ،‬حاالت‬
‫خلع للكتف واعتالل جلذور الأع�صاب القطنية والعنقية �إال �أنه يتعذر‬
‫عند فح�ص ال�ضحية بدنيا القطع يف نوع ووقت وتيار وفولت الطاقة‬
‫امل�ستخدمة‪ .‬وكثريا ما يعمد مرتكبو التعذيب �إىل ا�ستعمال املاء �أو بع�ض‬
‫املواد الهالمية لزيادة كفاءة التعذيب وتو�سيع مدخل التيار الكهربائي‬
‫يف اجل�سم ومنع ترك حروق كهربائية قابلة لالكت�شاف‪ .‬والأثر الب�سيط‬
‫الذي ترتكه احلروق الكهربائية يتخذ عادة �صورة �إ�صابة دائرية ُب ّنية‬
‫حممرة يرتاوح قطرها بني مليمرت واحد و ‪ ٣‬مليمرتات وال ي�صاحبها‬ ‫ّ‬
‫عادة التهاب وهي قد ت�سفر عن ندبة زائدة اال�صطباغ‪ .‬ويلزم فح�ص‬
‫�سطح اجللد بعناية لأن هذا النوع من الإ�صابات كثريا ما ال يتبني‬
‫ب�سهولة‪ .‬وم�س�ألة �أخذ خزعة من الإ�صابات احلديثة لفح�صها جمهريا من‬
‫�أجل �إثبات من�ش�أها هي م�س�ألة خالفية‪ .‬ومع �أن احلروق الكهربائية قد‬
‫ت�سبب تغريات ن�سيجية نوعية ف�إن هذا ال ي�صدق يف جميع الأحوال‪،‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪294‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫وعدم وجود هذه التغريات ال ينفي بحال كون الإ�صابة ناجتة عن حرق‬
‫كهربائي‪� .‬أما الإ جابة عن الت�سا�ؤل عما �إذا كانت النتائج املنتظرة من‬
‫الفح�ص اﻤﻟﺠهري خلزعة من اجللد تكفي �أو ال تكفي لتربير الأمل والعناء‬
‫املقرتنني ب�أخذ هذه اخلزعة فهي �إجابة يجب �أن ترتك لتقدير الفاح�ص‬
‫يف كل حالة على حدة (انظر املرفق الثاين‪ ،‬الفرع(‪٢.‬‬
‫‪ -٦‬التعذيب بوا�سطة الأ�سنان‬
‫‪ .213‬قد يتخذ التعذيب بوا�سطة الأ�سنان �شكل ك�رس الأ�سنان �أو خلعها‬
‫�أو �إمرار تيار كهربائي بها‪ .‬وقد ي�ؤدي �إىل فقدان �أ�سنان �أو ﺗﻬ�شيمها‪،‬‬
‫وانتفاخ يف اللثة ونزيف و�أمل‪� ،‬أو التهابات للثة والفم �أو ك�سور يف الفك‬
‫�أو �سقوط للح�شو من الأ�سنان‪ .‬وقد تت�سبب متالزمة املف�صل الفكي‬
‫الأ�سفل يف �آالم يف املف�صل وتقييد لقدرة الفك على احلركة‪ ،‬ويف بع�ض‬
‫احلاالت �إىل خلع جزئي للمف�صل ب�سبب الت�شنجات الع�ضلية الناجمة عن‬
‫التيار الكهربائي �أو ال�رضبات امل�سددة �إىل الوجه‪.‬‬
‫‪ -٧‬اخلنق‬
‫‪ .214‬من و�سائل التعذيب املتزايدة ال�شيوع اخلنق �شبه الكامل‪ .‬وهي‬
‫و�سيلة ال ترتك عادة عالمات ويرب�أ منها املعذب ب�رسعة‪ ،‬وقد كرث‬
‫ا�ستعمالها يف �أمريكا الالتينية حتى �أ�صبحت اللفظة الأ�سبانية الدالة‬
‫عليها‪�» ،‬سبمارينو« »‪ «submarine‬جزءا من م�صطلحات حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫والتنف�س الطبيعي قد ُيعوق بطرق �شتى منها تغطية الر�أ�س‪ ،‬بكي�س من‬
‫البال�ستك‪ ،‬و�سد الفم والأنف‪ ،‬وال�ضغط على الرقبة �أو و�ضع رباط حولها‪،‬‬
‫والإرغام على تنف�س غبار �أو �أ�سمنت �أو فلفل حار �أو ما �إىل ذلك‪ .‬وتعرف‬
‫هذه الطرق مب�صطلح »ال�سبمارينو اجلافة«‪ ،‬وقد ترتتب عليها م�ضاعفات‬
‫خمتلفة مثل وجود نقط دموية �صغرية على اجللد‪� ،‬أو نزيف من الأنف‬
‫�أو الأذن‪� ،‬أو احتقان للوجه �أو �أخماج يف الفم‪ ،‬وم�شاكل تنف�سية حادة �أو‬
‫‪295‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مزمنة‪� .‬أما غط�س الر�أ�س بالقوة يف املاء‪ ،‬الذي يكون ملوثا يف كثري من‬
‫الأحيان بالبول �أو الرباز �أو القيء �أو غري ذلك من الأو�ساخ‪ ،‬ف�إنه قد ي�ؤدي‬
‫�إىل الإ�رشاف على الغرق �أو �إىل الغرق‪ .‬ودخول املاء �إىل الرئة قد ي�ؤدي �إىل‬
‫التهاب رئوي حاد‪ .‬وهذا ال�رضب من التعذيب ي�سمى »ال�سبمارينو املائية«‬
‫ويف حاالت ال�شنق �أو غريه من �أ�ساليب اخلنق برباط‪� ،‬سيت�سنى يف كثري‬
‫من الأحيان اكت�شاف �سحجات منطية �أو كدمات على الرقبة‪ .‬وقد يحدث‬
‫ك�رس يف العظمة الالمية والغ�رضوف البلعومي نتيجة للخنق اجلزئي �أو‬
‫ال�رضبات امل�سددة �إىل الرقبة‪.‬‬
‫‪ -٨‬التعذيب اجلن�سي مبا يف ذلك االغت�صاب‬
‫‪ .215‬يبد�أ التعذيب اجلن�سي بالإرغام على التعري‪ ،‬وذلك ي�شكل عامال‬
‫ثابتا يف حاالت التعذيب يف كثري من البلدان‪ .‬فاملرء ال ي�شعر بال�ضعف‬
‫يف �أي ظرف قدر ما ي�شعر به وهو عار وعدمي احلول‪ .‬والعري يقوي دائما‬
‫الفزعة النف�سي يف كل جانب من جوانب التعذيب لأنه يحمل يف ثناياه‬
‫دائما احتمال التعر�ض لالعتداء واالغت�صاب واللواط‪ ,‬كما �أن التهديدات‬
‫اجلن�سية باللفظ وبالإ�ساءة والتهكم ت�شكل هي �أي�ضا جزءا من التعذيب‬
‫اجلن�سي فهي تزيد من ال�شعور بالهوان و�إهدار الكرامة‪ ،‬وهذا كله جزء ال‬
‫يتجز�أ من العملية‪ .‬كما �أن تلم�س �أع�ضاء يف ج�سم املر�أة ي�سبب �صدمة‬
‫لها يف جميع الأحوال ويعترب �رضبا من التعذيب‪.‬‬
‫‪ .216‬ورغم وجود بع�ض الفروق بني التعذيب اجلن�سي للرجال والتعذيب‬
‫اجلن�سي للن�ساء ف�إن العديد من الق�ضايا تظل منطبقة على احلالتني‬
‫على ال�سواء‪ .‬واالغت�صاب ينطوي دائما على خطر الإ�صابة مبر�ض من‬
‫الأمرا�ض التي تنتقل بوا�سطة االت�صال اجلن�سي‪ ،‬وال �سيما فريو�س نق�ص‬
‫املناعة الب�رشية‪ .٨٩‬والوقاية الوحيدة الفعالة املتاحة حاليا �ضد هذا الفريو�س‬
‫يلزم تعاطيها يف غ�ضون �سويعات من الواقعة‪ ،‬وهي لي�ست متاحة ب�صورة‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪296‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫عامة يف البلدان التي يرتكب فيها التعذيب ب�صورة روتينية‪ .‬ويف معظم‬
‫احلاالت �سيت�ضمن التعذيب عن�رص ال�شذوذ اجلن�سي‪ ،‬ويف حاالت �أخرى‬
‫�سيكون التعذيب موجها �إىل الأع�ضاء التنا�سلية‪ .‬فالكهرباء وال�رضبات‬
‫توجه عموما �إىل الأع�ضاء التنا�سلية للرجال‪ ،‬وقد ي�ضاف �أو ال ي�ضاف �إليها‬
‫التعذيب ال�رشجي‪ .‬وال�صدمة البدنية تعزز بالإ�ساءات اللفظية‪ .‬فكثريا ما‬
‫تردد التهديدات ب�إفقاد الرجال ذكورﺗﻬم وبالتايل �ضياع احرتام اﻤﻟﺠمتع‬
‫لهم‪ .‬وقد يودع امل�سجونون عراة يف زنزانات مع �أفراد من �أ�رسهم �أو‬
‫�أ�صدقائهم �أو �أ�شخا�ص غرباء عنهم متاما‪ ،‬وذلك انتهاكا للمحرمات يف‬
‫ثقافتهم‪ .‬وقد يزداد الأمر �سوءا بحرماﻧﻬم من �إمكانية ا�ستخدام املراحي�ض‬
‫على انفراد‪ .‬وي�ضاف �إىل ذلك �أن امل�سجونني �أنف�سهم قد يرغمون على‬
‫االعتداء جن�سيا بع�ضهم على بع�ض‪ ،‬وهذا �أمر ي�صعب التغلب على �أثره‬
‫العاطفي‪ .‬ومما يزيد من �صدمة الن�ساء عند التعر�ض للتعذيب اجلن�سي‬
‫اخلوف من احتمال اغت�صاﺑﻬن نظرا للو�صمة البالغة التي تدمغهن ﺑﻬا‬
‫ثقافتهن �إن حدث ذلك لهن‪ .‬كما ال ينبغي اال�ستهانة بال�صدمة املتمثلة‬
‫يف احتمال حملهن �سفاحا‪ ،‬وهذا ما ال يتعر�ض له الذكور بطبيعة احلال‪،‬‬
‫ويف اخلوف من فقدان البكارة ومن عدم القدرة على الإجناب )حتى لو‬
‫�أمكن �إخفاء �أمر واقعة االغت�صاب عن زوج امل�ستقبل وعن بقية اﻤﻟﺠمتع)‪.‬‬
‫‪ .217‬و�إذا كان امل�صاب يف حاالت االعتداء اجلن�سي راغبا يف كتمان‬
‫الواقعة‪ ،‬وذلك ب�سبب �ضغوط اجتماعية ‪ -‬ثقافية �أو لأ�سباب �شخ�صية‪،‬‬
‫يقع على الطبيب الفاح�ص ووكاالت التحقيق واملحاكم التزام بالتعاون يف‬
‫�صون خ�صو�صياته‪� .‬إن التمكن من �إيجاد جو من الثقة يف التعامل مع‬
‫الناجني بعد تعر�ضهم لالعتداء اجلن�سي عليهم �أمر يتطلب توفر تعليم‬
‫نف�سي خا�ص واحل�صول على دعم نف�سي مالئم‪ .‬ويجب تاليف �أي عالج‬
‫يكون من �ش�أنه زيادة ال�صدمة النف�سية لدى ه�ؤالء الأ�شخا�ص‪ .‬ويتحتم‬
‫قبل بدء الفح�ص احل�صول على �إذن من ال�شخ�ص �أيا كان نوع الفح�ص‪،‬‬
‫‪297‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫وينبغي �أن ت�ؤكد ال�ضحية مرة �أخرى هذا الإذن قبل ال�رشوع يف جوانب‬
‫الفح�ص الأ�شد م�سا�سا بخ�صو�صياﺗﻬا‪ .‬وينبغي �إعالم ال�شخ�ص ب�أهمية‬
‫الفح�ص وبنتائجه املمكنة‪ ،‬وذلك بطريقة وا�ضحة ومفهومة‪.‬‬
‫�أ) ا�ستعرا�ض الأعرا�ض‬
‫‪ .218‬ينبغي ت�سجيل �رسد تاريخي واف لالعتداء املدعى وقوعه‪ ،‬وذلك‬
‫على النحو املو�صوف يف الأجزاء ال�سابقة من هذا الدليل (انظر الفرع‬
‫باء �أعاله) على �أنه توجد بع�ض الأ�سئلة النوعية املن�صبة على ادعاءات‬
‫االعتداء اجلن�سي دون غريها‪ .‬وهذه تتناول الأعرا�ض احلالية الناجتة‬
‫عن االعتداء القريب العهد‪ ،‬مثال وجود نزف �أو �إفرازات مهبلية �أو �رشجية‬
‫ومواقع الأمل والكدمات والقروح‪ .‬ويف حالة االعتداء اجلن�سي احلا�صل‬
‫يف املا�ضي تن�صب الأ�سئلة على الأعرا�ض امل�ستمرة نتيجة االعتداء مثل‬
‫كرثة التبول �أو العجز عن التحكم يف التبول �أو ع�رس التبول �أو عدم‬
‫انتظام احلي�ض‪ ،‬وتاريخ احلمل الالحق �أو الإجها�ض �أو النزيف املهبلي‬
‫وال�صعوبات املقرتنة بالن�شاط اجلن�سي مبا يف ذلك اجلماع و�آالم ال�رشج‬
‫والرتف والإم�ساك وعدم القدرة على التحكم يف عملية التربز‪.‬‬
‫‪ .219‬ومن وجهة مثالية ينبغي �أن تتوفر مرافق مادية وتقنية كافية‬
‫على نحو ي�سمح ب�إجراء فح�ص الناجني بعد التعر�ض لالعتداء اجلن�سي‬
‫على يد فريق من ممار�سي الطب النف�سي والأخ�صائيني يف علم النف�س‬
‫و�أطباء �أمرا�ض الن�ساء وامل�شتغلني بالتمري�ض ممن تدربوا على عالج هذه‬
‫احلاالت‪ .‬ومن املقا�صد التي ينبغي توخيها يف اال�ست�شارة التي جتري بعد‬
‫وقوع اعتداء جن�سي توفري امل�ساندة وامل�شورة والطم�أنة عند اقت�ضاء احلال‪.‬‬
‫وي�شمل ذلك م�سائل الأمرا�ض التي تنتقل باالت�صال اجلن�سي وفريو�س‬
‫نق�ص املناعة ال ب�رشي واحلمل‪� ،‬إذا كانت ال�ضحية �أنثى‪ ،‬والأ�رضار البدنية‬
‫الدائمة لأن مرتكبي التعذيب كثريا ما يرددون �أمام ال�ضحية القول ب�أنه‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪298‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫لن يتمكن �أبدا فيما بعد من �أداء الوظيفة اجلن�سية ب�صورة طبيعية‪ ،‬وهي‬
‫نبوءة قد ي�ؤدي جمرد تعلقها يف الذهن �إىل حتققها فعال‪.‬‬
‫ب) الفح�ص على �أثر اعتداء قريب العهد‬
‫‪ .220‬يندر �أن يتم الإفراج عن �ضحية اغت�صاب يف وقت يظل فيه من‬
‫امل�ستطاع التعرف على العالمات احلادة التي يرتكها االعتداء‪ .‬ويف هذه‬
‫احلاالت تن�ش�أ عدة ق�ضايا ينبغي �إدراكها لأﻧﻬا قد تكون معرقلة للتقييم‬
‫الطبي‪ .‬فال�ضحايا الذين مل مي�ض وقت كبري على وقوع االعتداء عليهم‬
‫قد يعانون من احلرج ويظلون يف حرية من �أمر طلب العون الطبي �أو‬
‫القانوين نظرا ملخاوفهم ال�شخ�صية �أو لالعتبارات االجتماعية ‪ -‬الثقافية‬
‫�أو للطبيعة املدمرة لالعتداء ذاته‪ .‬ويف هذه احلاالت ينبغي �أن ي�رشح‬
‫الطبيب لل�ضحية كل اخليارات الطبية والق�ضائية املمكنة و�أن يت�رصف وفقا‬
‫لرغبات ال�ضحية‪ .‬ومن واجب الطبيب �أن يح�صل على موافقة �صادرة‬
‫عن علم على �إجراء الفح�ص و�أن ي�سجل كل النتائج الطبية املرتتبة على‬
‫االعتداء وي�أخذ عينات لإجراء الفح�ص الطبي ال�رشعي عليها‪ .‬وينبغي‬
‫بقدر الإمكان �أن يكون الفاح�ص خبريا يف توثيق االعتداءات اجلن�سية‪،‬‬
‫و�إن مل يكن الأمر كذلك ينبغي �أن يتحدث الفاح�ص مع خبري �أو يرجع �إىل‬
‫ن�صو�ص مرجع معتمد يف جمال الطب ال�رشعي ال�رسيري‪ .٩٠‬و�إذا كان نوع‬
‫جن�س الطبيب خمتلفا عن نوع جن�س ال�ضحية وجب �أن تعر�ض على‬
‫ال�ضحية �إمكانية ح�ضور رقيب من نوع جن�سه يف الغرفة‪ .‬و�إذا كان من‬
‫املزمع اال�ستعانة مب ترجم �شفوي فيمكن اختياره من نوع جن�س ال�ضحية‬
‫لكي ي�صلح للقيام بدور الرقيب كذلك‪.‬‬
‫ونظرا للطبيعة احل�سا�سة للتحقيق يف االعتداءات اجلن�سية‪ ،‬ف�إن �أي‬
‫�شخ�ص يكون من �أقارب ال�ضحية ال يعد يف الأحوال الطبيعية �شخ�صا‬
‫مثاليا للقيام ﺑﻬذا الدور (انظر الف�صل الرابع‪ ،‬الفرع طاء)‪ .‬ينبغي �أن يكون‬
‫‪299‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫امل�صاب يف حالة منالراحة وعدم التوتر قبل الفح�ص‪ .‬ويتعني �إجراء فح�ص‬
‫بدين وا ٍف‪� ،‬شامال توثيقا دقيقا لكل النتائج البدنية مبا يف ذلك احلجم‬
‫واملوقع واللون‪ ،‬وينبغي كلما �أمكن ت�صوير هذه النتائج وجمع عينات‬
‫�أثناء الفح�ص لإثبات احلالة‪.‬‬
‫‪ .221‬وينبغي �أال يوجه الفح�ص يف البداية �إىل الأع�ضاء التنا�سلية‪ .‬ويلزم‬
‫ت�سجيل �أي ت�شوهات‪ .‬ويجب �أن يوىل اهتمام خا�ص لإجراء فح�ص‬
‫واف للجلد بحثا عن �آفات جلدية ميكن �إرجاعها �إىل االعتداء‪ ،‬ومنها‬
‫ال�سحجات والتمزقات وجتمعات بقع الدم حتت اجللد وظهور نقاط‬
‫دموية �صغرية ناجتة عن امل�ص �أو الع�ض‪ .‬وقد ي�ساعد هذا الفح�ص‬
‫الأويل امل�صاب على اال�سرتخاء بقدر �أكرب قبل �إجراء الفح�ص الكلي‪ .‬ف�إذا‬
‫كانت الإ�صابات يف الأع�ضاء التنا�سلية طفيفة‪ ،‬قد ت�صبح الإ�صابات‬
‫التي ت�شاهد يف موا�ضع �أخرى من اجل�سم �أبرز دليل على وقوع االعتداء‪.‬‬
‫ذلك �أنه عندما ُتفح�ص الأع�ضاء التنا�سلية للأنثى‪ ،‬حتى عقب اغت�صاﺑﻬا‬
‫مبا�رشة‪ ،‬ف�إن الأذى القابل للتحديد ال ي�شاهد فعال �إال يف �أقل من‪٥٠‬‬
‫يف املائة من احلاالت‪ .‬كما �أن فح�ص ال�رشج‪� ،‬سواء يف حالة الرجال �أو‬
‫الن�ساء‪ ،‬عقب االغت�صاب ال�رشجي ال يظهر �إ�صابات �إال يف �أقل من‪٣٠‬‬
‫يف املائة من احلاالت‪ .‬وغني عن البيان �أنه �إذا ا�ستخدمت �أدوات �ضخمة‬
‫ن�سبيا يف اخرتاق املهبل �أو ال�رشج ف�إن احتمال التعرف على م�صدر‬
‫الأذى �سيكون �أكرب من ذلك بكثري‪.‬‬
‫‪ .222‬و�إذا كانت خدمات خمترب خم�ص�ص للطب ال�رشعي متوفرة‪ ،‬وجب‬
‫االت�صال باملخترب قبل �إجراء الفح�ص للتعرف على العينات التي ميكنه‬
‫اختبارها وبالتايل حتديد العينات التي ت�ؤخذ فعال وكيفية �أخذها‪ .‬والكثري‬
‫من املختربات يزود الأطباء بعلب حتوي كل اللوازم لكي يتمكنوا من‬
‫�أخذ كل �أنواع العينات املطلوبة ممن يدعون وقوع اعتداء جن�سي عليهم‪،‬‬
‫وحتى �إن مل يوجد خمترب قد يظل من اﻤﻟﺠدي احل�صول على م�سحات‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪300‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫رطبة‪ ،‬جتفف بعد ومن امل�ستطاع )‪ .(DNA‬ذلك يف الهواء ثم ميكن‬


‫فيما بعد ا�ستخدامها يف اختبارات احلام�ض النووي يف اخلاليا التعرف‬
‫على ال�سائل املنوي لغاية ‪� ٥‬أيام من العينات امل�أخوذة مب�سحة مهبلية‬
‫عميقة ولغاية ثالثة �أيام يف حالة العينة امل�أخوذة من ال�رشج‪ .‬ويجب‬
‫اتخاذ احتياطات م�شددة ملنع �إثارة �أي ادعاءات فيما بعد بحدوث تلوث‬
‫عر�ضي عندما تكون قد �أخذت عينات من عدة �ضحايا خمتلفني‪ ،‬وعلى‬
‫الأخ�ص �إذا كانت قد �أخذت عينات من �أ�شخا�ص يدعى �أﻧﻬم من مرتكبي‬
‫االعتداء‪ .‬ويجب توفري حماية كاملة جلميع عينات الطب ال�رشعي و�إثبات‬
‫توثيق كامل لت�سل�سل العهدة فيما يخ�صها‪.‬‬
‫ج) الفح�ص يف تاريخ الحق للمرحلة املبا�رشة‬
‫‪ .223‬عندما يرجع زمن االعتداء املدعى وقوعه �إىل �أكرث من �أ�سبوع م�ضى‬
‫وال توجد عالمات على �سحجات �أو متزقات‪ ،‬يقل داعي اال�ستعجال يف‬
‫�إجراء الفح�ص احلو�ضي‪ .‬وقد ميكن اال�ستفادة من الوقت يف البحث عن‬
‫�أكف�أ �شخ�ص ميكنه توثيق النتائج و�أف�ضل بيئة لإجراء املقابلة‪ .‬على �أنه‬
‫يظل من املفيد �إن �أمكن‪ ،‬التقاط �صور مالئمة لأي �آثار يحتمل �أن تكون‬
‫متخلفة من الأذى‪.‬‬
‫‪ .224‬ويجب ت�سجيل خلفية احلالة على النحو املو�صوف �أعاله ثم �إجراء‬
‫فح�ص وتوثيق للنتائج البدنية العامة‪ .‬ومن امل�ستبعد �أن يتم التو�صل �إىل‬
‫نتائج مميزة للحالة �إذا كانت املر�أة قد �سبق لها الإ جناب قبل وقوع‬
‫االغت�صاب‪ ،‬وعلى الأخ�ص �إن هي �أجنبت بعد وقوع االغت�صاب ولو �أن‬
‫الطبيبة الأنثى املتمر�سة ت�ستطيع �أن تتبني قدرا كبريا من احلقيقة من‬
‫م�سلك املر�أة �أثناء و�صفها لتاريخها‪ .٩١‬وقد ينق�ضي وقت طويل قبل �أن‬
‫يتبدى ا�ستعداد امل�صاب لتناول جوانب التعذيب التي يجد فيها �أ�شد‬
‫احلرج‪.‬كما �أن امل�صاب قد يرغب يف ت�أجيل جوانب الفح�ص الأ�شد م�سا�سا‬
‫بخ�صو�صياته �إىل ا�ست�شارة الحقة‪� ،‬إن �سمح الوقت و�سمحت الظروف بذلك‪.‬‬
‫‪301‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫د) املتابعة‬
‫‪ .225‬توجد �أمرا�ض كثرية ميكن �أن تنتقل عن طريق االعتداء اجلن�سي‬
‫مثال ذلك ال�سيالن‪ ،‬واحلرا�شف الربعمية‪ ،‬والزهري‪ ،‬وفريو�س نق�ص‬
‫املناعة الب�رشي‪ ،‬والتهاب الكبد باء وجيم‪ ،‬واحلالء‪ ،‬والأورام الث�ؤلولية‪،‬‬
‫واال�ضطرابات املهبلية املقرتنة باالعتداء اجلن�سي مثل الوحيدات امل�شعرة‬
‫والطوقيات املهبلية والغاردناريال املهبلية‪ ،‬والدودة الدبو�سية ف�ضال عن‬
‫�أخماج امل�سالك البولية‪.‬‬
‫‪ .226‬ويجب �إجراء الفحو�ص املختربية الالزمة وو�صف العالج املطلوب‬
‫لكل حاالت االعتداء اجلن�سي‪ .‬ويف حالتي ال�سيالن واحلرا�شف الربعمية‬
‫ي�صح على الأقل لأغرا�ض الفح�ص الطبي‪ ،‬النظر يف احتمال وجود عدوى‬
‫م�صاحبة يف ال�رشج �أو البلعوم الفموي‪ .‬وينبغي �إجراء ا�ستنباتات �أولية‬
‫وفحو�ص م�صلية يف حاالت االعتداءاجلن�سي‪ ،‬وبدء العالج املنا�سب‪.‬‬
‫ومن ال�شائع حدوث اختالل يف �أداء الوظيفة اجلن�سية لدى الناجني بعد‬
‫التعذيب‪ ،‬وخا�صة منهم �ضحايا التعذيب اجلن�سي �أو االغت�صاب‪ ،‬و�إن‬
‫كان الأمر ال ينح�رص يف ه�ؤالء وحدهم‪ .‬وقد تكون الأعرا�ض بدنية �أو‬
‫نف�سية املن�ش�أ �أو راجعة �إىل اجلانبني معا‪ ،‬وهي ت�شمل‪:‬‬
‫‪1 .1‬النفور من �أفراد اجلن�س الآخر �أو نق�صان االهتمام بالن�شاط اجلن�سي؛‬
‫‪2 .2‬االمتناع عن ممار�سة �أي ن�شاط جن�سي لأن �رشيك ال�ضحية يف‬
‫هذا الن�شاط �سيعرف �أنه قد اعتدي عليه جن�سيا �أو للخوف من‬
‫�أنه هو نف�سه �أ�صبح غري �صالح للن�شاط اجلن�سي‪ .‬ويحتمل �أن‬
‫يكون مرتكبو التعذيب قد �أدخلوا يف روعه �أﻧﻬم �سيفقدونه القدرة‬
‫اجلن�سية وبثوا فيه‪� ،‬إن كان ملرجال الذين اعتدي عليهم من ال�رشج‪،‬‬
‫اخلوف من حتوله �إىل نزعة املثلية اجلن�سية‪ .‬ومن املعروف �أنه يحدث‬
‫�أن ي�شعر بع�ض الرجال من امليالني بطبيعتهم �إىل اجلن�س الآخر‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪302‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫بانت�صاب يبلغ �أحيانا درجة القذف �أثناء ر�ضوخهم غ�صبا ملواقعتهم‬


‫من ال�رشج‪ .‬ويف هذه احلالة ينبغي طم�أنتهم �إىل �أن ما حدث �إمنا‬
‫هو جمرد ا�ستجابة فيزيولوجية‪.‬‬
‫‪3 .3‬فقدان القدرة على الثقة يف �أي �رشيك جن�سي؛‬
‫‪4 .4‬تع�رس الإثارة اجلن�سية وعدم الو�صول �إىل االنت�صاب الكايف؛‬
‫‪5 .5‬ع�رس اجلماع (ت�أمل الن�ساء من اجلماع ) �أو فقدان اخل�صوبة ب�سبب‬
‫الإ�صابة ب�أحد الأمرا�ض التي تنتقل باالت�صال اجلن�سي‪� ،‬أو لتعر�ض‬
‫�أجزاء اجلهاز الإجنابي ل�صدمة مبا�رشة �أو لإﻧﻬاء احلمل على �إثر‬
‫االغت�صاب بعمليات �إجها�ض متت بطرق غري �سليمة‪.‬‬
‫ه‪ .‬فح�ص الأع�ضاء التنا�سلية للمر�أة‬
‫‪ .227‬من غري املقبول بتاتا يف بع�ض الثقافات اخرتاق مهبل املر�أة البكر‬
‫ب�أي و�سيلة‪ ،‬مبا يف ذلك اخرتاقه باملنظار �أو بالإ�صبع �أو مب�سحة‪ .‬و�إذا‬
‫بدت على املر�أة من الفح�ص اخلارجي دالئل وا�ضحة على وقوع اغت�صاب‬
‫مل يعد من الالزم �إجراء فح�ص داخلي للحو�ض‪ .‬وقد ت�شمل نتائج فح�ص‬
‫الأع�ضاء التنا�سلية ما يلي‪:‬‬
‫‪1 .1‬متزقات �أو �شقوق �صغرية يف الفرج‪ .‬وهذه قد تكون حادة وناجتة‬
‫عن التو�سيع املفرط‪ .‬وهي تزول يف العادة متاما ب�رسعة ولكنها قد‬
‫تتخذ �شكل ندوب �إن تكررت ال�صدمات؛‬
‫‪2 .2‬ت�سلخات يف الأع�ضاء التنا�سلية وقد تكون هذه ناجتة عن احتكاك‬
‫ب�أ�شياء خ�شنة مثل الأظافر �أو اخلوامت؛‬
‫‪3 .3‬متزقات مهبلية‪ ،‬وهذه نادرة ولكنها �إن وجدت قد ت�شري �إىل �ضمور‬
‫يف الأن�سجة �أو جراحة �سابقة‪ .‬وال ميكن متييزها عن ال�شقوق الناجتة‬
‫عن �إيالج �أدوات حادة‪.‬‬
‫‪303‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .228‬ومن النادر العثور على �أية �أدلة بدنية عند فح�ص الأع�ضاء التنا�سلية‬
‫المر�أة بعد انق�ضاء �أكرث من �أ�سبوع واحد على وقوع االعتداء‪ .‬فبعد هذه‬
‫الفرتة الق�صرية‪ ،‬حني ي�صبح من اجلائز �أن تكون املر�أة قد مار�ست ن�شاطا‬
‫جن�سيا الحقا‪� ،‬سواء بر�ضاها �أو بغري ر�ضاها‪� ،‬أو حني تكون قد و�ضعت‬
‫مولودا بعد الواقعة‪ ،‬ي�صبح من امل�ستحيل تقريبا ن�سبة �أي م�شاهدات‬
‫�إىل واقعة معينة ت�شكل االعتداء املدعى وقوعه‪ .‬ولذلك ف�إن �أهم عن�رص‬
‫يف التقييم الطبي قد يتم ثل يف تقدير الفاح�ص للمعلومات املتعلقة‬
‫بخلفية احلالة (مثال ال�صلة بني ادعاءات االعتداء والإ�صابات احلادة التي‬
‫الحظتها املر�أة بنف�سها) ويف تقديره مل�سلك املر�أة‪ ،‬على �أن يراعي يف ذلك‬
‫ال�سياق الثقايف لتجربتها‪.‬‬
‫و‪ .‬فح�ص الأع�ضاء التنا�سلية للرجل‬
‫‪� .299‬إن الرجال الذين تع ر�ضوا لتعذيب موجه �إىل منطقة الأع�ضاء التنا�سلية‬
‫‪-‬ومن ذلك ه�رص �أو ع�رص �أو �شد كي�س اخل�صية �أو توجيه �صدمة مبا�رشة‬
‫�إىل تلك املنطقة ‪ -‬ي�شكون عادة من �أمل وح�سا�سية خالل الفرتة احلادة‪.‬‬
‫ويف هذه احلاالت قد ت�شاهد مظاهر جتمع دموي و�أورام وا�ضحة وكدمات‬
‫حتت اجللد‪ .‬وقد يحوي البول عددا كبريا من الكريات الدموية احلمراء‬
‫والبي�ضاء‪ .‬و�إذا لوحظ وجود كتلة ما‪ ،‬لزم البت فيما �إذا كانت ت�شري �إىل‬
‫قيلة مائية �أو قيلة دموية �أو فتق �إربي‪ .‬ويف حالة الفتق الإربي لن ي�ستطيع‬
‫الفاح�ص ج�س احلبل املنوي من فوق الكتلة‪� .‬أما يف حالتي القيلة املائية‬
‫والقيلة الدموية فيمكن عادة ج�س تكوينات احلبل املنوي الطبيعية من فوق‬
‫الكتلة‪ .‬والقيلة املائية تتكون نتيجة لتجمع مفرط لل�سائل داخل الغاللة‬
‫الغمدية ب�سبب التهاب يف اخل�صية وملحقاﺗﻬا �أو ب�سبب �ضعف الت�رصيف‬
‫الناجت عن ان�سداد ليمفاوي �أو وريدي يف احلبل ويف الف�سحة الواقعة خلف‬
‫ال�صفاق‪� .‬أما القيلة الدموية فهي جتمع دموي داخل الغاللة الغمدية مرتتب‬
‫على ال�صدمة‪ .‬وبخالف القيلة املائية ف�إﻧﻬا ال تنري عرب الأن�سجة‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪304‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ويل اخل�صية قد ينتج عن �صدمة موجهة �إىل كي�س اخل�صية‪.‬‬ ‫‪ّ .230‬‬
‫وهذه الإ�صابة ت�سبب اعوجاجا يف قاعدة اخل�صية مما يعرقل تدفق‬
‫الدم �إليها وي�سبب �أملا مربحا وانتفاخا ويتطلب جراحة عاجلة‪ ،‬لأنه ما‬
‫اللي قد يف�ضي ذلك �إىل تنكرز �سدي‬‫مل يتخذ �إجراء فوري خلف�ض �شدة ّ‬
‫للخ�صية‪ .‬وظروف احلب�س التي يحرم فيها امل�صاب من الرعاية الطبية قد‬
‫ت�ؤدي �إىل عقابيل ملحوظة لهذه الإ�صابة‪.‬‬
‫‪ .231‬فالأفراد الذين تعر�ضوا لتعذيب موجه �إىل كي�س اخل�صية قد يعانون‬
‫من تعفن مزمن يف امل�سالك البولية ومن ق�صور يف القدرة على االنت�صاب‬
‫�أو من �ضمور يف اخل�صيتني‪ .‬ولي�س من الغريب يف هذه احلاالت ظهور‬
‫�أعرا�ض اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات وقد يتعذر يف املرحلة‬
‫املزمنة التمييز بني اعتالل اخل�صية الناجم عن التعذيب واالعتالل الناجم‬
‫عن عمليات مر�ضية �أخرى‪ .‬و�إذا مل تكت�شف �أي مظاهر بدنية غري �سوية‬
‫بعد �إجراء فح�ص بويل كامل‪ ،‬كان يف ذلك ما يوحي ب�أن الأعرا�ض البولية‬
‫�أو �أعرا�ض العنانة وغريها من امل�شاكل اجلن�سية �إمنا ترجع �إىل عوامل‬
‫نف�سية‪ .‬وحيث �إن ر�ؤية الندوب على جلد كي�س اخل�صية والق�ضيب من‬
‫الأمور البالغة ال�صعوبة‪ ،‬ف�إن عدم ظهور �أي ندوب يف هذين املو�ضعني ال‬
‫ينبغي �أن يتخذ دليال على عدم حدوث تعذيب‪ .‬ومن اجلهة املقابلة ف�إن‬
‫ظهور هذه الندوب �إمنا يدل عادة على التعر�ض ل�صدمة كبرية‪.‬‬
‫ز‪ .‬فح�ص منطقة ال�رشج‬
‫‪ .232‬بعد االغت�صاب ال�رشجي �أو �إدخال �أ�شياء يف ال�رشج‪ ،‬يف حالة �أي‬
‫من اجلن�سني‪ ،‬قد يحدث �أمل ونزف ملدة �أيام �أو �أ�سابيع‪ .‬وي�ؤدي هذا عادة‬
‫�إىل �إم�ساك قد يزداد تفاقما من جراء �سوء التغذية يف كثري من مراكز‬
‫االحتجاز‪ .‬وقد تظهر �أحيانا �أعرا�ض معدية ‪ -‬معوية �أو بولية‪ .‬ويف املرحلة‬
‫احلادة‪ ،‬قد ي�ستلزم �أي فح�ص يتجاوز حدود امل�شاهدة بالعني تخديرا‬
‫‪305‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫جزئيا �أو عاما وينبغي �أن يتم ذلك على يد �أخ�صائي‪ .‬ويف املرحلة املزمنة‬
‫قد ت�ستمر عدة �أعرا�ض وينبغي تق�صيها‪ .‬وعندما توجد ندوب �رشجية‬
‫غري عادية من حيث احلجم �أو املوقع يلزم توثيقها‪ .‬وقد ت�ستمر �رشوخ‬
‫ال�رشج عدة �سنوات ولكن من امل�ستحيل يف العادة �إمكان التمييز بني‬
‫الناجم منها عن التعذيب والناجم عن �أ�سباب �أخر‪ .‬وعند فح�ص ال�رشج‬
‫ينبغي ا�ستك�شاف وتوثيق النتائج يف �ضوء ما يلي‪:‬‬
‫‪1 .1‬ال�رشوخ �ستكون على الأرجح غري نوعية لأﻧﻬا ميكن �أن تتولد‬
‫عن عدد من الأو�ضاع الطبيعية (الإم�ساك‪ ،‬قلة مراعاة ال�رشوط‬
‫ال�صحية)‪ ،‬ولكنها �إذا �شوهدت يف املرحلة احلادة (�أي يف غ�ضون ‪٧٢‬‬
‫�ساعة) ف�إﻧﻬا ت�صبح نوعية �إىل حد �أكرب وميكن اتخاذها دليال على‬
‫حدوث اخرتاق؛‬
‫‪2 .2‬قد يتبني وجود �شقوق يف امل�ستقيم‪ ،‬م�صحوبة �أو غري م�صحوبة‬
‫برتف؛‬
‫‪3 .3‬قد يتخذ انقطاع منط الأن�سجة املخاطية �شكل ندوب مروحية‬
‫ال�شكل‪ ،‬و�إذا �أمكن ر�ؤيتها من زاوية خارجة عن خط الو�سط )�أي‬
‫لي�س من زاوية م�ؤ�رش ال�ساعة عند وقوفه على رقم ‪� ١٢‬أو رقم ‪ (٦‬ف�إﻧﻬا‬
‫ميكن �أن تتخذ دليال على �صدمة االخرتاق؛‬
‫‪4 .4‬قد توجد زوائد جلدية ناجتة عن �صدمة يف طريقها �إىل ال�شفاء؛‬
‫‪5 .5‬قد توجد �إفرازات �صديدية من ال�رشج‪ .‬وينبغي يف جميع حاالت‬
‫االدعاء باخرتاق للم�ستقيم �إجراء ا�ستنباتات للك�شف عن مر�ضي‬
‫ال�سيالن واحلرا�شف الربعمية حتى �إن مل ت�شاهد �أي �إفرازات‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪306‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫هاء ‪ -‬االختبارات الت�شخي�صية املتخ�ص�صة‬


‫‪ .233‬ال ت�شكل االختبارات الت�شخي�صية جزءا �أ�سا�سيا من التقييم ال�رسيري‬
‫للأ�شخا�ص املدعى تعذيبهم‪ .‬ففي كثري من احلاالت ي�صح االكتفاء بالنظر‬
‫يف تاريخ احلالة و�إجراء الفح�ص البدين‪� .‬إال �أنه توجد ظروف ت�شكل فيها‬
‫هذه االختبارات �أدلة م�ساندة قيمة‪ .‬مثال ذلك حاالت �إقامة دعوى قانونية‬
‫�ضد �أ�شخا�ص يف ال�سلطة �أو املطالبة بتعوي�ض‪ .‬ففي هذه احلاالت قد تكون‬
‫نتيجة االختبار العامل احلا�سم يف ك�سب الق�ضية �أو خ�سارﺗﻬا‪ .‬كما �أنه �إذا‬
‫�أجريت اختبارا ت ت�شخي�صية بق�صد العالج‪ ،‬وجب �إ�ضافة نتائجها �إىل‬
‫التقرير‪ .‬وال بد من الت�سليم ب�أن عدم احل�صول على نتيجة �إيجابية الختبار‬
‫ت�شخي�صي‪� ،‬ش�أنه �ش�أن عدم اخللو�ص �إىل نتائج من الفح�ص البدين‪ ،‬ينبغي‬
‫�أال يعد �سببا للإيحاء ب�أن التعذيب مل يحدث‪ .‬ويف كثري من احلاالت قد ال‬
‫تتوفر لأ�سباب فنية �إمكانية �إجراء فحو�ص ت�شخي�صية‪ ،‬ولكن عدم وجودها‬
‫ال يعد �أبدا مربرا لإبطال �صحة التقرير املكتوب على وجه �سليم من النواحي‬
‫الأخرى‪ .‬وال ي�صح ت�سخري املرافق الت�شخي�صية املحدودة القدرة لتوثيق‬
‫�إ�صابات لأغرا�ض قانونية حم�ضة عندما توجد حاجة �أ�شد �إىل ا�ستخدامها‬
‫للأغرا�ض العالجية (لالطالع على مزيد من التفا�صيل‪ ،‬انظر املرفق الثاين)‪.‬‬
‫‪307‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الف�صل ال�ساد�س‪:‬‬
‫الأدلة النف�سية على التعذيب‬

‫�ألف ‪ -‬اعتبارات عامة‬


‫‪ -١‬الدور املركزي للتقييم النف�سي‬
‫‪ .234‬الر�أي ال�شائع هو �أن التعذيب جتربة حياتية خارقة وقادرة على‬
‫الت�سبب يف نطاق عري�ض من �صنوف املعاناة البدنية و النف�سية‪ .‬ومعظم‬
‫الأطباء والباحثني متفقون على القول ب�أن الطبيعة ال�شديدة حلدث‬
‫التعذيب فيها‪ ،‬يف حد ذاﺗﻬا‪ ،‬من القوة ما يكفي لتوليد عواقب عقلية‬
‫وانفعالية ب�رصف النظر عن احلالة النف�سية التي كان عليها الفرد قبل‬
‫تعذيبه‪ .‬على �أن العواقب النف�سية للتعذيب حتدث يف �سياق حتدده‬
‫كيفية حتميل ال�شخ�ص ملعاين الأمور‪ ،‬ودرجة منو �شخ�صيته‪ ،‬وعوامل‬
‫ذات طبيعة اجتماعية و�سيا�سية وثقافية‪ .‬ولهذا ال ميكن افرتا�ض نتيجة‬
‫واحدة ل�شتى �صنوف التعذيب‪ .‬فمثال �ستختلف العواقب النف�سية ملواجهة‬
‫�إعدام �صوري عن العواقب النف�سية التي تتولد عن اعتداء جن�سي‪ ،‬كما‬
‫�أن احلب�س االنفرادي والعزلة لن ي�ؤديا على الأرجح �إىل نف�س الآثار التي‬
‫ترتكها �أفعال التعذيب البدين‪ .‬وباملثل ال ي�صح �أن يفرت�ض املرء �أن �آثار‬
‫احلب�س والتعذيب لدى البالغ �ستكون مماثلة لآثارهما على الطفل‪ .‬ورغم‬
‫ذلك توجد من الأعرا�ض وردود الفعل النف�سية جمموعات �شوهدت‬
‫ب�شيء من االنتظام لدى الناجني بعد التعذيب‪ ،‬ومت توثيقها فعال‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪308‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .235‬وكثريا ما يحاول مرتكبو التعذيب تربير �أفعال التعذيب و�إ�ساءة‬


‫املعاملة بحاجتهم �إىل جمع املعلومات‪ .‬وهذه الت�أويالت تطم�س يف الواقع‬
‫الق�صد من التعذيب وعواقبه املنتواة‪ ،‬ذلك �أن من الأهداف اجلوهرية‬
‫للتعذيب االنحدار بالفرد �إىل حالة عجز مطلق وكرب �شديد على نحو‬
‫ينتظر منه �أن ي�ؤدي �إىل تدهور وظائفه الإدراكية والعاطفية وال�سلوكية‪.٩٢‬‬
‫وبذلك ُيتخذ التعذيب �أداة ملهاجمة الأمناط الأ�سا�سية لأداء الفرد النف�سي‬
‫واالجتماعي‪ .‬ففي هذه الظروف ال ي�سعى مرتكبو التعذيب �إىل جمرد‬
‫الت�سبب يف �إ�صابة ال�ضحية بعجز بدين بل �أي�ضا �إىل تدمري �شخ�صيته‪.‬‬
‫فمرتكب التعذيب يحاول الق�ضاء على �شعور ال�ضحية بتوطد �أقدامه يف‬
‫�أ�رسة وجمتمع بو�صفه �إن�سانا لديه �أحالم و�آمال وتطلعات �إىل امل�ستقبل‪.‬‬
‫وبتجريدهم ل�ضحاياهم من �إن�سانيتهم وحتطيمهم لإرادﺗﻬم‪ ،‬ي�رضب‬
‫مرتكبو التعذيب مثال مفزعا لرياه من يكونون على ات�صال بعد ذلك‬
‫بال�ضحية‪ .‬وﺑﻬذه الطريقة ي�ستطيع التعذيب �أن يحطم �أو يقو�ض �إرادة‬
‫ومتا�سك جمتمعات ب�أ�رسها‪ .‬وي�ضاف �إىل ذلك �أن التعذيب قد يلحق‬
‫�أ�رضارا ج�سيمة بالعالقات احلميمة بني الأزواج والآباء والأبناء و�سائر‬
‫�أع�ضاء الأ�رسة‪ ،‬وبالعالقات بني ال�ضحايا وجمتمعاﺗﻬم‪.‬‬
‫‪ .236‬ومن الأهمية مبكان �إدراك �أنه لي�س حمتما �أن ي�صاب كل �شخ�ص‬
‫عذب مبر�ض يندرج �ضمن ت�شخي�ص الأمرا�ض العقلية‪ .‬غري �أن الكثريين‬
‫من ال�ضحايا يعانون يف الواقع من ردود فعل انفعالية عميقة ومن‬
‫�أعرا�ض نف�سية‪ .‬واال�ضطرابان النف�سيان الأ�سا�سيان املقرتنان بالتعذيب‬
‫هما اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‪ ،‬واالكتئاب ال�شديد‪ .‬ومع �أن‬
‫هذين النوعني ي�شاهدان بني عامة ال�سكان ف�إن انت�شارهما �أعلى بكثري‬
‫لدى اﻤﻟﺠموعات التي تعر�ضت ل�صدمات‪ .‬كما �أن القدرة على و�صف‬
‫التعذيب واحلديث عنه تت�أثر مبا للتعذيب من دالالت ثقافية واجتماعية‬
‫و�سيا�سية بالن�سبة للفرد‪ .‬فهذه عوامل هامة ت�سهم يف حتديد وط�أة‬
‫‪309‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫التعذيب النف�سية واالجتماعية وينبغي �أن ت�ؤخذ بعني االعتبار عند �إجراء‬
‫تقييم ل�شخ�ص ينتمي �إىل ثقافة �أخرى‪ .‬والبحوث عرب الثقافية تبي �أن‬
‫الطرق القائمة على التو�صيف وتناول الظواهر العامة هي �أ�صلح الطرق‬
‫لال�ستخدام عند حماولة تقييم اال�ضطرابات النف�سية املختلفة‪ .‬فما يعد‬
‫�سلوكا م�ضطربا �أو مر�ضيا يف ثقافة ما قد ال يدخل يف باب الأمرا�ض‬
‫يف نظر ثقافة �أخرى ‪ 95 94 ٩٣‬ومنذ احلرب العاملية الثانية �أحرز قدر من‬
‫التقدم يف فهم العواقب النف�سية للعنف‪ .‬فقد لوحظت �أعرا�ض نف�سية‬
‫معينة �أو جمموعات من هذه الأعرا�ض لدى الناجني بعد التعذيب �أو‬
‫بعد التعر�ض لأنواع �أخرى من العنف‪ ،‬ومت توثيق ذلك‪.‬‬
‫‪ .237‬ويف ال�سنوات الأخرية �أ�صبح ت�شخي�ص اال�ضطراب النف�سي الالحق‬
‫لل�صدمات يطبق على جمموعات عري�ضة من الأفراد الذين عانوا وط�أة �أنواع‬
‫خمتلفة من العنف‪ .‬غري �أن جدوى هذا الت�شخي�ص لي�ست مثبتة فيما يخ�ص‬
‫الثقافات غري الغربية‪ .‬ومع ذلك ف�إن الأدلة توحي بوجود معدالت عالية‬
‫من �أعرا�ض اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات و�أعرا�ض االكتئاب لدى‬
‫جمموعات متنوعة من الالجئني امل�صدومني املنتمني �إىل بيئات �إثنية وثقافية‬
‫خمتلفة ‪ 99 98 97‬ودرا�سة منظمة ال�صحة العاملية عرب الثقافية عن االكتئاب‬
‫تتيح كذلك معلومات مفيدة يف هذا‪ ،‬خمتلفة ال�صدد‪ .‬و مع �أن بع�ض‬
‫الأعرا�ض املتماثلة قد ت�شاهد يف �إطار ثقافات متباينة‪ ،‬ف�إن هذه الأعرا�ض‬
‫قد ال تكون بال�رضورة الأعرا�ض التي يعلق عليها الفرد �أكرب الأهمية‪.‬‬
‫‪� -٢‬سياق التقييم النف�سي‬
‫‪ .238‬جتري عمليات التقييم يف �سياقات �سيا�سية خمتلفة مما ي�ؤدي �إىل‬
‫فروق هامة يف الكيفية التي ينبغي �أن يتم ﺑﻬا التقييم‪ .‬وعلى الطبيب‬
‫�أو الأخ�صائي النف�سي �أن يكيف الإر�شادات التالية مع احلالة املعينة ومع‬
‫الغاية من التقييم (انظر الف�صل الثالث‪ ،‬الفرع جيم(‪.٢‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪310‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .239‬فتوجيه �أ�سئلة معينة باطمئنان �أمر �سيتفاوت كثريا من مكان �إىل‬


‫�آخر ح�سب مدى �ضمان الكتمان والأمان فيه‪ .‬والفح�ص الذي يجريه‬
‫مثال طبيب زائر ل�سجن ملتزما ب�إمتامه يف ‪ ١٥‬دقيقة ال ميكن �أن‬
‫ي�سري على نف�س منوال لفح�ص الذي يجريه �أخ�صائي الطب ال�رشعي‬
‫يف عيادة خا�صة على نحو قد يدوم عدة �ساعات‪ .‬وتن�ش�أ ق�ضايا �أخرى‬
‫عند حماولة تقدير ما �إذا كانت الأعرا�ض النف�سية وال�سلوكية امل�شاهدة‬
‫تعد مر�ضية �أم تكيفية‪ .‬فعند فح�ص �شخ�ص �أثناء حب�سه �أو عي�شه‬
‫حتت ﺗﻬديد كبري �أو يف ظل و�ضع جائر قد تدخل بع�ض الأعرا�ض يف‬
‫باب التكيف مع مقت�ضيات احلال‪ .‬مثال ذلك �أن قلة االهتمام البادي‬
‫بالأن�شطة‪ ،‬وقوة ال�شعور باالنف�صال �أو االغرتاب‪� ،‬أمران مفهومان يف‬
‫حالة ال�شخ�ص املودع يف احلب�س االنفرادي‪ .‬وباملثل ف�إن ال�سلوك املت�سم‬
‫بالتيقظ املفرط واالجتناب قد يكون �رضوريا للأ�شخا�ص الذين يعي�شون‬
‫يف جمتمعات قمعية ‪� . ١٠٠‬إال �أن القيود التي تفر�ضها على املقابالت �أحكام‬
‫معينة ال ينبغي �أن حتول دون حماولة تطبيق الإر�شادات الواردة يف‬
‫هذا الدليل‪ .‬ومن الأهمية مبكان يف الظروف ال�صعبة التم�سك‪ ،‬بقدر‬
‫امل�ستطاع‪ ،‬ب�رضورة مراعاة احلكومات وال�سلطات املعنية لهذه املعايري‪.‬‬
‫باء ‪ -‬العواقب النف�سية للتعذيب‬
‫‪ -١‬مالحظات حتذيرية‬
‫‪ .240‬قبل اخلو�ض يف و�صف الأعرا�ض ويف ت�صنيفات الطب النف�سي‪،‬‬
‫يجدر التنويه ب�أن ت�صنيفات الطب النف�سي تعترب ب�صورة عامة من‬
‫املفاهيم الطبية الغربية و�أن تطبيقها على اﻤﻟﺠموعات ال�سكانية غري‬
‫الغربية يثري‪� ،‬ضمنا �أو �رصاحة‪� ،‬صعوبات معينة‪ .‬وقد يذهب البع�ض �إىل‬
‫�أن الثقافات الغربية ت�رسف يف �إ�ضفاء طابع طبي على العمليات النف�سية‪.‬‬
‫ففكرة �أن الآالم الذهنية هي ا�ضطراب كامن يف الفرد و�أﻧﻬا تكت�سب‬
‫‪311‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫خ�صائ�ص جمموعة منطية من الأعرا�ض فكرة قد ال ت�صادف قبوال‬


‫لدى الكثريين من �أع�ضاء اﻤﻟﺠمتعات غري الغربية‪ .‬ومع ذلك توجد �أدلة‬
‫ملمو�سة على حدوث تغريات بيولوجية يف اال�ضطراب النف�سي الالحق‬
‫لل�صدمات‪ .‬ومن هذه الزاوية ف�إن هذا اال�ضطراب يعد متالزمة قابلة‬
‫للت�شخي�ص والعالج بيولوجيا ونف�سيا‪ .101‬وينبغي �أن يحاول الطبيب‬
‫املق ّيم للحالة‪ ،‬بقدر امل�ستطاع‪ ،‬ربط املعاناة الذهنية ب�سياق معتقدات‬
‫الفرد ومعايريه الثقافية‪ .‬وي�شمل ذلك مراعاة ال�سياق ال�سيا�سي ف�ضال‬
‫عن املعتقدات الثقافية والدينية‪ .‬ونظرا لق�سوة التع ذيب وعواقبه‪ ،‬ينبغي‬
‫للمرء عند �إجراء التقييم النف�سي اتخاذ موقف املتعلم الذي يريد �أن يزيد‬
‫من حت�صيله للمعرفة بدال من الو�صول املتعجل �إىل ت�شخي�ص وت�صنيف‪.‬‬
‫ومن وجهة مثالية‪ ،‬ف�إن اتخاذ هذا املوقف �سي�شعر ال�ضحية ب�أن �شكاواه‬
‫و�آالمه هي حمل اعرتاف وتقدير بو�صفها �أ�شياء حقيقية ومتوقعة يف ظل‬
‫الظروف املالب�سة‪ .‬ومن هذه الزاوية‪ ،‬ف�إن موقف التعاطف احل�سا�س قد‬
‫يخفف عن نف�س ال�ضحية ويهون بع�ض ال�شيء من �إح�سا�سه باالغرتاب‪.‬‬
‫‪ -٢‬اال�ستجابات النف�سية ال�شائعة‬
‫�أ‪ .‬جتدد ال�شعور بال�صدمة‬
‫‪ .241‬قد يعود ال�ضحية ب�أحا�سي�سه �إىل �أحداث املا�ضي �أو تداهمه الذكريات‬
‫فتتكرر يف ذهنه �أحداث ال�صدمة من جديد حتى وهو يقظ وواع‪� ،‬أو‬
‫تكرث يف منامه الكوابي�س التي ت�شمل عنا�رص من �أحداث ال�صدمة‪� ،‬إما‬
‫يف �شكلها الأ�صلي �أو يف �صورة رمزية‪ .‬ويف كثري من احلاالت �ستتجلى‬
‫املعاناة النف�سية‪ ،‬عند التعر�ض خليوط ترمز �إىل ال�صدمة �أو ت�شبه معاملها‪،‬‬
‫يف االرتياب واخلوف من الأ�شخا�ص ذوي ال�سلطة‪ ،‬ومنهم الأطباء‬
‫والأخ�صائيون النف�سيون‪ .‬على �أنه يف البلدان التي ت�شارك فيها ال�سلطات‬
‫فعال يف انتهاك حقوق الإن�سان ينبغي عدم افرتا�ض طابع مر�ضي يف‬
‫االرتياب واخلوف من ال�شخ�صيات ذات ال�سلطة‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪312‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ب ) االجتناب والتبلد العاطفي‬


‫‪1 .1‬جتنب كل ما يثري ذكرى ال�صدمة من الأفكار �أو املحادثات �أو‬
‫الأن�شطة �أو الأماكن �أو الأ�شخا�ص؛‬
‫‪2 .2‬القب�ض العميق للعواطف؛‬
‫‪3 .3‬االنعزال ال�شخ�صي البالغ واالنطواء عن اﻤﻟﺠمتع؛‬
‫‪4 .4‬عدم القدرة على تذكر جانب هام من ال�صدمة‪.‬‬
‫ج) الإثارة الزائدة‬
‫‪1 .1‬ال�صعوبة �إما يف بدء النوم �أو يف ا�ستمراره؛‬
‫‪2 .2‬الرتق �أو تفجر الغ�ضب؛‬
‫‪�3 .3‬صعوبة الرتكيز؛‬
‫‪4 .4‬التيقظ املفرط‪ ،‬وال�شدة املفرطة يف الإجفال عند املباغتة؛‬
‫‪5 .5‬القلق العام؛‬
‫‪�6 .6‬ضيق التنف�س‪ ،‬والتعرق‪ ،‬وجفاف الفم �أو الدوار واملتاعب املعدية‪-‬‬
‫املعوية‬
‫د) �أعرا�ض االكتئاب‬
‫‪ .242‬قد تنطوي حالة االكتئاب على الأعرا �ض التالية‪ :‬املزاج املكتئب‪،‬‬
‫النق�صان الوا�ضح يف االهتمام بالأن�شطة �أو يف التمتع ﺑﻬا‪ ،‬ا�ضطرابات‬
‫ال�شهية �أو فقدان الوزن‪ ،‬الأرق �أو الإفراط يف النوم‪ ،‬التهيج �أو التباط�ؤ‬
‫احلركي‪ -‬النف�سي‪ ،‬ال�شعور بالإعياء وبانعدام الطاقة‪ ،‬الإح�سا�س بتفاهة‬
‫النف�س وبالذنب الكبري‪� ،‬صعوبة االن تباه �أو الرتكيز �أو خمول الذاكرة‪،‬‬
‫التفكري يف الأموات واملوت‪ ،‬ت�صور االنتحار �أو ال�رشوع فيه‪.‬‬
‫‪313‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ه) الإح�سا�س بالتلف وب�أفول امل�ستقبل‬


‫‪ .243‬يكون لدى ال�ضحية �شعور ذاتي ب�أنه قد حاق ب�شخ�صه تلف ال‬
‫�صالح له وب�أن �شخ�صيته قد تبدلت على نحو ال رجعة فيه‪ .١٠٢‬كما‬
‫ي�شعر ب�أفول م�ستقبله وب�أنه مل يعد له �أمل يف الرتقي الوظيفي �أو الزواج‬
‫�أو الإجناب �أو العي�ش �إىل العمر الطبيعي‪.‬‬
‫و) االنف�صال والتجرد من ال�شخ�صية وال�سلوك غري النمطي‬
‫‪ .244‬االنف�صال هو اخللل يف التكامل بني الوعي و�صورة املرء عن نف�سه‬
‫وذاكرته وت�رصفاته‪ .‬وقد يقطع املرء �صلته بت�رصفات معينة �أو ال ي�صبح‬
‫مدركا لها �أو ي�شعر ب�أنه انق�سم �إىل �شخ�صني وك�أمنا هو ينظر �إىل نف�سه‬
‫من بعد‪.‬‬
‫والتجرد من ال�شخ�صية هو ال�شعور بابتعاد املرء عن نف�سه �أو ج�سده‪.‬‬
‫وتف�ضي �صعوبة التحكم يف الرتوات �إىل �سلوكيات يعتربها ال�ضحية‬
‫خمالفة متاما لنمط �سلوك �شخ�صيته ال�سابقة لل�صدمة‪ .‬فالفرد املعروف‬
‫عنه التحفظ واحلذر قد ينغم�س يف �سلوك �شديد املخاطر‪.‬‬
‫ز) ال�شكاوى اجل�سدية املظهر‬
‫‪� .245‬إن الأعرا�ض اجل�سدية املظهر‪ ،‬مثل الأمل وال�صداع �أو غري ذلك من‬
‫ال�شكاوى التي قد ت�ؤيدها �أو ال ت�ؤيدها نتائج الفح�ص املو�ضوعي‪ ،‬هي‬
‫من امل�شاكل ال�شائعة بني �ضحايا التعذيب‪ .‬وقد يكون الأمل هو ال�شكوى‬
‫الوحيدة املطروحة‪ ،‬وهو قد ينتقل من مو�ضع �إىل �آخر �أو يتفاوت يف‬
‫ال�شدة‪ .‬وقد تكون الأعرا�ض اجل�سدية املظهر راجعة ب�صورة مبا�رشة �إىل‬
‫عواقب التعذيب البدنية �أو �إىل عوامل نف�سية‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ ،‬قد‬
‫يكون الأمل بكل �أنواعه من العواقب البدنية املبا�رشة للتعذيب �أو قد يكون‬
‫من�ش�أه نف�سيا‪ .‬ومن ال�شكاوى اجل�سدية امل�ألوفة وجع الظهر والأوجاع‬
‫الع�ضلية الهيكلية وال�صداع الذي كثريا ما ينتج عن �إ�صابات الر�أ�س‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪314‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫والواقع �أن حاالت ال�صداع �شائعة جدا بني الناجني بعد التعذيب‪ ،‬وهي‬
‫كثريا ما ت�ؤدي �إىل �إ�صابة مزمنة بال�صداع الالحق لل�صدمات‪ .‬كما �أﻧﻬا قد‬
‫تكون ناجمة �أي�ضا عن التوتر واملعاناة النف�سية �أو هي قد تتفاقم ب�سببهما‪.‬‬
‫ح) اخللل يف �أداء الوظيفة اجلن�سية‬
‫‪ .246‬اخللل يف �أداء الوظيفة اجلن�سية من ال�شكاوى ال�شائعة بني الناجني‬
‫بعد التعذيب‪ ،‬وخا�صة بني الذين تعر�ضوا منهم للتعذيب اجلن�سي �أو‬
‫االغت�صاب ولكنها ال تنح�رص يف ه�ؤالء (انظر الف�صل اخلام�س‪ ،‬الفرع‬
‫دال‪.)- ٨‬‬
‫ط) ُ‬
‫الذهان‬
‫‪ .247‬قد يحدث خلط بني الفروق الثقافية واللغوية و�أعرا�ض الذُ هان‪.‬‬
‫فقبل �إل�صاق �صفة الذُ هان ب�شخ�ص ال بد �أن يتم ت�شخي�ص �أعرا�ضه يف‬
‫�سياقه الثقايف الفريد‪ .‬وردود الفعل الذُ هانية قد تكون وجيزة �أو مطولة؛‬
‫والأعرا�ض قد تظهر �أثناء حب�س ال�شخ�ص وتعذيبه �أو فيما بعد‪ .‬وقد‬
‫توجد املظاهر التالية‪:‬‬
‫‪1 .1‬التهي�ؤات؛‬
‫‪2 .2‬الهلو�سة املبنية على ال�سمع �أو النظر �أو اللم�س �أو ال�شم؛‬
‫‪3 .3‬التخيالت العجيبة وال�سلوك الغريب؛‬
‫‪4 .4‬الأوهام �أو الت�صور امل�شوه للأمور مما قد يتخذ �شكال �شبيها‬
‫بالهلو�سة ويقرب من حدود حاالت الذُ هان الفعلي‪ .‬وظهور التهي�ؤات‬
‫والهلو�سات حلظة النوم �أو عند اال�ستفاقة من النوم �شائع لدى غالبية‬
‫النا�س وال ميثل ُذهان ًا‪ .‬ويذكر �ضحايا التعذيب �أحيان ًا �أﻧﻬم ي�سمعون‬
‫ال من دون �أن تظهر عليهم‬ ‫�رصاخ ًا �أو نداء لأ�سمائهم �أو يرون ظال ً‬
‫عالمات �أو �أعرا�ض �أكيدة للذُ هان؛‬
‫‪315‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الهذاء (الربانويا) وﺗﻬي�ؤات اال�ضطهاد؛‬


‫‪ُ 5 .5‬‬
‫‪6 .6‬وقد يعود ظهور ا�ضطرابات الذُ هان‪� ،‬أو ا�ضطرابات املزاج التي لها‬
‫�سمات الذُ هان‪ ،‬لدى الأ�شخا�ص الذين لهم ما�ض من املر�ض العقلي‪.‬‬
‫فالأ�شخا�ص الذين عانوا يف املا�ضي من ا�ضطراب القطبية الثنائية‪،‬‬
‫�أو من االكتئاب املتكرر املقرتن ب�سمات الذُ هان‪� ،‬أو من مر�ض انف�صام‬
‫ال�شخ�صية واال�ضطرابات املت�صلة به قد ميرون بفرتة تتجدد فيها‬
‫املعاناة من هذه اال�ضطرابات‪.‬‬
‫ي) تعاطي املواد‬
‫‪ .248‬كثريا ما تظهر حاالت �إدمان تعاطي الكحول واملخدرات بني الناجني‬
‫بعد التعذيب باعتبار ذلك و�سيلة ملحو ذكريات ال�صدمة‪ ،‬و�ضبط املِزاج‪،‬‬
‫والتحكم يف القلق‪.‬‬
‫ك) الأ�رضار الع�صبية ‪ -‬النف�سية‬
‫‪ .249‬قد ي�سبب التعذيب �صدمة بدنية تف�ضي �إىل م�ستويات متفاوتة‬
‫من �إيذاء املخ‪ .‬فت�سديد ال�رضبات �إىل الر�أ�س واخلنق و�سوء التغذية لفرتات‬
‫طويلة �أمور قد ترتك عواقب ع�صبية وع�صبية ‪ -‬نف�سية طويلة الأمد‬
‫وقد ال يتي�رس تقديرها �أثناء الك�شف الطبي ‪.‬وقد تكون االختبارات‬
‫الع�صبية ‪ -‬النف�سية وما ي�صاحبها من تقييم للحالة هي الو�سيلة املعتمدة‬
‫الوحيدة لتوثيق هذه الآثار‪ ،‬كما هو احلال يف جميع �أنواع �إ�صابات‬
‫املخ التي يتعذر توثيقها بت�صوير الر�أ�س �أو بغري ذلك من الإجراءات‬
‫الطبية‪ .‬وكثريا ما تكون الأعرا�ض امل�ستهدفة متداخلة ب�شكل ملمو�س‬
‫مع �أعرا�ض اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات وا�ضطراب االكتئاب‬
‫ال�شديد‪ .‬فالتقلبات �أو �أوجه الق�صور يف م�ستويات الوعي‪ ،‬والقدرة على‬
‫التوجه واالنتباه والرتكيز‪ ،‬والذاكرة‪ ،‬ووظائف التنفيذ‪ ،‬ميكن �أن تعود �إىل‬
‫ا�ضطرابات وظيفية كما ميكن �أن تعود �إىل �أ�سباب ع�ضوية‪ .‬ولذلك يتعني‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪316‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫االعتماد على املهارة املتخ�ص�صة يف تقديرات احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية‬


‫وكذلك على الوعي بامل�شاكل املتعلقة مبدى انطباق الأدوات امل�ستخدمة‬
‫يف �أبحاث احلاالت الع�صبية ‪ -‬النف�سية على الثقافة املعينة‪� ،‬إذا كانت‬
‫احلالة تقت�ضي مثل هذا التمييز (انظر الفرع جيم ‪�- ٤‬أعاله)‪.‬‬
‫‪ -٣‬فئات الت�شخي�ص‬
‫‪ .250‬مع �أن ال�شكاوى الرئي�سية والنتائج البارزة للفحو�ص تتنوع كثريا‬
‫فيما بني الناجني بعد التعذيب‪ ،‬ومع كوﻧﻬا ترتبط بتجارب الفرد احلياتية‬
‫الفريدة وب�سياقه الثقايف واالجتماعي وال�سيا�سي‪ ،‬ف�إن من احلكمة �أن يلم‬
‫املق ّيمون بفئات اال�ضطرابات الأكرث �شيوعا يف ت�شخي�ص حاالت الناجني‬
‫بعد ال�صدمات والتعذيب‪ .‬كما �أنه لي�س من غري امل�ألوف �أن ي�شاهد �أكرث‬
‫من ا�ضطراب عقلي واحد لأن اال�ضطرابات العقلية املرتبطة بال�صدمات‬
‫تنطوي على قدر كبري من التزاوج بني الأمرا�ض‪ .‬والقلق واالكتئاب ب�شتى‬
‫مظاهرهما هما �أكرث الأعرا�ض �شيوعا نتيجة للتعذيب‪ .‬والأعرا�ض التي‬
‫�سبق و�صفها �ستندرج يف حاالت غري قليلة حتت فئتي القلق وا�ضطراب‬
‫املِزاج‪ .‬ونظاما الت�صنيف البارزان يف هذا امل�ضمار هما الت�صنيف الدويل‬
‫للأمرا�ض( اجلزء اخلا�ص بت�صنيف الأمرا�ض العقلية وال�سلوكية‪(ICD) 103‬‬
‫)‪ ،(10‬ودليل جمعية الطب النف�سي الأمريكية الت�شخي�صي والإح�صائي‬
‫لال�ضطرابات العقلية‪ DSM-IV 104‬ولالطالع على الأو�صاف الكاملة لفئات‬
‫الت�شخي�ص ينبغي الرجوع �إىل هذين املرجعني‪� .‬أما العر�ض التايل ف�إنه �سريكز‬
‫على �أكرث الت�شخي�صات املرتبطة بال�صدمات �شيوعا �أي اال�ضطراب النف�سي‬
‫الالحق لل�صدمات‪ ،‬واالكتئاب ال�شديد‪ ،‬والتغريات الدائمة يف ال�شخ�صية‪.‬‬
‫�أ) ا�ضطرابات االكتئاب‬
‫‪� .251‬أ�شكال االكتئاب ت�شاهد فيما يقرب من جميع حاالت الناجني بعد‬
‫التعذيب‪ .‬ومن ال�صعب �أن نفرت�ض يف �سياق تقييم عواقب التعذيب‬
‫‪317‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أن اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات وا�ضطراب االكتئاب ال�شديد‬


‫هما كيانان مر�ضيان منف�صالن لكل منهما �أ�سبابه املتميزة بو�ضوح‪.‬‬
‫وا�ضطرابات االكتئاب ال�شديد ت�شمل االكتئاب ال�شديد ملرة واحدة �أو‬
‫اال�ضطراب ال�شديد املتكرر (�أي لأكرث من حدث واحد)‪ .‬وقد تقرتن‬
‫ا�ضطرابات االكتئاب ال�شديد ب�سمات ُذهانية �أو جمودية �أو �سوداوية �أو‬
‫ب�سمات غري منطية‪ .‬ووفقا للدليل الت�شخي�صي والإح�صائي امل�شار �إليه‬
‫ال بد للتو�صل �إىل ت�شخي�ص االكتئاب ال�شديد ملرة واحدة من توفر ما‬
‫ال يقل عن خم�سة من الأعرا�ض التايل بياﻧﻬا وذلك يف غ�ضون فرتة‬
‫�أ�سبوعني مت�صلني‪ ،‬و�أن ت�شكل الأعرا�ض تبدال عن نهج الأداء ال�سابق‬
‫كما �أنه يلزم �أن يندرج واحد على الأقل من هذه الأعرا�ض حتت عنوان‬
‫امل ِزاج املكتئب �أو فقدان االهتمام �أو املتعة‪ :‬املزاج املكتئب؛ (‪ )٢‬النق�صان‬
‫الوا�ضح يف االهتمام بكل‪� ،‬أو ما يقرب من كل الأن�شطة �أو يف ال�شعور‬
‫مبتعة يف ممار�ستها؛ (‪ )٣‬فقدان الوزن �أو تبدل ال�شهية ؛ (‪ )٤‬الأرق‬
‫�أو الإفراط يف النوم ؛ (‪ )٥‬الهياج �أو التخلف النف�سي ‪ -‬احلركي؛ (‪)٦‬‬
‫الإح�سا�س بالتعب وانعدام الطاقة ؛ (‪ )٧‬ال�شعور بتفاهة الذات �أو بالذنب‬
‫الزائد �أو الذي ال حمل له؛ (‪ )٨‬نق�صان القدرة على التفكري �أو الرتكيز؛‬
‫(‪ )٩‬كرثة التفكري يف املوت واالنتحار‪ .‬كما �أنه يلزم للو�صول �إىل هذا‬
‫الت�شخي�ص �أن تت�سبب الأعرا�ض يف �إزعاج ظاهر �أو �إ�رضار بالأداء‬
‫االجتماعي �أو املهني‪ ،‬و�أن تكون غري راجعة �إىل ا�ضطراب فيزيولوجي‬
‫وغري م�شمولة بت�شخي�ص �آخر وارد يف ذلك الدليل‪.‬‬
‫ب) اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‬
‫‪ .252‬يعترب ت�شخي�ص اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات �أكرث‬
‫الت�شخي�صات �شيوعا عند بحث العواقب النف�سية للتعذيب‪ .‬وقد‬
‫�أ�صبحت الرابطة بني التعذيب وهذا الت�شخي�ص قوية جدا يف �أذهان‬
‫مقدمي اخلدمات ال�صحية وحماكم الهجرة والر�أي العام املطلع‪ .‬وقد و ّلد‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪318‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ذلك انطباعا خاطئا مبنيا على تب�سيط الأمور م�ؤداه �أن هذا اال�ضطراب‬
‫هو العاقبة النف�سية الرئي�سية للتعذيب‪.‬‬
‫‪ .253‬وتعريف الدليل الت�شخي�صي والإح�صائي لهذا اال�ضطراب يعتمد‬
‫اعتمادا �شديدا على وجود اختالالت يف الذاكرة مت�صلة بال�صدمة من‬
‫�أمثال الذكريات املقتحمة‪ ،‬والكوابي�س‪ ،‬وعدم القدرة على تذكر جوانب‬
‫هامة من ال�صدمة‪ .‬فقد يعجز ال�شخ�ص عن تذكر دقائق �أحداث التعذيب‬
‫ولكنه يكون قادرا على تذكر كل ا ملوا�ضيع الرئي�سية يف حمنة التعذيب‪.‬‬
‫مثال ذلك �أن ال�ضحية قد يتذكر �أنه اغت�صب يف عدة منا�سبات‬
‫ولكنه يعجز عن حتديد التواريخ واملواقع وتفا�صيل البيئة املالب�سة �أو‬
‫�أو�صاف مرتكبي االغت�صاب‪ .‬ويف ظل هذه الظروف ف�إن العجز عن‬
‫ذكر التفا�صيل الدقيقة يعد �أمرا داعما مل�صداقية حكاية ال�ضحية ال‬
‫منتق�صا منها‪ .‬فاملوا�ضيع الرئي�سية يف احلكاية �ستظل مت�سقة عند‬
‫�إعادة املقابلة‪ .‬والت�شخي�ص الوارد لهذا اال�ضطراب يف الت�صنيف الدويل‬
‫م�شابه جدا لت�شخي�ص الدليل الت�شخي�صي والإح�صائي الذي يذكر �أن‬
‫هذا اال�ضطراب قد يكون حادا �أو مزمنا �أو م�ؤجال‪ ،‬و�أن الأعرا�ض ال بد‬
‫�أن توجد ملدة تزيد عن �شهر واحد و�أن اال�ضطراب يجب �أن يكون م�سببا‬
‫لإزعاج ظاهر �أو لإخالل بالأداء‪ .‬وللتو�صل �إىل ت�شخي�ص اال�ضطراب‬
‫النف�سي الالحق لل�صدمات ال بد �أن يكون ال�شخ�ص قد تعر�ض ل�صدمة‬
‫انطوت على ﺗﻬديد حلياته وحياة �آخرين وولدت خوفا مركزا و�إح�سا�سا‬
‫بالعجز التام �أو ﺑﻬول احلدث‪ .‬ويجب �أن تكون املعاناة من حمنة ال�صدمة‬
‫متكررة با�ستمرار ب�إحدى الطرق التالية‪ :‬ذكريات مقتحمة مزعجة عن‬
‫احلادث‪� ،‬أحالم مزعجة متكررة عن احلادث‪ ،‬الت�رصف �أو ال�شعور وك�أن‬
‫احلادث يحدث من جديد مبا يف ذلك الهلو�سة ونوبات رجوع الذهن‬
‫�إىل املا�ضي والأوهام‪ ،‬وال�ضيق النف�سي البالغ عند التعر�ض �إىل كل ما‬
‫يذكر ال�شخ�ص باحلادث‪ ،‬واال�ستجابة الفيزيولوجية عند التعر�ض خليوط‬ ‫ّ‬
‫ت�شبه �أو ترمز جلوانب من احلادث‪.‬‬
‫‪319‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .254‬وال بد �أن يظهر ال�شخ�ص اجتنابه لكل املثريات املقرتنة باحلادث‬


‫�أو يظهر تبلدا عاما يف التجاوب على نحو يتجلى يف ثالثة على الأقل‬
‫مما يلي )‪ : (١‬حماولة جتنب الأفكار �أو امل�شاعر �أو املحادثات املقرتنة‬
‫بال�صدمة؛ )‪ (٢‬حماولة جتنب كل ما يذكر ال�ضحية بال�صدمة من‬
‫الأن�شطة �أو الأماكن �أو الأ�شخا�ص؛ )‪ (٣‬العجز عن تذكر جانب هام من‬
‫احلادث؛ )‪ (٤‬نق�صان االهتمام بالأن�شطة ذات الأهمية؛ )‪ (٥‬االنف�صال‬
‫�أو االغرتاب عن الآخرين؛ )‪ (٦‬قلة الت�أثر بامل�شاعر؛ )‪ (٧‬الإح�سا�س ب�أفول‬
‫امل�ستقبل‪ .‬وثمة �سبب �إ�ضايف للخلو�ص �إىل ت�شخي�ص اال�ضطراب‬
‫النف�سي الالحق لل�صدمات وفقا للدليل الت�شخي�صي هو ا�ستمرار ظهور‬
‫�أعرا�ض الإثارة الزائدة التي مل تكن ظاهرة قبل ال�صدمة على نحو يتجلى‬
‫يف اثنني على الأقل مما يلي‪� :‬صعوبة بدء النوم �أو ا�ستمراره‪ ،‬والرتق �أو‬
‫تفجر نوبات الغ�ضب‪ ،‬و�صعوبة الرتكيز‪ ،‬والتيقظ املفرط‪ ،‬وال�شدة املفرطة‬
‫يف الإجفال ا�ستجابة للمباغتة‪.‬‬
‫‪ .255‬و�أعرا�ض هذا اال�ضطراب قد تكون مزمنة �أو هي قد تتذبذب‬
‫على مدى فرتات طويلة‪ .‬ويف بع�ض الفرتات الفا�صلة قد تطغى على‬
‫ال�صورة ال�رسيرية �أعرا �ض التهيج الزائد �أو الرتق‪ .‬ويف هذه الأوقات من‬
‫امل�ألوف �أن ي�شكو الناجي �أي�ضا من زيادة يف مداهمة الذكريات له ويف‬
‫الكوابي�س ونوبات رجوع الذهن �إىل �أحداث املا�ضي‪ .‬ويف �أوقات �أخرى‬
‫قد يبدو الناجي وك�أنه خال ن�سبيا من الأعرا�ض �أو يبدو مياال �إىل‬
‫ح�رص امل�شاعر واالنطواء‪ .‬وينبغي �أال يغرب عن البال �أن عدم ا�ستيفاء‬
‫املعايري الت�شخي�صية لهذا اال�ضطراب �أمر ال يعني �أن التعذيب مل يحدث‪.‬‬
‫ووفقا للت�صنيف الدويل‪ ،‬قد يتخذ هذا اال�ضطراب‪ ،‬يف ن�سبة معينة من‬
‫احلاالت‪ ،‬جمرى مزمنا على مدى �سنوات عديدة ثم يتحول يف ﻧﻬاية‬
‫املطاف �إىل تغري دائم يف ال�شخ�صية‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪320‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ج) التغري الدائم يف ال�شخ�صية‬


‫‪ .256‬بعد النكبات �أو �أحوال الكرب ال�شديد املديد قد تظهر ا�ضطرابات‬
‫يف �شخ�صية البالغ‪ ،‬وذلك لدى �أ�شخا�ص مل يعانوا من قبل من �أي‬
‫ا�ضطراب من ا�ضطرابات ال�شخ�صية‪ .‬ومن �أنواع الكرب ال�شديد التي‬
‫ميكن �أن تبدل ال�شخ�صية جتربة الإيداع يف مع�سكرات االعتقال‪،‬‬
‫والتعر�ض للكوارث‪ ،‬والأ�رس ملدد طويلة مع اقرتان ذلك باحتمال التعر�ض‬
‫لقتل و�شيك‪ ،‬ومواجهة �أحوال �أخرى تنطوي على ﺗﻬديد للحياة ك�أن يقع‬
‫ال�شخ�ص �ضحية للإرهاب �أو التعذيب‪ .‬وح�سب الت�صنيف الدويل ال‬
‫ينبغي الو�صول �إىل ت�شخي�ص التغري الدائم يف ال�شخ�صية �إال �إذا وجدت‬
‫�أدلة على تغري قاطع وهام وم�ستمر يف منط ر�ؤية ال�شخ�ص للأمور �أو‬
‫توا�صله مع بيئته ونف�سه �أو فكرته عنهما‪ ،‬وذلك باالقرتان مع �سلوكيات‬
‫تفتقر �إىل املرونة واال�ستعداد للتكيف ومل يكن لها وجود من قبل جتربة‬
‫ال�صدمة‪ .‬وت�ستبعد من الت�شخي�ص التغريات التي يتجلى فيها وجود‬
‫ا�ضطراب عقلي �آخر �أو التي مت ثل عر�ضا متبقيا من ا�ضطراب عقلي‬
‫قدمي وكذلك التغريات ال�شخ�صية وال�سلوكية الراجعة �إىل مر�ض‪� ،‬أو خلل‬
‫وظيفي‪� ،‬أو تلف �أ�صاب املخ‪.‬‬
‫‪ .257‬وللو�صول وفقا للت�صنيف الدويل �إىل ت�شخي�ص التغري الدائم يف‬
‫ال�شخ�صية بعد التعر�ض لنكبة ال بد من ا�ستمرار التغريات يف ال�شخ�صية‬
‫ملدة ال تقل عن �سنتني بعد التعر�ض لكرب النكبة‪ .‬وي�شرتط الت�صنيف‬
‫�أن يكون الكرب مفرطا يف ال�شدة �إىل حد ال يعود من ال�رضوري معه‬
‫النظر يف حالة املناعة ال�شخ�صية لدى ال�شخ�ص لتف�سري �أثره العميق على‬
‫ال�شخ�صية‪» .‬ويت�سم هذا التغري يف ال�شخ�صية باتخاذ موقف عدائي �أو‬
‫ارتيابي من العامل‪ ،‬وبانزواء اجتماعي و�شعور بخواء النف�س �أو انعدام‬
‫الأمل‪ ،‬وب�إح�سا�س مزمن لدى ال�شخ�ص ب�أنه دائما »على احلافة«‪ ،‬وك�أمنا‬
‫هو حتت ﺗﻬديد م�ستمر‪ ،‬وباالغرتاب‪.‬‬
‫‪321‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫د) تعاطي املواد‬


‫‪ .258‬الحظ الأخ�صائيون كرثة ظهور حاالت تعاطي الكحول واملخدرات‬
‫بني الناجني بعد التعذيب وذلك كو�سيلة لكبت ذكريات ال�صدمة و�ضبط‬
‫املِزاج املعكر والتحكم يف م�شاعر القلق‪ .‬ومع �أن من ال�شائع �أن ت�صاحب‬
‫اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات ا�ضطرابات �أخرى‪ ،‬ف�إن البحوث‬
‫تعن �إال يف النادر بدرا�سة تعاطي املواد املخدرة من قبل‬ ‫املنظمة مل َ‬
‫الناجني بعد التعذيب‪ .‬على �أن الدرا�سات املن�شورة عن اﻤﻟﺠموعات‬
‫الب�رشية التي عانت من اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات قد ت�شمل‬
‫بع�ض الناجني بعد التعذيب �ضمن جمموعات �أخرى مثل الالجئني‬
‫و�أ�رسى احلرب واملحاربني القدماء‪ ،‬وهي تلقي بذلك بع�ض ال�ضوء على‬
‫املو�ضوع‪ .‬وتظهر الدرا�سات املن�صبة على هذه اﻤﻟﺠموعات تفاوتا يف‬
‫مدى انت�شار تعاطي املواد فيما بني اﻤﻟﺠموعات املختلفة من الوجهتني‬
‫الإثنية والثقافية‪ .‬وقد لوحظ �أن �أ�رسى احلرب ال�سابقني الذين يعانون من‬
‫اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات �أ�شد تعر�ضا خلطر تعاطي املواد‪،‬‬
‫كما �شوهدت لدى املحاربني القدماء م�ستويات �أعلى من التزاوج بني‬
‫‪105‬‬
‫مر�ض اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات ومتعاطي املواد املخدرة‬
‫‪ .112 111 110 109 108 107 106‬وب�إيجاز‪ ،‬توجد �أدلة وفرية من اﻤﻟﺠموعات الأخرى‬
‫املعر�ضة لال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات على �أن تعاطي املواد‬
‫�شخ�ص عند فح�ص‬ ‫هي حالة من حاالت الأمرا�ض امل�صاحبة التي قد ُت َّ‬
‫الناجني بعد التعذيب‪.‬‬
‫ه) ت�شخي�صات �أخرى‬
‫‪ .٢٥٩‬كما يتجلى من بيان الأعرا�ض املو�صوفة يف هذا الفرع‪ ،‬توجد‬
‫ت�شخي�صات �أخرى ي�صح النظر يف �أمرها بالإ�ضافة �إىل اال�ضطراب‬
‫النف�سي الالحق لل�صدمات مثل ا�ضطراب االكتئاب ال�شديد‪ ،‬والتغري‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪322‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الدائم يف ال�شخ�صية (انظر �أدناه)‪ .‬والت�شخي�صات الأخرى املمكنة ت�شمل‬


‫احلاالت التالية دون �أن تقت�رص عليها وحدها‪:‬‬
‫‪1 .1‬ا�ضطراب القلق العام الذي يت�سم بالإفراط يف ال�شعور بالقلق والهم‬
‫جتاه جمموعة متنوعة من الأحداث والأن�شطة‪ ،‬والتوتر احلركي‪،‬‬
‫والزيادة يف الن�شاط التلقائي؛‬
‫‪2 .2‬ا�ضطراب الفزع الذي يتجلى يف تكرر معاناة نوبات غري متوقعة من‬
‫اخلوف ال�شديد �أو عدم االرتياح البالغ‪ ،‬وتندرج يف �إطاره �أعرا�ض‬
‫مثل ال تعرق واالختناق واالرتعا�ش و�رسعة خفقات القلب والدوار‬
‫والغثيان والإح�سا�س غري الطبيعي بالربد �أو باحلر؛‬
‫‪3 .3‬اال�ضطراب النف�سي احلاد‪ ،‬وله �أ�سا�سا نف�س �أعرا�ض اال�ضطراب‬
‫النف�سي الالحق لل�صدمات ولكن ت�شخي�صه يكون يف غ�ضون �شهر‬
‫واحد من وقوع حادث ال�صدمة؛‬
‫‪�4 .4‬أ�شكال اال�ضطرابات اجل�سدية املظهر‪ ،‬وهذه تتمثل يف ظهور �أعرا�ض‬
‫بدنية ال تف�رسها حالة طبية؛‬
‫‪5 .5‬ا�ضطراب ثنائية القطب‪ ،‬وهو يت�سم بنوبات من ال�سلوك الهو�سي �أو‬
‫�شبه الهو�سي مقرتنة مبزاج يت�سم باالنتعا�ش �أو االنفتاح �أو الع�صبية‪،‬‬
‫وبالإح�سا�س بالعظمة‪ ،‬ونق�صان احلاجة �إىل النوم‪ ،‬وهروب الأفكار‪،‬‬
‫والتهيج النف�سي ‪ -‬احلركي وما يت�صل بذلك من ظواهر الذُ هان؛‬
‫‪6 .6‬اال�ضطرابات الراجعة �إىل حالة طبية عامة‪ ،‬وهذه تكون يف كثري من‬
‫الأحيان يف �صورة �إ�صابة حلقت باملخ مبا يرتتب عليها من تقلبات‬
‫�أو ق�صور يف م�ستوى الوعي والقدرة ع ىل التوجه واالنتباه والرتكيز‬
‫والذاكرة والأداء التنفيذي؛‬
‫‪7 .7‬الرهاب من قبيل رهاب اﻤﻟﺠمتع ورهاب اخلالء‪.‬‬
‫‪323‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫جيم ‪ -‬التقييم من زاوية علم النف�س والعالج النف�سي‬


‫‪ -١‬اعتبارات �أخالقية و�رسيرية‬
‫‪� .260‬إن التقييمات النف�سية ميكن �أن توفر �أدلة بالغة الأهمية على �إ�ساءة‬
‫معاملة �ضحايا التعذيب‪ ،‬وذلك لأ�سباب عديدة‪ :‬فالتعذيب كثريا ما‬
‫ي�سبب �أعرا�ضا نف�سية مدمرة؛ و�أ�ساليب التعذيب كثريا ما تكون م�صممة‬
‫بحيث ال ترتك �إ�صابات بدنية؛ والآثار البدنية التي يرتكها التعذيب قد‬
‫تتال�شى �أو قد تفتقر �إىل التحديد النوعي‪.‬‬
‫‪ .٢٦١‬والتقييمات النف�سية تتيح �أدلة نافعة للفحو�ص الطبية ‪ -‬القانونية‪،‬‬
‫ولطلبات اللجوء ال�سيا�سي‪ ،‬وتفيد يف �إثبات حاالت احل�صول على اعرتافات‬
‫كاذبة‪ ،‬ويف تفهم املمار�سات الإقليمية للتعذيب‪ ،‬وحتديد االحتياجات‬
‫العالجية لل�ضحايا‪ ،‬كما �أﻧﻬا ت�شكل �شهادة يف حتقيقات حقوق الإن�سان‪.‬‬
‫والهدف العام من التقييم النف�سي هو تقرير مدى االت�ساق بني حكاية‬
‫الفرد عن التعذيب والنتائج النف�سية التي لوحظت �أثناء التقييم‪ .‬ولهذه‬
‫الغاية ينبغي �أن يت�ضمن التقييم و�صفا مف�صال لتاريخ الفرد وفح�صا‬
‫حلالته العقلية وتقديرا لأدائه االجتماعي‪ ،‬وبيانا باالنطباعات ال�رسيرية‬
‫(انظر الف�صل الثالث‪ ،‬الفرع جيم والف�صل الرابع‪ ،‬الفرع هاء)‪ .‬وينبغي‬
‫التو�صل �إىل ت�شخي�ص من �أخ�صائي نف�سي �إن اقت�ضت احلالة ذلك‪ .‬وحيث‬
‫�إن الأعرا�ض النف�سية بالغة االنت�شار بني الناجني بعد التعذيب ف�إن من‬
‫امل�ست�صوب للغاية ت�ضمني كل تقييم للتعذيب تقديرا للحالة النف�سية‪.‬‬
‫‪ .٢٦٢‬وينبغي �أن يكون تقدير احلالة النف�سية والو�صول �إىل ت�شخي�ص‬
‫�رسيري قائمني على معرفة �صحيحة بال�سياق الثقايف لل�شخ�ص املعني‪.‬‬
‫فالإملام باملتالزمات املقرتنة بالثقافة املعينة وبالتعابري اللغوية عن الكرب‬
‫التي يتم ﺑﻬا �إبالغ الأعرا�ض هو �أمر بالغ الأهمية يف �إجراء املقابلة و�صياغة‬
‫االنطباع ال�رسيري واال�ستنتاج‪ .‬وعندما يكون القائم ب�إجراء املقابلة قليل‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪324‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املعرفة‪� ،‬أو عدمي املعرفة‪ ،‬بثقافة ال�ضحية ت�صبح اال�ستعانة مبرتجم �شفوي‬
‫م�س�ألة �أ�سا�سية‪ .‬ومن الوجهة املثالية‪ ،‬ف�إن املرتجم ال�شفوي املنتمي �إىل‬
‫بلد ال�ضحية �سيكون ملما باللغة والعادات والتقاليد واملعتقدات الأخرى‬
‫الواجب مراعاﺗﻬا �أثناء ال تق�صي‪ .‬ذلك �أن املقابلة نف�سها قد تثري اخلوف‬
‫واالرتياب لدى ال�ضحية بل قد تذكره با�ستجوابات �سابقة تعر�ض لها‪.‬‬
‫وللإقالل من عوامل جتدد ال�صدمة‪ ،‬ينبغي �أن يظهر الأخ�صائي تفهما‬
‫لتجارب الفرد وخلفيته الثقافية‪ .‬فلي�س من الالئق هنا االلتزام بقاعدة‬
‫«احلياد ال�رسيري» ال�صارم امل تبعة يف بع�ض �أ�شكال العالج النف�سي‬
‫حيث يتخذ الأخ�صائي موقفا �ساكنا وال يتكلم �إال قليال‪ .‬بل يجب على‬
‫الأخ�صائي �أن ي�شعر الفرد ب�أنه حليف له و�أن يتخذ موقفا م�ساندا وبعيدا‬
‫عن �إ�صدار الأحكام‪.‬‬
‫‪ -٢‬عملية املقابلة‬
‫‪ .263‬ينبغي �أن يبد�أ الأخ�صائي املقابلة على نحو يو�ضح فيه بالتف�صيل‬
‫الإجراءات التي �ستتبع (الأ�سئلة التي �ستطرح عن التاريخ النف�سي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬مبا يف ذلك تاريخ التعذيب والأداء النف�سي احلايل)‪ ،‬ويعد به‬
‫الفرد لال�ستجابات االنفعالية ال�صعبة التي قد تثريها يف نف�سه هذه الأ�سئلة‪.‬‬
‫وينبغي �أن تعطى للفرد فر�صة طلب فرتات ا�سرتاحة‪ ،‬و�إيقاف املقابلة يف‬
‫�أي وقت‪ ،‬بل متكينه من تركها كليا �إن �أ�صبح �إح�سا�سه بال�ضيق فائقا �إىل‬
‫حد ال يطاق‪ ،‬على �أن تتاح له فر�صة حتديد موعد الحق ال�ستئنافها فيما‬
‫بعد‪ .‬ويجب �أن يظهر الأخ�صائي ح�سا�سية وتعاطفا يف توجيه الأ�سئلة دون‬
‫�إخالل باملو�ضوعية يف تقديره للحالة‪ .‬ويف الوقت نف�سه ينبغي �أن يكون‬
‫مدركا ملا قد يكون لديه هو نف�سه من ردود فعل �شخ�صية جتاه الناجي‬
‫وجتاه �أو�صاف التعذيب مما قد ي�ؤثر على ت�صوراته و�أحكامه‪.‬‬
‫‪325‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .264‬فعملية املقابلة قد تذكر الناجي با�ستجوابه يف مرحلة التعذيب‪،‬‬


‫وقد تتولد لديه بالتايل م�شاعر �سلبية قوية نحو الأخ�صائي مثل اخلوف‬
‫�أو الغ�ضب �أو النفور �أو الإح�سا�س بالعجز �أو احلرية �أو الرهبة �أو الكره‪.‬‬
‫وينبغي �أن يكون الأخ�صائي متهيئا لظهور هذه امل�شاعر وتف�سريها و�أن‬
‫يبدي تفهمه للو�ضع ال�صعب الذي مير به الفرد‪ .‬وال ينبغي �أن يغيب‬
‫عن باله �أي�ضا �أن هذا الفرد رمبا ال يزال يواجه ا�ضطهادا �أو قمعا‪ .‬فيلزم‬
‫�إن اقت�ضى احلال جتنب �أي ا�ستف�سارات عن الأن�شطة املحظورة‪ .‬ومن‬
‫الأهمية مبكان النظر يف الأ�سباب التي يجري من �أجلها هذا التقييم‬
‫النف�سي لأﻧﻬا هي التي �ستحدد مدى الكتمان الذي يتعني على الأخ�صائي‬
‫التزامه ‪.‬ف�إذا كان طلب تقييم م�صداقية بالغ الفرد عن التعذيب �آتيا من‬
‫�سلطة حكومية يف �إطار �إجراء ق�ضائي وجب �إخطاره ب�أن هذا يعني زوال‬
‫االلتزام بالكتمان الطبي بالن�سبة لكل املعلومات التي �سيتناولها التقرير‪.‬‬
‫�أما �إذا كان طلب التقييم النف�سي �آتيا من ال�شخ�ص املعذب نف�سه ف�إن‬
‫على الأخ�صائي احرتام مبد�أ الكتمان الطبي‪.‬‬
‫‪ .265‬وعلى الأخ�صائيني الذين ي�ضطلعون بتقييمات بدنية �أو نف�سية‬
‫�أن يلموا بردود الفعل االنفعالية التي قد تولدها حاالت ال�صدمات‬
‫العنيفة لد ى كل من ال�شخ�ص مو�ضع املقابلة وال�شخ�ص القائم ب�إجراء‬
‫املقابلة‪ .‬وهذه اال�ستجابات االنفعالية تعرف با�سم التحويل والتحويل‬
‫امل�ضاد‪ .‬وتعد �أحا�سي�س االرتياب واخلوف والعار والغ�ضب والذنب من‬
‫اال�ستجابات النمطية التي ت�شاهد لدى الناجني بعد التعذيب‪ ،‬خا�صة‬
‫عندما ُيطلب منهم �إعادة �رسد �أو تذكر تفا�صيل ال�صدمة ‪.‬والتحويل هو‬
‫امل�شاعر التي تختلج يف �صدر الناجي بعد التعذيب جتاه الأخ�صائي‪،‬‬
‫التي هي يف الواقع م�شاعر متت �إىل جتارب �سابقة ولكن ي�ساء فهمها على‬
‫�أﻧﻬا موجهة �إىل الأخ�صائي �شخ�صيا‪ .‬وبالإ�ضافة �إىل ذلك ف�إن ا�ستجابة‬
‫الأخ�صائي االنفعالية جتاه �شخ�ص الناجي بعد التعذيب‪ ،‬والتي ي�شار‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪326‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�إليها مب�صطلح التحويل امل�ضاد‪ ،‬قد يكون لها ت�أثري على نتيجة التقييم‬
‫النف�سي‪ .‬وبني التحويل والتحويل امل�ضاد ترابط وجتاوب متبادل‪.‬‬
‫‪ .266‬واحتمال ت�أثري ا�ستجابات التحويل على عملية التقييم يتجلى عندما‬
‫ن�أخذ بعني االعتبار �أن من �ش�أن املقابلة �أو الفح�ص اللذين ينطويان‬
‫على �رسد وتذكر لتفا�صيل �صدمة ما�ضية‪ ،‬تعري�ض ال�شخ�ص لذكريات‬
‫وخواطر وم�شاعر مزعجة وغري مرغوب فيها‪ .‬ولذلك ف�إنه بالرغم من �أن‬
‫�ضحية التعذيب قد توافق ع ىل �إجراء التقييم على �أمل اال�ستفادة منه‬
‫ف�إن هذا الك�شف عن التفا�صيل قد ي�ؤدي �إىل جتدد جتربة ال�صدمة‬
‫نف�سها‪ .‬وقد ي�شمل الأمر الظواهر التي يرد تناولها فيما يلي‪.‬‬
‫‪ .267‬قد ي�شعر ال�شخ�ص ب�أن �أ�سئلة املق ّيم فيها �إكراه له على الك�شف عن‬
‫�رسائره على نحو م�شابه لال�ستجواب‪ .‬وقد ي�شتبه يف �أن تكون لدى املق ّيم‬
‫دوافع تل�ص�صية �أو �سادية‪ ،‬وقد يت�ساءل يف نف�سه » ملاذا يحملني على‬
‫�أن �أ�صف له �أدق تفا�صيل ما جر ى يل؟ « و»هل ميكن ل�شخ�ص طبيعي‬
‫�أن يختار لنف�سه ك�سب رزقه باال�ستماع �إىل حكايات مثل حكايتي؟ ال‬
‫بد �أن يكون لديه دافع غريب«‪ .‬وقد يظهر ال�شخ�ص حتامال على امل‬
‫ق ّيم لأنه مل يتعر�ض مثله لتجربة القب�ض عليه وتعذيبه‪ .‬وقد ي�ؤدي هذا‬
‫بال�شخ�ص �إىل ت�صور �أن املق ّيم ينتمي �إىل جانب العدو‪.‬‬
‫‪ .268‬فهو ينظر �إىل املق ّيم على �أنه �شخ�ص ذو �سلطة ‪ -‬وهو قد يكون‬
‫كذلك فعال يف كثري من احلاالت وبالتايل ف�إنه ال ينبغي �أن ي�ؤمتن‬
‫على جوانب معينة من ق�صة التعذيب‪ .‬ومن اجلهة امل�ضادة قد يجنح‬
‫الأ�شخا�ص الذين جتري مقابلتهم‪ ،‬خا�صة �إن كانوا ال يزالون حمتجزين‪،‬‬
‫�إىل االطمئنان الزائد عن احلد يف حاالت ال ميلك فيها القائم ب�إجراء‬
‫املقابلة �ضمان عدم حدوث �أي انتقام منهم‪ .‬لذا يجب اتخاذ كل ما‬
‫ميكن من االحتياطات ل�ضمان عدم تعري�ض امل�سجونني لأنف�سهم خلطر‬
‫‪327‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ال داعي له عن ثقة زائدة يف قدرة ال�شخ�ص الآتي من اخلارج على‬


‫حمايتهم من ال�رضر‪ .‬وقد يخ�شى �ضحايا التعذيب من ا�ستحالة �إبقاء‬
‫املعلومات التي تتك�شف يف �سياق التقييم يف م�أمن حقيقي بحيث ال‬
‫تطولها يد احلكومة التي ت�ضطهدهم‪ .‬واخلوف واالرتياب ي�شتدان كثريا‬
‫حني يكون قد �شارك يف التعذيب �أطباء �أو �آخرون من امل�شتغلني باملهن‬
‫ال�صحية‪.‬‬
‫‪ .٢٦٩‬ويف كثري من الظروف يكون املق ّيم منتميا �إىل ثقافة الأغلبية‬
‫وتكوينها الإثني بينما يكون ال�شخ�ص مو�ضع املقابلة منتميا �إىل فئة �أو‬
‫ثقافة �أقلية‪ .‬وهذا ال�سياق غري املتكافئ قد يعزز من االختالل‪ ،‬املت�صور‬
‫�أو احلقيقي‪ ،‬يف ميزان القوى فيزيد من احتمال �شعور ال�شخ�ص باخلوف‬
‫واالرتياب والإذعان اال�ضطراري‪ .‬ويف بع�ض احلاالت‪ ،‬وبخا�صة عندما‬
‫يكون ال�شخ�ص ال يزال حمتجزا‪ ،‬قد ين�صب هذا ال�شعور على املرتجم‬
‫ال�شفوي �أكرث مما ين�صب على املق ّيم نف�سه‪ .‬ومن الزاوية املثالية ينبغي‬
‫�أن يكون املرتجم ال�شفوي �آتيا من اخلارج ولي�س معينا حمليا حتى يرى‬
‫اجلميع �أن ا�ستقالله ال يقل عن ا�ستقالل القائم بالتق�صي‪ .‬وبطبيعة احلال‬
‫�أنه ال ينبغي اال�ستعانة يف الرتجمة ال�شفوية بخدمات ع�ضو يف الأ�رسة‬
‫يكون بو�سع ال�سلطات �أن ت�ضغط عليه للإف�شاء مبا جرى �أثناء التقييم‪.‬‬
‫‪ .270‬و�إذا كان نوع جن�س املقيم خمتلفا عن نوع جن�س ال�ضحية ي�صبح‬
‫احتمال ت�صور ال�شبه بني املقابلة واال�ستجواب �أ�شد مما لو كان املقيم‬
‫منتميا �إىل نف�س نوع جن�س ال�ضحية‪ .‬مثال ذلك �أن املر�أة التي اغت�صبها‬
‫�أو عذﺑﻬا يف ال�سجن حار�س ذكر‪ ،‬يرجح �أن ت�شعر مبزيد من ال�ضيق‬
‫واالرتياب واخلوف عندما تواجه مق ّيما من الذكور مما لو كانت تواجه‬
‫مق ّيما من الإناث‪ .‬والعك�س �صحيح يف حالة الرجال الذين اعتدي‬
‫عليهم جن�سيا لأﻧﻬم قد ي�شعرون بخجل من الإدالء بتفا�صيل تعذيبهم‬
‫�إىل مق ّيمة من الإناث‪ .‬وقد �أظهرت اخلربة �أنه عندما تكون ال�ضحية‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪328‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫يف احلب�س‪ ،‬ويف جميع اﻤﻟﺠمتعات ما عدا �أ�شدها مت�سكا باملعتقدات‬


‫الأ�صولية التقليدية( حيث ال يكون واردا �أ�صال �أن يقوم رجل حتى‬
‫مبجرد �إجراء مقابلة مع امر�أة‪ ،‬ناهيك عن فح�صها(‪ ،‬قد يكون �أمراً �أهم‬
‫بكثري كون القائم باملقابلة يف حاالت االغت�صاب طبيب ًا ت�ستطيع ال�ضحية‬
‫�أن ت�س�أله �أ�سئلة حمددة من عدم كو نه من الذكور‪ .‬فقد تبني �أن بع�ض‬
‫�ضحايا االغت�صاب يرف�ضن الإف�ضاء ب�شيء �إىل املحققات الإناث من غري‬
‫امل�شتغالت بالطب ويطلنب التحدث �إىل طبيب‪ ،‬حتى لو كان من الذكور‪،‬‬
‫ليتمكن من اال�ستف�سار عن م�سائل طبية حمددة‪ .‬وترمي �أ�سئلتهن‬
‫امل�ألوفة �إىل اال�ستف�سار عن العقابيل املحتملة مثل احلمل والقدرة على‬
‫الإجناب فيما بعد �أو عن م�ستقبل عالقاﺗﻬن اجلن�سية ب�أزواجهن‪ .‬ويف‬
‫�سياق التقييمات التي جترى لأغرا�ض قانونية‪ ،‬من ال�سهل ت�أويل االهتمام‬
‫بالتفا�صيل وتوجيه �أ�سئلة مدققة عن املا�ضي على �أﻧﻬما من مظاهر عدم‬
‫الثقة �أو ال�شك من جانب الفاح�ص‪.‬‬
‫‪ .271‬ونظرا لل�ضغوط ال نف�سية امل�شار �إليها فيما �سبق قد يتجدد �شعور‬
‫الناجني بال�صدمة وت�سحقهم الذكريات فيلج�أون �إىل �آليات دفاعية ت�ؤدي‬
‫ﺑﻬم �إىل انزواء عميق وتبلد ح�سي �أثناء الفح�ص �أو املقابلة‪ .‬وهذا االنزواء‬
‫والتبلد يثري م�شاكل خا�صة يف طريق التوثيق �إذ �إن ال�ضحية قد يعجز‬
‫ب�سببه عن الإف�صاح ب�صور ة فعالة عما جرى له يف املا�ضي وعن بيان‬
‫�آالمه احلالية مع �أن ذلك كان �سيعود عليه بفائدة بالغة‪.‬‬
‫‪� .272‬أما ا�ستجابات التحويل امل�ضاد فكثريا ما تكون ال �شعورية وهي‬
‫ت�صبح م�شكلة عندما ال يكون ال�شخ�ص مدرك ًا لها‪ .‬فوجود م�شاعر عند‬
‫اال�ستماع �إىل �أ�شخا�ص يتحدثون عن تعذيبهم �أمر متوقع ولو �أن هذه‬
‫امل�شاعر قد ت�ؤثر على فعالية الأخ�صائي‪ ،‬ف�إﻧﻬا �إذا فهمت الفهم ال�صحيح‬
‫�أ�صبحت هادية له‪ .‬فالأطباء والأخ�صائيون النف�سيون النا�شطون يف‬
‫تقييم وعالج �ضحايا التعذيب متفقون يف الر�أي على �أن �إدراك وفهم‬
‫‪329‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ردود الفعل النمطية الناجتة عن التحويل امل�ضاد �أمر حيوي لأن لها‬
‫�آثارا قد حتد من القدرة على تقييم وتوثيق العواقب البدنية والنف�سية‬
‫للتعذيب‪ .‬فالتوثيق الفعال للتعذيب وغريه من �صنوف �إ�ساءة املعاملة‬
‫يتطلب فهما للدوافع ال�شخ�صية للعمل يف هذا اﻤﻟﺠال‪ .‬وثمة توافق‬
‫عام يف الر�أي على �أنه ينبغي للمهنيني الذين يداومون على �إجراء هذا‬
‫النوع من الفح�ص �أن يح�صلوا على �إ�رشاف وم�ساندة مهنية من �أقراﻧﻬم‬
‫املتمر�سني يف هذا امل�ضمار‪ .‬وت�شمل ا�ستجابات التحويل امل�ضاد ال�شائعة‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪1 .1‬االجتناب واالنطواء واتخاذ موقف الالمباالة كو�سيلة دفاعية �إزاء‬
‫املادة املزعجة‪ .‬وقد ي�ؤدي هذا �إىل �إغفال بع�ض التفا�صيل والتهوين‬
‫من �شدة العواقب البدنية �أو النف�سية؛‬
‫‪2 .2‬ال�شعور بخيبة الرجاء والعجز والي�أ�س والإفراط يف و�ضع النف�س يف‬
‫مو�ضع ال�ضحية مما ي�ؤدي �إىل �أعرا�ض االكتئاب �أو ال�شعور بال�صدمة‬
‫بالنيابة مما يتجلى يف �أمور مثل الكوابي�س والقلق واخلوف؛‬
‫‪3 .3‬ت�صور القدرة على كل �شيء والإح�سا�س بالعظمة وك�أمنا هو املنقذ واخلبري‬
‫الأعظم يف �أمور ال�صدمات والأمل الأخري للناجي يف التعايف والرفاهية؛‬
‫‪4 .4‬عدم االطمئنان �إىل كفاية مهارات املرء املهنية عند مواجهة هول‬
‫الق�صة التي حتكى والآالم التي تو�صف‪ .‬وقد يتجلى ذلك يف قلة ثقة‬
‫الأخ�صائي يف قدرته على �إن�صاف الناجي ويف ال تعلق غري الواقعي‬
‫مبعايري طبية مثالية؛‬
‫‪5 .5‬قد ت�ؤدي الأحا�سي�س بالذنب لعدم تعر�ض املرء بنف�سه لتجربة الناجي‬
‫و�آالمه‪ ،‬ولعدم �إدراك املرء ملا ُيرتكب على ال�صعيد ال�سيا�سي �إىل اتخاذ‬
‫مواقف يكون فيها �إفراط يف الت�أثر العاطفي �أو تكون منطوية على‬
‫ت�صوير مثايل ل�شخ�صية ال�ضحية؛‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪330‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪6 .6‬ومع �أن وجود م�شاعر احلنق والغ�ضب على مرتكبي التعذيب‬
‫واال�ضطهاد �أمر متوقع ف�إن هذه امل�شاعر قد تخل بالقدرة على التزام‬
‫املو�ضوعية عندما تكون وراءها جتارب �شخ�صية لي�س املرء واعيا ﺑﻬا‬
‫فت�صبح بالتايل مزمنة �أو تتخذ �شكال مفرطا؛‬
‫‪7 .7‬قد يظهر الأخ�صائي غ�ضبا �أو امتعا�ضا من ال �ضحية ب�سبب تعري�ضه‬
‫هو مل�ستويات غري عادية من القلق‪ .‬كما �أنه قد يظهر ذلك �أي�ضا �إن‬
‫�شعر ب�أن ال�ضحية ي�ستغله‪ ،‬وذلك �إذا كانت ت�ساوره �شكوك يف‬
‫�صحة رواية التعذيب املدعى وقوعه وكانت لل�ضحية فائدة �سيجنيها‬
‫�إذا جاءت نتيجة التقييم موثقة لعواقب احلادث الذي يدعيه؛‬
‫‪8 .8‬قد تف�ضي فروق هامة يف القيم الثقافية لكل من الأخ�صائي والفرد‬
‫الذي يدعي �أنه ُعذب �إىل ت�صديق خرافات عن بع�ض الفئات الإثنية‬
‫و�إىل التب�سط مع الفرد على نحو ينم عن ا�ستعالء ذاتي وا�ستهانة‬
‫مبدى رقي هذا الفرد �أو بقدرته على تب�رص الأمور‪ .‬وعلى العك�س من‬
‫ذلك‪ ،‬ف�إن الأخ�صائي املنتمي �إىل نف�س فئة ال�ضحية قد ي�ؤلف حتالفا‬
‫غري منطوق مع ال�ضحية مما قد ي�ؤثر �أي�ضا على مو�ضوعية التقييم‪.‬‬
‫‪ .٢٧٣‬ومعظم الأخ�صائيني يتفقون يف الر�أي على �أن ا�ستجابات التحويل‬
‫امل�ضاد ال تعترب يف كثري من احلاالت جمرد �أمثلة على حتريف الأمور‬
‫بل هي �أي�ضا م�صادر هامة للمعلومات عن احلالة ال نف�سية ل�ضحية‬
‫التعذيب‪ .‬وفعالية الأخ�صائي قد ت�ضار �إذا ت�رصف بناء على التحويل‬
‫امل�ضاد بدال من �إمعان الفكر يف �أ�سبابه‪ .‬ويح�سن بالأخ�صائيني املمار�سني‬
‫لعمليات تقييم وعالج �ضحايا التعذيب بحث م�س�ألة التحويل امل�ضاد‬
‫واحل�صول على �إ�رشاف وم�شورة من �أحد زمالئهم �إن ت�سنى لهم ذلك‪.‬‬
‫‪ .274‬وقد تقت�ضي الظروف �أن يجري املقابلة �أخ�صائي ينتمي �إىل فئة‬
‫ثقافية �أو لغوية خمالفة لفئة الناجني‪ .‬يف هذه احلاالت ميكن ال�سيد‬
‫‪331‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫على ﻧﻬج من اثنني لكل منهما مزاياه و�سيئاته‪ .‬الأول �أن يعتمد‬
‫الأخ�صائي كليا على ترجمة حرفية يقدمها مرتجم �شفوي (انظر الف�صل‬
‫الرابع‪ ،‬الفرع طاء)‪ ،‬والآخر �أن يعتمد يف املقابلة على �أ�سلوب يجمع‬
‫بني الثقافتني بحيث ت�صبح املقابلة عمال مت�ضافرا يتواله الأخ�صائي‬
‫باال�شرتاك مع مرتجم يزوده برتجمة �شفوية م�صحوبة ب�رشوح تي�رس‬
‫فهم مغزى الأحداث والتجارب والأعرا�ض والتعابري يف ثقافة ال�ضحية‪.‬‬
‫ذلك �أن الأخ�صائي ال يكون يف حاالت كثرية مدركا للعوامل الثقافية‬
‫والدينية واالجتماعية ذات الأثر بينما يكون بو�سع املرتجم البارع �أن يربز‬
‫ويف�رس هذه امل�سائل للأخ�صائي‪� .‬أما �إذا كان القائم ب�إجراء املقابلة �شديد‬
‫االعتماد على الرتجمة احلرفية فلن يتوفر له هذا النوع من التف�سري‬
‫املتعمق للمعلومات‪ .‬ومن جهة �أخرى ف�إنه �إذا كان متوقعا من املرتجمني‬
‫ال�شفويني تنبيه الأخ�صائي �إىل العوامل الثقافية والدينية واالجتماعية‬
‫ذات ال�صلة‪ ،‬ي�صبح من الأهمية مبكان �أن ال ت�صدر منهم �أية حماولة‬
‫للت�أثري ب�أي �شكل على �إجابات ال�شخ�ص على �أ�سئلة الأخ�صائي‪ .‬فعند‬
‫عدم االعتماد على الرتجمة احلريف ة ال�رصفة ال بد �أن يكون الأخ�صائي‬
‫على يقني من �أن �إجابات ال�شخ�ص التي ينقلها املرتجم متثل يف الواقع ما‬
‫ذكره ال�شخ�ص فعال دون �أي �إ�ضافة �أو حذف من قبل املرتجم‪ .‬و�أيا كان‬
‫النهج الذي ي ّتبع‪ ،‬ف�إن هوية املرتجم ال�شفوي وانتماءه الإثني والثقايف‬
‫وال�سيا�سي هما من االعتبارات ذات الأهمية يف اختياره‪ .‬وينبغي �أن‬
‫يكون �ضحية التعذيب واثقا من �أن املرتجم ال�شفوي �سيفهم كالمه‬
‫وينقله بدقة �إىل الأخ�صائي الذي يتق�صى احلالة‪ .‬لذا ال يجوز ب�أي‬
‫حال من الأحوال �إ�سناد الرتجمة ال�شفوية �إىل �أي �شخ�ص من املكلفني‬
‫ب�إنفاذ القانون �أو من املوظفني احلكوميني‪ .‬كما �أنه ال ي�صح‪ ،‬احرتاما‬
‫للخ�صو�صيات‪ ،‬اال�ستعانة يف الرتجمة بع�ضو من �أع�ضاء �أ�رسة ال�ضحية‪.‬‬
‫فعلى فريق التق�صي �أن يختار دائما مرتجما م�ستقال‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪332‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ -٣‬عنا�رص التقييم الذي يجريه الأخ�صائي يف علم النف�س �أو‬


‫الطبيب النف�سي‬
‫‪ .275‬ينبغي �أن تت�ضمن املقدمة ذكر م�صدر الإحالة‪ ،‬وبيانا موجزا بامل�صادر‬
‫التبعية (مثل ال�سجالت الطبية والقانونية واخلا�صة بالعالج النف�سي(‬
‫وو�صفا لطرق التقييم املتبعة (املقابالت‪ ،‬واجلرد العام للأعرا�ض‪ ،‬وملء‬
‫القوائم الت�سجيلية‪ ،‬واالختبارات الع�صبية – النف�سية)‪.‬‬
‫�أ) تاريخ التعذيب و�إ�ساءة املعاملة‬
‫‪ .276‬ينبغي بذل كل جهد ممكن لتوثيق التار يخ الكامل للتعذيب‬
‫واال�ضطهاد وال�صدمات الأخرى ذات ال�صلة (انظر الف�صل الرابع‪ ،‬الفرع‬
‫هاء)‪ .‬وهذا اجلزء من التقييم ي�سبب عادة �إجهادا لل�شخ�ص مو�ضع‬
‫التقييم‪ ،‬لذلك يلزم �إجرا�ؤه على مدى عدة جل�سات‪ .‬وينبغي �أن تبد�أ‬
‫املقابلة با�ستعرا�ض موجز عام للأحداث قبل اخلو�ض يف تفا�صيل حمنة‬
‫التعذيب‪ .‬وينبغي �أن يكون القائم ب�إجراء املقابلة ملما بالق�ضايا القانونية‬
‫التي تنطوي عليها احلالة لأﻧﻬا هي التي �ستحدد طبيعة ومقدار املعلومات‬
‫الالزمة للو�صول �إىل توثيق احلقائق‪.‬‬
‫ب) ال�شكاوى النف�سية احلالية‬
‫‪� .277‬إن تقييم الأداء النف�سي احلايل هو لب عملية التقييم‪ .‬وحيث �إنه‬
‫تبني �أن ن�سبة ترتاوح بني ‪ ٨٠‬و ‪ ٩٠‬يف املائة من جمموع �أ�رسى احلرب‬
‫الذين يتعر�ضون للفظائع و�ضحايا االغت�صاب يعانون مدى احلياة من‬
‫اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‪� ،‬سي�صبح من الالزم توجيه �أ�سئلة‬
‫حمددة تن�صب على الفئات الثالث الواردة لهذا اال�ضطراب يف الدليل‬
‫الت�شخي�صي والإح�صائي (التجدد النف�سي لتجربة ال�صدمة؛ واالجتناب‬
‫‪114 ١١٣‬‬
‫وتبلد اال�ستجابة مبا يف ذلك فقدان الذاكرة؛ والهياج املفرط‬
‫ويجب و�صف الأعرا�ض الت�أثرية والإدراكية وال�سلوكية بالتف�صيل‪ ،‬وبيان‬
‫‪333‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫مدى تواتر الكوابي�س والهذيان وا�ستجابة الإجفال املفرط لدى املباغتة‬


‫و�إيراد �أم ثلة على ذلك‪ .‬وعدم �إبداء الأعرا�ض قد يكون راجعا �إما �إىل‬
‫طبيعة اال�ضطراب املرتاوحة بني وقت و�آخر �أو امل�ؤجلة‪� ،‬أو �إىل �إنكار �أعرا�ض‬
‫موجودة العتبارها �شيئا م�شينا‪.‬‬
‫ج) تاريخ الفرتة الالحقة للتعذيب‬
‫‪ .278‬ي�سعى هذا اجلانب من التقييم النف�سي �إىل احل�صول على معلومات‬
‫عن ظروف احلياة احلالية‪ .‬فمن املهم تق�صي احتمال وجود منغ�صات �أخرى‬
‫مثل االنف�صال عن �أحب النا�س �إىل ال�ضحية �أو فقداﻧﻬم‪ ،‬والفرار من الوطن‬
‫والعي�ش يف املنفى‪ .‬وينبغي �أن ي�ستف�رس القائم ب�إجراء املقابلة �أي�ضا عن‬
‫متكن الفرد من ممار�سة ن�شاط مثمر ومن ك�سب الرزق ورعاية �أ�رسته وعما‬
‫هو متاح له من ركائز امل�ساندة االجتماعية‪.‬‬
‫د) تاريخ الفرتة ال�سابقة للتعذيب‬
‫‪� .279‬إن اقت�ضى احلال‪ ،‬يجب و�صف طفولة ال�ضحية ومراهقته و�شبابه‬
‫الباكر وخلفية �أ�رسته و�أمرا�ضها العائلية وتكوينها ‪.‬كما ينبغي �إيراد و�صف‬
‫تعر�ض لها‬
‫ملا�ضي ال�ضحية التعليمي واملهني‪ .‬ويجب تبيني �أي �صدمات ّ‬
‫ال�ضحية يف املا�ضي مثل االعتداء عليه يف طفولته �أو تعر�ضه ل�صدمات‬
‫احلرب �أو العنف داخل الأ�رسة‪ ،‬كذلك خلفيته الثقافية والدينية‪.‬‬
‫‪ .280‬فلو�صف املا�ضي ال�سابق على ال�صدمة �أهميته يف تقدير حالة‬
‫ال�صحة العقلية وم�ستوى الأداء النف�سي ل�ضحية التعذيب قبل حادث‬
‫التعذيب‪ .‬ويف تقييم املعلومات عن اخللفية العامة ينبغي �أن ي�ضع املق ّيم‬
‫يف اعتباره �أن اال�ستجابة لل�صدمات تت�أثر يف �أمدها وحدﺗﻬا بعوامل‬
‫عديدة‪ .‬وهذه ت�شمل ‪ -‬دون �أن تنح�رص يف – ظروف التعذيب‪ ،‬وكيفية‬
‫ر�ؤية ال�ضحية للتعذيب وتف�سريه له‪ ،‬وال�سياق االجتماعي قبل التعذيب‬
‫و�أثناءه وبعده‪ ،‬وما لدى اﻤﻟﺠ متع املحلي والأقران من موارد وقيم ومواقف‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪334‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫جتاه جتارب ال�صدمات‪ ،‬والعوامل ال�سيا�سية والثقافية‪ ،‬ومدى �شدة وطول‬


‫�أمد �أحداث ال�صدمة‪ ،‬و�أوجه ال�ضعف اجلينية والبيولوجية‪ ،‬ومرحلة منو‬
‫ال�ضحية و�سنه‪ ،‬ومدى تعر�ضه ل�صدمات ما�ضية‪ ،‬و�شخ�صيته ال�سابقة‬
‫على احلادث‪ .‬ويف كثري من حاالت املقابالت قد يتعذر احل�صول على‬
‫هذه املعلومات ب�سبب �ضيق الوقت وغري ذلك من امل�شاكل‪ .‬على �أن من‬
‫الأهمية مبكان احل�صول على بيانات عن حالة ال�صحة العقلية والأداء‬
‫النف�سي للفرد قبل التعذيب بالقدر الكايف لتكوين انطباع عن مدى‬
‫�إ�سهام التعذيب يف امل�شاكل النف�سية احلالية‪.‬‬
‫ه ) التاريخ الطبي‬
‫‪ .281‬يلخ�ص التاريخ الطبي الأحوال ال�صحية ال�سابقة على ال�صدمة‪،‬‬
‫والأحوال ال�صحية احلالية‪ ،‬و�أوجاع البدن‪ ،‬وال�شكاوى اجل�سدية املظهر‪،‬‬
‫والأدوية التي يتعاطاها الفرد و�آثارها اجلانبية‪ ،‬وتاريخ احلالة اجلن�سية‬
‫ذات ال�صلة‪ ،‬واجلراحات ال�سابقة التي �أجريت له‪ ،‬وغري ذلك من البيانات‬
‫الطبية (انظر الف�صل اخلام�س‪ ،‬الفرع باء)‪.‬‬
‫و) تاريخ العالج النف�سي‬
‫‪ .282‬ينبغي التحري عن تاريخ اال�ضطرابات العقلية �أو النف�سية‪ ،‬وطبيعة‬
‫امل�شاكل وما �إذا كان قد وفر لها عالج �أو اقت�ضت الإيداع يف م�ست�شفى‬
‫للأمرا�ض العقلية‪ .‬كما ينبغي �أن ي�شمل التحري �أي ا�ستعمال عالجي‬
‫�سابق لعقاقري تندرج يف عداد امل�ؤثرات العقلية‪.‬‬
‫ز) تاريخ ا�ستعمال وتعاطي املواد املخدرة‬
‫‪ .283‬ينبغي �أن يتق�صى الأخ�صائي �أمر ا�ستعمال املواد املخدرة قبل‬
‫حدوث التعذيب وبعد حدوثه‪ ،‬و�أمر التغري يف �أمناط اال�ستعمال وما‬
‫�إذا كان اللجوء �إىل هذه املواد يتم بق�صد مواجهة الأرق �أو التغلب على‬
‫م�شاكل يتناولها علم النف�س �أو الطب النف�سي‪ .‬وهذه املواد ال تقت�رص‬
‫‪335‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫فقط على الكحول والقنب والأفيون بل قد ت�شمل �أي�ضا املواد املخدرة‬


‫ال�شائعة على ال�صعيد الإقليمي مثل بزرة الفوفل ومواد �أخرى كثرية‬
‫غريها‪.‬‬
‫ح) فح�ص احلالة العقلية‬
‫‪ .284‬يبد�أ فح�ص احلالة العقلية يف الواقع منذ �أول حلظة يقابل فيها‬
‫الأخ�صائي ال�شخ�ص‪ .‬وينبغي �أن يالحظ القائم ب�إجراء املقابلة مظهر‬
‫ال�شخ�ص مثل عالمات �سوء التغذية وقلة النظافة والتغري يف الن�شاط‬
‫احلركي �أثناء املقابلة وكيفية ا�ستعمال ال�شخ�ص للغة ومدى تالقي �أعينه‬
‫معه‪ ،‬وا�ستعداده للتجاوب معه‪ ،‬وو�سيلته يف التخاطب معه‪ .‬وينبغي‬
‫تغطية العنا�رص التالية مع �إدراج كل جوانب فح�ص احلالة العقلية‬
‫يف تقرير التقييم النف�سي‪ ،‬وهذه ت�شمل املظهر العام‪ ،‬والن�شاط احلركي‪،‬‬
‫والنطق‪ ،‬واملزاج والت�أثر العاطفي‪ ،‬وحمتوى الفكر‪ ،‬وعملية التفكري‪،‬‬
‫وت�صورات االنتحار �أو قتل الغري وفح�ص القدرة الإدراكية (التوجه‬
‫والذاكرة البعيدة واملتو�سطة والفورية)‪.‬‬
‫ط) تقدير الأداء االجتماعي‬
‫‪� .285‬إن �أحداث التعذيب وال�صدمات قد ت�ؤثر‪� ،‬إما ب�صورة مبا�رشة �أو‬
‫غري مبا�رشة‪ ،‬على مدى قدرة ال�شخ�ص على الأداء‪ .‬وميكن �أن يت�سبب‬
‫التعذيب ب�صورة غري مبا�رشة يف فقدان الأداء والعجز عندما ت�ؤدي‬
‫العواقب النف�سية للمحنة التي مر ﺑﻬا الفرد �إىل الإخالل بقدرته على العناية‬
‫بنف�سه وك�سب رزقه و�إعالة �أ�رسته �أو متابعة درا�سته‪ .‬وعلى الأخ�صائي‬
‫�أن يقوم بتقدير م�ستوى الأداء احلايل للفرد وذلك باال�ستف�سار عن‬
‫�أن�شطته اليومية ودوره االجتماعي )ربة بيت‪ ،‬طالب‪ ،‬عامل( و�أن�شطته‬
‫االجتماعية والرتويحية وفكرته عن حالته ال�صحية‪ .‬وينبغي للقائم ب�إجراء‬
‫املقابلة �أن يطلب من الفرد �أن يعطي تقديره ال�شخ�صي حلالته ال�صحية‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪336‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫و�أن يفيده عن وجود �أو عدم وجود �شعور بالتعب املزمن و�أن يبلغه عن‬
‫�أي تغريات يحتمل �أن تكون قد ح�صلت يف �أدائه العام‪.‬‬
‫ي) االختبار النف�سي وا�ستخدام القوائم الت�سجيلية واال�ستبيانات‬
‫‪ .286‬ال توجد بيانات كثرية من�شورة عن ا�ستعمال االختبارات النف�سية‬
‫)اختبارات ال�شخ�صية الإ�سقاطية واملو�ضوعية ( يف �صدد تقييم حاالت‬
‫الناجني بعد التعذيب‪ .‬كما �أن االختبارات النف�سية لل�شخ�صية تفتقر �إىل‬
‫عن�رص ال�صالحية عرب خمتلف الثقافات‪ .‬والتقاء هذين العاملني يحد كثريا‬
‫من جدوى االختبارات النف�سية يف تقييم حاالت �ضحايا التعذيب‪ .‬على‬
‫�أن االختبارات الع�صبية ‪ -‬النف�سية قد تفيد يف تقدير حاالت �إ�صابات‬
‫املخ الناجتة عن التعذيب (انظر الفرع جيم‪ )4 -‬والناجي بعد حمنة‬
‫التعذيب قد يجد عناء يف التعبري بكلماته هو عن جتاربه و�أعرا�ضه‪.‬‬
‫ويف بع�ض احلاالت قد يفيد ا�ستعمال القوائم الت�سجيلية لل�صدمات‬
‫و�أعرا�ضها واال�ستبيانات املعدة �سلفا‪ .‬و�إن ر�أي القائم ب�إجراء املقابلة �أن‬
‫ذلك النهج قد يفيد‪ ،‬فيمكنه الرجوع �إىل العديد من اال�ستبيانات املتوفرة‬
‫ولو �أنه ال يوجد �أي ا�ستبيان منها له �صفة النوعية واالنطباق على‬
‫�ضحايا التعذيب على وجه التخ�صي�ص‪.‬‬
‫ك) االنطباع ال�رسيري‬
‫‪ .287‬عند حتديد االنطباع ال�رسيري لأغرا�ض الإبالغ عن الأدلة النف�سية‬
‫على التعذيب‪ ،‬يتعني على املمار�س �أن ي�س�أل نف�سه الأ�سئلة التالية‪:‬‬
‫‪1 .1‬هل النتائج النف�سية مت�سقة مع التعذيب املبلغ عن وقوعه؟‬
‫‪2 .2‬هل النتائج النف�سية متثل ا�ستجابات متوقعة �أو منطية للمحنة‬
‫ال�شديدة يف ال�سياق الثقايف واالجتماعي للفرد؟‬
‫‪3 .3‬يف �ضوء تقلب جمرى اال�ضطرابات العقلية الناجتة عن ال�صدمات‬
‫‪337‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫على مر الوقت‪ ،‬ما هو الإطار الزمني بالن�سبة حلوادث التعذيب؟ وما‬


‫هو موقع الفرد على طريق ال�شفاء؟‬
‫‪4 .4‬ما هي املنغ�صات الإ�ضافية التي يواجهها هذا ال�شخ�ص حاليا )مثال‬
‫ا�ستمرار اال�ضطهاد‪ ،‬الرتوح اجلربي �إىل اخلارج‪ ،‬حياة املنفي‪ ،‬فقدان‬
‫الأ�رسة �أو الدور االجتماعي(؟ وما هي وط�أة هذه الأمور عليه؟‬
‫‪5 .5‬ما هي العوامل البدنية التي ت�ساهم يف ال�صورة ال�رسيرية؟ يجب‬
‫االنتباه بوجه خا�ص �إىل �إ�صابات الر�أ�س �أثناء التعذيب �أو احلب�س؛‬
‫‪6 .6‬هل ال�صورة ال�رسيرية توحي بكذب ادعاء التعذيب؟‬
‫‪ .٢٨٨‬وعلى الأخ�صائي �أن يعلق على مدى االت�ساق فيما بني النتائج‬
‫النف�سية‪ ،‬ومدى ارتباطها مبا ُيدعى من �إ�ساءة املعاملة‪ .‬وينبغي و�صف‬
‫احلالة االنفعالية لل�شخ�ص وتعابري وجهه �أثناء املقابلة و�أعرا�ضه وتاريخ‬
‫حب�سه وتعذيبه والتاريخ ال�شخ�صي ال�سابق للتعذيب‪ .‬وينبغي ت�سجيل‬
‫عوامل مثل جميء �أعرا�ض معينة مت�صلة بال�صدمة ومدى و�ضوح ن�سبة‬
‫�أية نتائج نف�سية �أو �أمناط معينة من الأداء النف�سي �إىل ال�صدمة على‬
‫وجه التخ�صي�ص‪ .‬وينبغي �أن ت�ؤخذ بعني االعتبار �أي عوامل �إ�ضافية‬
‫مثل الرتوح اال�ضطراري‪ ،‬والتوطن يف بلد �آخر و�صعوبة التكيف مع‬
‫الثقافة اجلديدة ومواجهة �صعوبات لغوية والتعر�ض للبطالة و�ضياع‬
‫الديار والأ�رسة واملكانة االجتماعية‪ .‬وينبغي و�صف العالقة واالت�ساق‬
‫بني الأحداث والأعرا�ض‪ .‬واحلاالت البدنية مثل �إ�صابة الر�أ�س �أو املخ‬
‫قد ت�ستلزم مزيدا من التقييم‪ .‬فقد يتطلب الأمر التو�صية ب�إجراء تقدير‬
‫للأمرا�ض الع�صبية �أو للحالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية‪.‬‬
‫‪ .٢٨٩‬و�إذا بلغ م�ستوى الأعرا�ض الظاهرة لدى الناجي م�ستوى يف�ضي‬
‫�إىل ت�شخي�ص مر�ض نف�سي وفقا للدليل الت�شخي�صي والإح�صائي �أو وفقا‬
‫للت�صنيف الدويل‪ ،‬وجب �إدراج هذا الت�شخي�ص‪ .‬وقد ينطبق �أكرث من‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪338‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ت�شخي�ص واحد‪ .‬ومرة �أخرى ينبغي التذكري ب�أنه رغم �أنه مما يدعم �صحة‬
‫االدعاء بوقوع التعذيب �أن ي�سفر الفح�ص عن التو�صل �إىل ت�شخي�ص‬
‫م�ؤداه وجود ا�ضطراب عقلي مت�صل بال�صدمة‪ ،‬ف�إن عدم ا�ستيفاء املعايري‬
‫الالزمة للو�صول �إىل ت�شخي�ص مر�ض نف�سي ال يعني �أن التعذيب مل‬
‫يحدث‪ .‬ذلك �أن م�ستوى الأعرا�ض لدى الناجي بعد التعذيب قد ال يبلغ‬
‫امل�ستوى املطلوب لكي ت�ستوفى بالكامل معايري ت�شخي�ص معني مبوجب‬
‫الدليل الت�شخي�صي وا لإح�صائي �أو مبوجب الت�صنيف الدويل‪ .‬ويف تلك‬
‫احلاالت‪� ،‬ش�أﻧﻬا �ش�أن جميع احلاالت الأخرى‪ ،‬ينبغي النظر �إىل الأعرا�ض‬
‫التي ي�شكو منها الناجي وحكاية التعذيب املدعى وقوعه ككل واحد‬
‫متكامل‪ ،‬وينبغي تقييم مدى االت�ساق بني حكاية التعذيب والأعرا�ض‬
‫التي يبلغ عنها الفرد وو�صف ذلك يف التقرير‪.‬‬
‫‪ .290‬ومن الأهمية مبكان الت�سليم ب�أن بع�ض النا�س قد يعمدون‪ ،‬لأ�سباب‬
‫�شخ�صية �أو �سيا�س ية‪� ،‬إىل املغاالة يف ت�صوير حمنة �صغرية ن�سبيا‪.‬‬
‫فينبغي �أن يكون املتق�صي واعيا دائما ملثل هذه االحتماالت و�أن يحاول‬
‫تبني �أي �أ�سباب ممكنة للمبالغة �أو االختالق‪ .‬على �أنه ينبغي �أن ي�ضع يف‬
‫اعتباره �أن مثل هذا االختالق يتطلب معرفة دقيقة بالأعرا�ض التي تنتج‬
‫عن ال�صدمات‪ ،‬وتلك معرفة يندر �أن تتوفر لدى الأفراد‪ .‬كما �أن �أوجه عدم‬
‫التنا�سق يف ال�شهادة قد تن�ش�أ عن عدد من الأ�سباب الوجيهة مثل اختالل‬
‫الذاكرة ب�سبب �إ�صابة املخ‪� ،‬أو االرتباك‪� ،‬أو االنف�صام‪� ،‬أو االختالفات‬
‫الثقافية يف �إدراك مفهوم الوقت‪� ،‬أو ت�شظي وكبت ذكريات ال�صدمة‪� .‬إن‬
‫التوثيق الفعال لل�شواهد النف�سية على التعذيب يتطلب ممار�سني لديهم‬
‫القدرة على تقييم �أوجه االت�ساق و�أوجه عدم االت�ساق يف تقريره‪ .‬و�إذا‬
‫ا�شتبه القائم ب�إجراء املقابلة يف �أن الأمر ينطوي على اختالق‪ ،‬وجب‬
‫�إجراء مزيد من املقابالت ال�ستي�ضاح �أوجه عدم االت�ساق يف التقرير‪ .‬فقد‬
‫يكون بو�سع �أع�ضاء الأ�رسة �أو الأ�صدقاء ت�أكيد �صحة الرواية‪ .‬و�إذا �أجرى‬
‫‪339‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املمار�س فحو�صا �إ�ضافية وظل ي�شتبه مع ذلك يف وجود اختالق‪ ،‬وجب‬


‫عليه �أن يحيل الفرد �إىل ممار�س �آخر و�أن ي�ستطلع ر�أي زميله يف �أمره‪.‬‬
‫فاال�شتباه يف االختالق يجب �أن يوثّق بر�أي ممار�سني اثنني‪.‬‬
‫ل) التو�صيات‬
‫‪� .291‬ستتوقف التو�صيات املرتتبة على �إجراء التقييم النف�سي على ال�س�ؤال‬
‫املطروح عند طلب �إجراء التقييم‪ .‬فالأمر قد ين�صب على ح�سم م�سائل‬
‫قانونية وق�ضائية‪� ،‬أو طلب جلوء �أو �إعادة توطني �أو لزوم توفري العالج‪.‬‬
‫والتو�صيات قد تدعو �إىل �إجراء مزيد من تقدير احلالة‪ ،‬مثال ذلك‬
‫باالختبارات الع�صبية ‪ -‬النف�سية‪� ،‬أو �إىل العالج الطبي �أو النف�سي‪� ،‬أو �إىل‬
‫توفري الأمان وامللج�أ‪.‬‬
‫‪ -٤‬تقدير احلالة من الوجهة الع�صبية ‪ -‬النف�سية‬
‫‪ .٢٩٢‬الطب الع�صبي ‪ -‬النف�سي هو علم تطبيقي يتناول التعبري ال�سلوكي‬
‫عن خلل وظيفي يف املخ‪ .‬فتقدير احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية يتناول على‬
‫الأخ�ص قيا�س وت�صنيف اال�ضطرابات ال�سلوكية امل�صاحبة لتلف ع�ضوي‬
‫يف املخ‪ .‬وقد �أ�صبح هذا العلم علما معرتفا به منذ �أمد طويل لنفعه‬
‫يف التمييز بني احلاالت الع�صبية واحلاالت النف�سية ويف توجيه العالج‬
‫والت�أهيل للمر�ضى الذين يعانون من عواقب م�ستويات متفاوتة من التلف‬
‫يف املخ‪ .‬و�إجراء التقييمات الع�صبية ‪ -‬النف�سية للناجني بعد التعذيب هو‬
‫من الأمور النادرة‪ ،‬وال توجد حتى الآن يف بطون الكتب واملراجع �أية‬
‫درا�سات ع�صبية ‪ -‬نف�سية تتناول حالتهم‪ .‬ولذلك ف�إن املالحظات التالية‬
‫�ستقت�رص على تناول مبادئ عامة قد ي�سرت�شد ﺑﻬا مقدمو اخلدمات‬
‫ال�صحية يف تفهم جدوى ودواعي التقدير الع�صبي ‪ -‬النف�سي حلاالت‬
‫الأ�شخا�ص امل�شتبه يف كوﻧﻬم من �ضحايا التعذيب‪ .‬وقبل التعر�ض‬
‫لق�ضايا اجلدوى والدواعي ال بد من الت�سليم ب�أن التقدير الع�صبي‪-‬‬
‫النف�سي يخ�ضع لقيود معينة يف حالة هذه اﻤﻟﺠموعة‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪340‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أ ) حدود �إمكانيات التقدير الع�صبي ‪ -‬النف�سي‬


‫‪ .293‬يوجد عدد من العوامل امل�شرتكة التي تعقد من عملية تقييم حالة‬
‫الناجني بعد التعذيب عموما‪ ،‬وقد مت ا لتطرق �إليها يف موا�ضع �أخرى‬
‫من هذا الدليل‪ .‬وهي ت�رسي على تقدير احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية‬
‫مثلما ت�رسي على الفح�ص الطبي �أو النف�سي‪ .‬على �أن �إمكانيات التقدير‬
‫الع�صبي ‪ -‬النف�سي قد يحد منها عد د من العوامل الإ�ضافية منها عدم‬
‫وجود بحوث عن حالة الناجني بعد التعذيب‪ ،‬واالعتماد على معايري‬
‫مبنية على جمموعة �سكانية معينة‪ ،‬والفروق الثقافية واللغوية‪ ،‬واحتمال‬
‫جتدد ال�شعور بال�صدمة لدى من عانوا التعذيب‪.‬‬
‫‪ .294‬وكما ذكر من قبل‪ ،‬ال توجد �سوى مادة �ضئيلة ميكن الرجوع �إليها‬
‫ب�ش�أن التقدير الع�صبي ‪ -‬النف�سي حلالة �ضحايا التعذيب‪ .‬فالكتابات‬
‫ذات ال�صلة تتناول �أنواعا خمتلفة من �إ�صابات الر�أ�س والتقدير الع�صبي‬
‫‪-‬النف�سي حلاالت اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات ب�صورة عامة‪.‬‬
‫ومن ثم ف�إن ما هو مطروح �أدناه والتف�سريات التالية لتقديرات احلالة‬
‫الع�صبية ‪ -‬النف�سية �إمنا تعتمد بحكم ال�رضورة على تطبيق مبادئ عامة‬
‫ا�ستخدمت يف حالة جمموعات �أخرى‪.‬‬
‫‪� .٢٩٥‬إن ن�ش�أة عملية تقدير احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية والكيفية التي‬
‫متار�س ﺑﻬا يف البلدان الغربية تعتمدان اعتمادا �شديدا على ﻧﻬج �إح�صائي‬
‫يقوم على مقارنة نتائج ح�شد من االختبارات املوحدة با�ستخدام معايري‬
‫م�ستندة �إىل اﻤﻟﺠموعة ال�سكانية املعينة‪ .‬ورغم �أن تف�سريات تقديرات‬
‫احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية امل�ستندة �إىل مرجع قيا�سي موحد ميكن‬
‫تكملتها بالنهج الذي و�ضعه لوريا يقوم على حتليل النوعية‪ ،‬ال �سيما‬
‫حني تتطلب احلالة ال�رسيرية ذلك‪ ،‬ف�إن االعتماد على النهج الإح�صائي‬
‫ال يزال غالبا ‪ .١١6 ١١5‬كما �أن االعتماد على نتائج االختبارات يزداد �إىل‬
‫‪341‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أق�صى درجة عندما يكون التلف الذي �أ�صاب املخ طفيفا �أو معتدال‬
‫ولي�س �شديدا �أو عندما ُيعتقد �أن الق�صور الع�صبي ‪ -‬النف�سي تابع‬
‫ال�ضطراب نف�سي‪.‬‬
‫‪ .296‬والفروق الثقافية واللغوية قد حتد كثريا من جدوى التقدير الع�صبي‪-‬‬
‫النف�سي ومن مدى انطباقه على حاالت الأ�شخا�ص امل�شتبه يف كوﻧﻬم من‬
‫�ضحايا التعذيب‪ .‬فتقديرات احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية ت�صبح من الأمور‬
‫امل�شكوك يف �صالحيتها عندما ال توجد ترجمات موحدة لالختبارات‬
‫ويكون الفاح�ص ال�رسيري غري جميد للغة ال�شخ�ص‪ .‬ف�إذا مل تكن الرتجمات‬
‫املوحدة متوفرة ومل يكن الفاح�صون جميدين للغة فلن يت�سنى �أ�صال‬
‫ال�رشوع يف املهام اللفظية �أو تف�سريها على نحو جمد‪ .‬معنى هذا �أن‬
‫االختبارات غري اللفظية هي وحدها التي �سي�ستطاع ا�ستخدامها وهذا‬
‫يحول دون املقارنة بني القدرات اللفظية وغري الل فظية‪ .‬ثم �إن حتليل‬
‫موطن الق�صور ي�صبح �أ�شد �صعوبة‪ ،‬وهو حتليل له فائدة كبرية نظرا لعدم‬
‫متاثل تنظيم املخ حيث يغلب الن�صف الأي�رس عادة يف �أداء وظيفة الكالم‪.‬‬
‫وما مل تتوفر كذلك معايري م�ستندة �إىل اﻤﻟﺠموعة ال�سكانية التي ينتمي‬
‫�إليها ال�شخ�ص من الوجهتني الثقافية واللغوية‪ ،‬ف�إن �صالحية تقدير احلالة‬
‫الع�صبية ‪ -‬النف�سية ت�صبح من الأمور امل�شكوك فيها �أي�ضا‪ .‬ونتيجة اختبار‬
‫ُمعامل الذكاء هي من االعتبارات املركزية التي تتيح للفاح�صني و�ضع نتائج‬
‫اختبارات احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية يف �إطارها ال�صحيح‪ .‬وفيما يخ�ص‬
‫�سكان الواليات املتحدة مثال ت�شتق هذه النتيجة يف �أغلب الأحيان من‬
‫جمموعات فرعية لفظية با�ستخدام مقايي�س »وك�سلر« )‪ (Wechsler‬وعلى‬
‫الأخ�ص املقيا�س الفرعي اخلا�ص باملعلومات لأنه عند وجود‪ ،‬تلف ع�ضوي‬
‫يف املخ ف�إن املعرفة املكت�سبة عن احلقائق �ستعاين تدهورا �أقل على الأرجح‬
‫مما تعانيه املهام الأخرى‪ ،‬و�ستظل معربة بدرجة �أكرب من �سواها من‬
‫املقايي�س عن قدرة التعلم ال�سابقة‪ .‬كما �أن القيا�س ي�صح �أن يكون م�ستندا‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪342‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫كذلك �إىل حالة التعليم والعمل ال�سابقني وبيانات احلالة الدميغرافية‪ .‬وغني‬
‫عن البيان �أنه ال ميكن تطبيق �أي من هذين االعتبارين على �أ�شخا�ص ال‬
‫تتوفر يف حالتهم معايري م�ستندة �إىل جمموعتهم‪ ،‬وبذلك لن يت�سنى يف‬
‫الواقع �سوى �إجراء تقديرات تقريبية للغاية للأداء الفكري ال�سابق لل�صدمة‪.‬‬
‫ومن ثم ف�إن �أي ق�صور ع�صبي ‪ -‬نف�سي يكون دون م�ستوى الق�صور‬
‫ال�شديد �أو املعتدل �سيكون �أمراً من املتعذر تف�سريه‪.‬‬
‫‪ .297‬وتقديرات احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية قد جتدد ال�شعور بال�صدمة‬
‫لدى من عانوا التعذيب‪ .‬وينبغي احلر�ص البالغ على الإقالل �إىل �أدنى‬
‫حد ممكن من احتمال جتدد �إح�سا�س ال�شخ�ص بال�صدمة من جراء �أي‬
‫نوع من الإجراءات الت�شخي�صية (انظر الف�صل الرابع‪ ،‬الفرع حاء)‪ .‬و�أحد‬
‫الأمثلة الوا�ضحة جدا على ذلك ب�صدد االختبار الع�صبي ‪ -‬النف�سي‬
‫على وجه التخ�صي�ص هو �أن ال�سيد ب�صورة روتينية على املنوال املعتاد‬
‫يف جمموعة اختبارات »هال�ستيد‪ -‬ريتان« )‪ (HalsteadReitan‬وخا�صة‬
‫اختبار الأداء اللم�سي مع ع�صب العينني‪Tactual Performance Test-‬‬
‫‪TPT‬قد يكون �أمرا بالغ ال�رضر‪ ،‬لأن التعر�ض لل�شعور بالعجز التام املالزم‬
‫لهذا الإجراء �سي�شكل �صدمة بالغة يف حالة معظم �ضحايا التعذيب‬
‫الذين مروا بتجربة ع�صب �أعينهم �أثناء احلب�س والتعذيب‪ ،‬بل حتى يف‬
‫حالة من مل ميروا ﺑﻬذه التجربة منهم ‪.‬والواقع �أن كل �شكل من �أ�شكال‬
‫االختبار الع�صبي ‪ -‬النف�سي قد يوجد مع�ضلة لأن و�ضع ال�شخ�ص حتت‬
‫املالحظة وتوقيت ا�ستجاباته با�ست خدام �ساعة توقيتية ومطالبته ببذل‬
‫غاية جهده يف �أداء مهام غري م�ألوفة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل دعوته �إىل القيام‬
‫بعمل بدال من امل�شاركة يف حديث‪ ،‬كل هذا من الأمور التي قد ت�سبب‬
‫عناء نف�سيا بالغا له �أو تذكرة له مبحنة التعذيب‪.‬‬
‫‪343‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ب) دواعي �إجراء تقدير للحالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية‬


‫‪ .298‬عند تقييم �أوجه الق�صور يف �سلوك �أ�شخا�ص م�شتبه يف كوﻧﻬم قد‬
‫عذبوا ين�ش�أ داعيان �أ�سا�سيان لإجراء تقدير‪ -‬للحالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية‬
‫هما �إ�صابة املخ واال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات مبا ي�صاحبهما‬
‫من الت�شخي�صات ذات ال�صلة‪ .‬ولئن كانت هاتان الفئتان تتداخالن يف‬
‫بع�ض اجلوانب كما �أﻧﻬما كثريا ما جتتمعان لدى ال�شخ�ص الواحد‪،‬‬
‫ف�إن فئة �إ�صابة املخ هي وحدها التي تعترب منطيا وتقليديا مادة للطب‬
‫الع�صبي ‪ -‬النف�سي بينما فئة اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‬
‫فئة جديدة ن�سبيا مل يجر ب�ش�أﻧﻬا القدر الكايف من البحوث وهي تعد‬
‫�إ�شكالية نوعا ما‪.‬‬
‫‪� .٢٩٩‬إن �إ�صابة املخ مبا ينتج عنها من التلف قد ترجع �إىل �أنواع �شتى من‬
‫�صدمات الر�أ�س واال�ضطرابات الأي�ض ّية �أثناء فرتات اال�ضطهاد واحلب�س‬
‫والتعذيب‪ .‬وقد ي�شمل ذلك جروح الطلقات النارية‪ ،‬و�آثار الت�سمم‪،‬‬
‫واحلالة الغذائية املرتدية الناجتة عن الإ�رشاف على املوت جوعا �أو تعاطي‬
‫مواد �ضارة بالإك راه‪ ،‬و�آثار قلة الأك�سجني �أو انعدامه نتيجة اخلنق �أو‬
‫الإ�رشاف على الغرق‪ ،‬ويف �أكرث احلاالت �شيوعا تكون ال�صدمة نا�شئة‬
‫عن �رضبات وجهت �إىل الر�أ�س �أثناء عمليات ال�رضب‪ .‬فت�سديد �رضبات‬
‫�إىل الر�أ�س �أمر كثري احلدوث يف فرتات احلب�س والتعذيب‪ .‬وقد تبني‬
‫على �سبيل املثال من عينة م�ؤلفة من عدد من الناجني بعد التعذيب �أن‬
‫�رضبات الر�أ�س حتتل املكان الثاين �ضمن �أ�شكال االعتداء البدين التي‬
‫تردد ذكرها (‪ ٤٥‬يف املائة) وال تفوقها �إال ال�رضبات املوجهة �إىل اجل�سم‬
‫(‪ ٥‬يف املائة)‪ .١١٧‬فاحتمال �إ�صابة املخ بتلف يعد احتماال كبريا يف حالة‬
‫�ضحايا التعذيب‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪344‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ .300‬وقد متثل �إ�صابات الر�أ�س املغلقة املف�ضية �إىل م�ستويات خفيفة‬


‫�إىل معتدلة من ال�رضر الطويل الأجل ال�سبب الأكرث �شيوعا بني �أ�سباب‬
‫خلو�ص تقديرات احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية �إىل وجود حالة غري �سوية‪.‬‬
‫ومع �أن مواقع الإ�صابة قد ترتك ندوبا على الر�أ�س ف�إن الآفات الناجتة‬
‫يف املخ تكون يف العادة مما يتعذر اكت�شافه بالت�صوير الت�شخي�صي‬
‫للمخ‪ .‬وقد يغفل املمار�سون يف جمال ال�صحة العقلية عن امل�ستويات‬
‫اخلفيفة �إىل املعتدلة من �إيذاء املخ‪� ،‬أو هم قد يعطوﻧﻬا �أقل مما ت�ستحق‬
‫من االهتمام لأن من املرجح �أن تكون �أعرا�ض االكتئاب �أو اال�ضطراب‬
‫النف�سي الالحق لل�صدمات طاغ ية على ال�صورة ال�رسيرية مما ي�ؤدي �إىل‬
‫توجيه عناية �أقل �إىل احتمال الت�أثر ب�صدمة للر�أ�س‪ .‬وت�شمل ال�شكاوى‬
‫ال�شخ�صية التي ترتدد على �أل�سنة الناجني وجود �صعوبة يف االنتباه‬
‫والرتكيز والذاكرة الق�صرية الأجل‪ ،‬وهذه �شكاوى قد تكون ناجتة �إما عن‬
‫تلف يف املخ �أو عن اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‪ .‬ونظرا ل�شدة‬
‫�شيوع هذا النوع من ال�شكاوى بني من يعانون عموما من اال�ضطراب‬
‫النف�سي الالحق لل�صدمات ف�إن الت�سا�ؤل عما �إذا كانت راجعة يف الواقع‬
‫�إىل �إ�صابة حاقت بالر�أ�س قد ال ين�ش�أ �أ�صال‪.‬‬
‫امل�شخ�ص �أن يعتمد يف املرحلة الأوىل من الفح�ص‬‫ّ‬ ‫‪ .301‬ويتوجب على‬
‫على تاريخ �إ�صابات الر�أ�س امل�شار �إليها يف التقرير وعلى �سري الأعرا�ض‪.‬‬
‫وكما يف �سائر حاالت امل�صابني يف املخ قد تتبني فائدة ا�ستقاء معلومات‬
‫من �أطراف �أخرى‪ ،‬وخا�صة من الأقارب‪ .‬فال يغيب عن البال �أن امل�صابني‬
‫يف املخ يجدون يف كثري من الأحيان �صعوبة بالغة يف الإف�صاح عما‬
‫ب�أنف�سهم �أو حتى يف �إدراك احلدود التي تفر�ضها الإ�صابة على قدراﺗﻬم‬
‫لأﻧﻬم‪� ،‬إن جاز القول‪ ،‬يف داخل امل�شكلة‪ .‬ويف تكوين االنطباعات الأولية‬
‫عن الفارق بني التلف الع�ضوي للمخ واال�ضطراب النف�سي الالحق‬
‫لل�صدمات قد يفيد االنطالق من حتديد الت�سل�سل الزمني للأعرا�ض‪.‬‬
‫‪345‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ف�إذا كانت �أعرا�ض �ضعف االنتباه والرتكيز والذاكرة متذبذبة على مدى‬
‫فرتة من الزمن ومتفاوتة ح�سب م�ستويات القلق واالكتئاب يكون الأمر‬
‫راجعا على الأرجح �إىل الطبيعة الطورية لال�ضطراب النف�سي الالحق‬
‫لل�صدمات‪ .‬ومن اجلهة الأخرى �إذا كان ال�ضعف يبدو مزمنا ال تذبذب‬
‫فيه وم�ؤكدا ب�شهادة �أفراد الأ�رسة‪ ،‬وجب النظر يف احتمال وجود تلف‬
‫يف املخ حتى �إن مل يتوفر يف البداية تاريخ وا�ضح ي�شري �إىل وقوع �صدمة‬
‫للر�أ�س‪.‬‬
‫‪ .٣٠٢‬و�إذا ما تبدى ال�شك يف احتمال التلف الع�ضوي للمخ‪ ،‬ف�إن اخلطوة‬
‫الأوىل للممار�س يف جمال ال�صحة العقلية ينبغي �أن تكون النظر يف‬
‫�إحالة ال�شخ�ص �إىل طبيب لإجراء مزيد من فح�ص اجلهاز الع�صبي‪ .‬وتبعا‬
‫للنتائج الأولية قد يرى الطبيب ا�ست�شارة �أخ�صائي يف طب الأع�صاب‬
‫�أو ي�أمر ب�إجراء اختبارات ت�شخي�صية ‪.‬ف�إجراء فحو�ص طبية كلية �شاملة‬
‫�أو الرجوع �إىل �أخ�صائي يف م�س�ألة حمددة �أو اللجوء �إىل �إجراء تقدير‬
‫للحالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية‪ ،‬كل هذه احتماالت جديرة بالنظر‪ .‬واللجوء‬
‫�إىل �إجراءات التقييم الع�صبي ‪ -‬النف�سي مما ين�صح به عادة �إذا مل تتبني‬
‫�أي مظاهر خللل ع�صبي فادح‪� ،‬أو �إذا كان الطابع الإدراكي غالبا على‬
‫الأعرا�ض املبلغ عنها‪� ،‬أو �إذا لزم �إجراء ت�شخي�ص مقارن بني حالة تلف املخ‬
‫وحالة اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‪.‬‬
‫‪ .303‬واختيار االختبارات والإجراءات الع�صبية ‪ -‬النف�سية يظل خا�ضعا‬
‫للقيود واحلدود امل�شار �إليها �آنفا‪ ،‬وينبغي �أال ّتتبع هذه االختبارات‬
‫والإجراءات قالبا موحدا جامعا بل يتعني �أن تكون خم�ص�صة للحالة املعنية‬
‫وح�سا�سة للخ�صائ�ص الفردية‪ .‬وتوفر املرونة الالزمة يف اختيار االختبارات‬
‫والإجراءات يتطلب �أن يكون الفاح�ص على قدر كبري من اخلربة واملعرفة‬
‫واحليطة‪ .‬وكما ذكر من قبل‪ ،‬ف�إن نطاق الأدوات التي ت�صلح لال�ستخدام‬
‫�سيقت�رص يف كثري من احلاالت على املهام غري اللفظية‪ ،‬ومن الأرجح �أن‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪346‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫تفقد خوا�ص القيا�س النف�سي لأي اختبارات موحدة داللتها عندما ال‬
‫تكون املعايري امل�ستندة �إىل اﻤﻟﺠموعة ال�سكانية املعينة منطبقة على حالة‬
‫ال�شخ�ص‪ .‬وامتناع املقايي�س اللفظية ميثل قيدا بالغ ال�ش�أن‪ ،‬لأن جوانب‬
‫كثرية من الأداء الإدراكي تتم من خالل اللغة‪ ،‬كما �أنه يلزم يف العادة �إجراء‬
‫مقارنات منهجية بني خمتلف القيا�سات اللفظية وغري اللفظية للو�صول‬
‫�إىل النتائج املن�شودة ب�ش�أن طبيعة الق�صور‪.‬‬
‫‪ .304‬ومما يزيد الأمر تعقيدا ظهور �أدلة على وجود فروق ملمو�سة يف‬
‫�أداء املهام اللفظية فيما بني اﻤﻟﺠموعات �ضمن ثقافات وثيقة العرى ن�سبيا‪.‬‬
‫فعلى �سبيل املثال قارن �أحد البحوث �أداء جمموعتني خمتارتني ع�شوائيا‬
‫من اﻤﻟﺠمتع املحلي تت�ألف �إحداهما من ‪ ١١٨‬من كبار ال�سن الناطقني‬
‫بالإنكليزية والأخرى من ‪ ١١٨‬من �أقراﻧﻬم الناطقني بالإ�سبانية‪ ،‬وذلك يف‬
‫جمموعة وجيزة من االختبارات الع�صبية ‪ -‬النف�سية‪ .١١٨‬وقد مت اختيار‬
‫العينتني بطريقة ع�شوائية مع مطابقتهما دميغرافيا‪ .‬ورغم ت�شابه نتائج‬
‫القيا�سات اللفظية‪ ،‬ف�إن نتائج الناطقني بالإ�سبانية كانت �أدنى بقدر‬
‫ملحوظ فيما يقرب من جميع القيا�سات غري اللفظية‪ .‬وهذه القيا�سات‬
‫توحي بلزوم احلذر عند ا�ستخدام القيا�سات غري اللفظية والقيا�سات‬
‫اللفظية لتقدير حالة �أفراد من غري الناطقني بالإنكليزية عندما تكون‬
‫االختبارات قد �أعدت �أ�صال لناطقني بالإنكليزية‪.‬‬
‫‪ .305‬وال بد �أن يرتك �أمر اختيار الأدوات والإجراءات التي ت�ستخدم‬
‫يف تقدير احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية للأ�شخا�ص امل�شتبه يف كوﻧﻬم من‬
‫�ضحايا التعذيب للممار�س الفرد الذي �سيكون عليه �أن يختارها وفقا‬
‫ملتطلبات و�إمكانيات احلالة‪ .‬واختبارات احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية لن‬
‫يت�سنى ا�ستخدامها على الوجه ال�صحيح دون تدريب ومعرفة وا�سعني‬
‫يف جمال ال�صالت القائمة بني املخ وال�سلوك‪ .‬وميكن االطالع على قوائم‬
‫�شاملة ب�إجراءات وجتار الطب الع�صبي ‪ -‬النف�سي وكيفية تطبيقها على‬
‫الوجه ال�سليم يف املراجع املعتمدة‪.١١٩‬‬
‫‪347‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ج) اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‬


‫‪� .306‬إن االعتبارات املطروحة �أعاله كفيلة بتو�ضيح �رضورة التزام قدر كبري‬
‫من احلذر عند ال�سعي �إىل �إجراء تقدير ع�صبي ‪ -‬نف�سي لإ�صابات املخ‬
‫لأ�شخا�ص من امل�شتبه يف تعر�ضهم للتعذيب‪ .‬وذلك ي�صدق بدرجة �أ�شد‬
‫على حماولة توثيق وجود حالة اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‬
‫لدى الناجني ممن ي�شتبه يف تعر�ضهم للتعذيب باللجوء �إىل �إجراء تقدير‬
‫للحالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية‪ .‬فحتى عند تقدير حالة اال�ضطراب النف�سي‬
‫الالحق لل�صدمات لدى �أ�شخا�ص تنطبق عليهم املعايري امل�ستندة �إىل‬
‫اﻤﻟﺠموعة ال�سكانية املعينة‪ ،‬تظل هناك �صعوبات كثرية يتعني النظر فيها‪.‬‬
‫فهذا اال�ضطراب يدخل يف باب الطب النف�سي ومل يكن حمل الرتكيز‬
‫التقليدي يف تقدير احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية‪ .‬ثم �إن هذا اال�ضطراب ال‬
‫يطابق النموذج التقليدي املتمثل يف درا�سة �آفة ميكن حتديدها يف املخ‬
‫ويت�سنى ت�أكيد وجودها با�ستخدام التقنيات الطبية‪ .‬على �أنه مع تزايد‬
‫الت�شديد على دور الآليات البيولوجية يف النف�سية عموما‪ ،‬وتعاظم تفهم‬
‫هذا الدور‪� ،‬أ�صبح الرجوع �إىل مناذج الطب الع�صبي ‪ -‬النف�سي �أكرث تواترا‬
‫مما كان عليه احلال يف املا�ضي‪ .‬غري �أنه كما ذكر �أعاله« مل ُيكتب حتى‬
‫الآن �إال الرتر الي�سري ن�سبيا عن اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‬
‫من زاوية الطب الع�صبي ‪ -‬النف�سي‪.١٢٠‬‬
‫‪ .٣٠٧‬وقد �أ�سفرت العينات امل�ستخدمة يف درا�سات املقايي�س الع�صبية‬
‫‪ -‬النف�سية حلاالت اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات عن ظهور‬
‫درجة عالية من التباين‪ ،‬ولعل ذلك يف�رس التباين يف امل�شاكل الإدراكية‬
‫التي �أفادت عنها هذه الدرا�سات‪.‬وقد �أ�شري �إىل �أن «امل�شاهدات ال�رسيرية‬
‫توحي ب�أن التداخل بني �أعرا�ض اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‬
‫واﻤﻟﺠاالت الع�صبية يكون على �أ�شده يف جماالت الإدراك الع�صبي‬
‫اخلا�صة بالرتكيز والذاكرة والأداء التنفيذي»‪ .‬وهذا يت�سق مع �شكاوى‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪348‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ترتدد كثريا على �أل�سنة الناجني بعد التعذيب حني ي�شكون من �صعوبات‬
‫يف الرتكيز ومن ال�شعور بعدم القدرة على حفظ املعلومات وامل�شاركة يف‬
‫�أي ن�شاط خمطط وهادف‪.‬‬
‫‪ .٣٠٨‬ويبدو �أن الو�سائل املتبعة يف تقدير احلالة الع�صبية ‪ -‬النف�سية قادرة‬
‫على تبيان وجود �أوجه ق�صور ع�صبي �إدراكي �ضمن حاالت اال�ضطراب‬
‫النف�سي الالحق لل�صد مات‪ ،‬و�إن كان �إرجاع �أوجه الق�صور هذه �إىل �أ�سباب‬
‫نوعية حمددة �أمرا �أ�صعب‪ .‬وقد وثّقت بع�ض الدرا�سات وجود �أوجه ق�صور‬
‫لدى الأ�شخا�ص الذين يعانون من اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‪،‬‬
‫وذلك عند مقارنتهم مبجموعات مقابلة من الأفراد العاديني الذين مت‬
‫اختبارهم لغر�ض �ضبط املقارنة‪ ،‬ولكنها مل متيز ه�ؤالء الأ�شخا�ص بالقيا�س‬
‫�إىل جمموعات مكافئة من امل�صابني ب�أمرا�ض نف�سية ‪ ,122 ١٢١‬وبكالم �آخر‪،‬‬
‫ف�إنه من املرجح �أن ت�سفر نتائج االختبارات عن ظهور �أوجه ق�صور ع�صبي‬
‫�إدراكي يف حاالت اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات ولكنها لن تكفي‬
‫يف حد ذاﺗﻬا لت�شخي�ص احلالة على �أﻧﻬا حالة ا�ضطراب نف�سي الحق‬
‫لل�صدمة‪ .‬وكما هو احلال بالن�سبة لأنواع �أخرى كثرية من التقديرات‪،‬‬
‫ف�إن تف�سري نتائج االختبارات يجب �أن يكون جزءا ال يتجز�أ من �سياق‬
‫�أو�سع ي�شمل املعلومات امل�ستقاة من املقابلة ورمبا من اختبار ال�شخ�صية‪.‬‬
‫ومن هذا املنظور ميكن �أن ت�سهم طرق حمددة من طرق تقدير احلالة‬
‫الع�صبية ‪ -‬النف�سية يف توثيق حالة اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‬
‫على نف�س النحو الذي ت�سهم به يف توثيق اال�ضطرابات النف�سية الأخرى‬
‫املقرتنة ب�أوجه ق�صور ع�صبية �إدراكية معروفة‪.‬‬
‫‪ .309‬ورغم القيود الكبرية التي حتد من �إمكانيات التقدير الع�صبي‪-‬‬
‫النف�سي‪ ،‬ف�إن هذا النوع من التقدير قد يفيد يف تقييم حاالت �أفراد‬
‫ي�شتبه يف معاناﺗﻬم من �إ�صابة يف املخ ويف تفرقة �إ�صابة املخ عن‬
‫اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات‪ .‬كما ميكن ا�ستخدام تقدير احلالة‬
‫‪349‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الع�صبية ‪ -‬النف�سية يف تقييم �أعرا�ض حمددة م�شاهدة يف اال�ضطرب‬


‫النف�سي الالحق لل�صدمات ويف اال�ضطرابات املت�صلة به مثل امل�شاكل‬
‫اخلا�صة بالذاكرة‪.‬‬
‫‪ -٥‬الأطفال والتعذيب‬
‫‪ .310‬قد تكون للتعذيب وط�أة �شديدة على الطفل �إما ب�صورة مبا�رشة �أو‬
‫غري مبا�رشة‪ .‬وقد يعود ذلك �إىل تعذيب الطفل نف�سه �أو حب�سه �أو �إىل‬
‫تعذيب الوالدين �أو بع�ض �أفراد الأ�رسة الأقربني �أو �إىل م�شاهدته للتعذيب‬
‫والعنف‪ .‬فعندما ُيعذَ ب �أفراد �ضمن بيئة الطفل ال مفر من �أن يرتك ذلك‬
‫التعذيب �أثره‪ ،‬و�إن يكن ب�صورة غري مبا�رشة‪ ،‬على الطفل لأن التعذيب‬
‫مي�س �أ�رس �ضحاياه كلهم واﻤﻟﺠمتع املحلي ب�أ�رسه‪ .‬ومع �أن البحث ال�شامل‬
‫ملو�ضوع وط�أة التعذيب النف�سية على الأطفال و�إيراد �إر�شادات مكتملة‬
‫ب�ش�أن عملية تقييم حالة الطفل املعذب �أمر يتجاوز �إمكانيات هذا الدليل‬
‫ف�إن من امل�ستطاع التطرق ب�إيجاز �إىل عدة نقاط هامة‪.‬‬
‫‪ .311‬ف�أوال عند تقييم حالة طفل ا�شتبه يف تعر�ضه �أو م�شاهدته‬
‫للتعذيب‪ ،‬يتعني على املمار�س �أن يت�أكد من توفر امل�ساندة الالزمة للطفل‬
‫من �أفراد يهم هم �أمره‪ ،‬ومن �إح�سا�سه بالطم�أنينة �أثناء التقييم‪ .‬وقد‬
‫يقت�ضي ذلك �أن يح�رض التقييم �أحد الوالدين �أو �شخ�ص قائم برعاية‬
‫الطفل ويحظى بثقته ‪.‬ثانيا ينبغي �أن ي�أخذ املمار�س بعني االعتبار �أن‬
‫الأطفال كثريا ما ال يعبرّ ون عن �أفكارهم وانفعاالﺗﻬم ب�صدد ال�صدمة‬
‫باللفظ بل بال�سلوك‪ .١٢٣‬ومدى قدرة الطفل على التعبري اللفظي عن‬
‫الفكر وال�شعور �أمر يتوقف على �سنه وم�ستوى منوه وعوامل �أخرى مثل‬
‫م�ؤثرات الأ�رسة وخ�صائ�ص ال�شخ�صية واملعايري الثقافية‪.‬‬
‫‪ .312‬و�إذا كان الطفل قد اعتدي عليه بدنيا �أو جن�سيا ي�صبح من‬
‫الأهمية مبكان عر�ضه‪� ،‬إن �أمكن‪ ،‬على خبري يف االعتداء على الأطفال‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪350‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫وينبغي �أن يكون القائم بفح�ص الأع�ضاء التنا�سلية للأطفال ‪ -‬وهذا‬


‫الفح�ص عملية قد ت�شكل �صدمة لهم ‪ -‬ممار�س ًا متمر�س ًا يف تف�سري‬
‫النتائج‪ .‬وقد يكون من املنا�سب �أحيانا ت�سجيل الفح�ص على �رشيط‬
‫فيديو لكي يت�سنى خلرباء �آخرين �إبداء الر�أي يف النتائج البدنية دون‬
‫حاجة �إىل �إعادة فح�ص الطفل من جديد‪ .‬ولعله من غري املنا�سب �إجراء‬
‫فح�ص كلي للأع�ضاء التنا�سلية �أو لل�رشج دون تخدير عام‪ .‬كما ينبغي‬
‫�أن يدرك الفاح�ص �أن الفح�ص نف�سه قد يذكر الطفل باالعتداء و�أنه قد‬
‫يطلق �رصخة تلقائية �أو تنهار �آلياته الدفاعية �أثناء الفح�ص‪.‬‬
‫�أ) االعتبارات اخلا�صة مب�ستوى النمو‬
‫‪� .٣١٣‬إن ردود فعل الطفل تتوقف على �سنه ومرحلة منوه وقدراته‬
‫الإدراكية‪ .‬وكلما �صغر �سن الطفل عظم ت�أثري اال�ستجابات واملواقف التي‬
‫يتخذها القائمون برعايته عقب احلادث مبا�رشة على جتربته وفهمه‬
‫لل�صدمة‪ .١٢٤‬ويف حالة الأطفال الذين تعر�ضوا لتعذيب �أو �شهدوا تعذيبا‬
‫وهم ال يزالون دون الثالثة من العمر‪ ،‬يكت�سي دور القائمني برعايتهم �أهمية‬
‫بالغة يف توفري ال�شعور باحلماية والطم�أنينة لهم‪ .١٢٥‬وردود فعل الأطفال‬
‫بالغي ال�صغر �إزاء جتارب ال�صدمات تنطوي عادة على حالة هياج مفرط‬
‫ومن ذلك عدم اال�ستقرار على حال‪ ،‬واال�ضطراب يف النوم‪ ،‬و�رسعة الت�أثر‪،‬‬
‫وا�شتداد الإجفال واالجتناب‪ .‬ويجنح الأطفال ممن جتاوزوا الثالثة من‬
‫العمر‪ ،‬يف كثري من احلاالت‪� ،‬إىل االنزواء ورف�ض احلديث املبا�رش عن‬
‫جتربة ال�صدمة‪ .‬ومن املعروف �أن القدرة على التعبري اللفظي تزداد مع منو‬
‫الطفل وتتجلى يف ذلك ال�صدد زيادة حم�سو�سة عند بلوغ مرحلة القدرة‬
‫العملية امللمو�سة (‪� ٨‬إىل ‪� ٩‬سنوات) عندما تتوفر لدى الأطفال القدرة‬
‫على ال�رسد التاريخي للوقائع على نحو ميكن الركون �إليه‪ .‬يف هذه املرحلة‬
‫تظهر القدرات العملية و�إمكانيات حتديد الزمان واملكان‪ .١٢٦‬على �أن هذه‬
‫املهارات اجلديدة تظل ه�شة ولن يتمكن الأطفال يف العادة من �رسد ما‬
‫‪351‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫جرى ب�صورة متما�سكة يف جميع الظروف �إال عند بدء املرحلة العملية‬
‫الر�سمية (‪� ١٢‬سنة)‪� .‬أما يف �سن املراهقة الذي ميثل مرحلة منو عا�صف‬
‫فقد تتفاوت ت�أثريات جتربة التعذيب تفاوتا كبريا وهي قد ت�سبب تغريات‬
‫عميقة يف ال�شخ�صية ت�ؤدي باملراهقني �إىل �سلوك ال اجتماعي‪ .١٢٧‬على �أن‬
‫ت�أثريات التعذيب على املراهقني قد تكون �أي�ضا م�شاﺑﻬة ملا هو م�شاهد‬
‫يف حاالت الأطفال الأ�صغر منهم �سنا‪.‬‬
‫ب) اعتبارات �رسيرية‬
‫‪ .314‬قد تظهر �أعرا�ض اال�ضطراب النف�سي الالحق لل�صدمات لدى‬
‫الأطفال كذلك‪ .‬وقد ت�شابه الأعرا�ض ما هو م�شاهد يف حالة البالغني‬
‫ولكن على امل مار�س �أن يعتمد على مالحظته ل�سلوك الطفل �أكرث من‬
‫اعتماده على تعبريه‪ .‬عن حاله ‪ 131 130 129 128‬مثال ذلك �أن الطفل قد يظهر‬
‫�أعرا�ض جتدد ال�صدمة يف �صورة لعب ممل اللفظي متكرر ميثل جوانب‬
‫من احلادث وذكريات ل�صور الأحداث يف �أثناء اللعب وخارجه وتكرار‬
‫لأ�سئلة �أو �أقوال عن حادث ال�صدمة وتعر�ض للكوابي�س �أثناء النوم‪.‬‬
‫وقد يبد�أ الطفل يف التبول يف الفرا�ش‪ ،‬ويفقد القدرة على �ضبط حركة‬
‫الأمعاء‪ ،‬ويجنح �إىل االنزواء وح�رص امل�شاعر‪ ،‬وقد تتبدل مواقفه جتاه‬
‫نف�سه وجتاه الآخرين وي�شعر ب�أن ال م�ستقبل له‪ .‬وقد يعاين �إفراطا يف‬
‫الهياج‪ ،‬وت�ساوره م�شاعر الرعب يف الليل ويقاوم النوم ثم ي�ضطرب نومه‪،‬‬
‫وت�شتد لديه ا�ستجابات الإجفال‪ ،‬ويظهر قابلية ل�رسعة الت�أثر واختالال‬
‫ملحوظا يف قدرته على االنتباه والرتكيز‪ .‬وقد تظهر لديه كذلك خماوف‬
‫وطرق �سلوك عدواين مل يكن لها وجود يف ال�سابق على نحو يتجلى‬
‫يف اتخاذه مواقف عدوانية جتاه الأقران �أو الكبار �أو احليوانات واخلوف‬
‫من الظالم ومن التوجه مبفرده �إىل دورة املياه‪ ،‬كما يتجلى يف �أنواع‬
‫�شتى من الرهاب‪ .‬وقد يبدي الطفل �سلوكا جن�سيا ال يتنا�سب مع �سنه‬
‫وردود فعل ج�سدية املظهر‪ .‬وقد تتبدى يف حالته �أعرا�ض القلق من قبيل‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪352‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املغاالة يف اخلوف من الغرباء‪ ،‬والقلق من االنف�صال‪ ،‬والفزع‪ ،‬والتهيج‪،‬‬


‫ونوبات احتداد املِزاج والبكاء بال توقف وقد تن�ش�أ م�شاكل فيما يتعلق‬
‫بتناوله للطعام‪.‬‬
‫ج) دور الأ�رسة‬
‫‪ .٣١٥‬للأ�رسة دور دينامي هام يف ا�ستمرار الأعرا�ض لدى الأطفال‬
‫فاحلاجة �إىل احلفاظ على متا�سك الأ�رسة قد تف�ضي �إىل �أوجه �سلوك‬
‫خملة بالأداء الوظيفي ال�سليم و�إىل �إ�سناد غري عادي للأدوار‪ .‬فقد‬
‫ي�سند �إىل بع�ض �أفراد الأ�رسة‪ ،‬ويف كثري من الأحيان الأطفال منهم‪،‬‬
‫دور املري�ض فتتولد لديهم ا�ضطرابات حادة‪ .‬وقد يحاط الطفل بحماية‬
‫زائدة �أو قد ُتخفى حقائق هامة تتعلق بال�صدمة‪ .‬ومن اجلهة املقابلة قد‬
‫حول الطفل �إىل دور الوالد ويتوقع منه رعاية الوالدين‪ .‬فعندما ال يكون‬
‫ُي ّ‬
‫الطفل نف�سه �ضحية مبا�رشة للتعذيب بل مت�أثرا به فح�سب يجنح‬
‫الكبار يف كثري من الأحيان �إىل اال�ستهانة مبدى وط�أة التعذيب على‬
‫نف�س الطفل وعلى منوه‪ .‬ذلك �أنه عندما يحدث ا�ضطهاد واغت�صاب‬
‫وتعذيب لأ�شخا�ص من �أحباء الطفل املقرب ين �أو عندما ي�شهد الطفل‬
‫بنف�سه �صدمة عنيفة �أو تعذيبا‪ ،‬قد تن�ش�أ لديه معتقدات خاطئة مثل‬
‫كونه هو امل�س�ؤول عن الأحداث ال�سيئة �أو كون من واجبه حتمل �أعباء‬
‫والديه‪ .‬وهذا النوع من املعتقدات قد يف�ضي �إىل م�شاكل طويلة الأجل‬
‫من حيث ال�شعور بالذنب وت�ضارب الوالء والنمو ال�شخ�صي والن�ضج‬
‫الالزمني لي�صبح بالغا م�ستقال‪.‬‬
‫‪353‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الهوام�ش‬

‫‪1 .1‬ومنذ عام ‪ ،1982‬ت�ستند تو�صيات جمل�س �أمناء �صندوق الأمم املتحدة للتربعات‬
‫ل�ضحايا التعذيب بامل�ساعدة التي تقدمها الأمم املتحدة ل�ضحايا التعذيب �إىل‬
‫الأمني العام للأمم املتحدة �إىل املادة الأوىل من �إعالن الأمم املتحدة ب�ش�أن حماية‬
‫جميع الأ�شخا�ص من التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو‬
‫املهينة التي تن�ص على �أن «التعذيب ي�شكل �شكال متفاقما ومتعمدا من العقاب �أو‬
‫املعاملة القا�سية‪� ،‬أو «املعاملة الال�إن�سانية �أو املهينة»‪ ،‬و�أن «هذا امل�صطلح ال ي�شمل‬
‫الأمل �أو العناء الذي يكون نا�شئا عن جمرد جزاءات تكون م�رشوعة �أو الناجمة عن‬
‫اجلزاءات التي تتفق مع القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة املحتجزين»‪ ،‬ف�ضال عن‬
‫ال�صكوك الدولية الأخرى ذات ال�صلة‪.‬‬
‫‪2 .2‬ف‪ .‬الكوبينو‪« ،‬عالج الناجني من التعذيب ال�سيا�سي‪ :‬تعليق»‪ ،‬جملة الرعاية‬
‫املتنقلة‪ ،‬املجلد‪� ،)1998( )2( 21 .‬ص ‪� 5‬إىل ‪.13‬‬
‫‪3. Amnesty International, Amnesty International Report 1999‬‬
‫‪(Londres, AIP, 1999).‬‬

‫‪4. M. Başoğlu, «Prevention of torture and care of survivors : an‬‬


‫‪integrated approach», The Journal of the American Medical‬‬
‫‪Association ( JAMA), vol. 270 (1993), p. 606 à 611.‬‬
‫‪5 .5‬ترد مبادئ التحقيق الفعال وتوثيق التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة‬
‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة يف قراري اجلمعية العامة ‪ 4( 89/55‬كانون الأول ‪/‬‬
‫دي�سمرب ‪ )2000‬و جلنة حقوق الإن�سان ‪ 20( 43/2000‬ني�سان ‪� /‬أبريل ‪ ،)2000‬وقد‬
‫اعتمد القراران بدون ت�صويت‬
‫‪6. N. Rodley, The Treatment of Prisoners under International Law, 2e‬‬
‫‪éd. (Oxford, Clarendon Press, 1999), p. 58.‬‬
‫‪7 .7‬الفقرة الثانية من ديباجة الربوتوكول الثاين (‪ )1977‬الإ�ضايف التفاقيات جنيف‬
‫لعام ‪.1949‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪354‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪8 .8‬قرار اجلمعية العامة ‪� 217‬ألف (د ‪ )3 -‬امل�ؤرخ ‪ 10‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪،1948‬‬
‫‪5‬؛ انظر‪ :‬الوثائق الر�سمية للجمعية العامة‪ ،‬الدورة الثالثة (‪� ،)810 / A‬ص‪.71 .‬‬
‫‪9 .9‬دخلت حيز النفاذ يف ‪� 23‬آذار ‪ /‬مار�س ‪1976‬؛ انظر قرار اجلمعية العامة ‪� 2200‬ألف‬
‫(د ‪ )21 -‬امل�ؤرخ ‪ 16‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪ ،1966‬املرفق‪7 ،‬؛ () الوثائق الر�سمية‬
‫للجمعية العامة‪ ،‬الدورة احلادية والع�رشون‪ ،‬امللحق رقم ‪� ،)6316 / A( 16‬ص‪،56 .‬‬
‫�أند يونيتيد ناتيون�س‪ ،‬تريتي �سرييز‪ ،‬فول‪.171 .p ،999 .‬‬
‫‪1010‬اعتمدها يف ‪� 30‬آب ‪� /‬أغ�سط�س ‪ 1955‬م�ؤمتر الأمم املتحدة الأول ملنع اجلرمية‬
‫ومعاملة املجرمني‬
‫‪1111‬قرار اجلمعية العامة ‪( 3452‬د ‪ )30 -‬امل�ؤرخ ‪ 9‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪ ،1975‬املرفق‪،‬‬
‫‪ 2‬و ‪4‬؛ () انظر‪ :‬الوثائق الر�سمية للجمعية العامة‪ ،‬الدورة الثالثون‪ ،‬امللحق رقم ‪34‬‬
‫(‪� ،)10034 / A‬ص‪.96 .‬‬
‫‪1212‬قرار اجلمعية العامة ‪ 169/34‬امل�ؤرخ ‪ 17‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪ ،1979‬املرفق‪5 ،‬؛‬
‫() انظر‪ :‬الوثائق الر�سمية للجمعية العامة‪ ،‬الدورة الرابعة والثالثون‪ ،‬امللحق رقم ‪46‬‬
‫(‪� ،)46/34 / A‬ص‪.209 .‬‬
‫‪1313‬قرار اجلمعية العامة ‪ 194/37‬امل�ؤرخ ‪ 18‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪ ،1982‬املرفق‪،‬‬
‫املبادئ من ‪� 2‬إىل ‪5‬؛ انظر‪ :‬الوثائق الر�سمية للجمعية العامة‪ ،‬الدورة ال�سابعة‬
‫والثالثون‪ ،‬امللحق رقم ‪� ،)51/37 / A( 51‬ص‪.262 .‬‬
‫‪1414‬دخلت حيز النفاذ يف ‪ 26‬حزيران ‪ /‬يونيه ‪1987‬؛ انظر قرار اجلمعية العامة ‪46/39‬‬
‫امل�ؤرخ ‪ 10‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪ ،1984‬املرفق‪ )( .2 ،‬الوثائق الر�سمية للجمعية‬
‫العامة‪ ،‬الدورة التا�سعة والثالثون‪ ،‬امللحق رقم ‪� ،)51/39 / A( 51‬ص‪.206 .‬‬
‫‪1515‬قرار اجلمعية العامة ‪ 173/43‬امل�ؤرخ ‪ 9‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪ ،1988‬املرفق‪ ،‬املبد�أ‬
‫‪6‬؛ () انظر‪ :‬الوثائق الر�سمية للجمعية العامة‪ ،‬الدورة الثالثة والأربعون‪ ،‬امللحق رقم‬
‫‪� ،)49/43 / A( 49‬ص‪.311 .‬‬
‫‪1616‬قرار اجلمعية العامة ‪ 111/45‬امل�ؤرخ ‪ 14‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪ ،1990‬املرفق‪ ،‬املبد�أ‬
‫‪1‬؛ () انظر الوثائق الر�سمية للجمعية العامة‪ ،‬الدورة اخلام�سة والأربعون‪ ،‬امللحق‬
‫رقم ‪� ،)49/45 / A( 49‬ص‪.216 .‬‬
‫‪1717‬ولالطالع على تف�سري ملا ي�شكل «جزاءات قانونية»‪ ،‬انظر تقرير املقرر اخلا�ص املعني‬
‫مب�س�ألة التعذيب املقدم �إىل الدورة الثالثة واخلم�سني للجنة حقوق الإن�سان) ‪E‬‬
‫‪ .( 7/1997 / 4./ CN‬الفقرات من ‪� 3‬إىل ‪ ،)11‬التي ر�أت فيها املقررة اخلا�صة �أن‬
‫اجلزاءات مثل الرجم حتى املوت واجللد والبرت ال ميكن اعتبارها �رشعية على‬
‫�أ�سا�س �أنها فر�ضت يف نهاية العقوبة‪ .‬الإجراء ال�رشعي‪ .‬وقد وافق قرار جلنة حقوق‬
‫‪355‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الإن�سان ‪ 38/1998‬على التف�سري الذي قدمه املقرر اخلا�ص‪ ،‬والذي يتطابق مع‬
‫مواقف اللجنة املعنية بحقوق الإن�سان وغريها من هيئات الأمم املتحدة‪ .‬التي‬
‫تذكر احلكومات ب�أن العقوبة البدنية ميكن اعتبارها معاملة قا�سية �أو ال �إن�سانية‬
‫�أو مهينة �أو حتى التعذيب‪.‬‬
‫‪1818‬يجدر بالذكر �أن تطبيق املادة ‪ 20‬قد يكون حمدودا بحجز من دولة طرف‪ ،‬ويف‬
‫هذه احلالة ال تنطبق املادة‪.‬‬
‫‪1919‬انظر البالغ رقم ‪ ،185 ،1991/8‬تقرير جلنة مناه�ضة التعذيب املقدم �إىل اجلمعية‬
‫العامة) ‪( 44/49 / A‬امل�ؤرخ ‪ 12‬حزيران ‪ /‬يونيه ‪.1994‬‬
‫‪2020‬انظر البالغ رقم ‪ ،10.4 ،1990/6‬تقرير جلنة مناه�ضة التعذيب املقدم �إىل اجلمعية‬
‫العامة) ‪( 44/50 / A‬امل�ؤرخ ‪ 26‬متوز ‪ /‬يوليه ‪1995‬‬
‫‪2121‬الأمم املتحدة‪.)1982( 40/37 / A ،‬‬
‫‪2222‬املرجع نف�سه ‪.4393 / E ،‬‬
‫‪2323‬املرجع نف�سه‪.34/1995 / 4.E / CN ،‬‬
‫‪2424‬املرجع نف�سه‪.35/1996 / 4.E / CN ،‬‬
‫‪25. Organisation des États américains, Treaty Series, no 36, et Nations‬‬
‫‪Unies, Recueil des Traités, vol. 1144, p. 123, texte réimprimé dans‬‬
‫‪«Basic documents pertaining to human rights in the inter-american‬‬
‫‪system» (OEA/Ser.L.V/II.82, document 6, Rev.1), p. 25 (1992).‬‬
‫»‪26. «Regulations of the Inter-American Commission on Human Rights‬‬
‫‪(OEA/Ser.L.V/II.92), document 31, Rev. 3 du 3 mai 1996, art. 1er).‬‬
‫‪2727‬انظر الق�ضية ‪ ،10832‬التقرير رقم ‪ ،96/35‬التقرير ال�سنوي للجنة البلدان الأمريكية‬
‫حلقوق الإن�سان لعام ‪.75 ،1997‬‬
‫‪28. Organisation des États américains, Treaty Series, no 67.‬‬
‫‪2929‬جلنة البلدان الأمريكية حلقوق الإن�سان‪ ،‬تقرير عن حالة حقوق الإن�سان يف‬
‫املك�سيك‪ ،1998 ،‬لفقرة ‪.323‬‬
‫‪3030‬املرجع نف�سه‪ ،‬الفقرة‪.324 .‬‬
‫‪31. Nations Unies, Recueil des Traités, vol. 213, p. 222.‬‬
‫‪3232‬انظر الربوتوكوالت الإ�ضافية �أرقام ‪ 3‬و ‪ 5‬و ‪ ،8‬التي دخلت حيز النفاذ يف ‪� 21‬أيلول‬
‫‪� /‬سبتمرب ‪ ،1970‬و ‪ 20‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪ ،1971‬و ‪ 1‬كانون الثاين ‪ /‬يناير‬
‫‪ ،1990‬وجمموعة املعاهدات الأوروبية رقم ‪ 45‬و ‪ 46‬و ‪ 118‬على التوايل‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪356‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪3333‬انظر املحكمة الأوروبية حلقوق الإن�سان‪ ،‬الأحكام واملقررات ‪61 - 1996‬‬


‫‪3434‬املرجع نف�سه‪ ،‬الفقرة‪.64 .‬‬
‫‪3535‬املرجع نف�سه‪ ،‬الفقرة‪.98 .‬‬
‫‪3636‬املرجع نف�سه‪.‬‬
‫‪3737‬املرجع نف�سه‪ ،‬الفقرة‪.100 .‬‬
‫‪3838‬املرجع نف�سه‪ ،‬الأحكام واملقررات ‪95 - 1998‬‬
‫‪3939‬املرجع نف�سه‪ ،‬الفقرة‪.101 .‬‬
‫‪4040‬املرجع نف�سه‪ ،‬الفقرة‪.102 .‬‬
‫‪4141‬املرجع نف�سه‪ ،‬الفقرة‪.117 .‬‬
‫‪42. European Treaty Series, No 126‬‬
‫‪4343‬ال�شخ�ص املحروم من حريته هو �أي �شخ�ص حرمته من حريتهم �سلطة عامة‪،‬‬
‫على �سبيل املثال ال احل�رص‪ ،‬الأ�شخا�ص املقبو�ض عليهم �أو املحتجزون ب�أية �صورة‬
‫وامل�سجونون رهن املحاكمة‪ ،‬وامل�سجونون الذين ي�ؤدون مدة عقوبتهم والأ�شخا�ص‬
‫املحتجزون على غري �إرادتهم يف م�ست�شفيات العالج النف�سي‬
‫‪44. Organisation de l’unité africaine, document CAB/LEG/67/3, Rev.5,‬‬
‫‪21, International Legal Materials, 58 (1982).‬‬
‫‪4545‬اعتمدها م�ؤمتر الأمم املتحدة ال�سابع ملنع اجلرمية ومعاملة املجرمني‪ ،‬ميالن‪� ،‬إيطاليا‪،‬‬
‫يف الفرتة من ‪� 26‬آب ‪� /‬أغ�سط�س �إىل ‪� 6‬أيلول ‪� /‬سبتمرب ‪ ،1985‬و�أيدته اجلمعية‬
‫العامة يف قراريها ‪ 32/40‬امل�ؤرخ ‪ 29‬ت�رشين الثاين ‪ /‬نوفمرب ‪ 1985‬و ‪ 146/40‬امل�ؤرخ‬
‫‪ 13‬كانون الأول ‪ /‬دي�سمرب ‪.1985‬‬
‫‪4646‬اعتمدها م�ؤمتر الأمم املتحدة الثامن ملنع اجلرمية ومعاملة املجرمني‪ ،‬املعقود يف‬
‫هافانا يف الفرتة من ‪� 27‬آب ‪� /‬أغ�سط�س �إىل ‪� 7‬أيلول ‪� /‬سبتمرب ‪.1990‬‬
‫‪4747‬انظر احلا�شية ‪� 46‬أعاله‪.‬‬
‫‪4848‬توجد �أي�ضا جتمعات �إقليمية خمتلفة التي ت�صدر لأع�ضائها �إعالنات هامة عن‬
‫�أخالقيات مهنة الطب وحقوق الإن�سان ‪ ،‬مثل رابطة الكومنولث الطبية وامل�ؤمتر‬
‫الدويل للجمعيات الطبية الإ�سالمية‬
‫‪4949‬القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء والأحكام املتعلقة بالتنفيذ الفعال لقواعد‬
‫الأمم املتحدة النموذجية الدنيا التي اعتمدتها الأمم املتحدة يف عام ‪.1955‬‬
‫‪357‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪5050‬اعتمدتها اجلمعية العامة يف عام ‪.1982‬‬


‫‪5151‬ال�سيما الإعالن العاملي حلقوق الإن�سان‪ ،‬والعهدين الدوليني اخلا�صني بحقوق‬
‫الإن�سان‪ ،‬و�إعالن حماية جميع الأ�شخا�ص من التعذيب وغريه من �رضوب املعاملة‬
‫القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‬
‫‪�5252‬إال انه يتعني على ممار�سي املهن ال�صحية �أي�ضا �أن ي�ضعوا يف اعتبارهم واجبهم‬
‫يف ال�رسية املهنية للمر�ضى وااللتزام باحل�صول على موافقتهم �صادرة عن علم‬
‫قبل �إف�شاء املعلومات‪ .‬وال �سيما يف احلاالت التي قد يتعر�ض الأ�شخا�ص للخطر‬
‫ب�سبب هذا الإف�شاء (انظر الف�صل الثاين‪ ،‬الفرع جيم ‪.)3 -‬‬
‫‪5353‬اعتمدته اجلمعية الطبية العاملية يف عام ‪.1975‬‬
‫‪5454‬اعتمد يف عام ‪.1977‬‬
‫‪5555‬اعتمد يف عام ‪ 1401( 1981‬هجرية)‪.‬‬
‫‪5656‬اعتمده املجل�س الدويل ملمار�سي مهنة التمري�ض يف عام ‪.1975‬‬
‫‪5757‬اعتمد يف عام ‪1990‬‬
‫‪5858‬اعتمد يف عام ‪  1997‬‬
‫‪5959‬اعتمد يف عام ‪1949‬‬
‫‪6060‬اعتمد يف عام ‪1948‬‬
‫‪6161‬اعتمدته اجلمعية الطبية العاملية يف عام ‪.1986‬‬
‫‪6262‬اعتمدته اجلمعية الطبية العاملية يف عام ‪1981‬؛ وعدلته جمعيتها العمومية يف‬
‫دورتها ال�سابعة والأربعني يف �أيلول ‪� /‬سبتمرب ‪.1995‬‬
‫‪6363‬اعتمد يف عام ‪1983‬‬
‫‪6464‬ما مل ت�ستلزم الإف�شاء متطلبات ال�صحة العامة‪ ،‬مثل �إبالغ �أ�سماء الأفراد امل�صابني‬
‫ب�أمرا�ض معدية‪ ،‬ومدمني املخدرات‪ ،‬والأ�شخا�ص امل�صابني با�ضطرابات نف�سية‪ ،‬الخ‬
‫‪6565‬املادة‪ 16 .‬من الربوتوكول الأول (‪ )1977‬والفقرة ‪ 10‬من الربوتوكول الثاين (‪)1977‬‬
‫الإ�ضايف التفاقيات جنيف لعام ‪.1949‬‬
‫‪6666‬هذه املبادئ مقتطفة من من�شور عنوانه» الأطباء ذوي االلتزامات املزدوجة»‬
‫‪( Doctors with Dual Obligations‬لندن‪ ،‬اجلمعية الطبية الربيطانية‪.)1995 ،‬‬
‫‪ V. Iacopino et al., «Physician complicity in misrepresen- tation and‬أنظر ‪67.‬‬
‫‪omission of evidence of torture in postdetention medical examinations‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ 358
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

in Turkey», Journal of the American Medical Association (JAMA),


vol. 276 (1996), p. 396 à 402.
.‫ قد تتطلب الآداب املهنية �أن تظل هذه املعلومات �رسية‬، ‫ويف ظروف معينة‬6868
‫وينبغي احرتام هذه املتطلبات‬
.68 ‫انظر احلا�شية‬6969
،‫انظر القواعد النموذجية الدنيا ملعاملة ال�سجناء (الأمم املتحدة) (الف�صل الأول‬7070
.)‫الفرع باء‬
71. «Health care for prisoners: implications of Kalk’s refusal», The Lancet,
vol. 337 (1991), p. 647 et 648.
72. R. F. Mollica et Y. Caspi-Yavin, «Overview: the assessment and
diagnosis of torture events and symptoms», Torture and Its
Consequences: Current Treatment Approaches, M. Başoğlu, éd.
(Cambridge, Cambridge University Press, 1992), p. 38 à 55
73. O. V. Rasmussen, «Medical aspects of torture», Danish Medical
Bulletin, vol. 37, Supplément no 1 (1990), p. 1 à 88.
74. R. Bunting, «Clinical examinations in the police context», Clinical
Forensic Medicine, W. D. S. McLay, éd. (Londres, Greenwich Medical
Media, 1996), p. 59 à 73.
.73 ‫ احلا�شية‬،‫انظر �أعاله‬7575
76. D. Forrest, «Examination for the late physical after-effects of torture»,
Journal of Clinical Forensic Medicine, vol. 6 (1999), p. 4 à 13
.73 ‫ احلا�شية‬،‫انظر �أعاله‬7777
78. S. Gürpinar et S. Korur Fincanci, «Insan Haklari Ihlalleri ve Hekim
Sorumluluğu» (Violations des droits de l’homme et responsabilité
du médecin), Birinci Basamak Için Adli Tip El Kitabi (Manuel de
médecine légale à l’intention des médecins généralistes) (Ankara,
Association médicale turque, 1999).
.73 ‫ احلا�شية‬،‫ انظر �أعاله‬7979
80. L. Danielsen, «Skin changes after torture», Torture, vol. 2, Supplément
no 1 (1992), p. 27 et 28.
359 ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املرجع نف�سه‬8181
76 ‫انظر �أعاله احلا�شية‬8282
83. G. Sklyv, «Physical sequelae of torture», Torture and Its Consequences:
Current Treatment Approaches, M. Başoğlu, éd. (Cambridge,
Cambridge University Press, 1992), p. 38 à 55.
76 ‫ احلا�شية‬،‫انظر �أعاله‬8484
85. K. Prip, L. Tived, N. Holten, Physiotherapy for Torture Survivors:
A Basic Introduction (Copenhague, Conseil international de
réadaptation pour les victimes de la torture, 1995).
86. F. Bojsen-Moller et K. E. Flagstad, «Plantar aponeurosis and internal
architecture of the ball of the foot», Journal of Anatomy, vol. 121
(1976), p. 599 à 611.
87. V. Lök et al., «Bone scintigraphy as clue to previous torture», The
Lancet, vol. 337, no 8745 (1991), p. 846 et 847. Voir aussi Tunca
et V. Lök, «Bone scintigraphy in screening of torture survivors», The
Lancet, vol. 352, no 9143 (1998), p. 1859.
88. Voir notes 76 et 83. Voir aussi V. Lök et al., «Bone scintigraphy as
an evidence of previous torture», The Treatment and Rehabilitation
Center Report of the Human Rights Foundation of Turkey (Ankara,
1994), p. 91 à 96.
89. I. Lunde et J. Ortmann, «Sexual torture and the treatment of its
consequences», Torture and Its Consequences: Current Treatment
Approaches, M. Başoğlu, éd. (Cambridge, Cambridge University
Press, 1992), p. 310 à 331.
90. ‫ انظر‬J. Howitt et D. Rogers, «Adult sexual offences and related matters»,
Journal of Clinical Forensic Medicine, W. D. S. McLay, éd. (Londres,
Greenwich Medical Media, 1996), p. 193 à 218.
91. G. Hinshelwood, Gender-based persecution (Toronto, Réunion du
Groupe d’experts sur les persécutions liées à l’appartenance sexuelle,
Nations Unies, 1997).
92. G. Fischer et N. F. Gurris, «Grenzverletzungen : Folter und sexuelle
Traumatisierung», Praxis der Psychotherapie-Ein integratives
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ 360
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

Lehrbuch für Psychoanalyse und Verhaltenstherapie, W. Senf et M.


Broda, éd. (Stuttgart, Thieme, 1996).
93. A. Kleinman, «Anthropology and psychiatry: the role of culture
in cross-cultural research on illness and care», étude présentée au
symposium régional de l’Association mondiale de psychiatrie sur la
psychiatrie et les disciplines connexes, 1986.
94. H. T. Engelhardt, «The concepts of health and disease», Evaluation and
Explanation in the Biomedical Sciences, T. Engelhardt et S. F. Spicker,
éd. (Dordrecht, D. Reidel Publishing Co., 1975), p. 125 à 141.
95. J. Westermeyer, «Psychiatric diagnosis across cultural boundaries»,
American Journal of Psychiatry, vol. 142 (7) (1985), p. 798 à 805.
96. R. F. Mollica et al., «The effect of trauma and confinement on
functional health and mental health status of Cambodians living in
Thailand-Cambodia border camps», Journal of the American Medical
Association (JAMA), vol. 270 (1993), p. 581 à 586.
97. J. D. Kinzie et al., «The prevalence of posttraumatic stress disorder and
its clinical significance among Southeast Asian refugees», American
Journal of Psychiatry, vol. 147 (7) (1990), p. 913 à 917.
98. K. Allden et al., «Burmese political dissidents in Thailand: trauma and
survival among young adults in exile», American Journal of Public
Health, vol. 86 (1996), p. 1561 à 1569.
99. N. Sartorius, «Cross-cultural research on depression», Psycho-
pathology, vol. 19 (2) (1987), p. 6 à 11.
100. M. A. Simpson, «What went wrong ? : diagnostic and ethical problems
in dealing with the effects of torture and repression in South Africa»,
Beyond Trauma : Cultural and Societal Dynamics, R. J. Kleber, C. R.
Figley, B. P. R. Gersons, éd. (New York, Plenum Press, 1995), p. 188
à 210.
101. M. Friedman et J. Jaranson, «The applicability of the post-traumatic
stress disorder concept to refugees», Amidst Peril and Pain: The
Mental Health and Well-being of the World’s Refugees, A. Marsella
et al., éd. (Washington, D.C., American Psychological Association,
1994), p. 207 à 227.
361 ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

102. N. R. Holtan, «How medical assessment of victims of torture relates


to psychiatric care», Caring for Victims of Torture, M. Jaranson et
M. K. Popkin, éd. (Washington, D.C., American Psychiatric Press,
1998), p. 107 à 113.
-‫ الت�صنيف الدويل لال�ضطرابات النف�سية وال�سلوك (�إي�سد‬،‫منظمة ال�صحة العاملية‬10103
.)1994 ،‫) (جنيف‬10
104. American Psychiatric Association, Diagnostic and Statistical Manual
of Mental Disorders : DSM-IV-TR, 4e éd. (Washington, D.C., 1994).
105. P. J. Farias, «Emotional distress and its socio-political correlates in
Salvadoran refugees: analysis of a clinical sample », Culture, Medicine
and Psychiatry, vol. 15 (1991), p. 167 à 192.
106. A. Dadfar, «The Afghans: bearing the scars of a forgotten war», Amidst
Peril and Pain: The Mental Health and Well-being (Washington,
D.C., American Psychological Association, 1994).
107. G. W. Beebe, «Follow-up studies of World War II and Korean War
prisoners: II. Morbidity, disability, and maladjustments», American
Journal of Epidemiology, vol. 101 (1975), p. 400 à 422.
108. B. E. Engdahl et al., «Comorbidity and course of psychiatric disorders
in a community sample of former prisoners of war», American Journal
of Psychiatry, vol. 155 (1998), p. 1740 à 1745
109. T. M. Keane et J. Wolfe, «Comorbidity in post-traumatic stress
disorder: an analysis of community and clinical studies», Journal of
Applied Social Psychology, vol. 20 (21) (1990), p. 1776 à 1788.
110. R. A. Kulka et al., Trauma and the Vietnam War Generation: Report
of Findings from the National Vietnam Veterans Readjustment Study
(New York, Brunner/Mazel, 1990).
111. B. K. Jordan et al., «Lifetime and current prevalence of specific
psychiatric disorders among Vietnam veterans and controls», Archives
of General Psychiatry, vol. 48, no 3 (1991), p. 207 à 215.
112. A. Y. Shalev, A. Bleich, R. J. Ursano, «Post-traumatic stress disorder:
somatic comorbidity and effort tolerance», Psychosomatics, vol. 31
(1990), p. 197 à 203.
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ 362
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

113. B. O. Rothbaum et al., «A prospective examination of post-traumatic


stress disorder rape victims», Journal of Traumatic Stress, vol. 5
(1992), p. 455 à 475.
114. P. B. Sutker et al., «Cognitive deficits and psychopathology among
former prisoners of war and combat veterans of the Korean conflict»,
American Journal of Psychiatry, vol. 148 (1991), p. 62 à 72.
115. A. R. Luria et L. V. Majovski, «Basic approaches used in American
and Soviet clinical neuropsychology», American Psychologist, vol. 32
(11) (1977), p. 959 à 968.
116. R. J. Ivnik, «Overstatement of differences», American Psychologist,
vol. 33 (8) (1978), p. 766 et 767.
117. H. C. Traue, G. Schwarz-Langer, N. F. Gurris, «Extremtrau-
matisierung durch Folter: Die psychotherapeutische Arbeit der
Behandlungszentren für Folteropfer», Verhaltenstherapie und
Verhaltensmedizin, vol. 18 (1) (1997), p. 41 à 62.
118. D. M. Jacobs et al., «Cross-cultural neuropsychological assessment: a
comparison of randomly selected, demographically matched cohorts
of English and Spanish-speaking older adults», Journal of Clinical and
Experimental Neuropsychology, vol. 19 (no 3) (1997), p. 331 à 339.
119. O. Spreen et E. Strauss, A Compendium of Neuropsychological Tests,
2e éd. (New York, Oxford University Press, 1998).
120. J. A. Knight, «Neuropsychological assessment in posttraumatic stress
disorder», Assessing Psychological Trauma and PTSD, J. P. Wilson
et T. M. Keane, éd. (New York, Guilford Press, 1997).
121. J. E. Dalton, S. L. Pederson et J. J. Ryan, «Effects of post- traumatic
stress disorder on neuropsychological test performance», International
Journal of Clinical Neuropsychology, vol. 11 (3) (1989), p. 121 à 124.
122. T. Gil et al., «Cognitive functioning in post-traumatic stress disorder»,
Journal of Traumatic Stress, vol. 3 (no 1) (1990), p. 29 à 45.
123. C. Schlar, «Evaluation and documentation of psychological evidence
of torture» (inédit) (1999).
124. S. von Overbeck Ottino, «Familles victimes de violences collectives et
363 ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

en exil: quelle urgence, quel modèle de soins? Le point de vue d’une


pédopsychiatre», Revue française de psychiatrie et de psychologie
médicale, vol. 14 (1998), p. 35 à 39.
125. V. Grappe, «La guerre en ex-Yougoslavie: un regard sur les enfants
réfugiés», Psychiatrie humanitaire en ex-Yougoslavie et en Arménie.
Face au traumatisme, M. R. Moro et S. Lebovici, éd. (Paris, Presses
universitaires de France, 1995).
126. J. Piaget, La naissance de l’intelligence chez l’enfant (Neuchâtel,
Delachaux et Niestlé, 1977).
125 ‫ �أنظر احلا�شية‬12127
128. L. C. Terr, «Childhood traumas: an outline and overview», American
Journal of Psychiatry, vol. 148 (1991), p. 10 à 20.
129. National Center for Infants, Toddlers and Families, Zero to Three
(1994).
130. F. Sironi, «On torture un enfant, ou les avatars de l’ethno- centrisme
psychologique», Enfances, no 4 (1995), p. 205 à 215.
131. L. Bailly, Les catastrophes et leurs conséquences psycho- traumatiques
chez l’enfant (Paris, ESF, 1996).
‫‪365‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املرفق الأول‬

‫املبادئ املتعلقة بالتق�صي والتوثيق الفعالني ب�ش�أن التعذيب وغريه من‬


‫�رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة‬
‫‪ -1‬مـن �أغرا�ض التق�صي والتوثيق الفعالني ب�ش�أن التعذيب وغريه من‬
‫�رضوب امل عاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية �أو املهينة (امل�شار �إليها‬
‫فيما يلي ب «التعذيب �أو غريه من �إ�ساءة املعاملة») ما يلي‪:‬‬
‫ )أ(تو�ضيح الوقائع و�إثبات م�س�ؤولية الأفراد والدول �إزاء ال�ضحايا‬
‫و�أ�رسهم والإقرار بهذه امل�س�ؤولية؛‬
‫ )ب( حتديد التدابري الالزمة ملنع تكرر هذه الأعمال؛‬
‫ )أ(تي�سري املالحقة الق�ضائية و‪�/‬أو‪ ،‬عند االقت�ضاء‪ ،‬اجلزاءات الت�أديبية‬
‫للأ�شخا�ص الذين يدل التق�صي على كوهنم م�س�ؤولني‪ ،‬و�إثبات‬
‫احلاجة �إىل احل�صول على التعوي�ض واجلرب الكاملني من الدولة‪ ،‬مبا‬
‫يف ذلك احل�صول على تعوي�ض مايل عادل وكاف وتوفري و�سائل‬
‫الرعاية الطبية والت�أهيل‬
‫‪ - ٢‬تكفل الدول التحقيق فورا وبفعالية يف ال�شكاوى والتقارير املتعلقة‬
‫بالتعذيب �أو ب�إ�ساءة املعاملة‪ .‬وحتى يف حـال عدم وجود �شكوى �رصيحة‪،‬‬
‫ينبغي �إجراء حتقيق �إذا وجدت دالالت �أخرى على احتمال وقوع تعذيب‬
‫�أو �إ�سـاءة معاملـة‪ .‬وينبغي �أن يت�صف املحققون‪ ،‬الذين يكونون م�ستقلني‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪366‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫عن امل�شتبه يف ارتكاهبم لهذه اجلرائم وعن الوكالة التي يعملون لديها‪،‬‬
‫بالكفاءة والنـزاهة‪ .‬ويتاح له�ؤالء املحققني �أو ميكنون من �أن يطلبوا �إجراء‬
‫حتقيقات من قـبل خرباء طبيني نزهاء �أو غريهم من اخلرباء‪ .‬وتكون‬
‫الأ�ساليب التي ت�ستخدم يف �إجراء هذه التحقيقات مطابقة لأعلى املعايري‬
‫املهنية وتعلن نتائجها‪.‬‬
‫‪� - ٣‬أ لهيئات التحقيق �سلطة وعليها واجب احل�صول على جميع املعلومات‬
‫الالزمة للتحقيق حتـت ت�صـرف الأ�شخا�ص الذين يقومون بالتحقيق كل‬
‫ما يلزم من موارد امليزانية واملوارد التقنية لكفالة فعالية التحقيق‪ .‬وتكون‬
‫لهم �أي�ضا �سلطة �إلزام جميع العاملني ب�صفة ر�سمية املزعوم �ضلوعهم يف‬
‫التعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة عـلى املـثول �أمامهم والإدالء ب�شهاداهتم‪.‬‬
‫وينطبق الأمر نف�سه على �أي �شاهد‪ .‬وحتقيقا لهذا الغر�ض‪ ،‬تتمتع هيئة‬
‫التحقيق ب�سلطة �إ�صدار �أوامر ا�ستدعاء لل�شهود‪ ،‬مبن فيهم �أي موظفني‬
‫يزعم �ضلوعهم‪ ،‬وطلب تقدمي الأدلة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تكفل حماية �ضحايا مفرت�ضني للتعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة‪ ،‬وال�شهود‪،‬‬
‫والقائمني بالتحقيق و�أ�رسهم مـن العنف‪� ،‬أو التهديدات بالعنف �أو �أي �شكل‬
‫�آخر من �أ�شكال الرتهيب التي قد تن�ش�أ نتيجة لإجراء التحقيق‪ .‬ويـنحى‬
‫الأ�شـخا�ص الذين يحتمل �ضلوعهم يف التعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة عن �أي‬
‫موقع مينحهم ممار�سة النفوذ �أو ال�سلطة ب�صورة مبا�رشة �أو غري مبا�رشة‪،‬‬
‫على امل�شتكني وال�شهود و�أ�رسهم‪ ،‬وعلى القائمني بالتحقيق‪.‬‬
‫‪ -٤‬يبلغ ال�ضحايا املفرت�ضون للتعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة وممثلوهم القانونيون‬
‫عن �أي جل�سة تعقد وميكنون من ح�ضورها ومن االطالع على جميع‬
‫املعلومات ذات ال�صلة بالتحقيق‪ ،‬ويكون لهم احلق يف تقدمي �أدلة �أخرى‪.‬‬
‫‪�- ٥‬أ ‪ -‬يف احلاالت التي تكون فيها �إجراءات التحقيق ناق�صة ب�سبب قلة‬
‫اخلربة �أو �شبهة التحيز‪� ،‬أو ب�سبب الوجـود الظاهـر لنمط من التع�سف‪،‬‬
‫‪367‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫�أو لأ�سباب وجيهة �أخرى‪ ،‬تكفل الدول �إجراء التحقيقات من خالل جلنة‬
‫حتقيق م�ستقلة �أو �إجراء م�شابه‪ .‬ويختار �أع�ضاء هذه اللجنة ملا ي�شهد‬
‫لهم به من نزاهة وكفاءة وا�ستقاللية ك�أفراد‪ .‬وعلى الأخ�ص‪ ،‬يكون ه�ؤالء‬
‫م�ستقلني عن �أي من امل�شتبه يف ارتكابهم �أفعاال جرمية وعن امل�ؤ�س�سات‬
‫�أو الوكاالت التي قد يعملون لديها‪ .‬وتكون لهذه اللجنة �سلطة احل�صول‬
‫على جميع املعلومات الالزمة للتحقيق‪ ،‬وجتري التحقيق‪.‬‬
‫ب) عـد تقريـر كـتابي خـالل مدة معقولة من الزمن يبني نطاق التحقيق‬
‫والإجراءات والأ�ساليب التي ا�سـتخدمت يف تقيـيم الأدلة‪ ،‬ف�ضال عن‬
‫اال�ستنتاجات والتو�صيات املبنية على الوقائع امل�ستخل�صة وعلى القانون‬
‫ال�ساري‪ .‬وين�رش هذا التقرير لدى �إمتامه‪ .‬وي�صف هذا التقرير �أي�ضا‬
‫بالتف�صيل �أي �أحداث معينة ثبت وقوعها والأدلة التي بنيت عليها‬
‫النـتائج‪ ،‬كما يورد قائمة ب�أ�سماء ال�شهود الذين �أدلوا ب�شهاداهتم با�ستثناء‬
‫من كتمت هويتهم لغر�ض حمايتهم‪ .‬وترد الدولة‪ ،‬يف غ�ضون فرتة زمنية‬
‫معقولة‪ ،‬على تقرير التحقيق وت�شري‪ ،‬عند االقت�ضاء‪� ،‬إىل اخلطوات التي‬
‫تقرر اتخاذها ا�ستجابة لذلك‪.‬‬
‫(ج) على نحو ما تن�ص عليه هذه املبادئ يعـد تقريـر كـتابي خـالل‬
‫مدة معقولة من الزمن يبني نطاق التحقيق والإجراءات والأ�ساليب التي‬
‫ا�سـتخدمت يف تقيـيم الأدلة‪ ،‬ف�ضال عن اال�ستنتاجات والتو�صيات املبنية‬
‫على الوقائع امل�ستخل�صة وعلى القانون ال�ساري‪ .‬وين�رش هذا التقرير لدى‬
‫�إمتامه‪ .‬وي�صف هذا التقرير �أي�ضا بالتف�صيل �أي �أحداث معينة ثبت وقوعها‬
‫والأدلة التي بنيت عليها النـتائج‪ ،‬كما يورد قائمة ب�أ�سماء ال�شهود الذين‬
‫�أدلوا ب�شهاداتهم با�ستثناء من كتمت هويتهم لغر�ض حمايتهم‪ .‬وترد‬
‫الدولة‪ ،‬يف غ�ضون فرتة زمنية معقولة‪ ،‬على تقرير التحقيق وت�شري‪ ،‬عند‬
‫االقت�ضاء‪� ،‬إىل اخلطوات التي تقرر اتخاذها ا�ستجابة لذلك‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪368‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪�- )٦‬أ) ينبغي للخرباء الطبيني امل�شاركني يف التحقيق يف التعذيب‬


‫�أو �إ�ساءة املعاملة �أن يت�رصفوا يف جميع الأوقات وفقا لأعلى املعايري‬
‫الأخالقية و�أن يح�صلوا بخا�صة على املوافقة عن علم قبل �إجراء �أي‬
‫فح�ص‪ .‬ويجب �أن يكـون هـذا الفح�ص مطابقا للمعايري امل�ستقرة يف‬
‫جمال املمار�سة الطبية‪ .‬وعلى وجه اخل�صو�ص‪ ،‬يتم �إجراء هذه الفحو�ص‬
‫على انفراد ب�إ�رشاف اخلبري الطبي دون ح�ضور موظفي الأمن وغريهم‬
‫من املوظفني احلكوميني‪.‬‬
‫ب) يعد اخلبري الطبي تقريرا كتابيا دقيقا على الفور‪ ،‬يت�ضمن على الأقل‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ - ١‬ظـروف املقابلـة‪ :‬ا�سـم ال�شخ�ص املعني وا�سم اجلهة التي ينت�سب‬
‫�إليها احلا�رضون لدى �إجراء الفح�ص‪ ،‬والوقت والتاريخ بالتحديد؛ وموقع‬
‫امل�ؤ�س�سة التي يجري فيها الفح�ص وطبيعتها وعنوانها (مركـز احـتجاز‪،‬‬
‫م�ستو�صـف‪ ،‬م�سكن‪ ،‬وما �إىل ذلك)؛ (مبا يف ذلك رقم الغرفة عند‬
‫االقت�ضاء)؛ وظروف ال�شخ�ص املعني وقت �إجراء الفح�ص (مثال ذلك‬
‫طبيعة �أي قيود تكون موجودة لدى و�صوله �أو خـالل �إجراء الفح�ص‪،‬‬
‫ووجود قوات الأمن خالل الفح�ص‪ ،‬ومظهر الأ�شخا�ص املرافقني لل�سجني‪،‬‬
‫والتهديدات املوجهة �إىل الفاح�ص)؛ �أو �أي عوامل �أخرى ذات �صلة؛‬
‫‪ - ٢‬روايـة الوقائع‪� :‬رسد مف�صل حلكاية ال�شخ�ص املعني كما رواها‬
‫خالل املقابلة‪ ،‬مبا يف ذلك ذكر الأ�سـاليب املزعومة للتعذيب �أو �إ�ساءة‬
‫املعاملة‪ ،‬والأوقات التي يزعم وقوع التعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة فيها‪،‬‬
‫وجميع ال�شكاوى من الأعرا�ض البدنية والنف�سية؛‬
‫‪ -3‬الفح�ص البدين والنف�سي‪ :‬ت�سجيل جميع النتائج املتعلقة باحلالة‬
‫البدنية والنف�سية التي خل�ص �إليها الفح�ص ال�رسيري‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫االختبارات الت�شخي�صية املالئمة‪ ،‬و�صور جميع اجلروح بالألوان �إن �أمكن؛‬
‫‪369‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪ - ٤‬الر�أي‪ :‬تف�سري للعالقة املحتملة بني نتائج الفحو�ص البدنية والنف�سية‬


‫وبني �إمكانية وقوع التعذيب �أو �إ�سـاءة املعاملة‪ .‬وينبغي تقدمي تو�صية‬
‫ب�ش�أن �إجراء �أي عالج طبي ونف�سي الزم و ‪�/‬أو �إجراء �أي فحو�ص �أخرى؛‬
‫‪ - ٥‬جهة الإعداد‪ :‬ينبغي �أن يحدد التقرير بو�ضوح هوية الأ�شخا�ص‬
‫الذين قاموا بالفح�ص كما ينبغي �أن يكون موقّعا‪( .‬ج) يكون التقرير �رسيا‬
‫ويبلغ �إىل ال�شخ�ص املعني �أو �إىل ممثله املعني‪ .‬وتطلب �آراء ال�شخ�ص‬
‫املعني �أو ممـثله ب�ش�أن عملية الفح�ص وت�سجيل هذه الآراء يف التقرير ‪.‬‬
‫وينبغي �أي�ضا تقدمي التقرير كتابة‪ ،‬عند االقت�ضاء‪� ،‬إىل ال�سلطة امل�س�ؤولة‬
‫عن التحقيق يف ادعاء التعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة‪ .‬وتقع على الدولة‬
‫م�س�ؤولية �ضمان ت�سليم التقرير �إىل ه�ؤالء الأ�شخا�ص‪ .‬وال يتاح التقرير‬
‫لأي �شخ�ص �آخر‪� ،‬إال مبوافقة ال�شخ�ص املعني �أو بناء على �إذن من‬
‫حمكمة لها �سلطة �إنفاذ عملية نقله على هذا النحو‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪370‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املرفق الثاين‬
‫االختبارات الت�شخي�صية‬

‫جتـرى ب�صورة م�ستمرة عمليات تطوير وتقييم ملختلف االختبارات‬


‫الت�شخي�صية‪ .‬وقد رئي عند كتابة هذا الدليل �أن االختـبارات التالية‬
‫قد تفيد‪ ،‬ولكن ينبغي �أن يحاول املحققون‪ ،‬عند احلاجة �إىل املزيد من‬
‫الأ�سانيد‪ ،‬العثور على �أحدث م�صادر املعلومات وذلك بالرجوع مثال �إىل‬
‫�أحد املراكز املتخ�ص�صة يف توثيق التعذيب (انظر الف�صل اخلام�س‪ ،‬الفرع‬
‫هاء)‪.‬‬

‫‪� - ١‬صور الأ�شعة يف املـرحلة احلـادة لل�صدمة‪ ،‬قد تفيد كثريا طرق‬
‫ت�صوير عديدة يف �إيجاد توثيق �إ�ضايف لإ�صابات الهيكل العظمي‬
‫والأن�سجة الرخوة‪� .‬إال �أنه عندما تلتئم الإ�صابات البدنية قد ال يغدو‬
‫من امل�ستطاع �إجماال اكت�شاف العقابيل املتبقية بنف�س الطرق‪ .‬ويظل‬
‫هذا �صحيحا يف حاالت كثرية حتى عندما ت�ستمر معاناة الباقي على‬
‫قيد احلياة من �آالم �شديدة �أو عجز من جراء �إ�صاباته‪ .‬وقد �سبق تناول‬
‫طرق الأ�شعة املختلفة يف معر�ض بحث الق�ضايا املت�صلة بفح�ص امل�صـاب‬
‫�أو يف �سـياق احلديث عن الأ�شكال املختلفة من التعذيب‪ .‬ويرد فيما‬
‫يلي عر�ض موجز لتطبيقات هذه الطـرق على �أنه ال يغيب عن البال �أن‬
‫الطرق املنطوية على تكنولوجيات بالغة التقدم �أو باهظة التكاليف لي�ست‬
‫مي�سورة للجميع وعلى الأخ�ص لل�شخ�ص املحتجز‪ .‬ت�شـمل الفحو�ص‬
‫‪371‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الت�شخي�صية بالأ�شعة �صور الأ�شعة التقليدية‪� ،‬أي الأ�شعة ال�سينية‪،‬‬


‫و�صور ومي�ض النظائر امل�شعة‪ ،‬و�صور الت�صوير املقطعي باحلا�سوب و�صور‬
‫الرنني املغنطي�سي و�صور التموجات ال�صوتية فوق ال�سمعية ولكل منها‬
‫ميزاتها وم�ساوئها‪ .‬ففي الأ�شعة ال�سينية والت�صوير املقطعي باحلا�سوب‬
‫ت�ستخدم �أ�شعة م�ؤينة مما قد يكون مثار قلق يف حاالت احلوامل‬
‫والأطفال‪ .‬ويف �صور الرنني املغنطي�سي ي�ستخدم اجمالل املغنطي�سي‪،‬‬
‫والآثـار البيولوجية املحتمل تركها على الأجنة والأطفال تعد �آثارا نظرية‬
‫ويعتقد �أهنا �ضئيلة جدا‪ .‬والأجهزة فوق ال�سمعية ت�ستخدم متوجات‬
‫�صوتية ولي�س من املعروف �أهنا تنطوي على �أي خماطر بيولوجية‪.‬‬
‫والأ�شـعة ال�سينية متوفرة والو�صول �إليها مي�سور‪ ،‬وفيما عدا حالة‬
‫اجلمجمة ينبغي �أن يعتمد فح�ص جميع موا�ضع الإ�صابة يف البداية‬
‫على الت�صوير بالأ�شعة التقليدية‪ .‬ومع �أن �صور الأ�شعة ال�سينية قد‬
‫تظهر ك�سور الوجه ف�إن الت�صوير املقطعي باحلا�سوب يعد و�سيلة اختبار‬
‫�أف�ضل‪ ،‬وذلك لإظهاره ملزيد من الك�سور واخللوع اجلزئية وما يقرتن‬
‫بذلك من �إ�صابات وم�ضاعفات يف الأن�سجة الرخوة‪ .‬وعند اال�شتباه‬
‫يف �إ�صابة ال�سمحاق �أو يف وجود ك�سور طفيفة ينـبغي ا�ستعمال �صور‬
‫الومي�ض بالإ�ضافة �إىل الأ�شعة ال�سينية‪ ،‬ذلك �أن ن�سبة مئوية من نتائج‬
‫الأ�شعة ال�سينية �ستظل �سـلبية حتى يف حالة وجود ك�رس حاد �أو مبادئ‬
‫التهاب يف نخاع العظم‪ .‬كما �أن الك�رس قد يلتئم دون �أن يرتك �شـاهدا‬
‫ظاهرا يف الأ�شعة على الإ�صابة ال�سابقة‪ ،‬وي�صدق ذلك ب�صفة خا�صة‬
‫يف حالة الأطفال‪ .‬والأ�شعة الروتينية لي�ست و�سيلة فح�ص مثالية لتقييم‬
‫حالة الأن�سجة الرخوة‪� .‬أمـا الت�صوير الومي�ضي فهو و�سيلة فح�ص عالية‬
‫احل�سا�سية ولكنها متدنية من حيث القدرة على التحديد الـنوعي‪ .‬وهي‬
‫تعد و�سيلة فعالة وغري باهظة التكاليف لفح�ص الهيكل العظمي كله‬
‫بحثا عن تطورات مر�ضية مثل التهابات �أو �صدمات نخاع العظم‪ .‬كما‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪372‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫يل اخل�صية ولو �أن التموجات فوق ال�سمعية‬ ‫ميكن هبا تقييم حاالت ّ‬
‫و�سيلة �أف�ضل لأداء هذه املهمة‪ .‬والت�صوير الومي�ضي لي�س الو�سيلة التي‬
‫ت�ستخدم يف التعرف على �صدمات الأن�سجة الرخوة‪ .‬وهو قد يكت�شف‬
‫الك�رس احلاد يف غ�ضون ‪� ٢٤‬ساعة ولكنه قد ي�ستلزم انق�ضاء يومني �إىل‬
‫ثالثة �أيام بل �أحيانا �أ�سبوع �أو �أكـرث‪ ،‬وخا�صة يف حالة امل�سنني‪ .‬ومع �أن‬
‫ال�صورة ترجع عادة �إىل ال�شكل الطبيعي بعد �سنتني‪ ،‬ف�إن النتيجة قد‬
‫تظل �إيجابية لعدة �سنوات يف حاالت الك�سور والتهابات نخاع العظم‬
‫التي مت �شفا�ؤها‪ .‬وا�ستخدام الت�صوير الومي�ضي للعظـام للك�شف عن‬
‫الك�سور يف الكردو�س �أو فوق امل�شا�ش (�أطراف العظام الطويلة) �أمر بالغ‬
‫ال�صعوبة يف حالة الأطفـال ب�سـبب االمت�صـا�ص الطبيعي للم�ستح�رض‬
‫امل�شع عند الكردو�س‪ .‬وميكن يف حاالت كثرية �أن تكت�شف بالت�صوير‬
‫الومي�ضي ك�سور �ضلوع غري ظاهرة يف �أفالم الأ�شعة ال�سينية الروتينية‪.‬‬

‫�أ) ا�ستخدام الت�صوير الومي�ضي للعظام يف ت�شخي�ص الفلقة‬


‫ميكن م�سح العظام �إما ب�صور م�ؤجلة �إىل ما بعد انق�ضاء حوايل ثالث‬
‫�ساعات‪� ،‬أو كفح�ص متوا�صل ذي ثـالث مراحل هي ت�صوير الأوعية‬
‫ال�رشيانية بالنويدات امل�شعة (املرحلة ال�رشيانية) وت�صوير �أحوا�ض الدم‬
‫(املرحلة الوريديـة وهـي مـرحلة الأن�سجة الرخوة) واملرحلة املت�أخرة (مرحلة‬
‫العظام)‪ .‬وبالن�سبة للم�صابني الذين يجري فح�صـهم قبل انق�ضاء فرتة‬
‫كبرية على تعذيبهم بالفلقة ينبغي �إجراء م�سح للعظام على دفعتني‬
‫بينهما فا�صل ملدة �أ�سبوع‪ .‬فالنتيجة ال�سلبية مل�سح املرحلة املت�أخرة الأول‬
‫املقرتنة بنتيجة �إيجابية يف امل�سح الثاين ت�شري �إىل التعر�ض للفلقة يف‬
‫غ�ضـون �أيام قبل امل�سح الأول‪ .‬ويف احلاالت احلادة ف�إن الو�صول �إىل‬
‫نتيجة �سلبية يف امل�سحني الفا�صل بينهما �أ�سـبوع ال يعـني بال�رضورة‬
‫عدم التعر�ض للفلقة بل �إن �شدة الفلقة كانت دون م�ستوى ح�سا�سية‬
‫جهاز الت�صوير الومي�ضـي‪ .‬و�إذا �أجري يف البداية م�سح ذو ثالث مراحل‬
‫‪373‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫و�سجلت زيادة يف االمت�صا�ص يف مرحلة ت�صوير الأوعية ال�شـريانية‬


‫بالنويدات امل�شعة وكذلك يف مرحلة ت�صوير �أحوا�ض الدم دون زيادة‬
‫مقابلة يف االمت�صا�ص يف مرحلة م�سـح العظـام كان معنى ذلك وجود‬
‫�إفراط يف توريد الدم مما يت�سق مع حدوث �إ�صابة للأن�سجة الرخوة‪ .‬ومن‬
‫امل�ستطاع كذلك اكت�شاف �إ�صابات عظام القدم والأن�سجة الرخوة ب�صور‬
‫الرنني املغنطي�سي‪.‬‬

‫ب) التموجات ال�صوتية فوق ال�سمعية‬


‫الـتموجات ال�صـوتية فوق ال�سمعية تعد و�سيلة زهيدة التكاليف وعدمية‬
‫اخلطر من الوجهة البيو لوجية‪ .‬ونوعـية الفحـ�ص الذي يجري با�ستخدامها‬
‫تتوقف على مهارة م�شغل اجلهاز‪ .‬وحيث ال يتاح الت�صوير املقطعي‬
‫باحلا�سـوب ت�ستخدم التموجات فوق ال�سمعية لتقييم ال�صدمات احلادة‬
‫للبطن‪ .‬كما ميكن تقييم علل الأوتار بهذه الطريقة‪ ،‬وهي تعد الطريقة‬
‫املف�ضلة لك�شف �إ�صابات اخل�صية‪ .‬كما يتم اللجوء �إىل التموجات ال�صوتية‬
‫فوق ال�سمعية يف الك�شف عن حالة الكتف يف الفرتتني احلادة واملزمنة‬
‫عقب التعذيب بالتعليق‪ .‬ففي الفرتة احلادة‪ ،‬ميكن عن طريق هذه‬
‫التموجات مالحظة وذمة وجتمع لل�سوائل يف وحول مف�صل الكتف‬
‫ومتزقات و�أورام دموية يف الع�ضالت املديرة للمع�صـم‪ .‬و�إذا �أعيد الفح�ص‬
‫بالتموجات ال�صوتية فتبني �أن الأدلة امل�شاهدة يف املرحلة احلادة قد‬
‫اختفت مع مر الوقـت كـان يف ذلك تعزيز ل�صحة الت�شخي�ص‪ .‬ويف‬
‫مثل هذه احلاالت‪ ،‬ينبغي �إجراء فحو�ص بالت�صوير بالرنني املغنطي�سي‬
‫وبالت�صوير الومي�ضي وبو�سائل الأ�شعة الأخرى يف وقت واحد وفح�ص‬
‫الرتابط بني نتائجها‪ ،‬وحتى حني ال ت�سـفر الفحـو�ص الأخرى عن نتائج‬
‫�إيجابية ف�إن نتائج التموجات فوق ال�سمعية تكفي لوحدها لإثبات وقوع‬
‫تعذيب بالتعليق‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪374‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ج) الت�صوير املقطعي باحلا�سوب‬


‫�إن الت�صـوير املقطعـي باحلا�سـوب و�سـيلة ممتازة لت�صوير الأن�سجة الرخوة‬
‫والعظام بينما �صور الرنني املغنطي�سـي تعد �أف�ضل للأن�سجة الرخوة منها‬
‫للعظام‪ .‬ف�صور الرنني املغنطي�سي قد تكت�شف ك�رسا م�سترتا قبل �أن‬
‫ي�ستطاع ت�سجيله على �صور الأ�شعة الروتينية �أو الت�صوير الومي�ضي‪ .‬وقد‬
‫ي�ؤدى ا�ستخدام �أجهزة الفح�ص املك�شوفة باالقرتان مع �إعطاء امل�صاب‬
‫م�سكنا �إىل تخفيف حالة القلق ورهاب االحتجاز يف مكان حم�صور‬ ‫ّ‬
‫التي هي حالة �سائدة بني الناجني بعد التعذيب‪ .‬كما �أن الت�صوير املقطعي‬
‫باحلا�سوب و�سيلة ممتازة لت�شخي�ص وتقييم الك�سور وخا�صة يف عظام‬
‫الوجه وال�صدغ‪ .‬ومن مزاياه الأخرى تو�ضيحه ملدى ا�ستقامة الأجزاء �أو‬
‫تزحزحها عن مكاهنا ال�صحيح‪ ،‬وال �سيما يف حاالت الك�سور ال�شوكية‬
‫واحلق‪ .‬ولكنه ال ي�ستطيع اكت�شاف ر�ضو�ض‬ ‫واحلو�ضية وك�سور الكتف ُ‬
‫العظام‪ .‬وينـبغي �أن يكـون الت�صوير املقطعي باحلا�سوب‪� ،‬سواء مع �إدخال‬
‫�أو دون �إدخال مادة مب ّينة يف الوريد‪ ،‬و�سيلة الفح�ص الأويل يف حاالت‬
‫�إ�صابات اجلهاز الع�صبي املركزي احلادة و�شبه احلادة واملزمنة‪ .‬ف�إذا‬
‫جاءت النتيجة �سلبية �أو غـري قاطعة �أو غري مف�رسة ل�شكاوى الناجي �أو‬
‫لأعرا�ضه املت�صلة باجلهاز الع�صبي املركزي‪ ،‬وجب االنتقال �إىل الت�صوير‬
‫بالرنني املغنطي�سي‪ .‬كما �أن الت�صوير املقطعي باحلا�سوب ‪ -‬مع �إعداد‬
‫ال�شا�شة لفح�ص العظام ومع تكرار الفح�ص قبل وبعد �إدخال املادة‬
‫املب ّينة ‪ -‬ينبغي �أن يكون و�سيلة الفح�ص الأوىل فيما يخ�ص ك�سور‬
‫العظام ال�صدغية‪ .‬فال�شا�شات اخلا�صة بالعظام قد تك�شف عن وجود‬
‫ك�سور وانقطاع يف ت�سل�سل العظيمات‪ .‬وقد يبني الفح�ص ال�سابق عـلى‬
‫�إدخال املادة املب ّينة وجود �سائل وورم ل�ؤل�ؤي يف الأذن الو�سطى ولكن من‬
‫املو�صى به ا�ستخدام املادة املب ّينة نظرا لتعر�ض هذه املنطقة كثريا ل�شذوذ‬
‫يف جمرى الأوعية‪ .‬ويف حالة ال�سيالن الأنفي ينبغي حقن مادة مب ّينة‬
‫‪375‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫يف القناة ال�شوكية تتبع امل�سار العظمي لل�صدغ‪ .‬وقد تظهر �صور الرنني‬
‫املغنطي�سي كذلك ال�شق امل�س�ؤول عن ت�رسب ال�سائل‪ .‬وعـند اال�شـتباه يف‬
‫الإ�صابة ب�سيالن �أنفي ينبغي �إجراء ت�صوير مقطعي باحلا�سوب مع �إعداد‬
‫ال�شا�شات للأن�سجة الرخوة والعظام‪ ،‬على �أن يلي ذلك ت�صوير مقطعي‬
‫بعد حقن مادة مب ّينة يف القناة ال�شوكية‪.‬‬

‫د) الت�صوير بالرنني املغنطي�سي‬


‫�إن �صور الرنني املغنطي�سي �أ�شد ح�سا�سية من الت�صوير املقطعي باحلا�سوب‬
‫يف اكت�شاف ا�ضطرابات اجلهاز الع�صـبي املركزي‪ .‬وحيث �إن اجملرى الزمني‬
‫يق�سم �إىل �أطوار متعددة هي الفوري‪،‬‬ ‫لرتيف اجلهاز الع�صبي املركزي ّ‬
‫واحلاد جدا‪ ،‬واحلاد‪ ،‬واملزمن‪ ،‬وهذه الأطوار تتنا�سب مع اخل�صائ�ص‬
‫التي تظهر يف خمتلف �صوره بالرنني املغنطي�سي‪ ،‬ف�إن ال�صور الناجتة‬
‫قد ت�سمح بتقدير وقت �إ�صابة الر�أ�س وال�صلة باحلوادث املدعى وقوعها ‪.‬‬
‫ونزيف اجلهاز الع�صبي قد ين�رصف كليا �أو قد يرتك من روا�سب حديد‬
‫الدم ما يكفي جلعل الت�صوير املقط عي باحلا�سوب ي�سفر عن نتائج‬
‫�إيجابية حتى بعد مرور �سنوات‪� .‬إن نزيف الأن�سجة الرخوة‪ ،‬وخا�صة‬
‫نزيف الع�ضالت‪ ،‬ين�رصف كليا يف العادة دون �أن يخلف �أثرا ولكنه يف‬
‫حاالت نادرة يتحول �إىل �شكل ُع َظيمي‪ ،‬وي�سمي ذلك التكوين العظمي‬
‫املختلف التغذية �أو االلتهاب الع�ضلي التعظمي‪ ،‬وهذا مما ميكن اكت�شافه‬
‫بالت�صوير املقطعي باحلا�سوب‪�- .‬أخذ خزعة لفح�صها يف حاالت الإ�صابة‬
‫بال�صدمة الكهربائية قد ترتتب على �إ�صابات ال�صدمة الكهربائية يف‬
‫بع�ض الأحيان‪ ،‬ولي�س دائما‪ ،‬تغريات جمهرية تعد ذات فائدة ت�شخي�صية‬
‫كبرية وتكون لها خ�صائ�ص نوعية مميزة ل�صدمة التيار الكهربائي‪ .‬وعدم‬
‫ظهور هذه التغريات النوعية يف اخلـزعة ال يعـني �أن الت�شخي�ص القائل‬
‫بوجود حالة تعذيب بال�صدمة الكهربائية هو ت�شخي�ص خاطئ‪ ،‬ويجب‬
‫�أال ي�سمح لل�سلطات الق�ضائية بقبول هذا االفرتا�ض‪ .‬ومما ي�ؤ�سف له �أنه‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪376‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫عندما تطلب املحكمة من ملتم�س ادعى تعذيبه بال�صدمة الكهربائية‬


‫�أن يخ�ضع لإجراء �أخذ خزعة منه لفح�صها جمهريا ف�إن رف�ضه لذلك‬
‫�أو انتهاء الإجراء �إىل نتيجة �سـلبية يـرتكان ال حمالة �أثرا �ضارا مبوقفه‬
‫يف الق�ضية‪ .‬ي�ضاف �إىل هذا �أن اخلربة ال�رسيرية يف جمال ت�شخي�ص‬
‫حالة الإ�صابة الكهربائية املرتبطة بالتعذيب باالعتماد على فح�ص خزعة‬
‫هي خربة حمدودة‪ ،‬وميكن الو�صول باطمئنان �إىل ت�شخي�ص احلالة‬
‫ا�ستنادا �إىل التاريخ والفح�ص البدين وحدهما‪ .‬لذلـك ف�إن هذا الإجراء �إن‬
‫ا�ستخدم يجب �أن يتم يف بيئة خم�ص�صة للبحوث ال�رسيرية وينبغي �أال‬
‫يروج له كمعيار ت�شخي�صي مقرر‪ .‬وعند احل�صول على املوافقة ال�صادرة‬ ‫ّ‬
‫عن علم على �أخذ اخلزعة ينبغي �إعالم ال�شخ�ص بالطابع غري اليقيني‬
‫للنتائج وتركه يزن بني الفائدة التي ميكن �أن يجنيها منه وبني وط�أة‬
‫الإجراء على نف�سه امل�صابة �أ�صال‪.‬‬

‫�أ) مربر �أخذ اخلزعة لقـد �أجريـت بحـوث خمتـربية وا�سـعة لقيا�س �آثار‬
‫ال�صدمـة الكهربائيـة علـى جلـد خنازيـر ‪ .‬و�أدت هذه البحوث �إىل التو�صل‬
‫�إىل نتائج من زاوية علم الأن�سجة تعد من اخل�صائ�ص (ب)‪( ،‬ج)‪،‬‬
‫(د)‪( ،‬ه)‪( ،‬و)‪( ،‬ز) خمـدرة النوعـية املمـيزة للإ�صـابة الكهربائـية وميكـن‬
‫�إثباتها بفح�ص جمهري خلزعات من الآفات يتم �أخذها بخرامة جراحـية‪.‬‬
‫على �أن متابعة تفا�صيل هذا البحث الذي قد ي�صبح ل ـه تطبيق‬
‫�رسيري هام �أمر يخرج عن نطاق هذا الدليل‪ ،‬وبو�سع القارئ ا�ست�شارة‬
‫املراجع املذكورة �أعاله ملتابعة هذا املو�ضوع‪ .‬لكـن مل تـدر�س مـن زاويـة‬
‫عـلم الأن�سـجة �إال حاالت قليلة من حاالت تعذيب الب�رش بال�صدمة‪.‬‬
‫ويف حالة واحدة فقط مت فيها ا�ستئ�صال �آفة بعد ما يقدر ب�سبعة‬
‫�أيام من تاريخ الإ�صابة (ح)‪( ،‬ط)‪( ،‬ي)‪( ،‬ك) الكهربائـية �أمكن اعتبار‬
‫التغريات اجللدية امل�شاهدة مدعاة لت�شخي�ص الإ�صابات ب�أهنا �إ�صابات‬
‫كهربائية (العثور على روا�سب من �أمالح الكال�سيوم على �ألياف جلدية يف‬
‫‪377‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫الأن�سجة احلية املحيطة بالأن�سجة املتنكرزة)‪ .‬ويف حاالت �أخرى �أظهرت‬


‫الآفـات امل�ست�أ�صـلة بعد ب�ضعة �أيام من التعذيب الكهربائي املدعى وقوعه‬
‫تغريات مقطعية و روا�سب من �أمالح الكال�سيوم على التكوينات اخللوية‬
‫على نحو يت�سق متاما مع ت�أثري التيار الكهربائي ولكنها مل تعترب كافية‬
‫للو�صول �إىل هذا الت�شخي�ص وذلك لعدم م�شاهدة �أمالح الكال�سيوم‬
‫على �ألياف جلدية‪ .‬و�أظهرت خزعة م�أخوذة بعد �شهر من تاريخ التعذيب‬
‫الكهربائي املدعى وقوعه ندبة خمروطية ال�شكل عر�ضها يرتاوح بني‬
‫مليمرت ومليمرتين مقرتنة بزيادة يف عدد اخلاليا الليفية الأولية و�ألياف‬
‫كوالجني رفيعة �شديدة الكثافة م�صطفة مبحاذاة ال�سطح‪ ،‬على نحو‬
‫يت�سق �أي�ضا مع وجود �إ�صابة كهربائية ولكن ذلك مل يكن كافيا �أي�ضا‬
‫لت�شخي�ص احلالة‪.‬‬

‫ب) الطريقة عقـب احل�صول على موافقة عن علم من املري�ض وقبل‬


‫�أخذ اخلزعة ينبغي ت�صوير الآفة با�ستخدام و�سائل مقبولة للطبيب‬
‫ال�رشعي‪ .‬وبعد ذلك وحتت تخدير مو�ضعي ت�ؤخذ بخرامة جراحية‬
‫خزعة مقا�سها ‪ ٤-٣‬مليمرتات ثم تو�ضـع يف فورمالني مف�صول �أو‬
‫يف مثبت مماثل‪ .‬وينبغي �أن ت�ؤخذ اخلزعة اجللدية يف �أقرب وقت‬
‫ممكن من وقوع الإ�صابة‪ .‬فنظرا �إىل �أن ال�صدمة الكهربائية تقت�رص‬
‫عادة على الب�رشة والأدمة ال�سطحية ف�إن الآفات قد تختفي ب�رسعة‪.‬‬
‫وميكـن �أخـذ خـزعات مـن �أكرث من �آفة ولكن الإزعاج املرتتب على‬
‫ذلك للم�صاب ينبغي �أن ي�ؤخذ بعني‪ .‬وينبغي �إ�سناد فح�ص مادة‬
‫اخلزعة �إىل �أخ�صائي يف علم الأمرا�ض متمر�س يف درا�سة �أمرا�ض‬
‫اجللد ‪.‬‬
‫ج) النتائج املف�ضية �إىل ت�شخي�ص الإ�صابة الكهربائية ت�شمل النتائج‬
‫املف�ضية �إىل ت�شخي�ص م�ؤداه حدوث �إ�صابة كهربائية وجود �أنوية‬
‫حوي�صلية يف الب�رشة وغدد العـرق وحوائـط الأوعية (ال يوجد لها‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪378‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ت�شخي�ص مقارن �سوى ت�شخي�ص �إ�صابة ناجتة عن حماليل قلوية)‪،‬‬


‫ووجود روا�سـب من �أمالح الكال�سيوم واقعة ب�صورة متميزة على‬
‫الألياف الكوالجينية واملرنة (الت�شخي�ص املقارن هو داء التكل�س‬
‫اجللدي وهو من اال�ضطرابات النادرة التي تكت�شف يف ‪ ٧٥‬حالة‬
‫ال �أكرث من كل ‪ ٢٢٠ ٠٠٠‬حالة متعاقبة مـن فح�ص خزعات اجللد‬
‫الب�رشي‪ ،‬ويف تلك احلاالت تكون روا�سب الكال�سيوم عادة كثيفة‬
‫وغري واقعة ب�صورة ‪ .‬متميزة على الألياف الكوالجينية واملرنة) ومـن‬
‫نـتائج الإ�صابة الكهربائية التي تعد منطية و�إن مل تكن ت�شخي�صية‬
‫�آفات تظهر يف ُ�شدف خمروطية ال�شـكل تكـون �سعتها يف كثري‬
‫من الأحيان بني مليمرت واحد ومليمرتين‪ ،‬وروا�سب من احلديد �أو‬
‫النحا�س على الب�شـرة (يف مو�ضع الإلكرتود) و�سيتوبالزم متجان�س‬
‫يف الب�رشة وغدد العرق وحوائط الأوعية‪ .‬وقد توجد �أي�ضا روا�سب‬
‫من �أمالح الكال�سيوم على التكوينات اخللوية يف �آفات ُ�شدفية �أو قد‬
‫ال ت�شاهد �أي �شواذ ن�سيجية‪.‬‬
‫‪379‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املرفق الثالث‬
‫ر�سوم ت�شريحية لتوثيق التعذيب و�إ�ساءة املعاملة‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪380‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬
‫‪381‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪382‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬
‫‪383‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪384‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬
‫‪385‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪386‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬
‫‪387‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫املرفق الرابع‬
‫�إر�شادات للتقييم الطبي للتعذيب و�إ�ساءة املعاملة‬

‫الإر�شادات التالية مبنية على دليل التق�صي والتوثيق الفعالينّ‬


‫للتعذيب وغريه من �رضوب املعاملة �أو العقوبة القا�سية �أو الال�إن�سانية‬
‫�أو املهينة (بروتوكول ا�ستنبول)‪ .‬وال يق�صد بها �أن تكون و�صفة جامدة‬
‫بل �أن تطبق يف �ضوء مق�صد التقييم وبعد �إجراء تقدير للموارد املتاحة‪.‬‬
‫والتقييم البدين والنف�سي للتعذيب و�إ�ساءة املعاملة ميكن �أن يتواله‬
‫ممار�س واحد �أو �أكرث‪ ،‬ويتوقف ذلك على توفر امل�ؤهالت الالزمة‪.‬‬
‫�أو ً‬
‫ال‪ -‬معلومات عن احلالة‬
‫تاريخ الفح�ص‪ ........ :‬طالب الفح�ص (اال�سم‪/‬املن�صب)‪....... :‬‬
‫احلالة �أو التقرير رقم‪ .... :‬مدة التقييم‪� .. :‬ساعات‪ ... :‬دقائق‬
‫اال�سم الأول لل�شخ�ص‪ .. :‬تاريخ امليالد‪ .. :‬مكان امليالد‪ .. :‬ا�سم‬
‫العائلة‪ ..... :‬نوع اجلن�س‪ :‬ذكر‪�/‬أنثى �سبب الفح�ص‪ ...... :‬رقم بطاقة‬
‫الهوية‪ .... :‬ا�سم املمار�س‪ ....... :‬هل ا�ستعني مبرتجم �شفوي (نعم‪/‬ال)‪،‬‬
‫ا�سمه‪ .... :‬هل مت احل�صول على موافقة عن علم؟ نعم‪/‬ال �إذا كان الرد‬
‫بالنفي‪ ،‬ملاذا؟‬
‫مرافق ال�شخ�ص ( اال�سم‪/‬املن�صب‪....... :‬‬
‫احلا�رضون �أثناء الفح�ص (اال�سم‪/‬املن�صب‪......‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪388‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫هل كان ال�شخ�ص مكبال �أثناء الفح�ص‪ :‬نعم‪/‬ال‪� .‬إذا كان الرد‬
‫بالإيجاب فكيف؟ وملاذا؟‬
‫مت نقل التقرير الطبي �إىل‪( :‬اال�سم‪/‬املن�صب‪/‬رقم بطاقة الهوية‪......... :‬‬
‫تاريخ النقل‪ ...... :‬املدة التي ا�ستغرقها النقل‪ ....... :‬هل �أجري التقييم‪/‬‬
‫التق�صي الطبي دون �أي قيود (وذلك حلالة املحبو�سني)؟ نعم‪/‬ال �صف‬
‫تفا�صيل �أي قيود‪...... :‬‬
‫ثاني ًا‪ -‬م�ؤهالت املمار�س (لأغرا�ض ال�شهادة الق�ضائية)‬
‫التعليم الطبي والتدريب ال�رسيري‬
‫التدريب يف علم النف�س‪/‬الطب النف�سي‬
‫اخلربة يف توثيق �أدلة التعذيب و�إ�ساءة املعاملة‬
‫اخلربة الإقليمية يف جمال حقوق الإن�سان ذات ال�صلة بالتحقيق‬
‫املواد املن�شورة والعرو�ض املقدمة والدورات التدريبية ذات ال�صلة‬
‫ال�سرية الذاتية‬
‫ثالث ًا‪ -‬الإقرار ب�صحة ال�شهادة (لأغرا�ض ال�شهادة الق�ضائية)‬
‫�صيغة من قبيل «�أقر ب�أين على علم �شخ�صي باحلقائق املذكورة �أدناه‬
‫عدا ما جاء فيها بن اء على معلومات واعتقاد �أ�ؤمن ب�صحتهما‪ .‬و�إين‬
‫لعلى ا�ستعداد لل�شهادة ب�صحة ما ورد �أعاله بناء على علمي ال�شخ�صي‬
‫واعتقادي»‪.‬‬
‫رابع ًا‪ -‬معلومات عن خلفية احلالة‬
‫معلومات عامة (ال�سن‪ ،‬املهنة‪ ،‬التعليم‪ ،‬تكوين الأ�رسة‪� ،‬إلخ)‬
‫التاريخ الطبي ال�سابق‬
‫‪389‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ا�ستعرا�ض التقييمات ال�سابقة للتعذيب و�إ�ساءة املعاملة‬


‫تاريخ احلالة النف�سية ‪ -‬االجتماعية قبل القب�ض على ال�شخ�ص‬
‫خام�س ًا‪ -‬ادعاءات التعذيب و�إ�ساءة املعاملة‬
‫‪1 .1‬موجز للحب�س واالعتداء‬
‫‪2 .2‬ظروف القب�ض على ال�شخ�ص واحتجازه ‪٣‬‬
‫‪3 .3‬مكان االحتجاز الأول والأماكن الالحقة (الت�سل�سل الزمني‪ ،‬وظروف‬
‫احلب�س والنقل)‬
‫‪�4 .4‬رسد لرواية �إ�ساءة املعاملة والتعذيب (يف كل مكان من �أماكن‬
‫االحتجاز)‬
‫‪5 .5‬ا�ستعرا�ض �أ�ساليب التعذيب‬
‫�ساد�س ًا ‪ -‬الأعرا�ض والإعاقات البدنية‬
‫�صف ظهور الأعرا�ض والإعاقات احلادة واملزمنة وعمليات ال�شفاء‬
‫الالحقة‪.‬‬
‫ ‪1 .‬الأعرا�ض والإعاقات احلادة‬
‫ ‪2 .‬الأعرا�ض والإعاقات املزمنة‬
‫�سابع ًا ‪ -‬الفح�ص الطبي‬
‫‪1 .1‬املظهر العام‬
‫‪2 .2‬اجللد‬
‫‪3 .3‬الوجه والر�أ�س‬
‫‪4 .4‬العينان والأذنان والأنف واحلنجرة‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪390‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫‪5 .5‬التجويف الفموي والأ�سنان‬


‫‪6 .6‬ال�صدر والبطن (مبا يف ذلك العالمات احليوية)‬
‫‪7 .7‬اجلهاز البويل التنا�سلي‬
‫‪8 .8‬اجلهاز الع�ضلي الهيكلي‬
‫‪9 .9‬اجلهاز الع�صبي املركزي والطريف‬
‫ثامن ًا ‪ -‬التاريخ‪/‬الفح�ص النف�سي‬
‫‪ 1 .1‬و�سائل تقدير احلالة‬
‫‪ 2 .2‬ال�شكاوى النف�سية احلالية‬
‫‪ 3 .3‬التاريخ الالحق للتعذيب‬
‫‪ 4 .4‬التاريخ ال�سابق للتعذيب‬
‫‪ 5 .5‬تاريخ العالج النف�سي‬
‫‪ 6 .6‬تاريخ ا�ستعمال وتعاطي املواد‬
‫‪7 .7‬فح�ص احلالة العقلية‬
‫‪ 8 .8‬تقدير حالة الأداء االجتماعي‬
‫‪9 .9‬االختبارات النف�سية‪( :‬لالطالع على الدواعي واحلدود‪ ،‬انظر الف�صل‬
‫ال�ساد�س‪ ،‬الفرع جيم‪)١-‬‬
‫‪ 1010‬االختبارات الع�صبية ‪ -‬النف�سية (لالطالع على الدواعي واحلدود‪،‬‬
‫انظر الف�صل ال�ساد�س‪ ،‬الفرع جيم‪)٤ -‬‬
‫‪391‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫تا�سع ًا ‪ -‬ال�صور‬
‫عا�رش ًا‪ -‬نتائج االختبارات الت�شخي�صية (لالطالع على الدواعي‬
‫واحلدود‪ ،‬انظر املرفق الثاين)‬
‫حادي ع�رش ‪ -‬اال�ست�شارات‬
‫ثاين ع�رش ‪ -‬تف�سري النتائج‬
‫و�ضـح مـدى االت�ساق بني تاريخ الأعرا�ض‬ ‫‪1 .1‬الأدلة البدنية �ألف‪ّ -‬‬
‫والإعاقات البدنية احلادة واملزمنة وادعاءات �إ�ساءة املعاملة والتعذيب‪.‬‬
‫و�ضـح مدى االت�ساق بني نتائج الفح�ص البدين وادعاءات‬ ‫باء‪ّ -‬‬
‫وقوع اعتداء (ملحوظة‪ :‬عدم جتلي نتائج بدنية ال ينفي احتمال‬
‫و�ضـح مدى االت�ساق بني‬ ‫وقوع التعذيب �أو �إ�ساءة املعاملة ‪).‬جيم‪ّ -‬‬
‫نتائج فح�ص الفرد واملعرفة ب�أ�ساليب التعذيب ال�شائع ا�ستخدامها‬
‫يف املنطقة املعينة وب�آثارها الالحقة‪.‬‬
‫و�ضح مدى االت�ساق بني النتائج النف�سية‬ ‫‪2 .2‬الأدلة النف�سية �ألف‪ّ -‬‬
‫وفحوى بالغ التعذيب املدعى وقوعه ‪.‬باء‪ِ � -‬‬
‫أعـط تقديرا ملا �إذا كانت‬
‫النتائج النف�سية من قبيل ردود الفعل املتوقعة �أو النمطية حلالة‬
‫ال�ضيق النف�سي البالغ �ضمن �سياق الفرد االجتماعي والثقايف ‪.‬جيم‪-‬‬
‫بينّ حالة الفرد يف اجملرى املتقلب على مر الزمن لال�ضطرابات العقلية‬
‫املرتبطة بال�صدمات‪ ،‬وحدد الإطار الزمني بالن�سبة لأحداث التعذيب‬
‫وموقع الفرد على طريق ال�شفاء ‪.‬دال‪ -‬بـينّ �أي منغ�صـات �إ�ضـافية لها‬
‫ت�أثري على الفرد يف الوقت الراهن (مثال ا�ستمرار ا�ضطهاده‪ ،‬اال�ضـطرار‬
‫�إىل الهجرة‪ ،‬حياة املنفي‪ ،‬فقدان الأ�رسة والدور االجتماعي‪� ،‬إلخ)‬
‫ووط�أة هذه املنغ�صات على الفرد ‪.‬هاء‪� -‬أذكر الأحوال البدنية التي‬
‫قد تكون م�سهمة يف ال�صورة ال�رسيرية‪ ،‬وخا�صة فيما يتعلق باحتمال‬
‫�إثبات تعر�ض الر�أ�س لإ�صابة �أثناء التعذيب �أو احلب�س‪.‬‬
‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬ ‫‪392‬‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ثالث ع�رش‪ -‬اال�ستنتاجات والتو�صيات‬


‫بـي ر�أيك يف مدى ات�ساق م�صادر الأدلة املذكورة �أعاله جمتمعة‬ ‫‪ِ 1 .1‬نّ‬
‫(النتائج البدنية والنف�سية‪ ،‬واملعلومات التاريخـية‪ ،‬ونـتائج الت�صوير‪،‬‬
‫ونتائج االختبارات الت�شخي�صية‪ ،‬واملعرفة باملمار�سات الإقليمية‬
‫للتعذيب‪ ،‬وتقارير اخلرباء اال�ست�شاريني‪� ،‬إلخ) مع ادعاءات التعذيب‬
‫و�إ�ساءة املعاملة‪.‬‬
‫كرر بيان الأعرا�ض والإعاقات التي ال يزال الفرد يعاين منها نتيجة‬
‫‪ّ 2 .2‬‬
‫لالعتداء املدعى وقوعه‬
‫تقدم ب�أية تو�صيات ملتابعة �إجراءات التقييم و�إتاحة الرعاية للفرد‪.‬‬
‫‪ّ 3 .3‬‬
‫رابع ع�رش‪� -‬إقرار ال�صدق (لأغرا�ض ال�شهادة الق�ضائية)‬
‫مـثال ذلـك «�أعلن و�أنا على علم بعقوبة �شهادة الزور طبقا لقوانني‪.‬‬
‫(ا�سم البلد) �أن ما ورد �أعاله حقيقي و�صحيح و�أن هذا الإقرار قد وقع يف‬
‫‪( ...‬التاريخ) ‪ ....‬ب ‪ )....‬ا�سم املدينة ( ب ‪ )....‬ا�سم الوالية �أو املقاطعة)‪.‬‬
‫خام�س ع�رش‪ -‬بيان بالقيود املفرو�ضة على التقييم‪/‬التق�صي‬
‫الطبي (يف حالة الأ�شخا�ص املحتجزين)‬
‫مثال ذلك «ي�شهد املمار�سون املوقعون �أدناه �شهادة �شخ�صية ب�أنه‬
‫قد �أذن لهم بالعمل بحرية وا�ستقالل و�أنه قد �سمح لهم بالتحدث مع)‬
‫ال�شخ�ص) وفح�صه على انفراد ودون �أي قيود �أو حتفظات ودون التعر�ض‬
‫لأي �شكل من �أ�شكال الإكراه من قِ بل ال�سلطات املحتجزة»؛ �أو «ا�ضطر‬
‫املمار�س (املمار�سون) املوقع (املوقعون) �أدناه �إىل �أداء تقييمه (تقييمهم)‬
‫يف ظل القيود التالية‪»... :‬‬
‫�ساد�س ع�رش‪ -‬توقيع املمار�س وذكر التاريخ واملكان‬
‫�سابع ع�رش‪ -‬املرفقات ذات ال�صلة‬
‫‪393‬‬ ‫الرعاية الصحية للسجناء والوقاية من التعذيب‬
‫التشريعات الوطنية والصكوك و المعايير الدولية‬

‫ت�شـمل املرفقات‪ ،‬فيما ت�شمل‪ ،‬ن�سخة من ال�سيدة الذاتية للممار�س‪،‬‬


‫والر�سوم الت�رشيحية املو�ضحة ملواقع التعذيب و�إ�ساءة املعاملة‪ ،‬وال�صور‪،‬‬
‫وتقارير اال�ست�شاريني‪ ،‬ونتائج االختبارات الت�شخي�صية‪.‬‬
‫�رشكاء امل�رشوع‬

‫مركز درا�سات حقوق الإن�سان والدميقراطية‬


‫‪ ،22‬زنقة يو�سف بن تا�شفني‪ ،‬عمارة اللويزيان‪ ،‬ال�شقة رقم ‪( 31‬طابق ‪ ،)3‬ح�سان‪ ،‬الرباط‪/‬املغرب‬
‫هاتف‪/‬فاك�س‪05 37 70 95 71 :‬‬
‫الإمييل‪cedhd@hotmail.fr :‬‬
‫املوقع الإلكرتوين‪www.cedhd.org :‬‬

‫املندوبية العامة لإدارة ال�سجون و�إعادة الإدماج‬


‫زاوية �شارع العرعار و زنقة اجلوز‬
‫الريا�ض ‪ -‬الرباط‬
‫�ص‪ .‬ب‪ - 123 .‬الرباط‬
‫الهاتف‪05 37 56 69 01 / 05 37 56 69 02 / 05 37 56 69 03 :‬‬
‫الفاك�س‪05 37 71 26 19 :‬‬
‫املوقع الإلكرتوين ‪www.dgapr.gov.ma :‬‬

‫مركز جنيف للمراقبة الدميقراطية على القوات امل�سلحة (جنيف)‬


‫‪1360 P.O.Box‬‬
‫‪1 Geneva 1211-CH‬‬
‫‪Switzerland‬‬
‫الهاتف‪+41 )0( 22 730 9400 :‬‬
‫الفاك�س‪+41 )0( 22 730 9405 :‬‬
‫الإمييل‪info@dcaf.ch :‬‬
‫املوقع الإلكرتوين‪www.dcaf.ch :‬‬

‫بدعم من‬
,ÜÉàµdG Gòg
¤EG á∏°üdG äGP á«dhódG ÒjÉ©ŸGh ¢Uƒ°üædG ºgCG »©LôŸG ÜÉàµdG Gòg øª°†àj
.AÉæé°ùdG á∏eÉ©eh Öjò©àdG øe ájÉbƒdG ∫É› ôWDƒJ »àdG á«Hô¨ŸG ÚfGƒ≤dG ÖfÉL
á«WGô≤ÁódGh ¿É°ùfE’G ¥ƒ≤M äÉ°SGQO õcôe √õ‚CG ´höûe øª°V √OGóYEG ” óbh
IQGOE’ áeÉ©dG á«HhóæŸGh áë∏°ùŸG äGƒ≤dG ≈∏Y á«WGô≤ÁódG áÑbGôª∏d ∞«æL õcôeh
áHÉbô∏d ∞«æL õcôŸ ÊɪÄà°S’G ¥hóæ°üdG øe ºYóHh êÉeOE’G IOÉYEGh ¿ƒé°ùdG
.É«≤jôaCG ∫ɪ°ûd áë∏°ùŸG äGƒ≤dG ≈∏Y á«WGôbƒÁódG
á«æjƒµJ äÉ°TQh (06) â°S º«¶æJh π«dO OGóYEG É°†jCG ´höûŸG Gòg πª°ûj h
¿ƒé°ùdG IQGOE’ áeÉ©dG á«Hhóæª∏d ™HÉàdG â∏Ø«àH ôWC’G øjƒµJ õcôe É¡æ°†àMG
.ÖfÉLC’Gh áHQɨŸG AGÈÿG øe ≥jôa ÉgôWCGh ,êÉeOE’G IOÉYEGh
áeÉ©dG á«HhóæŸG ±ôW øe ádhòÑŸG äGOƒ¡éŸG á≤aGôe ´höûŸG Gòg ±ó¡j h
øe ájÉbƒdG ∫É› ‘ …öûÑdG öüæ©dG π«gCÉàd ,êÉeOE’G IOÉYEGh ¿ƒé°ùdG IQGOE’
¿CGh á°UÉN áeGôµdÉH áWÉ◊G hCG áæ«¡ŸG hCG á«°SÉ≤dG äÉ°SQɪŸG øe √ÒZh Öjò©àdG
∫ƒcƒJhÈdG ≈∏Y ábOÉ°üŸG ‘ πãªàJ IójóL á∏Môe â∏NO á«Hô¨ŸG áµ∏ªŸG
äÉeGõàdG øe ∂dP øY ¢†î“ Éeh ,Öjò©àdG á°†gÉæe á«bÉØJ’ …QÉ«àN’G
᫇C’G á«dBÓd ìɪ°ùdGh Öjò©àdG øe ájÉbƒ∏d á«æWh á«dBG çGóMEG ɡ檰V ,IójóL
-15 ºbQ ¿ƒfÉ≤dG ¿CG Ωƒ∏©eh .ájô◊G øe ¿Éeô◊G øcÉeCG IQÉjõH (á«YôØdG áæé∏dG)
ø°†àë«°S …òdG ¿É°ùfE’G ¥ƒ≤◊ »æWƒdG ¢ù∏éŸG º«¶æJ IOÉYEÉH ≥∏©àŸG 76
6652 OóY ᫪°SôdG Iójô÷ÉH Qó°Uh »Hô¨ŸG ¿ÉŸÈdG ¬«∏Y ¥OÉ°U ób ,á«dB’G √òg
.2018 ¢SQÉe —Éa ïjQÉàH
äGhOC’G øe º¡æ«µ“h ´É£≤dG Gòg ‘ Ú∏eÉ©dG äGQób õjõ©J ƒg ±ó¡dG ¿EG
,Öjò©àdG øe ájÉbƒdGh AÉæé°ùdG á∏eÉ©e ‘ áeÉ¡dG ºgQGhOCÉH º¡YÓ£°V’ Ió«ØŸG
á«dhódGh á«æWƒdG É¡JÉeGõàdGh ÜÉÑdG Gòg ‘ á«Hô¨ŸG áµ∏ªŸG äGQÉ«àNG ºLÎj ÉÃ
.É¡«∏Y ¥OÉ°üŸG á«dhódG äÉ«bÉØJ’Gh Ióªà©ŸG äÉ©jöûàdGh ÚfGƒ≤dG É¡°ùµ©J »àdG

Vous aimerez peut-être aussi