‫ﺠـﺎﻤﻌﺔ ﻗــﺎﺼــدي ﻤرﺒــﺎح ‪ -‬ورﻗـﻠــﺔ‬

‫ﻜﻠﻴﺔ اﻝﺤﻘوق واﻝﻌـــﻠوم اﻝﺴﻴـﺎﺴﻴﺔ‬

‫ﻗــﺴم اﻝﺤــﻘوق‬

‫ﻤذﻜرة ﻤﻘدﻤﺔ ﻻﺴﺘﻜﻤﺎل ﻤﺘطﻠﺒﺎت ﺸﻬﺎدة ﻤﺎﺴﺘر أﻜﺎدﻴﻤﻲ‬

‫اﻝﻤﻴدان‪ :‬اﻝﺤﻘوق واﻝﻌﻠوم اﻝﺴﻴﺎﺴﻴﺔ‬
‫اﻝﺸﻌﺒﺔ‪ :‬ﺤﻘوق‬
‫اﻝﺘﺨﺼص‪ :‬ﻗﺎﻨون إداري‬
‫إﻋداد اﻝطﺎﻝب‪ :‬ﻋﺸﺎب ﻝطﻴﻔﺔ‬
‫ﺒﻌﻨوان‪:‬‬

‫اﻝﻨظﺎم اﻝﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر‬

‫ﻨوﻗﺸت وأﻨﺠزت ﺒﺘﺎرﻴﺦ‪2013/06/.. :‬‬

‫أﻤﺎم اﻝﻠﺠﻨﺔ اﻝﻤﻜوﻨﺔ ﻤن اﻝﺴﺎدة‪:‬‬

‫ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺎﺼدي ﻤرﺒﺎح ورﻗﻠﺔ رﺌﻴﺴﺎ‬ ‫اﻝدﻜﺘورة‪ :‬ﻤﺤــﻤد دﻤﺎﻨﺔ أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر)ب(‬
‫ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺎﺼدي ﻤرﺒﺎح ورﻗﻠﺔ ﻤﺸرﻓﺎ وﻤﻘر ار‬ ‫اﻝدﻜﺘور‪ :‬رﻀﺎ ﻫﻤﻴﺴـﻲ أﺴﺘﺎذ ﻤﺤﺎﻀر ) أ (‬
‫ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺎﺼدي ﻤرﺒﺎح ورﻗﻠﺔ ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ‬ ‫اﻝدﻜﺘور ‪ :‬ﻴﺴﻤﻴﻨﺔ ﻝﻌﺠﺎل أﺴﺘﺎذة ﻤﺤﺎﻀرة )ب(‬

‫اﻝﺴﻨﺔ اﻝﺠﺎﻤﻌﻴﺔ‪2013/2012:‬‬
 ‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﲪﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ ‪ ،‬واﻟﺼﻼة و اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ أﺷﺮف اﳌﺮﺳﻠﲔ ﺧﺎﰎ اﻷﻧﺒﻴﺎء أﲨﻌﲔ ‪:‬‬

‫"رﰊ أوزﻋــﲏ أن أﺷــﻜﺮ ﻧﻌﻤﺘــﻚ اﻟــﱵ أﻧﻌﻤــﺖ ﻋﻠــﻲ و ﻋﻠــﻰ واﻟــﺪي وأن أﻋﻤــﻞ ﺻــﺎﳊﺎ ﺗﺮﺿــﺎﻩ وأدﺧﻠــﲏ ﺑﺮﲪﺘــﻚ ﰲ‬

‫ﻋﺒﺎدك اﻟﺼﺎﳊﲔ "‬

‫ﺳﻮرة اﻟﻨﻤﻞ اﻵﻳﺔ ‪19‬‬

‫أﺗﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﳉﺰﻳﻞ إﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﱐ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﻴﺪ ﰲ إﳒﺎز ﻫﺬﻩ اﳌﺬﻛﺮة ‪.‬‬

‫أﺗﻘﺪم ﺑﺄﲰﻰ ﻣﻌﺎﱐ اﻟﺸﻜﺮ و اﻟﻌﺮﻓﺎن إﱃ ‪:‬‬

‫ﺧﺎﺻ ــﺔ إﱃ أﺳ ــﺘﺎذي اﳌﺸ ــﺮف ﳘﻴﺴ ــﻲ رﺿ ــﺎ ‪ ،‬اﻟ ــﺬي أﻣ ــﺪ ﱄ ﻳ ــﺪ اﻟﻌ ــﻮن و اﻟﻨﺼ ــﻴﺤﺔ واﳌﺴ ــﺎﻋﺪة‪ ،‬وﻋﻠ ــﻰ ﻗﺒﻮﻟ ــﻪ‬

‫اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﻣﺬﻛﺮﰐ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺴﲎ ﱄ أن أﺗﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ إﱃ ﻛﻞ أﺳﺎﺗﺬة ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق ﲜﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮة ‪.‬‬

‫وإﱃ ﻛﻞ أﺳﺎﺗﺬة ﻛﻞ أﺳﺎﺗﺬة ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﲜﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻤــﺎ أﺗﻘــﺪم ﺑﺎﻟﺸــﻜﺮ إﱃ ﻛــﻞ ﻋﻤــﺎل اﳌﻜﺘﺒــﺎت و ﺧﺎﺻــﺔ ﻣﻜﺘﺒــﺔ اﳊﻘــﻮق وﻣﻜﺘﺒــﺔ اﻟﻌﻠــﻮم اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ‬

‫ﲜﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة و ﻣﻜﺘــﺒﺔ اﳊﻘﻮق ﲜﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻨﺔ وﻣﻜﺘﺒﺔ اﳊﻘﻮق ورﻗﻠﺔ واﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ‪‬ﻠﺲ اﻷﻣﺔ ‪.‬‬

‫ﻓﺄﻟﻒ ﺷﻜﺮ ﻟﻜﻞ ﻫﺆﻻء‪...‬‬

 ‫ﺑﺴـﻢ اﷲ اﻟﺮﲪﻦ اﻟﺮﺣــﻴﻢ‬

‫"وﻗــﻞ اﻋﻤﻠ ـﻮا ﻓﺴــﲑى اﷲ ﻋﻤﻠﻜــﻢ و رﺳ ـﻮﻟﻪ و اﳌﺆﻣﻨــﻮن وﺳــﱰدون إﱃ ﻋــﺎﱂ اﻟﻐﻴــﺐ و اﻟﺸــﻬﺎدة ﻓﻴﻨﺒــﺌﻜﻢ ﲟــﺎ ﻛﻨــﺘﻢ‬

‫ﺗﻌﻤﻠﻮن "‬

‫ﺻﺪق اﷲ اﻟﻌﻈـﻴﻢ‬

‫اﻵﻳﺔ ‪10 5‬ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ‬

‫" ﻻ ﻳﻜﺘﺐ اﻹﻧﺴﺎن ﻛﺘﺎﺑﺎ ﰲ ﻳﻮﻣﻪ‬

‫إﻻ ﻗﺎل ﰲ ﻏﺪﻩ ﻟﻮ ﻏﲑ ﻫﺬا ﻟﻜﺎن أﺣﺴﻦ‬

‫و ﻟﻮ زﻳﺪ ﻫﺬا ﻟﻜﺎن ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ‬

‫و ﻟﻮ ﺗﺮك ﻫﺬا ﻟﻜﺎن أﻓﻀﻞ‬

‫وﻫﺬا ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻟﻌﱪ‬

‫و ﻫﻮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻴﻼء اﻟﻨﻘﺺ ﻋﻠﻰ‬

‫ﲨﻠﺔ اﻟﺒﺸﺮ‪" .‬‬

‫اﻟﻌﻤﺎد اﻷﺻﻔﻬﺎﱐ‬
 ‫اﳊﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻫﺪاﻧﺎ ﳍﺬا وﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻟﻨﻬﺘﺪي ﻟﻮﻻ أن ﻫﺪاﻧﺎ اﷲ‬

‫إﱃ ﻣﻦ ﻗﺎل ﻓﻴﻬﻢ ذو اﻟﻌﺰة "واﺧﻔﺾ ﳍﻤﺎ ﺟﻨﺎح اﻟﺬل ﻣﻦ اﻟﺮﲪﺔ وﻗﻞ رﰊ ارﲪﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ رﺑﻴﺎﱐ ﺻﻐﲑا "‬

‫واﻟﺪﻳﺎ اﻟﻌﺰﻳﺰﻳﻦ‬

‫إﱃ اﻟﺸﻤﻌﺔ اﻟﱵ ﲢﱰق ﻟﺘﻀﺊ اﻟﻄﺮﻳﻖ أﻣﺎﻣﻲ ‪...‬إﻟﻴﻚ ﻳـﺎ ﻣـﻦ ﻧﺰﻓـﺖ ﻣـﻦ أﺟﻠـﻲ دﻣﻮﻋـﻚ إﻟﻴـﻚ ﻳﺎﻏﺎﻟﻴـﺔ ‪...‬إﻟﻴـﻚ ﻳـﺎ‬

‫أﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻋﻨﺪي – أﻣﻲ ‪-‬‬

‫إﱃ واﻟﺪي اﻟﻌﺰﻳﺰ‬

‫إﱃ روح اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﱯ واﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﱄ ﻣﻨﺒﻊ اﳊﻨﺎن واﻟﺪﻓﺊ إﻟﻴﻜﻲ ﻳﺎﺟﺪﰐ‬

‫رﲪﻬﺎ اﷲ ‪.‬‬

‫إﱃ ﺻﺪﻳﻘﱵ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ وأﺧﱵ اﻟﻌﺰﻳﺰة ﻋﻠﻰ ﻗﻠﱯ أﻣﻴﻨﺔ ﺑﺎﳊﺸﺎﱐ‪.‬‬

‫إﱃ ﻛﻞ ﺻﺪﻳﻘﺎﰐ اﳊﺒﻴﺒﺎت اﻟﻠﻮاﰐ ﺷﺎرﻛﻨﲏ ﰲ أوﻗﺎت اﻟﻔﺮح واﻟﻘﺮح‪.‬‬

‫إﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ ﳛﻤﻞ ﻟﻘﺐ ﻋﺸﺎب‬

‫إﱃ ﻛﻞ اﻟﺬﻳﻦ اﺧﺘﺎروا ﻣﻮﺿﻌﺎ ﺑﻘﻠﱯ‬

 ‫ﻣﻠﺨﺺ اﳌﺬﻛﺮة‬

‫إن ا‪‬ــﺎﻟﺲ اﻟﺸــﻌﺒﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳــﺔ ﻫــﻲ اﳋﻼﻳــﺎ اﻷﺳﺎﺳــﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟــﺔ ‪ ،‬اﻟــﱵ ﺗﻌﻜــﺲ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴــﺔ اﻟﺸــﻌﺒﻴﺔ و ﲡﺴــﺪ‬

‫اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳــﺔ ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻣﺘــﺪاد ﻣﺘﻜﺎﻣــﻞ ﻟﻠﺪوﻟــﺔ ﺗﺘﻤﺜــﻞ ﰲ ﻣﻌﻈــﻢ ﻣﻬﺎﻣﻬــﺎ ‪ ،‬وﻗــﺪ ﺧﻮﳍــﺎ ﻣﻮﻗﻌﻬــﺎ ﻫــﺬا أن ﺗﻜــﻮن إﻃــﺎرا‬

‫ﻣﻔﻀـﻼ ﻟﺪراﺳــﺔ ﻗﻀــﺎﻳﺎ اﳌـﻮاﻃﻨﲔ و ﻣﻌﺎﳉﺘﻬـﺎ و ﺗﻌﺰﻳــﺰ اﻟـﱰاﺑﻂ اﻟــﺪﳝﻘﺮاﻃﻲ ﺑﻴﻨﻬـﺎ وﺑــﲔ ا‪‬ــﺎﻟﺲ اﻷﺧــﺮى ‪ ،‬و ﻻﺷــﻚ‬

‫أن ﻫــﺬﻩ اﻷﳘﻴــﺔ اﻟــﱵ ﺗﻨﻔــﺮد ‪‬ــﺎ ﺗﺘﻄﻠــﺐ اﻟــﺪﻋﻢ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻧﻴــﺎت اﻟﺒﺸ ـﺮﻳﺔ و اﳌﺎدﻳــﺔ ﺣــﱴ ﳝﻜﻨﻬــﺎ اﻻﺿــﻄﻼع ﺑﺎﳌﻬــﺎم‬

‫اﻟﻜــﱪى اﳌﻠﻘــﺎة ﻋﻠــﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬــﺎ و ﲢﻘﻴــﻖ اﻷﻣــﺎل اﳌﻌﻠﻘــﺔ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ‪ ،‬وﻻ ﻳﻜﻔــﻲ ذﻟــﻚ ﻓﻘــﻂ ﺑــﻞ ﳚــﺐ أن ﻳــﺘﻢ دﻋﻤﻬــﺎ‬

‫ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺗﺴﻴﲑ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ و إدارة ﻣﺮاﻓﻘﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻧﻈـﺮا ﻟﻠﺜﻐـﺮات اﻟــﱵ اﻋـﱰت ﻗــﺎﻧﻮن ‪ 08-90‬وﺑﻌــﺪ ﺣـﻮاﱄ ‪ 20‬ﺳــﻨﺔ ﻣــﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴـﻖ ﱂ ﻳﻌــﺪ ﻗــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳــﺔ‬

‫ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻮﻳﺔ اﻹﺷﻜﺎﻻت و اﻹﺧﺘﻼﻻت اﻟﱵ ﺗﻌﱰض ﻫﺬﻩ اﳍﻴﺌﺔ ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﻛـﺎن ﻟﺰاﻣـﺎ ﻋﻠـﻰ اﳌﺸـﺮع أن ﻳﺼـﺪر‬

‫ﻗــﺎﻧﻮن ﺟﺪﻳــﺪا ﻳﻌــﺎﰿ ﻫــﺬﻩ اﻟﻨﻘــﺎﺋﺺ ‪ ،‬ﻓﺼــﺪر ﻗــﺎﻧﻮن ‪ 10-11‬اﻟــﺬي ﺣــﺎول ﺗﻄﺒﻴــﻖ أﻫــﻢ اﻹﺻــﻼﺣﺎت اﻟــﱵ دﻋــﻰ‬

‫إﻟﻴﻬﺎ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ وﻣﻦ أﳘﻬﺎ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﻣﺒﺪأ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ اﻟﺘﺸﺎرﻛﻴﺔ ‪ ،‬وﻛﺬا ﻓـﺘﺢ ا‪‬ـﺎل أﻣـﺎم اﳌـﻮاﻃﻦ ﻟﺘﻘـﺪﱘ‬

‫اﺳﺘﺸــﺎرﺗﻪ ‪ ،‬وﻛــﺬا إﻋﻄــﺎء اﻟﺒﻠﺪﻳــﺔ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬــﺎ اﻟﻼﺋﻘــﺔ ﲟــﺎ ﳚﻌﻠﻬــﺎ أﺣــﺪ اﻟﻔــﺎﻋﻠﲔ ﰲ ﺗﺮﲨــﺔ اﻹﺻــﻼﺣﺎت اﻟــﱵ ﺑﺎﺷــﺮ‪‬ﺎ‬

‫اﻟﺪوﻟﺔ إﱃ واﻗﻊ ﻣﻠﻤﻮس‪.‬‬

 ‫ﻣﻘـﺪﻣـ ـ ـ ـﺔ‬

‫ﺗﻘـ ـ ــﻮم اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳـ ـ ــﺔ ﻛﺄﺳـ ـ ــﻠﻮب ﰲ اﻟﺘﻨﻈـ ـ ــﻴﻢ اﻹداري ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﺳـ ـ ــﺎس اﳊـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻦ ﺣﺠـ ـ ــﻢ اﳌﻬـ ـ ــﺎم اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﻀـ ـ ــﻄﻠﻊ ‪‬ـ ـ ــﺎ‬
‫اﳊﻜﻮﻣ ـ ــﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳ ـ ــﺔ وﺗﻮزﻳ ـ ــﻊ اﻟﺼ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﺑﻴﻨﻬ ـ ــﺎ وﺑ ـ ــﲔ ﺟﻬ ـ ــﺎت ﻣﺼ ـ ــﻠﺤﻴﻪ أو إﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ــﺔ ﻳﻌ ـ ــﱰف ﳍ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼ ـ ــﻴﺔ‬
‫اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ‪.‬‬

‫وﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳ ـ ــﺔ ﺻ ـ ــﻮرﺗﲔ ﻣﺮﻓﻘﻴ ـ ــﻪ ﺗﻘ ـ ــﻮم ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺳ ـ ــﺎس اﻻﻋـ ـ ـﱰاف ﳌـ ـ ــﺮﻓﻖ ﻣﻌ ـ ــﲔ ﺑﺸﺨﺼ ـ ــﻴﺔ ﻣﻌﻨﻮﻳ ـ ــﺔ و ﺗﻨﻈ ـ ــﻴﻢ‬
‫ﻣﺴ ــﺘﻘﻞ ﻋـ ــﻦ اﳉﻬـ ــﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳـ ــﺔ و أﺧـ ــﺮى إﻗﻠﻴﻤﻴـ ــﺔ وﻫـ ــﻲ اﻷﻫ ــﻢ ‪ ،‬و ﺗﺒـ ــﲎ ﻋـ ــﻞ أﺳـ ــﺎس اﻻﻋ ـ ـﱰاف ﺑﻮﺟـ ــﻮد وﺣـ ــﺪات‬
‫إﻗﻠﻴﻤﻴ ــﺔ ﺗﺘﻤﺘ ــﻊ ﺑﺎﺳ ــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﰲ ﻛﻴﺎ‪ ‬ــﺎ ‪ ،‬و اﳉﺰاﺋ ــﺮ ﻋﻠ ــﻰ ﻏ ـ ـﺮار ﺑ ــﺎﻗﻲ اﻟ ــﺪول ﺗﺒﻨ ــﺖ اﻟﻌﻤ ــﻞ ‪ ‬ـ ـﺬا اﻟﻨﻈ ــﺎم ‪ ،‬ﻓﻤﻨـ ــﺬ‬
‫اﻻﺳ ـ ــﺘﻘﻼل ﺳ ـ ــﻌﺖ اﻟﺴـ ـ ــﻠﻄﺎت اﳉﺰاﺋﺮﻳ ـ ـ ــﺔ إﱃ ﺗﺄﺳـ ـ ــﻴﺲ ﺗﻨﻈ ـ ـ ــﻴﻤﺎت ﻻﻣﺮﻛﺰﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل ﺗ ـ ـ ــﺒﲏ ﻛـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﺪﺳـ ـ ــﺎﺗﲑ اﳉﺰاﺋﺮﻳـ ـ ــﺔ ﳌ ـ ـ ـ ــﺒﺪأ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳـ ـ ــﺔ ‪ ،‬و ﲡﺴـ ـ ــﺪ ذﻟـ ـ ــﻚ ﰲ اﻟﺼـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﻮاﺳـ ـ ــﻌﺔ اﻟـ ـ ــﱵ أوﻛﻠـ ـ ــﺖ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋـ ـ ــﺎت‬
‫اﶈﻠﻴﺔ ﻋﱪ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﳌﺴﺘﻤﺮة ‪ ،‬وذﻟﻚ ﰲ ﻛﺎﻓﺔ ا‪‬ﺎﻻت ‪.‬‬

‫وﻗ ـ ـﺪ ﻣﺴ ـ ــﺖ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻹﺻ ـ ــﻼﺣﺎت اﳉﻤﺎﻋ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻛﻬﻴﺌ ـ ــﺔ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳ ـ ــﺔ أﺳ ـ ــﻨﺪت ﳍ ـ ــﺎ ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ إدارة اﳌﺮاﻓ ـ ــﻖ‬
‫اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻨﻬ ـ ــﻮض ﲟﺸ ـ ــﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺴ ـ ــﺘﻮى اﶈﻠ ـ ــﻲ ‪ ،‬و ﻟﻘ ـ ــﺪ ﻗﺴ ـ ــﻢ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﻤﺎﻋ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﺗﻘﺴ ـ ــﻴﻤﺎ‬
‫ﺛﻨﺎﺋﻴﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ وﻻﻳ ــﺔ وﺑـﻠﺪﻳﺔ وﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﺧﲑة ﻗﺎﻋﺪة ﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ و أﺳﺎﺳﺎ ﳍﺎ ‪.‬‬

‫وﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣـ ـ ـ ــﻦ أن اﻟﻨﻈـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻼﻣﺮﻛـ ـ ـ ــﺰي ﻳﻘـ ـ ـ ــﻮم ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻓﻜـ ـ ـ ــﺮة اﺳـ ـ ـ ــﺘﻘﻼﱄ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺨﺺ اﻟﻼﻣﺮﻛـ ـ ـ ــﺰي وذﻟـ ـ ـ ــﻚ‬
‫ﻟﺘﻤﻜﻴﻨ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﻦ إدارة اﳌﺮاﻓ ـ ـ ــﻖ اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬إﻻ أن ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻘﻼل ﻳﺒﻘ ـ ـ ــﻰ ﲢ ـ ـ ــﺖ رﻗﺎﺑ ـ ـ ــﺔ اﳉﻬ ـ ـ ــﺎت اﳌﺮﻛﺰﻳ ـ ـ ــﺔ ﻓﻬ ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻧﺴﺒﻴﺔ و ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻄﻠﻘﺔ‪.‬‬

‫إن اﳌﺘﺘﺒ ـ ـ ــﻊ ﻟﻠﺘﻨﻈ ـ ـ ــﻴﻢ اﻹداري ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﲡ ـ ـ ــﺪ أ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـﺮت ﺑﺎﻟﻌﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌﺮاﺣ ـ ـ ــﻞ و اﻟﺘﻌ ـ ـ ــﺪﻳﻼت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﴰﻠ ـ ـ ــﺖ‬
‫ﻧﺼﻮﺻـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ـ ـ ــﺪءًا ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﺮﺣﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ 1967 – 1962‬وﺻـ ـ ـ ـ ــﻮﻻ إﱃ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪08-90‬‬
‫اﳌ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 7‬أﻓﺮﻳ ـ ــﻞ ‪ 1990‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎء ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﰲ ﻇ ـ ــﻞ ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ ﲤﻴ ـ ــﺰت ﲟﺒ ـ ــﺎدئ و‬
‫ﺗﻮﺟﻬـ ــﺎت ﺟﺪﻳ ـ ــﺪة أرﺳ ـ ــﺎﻫﺎ دﺳ ـ ــﺘﻮر ‪ 1989‬ﺑﺈﻟﻐ ـ ــﺎء ﻧﻈ ـ ــﺎم اﳊ ـ ــﺰب اﻟﻮاﺣ ـ ــﺪ واﻋﺘﻤ ـ ــﺎد ﻧﻈ ـ ــﺎم اﻟﺘﻌﺪدﻳ ـ ــﺔ اﳊﺰﺑﻴ ـ ــﺔ و‬
‫اﻻﻧﻔﺘ ـ ــﺎح اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدي ‪ ،‬إﻻ أن ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﺻ ـ ــﻄﺪم ﲝﻘﺎﺋـ ـ ــﻖ اﳌﻴ ـ ــﺪان ووﺿ ـ ــﻌﻴﺎت أﺧ ـ ــﺮى ﳐﺘﻠﻔ ـ ــﺔ ﰎ‬
‫ﺗﺴ ــﺠﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﺿ ــﻮء اﻟﺘﺠﺮﺑ ــﺔ اﳌﻌﺎﺷ ــﺔ ﺧ ــﻼل اﻟﺴ ــﻨﻮات اﻟﻌﺸ ـ ـﺮﻳﻦ ﻣ ــﻦ ﺗﻄﺒﻴ ــﻖ ﻫ ــﺬا اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ‪.‬وﻣﻨ ــﻪ ﻫﻨ ــﺎ ﺑ ــﺎت‬
‫ﺿ ـ ـ ــﺮورﻳﺎ إﺟ ـ ـ ـﺮاء ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ اﻟﺘﻌ ـ ـ ــﺪﻳﻼت ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌﻨ ـ ـ ــﻈﻮﻣﺔ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ اﳌﺴ ـ ـ ــﲑة ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﺠ ـ ـ ــﺎء اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪10/11‬‬
‫اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻜﺘﺴ ـ ــﻲ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻐ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻷﻧ ـ ــﻪ ﻳﻨ ـ ــﺪرج ﲢ ـ ــﺖ إﻃ ـ ــﺎر إﺻ ـ ــﻼح اﳉﻤﺎﻋ ـ ــﺎت اﶈﻠ ـ ـ ــﻴﺔ و اﻟ ـ ــﺬي ﻫ ـ ــﻮ إﺣ ـ ــﺪى‬

‫‪1‬‬
‫اﳊﻠﻘـ ـ ــﺎت اﻟﺮﺋـﻴﺴـ ـ ـ ــﻴﺔ ﰲ ﺳﻠﺴـ ـ ــﻠﺔ اﻹﺻـ ـ ـ ــﻼﺣﺎت اﻷﴰـ ـ ــﻞ ‪ ،‬اﳌﺘﻤ ـ ـ ــﺜﻠﺔ ﰲ إﺻـ ـ ــﻼح ﻫﻴــﺎﻛ ـ ـ ــﻞ اﻟﺪوﻟ ـ ـ ــﺔ اﳍ ـ ـ ــﺎدف إﱃ‬
‫إرﺳـﺎء دوﻟـﺔ اﳊـﻖ و اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬

‫إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ‬

‫ﻟﻘـ ــﺪ ﺻـ ــﺪر ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ‪ 08/90‬ﻣـ ــﻦ أﺟـ ــﻞ ﺗﺄﻛﻴـ ــﺪ و ﺗﻜ ـ ـﺮﻳﺲ ﻣﺒ ـ ــﺪأ اﻟﺘـ ـ ــﻌﺪدﻳﺔ اﳊﺰﺑﻴـ ـ ــﺔ و ﻛ ـ ــﺬﻟﻚ‬
‫ﺣـ ـ ــﱴ ﻳﻜـ ـ ــﻮن اﻟﻮﺳـ ـ ــﻴﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳـ ـ ــﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻈـ ـ ــﻴﻢ اﻹداري اﶈﻠـ ـ ــﻲ ‪ ،‬ورﻏـ ـ ــﻢ ذﻟـ ـ ــﻚ ﻓـ ـ ــﺈن ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن أﺻـ ـ ــﺒﺢ ﳏـ ـ ــﻼ‬
‫ﻟﻼﻧﺘﻘﺎد و ﺧﺎﺻﺔ و أﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺴﺎﻳﺮ ﻣﻊ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﶈﻠﻴﺔ و اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ و اﻟـﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪.‬‬

‫ورﻏ ـ ـ ــﻢ اﻹﳚﺎﺑﻴ ـ ـ ــﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻣﻴ ـ ـ ــﺰت اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ ، 08/90‬إﻻ أن ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﺗﻈﻬ ـ ـ ــﺮ ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ اﻟﻜﺜ ـ ـ ــﲑ ﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻻﺧـ ــﺘﻼﻻت اﻟـ ــﱵ ﲢﺘـ ــﺎج إﱃ إﻋـ ــﺎدة اﻟﻨﻈـ ــﺮ ﻛﻐﻤـ ــﻮض اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ﰲ ﻃﺮﻳﻘـ ــﺔ ﺗﻌﻴـ ــﲔ اﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ وﻛـ ــﺬا اﻟﺘـ ــﺪﻫﻮر اﻟـ ــﺬي‬
‫وﺻـ ــﻠﺖ إﻟﻴـ ــﻪ اﻟﺒﻠـ ــﺪﻳﺎت ﻣـ ــﻦ اﻧﺴـ ــﺪاد ﰲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻬـ ــﺎ و ﻋـ ــﺪم اﺳـ ــﺘﻘﺮارﻫﺎ ﻛـ ــﻞ ﻫـ ــﺬا ﻛـ ــﺎن ﺳـ ــﺒﺒﺎ ﰲ إﺻـ ــﺪار ﻗـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪. 10/11‬‬

‫وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﳍﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﻫﻲ ‪:‬‬

‫ﻣﺎ ﻣﺪى ﻧﺠﺎﻋﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ؟‬

‫و ﺗﻨﻄ ـ ــﻮي ﲢ ـ ــﺖ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻹﺷ ـ ــﻜﺎﻟﻴﺔ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻷﺳ ـ ــﺌﻠﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴ ـ ــﺔ اﻟﻨﺎﲨ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﻓـ ــﺈذا ﻛﺎﻧـ ــﺖ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﺗﻘـ ــﻮم ﻋﻠ ـ ـﻰ ﻫﻴﺌﺘـ ــﲔ أﺳﺎﺳﻴﺘ ـ ــﲔ ﳘـ ــﺎ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸﻌﺒـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺒﻠـ ــﺪي و اﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ‪ ،‬ﻓﻤـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ أﻫـ ــﻢ‬
‫اﻟﺼـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟـ ـ ــﱵ أﻗﺮﻫـ ـ ــﺎ اﻟﺘﻌـ ـ ــﺪﻳﻞ اﳉﺪﻳـ ـ ــﺪ ؟ وﻫـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﻨﺢ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ﺻـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﺟﺪﻳـ ـ ــﺪة و ﺳـ ـ ــﻠﻄﺎت أوﺳـ ـ ــﻊ‬
‫ﻟﻜﻼ اﳍﻴﺌﺘﲔ ؟‪.‬‬

‫وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻫﻞ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﺘﺎم ﰲ ﳑﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ؟‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫أﺳﺒﺎب اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻤﻮﺿﻮع‬

‫وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺪاﻓﻌﺔ إﱃ اﺧﺘﻴﺎر ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع ‪:‬‬

‫ـ ـ ـ ﺗ ـ ــﱪز اﻷﳘﻴ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﺧﺘﻴ ـ ــﺎر ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛ ـ ــﻮن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧ ـ ــﲑة ﺗﻌ ـ ــﺪ أﻫ ـ ــﻢ رﻛ ـ ــﺎﺋﺰ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﻹدارﻳﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺣﻠﻘﺔ وﺻﻞ ﺑﲔ اﳌﻮاﻃﻦ و اﻹدارة‪.‬‬

‫ـ ـ إن اﳍ ــﺪف ﻣ ــﻦ اﺧﺘﻴ ــﺎر ﻫ ــﺬا اﳌﻮﺿ ــﻮع ﻫ ــﻮ ﻣﻌﺎﳉ ــﺔ واﻗ ــﻊ اﻟﺒﻠﺪﻳ ــﺔ وﻣ ــﺎ ﻳ ــﺪور ﺣﻮﳍ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﺗﺴ ــﺎؤﻻت‬
‫و اﻧﺸﻐﺎﻻت ﺣﻮل ﻃﺒﻴﻌﺔ اﳌﻬﺎم اﳌﺴﻨﺪة إﻟﻴﻬﺎ و اﻟﺼﻌﺎب اﻟﱵ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ‪.‬‬

‫ـ ﻣﻌﺮﻓﺔ دور اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ ﺣﻴﺎة اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻛﻮﺣﺪة إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ‪.‬‬

‫ـ ﻹﺛﺮاء اﳌﻜﺘﺒﺎت ﺑﺎﻟﺒﺤﻮث اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮع‪.‬‬

‫اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ‬

‫ﻟﻘ ـ ــﺪ اﺗﺒﻌﻨ ـ ــﺎ ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ـ ــﺔ اﳌ ـ ــﻨﻬﺞ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠ ـ ــﻲ وذﻟ ـ ــﻚ ﰲ ﲢﻠﻴ ـ ــﻞ ﻣﻀ ـ ــﻤﻮن اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ و دراﺳ ـ ــﺔ‬
‫اﳌـ ـ ـﻮاد اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻀ ـ ــﻤﻨﻬﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ اﺳ ـ ــﺘﻌﻤﻠﻨﺎ اﻷﺳ ـ ــﻠﻮب اﳌﻘ ـ ــﺎرن ﻛﻠﻤ ـ ــﺎ دﻋ ـ ــﺖ اﳊﺎﺟ ـ ــﺔ إﱃ ذﻟ ـ ــﻚ‪ ،‬ﺑﻺﺿ ـ ــﺎﻓﺔ‬
‫إﱃ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻮﺻﻔﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل وﺻﻒ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻮاردة ﰲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻟﺒﺤﺚ‬

‫ـ ﻟﻜﻞ ﲝﺚ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻻ ﻳﻜﺎد ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ أي ﺑﺎﺣﺚ‪ ،‬وﻣﻦ أﻫﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ‪:‬‬

‫ـ ﻧﺪرة اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﳉﺪﻳﺪ ‪.‬‬

‫ـ ـ ـ إن أﻏﻠ ـ ــﺐ اﻟﺪراﺳ ـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﻛﺘﺒ ـ ــﺖ ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع ﻛﺎﻧـ ــﺖ ﻗﺒ ـ ــﻞ ﺗﻌ ـ ــﺪﻳﻞ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن و ذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﺎ ﳒ ـ ــﻢ‬
‫ﻋﻨﻪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﰲ ﲢﻠﻴﻞ ﺑﻌﺾ اﳌﻮاد‪.‬‬

‫ـ ﴰﻮﻟﻴﺔ اﳌﻮﺿﻮع وﻋﻤﻘﻪ ﳑﺎ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﺼﺮﻩ ﰲ ﻋﺪة ﻓﺼﻮل‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺪد أوراق اﳌ ـ ــﺬﻛﺮة أدى إﱃ ﳏﺎوﻟ ـ ــﺔ ﺗﻘﻠ ـ ــﻴﺺ اﳌﻮﺿ ـ ــﻮع واﻷﻓﻜ ـ ــﺎر‪ ،‬ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣ ـ ــﻦ أن ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺧﺼﺐ وﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺒﺤﺚ‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻄﺔ اﻟﺒ ـ ـ ـﺤﺚ‬

‫ﻟﻺﳌﺎم ‪‬ﺬا اﳌﻮﺿﻮع ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻫﺬا إﱃ ‪:‬‬

‫ﻋﺎﳉﻨـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل اﻟﻔﺼـ ـ ــﻞ اﻷول اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋـ ـ ــﺮ ‪ ،‬و ﻗﺴـ ـ ــﻢ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﻔﺼـ ـ ــﻞ إﱃ ﻣﺒﺤﺜـ ـ ــﲔ ﻳﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ‬
‫اﻷول ﲟﻔﻬـ ـ ــﻮم اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ و إﺑ ـ ـ ـﺮاز أﻫـ ـ ــﻢ اﳋﺼـ ـ ــﺎﺋﺺ اﻟـ ـ ــﱵ ﲤﻴﺰﻫـ ـ ــﺎ أﻣـ ـ ــﺎ اﳌﺒﺤـ ـ ــﺚ اﻟﺜـ ـ ــﺎﱐ ﻓﺘﻄﺮﻗﻨـ ـ ــﺎ ﻓﻴـ ـ ــﻪ إﱃ اﻟﺘﻄـ ـ ــﻮر‬
‫اﻟﺘﺎرﳜﻲ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﻣﻨﺬ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر إﱃ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ‪.‬‬

‫أﻣ ـ ــﺎ اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ ﻓﺘﻨﺎوﻟﻨ ـ ــﺎ ﻓﻴ ـ ــﻪ ﻫﻴﺌﺘ ـ ــﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ وإدار‪ ‬ـ ــﺎ وﻓﻘ ـ ــﺎ ﳌ ـ ــﺎ ﺟ ـ ــﺎء ﺑ ـ ــﻪ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ‪،‬‬
‫درﺳ ـ ــﻨﺎ ﰲ اﳌﺒﺤـ ـ ــﺚ اﻷول ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي و اﻟﻠﺠـ ـ ــﺎن اﻟﺘﺎﺑﻌـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﻪ‪ ،‬واﳌﺒﺤـ ـ ــﺚ اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ رﺋـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ‬
‫اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي وأﻫﻢ ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﳑﺜﻼ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ و ﳑﺜﻼ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‪.‬‬

‫وﰲ اﳌﺒﺤ ـ ــﺚ اﻟﺜﺎﻟ ـ ــﺚ ﻓﺘﻨﺎوﻟﻨ ـ ــﺎ ﻓﻴ ـ ــﻪ إدارة اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ واﳌﺘﻤﺜﻠ ـ ــﺔ ﰲ اﻷﻣ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ و أﻫ ـ ــﻢ اﳌﺼ ـ ــﺎﱀ‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫وأﺧ ـ ـ ــﲑا اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ اﻟﺜﺎﻟ ـ ـ ــﺚ ﻓﺘﻌﺮﺿ ـ ـ ــﻨﺎ إﱃ اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻗ ـ ـ ــﺪ ﺗﻀ ـ ـ ــﻤﻦ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻞ ﺛ ـ ـ ــﻼث‬
‫ﻣﺒﺎﺣـ ــﺚ ‪ ،‬ﺗﻨﺎوﻟﻨـ ــﺎ ﰲ اﳌﺒﺤـ ــﺚ اﻷول اﻟﺮﻗﺎﺑـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﻛﻬﻴﺌـ ــﺔ أﻣـ ــﺎ اﳌﺒﺤـ ــﺚ اﻟﺜـ ــﺎﱐ ﻓﻘـ ــﺪ‬
‫ﺗﻄﺮﻗﻨ ـ ــﺎ إﱃ اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻋﻀ ـ ــﺎء ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ‪ ،‬أﻣ ـ ــﺎ اﳌﺒﺤ ـ ــﺚ اﻟﺜﺎﻟ ـ ــﺚ ﻓﺘﻨﺎوﻟﻨ ـ ــﺎ ﻓﻴ ـ ــﻪ اﻟﺮﻗﺎﺑـ ـ ـﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أﻋﻤﺎل ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ ‪.‬‬

‫وﻗـ ـ ـ ــﺪ ﺗﻮﺟﻬﻨـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﲝﺜﻨـ ـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ـ ــﺬا ﲞﺎﲤـ ـ ـ ــﺔ ﺿـ ـ ـ ــﻤﻨﺎﻫﺎ أﻫـ ـ ـ ــﻢ اﻟﻨﺘـ ـ ـ ــﺎﺋﺞ وﻗـ ـ ـ ــﺪﻣﻨﺎ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺧﻼﳍـ ـ ـ ــﺎ ﳎﻤﻮﻋـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت واﻻﻗﱰاﺣﺎت‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‪ :‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫ﺗﻤﻬﻴﺪ‪:‬‬

‫ﺗﺸ ـ ــﻜﻞ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮ اﳋﻠﻴ ـ ــﺔ اﻷوﱃ و اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻧﻀـ ـ ـﺮا ﻟﻠ ـ ــﺪور اﳍ ـ ــﺎم اﻟ ـ ــﺬي‬
‫ﺗﻠﻌﺒ ـ ـ ــﻪ ﻛﻤﻮﻗ ـ ـ ــﻊ اﺣﺘﻜ ـ ـ ــﺎك ﺑ ـ ـ ــﲔ اﻹدارة واﳌـ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ـ ــﻲ ﲡﺴ ـ ـ ــﻴﺪ ﻟﺼ ـ ـ ــﻮرة اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬إذ ﻳﺸ ـ ـ ــﱰك ﰲ‬
‫ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ ﲨﻴﻊ اﳌﻮاﻃﻨﲔ‪.‬‬

‫وﻋﺮﻓـ ـ ـ ــﺖ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ـ ــﺪة ﺗﻄـ ـ ـ ــﻮرات ﻣﻨـ ـ ـ ــﺬ اﻻﺣـ ـ ـ ــﺘﻼل إﱃ ﻳﻮﻣﻨـ ـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ـ ــﺬا‪ ،‬ﻓﻠﻘـ ـ ـ ــﺪ أوﱃ اﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋـ ـ ـ ــﺮي‬
‫اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟﱵ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ اﳌﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫وﻟﻠﺘﻌـ ــﺮف ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮ‪ ،‬ﰎ ﺗﻘﺴـ ــﻴﻢ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ إﱃ ﻣﺒﺤﺜـ ــﲔ اﺛﻨ ـ ــﲔ ﺑﺪاﻳـ ــﺔ ﲟﻔﻬ ـ ــﻮم اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﰲ اﳌﺒﺤ ـ ـ ــﺚ اﻷول واﻟ ـ ـ ــﺬي اﺣﺘ ـ ـ ــﻮى ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺗﻌﺮﻳ ـ ـ ــﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ واﻫ ـ ـ ــﻢ ﳑﻴﺰا‪ ‬ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﰒ اﻟﺘﻄ ـ ـ ــﻮر اﻟﺘ ـ ـ ــﺎرﳜﻲ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫اﻟﻔﱰة اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ وﻛﺬا ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﰲ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ ‪.‬‬

‫‪5‬‬
 ‫اﻟﻤﺒﺤـﺚ اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬــﻮم اﻟﺒ ــﻠﺪﻳﺔ‬

‫اﻋﺘﻤ ـ ـ ــﺪ اﻟﺘﻨﻈـ ـ ـ ــﻴﻢ اﳉﺰاﺋـ ـ ـ ــﺮي ﰲ ﺗﺴـ ـ ـ ــﻴﲑ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺆون اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻹدارة اﶈﻠﻴـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻮﻻﻳـ ـ ـ ــﺔ و‬
‫اﻟﺒ ـ ـ ـ ــﻠﺪﻳﺔ‪ ،‬و أوﱃ اﻫﺘﻤﺎﻣ ـ ـ ــﺎ واﺳ ـ ـ ــﻌﺎ ﻟﻠ ـ ـ ـ ــﺒﻠﺪﻳﺔ ﻟﻘﺮ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ـ ــﺎ اﳉﻬ ـ ـ ــﺎز اﻟﺘﻨﻈﻴﻤ ـ ـ ــﻲ اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺳﻴﺎﺳـﻴﺎ و إدارﻳﺎ و اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﰲ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻜـ ـ ـ ــﺎن ﳌﻤﺎرﺳـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴـ ـ ـ ــﺔ اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـ ـ ـ ــﺎ اﳋﻠﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ ﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳـ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫وﻧﻈ ـ ـﺮا ﻷﳘﻴﺘﻬ ــﺎ ﻓﻘ ــﺪ أﺷ ــﺎر ﳍ ــﺎ اﳌﺸ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ــﺮي ﰲ ﻛ ــﻞ اﻟﺪﺳ ــﺎﺗﲑ‪ ،‬وأﺣ ــﺪث ﳍ ــﺎ ﻗ ـ ـﻮاﻧﲔ ﺗﻨﻈﻤﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ ﻣﻴﺰﻫ ــﺎ‬
‫ﲟﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳋﺼﺎﺋﺺ‪.‬‬

‫و ﺳـ ـ ــﻨﺘﻨﺎول ﰲ ﻫـ ـ ــﺬا اﳌﺒﺤـ ـ ــﺚ ﺗﻌﺮﻳـ ـ ــﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﰲ اﳌﻄﻠـ ـ ــﺐ اﻷول وإﺣـ ـ ــﺪاﺛﻬﺎ وأﻫـ ـ ــﻢ اﳋﺼـ ـ ــﺎﺋﺺ اﻟـ ـ ــﱵ‬
‫ﲤﻴﺰﻫﺎ ﰲ اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫ﻳﺴ ـ ــﻌﻰ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي إﱃ اﻟﺮﻗ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹداري ﻟﻠﺠﻤﺎﻋ ـ ــﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ و ذﻟ ـ ــﻚ ﻣﻮاﻛﺒ ـ ــﺔ ﻟﺘﻐ ـ ـ ـﲑات‬
‫اﻟﱵ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﻮﻃﻦ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻫـ ــﻲ اﻟﺮﻛﻴـ ــﺰة اﻷﺳﺎﺳـ ــﻴﺔ اﳌﺸـ ــﻜﻠﺔ ﳍـ ــﺬا اﻟﺘﻨﻈـ ــﻴﻢ و اﻟﻨ ـ ـﻮاة اﻟﺮﺋﻴﺴـ ــﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ــﺔ‪ ،‬وﻣﻨـ ــﻪ ﻓﻘـ ــﺪ‬
‫ﻗﻤﻨ ـ ــﺎ ﺑﺘﺠﺰﺋ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻄﻠ ـ ــﺐ إﱃ ﻓ ـ ــﺮﻋﲔ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗﻨﺎوﻟﻨ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻔ ـ ــﺮع اﻷول ﺗﻌﺮﻳ ـ ــﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺪﺳ ـ ــﺎﺗﲑ اﳉﺰاﺋﺮﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﻨ ـ ــﺬ دﺳ ـ ــﺘﻮر ﺳ ـ ــﻨﺔ ‪1963‬إﱃ ﻏﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟﺘﻌ ـ ــﺪﻳﻞ اﻟﺪﺳ ـ ــﺘﻮري ﻟﺴ ـ ــﻨﺔ ‪ ،1996‬وﰲ اﻟﻔ ـ ــﺮع اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ ﺗﻌﺮﻳ ـ ــﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـ ــﺔ ‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﻣﻨ ـ ـ ــﺬ أول ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺼ ـ ـ ــﺎدر ﺳ ـ ـ ــﻨﺔ ‪ 1967‬إﱃ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳊ ـ ـ ــﺎﱄ أﻻ وﻫ ـ ـ ــﻮ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫‪.10/11‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ‬

‫‪6‬‬
‫أﺷ ـ ــﺎر اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي إﱃ اﳉﻤﺎﻋ ـ ــﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ــﺔ و ذﻛ ـ ــﺮ ﻣ ـ ــﻦ ﺑﻴﻨﻬ ـ ــﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ و اﺧﺘﻠﻔ ـ ــﺖ إﺷ ـ ــﺎرﺗﻪ ﳍ ـ ــﺎ‬
‫ﲝﺴ ـ ــﺐ اﻟﺪﺳ ـ ــﺘﻮر اﳌﻨ ـ ــﺘﻬﺞ آﻧ ـ ــﺬاك‪ ،‬ﺑ ـ ــﺪأ ﺑﺪﺳ ـ ــﺘﻮر ‪ 1963‬ﻣ ـ ــﺮورا إﱃ دﺳ ـ ــﺘﻮر ‪ 1989‬إﱃ اﻟﺘﻌ ـ ــﺪﻳﻞ اﻟﺪﺳ ـ ــﺘﻮري‬
‫‪. 1996‬‬

‫ﻧﺒـ ـ ـ ـ ــﻪ دﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﻮر ‪ 1963‬اﳌـ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 10‬دﻳﺴـ ـ ـ ـ ــﻤﱪ ‪ 1963‬ﰲ اﳌـ ـ ـ ـ ــﺎدة )‪ (09‬ﻣﻨـ ـ ـ ـ ــﻪ إﱃ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻘﻮﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ‪" :‬‬
‫اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ اﳉ ـ ـ ـﺰاﺋﺮﻳﺔ دوﻟ ـ ــﺔ ﻣﻮﺣ ـ ــﺪة‪ ،‬ﻣﻨﻈﻤ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺷ ـ ــﻜﻞ ﲨﺎﻋ ـ ــﺎت إﻗﻠﻴـ ـ ــﻤﻴﺔ و إدارﻳ ـ ــﺔ و اﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ و اﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫و اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻫﻲ اﳉﻤﺎﻋﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ و اﻹدارﻳﺔ و اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ "‪.1‬‬

‫ودﺳ ـ ـ ــﺘﻮر ‪ 1976‬اﳌـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 1976/11/22‬ﻓﻘـ ـ ـ ــﺪ ﻗـ ـ ـ ــﺎل ذﻛﺮﻫ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌـ ـ ـ ــﺎدة ‪ " :36‬ا‪‬ﻤﻮﻋـ ـ ـ ــﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻫﻲ اﻟﻮﻻﻳﺔ و اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ "‪.‬‬

‫أﻣـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ إﱃ دﺳـ ـ ــﺘﻮر ‪ 1989‬أﺷ ـ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ــﺄن‪ ":‬اﳉﻤﺎﻋـ ـ ــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺪوﻟـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻟﻮﻻﻳـ ـ ــﺔ و اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻫﻲ اﳉﻤﺎﻋﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ "‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺎ أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺪﻳﻞ ‪ 21996‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪. 1996/12/7‬‬

‫ﻛﻤ ـ ــﺎ أﺷ ـ ــﺎر اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳌ ـ ــﺪﱐ إﱃ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 49‬ﻣﻨ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة اﻷوﱃ ﻗ ـ ــﺎﺋﻼ‪ ":‬اﻷﺷ ـ ــﺨﺎص اﻻﻋﺘﺒﺎرﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﻫﻲ اﻟﺪوﻟﺔ‪ .‬اﻟﻮﻻﻳﺔ و اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪."3‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫ﻟﻘ ـ ــﺪ اﺧﺘﻠﻔ ـ ــﺖ اﻟﺘﻌ ـ ــﺎرﻳﻒ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﲝﺴ ـ ــﺐ ﻛ ـ ــﻞ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻨﻈﻤﻬ ـ ــﺎ وﻛ ـ ــﺬا ﲝﺴ ـ ــﺐ‬
‫اﻟﻔﱰة اﻟﱵ ﺟﺎء ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻗﺎﻧﻮن‪.‬‬

‫ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ﻋﺮﻓﻬ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ رﻗ ـ ـ ــﻢ ‪ 24/67‬اﳌ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 18‬ﺟ ـ ـ ــﺎﻧﻔﻲ ‪ 4 1967‬ﺑ ـ ـ ــﺄن‪ " :‬اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﳉـ ـ ـ ــﻤﺎﻋﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺴﻴ ـ ـ ــﺎﺳﻴﺔ و اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ و اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ـ ــﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ـ ـ ــﺔ اﻷﺳﺎﺳـ ـ ــﻴﺔ "‪.‬وﻫ ـ ـ ــﺬا ﻣ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﱪﻫﻦ ﻛﺜﺮة وﻇﺎﺋﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ ﺿﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺷﱰاﻛﻲ آﻧﺬاك‪.‬‬

‫‪1‬ـ دﺳﺘﻮر اﳉﺰاﺋﺮ ﻟﺴﻨﺔ ‪ ، 1963‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪ 64‬اﻟﺼﺎدرة ﰲ ‪ 10‬ﺳﺒﺘﻤﱪ ‪. 1963‬‬
‫‪ 2‬ـ ﻣﺮﺳﻮم رﺋﺎﺳﻲ ‪ 438-96‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1996/12/7‬اﳌﺘﻀﻤﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﳉﺰاﺋﺮي ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ‪.76‬‬
‫‪3‬ـ اﳌﺎدة ‪ 49‬ﻣﻦ اﻷﻣﺮ‪ 58-75‬اﻟﺼﺎدرة ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 1975/9/26‬اﳌﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳌﺪﱐ ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد‪. 78‬‬
‫‪ 4‬ـ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 24/67‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 18‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ،1967‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪. 06‬‬
‫‪7‬‬
‫و ﻋﺮﻓﺘﻬـ ـ ــﺎ اﳌـ ـ ــﺎدة اﻷوﱃ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن رﻗـ ـ ــﻢ ‪ 08-90‬اﳌـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 1990/04/11‬ﺑﺄ‪‬ـ ـ ــﺎ‪":‬اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ــﻲ‬
‫اﳉﻤﺎﻋـ ـ ـ ــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻷﺳﺎﺳـ ـ ـ ــﻴﺔ و ﺗﺘﻤﺘـ ـ ـ ــﻊ ﺑﺎﻟﺸﺨ ـ ـ ـ ــﺼﻴﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳـ ـ ـ ــﺔ و اﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﻘﻼل اﳌـ ـ ـ ــﺎﱄ‪ ،‬و ﲢـ ـ ـ ــﺪث ﲟﻮﺟـ ـ ـ ــﺐ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن"‪.‬‬

‫ﲟﻌ ـ ـ ــﲎ أن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ــﻲ وﺣ ـ ـ ــﺪة ﻻﻣﺮﻛﺰﻳ ـ ـ ــﺔ اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ و ﻣﻨﺤﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﺸﺨﺼ ـ ـ ــﻴﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ـ ــﺎ ﻣﺮﻓ ـ ـ ــﻖ‬
‫ﻋﻤ ــﻮﻣﻲ ﳍ ــﺎ ﺣﻘ ــﻮق ﻛﻤ ــﺎ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﻣ ــﻦ اﻟﺘﺰاﻣ ــﺎت ﳑ ــﺎ ﳚﻌﻠﻬ ــﺎ ﻣﺘﻤﻴ ــﺰة ﻋ ــﻦ اﻷﻓ ـ ـﺮاد اﳌﺴ ـ ـﲑﻳﻦ ﳍ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﺟﻬ ــﺔ و ﳍ ــﺎ‬
‫ذﻣـ ــﺔ ﻣﺎﻟﻴـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﺟﻬـ ــﺔ أﺧـ ــﺮى أي أ‪‬ـ ــﺎ ﺗﺘﻤﺘـ ــﻊ ﺑﺎﺳـ ــﺘﻘﻼل ﻣـ ــﺎﱄ ﻋـ ــﻦ اﻷﺷـ ــﺨﺎص اﳌﺴ ـ ـﲑﻳﻦ ﳍـ ــﺎ و ﻛـ ــﺬا‬
‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن اﻻﺳﺘﻘﻼل اﳌﺎﱄ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ‪.‬‬

‫وﻋﺮﻓﻬـ ـ ــﺎ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ رﻗـ ـ ــﻢ ‪ 10-11‬اﳌـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 2011/07/22‬اﳌﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ‪":‬اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ‬
‫ﻫ ـ ــﻲ اﳉﻤﺎﻋ ـ ــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﺪوﻟ ـ ــﺔ‪ .‬وﺗﺘﻤﺘ ـ ــﻊ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼ ـ ــﻴﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳ ـ ــﺔ و اﻟﺬﻣ ـ ــﺔ اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ــﺘﻘﻠﺔ ‪ .‬وﲢ ـ ــﺪث‬
‫ﲟﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن " ‪.1‬و ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 08/90‬ﳍﺎ‪.‬‬

‫إﻻ أﻧ ـ ـ ــﻪ أﺿ ـ ـ ــﺎف ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ﻣﻨ ـ ـ ــﻪ أن ‪":‬اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘﺎﻋ ـ ـ ــﺪة اﻹﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳ ـ ـ ــﺔ وﻣﻜ ـ ـ ــﺎن‬
‫ﳑﺎرﺳ ـ ــﺔ اﳌﻮاﻃﻨ ـ ــﺔ و ﺗﺸ ـ ــﻜﻞ إﻃ ـ ــﺎر ﻣﺸ ـ ــﺎرﻛﺔ اﳌـ ـ ـﻮاﻃﻦ ﰲ ﺗﺴـ ـ ـﻴﲑ اﻟﺸ ـ ــﺆون اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ "‪ .‬ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎر اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﺗﺸ ـ ــﻜﻞ‬
‫اﻹﻃﺎر اﳌﺆﺳﺴﺎﰐ ﻟﻠﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬إﺣﺪاث اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ وﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ‬

‫ﺗﻌ ـ ــﺪ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ اﻟﻮﺣ ـ ــﺪة اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﻟ ـ ــﻺدارة اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﻓﻬ ـ ــﻲ ﲣﻀ ـ ــﻊ ﻟﻨﻈ ـ ــﺎم ﻣﻌ ـ ــﲔ ﰲ إﺣ ـ ــﺪاﺛﻬﺎ وﻧﻈ ـ ـﺮا ﻷﳘﻴﺘﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﻓﻬﻲ ﲤﺘﺎز ﲞﺼﺎﺋﺺ ﻣﻨﺤﺖ ﳍﺎ ﲟﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬

‫ﻓﻠﻘ ـ ـ ــﺪ ﺗﻨﺎوﻟﻨ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﳌﻄﻠ ـ ـ ــﺐ ﻓ ـ ـ ــﺮﻋﲔ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺮع أول ﻳﺘﻤﺜ ـ ـ ــﻞ ﰲ إﺣ ـ ـ ــﺪاث اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ و ﻓ ـ ـ ــﺮع ﺛ ـ ـ ــﺎﱐ ﺑﻌﻨـ ـ ـ ـﻮان‬
‫ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬إﺣﺪاث اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫ﺗﻨﺸﺄ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن ‪ ،‬وﻫﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺎدة اﻷوﱃ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ‪" : 10/11‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻫﻲ‬
‫اﳉﻤﺎﻋﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻟﻠﺪوﻟﺔ ‪ ،‬وﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ واﻟﺬﻣﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ وﲢﺪث ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن " ‪.‬‬
‫ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ إﻗﻠﻴﻢ ﺟﻐﺮاﰲ ﻣﻌﲔ ‪ ،‬وﻟﻪ ﺣﺪود ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪ ،‬وﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪ ,‬ﳛﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﻌﲔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن‪.‬وﳜﺘﻠﻒ‬

‫‪1‬ـ اﳌﺎدة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 10/11‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪ 37‬اﳌﺆرﺧﺔ ﰲ ‪. 2011/7/3‬‬
‫‪8‬‬
‫ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ إﱃ أﺧﺮى ‪ .‬وﻳﻌﻮد ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻼف إﱃ ﻋﻮاﻣﻞ ﻋﺪﻳﺪة وﻣﺘﻌﺪدة ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ أو اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬
‫وﻟﻜﻲ ﳕﻴﺰ إﻗﻠﻴﻢ ﻛﻞ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻻﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﳍﺎ اﺳــﻢ ﳜﺘﺎر ﳍﺎ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻤﺎت‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫اﳌﺎدة ‪ 6‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ‪ ": 10/11‬ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ اﺳ ــﻢ و إﻗﻠﻴﻢ وﻣﻘﺮ رﺋﻴﺴﻲ "‪.‬‬

‫ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﲔ وﲢ ـ ـ ـ ــﺪد اﳊ ـ ـ ـ ــﺪود اﻹدارﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﲟﻮﺟ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣﺮﺳ ـ ـ ـ ــﻮم ﺻ ـ ـ ـ ــﺎدر ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻃ ـ ـ ـ ــﺮف رﺋ ـ ـ ـ ــﻴﺲ اﳉﻤﻬﻮرﻳ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫‪.10/11‬ﺑﻨـ ـ ــﺎءا ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﻘﺮﻳـ ـ ــﺮ ﻣـ ـ ــﻦ وزﻳـ ـ ــﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑﻌـ ـ ــﺪ أﺧـ ـ ــﺬ و اﺳـ ـ ــﺘﻄﻼع رأي ا‪‬ـ ـ ــﺎﻟﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﺒﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﻌﻨﻴـ ــﺔ ‪‬ـ ــﺬا اﻟﺘـ ــﺪاول‪ ،‬وإﺧﻄـ ــﺎر ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟـ ــﻮﻻﺋﻲ اﻟـ ــﺬي ﺗﻘـ ــﻊ ﰲ ﻧﻄـ ــﺎق ﺣـ ــﺪودﻩ اﻹدارﻳـ ــﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ‪.‬أو‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ وﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺎدة ‪ 7‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ‪.10/11‬‬

‫وﻣـ ـ ــﻦ أﻣﺜﻠـ ـ ــﺔ اﳌﺮاﺳـ ـ ــﻴﻢ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﲢـ ـ ــﺪد ﻟﻨـ ـ ــﺎ ﺗﻐﻴـ ـ ــﲑ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ أو ﺑـ ـ ــﺎﻷﺣﺮى ﺗﻐﻴـ ـ ــﲑ اﲰﻬـ ـ ــﺎ ‪ ،‬اﳌﺮﺳـ ـ ــﻮم‬
‫اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي‬

‫رﻗـ ـ ــﻢ ‪ 37/90‬اﳌﺴـ ـ ــﺘﺨﻠﻔﺔ‪ 24 ،‬ﻓﻴﻔـ ـ ــﺮي ‪ 1990‬اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﺘﻀـ ـ ــﻤﻦ ﺗﻐﻴـ ـ ــﲑ اﺳـ ـ ــﻢ ﺑﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﺗـ ـ ــﻮرﻳﺮت اﻟﻮاﻗﻌـ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﺮاب وﻻﻳﺔ اﻟﺒﻮﻳﺮة ‪.‬‬

‫وﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ ﺗـ ــﺪﻣﺞ أو ﺗﻀـ ــﻢ ﺑﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ أﺧـ ــﺮى‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ اﳉﺪﻳـ ــﺪة ﺑﻌـ ــﺪ ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ اﻹدﻣـ ــﺎج أو اﻟﻀـ ــﻢ‬
‫ﻫﻲ اﻟﱵ ﺗﺴﺘﺨﻠﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﳌﺴﺘﺨﻠﻔﺔ ‪ ،‬أي ﺗﺴﺘﺨﻠﻔﻬﺎ ﰲ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ واﻟﺘﺰاﻣﺎ‪‬ﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪.1‬‬

‫وإذا ﰎ إرﺟ ـ ــﺎع ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪﻳﺎت إﱃ ﻣ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﺘﻌ ـ ــﺪﻳﻞ ﻓ ـ ــﺈن اﳊﻘ ـ ــﻮق واﻻﻟﺘﺰاﻣ ـ ــﺎت اﳋﺎﻟﺼ ـ ــﺔ‬
‫ﳍـ ــﺬﻩ اﻟﺒﻠـ ــﺪﻳﺎت ﺗﻌـ ــﻮد إﻟﻴﻬـ ــﺎ و ﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ ﻧﺼـ ــﺖ ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﳌـ ــﺎدة ‪ 10‬ﻣـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـﺎﻧﻮن ‪ ": 10/11‬ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ ﺗﻀـ ــﻢ ﺑﻠﺪﻳـ ــﺔ‬
‫أو أﻛﺜ ـ ــﺮ أو ﺟ ـ ــﺰء ﻣ ـ ــﻦ ﺑﻠﺪﻳ ـ ــﺔ أو أﻛﺜ ـ ــﺮ إﱃ ﺑﻠﺪﻳ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى ﲢ ـ ــﻮل ﲨﻴ ـ ــﻊ ﺣﻘﻮﻗﻬ ـ ــﺎ و اﻟﺘﺰاﻣﺎ‪ ‬ـ ــﺎ إﱃ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﺿﻤﺖ إﻟﻴﻬﺎ "‪.‬‬

‫ﻳﻘ ـ ـ ـ ــﺪر ﻋ ـ ـ ـ ــﺪد ﺑﻠ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺎت اﻟـ ـ ـ ـ ـﱰاب اﻟ ـ ـ ـ ــﻮﻃﲏ ﺣﺴ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 09/84‬اﳌ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 04‬ﻓﻴﻔ ـ ـ ـ ــﺮي ‪1984‬‬
‫اﳌﺘﻀﻤﻦ إﻋﺎدة اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺒﻼد ﻫﻮ ‪ 1541‬ﺑﻠﺪﻳﺔ وﻫﻮ اﻟﻌﺪد اﳊﺎﱄ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫ﲤﺘﺎز اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮي ﲟﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﺰاﻳﺎ اﳋﺎﺻﺔ واﳌﻤﻴﺰات اﻟﺬاﺗﻴﺔ أﳘﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ﻋﻤﺎر ﻋﻮاﺑﺪي ‪ ،‬دروس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،1990‬ص ‪.194‬‬
‫‪9‬‬
‫أوﻻ‪ :‬إن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ـ ــﻲ وﺣـ ـ ـ ــﺪة أو ﲨﺎﻋـ ـ ـ ــﺔ أو ﻫﻴﺌـ ـ ـ ــﺔ إدارﻳـ ـ ـ ــﺔ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳـ ـ ـ ــﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻤﺘـ ـ ـ ــﻊ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ‬
‫اﳌﻌﻨﻮﻳ ـ ـ ــﺔ واﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻘﻼل اﳌ ـ ـ ــﺎﱄ‪ ,‬وﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳋﺎﺻ ـ ـ ــﻴﺔ رﻛ ـ ـ ــﺰت ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ اﳌـ ـ ـ ـ ــﺎدة اﻷوﱃ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 10/11‬ﺑﻘﻮﻟـ ـ ـ ــﻬﺎ "‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳉﻤﺎﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺪوﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺗﺘﻤﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺑﺎﻟﺸﺨ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺼﻴﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺬﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻴﺔ‬
‫اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ‪. ".....‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴـ ـ ـ ــﺎ‪ :‬ﻳﻌﺘـ ـ ـ ــﱪ ﻧﻈـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋـ ـ ـ ــﺮي ﺻـ ـ ـ ــﻮرة ﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹدارﻳـ ـ ـ ــﺔ اﳌﻄﻠﻘـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﲝﻴـ ـ ـ ــﺚ أن ﲨﻴـ ـ ـ ــﻊ‬
‫أﻋﻀ ـ ـ ـﺎﺋﻬﺎ وﲨﻴ ـ ـ ــﻊ أﻋﻀ ـ ـ ــﺎء ﻫﻴﺌ ـ ـ ــﺎت وﳉ ـ ـ ــﺎن ﺗﺴ ـ ـ ــﻴﲑﻫﺎ وإدار‪ ‬ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ــﺘﻢ اﺧﺘﻴ ـ ـ ــﺎرﻫﻢ ﺑﻮاﺳ ـ ـ ــﻄﺔ اﻻﻧﺘﺨ ـ ـ ــﺎب اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم و‬
‫اﳌﺒﺎﺷـ ـ ـ ــﺮ‪ ،‬وﻻ ﻳﻮﺟـ ـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺑﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻨﻬﻢ أي ﻋﻀـ ـ ـ ــﻮ ﰎ ﺗـﻌﻴ ـ ـ ـ ــﻴﻨﻪ أو ﺗﻜﻠﻴﻔـ ـ ـ ــﻪ ﻛﻤ ـ ـ ـ ــﺎ أن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻨﻈـ ـ ـ ــﺎم اﻹداري‬
‫اﳉﺰاﺋ ـ ـ ــﺮي ﺗﻌـ ـ ـ ــﺘﻤﺪ أﺳﺎﺳـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﻮاردﻫ ـ ـ ــﺎ اﻟﺬاﺗﻴ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﺗﻠﺒﻴ ـ ـ ــﺔ وﺗﻐﻄﻴ ـ ـ ــﺔ ﻧﻔﻘ ـ ـ ــﺎت وﺣﺎﺟ ـ ـ ــﺎت ﺳ ـ ـ ــﻜﺎ‪‬ﺎ ‪ ،‬ﻓﻨﻈ ـ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﲡﺴﻴﺪ ﳌﺒﺪأ دﳝﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜـ ـ ــﺎ‪ :‬ﻟﻘ ـ ــﺪ ﺧ ـ ــﻮل اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﺎت ووﻇ ـ ــﺎﺋﻒ ﳐﺘﻠﻔ ـ ــﺔ وواﺳ ـ ــﻌﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ـ ــﺔﺑﺎﻟﻨﻈﺎم‬
‫اﻟﺒﻠﺪي اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‪.‬‬

‫راﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ :‬ﻳﻌـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻧﻈـ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻮﺻـ ـ ـ ـ ــﺎﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ و اﻹدارﻳـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺮﻛـ ـ ـ ـ ــﺰ‪ ،‬و ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬا ﻷن ﻛـ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻻﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﺎت اﳌﻘ ـ ــﺮرة ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ و ﻛﺎﻓ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ــﺮوط و اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات ﳚ ـ ــﺐ أن ﺗﻌﻤ ـ ــﻞ ﰲ ﻧﻄﺎﻗﻬ ـ ــﺎ و وﻓﻘ ـ ــﺎ ﳍ ـ ــﺎ‪ ،‬و‬
‫ﻻ ﳚ ـ ـ ـ ــﻮز اﳋ ـ ـ ـ ــﺮوج ﻋﻨﻬ ـ ـ ـ ــﺎ و إﻻ اﻋﺘ ـ ـ ـ ــﱪت أﻋﻤ ـ ـ ـ ــﺎل و ﺗﺼ ـ ـ ـ ــﺮﻓﺎت اﻟﺒﻠ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺎت ﺑﺎﻃﻠ ـ ـ ـ ــﺔ و ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣﺸ ـ ـ ـ ــﺮوﻋﺔ ‪ ،1‬ﻷن‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﺗﻌـ ـ ــﺪ وﺣـ ـ ــﺪة ﺳﻴﺎﺳـ ـ ــﻴﺔ و إدارﻳـ ـ ــﺔ و اﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ـ ــﺔ و اﻗﺘﺼـ ـ ــﺎدﻳﺔ‪ ،‬و ﺗﻌـ ـ ــﺪ ﻻﻣﺮﻛﺰﻳـ ـ ــﺔ ﻣﻄﻠﻘـ ـ ــﺔ ﰲ ﻇـ ـ ــﻞ ﻣﺒـ ـ ــﺪأ‬
‫وﺣﺪة اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ و اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ﻋﻤﺎر ﻋﻮاﺑﺪي‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪. 195 .‬‬

‫‪10‬‬
 ‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻷﺻ ـ ــﻮل اﻟﺘﺎرﳜﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﳒ ـ ــﺪ أ‪ ‬ـ ــﺎ وﺟ ـ ــﺪت ﻣﻨ ـ ــﺬ اﻻﺣ ـ ــﺘﻼل اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ إﻻ أﻧﻨ ـ ــﺎ ﻻ ﻧﺴ ـ ــﺘﻄﻴﻊ‬
‫أن ﻧﻘ ــﻮل أ‪ ‬ــﺎ ﻣﺆﺳﺴ ــﺔ ﳏﻠﻴ ــﺔ ﻣ ــﻦ إﻧﺸ ــﺎء ﻓﺮﻧﺴ ــﻲ ‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ أ‪ ‬ــﺎ ﻟﻴﺴ ــﺖ ﺟﺰاﺋﺮﻳ ــﺔ ﻷ‪ ‬ــﺎ وﻟﻴ ــﺪة اﺳ ــﺘﻌﻤﺎر أﺟﻨ ــﱯ ‪،‬‬
‫و ﺑﻌـ ــﺪ اﻻﺳـ ــﺘﻘﻼل و اﺳـ ــﺘﻌﺎدة اﻟﺴـ ــﻴﺎدة اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ ﻟﻠﺪوﻟـ ــﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳـ ــﺔ ‪ ،‬أﺧـ ــﺬت ﺗﺘﻄـ ــﻮر و أﺻـ ــﺒﺤﺖ ﳍـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ‬
‫اﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﻖ ‪‬ﺎ وﺗﻨﻈﻢ ﺳﲑﻫﺎ ‪.‬‬

‫وﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﳕﻴ ـ ــﺰ ﺑ ـ ــﲔ ﻣ ـ ــﺮﺣﻠﺘﲔ أﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺘﲔ ﺷ ـ ــﻬﺪ‪‬ﻤﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪،‬و ﳘ ـ ــﺎ ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻻﺣ ـ ــﺘﻼل و ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﻘﻼل‬
‫و ﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ ﺳ ــﻨﺤﺎول دراﺳ ــﺘﻪ ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل ﻫ ــﺬا اﳌﺒﺤ ــﺚ ﲝﻴ ــﺚ ﺳ ــﻨﺤﺎول دراﺳ ــﺔ ﻛ ــﻞ ﻣﺮﺣﻠ ــﺔ ﲝﺴ ــﺐ اﻟﺘﻨﻈ ــﻴﻢ‬
‫اﻟﺒﻠﺪي اﳋﺎص ‪‬ﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر‬

‫ﺑﻐﻴـ ـ ــﺔ ﺑﺴـ ـ ــﻂ ﺳـ ـ ــﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﳌﻘﺎوﻣـ ـ ــﺔ اﳉﻤﺎﻫﲑﻳ ـ ـ ـﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳـ ـ ــﺔ أﻗـ ـ ــﺎم اﻻﺣـ ـ ــﺘﻼل اﻟﻔﺮﻧﺴـ ـ ــﻲ ﻣﻜﺎﺗـ ـ ــﺐ أﻫﻠﻴـ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺴ ـ ــﺘﻮى اﶈﻠ ـ ــﻲ ﻋﺮﻓ ـ ــﺖ ﺑﺎﳌﻜﺎﺗ ـ ــﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴ ـ ــﺔ و ذﻟ ـ ــﻚ ‪ ‬ـ ــﺪف ﲤﻮﻳ ـ ــﻞ اﳉ ـ ــﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻲ و ﲢ ـ ــﺖ ﺳ ـ ــﻠﻄﺘﻪ ‪،‬‬
‫ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﳎ ـ ـ ــﺮد أداة ﳋﺪﻣ ـ ـ ــﺔ اﻹدارة اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ـ ــﻴﺔ ﻣ ـ ـ ــﺪﻧﻴﺎ و ﻋﺴ ـ ـ ــﻜﺮﻳﺎ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﺬا وﻗ ـ ـ ــﺪ ﺷ ـ ـ ــﻬﺪ اﻟﺘﻨﻈ ـ ـ ــﻴﻢ‬
‫اﻟﺒﻠﺪي اﳉﺰاﺋﺮي أﺛﻨﺎء ﻫﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ وﺟﻮد ﺛﻼث أﺻﻨﺎف ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت ‪.‬‬

‫ﻓﻠﻘـ ـ ــﺪ ﻗﺴـ ـ ــﻢ ﻫـ ـ ــﺬا اﳌﻄﻠـ ـ ــﺐ إﱃ ﺛـ ـ ــﻼث ﻓـ ـ ــﺮوع ﻓﻔـ ـ ــﻲ اﻟﻔـ ـ ــﺮع اﻷول ﺗﻨﺎوﻟﻨـ ـ ــﺎ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪﻳﺎت اﻷﻫﻠﻴـ ـ ــﺔ ‪ ،‬واﻟﻔـ ـ ــﺮع‬
‫اﻟﺜﺎﱐ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﳌﺨﺘﻠﻄﺔ و أﺧﲑا ﰲ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت ذات اﻟﺘﺼﺮف اﻟﺘﺎم‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪:‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻣﻮﺟ ـ ــﻮدة ﰲ اﻟﺼ ـ ــﺤﺮاء و ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻷﻣ ـ ــﺎﻛﻦ اﻟﻨﺎﺋﻴ ـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ــﻌﺒﺔ ﺑﺎﻟﺸ ـ ــﻤﺎل إﱃ ﻏﺎﻳ ـ ــﺔ ‪ ،1880‬و ﲤﻴ ـ ــﺰت‬
‫إدارة ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺒﻠـ ـ ـ ــﺪﻳﺎت ﺑﺎﻟﻄـ ـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻟﻌﺴـ ـ ـ ــﻜﺮي إذ ﺗـ ـ ـ ــﻮﱃ ﺗﺴـ ـ ـ ــﲑﻫﺎ رﺟـ ـ ـ ــﺎل اﳉـ ـ ـ ــﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴـ ـ ـ ــﻲ ﲟﺴـ ـ ـ ــﺎﻋﺪة ﺑﻌـ ـ ـ ــﺾ‬
‫اﻷﻋﻴ ـ ــﺎن ﻣ ـ ــﻦ اﻷﻫ ـ ــﺎﱄ أﻃﻠﻘ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻴﻬﻢ ﺗﺴ ـ ــﻤﻴﺎت ﳐﺘﻠﻔ ـ ــﺔ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ ‪:‬اﻟﻘﺎﺋ ـ ــﺪ ‪ ،‬اﻷﻏ ـ ــﺎ ‪ ،‬اﻟﺒﺎﺷ ـ ــﺎ أﻏ ـ ــﺎ ‪،‬اﳋﻠﻴﻔ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫ﺷﻴﺦ اﻟﻌﺮب‪.1‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻄﺔ‬

‫ﻛـ ــﺎن ﻫـ ــﺬا اﻟﻨـ ــﻮع ﻣـ ــﻦ اﻟﺒﻠـ ــﺪﻳﺎت ﻳﻐﻄـ ــﻲ اﳉـ ــﺰء اﻷﻛـ ــﱪ ﻣـ ــﻦ اﻹﻗﻠـ ــﻴﻢ اﳉﺰاﺋـ ــﺮي ﺣﻴـ ــﺚ وﺟـ ــﺪت ﰲ اﳌﻨـ ــﺎﻃﻖ اﻟـ ــﱵ‬
‫ﻳﻘـ ــﻞ ﻓﻴﻬـ ــﺎ ﺗﻮاﺟـ ــﺪ اﻟﻔﺮﻧﺴـ ــﻴﻮن ﺑﺎﻟﻘﺴـ ــﻢ اﻟﺸـ ــﻤﺎﱄ ﻣـ ــﻦ اﳉﺰاﺋـ ــﺮ و ﺗﺮﺗﻜـ ــﺰ إدارة اﻟﺒﻠـ ــﺪﻳﺎت اﳌﺨﺘﻠﻄـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻫﻴﺌﺘـ ــﲔ‬
‫أﺳﺎﺳﻴﺘﲔ ﳘﺎ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اﻟﻤﺘﺼﺮف‪:‬‬

‫ﻳﻌﻴﻨﻪ اﳊﺎﻛﻢ أو اﻟﻮاﱄ اﻟﻌﺎم و ﳜﻀﻊ ﻟﻪ‪.‬‬

‫‪2‬ـ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪:‬‬

‫ﲢـ ـ ــﺖ رﺋﺎﺳـ ـ ــﺔ اﳌﺘﺼـ ـ ــﺮف ﻣـ ـ ــﻊ ﻋﻀـ ـ ــﻮﻳﺔ ﻋـ ـ ــﺪد ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﻨﺘﺨﺒـ ـ ــﲔ اﻟﻔﺮﻧﺴـ ـ ــﻴﲔ و ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﳉﺰاﺋ ـ ـ ـﺮﻳﲔ اﻷﻫـ ـ ــﺎﱄ اﻟـ ـ ــﺬﻳﻦ‬
‫ﻳﻌﻴﻨﻮن ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﺳﺘﻨﺎدا إﱃ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺒﻠﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت ذات اﻟﺘﺼﺮف اﻟﺘﺎم‬

‫وﺟ ـ ــﺪت ﻫﺎﺗ ـ ــﻪ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪﻳﺎت ﰲ ﻣﻨ ـ ــﺎﻃﻖ اﻟﺘﻮاﺟ ـ ــﺪ اﳌﻜﺜ ـ ــﻒ ﻟﻠﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻴﲔ أي اﳌ ـ ــﺪن اﻟﻜ ـ ــﱪى و اﳌﻨ ـ ــﺎﻃﻖ اﻟﺴ ـ ــﺎﺣﻠﻴﺔ‬
‫و ﻛﺎﻧـ ــﺖ ﲣﻀ ـ ــﻊ ﰲ ﺗﻨﻈﻴﻤﻬ ـ ــﺎ إﱃ اﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻀ ـ ــﻌﻬﺎ اﻟﺴـ ــﻠﻄﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻴﺔ وأﻧﺸ ـ ــﺄت ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ آﻧ ـ ــﺬاك ﻫﻴﺌﺘ ـ ــﲔ‬
‫ﳘﺎ ‪:‬‬

‫‪1‬ـ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺒﻠﺪي ‪:‬‬

‫ﻫﻮ اﻟﻌﻤـ ــﺪة‪:‬ن ﻃﺮف ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮن و اﳉﺰاﺋﺮﻳﲔ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﳏﻤﺪ اﻟﺼﻐﲑ ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻹدارة اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠﻮم ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،2004 ،‬ص ‪. 36‬‬
‫‪12‬‬
 ‫‪2‬ـ اﻟﻌﻤـ ــﺪة ‪:‬‬

‫ﻳﻨﺘﺨﺒ ـ ــﻪ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻣ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﲔ أﻋﻀ ـ ــﺎﺋﻪ‪ ،‬و ﻳﻬ ـ ــﺪف ﻟﻘﻤ ـ ــﻊ اﳉﻤ ـ ــﺎﻫﲑ و ﻣﻘﺎوﻣ ـ ــﺔ اﻟﺜ ـ ــﻮرة اﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳ ـ ــﺔ ‪1954‬‬
‫دﻋﻤﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎت ﺑﺄﺣﺪاث‪:‬‬

‫ـ اﻷﻗﺴﺎم اﻹدارﻳﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ‪.‬‬

‫ـ اﻷﻗﺴﺎم اﻹدارﻳﺔ اﳊﻀﺮﻳﺔ ﰲ اﳌﺪن‪.‬‬

‫و ﻫﻲ ﻫﻴﺌﺎت ﺗﻘﻊ ﲢﺖ ﺳﻠﻄﺔ اﳉﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ و ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﰲ ﺗﺴﲑ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت‪.1‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل‬

‫ﻟﻘـ ــﺪ ﻋﺮﻓـ ــﺖ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﺗﻄـ ــﻮرا ﻣﻠﺤﻮﻇـ ــﺎ ﺑﻌـ ــﺪ اﻻﺳـ ــﺘﻘﻼل إذ ﺧﺼﺼـ ــﺖ ﳍـ ــﺎ ﻗ ـ ـﻮاﻧﲔ ﺗـ ــﻨﻈﻢ ﻛﻴﻔﻴـ ــﺔ ﺗﺴـ ــﲑﻫﺎ وﻃﺮﻳﻘـ ــﺔ‬
‫اﻧﺘﺨﺎب أﻋﻀﺎء ﻫﻴﺌﺘﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫وﳝﻜـ ــﻦ ﲡﺰﺋـ ــﺔ ﻫـ ــﺬا اﳌﻄﻠـ ــﺐ إﱃ أرﺑﻌـ ــﺔ ﻓـ ــﺮوع ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﺒـ ــﲔ اﻟﻔـ ــﺮع اﻷول اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﰲ اﳌﺮﺣﻠـ ــﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴـ ــﺔ اﳌﻤﺘـ ــﺪة‬
‫ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ــﲔ ‪ 1962‬إﱃ ‪ 1967‬ﻣ ـ ـ ــﺮورا إﱃ اﻟﻔ ـ ـ ــﺮع اﻟﺜ ـ ـ ــﺎﱐ وﻫ ـ ـ ــﻮ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﺿ ـ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ـ ـﺎﻧﻮن ‪ 1967‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﰒ إﱃ‬
‫اﻟﻔـ ــﺮع اﻟﺜﺎﻟ ـ ــﺚ وﻫ ـ ــﻮ ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ 08/ 90‬واﻟﻔ ـ ــﺮع اﻟﺮاﺑ ـ ــﻊ واﻷﺧ ـ ــﲑ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺘﻨ ـ ــﺎول اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﰲ ﺿ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳﺪ ‪. 10/11‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪:‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ‪ 1962‬ـ‪: 1967‬‬

‫ﺗﻌﺘـ ــﱪ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ أﺻـ ــﻌﺐ اﳌﺮاﺣـ ــﻞ اﻟـ ــﱵ ﻣـ ــﺮت ‪‬ـ ــﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋـ ــﺮ ﻧﻈ ـ ـﺮا ﻟﻠﻔ ـ ـﺮاغ اﻟـ ــﺬي ﺗﺮﻛﺘـ ــﻪ‬
‫اﻹدارة اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ــﻴﺔ و ﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﺣ ـ ــﺘﻢ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ آﻧ ـ ــﺬاك إﻧﺸ ـ ــﺎء ﳉ ـ ــﺎن ﺗﺘ ـ ــﻮﱃ ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ ﺗﺴ ـ ــﲑ اﻟﺸ ـ ــﺆون اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﻘﻴﺎدة رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻗﺎﻣ ـ ــﺖ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ أﻳﻀ ـ ــﺎ ﺑﺘﺨﻔ ـ ــﻴﺾ ﻋ ـ ــﺪد اﻟﺒﻠ ـ ــﺪﻳﺎت ﺣﻴ ـ ــﺚ أﻃﻠ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠ ـ ــﺔ ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠﻤﻴ ـ ــﻊ‬
‫ﻷﻧﻪ ﲨﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺗﺴﲑﻫﺎ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﳏﻤﺪ اﻟﺼﻐﲑ ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪13‬‬
‫و ﳌﺴ ـ ــﺎﻋﺪة اﻟﺒﻠ ـ ــﺪﻳﺎت ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﲟﻬﺎﻣﻬ ـ ــﺎ ﰎ إﻧﺸ ـ ــﺎء ﳉ ـ ــﺎن أﺧ ـ ــﺮى و ﻫ ـ ــﻲ ﳉﻨ ـ ــﺔ اﻟﺘ ـ ــﺪﺧﻞ اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدي و‬
‫ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي ﻟﺘﻨﺸ ـ ـ ــﻴﻂ اﻟﻘﻄ ـ ـ ــﺎع اﻻﺷـ ـ ـ ـﱰاﻛﻲ‪ ،‬وﺗﻀ ـ ـ ــﻢ اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ ﳑﺜﻠ ـ ـ ــﲔ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻟﺴ ـ ـ ــﻜﺎن و ﺗﻘﻨﻴ ـ ـ ــﲔ و‬
‫ﻳﺘﻤﺜﻞ دورﻫﻢ ﰲ ﺗﻘﺪﱘ آراء ﺣﻮل ﻣﺸﺮوع اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫إﻻ أن ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻠﺠـ ــﺎن ﱂ ﻳـ ــﺘﻢ ﺗﻨﺼـ ــﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﻛﺜـ ــﲑ ﻣـ ــﻦ اﳌﻨـ ــﺎﻃﻖ‪ ،‬أﻣ ــﺎ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺜـ ــﺎﱐ ﻓﻘـ ــﺪ ﻛـ ــﺎن ﻳﻀـ ــﻢ ﳑﺜﻠـ ــﲔ ﻋـ ــﻦ‬
‫اﳊﺰب و ﻋﻦ اﳉﻴﺶ ﻣﻬﻤﺘﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ و ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﳌﺴﲑة ذاﺗﻴﺎ‪.‬‬

‫وﻛ ـ ــﺎن ﻟﺪﺳ ـ ــﺘﻮر ‪ 1963‬و ﻣﻴﺜ ـ ــﺎق اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮ و ﻣﻴﺜ ـ ــﺎق ﻃ ـ ـ ـﺮاﺑﻠﺲ دور ﻣﻬ ـ ــﻢ ﰲ إﺑ ـ ـ ـﺮاز ﻣﻜﺎﻧ ـ ــﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﳌﺴ ـ ــﺘﻮى اﻟﺮﲰ ـ ــﻲ و اﻻﻋـ ـ ـﱰاف ﺑـ ـ ـﺪورﻫﺎ اﳌﻬ ـ ــﻢ ﳑ ـ ــﺎ دﻓ ـ ــﻊ ﺑﺎﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ آﻧ ـ ــﺬاك إﱃ ﺿ ـ ــﺮورة اﻹﺳـ ـ ـﺮاع ﰲ اﻟﺘﻔﻜ ـ ــﲑ ﰲ‬
‫إﺻﺪار ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ وذﻟﻚ اﻋﺘﺒﺎرا ﻟﻌﺪة أﺳﺒﺎب ﻟﻌﻞ أﳘﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ﺷﻠﻞ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﲝﻜﻢ اﻟﻈﺮوف اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﶈﻠﻲ ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ﺗﺒﲏ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻻﺷﱰاﻛﻲ ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ﺿﺮورة اﻟﺒﺪء ﺑﺈﺻﻼح اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻷ‪‬ﺎ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﳌﻮاﻃﻦ ‪.‬‬

‫و اﻧﻄﻼﻗـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ اﻟﻔـ ــﱰة اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴـ ــﺔ ﲢـ ــﺮك اﳍﻴﻜـ ــﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳـ ــﻲ اﳌﺘﻤﺜـ ــﻞ ﰲ ﺟﺒﻬـ ــﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳـ ــﺮ اﻟـ ــﻮﻃﲏ و أﻋـ ــﺪ ﻣﺸـ ــﺮوع‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﺬي ﻃﺮح ﺑﻌﺪ أﺣﺪاث ‪. 1965‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻗﺎﻧﻮن ‪: 1967‬‬

‫ﻳﻌﺘ ـ ـ ـ ـ ــﱪ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 24/67‬اﳌ ـ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 18‬ﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻔﻲ ‪ 1967‬أول ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﻳ ـ ـ ـ ـ ــﻨﻈﻢ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﲑ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻻﺳـ ـ ــﺘﻌﻤﺎر‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ــﺪ ﻋﺎﺷـ ـ ــﺖ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﰲ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﱰة ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺘـ ـ ــﻮﺗﺮ واﻟﻘﻠـ ـ ــﻖ ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﺗـ ـ ــﺄﺛﺮ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻔﺮﻧﺴ ـ ـ ـ ــﻲ و ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ ﺧﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻺﻃ ـ ـ ـ ــﻼق اﻻﺧﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺎص ﻟﻠﺒﻠ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺎت ﰲ ﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺾ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴ ـ ــﺔ و ﻫ ـ ــﺬا ﲝﻜ ـ ــﻢ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﻞ اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﻤﺎري وﺗﺴ ـ ــﲑ اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﻤﺎر ﻟﻠﺸ ـ ــﺆون اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ إذ ﻛ ـ ــﺎن ﻳﻄﺒ ـ ــﻖ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻔﺮﻧﺴ ــﻲ ﻗﺒ ــﻞ ﺻـ ــﺪور اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﻟـ ــﺬي ﻳ ــﻨﻈﻢ اﻟﺒﻠﺪﻳ ــﺔ وﻛﻤـ ــﺎ أﻧ ــﻪ ﺗـ ــﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻨﻈ ــﺎم اﻻﺷ ـ ـﱰاﻛﻲ‪ ،‬وﻛـ ــﺬا اﻋﺘﻤ ــﺎد ﻧﻈـ ــﺎم‬
‫اﳊﺰب اﻟﻮاﺣﺪ وإﻋﻄﺎء اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﺘﺴﻴﲑ ﻟﻠﻌﻤﺎل واﻟﻔﻼﺣﲔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻗﺎﻧﻮن ‪: 1990‬‬

‫‪14‬‬
‫ﺧﻀ ـ ـ ــﻊ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن إﱃ ﻣﺒ ـ ـ ــﺎدئ و أﺣﻜ ـ ـ ــﺎم ﺟﺪﻳ ـ ـ ــﺪة أرﺳ ـ ـ ــﺎﻫﺎ دﺳ ـ ـ ــﺘﻮر ‪ 1989‬و ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ رأﺳ ـ ـ ــﻬﺎ إﻟﻐ ـ ـ ــﺎء‬
‫ﻧﻈﺎم اﳊﺰب اﻟﻮاﺣﺪ واﻋﺘﻤﺎد ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ اﳊﺰﺑﻴﺔ ‪.‬‬

‫و ﱂ ﻳﻌـ ــﺪ ﰲ ﻇـ ــﻞ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠـ ــﺔ ﻟﻠﻌﻤـ ــﺎل و اﻟﻔﻼﺣـ ــﲔ أي أوﻟﻮﻳـ ــﺔ ﰲ ﳎـ ــﺎل اﻟﱰﺷ ـ ــﺢ ﻛﻤـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن ﻣـ ــﻦ ﻗﺒـ ــﻞ ﺑﻌـ ــﺪ‬
‫أن ﺛﺒﺖ ﻫﺠﺮ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺷﱰاﻛﻲ‪. 1‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺮاﺑﻊ ‪ :‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺪﻳﺪ ‪2011‬‬

‫ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻹﳚﺎﺑﻴﺎت اﻟﱵ ﻣﻴﺰت ﻗﺎﻧﻮن ‪ 90‬ـ‪ ، 08‬إﻻ أﻧﻪ ﺗﺴﻮدﻩ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ ‪.‬‬

‫ـ ‪ 10‬ﻟﻴﺴ ــﺪ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻨﻘ ــﺎﺋﺺ‪ ،‬و ﻫ ــﻮ ﳛ ــﻮز ﻋﻠ ــﻰ أﳘﻴ ــﺔ ﺑﺎﻟﻐ ــﺔ ‪ ،‬إذ أﻧ ــﻪ ﻳﻨ ــﺪرج ﺿ ــﻤﻦ‬ ‫ﻟ ــﺬا ﺟ ــﺎء ﻗ ــﺎﻧﻮن ‪11‬‬
‫إﻃـ ـ ــﺎر إﺻـ ـ ــﻼح اﳉﻤﺎﻋـ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻷﴰـ ـ ــﻞ و اﳌﺘﻤﺜﻠـ ـ ــﺔ ﰲ إﺻـ ـ ــﻼح ﻫﻴﺎﻛـ ـ ــﻞ اﻟﺪوﻟـ ـ ــﺔ و إرﺳـ ـ ــﺎء دوﻟـ ـ ــﺔ اﳊـ ـ ــﻖ و‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬ﻟـ ـ ــﺬا ﺟ ـ ـ ــﺎء ﻟﺘﻜ ـ ـ ـﺮﻳﺲ ﻣﺸ ـ ـ ــﺎرﻛﺔ اﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﻨﲔ ﰲ اﻟﺸـ ـ ــﺆون اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴـ ـ ــﻖ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬و ﻛـ ـ ــﺬا ﺗﺮﻗﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺣﻘﻮق اﳌﺮأة ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺣﻀﻮﺿﻬﺎ ﰲ ﲤﺜﻴﻞ ا‪‬ﺎﻟﺲ اﳌﻨﺘﺨﺒﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻋﻤﺎر ﺑﻮﺿﻴﺎف ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 130‬‬

‫‪15‬‬
 ‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫أوﱃ اﳌﺸﺮع ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ اﻫﺘﻤﺎم ﻛﺒﲑ‪ ،‬ﻓﻨﺠﺪﻩ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﺪﺳﺎﺗﲑ ﺣﻴﺚ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﺗﻌﺎرﻳﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬
‫ﺑﺎﺧﺘﻼف اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﺗﺒﻨﺘﻪ اﳉﺰاﺋﺮ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺗﻄ ـ ــﺮق ﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﳐﺘﻠ ـ ــﻒ اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ وﰲ ﻛ ـ ــﻞ ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ ﺣ ـ ــﺎول اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺗﻐﻄﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻨﻘـ ـ ــﺎﺋﺺ اﳌﻮﺟـ ـ ــﺪة ﰲ اﳌﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﺳـ ـ ــﺒﻘﺘﻬﺎ وﺑﺎﻋﺘﺒـ ـ ــﺎرﻩ اﻟﻮﺣـ ـ ــﺪة اﻷﺳﺎﺳـ ـ ــﻴﺔ ﻟـ ـ ــﻺدارة اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ أﺧﻀـ ـ ــﻌﻬﺎ ﻟﻨﻈـ ـ ــﺎم‬
‫ﻣﻌ ـ ــﲔ ﰲ إﺣ ـ ــﺪاﺛﻬﺎ‪ ،‬إذ ﺗﻌ ـ ــﲔ ﺣ ـ ــﺪودﻫﺎ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ ﻣﺮﺳ ـ ــﻮم رﺋﺎﺳ ـ ــﻲ ‪،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﲤﺘ ـ ــﺎز اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﲞﺼ ـ ــﺎﺋﺺ‬
‫ﻣﺘﻌﺪدة ‪.‬‬

‫وﻫ ـ ــﺬﻩ اﳋﺼ ـ ــﺎﺋﺺ ﺗﻄ ـ ــﻮرت ﺑﺘﻄﻮرﻫ ـ ــﺎ اﻟﺘ ـ ــﺎرﳜﻲ‪ ،‬ﻓﻔ ـ ــﻲ ﻣﺮﺣﻠ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺘﻌﻤﺎر ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺣ ـ ــﺪد اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺛ ـ ــﻼث‬
‫أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت وﻫﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﳌﺨﺘﻠﻄﺔ واﻟﺒﻠﺪﻳﺎت ذات اﻟﺘﺼﺮف اﻟﺘﺎم‪.‬‬

‫أﻣـ ــﺎ ﻣﺮﺣﻠـ ــﺔ ﻣـ ــﺎ ﺑﻌـ ــﺪ اﻻﺳـ ــﺘﻘﻼل‪ ،‬ﻓﻘـ ــﺪ ﻋﺮﻓـ ــﺖ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﺗﻄـ ــﻮرا ﻣﻠﺤﻮﻇـ ــﺎ ﻣﻘﺎرﻧـ ــﺔ ﺑﺴـ ــﺎﺑﻘﺘﻬﺎ ﺑـ ــﺪأ ﺑﻘـ ــﺎﻧﻮن‬
‫‪. 24/67‬‬

‫واﻟ ـ ــﺬي ﺻ ـ ــﺪر ﺻ ـ ــﻌﺒﺔ ﻋﺎﺷ ـ ــﺘﻬﺎ اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮ آﻧ ـ ــﺬاك ﻧﻀـ ـ ـﺮا ﻟﻠﻔـ ـ ـﺮاغ اﻹداري اﻟ ـ ــﺬي ﺗﺮﻛﺘ ـ ــﻪ ﻓﺮﻧﺴ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺻ ـ ــﻮﻻ إﱃ آﺧ ـ ــﺮ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن ‪ 10/11‬اﻟﺬي ﺣﺎول اﳌﺸﺮع ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪.‬‬

‫‪16‬‬
 ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻫﻴﺌﺘﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ وإدارﺗﻬﺎ‬

‫ﺗﻤﻬﻴﺪ ‪:‬‬

‫ﲝﺴ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 15‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﳍﻴﻜ ـ ــﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤ ـ ــﻲ ﻹدارة اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫ﻳﺘﺸـ ــﻜﻞ ﻣـ ــﻦ ﻫﻴﺌﺘـ ــﲔ ‪ ،‬ﻫﻴﺌـ ــﺔ ﻣـ ــﺪاوﻻت وﻫـ ــﻲ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ‪ ،‬وﻫﻴﺌـ ــﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳـ ــﺔ ﻳﺮأﺳـ ــﻬﺎ‬ ‫اﳉﺰاﺋـ ــﺮ‬
‫رﺋ ـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي ‪ ،‬وإدارة ﺗﺴـ ـ ـ ـﻬﺮ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺴ ـ ـ ــﲑ اﳊﺴ ـ ـ ــﻦ ﳌﺼ ـ ـ ــﺎﳊﻬﺎ ﻳﻨﺸ ـ ـ ــﻄﻬﺎ اﻷﻣ ـ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم‬
‫ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﲢﺖ ﺳﻠﻄﺔ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‪.‬‬

‫وﻣﻨ ـ ـ ــﻪ ﻓﻠﻘ ـ ـ ــﺪ ﻗﺴ ـ ـ ــﻤﻨﺎ ﻓﺼ ـ ـ ــﻠﻨﺎ ﻫ ـ ـ ــﺬا إﱃ ﺛ ـ ـ ــﻼث ﻣﺒﺎﺣ ـ ـ ــﺚ ‪،‬ﺗﻨﺎوﻟﻨ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﳌﺒﺤ ـ ـ ــﺚ اﻷول ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ‬
‫اﻟﺒﻠﺪي ‪،‬وﰲ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي أﻣﺎ ﰲ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ إدارة اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫‪17‬‬
 ‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪ :‬اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‬

‫ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي ﻫ ـ ـ ــﻮ اﳉﻬ ـ ـ ــﺎز اﳌﻨﺘﺨ ـ ـ ــﺐ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﳝﺜ ـ ـ ــﻞ اﻹدارة اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ـ ــﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ وﻳﻨﺘﺨ ـ ـ ــﺐ‬
‫ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ وﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤ ـ ــﺎدة ‪ 65‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ــﺎت اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ ﳌ ـ ــﺪة ‪ 5‬ﺳ ـ ــﻨﻮات ﺑﻄﺮﻳ ـ ــﻖ اﻻﻗـ ـ ـﱰاع اﻟﻨﺴ ـ ــﱯ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ــﺔ ‪ ،‬و ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﺈن دراﺳ ـ ــﺔ ا‪‬ﻠـ ـ ـﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﺗﻘﺘﻀ ـ ــﻲ أن ﻧﺘﻄ ـ ــﺮق إﱃ ﺗﺸ ـ ــﻜﻴﻠﺘﻪ و ﻗﻮاﻋ ـ ــﺪ ﺳ ـ ــﲑﻩ و‬
‫ﻧﻈﺎم ﻣﺪاوﻻﺗﻪ‪.‬وذﻟﻚ ﲝﺴﺐ اﳌﻄﺎﻟﺐ اﳌﻮاﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬ﺗﺸﻜﻴﻞ )ﺗﻜﻮﻳﻦ( اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‪:‬‬

‫ﻳﺘﺸ ـ ــﻜﻞ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻣ ـ ــﻦ ﻋ ـ ــﺪة أﻋﻀ ـ ــﺎء وﳜﺘﻠ ـ ــﻒ ﻋ ـ ــﺪد أﻋﻀ ـ ــﺎءﻩ ﻣ ـ ــﻦ ﺑﻠﺪﻳ ـ ــﺔ إﱃ أﺧ ـ ــﺮى‬
‫ﺗﺒﻌ ـ ــﺎ ﻟﻺﺣﺼ ـ ــﺎء اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﺴ ـ ــﻜﺎن ﰲ ﻛ ـ ــﻞ ﺑﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬إذ أن ﻫﻨ ـ ــﺎك أﻧﻈﻤ ـ ــﺔ ﺗﺘﺠ ـ ــﻪ إﱃ ﺟﻌ ـ ــﻞ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﶈﻠ ـ ــﻲ ﻛﺒـ ـ ـﲑا‬
‫ﺑﻐﻴ ـ ــﺔ إﺷـ ـ ـﺮاك اﻛ ـ ــﱪ ﻋ ـ ــﺪد ﳑﻜ ـ ــﻦ ﻣ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ـﻮاﻃﻨﲔ ﰲ ﲢﻤ ـ ــﻞ ﻣﺴ ـ ــﺆوﻟﻴﺔ اﲣ ـ ــﺎذ اﻟﻘـ ـ ـﺮارات‪ ،‬و ﻫﻨ ـ ــﺎك أﻧﻈﻤ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى‬

‫‪18‬‬
‫ﺗﺘﺠ ـ ــﻪ إﱃ ﺗﻘﻠ ـ ــﻴﺺ ﻋ ـ ــﺪد أﻋﻀ ـ ــﺎء ا‪ ‬ـ ــﺎﻟﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﺒﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ إﱃ أﻗﺼ ـ ــﻰ درﺟ ـ ــﺔ ﳑﻜﻨ ـ ــﺔ و ﻫ ـ ــﺬا ﺑﻐﻴ ـ ــﺔ ﲤﻜﻴ ـ ــﻨﻬﻢ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺔ و اﳌﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﻮاﻓﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﺋﻞ و اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﻋﻠﻰ ا‪‬ﻠﺲ ‪.1‬‬

‫وﰲ اﳉﺰاﺋ ـ ـ ــﺮ ﻓ ـ ـ ــﺈن اﻟﻨﻈ ـ ـ ــﺎم اﻻﻧﺘﺨ ـ ـ ــﺎﰊ ﳛ ـ ـ ــﺪد ﺷ ـ ـ ــﻐﻞ ﻣﻨﺎﺻ ـ ـ ــﺐ ا‪ ‬ـ ـ ــﺎﻟﺲ اﳌﻨﺘﺨﺒ ـ ـ ــﺔ ﲝﺴ ـ ـ ــﺐ ﻋ ـ ـ ــﺪد‬
‫اﻟﺴﻜﺎن ‪.‬‬

‫ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ أن ﻋ ـ ـ ــﺪد اﳌﻘﺎﻋ ـ ـ ــﺪ اﳌﻄﻠ ـ ـ ــﻮب ﺷ ـ ـ ــﻐﻠﻬﺎ ﰲ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ ﻣ ـ ـ ـﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪد ﺳ ـ ـ ــﻜﺎن اﻹﻗﻠ ـ ـ ــﻴﻢ اﻟﻨ ـ ـ ــﺎﺗﺞ ﻋ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻹﺣﺼ ـ ـ ــﺎء اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ﻟﻠﺴ ـ ـ ــﻜﺎن و اﻹﺳ ـ ـ ــﻜﺎن اﻷﺧ ـ ـ ــﲑ وﻫ ـ ـ ــﺬا ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻧﺼ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 79‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ‪ 01/12‬ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن ‪:‬‬

‫‪ 13‬ﻋﻀﻮ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﻘﻞ ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ﻋﻦ ‪ 10.000‬ﻧﺴﻤﺔ ‪.‬‬

‫‪ 15‬ﻋﻀﻮ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﱰاوح ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ﺑﲔ ‪ 10.000‬و ‪. 20.000‬‬

‫‪ 19‬ﻋﻀﻮ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﱰاوح ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ﺑﲔ ‪ 20.001‬و ‪. 50.000‬‬

‫‪ 23‬ﻋﻀﻮ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﱰاوح ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ﺑﲔ ‪ 50.001‬و ‪. 100.000‬‬

‫‪ 33‬ﻋﻀﻮ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﱰاوح ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ﺑﲔ ‪ 100.001‬و ‪. 200.000‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 43‬ﻋﻀﻮ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﺴﺎوي ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ‪ 200.001‬ﻧﺴﻤﺔ أو ﻳﻔﻮﻗﻪ‪.‬‬

‫ﻫـ ـ ــﺬا و ﳚـ ـ ــﺪر اﻟﺘﻨﺒﻴـ ـ ــﻪ أن ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 10\11‬ﱂ ﻳﻌـ ـ ــﻂ أوﻟﻮﻳـ ـ ــﺔ أي ﻓﺌـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﻓﺌـ ـ ــﺎت ا‪‬ﺘﻤـ ـ ــﻊ ﻋـ ـ ــﻦ ﻏﲑﻫـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــﺬا‬
‫ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻘﻮاﻧﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﱵ أوﻟﺖ اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﻟﻔﺌﺔ اﻟﻌﻤﺎل و اﻟﻔﻼﺣﲔ واﻟﺜﻮرﻳﲔ ‪.3‬‬

‫و ﻣ ـ ـ ــﺎ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ ﻣﻼﺣﻈﺘ ـ ـ ــﻪ ﻫ ـ ـ ــﻮ أن اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀ ـ ـ ــﻮي ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ـ ــﺎت ‪ 01/12‬اﳌ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 12‬ﺟ ـ ـ ــﺎﻧﻔﻲ‬
‫‪ 2012‬ﻗـ ـ ــﺪ زاد ﻣـ ـ ــﻦ ﻋـ ـ ــﺪد أﻋﻀـ ـ ــﺎء ا‪‬ـ ـ ــﺎﻟﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﺒﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﻋﻤـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ــﺎن ﻣﻌﻤـ ـ ــﻮل ﺑـ ـ ــﻪ ﰲ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀـ ـ ــﻮي‬
‫ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ــﺎت ‪ 01\97‬ﺣﻴ ـ ــﺚ أن اﻷﻋﻀ ـ ــﺎء ﻛ ـ ــﺎن ﻳـ ـ ـﱰاوح ﺑ ـ ــﲔ ‪ 7‬أﻋﻀ ـ ــﺎء ﰲ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪﻳﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻈ ـ ــﻢ اﻗ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫‪ 10000‬ﻧﺴ ـ ـ ــﻤﺔ و ‪ 11‬ﻋﻀ ـ ـ ــﻮ ﰲ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪﻳﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗـ ـ ـ ـﱰاوح ﻋ ـ ـ ــﺪد ﺳ ـ ـ ــﻜﺎ‪‬ﺎ ﺑ ـ ـ ــﲔ ‪ 200001‬و‪500000‬‬
‫ﻧﺴ ـ ـ ــﻤﺔ و ‪ 33‬ﻋﻀ ـ ـ ــﻮ ﰲ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪﻳﺎت اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﺴ ـ ـ ــﺎوي ﻋ ـ ـ ــﺪد ﺳ ـ ـ ــﻜﺎ‪‬ﺎ أو ﻳﻔ ـ ـ ــﻮق ‪ 2000001‬ﻧﺴ ـ ـ ــﻤﺔ و ﻣ ـ ـ ــﺎ‬

‫‪ 1‬ـ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﻮاﺿﺔ ‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ وﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪،‬اﳌﺆﺳﺴﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﻳﻊ ‪،‬دون ﺳﻨﺔ ﻧﺸﺮ ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀﻮي رﻗﻢ ‪ 01/12‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 12‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2012‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻈﺎم اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪ 01‬اﳌﺎدة ‪.79‬‬
‫‪ 3‬ـ ﻋﻤﺎر ﺑﻮﺿﻴﺎف ‪ ،‬اﻟﻮﺟﻴﺰ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ‪ ،‬اﳉﺴﻮر ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﻳﻊ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪ ، 2004‬ص ‪.138‬‬
‫‪19‬‬
‫ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻗﻮﻟ ـ ــﻪ ‪ ‬ـ ــﺬا اﳋﺼ ـ ــﻮص ﻓ ـ ــﺈن ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ــﺎت اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ ﻗ ـ ــﺪ وﻓ ـ ــﻖ ﰲ زﻳ ـ ــﺎدة ﺣﺠ ـ ــﻢ ا‪ ‬ـ ــﺎﻟﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﺒﻴﺔ‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ذﻟ ـ ــﻚ ﻻن ﻗﻠ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪد اﻷﻋﻀ ـ ــﺎء ﰲ ﻇ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻘ ـ ــﺪﱘ أدى ﺑ ـ ــﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪﻳﺎت إﱃ اﻟﻮﺻ ـ ــﻮل‬
‫إﱃ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ ﻣﺴ ـ ــﺪود ﺣ ـ ــﻮل ﻣﺴ ـ ــﺄﻟﺔ ﺗﺴ ـ ــﲑ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻓ ـ ــﺈن ﻛ ـ ــﱪ ﺣﺠ ـ ــﻢ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻳﺴ ـ ــﻤﺢ ﺑﺘﻤﺜﻴ ـ ــﻞ‬
‫اﻻﲡﺎﻫ ـ ــﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔ ـ ــﺔ ‪ ،‬و ﻳ ـ ــﻮﻓﺮ اﻟﻌ ـ ــﺪد اﻟﻜ ـ ــﺎﰲ ﻟﻌﻀ ـ ــﻮﻳﺔ اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﳌﺨﺘﻠﻔ ـ ــﺔ و ﳛﻘ ـ ــﻖ رﺑ ـ ــﻂ ﲨﻬ ـ ــﻮر‬
‫اﻛﱪ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﶈﻠﻲ ‪ ،1‬ﻛﺬاﻟﻚ ﻓﺈن ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﰲ ازدﻳﺎد ﻣﺴﺘﻤﺮ ‪.‬‬

‫وﻟﺪراﺳ ـ ــﺔ ﺗﻜ ـ ــﻮﻳﻦ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻓﻘ ـ ــﺪ ﻗﺴ ـ ــﻤﻨﺎ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻄﻠ ـ ــﺐ إﱃ ﻓ ـ ــﺮع أول ﺑﻌﻨ ـ ـ ـﻮان ﺷ ـ ــﺮوط‬
‫اﻻﻧﺘﺨﺎب ﰲ ا‪‬ﺎﻟﺲ اﶈﻠﻴﺔ‪ ،‬ﰒ ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ ﰲ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬ﺷﺮوط اﻻﻧﺘﺨﺎب ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‬

‫ﻟﻘـ ـ ــﺪ ﻧﺼـ ـ ــﺖ اﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة اﻷوﱃ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 78‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀـ ـ ــﻮي ﻟﻼﻧﺘﺨـ ـ ــﺎب ‪ 01/12‬ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻧـ ـ ــﻪ‬
‫ﻳﺸـ ـ ــﱰط ﰲ اﳌﱰﺷ ـ ـ ـﺢ ﻟﻌﻀـ ـ ــﻮﻳﺔ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ أن ﻳﺴـ ـ ــﺘﻮﰲ اﻟﺸـ ـ ــﺮوط اﻟـ ـ ــﱵ ﻧﺼـ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ اﳌـ ـ ــﺎدة اﻟﺜﺎﻟﺜـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟﻘﺎﻧ ـ ـ ــﻮن ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ أن ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣﺴﺠـ ـ ـ ــﻼ ﰲ اﻟ ـ ــﺪاﺋﺮة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑـ ـ ـ ــﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﱰﺷ ـ ـ ــﺢ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺟﻮع‬
‫إﱃ ﻧﺺ اﳌﺎدة ﳒﺪ أن اﳌﺸﺮع اﺷﱰط ﺷﺮوﻃﺎ ﺗﺸﱰك ﰲ اﻟﻨﺎﺧﺐ واﳌﱰ ﺷﺢ و ﻫﻲ ‪:‬‬

‫أ ‪ /‬اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﳉﻨﺴﻴﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ‬

‫ب‪ /‬ﺑﻠﻮغ ﺳﻦ ‪ 23‬ﺳﻨﺔ‬

‫ب‪ /‬اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﳊﻘﻮق اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ) اﳌﺪﻧﻴﺔ و اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ (‬

‫وﺗـ ــﻨﺺ اﳌـ ــﺎدة ‪ 9‬ﻣﻜـ ــﺮر‪ 1‬ﻣـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑـ ــﺎت ﻋﻠـ ــﻰ اﳊﺮﻣـ ــﺎن ﻣـ ــﻦ ﳑﺎرﺳـ ــﺔ اﳊﻘـ ــﻮق اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ واﳌﺪﻧﻴـ ــﺔ و‬
‫اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ ﰲ ‪:‬‬

‫ـ اﻟﻌﺰل أو اﻹﻗﺼﺎء ﻣﻦ ﲨﻴﻊ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ واﳌﻨﺎﺻﺐ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﱵ ﳍﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﳉﺮﳝﺔ ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ اﳊﺮﻣﺎن ﻣﻦ ﺣﻖ اﻻﻧﺘﺨﺎب أو اﻟﱰﺷﺢ وﻣﻦ ﺣﺎﻣﻞ أي وﺳﺎم ‪....‬‬

‫ج‪ /‬ﻋﺪم اﻟﻮﺟﻮد ﰲ إﺣﺪى ﺣﺎﻻت ﻋﺪم اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎب ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ﻟﻌﺒﺎدي إﲰﺎﻋﻴﻞ ‪ ،‬اﺛﺮ اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ اﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ‪:‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻴﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮة ‪ ،‬ﻗﺴﻢ‬
‫اﳊﻘﻮق ‪ ، 2005/2004 ،‬ص ‪. 26 .‬‬
‫‪ 2‬ـ اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 09‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ‪ 01/09‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 25‬ﻓﻴﻔﺮي ‪ 2009‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ‪ ،‬ﺟﺮﻳﺪة رﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪. 15‬‬
‫‪20‬‬
 ‫د‪/‬اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫ه‪ /‬ﺣﺎﻻت ﻋﺪم اﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎب‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ‬

‫ﻳﻘﺼـ ـ ـ ــﺪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴـ ـ ـ ــﺔ ﳎﻤﻮﻋـ ـ ـ ــﺔ اﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات واﻟﺘـ ـ ـ ــﺪاﺑﲑ واﻟﺘﺼـ ـ ـ ــﺮﻓﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺑـ ـ ـ ــﺎت‪،‬‬
‫ﻓﻼﺑ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻦ إﻋ ـ ــﺪاد اﻟﻘﺎﺋﻤـ ـ ــﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴـ ـ ــﺔ ﰒ اﻻﻗ ـ ـ ـﱰاع وﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻠﻴـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﻓـ ـ ــﺮز إﱃ ﻏﺎﻳـ ـ ــﺔ إﻋ ـ ــﻼن اﻟﻨﺘـ ـ ــﺎﺋﺞ ‪...‬وﻟﻘـ ـ ــﺪ‬
‫أﺣـ ــﺎط اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴ ـ ــﺔ ﺑﺎﳊﻤﺎﻳ ـ ــﺔ اﻟﻀ ـ ــﺮورﻳﺔ دﻋﻤ ـ ــﺎ ﳌﺼ ـ ــﺪاﻗﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ وﻣ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﻤﺎﻳ ـ ــﺔ ﻣﺮاﺟﻌ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﺋﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴـ ـ ــﺔ ﺳـ ـ ــﻨﻮﻳﺎ ﲢـ ـ ــﺖ ﻣﺮاﻗﺒـ ـ ــﺔ ﳉﻨـ ـ ــﺔ إدارﻳـ ـ ــﺔ‪ ،1‬وﻫـ ـ ــﺬا ﻣـ ـ ــﺎ ﻧﺼـ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 15‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻌﻀ ـ ــﻮي ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ــﺎت وﺗﺘﻜ ـ ــﻮن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎض ﻳﻌﻴﻨ ـ ــﻪ رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ اﳌﺨ ـ ــﺘﺺ إﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ــﺎ‬
‫رﺋﻴﺴ ـ ــﺎ ورﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻋﻀـ ـ ـﻮا واﻷﻣ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻋﻀـ ـ ـﻮا ﺑﺎﻹﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﻧﺎﺧﺒ ـ ــﺎن اﺛﻨ ـ ــﺎن‬
‫‪2‬‬
‫)‪ (2‬ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﻳﻌﻴﻨﻬﻤﺎ رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ‬

‫ﺗﺘﻀ ـ ـ ــﻤﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻋ ـ ـ ــﺪة ﻣﺮﺣ ـ ـ ــﻞ وﻫ ـ ـ ــﻲ اﻻﻗ ـ ـ ـﱰاع ‪ ،‬اﻟﻔ ـ ـ ــﺮز وﺗﻮزﻳ ـ ـ ــﻊ اﳌﻘﺎﻋ ـ ـ ــﺪ وﻣ ـ ـ ــﻦ ﰒ‬
‫ﺳﻨﺘﻄﺮق إﱃ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﺨﺐ وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﻌﺮﺿﻪ ﰲ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫أوﻻـ اﻻﻗﺘﺮاع ‪:‬‬

‫وﻧﻘﺼـ ـ ــﺪ ﺑـ ـ ــﺎﻻﻗﱰاع ﺗﻌﺒـ ـ ــﲑ اﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﻨﲔ ﻋـ ـ ــﻦ رأﻳﻬـ ـ ــﻢ واﺧﺘﻴـ ـ ــﺎرﻫﻢ ﳌـ ـ ــﻦ ﳝـ ـ ــﺜﻠﻬﻢ ﰲ ﺗﺴـ ـ ــﲑ اﻋﺒـ ـ ــﺎء اﻟﺪوﻟـ ـ ــﺔ‬
‫وﻣﺆﺳﺴـ ــﺎ‪‬ﺎ‪ ،‬وﻳـ ــﺪوم اﻻﻗ ـ ـﱰاع ﻳﻮﻣـ ــﺎ واﺣـ ــﺪا‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﺒـ ــﺪأ ﻣـ ــﻦ اﻟﺴـ ــﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨـ ــﺔ ﺻـ ــﺒﺎﺣﺎ وﳜﺘـ ــﺘﻢ ﰲ ﻧﻔـ ــﺲ اﻟﻴـ ــﻮم‬
‫ﰲ اﻟﺴـ ــﺎﻋﺔ اﻟﺴـ ــﺎﺑﻌﺔ ﻣﺴـ ــﺎءا‪ ،‬ﻏـ ــﲑ أﻧـ ــﻪ ﳝﻜـ ــﻦ ﻟﻠ ـ ـﻮاﱄ ﰲ ﺣـ ــﺎﻻت اﺳـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ أن ﻳﺘﺨـ ــﺬ ﻗ ـ ـﺮارا ﺑﺘﻘـ ــﺪﱘ ﺳـ ــﺎﻋﺔ ﺑـ ــﺪء‬

‫‪ - 1‬ﻃﺎﻫﺮي ﺣﺴﲔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري و اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻹدارﻳﺔ ‪،‬اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹداري و اﻟﻨﺸﺎط اﻹداري ‪ ،‬دار اﳋﻠﺪوﻧﻴﺔ‬
‫اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ، 2007‬ص ‪. 63‬‬
‫‪ 2‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 15‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت واﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ‪":‬ﻳﺘﻢ إﻋﺪاد اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﻣﺮاﺟﻌﺘﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﲢﺖ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﳉﻨﺔ إدارﻳﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ‬
‫ﺗﺘﻜﻮن ﳑﻦ ﻳﺄﰐ ‪:‬‬
‫ـ ﻗﺎض ﻳﻌﻴﻨﻪ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﳌﺨﺘﺺ إﻗﻠﻴﻤﻴﺎ ‪ ،‬رﺋﻴﺴﺎ ‪،‬‬
‫ـ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ ،‬ﻋﻀﻮا ‪،‬‬
‫ـ ﻧﺎﺧﺒﺎن اﺛﻨﺎن )‪ (02‬ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ ،‬ﻳﻌﻴﻨﻬﻤﺎ رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ ‪ ،‬ﻋﻀﻮﻳﻦ‪.‬‬
‫ﲡﺘﻤﻊ اﻟﻠﺠﻨﺔ ﲟﻘﺮ اﻟﺒﻠﺪي ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺪﻋﺎء ﻣﻦ رﺋﻴﺴﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺗﻮﺿﻊ ﲢﺖ ﺗﺼﺮف اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻛﺘﺎﺑﺔ داﺋﻤﺔ ﻳﻨﺸﻄﻬﺎ اﳌﻮﻇﻒ اﳌﺴﺆول ﻋﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ ،‬ﺗﻮﺿﻊ ﲢﺖ رﻗﺎﺑﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻗﺼﺪ‬
‫ﺿﻤﺎن ﻣﺴﻚ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻸﺣﻜﺎم اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﳌﻌﻤﻮل ‪‬ﺎ‪.‬‬
‫ﲢﺪد ﻗﻮاﻋﺪ ﺳﲑ اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫اﻻﻗـ ـ ـ ـﱰاع أو ﺗ ـ ـ ــﺄﺧﲑ ﺳ ـ ـ ــﺎﻋﺔ اﺧﺘﺘﺎﻣ ـ ـ ــﻪ وﻫ ـ ـ ــﺬا ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ أﺧ ـ ـ ــﺬ رأي اﻟ ـ ـ ــﻮزﻳﺮ اﳌﻜﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻳﻄﻠ ـ ـ ــﻊ اﻟﻠﺠﻨ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﳌﺮاﻗﺒﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺼﺪ ﺗﺴﻬﻴﻞ ﳑﺎرﺳﺔ اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ ﳊﻘﻬﻢ ﰲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ‪.‬‬

‫وﲡ ـ ـ ــﺪر اﻹﺷ ـ ـ ــﺎرة إﱃ أن ﻗ ـ ـ ـﺮار ﺗﻘ ـ ـ ــﺪﱘ اﻻﻗ ـ ـ ـﱰاع ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﺑﺜﻼﺛ ـ ـ ــﺔ أﻳ ـ ـ ــﺎم أي ‪ 72‬ﺳ ـ ـ ــﺎﻋﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻷﻛﺜ ـ ـ ــﺮ ﰲ‬
‫اﻟﺒﻠ ـ ــﺪﻳﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺘﻌ ـ ــﺬر ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ إﺟ ـ ـﺮاء ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻻﻗـ ـ ـﱰاع ﰲ اﻟﻴ ـ ــﻮم ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ ﻷي ﺳ ـ ــﺒﺐ اﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ‪ ، 1‬وﻧ ـ ــﺬﻛﺮ ﻣ ـ ــﺜﻼ‬
‫اﻟﺒ ـ ــﺪو اﻟﺮﺣ ـ ــﻞ اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﻳﺴ ـ ــﻜﻨﻮن ﰲ اﳌﻨ ـ ــﺎﻃﻖ اﻟﻨﺎﺋﻴ ـ ــﺔ وﻛ ـ ــﺬا ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻷﺳ ـ ــﻼك اﻷﻣ ـ ــﻦ ﺣ ـ ــﱴ ﳝﻜ ـ ــﻨﻬﻢ اﻟﺘﻔ ـ ــﺮغ ﰲ‬
‫ﻳﻮم اﻻﻗﱰاع ﻟﻀﻤﺎن ﺣﺴﻦ ﺳﲑ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ‪.‬‬

‫وﻣ ـ ــﻦ ﲨﻠ ـ ــﺔ اﳌﻮاﺻ ـ ــﻔﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺘﻤﻴ ـ ــﺰ ‪ ‬ـ ــﺎ اﻻﻗ ـ ـﱰاع ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ــﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪31‬‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ـ ــﺎت أن اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﻮﻳﺖ ﺷﺨﺼ ـ ـ ــﻲ وﺳ ـ ـ ــﺮي‪ ، 2‬إﻻ أن ﺷﺨﺼ ـ ـ ــﻴﺔ اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﻮﻳﺖ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ اﳋ ـ ـ ــﺮوج‬
‫ﻋﻨﻬ ـ ــﺎ و ذﻟ ـ ــﻚ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ اﻟﺘﺼ ـ ــﻮﻳﺖ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟ ـ ــﺔ ﻟﻜﻨ ـ ــﻪ ﻣﻘﻴ ـ ــﺪ ﲜﻤﻠ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ــﺮوط ﻛ ـ ــﺄن ﻳﺸ ـ ــﱰط ﰲ اﳌﻮﻛ ـ ــﻞ أن‬
‫ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨ ـ ـ ــﺎﺧﺒﲔ اﳌﻨﺘﻤ ـ ـ ــﲔ إﱃ إﺣ ـ ـ ــﺪى اﻟﻔﺌ ـ ـ ــﺎت اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 53‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ‬
‫اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ، 3‬اﳌﺮﺿ ـ ـ ــﻰ اﳌﻮﺟ ـ ـ ــﻮدون ﺑﺎﳌﺴﺘﺸ ـ ـ ــﻔﻴﺎت أو اﻟ ـ ـ ــﺬﻳﻦ ﻳﻌ ـ ـ ــﺎﳉﻮن ﲟﻨ ـ ـ ــﺎزﳍﻢ ‪ ،‬أو ذوو اﻟﻌﻄ ـ ـ ــﺐ اﻟﻜﺒ ـ ـ ــﲑ أو‬
‫اﻟﻌﺠﺰة ‪ ،‬أو اﻟﻌﻤﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن‬

‫ﺧ ـ ـ ــﺎرج وﻻﻳ ـ ـ ــﺔ إﻗ ـ ـ ــﺎﻣﺘﻬﻢ وﻛ ـ ـ ــﺬا اﻟﻄﻠﺒ ـ ـ ــﺔ اﳉ ـ ـ ــﺎﻣﻌﻴﻮن اﻟ ـ ـ ــﺬﻳﻦ ﻳﺪرﺳ ـ ـ ــﻮن ﺧ ـ ـ ــﺎرج وﻻﻳ ـ ـ ــﺘﻬﻢ اﻷﺻ ـ ـ ــﻠﻴﺔ ‪ ،‬و‬
‫اﳌﻮاﻃﻨـ ــﻮن اﳌﻮﺟـ ــﻮدون ﻣﺆﻗﺘـ ــﺎ ﰲ اﳋـ ــﺎرج وﻛـ ــﺬا أﻓ ـ ـﺮاد اﳉـ ــﻴﺶ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟـ ــﻮﻃﲏ ‪ ،‬و اﻷﻣـ ــﻦ اﻟـ ــﻮﻃﲏ و اﳊ ـ ــﻤﺎﻳﺔ‬
‫اﳌﺪﻧﻴﺔ و ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻮ اﳉﻤﺎرك اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ و ﻣﺼﺎﱀ اﻟﺴﺠﻮن و اﳊﺮس اﻟﺒﻠﺪي ‪.‬‬

‫و ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻼﺣـ ـ ــﻆ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟـ ـ ــﻨﺺ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋـ ـ ــﺮي أﺿـ ـ ــﺎف اﻟﻄﻠﺒـ ـ ــﺔ اﳉـ ـ ــﺎﻣﻌﻴﲔ وذﻟـ ـ ــﻚ ﻟﺘﻜ ـ ـ ـﺮﻳﺲ ﻣﺒـ ـ ــﺪأ‬
‫اﳌﺸ ـ ـ ــﺎرﻛﺔ اﻟﻘﻮﻳـ ـ ــﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻻﻗـ ـ ــﱰاع ‪ ،‬ﻓﺎﻫﺘﻤ ـ ـ ــﺎم اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﺑﻌﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺼـ ـ ــﻮﻳﺖ ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ـ ــﺎ إﻻ‬

‫‪ 1‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 30‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ‪. 01/12‬‬

‫‪ 2‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 31‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت واﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ‪ " :‬اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺷﺨﺼﻲ وﺳﺮي "‪.‬‬
‫‪ 3‬اﳌﺎدة ‪ 53‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت واﻟﱵ ﺟﺎء ﻧﺼﻬﺎ ﻛﺎﻟﺘﺎﱄ ‪ ":‬ﳝﻜﻦ اﻟﻨﺎﺧﺐ اﳌﻨﺘﻤﻲ إﱃ إﺣﺪى اﻟﻔﺌﺎت ﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﺎدة أن ﳝﺎرس ﺣﻖ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ‬
‫ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ‪:‬‬
‫‪1‬ـ اﳌﺮﺿﻰ اﳌﻮﺟﻮدون ﺑﺎﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت و‪/‬أو اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﳉﻮن ﰲ ﻣﻨﺎزﳍﻢ ‪،‬‬
‫‪2‬ـ ذوو اﻟﻌﻄﺐ اﻟﻜﺒﲑ أو اﻟﻌﺠﺰة ‪،‬‬
‫‪3‬ـ اﻟﻌﻤﺎل واﳌﺴﺘﺨﺪﻣﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﺧﺎرج وﻻﻳﺔ إﻗﺎﻣﺘﻬﻢ و‪/‬أو اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﰲ ﺗﻨﻘﻞ أو ﻳﻼزﻣﻮن أﻣﺎﻛﻦ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻳﻮم اﻹﻗﱰاع ‪،‬‬
‫‪4‬ـ اﻟﻄﻠﺒﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪرﺳﻮن ﺧﺎرج وﻻﻳﺘﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ‪،‬‬
‫‪5‬ـ اﳌﻮاﻃﻨﻮن اﳌﻮﺟﻮدون ﻣﺆﻗﺘﺎ ﰲ اﳋﺎرج‪،‬‬
‫‪6‬ـ أﻓﺮاد اﳉﻴﺶ اﻟﻮﻃﲏ اﻟﺸﻌﱯ واﻷﻣﻦ اﻟﻮﻃﲏ واﳊﻤﺎﻳﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ وﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻮ اﳉﻤﺎرك اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﻣﺼﺎﱀ اﻟﺴﺠﻮن واﳊﺮس اﻟﺒﻠﺪي اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻼزﻣﻮن أﻣﺎﻛﻦ‬
‫ﻋﻤﻠﻬﻢ ﻳﻮم اﻻﻗﱰاع "‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫ﻣﻮاﻓﻘ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺒ ـ ــﺎدئ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴ ـ ــﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــﺬا ﳚﻨ ـ ــﺐ ﺿ ـ ــﻴﺎع أﺻـ ـ ـﻮات اﻟﻨ ـ ــﺎﺧﺒﲔ اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ ﺗﻌ ـ ــﺬر ﻋﻠ ـ ــﻴﻬﻢ‬
‫اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺎﻳﻌﻄﻲ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﺰاﻫﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﺷﻔﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﻔﺮز ‪:‬‬

‫وﻫ ـ ــﻮ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪ وﺣﺴ ـ ــﺎب اﻷﺻـ ـ ـﻮات وﺑﻴ ـ ــﺎن ﻣ ـ ــﺎ ﺣﺼ ـ ــﻞ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﻞ ﻣﱰﺷ ـ ــﺢ ﻣ ـ ــﻦ أﺻـ ـ ـﻮات‪ ،‬وﺗﺸ ـ ــﻤﻞ‬
‫ﻣﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ اﻟﻔـ ـ ــﺮز أﻳﻀـ ـ ــﺎ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﺘﺢ اﻟﺼـ ـ ــﻨﺎدﻳﻖ وﻓـ ـ ــﺘﺢ أوراق اﻻﻗ ـ ـ ـﱰاع ﻣـ ـ ــﻊ اﺳـ ـ ــﺘﺒﻌﺎد وﺣـ ـ ــﺬف اﻷﺻ ـ ـ ـﻮات اﻟﻐـ ـ ــﲑ‬
‫ﺻـ ـ ــﺤﻴﺤﺔ‪ ،‬واﻟﻔـ ـ ــﺮز ﻳﻠـ ـ ــﻲ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻻﻗ ـ ـ ـﱰاع ‪ ،‬أي ﺑﻌـ ـ ــﺪ اﻻﻧﺘﻬـ ـ ــﺎء وﻏﻠـ ـ ــﻖ ﻣﻜﺎﺗـ ـ ــﺐ اﻻﻗ ـ ـ ـﱰاع ﻳﺸـ ـ ــﺮع ﻣﺒﺎﺷـ ـ ــﺮة ﰲ‬
‫ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ــﺮز اﻷﺻ ـ ـ ـﻮات‪ ،1‬وﻟ ـ ـ ــﻪ أﳘﻴـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴ ـ ـ ــﺔ ﻓﻬـ ـ ــﻮ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﻈﻬـ ـ ــﺮ اﻟﻨﺘ ـ ـ ــﺎﺋﺞ‪ ،‬و ﻟﺘﺠﻨ ـ ـ ــﺐ أي‬
‫اﺣﺘﻤ ـ ــﺎل ﻟﻠﺘﺰوﻳ ـ ــﺮ و اﻟﺘﻼﻋ ـ ــﺐ ﺑﺎﻷﺻ ـ ـ ـﻮات و أوراق اﻻﻗ ـ ـ ـﱰاع ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺟﻌ ـ ــﻞ اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﻔ ـ ــﺮز ﲢ ـ ــﺖ رﻗﺎﺑ ـ ــﺔ أﻋﻀ ـ ــﺎء‬
‫ﻣﻜﺘ ـ ــﺐ اﻟﺘﺼ ـ ــﻮﻳﺖ وﻫ ـ ــﺬا ﻣﺎﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 49‬واﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ‪ ":‬ﻳﻘ ـ ــﻮم ﺑ ـ ــﺎﻟﻔﺮز ﻓ ـ ــﺎرزون ﲢ ـ ــﺖ رﻗﺎﺑ ـ ــﺔ‬
‫أﻋﻀﺎء ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ‪،"...‬ﻛﻤﺎ أﺣﺎﻃﻪ اﳌـﺸﺮع ﲟﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻮاﺻــﻔﺎت و اﳋﺼﺎﺋﺺ‪. 2‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ‪:‬‬

‫وﺗﻌ ـ ــﺪ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ أﺻ ـ ــﻌﺐ اﳌﺮاﺣ ـ ــﻞ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴ ـ ــﺔ وأﻋﻘ ـ ــﺪﻫﺎ ‪ ،‬وﻫ ـ ــﻲ ﺗﺘﻄﻠ ـ ــﺐ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﺣﺴـ ـ ــﺎﺑﻴﺔ دﻗﻴﻘـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﰲ اﻟﻜﺜـ ـ ــﲑ ﻣـ ـ ــﻦ اﻷﺣﻴـ ـ ــﺎن ﺷـ ـ ــﻬﺪت ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ ﺧﻼﻓـ ـ ــﺎت ﻋﻤﻴﻘـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﲔ اﳌﱰﺷـ ـ ــﺤﲔ ن‬
‫ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أن اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻏﲑ واﺿﺢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﲞﺼﻮص ﻫﺬﻩ اﳌﺴﺄﻟﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ﻋ ـ ـ ــﺎﰿ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀ ـ ـ ــﻮي ‪ 01/12‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ـ ــﺎت ﻛﻴﻔﻴ ـ ـ ــﺔ ﺗﻮزﻳ ـ ـ ــﻊ اﳌﻘﺎﻋ ـ ـ ــﺪ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ اﻧﺘﻬ ـ ـ ــﺎء‬
‫ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻔـ ـ ــﺮز ﻓﻘـ ـ ــﺪ ﻧﺼـ ـ ــﺖ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 66‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﻮزﻳـ ـ ــﻊ اﳌﻘﺎﻋـ ـ ــﺪ اﳌﻄﻠـ ـ ــﻮب ﺷـ ـ ــﻐﻠﻬﺎ ﺑـ ـ ــﲔ اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﺋﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺒﺎﻗﻲ‬

‫اﻷﻗﻮى‪ ،3‬ﻣﻌﻨﺎﻩ اﳌﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ أﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﺼﻮﻳﺖ‪.‬‬

‫وأﺿ ـ ــﺎﻓﺖ اﻟﻔﻘ ـ ــﺮة ‪ 02‬ﻣ ـ ــﻦ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﳌ ـ ــﺎدة إﱃ اﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﺗﺆﺧ ـ ــﺬ ﰲ اﳊﺴ ـ ــﺒﺎن اﻟﻘـ ـ ـﻮاﺋﻢ اﻟ ـ ــﱵ ﱂ ﲢﺼ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻧﺴﺒﺔ ﺳﺒﻌﺔ ﰲ اﳌﺎﺋﺔ )‪ (% 7‬ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات اﳌﻌﱪ ﻋﻨﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 48‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ‪.01/12‬‬

‫‪ 2‬ﻃﺎﻫﺮي ﺣﺴﲔ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ - 3‬اﳌﺎدة ‪ 66‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎت واﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ‪ ":‬ﺗﻮزع اﳌﻘﺎﻋﺪ اﳌﻄﻠﻮب ﺷﻐﻠﻬﺎ ﺑﲔ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﺣﺴﺐ ﻋﺪد اﻷﺻﻮات اﻟﱵ ﲢﺼﻠﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻊ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺒﺎﻗﻲ اﻷﻗﻮى ‪،‬‬
‫ﻻ ﺗﺆﺧﺬ ﰲ اﳊﺴﺒﺎن‪ ،‬ﻋﻨﺪ ﺗﻮزﻳﻊ اﳌﻘﺎﻋﺪ‪ ،‬اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﱵ ﱂ ﲢﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺳﺒﻌﺔ ﰲ اﳌﺌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ اﻷﺻﻮات اﳌﻌﱪ ﻋﻨﻬﺎ "‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫وﻗ ـ ــﺪ ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 67‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ــﺎت ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻌﺎﻣ ـ ــﻞ اﻻﻧﺘﺨ ـ ــﺎﰊ وﺟ ـ ــﺎء ﻧﺼ ـ ــﻬﺎ ﻛ ـ ــﺎﻵﰐ ‪":‬‬
‫اﳌﻌﺎﻣـ ــﻞ اﻻﻧﺘﺨـ ــﺎﰊ ﻫ ـ ــﻮ اﻟﻨـ ــﺎﺗﺞ ﻋ ـ ــﻦ ﻗﺴـ ــﻤﺔ ﻋ ـ ــﺪد اﻷﺻ ـ ـﻮات اﳌﻌ ـ ــﱪ ﻋﻨﻬـ ــﺎ ﰲ ﻛ ـ ــﻞ داﺋـ ــﺮة اﻧﺘﺨﺎﺑﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋ ـ ــﺪد‬
‫اﳌﻘﺎﻋ ـ ــﺪ اﳌﻄﻠ ـ ــﻮب ﺷ ـ ــﻐﻠﻬﺎ ﺿ ـ ــﻤﻦ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟ ـ ــﺪاﺋﺮة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴ ـ ــﺔ ‪ ،"...‬ﺑﻌ ـ ــﺪﻫﺎ ﻧﺒ ـ ــﺪأ ﰲ اﻟﺘﻮزﻳ ـ ــﻊ ﺑﻨ ـ ــﺎءا ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺮﻗﻢ‬
‫اﳌﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﻛﻤﻌﺎﻣﻞ اﻧﺘﺨﺎﰊ ﻓﺘﺤﺼﻞ ﻛﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﳌﻘﺎﻋﺪ ﺑﻘﺪر اﳌﻌﺎﻣﻞ اﻻﻧﺘﺨﺎﰊ ‪.‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺑﻘ ـ ــﺎء ﻣﻘﻌ ـ ــﺪ ﻓﺎﻧ ـ ــﻪ ﳝ ـ ــﻨﺢ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﺳ ـ ــﻦ ﻣﺮﺷ ـ ــﺤﻴﻬﺎ ﻫ ـ ــﻮ اﻷﺻ ـ ــﻐﺮ وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻔﻘﺮة ‪ 4‬ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 68‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀﻮي ‪ 01/12‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﺨﺐ‬
‫ﺗﻜ ـ ــﻮن اﻟﻌﻀ ـ ــﻮﻳﺔ ﰲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﳎﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﺑﻴﻨﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻔ ـ ــﺮغ رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ ﳌﻬﺎﻣ ـ ــﻪ و ﻳﺘﻘﺎﺿ ـ ــﻰ‬
‫ﺗﻌﻮﻳﻀ ـ ــﺎ ﻣﻘﺎﺑ ـ ــﻞ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺔ ﻣﻬﺎﻣ ـ ــﻪ و ﻟﻜ ـ ــﻲ ﻳ ـ ــﺘﻤﻜﻦ اﻟﻌ ـ ــﻀﻮ اﳌﻨﺘﺨ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻀ ـ ــﻮر دورات و ﻣ ـ ــﺪاوﻻت ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ‬
‫‪1‬‬
‫ﻓﺎن اﻻﺳﺘﺪﻋﺎء اﳌﺮﺳﻞ ﻟﻪ ﻳﻌﺪ ﻣﱪرا ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻟﻐﻴﺎﺑﻪ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ‪.‬‬

‫و ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ وﻓ ـ ـ ــﺎة ﻋﻀ ـ ـ ــﻮ أو اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻘﺎﻟﺔ أو اﻹﻗﺼ ـ ـ ــﺎء ﻓﺎﻧ ـ ـ ــﻪ ﻳﺴ ـ ـ ــﺘﺨﻠﻒ ﺑﺎﳌﱰﺷ ـ ـ ــﺢ اﻟ ـ ـ ـ ـﻮارد ﰲ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ اﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﺑﻌ ـ ــﺪ اﳌﻨﺘﺨ ـ ــﺐ اﻷﺧ ـ ــﲑ و ﻳﺘﺨ ـ ــﺬ اﻟ ـ ـﻮاﱄ ﻗ ـ ـﺮار اﻻﺳ ـ ــﺘﺨﻼف ﰲ اﺟ ـ ــﻞ ﻻ ﻳﺘﺠ ـ ــﺎوز ﺷ ـ ــﻬﺮ ﺣﺴ ـ ــﺐ ﻧ ـ ــﺺ‬
‫اﳌﺎدة ‪ 41‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﳉﺪﻳﺪ‪. 2‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‬

‫ﻳﺘﻤﺘ ـ ــﻊ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﺑﻌ ـ ــﺪة اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﺎت وﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﺗﺸ ـ ــﻤﻞ ﻛ ـ ــﻞ ﻋﻤ ـ ــﻞ ذي ﻃﺎﺑ ـ ـ ــﻊ أو‬
‫ﻣﻨﻔﻌ ـ ــﺔ ﻋﺎﻣ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻨـ ـ ـ ــﻄﺎق اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ‪ ،‬و ﻟﻠﻤﺠﻠ ـ ــﺲ أن ﻳﻌ ـ ــﺮب ﻋ ـ ــﻦ ﺗﻮﺻ ـ ــﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﺟ ـ ــﻞ اﳌﻮاﺿ ـ ــﻴﻊ ذات اﳌﺼ ـ ــﻠﺤﺔ‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ‪ 3‬وﻳﻜـ ـ ــﻮن ذﻟـ ـ ــﻚ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل ﻣﺪاوﻻﺗـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﻌﻘـ ـ ــﺪﻫﺎ ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﻳﺴـ ـ ــﺎﻫﻢ ﺑﺼـ ـ ــﻔﺔ ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ و إﱃ ﺟﺎﻧـ ـ ــﺐ‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ إدارة و ‪‬ﻴﺌﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ و اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ و ﻛﺬا اﻷﻣﻦ ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ﻗﺼﲑ ﻣﺰﻳﺎﱐ ﻓﺮﻳﺪة ‪ ،‬ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري اﻟﺠﺰاﺋﺮي‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻋﻤﺎر ﻗﺮﰲ‪ ،‬ﻃﺒﻌﺔ ‪ 2011‬ﺑﺎﺗﻨﺔ‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪ 2‬اﳌﺎدة ‪ 41‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ 10/11‬واﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ‪ ":‬ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻓﺎة أو اﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ أو اﻹﻗﺼﺎء أو ﺣﺼﻮل ﻣﺎﻧﻊ ﻗﺎﻧﻮﱐ ﳌﻨﺘﺨﺐ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ‬
‫اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‪ ،‬ﻳﺘﻢ اﺳﺘﺨﻼﻓﻪ ﰲ أﺟﻞ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ﺷﻬﺮا واﺣﺪا‪ ،‬ﺑﺎﳌﺮﺷﺢ اﻟﺬي ﻳﻠﻲ آﺧﺮ ﻣﻨﺘﺨﺐ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻘﺮار ﻣﻦ اﻟﻮاﱄ"‪.‬‬
‫‪ -3‬ﳏﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻘﻴﺴﻲ ‪ ،‬ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري اﻟﻌﺎم ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات اﳊﻠﱯ ‪ ،‬ﺑﲑوت ‪ ، 2003‬ص ‪. 54‬‬
‫‪24‬‬
‫و ﳝ ـ ــﺎرس ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ ﻣﻌﻈ ـ ــﻢ ﻫ ـ ــﺪﻩ اﻟﺼ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﺑﺼ ـ ــﻮرة ﻓﻌـ ـ ــﻠﻴﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ـ ــﻖ ﳉﺎﻧ ـ ــﻪ اﻟﺪاﺋـ ـ ــﻤﺔ و اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ‪ 1‬و‬
‫ﺳﻴﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق ﳍﺬﻩ اﻷﺧﲑة ﻻﺣﻘﺎ ﰲ ﻣﻄﻠﺐ ﺛﺎن ‪.‬‬

‫ﻓـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﻫـ ــﻮ ﳏـ ــﻮر اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ اﻟـ ــﺬي ﺗـ ــﺪور ﺣﻮﻟـ ــﻪ اﳊﻴـ ــﺎة اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ و ﻫـ ــﻮ ﳑﺜـ ــﻞ‬
‫أﺑﻨـ ــﺎء اﳌﻨﻄﻘـ ــﺔ اﶈﻠﻴـ ــﺔ و اﻟﺴـ ــﺎﻫﺮ اﻷول ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﺴـ ــﻦ ﺳـ ــﲑ اﻟﺸـ ــﺆون اﶈﻠﻴـ ــﺔ ‪ ،‬ﻟـ ــﺬﻟﻚ ﳒـ ــﺪ أن اﳌﺸـ ــﺮع ﰲ ﻗـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ اﳉﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﻗ ـ ـ ــﺪ وﺳ ـ ـ ــﻊ ﻧﻮﻋ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ـ ــﺎﺗﻪ ؛ ﻓ ـ ـ ــﺎﳌﺘﻤﻌﻦ ﰲ ﻧﺼ ـ ـ ــﻮص ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﳚ ـ ـ ــﺪ أن‬
‫اﺧﺘﺼﺎﺻـ ــﺎت ا‪‬ﻠـ ــﺲ ﻗـ ــﺪ ﺟ ـ ــﺎءت ﻣﻄﻠﻘـ ــﺔ و ﻋﺎﻣـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ وردت ﻣﺘﻨ ـ ــﺎﺛﺮة ﻋﻠـ ــﻰ أﻃ ـ ـﺮاف اﳌﻨﻈﻮﻣـ ــﺔ اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ و‬
‫اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ‪. 2‬‬

‫وﻗ ـ ــﺪ ﻗﻤﻨ ـ ــﺎ ﺑﺘﺠﺰﺋ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻄﻠ ـ ــﺐ إﱃ ﺛ ـ ــﻼث ﻓ ـ ــﺮوع ﺣﺎوﻟﻨ ـ ــﺎ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ اﻹﳌ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺒﻌﺾ ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﺣﻴ ـ ـ ـ ــﺚ ﺗﻄﺮﻗﻨ ـ ـ ـ ــﺎ إﱃ ﺻ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﳎ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺘﻬﻴﺌ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺘﻌﻤ ـ ـ ـ ــﲑ واﻟﺘﺠﻬﻴ ـ ـ ـ ــﺰ ﰲ اﻟﻔ ـ ـ ـ ــﺮع اﻷول‪ ،‬وﻛ ـ ـ ـ ــﺬا‬
‫ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺎ‪‬ﺎ ﰲ ا‪ ‬ـ ــﺎل اﻻﺟﺘﻤ ـ ــﺎﻋﻲ واﻟﺜﻘ ـ ــﺎﰲ ﰲ اﻟﻔ ـ ــﺮع اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ‪ ،‬وﰲ اﻟﻔ ـ ــﺮع اﻟﺜﺎﻟ ـ ــﺚ ﺗﻨﺎوﻟﻨ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﰲ ﳎﺎل اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻨﻈﺎﻓﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻬﻴﺌﺔ و اﻟﺘﻌﻤﻴﺮ و اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ‪.‬‬

‫ﺗﺘﻤﺜـ ـ ـ ــﻞ أﻫـ ـ ـ ــﻢ اﻷﻧﺸـ ـ ـ ــﻄﺔ اﻟـ ـ ـ ــﱵ ﳝﺎرﺳـ ـ ـ ــﻬﺎ ا‪‬ﻠـ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ـ ــﺪي ﰲ ﳎـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺘﻨﻤﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻻﻗﺘﺼـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ و‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ ﰲ وﺿ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ـﱪاﻣﺞ اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﺠﻬﻴﺰ و اﻟﺘﺨﻄ ـ ــﻴﻂ اﶈﻠ ـ ــﻲ ﰲ ﺣ ـ ــﺪود اﻹﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺎت اﳌﺘﺎﺣ ـ ــﺔ وﻓﻘ ـ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﺴﻴﺎﺳ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺨﻄ ـ ــﻂ اﻟ ـ ــﻮﻃﲏ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴ ـ ــﺔ اﻻﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ‪ ...‬وﰲ ﻫ ـ ــﺬا ا‪ ‬ـ ــﺎل ﳝ ـ ــﺎرس ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ‬
‫ﻋ ـ ــﺪة ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﲤ ـ ــﺲ ﺟﻮاﻧ ـ ــﺐ ﳐﺘﻠﻔ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﺆون اﻹﻗﻠ ـ ــﻴﻢ و ﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﺗﻀ ـ ــﻤﻨﺘﻪ ﻧﺼ ـ ــﻮص اﳌـ ـ ـﻮاد ‪ 107‬إﱃ‬
‫‪ 121‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ‪ 10/11‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫وﺗﺘﻤﺜ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺼ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﰲ إﻋ ـ ــﺪاد اﳌﺨﻄﻄ ـ ــﺎت‪ ،‬اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﺪاﺋﻤ ـ ــﺔ اﻟﺪاﺋﻤ ـ ــﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺎت اﻟﺒﻨ ـ ــﺎء وﲪﺎﻳ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﱰاث اﻟﻌﻤﺮاﱐ واﳌﻮاﻗﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﰲ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬إﻋﺪاد اﻟﻤﺨﻄﻄﺎت اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﻳﺘﻤﺘ ـ ــﻊ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﺑﺼ ـ ــﻼﺣﻴﺔ إﻋ ـ ــﺪاد اﳌﺨﻄﻄ ـ ــﺎت اﻟﺘﻨﻤﻮﻳ ـ ــﺔ و اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺼ ـ ــﻌﻴﺪ‬
‫اﶈﻠﻲ ﺣﺴﺐ ﻧﺺ اﳌﺎدة ‪ 107‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬﻛﺮ و أﻫﻢ ﻫﺬﻩ اﳌﺨﻄﻄﺎت ﻫﻲ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻋﻤﺮ ﺻﺪوق ‪ ،‬دروس ﻓﻲ اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،‬دون ﺳﻨﺔ ﻧﺸﺮ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -2‬ﺑﻮﻋﻤﺮان ﻋﺎدل ‪ ،‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي‪ ،‬دار اﳍﺪى ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﻳﻊ ‪ ،‬ﻋﲔ ﻣﻠﻴﻠﺔ ‪ ، 2010‬ص ‪. 78‬‬
‫‪25‬‬
 ‫‪ /1‬اﻟﻤﺨﻄﻂ اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻲ ﻟﻠﺘﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ ‪: PDAU‬‬

‫و ﻳ ـ ــﺘﻢ ﲟﻘﺘﻀ ـ ــﺎﻩ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣﻨ ـ ــﺎﻃﻖ اﻟﺘﺠﻤﻌ ـ ــﺎت اﻟﺴ ـ ــﻜﻨﻴﺔ و اﻟﺘﺠﻬ ـ ـ ــﻴﺰات اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻘﺒﺎل اﳉﻤﻬ ـ ــﻮر‬
‫‪ ،‬و اﳌﻨـ ــﺎﻃﻖ اﻟـ ــﻼزم ﲪﺎﻳﺘﻬـ ــﺎ و ﺿـ ــﺒﻂ اﻟﺼـ ــﻴﻎ اﳌﺮﺟﻌ ـ ــﻴﺔ ﳌﺨﻄـ ــﻂ ﺷﻐـ ـ ــﻞ اﻷراﺿـ ــﻲ ‪ ،‬وﺗﻘﺴـ ــﻢ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﲟﻮﺟـ ــﺐ‬
‫ﻫ ـ ــﺬا اﳌﺨﻄ ـ ــﻂ اﻷراﺿ ـ ــﻲ إﱃ أرﺑﻌ ـ ــﺔ ﻗﻄﺎﻋ ـ ــﺎت ﺣ ـ ــﺪد‪‬ﺎ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 19‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 29/90‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺘﻬﻴﺌ ـ ــﺔ و‬
‫اﻟﺘﻌﻤﲑ و ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ﻫﻲ ‪:‬‬

‫ـ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﳌﻌﻤﺮة‪.‬‬

‫ـ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﳌﱪﳎﺔ ﻟﻠﺘﻌﻤﲑ ‪.‬‬

‫ـ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﺘﻌﻤﲑ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﻐﲑ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﻤﲑ‪.‬‬

‫‪ /2‬ﻣﺨﻄﻂ ﺷﻐﻞ اﻷراﺿﻲ‪:‬‬

‫ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 34‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 29/90‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺘﻬﻴﺌ ـ ــﺔ واﻟﺘﻌﻤ ـ ــﲑ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﳐﻄ ـ ــﻂ ﺷ ـ ــﻐﻞ اﻷراﺿ ـ ــﻲ ﳛﻀ ـ ــﺮ‬
‫ﻣﻦ ﻗﺒﻞ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي و ﺗﺘﻢ اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺪاوﻟﺔ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‪.‬‬

‫وﻗ ـ ــﺪ ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 31‬ﻣ ـ ــﻦ ﻧﻔ ـ ــﺲ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻧ ـ ــﻪ‪":‬ﳛ ـ ــﺪد ﳐﻄ ـ ــﻂ ﺷ ـ ــﻐﻞ اﻷراﺿ ـ ــﻲ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼ ـ ــﻴﻞ ﰲ إﻃ ـ ــﺎر‬
‫ﺗﻮﺟﻴﻬ ـ ــﺎت اﳌﺨﻄ ـ ــﻂ اﻟﺘ ـ ــﻮﺟﻴﻬﻲ ﻟﻠﺘﻬﻴﺌ ـ ــﺔ واﻟﺘﻌﻤ ـ ــﲑ ﺣﻘ ـ ــﻮق اﺳ ـ ــﺘﺨﺪام اﻷراﺿ ـ ــﻲ واﻟﺒﻨ ـ ــﺎء‪ "...‬و ﻳ ـ ــﺘﻢ وﻓﻘ ـ ــﺎ ﳍ ـ ــﺬا‬
‫اﳌﺨﻄﻂ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬

‫ـ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﳌﻔﺼﻞ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل اﻷراﺿﻲ و ﲢﺪﻳﺪ ﺣﻘﻮق اﻟﺒﻨﺎء‪.‬‬

‫ـ‪ ²‬ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻜﻤﻴﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ و اﻟﻘﺼﻮى ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء اﳌﺴﻤﻮح ﺑﻪ اﳌﻌﱪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﳌﱰ اﳌﺮﺑﻊ ‪.‬‬
‫ـ ﺿﺒﻂ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻈﻬﺮ اﳋﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎﻳﺎت و ﲢﺪﻳﺪ اﻻرﺗﻔﺎﻗﺎت ‪.‬‬
‫ـ ﲢﺪﻳﺪ اﻷﺣﻴﺎء و اﻟﺸﻮارع و اﻟﻨﺼﺐ و اﳌﻮاﻗﻊ اﻟﺘﺬﻛﺎرﻳﺔ‪.‬‬
‫ـ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻮاﻗﻊ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣﺔ اﻟﻮاﺟﺐ ﲪﺎﻳﺘﻬﺎ ‪.‬‬
‫ـ ﲢﺪﻳﺪ اﳌﺴﺎﺣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ و اﳌﺴﺎﺣﺎت اﳋﻀﺮاء و ﳑﻴﺰات ﻃﺮق اﳌﺮور‪.‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 29/90‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1990/12/1‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻬﻴﺌﺔ و اﻟﺘﻌﻤﻴﺮ ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ اﻟﻌﺪد ‪. 52‬‬

‫‪26‬‬
‫أﻣـ ـ ــﺎ ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ ﳜـ ـ ــﺺ ﺗﻨﻤﻴـ ـ ــﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ و إﻗﺎﻣـ ـ ــﺔ اﻻﺳـ ـ ــﺘﺜﻤﺎرات ‪‬ـ ـ ــﺎ ﻓﻠﻘـ ـ ــﺪ ﻧﺼـ ـ ــﺖ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 109‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻧـ ــﻪ ﻹﻗﺎﻣـ ــﺔ أي ﻣﺸـ ــﺮوع اﺳـ ــﺘﺜﻤﺎر أو ﲡﻬﻴـ ــﺰ ﻋﻠـ ــﻰ إﻗﻠـ ــﻴﻢ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ وﺟـ ــﻮب اﺧـ ــﺬ اﻟ ـ ـﺮأي اﳌﺴـ ــﺒﻖ‬
‫ﻟﻠﻤﺠﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي‪ 1‬ﻋﻜ ـ ــﺲ ﻣ ـ ــﺎ ورد ﰲ ﻣﺸ ـ ــﺮوع اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟ ـ ــﺬي ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 114‬ﻣﻨ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﻠـ ـ ــﻲ " ﲣﻀـ ـ ــﻊ إﻗﺎﻣـ ـ ــﺔ أي ﻣﺸـ ـ ــﺮوع اﺳـ ـ ــﺘﺜﻤﺎر أو ﲡﻬﻴـ ـ ــﺰ ﻋﻠـ ـ ــﻰ إﻗﻠـ ـ ــﻴﻢ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ إﱃ اﳌﻮاﻓﻘـ ـ ــﺔ اﳌﺴـ ـ ــﺒﻘﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠـ ـ ــﺲ‬
‫اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي و ﻻﺳـ ـ ـ ــﻴﻤﺎ ﰲ ﳎ ـ ـ ــﺎل ﲪﺎﻳ ـ ـ ــﺔ اﻷراﺿ ـ ـ ــﻲ اﻟﻔﻼﺣﻴ ـ ـ ــﺔ و اﻟﺘـ ـ ـ ــﺄﺛﲑ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺒﻴﺌ ـ ـ ــﺔ " ‪ ،2‬وﻟﻘ ـ ـ ــﺪ ﰎ‬
‫ﺗﻌ ـ ـ ــﺪﻳﻞ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ﲡﻨﺒ ـ ـ ــﺎ ﻟﺘﻌ ـ ـ ــﺎرض اﻟﻘ ـ ـ ـ ـﺮارات ﺑ ـ ـ ــﲔ اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺎت اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﳒـ ـ ـ ـﺎز اﻻﺳ ـ ـ ــﺘﺜﻤﺎرات أو إﻗﺎﻣ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﺸ ـ ـ ــﺎرﻳﻊ اﻟﺘﺠﻬﻴـ ـ ـ ــﺰ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ إﻗﻠـ ـ ـ ــﻴﻢ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ و ﻛـ ـ ـ ــﺬا وﺟ ـ ـ ــﻮب اﻷﺧـ ـ ـ ــﺬ ﺑﻌ ـ ـ ــﲔ اﻻﻋﺘﺒـ ـ ـ ــﺎر إﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ــﺔ و‬
‫‪3‬‬
‫ﻣﻜﻮﻧﺎت ا‪‬ﺎﻟﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﻨﺎء‬

‫ﺗﻠﻌ ـ ــﺐ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ دورا ﻫﺎﻣ ـ ــﺎ ﰲ ﻣﺮاﻗﺒ ـ ــﺔ اﺣ ـ ـ ـﱰام ﲣﺼﻴﺼـ ـ ــﺎت اﻷراﺿ ـ ــﻲ و ﻗﻮاﻋ ـ ــﺪ اﺳ ـ ــﺘﻌﻤﺎﳍﺎ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺗﺴ ـ ــﻬﺮ‬
‫‪4‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﳌﻄﺎﺑﻘﺔ اﻟﺒﻨﺎءات ﻟﻠﺸﺮوط اﶈﺪدة ﰲ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﳌﻌﻤﻮل ‪‬ﺎ‪.‬‬

‫وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﺎﺷـ ـ ـﱰاط اﳌﻮاﻓﻘ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ــﺒﻘﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻧﺸ ـ ــﺎء أي ﻣﺸ ـ ــﺮوع ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗـ ـ ـﺮاب اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻦ ﳐ ـ ــﺎﻃﺮ ﻣ ـ ــﻦ ﺷ ـ ــﺄ‪‬ﺎ اﻹﺿ ـ ـ ـﺮار ﺑﺎﻟﺒﻴﺌ ـ ــﺔ و ﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 144‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ و‬
‫‪‬ـ ــﺪف اﶈﺎﻓﻈـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻄـ ــﺎﺑﻊ اﳉﻤـ ــﺎﱄ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﺻـ ــﻼﺣﻴﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤـ ــﺔ اﻟﺴـ ــﻜﻨﺎت اﳍﺸـ ــﺔ و اﻟﻐـ ــﲑ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ‬
‫ﳝﻜﻨﻬ ـ ـ ـ ــﺎ أﻳﻀ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻘﻴ ـ ـ ـ ــﺎم أو اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺎﳘﺔ ﰲ ‪‬ﻴﺌ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺣﺎت اﳌﻮﺟﻬ ـ ـ ـ ــﺔ ﻻﺣﺘـ ـ ـ ـ ـﻮاء اﻟﻨﺸ ـ ـ ـ ــﺎﻃﺎت اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ أو‬
‫اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ أو اﳋﺪﻣﺎﺗﻴﺔ ﻛﺘﻨﻈﻴﻢ اﻷﺳﻮاق اﳌﻐﻄﺎة و اﻟﻐﲑ ﻣﻐﻄﺎة ‪.5‬‬

‫وﰲ ﳎ ـ ــﺎل ﻗﻄ ـ ــﺎع اﻟﺴ ـ ــﻜﻦ ﻓﻘ ـ ــﺪ ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 119‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺎت‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﺗ ـ ــﻮﻓﲑ اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﻟﺘﺤﻔﻴﺰﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﱰﻗﻴ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ و ﺗﻨﺸ ـ ــﻴﻄﻬﺎ و ذﻟ ـ ــﻚ ﺑﱰﻗﻴ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ـﺮاﻣﺞ اﻟﺴ ـ ــﻜﻦ و‬
‫إﻧﺸﺎء اﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺎت اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 109‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ 10/11‬واﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ‪":‬ﲣﻀﻊ إﻗﺎﻣﺔ أي ﻣﺸﺮوع اﺳﺘﺜﻤﺎر و‪/‬أو ﲡﻬﻴﺰ ﻋﻠﻰ إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ أو أي ﻣﺸﺮوع ﻳﻨﺪرج‬
‫ﰲ إﻃﺎر اﻟﱪاﻣﺞ اﻟﻘﻄﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬إﱃ اﻟﺮأي اﳌﺴﺒﻖ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي وﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﰲ ﳎﺎل ﲪﺎﻳﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ واﻟﺘﺄﺛﲑ ﰲ اﻟﺒﻴﺌﺔ"‪.‬‬
‫‪ -2‬اﳌﺎدة ‪ 114‬ﻣﻦ ﻣﺸﺮوع اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﳌﻘﺪم ﻣﻦ ﻃﺮف اﳊﻜﻮﻣﺔ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 1‬ﻣﺎرس ‪. 2011‬‬
‫‪ - 3‬اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي ﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ ،‬ﳉﻨﺔ اﻟﺸﺆون اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ و اﻹدارﻳﺔ و اﳊﺮﻳﺎت ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﻮﻃﲏ ) ﻓﻴﻔﺮي ‪(2011‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 84‬‬
‫‪ -4‬ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺸﻲ‪ ،‬ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠﻮم ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬اﳉﺰاىﺮ‪ ،2011‬ص‪. 29‬‬
‫‪ - 5‬أﻧﻈﺮ اﳌﺎدﺗﲔ ‪ 115‬و‪ 118‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪ ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫إﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟ ـ ــﻚ وﺟ ـ ــﻮب ﻗﻴﺎﻣﻬ ـ ــﺎ ﺑﺘﺴ ـ ــﻤﻴﺔ ﻛﺎﻓ ـ ــﺔ اﳌﻨﺸ ـ ــﺂت و اﻟﺘﺠﻬﻴ ـ ـ ـﺰات و اﻟﺘﺠﻤﻌ ـ ــﺎت اﻟﺴ ـ ــﻜﻨﻴﺔ و‬
‫اﻟﺸﻮارع وﻛﺎﻓﺔ اﻟﻔﻀﺎءات اﳌﺘﻮاﺟﺪة ﻋﻠﻰ إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫وﻗـ ـ ــﺪ ﻧﺼـ ـ ــﺖ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 120‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ذﻟـ ـ ــﻚ إذ ﺣـ ـ ــﺮص اﳌﺸـ ـ ــﺮع أن ﺗﻜـ ـ ــﻮن اﻟﺘﺴ ـ ـ ــﻤﻴﺔ‬
‫ﻣﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎ‪‬ﺎﻫ ـ ــﺪ و اﻟﺸ ـ ــﻬﻴﺪ وﻫ ـ ــﺬا ﻹﻟـ ـ ـﺰام اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻻﺳ ـ ــﺘﻨﺎد إﱃ اﳌﺮﺟﻌﻴ ـ ــﺔ اﻟﺘﺎرﳜﻴ ـ ــﺔ ﻻﺳ ـ ــﻴﻤﺎ ﺛ ـ ــﻮرة أول‬
‫ﻧﻮﻓﻤﱪ ا‪‬ﻴﺪة‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ‪ :‬ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ و اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﺗﺰﺧـ ــﺮ ﺑﻼدﻧـ ــﺎ ﺑﺄﻣـ ــﺎﻛﻦ ﺗﺎرﳜﻴـ ــﺔ ﻛﺒـ ــﲑة و ﻧﻈ ـ ـﺮا ﻟﻠﺘﻐ ـ ـﲑات اﻟـ ــﱵ ﻃ ـ ـﺮأت ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻨﻈـ ــﻴﻢ اﳌﺼـ ــﺎﱀ اﳌﻜﻠﻔـ ــﺔ ‪‬ـ ــﺬا‬
‫اﳉﺎﻧ ـ ـ ــﺐ ‪ ،‬ﺳـ ـ ـ ـﻮاء أﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ وزارات أو ﻣ ـ ـ ــﺪﻳﺮﻳﺎت أو دواﺋ ـ ـ ــﺮ أﺛﺮﻳ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن اﻹﳘ ـ ـ ــﺎل ﺟﻌ ـ ـ ــﻞ اﻟﻜﺜ ـ ـ ــﲑ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫‪1‬‬
‫اﻵﺛﺎر ﻳﻨﺪﺛﺮ ﺑﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻌﺮﻳﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ و اﻟﺴﺮﻗﺔ و ﻗﻠﺔ اﻟﱰﻣﻴﻢ ‪ ،‬وﲢﻮﻳﻠﻬﺎ إﱃ ﻣﺴﺎﻛﻦ أو أﻣﻮر أﺧﺮى ‪.‬‬

‫و اﻟﺒﻠﺪﻳ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﺗﻔﺘﺨـ ــﺮ ﺑﻮﺟ ــﻮد ﻣﺜ ــﻞ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌ ــﺂﺛﺮ اﻟﺘﺎرﳜﻴ ــﺔ و اﻟﻔﻨﻴـ ــﺔ ﻓ ــﻮق ﺗﺮا‪ ‬ــﺎ ﻣﻠﺰﻣـ ــﺔ ﻣﻌﻨﻮﻳ ــﺎ ﺑﺎﶈﺎﻓﻈـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ‪ ،‬و اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺮﻗﻴﺘﻬ ـ ــﺎ ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ ﺗﻨﻈ ـ ــﻴﻢ أﻳ ـ ــﺎم ﺛـ ـ ــﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﻤﺠﻴ ـ ــﺪﻫﺎ و ﲢ ـ ــﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻬﺎ و ﺗﻌ ـ ــﺮف ‪ ‬ـ ــﺎ ‪،2‬‬
‫وﺗﻜـ ــﺮس ﻫـ ــﺬا اﻻﻟﺘ ـ ـﺰام أﻳﻀـ ــﺎ ﰲ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﺣﻴـ ــﺚ ورد ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 116‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﺑـ ــﺈﻟﺰام ﻫـ ــﺬﻩ‬
‫اﻷﺧ ـ ــﲑة ﲟﺴ ـ ــﺎﳘﺔ اﳌﺼ ـ ــﺎﱀ اﻟﺘﻘﻨﻴ ـ ــﺔ اﳌﺆﻫﻠ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﶈﺎﻓﻈ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـﱰاث اﻟﻌﻤـ ـ ـﺮاﱐ و اﻟﺜﻘ ـ ــﺎﰲ و ﲪﺎﻳ ـ ــﺔ‬
‫اﻷﻣـﻼك اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‬

‫ﻻ ﻳﺘﻤﺜ ـ ــﻞ اﻟ ـ ــﺪور اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻲ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﰲ ﲢﻘﻴ ـ ــﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴ ـ ــﺔ ﻓﻘ ـ ــﻂ وإﳕ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﻫ ـ ــﻮ دور ﻣﻮاﺟﻬ ـ ــﺔ اﳌﺸ ـ ــﺎﻛﻞ اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﺗـ ــﺪﺧﻞ ﰲ إﻃـ ــﺎر اﳋﺪﻣـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣ ـ ــﻴﺔ ‪ ،‬ﻛـ ــﺎﻷﻣﻦ واﻟﺼ ـ ــﺤﺔ واﻟﱰﺑﻴـ ــﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿـ ــﺔ واﻟﺴـ ــﻴﺎﺣﺔ وﻏﲑﻫـ ــﺎ ‪ ،3‬وﻗـ ــﺪ اﺧﺘـ ــﺰل‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳌـ ـ ـﻮاد اﳌﺘﻌـ ـ ــﻠﻘﺔ ‪ ‬ـ ــﺬﻩ ا‪ ‬ـ ــﺎﻻت ﰲ ﻓﺼ ـ ــﻞ واﺣ ـ ــﺪ‪ ،‬ﺗﻀ ـ ــﻤﻦ ﻣ ـ ــﺎدة واﺣ ـ ــﺪة ﻋﻜ ـ ــﺲ ﻣ ـ ــﺎ ﺗﻀـ ـ ــﻤﻨﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‬

‫‪ - 1‬اﻟﻌﻤﺮي ﺑﻮﺣﻴﻂ ‪ ،‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ ،‬ﻣﻬﺎم ‪ ،‬أﺳﺎﻟﻴﺐ ‪ ،‬ص ‪. 123‬‬

‫‪ - 2‬أﻧﻈﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 04/98‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1998/6/15‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﲝﻤﺎﻳﺔ اﻟﱰاث اﻟﺜﻘﺎﰲ ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﻌﺪد ‪. 44‬‬
‫‪ - 3‬دﺣﻮ وﻟﺪ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ " اﻷﺳﺲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻤﺸ ــﺮوع اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻺدارة اﻟﻤﺤـ ــﻠﻴﺔ " ﳎﻠﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﱪﳌﺎﱐ ‪ ،‬ﳎﻠﺲ اﻷﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد اﻷول ‪،‬‬
‫دﻳﺴﻤﱪ ‪ ،2003‬ص ‪.88‬‬
‫‪28‬‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﺪﱘ ﻣـ ـ ــﻦ ﺗﻨ ـ ـ ــﺎﺛﺮ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ـ ـﻮاد ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﳐﺘﻠـ ـ ــﻒ اﻟﻔﺼ ـ ـ ــﻮل ‪ ،‬وﺳـ ـ ــﻨﺘﻨﺎول ﺑﺸـ ـ ــﻲء ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻔﺼـ ـ ــﻴﻞ ﳐﺘﻠـ ـ ــﻒ ﻫـ ـ ــﺬﻩ‬
‫ا‪‬ﺎﻻت ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻤﺪرﺳﻲ وﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺪرﺳﻲ‪:‬‬

‫ﺗﻘـ ــﻮم اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﺿـ ــﻮء اﳌﻘـ ــﺎﻳﻴﺲ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ وﻋﻠـ ــﻰ ﺿـ ــﻮء اﳋ ـ ـﺮاﺋﻂ اﳌﺪرﺳـ ــﻴﺔ اﳌﺮﺳـ ــﻮﻣﺔ واﳌﱪﳎـ ــﺔ‬
‫ﺑﺈﻧﺸ ـ ــﺎء ﻣﺆﺳﺴ ـ ــﺎت اﻟﺘﻌﻠ ـ ــﻴﻢ اﻻﺑﺘ ـ ــﺪاﺋﻲ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺗﻀ ـ ــﻤﻦ ﺗ ـ ــﻮﻓﲑ وﺳ ـ ــﺎﺋﻞ ﺻ ـ ــﻴﺎﻧﺘﻬﺎ وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﻧ ـ ــﺺ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ــﺮع‬
‫اﳉﺰاﺋ ـ ـ ــﺮي ﰲ اﻟﻔﻘ ـ ـ ــﺮة اﻷوﱃ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 122‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﻳﻘ ـ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻋ ـ ـ ــﺎﺗﻖ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ إﳒ ـ ـ ــﺎز‬
‫اﳌﻄ ــﺎﻋﻢ اﳌﺪرﺳ ــﻴﺔ وﺗﺴ ــﻴﲑﻫﺎ‪ ،‬وﻟﻺﺷ ــﺎرة ﻓ ــﺈن ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻔﻘـ ــﺮة ﺗﻌﺘ ــﱪ ﻣ ــﻦ اﻟﺒﻨ ــﻮد اﻟ ــﱵ أﺿ ــﺎﻓﻬﺎ اﳌﺸ ــﺮع ﻟﺼـ ــﻼﺣﻴﺎت‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳﺪ ‪،‬ﻛﻤﺎ ﻋﻬﺪ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻬﺎم ﺗﻮﻓﲑ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘﻞ اﳌﺪرﺳﻲ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ ‪.‬‬

‫ﻟﻘ ـ ــﺪ أﻟ ـ ــﺰم اﳌﺸ ـ ــﺮع اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﺑﺈﳒ ـ ــﺎز اﳌ ـ ــﺪارس وﺻ ـ ــﻴﺎﻧﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻧﻈـ ـ ـﺮا إﱃ أن ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ إﳒ ـ ــﺎز ﻣﺆﺳﺴ ـ ــﺎت اﻟﺘﻌﻠ ـ ــﻴﻢ‬
‫اﻻﺑﺘ ـ ـ ــﺪاﺋﻲ ﺗﻘـ ـ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻋـ ـ ـ ــﺎﺗﻖ ﻣﻴﺰاﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺪوﻟـ ـ ـ ــﺔ ﰲ إﻃ ـ ـ ــﺎر اﳋﺮﻳﻄـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺪرﺳ ـ ـ ــﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ًـﺎرا أن اﻟﺘﻌﻠـ ـ ـ ــﻴﻢ‬
‫اﻻﺑﺘـ ــﺪاﺋﻲ إﺟﺒـ ــﺎري واﻋﺘﺒـ ـ ًـﺎرا أﻳﻀـ ــﺎ أﻧـ ــﻪ ﻳﻨﺒﻐـ ــﻲ إﺳـ ــﻨﺎد ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﻬﻤـ ــﺔ إﱃ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻛﻮ‪‬ـ ــﺎ اﳉﻬـ ــﺔ اﳌﺆﻫﻠـ ــﺔ أﻛﺜـ ــﺮ ﻣـ ــﻦ‬
‫ﻏﲑﻫـ ــﺎ ﳌﻌﺮﻓـ ــﺔ اﳊﺎﺟﻴـ ــﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴـ ــﺔ ﰲ اﻟﺘﻤـ ــﺪرس‪ ،‬واﳊـ ــﺎل أن اﻟﺪوﻟـ ــﺔ ﻫـ ــﻲ اﻟـ ــﱵ ﺗﻐﻄـ ــﻲ اﻟﺘﻜـ ــﺎﻟﻴﻒ اﻟـ ــﱵ ﺗﺘﻄﻠﺒﻬـ ــﺎ‬
‫ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ اﻹﳒ ـ ـﺎز واﻟﺼـ ــﻴﺎﻧﺔ وﻛـ ــﺬا ﺗﺴـ ــﻴﲑ اﳌﻄـ ــﺎﻋﻢ واﻟﻨﻘـ ــﻞ اﳌﺪرﺳـ ــﻴﲔ ﲞـ ــﻼف ﺑـ ــﺎﻗﻲ اﳌﻬـ ــﺎم اﳌﻮﻛﻠـ ــﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ واﻟـ ــﱵ‬
‫ﳝﻜﻨﻬﺎ اﻟﻘﻴﺎم ‪‬ﺎ ﰲ ﺣﺪود ﻣﺎ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎت‪.‬‬

‫أﻣـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠـ ـ ــﻴﻢ ﻣـ ـ ــﺎ ﻗﺒـ ـ ــﻞ اﳌﺪرﺳـ ـ ــﻲ ﻓﻘـ ـ ــﺪ أﻧـ ـ ــﺎط اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻟﻠﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ وﰲ ﺣـ ـ ــﺪود إﻣﻜﺎﻧﻴﺘﻬـ ـ ــﺎ وﻋﻨـ ـ ــﺪ‬
‫اﻻﻗﺘﻀـ ــﺎء اﲣـ ــﺎذ ﻣـ ــﺎ ﻳﻠﺰﻣﻬـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺪاﺑﲑ وإﺟ ـ ـﺮاءات ﺑﻐﻴـ ــﺔ ﺗﺮﻗﻴـ ــﺔ اﻟﻄﻔﻮﻟـ ــﺔ اﻟﺼـ ــﻐﺮى‪ ،‬وذﻟـ ــﻚ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل إﻧﺸـ ــﺎء‬
‫رﻳﺎض اﻷﻃﻔﺎل واﳊﺪاﺋﻖ اﳌﺨﺼﺼﺔ ﳍﻢ وﻛﺬا ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺘﺤﻀﲑي وﻛﺬا اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺜﻘﺎﰲ واﻟﻔﲏ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‪:‬‬

‫ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺔ اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺎت ﰲ ﳎ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺒﻴﺒﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬إذ ﺑﺈﻣﻜﺎ‪‬ـ ـ ـ ـ ـﺎ ﺗﺄﺳ ـ ـ ـ ــﻴﺲ أي ﺧﺪﻣ ـ ـ ـ ــﺔ أو ﻣﺮﻛ ـ ـ ـ ــﺰ‬
‫ﻳﺴـ ـ ـ ــﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻄـ ـ ـ ــﻮﻳﺮ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺒﻴﺒﺔ وﺗﻔﺘﺤﻬـ ـ ـ ــﺎ ‪ ،1‬ﻛﻤـ ـ ـ ــﺎ ﳒـ ـ ـ ــﺪﻩ ﰲ ﻧـ ـ ـ ــﺺ اﳌـ ـ ـ ــﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ـ ــﺔ )‪ (02‬ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﳌﺮﺳـ ـ ـ ــﻮم رﻗـ ـ ـ ــﻢ‬

‫‪ - 1‬ﺣﺴﲔ ﻓﺮﳚﺔ ‪ ،‬ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﻹداري ‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ، 2009‬ص ‪. 198 ،‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ 371/81‬اﻟـ ـ ــﺬي ﳛـ ـ ــﺪد اﺧﺘﺼـ ـ ــﺎص اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﰲ ﻗﻄـ ـ ــﺎع اﻟﺸـ ـ ــﺒﻴﺒﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿـ ـ ــﺔ ‪ ،‬واﻟـ ـ ــﱵ ﺗـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﻜﻠﻔ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺈﳒ ـ ـ ـ ــﺎز اﻟﱰﻛﻴﺒ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿ ـ ـ ـ ــﻴﺔ اﻟﺒﺴ ـ ـ ـ ــﻴﻄﺔ ﻣﺜ ـ ـ ـ ــﻞ ﺳ ـ ـ ـ ــﺎﺣﺎت اﻷﻟﻌـ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟﺮﻳﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻼﻋ ـ ـ ـ ــﺐ ﳐﺘﻠ ـ ـ ـ ــﻒ‬
‫اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت‪ ،‬ﻗﺎﻋـﺎت ﳐﺘﻠﻒ اﻟﺮﻳﺎﺿﺎت‪ ،‬أﺣﻮاض اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻠﻒ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ‪:‬‬

‫_ ﺟﻮاﻻت رﻳﺎﺿﻴﺔ ‪.‬‬

‫_ ﺗﺒﺎدل اﻟﺸﺒﺎب ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت ‪.‬‬

‫_ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮات اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب ‪.‬‬

‫_ ﺗﻨﺸﻴﻂ اﳌﻬﺮﺟﺎن اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ اﻟﺒﻠﺪي‪.‬‬

‫_ﺗﻨﺸﻴﻂ اﳉﻤﻌﻴﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ‪.1‬‬

‫ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﺗﺘـ ـ ــﻮﱃ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﰲ ﳎـ ـ ــﺎل اﳍﻴﺎﻛـ ـ ــﻞ اﻷﺳﺎﺳـ ـ ــﻴﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴـ ـ ــﺔ ﺑﺈﳒـ ـ ــﺎز ﻣﺆﺳﺴـ ـ ــﺎت ﺛﻘﺎﻓﻴـ ـ ــﺔ ﺑﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ واﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﺻ ـ ــﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ﻣﺜ ـ ــﺎل ذﻟ ـ ــﻚ‪ :‬ﻗﺎﻋ ـ ــﺎت اﻟﺴ ـ ــﻴﻨﻤﺎ واﻟﻨ ـ ـﻮادي اﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ـ ــﺔ ‪ ،‬اﳌﺘ ـ ــﺎﺣﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻗﺎﻋ ـ ــﺎت اﻟﻌ ـ ــﺮوض واﻷﻓ ـ ـﺮاح‪،‬‬
‫اﳌﻜﺘﺒﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻤﻞ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ ﻫﺬا ا‪‬ﺎل ﻋﻠﻰ‪:‬‬

‫_ﺗﺸﺠﻴﻊ إﻧﺸﺎء اﳉﻤﻌﻴﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪.‬‬

‫_ اﳊﺚ ﻋﻠﻰ اﳌﻄﺎﻟﻌﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫_ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﳌﻌﺎرض واﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬

‫_ اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ‪.2‬‬

‫وﻟﻘـ ـ ــﺪ أﺷـ ـ ــﺎر اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋـ ـ ــﺮي ﰲ اﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة اﻟﺮاﺑﻌـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 122‬إﱃ أن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﳝﻜﻨﻬـ ـ ــﺎ اﻻﺳـ ـ ــﺘﻔﺎدة ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﻣﺴﺎﳘﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﻐﻴﺔ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﳍﻴﺎﻛﻞ واﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻛﺬا ﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﺣﻲ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ﻣﺮﺳﻮم رﻗﻢ ‪ 371/81‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1981/12/26‬ﻳﺤﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﻮﻻﻳﺔ و اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ و اﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع اﻟﺸﺒﻴﺒﺔ و اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ‪،‬‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪. 52‬‬
‫‪ - 2‬أﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 02‬ﻣﺮﺳﻮم رﻗﻢ ‪ 382/81‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1981/12/26‬ﳛﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﻮﻻﻳﺔ و اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ و اﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ‪،‬‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪،52‬ص ‪. 1890‬‬
‫‪30‬‬
‫ﻟﻠﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻛﺎﻣـ ــﻞ اﳊـ ــﻖ ﰲ اﳌﺒـ ــﺎدرة ﺑﻜـ ــﻞ ﻣـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺷـ ــﺄﻧﻪ ﲪﺎﻳـ ــﺔ اﻟﻔﺌـ ــﺎت اﶈﺮوﻣـ ــﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴـ ــﺎ‪ ،‬ﺳ ـ ـﻮاء ﻧﺘﻴﺠـ ــﺔ‬
‫اﻟﻜ ـ ـ ـﻮارث اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـ ـ ــﺔ ﻛـ ـ ــﺎﻟﺰﻻزل واﻟﻔﻴﻀـ ـ ــﺎﻧﺎت أو ﻟﺴـ ـ ــﻮء ﻇـ ـ ــﺮوف اﳌﻌﻴﺸـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺴـ ـ ــﻜﻦ أو اﳊـ ـ ــﺎﻻت اﻻﺳـ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‬
‫ﻛﺎﻟﺘﻜﻔﻞ ﺑﺎﻟﻴﺘﺎﻣﻰ وﺿﺤﺎﻳﺎ اﻹرﻫﺎب واﳌﺸﺮدﻳﻦ وﻋﺎﺑﺮي اﻟﺴﺒﻴﻞ‪...‬‬

‫أﻣ ــﺎ ﻋ ــﻦ أﻫ ــﻢ اﶈ ــﺎور اﻟ ــﱵ ﳝﻜ ــﻦ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ــﺔ ﺗﻘ ــﺪﱘ ﻳ ــﺪ اﳌﺴ ــﺎﻋﺪة ﰲ إﻃ ــﺎر اﻟﺘﻀ ــﺎﻣﻦ اﶈﻠ ــﻲ ‪ ،‬ﳝﻜ ــﻦ ذﻛ ــﺮ ﺑﻌ ــﺾ‬
‫اﻹﺟﺮاءات‪:‬‬

‫ـ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺴـ ـ ــﻜﻦ‪ :‬ﺗﻌﻤ ـ ــﻞ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻛ ـ ـ ـﻮاخ واﻟﺒﻨ ـ ــﺎءات اﻟﻔﻮﺿ ـ ــﻮﻳﺔ وذﻟ ـ ــﻚ ﺑﺘﻘ ـ ــﺪﱘ‬ ‫أ‬
‫اﳌﺴﺎﻋﺪة ﺳﻮاء ﰲ إﻃﺎر اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺮﻳﻔﻲ أو إﻋﺎدة ﻫﻴﻜﻠﺔ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﻘﺪﳝﺔ ‪.‬‬

‫ـ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺸ ـ ــﻐﻞ‪ :‬ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ــﺒﺎب ‪ ،‬وﺗ ـ ــﺘﻢ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴ ـ ــﻴﻖ ﻣ ـ ــﻊ ﳐﺘﻠ ـ ــﻒ اﻟﻘﻄﺎﻋ ـ ــﺎت ﻛﻘﻄ ـ ــﺎع‬ ‫ب‬
‫اﻟﺘﻜ ـ ــﻮﻳﻦ اﳌﻬ ـ ــﲏ واﻟﻔﻼﺣ ـ ــﺔ واﻟﻄﺮﻗ ـ ــﺎت وﻫ ـ ــﺬا ﲟﺴ ـ ــﺎﻋﺪة اﻟﺸ ـ ــﺒﺎب اﻟﺮاﻏ ـ ــﺐ ﰲ اﻟﻌﻤ ـ ــﻞ ﺑﺈﺗﺒ ـ ــﺎع إﺟـ ـ ـﺮاءات إدارﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﲤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻳﻦ ورﺷﺎت أو ﺗﻌﺎوﻧﻴﺎت أو ﺣﱴ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺻﻐﲑة‪.‬‬

‫وﻟﻘـ ـ ــﺪ ﻧـ ـ ــﺺ اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﰲ اﻟﻔﻘـ ـ ــﺮة اﻷﺧـ ـ ــﲑة ﻣـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 122‬ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ اﳉﻤﻌﻴـ ـ ــﺎت اﳌﺴـ ـ ــﺎﳘﺔ ﰲ ﺗﺮﻗﻴـ ـ ــﺔ ﻣﻴـ ـ ــﺎدﻳﻦ‬
‫اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وﻛﺬا ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻔﺌﺎت اﶈﺮوﻣﺔ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻣﻨﻬﺎ ذوي اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﳋﺎﺻﺔ‪.‬‬

‫أﻣ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠ ـ ــﺎل اﻟﺴ ـ ــﻴﺎﺣﻲ ﻓﻘ ـ ــﺪ ﻧ ـ ــﺺ اﳌﺮﺳ ـ ــﻮم رﻗ ـ ــﻢ ‪ 372/18‬اﻟ ـ ــﺬي ﳛ ـ ــﺪد ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫اﻟﻘﻄ ـ ــﺎع اﻟﺴ ـ ــﻴﺎﺣﻲ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻣﻨ ـ ــﻪ أﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ إﻧﺸ ـ ــﺎء اﻟﻔﻨ ـ ــﺎدق‪ ،‬اﻟﻔﻨ ـ ــﺎدق اﳊﻀ ـ ـ ـﺮﻳﺔ‬
‫اﻟﺼـ ـ ــﻐﲑة‪ ،‬ﳏﻄـ ـ ــﺎت اﻟﻄ ـ ـ ــﺮق‪ ،‬اﳌﻄـ ـ ــﺎﻋﻢ‪ ،‬اﳌﺮاﻛـ ـ ــﺰ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺳـ ـ ــﺎﺣﺎت اﻟﺘﺨﻴـ ـ ــﻴﻢ‪ ،‬ﺣﻈ ـ ـ ــﺎﺋﺮ اﻟﺘﺴـ ـ ــﻠﻴﺔ‪ ،‬اﳊﻤﺎﻣ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ــﻐﲑة‪ ،‬اﶈﻄ ـ ــﺎت اﳌﻨﺎﺧﻴ ـ ــﺔ اﻟﺼ ـ ــﻐﲑة‪ ،‬اﻟﺸـ ـ ـﻮاﻃﺊ اﳌﻬﻴ ـ ــﺄة‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺗﺘ ـ ــﻮﱃ ﺻ ـ ــﻴﺎﻧﺘﻬﺎ وﺗﺴ ـ ــﻴﲑﻫﺎ واﺳ ـ ــﺘﻐﻼﳍﺎ‬
‫‪.1‬‬

‫وﳚـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ أن ﺗﺴـ ــﻬﺮ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻄﺒﻴـ ــﻖ اﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ واﻷﻧﻈﻤـ ــﺔ اﻟﺮاﻣﻴـ ــﺔ إﱃ ﺗﻘـ ــﺪم اﻟﺴـ ــﻴﺎﺣﺔ ‪ ،‬وﳍـ ــﺎ ﰲ ﺳـ ــﺒﻴﻞ ﲢﻘﻴـ ــﻖ‬
‫ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻐﺎﻳ ـ ــﺔ أن ﲢ ـ ــﺪث ﻛ ـ ــﻞ ﻫﻴﺌ ـ ــﺔ ذات ﻣﻨﻔﻌ ـ ــﺔ ﳏﻠﻴ ـ ــﺔ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﳍ ـ ــﺎ ﻃ ـ ــﺎﺑﻊ ﺳ ـ ــﻴﺎﺣﻲ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺗﺘﺨ ـ ــﺬ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﻼزﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻌ ـ ــﺎﱂ اﻟﺴ ـ ــﻴﺎﺣﻴﺔ واﳌﻨ ـ ــﺎﻃﻖ اﻟﺘﺎرﳜﻴ ـ ــﺔ واﻵﺛ ـ ــﺎر‪ ،2‬ﻟﺘﺼ ـ ــﺒﺢ ﻗﺒﻠ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺨﺘﺼ ـ ــﲔ و ﳏﻄ ـ ــﺔ‬

‫‪-1‬أﻧﻀﺮ اﳌﺎدة ‪ 02‬اﳌﺮﺳﻮم رﻗﻢ ‪ 372/81‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1981/12/26‬اﻟﺬي ﳛﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ و اﻟﻮﻻﻳﺔ واﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ، 52‬ص‪. 1857 .‬‬
‫‪ - 2‬ﺣﺴﲔ ﻓﺮﳚﺔ ‪ "،‬اﻟﺮﺷﺎدة اﻹدارﻳﺔ و دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻹدارة اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ "‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق و اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ‪ ،‬ﲜﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﺑﺴﻜﺮة ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ، 06‬أﻓﺮﻳﻞ ‪، 2010‬ص‪. 89 ،‬‬
‫‪31‬‬
‫ﻟﻠﻤﻌﺠﺒـ ــﲔ ‪ ،‬وﻣﻜﺎﻧـ ــﺎ ﻟﻠﺴ ـ ـﻮاح ‪ ،‬وﻫـ ــﺬا ﻛﻠـ ــﻪ ﻳﺰﻳـ ــﺪ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ و ﺳـ ــﻜﺎ‪‬ﺎ وزﻧـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﺴـ ــﺘﻮى اﻟﻮﻃ ـ ــﲏ و اﻟـ ــﺪوﱄ ‪،‬‬
‫وﻗﺪ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺴﻴـﺎﺣﺔ و اﻟﺘﺠـﺎرة و اﻟﻔﻨﻮن و اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ‪.1‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺼﺤﻲ و اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ‪:‬‬

‫ﳑ ـ ــﺎ ﻻ ﺷ ـ ــﻚ ﻓﻴ ـ ــﻪ أن ﺻ ـ ــﺤﺔ اﳌـ ـ ـﻮاﻃﻦ ﻣﺮﺗﺒﻄ ـ ــﺔ ﺑﻨﻈﺎﻓ ـ ــﺔ ﳏﻴﻄ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﺗﻠﻌ ـ ــﺐ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ دورا ﻫﺎﻣ ـ ــﺎ ﰲ ﻫ ـ ــﺬا ا‪ ‬ـ ــﺎل ‪،‬‬
‫ﺣﻔﺎﻇـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺳـ ـ ــﻼﻣﺔ اﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ ﻣـ ـ ــﻦ ﻛـ ـ ــﻞ ﺧﻄـ ـ ــﺮ ﻳﻬـ ـ ــﺪد ﺣﻴﺎﺗـ ـ ــﻪ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــﻚ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ ذات اﻟﺼـ ـ ــﻠﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺼـ ــﺤﺔ واﻟﻨﻈﺎﻓـ ــﺔ ‪ ،‬أو ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻣـ ــﺎ ﺗﻀـ ــﻤﻨﺘﻪ اﳌـ ــﺎدة ‪123‬ﻣـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ‪ ،‬وﳝﻜﻨﻨـ ــﺎ أن ﻧﻠﺨـ ــﺺ ﻫـ ــﺬﻩ‬
‫ا‪‬ﺎﻻت ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﰐ ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬دور اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻤﻠﻮﺛﺎت ‪:‬‬

‫أﺛ ـ ــﺮت ﺳﻴﺎﺳ ـ ــﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴـ ـ ــﺔ اﳌﺘﺴ ـ ــﺎرﻋﺔ اﻟ ـ ــﱵ اﻧﺘﻬﺠﺘﻬـ ـ ــﺎ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺎت ﺳ ـ ــﻠﺒﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﶈﺎﻓﻈ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌـ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫ﺳ ـ ـ ـﻮاء ﺗﻌﻠ ـ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺘﻮازن اﻟﺒﻴﺌ ـ ـ ــﻲ ‪ ،‬أو ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻔﻼﺣ ـ ـ ــﺔ أو اﳍـ ـ ـ ـﻮاء ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ــﻚ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل اﻟﻘـ ـ ـ ــﻀﺎء ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﺘﺸـ ـ ــﺠﲑ ﻻﻛﺘﺴ ـ ـ ــﺎب أراﺿـ ـ ــﻲ ﻗﺎﺑﻠـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺒﻨـ ـ ــﺎء ‪ ،‬أو اﳒـ ـ ــﺎز ﻣﺼـ ـ ــﺎﻧﻊ ﺗﺴـ ـ ــﺎﻫﻢ ﰲ رﻣـ ـ ــﻲ ﻧﻔﺎﻳﺎ‪‬ـ ـ ــﺎ دون اﻻﻫﺘﻤـ ـ ــﺎم ﻻ‬
‫ﲟﻌﺎﳉﺘﻬﺎ و ﻻ ﺣﱴ إﻓﺮازا‪‬ﺎ‬

‫و ﻷﺟـ ـ ــﻞ ذﻟـ ـ ــﻚ ﻓﻘـ ـ ــﺪ أوﻛـ ـ ــﻞ اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻟﻠﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﲟﺴـ ـ ــﺎﳘﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﳌﺼـ ـ ــﺎﱀ اﻟﺘﻘﻨﻴـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺪوﻟـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻛـ ـ ــﺬا ﺑﺎﻟﺘﻨﺴـ ـ ــﻴﻖ ﻣـ ـ ــﻊ‬
‫ﳐﺘﻠ ـ ــﻒ اﳌﺘﻌ ـ ــﺎﻣﻠﲔ ﺳـ ـ ـﻮاء ﻣﺴ ـ ــﺘﺜﻤﺮﻳﻦ أو ﻫﻴﺌ ـ ــﺎت ﻋﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ دراﺳ ـ ــﺔ اﻹﺧﻄ ـ ــﺎر ﻗﺒ ـ ــﻞ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺄي ﻣﺸ ـ ــﺮوع‬
‫وﻫ ـ ــﺬا ﺑﺪراﺳ ـ ــﺔ ﺗﻘﻨﻴ ـ ــﺔ واﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ ﻷي ﻣﺸ ـ ــﺮوع ﻳﻨﺠ ـ ــﺰ ﻓ ـ ــﻮق ﺗـ ـ ـﺮاب ﺑﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ و ﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﻫﺬﻩ اﻷﻫﺪاف ﺗﻘﻮم ﺑﻮﺿﻊ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﳏﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ و ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ‪:‬‬

‫أ ـ ـ ـ ﺗﺴ ـ ــﻴﻴﺮ اﻟﻨﻔﺎﻳ ـ ــﺎت ‪ :‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل إﻧﺸ ـ ــﺎء أﻣ ـ ــﺎﻛﻦ اﻟﺘﻔﺮﻳ ـ ــﻎ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮﻣﻲ و ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻣ ـ ــﻨﻈﻤﺔ و ﳏﺮوﺳ ـ ــﺔ و‬
‫ﻣﺘﺨﺼﺼ ـ ــﺔ ﰲ ﻧـ ـ ــﻮع ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻨﻔﺎﻳـ ـ ــﺎت ‪ ،‬ﺣـ ـ ــﱴ ﺗﺴـ ـ ــﻬﻞ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﳌﻌﺎﳉـ ـ ــﺔ و إﻋـ ـ ــﺎدة اﺳـ ـ ــﺘﻌﻤﺎﳍﺎ و اﺳـ ـ ــﺘﻌﻤﺎل اﳌ ـ ـ ـﻮاد‬
‫اﻟﻘﺎﺑﻠ ـ ـ ــﺔ ﻟﻼﺳ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺎل ﻛﺎﻟﺒﻼﺳ ـ ـ ــﺘﻴﻚ و اﻟﻌﻠ ـ ـ ــﺐ اﳊﺪﻳﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺳـ ـ ـ ـﻮاء ﺗﻌﻠ ـ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎﻳ ـ ـ ــﺎت اﳌﻨﺰﻟﻴ ـ ـ ــﺔ أو ﺣ ـ ـ ــﱴ‬
‫اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ أو اﳌﻮاد اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﰲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اﻟﻌﻤﺮي ﺑﻮﺣﻴﻂ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪. 123،‬‬

‫‪32‬‬
‫ـ ﻣﺤﺎرﺑـ ــﺔ اﻟﺘﻠـ ــﻮث ‪ :‬ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ اﻟﻌﻤـ ــﻞ ﻋﻠـ ــﻰ إﺧ ـ ـﺮاج اﳌﺆﺳﺴـ ــﺎت اﳋﻄـ ــﲑة اﳌﺘﻮاﺟـ ــﺪة داﺧـ ــﻞ ﲡﻤﻌـ ــﺎت‬ ‫ب‬
‫ﺳ ـ ــﻜﻨﻴﺔ ﺧ ـ ــﺎرج اﶈ ـ ــﻴﻂ ﺣ ـ ــﱴ ﻻ ﺗﺴ ـ ــﺎﻫﻢ ﰲ أﺧﻄ ـ ــﺎر ﺻ ـ ــﺤﻴﺔ أو ﻃﺒﻴﻌﻴ ـ ــﺔ ‪ ،‬و ﻛ ـ ــﺬا ﻓ ـ ــﺮض رﻗﺎﺑ ـ ــﺔ ﺻ ـ ــﺎرﻣﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﳐﺘﻠﻒ اﳌﺆﺳﺴﺎت و ﺟﻌﻠﻬﺎ ﲢﱰم إﺟﺮاءات ﳏﺎرﺑﺔ اﻟﺘﻠﻮث ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬دور اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﻄﺮﻗﺎت‪:‬‬

‫ﻧـ ـ ــﺺ اﳌﺮﺳـ ـ ــﻮم رﻗـ ـ ــﻢ ‪ 385/81‬اﳌﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺼـ ـ ــﻼﺣﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ و اﻟﻮﻻﻳـ ـ ــﺔ ﰲ ﻗﻄـ ـ ــﺎع اﳌﻨﺸـ ـ ــﺂت اﻟﻘﺎﻋﺪﻳـ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ دورا ﻫﺎﻣ ـ ــﺎ ﰲ ﳎ ـ ــﺎل إﻧﺸ ـ ــﺎء اﻟﻄﺮﻗ ـ ــﺎت و ﺻ ـ ــﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ذﻟ ـ ــﻚ ﳌ ـ ــﺎ ﳍ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﻛ ـ ــﱪى ﰲ ﺣﻴ ـ ــﺎة‬
‫اﻟﻔﺮد اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬

‫وﻗـ ــﺪ ﺧﻮﻟ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة اﻷوﱃ ﻣـ ــﻦ اﳌﺮﺳ ـ ــﻮم اﻟﺴ ـ ــﺎﻟﻒ اﻟـ ــﺬﻛﺮ ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ ﺗﻄ ـ ــﻮﻳﺮ ﺷـ ــﺒﻜﺔ اﻟﻄ ـ ــﺮق و ﳐﺘﻠ ـ ــﻒ اﳌﻮاﺻ ـ ــﻼت‬
‫ﻟﺼﺎﱀ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻄﺮق ذات اﻷﳘﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ و اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻟﺬا ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻫﻴﺌﺔ ﻗﺎﻋﺪﻳﺔ اﻟﻘﻴﺎم ﲟﺎ ﻳﺄﰐ ‪:‬‬

‫_ ﺷﻖ اﻟﻄﺮق اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ و ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻋﺼﺮﻳﺔ ‪.‬‬

‫_ اﳒﺎز ﲨﻴﻊ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻜﱪى ﻋﱪ اﻟﻄﺮق اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫_ إﻧﺸ ـ ــﺎء أي ﻣﺼـ ـ ــﻠﺤﺔ ﺗﻘﻨﻴـ ـ ــﺔ ﻣﻼﺋﻤ ـ ــﺔ ﲣﺼـ ـ ــﺺ ﻟﻠﻘﻴـ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﺼ ـ ــﻴﺎﻧﺔ اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳـ ـ ــﺔ ﻟﺸـ ـ ــﺒﻜﺎت اﻟﻄـ ـ ــﺮق و‬
‫اﳌﻴﺎﻩ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫_ ﺻﻴﺎﻧﺔ أﻋﻤﺪة اﻹﻧﺎرة اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪.1‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ‪ :‬دور اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫ﰲ ﻏﺎﻟـ ـ ــﺐ اﻷﺣﻴـ ـ ــﺎن ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ ﻣﺴـ ـ ــﺆوﻟﻮ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪﻳﺎت ‪ ،‬ﺑـ ـ ــﺄن اﳊﻔـ ـ ــﺎظ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺻـ ـ ــﺤﺔ اﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ ﻫـ ـ ــﻲ ﻣﻬﻤـ ـ ــﺔ ﻻ‬
‫ﺗـ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ ﺻـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗ ـ ـ ـﺮاﻫﻢ ﻳﺒﺘﻌـ ـ ــﺪون ﻛـ ـ ــﻞ اﻟﺒﻌـ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أي ﻧﺸـ ـ ــﺎط ﻳﺴـ ـ ــﺎﻫﻢ ﰲ اﳊﻔـ ـ ــﺎظ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﺻﺤﺔ اﳌﻮاﻃﻦ ‪.‬‬

‫‪ -1‬اﳌﺮﺳﻮم ‪ 385/81‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1981/12/26‬ﳛﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﻮﻻﻳﺔ و اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ و اﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع اﻟﻤﻨﺸﺂت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ‬
‫‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪52‬‬
‫‪33‬‬
‫وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــﺮﻏﻢ ﻣ ـ ــﻦ ﻫـ ـ ــﺬا اﻟ ـ ــﺪور اﳊﻴـ ـ ــﻮي اﻟـ ـ ــﺬي ﻳﻨﺒﻐ ـ ــﻲ أن ﺗﺆدﻳـ ـ ــﻪ ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ أﺧـ ـ ــﺮى وﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻣﺼـ ـ ــﺎﱀ اﻟﺼـ ـ ــﺤﺔ‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ـ ــﺔ إﻻ أن اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺪ ﻗ ـ ـ ـ ــﺪ أوﻛ ـ ـ ـ ــﻞ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﻬﻤ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻹﺿ ـ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ اﳌﺮﺳ ـ ـ ـ ــﻮم‬
‫‪ 374/81‬اﻟ ـ ــﺬي ﳛ ـ ــﺪد ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺔ اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺔ و اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﰲ ﻗﻄ ـ ــﺎع اﻟﺼ ـ ــﺤﺔ ﻓﻠﻘ ـ ــﺪ ﻧ ـ ــﺺ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﰲ ﻣﺎدﺗ ـ ــﻪ‬
‫)‪ ( 05‬ﻋﻠﻰ أن ﺗﺘﻮﱃ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻷﻋﻤﺎل اﻵﺗﻴﺔ‪:‬‬

‫_ اﻟﺘﻠﻘﻴﺢ‪.‬‬

‫_ ﳊﻔﻆ اﻟﺼﺤﺔ اﳌﺪرﺳﻴﺔ ‪.‬‬

‫_ ﲪﺎﻳﺔ اﻷﻣﻮﻣﺔ و اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ‪.‬‬

‫_ اﻟﱰﺑﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ‪.‬‬

‫_ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﻧﺎﻗﻼت اﻷﻣﺮاض اﳌﻌﻴﺔ ‪.‬‬

‫وﲞﺼ ـ ـ ــﻮص ﻧﻈﺎﻓ ـ ـ ــﺔ اﶈ ـ ـ ــﻴﻂ ‪ ،‬ﻧﺘﺤ ـ ـ ــﺪث ﻋ ـ ـ ــﻦ اﻟﻈـ ـ ـ ـﻮاﻫﺮ اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﺒﻴﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﳌﻴ ـ ـ ــﺎﻩ و اﻟﻨﻈﺎﻓ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬و‬
‫ﺣـ ـ ــﱴ اﳊﻴﻮاﻧـ ـ ــﺎت ‪ ،‬إذ أن ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻌﻨﺎﺻـ ـ ــﺮ اﻟـ ـ ــﺜﻼث ﺗﺴـ ـ ــﺒﺐ ﰲ ﺗـ ـ ــﺪﻫﻮر اﻟﺼـ ـ ــﺤﺔ اﻟﻔﺮﻳـ ـ ــﺔ و اﳉﻤﺎﻋﻴـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻧﻈ ـ ـ ـﺮا‬
‫ﻟﻘﻠـ ــﺔ اﻟﻮﻗﺎﻳـ ــﺔ و اﻧﻌـ ــﺪام إﺟ ـ ـﺮاءات ﻣﻜﺎﻓﺤـ ــﺔ اﻷﺳـ ــﺒﺎب اﻟـ ــﱵ ﺗـ ــﺆدي ﻟـ ــﺬﻟﻚ ﻓـ ــﺎﻷﻣﺮاض اﳌﺘﻨﻘﻠـ ــﺔ ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ اﳌﻴـ ــﺎﻩ‬
‫ﺗﺴـ ــﺒﺐ أﻣ ـ ـﺮاض ﺧﻄـ ــﲑة و ﲨﺎﻋﻴـ ــﺔ ﻣﺜـ ــﻞ اﻟﻜ ـ ـﻮﻟﲑا أو ﲪـ ــﻰ اﻷﻣﻌـ ــﺎء و اﻟﺘﻴﻔﻮﺋﻴـ ــﺪ و اﻟﺘﻬـ ــﺎب اﻟﻜﺒـ ــﺪ ‪ ،‬وأﺳـ ــﺒﺎب‬
‫ﻇﻬ ـ ــﻮر ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻷﻣ ـ ـ ـﺮاض ﻳﺮﺟ ـ ــﻊ إﻣ ـ ــﺎ ﻟﻌـ ـ ــﺪم أو ﻟﻘﻠ ـ ــﺔ ﻣﻌﺎﳉـ ـ ــﺔ ﻧﻘ ـ ــﺎط اﳌﻴ ـ ــﺎﻩ ﺑﺎﳉﺎﻓﻴـ ـ ــﻞ أو اﻷﺟ ـ ــﻮر اﳌﺴـ ـ ــﺎﻣﻲ ‪ ،‬أو‬
‫ﻟﻮﺟﻮد ﺧﻠﻞ ﰲ ﻗﻨﻮات اﳌﻴﺎﻩ ‪ ،‬أو ﻋﺪم وﺿﻊ ﻗﻨﻮات اﳌﻴﺎﻩ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻀﻤﻦ ﻋﺪم ﺗﺴﺮب اﳉﺮاﺛﻴﻢ ﳍﺎ ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫ ـ ــﺎ اﳌﺎﻟﻜ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ﻟﻘﻨـ ـ ـﻮات اﳌﻴ ـ ــﺎﻩ ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــﻲ اﳌﺴ ـ ــﺆوﻟﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻛ ـ ــﻞ ﺧﻄ ـ ــﺮ ﳝ ـ ــﺲ ﺻ ـ ــﺤﺔ‬
‫اﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ أﻣ ـ ــﺎ اﳌﺼ ـ ــﺎﱀ اﻷﺧ ـ ــﺮى ﻓﻬ ـ ــﻲ ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ ﺗﻘﻨﻴ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻣﻬﻤﺘﻬ ـ ــﺎ ﻻ ﺗﺘﻌ ـ ــﺪى ﻧﻄ ـ ــﺎق اﳌﺴ ـ ــﺎﻋﺪة اﻟﺘﻘﻨﻴ ـ ــﺔ ﻟ ـ ــﺬﻟﻚ‬
‫وﺟ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ وﺿ ـ ــﻊ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﺰﻣـ ـ ــﺎت ﻣﻌﻴﻨ ـ ــﺔ ﺑﻐﻴ ـ ــﺔ اﳊﻔ ـ ــﺎظ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺻ ـ ــﺤﺔ اﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ أوﻻ و ﻧﻈﺎﻓ ـ ــﺔ اﶈـ ـ ــﻴﻂ‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ‪:‬‬

‫ـ وﺿﻊ ﳐﻄﻂ ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﺣﺎﻻت اﻟﻌﻄﺐ و اﻟﺘﺼﻠﻴﺢ‪ ،‬و إﺷﻌﺎر اﳌﻮاﻃﻨﲔ ‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ﺗ ـ ــﻮﻓﲑ اﳌـ ـ ـﻮاد اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﳌﻌﺎﳉ ـ ــﺔ اﳌﻴ ـ ــﺎﻩ ﺳـ ـ ـﻮاء ﻟ ـ ــﺪى ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ )ﺟﺎﻓﻴ ـ ــﻞ ‪ (...‬أو ﻟ ـ ــﺪى ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ‬
‫اﻟﺼﺤﺔ )أﻗﺮاص‪ ،‬ﳐﺎﺑﺮ ‪ ،‬ﻣﻮاد ﲢﻠﻴﻞ ‪. (...‬‬

‫‪34‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ﻣﻮاﺟﻬـ ـ ــﺔ اﳊـ ـ ــﺎﻻت اﻻﺳـ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻧﻘﻄـ ـ ــﺎع اﳌﻴـ ـ ــﺎﻩ أو ﻇﻬـ ـ ــﻮر ﺧﻠـ ـ ــﻞ ﰲ اﻟﺸـ ـ ــﺒﻜﺎت و‬
‫ذﻟـ ـ ــﻚ ﺑـ ـ ــﺈﻋﻼم اﳌﻮاﻃ ـ ـ ــﻨﲔ ﺑﺎﻟﻌﻄـ ـ ــﺐ ‪ ،‬و اﻟﻘﻴـ ـ ــﺎم ﺑـ ـ ــﺈﺟﺮاءات اﻟﺘﺤﻘﻴـ ـ ــﻖ اﻟﻮﺑـ ـ ــﺎﺋﻲ ﳌﻌﺮﻓـ ـ ــﺔ أﺳـ ـ ــﺒﺎب ﻇﻬـ ـ ــﻮر‬
‫اﻟﻮﺑﺎء و اﲣﺎذ إﺟﺮاءات وﻗﺎﺋﻴﺔ ﻛﻌﺰل اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻋﻦ اﳌﺮﺿﻰ ‪.‬‬

‫أﻣ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻸﻣ ـ ـﺮاض اﳌﺘﻨﻘﻠ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﳊﺸ ـ ـﺮات و اﳊﻴﻮاﻧ ـ ــﺎت اﻟﺘﺎﺋﻬ ـ ــﺔ ﻓﻬ ـ ــﺬا ﻳﺮﺟ ـ ــﻊ إﱃ ﻋ ـ ــﺪم‬
‫اﺣ ـ ـ ـﱰام إﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﻟﻨﻈﺎﻓـ ـ ــﺔ اﻟﻔﺮدﻳـ ـ ــﺔ و اﳉﻤﺎﻋﻴـ ـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ وﻣـ ـ ــﻦ أﻫـ ـ ــﻢ ﻋﻮاﻣﻠﻬـ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﻋـ ـ ــﺪم وﺟـ ـ ــﻮد ﻧﻈﺎﻓـ ـ ــﺔ ﻓﺮدﻳـ ـ ــﺔ‬
‫ﻛﻨﻈﺎﻓـ ـ ــﺔ اﻷﺟﺴـ ـ ــﺎم و اﳌـ ـ ــﺄﻛﻮﻻت و ﻃـ ـ ــﺮق ﺣﻔـ ـ ــﻆ اﳌـ ـ ــﺄﻛﻮﻻت ‪ ،‬وﻛـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺴـ ـ ــﻴﺐ ﰲ اﶈﺎﻓﻈـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﶈـ ـ ــﻴﻂ ‪،‬‬
‫ﻛﺮﻣ ـ ـ ــﻲ اﻷوﺳ ـ ـ ــﺎخ ﺑ ـ ـ ــﺪون أﻛﻴ ـ ـ ــﺎس وﺗﺮﻛﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـﺮاء ‪ ،‬وﻋ ـ ـ ــﺪم وﺟ ـ ـ ــﻮد أﻣ ـ ـ ــﺎﻛﻦ ﺗﻔﺮﻳ ـ ـ ــﻎ ﻣﻘﻨﻨ ـ ـ ــﺔ وﻛ ـ ـ ــﺬا وﺟ ـ ـ ــﻮد‬
‫ﻣﺴﺘﻨﻘﻌﺎت و ﻫﺬا ﻣﺎ ﳚﻌﻠﻬﺎ ارض ﺧﺼﺒﺔ ﻟﻠﺤﺸﺮات اﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﻟﻸﻣﺮاض ‪.1‬‬

‫وﶈﺎرﺑﺘﻬـ ــﺎ ﳚـ ــﺐ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ اﻟﻘﻴـ ــﺎم ﲝﻤـ ــﻼت ﶈﺎرﺑـ ــﺔ اﳊﺸ ـ ـﺮات و اﳊﻴﻮاﻧ ـ ــﺎت اﻟﻀـ ــﺎرة ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ اﳌﺒﻴـ ــﺪات‬
‫أو ﺑﻮاﺳ ـ ـ ــﻄﺔ ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﺮش و اﻻﺻ ـ ـ ــﻄﻴﺎد ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﳚ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ﲝﻤ ـ ـ ــﻼت ﻟﻠﻘﻀ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳊﻴﻮاﻧ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﻀﺎرة ﻛﺎﻟﻜﻼب و اﻟﻘﻄﻂ و اﳋﻨﺎزﻳﺮ ﲟــﺴﺎﻋﺪة ﳐﺘﻠﻒ اﳍﻴﺂت ﻛﻤﺼـﺎﱀ اﻷﻣﻦ و اﻟﻔﻼﺣﺔ ‪.2‬‬

‫وﺑﺎﳌﺨﺘﺼـ ـ ــﺮ ﳝﻜـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﻮل أن ﺟـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺼـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﳎـ ـ ــﺮد ﺣـ ـ ــﱪ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ورق ﻓﺎﻷﺣـ ـ ــﺪاث اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـ ـ ــﺔ‬
‫اﻷﺧـ ــﲑة أﺛﺒﺘـ ــﺖ اﻧﻌـ ــﺪام اﻟﺘﺴـ ــﻴﲑ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﰲ أﻏﻠـ ــﺐ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ وﻛﻠـ ــﺖ ﳍـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﺒﻤﺠـ ــﺮد ﺳـ ــﻘﻮط اﻟﻘﻠﻴـ ــﻞ‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻷﻣﻄ ـ ـ ــﺎر أو اﻟﺜﻠ ـ ـ ــﻮج ﺗﺼ ـ ـ ــﺒﺢ ﻛ ـ ـ ــﻞ اﻟﻄ ـ ـ ــﺮق ﻣﻌﻄﻠ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻫ ـ ـ ــﺬا ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﱂ ﺗﺴ ـ ـ ــﻘﻂ أي ﺑﻨﺎﻳ ـ ـ ــﺔ ﱂ ﲣﻀ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﻟﻠﺸﺮوط اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻹﳘﺎل اﻟﱵ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ اﻟﻮاﻗﻊ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻟﺠﺎن اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‬

‫ﰲ ﺳ ـ ــﺒﻴﻞ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺔ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟـ ـ ــﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻻﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﺎﺗﻪ ‪ ،‬وﺟ ـ ــﺐ أن ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮاﻩ ‪ ،‬وﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺑـ ــﲔ أﻋﻀـ ــﺎﺋﻪ ﳉـ ــﺎن ﺗﺘﻜﻔـ ــﻞ ﲜﻮاﻧـ ــﺐ ﳐﺘﻠﻔـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟﺼـ ــﻼﺣﻴﺎت اﳌﻨﻮﻃـ ــﺔ ﻟـ ــﻪ وﻛـ ــﺬا دراﺳـ ــﺔ اﳌﺸـ ــﺎﻛﻞ و اﳌﺴـ ــﺎﺋﻞ‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ﻋﺎدل ﺑﻮﻋﻤﺮان ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪. 82 .‬‬

‫‪ - 2‬ﰲ ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ وﻟﻼﺳﺘﺰادة أﻛﺜﺮ أﻧﻈﺮ ‪:‬‬
‫اﳌﺮﺳﻮم ‪ ، 371/81‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1981/12/26‬ﳛﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﻮﻻﻳﺔ و اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ و اﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻋﻲ اﻟﺸﺒﻴﺒﺔ و اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة‬
‫اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪. 52‬‬
‫اﳌﺮﺳﻮم ‪ ، 374/81‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 1981/12/26‬ﻳﺤﺪد ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻟﻮﻻﻳﺔ و اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ و اﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻄﺎع اﻟﺼﺤﺔ ‪ ،‬ﻧﻔﺲ اﳉﺮﻳﺪة ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫وﻟﻘ ـ ـ ــﺪ ﻧﺼ ـ ـ ــﺖ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 32‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ اﳉﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أن ﲢ ـ ـ ــﺪث ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻠﺠ ـ ـ ــﺎن ﲟﻮﺟ ـ ـ ــﺐ ﻣﺪاوﻟ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﺼـ ــﺎدق ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ ﺑﺄﻏﻠﺒﻴـ ــﺔ أﻋﻀـ ــﺎء ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﺑﻨـ ــﺎءا ﻋﻠـ ــﻰ اﻗ ـ ـﱰاح ﻣـ ــﻦ رﺋﻴﺴـ ــﻪ‪ ،‬وﻟﻘـ ــﺪ ﻗﺴـ ــﻢ اﳌﺸـ ـ ّـﺮع‬
‫اﳉﺰاﺋـ ـ ـ ــﺮي اﻟﻠﺠـ ـ ـ ــﺎن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ــﺔ إﱃ ﻧـ ـ ـ ــﻮﻋﲔ ﳉـ ـ ـ ــﺎن داﺋﻤـ ـ ـ ــﺔ و أﺧـ ـ ـ ــﺮى ﺧﺎﺻـ ـ ـ ــﺔ ‪.‬وﻫـ ـ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ــﻨﺒﺤﺜﻪ ﰲ اﻟﻔـ ـ ـ ــﺮﻋﲔ‬
‫اﳌﻮاﻟﲔ ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪ :‬اﻟﻠﺠﺎن اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ‪:‬‬

‫ﻳﺸ ـ ــﻜﻞ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻣ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﲔ أﻋﻀ ـ ــﺎﺋﻪ ﳉ ـ ــﺎن داﺋﻤ ـ ــﺔ ﻳﺘـ ـ ـ ـ ـﺮاوح ﻋ ـ ــﺪدﻫﺎ ﻣ ـ ــﻦ ‪ 03‬اﱃ‪06‬‬
‫ﳉﺎن ‪ ،‬وﻫﺬا ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻟﺘﻌﺪاد اﻟﺴﻜﺎﱐ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ ،‬و ﺗﻀﻄﻠﻊ ﻫﺬﻩ اﻟﻠﺠﺎن ﺑﺎﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫ـ اﻻﻗﺘﺼﺎد و اﳌﺎﻟﻴﺔ و اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ‪.‬‬

‫ـ اﻟﺼﺤﺔ و اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ و ﲪﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ ‪.‬‬

‫ـ ‪‬ﻴﺌﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ و اﻟﺘﻌﻤﲑ و اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ و اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫ـ اﻟﺮي و اﻟﻔﻼﺣﺔ و اﻟﺼﻴﺪ اﻟﺒﺤﺮي ‪.‬‬

‫ـ اﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ و اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ و اﻟﺸﺒﺎب ‪.‬‬

‫ﳛﺪد ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﻠﺠﺎن اﻟﺪاﺋﻤﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﻌﺪاد اﻟﺴﻜﺎﱐ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ و ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ ‪:‬‬

‫_ ﺛﻼث)‪ (3‬ﳉﺎن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﱰاوح ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ‪ 20.000‬ﻧﺴﻤﺔ أو اﻗﻞ ‪.‬‬

‫_ أرﺑ ـ ــﻊ )‪ (4‬ﳉـ ـ ــﺎن ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﺒﻠـ ـ ــﺪﻳﺎت اﻟـ ـ ــﱵ ﻳﺘـ ـ ـ ـﺮاوح ﻋـ ـ ــﺪد ﺳ ـ ـ ــﻜﺎ‪‬ﺎ ﺑـ ـ ــﲔ ‪ 20.001‬إﱃ ‪50.000‬‬
‫ﻧﺴﻤﺔ ‪.‬‬

‫_ﲬ ـ ـ ـ ـ ــﺲ )‪ (5‬ﳉ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﺒﻠ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺎت اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﱵ ﻳﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاوح ﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺪد ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻜﺎ‪‬ﺎ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ ‪ 50.001‬إﱃ‬
‫‪ 100.000‬ﻧﺴﻤﺔ ‪.‬‬

‫_ ﺳﺖ )‪ (6‬ﳉﺎن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﻔﻮق ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ‪ 100.000‬ﻧﺴﻤﺔ ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫وﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎﻋـ ـ ــﺎت اﳉﺪﻳـ ـ ــﺪة اﳌﻀـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻻﺧﺘﺼﺎﺻـ ـ ــﺎت اﻟﻠﺠـ ـ ــﺎن اﻟﺪاﺋﻤـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﲑﺟـ ـ ــﻊ ﺳـ ـ ــﺒﺐ إﺿـ ـ ــﺎﻓﺘﻬﺎ إﱃ‬
‫أﳘﻴﺘﻬ ـ ـ ــﺎ و ارﺗﺒﺎﻃﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﺼ ـ ـ ــﻔﺔ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮة ﲝﻴ ـ ـ ــﺎة اﳌـ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ اﻟﻴﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻛ ـ ـ ــﺬا اﻧﺴ ـ ـ ــﺠﺎﻣﺎ ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟﺘﻮﺟﻬ ـ ـ ــﺎت اﻟﻜ ـ ـ ــﱪى‬
‫ﻟﺴﻴﺎﺳـ ــﺔ اﻟـ ــﺒﻼد اﻻﻗﺘﺼـ ــﺎدﻳﺔ‪ ،1‬ﻋﻜـ ــﺲ ﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن ﳛﺘﻮﻳـ ــﻪ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻘـ ــﺪﱘ ﻣـ ــﻦ ‪ 3‬ﳉـ ــﺎن ﻓﻘـ ــﻂ ﲞـ ــﻼف ﻣـ ــﺎ ﺳـ ــﺒﻖ‬
‫ذﻛ ـ ــﺮﻩ ﻓ ـ ــﺎن اﳌﺸ ـ ـ ّـﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي ﺳ ـ ــﻜﺖ إن ﱂ ﻧﻘ ـ ــﻞ ﲡﺎﻫ ـ ــﻞ أﻣ ـ ـﺮﻳﻦ ﻣﻬﻤ ـ ــﲔ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﳜ ـ ــﺺ اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن و ﳘ ـ ــﺎ ﻣﺸ ـ ــﻜﻠﺔ‬
‫ﺗﻨـ ـ ــﺎزع اﻻﺧﺘﺼـ ـ ــﺎص ﻓﺎﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳـ ـ ــﺪ ﺳـ ـ ــﻜﺖ ﻋـ ـ ــﻦ ﺗﻨـ ـ ــﺎزع اﺧﺘﺼـ ـ ــﺎص اﻟﻠﺠـ ـ ــﺎن ﻓﻤـ ـ ــﺜﻼ ﻣﺴـ ـ ــﺄﻟﺔ اﻟﺒﻴﺌـ ـ ــﺔ ﻓﻬـ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﻮﺟـ ـ ــﻮدة ﰲ ﳉﻨـ ـ ــﺔ اﻟﺼـ ـ ــﺤﺔ واﻟﻨﻈﺎﻓـ ـ ــﺔ واﻟﺒﻴﺌـ ـ ــﺔ ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﳝﻜﻨﻬـ ـ ــﺎ أن ﺗﺜـ ـ ــﺎر ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺴـ ـ ــﺘﻮى اﻟﺰراﻋـ ـ ــﺔ وﺣـ ـ ــﻮل ﻣﺸـ ـ ــﻜﻠﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺘﻌﻤﲑ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻟﻠﺠﻨﺔ أن ﺗﺄﺧﺬ ﻗﺮار ﰲ اﲡﺎﻩ ﻣﻌﲔ‪ ،‬وﳉﻨﺔ أﺧﺮى ﺗﺄﺧﺬ ﻗﺮار ﰲ اﲡﺎﻩ آﺧﺮ‪.‬‬

‫أﻣ ـ ــﺎ اﻟﻨﻘﻄ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻓﺘﺘﻌﻠ ـ ــﻖ ﺑﺎزدواﺟﻴ ـ ــﺔ اﻟﻌﻀ ـ ــﻮﻳﺔ داﺧ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن ﻓﺎﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﺻ ـ ــﺎﻣﺖ ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄ ـ ــﺔ‬
‫رﻏ ـ ــﻢ أن ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 1967‬اﻟﻘ ـ ــﺪﱘ ﻛ ـ ــﺎن ﳝﻨ ـ ــﻊ اﻟﻌﻀ ـ ــﻮﻳﺔ ﰲ أﻛﺜ ـ ــﺮ ﻣ ـ ــﻦ ﳉﻨﺘ ـ ــﲔ ﻓﻜ ـ ــﺎن ﻻﺑ ـ ــﺪ ﻟﻠﻤﺸ ـ ـ ّـﺮع أن ﻳﺒ ـ ــﲔ‬
‫ﺻﻤﺘﻪ ﺑﻘﺒﻮل اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ أو رﻓﻀﻬﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻠﺠﺎن اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ‪:‬‬

‫وﻫـ ـ ــﻲ ﺗﻠـ ـ ــﻚ اﻟﻠﺠـ ـ ــﺎن اﻟـ ـ ــﱵ ﳝﻜـ ـ ــﻦ ﺗﺸـ ـ ــﻜﻴﻠﻬﺎ ﺑﺼـ ـ ــﻔﺔ ﻇﺮﻓﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﲟﻨﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴـ ـ ــﻖ ﰲ أﻣـ ـ ــﺮ ﻣﻌـ ـ ــﲔ ﳜـ ـ ــﺺ‬
‫ﻣﺆﺳﺴـ ــﺔ ﺑﻠﺪﻳـ ــﺔ أو ﲡـ ــﺎوزات ﻣـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴـ ــﺘﻮى ﻣﺼـ ــﻠﺤﺔ ﺗﺎﺑﻌـ ــﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ أو دراﺳـ ــﺔ ﻣﺴـ ــﺄﻟﺔ ﳍـ ــﺎ ﻃـ ــﺎﺑﻊ ﺧـ ــﺎص‪،‬‬
‫ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ أﺗﺎﺣ ـ ـ ــﺖ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 33‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي ﺗﺸ ـ ـ ــﻜﻴﻞ ﳉ ـ ـ ــﺎن ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ وﻓ ـ ـ ــﻖ‬
‫إﺟﺮاءات ﳏﺪدة ﳝﻜﻦ إﲨﺎﳍﺎ ﰲ‪:‬‬

‫ـ وﺟﻮب اﳌﺼﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺪاوﻟﺔ اﳌﺘﻀﻤﻨﺔ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﻠﺠﻨﺔ‪.‬‬

‫ـ اﻟﻨﺺ اﻟﺼﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ أﻫﺪاف اﻟﻠﺠﻨﺔ وﲢﺪﻳﺪ وﻗﺖ اﻧﺘﻬﺎء ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ‪.3‬‬

‫وﺗﺒﻘ ـ ــﻰ اﻟﻘﻮاﻋ ـ ــﺪ اﻟ ـ ــﱵ ﲢﻜ ـ ــﻢ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ ﻧﻔﺴ ـ ــﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﺠ ـ ــﺎن اﻟﻌﺎدﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬ﲝﻴ ـ ــﺚ أوﺟ ـ ــﺐ‬
‫اﳌﺸـ ـ ـ ّـﺮع ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 35‬أن ﻳﻀـ ـ ــﻤﻦ ﺗﺸ ـ ـ ــﻜﻴﻞ اﻟﻠﺠﻨـ ـ ــﺔ ﲤﺜـ ـ ــﻴﻼ ﻧﺴـ ـ ــﺒﻴﺎ ﻳﻌﻜ ـ ـ ــﺲ اﳌﻜﻮﻧـ ـ ــﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳـ ـ ــﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠ ـ ـ ــﺲ‬
‫وﻫﺬا ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ داﺧﻞ ﻫﻴﺌﺔ اﳌﺪاوﻻت‪.‬‬

‫‪ -1‬اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي ﻋﻦ ﻣﺸﺮوع اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪36‬‬
‫‪ - 2‬اﻟﺠﺮﻳﺪة اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪاوﻻت ﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﺪورة اﻟﺮﺑﻴﻌﻴﺔ ‪ ، 2011‬اﳌﻨﻌﻘﺪة ﻳﻮم ‪ 23‬ﻣﺎي ‪، 2011‬اﻟﻌﺪد ‪ ، 9‬ص ‪. 19.‬‬
‫‪ -3‬ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺸﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ .‬ص‪. 32 ،‬‬
‫‪37‬‬
‫وﻳـ ـ ـﺮأس ﻛ ـ ــﻞ ﳉﻨ ـ ــﺔ ﻣﻨﺘﺨ ـ ــﺐ ﺑﻠ ـ ــﺪي ﻳﻌﻴﻨ ـ ــﻪ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ‪ ،‬وﺗﻘ ـ ــﻮم اﻟﻠﺠﻨ ـ ــﺔ ﺑﺈﻋ ـ ــﺪاد ﻧﻈﺎﻣﻬ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﺪاﺧﻠﻲ وﻳﻌ ـ ــﺮض‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ا‪‬ﻠـ ــﺲ ﻟﻠﻤﺼـ ــﺎدﻗﺔ‪ ،‬وﻟﻘـ ــﺪ أﺟـ ــﺎز اﳌﺸـ ــﺮع ﻟﻠﺠـ ــﺎن اﻟﺪاﺋﻤـ ــﺔ أو اﳌﺆﻗﺘـ ــﺔ ﺑـ ــﺄن ﺗﺴـ ــﺘﺪﻋﻲ ﳊﻀـ ــﻮر اﺟﺘﻤﺎﻋﺎ‪‬ـ ــﺎ‬
‫اﳌـ ـ ــﻮﻇﻔﲔ اﻟـ ـ ــﺬﻳﻦ ﻳﺒﺎﺷـ ـ ــﺮون ﻧﺸـ ـ ــﺎﻃﻬﻢ ﰲ إﻗﻠـ ـ ــﻴﻢ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ أو ﻣ ـ ـ ـﻮاﻃﲏ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ذوي اﳋـ ـ ــﱪة إذا ﺗﺒـ ـ ــﲔ أن ﻫﻨـ ـ ــﺎك‬
‫ﺣﺎﺟﺔ ﻻﺳﺘﺸﺎرا‪‬ﻢ وﺑﺈﻣﻜﺎ‪‬ﻢ ﺗﻘﺪﱘ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻔﻴﺪة ﻷﺷﻐﺎل اﻟﻠﺠﻨﺔ ‪.1‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺳﻴﺮ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‬

‫ﳝ ـ ــﺎرس ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي اﻻﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﺎت اﳌ ـ ـ ــﺨﻮﻟﺔ ﻟ ـ ــﻪ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ اﻟﺘ ـ ــﺪاول ‪ ،‬و ﻳﺄﺧ ـ ــﺬ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ ﺑﺄﺳ ـ ــﻠﻮب‬
‫اﻹدارة اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃ ـ ـ ـ ــﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜ ـ ـ ــﺔ إذ أن ﻗﺮاراﺗ ـ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﺗﺘﺨ ـ ـ ــﺬ إﻻ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ اﻟﺒﺤ ـ ـ ــﺚ و اﻻﺳﺘﻘﺼ ـ ـ ــﺎء و ﲨ ـ ـ ــﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧ ـ ـ ــﺎت و‬
‫اﻟﺘﺪاول ﰲ اﻷﻣﺮ ‪ ، 2‬وﻻ ﳎﺎل ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻔﺮدي‪.‬‬
‫وﻟﺪراﺳ ـ ــﺔ ﻧﻈ ـ ــﺎم ﺳ ـ ــﲑ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻗﺴ ـ ــﻢ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻄﻠ ـ ــﺐ إﱃ ﻓ ـ ــﺮﻋﲔ ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺮع أول ﺗﻨﺎوﻟﻨ ـ ــﺎ ﻓﻴ ـ ــﻪ‬
‫دورات ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ‪ ،‬وﰲ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ ﻣﺪاوﻻﺗﻪ‪.‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪ :‬دورات اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‬
‫ﳚﺘﻤ ـ ــﻊ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﰲ دورة ﻋﺎدﻳ ـ ــﺔ ﻛ ـ ــﻞ ﺷ ـ ــﻬﺮﻳﻦ وﻻ ﺗﺘﻌ ـ ــﺪى ﻣ ـ ــﺪة ﻛ ـ ــﻞ دورة ﲬﺴ ـ ــﺔ أﻳ ـ ــﺎم أي ‪6‬‬
‫دورات ﻋﺎدﻳﺔ ﰲ اﻟﺴﻨﺔ ‪.‬‬
‫و ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻼﺣ ـ ــﻆ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻋ ـ ــﺪل ﰲ ﻋ ـ ــﺪد دورات ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ ﻓﺒﻌ ـ ــﺪ أن ﻛﺎﻧ ـ ــﺖ ﻛ ـ ــﻞ ﺛ ـ ــﻼث أﺷ ـ ــﻬﺮ أي ‪4‬‬
‫ﻣ ـ ـﺮات ﰲ اﻟﺴـ ــﻨﺔ وﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ ﻧﺼـ ــﺖ ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﳌـ ــﺎدة ‪ 14‬ﻣـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻘـ ــﺪﱘ و اﳌـ ــﺎدة ‪ 17‬ﻣـ ــﻦ ﻣﺸـ ــﺮوع اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن‪،‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﻗﻠﺺ اﳌﺸﺮع ﻣﺪة اﻟﺪورة إﱃ ﺷﻬﺮﻳﻦ اﺛﻨﲔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺎم اﳌﺸﺮع ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﺪة اﻟﺪورة ب ‪ 5‬أﻳﺎم‪.‬؟‬
‫و ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠـ ـ ــﺪورات اﻻﺳـ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻘـ ـ ــﺪ ﻧﺼـ ـ ــﺖ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 17‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 10/11‬ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻧـ ـ ــﻪ "ﳚﺘﻤـ ـ ــﻊ‬
‫ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ ﰲ دورة اﺳـ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻛﻠﻤـ ـ ــﺎ اﻗﺘﻀـ ـ ــﺖ ﺷـ ـ ــﺆون اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ذﻟـ ـ ــﻚ ﺑﻄﻠـ ـ ــﺐ ﻣـ ـ ــﻦ رﺋﻴﺴـ ـ ــﻪ أو ﺛﻠﺜـ ـ ــﻲ أﻋﻀـ ـ ــﺎﺋﻪ أو‬
‫ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻮاﱄ "‪.‬‬

‫‪ - 1‬أﻧﻈﺮ اﳌﻮاد ‪35‬و ‪ 36‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪ‪.‬‬

‫‪ - 2‬ﺣﺴﲔ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺣﺴﲔ ‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪، 1982 ،‬‬
‫ص ‪. 158‬‬
‫‪38‬‬
‫و ﺗ ـ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 19‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 10/11‬ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻧ ـ ـ ــﻪ ﻳﻌﻘ ـ ـ ــﺪ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي دوراﺗ ـ ـ ــﻪ ﲟﻘ ـ ـ ــﺮ‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ إﻻ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻘـ ــﻮة اﻟﻘـ ــﺎﻫﺮة ﻓـ ــﺎن اﳌﺸـ ــﺮع أﺟـ ــﺎز ﻟﻠـ ــﺪورة أن ﺗﻨﻌﻘـ ــﺪ ﺧـ ــﺎرج ﻣﻘـ ــﺮ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ أو ﺧـ ــﺎرج إﻗﻠـ ــﻴﻢ‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻛﻠﻴﺎ و ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ أن ﻳﻌﻴﻨﻪ اﻟﻮاﱄ ‪.‬‬
‫وﻳـ ــﺘﻢ ﲢﺪﻳـ ــﺪ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ و ﺟ ـ ــﺪول أﻋﻤـ ــﺎل دورات ا‪‬ﻠـ ــﺲ ﻣـ ــﻦ ﻗﺒـ ــﻞ رﺋـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﺑﺎﻟﺘﺸـ ــﺎور ﻣـ ــﻊ‬
‫اﳍﻴﺌ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ـ ـ ــﺔ و ﻳﺒ ـ ـ ــﺪأ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﳌ ـ ـ ــﺪاوﻻت ﺣ ـ ـ ــﲔ ﳛﻀ ـ ـ ــﺮ اﳉﻠﺴ ـ ـ ــﺎت أﻏﻠﺒﻴ ـ ـ ــﺔ اﻷﻋﻀ ـ ـ ــﺎء وذﻟ ـ ـ ــﻚ ﺑﺈرﺳ ـ ـ ــﺎل‬
‫اﻻﺳ ـ ــﺘﺪﻋﺎء إﻟ ـ ــﻴﻬﻢ ﻛﺘﺎﺑﻴ ـ ــﺎ و إﱃ ﻣﻘ ـ ــﺮ ﺳ ـ ــﻜﻨﺎﻫﻢ ﻣﺮﻓﻘ ـ ــﺔ ﲜ ـ ــﺪول اﻷﻋﻤ ـ ــﺎل ﺑﻮاﺳ ـ ــﻄﺔ ﻇ ـ ــﺮف ﳏﻤ ـ ــﻮل ﻗﺒ ـ ــﻞ ﻋﺸ ـ ــﺮة‬
‫‪1‬‬
‫أﻳﺎم ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻓﺘﺘﺎح اﻟﺪورة ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﺪاوﻻت اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‬

‫ﺗ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 23‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن اﺟﺘﻤﺎﻋ ـ ــﺎت ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻻ ﺗﺼ ـ ــﺢ إﻻ ﲝﻀ ـ ــﻮر‬
‫اﻷﻏﻠﺒﻴ ـ ــﺔ اﳌﻄﻠﻘ ـ ــﺔ ‪ ،‬أي أن اﳌ ـ ــﺪاوﻻت ﺗﻌﺘ ـ ــﱪ ﺻ ـ ــﺤﻴﺤﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﻻﺳ ـ ــﺘﺪﻋﺎء اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ ﺑﻔ ـ ــﺎرق ‪ 5‬أﻳ ـ ــﺎم ﻛﺎﻣﻠ ـ ــﺔ ﻣﻬﻤ ـ ــﺎ‬
‫ﻛ ـ ـ ــﺎن ﻋ ـ ـ ــﺪد اﻷﻋﻀ ـ ـ ــﺎء اﳊﺎﺿ ـ ـ ـﺮﻳﻦ ‪،‬و ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن ﺟﻠﺴ ـ ـ ــﺎت ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ ﻋﻠﻨﻴ ـ ـ ــﺔ و ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن ﻣﻔﺘﻮﺣ ـ ـ ــﺔ ﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﲏ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ‬
‫وﻟﻜ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ ﻣﻌ ـ ـ ــﲏ ﲟﻮﺿ ـ ـ ــﻮع اﳌﺪاوﻟ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ورﻏ ـ ـ ــﻢ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻟ ـ ـ ــﻴﺲ ﳍ ـ ـ ــﺬا اﳊﻀ ـ ـ ــﻮر اﳊ ـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﻨﻘ ـ ـ ــﺎش و‬
‫اﻟﺘـ ــﺪاول ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴـ ــﺔ ﻓ ـ ــﺈن ‪ % 90‬ﻣـ ــﻦ ا‪ ‬ـ ــﺎﻟﺲ اﳌﻨﺘﺨﺒـ ــﺔ ﻳ ـ ــﺮﻓﺾ أﻋﻀـ ــﺎﺋﻬﺎ و رﺋﻴﺴ ـ ــﻬﺎ ﺣﻀ ـ ــﻮر‬
‫اﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﻨﲔ ﺑ ـ ــﺄي ﺷ ـ ــﻜﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﻷﺷ ـ ــﻜﺎل ‪ ،‬وﳚ ـ ــﺪون ﰲ ﻛ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﺮة ﻧﻔ ـ ــﺲ اﳊﺠ ـ ــﺔ ﳊﺮﻣ ـ ــﺎن اﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﺼﺎﱀ ﺑﻠﺪﻳﺘﻪ وﻫﻲ أن اﳌﺪاوﻻت ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﲟﺴ ـ ــﺎﺋﻞ ﺳ ـ ـ ـﺮﻳﺔ وﺗﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﻔﺤ ـ ــﺺ ﺣ ـ ــﺎﻻت اﳌﻨﺘﺨﺒـ ـ ــﲔ أو ﲟﺴ ـ ــﺎﺋﻞ ﻣﺮﺗﺒﻄـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﻷﻣﻦ ‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬا ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌ ـ ــﺎرض ﻣـ ـ ــﻊ‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺒﺪأ ﺗﺄﻃﲑ اﻟﺘﺸﺎور اﶈﻠﻲ وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺒﺪأ ﺗﻘﺮﻳﺐ اﻹدارة ﻣﻦ اﳌﻮاﻃﻦ‪.‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﳉﻠﺴ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﺈن اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 27‬ﺗﻨﻴﻄ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻟﺮﺋﻴﺲ وﳝﻜ ـ ــﻦ ﳍ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ ﻃ ـ ــﺮد أي ﺷ ـ ــﺨﺺ‬
‫ﻏ ـ ــﲑ ﻣﻨﺘﺨ ـ ــﺐ ﺑ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ ﳛ ـ ــﻞ ﲝﺴ ـ ــﻦ ﺳ ـ ــﲑ اﳉﻠﺴ ـ ــﺔ ﺑﻌ ـ ــﺪ إﻧ ـ ــﺬارﻩ ‪ ,‬وﻣ ـ ــﺎ ﻳﻼﺣ ـ ــﻆ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻛ ـ ــﺎن ﺻ ـ ــﺮﳛﺎ ﰲ‬
‫إﺑ ـ ـﺮاز اﳉﻬـ ــﺔ اﳌﻘﺒﻮﻟـ ــﺔ ﺑـ ــﺈدارة اﳉﻠﺴـ ــﺔ وﻓـ ــﺮض اﻟﻨﻈـ ــﺎم ﻓﻴﻬـ ــﺎ‪ .‬أﻣـ ــﺎ اﳌـ ــﺎدة ‪ 28‬ﻓﻘـ ــﺪ ﻧﺼـ ــﺖ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻨـ ــﻊ أي ﻋﻀـ ــﻮ‬
‫ﺑ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ ﺣﻀ ـ ــﻮر ﺟﻠﺴ ـ ــﺎت ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟ ـ ــﱵ ﻳ ـ ــﺪاول ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﺣ ـ ــﻮل ﻣﻮﺿ ـ ــﻮع ﳜﺼ ـ ــﻪ أو ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻟ ـ ــﻪ ﻣﺼ ـ ــﻠﺤﺔ ﻓﻴ ـ ــﻪ ‪,‬‬

‫‪ - 1‬اﳌﻮاد ‪ 21 . 19‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 10/11‬اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫‪ - 2‬ﻟﻌﺒﺎدي إﲰﺎﻋﻴﻞ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪37‬و‪. 36‬‬
‫‪39‬‬
‫وﻟﻘـ ـ ــﺪ وﺿـ ـ ــﻊ اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋـ ـ ــﺮي ﺑﺸـ ـ ــﻜﻞ ﺻ ـ ـ ـﺮﻳﺢ ﻻ ﻟـ ـ ــﺒﺲ ﻓﻴـ ـ ــﻪ ﺣﺮﻣـ ـ ــﺎن ﻗـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻀـ ـ ــﻮ و ﻫـ ـ ــﺬا ﺿـ ـ ــﻤﺎن ﻟﻠﺤﻴـ ـ ــﺎة‬
‫واﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ‪.‬‬
‫وﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 29‬ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧـ ـ ـﻪ‪":‬ﻳﻀ ـ ــﻤﻦ اﻷﻣ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ أﻣﺎﻧ ـ ــﺔ اﳉﻠﺴ ـ ــﺔ وﲢ ـ ــﺖ أﺷـ ـ ـﺮاف رﺋ ـ ــﻴﺲ‬
‫ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي" ‪.‬‬
‫إﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺎدة ‪ 30‬ﻓﺘ ـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺗﻌﻠﻴ ـ ـ ــﻖ اﳌ ـ ـ ــﺪاوﻻت ﰲ اﻷﻣ ـ ـ ــﺎﻛﻦ اﳌﺨﺼﺼ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻼﺣﻈ ـ ـ ــﺎت‬
‫وإﻋـ ــﻼم اﳉﻤﻬـ ــﻮر ﺧـ ــﻼل اﻟﺜﻤﺎﻧﻴ ـ ــﺔ أﻳـ ــﺎم اﳌﻮاﻟﻴـ ــﺔ ﻟﺪﺧﻮﻟ ـ ــﻪ ﺣﻴـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﺑﺎﺳـ ــﺘﺜﻨﺎء اﳊ ـ ــﺎﻻت اﻟـ ــﱵ ﻧﺼـ ــﺖ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ‬
‫اﳌﺎدة ‪ 26‬وﻟﻘﺪ أﻟﺰم اﳌﺸﺮع ﺑﺘﻌﻠﻴﻖ ﻫﺬﻩ اﳌﺪاوﻻت ﺑﻐﻴﺔ ﲤﻜــﲔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻣﻦ اﻹﻃﻼع ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‬

‫رﺋ ـ ـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ـ ــﺪي ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺆول اﻷول ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺔ وﻫ ـ ـ ـ ــﻮ رﺋﻴﺴ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ‪ ،‬وﳝﺜ ـ ـ ـ ــﻞ اﳍﻴﺌ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻳﻨﺘﺨ ـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺑ ـ ـ ــﲔ أﻋﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻪ وﺗﻀ ـ ـ ــﻢ اﳍﻴﺌ ـ ـ ــﺔ ﻧﺎﺋﺒ ـ ـ ــﺎن أو أﻛﺜ ـ ـ ــﺮ وﻳﺘﻐ ـ ـ ــﲑ ﻋ ـ ـ ــﺪدﻫﻢ ﺣﺴ ـ ـ ــﺐ ﻋ ـ ـ ــﺪد‬
‫اﻟﺴ ـ ــﻜﺎن‪ 1 ،‬وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﻨﺘﻄﺮق إﱃ ﻛﻴﻔﻴ ـ ــﺔ اﺧﺘﻴ ـ ــﺎر رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﰎ ﻧﻌ ـ ــﺮج إﱃ ﺣ ـ ــﺎﻻت إ‪ ‬ـ ــﺎء‬
‫ﻣﻬﺎﻣﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳﺪ ‪. 10/11‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬ﺗﻨﺼﻴﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‬
‫ﺟ ـ ـ ــﺎء ﰲ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 64‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ‪ " :‬ﻳﺴ ـ ـ ــﺘﺪﻋﻲ اﻟـ ـ ـ ـﻮاﱄ اﳌﻨﺘﺨﺒ ـ ـ ــﲔ ﻗﺼ ـ ـ ــﺪ ﺗﻨﺼ ـ ـ ــﻴﺐ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ‬
‫اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﺧﻼل اﳋﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ اﻟﱵ ﺗﻠﻲ إﻋﻼن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت "‪.‬‬
‫و ﺗ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ " 65‬ﻳﻌﻠ ـ ــﻦ رﺋﻴﺴ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﺠﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻣﺘﺼ ـ ــﺪر اﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﲢﺼ ـ ــﻠﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫أﻏﻠﺒﻴﺔ أﺻﻮات اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ ‪.‬‬
‫وﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺴﺎوي اﻷﺻﻮات‪ ،‬ﻳﻌﻠﻦ رﺋﻴﺴﺎ اﳌﺮﺷﺤﺔ أو اﳌﺮﺷﺢ اﻷﺻﻐﺮ ﺳﻨﺎ‪".‬‬

‫‪ - 1‬ﺟﻮرج ﻗﻮدﻳﻞ‪ ،‬ﺑﻴﺎر دﻟﻘﻮﻟﻘﻴﻪ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ‪ ،‬ﺗﺮﲨﺔ ﻣﻨﺼﻮر اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪ ،‬اﳉﺰء اﻟﺜﺎﱐ ‪ ،‬اﳌﺆﺳﺴﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﻳﻊ ‪ ،‬ﺑﲑوت ‪20011‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. 378‬‬
‫‪40‬‬
‫ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻼﺣـ ـ ــﻆ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌـ ـ ــﺎدة أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﱂ ﻳﻌـ ـ ــﺎﰿ اﻟﻐﻤـ ـ ــﻮض ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ ﳜـ ـ ــﺺ ﺗﻌﻴـ ـ ــﲔ رﺋـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ‬
‫اﻟﺒﻠﺪي ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﱵ ﻋﺎﳉﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺴﺎوي اﻷﺻﻮات ﻓﺄوﻛﻠﻬﺎ اﳌﺸﺮع ﻟﻸﺻﻐﺮ ﺳﻨﺎ‪.‬‬
‫وﻗ ـ ـﺪ ﻛﺎﻧ ــﺖ ﻛﻴﻔﻴ ــﺔ ﺗﻌﻴ ــﲔ رﺋ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ــﺲ ﳏ ــﻞ ﺟ ــﺪل ﻛﺒ ــﲑ ﺑ ــﲔ أﻋﻀ ــﺎء اﻟﱪﳌ ــﺎن‪ ،‬واﻟ ــﺬﻳﻦ أﺳ ــﻘﻄﻮا ﻧ ــﺺ اﳌ ــﺎدة‬
‫اﻷﺻﻠﻲ اﻟﺬي ورد ﰲ ﻣﺸﺮوع ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﺬي أﻋﺪﺗﻪ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪.‬‬

‫إﻻ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﺳ ـ ــﺘﺪرك اﻷﻣ ـ ــﺮ و وﺿ ـ ــﺢ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ــﺎدة أﻛﺜ ـ ــﺮ ﰲ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ــﺎت اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ ‪ 01/12‬ﰲ‬
‫اﳌـ ــﺎدة ‪ 80‬ﻣﻨـ ــﻪ ﺣﻴـ ــﺚ ﻧﺼـ ــﺖ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــﺎ إذا ﱂ ﺗﻮﺟـ ــﺪ أي ﻗﺎﺋﻤـ ــﺔ ﺣـ ــﺎزت ﻋﻠـ ــﻰ اﻷﻏﻠﺒﻴـ ــﺔ اﳌﻄﻠﻘـ ــﺔ‬
‫ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻘﻮاﺋﻢ اﳊﺎﺋﺰة ﻋﻠﻰ ‪ 35%‬ﻣﻦ اﳌﻘﺎﻋﺪ ﺗﻘﺪﱘ ﻣﺮﺷﺢ ‪.‬‬

‫وﻟﻘ ـ ــﺪ ﻃ ـ ــﺮح اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺣ ـ ــﻼ آﺧ ـ ــﺮ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﺪم ﺣﺼ ـ ــﻮل أي ﻗﺎﺋﻤ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ‪ %35‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻗ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﻘﺎﻋ ـ ــﺪ‬
‫ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﳉﻤﻴ ـ ــﻊ اﻟﻘـ ـ ـﻮاﺋﻢ ﺗﻘ ـ ــﺪﱘ ﻣﺮﺷ ـ ــﺢ وﻫﻨ ـ ــﺎ ﻳﻜ ـ ــﻮن اﻻﻧﺘﺨ ـ ــﺎب ﺳ ـ ــﺮي وﻳﻌﻠ ـ ــﻦ رﺋﻴﺴ ـ ــﺎ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﳌﱰﺷ ـ ــﺢ‬
‫اﻟﺬي ﲢﺼﻞ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ اﻷﺻﻮات ‪.‬‬
‫وﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺗﺴ ـ ــﺎوي اﻷﺻ ـ ـ ـﻮات ﳚ ـ ــﺮي دور ﺛ ـ ــﺎن ﰲ اﻟﻴ ـ ــﻮﻣﲔ اﳌ ـ ـ ـﻮاﻟﻴﲔ و إذا ﻣ ـ ــﺎ ﺗﺴ ـ ــﺎوت اﻷﺻ ـ ـ ـﻮات ﰲ‬
‫‪1‬‬
‫ﻫﺬﻩ اﳌﺮة ﻳﻌﻠﻦ اﳌﱰﺷﺢ اﻷﺻﻐﺮ ﺳﻨﺎ رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ‪.‬‬
‫واﻟﺴ ـ ـﺆال اﳌﻄ ـ ــﺮوح ﰲ ﻫ ـ ــﺬا ا‪ ‬ـ ــﺎل ‪،‬ﻫ ـ ــﻮ إﱃ أي ﻗﻮاﻋ ـ ــﺪ ﺗﻌﻴ ـ ــﲔ ﳓ ـ ــﺘﻜﻢ ﻫ ـ ــﻞ إﱃ ﺗﻠ ـ ــﻚ اﻟ ـ ـﻮاردة ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة‬
‫‪ 65‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎرﻩ اﻟﺸـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﰲ ﲨﻴ ـ ــﻊ اﳌﺴ ـ ــﺎﺋﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ و ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ ﻛﻴﻔﻴ ـ ــﺔ ﺗﻌﻴ ـ ــﲔ‬
‫اﻟـ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ؟ أم إﱃ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 80‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ـ ــﺎت ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ــﺎرﻩ أﻳﻀ ـ ـ ــﺎ اﻟﺸـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﻛ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ‬
‫ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎب و ﺷﺮوﻃﻪ و ﻗﻮاﻋﺪﻩ ﲟﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻧﺘﺨﺎب أﻋﻀﺎء ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ ؟‪.‬‬
‫وﰲ اﳊﻘﻴﻘـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﺈن اﻻﺳـ ـ ــﺘﻨﺎد إﱃ ﻗﺎﻋـ ـ ــﺪة اﻟﻼﺣـ ـ ــﻖ ﻳﻠﻐـ ـ ــﻲ اﻟﺴـ ـ ــﺎﺑﻖ و إﱃ ﻛـ ـ ــﻮن ﻧﻈـ ـ ــﺎم اﻻﻧﺘﺨﺎﺑـ ـ ــﺎت ﻗـ ـ ــﺪ‬
‫ﺻـ ــﺪر ﲟﻮﺟـ ــﺐ ﻗـ ــﺎﻧﻮن ﻋﻀ ـ ــﻮي و ﻫ ـ ــﻮ أﻋﻠـ ــﻰ درﺟ ـ ــﺔ و إﻟﺰاﻣﻴـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي و اﻟـ ــﺬي ﺻـ ــﺪر ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ‬
‫ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ﻋ ـ ــﺎدي ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨ ـ ــﺎ ﻧ ـ ــﺮﺟﺢ ﺗﻄﺒﻴ ـ ــﻖ أﺣﻜ ـ ــﺎم اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 80‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ــﺎت ‪.‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘﻀ ـ ــﺢ ﻛ ـ ــﺬﻟﻚ أن‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻋ ـ ــﺎﰿ اﻟﻔ ـ ـ ـﺮاغ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟ ـ ــﺬي ﻛ ـ ــﺎن ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 48‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 08/90‬واﻋﺘﻤ ـ ــﺪ ﰲ اﻷﺧ ـ ــﲑ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﻌﻴـ ـ ــﺎر اﻷﺻـ ـ ــﻐﺮ ﺳـ ـ ــﻨﺎ ﻷﻧـ ـ ــﻪ ﻳﺘﻤﺎﺷـ ـ ــﻰ ﻧﻮﻋـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻊ ﻣﺒـ ـ ــﺪأ اﳌﺴـ ـ ــﺎواة ﺑﺎﻋﺘﺒـ ـ ــﺎر أﻧـ ـ ــﻪ ﳝﻜـ ـ ــﻦ أن ﻳﻜـ ـ ــﻮن اﳌﱰﺷـ ـ ــﺢ‬
‫اﻷﺻ ـ ــﻐﺮ ﺳ ـ ــﻨﺎ أﻛﺜ ـ ــﺮ ﻛﻔ ـ ــﺎءة وذو ﻣ ـ ــﺆﻫﻼت وﺗﺆﻫﻠ ـ ــﻪ ﻻن ﻳﻜ ـ ــﻮن رﺋﻴﺴ ـ ــﺎ وﻫ ـ ــﺬا ﺣ ـ ــﱴ ﻻ ﺗﻜ ـ ــﻮن اﻹدارة ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ ﺣﻜﺮا ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺒﺎر ﲝﺠﺔ اﳋﱪة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 80‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀﻮي ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ‪ ، 01/12‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 18‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪ ، 2012‬ص ‪.11‬‬
‫‪41‬‬
‫وﻟﻘ ـ ــﺪ ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 63‬ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــﻮب إﻗﺎﻣ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ داﺋﻤ ـ ــﺔ وﻓﻌﻠﻴ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺈﻗﻠﻴﻢ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــﺬا ﺿ ـ ــﻤﺎن‬
‫أﻛﺜﺮ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ ﺑﲔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ورﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ ،‬وﻟﻠﺘﻜﻔﻞ ﻋﻦ ﻗﺮب ﲟﺼﺎﱀ اﳌﻮاﻃﻨﲔ وﲢﺴﲔ ﻳﻮﻣﻴﺎ‪‬ﻢ ‪.‬‬

‫وﺑﻌ ـ ــﺪ أن ﻳ ـ ــﺘﻢ اﺧﺘﻴ ـ ــﺎر رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ ﻓ ـ ــﺮض اﳌﺸ ـ ــﺮع إﺟ ـ ـ ـﺮاءات ﺗ ـ ــﺘﻢ ﻣ ـ ــﻦ ﺧﻼﳍ ـ ــﺎ ﺗﻨﺼ ـ ــﻴﺐ اﻟـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ‬
‫وذﻟـ ــﻚ ﰲ ﺣﻔـ ــﻞ رﲰـ ــﻲ وﻫـ ــﺬا ﻹﺿـ ــﻔﺎء ﺻـ ــﺒﻐﺔ اﻟﺮﲰﻴـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺮاﺳـ ــﻴﻢ ﺗﻨﺼـ ــﺐ رﺋـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي‬
‫‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎر اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪة اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﰲ اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ ﻳﻨﺒﻐ ـ ــﻲ إﻳﻼﺋﻬ ـ ــﺎ اﳌﻜﺎﻧ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺴ ـ ــﺘﺤﻘﻬﺎ و اﻋﺘﺒ ـ ــﺎرا ﻟﻠﻤﺮﻛ ـ ــﺰ‬
‫اﻟ ـ ــﺬي ﻳﺘﻤﺘـ ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﻪ رﺋـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي ‪ ،‬و ﻳـ ـ ــﺘﻢ اﳊﻔ ـ ــﻞ اﻟﺮﲰـ ـ ــﻲ ﲝﻀـ ـ ــﻮر ﻣﻨﺘﺨ ـ ــﱯ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ أﺛﻨـ ـ ــﺎء‬
‫ﺟﻠﺴﺔ ﻋﻠﻨﻴﺔ ﻳﺮأﺳﻬﺎ اﻟﻮاﱄ أو ﳑﺜﻠﻪ ﺧﻼل ‪ 15‬ﻳﻮم اﻟﱵ ﺗﻠﻲ إﻋﻼن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‪.1‬‬

‫و ﺗ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 68‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻧ ـ ــﻪ ﻳ ـ ــﺘﻢ إﻋـ ـ ــﺪاد ﳏﻀ ـ ــﺮ ﺑ ـ ــﲔ رﺋـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﳌﻨﺘﻬﻴـ ـ ــﺔ‬
‫وﻻﻳﺘـ ــﻪ و اﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﳉﺪﻳـ ــﺪ ﺧـ ــﻼل ‪ 8‬أﻳـ ــﺎم اﻟـ ــﱵ ﺗﻠـ ــﻲ ﺗﻨﺼ ـ ــﻴﺒﻪ و ﺗﺮﺳـ ــﻞ ﻧ ـ ــﺴﺨﺔ ﻣـ ــﻦ اﶈﻀـ ــﺮ إﱃ اﻟ ـ ـﻮاﱄ ‪،‬أﻣـ ــﺎ ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟ ــﺔ ﻣ ــﺎ إذا ﻛ ــﺎن رﺋ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ــﺲ ﻗ ــﺪ ﺟ ــﺪدت ﻋﻬﺪﺗ ــﻪ ﻓﺎﻧ ــﻪ ﻳﻘ ــﺪم ﻋ ــﺮض ﺣ ــﺎل ﻋ ــﻦ وﺿ ــﻌﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳ ــﺔ ‪ ،‬و ﻫ ــﺬا‬
‫ﻹﺿﻔﺎء اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﰲ ﺗﺴﻴﲑ اﻟﺸﺄن اﶈﻠﻲ و ﺿﻤﺎن اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﻓﻴﻌﻤﻞ اﳌﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫وﳜﺘ ـ ــﺎر اﻟ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ﻧﺎﺋﺒ ـ ــﺎن أو ﻋ ـ ــﺪة ﻧ ـ ـ ـﻮاب وﻳﻜ ـ ــﻮن ﻋ ـ ــﺪدﻫﻢ ﳏﺼ ـ ــﻮر ﺑ ـ ــﲔ ‪ 2‬و‪ 6‬ﻧـ ـ ـﻮاب ﺣﺴ ـ ــﺐ ﻋ ـ ــﺪد‬
‫ﺳ ـ ــﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ و ﺑ ـ ــﺎﻷﺣﺮى ﺣﺴ ـ ــﺐ ﻋ ـ ــﺪد اﳌﻘﺎﻋ ـ ــﺪ اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺘﻜ ـ ــﻮن ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ ﳎﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ‬
‫وﺿـ ـ ــﺤﻪ اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 69‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ "ﻳﺴـ ـ ــﺎﻋﺪ رﺋـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي ﻧﺎﺋﺒـ ـ ــﺎن أو ﻋـ ـ ــﺪة‬
‫ﻧﻮاب وﻳﻜﻮن ﻋﺪدﻫﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﰐ ‪:‬‬
‫ﻧﺎﺋﺒﺎن )‪ (2‬ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎت ذات ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﳌﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ إﱃ ﺗﺴﻌﺔ أﺷﺨﺎص‪.‬‬
‫ﺛﻼﺛﺔ )‪ (3‬ﻧﻮاب ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎت ذات ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﳌﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻣﻘﻌﺪا ‪.‬‬
‫أرﺑﻌﺔ )‪ (4‬ﻧﻮاب ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎت ذات ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﳌﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮة ﻣﻘﻌﺪا‪.‬‬
‫ﲬﺴﺔ )‪ (5‬ﻧﻮاب ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎت ذات ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﳌﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﻘﻌﺪ‪.‬‬
‫ﺳﺘﺔ )‪ (6‬ﻧﻮاب ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎت ذات ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﳌﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ و ﺛﻼﺛﲔ ﻣﻘﻌﺪا ‪.‬‬
‫ﺑﻌـ ــﺪﻫﺎ ﻳﻌـ ــﺮض رﺋـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ــﺲ ﻗﺎﺋﻤـ ــﺔ اﻟﻨ ـ ـﻮاب اﻟـ ــﺬﻳﻦ اﺧﺘـ ــﺎرﻫﻢ ﻋﻠـ ــﻰ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﰲ أﺟـ ــﻞ‬
‫‪ 15‬ﻳ ـ ــﻮم اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻠ ـ ــﻲ ﺗﻨﺼ ـ ــﻴﺒﻪ ‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﳌ ـ ــﻨﺢ اﻟﻮﻗ ـ ــﺖ اﻟﻜ ـ ــﺎﰲ ﻟﻠـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ﻻﺧﺘﻴ ـ ــﺎر ﻋﻤ ـ ــﻦ ﳛ ـ ــﻮز ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺛﻘﺘ ـ ــﻪ وﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻳ ـ ـ ـ ـﺮاﻫﻢ ﻣﻨﺎﺳـ ـ ـ ــﺒﲔ ﳌﺴـ ـ ـ ــﺎﻋﺪﺗﻪ ﰲ إدارة ﺷـ ـ ـ ــﺆون اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ـ ــﺔ ﺗﻨﻔﻴـ ـ ـ ــﺬ ﻣـ ـ ـ ــﺪاوﻻت ا‪‬ﻠـ ـ ـ ــﺲ أو ﻧﺸـ ـ ـ ــﺮ‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 64‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪" :‬ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ اﻟﻮاﱄ اﳌﻨﺘﺨﺒﲔ ﻗﺼﺪ ﺗﻨﺼﻴﺐ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﺧﻼل اﳋﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻳﻮﻣﺎ اﻟﱵ ﺗﻠﻲ إﻋﻼن ﻧﺘﺎﺋﺞ‬
‫اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت "‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ واﻟـ ـ ــﱵ ﺗﺘﻄﻠـ ـ ــﺐ ﻣـ ـ ــﻦ اﳍﻴﺌـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـ ـ ــﺔ ﻋﻤـ ـ ــﻼ ﺟﺒـ ـ ــﺎرا ﻳﻘﺘﻀـ ـ ــﻲ اﻻﻧﺴـ ـ ــﺠﺎم و اﻟﺜﻘـ ـ ــﺔ وﺗـ ـ ــﺘﻢ اﳌﺼ ـ ـ ــﺎدﻗﺔ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﳌﻄﻠﻘﺔ و ﻳﻌﲔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻮاﺑﻪ ﻟﻠﻤﺪة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ أي )‪ (5‬ﺳﻨﻮات ‪.‬‬
‫وﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻼﺣـ ـ ــﻆ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ﻫـ ـ ــﻮ ﺗﻨﺎﻗﻀـ ـ ــﻬﺎ ﻣـ ـ ــﻊ ﻣـ ـ ــﺎ ﺗﻨﺼ ـ ـ ــﻪ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 79‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀ ـ ـ ــﻮي‬
‫ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ــﺎت ﺣﻴ ـ ــﺚ أن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ــﺎدة ﱂ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــﻮد ﳎ ـ ــﺎﻟﺲ ‪ ‬ـ ــﺎ ‪ 7‬ﻣﻘﺎﻋ ـ ــﺪ و ‪ 9‬أو ﺣ ـ ــﱴ ‪ 11‬ﻣﻘﻌ ـ ــﺪ‬
‫‪ ،‬ﻛﻤﺎ أن اﳌﺸﺮع ﻋﺪد اﻟﻨﻮاب ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ا‪‬ﻠﺲ ﺑﻪ ‪ 43‬ﻣﻘﻌﺪ‪. 1‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬إﻧﻬﺎء ﻣﻬﺎم رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي ‪:‬‬

‫ﺗﻨﺘﻬـ ـ ــﻲ ﻣﻬـ ـ ــﺎم رﺋـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي ﰲ ﺛـ ـ ــﻼث ﺣـ ـ ــﺎﻻت ﺣـ ـ ــﺪدﻫﺎ اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋـ ـ ــﺮي وﺣﺼـ ـ ــﺮﻫﺎ أﻻ‬
‫وﻫﻲ اﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻮﻓﺎة واﻹﻗﺼﺎء واﻟﺘﺨﻠﻲ وﻫﺬا ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻄﺮق ﻟﻪ ﰲ اﻟﻔﺮوع اﳌﻮاﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪:‬اﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ‬

‫و ﺗﺘﻤﺜـ ــﻞ ﰲ اﻟﺘﻌﺒـ ــﲑ اﻟﺼ ـ ـﺮﻳﺢ ﻣـ ــﻦ رﺋـ ــﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻛﺘﺎﺑـ ــﺔ ﻋـ ــﻦ رﻏﺒﺘـ ــﻪ ﰲ اﻻﺳـ ــﺘﻘﺎﻟﺔ ﻋـ ــﻦ رﺋﺎﺳـ ــﺔ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ‬
‫اﻟﺒﻠـ ــﺪي و ذﻟـ ــﻚ ﻳﻜـ ــﻮن ﺑـ ــﺪﻋﻮة ا‪‬ﻠـ ــﺲ ﻟﻼﺟﺘﻤـ ــﺎع ﻟﺘﻘـ ــﺪﱘ اﺳـ ــﺘﻘﺎﻟﺘﻪ و ﻳـ ــﺘﻢ إﺛﺒـ ــﺎت ذﻟـ ــﻚ ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ ﻣﺪاوﻟـ ــﺔ‬
‫ﺗﺮﺳ ـ ــﻞ إﱃ اﻟـ ـ ـﻮاﱄ ‪ ،‬وﺑ ـ ــﺬﻟﻚ ﺗﺼ ـ ــﺒﺢ اﺳ ـ ــﺘﻘﺎﻟﺔ اﻟـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ﺳ ـ ــﺎرﻳﺔ ﻣﻨ ـ ــﺬ ﺗ ـ ــﺎرﻳﺦ اﺳ ـ ــﺘﻼﻣﻬﺎ ﻣ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـﻮاﱄ وﺑ ـ ــﺬﻟﻚ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫‪2‬‬
‫ﺑﺎب إﻋﻼم اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻮﺻﻴﺔ و ﻓﻘﻂ ‪.‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟﻮﻓﺎة و اﻹﻗﺼﺎء‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﻮﻓ ـ ــﺎة ‪ :‬و ﻫ ـ ــﻲ ﻣﺴ ـ ــﺄﻟﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴ ـ ــﺔ و ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 40‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬و ﺗﻨﺘﻬ ـ ــﻲ‬
‫ﺑ ـ ــﻪ ﻋﻬ ـ ــﺪة أي ﻋﻀ ـ ــﻮ ﰲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ‪ ،‬ﲝﻴ ـ ــﺚ ﳜﺘ ـ ــﺎر ﻣﺒﺎﺷ ـ ــﺮة ﺑﻌ ـ ــﺪﻩ اﳌﻨﺘﺨ ـ ــﺐ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻘﺎﺋﻤ ـ ــﺔ و‬
‫ﻳﻘﻮم اﻟﻮاﱄ ﺑﺎﲣﺎذ ﻣﻘﺮر اﻻﺳﺘﺨﻼف ﰲ ﻣﺪة ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ﺷﻬﺮا واﺣﺪا )اﳌﺎدة ‪ 41‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ (‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 79‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﱵ ﺗﻨﺺ ‪ ":‬ﻳﺘﻐﲑ ﻋﺪد أﻋﻀﺎء ا‪‬ﺎﻟﺲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺣﺴﺐ ﺗﻐﲑ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬
‫اﻹﺣﺼﺎء اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺴﻜﺎن واﻹﺳﻜﺎن اﻷﺧﲑ وﺿﻤﻦ اﻟﺸﺮوط اﻵﺗﻴﺔ ‪:‬‬
‫ـ ‪ 13‬ﻋﻀﻮا ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﻘﻞ ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ﻋﻦ ‪ 10.000‬ﻧﺴﻤﺔ ‪،‬‬
‫ـ ‪ 15‬ﻋﻀﻮا ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﱰاوح ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ﺑﲔ ‪ 10.000‬و ‪ 20.000‬ﻧﺴﻤﺔ‪،‬‬
‫ـ ‪ 19‬ﻋﻀﻮا ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﱰاوح ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ﺑﲔ ‪ 20.001‬و ‪ 50.000‬ﻧﺴﻤﺔ ‪،‬‬
‫ـ ‪ 23‬ﻋﻀﻮا ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﱰاوح ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ﺑﲔ ‪ 50.001‬و ‪ 100.000‬ﻧﺴﻤﺔ‪،‬‬
‫ـ ‪ 33‬ﻋﻀﻮ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﱰاوح ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ﺑﲔ ‪ 100.001‬و ‪ 200.000‬ﻧﺴﻤﺔ ‪،‬‬
‫ـ ‪ 43‬ﻋﻀﻮ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﱵ ﻳﺴﺎوي ﻋﺪد ﺳﻜﺎ‪‬ﺎ ‪ 200.001‬ﻧﺴﻤﺔ أو ﻳﻔﻮﻗﻪ ‪.‬‬
‫‪ - 2‬اﳌﻮاد ‪ 42-41‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪ ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴـ ـ ــﺎ‪ :‬اﻹﻗﺼـ ـ ــﺎء ‪ :‬و ﻫـ ـ ــﻲ اﳌﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﻜـ ـ ــﻮن ﺑﻌـ ـ ــﺪ ﻗ ـ ـ ـﺮار اﻟﺘﻮﻗﻴـ ـ ــﻒ و ﻫـ ـ ــﺬا ﻳﻌـ ـ ــﲏ أن ﻗ ـ ـ ـﺮار‬
‫اﻹﻗﺼ ـ ــﺎء وﺟ ـ ــﺐ أن ﻳﺴ ـ ــﺒﻘﻪ ﻗـ ـ ـﺮار ﺗﻮﻗﻴ ـ ــﻒ ‪ ،‬إذ أن ﻧ ـ ــﺺ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﺟ ـ ــﺎء ﺑﺼ ـ ــﻴﻐﺔ اﻷﻣ ـ ــﺮ‬
‫ﳐﺎﻃﺒ ـ ــﺎ واﱄ اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺬي وﺟ ـ ــﺐ أن ﻳﺘﺨ ـ ــﺬ ﻗ ـ ـﺮار اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ــﻒ ﰲ ﺣ ـ ــﻖ اﻟﻌﻀ ـ ــﻮ اﳌﻨﺘﺨ ـ ــﺐ اﻟ ـ ــﺬي ﺗﻌ ـ ــﺮض ﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ‬
‫ﺟﺰاﺋﻴـ ــﺔ ﺑﺴـ ــﺒﺐ ﺟﺮﳝـ ــﺔ ﳍـ ــﺎ ﻋﻼﻗـ ــﺔ ﺑﺎﳌـ ــﺎل اﻟﻌـ ــﺎم أو أﺳـ ــﺒﺎب ﳐﻠـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺸـ ــﺮف أو ﻛـ ــﺎن ﳏـ ــﻞ ﺗـ ــﺪاﺑﲑ ﻗﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ ﲢـ ــﻮل‬
‫ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ ﳑﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ )اﳊﺒﺲ اﳌﺆﻗﺖ(‪.‬‬
‫و ﺗ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 44‬ﻋﻠ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــﻮب إﺻ ـ ــﺪار ﻗ ـ ـﺮار إﻗﺼ ـ ــﺎﺋﻪ اﻟﻨﻬ ـ ــﺎﺋﻲ ﻓ ـ ــﻮر ﺻ ـ ــﺪور ﺣﻜ ـ ــﻢ أو ﻗ ـ ـﺮار ‪ ‬ـ ــﺎﺋﻲ‬
‫‪1‬‬
‫ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺈداﻧﺘﻪ ﰲ إﺣﺪى اﳉﺮاﺋﻢ اﳌﺬﻛﻮرة ﺳﺎﺑﻘﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪:‬اﻟﺘﺨﻠﻲ‬
‫وﻫ ـ ــﻮ ﺻ ـ ــﻮرة اﻟﻀ ـ ــﻤﻨﻴﺔ ﻟﻼﺳ ـ ــﺘﻘﺎﻟﺔ ﲝﻴ ـ ــﺚ ﻻ ﻳﻌ ـ ــﱪ ﻓﻴ ـ ــﻪ رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻋ ـ ــﻦ إرادﺗ ـ ــﻪ ﺑﺼ ـ ــﻮرة‬
‫ﺻـ ــﺮﳛﺔ و إﳕـ ــﺎ ﻳﺘﺨـ ــﺬ ﻣﻮﻗﻔـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺷـ ــﺄﻧﻪ اﻟﺘﻌﺒـ ــﲑ ﻋـ ــﻦ ﲣﻠﻴـ ــﻪ ﻋـ ــﻦ ﻣﻨﺼـ ــﺒﻪ و ﻗـ ــﺪ ﻋـ ــﱪت اﳌـ ــﺎدة ‪ 74‬ﻣـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺘﺨﻠ ـ ــﻲ ﺑﻨﺼ ـ ــﻬﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ " ﻳﻌ ـ ــﺪ ﻣﺘﺨﻠﻴ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﻦ اﳌﻨﺼ ـ ــﺐ رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي اﳌﺴ ـ ــﺘﻘﻴﻞ‬
‫اﻟﺬي ﱂ ﳚﻤﻊ ا‪‬ﻠﺲ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ‪ 73‬ﻟﺘﻘﺪﱘ اﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﳏﺪد ﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪".....‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻧﺼ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 75‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻧ ـ ــﻪ " ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﲣ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﻦ اﳌﻨﺼ ـ ــﺐ اﻟﻐﻴ ـ ــﺎب ﻏ ـ ــﲑ اﳌ ـ ــﱪر ﻟـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ‬
‫ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷـﻬﺮ و ﻳﻌﻠﻦ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻃﺮف ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي "‬
‫وﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل اﻟﻨﺼـ ــﲔ أﻋـ ــﻼﻩ ﻳﺘﺒـ ــﲔ أن وﺿـ ــﻌﻴﺔ اﻟﺘﺨﻠـ ــﻲ ﻋـ ــﻦ اﳌﻨﺼـ ــﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ‬
‫اﻟﺒﻠﺪي ﻗﺪ ﺗﺘﺨﺬ ﺻﻮرﺗﲔ‪:‬‬
‫اﻟﺼ ـ ــﻮرة اﻷوﻟـ ـ ـﻰ ‪ :‬و ﻫ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ اﻻﺳ ـ ــﺘﻘﺎﻟﺔ ﰲ ﻏ ـ ــﲑ اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻖ ﺑﻴﺎ‪ ‬ـ ــﺎ ‪،‬‬
‫أي وﺿـ ـ ــﻊ رﺋـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي ﻻﺳـ ـ ــﺘﻘﺎﻟﺘﻪ و ﻋـ ـ ــﺪم إﻋـ ـ ــﻼم ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ ﺑـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻹﺛﺒﺎﺗـ ـ ــﻪ ﻋـ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ـ ــﻖ‬
‫ﻣﺪاوﻟ ـ ــﺔ ‪ ،‬و ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ ﻳﻌﻠ ـ ــﻦ ﻋ ـ ــﻦ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﲣﻠ ـ ــﻲ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻏﻴ ـ ــﺎب رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﳌ ـ ــﺪة ‪40‬‬
‫ﻳ ـ ــﻮم و ذﻟ ـ ــﻚ ﰲ دورة ﻋﺎدﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠ ـ ــﺲ ﲝﻀ ـ ــﻮر اﻟ ـ ـ ـﻮاﱄ أو ﻣ ـ ــﻦ ﳝﺜﻠ ـ ــﻪ و ﻳﺴ ـ ــﺘﺨﻠﻒ وﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﻠﻘﻮاﻋ ـ ــﺪ اﻟﺴ ـ ــﺎﻟﻒ‬
‫ﺑﻴﺎ‪‬ﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﺼـ ــﻮرة اﻟﺜﺎﻧﻴـ ــﺔ ‪ :‬و ﺗﻜ ــﻮن ﻋﻠ ــﻰ إﺛ ــﺮ اﻟﻐﻴ ــﺎب اﻟﻐ ــﲑ اﳌ ــﱪر ﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠ ــﺲ اﻟﺸ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ــﺪي ﳌ ــﺪة أﻛﺜ ــﺮ‬
‫ﻣـ ــﻦ ﺷـ ــﻬﺮ ﺣـ ــﱴ وإن ﱂ ﺗﻜـ ــﻦ ﰲ ﻧﻴﺘـ ــﻪ اﻻﺳـ ــﺘﻘﺎﻟﺔ ‪ ،‬و ﰲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟـ ــﺔ ﻳﻨـ ــﺎط ﺑـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي إﻋـ ــﻼن‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻓﻮر ﲢﻘﻖ ﻣﺪة اﻟﻐﻴﺎب اﻟﻐﲑ ﻣﱪرة ﻛﺈﺟﺮاء ﻣﻘﺮر ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ دون ﻏﲑﻩ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺸﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 39‬‬

‫‪44‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺗﻘ ـ ــﺎﻋﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ ﻋ ـ ــﻦ إﺛﺒ ـ ــﺎت ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﺘﺨﻠ ـ ــﻲ‪ ،‬ﻳﻘ ـ ــﻮم اﻟـ ـ ـﻮاﱄ ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﺮور ‪ 40‬ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻐﻴـ ــﺎب ﲜ ـ ــﻤﻊ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒ ـ ــﻠﺪي و إﻋ ـ ــﻼن ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﺘﺨﻠ ـ ــﻲ‪ ، 1‬وﻫـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﻧﺼـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌـ ــﺎدة ‪ 75‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ":‬ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﲣ ـ ــﻞ ﻋ ـ ــﻦ اﳌﻨﺼ ـ ــﺐ ‪ ،‬اﻟﻐﻴ ـ ــﺎب ﻏ ـ ــﲑ اﳌ ـ ــﱪر ﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي‬
‫ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ‪ ،‬وﻳﻌﻠﻦ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻃﺮف ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ‪.‬‬
‫ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻧﻘﻀ ـ ــﺎء أرﺑﻌ ـ ــﲔ ﻳﻮﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻏﻴ ـ ــﺎب رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي دون أن ﳚﺘﻤ ـ ــﻊ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ‬
‫ﰲ ﺟﻠﺴﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ‪ ،‬ﻳﻘﻮم اﻟﻮاﱄ ﲜﻤﻌﻪ ﻹﺛﺒﺎت ﻫﺬا اﻟﻐﻴﺎب ‪.‬‬
‫ﻳﺘﻢ اﺳﺘﺨﻼف رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﰲ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻃﺒﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎم اﳌﺎدة ‪ 72‬أﻋﻼﻩ ‪.‬‬
‫ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺗﻌ ـ ــﻮﻳﺾ رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي وﻓ ـ ــﻖ اﻟﺸ ـ ــﺮوط واﻷﺷ ـ ــﻜﺎل اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة‬
‫‪ 65‬ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن"‪.‬‬
‫و ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻼﺣ ـ ــﻆ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﻌ ـ ــﺪﻳﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﳜ ـ ــﺺ ﺣ ـ ــﺎﻻت إ‪ ‬ـ ــﺎء اﻟـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ‪ ،‬أن اﳌﺸ ـ ــﺮع أﺿ ـ ــﺎف ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫ﺟﺪﻳ ــﺪة و ﻫـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﺘﺨﻠـ ــﻲ ﻋـ ــﻦ اﳌﻨﺼـ ــﺐ‪ .....‬أﻣـ ــﺎ ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﳜـ ــﺺ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﺳـ ــﺤﺐ اﻟﺜﻘـ ــﺔ ﻓﺎﳌﺸـ ــﺮع ﻗـ ــﺪ ﺣـ ــﺬف‬
‫ﻫ ـ ــﺬا اﻹﺟـ ـ ـﺮاء و ذﻟ ـ ــﻚ ﻟﻮﺿ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ﰲ ﻣ ـ ــﺄﻣﻦ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﻘﻠﺒ ـ ــﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﻴﺔ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــﺬا اﻹﺟـ ـ ـﺮاء ﺳ ـ ــﻴﻤﻜﻦ‬
‫ﻣـ ــﻦ ﲪﺎﻳـ ــﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻻﺳـ ــﺘﻘﺮار اﻟـ ــﺬي ﻳـ ــﺆﺧﺮ ﳐﻄﻄﺎ‪‬ـ ــﺎ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﺟﻬـ ــﺔ و اﳊﻔـ ــﺎظ ﻋﻠـ ــﻰ اﺳ ـ ــﺘﻤﺮارﻳﺔ و‬
‫ﻧﻮﻋﻴ ـ ــﺔ ﺧ ـ ــﺪﻣﺎت اﳌﺮﻓ ـ ــﻖ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى ﻛﻤ ـ ــﺎ أﻧ ـ ــﻪ ﻳﻬ ـ ــﺪف إﱃ اﺳ ـ ــﺘﻘﺮار ﻫﻴﺌ ـ ــﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬و ﺗﻔ ـ ــﺎدي‬
‫‪2‬‬
‫اﺳﺘﺤﻮاذ ﲨﺎﻋﺎت اﳌﺼﺎﱀ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺄت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻷﻏﺮاض ﺷﺨﺼﻴﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‪:‬‬

‫ﺧ ـ ـ ــﻮل اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ـ ــﺮي ﰲ ﻟ ـ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي ﺻ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﻋ ـ ـ ــﺪة وﻣﺘﻨﻮﻋ ـ ـ ــﺔ ﲣﺘﻠ ـ ـ ــﻒ‬
‫ﺑ ـ ــﺎﺧﺘﻼف اﻟﻮﺿ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــﺬي ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﺒﻌﻀ ـ ــﻬﺎ ﳝﺎرﺳ ـ ــﻬﺎ ﺑﻮﺻ ـ ــﻔﻪ ﳑ ـ ــﺜﻼ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ وﻳﻜ ـ ــﻮن ﺧﺎﺿ ـ ــﻌﺎ ﺑﺼ ـ ــﺪدﻫﺎ‬
‫‪ ‬ـ ــﺮد رﻗﺎﺑ ـ ــﺔ ﺧﻔﻴﻔ ـ ــﺔ ﻣﺘﻤﺜﻠ ـ ــﺔ ﰲ وﺻ ـ ــﺎﻳﺔ إدارﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﳝ ـ ــﺎرس ﺑﻌﻀ ـ ــﻬﺎ ﺑﻮﺻ ـ ــﻔﻪ ﺳ ـ ــﻠﻄﺔ ﻟﻌ ـ ــﺪم اﻟﱰﻛﻴ ـ ــﺰ اﻹداري أي‬

‫‪ - 1‬ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺸﻲ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ .‬ص ‪. 38 .‬‬

‫‪ - 2‬اﻟﻨﻬﺎر أون ﻻﻳﻦ ‪ " ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳﻜﺮس ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻦ ﻓﻲ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﺑﻠﺪﻳﺘﻪ "‪www.Annahar online .com. ،‬‬
‫ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺰﻳﺎرة ‪. 2012/5/6‬‬
‫‪45‬‬
‫ﳑ ـ ــﺜﻼ ﻟﻠﺪوﻟ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻳﻜ ـ ــﻮن ﺧﺎﺿ ـ ــﻌﺎ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﻟﻠﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ أي ؛ رؤﺳ ـ ــﺎؤﻩ ﰲ اﻟﺴ ـ ــﻠﻢ اﻹداري اﺑﺘ ـ ــﺪاء ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻮاﱄ إﱃ اﻟﻮزراء اﳌﻌﻨﻴﲔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻣﻤﺜﻼ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ‪:‬‬

‫ﳝ ـ ــﺎرس رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﺎﺗﻪ ﺗ ـ ــﺎرة ﺑﻮﺻ ـ ــﻔﻪ رﺋﻴﺴ ـ ــﺎ ﻟﻠﻬﻴﺌ ـ ــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠ ـ ــﺲ‬
‫وﺗﺎرة أﺧﺮى ﺑﻮﺻﻔﻪ ﳑﺜﻼ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑﻮﺻﻔﻪ رﺋﻴﺲ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ‪:‬‬

‫ﻳﺘـ ــﻮﱃ رﺋـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي رﺋﺎﺳـ ــﺔ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﻘـ ــﻮم ﺑﺎﺳـ ــﺘﺪﻋﺎﺋﻪ وﻳﻌـ ــﺮض ﻋﻠﻴـ ــﻪ‬
‫اﳌﺴـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ اﳋﺎﺿـ ـ ـ ــﻌﺔ ﻻﺧﺘﺼﺎﺻـ ـ ـ ــﻪ ‪،‬وﳜـ ـ ـ ــﺘﺺ ﺑﺈﻋـ ـ ـ ــﺪاد ﻣﺸـ ـ ـ ــﺮوع ﺟـ ـ ـ ــﺪول أﻋﻤـ ـ ـ ــﺎل اﻟـ ـ ـ ــﺪورات وﻳﱰأﺳـ ـ ـ ــﻬﺎ وﻫـ ـ ـ ــﺬا‬
‫ﻣﺎﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة ‪ 79‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫ﻛﻤـ ــﺎ ﻣـ ــﻨﺢ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﺻـ ــﻼﺣﻴﺔ ﻃـ ــﺮد أي ﺷـ ــﺨﺺ ﻏـ ــﲑ ﻣﻨﺘﺨـ ــﺐ ﺑـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ ﻗـ ــﺎم‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻹﺧﻼل ﲝﺴ ـ ــﻦ ﺳ ـ ــﲑ اﳉﻠﺴ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﳛﻀ ـ ــﺮ رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي اﳉﻠﺴ ـ ــﺎت وﻳﻨﻈﻤﻬ ـ ــﺎ ‪ ،‬إذ ﳛ ـ ــﺪد‬
‫ﺗﺎرﻳﺦ وﺟﺪول أﻋﻤﺎل اﻟﺪورات ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺸﺎور ﻣﻊ اﳍﻴﺌﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻳﺘ ـ ــﻮﱃ أﻳﻀ ـ ــﺎ ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ أﺧ ـ ــﺮى وﻫ ـ ــﻲ ﺗﻌﻠﻴ ـ ــﻖ اﳌ ـ ــﺪاوﻻت وﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬﻫﺎ وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 30‬ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﺑﻘﻮﳍ ـ ــﺎ ‪ ":‬ﺗﻌﻠ ـ ــﻖ اﳌ ـ ــﺪاوﻻت ﺑﺎﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎء ﺗﻠ ـ ــﻚ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ــﺎم واﳊ ـ ــﺎﻻت اﻟﺘﺄدﻳﺒﻴ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫ﲢ ـ ـ ــﺖ إﺷـ ـ ـ ـﺮاف رﺋ ـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي ﰲ اﻷﻣ ـ ـ ــﺎﻛﻦ اﳌﺨﺼﺼ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻠﺼ ـ ـ ــﻘﺎت وإﻋ ـ ـ ــﻼم اﳉﻤﻬ ـ ـ ــﻮر ‪،‬‬
‫وﺗﻨﺸـ ــﺮ ﺑﻜـ ــﻞ وﺳـ ــﻴﻠﺔ إﻋـ ــﻼم أﺧـ ــﺮى ﺧـ ــﻼل اﻟﺜﻤﺎﻧﻴـ ــﺔ )‪ (08‬أﻳـ ــﺎم اﳌﻮاﻟﻴـ ــﺔ ﻟﺪﺧﻮﻟـ ــﻪ ﺣﻴـ ــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ ﻃﺒﻘـ ــﺎ ﻷﺣﻜـ ــﺎم‬
‫ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن "‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﻤﺜﻼ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫اﻧﻄﻼﻗ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻛ ـ ــﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــﺨﺺ ﻣﻌﻨ ـ ــﻮي ﻋ ـ ــﺎم ﻓ ـ ــﺈن وﺟ ـ ــﻮد ﺷ ـ ــﺨﺺ ﳝﺜﻠﻬ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﻦ اﻵﺛ ـ ــﺎر اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﺗﱰﺗ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻦ ﻛﻮ‪ ‬ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺬﻟﻚ‪ .‬وﻗ ـ ــﺪ ﻋﻬ ـ ــﺪ ﻟـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻣﻬﻤ ـ ــﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴ ـ ــﻞ واﻟﺘﻌﺒ ـ ــﲑ ﻋ ـ ــﻦ إدارة اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ و ﻳﺘﺠﻠ ـ ــﻰ‬
‫ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت اﳌﻌﻬﻮدة إﻟﻴﻪ واﻟﱵ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫اﻟﺘﻤﺜﻴ ـ ــﻞ‪ :‬ﳝﺜ ـ ــﻞ رﺋ ـ ــﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﰲ ﻛ ـ ــﻞ أﻋﻤ ـ ــﺎل اﳊﻴ ـ ــﺎة اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ واﻹدارﻳ ـ ــﺔ‪ ،1‬وﻛ ـ ــﺬﻟﻚ ﲨﻴ ـ ــﻊ اﳌﺮاﺳ ـ ــﻴﻢ اﻟﺘﺸ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ‬
‫واﻟﺘﻈﺎﻫﺮ اﻟﺮﲰﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﳝﺜﻞ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ أﻣﺎم اﳉﻬﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ )اﳌﺎدة ‪ 78‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ (‪.2‬‬

‫إﻋ ـ ــﺪاد اﻟﻤﻴﺰاﻧﻴ ـ ــﺔ‪ :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﻘ ـ ــﻮم رﺋ ـ ــﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﺑﺈﻋ ـ ــﺪاد ﻣﻴﺰاﻧﻴ ـ ــﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ واﻗﱰاﺣﻬ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ ﳌﻨﺎﻗﺸ ـ ــﺘﻬﺎ‬
‫واﻟﺘﺼ ـ ـ ــﻮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰒ اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ﲟﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺔ ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﻳﻌﺘ ـ ـ ــﱪ رﺋ ـ ـ ــﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ــﻮ اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ ﺑﺼ ـ ـ ــﺮف اﻟﻨﻔﻘ ـ ـ ــﺎت‬
‫وﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺗﻄﻮر اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪3.‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة ‪ 81‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺤﺎﻓﻈـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺤﻘـ ــﻮق اﻟﻌﻘﺎرﻳ ـ ــﺔ واﻟﻤﻨﻘﻮﻟـ ــﺔ اﻟﻤﻤﻠﻮﻛ ـ ــﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ‪ :‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﺘﻜﻔـ ــﻞ اﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ وﲢـ ــﺖ ﻣﺮاﻗﺒـ ــﺔ‬
‫ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﲟﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫ـ إﺑﺮام ﻋﻘﻮد اﻗﺘﻨﺎء اﻷﻣﻼك وﻣﻌﺎﻣﻼت واﻟﺼﻔﻘﺎت واﻹﳚﺎرات واﳍﺒﺎت واﻟﻮﺻﺎﻳﺎ‪.‬‬

‫ـ اﻟﻘﻴﺎم ﲟﻨﺎﻗﺼﺎت أﺷﻐﺎل اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ وﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺣﺴﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ‪.‬‬
‫اﲣﺎذ ﻛﻞ اﻟﻘﺮارات اﳌﻮﻗﻔﺔ ﻟﻠﺘﻘﺎدم واﻟﺘﺴﺎﻗﻂ‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ﳑﺎرﺳ ــﺔ ﻛ ــﻞ اﳊﻘ ــﻮق ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻣ ــﻼك اﻟﻌﻘﺎرﻳ ــﺔ واﳌﻨﻘﻮﻟ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﲤﻠﻜﻬ ــﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳ ــﺔ ﲟ ــﺎ ﰲ ذﻟ ــﻚ ﺣ ــﻖ‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﺸﻔﻌﺔ وﻛﺬا اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲟﻮﺟﺐ ﻗﻮاﻋﺪ اﳌﺎﻟﻴﺔ و اﳌــﺤﺎﺳﺒﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫ـ اﲣﺎذ اﻟﺘﺪاﺑﲑ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺸﺒﻜﺔ اﻟﻄﺮق اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫ـ اﲣﺎذ اﳌﺒﺎدرات ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﺪا ﺧﻴﻞ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫اﻹﺷـ ـ ــﺮاف اﻟﺴـ ـ ــﻠﻤﻲ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﻮﻇﻔﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ‪ :‬ﳜﻀ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻮﻇﻔﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻟﻠﺴـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﻟ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ‬
‫وﻫ ـ ــﺬا ﻣـ ـ ــﺎ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪" 125‬ﻟﻠﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ إدارة ﺗﻮﺿ ـ ــﻊ ﲢـ ـ ــﺖ ﺳﻠ ـ ـ ــﻄﺔ رﺋـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي‬
‫‪."...‬‬

‫ﻏ ـ ــﲑ أﻧ ـ ــﻪ ﻳﺴ ـ ــﺘﺜﲎ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﺎﻋ ـ ــﺪة ﲤﺜﻴ ـ ــﻞ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻋ ـ ــﺪم ﻗ ـ ــﺪرة رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﲤﺜﻴ ـ ــﻞ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫اﻟﻌﻘ ـ ــﻮد أو اﳌﻨﺎزﻋ ـ ــﺎت اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻜ ـ ــﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﻃﺮﻓ ـ ــﺎ‪ ،‬و ﻳﻜ ـ ــﻮن ﺷ ـ ــﺨﺺ رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ أو اﺣ ـ ــﺪ‬

‫‪ - 1‬اﲪﺪ ﳏﻴﻮ‪ ،‬ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻹدارﻳﺔ ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ‪،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ، 2006‬ص ‪.‬‬
‫‪ 2‬اﳌﺎدة ‪ 78‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ ":‬ﳝﺜﻞ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ ﻛﻞ أﻋﻤﺎل اﳊﻴﺎة اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻹدارﻳﺔ وﻓﻖ اﻟﺸﺮوط واﻷﺷﻜﺎل اﳌﻨﺼﻮص‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﻌﻤﻮل ‪‬ﻤﺎ "‪.‬‬
‫‪ - 3‬ﲝﺴﺐ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪ ،‬ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺘﺎن‪ ...‬ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ أوﻟﻴﺔ وﻳﺘﻢ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ‪ 31‬أﻛﺘﻮﺑﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺴﺒﻖ ﺳﻨﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ وﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ‬
‫إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻗﺒﻞ ‪ 15‬ﺟﻮان ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻨﻔﺬ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ﰲ ذﻟﻚ ﺻﻼﺣﻴﺎت رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﰲ ﻃﻠﺐ إﺟﺮاء اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻌﻘﺎري ﳌﻌﺎﻳﻨﺔ ﺣﻖ ﻣﻠﻜﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات‪ ،‬اﳌﺎدة ‪ 82‬ﻣﻦ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫أﻗﺎرﺑـ ــﻪ ﻃﺮﻓـ ــﺎ ﻓﻴـ ــﻪ‪ ،‬وﻳﺮﺟـ ــﻊ اﻟﺘﻤﺜﻴـ ــﻞ ﰲ ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ إﱃ أﺣـ ــﺪ أﻋﻀ ـ ــﺎء ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﳜﺘـ ــﺎر ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ‬
‫ﻣﺪاوﻟﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻷﻋﻀﺎء ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻣﻤﺜﻼ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‪:‬‬

‫ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎر اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﳑﺜﻠ ـ ــﺔ ﻟﻠﺪوﻟـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﺴ ـ ــﺘﻮى اﻟﻘﺎﻋ ـ ــﺪي ﻓـ ـ ــﺈن ﻫﻴﺒ ـ ــﺔ اﻟﺪوﻟ ـ ــﺔ ﻻ ﺗﻜ ـ ــﻮن إﻻ ﺑﺎﺳـ ـ ــﱰﺟﺎع‬
‫ﻫﻴﺒ ــﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳ ــﺔ‪ ،‬ووﺿ ــﻊ ﺳ ــﻠﻄﺘﻬﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﻛ ــﻞ ا‪ ‬ــﺎﻻت اﻟ ــﱵ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ــﺔ ﺣ ــﻖ ﰲ اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬ ــﺎ أو اﻟ ــﱵ ﻫ ــﻲ ﻣﺴ ــﺆوﻟﺔ‬
‫ﻋﻨﻬـ ـ ــﺎ وﲟـ ـ ــﺎ أن اﻟ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ ﳑ ـ ـ ــﺜﻼ ﻟﻠﺪوﻟـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣﺴـ ـ ــﺘﻮى اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻣﻨﺤ ـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ــﻠﻄﺎت ﻛﺜ ـ ـ ــﲑة‬
‫وواﺿ ـ ــﺤﺔ أﻛﺜ ـ ــﺮ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ اﻟﺴ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ﺑﻮﺻ ـ ــﻔﻪ ﺳ ـ ــﻠﻄﺔ ﻋ ـ ــﺪم ﺗﺮﻛﻴ ـ ــﺰ‪ ،1‬وﻟﻘ ـ ــﺪ وردت ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺼ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﰲ‬
‫اﻟﻜﺜ ـ ــﲑ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﺼ ـ ــﻮص ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ و ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات اﳉﺰاﺋﻴ ـ ــﺔ و ﻗـ ـ ـﻮاﻧﲔ أﺧ ـ ــﺮى ﺳ ـ ــﻨﻮردﻫﺎ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻛﻀﺎﺑﻂ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‬

‫ﻧﺼـ ـ ــﺖ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 86‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﲤﺘـ ـ ــﻊ رﺋـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي ﺑﺼـ ـ ــﻔﺔ ﺿـ ـ ــﺎﺑﻂ‬
‫اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ إذ أن ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﺼ ـ ــﻔﺔ ﲤﻨﺤ ـ ــﻪ ﺣ ـ ــﻖ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﲜﻤﻴ ـ ــﻊ اﻟﻌﻘ ـ ــﻮد اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــﺬا ﲢ ـ ــﺖ‬
‫وﺻﺎﻳﺔ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﻌﺎم اﳌﺨﺘﺺ إﻗﻠﻴﻤﻴﺎ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻻﻫﺘﻤ ـ ــﺎم ﺑﺎﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ ﻳﻜﺘﺴ ـ ــﻲ ﻃﺎﺑﻌ ـ ــﺎ ﺗﺎرﳜﻴ ـ ــﺎ وآﺧ ـ ــﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺎ إذ أن اﻷﻓـ ـ ـﺮاد و اﻟﻌ ـ ــﺎﺋﻼت ﺗـ ـ ـﺮﺑﻄﻬﻢ‬
‫‪‬ﺬﻩ اﳌﺼﻠﺤﺔ ﻋﻼﻗﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ إدارﻳﺔ ﻟﺘﺘﻌﺪاﻫﺎ إﱃ رﻣﺰ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ و اﳌﻨﻄﻘﺔ و ﺣﱴ اﻟﺒﻼد‪.‬‬

‫ورﺋـ ـ ــﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒـ ـ ــﺎرﻩ ﺿـ ـ ــﺎﺑﻂ ﻟﻠﺤﺎﻟـ ـ ــﺔ اﳌﺪﻧﻴـ ـ ــﺔ ﻓﻬـ ـ ــﻮ ﻣﻠـ ـ ــﺰم ﲟﺠﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻷﻓﻌـ ـ ــﺎل اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﻀـ ـ ــﻤﻦ‬
‫ﺣﻘـ ـ ــﻮق اﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﻨﲔ و ﺗﻌﺰﻳـ ـ ــﺰ ﺳـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ و ﺗﻘـ ـ ــﻮي ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺼـ ـ ــﺪاﻗﻴﺘﻬﺎ و ﻫـ ـ ــﻮ ﻣﻠـ ـ ــﺰم ﻛـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺑﺎﶈﺎﻓﻈـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫اﻷﺳ ـ ـ ـﺮار اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﳌﻴﻼد و اﻟ ـ ــﺰواج و اﻟﻄ ـ ــﻼق و اﻟﻮﻓ ـ ــﺎة‪2.‬وﻫ ـ ــﺬﻩ ﻣ ـ ــﺎ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ اﳌ ـ ـ ــﺎدة اﻷوﱃ و اﻟﺜ ـ ـ ــﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳊﺎﻟ ـ ـ ــﺔ اﳌﺪﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬إﻻ أن ﺗﺰاﻳ ـ ـ ــﺪ اﳌﺸ ـ ـ ــﺎﻛﻞ اﻟﻴﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ واﺳ ـ ـ ــﺘﺤﺎﻟﺔ أن ﻳﺒﺎﺷ ـ ـ ــﺮ رﺋ ـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ‬
‫اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﺑﻨﻔﺴ ـ ــﻪ ﻣﻬ ـ ــﺎم ﺿ ـ ــﺎﺑﻂ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺧﻮﻟ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن أن ﻳﻔ ـ ــﻮض ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌﻬ ـ ــﺎم إﱃ ﻣﻮﻇ ـ ــﻒ أو‬
‫ﻣـ ــﻮﻇﻔﲔ ﳜﺘـ ــﺎرﻫﻢ ﻣ ـ ــﻦ ﺑـ ــﲔ ﻣـ ــﻮﻇﻔﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ اﻟـ ــﺪاﺋﻤﲔ وذﻟ ـ ــﻚ ﲢـ ــﺖ رﻗﺎﺑﺘـ ــﻪ و ﻣﺴ ـ ــﺆوﻟﻴﺘﻪ‪، 3‬إذ ﻳﻘـ ــﻮم اﳌﻔ ـ ــﻮض‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 85‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ ":‬ﳝﺜﻞ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ .‬و‪‬ﺬﻩ اﻟﺼﻔﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻮ ﻳﻜﻠﻒ ﻋﻠﻰ اﳋﺼﻮص‬
‫ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﺣﱰام وﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﻌﻤﻮل ‪‬ﻤﺎ "‪.‬‬
‫‪ - 2‬ﻣﺴﻌﻮد ﺷﻴﻬﻮب‪ ،‬إﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﻟﻬﻴىﺎت اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﳎﻠﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﱪﳌﺎﱐ‪ ،‬اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬اﳉﺰاىﺮ ﻣﺎرس ‪ ،2003‬ص‪.19 .‬‬
‫‪ - 3‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺳﻌﺪ ‪ ،‬ﻧﻈﺎم اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ ،‬دار ﻫﻮﻣﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﻳﻊ ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ، 1995‬ص‪. 54.‬‬
‫‪48‬‬
‫ﺑﻺﻫﺘﻤ ـ ــﺎم ﺑﺴ ـ ــﺠﻼت اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ ﲟ ـ ــﺎ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺠﻞ اﻟﻮﻓﻴ ـ ــﺎت ‪ ،‬ﺳ ـ ــﺠﻞ اﻟ ـ ــﺰواج وﺳ ـ ــﺠﻞ اﻟﺰﻳ ـ ــﺎدات واﳌﻮاﻟﻴ ـ ــﺪ‬
‫‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻳﻘـ ـ ــﻮم ﺑﻺﻋﺘﻨ ـ ــﺎء ﲟﺨﺘﻠـ ـ ــﻒ وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳊﺎﻟـ ـ ــﺔ اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻛـ ـ ــﺬا ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣﺴـ ـ ــﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻌ ـ ــﺎﻣﻠﲔ ﲟﺼـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳊﺎﻟـ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي ﻛﻀﺎﺑﻂ إداري‪.‬‬

‫ﻧﺼ ـ ـ ــﺖ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 93‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺻ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت رﺋ ـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺼ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت‬
‫اﻹدارﻳـ ــﺔ أو ﰲ ﳎـ ــﺎل اﻟﺸـ ــﺮﻃﺔ اﻹدارﻳـ ــﺔ‪ .‬وﺑﻮﺻـ ــﻔﻪ ﻛـ ــﺬﻟﻚ ﻓﻬـ ــﻮ ﻳﻌﻤـ ــﻞ ﻋﻠـ ــﻰ ﲪﺎﻳـ ــﺔ اﻟﻨﻈـ ــﺎم اﻟﻌـ ــﺎم ﲟـ ــﺎ ﳛﻮﻳـ ــﻪ‬
‫ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺧـ ـ ــﲑ ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﻮاﺿ ـ ــﻴﻊ ﻋـ ـ ــﺪة ﻛﺎﻟﺼـ ـ ــﺤﺔ واﻷﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻌ ـ ــﺎم واﻟﺴـ ـ ــﻜﻴﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻟﻘ ـ ــﺪ ﺗﻮﺳـ ـ ــﻌﺖ ﻧﻮﻋـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﺎ‬
‫ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﻫﺬا ا‪‬ﺎل وذﻟﻚ ﺑﻐﻴﺔ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮاﺟﺪ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺗﻜ ـ ـ ــﻮن ﲪﺎﻳ ـ ـ ــﺔ اﻷﺷ ـ ـ ــﺨﺎص واﳌﻤﺘﻠﻜ ـ ـ ــﺎت ﺑﺘﻨﻈ ـ ـ ــﻴﻢ ﳏﻜ ـ ـ ــﻢ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ـ ــﻲ إﺣ ـ ـ ــﺪى ﻣﺴ ـ ـ ــﺆوﻟﻴﺎت اﻟﺪوﻟ ـ ـ ــﺔ واﻟ ـ ـ ــﱵ‬
‫ﲤﺎرﺳـ ـ ــﻬﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﰲ ﺷـ ـ ــﻜﻞ ﻗ ـ ـ ـﺮارات أو إﺟ ـ ـ ـﺮاءات‪ ،‬ﻗﺼـ ـ ــﺪ اﶈﺎﻓﻈـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻛﺮاﻣـ ـ ــﺔ اﻹﻧﺴـ ـ ــﺎن وﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺣﺮﻣﺘـ ـ ــﻪ‬
‫وﻋﻠﻰ أﻣﻼﻛﻪ وﺳﻼﻣﺘﻪ‪.‬‬

‫ﻛﻤـ ــﺎ ﻳﺘﻄﻠـ ــﺐ ﲪﺎﻳـ ــﺔ ﺣﻘـ ــﻮق اﳌ ـ ـﻮاﻃﻦ اﳌﺪﻧﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﻣـ ــﻦ أي اﻋﺘـ ــﺪاء ﺿـ ــﺪ ﻧﻈﺎﻓـ ــﺔ اﶈـ ــﻴﻂ اﻟـ ــﺬي ﻳﻌـ ــﻴﺶ ﻓﻴـ ــﻪ‪،‬‬
‫أو ﺿ ـ ـ ــﺪ أي ﺑﻨ ـ ـ ــﺎء ﻓﻮﺿ ـ ـ ــﻮي‪ ،‬أو ﳏﺎوﻟ ـ ـ ــﺔ اﺳ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺎل اﻷﻣ ـ ـ ــﻼك اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ ﻷﻏـ ـ ـ ـﺮاض ﺷﺨﺼ ـ ـ ــﻴﺔ دون رﺧﺼ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﺴ ـ ـ ــﺒﻘﺔ ﻛﻤ ـ ـ ــﺎ ﻳﺴ ـ ـ ــﻬﺮ رﺋ ـ ـ ــﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺗﻨﻈ ـ ـ ــﻴﻢ اﻟﺘﺠﻤ ـ ـ ــﻊ ﺳـ ـ ـ ـﻮاء ﺗﻌﻠ ـ ـ ــﻖ اﻷﻣ ـ ـ ــﺮ ﺑﺎﻟﺘﻈ ـ ـ ــﺎﻫﺮات اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺮﻳﺎﺿـ ـ ـ ــﻴﺔ‪ ،‬أو اﳌـ ـ ـ ـ ــﺴﲑات اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴ ـ ـ ـ ـﺔ أو ﺣـ ـ ـ ــﱴ اﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ــﺠﻤﻌﺎت اﳊﺰﺑﻴـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫـ ـ ـ ــﺬا ﺑﺘﺤﺪﻳـ ـ ـ ــﺪ ﻧﻄـ ـ ـ ــﺎق اﻟﺴ ـ ـ ـ ــﲑ‬
‫واﻟﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺣﺔ‪ ،‬واﻷﻣ ـ ـ ـ ــﺎﻛﻦ اﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ــﻮدة‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ــﺬا ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ أﺟ ـ ـ ـ ــﻞ ﺗﻨ ـ ـ ـ ـ ــﻈﻴﻢ اﳌ ـ ـ ـ ــﺮور‪ ،‬وﲪﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﺷ ـ ـ ـ ــﺨﺎص‪ ،‬وﺿ ـ ـ ـ ــﻤﺎن‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ‪ ،‬واﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﳌﻤﺘﻠﻜﺎت‪.‬‬

‫وﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌﻤ ـ ــﻮم ﻳﻘ ـ ــﻮم رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻷﺟ ـ ــﻞ اﳊﻔ ـ ــﺎظ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ــﺎم ودون اﻷﻋﻤ ـ ــﺎل‬
‫ﺑﻮاﺟﺐ اﻻﺣﱰام وﲪﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق وﺣﺮﻳﺎت اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﲟﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫ـ اﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم وﺳﻼﻣﺔ اﻷﺷﺨﺎص واﻷﻣﻼك‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ـ اﶈﺎﻓﻈ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺣﺴ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨﻈ ـ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ﰲ ﲨﻴ ـ ـ ــﻊ اﻷﻣ ـ ـ ــﺎﻛﻦ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﳚﺘﻤ ـ ـ ــﻊ ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﻷﺷﺨﺎص‪.‬‬

‫‪ - 1‬ﻣﺴﻌﻮد ﺷﻴﻬﻮب ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪.‬ص ‪. 19.18‬‬

‫‪49‬‬
 ‫‪1‬‬
‫ـ ﻣﻨﻊ اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫ـ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻄﺮﻗﺎت وﺣﺮﻛﺔ اﳌﺮور ﻋﻠﻰ إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫ـ اﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﲪﺎﻳﺔ اﻟﱰاث اﻟﺘﺎرﳜﻲ واﻟﺜﻘﺎﰲ ورﻣﻮز اﻟﺜﻮرة‪.‬‬
‫ـ اﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﺣﱰام اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﰲ ﳎﺎل اﻟﻌﻘﺎر واﻟﺴﻜﻦ واﻟﺘﻌﻤﲑ‪.‬‬
‫ـ اﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺔ اﻟﻌﻤﺎرات وﺳﻬﻮﻟﺔ اﻟﺴﲑ ﰲ اﻟﺸﻮارع واﻟﻄﺮق اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ اﻟﺴـ ـ ـ ــﻬﺮ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﺣ ـ ـ ـ ـﱰام اﻟﺘﻨﻈـ ـ ـ ــﻴﻢ ﰲ ﳎ ـ ـ ــﺎل اﻟﺸـ ـ ـ ــﻐﻞ اﳌﺆﻗـ ـ ـ ــﺖ ﻟﻸﻣـ ـ ـ ــﺎﻛﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻸﻣـ ـ ـ ــﻼك‬
‫اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ اﲣـ ـ ــﺎذ اﻻﺣﺘﻴـ ـ ــﺎط و اﻟﺘـ ـ ــﺪاﺑﲑ اﻟﻀـ ـ ــﺮورﻳﺔ ﳌﻜﺎﻓﺤـ ـ ــﺔ اﻷﻣ ـ ـ ـﺮاض اﳌﺨﺘﻠﻔـ ـ ــﺔ أو اﳌﻌﺪﻳـ ـ ــﺔ واﻟﻮﻗﺎﻳـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫ـ ﻣﻨﻊ ﺗﺸﺮد اﳊﻴﻮاﻧﺎت اﳌﺆذﻳﺔ واﻟﻀﺎرة‪.‬‬
‫ـ اﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﳌﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ واﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ اﳌﻌﺮوﺿﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ‪.‬‬
‫ـ اﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﺣﱰام ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت ﻧﻈﺎﻓﺔ اﶈﻴﻂ وﲪﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ﺿ ـ ــﻤﺎن ﺿ ـ ــﺒﻄﻴﺔ اﳉﻨ ـ ــﺎﺋﺰ واﳌﻘ ـ ــﺎﺑﺮ ﻃﺒﻘ ـ ــﺎ ﻟﻠﻌ ـ ــﺎدات‪ ،‬واﻟﻌﻤ ـ ــﻞ ﻓ ـ ــﻮرا ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣ ـ ــﻖ ﻛ ـ ــﻞ ﺷ ـ ــﺨﺺ‬
‫ﻣﺘﻮﰱ ﺑﺼﻔﺔ ﻻﺋﻘﺔ دون ﲤﻴﻴﺰ ﻟﻠﺪﻳﻦ أو اﳌﻌﺘﻘﺪ‪.‬‬

‫ﻟﻘـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻨﺢ اﳌﺸـ ـ ـ ّـﺮع ﻟ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﺳـ ـ ــﻠﻄﺔ ﺗﺴـ ـ ــﺨﲑ ﻗ ـ ـ ـﻮات اﻟﺸـ ـ ــﺮﻃﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﰲ ﻗﻴﺎﻣـ ـ ــﻪ ﲟﺨﺘﻠـ ـ ــﻒ ﺻـ ـ ــﻼﺣﻴﺎﺗﻪ‬
‫ﻓﻮﺿ ــﻊ اﻟﺸ ــﺮﻃﺔ ﲢ ــﺖ ﺗﺼ ــﺮﻓﻪ ﻫ ــﻮ أﻣ ــﺮ ﺿ ــﺮوري ﺑﻐﻴ ــﺔ ﺗﻘﻮﻳ ــﺔ ﻣﻮاﻗﻔ ــﻪ‪ ،‬وﺿ ــﺮورة ﺗﻨﻔﻴ ــﺬ ﻗﺮاراﺗ ــﻪ‪ ،‬وﻓ ــﺮض اﻻﺣ ـ ـﱰام‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺒﺎدراﺗ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻟﻜﻮﻧ ـ ــﻪ ﻳﺘﻤﺘ ـ ــﻊ ﺑﻘ ـ ــﻮة ﻋﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ ﲢ ـ ــﺖ ﺗﺼ ـ ــﺮﻓﻪ وﻟﻴﺴ ـ ــﺖ ﲢ ـ ــﺖ ﺧﺪﻣﺘ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬا ﻳﺘﻄﻠ ـ ــﺐ ﻧﻈ ـ ــﺮة‬
‫ﻧﻮﻋﻴ ـ ــﺔ ﰲ اﺧﺘﻴ ـ ــﺎر اﻷﻓ ـ ـ ـﺮاد‪ ،‬وﺿـ ـ ــﻤﺎن ﺗﻜ ـ ــﻮﻳﻦ ﻣﺘﺨﺼ ـ ــﺺ ﳍ ـ ــﻢ‪ ،‬وﺿـ ـ ــﻤﺎن اﻷدوات اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ واﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﳌﻤﺎرﺳـ ـ ــﺔ‬
‫ﻫﺬﻩ اﳌﻬﻤﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻛﻀﺎﺑﻂ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪:‬‬

‫ﻳﻄﻠـ ــﻖ ﻟﻔـ ــﻆ اﻟﺸـ ــﺮﻃﺔ اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘـ ــﺎﺋﻤﲔ ﲟﻬﻤـ ــﺔ اﻟﺒﺤـ ــﺚ واﻟﺘﺤـ ــﺮي وﻗـ ــﺪ ﻋـ ــﲏ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻹﺟ ـ ـﺮاءات‬
‫اﳉﺰاﺋﻴـ ــﺔ واﻫـ ــﺘﻢ ﺑﺒﻴـ ــﺎن ﻛـ ــﻞ ﻣـ ــﻦ ﺗﻮﻛـ ــﻞ ﳍـ ــﻢ ﺻـ ــﻔﺔ اﻟﻀـ ــﺎﺑﻂ أو اﻟﻌـ ــﻮن أو اﳌـ ــﻮﻇﻔﲔ اﻟﻘـ ــﺎﺋﻤﲔ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻓﺤـ ــﺪدت‬
‫اﳌﺎدة ‪ 14‬ﻣﻨﻪ أﺻﻨﺎف اﻟﻀﺒﻄﻴﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﺘﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪" :‬ﻳﺸﻤﻞ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪:‬‬

‫‪1- Abid Lakhdar, l’organisation administrative des collective locales, OPU, Alger, sans‬‬
‫‪date P.29.‬‬
‫‪50‬‬
 ‫ـ ﺿﺒﺎط اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪.‬‬
‫ـ أﻋﻮان اﻟﻀﺒﻂ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ـ اﳌﻮﻇﻔﻮن واﻷﻋﻮان اﳌﻨﻮﻃﺔ ‪‬ﻢ ﺑﻌﺾ ﻣﻬﺎم اﻟﻀﺒﻂ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ"‪.‬‬

‫وﻳﻘﺼ ـ ـ ــﺪ ﺑﺎﻟﻀ ـ ـ ــﺒﻄﻴﺔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻫ ـ ـ ــﻲ ﺗﻠ ـ ـ ــﻚ اﳌﺮﺣﻠ ـ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ـ ــﺒﻪ ﻗﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ‪ ‬ـ ـ ــﺪف إﱃ اﻟﺒﺤ ـ ـ ــﺚ واﻟﺘﺤ ـ ـ ــﺮي ﻋ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﳉﺮﳝ ـ ــﺔ وﻣﻌﺎﻳﻨﺘﻬـ ـ ــﺎ واﻟﺒﺤـ ـ ــﺚ ﻋـ ـ ــﻦ ﻣ ـ ـ ـﺮﺗﻜﱯ اﳉﺮﳝـ ـ ــﺔ واﳌﺴ ـ ــﺎﳘﲔ ﻣﻌﻬـ ـ ــﻢ‪ 2.‬وﻟﻘـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ــﺪدت اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 15‬ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳉﺰاﺋﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ــﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌ ـ ـ ــﻮن ﺑﺼ ـ ـ ــﻔﺔ ﺑﻀ ـ ـ ــﺒﺎط اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻃﺔ اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ وذﻛ ـ ـ ــﺮت ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺑﻴ ـ ـ ــﻨﻬﻢ‬
‫رؤﺳﺎء ا‪‬ﺎﻟﺲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫وﳍ ـ ــﺬا ﻓﻘ ـ ــﺪ أﻗ ـ ــﺮ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﺻـ ـ ـﺮاﺣﺔ ﺻ ـ ــﻔﺔ ﺿ ـ ــﺎﺑﻂ اﻟﺸ ـ ــﺮﻃﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻟـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ ﺑﻐﻴ ـ ــﺔ اﻟﺴ ـ ــﻴﻄﺮة ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﳉﺮﳝ ـ ــﺔ وﳏﺎﺻ ـ ــﺮ‪‬ﺎ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﺘﻤﺘ ـ ــﻊ رؤﺳ ـ ــﺎء ا‪ ‬ـ ــﺎﻟﺲ ﺑﻜﺎﻓ ـ ــﺔ اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﺎت اﻟﺸ ـ ــﺮﻃﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻟﻜ ـ ــﻞ أﻧ ـ ـ ـﻮاع‬
‫‪3‬‬
‫اﳉﺮاﺋﻢ دون ﲢﺪﻳﺪ أو ﲣﺼﻴﺺ‪.‬‬

‫أﻣـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻻﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﺎت رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﰲ ﻫ ـ ــﺬا ا‪ ‬ـ ــﺎل ﻓﺘﺘﻤﺜ ـ ــﻞ ﰲ ﻣﺒﺎﺷ ـ ـﺮﺗﻪ ﰲ ﲨ ـ ــﻊ‬
‫اﻷدﻟ ـ ـ ــﺔ واﻟﺘﺤ ـ ـ ــﺮي ﻋ ـ ـ ــﻦ ﻣـ ـ ـ ـﺮﺗﻜﱯ اﳉﺮﳝ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻟﻘ ـ ـ ــﺪ أﻋﻄ ـ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹﺟـ ـ ـ ـﺮاءات اﳉﺰاﺋﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟﻀ ـ ـ ــﺒﺎط اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻃﺔ‬
‫اﻟﻘﻀ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺳ ـ ـ ــﻠﻄﺎت واﺳ ـ ـ ــﻌﺔ ﲤﻜﻨ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘﻴ ـ ـ ــﺎم ﺑ ـ ـ ــﺪورﻩ ﰲ اﳊ ـ ـ ــﺪود اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻀ ـ ـ ــﻤﻦ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤ ـ ـ ــﻊ ﺳ ـ ـ ــﻼﻣﺘﻪ‬
‫‪4‬‬
‫وﻟﻠﻤﺘﻬﻢ ﺣﻘﻮﻗﻪ‪.‬‬

‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻳﻘ ـ ــﻮم رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﺑﺈﺧﻄ ـ ــﺎر وﻛﻴ ـ ــﻞ اﳉﻤﻬﻮرﻳ ـ ــﺔ ﲟﻜ ـ ــﺎن اﳉﺮﳝ ـ ــﺔ وﳚ ـ ــﺐ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ أن‬
‫ﻳﻨﺘﻘ ـ ــﻞ ﻓ ـ ــﻮرا ودون ﲤﻬ ـ ــﻞ إﱃ ﻋ ـ ــﲔ اﳌﻜ ـ ــﺎن ﻗﺼ ـ ــﺪ اﶈﺎﻓﻈ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻵﺛ ـ ــﺎر ﺣﺴ ـ ــﺐ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 42‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫‪5‬‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﳉﺰاﺋﻴﺔ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت أﺧﺮى ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫ﻳﺘﻤﺘﻊ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت أﺧﺮى ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺟﻬﺔ ﻋﺪم ﺗﺮﻛﻴﺰ إداري إﺿﺎﻓﺔ ﳌﺎ ﺳﺒﻖ وأﳘﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ - 1‬ﻣﻠﻴﺎﱐ ﺑﻐﺪادي‪ ،‬اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي‪ ،‬اﳉﺰء اﻷول‪ ،‬اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ﻃﺒﻌﺔ ‪ ، 1987‬ص ‪.160‬‬
‫‪ - 2‬ﻋﺒﺪ اﷲ أوﻫﺎﺑﻴﺔ ‪ ،‬ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﻴﺔ‪ ،‬دار ﻫﻮﻣﺔ ﻟﻠﻄﺒﻊ واﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،200‬ص ‪.230‬‬
‫‪1 – Demdoum Kamel , Le présidents des assembles populaire communales officiers‬‬
‫‪de la police judiciaire ,Editions homma .Alger .2004 . P .20.‬‬
‫‪ - 4‬ﺑﺎرش ﺳﻠﻴﻤﺎن ‪ ،‬ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ‪ ،‬دار اﳍﺪى ﻟﻠﻨﺸﺮ ‪ ،‬ﻋﲔ ﻣﻠﻴﻠﺔ ‪ ،‬ص ‪. 116 ،‬‬
‫‪ - 5‬اﻷﻣﺮ ‪ 155-66‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 8‬ﺟﻮان ‪ 1966‬اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﻴﺔ‪ ،‬اﳌﻌﺪل و اﳌﺘﻤﻢ ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪.46‬‬
‫‪51‬‬
 ‫ـ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻘﻮاﻧﲔ واﻟﻠﻮاﺋﺢ ﰲ ﺣﺪود إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫ـ اﻹﺣﺼﺎء اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻔﺌﺔ اﻟﺸﺒﺎب اﳌﻌﲏ ﺑﺎﳋﺪﻣﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ـ إﻋﺪاد ﻗﻮاﺋﻢ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﻮاﻧﲔ اﳌﺘﻀﻤﻨﺔ ﳍﺎ‪.‬‬
‫ـ ـ ـ اﳌﺴـ ــﺎﳘﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ اﻹﺣﺼـ ــﺎء اﻟـ ــﺪﳝﻘﺮاﻃﻲ اﻟـ ــﺬي ﳛﺼـ ــﻞ ﻛـ ــﻞ ‪ 10‬ﺳـ ــﻨﻮات ﺑﺎﻟﺘﻌـ ــﺎون ﻣـ ــﻊ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺪﻳﻮان اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻺﺣﺼﺎء ‪.ONS‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ﺗﻨﻈـ ـ ــﻴﻢ رﺧﺼـ ـ ــﺔ اﻟﺒﻨـ ـ ــﺎء واﳍـ ـ ــﺪم واﻟﺘﺠﺰﺋـ ـ ــﺔ وﻓﻘـ ـ ــﺎ ﻟﻺﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻊ‬
‫اﳌﻌﻤﻮل ﺑﻪ‪. 2‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬إدارة اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫ﻟﻜـ ـ ــﻞ ﺑﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ إدارة ﳛـ ـ ــﺪد ﺗﻨﻈﻴﻤﻬـ ـ ــﺎ ﲝﺴـ ـ ــﺐ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ وﲝﺴـ ـ ــﺐ أﳘﻴـ ـ ــﺔ اﳌﻬـ ـ ــﺎم اﳌﻮﻛﻠـ ـ ــﺔ ﳍـ ـ ــﺎ‪،‬‬
‫ﺗﻮﺿـ ـ ــﻊ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻹدارة ﲢـ ـ ــﺖ ﺗﺼـ ـ ــﺮف رﺋـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي‪ ،‬وﻳﻨﺸـ ـ ــﻂ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻹدارة اﻷﻣﻴـ ـ ــﲔ اﻟﻌـ ـ ــﺎم‬
‫ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫وﳝﻜ ـ ــﻦ ﻷي ﺑﻠﺪﻳ ـ ــﺔ إﺣ ـ ــﺪاث ﻣﻨ ـ ــﺪوﺑﻴﺎت أو ﻣﻠﺤﻘ ـ ــﺎت ﺑﻠﺪﻳ ـ ــﺔ وﻧﻈـ ـ ـﺮا ﳊﺠ ـ ــﻢ اﳌﻬ ـ ــﺎم اﳌﺴ ـ ــﻨﺪة ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﻓﻠﻬﺎ ﳍﺎ أرﺷﻴﻒ ﺧﺎص ‪‬ﺎ ﺗﻮﺿﻊ ﺑﻪ اﻟﻮﺛﺎق اﻟﱵ ﱂ ﺗﻌﺪ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ أي اﻟﻘﺪﳝﺔ‪.‬‬
‫وﻟﺪراﺳـ ـ ــﺔ إدارة اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﻻ ﺑـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻄـ ـ ــﺮق إﱃ اﻷﻣـ ـ ــﲔ اﻟﻌـ ـ ــﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﰲ ﻣﻄﻠـ ـ ــﺐ أول‪ ،‬اﳌﻨـ ـ ــﺪوﺑﻴﺎت‬
‫أو اﳌﻠﺤﻘﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ ﻣﻄﻠﺐ ﺛﺎﱐ‪ ،‬وﰲ اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ أرﺷﻴﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬اﻷﻣﻴﻦ اﻟﻌﺎم‬
‫اﻷﻣـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻫ ـ ــﻮ اﳍﻴﺌ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜ ـ ــﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ اﺳ ـ ــﺘﺤﺪﺛﻬﺎ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ 10 /11‬وﻫ ـ ــﺬا ﲝﺴ ـ ــﺐ ﻧ ـ ــﺺ‬
‫اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 15‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻧﻔـ ـ ــﺲ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ ،3‬ﻓﻬـ ـ ــﻮ ﻫﻴﺌـ ـ ــﺔ ﺗﺴـ ـ ــﻴﲑ إدارﻳـ ـ ــﺔ ﰲ ﻧﻄـ ـ ــﺎق اﻟﺪوﻟـ ـ ــﺔ واﳉﻤﺎﻋـ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻟﻘـ ـ ــﺪ‬
‫ﻧﺼﺖ اﳌﺎدة‪ 125‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫‪ - 1‬ﻣﺴﻌﻮد ﺷﻴﻬﻮب‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‪. 20 .‬‬

‫‪ - 2‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 50‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪. 10/11‬‬
‫‪ 3‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 15‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ 10/11‬واﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ‪ ":‬ﺗﺘﻮﻓﺮ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ‪:‬‬
‫ـ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﺪاوﻟﺔ ‪ :‬ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‪،‬‬
‫ـ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﻨﻔﻴﺪﻳﺔ ﻳﺮﺋﺴﻬﺎ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‪،‬‬
‫ـ إدارة ﻳﻨﺸﻄﻬﺎ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﲢﺖ ﺳﻠﻄﺔ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‪.‬‬
‫ﲤﺎرس اﳍﻴﺌﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ أﻋﻤﺎﳍﺎ ﰲ إﻃﺎر اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﻌﻤﻮل ‪‬ﻤﺎ"‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ 10 /11‬ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ‪ ":‬ﻟﻠﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ــﺔ إدارة ﺗﻮﺿ ـ ـ ــﻊ ﲢ ـ ـ ــﺖ ﺳـ ـ ـ ــﻠﻄﺔ رﺋ ـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي‪ ،‬وﻳﻨﺸـ ـ ـ ــﻄﻬﺎ‬
‫اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم"‪.‬‬
‫وﻧﻈ ـ ـ ـﺮا ﻟﻌـ ـ ــﺪم إﻫﺘﻤـ ـ ــﺎم اﳌﻨﺘﺨﺒـ ـ ــﲔ اﶈﻠﻴـ ـ ــﲔ وﻧﻘـ ـ ــﺺ ﻛﻔـ ـ ــﺎﺋﺘﻬﻢ‪ ،‬أﺻـ ـ ــﺒﺢ اﻷﻣـ ـ ــﲔ اﻟﻌـ ـ ــﺎم ﻳﺘـ ـ ــﻮﱃ ﺗﺴـ ـ ــﲑ أﻋﻤـ ـ ــﺎل‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻺﳌـ ــﺎم ‪‬ـ ــﺬا اﳌﻄﻠـ ــﺐ أﺣﺴـ ــﻦ إﳌـ ــﺎم ﻗﻤﻨـ ــﺎ ﺑﺘﻘﺴـ ــﻴﻤﻪ إﱃ ﻓـ ــﺮﻋﲔ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﺗﻨﺎوﻟﻨـ ــﺎ ﰲ اﻟﻔـ ــﺮع اﻷول ﺗﻌﻴـ ــﲔ اﻷﻣـ ــﲔ‬
‫اﻟﻌﺎم‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ ﻓﻘﺪ ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬ﺗﻌﻴﻴﻦ اﻷﻣﻴﻦ اﻟﻌﺎم‬
‫ﻟﻘ ـ ــﺪ أﺣ ـ ــﺎل اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي ﻃﺮﻳﻘ ـ ــﺔ وﺷ ـ ــﺮوط ﺗﺘﻌﻴ ـ ــﲔ اﻷﻣ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﺘﻨﻈ ـ ــﻴﻢ وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﺟ ـ ــﺎءت ﺑ ـ ـ ـﻪ‬
‫اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 127‬ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ ،110/11‬ﺗﺎرﻛ ـ ــﺎ إ‪‬ﺎﻣ ـ ــﺎ واﺿ ـ ــﺤﺎ ﰲ ﻧ ـ ــﺺ اﳌ ـ ــﺎدة‪ ،‬و ذﻟ ـ ــﻚ ﻻن اﻟﺘ ـ ـ ــﻨﻈﻴﻢ اﳌﺘﻌﻠ ـ ــﻖ‬
‫ﺑﺎﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﱂ ﻳﺼﺪر ﳊﺪ اﻟﻴﻮم ‪.‬‬
‫إﻻ أن وزﻳ ـ ـ ــﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ـ ـ ــﺔ و اﳉﻤﺎﻋ ـ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ ﻛ ـ ـ ــﺎن ﻗ ـ ـ ــﺪ أﺟ ـ ـ ــﺎب ﻋ ـ ـ ــﻦ اﺳﺘﻔﺴ ـ ـ ــﺎر ﰲ اﺣ ـ ـ ــﺪ ﺟﻠﺴ ـ ـ ــﺎت‬
‫ﳎﻠـ ـ ــﺲ اﻷﻣـ ـ ــﺔ ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ ﳜ ـ ـ ــﺺ ﺗﻌﻴـ ـ ــﲔ اﻷﻣـ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ‪ ،‬و أوﺿـ ـ ــﺢ أن ﺗﻌﻴﻴﻨـ ـ ــﻪ ﳜﺘﻠ ـ ـ ــﻒ ﺑـ ـ ــﺎﺧﺘﻼف ﻋـ ـ ــﺪد ﺳ ـ ـ ــﻜﺎن‬
‫اﻟﺒﻠ ـ ــﺪﻳﺎت ‪ ،‬إذ ﻳﻌ ـ ــﲔ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف رﺋ ـ ــﻴﺲ اﳉﻤﻬﻮرﻳ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪﻳﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺒﻠ ـ ــﻎ ﻗﺎﻃﻨﻮﻫ ـ ــﺎ ‪ 100.000‬ﺳ ـ ــﺎﻛﻦ‬
‫‪ ،‬و ﻳﻌـ ـ ــﲔ ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف اﻟـ ـ ــﻮزﻳﺮ اﳌﻜﻠـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻠﻴـ ـ ــﺔ و اﳉﻤﺎﻋـ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪﻳﺎت اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﻀـ ـ ــﻢ ﻣـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﲔ‬
‫‪ 50.000‬و ‪ 100.000‬ﺳﺎﻛﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﲔ ﻣﻦ ﻃﺮف رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت اﻟﺼﻐﲑة ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت اﻷﻣﻴﻦ اﻟﻌﺎم‬

‫ﻟﻘ ـ ــﺪ ﺧ ـ ــﻮل اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻟﻸﻣ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻋ ـ ــﺪة ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺎت وﻣﻬ ـ ــﺎم ﻟﻠﻘﻴ ـ ــﺎم ‪ ‬ـ ــﺎ وﻣ ـ ــﻦ اﺑ ـ ــﺮز اﳌﻬ ـ ــﺎم اﻷﺳﺎﺳ ـ ــﻴﺔ اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﻳﻀ ـ ــﻄﻠﻊ ‪ ‬ـ ــﺎ اﻷﻣ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻫ ـ ــﻲ اﻟﺘﺴ ـ ــﻴﲑ اﻹداري ﻟ ـ ــﻺدارة اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻗ ـ ــﺪ ﺑﻴﻨ ـ ــﺖ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 129‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻣﻬ ـ ــﺎم اﻷﻣ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺟ ـ ــﺎء ﺑﻨﺼ ـ ــﻬﺎ‪":‬ﻳﺘ ـ ــﻮﱃ اﻷﻣ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﲢ ـ ــﺖ ﺳ ـ ــﻠﻄﺔ رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ‬
‫اﻟﺒﻠﺪي‪:‬‬
‫ـ ﺿﻤﺎن ﲢﻀﲑ اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‪،‬‬
‫ـ ﺗﻨﺸﻴﻂ وﺗﻨﺴﻴﻖ ﺳﲑ اﳌﺼﺎﱀ اﻹدارﻳﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪،‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ﺿ ـ ـ ــﻤﺎن ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬ اﻟﻘـ ـ ـ ـﺮارات ذات اﻟﺼ ـ ـ ــﻠﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴ ـ ـ ــﻖ اﳌ ـ ـ ــﺪاوﻻت اﳌﺘﻀ ـ ـ ــﻤﻨﺔ اﳍﻴﻜ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤ ـ ـ ــﻲ وﳐﻄ ـ ـ ــﻂ ﺗﺴ ـ ـ ــﲑ‬
‫اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﲔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 126‬أﻋﻼﻩ‪،‬‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 127‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪ ":‬ﲢﺪد ﻛﻴﻔﻴﺔ وﺷﺮوط ﺗﻌﻴﲔ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ"‪.‬‬
‫‪53‬‬
 ‫ـ إﻋﺪاد ﳏﻀﺮ ﺗﺴﻠﻴﻢ واﺳﺘﻼم اﳌﻬﺎم اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 68‬أﻋﻼﻩ‪.‬‬
‫ﻳﺘﻠﻘـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺘﻔـ ـ ـ ــﻮﻳﺾ ﺑﺎﻹﻣﻀـ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻛﺎﻓـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﺛـ ـ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺘﺴـ ـ ـ ــﻴﲑ اﻹداري واﻟﺘﻘـ ـ ـ ــﲏ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﺳـ ـ ـ ــﺘﺜﻨﺎء‬
‫اﻟﻘﺮارات"‪.‬‬
‫ﻛﻤﺎ اﻧﻪ ﳝﺎرس ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺻﻼﺣﻴﺎت أﺧﺮى ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪:‬‬

‫ـ ـ ـ ﺗﻨﻈ ـ ــﻴﻢ ﻣﺼ ـ ــﻠﺤﺔ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ و ﺳ ـ ــﲑﻫﺎ‪ ،‬و ﲪﺎﻳ ـ ــﺔ ﻛ ـ ــﻞ اﻟﻌﻘ ـ ــﻮد و اﻟﺴ ـ ــﺠﻼت اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ ‪ ‬ـ ــﺎ و اﳊﻔ ـ ــﺎظ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ‬

‫ـ ﻣﺴﻚ ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ و ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ‪،‬‬

‫ـ ـ ـ اﻟﻘﻴـ ــﺎم ﺑﻌﻤﻠﻴـ ــﺔ إﺣﺼـ ــﺎء اﳌ ـ ـﻮاﻃﻨﲔ ‪ ,‬ﺣﺴـ ــﺐ ﺷ ـ ـﺮاﺋﺢ اﻟﺴـ ــﻦ ‪ ،‬واﳌﻮﻟـ ــﻮدون ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ أو اﳌﻘﻴﻤـ ــﲔ ‪‬ـ ــﺎ ﰲ‬
‫إﻃﺎر ﺗﺴﻴﲑ ﺑﻄﺎﻗﻴﺔ اﳋﺪﻣﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪.‬‬

‫ـ ﺗﺴﻴﲑ أرﺷﻴﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ و ﺣﻔﻈﻪ و ﲪﺎﻳﺘﻪ ‪ ،‬ﺣﺴﺐ ﻧﺺ اﳌﺎدة ‪.1 139‬‬

‫ـ ﻣﺴﻚ ﺳﺠﻞ ﺟﺮد اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ و اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ و ﺳﺠﻞ ﺟﺮد اﻷﻣﻼك اﳌﻨﻘﻮﻟﺔ ‪.‬‬

‫ـ ﻳﻘﻮم ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ اﻹرادات و اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫ـ ﺗﻨﺸﻴﻂ و ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺳﲑ اﳌﺼﺎﱀ اﻹدارﻳﺔ و اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ﻳﻀ ـ ــﻤﻦ اﻷﻣ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات ذات اﻟﺼ ـ ــﻠﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴ ـ ــﻖ اﳌ ـ ــﺪاوﻻت اﳌﺘﻀ ـ ــﻤﻨﺔ اﳍﻴﻜ ـ ــﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤ ـ ــﻲ‬
‫‪2‬‬
‫ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ﻳﻌـ ــﺪ اﻷﻣـ ــﲔ اﻟﻌـ ــﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻣﺸـ ــﺮوع اﳌﻴﺰاﻧﻴـ ــﺔ ﲢـ ــﺖ ﺳـ ــﻠﻄﺔ رﺋـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﺑﻌـ ــﺪﻣﺎ ﻛـ ــﺎن‬
‫‪3‬‬
‫ﻳﻌﺪﻫﺎ ﻫﺬا اﻷﺧﲑ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 139‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﱵ ﺟﺎء ﻧﺼﻬﺎ ﻛﺎﻷﰐ‪ ":‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﲪﺎﻳﺔ أرﺷﻴﻬﺎ واﻹﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻪ‪.‬‬
‫ﻳﻀﻤﻦ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﲢﺖ ﺳﻠﻄﺔ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﺗﺴﲑ أرﺷﻴﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﻌﻤﻮل ‪‬ﻤﺎ‪.‬‬
‫ﺗﺸﻜﻞ أﻋﺒﺎء ﺣﻔﻆ أرﺷﻴﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ وﺗﺴﻴﲑﻩ وﲪﺎﻳﺘﻪ ﻧﻔﻘﺎت إﺟﺒﺎرﻳﺔ"‪.‬‬
‫‪ - 2‬اﳌﺎدة ‪ 126‬و ‪ 129‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪ‬
‫‪ - 3‬ﻛﺮﳝﺔ ﺑﻮﻋﺒﺎش ‪" ،‬وﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﺘﺴﻴﺐ اﻷﻣﻴﺎر ‪،‬ﻣﻨﺢ اﻟﻤﺮأة أﻓﻀﻠﻴﺔ ﺗﻮﻟﻲ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ" ‪http://www.Al- fadjr .com ،‬‬
‫‪/ar/national‬‬
‫‪54‬‬
 ‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻤﻨﺪوﺑﻴﺎت أو اﻟﻤﻠﺤﻘﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫ﳛـ ــﺚ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﻣﻨـ ــﺪوﺑﻴﺎت أو ﻣﻠﺤﻘـ ــﺎت إدارﻳـ ــﺔ ﻟﻀـ ــﻤﺎن ﺣﺴـ ــﻦ ﺳـ ــﲑ ﻣﻬـ ــﺎم اﳌﺮﻓـ ــﻖ اﻟﻌـ ــﺎم‬
‫وذﻟـ ـ ــﻚ ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﺻـ ـ ــﻌﻮﺑﺔ اﻻﺗﺼـ ـ ــﺎل ﺑـ ـ ــﲔ ﻣﻘـ ـ ــﺮ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴـ ـ ــﻲ وﺟـ ـ ــﺰء ﻣﻨﻬـ ـ ــﺎ ﺑﺴـ ـ ــﺒﺐ ﺑﻌـ ـ ــﺪ اﳌﺴـ ـ ــﺎﻓﺔ أو‬
‫ﻟﻠﻀﺮورة ‪.‬‬

‫وﳌﻌﺮﻓـ ــﺔ اﳌﻨﺪوﺑﻴ ـ ــﺔ ﻓﻘـ ــﺪ ﻗﻤﻨ ـ ــﺎ ﺑﺘﻘﺴـ ــﻴﻢ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻄﻠـ ــﺐ إﱃ ﻓ ـ ــﺮﻋﲔ اﺛﻨـ ــﲔ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺮع أول ﺑﻌﻨ ـ ـﻮان ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ اﳌﻨﺪوﺑﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪ ،‬وﻓﺮع ﺛﺎﱐ ﺟﺎء ﲢﺖ ﻋﻨﻮان اﳌﻨﺪوب اﻟﺒﻠﺪي‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﻨﺪوﺑﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫ﳛ ـ ـ ــﺪد ﻋ ـ ـ ــﺪد اﳌﻨ ـ ـ ــﺪوﺑﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﲟﻮﺟ ـ ـ ــﺐ ﻣﺮﺳ ـ ـ ــﻮم‪ ،‬اﻋﺘﻤ ـ ـ ــﺎدا ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻄ ـ ـ ــﺎﺑﻊ اﳉﻐ ـ ـ ـ ـﺮاﰲ واﳊﻀ ـ ـ ــﺮي‬
‫ﻹﻗﻠﻴﻤﻬﺎ وﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم ﻟﻀﻤﺎن ﺗﻠﺒﻴﺔ وﺗﻐﻄﻴﺔ اﳊﺎﺟﻴﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺒـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ أن اﳌﺸـ ــﺮع ﻧـ ــﺺ ﺑـ ــﺄن اﳌﻨﺪوﺑﻴـ ــﺔ أو اﳌﻠﺤﻘـ ــﺔ ﲢـ ــﺪد ﲟﻮﺟـ ــﺐ ﻣﺮﺳـ ــﻮم إﻻ أﻧـ ــﻪ ﱂ ﳛـ ــﺪد ﻟﻨـ ــﺎ‬
‫ﻧﻮع ﻫﺬا اﳌﺮﺳﻮم وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺺ اﳌﺎدة‪.1136‬‬
‫وﻳـ ــﺘﻢ ﲢﺪﻳـ ــﺪ اﳌﺮاﻓـ ــﻖ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﻳﻌﻬـ ــﺪ ‪‬ـ ــﺎ إﱃ اﳌﻨﺪوﺑﻴـ ــﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ ﻣـ ــﺪاوﻻت ا‪‬ﻠـ ــﺲ‬
‫اﻟﺸ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﻛﻤـ ــﺎ ﻳـ ــﻮﻓﺮ ﳍ ــﺎ اﻟﻮﺳـ ــﺎﺋﻞ اﳌﺎدﻳـ ــﺔ واﻟﺒﺸ ـ ـﺮﻳﺔ اﻟﻀـ ــﺮورﻳﺔ ﻟﺴ ــﲑﻫﺎ وﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ ﺟـ ــﺎء ﰲ ﻧـ ــﺺ‬
‫اﳌ ــﺎدة ‪ 137‬ﺣﻴـ ــﺚ ﺗـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ‪ ":‬ﳛـ ــﺪد ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﲟﻮﺟـ ــﺐ ﻣﺪاوﻟـ ــﺔ‪ ،‬اﳌﺮاﻓـ ــﻖ اﻟـ ــﱵ‬
‫ﻳﻌﻬﺪ ‪‬ﺎ إﱃ اﳌﻨﺪوﺑﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ وﻳﻮﻓﺮ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳌﺎدﻳﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﺴﲑﻫﺎ"‪.‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻤﻨﺪوب اﻟﺒﻠﺪي‬
‫ﻟﻜ ـ ــﻞ ﻣﻠﺤﻘ ـ ــﺔ ﺑﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻣﻨ ـ ــﺪوب ﺑﻠ ـ ــﺪي ﻳﻨﺸ ـ ــﻄﻬﺎ وﳝﺜﻠﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻳﻌ ـ ــﲔ اﳌﻨ ـ ــﺪوب اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻣ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﲔ أﻋﻀ ـ ــﺎء‬
‫ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ ﻣﺪاوﻟ ـ ــﺔ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﺑﻨ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻗ ـ ـ ـﱰاح ﻣ ـ ــﻦ رﺋ ـ ــﻴﺲ‬
‫ا‪‬ﻠـ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ـ ــﻌﱯ ﻣـ ـ ـ ــﻊ ﻣﺮاﻋـ ـ ـ ــﺎة أن ﻳﻜـ ـ ـ ــﻮن اﳌﻨـ ـ ـ ــﺪوب اﻟﺒﻠـ ـ ـ ــﺪي ﻣﻘﻴﻤـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﺟـ ـ ـ ــﺰء اﳌﻨﺪوﺑﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﰲ ﺗﺄدﻳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻣﺘﺼﺮف ﻳﻘﱰﺣﻪ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم وﻳﻌﻴﻨﻪ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 136‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪":‬ﳛﺪد ﲟﻮﺟﺐ ﻣﺮﺳﻮم ﻋﺪد اﳌﻨﺪوﺑﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 134‬أﻋﻼﻩ وﺣﺪودﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﺑﻠﺪﻳﺔ‬
‫ﻛﱪى اﻋﺘﻤﺎدا‪ ،‬ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﳉﻐﺮاﰲ واﳊﻀﺮي ﻹﻗﻠﻴﻤﻬﺎ وﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﳌﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﲢﺪد ﻛﻴﻔﻴﺎت ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺪﻩ اﳌﺎدة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ"‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫ﻳﻘ ـ ــﻮم اﳌﻨ ـ ــﺪوب اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﲟﻬﺎﻣ ـ ــﻪ وأﻋﻤﺎﻟ ـ ــﻪ ﺑﺎﺳ ـ ــﻢ رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ وﲢ ـ ــﺖ ﻣﺴ ـ ــﺆوﻟﻴﺘﻪ إذ ﳝ ـ ــﻨﺢ‬
‫ﻫ ـ ــﺬا اﻷﺧ ـ ــﲑ ﻟﻠﻤﻨ ـ ــﺪوب اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﺗﻔﻮﻳﻀ ـ ــﺎ ﺑﺎﻹﻣﻀ ـ ــﺎء إذ ﺧ ـ ــﻮل ﻟ ـ ــﻪ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺔ ﺿ ـ ــﺒﻂ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﻧﻄﺎق إﻗﻠﻴﻤﻪ أو ﻣﻨﺪوﺑﻴﺘﻪ وذﻟﻚ ﲝﺴﺐ ﻧﺺ اﳌﺎدة ‪.1138‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬أرﺷﻴﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬
‫أرﺷـ ــﻴﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻫـ ــﻮ اﻟـ ــﺬاﻛﺮة اﻹدارﻳـ ــﺔ ﻟﻜﺎﻓـ ــﺔ وﺛـ ــﺎﺋﻖ اﳌﺼـ ــﺎﱀ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ‪ ،‬أﻳـ ــﻦ ﻳـ ــﺘﻢ ﺣﻔـ ــﻆ ﻛـ ــﻞ اﻟﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ‬
‫واﳉﺮاﺋـ ـ ــﺪ اﻟﺮﲰﻴـ ـ ــﺔ واﻟﺴـ ـ ــﺠﻼت اﻟـ ـ ــﱵ ﰎ اﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ ‪‬ـ ـ ــﺎ ﰲ وﻗـ ـ ــﺖ ﺳـ ـ ــﺎﺑﻖ‪ ،‬ﺑﻐﻴـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻤـ ـ ــﻞ ‪‬ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻮﻗـ ـ ــﺖ‬
‫اﻟ ـ ـ ــﺬي ﳛﺘ ـ ـ ــﺎج ﳍ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﺗﻌﺘ ـ ـ ــﱪ ﻫ ـ ـ ــﻲ اﳌﺴ ـ ـ ــﺆول اﻷول واﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ــﻦ ﲪﺎﻳ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ــﺬا اﻷرﺷـ ـ ـ ـﻴﻒ‬
‫واﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻪ‪.‬‬
‫وﻟﻘﺪ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﻫﺬا اﳌﻄﻠﺐ إﱃ ﻓﺮﻋﲔ‪:‬‬
‫ـ ﺗﻨﺎوﻟﻨﺎ ﰲ اﻟﻔﺮع اﻷول اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﱵ ﺗﻮﺿﻊ ﰲ أرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﻘﺮار ﻣﻦ اﻟﻮاﱄ‪.‬‬
‫ـ ـ ـ أﻣ ـ ــﺎ اﻟﻔ ـ ــﺮع اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ ﻓﺪرﺳ ـ ــﻨﺎ ﻓﻴ ـ ــﻪ اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻮﺿ ـ ــﻊ ﰲ اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺔ ﺑﻘ ـ ـﺮار ﻣ ـ ــﻦ رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ‬
‫اﻟﺒﻠﺪي‪.‬‬
‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻲ أرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﻘﺮار ﻣﻦ اﻟﻮاﻟﻲ‬
‫وﻫ ـ ــﻲ اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻌ ـ ــﺪت ﻣ ـ ــﺪة ﺣﻔﻈﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺪة اﻟﻘ ـ ــﺮن‪ ،‬وﻛ ـ ــﺬا اﳌﺨﻄﻄ ـ ــﺎت وﺳ ـ ــﺠﻼت‬
‫ﻣﺴ ـ ــﺢ اﻷراﺿ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــﱵ ﱂ ﺗﻌ ـ ــﺪ ﻣﺴ ـ ــﺘﻌﻤﻠﺔ ﻣﻨ ـ ــﺬ ﺛﻼﺛ ـ ــﲔ ﺳ ـ ــﻨﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻗ ـ ــﻞ‪ ،‬إﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﳝﻜ ـ ــﻦ أن‬
‫ﺗﻮﺿ ـ ـ ــﻊ إﺟﺒﺎرﻳ ـ ـ ــﺎ ﰲ أرﺷ ـ ـ ــﻴﻒ اﻟﻮﻻﻳ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ إذا ﺛﺒ ـ ـ ــﺖ ﻋ ـ ـ ــﺪم ﺿ ـ ـ ــﻤﺎن ﺣﻔﻈﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻣ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ وﻫﺬا ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ ﻣﻦ اﳌﺎدة ‪ 143‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.2‬‬
‫ﻛﻤـ ــﺎ ﺗﺸـ ــﻤﻞ أﻳﻀ ـ ــﺎ اﻟﻮﺛـ ــﺎﺋﻖ اﶈﻔﻮﻇـ ــﺔ ﰲ أرﺷـ ــﻴﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﻳﻘـ ــﻞ ﻋـ ــﺪد ﺳـ ــﻜﺎ‪‬ﺎ ﻋـ ــﻦ ‪20.000‬‬
‫ﻧﺴـ ـ ــﻤﺔ‪ ،‬وﰲ ﺑﻌـ ـ ــﺾ اﳊـ ـ ــﺎﻻت ﻳـ ـ ــﺮﺧﺺ اﻟ ـ ـ ـﻮاﱄ ﺑﻌﻜـ ـ ــﺲ ذﻟـ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻓﻬـ ـ ــﺬا راﺟـ ـ ــﻊ إﱃ اﻟﺴـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻮاﱄ‪.3‬‬

‫‪ 1‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 138‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪":‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﲔ اﳌﻘﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ وﺟﺰى ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺒﻌﺪ اﳌﺴﺎﻓﺔ أو ﻟﻠﻀﺮورة‪ ،‬ﳛﺪث‬
‫ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﲟﻮﺟﺐ ﻣﺪاوﻟﺔ ﻣﻠﺤﻘﺔ إدارﻳﺔ وﳛﺪد ﳎﺎل اﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ‪ ،‬وﻳﻌﲔ ﳍﺎ ﻣﻨﺪوﺑﺎ ﺧﺎص‪.‬‬
‫ﻳﻌﲔ اﳌﻨﺪوب اﻟﺒﻠﺪي اﳋﺎص ﻣﻦ ﺑﲔ أﻋﻀﺎء ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي وﻳﺮاﻋﻰ ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﰲ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﳌﻘﻴﻤﲔ ﰲ \ﻟﻚ اﳉﺰء اﳌﻌﲏ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ وﻳﺘﺼﺮف ﲢﺖ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‪ ،‬وﻳﺘﻠﻘﻰ ﺑﺎﲰﻪ ﺗﻔﻮﻳﻀﺎ ﺑﺎﻹﻣﻀﺎء ‪.‬‬
‫ﻳﺘﻮﱃ اﳌﻨﺪوب اﳋﺎص وﻇﺎﺋﻒ ﺿﺎﺑﻂ اﳊﺎﻟﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ ﻫﺪا اﳉﺰء ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ"‪.‬‬
‫‪ 2‬ﻳﻘﻮل ﻧﺺ اﻟﻘﺮة اﻷوﱃ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪":10/11‬ﰲ إﻃﺎر اﺣﱰام اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﻌﻤﻮل ‪‬ﻤﺎ‪ ،‬ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﳌﻮدﻋﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻸﺣﻜﺎم اﳌﻮاد‬
‫‪140‬و‪141‬و‪ 142‬أﻋﻼﻩ ﺑﺄرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ"‪.‬‬
‫‪ 3‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 140‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.10/11‬‬
‫‪56‬‬
‫وﺑﺈﻣﻜـ ـ ــﺎن اﻟ ـ ـ ـﻮاﱄ أﻳﻀـ ـ ــﺎ أن ﻳﻘـ ـ ــﺮر وﺑﻌـ ـ ــﺪ ﻣﺪاوﻟـ ـ ــﺔ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي ﺣﻔـ ـ ــﻆ اﻟﻮﺛـ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮرة‬
‫ﺳ ـ ــﺎﺑﻘﺎ واﶈﻔﻮﻇ ـ ــﺔ ﺑﺄرﺷ ـ ــﻴﻒ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪﻳﺎت اﻟ ـ ــﱵ ﻳﺰﻳ ـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺪد ﺳ ـ ــﻜﺎ‪‬ﺎ ﻋ ـ ــﻦ ‪ 20.000‬ﻧﺴ ـ ــﻤﺔ ﺑﺄرﺷ ـ ــﻴﻒ‬
‫اﻟﻮﻻﻳﺔ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة ‪ 141‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﳊﺎﱄ‪.‬‬
‫اﻟﻔ ـ ــﺮع اﻟﺜ ـ ــﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﻟﺘ ـ ــﻲ ﺗﻮﺿ ـ ــﻊ ﺑﺄرﺷ ـ ــﻴﻒ اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺔ ﺑﻘـ ـ ـﺮار ﻣ ـ ــﻦ رﺋ ـ ــﻴﺲ اﻟﻤﺠﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﺒﻲ‬
‫اﻟﺒﻠﺪي‬
‫ﻫﻨ ـ ــﺎك ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳋﺎﺻ ـ ــﺔ واﻟ ـ ــﱵ ﳍ ـ ــﺎ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﳑﻴ ـ ــﺰة وﻻ ﺳ ـ ــﻴﻤﺎ وﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ واﳌﺨﻄﻄ ـ ــﺎت‬
‫وﺳـ ـ ــﺠﻼت ﻣﺴ ـ ـ ــﺢ اﻷراﺿـ ـ ــﻲ وﻛ ـ ـ ــﺬا اﻟﻮﺛـ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌﺎﻟﻴ ـ ـ ــﺔ واﶈﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ اﻟ ـ ـ ــﻼزم ﺣﻔﻈﻬـ ـ ــﺎ ﰲ أرﺷ ـ ـ ــﻴﻒ اﻟﻮﻻﻳ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﻘﺮار ﻣﻦ ﻃﺮف رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﻟﺴﺒﺐ أﻧﻪ ﳝﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﻺﺗﻼف‪.‬‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺗﻘﺼ ـ ــﲑ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ واﻟﺘﻬ ـ ــﺎون ﰲ وﺿ ـ ــﻊ اﻟﻮﺛ ـ ــﺎﺋﻖ اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة ﰲ أرﺷ ـ ــﻴﻒ اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺔ ﻳﻘ ـ ــﺮر اﻟـ ـ ـﻮاﱄ‬
‫ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﰲ أرﺷﻴﻒ اﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ اﳉﻬﺔ اﻟﻮﺻﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻳ ـ ـ ــﺘﻢ ﺣﻔ ـ ـ ــﻆ اﻟﻮﺛ ـ ـ ــﺎﺋﻖ وﺗﺼ ـ ـ ــﻨﻴﻔﻬﺎ ﰲ أرﺷ ـ ـ ــﻴﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ وﻓ ـ ـ ــﻖ ﻧﻔ ـ ـ ــﺲ ﺷ ـ ـ ــﺮوط ﺣﻔﻈﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﺄرﺷ ـ ـ ــﻴﻒ‬
‫اﻟﻮﻻﻳـ ـ ــﺔ‪ ،‬إذ أﻧـ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ إﺗﻼﻓﻬـ ـ ــﺎ إﻻ ﺑﻘ ـ ـ ـﺮار أو ﺗـ ـ ــﺮﺧﻴﺺ ﻣـ ـ ــﻦ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي وﻫـ ـ ــﺬا ﻣـ ـ ــﺎ‬
‫ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة ‪ 143‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪي ‪.10/11‬‬

‫‪57‬‬
 ‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪:‬‬

‫وﳑـ ــﺎ ﺳـ ــﺒﻖ ذﻛـ ــﺮﻩ ﳝﻜﻨﻨـ ــﺎ اﻟﻘـ ــﻮل أن اﳌﺸـ ــﺮع أﺿـ ــﺎف ﻋـ ــﺪة ﺗﻌـ ــﺪﻳﻼت ﺟﺪﻳـ ــﺪة ﻣـ ــﻦ أﺑﺮزﻫـ ــﺎ إﺿـ ــﺎﻓﺔ اﻷﻣـ ــﲔ اﻟﻌـ ــﺎم‬
‫ﻛ ـ ــﺈدارة ﻳﻨﺸ ـ ــﻄﻬﺎ ﲢ ـ ــﺖ وﺻ ـ ــﺎﻳﺔ اﻟـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻋﻤ ـ ــﻞ اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻋﻠ ـ ــﻰ زﻳ ـ ــﺎدة ﺣﺠ ـ ــﻢ ا‪ ‬ـ ــﺎﻟﺲ اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ‪ ،‬رﻏ ـ ــﻢ أن‬
‫ذﻟﻚ ﱂ ﻳﺘﻀﺢ إﻻ ﺑﺼﺪور ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ‪. 01/12‬‬

‫ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﻋﻤـ ـ ــﻞ اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﺳـ ـ ــﺘﻘﺮار ا‪‬ـ ـ ــﺎﻟﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﺒﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل وﺿـ ـ ــﻊ آﻟﻴـ ـ ــﺎت ﲢـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﻇ ـ ــﺎﻫﺮة اﻻﻧﺴ ـ ــﺪاد و ﺳ ـ ــﺤﺐ اﻟﺜﻘ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي‪ ،‬ﻟﻮﺿ ـ ــﻌﻪ ﰲ ﻣﻨ ـ ــﺄى ﻋ ـ ــﻦ اﻟﺘﻘﻠﺒ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــﺪل اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻃﺮﻳﻘ ـ ــﺔ اﻧﺘﺨ ـ ــﺎب اﻧﺘﺨ ـ ــﺎب رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻣ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻨﺢ اﻷﻓﻀ ـ ــﻠﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻨﺴﺎء و اﻟﺸﺒﺎب ﻻﻋﺘﻼء ﻫﺬا اﳌﻨﺼﺐ ‪.‬‬

‫ﻛﻤـ ـ ــﺎ أن ﺻـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﻫﻴﺌـ ـ ــﱵ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳـ ـ ــﺪ ﺗﻨﻮﻋـ ـ ــﺖ و ﴰﻠـ ـ ــﺖ ﲨﻴـ ـ ــﻊ اﳌﻴـ ـ ــﺎدﻳﻦ اﳌﺘﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺸـ ـ ــﺆون اﶈﻠﻴـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ـﺪ ﲪـ ـ ــﻞ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ﺗﻮﺿـ ـ ــﻴﺢ أدق ﻟﺼـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﳝـ ـ ــﺎرس‬
‫ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﲟﻮﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺪاوﻻت ﲣﻀ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﻹﺟـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاءات وﻗﻮاﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺪ أﻛﺜ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺎﻓﻴﺔ ‪.‬إﻻ أن ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﺼ ـ ــﻼﺣﻴﺎت ﺗﺒﻘـ ـ ــﻰ ﻣﻜﺴـ ـ ــﺒﺎ ﻣﻨﻘﻮﺻـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﺪون ﺗـ ـ ــﻮﻓﲑ اﻟﻮﺳـ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﻜﺎﻓﻴـ ـ ــﺔ ﻟﺘﺤﻮﻳﻠﻬـ ـ ــﺎ إﱃ واﻗـ ـ ــﻊ ﻣﻠﻤـ ـ ــﻮس‪ ،‬وﻟﻌـ ـ ــﻞ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ أﻫ ـ ــﻢ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻟﻌﻴ ـ ــﻮب ﻫ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــﺪم اﺳ ـ ــﺘﻘﺮار اﳌـ ـ ـﻮارد اﳌﺎﻟﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ وﻛ ـ ــﺬا اﻓﺘﻘﺎرﻫ ـ ــﺎ إﱃ اﻟﻜﻔ ـ ــﺎءات اﻟﻌﻠﻴ ـ ــﺎ و‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ــﺪى ﻣﻮﻇﻔﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻟﻘ ـ ـ ــﺪ أدى ﺿ ـ ـ ــﻌﻒ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻮﺳ ـ ـ ــﺎﺋﻞ إﱃ ﺣﺎﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎ اﳊﺘﻤﻴ ـ ـ ــﺔ ﳌﺴ ـ ـ ــﺎﻋﺪات اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺔ‬
‫اﻟﻮﺻـ ــﻴﺔ ﳑـ ــﺎ ﺧﻠـ ــﻖ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﺷـ ــﺒﻪ ﻛﺎﻣﻠـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ اﻟﺘﺒﻌﻴـ ــﺔ و ﻋـ ــﺪم اﻟﺘﺤـ ــﺮك إﻻ ﺑـ ــﺄﻣﺮ ﻣـ ــﻦ ﻫـ ــﺬا اﻷﺧـ ــﲑ ‪ ،‬وﻣـ ــﺎ ﻳﻼﺣـ ــﻆ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ــﺎت رﺋ ـ ــﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻓﻠ ـ ــﻢ ﺗ ـ ــﺄﰐ ﲜﺪﻳ ـ ــﺪ ﻓﺎﳌﺸ ـ ــﺮع أﻋ ـ ــﺎد ﺻ ـ ــﻴﺎﻏﺔ ﺑﻌ ـ ــﺾ اﳌـ ـ ـﻮاد ﺻ ـ ــﻴﺎﻏﺔ ﻟﻔﻈﻴ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫ﺑﻐﻴﺔ اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ اﳌﻌﲎ ﻻ ﻏﲑ‬

‫أﻣ ـ ــﺎ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﳜ ـ ــﺺ ﳉ ـ ــﺎن ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ ﻓﻘ ـ ــﺪ أﺿ ـ ــﺎف اﳌﺸ ـ ــﺮع ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋ ـ ــﺎت اﳉﺪﻳ ـ ــﺪة وذﻟ ـ ــﻚ ﻧﻈ ـ ـ ًـﺮا‬
‫ﻻرﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﲝﻴﺎة اﳌﻮاﻃﻦ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ و ﻛﺬا أﳘﻴﺘﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪58‬‬
 ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫ﺗﻤﻬﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ‪:‬‬

‫ﻻ ﻳﻌ ـ ــﲏ اﺳ ـ ــﺘﻘﻼل اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ وﲤﺘﻌﻬ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﺸﺨﺼ ـ ــﻴﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳـ ـ ــﺔ أ‪ ‬ـ ــﺎ ﻻ ﲣﻀ ـ ــﻊ ﻷي رﻗﺎﺑـ ـ ــﺔ أو إﺷ ـ ـ ـﺮاف ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﻃ ــﺮف اﻟﺴ ــﻠﻄﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳ ــﺔ‪ ،‬واﻻﺳ ــﺘﻘﻼل ﻳﻌ ــﺪ ﻧﺘﻴﺠ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﻟﻨﺘ ــﺎﺋﺞ اﻟ ــﱵ ﺗﱰﺗ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ ﺛﺒ ــﻮت اﻟﺸﺨﺼ ــﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ‬
‫‪ ،‬وﻫـ ـ ــﻮ ﺟﺰﺋـ ـ ــﻲ ﻷﻧـ ـ ــﻪ ﻳﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﻮﻇﻴﻔـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳـ ـ ــﺔ ﻓﻘـ ـ ــﻂ و ﻧﺴـ ـ ــﱯ ﻷن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﲣﻀـ ـ ــﻊ ﰲ ﳑﺎرﺳـ ـ ــﺘﻬﺎ ﻟﻮﻇﺎﺋﻔﻬـ ـ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ ‪.‬‬

‫وﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ أن رﺋـ ــﻴﺲ و أﻋﻀـ ــﺎء ا‪‬ﻠـ ــﺲ ﻣﻨﺘﺨﺒـ ــﻮن وﻫـ ــﻢ ﻧﺘـ ــﺎج ﻟـ ــﻺرادة اﻟﺸـ ــﻌﺒﻴﺔ ﳌ ـ ـﻮاﻃﲏ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻟﻜـ ــﻦ‬
‫ﻫ ــﺬا ﻻ ﳝﻨـ ــﻊ ﻣ ــﻦ ﺧﻀـ ــﻮﻋﻬﻤﺎ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑـ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﻃـ ــﺮف اﻟﺴـ ــﻠﻄﺔ اﻟﻮﺻ ــﻴﺔ ـ ـ ـ ـ اﻟ ـ ـﻮاﱄ ـ ـ ـ ـ واﻟﺴ ـ ـﺆال اﻟ ــﺬي ﻳﻄـ ــﺮح ﰲ ﻫـ ــﺬا‬
‫اﳌﻘﺎم ﻫﻮ أي رﻗﺎﺑﺔ ﳝﻜﻦ أن ﲣﻀﻊ ﳍﺎ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﳑﺜﻠﺔ ﰲ ﺷﺨﺺ رﺋﻴﺴﻬﺎ وﳎﻠﺴﻬﺎ ؟‪.‬‬

‫و ﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﻨﺤﺎول اﻹﺟﺎﺑ ـ ــﺔ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ وﻓﻘ ـ ــﺎ ﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ ﻓﺴ ـ ــﻨﺤﺎول اﻟﺘﻌ ـ ــﺮف ﻋﻠ ـ ــﻰ ﳐﺘﻠ ـ ــﻒ ﺻ ـ ــﻮر‬
‫اﻟﺮﻗﺎﺑ ــﺔ اﻟﻮﺻ ــﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺿ ــﻮء ﻫ ــﺬا اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ ﺳ ــﻨﻌﻤﺪ إﱃ ﺗﻮﺿ ــﻴﺢ ﻣ ــﺎ إذا ﻛ ــﺎن ﻫ ــﺬا اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ﻗ ــﺪ أﺿ ــﺎف‬
‫ﺟﺪﻳ ـ ـ ــﺪا ﲞﺼ ـ ـ ــﻮص ﻣﺒ ـ ـ ــﺪأ اﺳ ـ ـ ــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﻣ ـ ـ ــﺪى ﲣﻔﻴﻔ ـ ـ ــﻪ أو ﺗﺸ ـ ـ ــﺪﻳﺪﻩ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑ ـ ـ ــﺔ اﳌﻤﺎرﺳ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 08 _ 90‬اﳌﻠﻐﻰ ﲟﻮﺟﺐ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬

‫وﻗﺪ ﻗﺴﻤﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ إﱃ ﺛﻼث ﻣﺒﺎﺣﺚ ‪:‬‬

‫ـ اﳌﺒﺤﺚ اﻷول اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ‪.‬‬

‫ـ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﱐ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻀﺎء ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ‪.‬‬

‫ـ اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ‪.‬‬

‫‪59‬‬
 ‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي ﻛﻬﻴﺌﺔ‪.‬‬

‫ﲤـ ــﺎرس اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﰲ ﺻ ـ ــﻮر و أﺷـ ــﻜﺎل ﻣﺘﻌ ـ ــﺪدة وﻣـ ــﻦ ﺑﻴﻨﻬ ـ ــﺎ اﻟﺮﻗﺎﺑـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ‬
‫ﻛﻬﻴﺌ ـ ــﺔ ﰲ ﺣ ـ ــﺪ ذا‪ ‬ـ ــﺎ و ﺗﺄﺧ ـ ــﺬ ﺻ ـ ــﻮرﺗﲔ ﳘ ـ ــﺎ اﻹﻳﻘ ـ ــﺎف و اﳊ ـ ــﻞ ‪.‬وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﺳ ـ ــﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﰲ اﳌﻄﻠﺒ ـ ــﲔ اﳌ ـ ـ ـﻮاﻟﲔ‪،‬‬
‫ﺣﻴﺚ ﺗﻄﺮﻗﻨﺎ ﰲ اﳌﻄﻠﺐ اﻷول رﻗﺎﺑﺔ اﳊﻞ‪ ،‬واﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﱐ رﻗﺎﺑﺔ اﻹﻳﻘﺎف‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬اﻟﺤﻞ‬

‫اﳊ ــﻞ ﻫ ــﻮ إﺟ ـ ـﺮاء ﻋ ــﺰل ﲨ ــﺎﻋﻲ ﻷﻋﻀ ــﺎء ا‪‬ﻠ ــﺲ اﻟﺸ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ــﺪي ‪ ،‬وﻫ ــﻮ آﻟﻴ ــﺔ وﺻ ــﺎﺋﻴﺔ ﻳ ــﺘﻢ ﲟﻮﺟﺒﻬ ــﺎ إ‪ ‬ــﺎء‬
‫ﻣﻬﺎم ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﺑﺈزاﻟﺘﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ وﲡﺮﻳﺪ أﻋﻀﺎﺋﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﱵ ﳛﻤﻠﻮ‪‬ﺎ‪.1‬‬

‫وﻣﻨ ـ ــﻪ ﻓﺴ ـ ــﻨﺘﻨﺎول ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﳌﻄﻠ ـ ــﺐ أﺳ ـ ــﺒﺎب اﳊ ـ ــﻞ ﰲ اﻟﻔ ـ ــﺮع اﻷول‪ ،‬و اﳉﻬ ـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼ ـ ــﺔ ﺑﺎﳊ ـ ــﻞ وآﺛ ـ ــﺎرﻩ ﰲ اﻟﻔ ـ ــﺮع‬
‫اﻟﺜﺎﱐ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪ :‬أﺳﺒﺎب اﻟﺤﻞ‬

‫ﻟﻘـ ــﺪ ﻧـ ــﺺ اﳌﺸـ ــﺮع اﳉﺰاﺋـ ــﺮي ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﺳـ ــﻠﻄﺔ اﳉﻬـ ــﺔ اﻟﻮﺻـ ــﻴﺔ ﰲ ﺣـ ــﻞ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي وﻫـ ــﻲ ﻣـ ــﻦ‬
‫أﺧﻄـ ـ ـ ــﺮ اﻟﻮﺳـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟ ـ ـ ـ ـﱵ ﲤﺘﻠﻜﻬـ ـ ـ ــﺎ اﳉﻬـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﺻـ ـ ـ ــﻴﺔ ‪ ،‬إذ ﺗﺒﻨﺎﻫـ ـ ـ ــﺎ اﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋـ ـ ـ ــﺮي ﰲ ﻛـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‪.‬‬

‫وﻗ ـ ــﺪ ﻋﻤ ـ ــﺪ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ 10_ 11‬إﱃ ﲢﺪﻳ ـ ــﺪ و ﺣﺼ ـ ــﺮ اﳊ ـ ــﺎﻻت و اﻷﺳ ـ ــﺒﺎب اﻟ ـ ــﱵ ﳚ ـ ــﺐ أن ﲢ ـ ــﻞ ﻓﻴﻬ ـ ــﺎ‬
‫ا‪‬ﺎﻟﺲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ وذﻟﻚ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺮار ا‪‬ﺎﻟﺲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪.‬‬

‫‪1‬ﻋﺎدل ﺑﻮﻋﻤﺮان ‪ ،‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ‪، 2004 ،‬دار اﳍﺪى ‪ ،‬ﻋﻴﲔ ﻣﻠﻴﻠﺔ ‪ ،‬ص ‪. 103‬‬
‫‪60‬‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ وﻫـ ـ ــﺬا ﻣـ ـ ــﺎ ﻧﺼـ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 46‬ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي‪ .‬و اﳌﻼﺣـ ـ ــﻆ ﻣـ ـ ــﻦ ﻧـ ـ ــﺺ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ 46‬أن‬
‫اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻗ ـ ــﺪ وﺳ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻦ ﻧﻄ ـ ــﺎق اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ و ذﻟ ـ ــﻚ ﺑﺘﻮﺳ ـ ــﻴﻌﻪ ﻷﺳ ـ ــﺒﺎب ﺣ ـ ــﻞ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ‪ ،‬وإﺿ ـ ــﺎﻓﺘﻪ ﻷرﺑﻌ ـ ــﺔ‬
‫ﺣ ـ ـ ــﺎﻻت ﺟﺪﻳ ـ ـ ــﺪة ﻣﻘﺎرﻧ ـ ـ ــﺔ ﺑﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪.108_ 90‬وﻫ ـ ـ ــﻲ اﳊﺎﻟ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ ‪،‬اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ‪،‬اﻟﺮاﺑﻌ ـ ـ ــﺔ ‪،‬و اﻟﺜﺎﻣﻨ ـ ـ ــﺔ اﳌ ـ ـ ــﺬﻛﻮرة‬
‫أﻋﻼﻩ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻟﺤﻞ‬

‫ﻳ ــﺘﻢ ﺣـ ــﻞ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﲟﻮﺟـ ــﺐ ﻣﺮﺳـ ــﻮم رﺋﺎﺳـ ــﻲ وﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ ﺗـ ــﻨﺺ ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﳌـ ــﺎدة ‪ 47‬ﻣـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ 10/11‬ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ ‪ ":‬ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺣ ـ ــﻞ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي و ﲡﺪﻳ ـ ــﺪﻩ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ ﻣﺮﺳ ـ ــﻮم رﺋﺎﺳ ـ ــﻲ ﺑﻨ ـ ــﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﻮزﻳﺮ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ"‪.‬‬

‫ﻓ ـ ــﺎﻟﺘﻤﻌﻦ ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟ ـ ــﻨﺺ ﳜﻠ ـ ــﻒ إﱃ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻗ ـ ــﺪ ﺗ ـ ــﺪارك اﳋﻄ ـ ــﺄ اﻟ ـ ــﺬي وﻗ ـ ــﻊ ﻓﻴ ـ ــﻪ ﰲ ﻧ ـ ــﺺ اﳌ ـ ــﺎدة ‪35‬‬
‫ﻣـ ـ ــﻦ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 08_ 90‬اﻟـ ـ ــﱵ ﺗـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ‪ ":‬ﻻ ﳝﻜـ ـ ــﻦ ﺣـ ـ ــﻞ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي إﻻ ﲟﻮﺟـ ـ ــﺐ ﻣﺮﺳـ ـ ــﻮم‬
‫ﻳﺘﺨﺬ ﰲ ﳎﻠﺲ اﻟﻮزراء ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻦ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ "‪.‬‬

‫و ذﻟـ ــﻚ ﺑﺈزاﻟﺘـ ــﻪ ﻟﻺ‪‬ـ ــﺎم و اﻟﻐﻤـ ــﻮض اﻟـ ــﺬي ﻛـ ــﺎن ﺗﻌﱰﻳـ ــﻪ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌـ ــﺎدة ﻣـ ــﻦ ﻧﺎﺣﻴـ ــﺔ ﲢﺪﻳـ ــﺪ ﻧـ ــﻮع اﳌﺮﺳـ ــﻮم اﻟـ ــﺬي‬
‫ﻳ ـ ــﺘﻢ ﲟﻮﺟﺒ ـ ــﻪ اﳊ ـ ــﻞ ‪ ،‬وﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﻓﻘ ـ ــﺪ ﻗﻄ ـ ــﻊ اﻟﺸ ـ ــﻚ ﺑ ـ ــﺎﻟﻴﻘﲔ و أﺷ ـ ــﺎر إﱃ أن اﳌﺮﺳ ـ ــﻮم ﻳﻜ ـ ــﻮن رﺋﺎﺳ ـ ــﻴﺎ ﻻ ﺗﻨﻔﻴ ـ ــﺬﻳﺎ‬
‫ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﻤﻮل ﺑﻪ ﰲ ﻇﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺴﺎﺑﻖ‪. 2‬‬

‫وﻋﻨ ــﺪ ﺣ ــﻞ ا‪‬ﻠ ــﺲ اﻟﺸ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ــﺪي ﻳﻌ ــﲔ اﻟ ـ ـﻮاﱄ ﻣﺘﺼ ــﺮﻓﺎ وﻣﺴ ــﺎﻋﺪﻳﻦ ﺗﻮﻛ ــﻞ ﳍ ــﻢ ﻣﻬﻤ ــﺔ ﺗﺴ ــﲑ ﺷ ــﺆون اﻟﺒﻠﺪﻳ ــﺔ‬
‫ﻣﺆﻗﺘـ ــﺎ ﺧـ ــﻼل اﻟﻌﺸـ ــﺮة أﻳـ ــﺎم اﻟـ ــﱵ ﺗﻠـ ــﻲ اﳊـ ــﻞ‪. 3‬وﺗﻨﺘﻬـ ــﻲ ﻣﻬـ ــﺎﻣﻬﻢ وﺑﻘـ ــﻮة اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ﻋﻨـ ــﺪ ﺗﻨﺼـ ــﻴﺐ ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﳉﺪﻳـ ــﺪ‬
‫وﻫﺬا ﻟﺘﻔﺎدي ﺗﻌﻄﻴﻞ اﳌﺼﺎﱀ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪ 2‬ﻋﺎدل ﺑﻮﻋﻤﺮان ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪،‬ص ‪ 120‬وﻣﺎ ﻳﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫ﳏﻤﺪ اﻟﺼﻐﲑ ﺑﻌﻠﻲ ‪ ،‬دروس ﰲ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹدارﻳﺔ ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪،‬ص ‪. 134‬‬
‫‪61‬‬
‫وأﺛﻨ ــﺎء ذﻟـ ــﻚ ﲡ ــﺮي اﻧﺘﺨﺎﺑـ ــﺎت ﻟﺘﺠﺪﻳـ ــﺪ ا‪‬ﻠ ــﺲ ﰲ أﺟـ ــﻞ ﻻ ﻳﺘﻌـ ــﺪى اﻟﺴ ــﺘﺔ أﺷـ ــﻬﺮ ﻣـ ــﻦ ﻳ ــﻮم اﳊـ ــﻞ ﺑﺸـ ــﺮط‬
‫أﻻ ﺗﻜﻮن آﺧﺮ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻬﺪة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ و ﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة ‪. 49‬‬

‫وﺗﻨﺘﻬـ ــﻲ ﻋﻬـ ــﺪة ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﳉﺪﻳـ ــﺪ ﺑﺎﻧﺘﻬـ ــﺎء اﻟﻔ ـ ــﱰة اﳌﺘﺒﻘﻴـ ــﺔ ﻟﻠﺘﺠﺪﻳ ـ ــﺪ اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻟﻠﻤﺠـ ــﺎﻟﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ وﻫـ ــﺬا ﲝﺴ ـ ــﺐ‬
‫اﳌﺎدة ‪. 50‬‬

‫وﻳﱰﺗ ـ ــﺐ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺣـ ـ ــﻞ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي ﺳـ ـ ــﺤﺐ ﺻـ ـ ــﻔﺔ اﻟﻌﻀـ ـ ــﻮﻳﺔ ﺑـ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ ﻋـ ـ ــﻦ ﲨﻴـ ـ ــﻊ اﻷﺷـ ـ ــﺨﺎص‬
‫اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎن ﻳﺘﺸﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ وذﻟﻚ دون اﳌﺴﺎس ﺑﻮﺟﻮد اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ‪.1‬‬

‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺟ ـ ــﺎء اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ‪ 10_11‬ﺑ ـ ــﺈﺟﺮاء ﺟﺪﻳ ـ ــﺪ وﻫ ـ ــﻮ اﻟ ـ ــﺬي ﺗﻀ ـ ــﻤﻨﺘﻪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 51‬ﻣﻨ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ ﰲ‬
‫ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ وﺟ ـ ــﻮد ﻇ ـ ــﺮوف اﺳ ـ ــﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﻌﻴـ ــﻖ إﺟ ـ ـﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ــﺎت ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن اﻟ ـ ـﻮاﱄ ﻳﻌ ـ ــﲔ ﻣﺘﺼ ـ ــﺮﻓﺎ ﻟﺘﺴ ـ ــﲑ ﺷ ـ ــﺆون‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ و ذﻟـ ــﻚ ﺑﻌـ ــﺪ ﺗﻘﺮﻳـ ــﺮ ﻣـ ــﻦ اﻟـ ــﻮزﻳﺮ اﳌﻜﻠـ ــﻒ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻠﻴـ ــﺔ اﻟـ ــﺬي ﻳﻌـ ــﺮض ﻋﻠـ ــﻰ ﳎﻠـ ــﺲ اﻟـ ــﻮزراء‪.‬ﺗﻨﺘﻬـ ــﻲ ﻣﻬـ ــﺎم‬
‫اﳌﺘﺼ ـ ـ ــﺮف ﲟﺠ ـ ـ ــﺮد ﺗﻨﺼ ـ ـ ــﻴﺐ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﳉﺪﻳ ـ ـ ــﺪ و ﺗﻨﻈ ـ ـ ــﻴﻢ اﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ـ ــﺎت ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي ﻣ ـ ـ ــﱴ ﺗ ـ ـ ـﻮاﻓﺮت اﻟﻈ ـ ـ ــﺮوف‬
‫اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻹﻳﻘﺎف‬

‫اﻹﻳﻘـ ــﺎف ﻫ ـ ــﻮ إﺑﻄ ـ ــﺎل ﻋﻤـ ــﻞ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﳌ ـ ــﺪة ﻣﻌﻴﻨ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻫ ـ ــﺬا اﻹﻳﻘـ ــﺎف ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف‬
‫وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‪ ،‬وﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﻘﺮار ﻣﺴﺒﺐ ﲝﺴﺐ اﳌﺎدة ‪ 112‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.224/67‬‬

‫وﻣﻨـ ــﻪ ﻓﻘـ ــﺪ ﻗﻤﻨـ ــﺎ ﺑﺘﻘﺴـ ــﻴﻢ ﻫـ ــﺬا اﳌﻄﻠـ ــﺐ إﱃ ﻓـ ــﺮﻋﲔ اﺛﻨـ ــﲔ‪ ،‬ﺷـ ــﺮوط اﻹﻳﻘـ ــﺎف ﰲ اﻟﻔـ ــﺮع اﻷول‪ ،‬وآﺛـ ــﺎر اﻹﻳﻘـ ــﺎف‬
‫ﰲ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬ﺷﺮوط اﻹﻳﻘﺎف‬

‫ﻟﻺﻳﻘ ـ ــﺎف ﺷ ـ ــﺮوط ﳏ ـ ــﺪدة ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‪ ،‬وذﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﻊ ﻣﺮاﻋ ـ ــﺎة ﻋ ـ ــﺪم إﺳ ـ ــﺎءة اﺳ ـ ــﺘﻌﻤﺎل اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف‬
‫اﳉﻬﺔ اﻟﻮﺻﻴﺔ‪ ،‬وﻟﺼﺤﺔ ﻗﺮار اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﻓﺮ ﺷﺮﻃﲔ ﻣﻬﻤﲔ وﳘﺎ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 48‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪. 10/11‬‬

‫‪2‬‬
‫اﳌﺎدة ‪ 112‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 24/67‬واﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ‪ ":‬ﻻ ﳚﻮز ﺣﻞ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي إﻻ ﲟﺮﺳﻮم ‪ ،‬وﳚﺮي إﻳﻘﺎﻓﻪ ﰲ ﺣﺎﻻت اﻹﺳﺘﻌﺠﺎل وﳌﺪة ﺷﻬﺮ واﺣﺪ وﲟﻮﺟﺐ ﻗﺮار‬
‫ﻣﺴﺒﺐ ﻳﺼﺪرﻩ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﻮاﱄ"‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ﺿـ ـ ــﺮورة وﺟـ ـ ــﻮد ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ إﺳـ ـ ــﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬إﻻ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع ﱂ ﳛـ ـ ــﺪد ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳊـ ـ ــﺎﻻت اﻹﺳـ ـ ــﺘﻌﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟـ ـ ــﱵ ﻳـ ـ ــﺘﻢ ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫ﺧﻼﳍـ ــﺎ إﻳﻘـ ــﺎف ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي‪ ،‬إﻻ أﻧـ ــﻪ اﺷـ ــﱰط أن ﻳﻜـ ــﻮن ﻗ ـ ـﺮار اﻹﻳﻘـ ــﺎف ﻣﺴـ ــﺒﺐ ﻣـ ــﻦ ﻃـ ــﺮف وزﻳـ ــﺮ‬
‫اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫ـ ـ ﺣ ــﺪد اﳌﺸ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ــﺮي ﻣ ــﺪة اﻹﻳﻘ ــﺎف ﺑﺸ ــﻬﺮ‪ ،‬إذ أﻧ ــﻪ ﳚ ــﺐ ﺑﻌ ــﺪ ﻣ ــﺮور ﻫ ــﺬﻩ اﳌ ــﺪة إﻣ ــﺎ ﺣ ــﻞ ا‪‬ﻠ ــﺲ اﻟﺸ ــﻌﱯ‬
‫اﻟﺒﻠﺪي‪ ،‬وإﻣﺎ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻪ ﲟﻤﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ اﳌﻌﻬﻮدة إﻟﻴﻪ‪.1‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬آﺛﺎر اﻹﻳﻘﺎف ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‬

‫إن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋـ ـ ــﺮي ﱂ ﳛـ ـ ــﺪد اﳊ ـ ــﺎﻻت اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﻮﺟـ ـ ــﺐ ﺗﻮﻗﻴ ـ ــﻒ ﻋﻤـ ـ ــﻞ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي‪ ،‬ﳑـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــﻨﺢ‬
‫اﳊﻖ ﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﺪة اﻹﻳﻘﺎف‪.‬‬

‫وﻟﻀ ـ ـ ـ ــﻤﺎن اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻛﻮﺣ ـ ـ ـ ــﺪة إﻗﻠﻴﻤﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻐﲎ اﳌﺸ ـ ـ ـ ــﺮع ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ رﻗﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹﻳﻘ ـ ـ ـ ــﺎف ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮﻧﲔ‬
‫‪ ،08/90‬واﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.10/11‬‬

‫إﻻ أﻧـ ـ ـ ــﻪ أﺻـ ـ ـ ــﺪر اﳌﺮﺳـ ـ ـ ــﻮم اﳌﺘﻌﻠـ ـ ـ ــﻖ ﺑـ ـ ـ ــﺈﻋﻼن ﺣﺎﻟـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻄ ـ ـ ـ ـﻮارئ ‪ 44/92‬اﳌـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ ،1992/02/09‬وﻛـ ـ ـ ــﺬا‬
‫اﳌﺮﺳـ ـ ـ ــﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴـ ـ ـ ــﺬي ‪ 149/92‬اﳌـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 1992/04/11‬واﳌﺘﻌﻠـ ـ ـ ــﻖ ﺑﺘﻮﻗﻴـ ـ ـ ــﻒ أﻋﻀـ ـ ـ ــﺎء ا‪‬ـ ـ ـ ــﺎﻟﺲ اﻟﺸـ ـ ـ ــﻌﺒﻴﺔ‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ واﻟﻮﻻﺋﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻹﻋ ـ ــﺎدة ﻓ ـ ــﺮض ﺳ ـ ــﻴﻄﺮﺗﻪ وﻫﻴﻤﻨﺘ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳉﻤﺎﻋ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ـ ــﻨﺢ ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻹﻳﻘ ـ ــﺎف‬
‫إﱃ رﺋﻴﺲ اﳊﻜﻮﻣﺔ آﻧﺬاك‪.2‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻀﺎء اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‬

‫ﻟﻠﺤ ـ ــﺪﻳﺚ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻨ ـ ــﻮع ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ ﳚ ـ ــﺐ اﻟﺘﻔﺮﻗ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﲔ ﻣ ـ ــﻮﻇﻔﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ و أﻋﻀ ـ ــﺎء ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ‬
‫اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﳜﻀـ ـ ــﻊ ﻣﻮﻇـ ـ ــﻒ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﻟﺴـ ـ ــﻠﻄﺔ رﺋـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي و ذﻟـ ـ ــﻚ ﲢـ ـ ــﺖ إﺷ ـ ـ ـﺮاف‬
‫اﻷﻣـ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ إذ ﺗـ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 125‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ‪ 10_ 11‬ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ ‪ " :‬ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ إدارة‬
‫ﺗﻮﺿﻊ ﲢﺖ ﲢﺖ ﺳﻠﻄﺔ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي و ﻳﻨﺸﻄﻬﺎ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ " ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻣﺴﻌﻮد ﺷﻴﻬﻮب‪ ،‬أﺳﺲ اﻹدارة اﶈﻠﻴﺔ‪ ،‬ص‪.207‬‬

‫‪ 2‬ﺑﻮﻃﻴﺐ ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ‪ ،‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻮﺻﺎﺋﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ا‪‬ﺎﻟﺲ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ‪ ،‬ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﲢﻮﻻت اﻟﺪوﻟﺔ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻﺪي ﻣﺮﺑﺎح ورﻗﻠﺔ ‪ ،2010/2009‬ص ‪.81‬‬
‫‪63‬‬
‫و ﻣﻨ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﺈن ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺪﻣﻮ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﳜﻀ ـ ــﻌﻮن ﻹدارة ﻣﺴ ـ ــﺘﻘﻠﺔ ﲢ ـ ــﺖ إﺷـ ـ ـﺮاف اﻷﻣ ـ ــﲔ اﻟﻌ ـ ــﺎم اﻟ ـ ــﺬي ﻳ ـ ــﺘﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨ ـ ــﻪ و‬
‫ﲢﺪﻳـ ـ ــﺪ ﺣﻘﻮﻗـ ـ ــﻪ وواﺟﺒﺎﺗـ ـ ــﻪ ﻋـ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ـ ــﻖ اﻟﺘﻨﻈـ ـ ــﻴﻢ ‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ــﺎ ﻳﻘـ ـ ــﻮم ﲟﺠﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻـ ـ ــﺎت اﻟـ ـ ــﱵ ﺣـ ـ ــﺪدﻫﺎ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪. 1‬‬

‫وﰲ ﻇـ ــﻞ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ اﳌﻠﻐـ ــﻰ ‪ 08_ 90‬ﻓـ ــﺈن ﻣـ ــﻮﻇﻔﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﳜﻀـ ــﻌﻮن ﻟﻠﺴـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳـ ــﻴﺔ ﻟ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠـ ــﺲ‬
‫اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﺗ ـ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 65‬ﻣﻨ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ ‪ " :‬ﳝ ـ ـ ــﺎرس رﺋ ـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي‬
‫اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺴ ـ ــﻠﻤﻴﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺘﺨﺪﻣﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﺣﺴ ـ ــﺐ اﻷﺷ ـ ــﻜﺎل و اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻘـ ـ ـﻮاﻧﲔ و‬
‫اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﳌﻌﻤﻮل ‪‬ﺎ "‪.‬‬

‫و ﳑـ ــﺎ ﺳ ـ ــﺒﻖ ﻓ ـ ــﺈن رﺋ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﳝ ـ ــﺎرس اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﳌ ـ ــﻮﻇﻔﲔ ﺑﻜ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ‬
‫ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ‪. 2‬‬

‫أﻣـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ـ ــﺒﺔ ﻟﻸﻋﻀـ ـ ــﺎء ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﳌﻨﺘﺨﺒـ ـ ــﲔ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي ﻓﻴﺨﻀـ ـ ــﻌﻮن ﻟﺮﻗﺎﺑـ ـ ــﺔ إدارﻳـ ـ ــﺔ ﲤـ ـ ــﺎرس ﻋﻠـ ـ ــﻴﻬﻢ ﻣـ ـ ــﻦ ﻃـ ـ ــﺮف‬
‫اﳉﻬ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﺻ ـ ـ ــﻴﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠ ـ ـ ــﺔ ـ ـ ـ ـ ـ أﺳﺎﺳﺎـ ـ ـ ـ ـ ﰲ اﻟـ ـ ـ ـﻮاﱄ و ﺗﺘﻤﺜ ـ ـ ــﻞ ﰲ اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ـ ــﻒ ‪ ،‬اﻹﻗﺎﻟ ـ ـ ــﺔ و اﻹﻗﺼ ـ ـ ــﺎء و ذﻟ ـ ـ ــﻚ ﻣ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﰲ اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ‬

‫ﻳﻘﺼ ـ ـ ــﺪ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﲡﻤﻴ ـ ـ ــﺪ اﻟﻌﻀ ـ ـ ــﻮﻳﺔ ﰲ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي ﺑﺼ ـ ـ ــﻮرة ﻣﺆﻗﺘ ـ ـ ــﺔ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ وﺟ ـ ـ ــﻮد ﻣﺘﺎﺑﻌ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻗﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺿـ ــﺪ اﻟﻌﻀـ ــﻮ اﳌﻨﺘﺨـ ــﺐ ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﺗـ ــﻨﺺ اﳌـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ " ﻳﻮﻗـ ــﻒ ﺑﻘ ـ ـﺮار ﻣـ ــﻦ‬
‫اﻟـ ـ ـﻮاﱄ ﻛ ـ ــﻞ ﻣﻨﺘﺨ ـ ــﺐ ﺗﻌ ـ ــﺮض ﳌﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺑﺴ ـ ــﺒﺐ ﺟﻨﺎﻳ ـ ــﺔ أو ﺟﻨﺤ ـ ــﺔ ﳍ ـ ــﺎ ﺻ ـ ــﻠﺔ ﺑﺎﳌ ـ ــﺎل اﻟﻌ ـ ــﺎم أو ﻷﺳ ـ ــﺒﺎب‬
‫ﳐﻠ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺸ ـ ــﺮف أو ﻛ ـ ــﺎن ﳏ ـ ــﻞ ﺗ ـ ــﺪاﺑﲑ ﻗﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﲤﻜﻨ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻦ اﻻﺳ ـ ــﺘﻤﺮار ﰲ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺔ ﻋﻬﺪﺗ ـ ــﻪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴ ـ ــﺔ ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ‬
‫ﺻﺤﻴﺤﺔ إﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺻﺪور ﺣﻜﻢ ‪‬ﺎﺋﻲ ﻣﻦ اﳉﻬﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ "‪.‬‬

‫و ﺑﻨـ ــﺎء ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﻳﺸـ ــﱰط ﻟﺼـ ــﺤﺔ ﻗ ـ ـﺮار اﻟﺘﻮﻗﻴـ ــﻒ أن ﻳﻘـ ــﻮم ﻋﻠـ ــﻰ ﻋـ ــﺪة أرﻛـ ــﺎن وﻫـ ــﻲ ‪ :‬اﻟﺴـ ــﺒﺐ واﻻﺧﺘﺼـ ــﺎص‬
‫‪ ،‬اﶈﻞ ‪ ،‬وإﺗﺒﺎع ﺷﻜﻞ وإﺟﺮاءات ﻣﻌﻴﻨﺔ وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﻌﺎﳉﻪ ﰲ اﻟﻔﺮوع اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪:‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺴﺒﺐ و اﻻﺧﺘﺼﺎص‬

‫‪ - 1‬أﻧﻀﺮ اﳌﻮاد ‪ 129 ، 127‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪. 10/ 11‬‬

‫‪ -2‬ﳏﻤﺪ اﻟﺼﻐﲑ ﺑﻌﻠﻲ دروس ﰲ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹدارﻳﺔ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪،‬ص ‪. 134‬‬
‫‪64‬‬
 ‫ﻳﻮﻗﻒ اﻟﻌﻀﻮ اﻟﺒﻠﺪي و ﻷﺳﺒﺎب ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ اﳊﺎﻻت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫‪ 1‬ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ‪ ،‬و ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻫﺬﻩ اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ اﳉﺰاﺋﻴﺔ ﻷﺣﺪ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫ـ ـ ـ ﺟﻨﺎﻳـ ــﺔ أو ﺟﻨﺤـ ــﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﺎﳌـ ــﺎل اﻟﻌـ ــﺎم ‪ :‬ﻛﻤـ ــﻦ ﻛـ ــﺎن ﰲ ﻣﻮﺿـ ــﻊ إ‪‬ـ ــﺎم ﲜﺮﳝـ ــﺔ رﺷـ ــﻮة ﻣـ ــﺜﻼ أو اﺧـ ــﺘﻼس اﳌـ ــﺎل‬
‫اﻟﻌﺎم ‪.‬‬

‫ـ ﺟﺮاﺋﻢ ﳐﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮف ‪ :‬و ﻫﻲ ﳐﺘﻠﻒ اﳉﺮاﺋﻢ اﳌﺨﻠﺔ ﺑﺎﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ ‪.‬‬

‫ـ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﻀﻮ ﳏﻞ ﺗﺪاﺑﲑ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﲢﻮل دون ﻣﻮاﺻﻠﺘﻪ ﻷداء ﻣﻬﺎﻣﻪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ‪.‬‬

‫و اﳌﻼﺣ ـ ــﻆ ﻣ ـ ــﻦ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ــﺎدة أن اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي ﻗ ـ ــﺎم ﺑﺘﻮﺳ ـ ــﻴﻊ ﻧﻄ ـ ــﺎق اﻹﻳﻘ ـ ــﺎف و ذﻟ ـ ــﻚ ﺑ ـ ــﺈﻗﺮارﻩ ﻹﻣﻜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺘﻮﻗﻴـ ــﻒ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ وﺟ ـ ــﻮد اﻟﻌﻀـ ــﻮ ﳏ ـ ــﻞ ﺗ ـ ــﺪاﺑﲑ ﻗﻀـ ــﺎﺋﻴﺔ ‪ ،‬وﻫـ ــﺬا ﻋﻜ ـ ــﺲ ﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن ﻣﻌﻤ ـ ــﻮل ﺑـ ــﻪ ﰲ ﻇـ ــﻞ ﻗ ـ ـﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ‪ ، 08_90‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﺣﺼـ ـ ــﺮ اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋـ ـ ــﺮي اﻟﺘﻮﻗﻴـ ـ ــﻒ ﰲ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ وﺣﻴـ ـ ــﺪة وﻫـ ـ ــﻲ اﳌﺘﺎﺑﻌـ ـ ــﺔ اﳉﺰاﺋﻴـ ـ ــﺔ ﻻ‬
‫ﻏﲑ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺎدة ‪/ 32‬ف ‪ 1‬ﻣﻨﻪ ‪.1‬‬

‫أﻣ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ اﳉﻬ ـ ـ ــﺔ اﳌﺨﺘﺼ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻹﻳﻘ ـ ـ ــﺎف‪ ،‬ﻓﺒﺤﺴ ـ ـ ــﺐ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﻳ ـ ـ ــﺆول اﺧﺘﺼ ـ ـ ــﺎص اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ـ ــﻒ إﱃ ﺟﻬ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻮﺻﺎﻳﺎ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﻟﻮاﱄ ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﺤﻞ‬

‫ﻳﻨﻄـ ـ ــﻮي ﻗ ـ ـ ـﺮار ﲡﻤﻴ ـ ـ ــﺪ اﻟﻌﻀ ـ ـ ــﻮﻳﺔ ﻣﺆﻗﺘ ـ ـ ــﺎ ‪ ،‬و ﻳﺴ ـ ـ ــﺮي ﻫـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺠﻤﻴ ـ ـ ــﺪ ﻣﻨ ـ ـ ــﺬ ﺻ ـ ـ ــﺪور اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار إﱃ ﻏﺎﻳ ـ ـ ــﺔ ﺻ ـ ـ ــﺪور‬
‫اﳊﻜ ـ ــﻢ اﻟﻨﻬ ـ ــﺎﺋﻲ ﻣ ـ ــﻦ اﳉﻬ ـ ــﺔ اﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﺛﺒﺘ ـ ــﺖ ﺑﺮاﺋﺘ ـ ــﻪ ﺗﻌ ـ ــﻮد ﻟ ـ ــﻪ اﻟﺼ ـ ــﻔﺔ ﺑﻘ ـ ــﻮة اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن دون‬
‫اﳊﺎﺟﺔ ﻹﺛﺒﺎت ذاﻟﻚ ﲟﺪاوﻟﺔ أو ﻣﺎ ﺳﺎواﻫﺎ‪.2‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺸﻜﻞ و اﻹﺟﺮاءات‬

‫ﱂ ﺗ ـ ــﻮرد اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ أي ﺷ ـ ــﻜﻞ ﻟﻘ ـ ـﺮار اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ــﻒ ‪ ،‬و ﻻ أي إﺟ ـ ـﺮاء ﻳﻠ ـ ــﺰم اﻟ ـ ـﻮاﱄ ﺑﺎﲣﺎذﻫ ـ ــﺎ‬
‫ﻋﻨ ـ ـ ــﺪ إﺻ ـ ـ ــﺪار ﻗ ـ ـ ـ ـﺮار اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ـ ــﻒ ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ــﻞ اﻛﺘﻔ ـ ـ ــﺖ ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻘﻮل ﺑ ـ ـ ــﺄن اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ـ ــﻒ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن ﺑﻘ ـ ـ ـ ـﺮار دون اﻟﺘﻄ ـ ـ ــﺮق إﱃ أي‬

‫‪ - 1‬اﳌﺎدة ‪ 32‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻘﺪﱘ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ 08 / 90‬واﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ‪":‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮض ﻣﻨﺘﺨﺐ إﱃ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺟﺰاﺋﻴﺔ ﲢﻮل دون ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﳝﻜﻦ‬
‫ﺗﻮﻗﻴﻔﻪ ‪.‬‬
‫ﻳﺼﺪر ﻗﺮار اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ اﳌﻌﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﻮاﱄ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻄﻼع رأي ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي وذﻟﻚ إﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺻﺪور ﻗﺮار ‪‬ﺎﺋﻲ ﻣﻦ اﳉﻬﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ "‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺎدل ﺑﻮﻋﻤﺮان ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪،‬ص ‪. 103‬‬
‫‪65‬‬
‫ﺷ ـ ـ ــﻜﻠﻴﺎت أﺧ ـ ـ ــﺮى ‪ ،‬و ﺑ ـ ـ ــﺬاﻟﻚ ﻓﻘ ـ ـ ــﺪ ﻗﺎﻣ ـ ـ ــﺖ ﺑﺈﻟﻐ ـ ـ ــﺎء اﻟﺸ ـ ـ ــﻜﻞ و اﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﻨﺼ ـ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺔ ‪ 09_ 90‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ / 32‬ف ‪ 2‬ﻣﻨ ـ ــﻪ " ﻳﺼ ـ ــﺪر ﻗـ ـ ـﺮار اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ــﻒ اﳌﻌﻠ ـ ــﻞ ﻣ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـﻮاﱄ ﺑﻌ ـ ــﺪ‬
‫اﺳﺘﻄﻼع رأي ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ‪"...‬‬

‫وﻣﻨ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﺈن ﻗ ـ ـ ـﺮار اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ــﻒ ﺣﺴ ـ ــﺐ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ــﺎدة ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳﻜ ـ ــﻮن ﻣ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ــﺚ اﻟﺸ ـ ــﻜﻞ ﻣﻌﻠ ـ ــﻼ أي ﻣﺴ ـ ــﺒﺒﺎ و‬
‫ذﻟﻚ ﺑﺄن ﻳﺘﻀﻤﻦ ذﻛﺮ ﺳﺒﺐ اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ‪ ،‬ﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮق اﻟﻌﻀﻮ ‪.‬‬

‫ﻛﻤﺎ ﳚﺐ أن ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻹﺟﺮاءات ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻄﻼع رأي ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‬

‫و إن ﻛ ـ ــﺎن ذاﻟ ـ ــﻚ اﻟـ ـ ـﺮأي ﻏ ـ ــﲑ ﻣﻠ ـ ــﺰم ﻟﻠـ ـ ـﻮاﱄ ‪ ،‬ﻷﻧ ـ ــﻪ رأي اﺳﺘﺸ ـ ــﺎري ‪ ،‬ﻟﻜﻨ ـ ــﻪ إﺟـ ـ ـﺮاء ﺟ ـ ــﻮﻫﺮي ﻳﱰﺗ ـ ــﺐ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﺣﱰاﻣﻪ‪.1‬‬

‫إن إﻟﻐ ـ ـ ــﺎء اﳌﺸ ـ ـ ــﺮع ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ‪ 10_ 11‬ﻹﺟ ـ ـ ـ ـﺮاء اﺳ ـ ـ ــﺘﻄﻼع رأي ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي‬
‫ﻗﺒ ـ ــﻞ اﲣ ـ ــﺎذ ﻗـ ـ ـﺮار اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ــﻒ ﻻ ﻳ ـ ــﺆﺛﺮ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴ ـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﺳ ـ ــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻛ ـ ــﻮن رأي ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ ﻛ ـ ــﺎن‬
‫اﺳﺘﺸ ــﺎرﻳﺎ ﻓﻘـ ــﻂ ‪ ،‬ﻻ ﻳﻠ ــﺰم اﻟ ـ ـﻮاﱄ اﻷﺧـ ــﺬ ﺑ ــﻪ ‪ ،‬ﻏـ ــﲑ أﻧـ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﻧﺎﺣﻴـ ــﺔ أﺧ ــﺮى أﺧﻄـ ــﺎء ﻋﻨـ ــﺪ ﲡﺎﻫﻠ ــﻪ ﻟﺸـ ــﻜﻞ ﻗ ـ ـﺮار‬
‫اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ــﻒ "اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ــﻞ" ‪ ،‬و ذﻟ ـ ــﻚ ﻷن ﺗﺴ ـ ــﺒﻴﺐ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮار ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ــﻜﻠﻴﺎت اﳉﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﱵ ﳚ ـ ــﺐ أن ﻳﺘﻀ ـ ــﻤﻨﻬﺎ أي‬
‫ﻗ ـ ـﺮار إداري و ﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﻦ أﺟ ـ ــﻞ اﶈﺎﻓﻈ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻘ ـ ــﻮق اﻟﻌﻀ ـ ــﻮ اﳌﻨﺘﺨ ـ ــﺐ ﺑ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻣ ـ ــﻦ ﺟﻬ ـ ــﺔ‬
‫‪،‬و درأ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﺴﻒ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻮﺻﻴﺔ "اﻟﻮاﱄ" ﰲ ﳑﺎرﺳﺔ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻹﻗﺎﻟﺔ‬

‫ﺗﻌ ــﺪ رﻗﺎﺑـ ــﺔ اﻹﻗﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ أﻫـ ــﻢ اﻟﺮﻗﺎﺑـ ــﺎت اﻟـ ــﱵ ﺗﻔـ ــﺮض ﻋﻠـ ــﻰ أﻋﻀـ ــﺎء ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﻣﻨﻔـ ــﺮدﻳﻦ‪ ،‬وﻳﻘﺼـ ــﺪ‬
‫‪ ‬ـ ــﺎ إ‪ ‬ـ ــﺎء ﻣﻬ ـ ــﺎم أﻋﻀ ـ ــﺎء ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﺑﺼ ـ ــﻔﺔ ﻣﻨﻔ ـ ــﺮدة ﻛ ـ ــﻞ واﺣ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣ ـ ــﺪى وﲡﺮﻳ ـ ــﺪﻫﻢ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﰲ ا‪‬ﻠﺲ‪.‬‬

‫ﻓﺎﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي ﻗ ـ ــﺪ ﻧ ـ ــﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹﻗﺎﻟ ـ ــﺔ ﺻـ ـ ـﺮاﺣﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻹﻗﺎﻟ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣ ـ ــﻦ ﰒ‬
‫ﻓﻘـ ـ ـ ــﺪ ﻗﺴـ ـ ـ ــﻤﻨﺎ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﳌﻄﻠـ ـ ـ ــﺐ إﱃ ﻓـ ـ ـ ــﺮﻋﲔ أﺳﺎﺳـ ـ ـ ــﲔ‪ ،‬اﻹﻗﺎﻟـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻘـ ـ ـ ــﺪﱘ‪ 08/90‬ﰲ اﻟﻔـ ـ ـ ــﺮع اﻷول‪،‬‬
‫واﻹﻗﺎﻟﺔ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳﺪ ‪ 10/11‬ﰲ اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﱐ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﳏﻤﺪ اﻟﺼﻐﲑ ﺑﻌﻠﻲ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 169‬‬

‫‪66‬‬
 ‫اﻟﻔﺮع اﻷول‪ :‬اﻹﻗﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻘﺪﻳﻢ ‪08/90‬‬

‫ﻟﻘـ ــﺪ ﻧـ ــﺺ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ‪ 08/90‬ﻋﻠـ ــﻰ اﻹﻗﺎﻟـ ــﺔ ﺻ ـ ـﺮاﺣﺔ‪ ،‬وﺣـ ــﺪد ﺣـ ــﺎﻻت إﻗﺎﻟـ ــﺔ أﻋﻀـ ــﺎء ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي‪،‬‬
‫ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﺗﺴ ـ ـ ــﺤﺐ اﻟﻌﻀ ـ ـ ــﻮﻳﺔ ﺑ ـ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ وﺟ ـ ـ ــﻮدﻩ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺣ ـ ـ ــﺎﻻت ﻋ ـ ـ ــﺪم اﻟﻘﺎﺑﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻼﻧﺘﺨـ ـ ــﺎب وﻗ ـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ــﺪد ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨـ ـ ــﺎب اﻷﺷ ـ ـ ــﺨﺎص اﻟـ ـ ــﺬﻳﻦ ﻻ ﺗﻘﺒ ـ ـ ــﻞ ﻋﻀـ ـ ــﻮﻳﺘﻬﻢ ﰲ ا‪ ‬ـ ـ ــﺎﻟﺲ اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬أو‬
‫وﺟﻮد اﻟﻌﻀﻮ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﺘﻨﺎﰲ‪.1‬‬

‫وﻫ ــﺬﻩ ﻣ ــﻦ أﻫ ــﻢ اﻷﺳ ــﺒﺎب اﻟ ــﱵ ﺗﻌ ــﺪ ﻛﺎﻓﻴ ــﺔ ﻟﻺﲣ ــﺎذ إﺟـ ـﺮاء اﻹﻗﺎﻟ ــﺔ‪ ،‬ﻟﻴ ــﺪرﻛﻮن ﻣ ــﺪى أﳘﻴ ــﺔ اﳌﻬ ــﺎم اﻟ ــﱵ ﻳﻘﻮﻣ ــﻮن‬
‫‪‬ﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﶈﻠﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻹﻗﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺪﻳﺪ ‪10/11‬‬

‫ﱂ ﻳﺘﻨ ـ ــﺎول اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي اﻹﻗﺎﻟ ـ ــﺔ ﺻـ ـ ـﺮاﺣﺔ ﰲ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 10/11‬ﻣﺜﻠﻤ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﻣﻌﻤ ـ ــﻮل ﺑ ـ ــﻪ ﰲ ﻇ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺴـ ــﺎﺑﻖ‪ ،‬إﻻ أﻧـ ــﻪ ﻳﺘﺒـ ــﲔ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﺗﺼـ ــﻔﺢ ﻫـ ــﺬا اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن أن اﳌﺸـ ــﺮع ﱂ ﻳﺘﻨـ ــﺎول رﻗﺎﺑـ ــﺔ اﻹﻗﺎﻟـ ــﺔ‪ ،‬ﺑـ ــﺪﻟﻴﻞ ﱂ ﻳـ ــﺮد‬
‫ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻹﻗﺎﻟﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن‪.‬‬

‫ـ وﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ ﻧﺼ ــﺖ ﻋﻠﻴ ــﻪ اﳌ ــﺎدة ‪45‬‬ ‫ـ اﻻﺳ ــﺘﻘﺎﻟﺔ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴ ــﺔ‬ ‫إﻻ أﻧ ــﻪ أﺷ ــﺎر إﻟﻴﻬ ــﺎ وﻟﻜ ــﻦ ﺑﺎﺳ ــﺘﻌﻤﺎل ﻣﺼ ــﻄﻠﺢ‬
‫ﺑﻘﻮﳍ ـ ــﺎ‪ ":‬ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ ﻣﺴ ـ ــﺘﻘﻴﻼ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي‪ ،‬ﻛ ـ ــﻞ ﻋﻀ ـ ــﻮ ﻣﻨﺘﺨ ـ ــﺐ ﺗﻐﻴ ـ ــﺐ ﺑ ـ ــﺪون ﻋـ ـ ــﺬر‬
‫ﻣﻘﺒﻮل ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼث دورات)‪ (3‬دورات ﻋﺎدﻳﺔ ﺧﻼل ﻧﻔﺲ اﻟﺴﻨﺔ‪.‬‬

‫ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﲣﻠﻒ اﳌﻨﺘﺨﺐ ﻋﻦ ﺣﻀﻮر ﺟﻠﺴﺔ اﻟﺴﻤﺎع رﻏﻢ ﺻﺤﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ‪ ،‬ﻳﻌﺘﱪ ﻗﺮار ا‪‬ﻠﺲ ﺣﻀﻮرﻳﺎ‪.‬‬

‫ﻳﻌﻠﻦ اﻟﻐﻴﺎب ﻣﻦ ﻃﺮف ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﺑﻌﺪ ﲰﺎع اﳌﻨﺘﺨﺐ اﳌﻌﲏ‪ ،‬وﳜﻄﺮ اﻟﻮاﱄ ﺑﺬاﻟﻚ"‪.‬‬

‫وﻣﻨـ ــﻪ وﺑـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣـ ــﻦ ﻋـ ــﺪم اﺳـ ــﺘﻌﻤﺎل ﻣﺼـ ــﻄﻠﺢ اﻹﻗﺎﻟـ ــﺔ وﻋـ ــﺪم اﻟـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﻔـ ــﺲ اﻷﺳـ ــﺒﺎب اﳌﻨﺼـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ‬
‫ﰲ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ‪ 08/90‬إﻻ أ‪‬ـ ــﺎ ﺗﺘﺸـ ــﺎﺑﻪ ﻣ ــﻊ اﻹﻗﺎﻟـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ ﻧﺎﺣﻴ ــﺔ اﻵﺛـ ــﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ‪ ،‬ﲝﻴ ــﺚ ﻳﻨـ ــﺘﺞ ﻋـ ــﻦ ﻛـ ــﻞ‬
‫ﻣﻨﻬﻤﺎ ﲡﺮﻳﺪ اﻟﻌﻀﻮ اﻟﺒﻠﺪي ﻣﻦ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 10/11‬ﲡﺎﻫﻞ اﳊﺎﻟﺘﲔ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﰲ اﳌﺎدة ‪ 31‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪. 208/90‬‬

‫‪ 1‬أﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 31‬ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪": 08/90‬ﻳﺼﺮح اﻟﻮاﱄ ﺑﻘﺮار ﺑﺈﻗﺎﻟﺔ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﺑﺎ‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﺗﺒﲔ ﺑﻌﺪ إﻧﺘﺨﺎﺑﻪ اﻧﻪ ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻺﻧﺘﺨﺎب‬
‫ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ أو ﺗﻌﱰﻳﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﺘﻨﺎﰲ"‪.‬‬
‫‪ 2‬أﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 31‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪.08/90‬‬
‫‪67‬‬
‫و ﺑﻨـ ـ ــﺎء ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ و ﺑـ ـ ــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣـ ـ ــﻦ ﻋـ ـ ــﺪم اﺳـ ـ ــﺘﻌﻤﺎل ﻣﺼـ ـ ــﻄﻠﺢ "اﻹﻗﺎﻟـ ـ ــﺔ " و ﻋـ ـ ــﺪم اﻟـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻧﻔـ ـ ــﺲ أﺳـ ـ ــﺒﺎب‬
‫اﻹﻗﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ ، 08_ 90‬إﻻ أﻧ ـ ــﻪ ﳝﻜ ـ ــﻦ اﻟﻘ ـ ــﻮل أن اﻻﺳ ـ ــﺘﻘﺎﻟﺔ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ﺗﺘﺸ ـ ــﺎﺑﻪ ﻣ ـ ــﻊ‬
‫اﻹﻗﺎﻟـ ــﺔ ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻧﺎﺣﻴـ ــﺔ اﻵﺛ ـ ــﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﻨ ـ ــﺘﺞ ﻋ ـ ــﻦ ﻛـ ــﻞ ﻣﻨﻬﻤ ـ ــﺎ ﲡﺮﻳ ـ ــﺪ ﻋﻀـ ــﻮ اﳌﻨﺘﺨ ـ ـﺐ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬اﻹﻗﺼﺎء‬

‫اﻹﻗﺼ ــﺎء ﻫ ــﻮ إﺧ ـ ـﺮاج اﻟﻨﺎﺋ ــﺐ ﻣ ــﻦ ﻣﻬﺎﻣ ــﻪ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴ ــﺔ أي إﺳ ــﻘﺎط ﻛﻠ ــﻲ ﻟﻠﻌﻀـ ــﻮﻳﺔ ‪ ،‬و ﻳﻜ ــﻮن ﻧﺘﻴﺠ ــﺔ إداﻧ ــﺔ ﺟﺰاﺋﻴ ــﺔ‬
‫و ذاﻟ ـ ــﻚ ﻣ ـ ــﺎ ﻧﺼ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 44‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ 10 _ 11‬ﺑﻘﻮﳍ ـ ــﺎ "ﻳﻘﺼ ـ ــﻰ ﺑﻘ ـ ــﻮة اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ا‪‬ﻠﺲ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﳎﻠﺲ ﺷﻌﱯ ﺑﻠﺪي ﻛﺎن ﳏﻞ إداﻧﺔ ﺟﺰاﺋﻴﺔ ﻟﻸﺳﺒﺎب اﳌﺬﻛﻮرة ﰲ اﳌﺎدة ‪. 143‬‬

‫ﻳﺜﺒﺖ اﻟﻮاﱄ ﻫﺬا اﻹﻗﺼﺎء ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺮار"‪.‬‬

‫و ﺗﻘﺎﺑ ـ ــﻞ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌـ ــﺎدة ﰲ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ‪ 08_ 90‬اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 33‬و اﻟـ ــﱵ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ ‪":‬ﻳﻘﺼـ ــﻰ ‪‬ﺎﺋﻴ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي اﳌﻨﺘﺨـ ـ ــﺐ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي اﻟـ ـ ــﺬي ﺗﻌـ ـ ــﺮض إﱃ إداﻧـ ـ ــﺔ ﺟﺰاﺋﻴـ ـ ــﺔ ﰲ إﻃـ ـ ــﺎر أﺣﻜـ ـ ــﺎم اﳌـ ـ ــﺎدة ‪32‬‬
‫اﻟﺴ ــﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬و ﻳﻌﻠـ ــﻦ ا‪‬ﻠ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﻗﺎﻧﻮﻧ ــﺎ ﻫـ ــﺬا اﻹﻗﺼـ ــﺎء ‪ ،‬ﻳﺼ ــﺪر اﻟ ـ ـﻮاﱄ ﻗ ـ ـﺮار إﺛﺒ ــﺎت ﻫـ ــﺬا اﻹﻗﺼـ ــﺎء‬
‫"‪.‬‬

‫ﻳﻌﺘ ـ ــﱪ اﻹﻗﺼ ـ ــﺎء ﺑﻌ ـ ــﺪ ﻗـ ـ ـﺮار اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ــﻒ ‪ ،‬وﻫ ـ ــﺬا ﻻ ﻳﻌ ـ ــﲏ أن ﻗـ ـ ـﺮار اﻹﻗﺼ ـ ــﺎء وﺟ ـ ــﺐ أن ﻳﺴ ـ ــﺒﻘﻪ ﻗـ ـ ـﺮار ﺗﻮﻗﻴ ـ ــﻒ ‪ ،‬و‬
‫أن ﻗ ـ ـﺮار اﻟﺘﻮﻗﻴ ـ ــﻒ وﺟ ـ ــﺐ أن ﻳﻠﺤﻘ ـ ــﻪ ﻗـ ـ ـﺮار اﻹﻗﺼ ـ ــﺎء ‪ ،‬ﺑ ـ ــﻞ ﺗﺒﻘ ـ ــﻰ اﳌﺴ ـ ــﺄﻟﺔ ﻣﺮﻫﻮﻧ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﺎﳊﻜﻢ اﻟﻨﻬ ـ ــﺎﺋﻲ أو اﻟﻘـ ـ ـﺮار‬
‫اﻟﻘﻀـ ــﺎﺋﻲ اﻟـ ــﺬي ﻳﺼـ ــﺪر ﺿـ ــﺪ اﻟﻌﻀـ ــﻮ اﳌﻌـ ــﲏ و اﻟـ ــﺬي ﻳﻘﻴـ ــﺪ اﻟ ـ ـﻮاﱄ ﰲ اﲣـ ــﺎذﻩ ﻟﻘ ـ ـﺮار اﻹﻗﺼـ ــﺎء ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻹداﻧـ ــﺔ‬
‫دون أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ اﺧﺘﻴﺎر آﺧﺮ ‪.‬‬

‫و ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﺼﺤﺔ ﻗﺮار اﻹﻗﺼﺎء ﳚﺐ ﺗﻮﻓﺮ اﻷرﻛﺎن اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪ :‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺴﺒﺐ و اﻻﺧﺘﺼﺎص‬

‫‪ - 1‬اﳌﺎدة ‪ 43‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﳉﺪﻳﺪ ‪ " :‬ﻳﻮﻗﻒ ﺑﻘﺮار ﻣﻦ اﻟﻮاﱄ ﻛﻞ ﻣﻨﺘﺨﺐ ﺗﻌﺮض ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺟﻨﺎﻳﺔ أو ﺟﻨﺤﺔ ﳍﺎ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﳌﺎل اﻟﻌﺎم‬
‫أو ﻷﺳﺒﺎب ﳐﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮف أو ﻛﺎن ﳏﻞ ﺗﺪاﺑﲑ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﲤﻜﻨﻪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﰲ ﳑﺎرﺳﺔ ﻋﻬﺪﺗﻪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ إﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺻﺪور ﺣﻜﻢ‬
‫‪‬ﺎﺋﻲ ﻣﻦ اﳉﻬﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ‪.‬‬
‫ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﺪور ﺣﻜﻢ ‪‬ﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﱪاءة ‪ ،‬ﻳﺴﺘﺄﻧﻒ اﳌﻨﺘﺨﺐ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ وﻓﻮرﻳﺎ ﳑﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ "‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫ﻳﻌ ـ ــﻮد ﺳ ـ ــﺒﺐ اﻹﻗﺼ ـ ــﺎء و إﺳ ـ ــﻘﺎط اﻟﻌﻀ ـ ــﻮﻳﺔ إﱃ إداﻧ ـ ــﺔ اﻟﻌﻀ ـ ــﻮ ﲝﻜ ـ ــﻢ ﺟﺰاﺋ ـ ــﻲ ﺣﺴ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﺎ ورد ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪43‬‬
‫‪ ،‬و ﳚـ ــﺪر اﻻﻧﺘﺒـ ــﺎﻩ إﱃ أن اﻹداﻧـ ــﺔ اﳌﺸـ ــﺎر إﻟﻴﻬـ ــﺎ ﺗﻘـ ــﺮر ﺑﻘ ـ ـﺮار ‪‬ـ ــﺎﺋﻲ ‪ ،‬و ﻫـ ــﻮ ﻣـ ــﺎ ﻳﻌـ ــﲏ أن اﻷﺣﻜـ ــﺎم اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻹداﻧ ـ ـﺔ ﻻ ﺗـ ــﺆدي ﻟﻺﻗﺼـ ــﺎء ﺑـ ــﻞ ﻳﻠ ـ ــﺰم أن ﺗﻜـ ــﻮن اﻟﻘ ـ ـﺮارات اﻟﺼـ ــﺎدرة ‪‬ﺎﺋﻴ ـ ــﺔ ‪ ،‬و ﻗـ ــﺪ أﺻـ ــﺎب اﳌﺸـ ــﺮع ﰲ ﻫ ـ ــﺬا‬
‫اﻟﺼﺪد ﻷن ﻣﺎ أﻛﺪﻩ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻓﻌﻼ ﻣﻊ أﺣﺪ اﻷرﻛﺎن اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻟﱪاءة ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻮد اﻻﺧﺘﺼﺎص إﱃ اﻟﻮاﱄ ﻛﺠﻬﺔ وﺻﻴﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﺤﻞ‬

‫ﳏـ ــﻞ اﻹﻗﺼـ ــﺎء ﻫـ ــﻮ ﻓﻘـ ــﺪان و زوال ﺻـ ــﻔﺔ اﻟﻌﻀـ ــﻮﻳﺔ ﺑﺼـ ــﻮرة داﺋﻤـ ــﺔ و ‪‬ﺎﺋﻴـ ــﺔ ﻛﻤـ ــﺎ ﻫـ ــﻮ اﻟﻮﺿـ ــﻊ ﰲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﻮﻓـ ــﺎة‬
‫أو اﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ "اﳌﺎدة ‪ 40‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪."1‬‬

‫و ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋـ ــﻦ اﻹﻗﺼـ ــﺎء اﺳـ ــﺘﺨﻼف اﻟﻌﻀـ ــﻮ اﳌﻘﺼـ ــﻲ ﺑﺎﳌﺮﺷـ ــﺢ اﻟـ ــﺬي ﻳﻠـ ــﻲ ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة آﺧـ ــﺮ ﻣﻨﺘﺨـ ــﺐ ﻣـ ــﻦ ﻧﻔـ ــﺲ‬
‫اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻘﺮار ﻣﻦ اﻟﻮاﱄ ﰲ أﺟﻞ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ﺷﻬﺮ واﺣﺪ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺸﻜﻞ و اﻹﺟﺮاءات‬

‫إن اﻹﺟـ ـ ـ ـ ـﺮاء اﳉ ـ ـ ـ ــﻮﻫﺮي واﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ـ ـ ــﻲ ﰲ ﻗ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ 08_ 90‬ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ إﻋ ـ ـ ـ ــﻼن ا‪‬ﻠ ـ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ـ ــﺪي‬
‫ﻟﻺﻗﺼﺎء ‪ .‬ﰲ ﺣﲔ أن ﻗﺎﻧﻮن ‪ 10_ 11‬ﱂ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ‪.‬‬

‫وﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ــﺈن ﺻ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﺴ ـ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﻮﺻ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﺿ ـ ـ ـ ــﻮء ﻗ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 08_ 90‬ﺗﻜﻤ ـ ـ ـ ــﻦ ﰲ ﻣﻼﺣﻈ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻹﺟـ ـ ـﺮاءات و ﲡﺴ ـ ــﻴﺪﻫﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ـ ــﺎ ﺑﻘـ ـ ـﺮار وﻻﺋ ـ ــﻲ ‪ ،‬ﳑ ـ ــﺎ ﻳﺆﻛ ـ ــﺪ إرادة اﳌﺸ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي ﻟﺘﻘﻠ ـ ــﻴﺺ ﺗ ـ ــﺪﺧﻞ اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ‬
‫اﻟﻮﺻ ـ ــﻴﺔ ﰲ ﺷ ـ ــﺆون اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﺄراد ﺑ ـ ــﺬاﻟﻚ اﳌﺸ ـ ــﺮع أن ﻳﻜ ـ ــﻮن دور اﻟﻮﺻ ـ ــﺎﻳﺔ ﳏ ـ ــﺪود ‪ ،‬و ذﻟ ـ ــﻚ ﻹﻋﻄ ـ ــﺎء ﻣﻜﺎﻧ ـ ــﺔ‬
‫و اﻋﺘﺒ ـ ــﺎر ﻛﺒـ ـ ـﲑﻳﻦ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻃﺮﻳ ـ ــﻖ ﲢﺮﻳﺮﻫ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻗﻴ ـ ــﻮد اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻮﺻ ـ ــﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع أراد أن ﺗﻜ ـ ــﻮن‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ ا‪‬ﺎﻟﺲ اﳌﻨﺘﺨﺒﺔ اﶈﻠﻴﺔ و اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻮﺻﺎﺋﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳊﻮار ﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ و اﳋﻀﻮع‪.‬‬

‫ﻏـ ـ ــﲑ أن ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻮﺿـ ـ ــﻌﻴﺔ أي دور اﻟﻮﺻـ ـ ــﺎﻳﺔ اﶈـ ـ ــﺪود ﱂ ﻳﺴـ ـ ــﺘﻤﺮ ﰲ ﺿـ ـ ــﻞ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 10_11‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ اﺳـ ـ ــﺘﻌﺎدة‬
‫اﻟﺴ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﻮﺻ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﺻ ـ ــﻼﺣﻴﺎ‪‬ﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ـ ــﺔ ﲟﻤﺎرﺳ ـ ــﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﺟﻬ ـ ــﺰة اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﺧ ـ ــﻼل اﲣ ـ ــﺎذ إﺟـ ـ ـﺮاءات‬
‫اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ و اﻹﻗﺼﺎء دون اﻷﺧﺬ ﺑﺮأي ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪:‬اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟﺒﻠﺪي‬

‫‪ - 1‬اﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 40‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪. 10/11‬‬

‫‪69‬‬
‫ﲣﻀ ـ ــﻊ أﻋﻤ ـ ــﺎل ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﳉﻬ ـ ــﺎت اﻟﻮﺻ ـ ــﻴﺔ ‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﺗﺘ ـ ــﻮﱃ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﻷﺧ ـ ــﲑة‬
‫اﳌﺼ ـ ـ ــﺎدﻗﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌ ـ ـ ــﺪاوﻻت ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ اﺗﻔﺎﻗﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ ‪ ،‬أو إﻟﻐﺎﺋﻬ ـ ـ ـ ـﺎ ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــﺎ إذا ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﳌـ ـ ـ ــﺪاوﻻت ﳐﺎﻟﻔـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ ،‬أو اﳊﻠـ ـ ـ ــﻮل ﻣﻜـ ـ ـ ــﺎن اﻟﺒﻠـ ـ ـ ــﺪﻳﺎت ﻋﻨـ ـ ـ ــﺪ إﳘﺎﳍـ ـ ـ ــﺎ ﻷﻋﻤـ ـ ـ ــﺎل ﺗﻘﺘﻀـ ـ ـ ــﻴﻬﺎ ﻣﺘﻄﻠﺒـ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫وﻟﻘﺪ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﻫﺬا اﳌﺒﺤﺚ إﱃ ﺛﻼث ﻣﻄﺎﻟﺐ ‪ ،‬ﻣﻄﻠﺐ أول ﻳﺘﻨﺎول اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ‬

‫وﻣﻄﻠﺐ ﺛﺎﱐ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻹﻟﻐﺎء ‪ ،‬وأﺧﲑا ﻧﺘﻨﺎول اﳊﻠﻮل ﰲ ﻣﻄﻠﺐ ﺛﺎﻟﺚ ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬اﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ‬

‫ﲤـ ــﺎرس اﳉﻬـ ــﺎت اﻟﻮﺻـ ــﻴﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ أﻋﻤـ ــﺎل ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ‪ ،‬ﻋـ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ اﳌﺼـ ــﺎدﻗﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﺑﻌـ ــﺾ‬
‫أﻋﻤﺎﻟ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﳍ ـ ــﺎ ﰲ ﺳ ـ ــﺒﻴﻞ ﳑﺎرﺳ ـ ــﺔ أﻋﻤﺎﳍ ـ ــﺎ إﺟـ ـ ـﺮاء ﻣ ـ ــﺪاوﻻت إذ أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﺗﻜ ـ ــﻮن ﻗﺎﺑﻠ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴ ـ ــﺬ أي ﻣﺪاوﻟ ـ ــﺔ ﻳﻘ ـ ــﻮم‬
‫‪ ‬ـ ــﺎ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي دون ﻣﺼ ـ ــﺎدﻗﺔ اﻟ ـ ـﻮاﱄ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ وﻫ ـ ــﺬا ﻣ ـ ــﺎ ﻓﺮﺿ ـ ــﻪ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﰲ اﳌ ـ ـﻮاد ﻣ ـ ــﻦ ‪41‬‬
‫إﱃ ‪. 45‬‬

‫وﺗﺘﺨ ـ ــﺬ اﳌﺼـ ـ ــﺎدﻗﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﺪاوﻻت ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي ﺻـ ـ ــﻮرﺗﲔ وﳘـ ـ ــﺎ اﳌﺼـ ـ ــﺎدﻗﺔ اﻟﻀـ ـ ــﻤﻨﻴﺔ و اﳌﺼـ ـ ــﺎدﻗﺔ‬
‫اﻟﺼﺮﳛﺔ وﺳﻨﻔﺼﻞ ﰲ ﻫﺎﺗﲔ اﻟﺼﻮرﺗﲔ ﲝﺴﺐ اﻟﻔﺮﻋﲔ اﳌﻮاﻟﻴﲔ ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪ :‬اﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ‬

‫اﻟﻘﺎﻋـ ــﺪة اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ أن ﻣـ ــﺪاوﻻت ا‪‬ﻠـ ــﺲ اﻟﺸـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ــﺪي ﺗﻨﻔـ ــﺬ ﺑﻌـ ــﺪ ﻣـ ــﺮور ‪ 21‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺗـ ــﺎرﻳﺦ إﻳـ ــﺪاﻋﻬﺎ‬
‫ﻟـ ــﺪى دار اﻟﻮﻻﻳـ ــﺔ ﻟﻴـ ــﺪﱄ اﻟ ـ ـﻮاﱄ ﺑﺮأﻳـ ــﻪ أو ﺑﻘ ـ ـﺮارﻩ ﻓﻴﻤـ ــﺎ ﳜـ ــﺺ ﺷـ ــﺮﻋﻴﺔ اﻟﻘ ـ ـﺮارات اﳌﺘﺨـ ــﺬة ﰲ اﳌﺪاوﻟـ ــﺔ و ﺻـ ــﺤﺘﻬﺎ‬
‫‪ ،‬وﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ ﻧﺼـ ــﺖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ اﳌـ ــﺎدة ‪ 56‬ﻣـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ و وﺗﺘﻤﺜـ ــﻞ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ــﺪاوﻻت ﰲ ﻛـ ــﻞ اﳌـ ــﺪاوﻻت اﻟ ـ ــﱵ‬
‫ﻻ ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﻣﻮﺿـ ـ ــﻮﻋﻬﺎ اﳌﺴـ ـ ــﺎﺋﻞ اﳌـ ـ ــﺬﻛﻮرة ﰲ اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ ، 57‬وﻫـ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ــﺎ ﻳﻌﺘـ ـ ــﱪ ﻣﺼـ ـ ــﺎدﻗﺔ ﺿـ ـ ــﻤﻨﻴﺔ ﺑﻌـ ـ ــﺪ إﻳﺴـ ـ ــﺘﻴﻔﺎء‬
‫اﻟﻘﻴ ـ ــﺪ اﻟ ـ ــﺰﻣﲏ ‪ ،‬وﻳﻌ ـ ــﺪ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ ﻧﺴ ـ ــﺒﻴﺎ وﻟ ـ ــﻴﺲ ﺑﻘ ـ ــﻮة اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ ،‬ﻟﻠـ ـ ـﻮاﱄ اﳊ ـ ــﻖ ﰲ إﺛﺎرﺗ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﱴ‬
‫أﻛﺘﺸﻔﻪ ﺧﻼل ‪ 21‬ﻳﻮﻣﺎ و ﳛﺼﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻷﺟﻞ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻤﺼﺎدﻗﺔ اﻟﺼﺮﻳﺤﺔ‬

‫وﻫ ـ ـ ــﻲ اﲣ ـ ـ ــﺎذ اﻟـ ـ ـ ـﻮاﱄ ﻗـ ـ ـ ـﺮارﻩ ﺻـ ـ ـ ـﺮاﺣﺔ ﺑﺎﳌﺼ ـ ـ ــﺎدﻗﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ــﺪاوﻻت ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي ﰲ اﳊ ـ ـ ــﺎﻻت‬
‫اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 57‬ﻣ ـ ــﻦ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ إذ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ ‪":‬ﻻ ﺗﻨﻔ ـ ــﺬ إﻻ ﺑﻌ ـ ــﺪ اﳌﺼ ـ ــﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ‬
‫‪70‬‬
‫ﻣـ ــﻦ اﻟ ـ ـﻮاﱄ اﳌـ ــﺪاوﻻت اﳌﺘﻀـ ــﻤﻨﺔ اﳌﻴﺰاﻧﻴـ ــﺎت و اﳊﺴـ ــﺎﺑﺎت ‪ ،‬ﻗﺒـ ــﻮل اﳍﺒـ ــﺎت و اﻟﻮﺻـ ــﺎﻳﺎ اﻷﺟﻨﺒﻴـ ــﺔ واﻟﺘﻨـ ــﺎزل ﻋـ ــﻦ‬
‫اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﻳﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ"‪.‬‬

‫و ﻣ ــﻊ ذﻟ ــﻚ ﻓﻘ ــﺪ ﻋﻤ ــﺪ اﳌﺸ ــﺮع ﻣ ــﻦ ﺧ ــﻼل اﳌ ــﺎدة ‪ 58‬ﻣﻨ ــﻪ إﱃ ﲣﻔﻴ ــﻒ ﻣ ــﻦ ﺷ ــﺪة ﻫ ــﺬا اﻟﺘﺼ ــﺪﻳﻖ اﻟﺼ ـ ـﺮﻳﺢ و‬
‫ﻣـ ــﺎ ﻗـ ــﺪ ﻳﱰﺗـ ــﺐ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﺗﺒـ ــﺎﻃﺊ و ﺗﻌﻄﻴـ ــﻞ اﻟﻨﺸـ ــﺎط اﻹداري و ذﻟـ ــﻚ ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ ﻋﻤـ ــﺪ ﻣـ ــﺮة أﺧـ ــﺮى إﱃ اﻟﺘﺼـ ــﺪﻳﻖ‬
‫اﻟﻀـ ـ ــﻤﲏ ﻣـ ـ ــﻊ ﲤﺪﻳـ ـ ــﺪ اﻟﻔـ ـ ــﱰة إﱃ ‪ 30‬ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ ‪ ،‬وﻫـ ـ ــﺬا ﻣـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ــﺎن ﻣﻌﻤـ ـ ــﻮل ﺑـ ـ ــﻪ أﻳﻀـ ـ ــﺎ ﰲ ﻇـ ـ ــﻞ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪08_ 90‬‬
‫ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 43‬ﻣﻨ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــﱵ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ ‪ ":‬ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﺗﺮﻓ ـ ــﻊ اﳌ ـ ــﺪاوﻻت اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 42‬إﱃ‬
‫اﻟ ـ ـﻮاﱄ دون أن ﻳﺼـ ــﺪر ﻗ ـ ـﺮارﻩ ﻓﻴﻬـ ــﺎ ﺧـ ــﻼل ‪ 30‬ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﺗ ــﺎرﻳﺦ إﻳـ ــﺪاﻋﻬﺎ ﻟـ ــﺪى اﻟﻮﻻﻳـ ــﺔ ﺗﻌﺘـ ــﱪ ﻣﺼـ ــﺎدﻗﺎ ﻋﻠﻴﻬـ ــﺎ"‬
‫‪ ،‬و ﲡ ـ ــﺪر اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﱃ أن ﻋ ـ ــﺪد اﳌﻮاﺿ ـ ــﻴﻊ اﻟ ـ ــﱵ ﺗﺘﻄﻠ ـ ــﺐ اﳌﺼ ـ ــﺎدﻗﺔ ﻣ ـ ــﻦ ﻃ ـ ــﺮف اﻟ ـ ـ ـﻮاﱄ ﰲ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ‪10_ 11‬‬
‫ﻗـ ــﺪ ﺗﻮﺳـ ــﻌﺖ ﻣﻘﺎرﻧـ ــﺔ ﻣـ ــﻊ ﻣـ ــﺎ ﻧـ ــﺺ ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻗـ ــﺎﻧﻮن ‪ 08_ 90‬ﰲ ﻣﺎدﺗـ ــﻪ ‪ 42‬و اﻟـ ــﱵ اﻗﺘﺼـ ــﺮ اﻟﺘﺼـ ــﺪﻳﻖ اﻟﺼ ـ ـﺮﻳﺢ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ‪ :‬اﳌﻴﺰاﻧﻴﺎت و اﳊﺴﺎﺑﺎت ‪ ،‬إﺣﺪاث ﻣﺼﺎﱀ و ﻣﺆﺳﺴﺎت ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ وﺑﻠﺪﻳﺔ‪،1‬‬

‫و ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺒﲔ ﺻﺮاﺣﺔ إرادة اﳌﺸﺮع ﰲ ﺗﺪﺧﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻮﺻﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﺷﺆون اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬اﻹﻟﻐﺎء أو"اﻟﺒﻄﻼن "‬

‫ﻳﺘﺠﺴ ـ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـ ــﺒﻄﻼن ﰲ ﺣ ـ ـ ــﻖ اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﻮﺻ ـ ـ ــﺎﺋﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﺪي ﻟﻠﻤ ـ ـ ــﺪاوﻻت اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ و إﺑﻄﺎﳍ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ــﻼل‬
‫ﺻ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎ‪‬ﺎ ﰲ إزاﻟ ـ ـ ــﺔ ﻛ ـ ـ ــﻞ ﻣﻔﻌ ـ ـ ــﻮل ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﳌ ـ ـ ــﺪاوﻻت أو ﻗـ ـ ـ ـﺮارات ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﺸ ـ ـ ــﻮ‪‬ﺎ ﻋﻴ ـ ـ ــﻮب و‬
‫اﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮوﻋﻴﺔ ‪.‬‬

‫و إذا ﻛ ـ ــﺎن اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺿ ـ ــﻮء ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 08/ 90‬ﻗ ـ ــﺪ إﲣ ـ ــﺬ ﺻ ـ ــﻮرﺗﲔ ‪:‬اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن اﳌﻄﻠ ـ ــﻖ"اﳌ ـ ــﺎدة ‪ "44‬و‬
‫اﻟـ ـ ــﺒﻄﻼن اﻟﻨﺴـ ـ ــﱯ "اﳌـ ـ ــﺎدة ‪ ، "45‬ﻓـ ـ ــﺈن ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 10/11‬ﻓﻘـ ـ ــﺪ اﺳـ ـ ــﺘﻐﲎ ﻋـ ـ ــﻦ ﺻـ ـ ــﻮرة اﻟـ ـ ــﺒﻄﻼن اﻟﻨﺴـ ـ ــﱯ و أورد‬
‫ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن اﻟﻨﺴ ـ ــﱯ ﺿ ـ ــﻤﻦ ﻃﺎﺋﻠ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻧ ـ ــﺺ ﰲ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 59‬ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﺒﻄﻼن ﲝﻜ ـ ــﻢ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫‪،‬و ذﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ ‪":‬ﺗﺒﻄﻞ ﺑﻘﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﺪاوﻻت ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ‪:‬‬

‫ـ اﳌﺘﺨﺬة ﺧﺮﻗﺎ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر و ﻏﲑ اﳌﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻘﻮاﻧﲔ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت‪.‬‬

‫ـ اﻟﱵ ﲤﺲ ﺑﺮﻣﻮز اﻟﺪوﻟﺔ و ﺷﻌﺎرا‪‬ﺎ ‪.‬‬

‫ـ ﻏﲑ اﶈﺮرة ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أﻧﻀﺮ اﳌﺎدة ‪ 42‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪ 08/90‬اﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ‪":‬ﻻ ﺗﻨﻔﺬ اﳌﺪاوﻻت اﻟﱵ ﺗﺘﻨﺎول اﳌﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﻳﺼﺎدق ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻮاﱄ‪:‬‬
‫اﳌﻴﺰاﻧﻴﺎت واﳊﺴﺎﺑﺎت‪ ،‬إﺣﺪاث ﻣﺼﺎﱀ‪ ،‬وﻣﺆﺳﺴﺎت ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﺑﻠﺪﻳﺔ"‪.‬‬
‫‪71‬‬
 ‫ـ ﻳﻌﺎﻳﻦ اﻟﻮاﱄ ﺑﻄﻼن اﳌﺪاوﻟﺔ ﺑﻘﺮار"‪.‬‬

‫ﰲ ﺣ ـ ــﲔ ﺗ ـ ــﻨﺺ اﳌ ـ ــﺎدة ‪ 60‬ﻣﻨ ـ ــﻪ ‪":‬ﻻ ﳝﻜ ـ ــﻦ ﻟ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي أو أي ﻋﻀ ـ ــﻮ ﻣ ـ ــﻦ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ ﰲ‬
‫وﺿ ـ ــﻌﻴﺔ ﺗﻌ ـ ــﺎرض ﻣﺼ ـ ــﺎﳊﻪ ﻣ ـ ــﻊ ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑﺄﲰ ـ ــﺎﺋﻬﻢ اﻟﺸﺨﺼ ـ ــﻴﺔ أو أزواﺟﻬ ـ ــﻢ أو أﺻ ـ ــﻮﳍﻢ أو ﻓ ـ ــﺮوﻋﻬﻢ‬
‫إﱃ اﻟﺪرﺟـ ــﺔ اﻟﺮاﺑﻌـ ــﺔ أو ﻛ ـ ـﻮﻛﻼء ﺣﻀـ ــﻮر اﳌﺪاوﻟـ ــﺔ اﻟـ ــﱵ ﺗﻌـ ــﺎﰿ ﻫـ ــﺬا اﳌﻮﺿـ ــﻮع و إﻻ ﺗﻌـ ــﺪ ﻫـ ــﺬﻩ اﳌﺪاوﻟـ ــﺔ ﺑﺎﻃﻠـ ــﺔ ‪.‬‬
‫ﻳﺜﺒﺖ ﺑﻄﻼن ﻫﺬﻩ اﳌﺪاوﻟﺔ ﺑﻘﺮار ﻣﻌﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﻮاﱄ"‪.‬‬

‫وﻋﻠﻴـ ــﻪ ﻓـ ــﺈن إدراج اﳌﺸـ ــﺮع ﻟﻜﻠﻤـ ــﺔ ﺑﺎﻃﻠـ ــﺔ دون ﺗﻘﻴﻴـ ــﺪ ﻗ ـ ـﺮار اﻹﺑﻄـ ــﺎل ﲟـ ــﺪة زﻣﻨﻴـ ــﺔ ﻣﻌﻴﻨـ ــﺔ "ﺷـ ــﻬﺮ ﲟﻮﺟـ ــﺐ‬
‫اﳌﺎدة ‪ 45‬اﳌﻠﻐﺎة" ﻳﻔﻴﺪ ﺑﺄن اﻟﺒﻄﻼن ﻣﻄﻠﻖ وﻟﻴﺲ ﻧﺴﱯ ‪.‬‬

‫ﻛﻤ ـ ــﺎ أن اﳌﺸ ـ ــﺮع ﻗ ـ ــﺪ ﻗ ـ ــﺎم ﺑﺘﻮﺳ ـ ــﻴﻊ ﻧﻄ ـ ــﺎق ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ اﻟﻌﻀ ـ ــﻮ اﳌﺸ ـ ــﺎرك ﰲ اﳌﺪاوﻟ ـ ـﺔ إﱃ ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ ﲣ ـ ــﺺ أزواﺟ ـ ــﻪ أو‬
‫أﺻ ـ ـ ـﻮﻟﻪ أو ﻓﺮوﻋـ ـ ــﻪ إﱃ اﻟﺪرﺟ ـ ـ ــﺔ اﻟﺮاﺑﻌـ ـ ــﺔ‪.‬ﰲ ﺣـ ـ ــﲔ ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ ﺗﻘﺘﺼـ ـ ــﺮ ﰲ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻘ ـ ـ ــﺪﱘ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﺼـ ـ ــﺎﳊﻪ ﺑﺼ ـ ـ ــﻔﺔ‬
‫ﺷﺨﺼﻴﺔ أو ﻛﻮﻛﻴﻞ ‪.‬‬

‫و ذﻟـ ـ ـ ــﻚ دﻋﻤـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻨﺰاﻫـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴـ ـ ـ ــﻞ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﻌﱯ و ﺷـ ـ ـ ــﻔﺎﻓﻴﺔ اﻟﻌﻤـ ـ ـ ــﻞ اﻹداري و ﲢﻘﻴـ ـ ـ ــﻖ اﳌﺼـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ـ ـ ــﺔ أوﻻ و‬
‫أﺧﲑا‪.‬‬

‫و ﻧﻈـ ـ ـﺮا ﻟﻼﺳ ـ ــﺘﻘﻼل اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮﱐ اﻟ ـ ــﺬي ﺗﺘﻤﺘ ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﻪ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬و ﺗﺄﻛﻴ ـ ــﺪا ﻟﻄﺎﺑﻌﻬ ـ ــﺎ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳـ ـ ـﺔ ﻓ ـ ــﺈن ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ‬
‫ﻗ ــﺪ ﲰـ ــﺢ ﺑـ ــﺎﻟﻄﻌﻦ ﰲ اﻟﻘ ـ ـﺮار اﳌﺘﻀـ ــﻤﻦ ﺑﻄـ ــﻼن اﳌﺪاوﻟـ ــﺔ ﻋ ــﻦ ﻃﺮﻳـ ــﻖ اﻟـ ــﺘﻈﻠﻢ اﻹداري ‪ ،‬اﻟـ ــﺬي ﻳﻜـ ــﻮن إﻣـ ــﺎ وﻻﺋﻴـ ــﺎ‬
‫ﻳﻮﺟﻪ ﻟﻠﻮاﱄ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺼﺪرة اﻟﻘﺮار ‪ ،‬أو ﻗﺪ ﻳﻜﻮن رﺋﺎﺳﻴﺎ إﱃ اﻟﻮزﻳﺮ اﳌﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ‪.‬‬

‫أو اﻟﻄﻌ ـ ـ ـﻦ ﻗﻀـ ـ ــﺎﺋﻴﺎ أﻣ ـ ــﺎم اﶈـ ـ ــﺎﻛﻢ اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﺑﺮﻓـ ـ ــﻊ دﻋ ـ ــﻮى اﻹﻟﻐـ ـ ــﺎء وﻫ ـ ــﺬا ﻃﺒﻘـ ـ ــﺎ ﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹﺟ ـ ـ ـﺮاءات اﳌﺪﻧﻴـ ـ ــﺔ‬
‫واﻹدارﻳﺔ‪. 1‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪:‬اﻟﺤﻠﻮل‬

‫ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ ﻟﻠﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟﻮﺻ ـ ـ ــﻴﺔ أن ﲢ ـ ـ ــﻞ ﳏ ـ ـ ــﻞ ا‪ ‬ـ ـ ــﺎﻟﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﻣﻌﻴﻨ ـ ـ ــﺔ ﺣ ـ ـ ــﺪدﻫﺎ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن أو ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻣﺘﻨ ـ ــﺎع ﻫ ـ ــﺬﻩ ا‪ ‬ـ ــﺎﻟﺲ ﻋ ـ ــﻦ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑﺄﻋﻤﺎﳍ ـ ــﺎ ‪،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ أن إﺧﻀـ ـ ـﺎع اﳌﺸ ـ ــﺮع ﺳ ـ ــﻠﻄﺔ ﺣﻠ ـ ــﻮل ﺟﻬ ـ ــﺔ اﻟﻮﺻ ـ ــﺎﻳﺔ ﳏ ـ ــﻞ‬

‫‪ 1‬أﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 61‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻹدارﻳﺔ و اﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ‪ " :‬ﳝﻜﻦ إﺛﺎرة اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺒﻄﻼن اﻷﻋﻤﺎل اﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ ﺷﻜﻼ ﺧﻼل اﻟﻘﻴﺎم‬
‫‪‬ﺎ‪ ،‬وﻻ ﻳﻌﺘﺪ ‪‬ﺬا اﻟﺪﻓﻊ إذا ﻗﺪم ﻣﻦ ﲤﺴﻚ ﺑﻪ دﻓﺎﻋﺎ ﰲ اﳌﻮﺿﻮع ﻻﺣﻘﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﺋﻲ اﳌﺸﻮب ﺑﺎﻟﺒﻄﻼن دون إﺛﺎرﺗﻪ "‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻟﺸـ ــﺮوط ﺻـ ــﺎرﻣﺔ و دﻗﻴﻘـ ــﺔ ﻳﻔﺴـ ــﺮ أﺳﺎﺳـ ــﺎ ﲟـ ــﺪى ﺧﻄـ ــﻮرة ﻫـ ــﺬا اﻹﺟ ـ ـﺮاء ﻋﻠـ ــﻰ اﺳـ ــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ‪ ،‬ﻟـ ــﺬا‬
‫ﰎ إﻋﻤﺎﳍﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﰲ وﺿﻌﻴﺎت وﳎﺎﻻت ﳏﺪدة ﺣﺼﺮا ﺣﻴﺚ أن ﺗﻠﻚ ا‪‬ﺎﻻت ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻮز‪‬ﺎ اﻟﺜﻘﻴﻞ‪.‬‬

‫و ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺳﻠﻄﺔ اﳊﻠﻮل ﰲ اﳊﻠﻮل اﻹداري واﳊﻠﻮل اﳌﺎﱄ وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺪرﺳﻪ ﰲ اﻟﻔﺮﻋﲔ اﳌﻮاﻟﻴﲔ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻷول ‪ :‬اﻟﺤﻠﻮل اﻹداري‬

‫و ﻳﺘﻤﺜـ ـ ــﻞ اﳊﻠ ـ ـ ــﻮل اﻹداري ﰲ ﳑﺎرﺳ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ــﻠﻄﺎت اﻟﻀ ـ ـ ــﺒﻂ اﻹداري ‪ ،‬ﺣﻴـ ـ ــﺚ ﺗﻈﻬ ـ ـ ــﺮ ﺳ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟ ـ ـ ـﻮاﱄ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﰲ اﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ﳏ ــﻞ رﺋ ــﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ــﺔ ﺑﺎﲣ ــﺎذ ﻛ ــﻞ ﻣ ــﺎ ﻳـ ـﺮاﻩ ﻣﻨﺎﺳ ــﺒﺎ ﳊﻤﺎﻳ ــﺔ اﻟﻨﻈ ــﺎم اﻟﻌ ــﺎم ﻣ ــﱴ رأى ﲣ ــﺎذﻻ ﻣ ــﻦ رﺋـ ـﻴﺲ‬
‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﳌﻌﲏ ‪.‬‬

‫وﻟﻘ ـ ــﺪ ﺗﻨﺎوﻟ ـ ــﺖ ﻛ ـ ــﻞ اﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﻠﻄﺔ اﳊﻠ ـ ــﻮل ﺑ ـ ــﺪأً ﺑﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ 24/ 67‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻧﺼ ـ ــﺖ‬
‫اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 233‬ﻣﻨ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ‪ " :‬ﻋﻨ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﻳ ـ ـ ــﺮﻓﺾ أو ﳚﻬ ـ ـ ــﻞ رﺋ ـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي اﲣ ـ ـ ــﺎذ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـﺮارات‬
‫اﳌﻔﺮوﺿ ـ ــﺔ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﲟﻮﺟ ـ ــﺐ اﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤ ـ ــﺎت ‪ ،‬ﳚ ـ ــﻮز ﻟﻠ ـ ـﻮاﱄ ﺑﻌ ـ ــﺪ أن ﻳﻄﻠ ـ ـﺐ اﻟﻘﻴ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺬاﻟﻚ ﺗﻮﻟﻴﻬ ـ ــﺎ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ـ ــﺎ‬
‫"‪ .‬ﻛﻤ ـ ــﺎ ﳝﻜ ـ ــﻦ أن ﳛ ـ ــﻞ اﻟ ـ ـ ـﻮاﱄ ﳏ ـ ــﻞ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻋﻨ ـ ــﺪﻣﺎ ﻳﻬ ـ ــﺪد اﻟﻨﻈ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺎﳋﻄﺮ وذﻟ ـ ــﻚ‬
‫ﲟﻮﺟﺐ ﻗﺮار ﻣﻌﻠﻞ ‪.‬‬

‫وﺟ ـ ـ ــﺎء اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 08/ 90‬ﺑ ـ ـ ــﻨﻔﺲ اﳊ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟ ـ ـ ــﱵ وردت ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 24/67‬إﻻ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ــﺪل ﰲ ﺻ ـ ـ ــﻴﺎﻏﺘﻬﺎ‬
‫وﺑﻘﻲ اﻟﻮاﱄ ﳏﺎﻓﻈﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻪ ﰲ اﲣﺎذ اﻹﺟﺮاءات اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎم‪.‬‬

‫وﻫـ ــﻮ ﻣـ ــﺎ ﺗﻨﺎوﻟﺘـ ــﻪ اﳌـ ــﺎدة ‪ 100‬ﻣـ ــﻦ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ اﳉﺪﻳـ ــﺪ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ‪":‬ﳝﻜـ ــﻦ ﻟﻠ ـ ـﻮاﱄ أن ﻳﺘﺨـ ــﺬ ﺑﺎﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﳉﻤﻴـ ــﻊ‬
‫ﺑﻠ ـ ــﺪﻳﺎت اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺔ أو ﺑﻌﻀ ـ ــﻬﺎ ﻛ ـ ــﻞ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ــﺔ ﺑﺎﳊﻔ ـ ــﺎظ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﻣ ـ ــﻦ و اﻟﻨﻈﺎﻓ ـ ــﺔ و اﻟﺴ ـ ــﻜﻴﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ـ ــﺔ‬
‫ودﳝﻮﻣـ ـ ــﺔ اﳌﺮﻓ ـ ـ ــﻖ اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ﻋﻨ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﻘـ ـ ــﻮم اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ــﺬاﻟﻚ و ﻻ ﺳـ ـ ــﻴﻤﺎ ﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﺘﻜﻔ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ و اﳋﺪﻣﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ و اﳊﺎﻟﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ"‪.‬‬

‫واﳌﻼﺣـ ـ ــﻆ أن اﳌﺸـ ـ ــﺮع اﳉﺰاﺋـ ـ ــﺮي ﻗـ ـ ــﺪ وﺳـ ـ ــﻊ ﻣـ ـ ــﻦ ﺻـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟ ـ ـ ـﻮاﱄ ﰲ ﳎـ ـ ــﺎل اﻟﻀـ ـ ــﺒﻂ اﻹداري ‪ ،‬و ﻗـ ـ ــﺎم‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﱰﻛﻴﺰ و اﻻﻫﺘﻤـ ـ ــﺎم ﲝﺴ ـ ــﻦ ﺳـ ـ ــﲑ ﺑﻌ ـ ــﺾ ا‪‬ـ ـ ــﺎﻻت ﻛﺎﻟﻌﻤﻠﻴـ ـ ــﺎت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴ ـ ــﺔ و اﳋﺪﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴ ـ ــﺔ و ذﻟـ ـ ــﻚ ﳌـ ـ ــﺎ‬
‫ﳍ ـ ــﺬﻩ ا‪ ‬ـ ــﺎﻻت ﻣ ـ ــﻦ أﳘﻴ ـ ــﺔ ﰲ اﳊﻴ ـ ــﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ ‪ ،‬و ﻫ ـ ــﻮ اﻷﻣ ـ ــﺮ ﻏ ـ ــﲑ ﻣﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﰲ ﻗ ـ ــﺎﻧﻮن‬
‫‪. 08_90‬‬

‫‪73‬‬
‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــﱪز ﺳ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟ ـ ـ ـﻮاﱄ ﰲ اﳊﻠ ـ ــﻮل ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺗﻘـ ـ ــﺎﻋﺲ أو رﻓ ـ ــﺾ رﺋ ـ ــﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻻﲣ ـ ــﺎذ اﻟﻘ ـ ـ ـﺮارات اﻟﻼزﻣ ـ ـ ـﺔ‬
‫ﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬ اﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻤـ ــﺎت و اﳌﻠـ ــﺰم اﲣﺎذﻫـ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧـ ــﺎ ‪ ،‬و ﻳـ ــﺘﻢ ﻫـ ــﺬا اﳊﻠـ ــﻮل ﺑﻌـ ــﺪ اﻧﻘﻀـ ــﺎء ﻣـ ــﺪة اﻹﻧـ ــﺬار ﻣـ ــﻦ‬
‫ﺟﻬﺔ اﻟﻮﺻﺎﻳﺔ إﱃ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﳌﻌﲏ ‪.1‬‬

‫اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﺎﻟﻲ‬

‫ﳛ ـ ــﻖ ﻟﻠـ ـ ـﻮاﱄ ﻗﺎﻧﻮﻧ ـ ــﺎ اﳊﻠ ـ ــﻮل ﳏ ـ ــﻞ ا‪‬ﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺣ ـ ــﺪوث اﺧ ـ ــﺘﻼل ﺑ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ‬
‫ﻳﻀـ ــﻤﻦ اﳌﺼـ ــﺎدﻗﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻴﺰاﻧﻴـ ــﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ‪ ،‬وﻫـ ــﺬا ﻣـ ــﺎ ﺟـ ــﺎء ﰲ اﳌـ ــﺎدة ‪ 249‬ﻣـ ــﻦ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ‪ 24/67‬اﻟـ ــﱵ ﺗـ ــﻨﺺ‬
‫ﻋﻠـ ـ ــﻰ ‪ ":‬أن اﻟﺴ ـ ـ ــﻠﻄﺔ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺗﻀ ـ ـ ــﺒﻂ ﻣﻴﺰاﻧﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻻ ﳝﻜﻨﻬ ـ ـ ــﺎ أن ﺗ ـ ـ ــﺮﻓﺾ أو ﺗﻌـ ـ ــﺪل اﻟﻨﻔﻘ ـ ـ ــﺎت واﳌ ـ ـ ــﺪاﺧﻴﻞ‬
‫اﳌﻘﻴﺪة ﳍﺎ "‪.‬‬

‫وأﻋﻄـ ـ ــﻰ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ‪ 08/90‬ﻟﻠ ـ ـ ـﻮاﱄ ﺳـ ـ ــﻠﻄﺔ اﳊﻠـ ـ ــﻮل ﻓﻴﻤـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺎﳌﻴﺰاﻧﻴـ ـ ــﺔ ‪ ،‬إذ ﻣﻨﺤـ ـ ــﻪ ﺣـ ـ ــﻖ ﺗﺴـ ـ ــﺠﻴﻞ‬
‫ﻧﻔﻘﺔ إﺟﺒﺎرﻳﺔ ﰲ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ رﻓﻀﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ا‪‬ﻠﺲ ‪.‬‬

‫أﻣ ـ ـ ــﺎ اﳌ ـ ـ ــﺎدة ‪ 102‬ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ــﺔ اﳉﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ ‪":‬ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ــﺔ ﺣ ـ ـ ــﺪوث اﺧ ـ ـ ــﺘﻼل ﺑ ـ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﱯ‬
‫اﻟﺒﻠ ـ ـ ــﺪي ﳛ ـ ـ ــﻮل دون اﻟﺘﺼ ـ ـ ــﻮﻳﺖ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌﻴﺰاﻧﻴ ـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ــﺈن اﻟ ـ ـ ـ ـﻮاﱄ ﻳﻀ ـ ـ ــﻤﻦ اﳌﺼ ـ ـ ــﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ــﺎ و ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺬﻫﺎ وﻓ ـ ـ ــﻖ‬
‫اﻟﺸﺮوط اﶈﺪدة ﰲ اﳌﺎدة ‪ 186‬ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن"‪.‬‬

‫وﻳﻘ ــﻮم اﻟ ـ ـﻮاﱄ أﻳﻀ ــﺎ ﺑﻀ ــﺒﻂ اﳌﻴﺰاﻧﻴ ــﺔ ﻟ ــﺪى إﻋ ــﺪادﻫﺎ وﻫ ــﺬا ﻣ ــﺎ ﻧﺼ ــﺖ ﻋﻠﻴ ــﻪ اﳌ ــﺎدة ‪ 183‬ﻣ ــﻦ ﻗ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ــﺔ‬
‫ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﻧﺼ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ‪":‬ﻻ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ اﳌﺼ ـ ـ ــﺎدﻗﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﳌﻴﺰاﻧﻴ ـ ـ ــﺔ إذا ﱂ ﺗﻜ ـ ـ ــﻦ ﻣﺘﻮازﻧ ـ ـ ــﺔ أو إذ ﱂ ﺗ ـ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻹﺟﺒﺎرﻳﺔ‪.‬‬

‫ﰲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﺎ إذا ﺻ ـ ــﻮت ا‪‬ﻠـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠـ ـ ــﺪي ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣﻴﺰاﻧﻴ ـ ــﺔ ﻏـ ـ ــﲑ ﻣﺘﻮازﻧ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن اﻟ ـ ـ ـﻮاﱄ ﻳﺮﺟﻌﻬـ ـ ــﺎ ﻣﺮﻓﻘـ ـ ــﺔ‬
‫ﲟﻼﺣﻈﺎﺗ ـ ــﻪ ﺧـ ـ ــﻼل اﳋﻤﺴـ ـ ــﺔ ﻋﺸـ ـ ــﺮ )‪ (15‬ﻳﻮﻣـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ــﱵ ﺗﻠ ـ ــﻲ اﺳـ ـ ــﺘﻼﻣﻬﺎ‪ ،‬إﱃ اﻟ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﻟـ ـ ــﺬي ﳜﻀـ ـ ــﻌﻬﺎ ﳌﺪاوﻟـ ـ ــﺔ‬
‫ﺛﺎﻧﻴ ـ ــﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﺧ ـ ــﻼل ﻋﺸ ـ ــﺮة )‪ (10‬أﻳ ـ ــﺎم‪.‬ﻳ ـ ــﺘﻢ إﻋ ـ ــﺬارا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﱯ اﻟﺒﻠ ـ ــﺪي ﻣ ـ ــﻦ اﻟـ ـ ـﻮاﱄ‪،‬‬

‫‪ 1‬أﻧﻈﺮ اﳌﺎدة ‪ 101‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ‪ " :‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﳝﺘﻨﻊ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﻋﻦ اﲣﺎذ اﻟﻘﺮارات اﳌﻮﻛﻠﺔ ﻟﻪ ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻘﻮاﻧﲔ و‬

‫اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻮاﱄ ﺑﻌﺪ أﻋﺬارﻩ ‪ ،‬أن ﻳﻘﻮم ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ‪‬ﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء اﻵﺟﺎل اﶈﺪدة ﲟﻮﺟﺐ اﻹﻋﺬار"‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫إذا ﺻ ـ ــﻮت ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻴﺰاﻧﻴ ـ ــﺔ ﳎ ـ ــﺪدا ﺑ ـ ــﺪون ﺗـ ـ ـﻮازن أو ﱂ ﺗ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻨﻔﻘ ـ ــﺎت اﻹﺟﺒﺎرﻳ ـ ــﺔ ‪.‬وإذ ﱂ ﻳ ـ ــﺘﻢ اﻟﺘﺼ ـ ــﻮﻳﺖ‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ اﳌﻴﺰاﻧﻴ ـ ــﺔ ﺿ ـ ــﻤﻦ اﻟﺸ ـ ــﺮوط اﳌﻨﺼ ـ ــﻮص ﻋﻠﻴﻬ ـ ــﺎ ﰲ ﻫ ـ ــﺬﻩ اﳌ ـ ــﺎدة ﺧ ـ ــﻼل أﺟ ـ ــﻞ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴ ـ ــﺔ )‪ (8‬أﻳ ـ ــﺎم اﻟ ـ ــﱵ ﺗﻠ ـ ــﻲ‬
‫ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻋﺬار اﳌﺬﻛﻮرة أﻋﻼﻩ ﺗﻀﺒﻂ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻮاﱄ"‪.‬‬

‫وﻛﻤ ــﺎ ﻳﻘ ــﻮم اﻟ ـ ـﻮاﱄ ﺑﺘﻐﻄﻴ ــﺔ ﻋﺠﺰﻫ ــﺎ ﻟ ــﺪى ﺗﻨﻔﻴ ــﺬﻫﺎ ﰲ ﺣﺎﻟ ــﺔ ﻋ ــﺪم ﻗﻴ ــﺎم ا‪‬ﻠ ــﺲ ﺑ ــﺬاﻟﻚ و ﻫ ــﺬا ﻃﺒﻘ ــﺎ ﻟﻠﻤ ــﺎدة‬
‫‪ 184‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.1‬‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪:‬‬

‫ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل ﻣـ ــﺎ ﺳـ ــﺒﻖ ﻳﺘﺒـ ــﲔ أن اﻟﺮﻗﺎﺑـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﺟـ ــﺎءت ﰲ ﺻـ ــﻮرة رﻗﺎﺑـ ــﺔ ﻣﺸـ ــﺪدة ‪ ،‬ﺣﻴـ ــﺚ أ‪‬ـ ــﺎ ﴰﻠـ ــﺖ‬
‫ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ ﻛﻬﻴﺌﺔ و أﻋﻀﺎﺋﻪ وﻛﺬا اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎﻟﻪ ‪.‬‬

‫وﻣﻨ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻼ ﻧﺴ ـ ــﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘ ـ ــﻮل ﺑ ـ ــﺄن اﺳ ـ ــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻲ اﺳ ـ ــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘ ـ ــﺔ ‪ ،‬وإﳕ ـ ــﺎ ﻧﺴ ـ ــﺒﻴﺔ ﻓﻬ ـ ــﻲ ﺧﺎﺿـ ـ ــﻌﺔ‬
‫ﻟﻠﺴـ ـ ــﻠﻄﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ أﻗـ ـ ــﺮب إﱃ ﻋـ ـ ــﺪم اﻟﱰﻛﻴـ ـ ــﺰ اﻹداري ‪ ،‬ﻓﻬـ ـ ــﻲ ﳎـ ـ ــﺮد أداة ﰲ ﻳـ ـ ــﺪ اﻟﺴـ ـ ــﻠﻄﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳـ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫وﻫـ ـ ــﺬا ﻣـ ـ ــﺎ ﳜﻴـ ـ ــﺐ أﻣـ ـ ــﻞ اﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﻨﲔ ﰲ ا‪‬ـ ـ ــﺎﻟﺲ اﳌﻨﺘﺨﺒـ ـ ــﺔ ‪ ،‬وﳛـ ـ ــﺒﻂ ﻣـ ـ ــﻦ ﻋـ ـ ــﺰﳝﺘﻬﻢ ﰲ اﳌﺸـ ـ ــﺎرﻛﺔ ﰲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑـ ـ ــﺎت‬
‫اﶈﻠﻴﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬اﳌﺎدة ‪ 143‬ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ واﻟﱵ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ‪ ":‬ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻋﺠﺰ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي اﲣﺎذ ﲨﻴﻊ‬
‫اﻟﺘﺪاﺑﲑ اﻟﻼزﻣﺔ ﻻﻣﺘﺼﺎﺻﻪ وﺿﻤﺎن ﺗﻮازن اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬
‫إذ ﱂ ﻳﺘﺨﺬ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي اﻹﺣﺮاءات اﻟﺘﺼﺤﻴﺤﻴﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻢ اﲣﺎذﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻮاﱄ اﻟﺬي ﳝﻜﻨﻪ ان ﻳﺄذن ﺑﺈﻣﺘﺼﺎص اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺳﻨﺘﲔ ﻣﺎﻟﻴﺘﲔ أو أﻛﺜﺮ"‪.‬‬
‫‪75‬‬
 ‫اﻟﺨﺎﺗﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬

‫ﻋﺮﺿـ ـ ــﻨﺎ ﰲ ﺛﻨﺎﻳـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﳌـ ـ ــﺬﻛﺮة اﻟﻨﻈـ ـ ــﺎم اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧﻮﱐ ﻟﻠـ ـ ـ ــﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋـ ـ ــﺮ ‪ ،‬و أﻫـ ـ ــﻢ ﻣـ ـ ــﺎ ﺟـ ـ ــﺎء ﺑـ ـ ــﻪ ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ‬
‫اﳉﺪﻳﺪ و اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﱵ ﺟﺎء ‪‬ﺎ و ﺗﺘﻤﺜﻞ أﻫﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت ﰲ‪:‬‬

‫ﲢﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺪ ﺻ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت و ﺳ ـ ـ ـ ــﻠﻄﺎت اﳌﻨﺘﺨﺒ ـ ـ ـ ــﲔ ﰲ ا‪ ‬ـ ـ ـ ــﺎﻟﺲ اﳌﻨﺘﺨﺒ ـ ـ ـ ــﺔ و دور رﺋ ـ ـ ـ ــﻴﺲ ا‪‬ﻠ ـ ـ ـ ــﺲ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﻌﱯ‬
‫اﻟﺒﻠﺪي‪ ،‬وﻛﺬا ﻧﻮاﺑﻪ و ﳉﺎن ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‪.‬‬

‫ﻛﻤ ـ ــﺎ ﺣ ـ ــﺪد اﳍﻴﺎﻛ ـ ــﻞ اﻟﺘﺎﺑﻌ ـ ــﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻣﻨﻬ ـ ــﺎ اﳉﻬ ـ ــﺎز اﻹداري و اﻟﻔ ـ ــﲏ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ووﺿ ـ ــﻊ ﻧﻈ ـ ــﺎم ﺟﺪﻳ ـ ــﺪ ﻟﺴ ـ ــﲑ‬
‫اﳌﺪاوﻻت ‪.‬‬

‫ﻛﻤـ ــﺎ ﻳـ ــﻮﻓﺮ ﲪﺎﻳـ ــﺔ ﺗﺎﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﺨﺒـ ــﲔ‪ ،‬وﻣـ ــﺎ ﻳﻌـ ــﺰز ﻫـ ــﺬﻩ اﳊﻤﺎﻳـ ــﺔ ﺑﺼـ ــﻔﺔ أﻛـ ــﱪ ﻫـ ــﻮ اﻟﻘ ـ ـﺮارات اﻟـ ــﱵ اﲣ ـ ــﺬﻫﺎ‬
‫رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ و اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺮﻓﻊ اﻟﺘﺠﺮﱘ ﻋﻦ أﻓﻌﺎل اﻟﺘﺴﻴﲑ‪.‬‬

‫وﻟﻌـ ــﻞ ﻣـ ــﻦ أﻫـ ــﻢ اﻟﺘﻌـ ــﺪﻳﻼت اﻟـ ــﱵ ﻣﺴـ ــﺖ ﺟ ـ ــﻮﻫﺮ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن ﻫـ ــﻮ إﻟﻐـ ــﺎء اﳌـ ــﺎدة ‪ 55‬ﻣـ ــﻦ اﻟـ ـ ــﻘﺎﻧﻮن اﻟﻘـ ــﺪﱘ و اﻟـ ــﱵ‬
‫ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ إﺟﺮاء ﺳﺤﺐ اﻟﺜﻘﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻤـ ــﺎ ﻓـ ــﺮض اﳌﺸـ ــﺮع إﺟ ـ ـﺮاء ﺟﺪﻳـ ــﺪ و ﻫـ ــﻮ اﻟﺮﻗﺎﺑـ ــﺔ اﻟﻘﺒﻠﻴـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﻔﻘـ ــﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳـ ــﺔ ﻛﺨﻄـ ــﻮة وﻗﺎﺋﻴـ ــﺔ ﻟﻠﺤـ ــﺪ ﻣـ ــﻦ‬
‫اﻟﻔﺴﺎد و ﺗﻔﺎدي وﻗﻮع اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ اﻟﻌﺠﺰ اﳌﺎﱄ و اﳌﺪﻳﻮﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫و ﻛ ـ ــﺮس اﳌﺸ ـ ــﺮع ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن ﻣﺒ ـ ــﺪأﻳﻦ دﺳ ـ ــﺘﻮرﻳﲔ ﺗﻀ ـ ــﻤﻨﺘﻬﻤﺎ اﳌ ـ ــﺎدﺗﲔ ‪ 16‬و ‪ 31‬ﻣﻜ ـ ــﺮر ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﻌـ ـ ــﺪﻳﻞ‬
‫اﻟﺪﺳـ ــﺘﻮري ‪ 2008‬و ﻫـ ــﻮ ﻣﺸـ ــﺎرﻛﺔ اﳌ ـ ـﻮاﻃﻦ ﰲ ﺗﺴـ ــﻴﲑ ﺷـ ــﺆون ﺑﻠﺪﻳﺘـ ــﻪ و ﻛـ ــﺬا ﺗﺮﻗﻴـ ــﺔ ﺣﻘـ ــﻮق اﳌ ـ ـﺮأة ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل‬
‫ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺣﻈﻮظ ﲤﺜﻴﻠﻬﺎ ﰲ ا‪‬ﺎﻟﺲ اﳌﻨﺘﺨﺒﺔ ‪.‬‬

‫واﻵن وﰲ ‪‬ﺎﻳـ ــﺔ ﻫـ ــﺬا اﻟﺒﺤـ ــﺚ ‪ ،‬ﻓﻤـ ــﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌـ ــﻲ أن ﻧﺘﻄـ ــﺮق إﱃ أﻫـ ــﻢ ﻧﺘﺎﺋﺠـ ــﻪ و ﳍـ ــﺬا ﻓـ ــﻼ ﻧﺮﻳـ ــﺪ أن ﳒﻌـ ــﻞ ﻣـ ــﻦ‬
‫اﳋﺎﲤ ـ ـ ــﺔ ﺗﺮدﻳ ـ ـ ــﺪا ﳌ ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ــﺒﻖ ذﻛ ـ ـ ــﺮﻩ ﰲ ﺛﻨﺎﻳ ـ ـ ــﺎ اﻟﺒﺤ ـ ـ ــﺚ‪ ،‬و إﳕ ـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ــﻨﺮﻛﺰ ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ – ﺑﺎﺧﺘﺼ ـ ـ ــﺎر ﺷ ـ ـ ــﺪﻳﺪ – إﱃ أﻫ ـ ـ ــﻢ‬
‫اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﱵ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ و ﻫﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫ـ ـ ـ إن اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ أﻋﻄ ـ ــﻰ ﺗﻮﺿ ـ ــﻴﺢ أﻓﻀ ـ ــﻞ ﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺎت ﳐﺘﻠ ـ ــﻒ اﳍﻴ ـ ــﺂت اﳌﻨﺘﺨﺒ ـ ــﺔ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﺑﻴﻨﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻊ‬
‫ﲢﺪﻳﺪ أﻛﺜﺮ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟﱵ ﲣﻀﻊ ﻟﻠﻤﺼﺎدﻗﺔ ‪.‬‬

‫‪76‬‬
 ‫ـ وﺿﻊ رﺋﻴﺲ ا‪‬ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﰲ ﻣﺄﻣﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻠﺒﺎت ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﻟﻐﺎء إﺟﺮاء ﺳﺤﺐ اﻟﺜﻘﺔ‬

‫ـ ـ ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﻜﻴﻔﻴ ــﺔ اﺧﺘﻴ ــﺎر رﺋ ــﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﻘ ــﺪ ﺣ ــﺪد اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳ ــﺪ ﻛﻴﻔﻴ ــﺔ إﲤ ــﺎم اﻟﻌﻤﻠﻴ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﳓ ــﻮ‬
‫ﻳﻨﻬ ـ ــﻲ ﺣ ـ ــﺎﻻت ﺗﺄﺟﻴ ـ ــﻞ ﻋﻤﻠﻴ ـ ــﺔ اﺧﺘﻴ ـ ــﺎر ﻣ ـ ــﻦ ﻳﻘ ـ ــﻮد اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ‪ ،‬و ﺑﺸ ـ ــﻜﻞ ﻻ ﻳﺮﻗ ـ ــﻰ إﱃ ﺗﻔﺴ ـ ــﲑ ﺧ ـ ــﺎﻃﺊ ‪،‬‬
‫ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﲔ أﻋﻀﺎء ا‪‬ﻠﺲ اﳌﻨﺘﺨﺐ و ﻟﻴﺲ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ــﺎر أن رﺋ ـ ــﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــﻮ ﳑﺜ ـ ــﻞ ﻟﻠﺪوﻟ ـ ــﺔ ﻓﻘ ـ ــﺪ ﰎ إﺧﻀ ـ ــﺎﻋﻪ ﻟﻠﻘﺴ ـ ــﻢ و ﻫ ـ ــﻮ إﺟـ ـ ـﺮاء ﺟﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻌﺰز ﻣﻜﺎﻧﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫رﻏ ـ ــﻢ ﻣ ـ ــﺎ ﺟ ـ ــﺎء ﺑ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﺗﻌ ـ ــﺪﻳﻼت ﺟﻮﻫﺮﻳ ـ ــﺔ ن إﻻ أﻧ ـ ــﻪ ﻣﺎزاﻟ ـ ــﺖ ﺗﻘ ـ ــﻒ أﻣﺎﻣ ـ ــﻪ ﳎﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت وﳍﺬا ﺳﻨﺘﻄﺮق إﱃ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت واﻻﻗﱰاﺣﺎت أﳘﻬﺎ ‪:‬‬

‫ـ ﺿﺮورة ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻜﻔﺎءات اﻹدارﻳﺔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻟﺘﻔﺎدي ﺿﻌﻒ اﻟﺘﺄﻃﲑ ‪.‬‬

‫ـ ـ ـ إﺣ ـ ــﺪاث ﻣﺼ ـ ــﺎﱀ ﻟﺘﻜ ـ ــﻮﻳﻦ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى اﻟﻘﻴ ـ ــﺎدات اﻹدارﻳ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﺎﻹدارة اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ ﺗﻌ ـ ــﺎﱐ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺸ ـ ــﻜﻠﺔ‬
‫اﻷﻣﻴﺔ اﻹدارﻳﺔ‬

‫ـ ـ ﻧﻘـ ــﺺ ﻛﻔـ ــﺎءة و ﻓﻌﺎﻟﻴـ ــﺔ اﳌﺸـ ــﺎرﻛﺔ اﻟﺸـ ــﻌﺒﻴﺔ ‪ ،‬ﻓـ ــﺎﻟﻐﺮض اﻷﺳﺎﺳـ ــﻲ ﻣـ ــﻦ اﻹدارة اﶈﻠﻴـ ــﺔ ﻫـ ــﻮ إﳚـ ــﺎد ﺗﻌﺰﻳـ ــﺰ‬
‫أﳕ ـ ـ ــﺎط اﻻﺗﺼ ـ ـ ــﺎل ﺑ ـ ـ ــﲔ اﻹدارة و اﳌ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ ﺑﺸ ـ ـ ــﻜﻞ ﳝﻜ ـ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ـ ــﻌﺐ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﳑﺎرﺳ ـ ـ ــﺔ ﺣﻘ ـ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﻏ ـ ـ ــﲑ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻻ‬
‫ﻳﻜﻔ ـ ــﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ اﳌﺸ ـ ــﺎرﻛﺔ اﻟﺸ ـ ــﻌﺒﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــﻨﺺ ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ ﺣ ـ ــﻖ و واﺟ ـ ــﺐ ‪ ،‬ﺑ ـ ــﻞ ﻻﺑ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﺸ ـ ــﺎرﻛﺔ‬
‫واﺳﻌﺔ و ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ ﺻﻨﻊ و ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت و اﻟﻘﺮارات‪.‬‬

‫ـ إﺻﺪار اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻜﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻣﺜﻞ اﻟﻨﺺ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ‬

‫ـ ـ ـ ـ اﺷ ـ ـ ـﱰاط اﻟﺸـ ـ ــﻬﺎدة اﳉﺎﻣﻌﻴـ ـ ــﺔ و اﻟﻜﻔـ ـ ــﺎءة ‪ ،‬ﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﰲ اﳌﻨﺎﺻـ ـ ــﺐ اﳌﻬﻤـ ـ ــﺔ ﻛ ـ ـ ـﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ أو اﻷﻣـ ـ ــﲔ‬
‫اﻟﻌـ ـ ــﺎم ‪ ،‬ﻟـ ـ ــﺬا وﺟـ ـ ــﺐ اﺧﺘﻴـ ـ ــﺎر اﳌـ ـ ــﻮﻇﻔﲔ و اﳌﻨﺘﺨـ ـ ـ ــﺒﲔ وﻓـ ـ ــﻖ أﺳـ ـ ــﺲ و ﻣﺒـ ـ ــﺎدئ اﻟﻨ ـ ـ ــﺠﺎﻋﺔ و اﻟﺸـ ـ ــﻔﺎﻓﻴﺔ و‬
‫اﻟﻜﻔ ـ ـ ــﺎءة ‪ ،‬و ﺗ ـ ـ ــﺄﻫﻴﻠﻬﻢ ﺑﻮﺿ ـ ـ ــﻊ ﺑـ ـ ـ ـﺮاﻣﺞ ﺗﻜﻮﻳﻨﻴ ـ ـ ــﺔ و ﺗﻌﻠﻴﻤﻴ ـ ـ ــﺔ وﻓﻘ ـ ـ ــﺎ ﳌﺴ ـ ـ ــﺘﻮاﻫﻢ و ﻣ ـ ـ ــﺆﻫﻼ‪‬ﻢ اﻟﻌﻠﻤﻴ ـ ـ ــﺔ و‬
‫اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻻﺧﺘﻴﺎر و اﻟﺘﻌﻴﲔ وﻓﻖ أﺳﺲ اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ و اﶈﺎﺑﺎة و ا‪‬ﺎﻣﻼت ‪.‬‬

‫ـ ـ ـ وﺟ ـ ـﻮب اﻟﺘﺼ ـ ـﺮﻳﺢ ﺑﺎﳌﻤﺘﻠﻜ ـ ــﺎت‪ ،‬و ﻫ ـ ــﺬا ﻟﻀ ـ ــﻤﺎن اﳌﺴ ـ ــﺎﳘﺔ ﰲ ﺻ ـ ــﻴﺎﻏﺔ ﻣﺪوﻧ ـ ــﺔ أﺧﻼﻗﻴ ـ ــﺔ ﺗﻌﺘﻤ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﻌﺎﻳﲑ اﳌﺴﺎءﻟﺔ و اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ـ ـ ـ ـ إن ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ‪ 10/11‬ﻇﻬـ ـ ــﺮ ﻟﻠﻮﺟـ ـ ــﻮد وﰲ ﻃﻴﺎﺗـ ـ ــﻪ اﻟﻜﺜـ ـ ــﲑ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻨـ ـ ــﺎﻗﺾ ﻣـ ـ ــﻊ ﺑـ ـ ــﺎﻗﻲ اﻟﻘ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ‬
‫ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻗـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑـ ــﺎت ‪ ،‬ﻟـ ــﺬا ﻳﺴـ ــﺘﻮﺟﺐ ﺿـ ــﺮورة ﺗﻌـ ــﺪﻳﻞ ﻫـ ــﺬا اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن وﻫـ ــﺬا ﲤﺎﺷـ ــﻴﺎ ﻣـ ــﻊ اﻟﻘ ـ ـﻮاﻧﲔ‬
‫اﻟ ـ ـ ــﱵ ﺻ ـ ـ ــﺪرت ﺑﻌ ـ ـ ــﺪﻩ ﻛﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ـ ــﺎت و ﻗ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻷﺣـ ـ ـ ـ ـﺰاب و اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟ ـ ـ ــﺬي ﳛ ـ ـ ــﺪد ﻛﻴﻔﻴ ـ ـ ــﺎت‬
‫ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺣﻈﻮظ ﲤﺜﻴﻞ اﳌﺮأة ﰲ ا‪‬ﺎﻟﺲ اﳌﻨﺘﺨﺒﺔ ‪.‬‬

‫‪78‬‬
 ‫ﻗﺎﺋـ ـ ـﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻊ‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ‬
‫‪ -1‬اﻟﺪﺳﺘﻮر اﳉﺰاﺋﺮي ﻟﺴﻨﺔ ‪.1963‬‬

‫‪ -2‬اﻟﺪﺳﺘﻮر اﳉﺰاﺋﺮي ﻟﺴﻨﺔ ‪.1976‬‬

‫‪ -3‬اﻟﺪﺳﺘﻮر اﳉﺰاﺋﺮي ﻟﺴﻨﺔ ‪.1996‬‬

‫‪ -4‬اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮري اﳉﺰاﺋﺮي ﻟﺴﻨﺔ ‪. 2008‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪:‬اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ‬
‫‪ -1‬اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 24/67‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 18‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 1967‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪06.‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 155/66‬اﳌ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 08‬ﺟـ ـ ـ ـ ـﻮان ‪ 1966‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ـ ــﻖ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻹﺟﺮاءات اﳉﺰاﺋﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﳉﺮﻳ ـ ـ ـ ــﺪة اﻟﺮﲰﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫‪46.‬‬

‫‪ -3‬اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 08/90‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 07‬أﻓﺮﻳﻞ ‪ 1990‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟــﺒﻠﺪﻳﺔ اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪.15‬‬

‫‪ -4‬اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 29/90‬اﳌ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 01‬دﻳﺴ ـ ـ ــﻤﱪ‪ 1990‬اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺘﻬﻴﺌ ـ ـ ــﺔ واﻟﺘﻌﻤ ـ ـ ــﲑ ‪،‬اﳉﺮﻳ ـ ـ ــﺪة اﻟﺮﲰﻴ ـ ـ ــﺔ رﻗ ـ ـ ــﻢ‬
‫‪52‬‬

‫‪ -5‬اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ‪ 04/98‬اﳌـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 15‬ﺟ ـ ـ ـ ـﻮان ‪ 1998‬اﳌﺘﻌﻠـ ـ ـ ــﻖ ﲝﻤﺎﻳـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـﱰاث اﻟﺜﻘـ ـ ـ ــﺎﰲ ‪،‬اﳉﺮﻳـ ـ ـ ــﺪة اﻟﺮﲰﻴـ ـ ـ ــﺔ‬
‫رﻗﻢ ‪. 44‬‬

‫‪ -6‬اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪ 10/11‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 22‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ‪ 2011‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ‪،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ رﻗﻢ‪.37‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -7‬اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻌﻀ ـ ـ ـ ـ ــﻮي رﻗ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ‪ 01/12‬اﳌ ـ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 12‬ﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻔﻲ ‪ 2012‬اﳌﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﻠﻖ ﺑﻨﻈ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﻻﻧﺘﺨﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ رﻗﻢ ‪.01‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬اﻟﻤﺮاﺳﻴﻢ‬
‫‪ -1‬ﻣﺮﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم رﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ‪ 371/81‬اﳌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 1981/12/26‬ﳛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪد ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﻮﻻﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﺧﺘﺼﺎﺻﺎ‪‬ﻤﺎ ﰲ ﻗﻄﺎع اﻟﺸﺒﻴﺒﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ رﻗﻢ ‪.52‬‬

‫‪ -2‬ﻣﺮﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم رﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ‪ 372/81‬اﳌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 1981/12/26‬ﳛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪد ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﻮﻻﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﺧﺘﺼﺎﺻﺎ‪‬ﻤﺎ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ رﻗﻢ ‪.52‬‬

‫‪ -3‬ﻣﺮﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم رﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ‪ 374/81‬اﳌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 1981/12/26‬ﳛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪد ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻮﻻﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﺧﺘﺼﺎﺻﺎ‪‬ﻤﺎ ﰲ ﻗﻄﺎع اﻟﺼﺤﺔ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ رﻗﻢ ‪.52‬‬

‫‪ -4‬ﻣﺮﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم رﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ‪ 382/81‬اﳌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 1981/12/26‬ﳛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪد ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﻮﻻﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﺧﺘﺼﺎﺻﺎ‪‬ﻤﺎ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺜﻘﺎﰲ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ رﻗﻢ ‪.52‬‬

‫‪ _5‬ﻣﺮﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم رﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ‪ 385/81‬اﳌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 1981/12/26‬ﳛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪد ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺎت اﻟﻮﻻﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﺧﺘﺼﺎﺻﺎ‪‬ﻤﺎ ﰲ اﳌﻨﺸﺂت اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ رﻗﻢ ‪.52‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻟﻤﺮاﺳﻴﻢ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ‬

‫‪ -1‬ﻣﺮﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻮم ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺬي رﻗ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ‪ 176/91‬اﳌ ـ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 1991/05/28‬ﳛ ـ ـ ـ ـ ــﺪد ﻛﻴﻔﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﲢﻀ ـ ـ ـ ـ ــﲑ ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎدة‬
‫اﻟﺘﻌﻤ ـ ـ ــﲑ ورﺧﺼ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠﺰﺋ ـ ـ ــﺔ وﺷ ـ ـ ــﻬﺎدة اﻟﺘﻘﺴ ـ ـ ــﻴﻢ ورﺧﺼ ـ ـ ــﺔ اﻟﺒﻨ ـ ـ ــﺎء وﺷ ـ ـ ــﻬﺎدة اﳌﻄﺎﺑﻘ ـ ـ ــﺔ ورﺧﺼ ـ ـ ــﺔ اﳍ ـ ـ ــﺪم وﺗﺴ ـ ـ ــﻠﻴﻢ‬
‫ذﻟﻚ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪ اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪.26‬‬
‫‪80‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺮﺳ ـ ـ ـ ــﻮم ﺗﻨﻔﻴ ـ ـ ـ ــﺬي رﻗ ـ ـ ـ ــﻢ ‪ 177/91‬اﳌ ـ ـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 1991/05/28‬ﳛ ـ ـ ـ ــﺪد إﺟـ ـ ـ ـ ـﺮاءات إﻋ ـ ـ ـ ــﺪاد اﳌﺨﻄ ـ ـ ـ ــﻂ‬
‫اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻲ ﻟﻠﺘﻬﻴﺌﺔ واﻟﺘﻌﻤﲑ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪.26‬‬

‫‪ -3‬ﻣﺮﺳـ ـ ــﻮم ﺗﻨﻔﻴـ ـ ــﺬي رﻗـ ـ ــﻢ ‪ 178/91‬اﳌـ ـ ــﺆرخ ﰲ ‪ 1991/05/28‬ﳛـ ـ ــﺪد إﺟ ـ ـ ـﺮاءات إﻋـ ـ ــﺪاد ﳐﻄـ ـ ــﻂ ﺷـ ـ ــﻐﻞ‬
‫اﻷراﺿﻲ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻋﺪد ‪.26‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ :‬وﺛﺎﺋﻖ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬

‫‪ -1‬اﻟﺘﻘﺮﻳـ ـ ــﺮ اﻟﺘﻤﻬﻴـ ـ ــﺪي ﳌﺸـ ـ ــﺮوع اﳌﺘﻌﻠـ ـ ــﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﳉﻨـ ـ ــﺔ اﻟﺸـ ـ ــﺆون اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ و اﻹدارﻳـ ـ ــﺔ واﳊﺮﻳـ ـ ــﺎت ﺑـ ـ ــﺎ‪‬ﻠﺲ‬
‫اﻟﺸﻌﱯ اﻟﻮﻃﲏ‪ ،‬ﻓﻴﻔﺮي ‪ ،2011‬اﻟﻔﱰة اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ‪.‬‬

‫‪ - 2‬ﻣﺸﺮوع ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‪.‬‬

‫‪ – 3‬اﳉﺮﻳﺪة اﻟﺮﲰﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪاوﻻت ‪‬ﻠﺲ اﻷﻣﺔ اﻟﺪورة اﻟﺮﺑﻴﻌﻴﺔ ‪ 2011‬اﳌﻨﻌﻘﺪة ﻳﻮم ‪23‬ﻣﺎي ‪. 2011‬‬

‫ﺳﺎدﺳﺎ‪ :‬اﻟﻜﺘﺐ‬
‫‪ -1‬أﲪ ـ ـ ـ ــﺪ ﳏﻴ ـ ـ ـ ــﻮ‪ ،‬ﳏﺎﺿـ ـ ـ ـ ـﺮات ﰲ اﳌﺆﺳﺴ ـ ـ ـ ــﺎت اﻹدارﻳ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺮاﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬دﻳـ ـ ـ ـ ـﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋ ـ ـ ـ ــﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫اﳉﺰاﺋﺮ‪.2006 ،‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻌﻤﺮي ﺑﻮﺣﻴﻂ‪ ،‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ إﺻﻼﺣﺎت‪ ،‬ﻣﻬﺎم‪ ،‬أﺳﺎﻟﻴﺐ‪ ،‬دون دار اﻟﻨﺸﺮ‪،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪.1997‬‬

‫‪ -3‬ﺣﺴ ـ ـ ــﲔ ﻃ ـ ـ ــﺎﻫﺮي‪ ،‬اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹداري واﳌﺆﺳﺴ ـ ـ ــﺎت اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻨﻈ ـ ـ ــﻴﻢ اﻹداري‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬اﻟﻨﺸ ـ ـ ــﺎط‬
‫اﻹداري‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬دار اﳋﻠﺪوﻧﻴﺔ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪.2007‬‬

‫‪ -4‬ﺣﺴـ ـ ـ ــﲔ ﻣﺼـ ـ ـ ــﻄﻔﻰ ﺣﺴـ ـ ـ ــﲔ‪ ،‬اﻹدارة اﶈﻠﻴـ ـ ـ ــﺔ اﳌﻘﺎرﻧـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬دﻳ ـ ـ ـ ـﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋـ ـ ـ ــﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴـ ـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫اﳉﺰاﺋﺮ‪.1982‬‬

‫‪ -5‬ﺣﺴﲔ ﻓﺮﳚﺔ‪ ،‬ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري‪ ،‬دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪.2009‬‬

‫‪ -6‬ﺟ ـ ــﻮرج ﻗﻮدﻳ ـ ــﻞ وﺑﻴ ـ ــﺎر دﻟﻘﻮﻟﻴ ـ ــﻪ‪ ،‬اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹداري‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌ ـ ــﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬اﳉ ـ ــﺰء اﻟﺜ ـ ــﺎﱐ ﺗﺮﲨ ـ ــﺔ ﻣﻨﺼ ـ ــﻮر اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬ﺑﲑوت ‪.2001‬‬

‫‪81‬‬
‫ﺑ ــﺎرش‪ ،‬ﺷ ــﺮح ﻗ ــﺎﻧﻮن اﻹﺟـ ـﺮاءات اﳉﺰاﺋﻴ ــﺔ اﳉﺰاﺋ ــﺮي‪ ،‬دار اﳍ ــﺪى ﻟﻠﻨﺸ ــﺮ‪ ،‬ﻋ ــﲔ ﻣﻠﻴﻠ ــﺔ دون ﺳ ــﻨﺔ‬ ‫‪ -7‬ﺳ ــﻠﻴﻤﺎن‬
‫ﻧﺸﺮ ‪.‬‬

‫‪ -8‬ﻋﺎدل ﺑﻮﻋﻤﺮان‪ ،‬اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﳉﺰاﺋﺮي‪ ،‬دار اﳍﺪى ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬ﻋﲔ ﻣﻠﻴﻠﺔ ‪.2010‬‬

‫‪ - 9‬ﻋﺒ ـ ــﺪ اﳊﻔ ـ ــﻴﻆ ﺑ ـ ــﻦ ﻋﺒﻴ ـ ــﺪة‪ ،‬اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﳌﺪﻧﻴ ـ ــﺔ وإﺟﺮاءا‪ ‬ـ ــﺎ ﰲ اﻟﺘﺸـ ـ ـﺮﻳﻊ اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮي‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬دار ﻫﻮﻣ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪.2005‬‬

‫‪ -9‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺳﻌﺪ‪ ،‬ﻧﻈﺎم اﳊﺎﻟﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬دار ﻫﻮﻣﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ‪.1995‬‬

‫‪ -10‬ﻋﺒـ ـ ـ ـ ــﺪ اﷲ أوﻫﺎﺑﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺷـ ـ ـ ـ ــﺮح ﻗـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹﺟ ـ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﳉﺰاﺋﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳉﺰاﺋـ ـ ـ ـ ــﺮي‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬دار ﻫﻮﻣـ ـ ـ ـ ــﺔ‪،‬‬
‫اﳉﺰاﺋﺮ‪.2011‬‬

‫‪ -11‬ﻋﻤﺎر ﺑﻮﺿﻴﺎف‪ ،‬اﻟﻮﺟﻴﺰ ﰲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري‪ ،‬اﳉﺴﻮر ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪. 2004‬‬

‫‪ -12‬ﻋﻤـ ـ ــﺎر ﻋﻮاﺑـ ـ ــﺪي‪ ،‬دروس ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹداري‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌـ ـ ــﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬دﻳ ـ ـ ـﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋ ـ ـ ــﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﳉﺰاﺋ ـ ـ ــﺮ‬
‫‪.1990‬‬

‫‪ -13‬ﻋﻤ ـ ـ ــﺮ ﺻ ـ ـ ــﺪوق‪ ،‬دروس ﰲ اﳍﻴﺌ ـ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﳌﻘﺎرﻧ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬دﻳ ـ ـ ـﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋ ـ ـ ــﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴ ـ ـ ــﺔ اﳉﺰاﺋ ـ ـ ــﺮ دون ﺳ ـ ـ ــﻨﺔ‬
‫ﻧﺸﺮ‪.‬‬

‫‪ -14‬ﻋـ ـ ــﻼء اﻟـ ـ ــﺪﻳﻦ ﻋﺸـ ـ ــﻲ‪ ،‬ﺷـ ـ ــﺮح ﻗـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ‪ ،‬دار اﳍـ ـ ــﺪى ﻟﻠﻄﺒﺎﻋـ ـ ــﺔ و اﻟﻨﺸـ ـ ــﺮ و اﻟﺘﻮزﻳـ ـ ــﻊ‪ ،‬ﻋـ ـ ــﲔ ﻣﻠﻴﻠـ ـ ــﺔ‬
‫‪.2011‬‬

‫‪ -15‬ﳏﻤﺪ اﻟﺼﻐﲑ ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري‪ ،‬دار اﻟﻌﻠﻮم ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬ﻋﻨﺎﺑﺔ ‪.2002‬‬

‫‪ -16‬ﳏﻤﺪ اﻟﺼﻐﲑ ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮن اﻹدارة اﶈﻠﻴﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠﻮم ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬ﻋﻨﺎﺑﺔ ‪.2004‬‬

‫‪ ،‬اﻹدارة اﶈﻠﻴ ـ ــﺔ وﺗﻄﺒﻴﻘﺎ‪ ‬ـ ــﺎ ﰲ اﻟ ـ ــﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴ ـ ــﺔ‪.‬دراﺳ ـ ــﺔ ﻣﻘﺎرﻧ ـ ــﺔ اﳌﺆﺳﺴ ـ ــﺎت‬ ‫‪ -17‬ﳏﻤ ـ ــﺪ ﺣﺴ ـ ــﻦ ﻋﻮاﺿ ـ ــﺔ‬
‫اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ دون ﺳﻨﺔ ﻧﺸﺮ‪.‬‬

‫‪ -18‬ﳏﻲ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻘﻴﺴﻲ‪ ،‬ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات اﳊﻠﱯ اﳊﻘﻮﻗﻴﺔ‪ ،‬ﻟﺒﻨﺎن ‪.2003‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -19‬ﻣﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺎﱐ ﺑﻐ ـ ـ ـ ــﺪادي‪ ،‬اﻹﺟ ـ ـ ـ ـ ـﺮاءات اﳉﺰاﺋﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ اﳉﺰاﺋـ ـ ـ ـ ــﺮي‪ ،‬اﳉ ـ ـ ـ ــﺰء اﻷول‪ ،‬اﳌﺆﺳﺴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﻜﺘﺎب‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ﻃﺒﻌﺔ ‪.1987‬‬

‫‪ -20‬ﻓﺮﻳﺪة ﻗﺼﲑ ﻣﺰﻳﺎﱐ‪ ،‬ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري اﳉﺰاﺋﺮي‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻋﻤﺎر ﻗﺮﰲ ﺑﺎﺗﻨﺔ‪ ،‬ﻃﺒﻌﺔ ‪.2001‬‬

‫‪ -21‬ﻧﺎﺻ ـ ـ ــﺮ ﻟﺒ ـ ـ ــﺎد‪ ،‬اﻟ ـ ـ ــﻮﺟﻴﺰ ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻹداري‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟﺮاﺑﻌ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬دار ا‪ ‬ـ ـ ــﺪد ﻟﻠﻨﺸ ـ ـ ــﺮ واﻟﺘﻮزﻳ ـ ـ ــﻊ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ــﻄﻴﻒ‬
‫‪.2010‬‬

‫ﺳﺎﺑﻌﺎ ‪:‬اﻟﻤﻘﺎﻻت‬
‫‪ -1‬ﺣﺴ ـ ـ ــﲔ ﻓﺮﳚ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﺮﺷ ـ ـ ــﺎدة اﻹدارﻳ ـ ـ ــﺔ ودورﻫ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﺗﻨﻤﻴ ـ ـ ــﺔ اﻹدارة اﶈﻠﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻣﻘ ـ ـ ــﺎل ﻣﻨﺸ ـ ـ ــﻮر ﲟﺠﻠ ـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎد‬
‫اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‪ ،‬ﺑﺴﻜﺮة اﻟﻌﺪد ‪ 6‬أﻓﺮﻳﻞ ‪.2010‬‬

‫‪ -2‬دﺣ ـ ــﻮ وﻟ ـ ــﺪ ﻗﺎﺑﻠﻴ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻷﺳ ـ ــﺲ اﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ــﻴﺔ ﳌﺸ ـ ــﺮوع اﻟﻘ ـ ــﺎﻧﻮن اﳉﺪﻳ ـ ــﺪ ﻟ ـ ــﻺدارة اﶈﻠﻴـ ـ ـﺔ‪ ،‬ﳎﻠ ـ ــﺔ اﻟﻔﻜ ـ ــﺮ اﻟﱪﳌ ـ ــﺎﱐ‬
‫اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ ﳎﻠﺲ اﻷﻣﺔ اﳉﺰاﺋﺮي‪ ،‬اﻟﻌﺪد اﻷول‪ ،‬دﻳﺴﻤﱪ ‪.2003‬‬

‫‪ -3‬ﻣﺴـ ـ ـ ــﻌﻮد ﺷ ـ ـ ـ ــﻴﻬﻮب‪ ،‬اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺎت اﳍﻴﺌ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋـ ـ ـ ــﺎت اﶈﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻔﻜ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟﱪﳌ ـ ـ ـ ــﺎﱐ اﻟﻌ ـ ـ ـ ــﺪد‬
‫اﻟﺜﺎﱐ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﺎرس ‪.2003‬‬

‫ﺛﺎﻣﻨﺎ‪:‬اﻟﻤﺬﻛﺮات‬
‫‪ -1‬إﲰﺎﻋﻴـ ـ ــﻞ ﻟﻌﺒـ ـ ــﺎدي‪ ،‬أﺛـ ـ ــﺮ اﻟﺘﻌﺪدﻳـ ـ ــﺔ اﳊﺰﺑﻴـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﺒﻠﺪﻳـ ـ ــﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋـ ـ ــﺮ‪ ،‬ﻣـ ـ ــﺬﻛﺮة ﻣﻘﺪﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻨﻴـ ـ ــﻞ ﺷـ ـ ــﻬﺎدة‬
‫اﳌﺎﺟﺴـ ــﺘﲑ ﰲ اﻟﻘـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻌـ ــﺎم ﻛﻠﻴـ ــﺔ اﳊﻘـ ــﻮق واﻟﻌﻠـ ــﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳـ ــﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺤﻤﺪ ﺧﻴﻀـ ــﺮ ﺑﺴـ ــﻜﺮة‬
‫‪ ،‬ﻗﺴﻢ اﳊﻘﻮق ‪. 2005/ 2004‬‬

‫‪ 2‬ـ ـ ـ ﺑﻮﻃﻴ ـ ــﺐ ﺑ ـ ــﻦ ﻧﺎﺻ ـ ــﺮ‪ ،‬اﻟﺮﻗﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻮﺻ ـ ــﺎﺋﻴﺔ وأﺛﺮﻫ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ا‪ ‬ـ ــﺎﻟﺲ اﻟﺸ ـ ــﻌﺒﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ــﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋ ـ ــﺮ‪ ،‬ﻣ ـ ــﺬﻛﺮة‬
‫ﻣﻘﺪﻣ ـ ـ ــﺔ ﻟﻨﻴ ـ ـ ــﻞ ﺷ ـ ـ ــﻬﺎدة اﳌﺎﺟﺴ ـ ـ ــﺘﲑ ﰲ اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم‪ ،‬ﻛﻠﻴ ـ ـ ــﺔ اﳊﻘ ـ ـ ــﻮق واﻟﻌﻠ ـ ـ ــﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌ ـ ـ ــﺔ ﻗﺎﺻ ـ ـ ــﺪي‬
‫ﻣﺮﺑﺎح ورﻗﻠﺔ‪ ،‬ﻗﺴﻢ اﳊﻘﻮق ‪. 2010/2009‬‬

‫‪83‬‬
 ‫ﺗﺎﺳﻌﺎ‪ :‬ﻣﻮاﻗﻊ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ‬
‫‪ -1‬اﻟﻨﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎر أون ﻻﻳ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ‪ ،‬ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳉﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻳﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺮس ﻣﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻛﺔ اﳌـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﻃﻦ ﰲ ﺗﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻴﲑ ﺑﻠﺪﻳﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫‪www.Annahar‬‬ ‫‪online‬‬ ‫‪.com‬‬

‫‪ -2‬ﻛﺮﳝ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻮﻋﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺎش ‪ ،‬وﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻟﺘﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺐ اﻷﻣﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ‪،‬ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺢ اﳌ ـ ـ ـ ـ ـﺮأة أﻓﻀ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻴﺔ ﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻮﱄ اﳌﻨﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺐ‬
‫‪www.Al-‬‬ ‫‪fadjr‬‬ ‫‪.com‬‬ ‫‪/‬‬

‫اﻟﻜﺘﺐ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪:‬‬
‫‪1- Abid Lakhdar, l’organisation administrative des collective‬‬
‫‪locales, OPU, Alger, sans date .‬‬

‫_‪2‬‬ ‫‪Demdoum Kamel , Le présidents des assembles‬‬ ‫‪populaire‬‬

‫‪communales‬‬ ‫‪officiers de la police judiciaire ,Editions homma‬‬
‫‪.Alger .2004‬‬

‫‪84‬‬
 ‫اﻝﻔﻬرس‬

‫ﻤﻘدﻤﺔ‪01...........................................................................‬‬

‫اﻝﻔﺼل اﻷول‪ :‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﺠزاﺌر ‪05.................................................‬‬

‫اﻝﻤﺒﺤث اﻷول‪ :‬ﻤﻔﻬوم اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪06......................................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻷول‪ :‬ﺘﻌرﻴف اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪06....................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول‪ :‬ﺘﻌرﻴف اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝدﺴﺎﺘﻴر اﻝﺠزاﺌرﻴﺔ ‪06..................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﺘﻌرﻴف اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻘواﻨﻴن اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪07............................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬إﺤداث اﻝﺒﻠدﻴﺔ و ﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ‪08.......................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول‪ :‬إﺤداث اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪08........................................................‬‬

‫‪85‬‬
 ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﺨﺼﺎﺌص اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪09....................................................‬‬

‫اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻝﺘطور اﻝﺘﺎرﻴﺨﻲ ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ‪10............................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻷول ‪ :‬ﻤرﺤﻠﺔ اﻹﺴﺘﻌﻤﺎر‪10.................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول‪ :‬اﻝﺒﻠدﻴﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ ‪10.....................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻝﺒﻠدﻴﺎت اﻝﻤﺨﺘﻠطﺔ ‪10...................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻝﺒﻠدﻴﺎت ذات اﻝﺘﺼرف اﻝﺘﺎم ‪11.......................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻤﺎ ﺒﻌد اﻹﺴﺘﻘﻼل ‪11..........................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤرﺤﻠﺔ اﻹﻨﺘﻘﺎﻝﻴﺔ ‪ 1962‬ـ ـ ‪12..........................1967‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻨون ‪13.........................................1967‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻨون ‪13...................................... 1990‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝراﺒﻊ ‪ :‬اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ظل اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠدﻴد ‪13........................... ...10/11‬‬

‫ﺨﻼﺼﺔ اﻝﻔﺼل اﻷول ‪14.............................................................‬‬

‫اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﻫﻴﺌﺘﺎ اﻝﺒﻠدﻴﺔ ٕوادارﺘﻬﺎ ‪15.............................................‬‬

‫اﻝﻤﺒﺤث اﻷول‪ :‬اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪16.............................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻷول‪ :‬ﺘﺸﻜﻴل اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪16......................................‬‬

‫‪86‬‬
‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺸروط اﻹﻨﺘﺨﺎب ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎﻝس اﻝﻤﺤﻠﻴﺔ‪17................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹﻨﺘﺨﺎﺒﻴﺔ ‪18...................................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي ‪21................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﺘﻬﻴﺌﺔ و اﻝﺘﻌﻤﻴر واﻝﺘﺠﻬﻴز‪21...............‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬إﻋداد اﻝﻤﺨططﺎت اﻝﻌﻤراﻨﻴﺔ‪22..................................................‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ ‪ :‬اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝداﺌﻤﺔ ﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﺒﻨﺎء‪24...............................................‬‬

‫ﺜﺎﻝﺜﺎ ‪ :‬ﺤﻤﺎﻴﺔ اﻝﺘراث اﻝﻌﻤراﻨﻲ واﻝﻤواﻗﻊ اﻝطﺒﻴﻌﻴﺔ‪24....................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ و اﻝﺜﻘﺎﻓﻲ ‪25..................‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻝﻤدرﺴﻲ وﻤﺎ ﻗﺒل اﻝﻤدرﺴﻲ‪25.....................‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻝرﻴﺎﻀﻲ واﻝﺜﻘﺎﻓﻲ‪26...............................‬‬

‫ﺜﺎﻝﺜﺎ ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ واﻝﺴﻴﺎﺤﻲ‪26...........................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ اﻝﻤﺠﺎل اﻝﺼﺤﻲ و اﻝﻨظﺎﻓﺔ ‪27.....................‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬دور اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺤﺎرﺒﺔ اﻝﻤﻠوﺜﺎت‪27.............................................‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬دور اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻨﺔ اﻝطرﻗﺎت‪27..............................................‬‬

‫ﺜﺎﻝﺜﺎ ‪ :‬دور اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻝﺼﺤﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ‪28............................‬‬

‫‪87‬‬
‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﻝﺠﺎن ﻝﻠﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي ‪30......................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول‪ :‬اﻝﻠﺠﺎن اﻝداﺌﻤﺔ ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ ‪30.................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻝﻠﺠﺎن اﻝﺨﺎﺼﺔ ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ ‪31...............................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬ﺴﻴر اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪32.......................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬دورات اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪32.......................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﻤداوﻻت اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪33.....................................‬‬

‫اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪35.....................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻷول ‪ :‬ﺘﻨﺼﻴب رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪35..............................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬إﻨﻬﺎء ﻤﻬﺎم رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪37...........................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻹﺴﺘﻘﺎﻝﺔ‪37............................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻝوﻓﺎة واﻹﻗﺼﺎء‪38....................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻝﺘﺨﻠﻲ ‪38.............................................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪39...........................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎﺘﻪ ﺒوﺼﻔﻪ ﻤﻤﺜﻼ ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ‪40......................................‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت رﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒوﺼﻔﻪ رﺌﻴس اﻝﻬﻴﺌﺔ اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴﺔ ﻝﻠﻤﺠﻠس‪56.................‬‬

‫‪88‬‬
‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت رﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﺒوﺼﻔﻪ ﻤﻤﺜﻼ ﻝﻠﺒﻠدﻴﺔ‪57.................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت رﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴﺔ اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي ﺒﺼﻔﺘﻪ ﻤﻤـﺜﻼ ﻝﻠدوﻝﺔ ‪59..........‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت رﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻜﻀﺎﺒط ﻝﻠﺤﺎﻝﺔ اﻝﻤدﻨﻴﺔ ‪59...............................‬‬

‫ﺜﺎﻨﻴﺎ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي ﻜﻀﺎﺒط إداري‪62.......................‬‬

‫ﺜﺎﻝﺜﺎ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت رﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ﻜﻀﺎﺒط ﻝﻠﺸرطﺔ اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ‪64...........................‬‬

‫راﺒﻌﺎ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت أﺨرى ﻤﺘﻨوﻋﺔ ﻝرﺌﻴس اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪66.....................................‬‬

‫اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻝث‪ :‬إدارة اﻝﺒﻠدﻴﺔ ‪46......................................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻷول‪ :‬اﻷﻤﻴن اﻝﻌﺎم‪46........................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول‪ :‬ﺘﻌﻴﻴن اﻷﻤﻴن اﻝﻌﺎم‪46....................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﺼﻼﺤﻴﺎت اﻷﻤﻴن اﻝﻌﺎم‪47...............................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻝﻤﻨدوﺒﻴﺎت أو اﻝﻤﻠﺤﻘﺎت اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪48....................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول‪ :‬ﺘﺤدﻴد اﻝﻤﻨوﺒﻴﺔ اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪48.................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻝﻤﻨدوب اﻝﺒﻠدي‪49......................................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث‪ :‬أرﺸﻴف اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪49.....................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول‪ :‬اﻝوﺜﺎﺌق اﻝﺘﻲ ﺘوﻀﻊ ﻓﻲ أرﺸﻴف اﻝوﻻﻴﺔ ﺒﻘرار ﻤن اﻝواﻝﻲ‪49..................‬‬

‫‪89‬‬
 ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻝوﺜﺎﺌق اﻝﺘﻲ ﺘوﻀﻊ ﻓﻲ أرﺸﻴف اﻝوﻻﻴﺔ ﺒﻘرار ﻤن رﺌﻴس اﻝﻤﺠﻠش اﻝﺸﻌﺒﻲ‬

‫اﻝﺒﻠدي‪50........................................................... ...............‬‬

‫ﺨﻼﺼﺔ اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ‪51.............................................................‬‬

‫اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﺒﻠدﻴﺔ‪52...................... .........................‬‬

‫اﻝﻤﺒﺤث اﻷول‪ :‬اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪53.................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻷول‪ :‬اﻝﺤل‪53..............................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول‪ :‬أﺴﺒﺎب اﻝﺤل‪53..........................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻝﺠﻬﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﺎﻝﺤل‪54...............................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻹﻴﻘﺎف‪55............................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول‪ :‬ﺸروط اﻹﻴﻘﺎف‪55.......................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬آﺜﺎر اﻹﻴﻘﺎف‪56.........................................................‬‬

‫اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻀﺎء اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪57.........................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻷول‪ :‬اﻝﺘوﻗﻴف‪57............................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول‪ :‬ﻤن ﺤﻴث اﻝﺴﺒب واﻹﺨﺘﺼﺎص‪58........................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬ﻤن ﺤﻴث اﻝﻤﺤل‪59......................................................‬‬

‫‪90‬‬
‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬ﻤن ﺤﻴث اﻝﺸﻜل وﻹﺠراءات‪59..........................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻹﻗﺎﻝﺔ ‪60...........................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول‪ :‬اﻹﻗﺎﻝﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﻘدﻴم ‪60......................................08/90‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻹﻗﺎﻝﺔ ﻓﻲ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺠدﻴد‪60......................................10/11‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻹﻗﺼﺎء‪62..........................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻤن ﺤﻴث اﻝﺴﺒب واﻹﺨﺘﺼﺎص ‪62......................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬ﻤن ﺤﻴث اﻝﻤﺤل ‪63....................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬ﻤن ﺤﻴث اﻝﺸﻜل واﻹﺠراءات‪63.........................................‬‬

‫اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻤﺎل اﻝﻤﺠﻠس اﻝﺸﻌﺒﻲ اﻝﺒﻠدي‪64.........................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻝﻤﺼﺎدﻗﺔ‪64.........................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻝﻤﺼﺎدﻗﺔ اﻝﻀﻤﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤداوﻻت اﻝﻤﺠﻠس‪65.............................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻝﻤﺼﺎدﻗﺔ اﻝﺼرﻴﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﻤداوﻻت اﻝﻤﺠﻠس ‪65..........................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻨﻲ ‪ :‬اﻹﻝﻐﺎء أو اﻝﺒطﻼن‪66...............................................‬‬

‫اﻝﻤطﻠب اﻝﺜﺎﻝث ‪ :‬اﻝﺤﻠول ‪67..........................................................‬‬

‫اﻝﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻝﺤﻠول اﻹداري‪68......................................................‬‬

‫‪91‬‬
69...................................................... ‫ اﻝﺤﻠول اﻝﻤﺎﻝﻲ‬: ‫اﻝﻔرع اﻝﺜﺎﻨﻲ‬

71.............................................................‫ﺨﻼﺼﺔ اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻝث‬

72...........................................................................‫اﻝﺨﺎﺘﻤﺔ‬

75.................................................................... ‫ﻗﺎﺌﻤﺔ اﻝﻤراﺠﻊ‬

81......................................................................... ‫اﻝﻔﻬرس‬

:‫ﻣﻠﺨﺺ اﻟﻤﺬﻛﺮة‬

.‫ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم‬،‫ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬،‫ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ‬،‫ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ‬،‫ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‬‫ رﺋﻴﺲ ا‬،‫ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‬‫ ا‬،‫ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬:‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ‬

‫ﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﺎﻧﻮن‬ ‫وﻧﻈﺮا ﻟﻠﺪور اﳍﺎم ﻻذي ﺗﻠﻌﺒﻪ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﻧﻈﻤﻬﺎ اﳌﺸﺮع اﳉﺰاﺋﺮي ﰲ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ‬، ‫ وﻣﻜﺎن ﳌﺸﺎرﻛﺔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﰲ اﻟﺸﺆون اﶈﻠﻴﺔ‬، ‫ﺗﻌﺪ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ أﺳﺎس ﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ‬
‫ وإدارة‬، ‫ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‬‫ وﻫﻴﺌﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻳﺮﺋﺴﻬﺎ رﺋﻴﺲ ا‬، ‫ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‬‫وﺗﺘﻮﻓﺮ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﺪاوﻻت ﻫﻲ ا‬. 10/11 ‫ إﱃ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﳊﺎﱄ‬24/ 67 ‫اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ‬
. ‫ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‬‫ﻳﻨﺸﻄﻬﺎ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﲢﺖ ﺳﻠﻄﺔ رﺋﻴﺲ ا‬

، ‫ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي ﻋﺪة ﺻﻼﺣﻴﺎت‬‫ وﺧﻮل أﻳﻀﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ ا‬.‫ إﻻ أﻧﻪ ﱂ ﳛﺪدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳊﺼﺮ‬، ‫ ﺧﻮل اﳌﺸﺮع ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ ﺻﻼﺣﻴﺎت واﺳﻌﺔ‬، ‫وﲝﻜﻢ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ اﳌﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﳌﻮاﻃﻨﲔ‬
‫ﻠﺲ اﻟﺸﻌﱯ اﻟﺒﻠﺪي‬‫ وذﻟﻚ ﺑﺒﺴﻂ رﻗﺎﺑﺘﻪ ﻋﻠﻰ ا‬،‫إﻻ أﻧﻪ ﻗﻴﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻼﺣﻴﺎت ﺑﺈﺧﻀﺎﻋﻬﺎ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻮﺻﺎﺋﻴﺔ‬.‫ﻓﺘﺎرة ﺑﻮﺻﻔﻪ ﳑﺜﻼ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺔ و ﺗﺎرة أﺧﺮى ﺑﻮﺻﻔﻪ ﳑﺜﻼ ﻟﻠﺪوﻟﺔ‬
.‫ ﰒ إﱃ أﻋﻤﺎﻟﻪ‬، ‫ وﻋﻠﻰ أﻋﻀﺎﺋﻪ‬، ‫ﻛﻬﻴﺌﺔ‬

Summary :

Key Words : The municipality – The municipal laws – The Municipality head- The Communal popular
Assembly – Control – Secretary general – Decentralization.

The municipality is the core of the decentralization and an instrument that combine people to organize their
local issues The municipality consists of deliberation staff, The Municipal Popular Council, “APC” which is a
executive branch presided by The municipal popular council head and an administration headed by the general
secretary of the municipality under the responsibility of the municipal popular council head.Due to the direct
contact of the community with the municipality, the Algerian legislator gives it broad jurisdictions

The municipal popular council is given a lot of jurisdictions either as a representative of the municipality or as a
representative of the state as.These jurisdictions are restricted by submitting them to the tutorship authority by
virtue of the law in supervising the APC and can dissolute it , upon its members as well as upon the agenda of
the APC through certificating or substituting the municipal popular council.

Résumé :

92
 Les mots clés :la mairie. Assemblé populaire communale – lois communale – Le président de l’APC
Le control – Secritaire générale - la décentralisation.

L’assemblé populaire communal est une source importante de la décentralisation, elle représente une
espace idéale pour la participation des citoyens des citoyens dans la gestion des affaires locales.

Vu le rôle primordiale que joue la commun, le législateur algérien a organisé cette assemblé dans des
décrets relatives depuis la loi de la commune de 67/24 jusqu’au la présente 11/10.

La commune se compose de d’un corps de délibération qui est L’assemblé populaire communale, elle est un
corps exécutif présidé par le maire ; et une administration activée par le secrétaire générale sous le pouvoir
du maire.

Vu sa relation directe avec les citoyens, le législateur a aussi offert au maire des autorités qui ne sont pas
vraiment fixés mais justement mentionnés.

Il est aussi offert d’autres pouvoirs en tant comme un représentant de la commune et de l’état.

Ces pouvoirs sont contrôlés par le pouvoir tutelle représenté par Le Wali par la force de la loi, ces pouvoirs
peuvent être : de contrôler L’APC et le résoudre s’il ya lieu et aussi les contrôler aussi membres qui peuvent
être arrêtés, exclus et même sur l’or

93