. . .ها هو ذا استرافدسكي يقود للجنوب حتى تأتيه أفكار تحرير روحه السجينة .يدور دوائر فظن وصوله قريب ال محالة سأل يوما إن كان لكل منطق دليل ولكل دليل تأكيد ،كان جوابه :أفي السوق خيار؟ ! ُ عاد ليقود الطريق ،شك قريبه المتسائل في ما قد يطرأ لعقل استفرادسكي لكن جواب األخير كان راجحا وحكيما، فالسوق ال يحتوي إال على بياع الخضار والخيار في كل مكان ،ذاك أن الدليل والمنطق ال يختفيان ،وظاهران للعيان، .رغم أن الجل يقتني المغشوش والفاسد ،والباقي بين متذاكي وفهيم راستي يجلس القرفصاء ويستمع لحكايات أبيه عما عاناه استفرادسكي من وحشية النظام وجهل من حوله ،تبنى العزيمة وهاجر إلى ألمانيا ،ادعى الرهبنة والتطبب ليقيس عقول الناس هناك ،انبهر لما اكتشفه فيهم من ترددات اعتباطية في الحياة اآلدمية .راستي ظل فاتحا فاهه يوازن ما يسمعه بما يتخيله ،فهو في عقله الصغير ،يظهر له !! استفرادسكي شابا يافعا ،كفارس إن أمكن لكن قطع أوتار مخيلته أباه حين قام بوصف استفرادسكي بالعجوز األعمى دهش راستي بالوصف المقيت ،لكن استبدل مقته بحبه وإعجابه حين بلغه أباه بحكمة الحكماء فقال" :ال الشباب ببدن ميت ،وما الشجاعة والعزيمة إال بصفتي الحكيم فالشاب المندفع لن يكتسبهما ،أما الرزين فتكبر معه إلى عجزه ،صحيح "....أن استفرادسكي عجوز أعمى ،لكن حمل صفتي الكمال إلى كبره فازداد بذلك حكمة واتعاظ