Vous êtes sur la page 1sur 1

‫حديث عن األعمى‬

‫!! راستي‪ ،‬إلى هنا‬


‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬ها هو ذا استرافدسكي يقود للجنوب حتى تأتيه أفكار تحرير روحه السجينة‪ .‬يدور دوائر فظن وصوله قريب ال محالة‬
‫سأل يوما إن كان لكل منطق دليل ولكل دليل تأكيد‪ ،‬كان جوابه ‪ :‬أفي السوق خيار؟‬
‫! ُ‬
‫عاد ليقود الطريق‪ ،‬شك قريبه المتسائل في ما قد يطرأ لعقل استفرادسكي لكن جواب األخير كان راجحا وحكيما‪،‬‬
‫فالسوق ال يحتوي إال على بياع الخضار والخيار في كل مكان‪ ،‬ذاك أن الدليل والمنطق ال يختفيان‪ ،‬وظاهران للعيان‪،‬‬
‫‪.‬رغم أن الجل يقتني المغشوش والفاسد‪ ،‬والباقي بين متذاكي وفهيم‬
‫راستي يجلس القرفصاء ويستمع لحكايات أبيه عما عاناه استفرادسكي من وحشية النظام وجهل من حوله‪ ،‬تبنى‬
‫العزيمة وهاجر إلى ألمانيا‪ ،‬ادعى الرهبنة والتطبب ليقيس عقول الناس هناك‪ ،‬انبهر لما اكتشفه فيهم من ترددات‬
‫اعتباطية في الحياة اآلدمية‪ .‬راستي ظل فاتحا فاهه يوازن ما يسمعه بما يتخيله‪ ،‬فهو في عقله الصغير‪ ،‬يظهر له‬
‫!! استفرادسكي شابا يافعا‪ ،‬كفارس إن أمكن لكن قطع أوتار مخيلته أباه حين قام بوصف استفرادسكي بالعجوز األعمى‬
‫دهش راستي بالوصف المقيت‪ ،‬لكن استبدل مقته بحبه وإعجابه حين بلغه أباه بحكمة الحكماء فقال‪" :‬ال الشباب ببدن‬
‫ميت‪ ،‬وما الشجاعة والعزيمة إال بصفتي الحكيم فالشاب المندفع لن يكتسبهما‪ ،‬أما الرزين فتكبر معه إلى عجزه‪ ،‬صحيح‬
‫‪"....‬أن استفرادسكي عجوز أعمى‪ ،‬لكن حمل صفتي الكمال إلى كبره فازداد بذلك حكمة واتعاظ‬

Vous aimerez peut-être aussi