Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
صدر مؤخ رار عن المجمع التوناسي للعلوم والداب والفناون ببيت الحكمة
مولنا جُلل الدينأ الرومي ..قطب منأ أقطاب التتصوف السلمي ،إليه يتنسب الطريقة المولوية،
إوانأ كانأ الرومي ليس صاحب طريقة بعينها ،إذ الرومي إنسانأ كونيي ،يتجُاوز كل الطرق والبناءات
المذهبية والدينية ،وكذلك العراق ،فأهو إنأ تنازعه أهل إيرانأ والفأغانأ باعتبار أصله البلخي ،ولسانأ
ديوانه ومثنويه الفارسي ،أو التراك باعتبار مقامه فأي )قونية( أو العرب باعتباره إرثثا إسلمييا ق أر
القرآنأ وتأتمل القرب كما نصحه والده ،أو بتنزيل عبارة إقبال فأي سيرته عليه :ق أر القرآنأ كأنه يأنزل
.عليه
لماذا لم يفتسر مولنا جُلل الدينأ الرومي القرآنأ الكريم ويخصه بكتاب كما فأعل أهل الذواق
والعرفأانأ؟
لنأ القرآنأ الكريم حاض ثار مع مولنا فأي كل ما كتب وفأعل ،فأحياته كانت قرآنا متجُسثدا لحثما ودثما،
تذتكرك محبته وعشقه بسورة يوسف ،وحكمته بلقمانأ واجُتماعه بشمس تبريزي باجُتماع موسى
والخضر ،وتحطيمه لصورة الشيخ النظامي الذي يجُلس فأي الرواق يلقي مواعظه على تلميذه ويكرر
عليهم الوامر بقصة إبراهيم مع قومه ،تذكرك هجُرته إلى الشام وبحثه عنأ شمسه الذي أنتجُه وحققه
بسورة الضحى ،تذكرك كلماته بسورة النشراح ..وما منأ كلمة كتبها مولنا إلت وأثر القرآنأ فأيها
ظاهثرا ،لذلك إنأ أردت أنأ تق أر تأويلث وقصة حياة متجُددة لنسانأ ل تبلى فأاق أر مولنا وكنأ معه حتى
.تصل إلى منأ كابد الشوق معه
ييقتدم الديوانأ العربي لمولنا جُلل الدينأ الرومي رئيس المجُمع التونسي للعلوم والداب والفنونأ ببيت
الحكمة عبد الوهاب بوحديبة يمبدثيا سعادته ،وشاك ثار منأ قام بالعمل عليه ،ومنأ وتفأر جُزثءا منأ
ل وروحانية يصاحب جُمال وروحانية الكلمة النورانية،
المنمنمات الفارسية التي زادت الكتاب جُما ث
.التي أشرقت على صفحاته ،التي تجُاوزت المائتينأ صحيفة
ييصتدر يمعتد الكتاب )البشير قهواجُي( الكتاب بمجُموعة منأ المصادر والمراجُع الفارسية :كليات شمس
تبريزي والمثنوي المعنوي ،ومقالت شمس تبريزي ،ومعارف بهاء الدينأ ولد ،وولد نامه لسلطانأ ولد،
ومناقب العارفأينأ للفألكي ،ويزيد فأي ختام الديوانأ مراجُع أخرى تحت عنوانأ جُامع :بيبلوغرافأيا
مختصرة ،يذكر فأيها علوة على ما سبق )فأيه ما فأيه( لمولنا ،والمجُالس السبعة ،ومكتوبات ،ويسرد
قائمة منأ المراجُع الفرنسية والنجُليزية التي يألفت عنأ مولنا ،بعد أنأ يذكر تراجُم أعمال مولنا فأي
.اللغتينأ النجُليزية والفرنسية
صمحيمح
ت ححمسرةث حعلى الحفهمم ال ص
!يم م
،يبدأ قهواجُي الديوانأ العربي بمقدمة متميزة ،يروي فأيها موجُ ثاز لسيرة مولنا ،الهجُرة منأ بلخ مفتتحه
بلخ )= منأ أعمال أفأغانستانأ( تلك البلدة التي تشترفأت بميلد مولنا فأيها ،كما تشترفأت بوجُود أولياء
أكابر فأيها منأ قبل ،كإبراهيم بنأ أدهم الصوفأي الشهير الذي ترك الشهرة والمارة وسار فأي طريق ال
متجُرثدا مؤمثنا بأنه )ما صدق ال منأ أحب الشهرة( وعازثما عزثما وحقيقة على أنأ ييدفأنأ حتى يتحقق
له الميلد ،كذلك شهدت هذه البلدة ميلد نجُم جُديد ينشر على الناس فأوائح الجُمال وفأواتح الجُلل،
ييعلنأ تجُربته على المل دونأ مخافأة منأ سلطانأ أو فأقيه ،يسيح فأي الرض طلثبا للطريق وغايته ال
صنمع ال شيثئا إل ورأى ال
وتحقيق إنسانه ،هو نجُم التدينأ اليكبرى صانع الولياء ،الذي ما رأى منأ ي
.فأيه
كانأ مولنا الرومي منأ بيت نبالة وفأقه وتقوى وأدب ،فأهو ابنأ لواد كانأ ييعامل منأ مقحبمل السلطينأ على
.أنه أهل سلطة دينية وروحية
وقبل أنأ ينتقل مولنا إلى جُوار محبوبه العلى أوصى بدعوة برهانأ الدينأ محقق ترمذي ليكونأ عوثنا
لمولنا فأي رحلته الروحية ،وكما كانأ يعرف والده كماله فأي تحصيل المعارف الشرعية والعلوم
الظاهرية ،حتدثّ برهانأ محقق مولنا عنأ ذلك ،لكنه أراد لمولنا أنأ يفوز باللوزة ...كنأ كالفراشة،
طهر ،واترك القوة ،وكنأ عاكثفا على الضراعة ،فأإنأ
واهجُم على النار ،ول تتجُاوز هذا المر،والعب ب ي
.الرحمة تنص ر
ب علىالمتضرع أيها الفقير
قضى مولنا جُلل الدينأ الرومي سنوات فأي الشام تلبية لطلب شيخه الجُديد ،ومات مولنا قبل أنأ
يموت ،على يستنة الدراويش ،حتى أرادت العناية اللهية أنأ يرى العالم فأتثحا جُديثدا ،فأأرسلت إليه
.شمس تبريزي ،ليشعل نار العشق فأي قلبه ،وليبعثّ البركانأ الذي لنأ يسكنأ بعد
,لكنأ يجُب أل ننسى أنأ الشمعة تساعدنا على النتقال منأ منأ مكانأ الى آخر فأي الظلم
! إواذا نسينا إلى أينأ نحنأ ذاهبونأ ,وركزنا على الشمعة ,فأما النفع فأي ذلك ؟
فأتح شمس تبريزي باثبا على ما ل ينتهي أمام مولنا الذي ترك حلقة الفأتاء واعتزال المريدينأ وترك
درس القال لتحيا روحه ويولد إنسانه بالعشق صحبة السماع ،وليجُعل كل أيامنا أعياد ميلد وبعثّ
.متجُدد
تشارك الشمس والقمر وجُوثدا استثنائثيا ل يدركه الخرونأ ،يحكونأ عنه ،يقرأونه ،يؤيدونه ،ينكرونه،
وما هم ببالغيه ....هما فأي سماع كوني ،يأخذهما إلى جُذور النسانأ السماوية ،كل المدارات
!والكواكب أمامهما تتلشى ،الزمانأ يرتفع ،الكلمات تتضاءل عنأ التعبير ،النفاس سرمدية
أنا جُوعانأ فأأطعمني ..قال حسام الدينأ لمولنا .عطشانأ فأاسقني لكنأ مولنا رأى أنأ الطعام الذي عنه
ل تقوى أسنانأ مريده أو غيره على مضغه ول تستطيع معدة احتوائه ،ما لدى مولنا منأ طعام إذا قيتدم
!"يكثير بعده قول" :زتملوني ...دتثروني
صا منأ جُنسي ،لكي أجُعله مقبلةث وأتوتجُه إليه ،فأقد ملل ي
ت منأ نفسي .كنت أطلب شخ ث
لم تفهم الصغار علقة المتحققينأ ،وانتابتهم مشاعر الغيرة والضعف ،فأنسجُوا على الباب خيوط الوهم
كي يمنعوا الشمس منأ الشراق ،طار "الطيار" الذي ما قنع يوثما بالرقود فأي كهف "التباع" يقولونأ:
ظم شمس تبريزي بعد أنأ غاب ،يقولونأ":مات" المهم أنأ الشمس فأارقت صحبة القمر ،رحل سيدنا المع ت
ل :إذا أصبح المريد كاملث فأل يضيره أنأ يبتعد
أقتر لمولنا بالكمال وستلى على قلبه قبل الرتحال قائ ث
! عنأ شيخه
فأي الصورة تبدد الشمل ،لكنأ الثمرة قد نضجُت وأزهرت شجُرة الروح ،غتنى الرومي ورقص ،ستجُل
التباع حديثّ القمر ،رويت قصة العشق الكامل ،يأعلنأ ميلد النسانأ الكوني ،بكت الرض
.والسماء
ت إلى الصباح
بكى وبكي ي
ي
ب مفتوبح بينأ يد ت
كانأ هناك دائثما كتا ب
لكنأ الح ص
ب منحني ناقوثسا
ومع ذلك أخذت قربة مولنا بينأ سنة لقائه مع شمس 1244م وسنة وفأاته 1273م حوالي سبعينأ
ألف بيت منأ الشعر يجُمعت فأي كليات شمس تبريزي ،والمثنوي حوالي 26000بيت .رغم أنأ مولنا
شكا منأ الشعر لنه يقتيده ويحتد منأ انطلقه عنأ التعبير عما يريد؛ وشكا أنأ قومه يمتهنونأ الشعر،
ظا يؤتلف عنأ الزهد ويشرح علوم الدينأ فأحسب
.وشكا أنهم يريدونه واع ث
وترى آنأ ماري شيمل أنأ هذه المعاناة عاناها كل العارفأينأ منأ مسلمينأ وغير مسلمينأ ،ووجُدوا حتلها
فأي الصمت ..الصمت هو الطريق الوحيد للحديثّ مع ال! وهم أنفسهم الذينأ قدموا الموسوعات
!الشعرية والنثرية ،يتحدثونأ وفأجُأة يأمرونأ أنفسهم بالصمت
ل:
لمة سيد حسينأ نصر رحمه ال فأي تقدمته لكتاب العشق والسلم على نظم مولنا قائ ث
ويعتلق الع ت
ي ،إنما كتبه حكيبم وصل إلى أعلى مستوى منأ الكمال البشري ،وحقق أعلى درجُة
المثنوي عمبل بشر ي
صمنأ المعرفأة الحكيمة ومنأ ثتم يقدر على تأليف عمل يعكس الكثير منأ الخصائص المميزة للن ص
اليمقتدس ،الذي جُاء المثنوي تعليثقا متعمثقا عليه ،والذي ييضاهي إلى ح د معينأ كلمة ال تركيثبا! أطلق
عبد الرحمنأ الجُامي على المثنوي "القرانأ باللسانأ البهلوي-الفارسي" إوانأ المثنوي فأي أعمق معانيه
ص المقتدس للسلم
.هو تعليق على الن ت
يفأتنأ البشير قهواجُي بالشعار العربية لمولنا جُلل الدينأ الرومي بعد قراءته لديوانأ كليات شمس
لمة بديع الزمانأ فأروزانڤر ،الذي قضى شطر حياته الكبر محقثقا وشرثحا ومعترثفأا
تبريزي ،بتحقيق الع ت
.بمولنا وأعماله
جُمع قهوجُي القصائد العربية فأي الغزليات وقتدم لها ،وجُمع الرباعيات وقتدم لها ،وكذلك الترجُيعات،
طعات واللمعات ،وقتسمها على النحو التالي:احتوت كتليات شمس تبريزي على
:وكذلك المق ت
ل-
ل ،منها بالعربية تسع وثمانونأ غز ث
غزليات :وعددها ثلثة آلف ومائتانأ وتسعة وعشرونأ غز ث
.وخمس ومائة منأ اللمعات ،منها أربع وأربعونأ منأ المقطعات
ترجُيعات :وهي قصائد مطتولة عددها أربع وأربعونأ مع مقطع أخير ،بعنوانأ مستدركات ،منها-
.خمس مقطعات قصيرة جُيدا بالعربية ،تترواح بينأ البيت الواحد والمصراع
.رباعيات :وعددها ألف وتسعمائة وثلثة وثمانونأ رباعثيا ،منها ثمانية عشرة بالعربية-
لماذا نظم مولنا الرومي شع ثار بالعربية على الرغم منأ أنأ العربية لم تكنأ لغته الساسية؟
الشيء الذي يلفت النظر هو أتنأ مولنا كانأ عاشقاث للقرآنأ الكريم والحاديثّ النبوتية ،يتضح ذلك منأ
مكانة اليات القرآنتية والحاديثّ النبوتية فأي آثاره .فأظهور الشعار العربتية لدى شاعر إسلمي
كما أنأ مولنا عاش لفترة طويلة فأي الشام ،فأمنأ الطبيعي أنأ تؤتثر هذه البيئة عليه وعلى مشاعره ،وأنأ
.توجُد فأيه الرغبة فأي أنأ يتحتدثّ مع الناس بلغتهم ،وينقل إليهم آراءه وأفأكاره الدينتية والعلمتية
ورغم ذلك فأإنأ منأ يق أر المثنوي وديوانأ مولنا ،ثتم يقارنأ بينأ أشعاره بالفارستية والعربتية يرى المستوى
.الرفأيع فأي شعره فأارسي ،ول يلقى مثل هذا المستوى شعره العربتي
:منأ أشعار مولنا العربتية
يأقتييلوني أيقييتلوني يا ثمقــات إتنأ فأـي حقتلي حياةث فأـي ححي ــاة
أريها العش ي
ق أتيها المعيشــومق
ت
ق الذي سبقـ م
أتيهـا التسـاب ي
ب وابيذمل المعرو م
ف ياستـمر العي ح
الشمس المنتصرة )دراسة آثار مولنا جُلل الدينأ( .آنأ ماري شيمل ,ترجُمة د .عيسى علي -
.العاكوب .ط مؤسسة الطباعة والنشر لو ازرة الثقافأة السلمية بإيرانأ
العشق والسلم :المثنوي تفسير جُديد -سيد جُاهرمانأ صفافأي؛ تقديم سيد حسينأ نصر؛ ترجُمة -
.مصطفى محمود؛ مراجُعة طارق أبو الحسنأ ،نشرة القاهرة
.العرفأانأ الصوفأي عند جُلل الدينأ الرومي فأرح ناز رفأعت جُو ط دار الهادي بيروت -
.فأيه ما فأيه لمولنا جُلل الدينأ الرومي ترجُمة العاكوب نشرة سوريا-
.مثنوي مولنا جُلل الدينأ الرومي ترجُمة إبراهيم الدسوقي شتا ،نشرة مصر-
منأ بلخ إلى قونية ،بديع الزمانأ فأروزانڤر ،سيرة حياة مولنا جُلل الدينأ الرومي ،ترجُمة عيسى -
.علي العاكوب ،نشرة سوريا