Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
ممخص الدراسة
ىذه القراءة –وىي تصنف في النقد الثقافي -تتناول سمطة المغة ،وقيودىا ،وكيف تعامل معيا
الطيب صالح ،وما ىي أساليبو في كسر ىذا السمطة ،والتمرد عمييا؛ في سبيل ايصال رسالتو عبر
نصوص رواياتو .ومن ثم أقف عند تأويل ىذه النصوص؛ استنادا إلى مرجعية ثقافية ،يحكميا سياق
المفردات ،والتراكيب ،لكشف أثر الكاتب في اليوية السودانية ،ومناقشة المسكوت عنو؛ ذلك "ألن
النسيج المغوي يعكس االنتماء المعرفي ،والحضاري لممؤلف ،وألن العالمة المغوية ـ مفردة ،أو جممة،
أو نص ـ تحيل إلى ثقافة ،والى حضارة ،والى مجتمع والى ىوية.
وذلك باستخدام ىيكل يحتوي عمى مقدمة ،ومطمبين؛ المطمب األول في المصطمح ،والمطمب
الثاني :آليات الطيب صالح األسموبية لمخروج من أسر المغة .وباعتماد منيج لغوي سيميائي يستدعي
مصطمحات البالغة العربية الى ساحة النقد الثقافي بوصفيا آليات أسموبية تخدم غرض الكاتب والناقد
في آن؛ ىي آلية التشبيو ،وآلية المجاز ،وآلية الكناية ،وآلية التراسل ،وآلية التقديم والتأخير ،وآلية
الحذف والذكر والتكرار .ثم خاتمة وتوصيات.
25
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
مـقدمة
المغة مادة النص األدبي التي يستند إلييا في وظيفتو التعبيرية ،التي يتعامل فييا مع
مضامين ،ومعاني الكالم ،ودالالت التركيب ،حسب السياق الخاضع لرسالة الكاتب؛ المحكوم بقانون
المغة التي تدفع الكاتب أحيانا إلى التعامل معيا بطريقة تفرض أسموبو ،وتكسر سمطة المغة المفروضة
عميو ،باستخدام آليات التعبير ،واألساليب المغوية؛ من تشبيو ،ومجاز ،وكناية ،وتراسل ،وتقديم
وتأخير ،حذف وذكر وتكرار ....الخ.
سوف أتناول سمطة المغة ،وقيودىا ،وكيف تعامل معيا الطيب صالح ،وما ىي أساليبو في
كسر ىذا السمطة ،والتمرد عمييا؛ في سبيل ايصال رسالتو عبر نصوص رواياتو .ومن ثم أقف عند
تأويل ىذه النصوص؛ استنادا إلى مرجعية ثقافية ،يحكميا سياق المفردات ،والتراكيب ،ولكشف أثر
الكاتب في اليوية السودانية ،ومناقشة المسكوت عنو؛ ذلك "ألن النسيج المغوي يعكس االنتماء
المعرفي ،والحضاري لممؤلف ،وألن العالمة المغوية ـ مفردة ،أو جممة ،أو نص ـ تحيل إلى ثقافة،
والى حضارة ،والى مجتمع والى ىوية"(ٔ).
26
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
سمطة المغة :يقول روالن بارت" :ال نستطيع الفكاك من أسر المغة"(ٗ) .ويعني قوانينيا ٔ.
المألوفة من حيث تركيب الجممة ،ووضع المفردات فييا ،والتذكير ،والتأنيث ،واإلفراد ،والجمع،
وأنواع الضمائر ،وغير ذلك من أنظمة المغة التي ىي قيود ـ في نظره ـ تحكم النصوص ،ودالالتيا،
وتحد من قدرة المؤلف في التعبير عن مراده .فالمغة إذن ال تمكننا من تبميغ أفكارنا كما نريد"(٘).
والمغة والثقافة ضابطان يؤطران الفرد ،ويمنحانو ىوية جماعية؛ حالما يستعمل الفرد تمك المغة
الخاصة بالجماعة( ،)ٙوالجماعة ستعترف بالفرد باعتباره عضوا كامال فييا عبر المغة ،والثقافة؛ فيو
(،)ٚ
فيو مأسور ليذه يخضع لقانون مقابل الحصول عمى اعتراف بيويتو التي تطابق ىوية القانون
السمطة الثقافية ،والمغوية ،ومحكوم وجوده بيا في التعبير عن نفسو ،وفي تواصمو مع اآلخرين.
تأسيسا عمى ذلك فإن سمطة المغة ىي القانون الذي يجبر الكاتب ،والمتمقي ـ عمى السواء ـ عمى
الخضوع لو ،والتقيد بو في التعبير ،وفي فيم مدولوالت النص ،ومن ثم تأويميا .ذلك ألن "المغة
بوصفيا نظاما رمزيا ال تمد الفرد بالمعاني ،وانما تمده بالنظام الذي يعد الوسيمة المعينة عمى التعبير
عن المعاني وفيميا ..وال حيمة لممتكمم إزاء تمك القوانين ،فيو مجبر عمى العمل بيا"( .)ٛوىذا ما
أكده بارت بان اإلنسان خاضع لسيطرة سمطة المغة ،وخاضع لمعناىا الداللي ،أسير لمفيوم محدد
لمكممة ،أو الجممة ،أو الصورة ،أو العالمة المغوية ،مادام ينتمي لجماعة لغوية ذات مرجعية ثقافية،
وىوية ال تكتسب إال باالنتماء إلى قانونيا .وليذا ال يجد الكاتب مف ار من التمرد عمى ىذه القيود،
لمتعامل مع الخيال األدبي بفرض أسموب يعطي مشروعية لوجوده ككاتب من خالل لغتو ىو؛
المعتمدة عمى أساليب المغة نفسيا ،ليؤسس لمصداقية أفكاره وأنساقيا.
التأويل :وضع معجم المصطمحات األدبية ثالثة معان لمكممة (تأويل)( :)ٜالتأويل تفسير ما ٕ.
في نص ما من غموض بحيث يبدو واضحا جميا ،ذا داللة يدركيا كل الناس .وىو أيضا :اعطاء
معنى معين لنص ما ،كما ىي الحال في استنباط المغزى من قصة أو قصيدة رمزية مثال .وىو
أيضا :إعطاء معنى ،أو داللة لحدث ،أو قول ال يبدو فيو ىذه الداللة ألول وىمة ،ويكون في
التأويالت السياسية.
27
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
فيو إما تفسير معنى بغية توضيحو ،واما استنباط مضمون ،أو اضافة معنى مدفون بين ثنايا
الكالم .وجميعيا شغل عمى المغة ،والنصوص يقوم بو المتمقي؛ الناقد والقارئ ،في سبيل التواصل مع
النص عبر رسالتو المرجوة .فالتأويل "نشاط فكري ولغوي يتعمق بالترجمة والتفسير ...ىو النظر فيما
تؤول إليو األشياء ،أي صيرورتيا ،والقيم الوجودية ،والمعرفية ،والجماعية التي يمكن أن تتصف بيا
(ٓٔ)
وذلك بأخذ المعنى عمى غير معنى الكممات؛ بتجاوز الظاىر إلى الخفي لدى مآليا إلى أمر ما".
باالعتماد عمى قدرة المتمقي المغوية ،والثقافية.
التأويل :ىو طريقة في التعامل مع النصوص مباشرة من خالل المغة ،تيدف إلى فيميا، ٖ.
والكشف عما وراء ىذه النصوص ،مما لم يصرح بو الكاتب ،ولكنو في ثنايا نصو .ويعتمد عمى قدرة
المتمقي في التعامل مع النص استنادا إلى معرفة وثقافة "-إذا اردت تأويل نص ،فعميك أن تحترم
خمفيتو الثقافية ،والمسانية"(ٔٔ) -تفتح طريقا نحو النص بما يخدم بقية القراء" .فالتأويل ترميم
واصالح ،واعادة تجميع المعنى"(ٕٔ).
السياق" :ىو مجرى الكالم وتسمسمو ،أو اتصال بعضو ببعض"(ٖٔ) ،والكالم –ىنا -ىو ٗ.
التركيب؛ (المفردات ،والجمل ،والنص) ،فالمفردة داخل الجممة ليا معنى مكتسب من ىذا الوضع
استنادا إلى ما قبميا وما بعدىا ،والجممة نفسيا تكون في سياق النص؛ المغوي ،أو غير لغوي الذي
يعتمد عمى ما حول النص؛ من ظروف خارجية تفرض نفسيا عميو(ٗٔ).
والداللة بيذا ىي وليدة سياقات لغوية ،أو نفسية ،أو فكرية ،ألنو من الصعب أن يدرس التركيب
بعيدا عن داللتو التي يحكميا السياق الذي يفتح النص عمى الثقافة؛ بوصفيا مرجعية لمتواصل بين
الكاتب ،والمتمقي من خالل لغة ىي عالمة اليوية األولى .والسياق –بيذا -أداة الزمة لمفيم
والتأويل(٘ٔ) ،ألنو "يرشد إلى تبيين الجمل ،وتعيين المحتمل ،والقطع بعدم احتمال غير المراد،
وتخصيص العام ،وتقييد المطمق ،وتنوع الداللة ،وىذا من أعظم القرائن الدالة عمى مراد المتكمم"(.)ٔٙ
وىذا شغل النقد الثقافي الذي يتجو الى "كشف وسائل الثقافة في تمرير انساقيا ،وىذه االنساق
الثقافية؛ أنساق تاريخية ازلية وراسخة وليا الغمبة دائما ،وعالمتيا ىي اندفاع الجميور الى استيالك
المنتوج الثقافي المنطوي عمى ىذا النوع من االنساق"(.)ٔٚ
الطيب صالح؟ :اسمو الكامل؛ الطيب محمد صالح أحمد .ولد عام ( ٖٔٗٛىـ ـ ٜٕٜٔم) ٘.
كول بالقرب من قرية دبة الفقراء؛ وىي إحدى قرى قبيمة
في إقميم مروي شمال السودان بقرية َك ْرَم ْ
الركابية التي ينتسب إلييا )ٔٛ(.توفي في يوم األربعاء ٔٛفبراير عام ٕٜٓٓفي لندن .شيع جثمانو
28
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
يوم الجمعة ٕٓ فبراير في السودان ،حيث حضر مراسم العزاء عدد كبير من الشخصيات البارزة،
()ٜٔ
والكتاب العرب.
رواياته :كتب الطيب صالح العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثالثين لغة .ٙ
وىي" :نخمة عمى الجدول ٖٜ٘ٔم" ،و"عرس الزين ٜٗٔٙم" و"موسم اليجرة إلى الشمال ٜٔٙٙم"
و"منسى :إنسان نادر عمى طريقتو"(ٕٔ) .وتعتبر روايتو (ٕٓ)
و"ضو البيت ٕٜٔٚم" و "مريودٖٜٔٚم"
"موسم اليجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم .وقد حصمت عمى العديد من
الجوائز .وقد نشرت ألول مرة في أواخر الستينات من القرن العشرين في بيروت ،وتم تتويجو
ك"عبقري األدب العربي" .في عام ٕٔٓٓم تم االعتراف بكتابو من قبل األكاديمية العربية في
دمشق ،عمى أنو صاحب "الرواية العربية األفضل في القرن العشرين.
في فبراير من العام ٕٔٔٓم تم اإلعالن عن جائزة الطيب صالح العالمية لإلبداع الكتابي،
تقدي ار لمدور الكبير الذي قام بو في الثقافة العربية(ٕٕ) .وطبعت أعمالو في كتاب من منشورات مركز
عبد الكريم ميرغني الثقافي ٕٓٔٓم بعنوان( :الطيب صالح األعمال الكاممة ـ الروايات والقصص).
في ٕٔ٘ صفحة .وىو الكتاب الذي سوف نعتمد عميو في ىذه القراءة.
يعول
عندما أتحدث عن سمطة النص ،والتأويل ،والسياق؛ اتحدث عن المغة بوصفيا نظاماّ ،
عمى ثقافة ىي المجتمع ،وليذا فيي تؤدي وظيفتيا التواصمية من خالل ىذه الثنائية" ،ومن ىذه الزاوية
ال يمكن حصر الداللة في المنطوق الممفوظ وحده ،كما ال يمكن حصرىا في داللة الفحوى ،بل البد
(ٖٕ)
وأتحدث عن آليات أسموبية أن تتسع لتشمل دائرة الصمت ،والمسكوت عنو في بنية الخطاب".
يستخدميا الكاتب لمخروج من أسر المغة ،وتتيح لو مساحة لمتعبير أكبر ،وتعين المتمقي في كشف
خبايا النص من خالل التأويل.
آلية التشبيه:
يستخدم الكاتب التشبيو ليصور الواقع عمى طريقتو ،ويعيد ترتيبو ،وفقا لرؤيتو .ويستطيع
المتمقى أن يفيم الرسالة من خالل خمفيتو الثقافية ،وسياق التركيب ،مؤوال الدالالت الممكنة ،ونابشا
29
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
المسكوت عنو من خالل العبارة/الصورة ،التي ىي مألوفة في الثقافة العربية" :الحاجبان ىالالن"،
"ريشة في ميب الريح"" ،العالم رقعة شطرنج"" ،النيل أفعى"" ،الحسرة أشواك"" ،محجوب مثل الصخرة"،
"مثل الذباب يحط عمى شيء عفن"" ،فار مثل القدر"" ،محجوب مثل النمر"" ،أنيار الدم"" ،قطب
الرحى"" ،مثل بكاء الناقة عمى الفصيل"" ،مثل انقشاع الغمامة" " ،يمم مثل االعصار"" ،كالبحر
المتالطم"(ٕٗ).
ومع أن ىذه التشبييات مألوفة ،فإن الكاتب يترك بصمتو في تعابيره وتصاويره ،حين
يستخدم ىذه التشبييات في سياقات خاصة تكسبيا دالالت جديدة ،تفسح المجال لممتمقي لتأويل
التركيب الجديد" :حاجباه متباعدان يقومان أىمة فوق عينيو"موسم .ٖٛ/تعبير ورد في سياق وصف
شخصية مصطفى سعيد –بطل الرواية -وسياق التركيب يفرض مفردتين؛ (متباعدان ،وأىمة) يضيفان
داللة عمى المعنى المعجمي؛ ىي داللة السياق ،حيث يفيم أن جبية مصطفى سعيد عريضة من
خالل ىذه الصورة ،وىي من سمات الذكاء عند عمماء النفس" ،الجبية العريضة ،الكبيرة والعالية يمتاز
صاحب ىذه الجبية بذكائو وقدراتو الذىنية؛ (التفكير ،الفيم والحكم عمى األشياء) ،وكذلك فإن ىذه
الجبية تميز صاحبيا بالحس العممي"(ٕ٘).
ولم يصرح الكاتب بذلك فقط اكتفى بالصورة العالمة التي أفادت ىذا المعنى .و(أىمة) جمع
ىالل ،لمداللة عمى الكثرة ،وىنا الكثافة ،كثافة الشعر فوق العينين ،عمى جبية عرضة ،تعطي العينين
ىيبة وتبرزىما؛ (فوق عينيو)" ،الحاجبان الكثيفان ينبئان بالحيوية الجنسية ،والقدرة عمى التحكم في
األشياء"( .)ٕٙوىو بمعايير الثقافة وسيم طالما ارتبط باليالل ،الذي يخبئ داللة دينية تمنح بعض
الييبة والوقار.
"كان محجوب أعمقيم وأنضجيم ،كان مثل الصخرة المدفونة تحت الرمل تصطدم بيا إذا
عمقت في حفرك"الزين .ٕٖٓ/تشبيو مألوف القوة بالصخرة ،ولكن سياق الجممة يفرض دالالت أخرى
ليا عالقة بثقافة المتمقي ،تعينو عمى تأويل مراد الكاتب وحركة النص في إنتاج المعنى ،ويفيم من
عبارة أعمقيم أنو مميء باألسرار ،كاتم ليا ،وحريص عمييا تصطدم بو إذا حاولت كشفيا ،فيو بئر
أسرار البمد ،ال يبوح ،وال يصرح .ثم داللة الرمل في سياق الحفر تدل عمى السيولة ،فمحجوب سيل
يتواصل معك ،ولكنو يكمن لك حيث محرم معرفة ما يخبئ –وىنا -ربما رسالة تربوية أراد الكاتب أن
30
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
يتركيا بصمة في ثقافة السودان ؛ أن كن مرنا سيال ،ولكن صمدا قويا في دواخمك ،منفتحا لمثقافات
حولك ،محتفظا بإرادتك ،وثقافتك ،متواصال مع اآلخرين ،واقفا مع نفسك مقيما.
وبجانب التشبييات المألوفة ،فإن الكاتب يبتكر تشبيياتو؛ معتمدا عمى ثقافتو في صور
مشحونة بالدالالت" ،وفي أعمالو تشبييات وعبارات واصفة مستمدة من التراث الشعبي السوداني ،أو
نسجت عمى منوال ذلك التراث في التعبير"(" :)ٕٚعقمي أسنان محراث"" ،كأنني قربة منفوخة"" ،أنا مثل
تمساح عجوز سقطت أسنانو"" ،مسبحة كقوارس الساقية"" ،النيد طبنجة" " ،ما بين أفخاذىا صحن
مكفي"" ،كأنيا دوالب الساقية"" ،ريانة كعود قصب السكر" " ،الدم حناء"" ،ذراعاه ذراعا قرد"" ،مثل
كمبة فقدت جراءىا"" ،شعره شجرة سيال"" ،إمام الجامع ضريح"" ،الزين صاري مركب"" ،الميل يمحو
البمد محوك الطباشير من السبورة" " ،شطة نار اهلل الموقدة"" ،نيد طالع زي ثمرة الاللوب"" ،كأنو نخمة
إلى جانب دومة"" ،مثل السمكة في الماء"(.)ٕٛ
"كأنني قربة منفوخة"؛ جممة/صورة ،ىي عالمة عمى ثقافة سودانية تؤشر إلى الخواء عمى
الرغم من ظاىر االمتالء ،وعدم القدرة عمى الفعل ،فقط مظير ،وادعاء ،لكن الكاتب وضعيا في
سياق حديث مصطفى سعيد عن نفسو ،وىو يغادر القاىرة متجيا إلى لندن" :كنت في الخامسة عشر
يظنني من يراني في العشرين ،متماسكا عمى نفسي كأنني قربة منفوخة"موسم .٘ٗ/وىي -ىنا-
عالمة تدل عمى غير ظاىرىا؛ خادعة ،ولكن عبارة متماسكا تفيد معنى اإلصرار ،والقدرة عمى
الخداع ،وبقوة ،وثمة دالالت مستمدة من ثقافة سودانية؛ ىي أن التعبير يدل عمى الضعف ،عمى
الرغم من صورة القوة واالمتالء ،وليس الضعف وحده .وانما إيضا عدم القدرة عمى الصمود أمام
المحكاة ،مجرد ثقب صغير يخرج كل اليواء ،فعمى الرغم من مظير القوة ،فيو يتوفر عمى ضعف
ميمول .ولعل ذلك بالضبط مصطفى سعيد.
"النيد كأنو طبنجة"موسم .ٜٗ/تشبيو ورد في سياق قصة يخبر فييا ود الريس جد الراوي أنو
اختطف بنتا ،وىو يصفيا ،وضمن ىذه الصفات ىذا التشبيو .وىو تشبيو مستمد من الثقافة السودانية،
حيث يشبو النيد بالمدفع .ولكن سياق الجممة يؤمن داللة الخطر( ،عمى رأي من يقول ال تمعب
بالنار) ،ولكن في الثقافة السودانية يعني أن النيد لم يرضع بعد فيو قوي في مممسو ،وفي استوائو،
ومقدمتو مدببة متجية إلى األمام مباشرة ،مثمما يصوب السالح /الطبنجة .وىي سمة جمال .ولعل
31
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
الكاتب شبو النيد بالطبنجة ليحذر من ىذا الفعل ،ويجد الحل" :ابنك ىذا شيطان رجيم ،واذا لم نجد لو
زوجة في ىذا النيار ،أفسد البمد ،وسبب لنا فضايح ال أول ليا ،وال آخر ،وفعال عقدوا لي في نفس
اليوم عمى بنت عمي" موسم.ٜ٘/
"كأنو نخمة إلى جانب شجرة دوم"منسي .ٔٙ/ولما كانت النخمة معروفة بأنيا شجرة وال شيء
غير ذلك ،فان الكاتب اضطر الى ادخال مفردة (شجرة) في المشبو بو (الدوم) ،النيا غير معروفة في
الد ْوِم وىو
الثقافة العربية ،وتحتاج الى الرجوع الى المعجم ،جاء في المسان( ،مادة دوم) :ىي واحدة َّ
وخوص مثل ليف النخل .وليذا كفى الكاتب يف ُالم ْق َل ،ولو لِ ٌ ِ َّ
ضخام الشجر ،يشبو النخل إال أنو ُيثْمر ُ
المتمقي مؤونة البحث ،ووفرالمعني بإضافتيا إلى شجرة .وىي مفردة عالمة عمى ثقافة سودانية ،ألنيم
يعرفونيا ويأكمونيا .وىو يشبو حال منسي بجانب النساء الالئي أحببنو وأحبين .في مفارقة؛ الطول،
واالعتدال والرشاقة واألنفة ،مقابل قصر القامة ،والتقعر ،والترىل ،واالنكسار .وفي الثقافة السودانية:
"شن جاب لي جاب" .والمساحة مفتوحة لممتمقي ألنو يؤول النص من خالل مميزات النخمة ،وثمارىا،
وأصميا ،وكونيا مذكورة في القرآن ،بجانب الدومة .مما يدعم أن" الصورة البالغية عالمة بالغة
التركيب ،وتستدعي جيدا ثقافيا ،عمى عكس العالمات العادية"(.)ٕٜ
فبراعة التشبيو تَتَ َمثَّل في قدرتو عمـى إيقاع االئتالف بين األشياء المختمفة ،مع وجود مشابية
ليا أصل في العقل ،بيد أنيا خفية ال يستطيع أن يصل إلييا إال الميَرة في الفنون ،ومن كان عميق
اإلحساس والذوق ،وال ييمل دور االنفعاالت والمشاعر اإلنسانية في قيمة التشبيو ،في مبادلة لألدوار
بين الكاتب ،والمتمقي ،وتكامل في بناء نص يحمل رسالة ،وقيمة فنية(ٖٓ).
آلية المجاز:
يخضع الكاتب لسمطة المغة في تركيب جممو ،ولكنو يتجاوز قيودىا باحتيالو عمى التركيب،
وفرض طريقة أسموبية توفر معان جديدة ،ودالالت تستجيب لقيد المغة ،وتوصل أفكاره ،ومشاعره إلى
المتمقي عن طريق صياغات جديدة؛ في تراكيب جديدة ،يحكميا سياق جديد عبر المجاز ،بوصفو آلية
أسموبية تكسر جمود المغة ،وتيبيا حياة ،وتعطي الكاتب خيارات جديدة لمعان ،ومضامين جديدة؛
32
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
دالالت عبر سياق تحكمو القرينة التي تربطو بالمتمقي ،المستند إلى ثقافتو في محاورة النص ،وكشف
مدلوالتو وتأويمة.
المجاز "ىو إسناد المفظ إلى غير ما ىو لو ،لعالقة ،مع قرينة مانعة من إرداة المعنى
الحقيقي"(ٖٔ) .فيو يستجيب لنظام المغة الضابط ،وسمطتيا في التركيب ،ولكنو يؤمن طريقة لدالالت
جديدة عبر ىذه اآللية األسموبية" :طغى الضعف"موسم" .ٗٓ/جرى السؤال"موسم" .ٗٓ/دفن
قامتو"موسم" .ٗٗ/القمر مقمم األظافر"موسم" .ٚٛالبحر شرير"موسم" .ٙٚ/مات الغضب"الزين.ٔٛٔ/
"تنفس النيل الصعداء"الزين" .ٜٔٓ/كانت البمد مشغولة بو عنيم"الزين" .ٕٕ٘/الميل يجمع
أطراف"ضو" .ٕ٘ٙ/يبس الضحك"ضو" .ٕٚٛ/القمر يبتسم"ضو" .ٕٜٛ/حامال يأسو"مريود.ٖٙٔ/
"يصطاد شعاع الشمس"مريود" .ٖٕٙ/النير يصرخ"مريود" .ٖٚٗ/النير يعوي"مريود" .ٖٚ٘/وجيو
يتكسر بضحك طفولي"منسي" .ٔٙ/األخطاء تشرئب بأعناقيا"منسي" .ٕٛ/يرفرف السالم
(ٕٖ)
بأجنحتو"منسي.ٚٚ/
"دفن قامتو" .مجاز مرسل عالقتو الكمية ،وىي جممة وردت في سياق يصف فيو الكاتب
مصطفى سعيد ،وىو يجمس بعد أن دعاه محجوب إلى شراب بإلحاح ،وبعد الكأس الرابعة؛ سكر،
ودفن قامتو في المقعد .وىو تركيب سميم من ناحية المغة ،لكنو مستحيل من ناحية المعنى؛ إذ كيف
يدفن ىو قامتو ،وفي المقعد .والصور مقبولة ثقافيا ودالليا ،عن طريق المجاز؛ تجاوز المعني الحقيقي
لمتركيب .فيو جمس عمى عجيزتو ،وليس بكل جسمو .ومفردة (دفن) توحي بدالالت كثيرة؛ أىميا
الغياب ،والسكر غياب عن الوعي .والصورة في سياقيا تعبر عن عادة متأصمة؛ ىي مجالس الخمر،
والدعوة ليا ،وفييا تكريم لممدعو .ويفيم أن شرب الخمر في جماعة غير مأمون الجانب؛ حال غياب
الشخص عن الوعي ،فمربما تكمم بأشياء ،ما كان سيتكمم بيا في صحوه .مثل مصطفى سعيد الذي
أنشد شع ار إنجميزيا دفع الراوي إلى استجوابو.
"القمر مقمم األظافر" ،وصف القمر بصفات كائن حي لو أظافر .كان ذلك في سياق يتذكر
فيو الراوي -وىو في رحمة من الخرطوم إلى األبيض بالقطار -مصطفى سعيد وكيف أنو –الراوي-
خرج من غرفة مصطفى متأخرا ،وقد دنا الصبح ،وكان القمر في قامة الرجل وقد تخيل أنو مقمم
ثالث ِ
آخر َّ
الش ْي ِر ،أو األظافر .ووصفو بأنو ماحق ،والماحق في القاموس المحيط :وال ُ َّ
ُ محاقُ ،مثَمثَةًُ :
33
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
ِ
الشمس فَ َم َحقَتْو"(ٖٖ). آخ ِره ،أو أن َي ْستَتَِّر القَ َم ُر فال ُي َرى ُغ ْد َوةً وال َع ِشَّيةًُ ،س ِّم َي ألَنو طَمَ َع مع
يال من ِ
لَ ٍ
وفي ذلك داللة عمى قرب النياية؛ نياية فك تالطسم السر الذي كان يخفيو مصطفى سعيد ،وفيو
داللة عمى الحيرة مكتسبة من األظافر المقممة .وىي استعارة أسند فييا الخبر إلى غير مبتدئو ،تعبر
عن واقع خيالي جديد؛ ىي قيمة االستعارة الفنية(ٖٗ).
"يبس الضحك"؛ أسند الفعل إلى غير فاعمو ،فالضحك ال ييبس ،وانما ىذه صفة الشيء
السائل ،الماء ونحوه .وىي جممة وردت في سياق يصف فيو ود حميمة ود مفتاح الخزنية ،وودرحمة
اهلل بعدما كانا في صف مختار ،وىو يضرب الصبية بسوطو ،أصبحوا في صفو ىو ،وبين الموقفين
ساد صمت يعبر عن دىشة الناس من جراءة ودحميمة في التصدي لمختار ،ومنازلتو ،وىو الضعيف
البنية .ومؤدى الداللة أنو بعد أن كانا يضحكان في استمتاع بالموقف ،إذ األمر ينقمب في داللة عمى
التجمد ،واليباس ،يبس الضحك داللة عمى الصمت المطبق ،وىو صمت لم يكن دفعة واحدة ،وانما
رويدا رويدا ،بدأ يتالشى الضحك ،مثمما الماء ال يبس دفعة واحدة بفعل ح اررة الجو –وىنا ح اررة
الموقف -كمما مرة يثبت فييا ودحميمة قدرتو ،يغور الضحك في حمقي الشامتين ،إلى أن ييبس تماما.
في تصوير يعتمد عمى صورة البيئة التي تمتين الزراعة ،وتعرف كيف ييبس الماء ،وما داللة ذلك.
"حامال يأسو" ىذا اليأس المحمول كأنو شيء ُي َح ُّس بثقمو ،حممو محيميد ،وىو يتأمل حياتو،
وما آلت أليو ،وقد شاخ مثمما شاخت النخمة ،وىو اليأس التام من الحياة ،والقدرة عمى التواصل
والعطاء" :ىنا ىب واقفا بعزم وأعضاؤه بعضيا يأخذ بتالبيب بعض ،األلم في قمبو أعظم كثي ار من
األلم في مفاصمو ،وظيره ،وساقيو ...حامال يأسو صوب النير"ضو .ٖٙٔ/النير رمز الحياة الخاد،
النير رمز المعاصرة والمجايمة الدائم ،ومحل شكوى الميموم ،والمغموب عمو يجد سموى.
"يرفرف السالم بجناحيو"منسي .ٚٚ/السالم طائر يرفرف فوق رؤوس الناس ،تركيب سميم
لغويا ،مؤداه فكرة خيالية تعيد تشكيل الواقع ،ورسمو حسب نظرة الكاتب ،وحسب ثقافة المتمقي.
الرفيف داللة عمى الرقة ،واليدوء .والتركيب داللة عمى الحياة اآلمنة المطمئنة في فضاء الناس ،حيث
السالم عصفور يرفرف في أمان ،وقد طابت لو الحياة ،وأمن شر النسور .وىي دعوة إلى السالم.
جممة استعارة مكنية ،واالستعارة خمق عالم بديل من خالل المغة.
34
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
وعمى الرغم من القيمة األسموبية لمتشبيو والممجاز في كسر سمطة المغة ،وتقديم دالالت
جديدة ،فإن نظام المغة يظل محفوظا؛ حاض ار ومقيدا ،فيو يفترض القرينة ضابطا في سياق الكالم،
تؤمن المعنى المحدد في المجاز ،ويفرض وجو الشبو في طرفي التشبيو ،عمى الرغم من مساحة التمرد
المتاحة في التركيب ،فقد استغميا الطيب صالح أحسن استغالل في وصف شخصياتو ،وفي التعبير
عن أفكاره ،وتغميفيا عبر نصوص رواياتو.
آلية الكناية:
وىي لفظ أطمق وأريد بو الزم معناه ،مع جواز إرادة المعنى الحقيقي(ٖ٘) .من التعريف
نكتشف قدرة الكناية عمى الخروج عن سمطة المغة ،بفتح المعنى عمى كل االحتماالت" :يسارع بذ ارعو
وقدحو في األفراح واألتراح"موسم" .ٖٛبنت شفة"موسم" .ٕٙ/كنت أطوي ضموعي عمى ىذه القرية
"ضحكوا برىة عمى حافة الصغيرة"موسمٖ" .ٚبضاعتك مثل عمقة األصبع"موسمٕٓٔ
القبر"موسمٖٓٔ" .العالم في طفولة ال تنيي"موسم" .ٔٓ٘/تجمس عمى سمتو ميابة"موسم.ٔٗٚ/
"مستودع األسرار"الزين" .ٔٙٚ/كان الخبر في فم كل واحد"الزين" .ٔٚ٘/عاش عمى حافة الحياة".
الزين" .ٔٛٙ/ترعاه عيونيم"الزين" .ٕٕٗ/عيني مختار الضيقتين تتساعان بإجالل"ضو" .ٕٙٚ/ندت
جبيتو بالعرق"ضو" .ٕٜٚ/طويمة رموش العينين"مريود" .ٖٜٖ/في فميا مشتار عسل"مريود.ٖٜٖ/
()ٖٙ
تغطس وتقمع"مريود" .ٗٓٙقمب الدار رأسا عمى عقب"منسي" .ٜٔ/إنني أخو سفر"منسي.ٖٔٓ/
"كنت أطوي ضموعي عمى ىذه القرية الصغيرة"موسم .ٖٚ/كناية عن صفة الشوق واالرتباط
باألرض ،وليذا وضعيا حيث القمب ،في مكان آمن محاط بالضموع .ومؤدى الداللة أنو يخاف عمى
ىذه القرية بقدر حبو ليا .ىي شيء منو.
والجممة في سياقيا توحي بأنو لم يقم فييا زمنا طويال ،فكان يمم بيا في أوقات معينة ،وليذا
فكأنو ىنا يدافع عن ارتباطو بيا ،يرد تيمة االنتماء لغيرىا .ويبث رسالة لممتمقي يوضح فييا فمسفتو؛
حسيا ،وانما قد يكون معنويا ،بل بالفعل معنوي ،فيو عمى
ىي أن االرتباط بالمكان ليس بالضرورة ّ
الرغم من أنو لم يعش بينيم دائما عمى الحقيقة ،ولكنو يعيش معيم دائما ،بل ىم نبضو الذي يعيش
بو" .إنني من ىنا .أليست ىذه حقيقية كافية؟ لقد عشت معيم ،لكنني عشت معيم عمى السطح .ال
35
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
أحبيم وال أكرىيم .كنت أطوي ضموعي عمى ىذه القرية الصغيرة ،أراىا بعين خيالي أينما التفت.
أحيانا في اشير الصيف في لندن إثر ىطمة مطر ،كنت أشم رائحتيا"...موسم .ٖٚ/ىكذا يعبر السياق
عن ىذه المعاني .ناقال الواقع إلى خيال محض ،وفكرة تعيشيا في كل لحظات حياتك .وىو يقدم
معنى جديدا لالنتماء ،وربما لميوية بمعنى االنتماء إلى المكان .فالمكان ىنا معنى ،وليس وجود
حسي.
"ضحكوا برىة عمى حافة القبر"موسمٖٓٔ .كناية عن صفة ىي دنو األجل( .الموت)،.
يعبر فييا الكاتب عن كيف يقير الناس في بمده الموت ،ويتحدونو .والنص في سياق يصف فيو
انفض سامرىم" :ونظرت إلييم ثالث شيوخ وامرأة شيخة’ ،ضحكوا برىة
ّ الراوي جده ،وأصحابو عندما
عمى حافة القبر"موسم .ٖٔٓ/مؤدى الداللة ىي فكرة الحياة نفسيا ،ودعوة ألن تعيشيا ما دمت عمى
قيدىا .فجد الراوي شجرة سيال تقير الموت.موسم .ٜٗ/وودالريس يرشو الموت بالزواج.موسم.ٔٓٙ/
ودالالت أخرى يفيدىا التركيب؛ تدل عمى عمق العالقات بين الناس ،في دعوة إلى الصداقة الحقيقية
ألجل اإلنسان .ألنيا وحدىا التي تدوم .وفي سياق آخر استخدم الكاتب" :عاش عمى حافة
الحياة"الزين .ٔٛٙ/وىو يصف موسى األعرج بأنو منبوذ ،ميمش ،بسبب عاىتو ،وىذا ما يرفضو
يقر فيو بحياتو ،ولكنيا حياة عمى الحافة ،حيث
الكاتب ،ويمرر موقفو من خالل ىذا التعبير ،الذي ّ
السقوط محتمل في أية لحظة ،وال سند اجتماعي يقويو ،ويمنحو القدرة عمى الحياة في العمق ،وىو
حق لكل انسان .في دعوة لمتكافل االجتماعي ،واعتراف بحقوق ذوعي الحاجات الخاصة.
ّ
36
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
"تغطس وتقمع"مريود .ٗٓٙ/كناية عن الغرق ،وتدل عمى قوة التمسك بالحياة في سياقيا الذي
يحاول فيو الغريق النجاة بمقاومة الماء ،وىي دعوة إلى التمسك باألمل والكفاح في سبيل تحقيقو.
"إنني أخو سفر"منسي .ٖٔٓ/يتحدث الراوي عن نفسو ،ووصفيا بأنو أخو سفر؛ كناية عن
نسبة ىي الترحال الدائم .وىي كناية مألوفة .ولكن الكاتب وضعيا في سياق تشعر فيو بالتعاطف
معو ،عمى الرغم من خبرتو ،فيو يحس بالوحدة ويحتاج لممتمقي أن يمنحو األمان ،وربما ىي استغاثة،
فيو لم يأخذ لمبرد عدتو ،وىو يشعر بالوحشو ،وقد ذىب بعيدا ىذه المرة عن بيتو.
يستخدم الطب صالح الكناية ،مستفيدا من قيمتيا البالغية ،في موارة ما يريد قولو مباشرة،
ويعطي ما يمزم من المعنى ،خاصة عندما يتحدث عن الجنس ،ووصف األعضاء الجنسية" :مستوع
األسرار"موسم .ٔٙٚ/وىو مكان العفة من المرأة (الفرج) .كناية عن موصوف عف عن ذكره في ىذا
السياق ".وينزلق نظري عمى السطح األممس إلى أن يستقر ىناك في مستوع األسرار ،حيث يولد
الخير والشر" .وفييا مراعاة لمثقافة وتأدب مع المتمقي الذي يوجو إليو الكاتب رسالتو" .بضاعتك مثل
عمقة األصبع"موسم .ٕٔٓ/يقصد الذكر ،وىي عبارة عمى لسان بت مجذوب ،فكأن البد أن تكني
عنو ،وىي تحادث رجال؛ ودالريس" :كان عنده شيء مثل الوتد حين يدخمو في أحشائي ال أجد أرضا
تسعني"موسم" .ٜٙ/وأغرس وتدي في قمة الجبل"موسم" .ٙٙ/أقبميا في منابع االحساس"موسم...ٜٙ
الخ.
ومع ذك فإن الكاتب يناقش المسائل الجنسية المسكوت ،عنيا ألنو ال مفر من مناقشتيا،
وىو يقرر أنيا جزء من الحياة ،ومادمنا نعيش الحياة فمنعيشيا كما ىي ،بكل تفاصيميا ،والحرج في
ذلك ،ثم ما ما توفره المغة يمنحنا القدرة عمى تجاوز الداللة المباشرة ،التي قد توقع التناقض في ثقافة
الناس في عالقتيم بالدين ،أو بالتقاليد االجتماعية" .ما خرج الطيب صالح عن الطريقة العربية
وسننيا ،وكان استخدامو لمرفث منسبكا مع روح الرواية ،ونزعتيا اإلنسانية الرحبة ،بل لعل جرأة
الطيب في تناوليا تميط الزيف الذي ران عمى الطريقة العربية ،أو باألحرى التقميد األدبي والتعبيري.
يعيد القوم إلى سنة ألفتيا ثقافتيم ،ومحمدة متجانسة مع سنن الحياة .النفاق األوربي يعبر عن تخمف
في خوفو من التعامل المباشر عمى مستوى التعبير المغوي مع ظاىرة إنسانية ال حرج في مالمستيا
بالقول الواضح ،وكذلك المزايدة المستحدثة التي ال يعصميا عمم وال حكمة"(.)ٖٚ
37
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
آلية التراسل:
ىو أن تصف مدركات حاسة من الحواس بصفات مدركات الحواس األخرى .فتعطي
المسموعات ألواناً ،وتصير المشمومات أنغاماً ،وتصبح المرئيات عطرا(.)ٖٛ
فالتراسل –بيذا المفيوم -يسيم في إثارة أكثر من إحساس في وقت واحد ،مما يدفع المتمقي
إلى التفاعل مع النص ،وتسميط أضواءه الكاشفة عميو أكثر من مرة ،وبأكثر من تقنية قرائية ،نظ اًر لما
يممكو النص من قدرات عمى التأثير واإلمتاع ،ونظ اًر لغرابة التراسل وانعدام مألوفيتو في ذىن المتمقي،
وىو نوع من المجاز لو خصوصيتو في تبادل الحواس ىذه.
وقد استخدمو الطيب صالح في رواياتو بكثرة ،جعمت محمد البدوي يصف رواية مريود بانيا
كميا قائمة عمى تراسل الحواس" :الرواية كميا نموذج لتراسل الحواس"(".)ٖٜالضعف سال مع
الشراب"موسم" .ٖٗ/االصوات ليا وقع نظيف في اذني"موسم" ..٘٘/صوتيا مشرشر االطراف كورقة
الذرة"موسم" .ٔٓٛ/فجاءة سمعت صوت جدي يطفو فوق الماء"مريود" ٖٙٛ/غناء كأنو غاللة من
الحرير انتشرت بين الضفتين"مريودٕ" .ٖٚشيق ضو المصابيح عمى حافة القبر"مريود٘ٓٗ" .بركة
ضو"مريود" .ٗٓٙ/لكنني اذكر ظالما رىيفا وضوءا ينسكب عمى وجيي من عينييا شربت منو حتى
بمغ مني الظمأ غايتو"مريود.ٗٓٙ/
وبذلك فإن التراسل يعطي الفرصة في استثمار حاستين أو أكثر من خالل ذكر حاسة
ومعنى ألنو يعني ضمناً نقل مفردات حاسة إلى أخرى ،وبذلك واحدة ،مما يثري المغة وينمييا لفظاً
ً
تتنوع أساليب التعبير عن الحاسة الواحدة ،ويفتك الكاتب من محدودية التعبير ،وأسر المغة ،وسمطتيا.
ويمنح المتمقي مساحة لمتأويل.
38
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
يستطيع الكاتب أن يستخدم آلية التقديم والتأخير األسموبية في التحايل عمى سمطة المغة
المقيدة ،ليعبر عن أفكاره لما فييا من خيارات متعددة في ترتيب الكممات؛ حسب سياق الجممة،
ومؤدى الداللة" .إن الرتبة غير المحفوظة تجعل عناصر الجممة أكثر حرية في الحركة داخل التركيب
المغوي ...إن الكممات المختمفة التركيب يكون ليا معنى مختمف ،وان المعاني المختمفة يكون ليا
تأثيرات مختمفة"(ٔٗ).
وقد استخدم الطيب صالح ىذه اآللية األسموبية في رواياتو"( :العفو ،ىكذا قمت"موسم،ٖٜ/
"قرية مغمورة الذكر"موسم" ،ٜٓ/في قاعة المحكمة الكبرى ،في لندن ،جمست أسابيع استمع"موسم،ٜ٘/
"وأنا أشرب قيوة الصبح جاءني ودالريس"موسم" .ٕٔٔ/بدا من بعيد صبي ييرول الىث النفس
"الزين" ،ٖٔٚ/كل ما استطاع عممو أعمامو"الزين" ،ٕٓٚ/وفي ليمة من ليالي رمضان مات البدوي
عمى مصالتو "الزين" .ٕٓٙ/كان جميل الوجو ،حسن الصورة ،متناسق األعضاء"ضو" ،ٖٜٚ/عبد
الحفيظ كان أكثرىم تسامحا"ضو" ،ٖٙٓ/القوانين اهلل يطرى زمان القوانين"ضو " ،ٕٚٛ/نيد مريم
يضغط عمى صدره"مريود" ٖٙٓ/خير الزاد أنا"مريود" .ٗٓٛ/في مثل ىذا الوقت من العام الماضي
توفى رجل"منسي" ،ٜ/قبل أن تتوقف صمتي بو ...ازرني"منسي" ،ٕٔ/كان في منسي خصمتان
(ٕٗ)
حميدتان"منسي.ٕٔ/
القيمة الدالية لمتقديم والتأخير يحميا السياق ،فحين يقدم المفعول بو (العفو) في سياق يمدح
فيو المخاطب ،فإن الداللة ىي التواضع ،عمى الرغم من أن المخاطب مزىوا بنفسو" :والحق يقال،
كنت تمك األيام مزىوا بنفسي ،حسن الظن بيا"موسم .ٖٜ/وتركيب الجممة يفرض -حسب قانون
النحو -أن يتقدم الفعل عمى الفاعل ،ثم يميو المفعول بو( ،قمت العفو) ،ولما قدم الكاتب كممة العفو،
فإنو أراد أن يشير إلى ما في داللة ىذه المفردة/العالمة من قيم السالم ،والتسامح ،واالطمئنان،
والتواضع ،وىي عالمة ىوية لشعب السودان في الواقع ،ثم يعقّب الكاتب بجممة "كنت مزىوا" ليؤكد
عمو قيمة التواضع ،وىي رسالة ربما أراد أن يؤكدىا بتقديم المفعول بو (العفو) في سياق يمدح فيو،
ويولييا عناية خاصة؛ يميزىا بيذا التقديم ،اكتسبتيا من ىذه اآللية األسموبية.
والكاتب يكثر من تقديم الصفة عى الموصوف ،وىي –بالغيا -تدل عمى االىتمام بالمقدم؛
الصفة ،يتم إبرازىا ألىميتيا ،وألنو يريد من خالل ذلك أن يمرر أفكاره ،ورسالتو إلى المتمقي" .القرية
39
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
مغمورة الذكر" ىذه القرية ذكرىا مغمور ،إمعانا من الكاتب في إبراز صفة أنيا (مغمورة) ،ليدل عمى
تجاىميا .جاء ذلك في سياق جولة مصطفى سعيد في العالم األول المشيور" :باريس ،وكوبنياجن،
ودليي ،وبانكوك" ،والقيمة الداللية تعكس المفارقة ،وىذا مؤدى الكالم ،وكأن ذلك حمم ،من
السماء/العمو ،إلى األرض/األسفل .في مقابل التحضر والتخمف .والكاتب بيذه المفارقة يبطن سؤال:
ما لذي جاء بك إلى ىذه القرية التي ال تشبيك ،والعالمة؛ كثرة الشكوك في مجيء مصطفى سعيد
إلى القرية ،ومن ثم تدفع لإلجابة عن حمول بمشاركة المتمقي.
وىرولة الصبي تقتضي أن يميث نفسو؛ والصورة ىي االنتباه لحركة الصدر في صعوده
وىبوطة مع كل نفس ،لذلك لم يقل نفسو الىث ىو يركز عمى الميث ،فقدمو ،وىو تقديم الصفة عمى
الموصوف .والداللة ىي أن الطريفي ظل يركض زمنا .وتقديم المفعول بو (عممو) عمى فاعمو
(أعمامو) ،فيو تركيز عمى العمل ،وىو تخميص نصيب أم سيف الدين ،وأخواتو من قبضتو .وىو
عالمة تؤشر إلى ضعف النساء ،أو ىكذا رؤية المجتمع لين ،وتشير إلى ضعف األعمام أمام سطوة
سيف الدين ،فوضع يده عمى أموال أبيو .يناقش الكاتب مسألة الميراث ،وتربية األبناء ،ومعايير
الصالح ،والفساد .وىي من المسكوت عنو في المجتمع ،ألن الناس غالبا ما يقدمون العواطف في
مثل ىذه المواقف.
"كان جميل الوجو ،حسن الصوت ،متناسق األعضاء" ضو ،ٖٜٚ/قدم الصفة عمى
الموصوف أيضا في سياق وصف بالل رواس مراكب القدرة صاحب الصوت الجميل ":نزل من
السماء"ضو .ٖٜٚ/وىنا الكاتب يركز عمى ثالث صفات إلبرازىا (الجمال الحسن التناسق) ثالث
صفات متتالية لوصف إنسان كأنو من كوكب آخر ،فيو "لونو يتوىج ،كثير السكينة ،وقور السمت،
نبيل المالمح ...قميل الكالم" ضو ،ٖٛٓ-في تصوير الشخصية لممتمقي موسومة بصفات ليا دالالت
معجمية ،وثقافية ،وكأن الكاتب يكتشف أن "ألسموب التقديم سمة أسموبية بالغة األثر في معرفة
خواص تراكيب الكالم ،وكشف خبايا النفس ،والنفوذ إلى أعماقيا ،وتصوير شخصيات المشيد في
تبين ما عمييا من فرح ،أو ترح ،أو اضطراب ،أو توتر ،أو إيمان ،أو نفاق ،أو نحو
صورة حضورية ّ
ذلك"(ٖٗ).
40
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
وبالل ىنا مؤذن يحمل دالالت دينية وصوفة في عالقاتو ،وىو والد ودالرواسي ،الذي أخذ
عنو الكثير في محبتو الصوفية ،وىي قيم /رسائل ،يبثيا النص عبر ىذا التركيز عمى الصفات.
وفي منسي " :في مثل ىذا الوقت من العام الماضي توفي رجل)منسي .ٜ/والجممة في سياق
يعرف المتمقي أنو متأثر جدا ليذه الوفاة ،فيو
الحديث عن منسي ،وفي أثناء ىذا الحديث يريد أن ِّ
يحفظ تاريخ الوفاة عن ظير قمب ،وىي عالمة عمى عالقة خاصة بالمتوفي" .كان في منسي
خصمتان حميدتان"منسي .ٕٔ/قدم خبر كان عمى اسميا ،وىو عالمة تخصيص لمنسي بخصمتين
حميدتين ،وسياق الكالم يوحي بمعكوس بقية القيم السمحة التي يتوفر منسي فقط عمى اثنتين منيا،
وىو ما سكت عنو الكاتب ،وفضحو سياق الجممة .ألن سمطة المغة تفرض التركيب المنطقي؛ تقديم
المبتدأ عمى الخبر ،والفعل عمى الفاعل ،لكن الكاتب احتال عمى ذلك ليطرح دالالت ال تؤمنيا المغة
في قانوىا النحوي ،وسمطتيا التي تسعى إلى تحديد المعنى .عمى أال يتم تحريك أي جزء من أجزاء
التركيب المغوي –تقديما أو تأخي ار -بطريقة عشوائية ،وانما يجري ذلك وفق مقتضيات النظام المغوي،
وقواعده الموضوعة لو ،لتنشأ عالقة تركيبية جديدة تسيم في إفراز الداللة المغوية المتعددة من التركيب
الجديد الذي فرضو الكاتب ،ويسمح بالتأويل(ٗٗ).
وىي آليات أسموبية بستخدميا الكاتب ليتحرر من سمطة المغة ،وفق سياق يحدد مؤدى
داللتو ـقرينة -ويفتح المجال لممتمقي في صناعة المعنى ،استنادا إلى مرجعية ثقافية تضبط التأويل.
فحذف عنصر من عناصر التركيب المغوي يستدعي من المتمقي رصد موضعو ،وتعقبو لكي يستقيم
السياق النحوي/القيد ،والداللي ،وبالتالي في تشويق واثارة ،وفيو مساحة إلخفاء ما ال نرغب التصريح
بو ،وبث رسائل مبطنة تفيم بقرائن األحوال والسياق ،أو نعبر عن إعجابنا بالمذكرو تك ارره(٘ٗ) ،أو
نكسر سمطة المغة بالتكرار لنؤكد فكرة ما ،أو نخمق بو جوا موسيقيا تفيده داللة التكرار ...ألخ.
"كان مخمصا وىو يقول ىذا ...ولم ال ،وجدي في واقع األمر أعجوبة"موسم.ٙٙ ،ٙٗ ،ٗٓ/
" وبعض التفاصيل لن تيمك كثي ار وبعضيا"...موسم" .ٗٛ/وانتظرنا ثم كان ما كان"موسم.ٜٔٓ/
"حتى قمت لو :كيف تركتم ىذا يحدث؟ قال محجوب :الذي كان .الولدان بخير وىما
41
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
عندي"موسم " .ٕٔٚ/قمت لمرجل ىل ألبس عمامة كيذه ...فضحك الرجل ...ثم قال الرجل حين
تكبر ...قمت لمرجل ...أردفني الرجل خمفو"موسم" .ٜٗالقبور أيضا أعرفيا زرتيا مع أبي ،وزرتيا مع
أمي ،وزرتيا مع جدي"موسم" .ٕٚ/في ىذا المكان نفسو في وقت مثل ىذا في ظالم مثل
ىذا"موسم" . "ٔٓٛ/وما تمبث اآلذان أن ترىف ،وما تمبث العيون ...وما تمبث يد فارس"الزين.ٖٔٛ/
"ونظر محجوب إلى عبدالحفيظ ،ونظر سعيد ....ونظروا كميم".الزين" .ٕٓٔ/لم يكن حمد ود الريس
موجودا ،كان أحمد أبوالبنات"...ضو" .ٕ٘ٙ/عبدالحفيظ حكايتو حكاية"ضو" .ٖٚٚليو ال"مريود.ٖٜٚ/
"لما نادتو الحياة"...مريود" .ٗٓٛ/قمت ماىذا؟ ...ىدية.منسي" .ٕٔ/قال ضاحكا :يعني"منسي.ٕٔ/
"منسي يضحك ،ويضحك ،ويضحك" منسي" .ٛٛ ،ٕٙ/يا صعيدي يا قبطي يا ابن
()ٗٙ
ال".....منسي.ٜٔ/
"ولم ال" وردت ثالث مرات في سياقات مختمفة لتدل عمى محذوف يبين السياق لماذا حذف؛
في األولي كان مصطفى سعيد يمتدح جد الراوي ،فعقّب الراوي ،وحذف ألن الكالم معموم لممتمقي،
فقط أشار إليو ،وفي ذلك إيجاز نقل عبره الميم في النص ،ثم التساؤل ولم ال يكون جدي ،كما قال
ىذا الرجل؟ في داللة عمى الفخر بالجد تبطن فخره بنفسو ،خاصة وىو شديد االعتداد بجده ،وىو
محل حظوة الجد ألن فيو شبو منو.
ثم الثانية في سياق الحديث عن ايزابيال سيمور؛حينما دعاىا إلى شراب خارج الزحام "ما
رأيك في شراب بعيدا عن ىذا الزحام "موسم.ٖٙ/ثم يكرر الحذف "ما رأيك في أن نتمشى
معا"موسم.ٙٙفأجابت ولم ال.
وداللة ىذا الحذف والتكرار ،ىو محاولة الكاتب أن يبرز من خالل ىذه اآللية األسموبية
صورة شخصية ايزابيال سيمور غبر المغة ،دافعا المتمقي إلى إكمال طبيعة شخصيتيا ،ولكي يرسخ
الصورة السمبية لمموصوف بأن ال حيمة لو –منقاد -وال قدرة لو عمى الفعل والقرار ،وعمى العكس من
النص األول حيث يفيم أن الكاتب يشارك المتكمم الرأي في محدح جده ،ففيو افتخار باألصل ،ألن
الجد مفردة عالمة عمى االنتماء/اليوية ،وعمى األصل والجذور ،ويمكن أن يكون الجد وطن ...إلخ.
وصورة ايزابيال سيمور من خالل ىذا المقطع المحذوف -باإلضافة إلى ما سبق من صورة سمبية-
تد ل عمى التحرر وعدم الخوف وحب المغامرة( ..ولم ال أذىب معك ،ال شيء يدعو لمخوف ،ولكي
42
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
اكتشف عالما جديدا ربما ال يتوفر لي مرة أخرى) ،يريد الكاتب أن يقول ىكذا يفكر أولئك الناس،
وليذا ىو يمسكون بالريادة في كل شيء اآلن .وىذه قيمة النص التي تكسبيا ثقافة المتمقي معان،
حد التناقض.
وتأويالت لمضامين مفتوحة ّ
"كيف تركتم ىذا يحدث ...الذي كان" .نص يتحدث عن حوار بين الراوي ومحجوب ،بعد أن
عاد الراوي عمى عجل إلى ود حامد ،مستجيبا لبرقية محجوب ،يعمنو فييا بموت ود الريس عمى يد
حسنة؛ زوج مصطفى .كان رد محجوب مختص ار جدا ،وفيو يخبئ كالما كثيرا" :الذي كان"؛ دالالت
يتصدرىا –حسب شخصية محجوب -عدم الرغبة في الكالم ألنو يعتقد أن الراوي ،ربما كان سببا في
كل ىذا بعد القضاء والقدر .ثم إن محجوب يعتبر الذي كان فضيحة ،وليس جريمة ،ومن ىذا الباب
ينتقد الكاتب ىذه العقمية التي تتستر حتى عمى القتل ،بحجة األصول .ثم إلحاق الجممة بـ "الولدان
عندي" تؤشر إلى أن الموضوع انتيى ،فمننصرف إلى األىم ،وىو رعاية الولدين بوصفيا أمانة في
عنق الراوي ،أما بقية ما حصل ،فال ييم الراوي كثي ار -بحسب محجوب.
وفي تكرار كممة (زرتيا) ثالث مرات ،وىي جممة فعميا ماض وفاعميا الراوي ومفعوليا
القبور ،فيي نحويا جممة مثالية وفق نظام المغة وسمطتيا ،ولكن الكاتب رأى أنيا ال تعبر عما يريد في
جممة واحدة ،ليذا كررىا ثالث مرات ،ليقول أشياء كثيرة ،وبالتركيب نفسو ،خاضعا –ظاىريا -لسمطة
المغة ،ولكنو دالليا تمرد عمييا بإضفاء دالالت جديدة مكتسبة من ىذا التكرار ،الذي أول ما يفيد تأكيد
فعل الزيارة ،مما يدل عمى أنيا عادة ،يشاركو فييا أبوه وأمو وجده ،في اشارة لكل أفراد المجتمع وفي
مختمق االعمار .وفي ترتيب يؤدي داللة ،ىي أن الزيارة أوال مع األب ،لتدل عمى التربية ،فأبوه يأخذ
بيده ،ويعممو أن زيارة القبور فييا تواصل مع االموات وفييا وانتماء لممكان وأىمو ،بجانب –ربما-
القيمة الدينية ،وترشح داللة جانبية تدل عمى امتعاض الولد من الشكل الجدي التعميمي ،وربما يتيرب
من الزيارة مع أبيو ليذا ،عمى عكس صحبة األم؛ عالمة العطف الكبرى ،التي تدل عمى رغبة في
الصحبة ،والتمذذ بالفعل ،واالستمتاع بو ،لتأتي الزيارة مع الجد لتدل عمى الشعور بالمسؤولية في
مراقبة الجد ،والتعمم مع المتعة ..الرسالة المبطة ىي الدعوة إلى التراحم ،والتواصل مع األموت
واألحياء ،وفييا قيمة دينية.
43
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
ومن التكرار الواضح في موسم اليجرة إلى الشمال أن الكاتب يكرر جمال كاممة في سياقات
مختمفة" :لذت بالصمت :موسم" .ٔٓٗ ،ٖٔٓ/إنك تتحدث المغة اإلنجميزية بطالقة مذىمة"موسم،ٖ٘/
" .٘ٙكان عقمي كأنو مدية حادة"موسم.ٔٔٓ ،ٙٙ ،٘ٔ/
المعول عميو في فيم ىذه الجمل ىو السياق ،فعمى الرغم من تكرار الجممة فإنو قد يختمف
و ّ
المعنى" :إنك تتحدث اإلنجميزية ."...قاليا القسيس لمصطفى سعيد ،وىو في القطار متوجيا إلى
القاىرة ،وفييا داللة -حسب السياق -عمى اندىاش القسيس من لغة الصبي اإلنجميزية المتقنة،
وا لممفتة ،والتي ال تتناسب وسنو .أما تكرارىا لممرة الثانية ،فقد كان فقد كان في ساق التذكر الذي كان
سببو مسز روبنسن ،وقد اقترب مصطفى من لندن ،فكأنو أراد ىنا -بيذا التكرار -أن يتأكد من قدرتو
عمى اقتحام ىذا العالم الجديد ،حيث موطن المغة األصل" :المغة التي أسمعيا اآلن ليست كالمغة التي
تعممتيا في المدرسة .ىذه أصوات حية ،ليا جرس آخر"موسم .٘ٙوكأنو يطمئن نفسو حيث استشيد
بقول القسيس الذي حتما يعرف المغة اإلنجميزية كأىميا ،وىو من منحو ىذه الشيادة؛ شيادة إجادة
المغة .وىذه قيمة التكرار في السياق .وثمة معنى ثان ،ىو أن الكاتب مقتنع أن إجادة المغة االنجميزية
أىم سالح في التعامل مع العالم عموما ..يكرر ذلك مع منسي الذي يركز الكاتب أنو يجيد
اإلنجميزية؛ "فدرس المغة االنجميزية في جامعة االسكندرية ،فأتقنيا لفظا ومعنى ،وبشكل الفت
لمنظر"منسي.ٖٔٓ ، ٔٙ ،ٔٔ/
وثمة نماذج كثيرة لمحذف ،والذكر ،والتكرار في أعمال الطيب صالح الروائية ،وىي نماذج
تؤشر في سياقاتيا إلى دالالت ،ومضامين متعددة اكتسبت قيمتيا الداللية ،والتأويمية من سياق الكالم،
وثقافة المتمقي.
44
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
الخاتمة
يستخدم الكاتب االليات االسموبية البالغية ليصور الواقع عمى طريقتو ،ويعيد ترتيبو ،وفقا
لرؤيتو .كاس ار حاجز المغة ،ويستطيع المتمقى أن يفيم الرسالة من خالل خمفيتو الثقافية ،وسياق
التركيب ،مؤوال الدالالت الممكنة ،ونابشا المسكوت عنو من خالل العبارة/الصورة.
إن الطيب صالح استفاد من ثقافتو ،وقدرتو المغوية في استخدام ىذه اآللية أسموبية في
نصوص رواياتو ،ليعبر من خالليا عن أفكاره ،متمردا عمى قوالب المغة الجامدة ،ونظاميا المقيد،
وذلك بأن يحذف جزءا من الكالم في صمت يتحدث فيو المتمقي من خالل سياق الكالم ،معتمدا عمى
مرجعية المتمقي الثقافية ،وكذا يكرر المفردات ،والجمل؛ ذاكرا ،ليوضح أىمية المذكور ،فاتحا المجال
لممتمقي ألن يتواصل مع النصوص؛ مؤوال ،ليخرج بدالالت تخدم النص ،وال تخرج عن دائرة المغة
العالمة التي تؤشر إلى اليوية باعتماد ثقافة مرجعية لمتفسير ،والتأويل ،وىو ما يسمح لمكاتب أن يبث
رسائمو بوضوح ،أو مغمفة لكي يترك لممتمقي بصمتو عمى المغة ،وعمى الثقافة ،وعمى اليوية .فإذا
حذف الكاتب كممة نابية في النص "يا ابن ال"...منسي ،ٜٔ/فإن ذلك مراعاة لمذوق ،ولمثقافة التي ال
تسمح بيذه المفظة النابية ،والتي ىي مفتوحة عمى ألفاظ كثيرة ،ومن ثم يؤسس الكاتب ألدب الحديث،
ويفرضو عمى الثقافة؛ بصمة في السموك ،وشكال من أشكال التأشير إلى اليوية فيما بعد .وىذا صميم
في النقد الثقافي الذي الذي ييتم بدور الثقافة والنظام الداللي في عممية المعرفة وطرائق التفكير
وتشكيل العواطف.
التوصيات
45
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
الهوامش
ٔ-
حدود االنفتاح الداللي ،قراءة النص االدبي .عزيز محمد عدمان .مجمة عالم الفكر .ع .٘:مج ،ٖٚ:يناير،مارس،
ٕٜٓٓم .المجمس الوطني لمثقافة والفنون واالداب .الكويت .ص.ٜٚ ،ٜٙ
ٕ-
المتخيل السردي .ص.ٛ
ٖ-
حدود االنفتاح الداللي .عزيز عدمان .ص.ٜٛ
ٗ-
روالن بارت .درس السيميولوجيا .صٕٔ.
٘-
نفسو.
-ٙ
جمبير غرونيوم .ص٘.
-ٚ
نفسو .صٖ.
-ٛ
نظام االرتباط والربط في تركيب الجممة العربية .مصطفى حميدة .الشركة المصرية العالمية لمنشرٜٜٔٚ .،م.
صٕ٘.
-ٜ
معجم المصطمح ات العربية في المغة واالدب .مجدي وىبة ،وكامل الميندس .مكتبة لبنان .طٜٔٛٗ .ٕ:م .ص.ٛٙ
ٓٔ-
المناىج الفمسفية الغربية المعاصرة ،النقد ،التأويل ،الحفريات ،التفكيك.مجمة عالم المعرفة .ع .ٖٗ:ص.ٔٚ
ٔٔ-
التأويل بين السيميائيات والتفكيكية .امبرتوايكو .ترجمة وتقديم :سعيد بنكراد .المركز الثقافي العربي .ط./ٕٓٓٗ .ٕ:
الدار البيضاء ،بيروت .ص.ٛٚ
ٕٔ-
المغة والتأويل"مقاربات في اليرمينوطيقا الغربية والتأويل العربي االسالمي" .عمارة ناصر .ط ./ٕٓٓٚ .ٔ:منشورات
االختالف .دار الفارابي ،الجزائر .ص.ٖٛ
ٖٔ-
الجممة العربية .السامرائي .صٖ.ٙ
ٗٔ-
التركيب والداللة والسياق ،دراسات تطبيقية .محمد احمد خضر .المكتبة االنجمومصرية.القاىرةٕٓٓ٘،م .المفدمة.
٘ٔ-
مفاىيم ىيكمية في نظرية التمقي .محمد اقبال عروي .مجمة عالم الفكر .مصدر سابق .صٖ٘.
-ٔٙ
نفسو .نقال عن :بديع الفوائد ابن قيم الجوزية .دار الكتاب العربي .ج .ٗ:ص.ٜ – ٚ
-ٔٚ
عبدالعزيزحمودة .المرايا المحدبة .المجمس الوطني لمثقافة ،الكويتٜٜٔٛ ،م .صٕ.ٕٜ
. http://ar.wikipedia.org/wiki -ٔٛوانظر :أحمد محمد البدوي .الطيب صالح سيرة كاتب ونص .صٕٓ.
-ٜٔالطيب صالحhttp://ar.wikipedia.org/wiki
ٕٓ -أحمد درويش .الرؤية الفكرية والجمالية ـ (النيل مكانا روائيا في كتابات الطيب صالح).جائزة الطيب صالح ٕٔٔٓم.
صٖ .
ٕٔ" -يروق لبعض الميتمين بأدب الطيب صالح ـ وربما شاركيم الطيب نفسو ـ أن يجعل (منسي :انسان نادر عمى
طريقتو) واحدة من رواياتو" .انظر :الطيب صالح األعمال الكاممة ـ الروايات والقصص ـ مركزعبدالكريم ميرغني الثقافي،
السودان ،الخرطوم .طٕٓٔٓ .ٔ :م .ص.ٚ
ٕٕ -الطيب صالحhttp://ar.wikipedia.org/wiki
46
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
ٖٕ-
النص ،السمطة ،الحقيقة .نصر حامد بوزيد .ص .ٜٔٓ
ٕٗ-
االعمال الكاممة .انظر الصفحات،ٕٓٗ ،ٔٙٚ ،ٔٙٗ ،ٔٙٔ ،ٔ٘ٙ ،ٔ٘ٔ ،ٜٔٔ ،ٚٓ ،ٖٙ ،٘ٔ ،ٖٛ ،ٖٗ :
.،ٖٛٓ ،ٖٕ٘ ،ٖٓٓ ،ٕٜ٘ ،ٕٜٕ ،ٕٛٛ ،ٕٚٙ ،ٕ٘٘ ،ٕٗٙومنسي .الصفحات.ٛٔ ،٘ٗ :
ٕ٘ -االنترنيت .نزار محمد شديد.http://www.emileٗu.com/ٔٔٔٙٓٛ.
-ٕٚ
الطيب صالح ،سيرة كاتب ونص .البدوي .صٕٖٔ.
-ٕٛ
األعمال الكاممة .انظر الصفحات،ٔٚٙ ،ٜٔٔ ،ٔٓٙ ،ٔٓٓ ،ٜٛ ،ٜٙ ،ٜٗ ،ٜٔ ،ٚٛ ،ٚٔ ،ٙٙ ،٘٘ ،٘ٗ :
ٓ،ٖٜٚ ،ٖٕٚ ،ٖٙٓ ،ٖٜ٘ ،ٖ٘ٚ ،ٖٕٕ ،ٖٓٓ ،ٕٜ٘ ،ٕٛٔ ،ٕ٘٘ ،ٕٕٗ ،ٕٕٛ ،ٕٕٔ ،ٕٔٔ ،ٔٛٛ ،ٔٛ٘ ،ٔٛ
ٓ .ٖٜ٘ ،ٖٛومنسي .الصفحات.ٔٛٚ ،ٜٔ ،ٛٔ ،ٕٚ ،ٖٙ ،٘٘ ،٘ٗ ،ٖٙ ،ٖٕ ،ٖٔ ،ٕ٘ ،ٕٗ ،ٔٙ :
-ٕٜ
العالمة .امبرتوايكو .مصدر سايق .ص.ٜٙ
ٖٓ-
الصورة األدبية ،الماىية والوظيفة" .عبدالممك مرتاض ،اإلصدار الدورى لمنقد "عالمات" جـٕٕ .م ،ٙديسمبر
ٜٜٔٙم ،ص .ٕٕٔ - ٔٚٛ
انترنيتhttp://www.alukah.net/literature_language/ٓ/ٕٜٔٔ٘/#ixzzٕXٚtٜMoxp :
ٖٔ-
عمم البيان .عبدالعزيز عتيق.
ٕٖ-
االعمال الكاممة .انظر الصفحات،ٔٙٚ ،ٔٙٙ ،ٜٔ٘ ،ٜٔٓ ،ٔٓٙ ،ٜٔ ،ٚٚ ،ٙٔ ،ٗٓ ،ٖٜ ،ٖٙ ،ٖٗ ،ٖٖ :
ٗ،ٖٚٗ ،ٖٖٙ ،ٕٙٔ ،ٕٗٗ ،ٕٜٛ،ٖٓ٘،ٖٕٗ ،ٕٛٙ ،ٕٛٓ ،ٕٕٖ،ٕٕٙ ،ٕٔٓ ،ٕٓٗ ،ٕٓٔ ،ٜٖٔ ،ٔٛٔ ،ٔٚ
٘ .ٗٓٙ ،ٗٓ٘ ،ٖٚومنسي الصفحات.ٖٔٓ ،ٚٚ ،ٚٔ ،ٙٙ ،ٕٜ ،ٕٛ ،ٜٔ ،ٔٙ :
ٖٖ -القاموس المحيط .مادة محق.
ٖٗ-
لسانيات الخطاب وانساق الثقافة .صٖ.ٔٚ
ٖ٘-
عمم البيان .عبدالعزيز عتيق.
-ٖٙ
االعمال الكاممة انظر الصفحات .ٔٚٛ ،ٔٚٗ ،ٕٔ٘ ،ٕٜٔ ،ٕٔٛ ،ٜٜ ،ٚٚ ،ٜٙ ،ٙٚ ،ٛ٘ :ومنسي.ٕٔٛ :
-ٖٚ
الطيب صالح ،سيرة كاتب ونص .البدوي .صٖٔٔ.
-ٖٛ
في الرؤيا الشعرية المعاصرة ،أحمد نصيف الجنابي ،و ازرة اإلعالم الجميورية العراقية ،د ت ،ص ٕٕ.
-ٖٜ
الطيب صالح ،سيرة كاتب ونص .البدوي .صٕٖٖ..
ٓٗ-
دالئل االعجاز .عبدالقاىر الجرجاني .صٖ.ٛ
ٔٗ-
الجممة االنشائية بين الركيب النحوي والمفيوم الداللي .غياث محمد بابو .رسالة دكتوراه .جامعة تشرين ،كمية االدار
والعموم االنسانية .العراق ٕٓٓٛ .ـ ٕٜٓٓم .صٓ٘ٔ .موقع تخاطب.
ٕٗ-
االعمال الكاممة .انظر الصفحات،ٕٖٔ ،ٕٓٙ ،ٜٔٙ ،ٕٔٛ ،ٔٚٙ ٔ ،ٕٔٚ ،ٔٓٙ ،ٙٚ ،ٙٔ ،٘ٚ ،ٕ٘ :
ٕٕٕ.ٗٓٛ ،ٗٓٙ ،ٗٓ٘ ،ٖٛٛ ،ٖٛٔ ،ٖٜٚ ،ٖٕٚ ،ٖٓٙ ،ٖٓ٘ ،ٖٓٗ ،ٕٖٚ ،ٕٙٔ ،ٕ٘ٚ ،ٕ٘ٙ ،ٕٕٙ ،
ومنسي .الصفحمت.٘٘ ،ٕٔ ،ٔ٘ ،ٕٔ ،ٔٔ ،ٔٓ ،ٜ :
47
العـــــــــــــــدد الثـــــامن عشـــــر مجمــــــــة كميــــــــة التربيــــــة
ٖٗ-
انترنيت .موقع تخاطب.
ٗٗ-
الجممة االنشائية .مصدر سابق .صٓ٘ٔ
٘ٗ-
دالئل االعجاز .الجرجاني .ص .ٕ٘ٛوعبدالعزيز عتيق .عمم المعاني.
-ٗٙ
االعمال الكاممة انظر الصفحات،ٔٛٛ ،ٔ٘ٛ ،ٕٔ٘ ،ٔٗٔ ،ٖٔٗ ،ٕٔ٘ ،ٔٔٓ ،ٔٓٛ ،ٜٜ ،ٛٚ ،ٕٙ ،٘ٙ :
.،ٗٓٚ ،ٕٖٓ ،ٗٓٔ ،ٗٓٓ ،ٖٜٚ ،ٖٖٗ ،ٖٖٛ ،ٖٖٚ ،ٕٜٕ ،ٕٔٛ ،ٕٔٔ ،ٕٓٗ ،ٕٖٓ ،ٕٓٔ ،ٜٔٛومنسي
الصفحات .ٔٓٔ ،ٗٓ ،ٖٛ ،ٖ٘ ،ٕٙ ،ٔٛ ،ٔٚ :
48