Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
عندما نذكر النظرية المعرفية فإننا نستحضر مؤسسها العالم النمساوي جان بياجيه ،الذي يعتبر منظرها.
وتعتبر النظرية بصفة عامة ،وعاء مبنيا على العلم والتجربة ،يمكن التربويين من فهم العديد من الظواهر
التعليمية والنفسية .وهو ما يمكنهم أيضا من اختيار المسار الصحيح لتقديم المعرفة.
يمكن تعريف نظريات التعلم ككل بأنها مجموعة من النظريات التي تم وضعها في بدايات
القرن العشرين الميالدي وبقي العمل على تطويرها حتى وقتنا الراهن.
تعريف
تعطي النظريات المعرفية أهمية كبيرة لمصادر المعرفة واستراتيجيات التعلم (االنتباه والفهم والذاكرة
واالستقبال ومعالجة وتجهيز المعلومات) ،فوعي المتعلم بما اكتسبه من معرفة وبطريقة اكتسابها ،يزيد من
نشاطه الميتامعرفي .هذا النشاط أو الخبرة أو التدريب الحاصل لدى الفرد ،يُحدث تغييرا في سلوكه .وتهتم
النظريات المعرفية بالبنية المعرفية من خالل الخصائص التالية :التمايز والتنظيم والترابط والتكامل والكم
والكيف والثبات النسبي.
ترى النظريات المعرفية أن حدوث المعرفة يمر عبر استراتيجية متتالية في الزمن وتتلخص فيما يلي:
االنتباه االنتقائي للمعلومات. .1
التفسير االنتقائي للمعلومات. .2
إعادة صياغة المعلومات ،وبناء معرفة جديدة. .3
االحتفاظ بالمعلومات أو المعرفة المحصلة بالذاكرة. .4
استرجاع المعلومات عند الحاجة إليها. .5
رواد اإلتجاه المعرفي
لالتجاه المعرفي العديد من المفكرين الذين ساهموا في تبسيط جوانب هذه النظرية .وسنكتفي بذكر البعض منهم:
المعنى .2
هو ما يتم إدراكه شعوريا ،حين تتفاعل الرموز والدالالت في تفكير الفرد.
المعرفـة .3
تشير إلى تفاعل المحتوى المعرفي والعمليات المعرفية.
الجشطلت :تعني « صيغة أو شكل أو نموذج « وأيضا يمكن أن نقول أنها « كل متكامل» بمعنى أن
عدد الجزيئات تكون موقف متكامل.
وتعتمد نظرية الجشطلت على مبدأ هام هو « االدراك» واالدراك هو « عملية تنظيم المدخالت
الحسية في خبرات لها معنى«
التجربة :1
وضع الشمبانزي وهو جائع في قفص ووضع في ركن القفص صندوق وفي سقفه
موز .بحيث ال يستطيع الشمبانزي الوصول إلى الموز إال باستخدام الصندوق.
قام الشمبانزي بمحاوالت للوصول للموز إال ان محاوالته باءت بالفشل .فقام
يطوف في المجال فالحظ الصندوق ونظر إلى الموز ثم فجأة جذب الصندوق إلى
الموضع الصحيح تحت الموز وقفز وجذب الموز.
قام عدد كبير من الشمبانزي بحل المشكلة والوصول إلى الهدف.
تجربة :2كررت التجربة السابقة ووضع صندوقين بدالً عن صندوق لكي يضع
احدهما على اآلخر للوصول للموز .حيث ان ارتفاع الصندوق الواحد ال يكفي
للوصول للهدف.
قام عدد قليل من الشمبانزي للوصول للهدف.
تجربة :3وضع الطعام خارج القفص وحاول الشمبانزي أن يصل للموز بيده ،إال
أنه لم يستطع ،وبعد مدة الحظ وجود عصا طويلة في الناحية األخرى من القفص
فأمسك بها ،وأخذ يلٌعب بها ،ثم أخذ ينفذها من بين قضبان القفص .وفي هذه
األثناء وقع نظرة على الطعام ،وفجأة تغير سلوكه واستخدم العصا وجذب
الطعام .ونجح في ذلك.
تجربة :4
وضع شمبانزي جائعا داخل القفص ووضع خارج القفص موز وترك عصا
قصيرة ملقاة في أرض القفص ال تكفي للوصول للطعام ،ووضع خارج القفص
عصا طويلة تكفي في حال الحصول عليها للوصول إلى الموز .وال يمكن
الوصول للعصا الطويلة خارج القفص باليد بل بالعصا القصيرة .
نجحت قلة من الشمبانزي في حل هذه المشكلة .
وضع القرد سلطان في القفص وهو جائع ووضع الموز خارج القفص وترك
على األرض بداخل القفص عصوين مجوفتين يمكن إدخال واحدة على األخرى.
حاول سلطان مد يده للحصول على الموز فلم يتمكن ،ثم أمسك إحدى العصوين
وحاول جذب الموز بها ولكنها كانت قصيرة .ثم أمسك العصا األخرى وقام بنفس
المحاولة السابقة وفشل.
ألقى سلطان العصا وكأنه يئس من حل المشكلة وجلس يلعب بالعصوين وفجأة
أدخل إحدى العصوين باألخرى وجذب بها الموز وتناوله.
.1قانون التنظيم :
يسمى هذا القانون بقانون االمتالء أو الشكل الجديد أو التوضيح الى غير ذلك من المسميات ،وينص هذا القانون على ان :
تتفاعل عناصر الموقف مع بعضها البعض بحيث يؤدى هذا التفاعل الى اعادة تنظيم وترتيب تلك العناصر المكونة شكل
جيد أو جشطالت جيد .
اى ان الكائن الحى يميل الى ادراك اى شكل او موقف كتنظيم جيد ،فالتتنظيم االدراكى يميل الى االتجاه نحو الشكل الجيد ،
ومن خصائص التنظيم الج يد انه يتضمن البساطة والدقة والتناسق ،ويعتبر هذا القانون هو االساسى أو الرئيسى فى نظرية
الجشطالت .
(لطفى محمد ،ابو العزايم)1988،113:
قانون القرب :
ينص هذا القانون على ان :االشياء المتقاربة سواء فى الزمان او فى المكان يسهل ادراكها على هيئة تنظيمات مستقلة
بعكس االشياء المتباعدة .
فعلى سبيل المثال :اذا رسمت بعض الخطوط المتوازية وبينها مسافات ضيقة وواسعة بالتبادل فان الخطوط التى توجد بينها
مسافات ضيقة سوف تدرج على انا مجموعات ثنائية /مزدوجة من الخطوط كما يتضح من الشكل التالى ،حيث ننزع الى
ادراك الخطوط فى ثالث ازواج بدال من ادراكها سته خطوط .
(جابر)1982،324،325:
إذا وضعت هذه المستقيمات بشكل معين تعطى شكل مثلث وليس 3مستقيمات ،أي أن األجزاء مع
بعضها تؤدى شيئا آخر
يعتبر هذا القانون أساس عملية اإلدراك ،إذ ينقسم المجال اإلدراكي إلى الشكل وهو الجزء السائد الموحد
المركز لالنتباه .و األرضية والخلفية المتناسقة المنتشر عليها الشكل في البيئة.
إذا كانت المثيرات متقاربه تدرك كوحدة ففي الرسم اعاله ندرك ثالثة اشكال منفصلة ،وال ندرك تسع
نقاط .والذي ساعدنا على االدراك بهذه الطريقة هو قانون التقارب.
المثيرات متشابهة تنتظم في صف ،ففي الشكل ( أ ) تدرك الصفوف افقيه ،بينما ندرك الشكل ( ب) في
صفوف رأسية والذي ساعدنا على االدراك بهذه الطريقة هو قانون التشابه.
نميل دائ ًما في إدراكنا لألشياء الناقصة على أنها كاملة ،فالمربع والمثلث والدائرة أعاله رغم أنها
مرسومة بالنقط نميل إلى ملء الفراغات وإدراكها مربع ودائرة ومثلث كامل .والذي ساعدنا على
اإلدراك بهذه الطريقة هو قانون التكميل .
المثيرات تدرك كصيغ إذا كان هناك ما يجمعها ويحتويها ويشملها كلها ،فصورة صفين متوازيين من
األشجار تعطي صيغة طريق عن مجرد عدد من األشجار ،والذي ساعدنا على اإلدراك بهذه الطريقة هو
قانون الشمول.
األشياء المتماثلة تبرز كصيغ وتنفرد عن غيرها من الوحدات التي يتضمنها مجال اإلدراك.
النقد السلبي
.1إن مفهوم الجشطلت نفسه غير محدد ،فقد يعنى وصول المتعلم إلى الحل فجأة بعد أن يكون قد تغلب على بعض
العقبات عن طريق المحاولة والخطأ ،وقد يعنى استفادة المتعلم من خبراته السابقة في الوصول إلى الحل دون
الحاجة إلى بذل عدد من المحاوالت قبل حدوث االستبصار ،وهذا يعنى أن الفرق بين االستبصار والمحاولة
والخطأ غير واضح ايضا ،وفى الواقع سواء سبق االستبصار سلوك المحاولة والخطأ او لم يسبقه فان نظرية
االستبصار تؤكد اهمية ادراك الكائن الحي لطبيعة العالقات التي يتضمنها الموقف وتفهمها والوصول إلى الحل
عن هذا الطريق .
.2يرى علماء الجشطلت ان قوانين التنظيم االدراكي تنطبق على عملية التعلم ،ويرى النقاد ان هذه اآلراء لم تخضع
كلها لتجارب عملية مقننة .
.3يرى النقاد ان كلمة جشطلت ال تعنى شيئا جديدا ،حيث ان االدراك الجسمي يتكون من تجمعات بين مثيرات
واستجابات .
-4 .4حيث أن الجشطالتيين يبحثوا عن تفسير السلوك على انه استجابة موجهة للخصائص التركيبية أو البنائية
للموقف المثير فيؤخذ على تلك االتجاهات ان الدارس ال يستطيع ان يقيم معايير حقيقية لتلك المفاهيم مثل االقصى
او االدنى .
النقد اإليجابي
-1عبور الفجوة بين تلك االرتباطات البسيطة بين المثير واالستجابة عند ثورنديك وبافلوف والسلوك البسيط واالنتقال الى
السلوك المعقد وتنظيمه حتى ولو كانت النتائج مشتقة من التجارب على الحيوان .
وما يساعد على عبور تلك الفجوة بتقدم وتطور مفاهيمنا نحن الدارسين وتعميق فهمنا للمصطلحات التركيب او البناء عند
الجشطلتيين ذلك البناء الذي يحتوى على تلك االرتباطات التى ال يجب فقط تقرير وجودها وانما الضروري معرفة على اي
شكل توجد ؟ وفى اي نظام أي ما هو التركيب الدقيق لنظام هذه العالقات فمعرفة ان هناك روابط تحدث بين العناصر
الكيميائية غيرك كاف وانما معرفة النظام الذي توجد فيه تلك الرابطة عام جدا ً للتنبؤ والسيطرة .
-2وتعتبر نظريات الجشطلت التي ادت إلى تعميق الفكر السيكولوجى عن تفسير السلوك اال انه ال يخرج طبقا ً لرأى لونزر
عن المستوى الوصفي إذن فما هي المشكلة الحقيقية بعد قدمته مدارس الجشطلت يرى العلماء المعاصرون ان المشكلة هي
الوصول الى نموذج عام الذي يمكننا فقط من وصف السلوك والتعلم وانما يمدنا باالسباب العالقية الحقيقة لتفسير جميع
انواع التعلم .
-3يتوقف التعلم بالبصيرة على قدرة الفرد العقلية وعلى درجةنضجه فكلما كان الفرد أكثر ذكاء كما أميل الى استخدام
االستبصار فى تعلمه وكذلك كلما كان أنضج عقالً ساعد على استخدام االستبصار في التعلم فالطفل في مدرسة المرحلة
االولى قلما يستخدم طريقة االستبصار بينما تالميذ المدرسة الثانوية أقدر على ذلك .
-4يحتاج التعلم بطريقة االستبصار الى قدر من الخبرة السابقة اذ تساعد تلك الخبرة على سرعة تشكيل قوى الموقف
وعالقته على انه ليس معنى ذلك ان الخبرة السابقة من اهم شروط التنظيم ,اذ كثيرا ً ما يحدث الجشتالت الجيد بدون خبره
سابقة هذا هو الفرق بين الجشتالتيين وبين علماء النفس الترابطي ذلك ألن علماء الجشتالت يعترفون بأن للخبرة السابقة أثراً
فى التنظيم على ان أثر ظروف الموقف الحاضر اهم بكثير من أثر الماضى بينما يضغط الترابطيون على اهمية الخبرة
والتجربة الماضية ضغطا ً بعضها فى مقدمة العوامل المساعدة على التعلم .
-5كذلك يتوقف االستبصار على التنظيم التجريبي للموقف experimental arrangementإذ ان االستبصار ممكن
فقط اذا كان الموقف التعليمي منظما ً بطريقة خاصة بحيث يسمح بمالحظة عناصر الموقف كلها .
-6ان التعلم عن طريق البصيرة يحدث عقب فترة من البحث والتنقيب ففى مراحل التعلم األولى قد يقوم الكائن ببعض
تجارب ويفشل فيها قبل ان يتوصل الى الحل الصحيح ,وهذا ما دعا بعض الباحثين الى القول بأن التعلم باالستبصار ال
يختلف فى جوهره عن التعلم بالمحاولة والخطأ فكالهما مجرب واستفادة من هذا التخريب .فالجشتالتيون ال ينكرون حدوث
التخريب ولكنهم يفرقون بينه وبين التجريب العشوائى كما انهم ال ينكرون ان عامل الصدفة في بعض األحيان يساعد على
حل الموقف وحدوث االستبصار ,ولكنهم ينكرون ان هذه الصدفة كانت اهم خطوة في حدوث التعلم .
-7ان الحلول المبينة على االستبصار تتكرر بسهولة اذ يكفى ان يتوصل الفرد مثالً الى الموز في سقف القفص باستخدام
صندوق او اكثر مرة واحدة حتى يعيد هذا الحل بسهولة في المرة الثانية ان التعلم باالستبصار سريع اذا ما قورن بالتعلم
بطريق المحاولة والخطأ ولذلك كان هناك فرق بين منحنى التعلم باالستبصار ومنحنى التعلم بالمحاولة والخطأ .
-8متى حدث التعلم بطريق االستبصار للمرة األولى أمكن الكائن استخدام هذا الموقف واالنتفاع به في الموقف الجديد
ويالحظ انه في حالة تعلم اإلنسان االستبصار كثيرا ً ما يكون التعلم مصحوبا ً باستخدام اللغة مما يجعل االستفادة من الخبرة
أسهل وأطول بقاء .