Vous êtes sur la page 1sur 20

‫ش َْرحُُأ َ ْب َياتُُفِيُالت َّ َ‬

‫ص ُّوفُِ‬

‫لإلمامُأبيُعبدُهللاُمحمدُبنُيوسفُالسنوسيُالحسني‬

‫)ـُ‪895‬هـ ‪( 832‬‬

‫بسمُهللاُالرحمنُالرحيم‬

‫وصلىُهللاُعلىُسيدناُمحمدُوآله‬

‫قالُالشيخُالسنوسيُرحمهُهللاُتعالى‬

‫هذاُتعليقُعلىُقولُبعضُالساداتُـُرضيُهللاُتعالىُعنهمُأجمعينُـ‬

‫ْنُقَ ْلــبِيُ‪ُ:::‬فَق ْلتُُ ُ‬


‫لَُشَكَُُّأ َ ْنتَُُأ َ ْنـتَُ‬ ‫َرأَيْتُُ َربِيُبِعَي ُِ‬

‫لَُأَيْنَُُث ََُّمُأ َ ْنــتَُ‬


‫لُأَيْنُُ‪ُ:::‬فَ َحيْثُُ ُ‬
‫أ َ ْنتَُُالَّذِيُح ْزتَُُك َُّ‬
‫ْنُمِ ْنكَُُأَيْــنُُ‪ُ:::‬فَ َي ْعلَمُُاألَيْــنُُأَيْنَُُأ َ ْنتَُ‬
‫ْسُل ِْْلَي ُِ‬
‫َولَي َُ‬

‫ْفُأ َ ْنتَُ‬ ‫ْسُل ِْل َو ْه ُِمُفِيكَُُ َو ْهـمُُ‪ُ:::‬فَيَ ْعلَمُُ َ‬


‫الو ْهـمُُ َكي َُ‬ ‫َولَي َُ‬

‫َــراهُُأ َ ْنتَُ‬
‫يءُُت َ‬
‫ش ْ‬ ‫يءُُ‪َ ُ:::‬وك َُّ‬
‫لُ َ‬ ‫ش ْ‬
‫لُ َ‬ ‫أ َ َح ْ‬
‫طتَُُع ِْل ًماُ ِبك ُِ‬

‫ْسُأ َ ْرجوُس َِواكَُُأ َ ْنـتَُ‬


‫نُبِالعَ ْف ُِوُيَاُإِلَــ ِهيُ‪ُ:::‬فَلَي َُ‬
‫فَم َُّ‬

‫‪ .‬الحمدُهلل‪ُ،‬والصالةُوالسالمُعلىُسيدناُومولناُمحمدُوعلىُآله‬

‫ْنُقَ ْل ِبي‬
‫)قوله‪َ (ُ:‬رأَيْتُُ َربِيُبِعَي ُِ‬

‫عيْنُُالقَ ْل ِ‬
‫ب‪ُ،‬وهوُالج ْزءُُمنهُالذيُيَقومُُبهُالعِلمُُ‬ ‫يعني‪ُ:‬عرفتهُبوجودهُوماُيَ ِجبُُلهُوماُيَ ْستَحِ يلُُوماُيَجوزُُببصيرةُقَ ْل ِبيُالتيُهيُ َ‬
‫صحيحة‬ ‫ِكرةُُالمضيئةُُال َّ‬
‫‪ .‬والف َ‬

‫)وقوله‪(ُ:‬فَق ْلتُُ ُ‬
‫لَُشَكَُُّأ َ ْنتَُُأ َ ْنتَُ‬

‫ْبُأنتُياُموليُهوُالموصوفُُ‬ ‫عر ْفتهُبالبرهانُالقاطعُ‪ُ،‬وتميَّزَُُليُعنُكلُماُسواه‪ُ:‬لُشكَُُّولُ َري َُ‬


‫يعني‪ُ:‬فقلتُبقلبيُلماُأنُ َ‬
‫ص َرتْ َهاُبالبرهانُ َ‬
‫عيْنُُقَلبِي‬ ‫‪.‬بهذهُالمحاسنُالتيُأ ْب َ‬

‫لُعلىُرؤيةُالقلبُـُوهيُمعرفتهُباهللُتعالىُـُتنبي ًهاُعلىُأنُُحصولُاإليمانُهوُعندُحصولُالمعرفة؛ُألنُُ‬ ‫وإنماُ َرت َّ َُ‬


‫بُالقَ ْو َُ‬
‫سُالتا ِب ُِعُللمعرفة‪ُ،‬لُنَ ْفسُُ ِ‬
‫المعرفَةُخالفًاُللشيخُاألشعري‬ ‫‪.‬اإليمانَُُـُعلىُاألصحُـُهوُ َحدِيثُُالنَّ ْف ِ ُ‬

‫تُالسالكين‪ُ،‬فيكونُحينئذُمعنىُقوله‪"ُ:‬أ َ ْنتَُُأ َ ْنتَُ"ُ‬


‫عرفَةُُالذوقِيَّةُُالتيُهيُآخرُ َمقا َما ُِ‬ ‫بُال َم ِ‬‫ْنُالقَ ْل ُِ‬
‫عي ُِ‬ ‫ويحتملُأنُيكونُمرادهُبرؤيةُ َ‬
‫ص َّح ُِةُ‬
‫عرفةُالرسميةُالتيُأنتجتهاُالبراهينُالعقلية؛ُإذُعالمةُُ ِ‬ ‫َ‬ ‫لُبحسبُال َم ِ‬‫ً‬ ‫ْ‬
‫عرفةُالذوقيةُهوُأنتَُُ َّأو ُ‬ ‫بُال َم ِ‬
‫س ُِ‬‫أي‪ُ:‬أنتَُُاآلنُب َح َ‬
‫الرسْمِ ي‪ُ،‬ولهذاُيستعيذُُالمؤمنونُفيُاآلخرةُمنُالصورةُالتيُتظهرُلهمُفيُالموقفُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ِل‬‫ع‬‫ال‬ ‫ُ‬ ‫به‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫د‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ما‬‫ُ‬ ‫يُعلىُ ِو ْ ِ‬
‫ُ‬
‫ق‬ ‫ف‬ ‫جْر َُ‬ ‫الذَّ ْو ُِ‬
‫قُأنُ َي ِ‬
‫علىُصفةُالحوادثُفتقولُأناُربُّكم‪ُ،‬فيقولون‪ُ:‬هذاُمكانناُحتىُيأتيناُربُّنَاُأوُحتىُيظهرُلناُعلىُالصفةُالتيُعرفناهُبهاُمنُ‬
‫التنزُِهُعنُسماتُالحوادثُكلهاُ‪ُ،‬ولهذاُلماُرأوهُعلىُماُيَ ِجبُُلهُتعالىُخ َُّرواُس َّجدًا‪ُ،‬وتلكُالفتنةُُفيُاآلخرةُهيُآخرُال ِفت َُِنُالتيُ‬ ‫ُّ‬
‫ض َر ُِرُتلكُالفتنةُإلُمنُأتْقَنَُُعقائِ َدهُُ‬
‫العارفُُبماُ َي ِجبُُلمولنَاُوماُ َيجوزُُوماُ َي ْستَحِ يلُُمنُغيرهُ‪ُ،‬ولُ َي ْسلَمُُمنُ َ‬ ‫َي ْ‬
‫ظ َهرُُبهاُالمؤمنُ ِ‬
‫خرىُبجاُِهُسيدناُومولناُ‬ ‫شرُكلُ ِمحنَةُُدنيَاُوأ َ‬‫فيُهذهُالدارُقبلُموتهُوأ ْس ِع َُدُبالمماتُعلىُذلك‪ُ،‬نسألُهللاُسبحانهُالسال َم ُةَُمنُ ُِ‬
‫‪.‬محمدُصلىُهللاُعليهُوسلم‬

‫لُأَيْنُ‬
‫)قوله‪(ُ:‬أ َ ْنتَُُالَّذِيُح ْزتَُُك َُّ‬

‫يشارككُفيُم ْل ِك َهاُول‬ ‫أي‪ُ:‬أنتُالذيُأحطتُبكلُمكانُُمنُالعوالمُع ِْل ًماُوم ْل ًكاُوت َدبِ ً‬


‫يرا‪ُ،‬أيُك ُُّ‬
‫لُالعوالِمُوكلُجزءُُمنهاُلُ ِ‬

‫ِرُعليهُ‪ُ،‬فاألَيْنُُإذًاُصادِقُُبكلُجزءُُ‬
‫صلحُُأنُيكونُ َمكانًاُلجزءُُآخرُليستَق َُّ‬ ‫يرهاُأ َ َحدُُعمو ًما؛ُألنُكلُج ْزءُُمنُأجزاءُالعوالمُيَ ْ‬ ‫تد ِب ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫لكلُأيْنُُبالملكُُِوالتدبيرُوالعِل ُِمُوالقَ ْه ِر‪ُ،‬وهوُمعنىُمل ِك ُِهُلكلُالعوالمُوتدبيرهُلشؤونها‪ُ،‬وهللاُتعالىُ‬
‫منُأجزاءُالعوالِم‪ُ،‬ف َح ْوزهُُ ُِ‬
‫‪.‬أعلم‬

‫لَُأَيْنَُُث ََُّمُأ َ ْنتَُ‬


‫)‪.‬قوله‪(ُ:‬فَ َحيْثُُ ُ‬

‫ضيَّةُُالملزومينُلقبولُ‬ ‫الج ْرمِ يَّةُُوالعَ َر ِ‬


‫قُالذيُيستحيلُعليهُ ِ‬ ‫أشارُبـ"ث ََُّم"ُإلىُالمرتبةُالتيُتن ََّزهُُعنُاألَي ِْن‪ُ،‬وهيُ َمرتَبَةُُاإللَ ُِهُال َح ُِ‬
‫لُاألَي ُِ‬
‫ْنُالذيُ‬ ‫ضيَّةُوقَبو ُِ‬ ‫الج ْرمِ يَّةُوالعَ َر ِ‬‫األَي ِْن‪ُ،‬وهيُالتيُأرادُأيضاُبقوله‪َ "ُ:‬حيْثُ"‪ُ،‬أي‪ُ:‬أنتُياُموليُفيُال َمرتبةُالتيُتن ََّزهُُعنُ ِ‬
‫يرا‪ُ،‬فكيفُيمكنُأنُتكونُياُموليُفيُمرتبةُت ْشبِهُُملكَك؟!ُ‬ ‫خواصُالعوالِمُالحادِثةُالتيُح ْزتَُُجمي َعهاُخ َْلقًاُوم ْل ًكاُوت َدبِ ً‬
‫ُِ‬ ‫هوُمنُ‬
‫َ‬
‫ص َمدُالذيُلمُيلدُولمُيولدُولمُيكنُلهُ‬ ‫حُفيهاُأيْن‪ُ،‬وهيُ َمرتَبَةُُكونِكَُُالواحِ دُُاألحدُالف َْردُُال َّ‬ ‫َ‬ ‫ص ُُّ‬
‫فأنتُإذاُياُموليُفيُمرتبةُلُيَ ِ‬ ‫ً‬
‫‪.‬كفؤً اُأحد‪ُ،‬ولهذاُأشارُإلىُهذهُالمنزلةُالعديمةُالمثال‬

‫ْنُمِ ْنكَُُأَيْنُ‬
‫ْسُل ِْْلَي ُِ‬
‫)‪.‬قوله‪َ (ُ:‬ولَي َُ‬

‫ْنُمنكُأَيْن‪ُ،‬أي‪ُ:‬لمُيَكنُللفظُ‬ ‫والج َهات‪ُ،‬لمُيَكنُلْلَي ُِ‬ ‫امُمنُقَبولُاألَيْنُ ِ‬ ‫تنز ْهتَُُعنُالت َّ َحي ُُِّزُوصفاتُاألَج َْر ُِ‬
‫يعني‪ُ:‬إنكُياُموليُلماُ َّ‬
‫سلمُُالكالمُُالذيُيقالُُفيه‪ُ:‬أينُأنت؟ُبلُيعت ََرضُُذلكُالكالمُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫األينُمنكُأينُُولُلمعناه‪ُ،‬والسؤالُبهُمنُجهةُجاللكُمحال‪ُ،‬ولُي َ‬
‫طل‪ُ،‬إلُأنُيريدُبهُصاحبهُغيرُمعنىُاألينُالحقيقي‪ُ،‬وينصبُقرين ُةًُعلىُمراده‪ُ،‬كقولهُـُعليهُالصالةُوالسالمُـُللسوداء‪ُ:‬‬ ‫وي ْب َ‬
‫اختباراُلهاُهلُهيُمنُالمشركاتُوالمشركينُالذينُيعبدونُاألصنامُالتيُ‬ ‫ً‬ ‫«أينُهللا؟»ُ‪ُ،‬فإنهُقالُـُعليهُالصالةُوالسالمُـُذلكُ‬
‫عظمُُفيُاألرضُفقطُـُوهيُاألصنامُـ‪ُ،‬وإنماُ‬ ‫محلُّ َهاُفيُاألرضُوو ِج َُدُتعظيمهاُفيهاُفقط‪ُ،‬فأجابتُهيُبأنُُمعبودهاُليسُالذيُي َّ‬
‫الَُـُوعبِ َُدُفيهاُغَيره‪ُ،‬ولهذاُلمُ‬ ‫عُ‬ ‫يعظمُُفيهاُغيره‪ُ،‬بخالفُاألرضُفإنهُقدُعبِ َُدُفيهاُمولناُـُ َج َُّ‬
‫لُ َو َ‬ ‫معبودهاُهللا‪ُ،‬فيُالسماءُلُ َّ‬
‫قُفيهاُبالمعبوداتُالباطلةُفيُالعبادة‪ُ،‬ولُكذلكُالسماء‪ُ،‬فكأنهاُ‬ ‫ْسُلختالطُالمعبودُال َح ُِ‬ ‫َّ‬
‫ِرُإلىُاألرضُ ِل َماُفيُذلكُمنُاللب ِ ُ‬ ‫تش ُْ‬
‫ضُ‬ ‫بأنُمعبو َدهاُهللاُُالذيُت َعبدهُالمالئكةُُفيُالسماءُ َوح َده‪ُ،‬كماُقالُتعالى‪َ ﴿ُ:‬وه َُوُالَّذِيُفِيُال َّ‬
‫س َماءُ ِإلَهُُ َوفِيُ ْاأل َ ْر ِ ُ‬ ‫أجابتُ َُّ‬
‫ع َد ُِمُالشتراكُفيها‬ ‫‪ِ .‬إلَهُ﴾[الزخرف‪ُ]84:‬أيُمعبودُُفيهما‪ُ،‬وقد ََُّمُالسما َُءُلش ََرفِهاُو َ‬
‫منزلَتهُفيُقلبك؟ُهلُهوُمثلُمنزلتهُفيُقلوبُ‬ ‫ويحتملُأنُيكونُمرادهُبقولهُـُعليهُالصالةُوالسالمُـُ«أينُهللا؟»ُأي‪ُ:‬أَيْنَُُ ِ‬
‫المشركينُمنُتسويتهمُلهُتعالىُمعُمخلوقاتهُفيُاأللوهية‪ُ،‬فأهانواُمنصبُاأللوهيةُاألعلىُوتالعبواُبهُحيثُأثبتوهُلمنُلُ‬
‫لُ‬ ‫تُ َواأل َ ْر َُ‬
‫ضُ َو َج َع َُ‬ ‫س َم َاوا ُِ‬ ‫الًُمنُبعضُالحيواناتُوالجمادات‪ُ،‬كماُقالُتعالى‪ْ ﴿ُ:‬ال َح ْمدُُ ِ ُ‬
‫ِلُِالَّذِيُ َخلَقَُُال َّ‬ ‫الًُولُنَ ْق ُ‬ ‫يستحِ قُّهُُعق ُ‬
‫َرُـُس ْب َحانَهُُـُأفعالَهُالتيُيَعجزُُعنهاُكلُماُسواهُفالُيفعلهاُلُ‬ ‫َّ‬
‫ورُث َُّمُالذِينَُُ َكفَروُاُْبِ َربِ ِهمُيَ ْعدِلونَُُ﴾ُ[األنعام‪ُ،]1:‬فذَك َُ‬
‫تُ َوالنُّ َُ‬ ‫ُّ‬
‫الظل َما ُِ‬
‫وتنزهِهُتعالىُعنُالشريكُفيُذاتهُوصفاتهُ‬ ‫لُوحدانيتهُ ُّ‬ ‫بالحقيقةُولُبالمجاز‪ُ،‬ثمُالذينُكفرواُبأنعمُالمولىُالعظيمُو َج َحدواُدلئِ َُ‬
‫غيره‪ُ،‬وأتىُبـ"ث َُّم"ُلستبعادُصدورُهذهُالرذيلةُمنُالعقالء‪ُ،‬فأجابتُتلكُالسوداءُُ‬ ‫غيره‪ُ،‬أي‪ُ:‬يساوونَُُبهُ َ‬ ‫وأفعالهُ َي ْعدِلونُبهُ َ‬
‫لتعذُّرُالنطقُمنهاُبأنُُمنزلةُهللاُتعالىُعندهاُليسُكمثلُمنزلتهُفيُقلوبُالمشركينُمنُعدمُالتعظيم‪ُ،‬بلُهوُعندهاُفيُالرفعةُ‬
‫عظمواُأحداُفيُغايةُالتعظيمُقالواُفيُ‬ ‫صلُُأ َحدُُإلىُقَد ِْرهُولُإلىُالتشبيهُبهُألنُُالناسُإذاُ َّ‬ ‫والجاللةُفيُالسماءُاألعلىُلُيَ ِ‬
‫‪.‬التعبيرُفيُذلك‪ُ:‬فالنُُأراهُفيُالسماءُاألعلىُونج ًماُفيُالسماءُوماُأشبهُذلك‬

‫)‪.‬قوله‪(ُ:‬فيَ ْعلَمُُاألَيْنُُأَيْنَُُأ َ ْنتَُ‬

‫لُفيَ ْعلَ َُمُذلكُاألينُُبك ْن ُِهُذاتِك‪ُ،‬إذُاألَيْنُُ‬ ‫المضارع‪ُ،‬أي‪ُ:‬لُأَيْنَُُلَكَُُلُبالقَبو ُِ‬


‫لُولُبالحصو ُِ‬ ‫ِ‬ ‫هذاُكالمُمرتَّبُعلىُنَ ْفي‪ُ،‬ولهذاُين َ‬
‫صبُُ‬
‫لُفيهُفهوُمنُاألجرامُالكثيرةُاألمثال‪ُ،‬فالُخفاءُإذًاُلذاتُُلهاُأين‬ ‫‪.‬يَ ْعلَمُُ َُّ‬
‫بأنُكلُماُ َح َُّ‬

‫ْسُل ِْل َو ْه ُِمُمِ ْنكَُُ َو ْهمُ‬


‫)‪.‬قوله‪َ (ُ:‬ولَي َُ‬

‫أموراُمنُاألجرامُواألعراضُمنهاُماُكانُومنهاُماُلمُيكن‪ُ،‬وبالجملةُفهوُإدراكُُلُيخوضُإلُ‬ ‫بالو ْه ُِمُهناُإدراكُُيقدِرُُ ً‬


‫مرادهُ َ‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫فيُجنسُاألجرامُوجنسُأعراضها‪ُ،‬ولماُتنزهَُُالمولىُالعظيمُأنُيماثِلُشيئاُمماُسواهُمنُأجناسُاألجرامُوأجناسُاألعراضُ‬
‫ور َج َُعُخا ِسئًاُلُيَ ْقدِرُُأنُيَ ْل َم َُ‬
‫حُالذاتَُُال َع ِليَّةُولُصفاتهاُألنُُذلكُالجاللُالعديمُالمثالُخارجُوبعيدُ‬ ‫الو ْه ُِمُ َ‬
‫صتُُْأجنحةُُ َ‬
‫عمو ًماُق َّ‬
‫‪.‬غاي ُةَُالبعدُعنُجنسُعِشِهُالذيُ َّ‬
‫يتحركُفيه‬

‫ْفُأ َ ْنتَُ‬ ‫)قوله‪(ُ:‬فيَ ْعلَمُُ َ‬


‫الو ْهمُُ َكي َُ‬

‫لُارتسامُُذاتكُالعليةُوصفاتكُالجليلةُالم َرفَّ َعةُفيُ َو ْهمُُمنُاألوهامُلمُ‬


‫ي ُِالذيُقبله‪ُ،‬يعنيُأنهُلماُاستحا َُ‬ ‫هذاُأيضاُمرتَّبُُعلىُالنَّ ْف ُ‬
‫عجْ ًزاُ‬
‫فُ َ‬ ‫َّ‬
‫َضُالط ْر َُ‬
‫ش ِهدتُبهُالعوالِم‪ُ،‬وغ َُّ‬ ‫أدركُمنُذلكُالجاللُعلىُالجملةُماُ َ‬‫للو ْه ُِمُع ِْلمُُبذلكُالجالل‪ُ،‬وإنماُالعَقلُُ َوحْ َدهُُ َ‬
‫ْ‬ ‫يكنُ َ‬
‫‪.‬ع َّماُورا َُءُذلك‬

‫يءُ‬
‫ش ْ‬
‫لُ َ‬ ‫)‪.‬قوله‪(ُ:‬أ َ َح ْ‬
‫طتَُُع ِْل ًماُ ِبك ُِ‬

‫لُعليهمُبن َْزرُُيسيرُمنُالع ِْلمُينتفعونُ‬ ‫طُع ِْل ًماُبكلُماُسواه‪ُ،‬لُيحيطونُع ِْل ًماُبك ْن ُِهُذاتِه‪ُ،‬وإنماُتف َّ‬
‫ض َُ‬ ‫يعنيُأنُُالمولىُالعظيمُأحا َُ‬
‫‪.‬معهُفيُأمرُدنياهمُوآخرتهم‬
‫ش ْيءُُت ََراهُُأ َ ْنتَُ‬ ‫)‪.‬قوله‪َ (ُ:‬وك َُّ‬
‫لُ َ‬

‫حُلمنُشئتُفيماُشئتُمنُغيرُتكييفُُ‬ ‫أي‪ُ:‬كلُموجودُفأنتُتراه‪ُ،‬وسائرُالموجوداتُ َح َج ْبت َهمُعنُرؤيةُذلكُالجالل‪ُ،‬إلُأنُت َ ْفت َ َُ‬


‫‪.‬ولُتحديد‪ُ،‬فهذاُكلهُتحقيقُُلعظيمُم ْلكِهُوقهرهُكلُماُسواه‪ُ،‬وعبوديةُكلُماُسواهُله‬

‫ْسُأ َ ْرجوُس َِواكَُُأ َ ْنتَُ‬


‫نُبالعَ ْف ُِوُيَُاُإِلَ ِهي‪ُ،‬فَلَي َُ‬
‫)قوله‪(ُ:‬فَم َُّ‬

‫هذاُمرتَّبُُعلىُالعلمُوالرؤيةُلكلُموجود‪ُ،‬ومنُجملةُالموجوداتُالمعاصيُالتيُتقعُمنُالعبيد‪ُ،‬وقدُعلمتُأنُالجانيُإذاُلمُيَ َُرُ‬
‫صرهُوإنماُش ِهدُعليهُبذلكُربماُيحتالُعليهُبإنكارُُوتجريحُللشاهدُونحوُذلك‪ُ،‬أماُإذاُعلمُأنُالملكُقدُرأىُ‬ ‫ال َملِكُُجنايتهُبِبَ ِ‬
‫ْ‬
‫ض ُِةُال َملِكِ ‪ُ،‬انقطعتُعنهُالحِ يَلُُكلهاُولمُي ْم ِكنهُُإلُالنداءُبالويلُوالثبورُوالتضرعُبينُيديُ‬ ‫َ‬
‫جنايتهُببصره‪ُ،‬والف َْرضُُأنهُفيُق ْب َ‬
‫المنزهةُفيُطلبُالعفو‪ُ،‬فهذاُوجهُترتيبُهذاُالكالمُبالفاء‪ُ،‬علىُماُقبله‪ُ،‬وهللاُأعلم‪ُ،‬‬ ‫الملكُوالتشفعُإليهُبخواصُعبيدهُوبذاتهُ َّ‬
‫‪.‬وبهُالتوفيقُلُربُغيرهُولُمعبودُسواه‬

‫اللهمُاختمُلناُباألمنُواإليمانُوالسالمةُواإلسالمُوالمغفرةُلجميعُالذنوبُبالُمحنةُياُغفورُبجاهُسيدناُمحمدُصلىُهللاُعليهُ‬
‫‪.‬وعلىُآلهُوصحبهُوسلم‬

‫وكانُالفراغُمنهُوقتُاإلهابُمنُيومُالجمعةُالتاسعُمنُصفرُالخيرُسنةُ‪ُ1182‬هـُعلىُيدُعثمانُبنُأحمدُالورغيُغفرُهللاُ‬
‫‪.‬لهُآمين‬

‫ووافقُالفراغُمنُالعتناءُبهُعلىُيدُالفقيرُإلىُربهُالهاديُنزارُبنُعليُحماديُفيُالسادسُمنُرجبُاألصبُسنةُ‪ُ1428‬‬
‫‪.‬هجريةُالموافقُلـ‪ُ21‬جويليةُسنةُ‪ُ2007‬ميالدية‬

‫]وفوقُكلُذيُعلمُعليمُ[يوسف‪٧٦:‬‬

‫ردُمعُاقتباسُردُمعُاقتباس‬

‫الصورةُالرمزيةُجاللُعليُالجهانيُجاللُعليُالجهانيُُجاللُعليُالجهانيُغيرُمتواجدُحاليُا ً ‪21-07-2007, 13:19 #2‬‬

‫خادمُأهلُالعلم‬

‫إلىُجاللُعليُالجهاني ‪ Yahoo‬إرسالُرسالةُعبر‬

‫تاريخُالتسجيل‬

‫‪Jun 2003‬‬
‫المشاركات‬

‫‪3,997‬‬

‫مقالتُالمدونة‬

‫‪2‬‬

‫‪ ..‬باركُهللاُفيكُأخيُالعزيزُنزار‪ُ،‬وكتبُلكُأجرُمنُقرأُأوُاستفاد‪ُ،‬وجعلهاُفيُميزانكُفيُالصدقاتُالجارية‬

‫‪http://www.aslein.net/showthread.php?t=6466‬‬

‫عددُالرسائلُ‪3071ُ:‬‬

‫تاريخُالتسجيلُ‪2007/07/25ُ:‬‬

‫‪ am‬مساهمةموضوع‪ُ:‬شـــــــرحُ‪ُ-‬رأيتُربيُبعينُقلبيُُُاألحدُسبتمبرُ‪8:02ُ2007ُ,02‬‬

‫ش َْرحُُأ َ ْب َياتُُفِيُالت َّ َ‬
‫ص ُّوفُِ‬

‫لإلمامُأبيُعبدُهللاُمحمدُبنُيوسفُالسنوسيُالحسني‬

‫)ـُ‪895‬هـ ‪( 832‬‬

‫بسمُهللاُالرحمنُالرحيم‬

‫وصلىُهللاُعلىُسيدناُمحمدُوآله‬
‫قالُالشيخُالسنوسيُرحمهُهللاُتعالى‬

‫هذاُتعليقُعلىُقولُبعضُالساداتُـُرضيُهللاُتعالىُعنهمُأجمعينُـ‬

‫ْنُقَ ْلــبِيُ‪ُ:::‬فَق ْلتُُ ُ‬


‫لَُشَكَُُّأ َ ْنتَُُأ َ ْنـتَُ‬ ‫َرأَيْتُُ َربِيُبِعَي ُِ‬

‫لَُأَيْنَُُث ََُّمُأ َ ْنــتَُ‬


‫لُأَيْنُُ‪ُ:::‬فَ َحيْثُُ ُ‬
‫أ َ ْنتَُُالَّذِيُح ْزتَُُك َُّ‬

‫ْنُمِ ْنكَُُأَيْــنُُ‪ُ:::‬فَيَ ْعلَمُُاألَيْــنُُأَيْنَُُأ َ ْنتَُ‬


‫ْسُل ِْْلَي ُِ‬
‫َولَي َُ‬

‫ْفُأ َ ْنتَُ‬ ‫ْسُل ِْل َو ْه ُِمُفِيكَُُ َو ْهـمُُ‪ُ:::‬فَ َي ْعلَمُُ َ‬


‫الو ْهـمُُ َكي َُ‬ ‫َولَي َُ‬

‫َــراهُُأ َ ْنتَُ‬
‫يءُُت َ‬
‫ش ْ‬ ‫يءُُ‪َ ُ:::‬وك َُّ‬
‫لُ َ‬ ‫ش ْ‬
‫لُ َ‬ ‫أ َ َح ْ‬
‫طتَُُع ِْل ًماُبِك ُِ‬

‫ْسُأ َ ْرجوُس َِواكَُُأ َ ْنـتَُ‬


‫نُ ِبال َع ْف ُِوُ َياُ ِإلَــ ِهيُ‪ُ:::‬فَلَي َُ‬
‫فَم َُّ‬

‫‪ .‬الحمدُهلل‪ُ،‬والصالةُوالسالمُعلىُسيدناُومولناُمحمدُوعلىُآله‬

‫ْنُقَ ْل ِبي‬
‫)قوله‪َ (ُ:‬رأَيْتُُ َربِيُبِعَي ُِ‬

‫عيْنُُالقَ ْل ِ‬
‫ب‪ُ،‬‬ ‫يعني‪ُ:‬عرفتهُبوجودهُوماُيَ ِجبُُلهُوماُيَ ْستَحِ يلُُوماُيَجوزُُببصيرةُقَ ْلبِيُالتيُهيُ َ‬

‫صحيحة‬ ‫‪ .‬وهوُالج ْزءُُمنهُالذيُيَقومُُبهُالعِلمُُوالف َ‬


‫ِكرةُُالمضيئةُُال َّ‬
‫)وقوله‪(ُ:‬فَق ْلتُُ ُ‬
‫لَُشَكَُُّأ َ ْنتَُُأ َ ْنتَُ‬

‫عر ْفتهُبالبرهانُالقاطعُ‪ُ،‬وتميَّزَُُليُعنُكلُماُسواه‪ُ:‬لُشكَُُّولُ َري َُ‬


‫ْبُأنتُياُموليُهوُالموصوفُ‬ ‫يعني‪ُ:‬فقلتُبقلبيُلماُأنُ َ‬

‫ص َرتْ َهاُبالبرهانُ َ‬
‫عيْنُُقَلبِي‬ ‫‪.‬بهذهُالمحاسنُالتيُأ ْب َ‬

‫وإنماُ َرت َّ َُ‬


‫بُالقَ ْو َُ‬
‫لُعلىُرؤيةُالقلبُـُوهيُمعرفتهُباهللُتعالىُـُتنبي ًهاُعلىُأنُُحصولُاإليمانُهوُعندُحصولُالمعرفة؛‬

‫سُالتابِ ُِعُللمعرفة‪ُ،‬لُنَ ْفسُُ ِ‬


‫المعرفَةُخالفًاُللشيخُاألشعري‬ ‫‪.‬ألنُُاإليمانَُُـُعلىُاألصحُـُهوُ َحدِيثُُالنَّ ْف ِ ُ‬

‫عرفَةُُالذوقِيَّةُُالتيُهيُآخرُ َمقا َما ُِ‬


‫تُالسالكين‪ُ،‬فيكونُحينئذُمعنىُقوله‬ ‫ْنُالقَ ْل ُِ‬
‫بُال َم ِ‬ ‫عي ُِ‬
‫ويحتملُأنُيكونُمرادهُبرؤيةُ َ‬

‫لًُبحسبُال َم ِ‬
‫عرفَةُالرسميةُالتيُأنتجتهاُالبراهينُالعقلية؛" ‪:‬‬ ‫عرفةُالذوقيةُهوُأ ْنتَُُ َّأو ُ‬
‫بُال َم ِ‬ ‫أ َ ْنتَُُأ َ ْنتَُ"ُأي‪ُ:‬أنتَُُاآلنُب َح َ‬
‫س ُِ‬

‫ش ِه َُدُبهُالع ِْلمُُ َّ‬


‫الرسْمِ ي‪ُ،‬‬ ‫يُعلىُ ِو ْف ُِ‬
‫قُماُ َُ‬ ‫ص َّح ُِةُالذَّ ْو ُِ‬
‫قُأنُيَج ِْر َُ‬ ‫إذُعالمةُُ ِ‬

‫ولهذاُيستعيذُُالمؤمنونُفيُاآلخرةُمنُالصورةُالتيُتظهرُلهمُفيُالموقفُعلىُصفةُالحوادثُفتقولُأناُربُّكم‪ُ،‬‬

‫فيقولون‪ُ:‬هذاُمكانناُحتىُيأتيناُربُّنَاُأوُحتىُيظهرُلناُعلىُالصفةُالتيُعرفناهُبهاُمنُ ُّ‬
‫التنزُِهُعنُسماتُالحوادث‬

‫كلهاُ‪ُ،‬ولهذاُلماُرأوهُعلىُماُ َي ِجبُُلهُتعالىُخ َُّرواُس َّجدًا‪ُ،‬‬

‫العارفُُبماُيَ ِجبُُلمولنَاُوماُيَجوزُُوماُيَ ْستَحِ يلُُمنُغيرهُ‪ُ،‬‬ ‫وتلكُالفتنةُُفيُاآلخرةُهيُآخرُال ِفت َُِنُالتيُيَ ْ‬


‫ظ َهرُُبهاُالمؤمنُ ِ‬

‫ض َر ُِرُتلكُالفتنةُإلُمنُأتْقَنَُُعقائِ َدهُُفيُهذهُالدارُقبلُموتهُوأ ْس ِع َُدُبالمماتُعلىُذلك‪ُ،‬‬


‫ولُ َي ْسلَمُُمنُ َ‬
‫خرىُبجاُِهُسيدناُومولناُمحمدُصلىُهللاُعليهُوسلم‬ ‫‪.‬نسألُهللاُسبحانهُالسال َم ُةَُمنُ ُِ‬
‫شرُكلُمِ حنَةُُدن َياُوأ َ‬

‫لُأَيْنُ‬
‫)قوله‪(ُ:‬أ َ ْنتَُُالَّذِيُح ْزتَُُك َُّ‬

‫أي‪ُ:‬أنتُالذيُأحطتُبكلُمكانُُمنُالعوالمُع ِْل ًماُوم ْل ًكاُوت َدبِ ً‬


‫يرا‪ُ،‬أيُك ُُّ‬
‫لُالعوالِم‬

‫يشارككُفيُم ْل ِك َهاُولُتد ِب ِ‬
‫يرهاُأ َ َحدُُعمو ًما؛‬ ‫وكلُجزءُُمنهاُلُ ِ‬

‫ألنُكلُج ْزءُُمنُأجزاءُالعوالمُيَ ْ‬
‫صلحُُأنُيكونُ َمكانًاُلجزءُُآخرُليستَق َُّ‬
‫ِرُعليهُ‪ُ،‬‬

‫فاألَيْنُُإذًاُصادِقُُبكلُجزءُُمنُأجزاءُالعوالِم‪ُ،‬‬

‫لكلُأَيْنُُبالم ْلكُُِوالتدبيرُوالع ِْل ُِمُوالقَ ْه ِر‪ُ،‬وهوُمعنىُم ْل ِك ُِهُلكلُالعوالمُوتدبيرهُلشؤونها‪ُ،‬وهللاُتعالىُأعلم‬


‫‪.‬ف َح ْوزهُُ ُِ‬

‫لَُأَيْنَُُث ََُّمُأ َ ْنتَُ‬


‫)‪.‬قوله‪(ُ:‬فَ َحيْثُُ ُ‬

‫ضيَّةُُالملزومينُلقبولُ‬
‫الج ْرمِ يَّةُُوال َع َر ِ‬ ‫أشارُبـ"ث ََُّم"ُإلىُالمرتبةُالتيُتن ََّزهُُعنُاألَي ِْن‪ُ،‬وهيُ َمرت َ َبةُُاإللَ ُِهُال َح ُِ‬
‫قُالذيُيستحيلُعليهُ ِ‬
‫َ‬
‫األي ِْن‪ُ،‬‬

‫لُاألَي ِْنُ‬
‫ضيَّةُوقَبو ُِ‬ ‫وهيُالتيُأرادُأيضاُبقوله‪َ "ُ:‬حيْثُ"‪ُ،‬أي‪ُ:‬أنتُياُموليُفيُال َمرتبةُالتيُتن ََّزهُُعنُ ِ‬
‫الج ْرمِ يَّةُوال َع َر ِ‬

‫خواصُالعوالِمُالحادِثةُالتيُح ْزتَُُجميعَهاُخ َْلقًاُوم ْل ًكاُوت َدبِ ً‬


‫يرا‪ُ،‬‬ ‫ُِ‬ ‫الذيُهوُمنُ‬

‫حُفيهاُأَيْن‪ُ،‬‬ ‫فكيفُيمكنُأنُتكونُياُموليُفيُمرتبةُت ْش ِبهُُملكَك؟!ُفأنتُإذًاُياُموليُفيُمرتبةُلُ َي ِ‬


‫ص ُُّ‬
‫ص َمدُالذيُلمُيلدُولمُيولَدُولمُيكنُلهُكفؤً اُأحد‪ُ،‬‬
‫وهيُ َمرتَبَةُُكونِكَُُالواحِ دُُاألحدُالف َْردُُال َّ‬

‫‪.‬ولهذاُأشارُإلىُهذهُالمنزلةُالعديمةُالمثال‬

‫ْنُمِ ْنكَُُأَيْنُ‬
‫ْسُل ِْْلَي ُِ‬
‫)‪.‬قوله‪َ (ُ:‬ولَي َُ‬

‫ْنُمنكُأَيْن‪ُ،‬‬
‫والج َهات‪ُ،‬لمُيَكنُلْلَي ُِ‬
‫امُمنُقَبولُاألَيْنُ ِ‬
‫تنز ْهتَُُعنُالت َّ َحي ُُِّزُوصفاتُاألَج َْر ُِ‬
‫يعني‪ُ:‬إنكُياُموليُلماُ َّ‬

‫سلَّمُُالكالمُُالذيُيقَالُُفيه‪ُ:‬أينُأنت؟‬
‫أي‪ُ:‬لمُ َيكنُللفظُاألينُمنكُأينُُولُلمعناه‪ُ،‬والسؤالُبهُمنُجهةُجاللكُمحال‪ُ،‬ولُي َ‬

‫بلُيعت ََرضُُذلكُالكالمُوي ْب َ‬
‫طل‪ُ،‬إلُأنُيريدُبهُصاحبهُغيرُمعنىُاألينُالحقيقي‪ُ،‬‬

‫‪» ُ،‬وينصبُقرين ُةًُعلىُمراده‪ُ،‬كقولهُـُعليهُالصالةُوالسالمُـُللسوداء‪«ُ:‬أينُهللا؟‬

‫اختباراُلهاُهلُهيُمنُالمشركاتُوالمشركين‬
‫ً‬ ‫فإنهُقالُـُعليهُالصالةُوالسالمُـُذلكُ‬

‫الذينُيعبدونُاألصنامُالتيُمحلُّ َهاُفيُاألرضُوو ِج َُدُتعظيمهاُفيهاُفقط‪ُ،‬فأجابتُهي‬

‫بأنُُمعبودهاُليسُالذيُي َّ‬
‫عظمُُفيُاألرضُفقطُـُوهيُاألصنامُـ‪ُ،‬‬

‫الَُـ‬
‫عُ‬ ‫وإنماُمعبودهاُهللا‪ُ،‬فيُالسماءُلُ َّ‬
‫يعظمُُفيهاُغيره‪ُ،‬بخالفُاألرضُفإنهُقدُعبِ َُدُفيهاُمولناُـُ َج َُّ‬
‫لُ َو َ‬

‫ِرُإلىُاألرضُ ِل َماُفيُذلكُمنُاللَّب ِْسُ‬


‫وع ِب َُدُفيهاُغَيره‪ُ،‬ولهذاُلمُتش ُْ‬

‫قُفيهاُبالمعبوداتُالباطلةُفيُالعبادة‪ُ،‬ولُكذلكُالسماء‪ُ،‬‬
‫لختالطُالمعبودُال َح ُِ‬
‫‪:‬فكأنهاُأجابتُ َُّ‬
‫بأنُمعبو َدهاُهللاُُالذيُت َعبدهُالمالئكةُُفيُالسماءُ َوح َده‪ُ،‬كماُقالُتعالى‬

‫﴿ َوه َُوُالَّذِيُفِيُال َّ‬


‫س َماءُإِلَهُُ َوفِيُ ْاأل َ ْر ِ ُ‬
‫ضُإِلَهُ﴾[الزخرف‪ُ]84:‬أيُمعبودُُفيهما‪ُ،‬‬

‫ع َد ُِمُالشتراكُفيها‬
‫‪.‬وقد ََُّمُالسما َُءُلش ََرفِهاُو َ‬

‫ويحتملُأنُيكونُمرادهُبقولهُـُعليهُالصالةُوالسالمُـُ«أينُهللا؟»ُأي‪ُ:‬أَيْنَُُ ِ‬
‫منزلَتهُفيُقلبك؟ُهلُهوُمثلُمنزلته‬

‫فيُقلوبُالمشركينُمنُتسويتهمُلهُتعالىُمعُمخلوقاتهُفيُاأللوهية‪ُ،‬فأهانواُمنصبُاأللوهيةُاألعلى‬

‫الًُولُنَ ْق ُ‬
‫الًُمنُبعضُالحيواناتُوالجمادات‪ُ،‬‬ ‫وتالعبواُبهُحيثُأثبتوهُلمنُلُيستحِ قُّهُُعق ُ‬

‫تُ‬ ‫لُ ُّ‬


‫الظل َما ِ‬ ‫تُ َواأل َ ْر َُ‬
‫ضُ َو َجعَ َُ‬ ‫س َم َاوا ُِ‬ ‫كماُقالُتعالى‪ْ ﴿ُ:‬ال َح ْمدُُ ِ ُِ‬
‫ِلُالَّذِيُ َخلَقَُُال َّ‬

‫ورُث َُّمُالَّذِينَُُ َكفَروُاُْ ِب َر ِب ِهمُ َي ْعدِلونَُُ﴾ُ[األنعام‪1:‬‬


‫‪َ ]ُ،‬والنُّ َُ‬

‫َرُـُس ْب َحانَهُُـُأفعالَهُالتيُيَعجزُُعنهاُكلُماُسواهُفالُيفعلهاُلُبالحقيقةُولُبالمجاز‪ُ،‬‬
‫فذَك َُ‬

‫لُوحدانيته‬
‫ثمُالذينُكفرواُبأنعمُالمولىُالعظيمُو َج َحدواُدلئِ َُ‬

‫غيره‪ُ،‬‬ ‫ُّ‬
‫وتنزهِهُتعالىُعنُالشريكُفيُذاتهُوصفاتهُوأفعالهُيَ ْعدِلونُبهُ َ‬

‫غيره‪ُ،‬وأتىُبـ"ث َُّم"ُلستبعادُصدورُهذهُالرذيلةُمنُالعقالء‪ُ،‬‬
‫أي‪ُ:‬يساوونَُُبهُ َ‬

‫فأجابتُتلكُالسوداءُُلتعذُّرُالنطقُمنهاُبأنُُمنزلةُهللاُتعالىُعندهاُليسُكمثلُمنزلتهُفيُقلوبُالمشركينُمنُعدمُالتعظيم‪ُ،‬‬
‫صلُُأ َحدُُإلىُقَد ِْره‬
‫بلُهوُعندهاُفيُالرفعةُوالجاللةُفيُالسماءُاألعلىُلُيَ ِ‬

‫‪:‬ولُإلىُالتشبيهُبهُألنُُالناسُإذاُ َّ‬
‫عظمواُأحداُفيُغايةُالتعظيمُقالواُفيُالتعبيرُفيُذلك‬

‫‪.‬فالنُُأراهُفيُالسماءُاألعلىُونج ًماُفيُالسماءُوماُأشبهُذلك‬

‫)‪.‬قوله‪(ُ:‬فيَ ْعلَمُُاألَيْنُُأَيْنَُُأ َ ْنتَُ‬

‫لُفيَ ْعلَ َُمُذلكُاألينُُبك ْن ُِهُذاتِك‪ُ،‬‬ ‫المضارع‪ُ،‬أي‪ُ:‬لُأَيْنَُُلَكَُُلُبالقَبو ُِ‬


‫لُولُبالحصو ُِ‬ ‫ِ‬ ‫هذاُكالمُمرتَّبُعلىُنَ ْفي‪ُ،‬ولهذاُين َ‬
‫صبُُ‬

‫لُفيهُفهوُمنُاألجرامُالكثيرةُاألمثال‪ُ،‬فالُخفاءُإذًاُلذاتُُلهاُأين‬ ‫‪.‬إذُاألَيْنُُ َي ْعلَمُُ َُّ‬


‫بأنُكلُماُ َح َُّ‬

‫ْسُل ِْل َو ْه ُِمُمِ ْنكَُُ َو ْهمُ‬


‫)‪.‬قوله‪َ (ُ:‬ولَي َُ‬

‫بالو ْه ُِمُهناُإدراكُُيقدِرُُ ً‬
‫أموراُمنُاألجرامُواألعراضُمنهاُماُكانُومنهاُماُلمُيكن‪ُ،‬‬ ‫مرادهُ َ‬

‫وبالجملةُفهوُإدراكُُلُيخوضُإلُفيُجنسُاألجرامُوجنسُأعراضها‪ُ،‬‬

‫الو ْه ُِمُ َ‬
‫ور َج َُعُ‬ ‫تنزهَُُالمولىُالعظيمُأنُيماثِلُشيئًاُمماُسواهُمنُأجناسُاألجرامُوأجناسُاألعراضُعمو ًماُق َّ‬
‫صتُُْأجنحةُُ َ‬ ‫ولماُ َّ‬
‫خا ِسئًا‬

‫لُيَ ْقدِرُُأنُيَ ْل َم َُ‬


‫حُالذاتَُُالعَ ِليَّةُولُصفاتهاُألنُُذلكُالجاللُالعديمُالمثالُخارجُوبعيدُغاي ُةَُالبعدُعنُجنسُعِشِهُالذيُ َّ‬
‫يتحركُ‬
‫‪.‬فيه‬

‫ْفُأ َ ْنتَُ‬ ‫)قوله‪(ُ:‬فيَ ْعلَمُُ َ‬


‫الو ْهمُُ َكي َُ‬

‫لُارتسامُُذاتكُالعلية‬ ‫هذاُأيضاُمرتَّبُُعلىُالنَّ ْف ُ‬
‫ي ُِالذيُقبله‪ُ،‬يعنيُأنهُلماُاستحا َُ‬
‫للو ْه ُِمُع ِْلمُُبذلكُالجالل‪ُ،‬‬
‫وصفاتكُالجليلةُالم َرفَّ َعةُفيُ َو ْهمُُمنُاألوهامُلمُيكنُ َ‬

‫عجْ ًزاُع َّماُورا َُءُذلك‬


‫فُ َ‬ ‫َضُ َّ‬
‫الط ْر َُ‬ ‫ش ِهدتُبهُالعوالِم‪ُ،‬وغ َُّ‬ ‫‪.‬وإنماُالعَ ْقلُُ َوحْ َدهُُ َ‬
‫أدركُمنُذلكُالجاللُعلىُالجملةُماُ َ‬

‫يءُ‬
‫ش ْ‬
‫لُ َ‬ ‫)‪.‬قوله‪(ُ:‬أ َ َح ْ‬
‫طتَُُع ِْل ًماُبِك ُِ‬

‫طُع ِْل ًماُبكلُماُسواه‪ُ،‬لُيحيطونُع ِْل ًماُبك ْن ُِهُذاتِه‪ُ،‬‬


‫يعنيُأنُُالمولىُالعظيمُأحا َُ‬

‫لُعليهمُبن َْزرُُيسيرُمنُالع ِْلمُينتفعونُمعهُفيُأمرُدنياهمُوآخرتهم‬


‫ض َُ‬
‫‪.‬وإنماُتف َّ‬

‫ش ْيءُُت ََراهُُأ َ ْنتَُ‬ ‫)‪.‬قوله‪َ (ُ:‬وك َُّ‬


‫لُ َ‬

‫أي‪ُ:‬كلُموجودُفأنتُتراه‪ُ،‬وسائرُالموجوداتُ َح َج ْبت َهمُعنُرؤيةُذلكُالجالل‪ُ،‬‬

‫حُلمنُشئتُفيماُشئتُمنُغيرُتكييفُُولُتحديد‪ُ،‬فهذاُكلهُتحقيقُُلعظيمُم ْلكِهُوقهرهُكلُماُسواه‪ُ،‬‬
‫إلُأنُت َ ْفت َ َُ‬

‫‪.‬وعبوديةُكلُماُسواهُله‬

‫ْسُأ َ ْرجوُس َِواكَُُأ َ ْنتَُ‬


‫نُبال َع ْف ُِوُيَاُ ِإلَ ِهي‪ُ،‬فَلَي َُ‬
‫)قوله‪(ُ:‬فَم َُّ‬

‫هذاُمرتَّبُُعلىُالعلمُوالرؤيةُلكلُموجود‪ُ،‬ومنُجملةُالموجوداتُالمعاصيُالتيُتقعُمنُالعبيد‪ُ،‬‬

‫صرهُوإنماُش ِهدُعليهُبذلكُربماُيحتالُعليهُبإنكارُُوتجريحُللشاهدُونحوُذلك‪ُ،‬‬
‫وقدُعلمتُأنُالجانيُإذاُلمُ َي َُرُال َملِكُُجنايتهُ ِب َب ِ‬

‫ض ُِةُال َملِكِ ‪ُ،‬انقطعتُعنهُالحِ يَلُُكلهاُولمُي ْم ِك ْنهُُإلُالنداء‬


‫أماُإذاُعلمُأنُالملكُقدُرأىُجنايتهُببصره‪ُ،‬والف َْرضُُأنهُفيُقَ ْب َ‬
‫بالويلُوالثبورُوالتضرعُبينُيديُالملكُوالتشفعُإليهُبخواصُعبيدهُوبذاتهُ َّ‬
‫المنزهةُفيُطلبُالعفو‪ُ،‬‬

‫فهذاُوجهُترتيبُهذاُالكالمُبالفاء‪ُ،‬‬

‫‪.‬علىُماُقبله‪ُ،‬وهللاُأعلم‪ُ،‬وبهُالتوفيقُلُربُغيرهُولُمعبودُسواه‬

‫اللهمُاختمُلناُباألمنُواإليمانُوالسالمةُواإلسالمُوالمغفرةُلجميعُالذنوبُبالُمحنةُياُغفور‬

‫‪.‬بجاهُسيدناُمحمدُصلىُهللاُعليهُوعلىُآلهُوصحبهُوسلم‬

‫وكانُالفراغُمنهُوقتُاإلهابُمنُيومُالجمعةُالتاسعُمنُصفرُالخيرُسنةُ‪ُ1182‬هـُعلىُيدُعثمانُبنُأحمدُالورغيُغفرُهللاُ‬
‫‪.‬لهُآمين‬

‫ووافقُالفراغُمنُالعتناءُبهُعلىُيدُالفقيرُإلىُربهُالهاديُنزارُبنُعلي‬

‫حماديُفيُالسادسُمنُرجبُاألصبُسنةُ‪ُ1428‬هجريةُالموافقُلـ‪ُ21‬جويليةُسنةُ‪ُ2007‬ميالدية‬

‫__________________‬

‫لُغالبُإلُهللا‬

‫‪http://www.daraleman.org/forum/forum_posts.asp?TID=6424‬‬

‫الرجوعُالىُأعلىُالصفحةُاذهبُالىُاألسفل‬

‫قصيدةُالحالجُالعرفانية‬
‫ـيسُأَيـنُُ ِبـ َحيثُُأَنتَُ‬
‫ينُمِ ـنكَُُأَيـنُُ َولَ َُ‬
‫يسُلِـْل َ ُِ‬
‫فَـلَ َُ‬

‫لُأَينُُبِـنَح ُِوُلُأَيـنُفاينُأَنـتَُ‬
‫أَنـتَُُالَّـذيُحزتَُُك َُّ‬

‫فَـفيُفَـنائيُفَـناُفَـنائيُ َوفـيُفَـنائيُو ِجدتَُُأَنتَُ‬

‫عـنيُفَـقلتُُأَنتَُ‬
‫سـأَلتُُ َ‬
‫سمُ ِجسميُ َ‬
‫فيُ َمحوُاِسميُ َو َر ُِ‬

‫ِـرُقَلبيُفَـ َحيثماُكـنتُُكـنتَُُأَنتَُ‬
‫أَنـتَُُ َحـياتيُ َوس ُُّ‬

‫يسُأَرجـوُسِواكَُُأَنتَُ‬
‫ـنُبِـالعَف ُِوُيـاُإِلَـهيُفَـلَ َُ‬
‫فَـم َُّ‬

‫الموسيقىُ َوحْ يُُيعلوُعلىُكلُالحِ كمُوالفلسفات‬

‫بتهوفن‬

‫مدونتي‬

‫‪05-06-2010, 04:45 AM #2‬‬

‫عليُداودُُعليُداودُغيرُمتواجدُحاليُا ً‬

‫مشرفُمنتدىُفكرةُومنتدىُعلوم‬

‫الصورةُالرمزيةُعليُداود‬

‫تاريخُالتسجيل‬

‫‪Oct 2009‬‬

‫الدولة‬

‫بريطانيا‪/‬مسقط‬
‫المشاركات‬

‫‪3,302‬‬

‫افتراضي‬

‫الحالجُهوُحسينُبنُمنصورُالحالجُعاشُفيُالعراقُوترعرعُهناك‪ُ،‬وقدُأثارُلغطاُكبيراُفيُالعرفانُالسالمي‪ُ،‬واتهمُ‬
‫بالكفرُوصلبُفيُأيامُالمقتدرُالعباسي‪ُ،‬كماُاتهمهُالعرفاءُباذاعةُأسرارهمُوافشائها‪ُ،‬ونسبهُبعضُالىُالشعوذة‪ُ،‬الُأنُالعرفاءُ‬
‫يبرؤونهُمنُذلكُويرونُأنُالكفرياتُالتيُتلوحُمنُكالمهُانماُصدرتُعنهُفيُحالةُالسكرُوالفناءُالروحيُويسميهُالعرفاءُبـُ‬
‫‪().‬الشهيد‬

‫الموسيقىُ َوحْ يُُيعلوُعلىُكلُالحِ كمُوالفلسفات‬

‫بتهوفن‬

‫مدونتي‬

‫‪05-06-2010, 04:48 AM #3‬‬

‫عليُداودُُعليُداودُغيرُمتواجدُحاليُا ً‬

‫مشرفُمنتدىُفكرةُومنتدىُعلوم‬

‫الصورةُالرمزيةُعليُداود‬

‫تاريخُالتسجيل‬

‫‪Oct 2009‬‬

‫الدولة‬

‫بريطانيا‪/‬مسقط‬

‫المشاركات‬

‫‪3,302‬‬

‫افتراضي‬
‫بالغلطُوضعتُالموضوعُفيُهذاُالقسم‬

‫أرجوُنقلهُالىُقسمُالكالم‬

‫الموسيقىُ َوحْ يُُيعلوُعلىُكلُالحِ كمُوالفلسفات‬

‫بتهوفن‬

‫مدونتي‬

‫‪05-10-2010, 08:40 PM #4‬‬

‫عليُداودُُعليُداودُغيرُمتواجدُحاليُا ً‬

‫مشرفُمنتدىُفكرةُومنتدىُعلوم‬

‫الصورةُالرمزيةُعليُداود‬

‫تاريخُالتسجيل‬

‫‪Oct 2009‬‬

‫الدولة‬

‫بريطانيا‪/‬مسقط‬

‫المشاركات‬

‫‪3,302‬‬

‫افتراضيُشرحُقصيدةُالحالجُالعرفانية‬

‫شرحُقصيدةُالحالج‬

‫‪ :D‬ألحدُالخطيرين‬
‫لُأَنتَُ‬
‫ينُقَلبيُفَـقلتُُ َمـنُأَنتَُُقا َُ‬
‫َرأَيـتُُ َربـيُبِـ َع ُِ‬

‫فيُكثيرُمنُالحيانُتسمعُالناسُيتحدثونُعنُالقضاياُالتيُتردهمُقائلينُهذاُكالمُمنطقيُاوُغيرُمنطقيُاوُهذاُيقبلهُالعقلُ‬
‫وذاكُليقبله‪ُ،‬وترىُالكثيرُمناُيمجدُالعقلُويعتبرهُالحكمُعلىُافعالُالناسُفنحنُنقيسُافعالُالناسُبعقولناُونرىُهلُافعالهمُ‬
‫سليمةُاوُغيرُسليمةُوُحينماُنريدُانُنقررُهلُهذاُالتصرفُصحيحُاوُانهُغيرُصحيحُفنحنُنعرضُالمسألةُعلىُعقولناُ‬
‫‪.‬وهكذاُصارُالعقلُهوُالحكمُوالمرجعُالذيُيقومُتصرفاتُجوارحناُوافعالها‬

‫ولكنُالعقلُليسُاداةُمثاليةُفهوُقابلُللخطأُواصدارُالحكامُالمجانبةُللصوابُوهناُكانُلبدُمنُانُتمرنُعقلكُعلىُالساليبُ‬
‫التيُتعصمهُمنُالخطأُوالزللُمثلُدراسةُالمنطقُفقدُقيلُعنُالمنطقُانهُآلةُتعصمُالعقلُعنُالسقوطُفيُالمغالطاتُوبحكمُ‬
‫‪.‬كونُالمنطقُآلةُواداةُفانهُيحتاجُالىُالدرسُوالتحصيلُلكيماُتتحققُعصمةُالذهنُمنُالوقوعُفيُالخطأ‬

‫إلُانُالعرفانيينُلهمُاتجاهُاخرُبهذاُالصددُفهمُيرونُكماُانُالعقلُهوُالحكمُالمقومُلتصرفاتُالجوارحُفانُالقلبُاوُالعرفانُ‬
‫هوُالحكمُالمقومُلتصرفاتُالعقلُفالمنطقُليعدوُانُيكونُاداةُوالداةُقدُيساءُاستخدامهُاوُلتستخدمُبحسبُالوجهُالمثلُ‬
‫فالبدُمنُتقويمُالعقلُبحـَكمُارقىُواعلىُمنزل ُةًُمنُالعقلُوهوُالقلبُوليسُالقلبُهناُهوُهذاُالعضوُالموجودُفيُالصدرُبلُ‬
‫القلبُهوُرتبةُمنُرتبُالدراكُمثلُماُانُالعقلُهوُمنزلةُورتبةُمنُرتبُالدراكُوالفهمُوالحصولُعلىُالمعرفة‪ُ،‬‬
‫والوصولُالىُالمعارفُفيُنظريةُالعرفاءُيكونُبصقلُمرآةُالقلبُوالبتعادُعنُالذنوبُوشوائبُالحياةُوكلماُصفتُالنفسُ‬
‫اكثر‪..‬صقلتُمرآتهاُاكثرُ‪...‬فانعكستُعليهاُالحقائقُوالمعارف‪ُ،‬فالعرفانيُوالمتصوفُليهتمُبالعقلُوالمنطقُكثيرُا ًُلنهُفيُ‬
‫‪.‬رتبةُاعلىُمنُرتبةُالعقلُفاليمكنُانُيفكرُفيُماهوُادنى‬

‫ولهذاُيقولُالحالج‪ُ،‬انهُرأىُربهُبعينُقلبهُ‪...‬وهناُاستخدامُمجازيُللفظُالعينُفهيُرؤيةُعرفانيةُوليستُرؤيةُعينيةُوليستُ‬
‫‪.‬رؤيةُادعائيةُمنُنمطُرؤيةُدعاةُالصانعُوالمصنوعُوالتفكرُفيُالفاقُوالنجومُوالديدانُوالبعيرُوالناقةُوطريقةُالخلق‬

‫فالحالجُهناُيريدُانُيقولُلناُانهُعرفُاللهُالحقيقيُوانُالناسُلمُتعرفُمنُهوُهللاُبلُعرفتُغيرهُواشارتُالىُسواه‪ُ،‬‬
‫فالعرفانُالذيُيتضمنُتجردُالنفسُمنُالمادةُوالخروجُالىُعالمُالملكوتُيتضمنُنمطُمنُالتوحدُمعُعالمُالمجرداتُفيكونُ‬
‫كلُمجردُعالمُوعارفُبغيرهُمنُالمجرداتُومثلُهذاُالكالمُنجدهُفيُالدياناتُالضارميةُالتيُتؤمنُانُالتأملُهوُنوعُمنُ‬
‫التوحدُمعُالطبيعةُوقواها‪ُ،‬والحالجُالذيُيرىُمثلُهذاُاللونُمنُالتوحدُيحاولُانُيعرضُصورةُالتوحدُمعُعالمُالمجرداتُ‬
‫الً‪ُ:‬منُانت؟ُفيجيبه‪ُ:‬اناُانتُ!ُايُمنُحيثُالوجودُوالوحدة‬
‫‪.‬فيُالشطرُالثانيُمنُالبيتُحينماُيصورُسؤالُمنهُالىُهللاُقائ ُ‬

‫ـيسُأَيـنُُ ِبـ َحيثُُأَنتَُ‬


‫ينُمِ ـنكَُُأَيـنُُ َولَ َُ‬
‫يسُلِـْل َ ُِ‬
‫فَـلَ َُ‬

‫الينُكماُيردُهناُوفيُكالمُالحكماءُبصورةُعامةُيقصدُبهُالمكان‪ُ،‬فالحالجُيريدُانُيقولُانُهللاُليحدهُمكانُلنهُلوُحدهُ‬
‫مكانُلصارُمحتملُللحركةُوالنتقالُمنُمكانُالىُمكانُاخرُوحيثُانُالحركةُعرضُونمطُمنُالتغييرُسواءُا ًُبمعناهاُ‬
‫الفلسفيُ(الخروجُمنُالقوةُالىُالفعل)ُاوُالعلميُ(النتقالُمنُمكانُالىُاخر)ُفانُالتغييرُليليقُبالواجبُوليليقُباهللُومنُثمُ‬
‫لوُكانُمحدودُبحدُمكانيُلكانُلهُجهاتُيشارُاليهاُمنُامامُووراءُويمينُوشمالُوهكذاُيكونُلهُجهاتُتمايزُبينماُالواجبُ‬
‫‪.‬بسيطُمنُكلُالجهاتُفاليمكنُانُتكونُفيهُجهةُمنُجهاتُالتمايز‬

‫فهوُبهذاُالمعنىُموجودُفيُحيثُالالُاينُاوُالالمكانُعلىُانُنراعيُانُالحالجُليقصدُماقالهُالمتكلمونُمنُانُهللاُخارجُ‬
‫‪.‬الزمانُوالمكان‪ُ،‬كماُسيتضحُفيُالبيتُالشعريُالقادم‬

‫لُأَينُُبِـنَح ُِوُلُأَيـنُفاينُأَنـتَُ‬
‫أَنـتَُُالَّـذيُحزتَُُك َُّ‬

‫هذاُالبيتُيأتيُتكملةُواستدراكُللبيتُالسابقُاذُانهُقدُيتبادرُالىُالذهنُانُالحالجُقصدُانُهللاُخارجُالزمانُوالمكانُعلىُ‬
‫نحوُماقالهُالمتكلمونُفلهذاُينبهُالىُانُمفهومُخروجهُمنُالمكانُهوُامرُيخالفُماذهبُاليهُالمتكلمونُمنُرأيُليقبلهُالعقلُ‬
‫فخروجُهللاُمنُالمكانُسببهُهوُانهُموجودُفيُكلُمكانُومحيطُبكلُمكان‪ُ،‬وتفصيلُهذاُالمرُهوُانُالتوفرُعلىُالمكانُهوُ‬
‫فرعُالجزئياتُلُفرعُالكلياتُلنُالمكانُينتزعُمنُاحاطةُاجزاءُالعالمُباحدُاجزاءهُبحيثُاذاُكانُللجسمُابعادُمتناهيةُ‬
‫وحدودُواطرافُينتهيُعندهاُفيُداخلُالمكانُايُانُيكونُالجسمُبكاملهُمحتوىُفيُالمكانُفعندهاُفقطُيتوفرُالجسمُعلىُ‬
‫المكانيةُوالُاذاُلمُيكنُلهُاطرافُونهاياتُمكانيةُفانهُيكونُخارجُاطارُالمكان‪ُ،‬وهكذاُفانُالمكانيةُهيُسمةُاجزاءُالعالمُ‬
‫لسمةُكلياته‪ُ،‬فكلياتُالعالمُغيرُمحدودةُبالمكانُوهناُيتضحُفسادُنظريةُالمتكلمينُاذُانُالخروجُمنُالزمانُوالمكانُصارُ‬
‫‪.‬غيرُمقصورُعلىُالواجبُوحدهُوانماُكلياتُالعالمُنفسهاُخرجتُمنهما‬

‫اذنُفاهللُفيُمفهومُالحالجُموجودُفيُكلُمكانُوانُمنُيكونُفيُكلُمكانُفانُالمكانُليحدهُفاليكونُلهُاينُوهذاُهوُ‬
‫مايفصلُنظريةُالمتكلمينُعنُنظريةُالفالسفةُوالمتصوفةُفخروجُهللاُمنُالمكانُبناءُا ًُعلىُالمتكلمينُهوُخروجُحقيقيُبينماُ‬
‫‪.‬وفقُالمتصوفةُوالفالسفةُفانُخروجهُهوُخروجُمنُحيثُالمفهومُاماُمنُحيثُالمصداقُفهوُفيُكلُمكانُوفيُكلُزمان‬

‫فَـفيُفَـنائيُفَـناُفَـنائيُ َوفـيُفَـنائيُو ِجدتَُُأَنتَُ‬

‫‪.‬قدُيبدوُلكُهذاُالبيتُمتناقضُا ًُولكنهُفيُالحقيقةُليحويُايُتناقضُلنهُيتضمنُاختالفُفيُنسبةُالشيءُالىُجهاتُمتعددة‬

‫فالموجودُوفقُنظريةُاصالةُالوجودُليعدمُوالُنتجُعنهُانقالبُالذاتُوهوُممتنعُاوُانقالبُوجودهُعدمُا ًُايُاجتماعُالوجودُ‬
‫‪.‬والعدمُوهوُجمعُالمتناقضينُالممتنع‬

‫‪.‬وهذاُماُايدهُالعلمُالحديثُفيُنظرياتهُمثلُقانونُحفظُالطاقةُوغيرهُمنُالقوانينُالفيزيائيةُالمعروفة‬
‫اذنُالموجودُوخصوصُا ًُالنسانُليعدمُابدُا ًُوليطوىُمنُصفحةُالوجودُابدُا ًُومايحدثُحينُموتُالنسانُانماُهوُخروجُمنُ‬
‫حالةُومرتبةُوجوديةُالىُمرتبةُوجوديةُاخرىُهذهُالمرتبةُتكونُاعلىُمنُسابقتهاُواقوىُوجودُا ًُذلكُانُالموجوداتُتتدرجُ‬
‫الًُوهكذاُفانتُتنتقلُمنُرتبةُوجوديةُ‬
‫فيُوجودهاُمنُحيثُالقوةُوالضعفُوالكمالُوالنقصُفالشمسُاقوىُوجودُا ًُمنُالقمرُمث ُ‬
‫اضعفُالىُرتبةُوجوديةُاقوىُواكمل‪ُ.‬وهكذاُفانُمايبدوُانهُفناءكُانماُهوُزيادةُفيُوجودكُفماحصلُانكُلنُتنفنىُابدُا ًُبلُ‬
‫‪.‬بموتكُفـنيُفناءكُفانتُستبقىُالىُالبدُولنُتفنى‬

‫ولكنُهذاُالوجودُليسُوجودُحقيقيُوانماُهوُ"وجودُرابط"ُفوجودكُمستمدُمنُذاتُهللاُفاذاُقيسُهذاُالوجودُبالعدمُفهوُ‬
‫وجودُولكنُاذاُقيسُبذاتُهللاُفهوُعدمُلنُالموجوداتُليستُسوىُخيالُوظاللُالموجودُالحقيقيُالمتمثلُبالواجبُومنُ‬
‫الواضحُانكُاذاُقستُالظلُبالعدمُفانُالظلُلهُلونُمنُالوجودُولكنُاذاُقستُالظلُبصاحبُالظلُفانهُلشيءُقياسُا ًُبصاحبهُ‬
‫‪.‬وهكذاُاذاُازيلُالظلُفانُمايتبقىُهوُصاحبُالظلُواذاُازيلُالنسانُمنُصفحةُالموجودُفانُمنُيتبقىُهوُهللا‬

‫عـنيُفَـقلتُُأَنتَُ‬
‫سـأَلتُُ َ‬
‫سمُ ِجسميُ َ‬
‫فيُ َمحوُاِسميُ َو َر ُِ‬

‫لًُلالبياتُالسابقةُوماشرحناهُسابقاً‪ُ،‬فالسمُوالجسمُكلهاُاعراضُتزولُعندُالموتُومايتبقىُ‬ ‫هذاُالبيتُالشعريُيأتيُاستكما ُ‬
‫هيُحقيقةُالنسانُالروحيةُوالتيُهيُمرتبةُوجوديةُاعلىُمنُالوجودُالماديُعلىُماُمرُسابقاً‪ُ،‬وفيُهذهُالمرتبةُيحصلُ‬
‫التوحدُمعُالعالمُومعُهللاُوهذهُالوحدةُليستُحلولُكماُقلناُسابقُا ًُولكنهاُوحدةُوجوديةُفهوُيسألُعنُنفسهُفاذاُبهُيسألُعنُهللاُ‬
‫‪ُ!.‬ايُانهُحصلُلونُمنُالتوحدُمعُهللاُسببهُتجردهُعنُادرانُالنقصُوارتقاءهُالىُرتبةُالكمال‬

‫ِـرُقَلبيُفَـ َحيثماُكـنتُُكـنتَُُأَنتَُ‬
‫أَنـتَُُ َحـياتيُ َوس ُُّ‬

‫الحياةُوالحيُفيُالمفهومُالفلسفيُهوُالفعـالُالدراكُفمفهومُالحيُهوُمنُيصدرُالفعلُمنهُمعُادراكهُبصدورُالفعلُعنه‪ُ،‬‬
‫فمصدريةُالدراكُوالفعلُعندُالنسانُعائدةُالىُهللاُفيكونُهللاُمصدرُالحياةُومصدرُالمعرفةُالقلبيةُالعرفانية‪ُ،‬ولنُالقدرةُ‬
‫لتكونُالُمنُالقادرُفوجودُالقدرةُدليلُعلىُوجودُالقادرُفاينماُكانُهو‪ُ،‬كانُهللا‪ُ،‬ومنُجهةُاخرىُفانُالموجوداتُهيُمراياُ‬
‫وجودُخالقهاُومظهرُمنُمظاهرهُوتجليُمنُتجلياتهُفوجودُالشيءُيكونُبوجودُخالقهُواينماُوجدُالشيءُوجدُهللاُمعهُوالعلةُ‬
‫‪.‬لبدُانُتجاورُمعلولهاُوالُحصلُالنفكاكُبينُالعلةُوالمعلولُوهوُمستحيلُفاهللُموجودُمعُكلُالشياء‬

‫الموسيقىُ َوحْ يُُيعلوُعلىُكلُالحِ كمُوالفلسفات‬

Vous aimerez peut-être aussi