Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
2 الحب في الله والبغض في الله
ويقول شيخ السلم ) :وكان عدد من المشركين يكفون عن
أشياء مما يؤذي المسلمين خشية هجاء حسان بن ثابت ،حتى إن
كعب بن الشراف لما ذهب إلى مكة كان كلما نزل عند أهل بيت
هجاهم حسان بقصيدة ،فيخرجونه من عندهم ،حتى لم يبق بمكة
1
من يؤويه (
محّيصة – رضي الله عنه – ذلك اليهودي فزجره أخوه ولما قتل ُ
محّيصة ) :والله لقد أمرني بقتله من لو أمرنيحويصة ،قال ُ
ت عنقك فقال حويصة :والله إن دينا ً بلغ منك هذابقتلك لضرب ُ
2
ب ن ثم أسلم حويصة ( ج ُلعَ َ
ولعل هذه الرسالة المختصرة تحقق شيئا ً من هذا الصل الكبير
عموما ً ،وتظهر جملة من المسائل المذكورة خصوصا ً ،وبالله
التوفيق .
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
3 الحب في الله والبغض في الله
المبحث الول
أهمية الموضوع
قال المصطفى -صلى الله عليه وسلم )) : -أوثق عرى اليمان :
الحب في الله والبغض في الله (( وفي حديث آخر قال -صلى الله
عليه وسلم)) : -من أحق في الله وأبغض في الله وأعطى لله
ومنع لله ؛ فقد استكمل اليمان(( 1إذا ً الحب في الله والبغض في
عرى اليمان ،فحري الله ليس إيمانا ً فحسب ،بل هو آكد وأوثق ُ
بنا أن نحرص على هذا المر .
كان -صلى الله عليه وسلم -يبايع على هذا المر العظيم ،فقد
جاء عن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه -أنه قال :أتيت
النبي -صلى الله عليه وسلم -وهو يبايع فقلت :يا رسول الله ،
ى وأنت أعلم .فقال : أبسط يدك حتى أبايعك ،واشترط عل ّ
)) أبايعك على أن تعبد الله ،وتقيم الصلة ،وتؤتي الزكاة ،
وُتناصح المسلمين ،وتفارق المشركين (( . 2
هذا هو الشاهد ،فهو -صلى الله عليه وسلم -بايع جرير بن عبد
الله على أن يناصح المسلمين وهذا هو الحب في الله ،ويفارق
المشركين وهذا هو البغض في الله ,تفارق المشركين بقلبك
وقالبك .بقلبك بأن تبغضهم وتعاديهم كما سيأتي مفصل ً إن شاء
الله ،وتفارقهم بجسدك كما سيأتي الشارة إلى الهجرة وهي
النتقال من دار الكفر إلى دار السلم إذا لم يكن الشخص
مستطيعا ً أن يظهر دينه في بلد الكفر وكان قادرا ً على الهجرة ؛
فإذا اجتمع المران تعّين عليه الهجرة والنتقال من دار الكفر إلى
دار السلم .
جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما -لما
سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم -عن آيات السلم ،فقال
الرسول -صلى الله عليه وسلم )) : -أن تقول أسلمت وجهي لله
عز وجل وتخليت ،وتقيم الصلة وتؤتي الزكاة ثم قال " :كل
مسلم على مسلم حرام أخوان نصيران ،ل يقبل الله عز وجل من
3
مشرك بعد ما أسلم عمل ً أو يفارق المشركين إلى المسلمين((
فتأمل رحمك الله كيف أنه صلى الله عليه جعل ذلك شرطا ً في
ض البغض في الله لعداء الله قبول العمل ،ول شك أن هذا مقت ٍ
عز وجل من الكافرين والمرتدين .قال شيخ العلمة سليمان بن
عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله عليهم ) : -فهل يتم
م المر بالمعروف والنهي عن م الجهاد أو عل ُ
الدين أو يقام عل ُ
أخرجه أحمد والحاكم وابن أبي شيبة في اليمان وحسنه اللباني . 1
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
4 الحب في الله والبغض في الله
المنكر إل بالحب في الله والبغض في الله ،والمعاداة في الله
والموالة في الله ،ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة
ومحبة من غيرعداوة ول بغضاء لم يكن فرقانا ً بين الحق والباطل ،
ول بين المؤمنين والكفار ،ول بين أولياء الرحمن وأولياء
1
الشيطان (
الحب في الله والبغض في الله من مكملت حب الله عز وجل
وحب الرسول صلى الله عليه وسلم فإن حب الله وحب الرسول
من أعظم الفرائض والواجبات وآكدها ،وفي المقابل فإن بغض
ح عن رسول الله فهو رسوله أو بغض شيء مما جاء عن الله أو ص ّ
من أنواع الردة والخروج عن الملة .
الناظر إلى واقع المسلمين الن يجد أنهم قد ضّيعوا هذا الصل ،
فربما كان الحب من أجل شهوات فيتحابون من أجل المال ،
ويتباغضون من أجل المال ،ويتحابون من أجل القبيلة والعشيرة
ويتباغضون من أجلها ،فإذا كان الشخص من قبيلتهم أحبوه ولو
كان كافرا ً ولو كان تاركا ً للصلة مثل ً ،والشخص يبغضونه إن لم
يكن منهم أو من عشيرتهم ولو كان أفضل الناس صلحا ً و تقي ،
وربما حصل الحب من أجل وطن أو من أجل قومية ،وكل ذلك ل
يجدي على أهله شيئا ً ،ول تنفع هذه الصلة وتلك المودات ؛ فل
ُيبتغى بها وجه الله ول قيمة لها عند الله .
وقد أشار إلى هذا ابن عباس حبر هذه المة وترجمان القرآن فيما
معناه "] :من أحب في الله وأبغض في الله ،ووالى في الله
وعادى في الله ؛ فإنما ُتنال ولية الله بذلك "[ أي إذا أردت أن
تكون وليا ً من أولياء الله عليك بهذا المر .
م اليمان إل بذلك ،وقد ثم قال ابن عباس "] :ولن تجد أحد ٌ طع َ
صارت عامة
مؤاخاة الناس لجل الدنيا ،وذلك ل ُيجدي على أهله شيئا ً "[
وصدق -رضي الله عنه، -فهذا في كتاب الله عز وجل ،قال
ب
ذا َ ن ات ّب َُعوا وََرأ َُوا ال ْعَ َ ن ال ّ ِ
ذي َ م َ
ن ات ّب ُِعوا ِ
ذي َ
َ
تعالى )) :إ ِذ ْ ت َب َّرأ ال ّ ِ
َ
ب(( )البقرة. (166: سَبا ُ م اْل ْ ت ب ِهِ ُ قط ّعَ ْ
وَت َ َ
قال ابن عباس ومجاهد ) :المراد بالسباب هنا :المودات
والصلت التي ليست لجل الله تعالى ( ز
لماذا ؟ لن الحب في الله والبغض في الله يراد به وجه الله
،والله تعالى هو الباقي سبحانه الدائم ،فلهذا ما كان لله يبقى ،
أما ما لم يكن لله فهو يضمحل ،فالشخص الذي يحب آخر من أجل
الدنيا هذه الرابطة تنتهي وتفني وتتقطع وتجد أن هؤلء يتعادون .
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
5 الحب في الله والبغض في الله
يقول شيخ السلم ابن تيمية -رحمه الله ) : -والناس إذا تعاونوا
على الثم والعدوان أبغض بعضهم بعضًا ،وإن كانوا فعلوا بتراضيهم
(.
قال طاووس ) :ما اجتمع رجلن على غير ذات الله إل ّ تفرقا عن
تقال ،إلى أن قال :فالمخالة إذا كانت على غير مصلحة الثنين
كانت عاقبتها عداوة ،وإنما تكون على مصلحتها إذا كانت في ذات
الله ( . 1
وهذا واقع ؛ فنجد الذين يجتمعون على شر أو فساد – مثل ً –
سرعان ما يتعادون وربما فضح بعضهم الخر .
قال أبو الوفاء بن عقيل ) 513هـ ( رحمه الله ) :إذا أردت أن
تعلم محل السلم من أهل الزمان فل تنظر إلى زحامهم في
أبواب الجوامع ول ضجيجهم في الموقف بلبيك ،وإنما انظر إلى
مواطأتهم أعداء الشريعة ( .
ثم قال رحمه الله ) :عاش ابن الراوندي والمعري عليهم لعائن
عظمت قبورهم الله ينظمون وينثرون كفرا ً ،عاشوا سنين و ُ
واشترت تصانيفهم ،وهذا يدل على برودة الدين في القلب ( .
والن أيها الخوة تجدون كثيرا ً من المجلت والصحف والمؤلفات
الساقطة التي تحارب دين الله عز وجل ؛ ومع ذلك ترى الكثير من
أهل الصلة قد انكبوا على شرائها أو الشتراك فيها .
نحن في زمان حصل فيه تلبيس وقلب للمفاهيم ؛ فتجد بعض
الناس إذا تحدث عن الحب في الله والبغض في الله قال :هذا
يؤدي إلى نفرة الناس ،يؤدي إلى كراهية الناس لدين الله عز
وجل .
وهذا الفهم مصيبة ،فالناس يقون في المداهنة والتنازلت في
دين الله عز وجل باسم السماحة ،ول شك أن هذا من التلبيس،
فالحب في الله والبغض في الله ينبغي أن يتحقق ،وينبغي أن
يكون ظاهرا ً ؛ لن هذا أمر فرضه الله علينا ،ولهذا يقول ابن
ن النفس القيم -رحمه الله -عن مكائد النفس المارة بالسوء "] :إ ّ
المارة بالسوء ُترى صاحبها صورة الصدق وجهاد من خرج عن دينه
وأمره في قالب النتصاب لعداوة الخلق وأذاهم وحربهم ،وأنه
يعرض نفسه للبلء ما ل يطيق ،وأنه يصير غرضا ً لسهام الطاعنين
2
وأمثال ذلك من الشبه "[
فبعض الناس يقول :لو أحببنا هذا الشخص في الله وأبغضنا فلنا ً
الكافر أو المرتد لّدى هذا إلى العداوة وإلى أنه يناصبنا العداء .
وهذا من مكائد الشيطان ،فعلى النسان أن يحقق ما أمر الله به
مجموع الفتاوى ) (129 ،15/128 1
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
6 الحب في الله والبغض في الله
َ
س الل ّ ُ
ه وهو سبحانه يتولى عباده بحفظه كما قال تعالى )) :أل َي ْ َ
نم ْ
ه ِ ما ل َ ُه فَ َل الل ّ ُ
ضل ِ ِ
ن يُ ْ م ْدون ِهِ وَ َ ن ُ م ْ ن ِ ك ِبال ّ ِ
ذي َ خوُّفون َ َ
ف ع َب ْد َه ُ وَي ُ َ كا ٍ بِ َ
ب
س ُ حت َ ِ ث ل يَ ْ حي ْ ُن َ م ْه ِ هاٍد(( )الزمر (36:وقال عز وجل )) :وَي َْرُزقْ ُ َ
َ
ل الل ّ ُ
ه جعَ َ مرِهِ قَد ْ َ ه َبال ِغُ أ ْ ن الل ّ َه إِ ّسب ُ ُ
ح ْل ع ََلى الل ّهِ فَهُوَ َ ن ي َت َوَك ّ ْ
م ْوَ َ
درًا(( )الطلق. (3: يٍء قَ ْ ش ْ ل َ ل ِك ُ ّ
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
7 الحب في الله والبغض في الله
المبحث الثاني
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
8 الحب في الله والبغض في الله
ضعف اليمان ،فلو وجدنا رجل ً يقول :أنا أحب المؤمنين لكنه ل
يسّلم عليهم ،ول يزور مريضهم ،ول يتبع جنائزهم ،ول ينصح لهم
،ول يشفق عليهم ؛ فهذا الحب ل شك أن فيه دخن ونقص ل بد أن
يتداركه العبد .
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في فتاويه )) إن الله عقد
الخوة والموالة والمحبة بين المؤمنين كلهم ،ونهى عن موالة
الكافرين كلهم من يهود ونصارى ومجوس ومشركين وملحدين
ومارقين وغيرهم من ثبت في الكتاب والسنة الحكم بكفرهم .
وهذا الصل متفق عليه بين المسلمين .وكل مؤمن موحد تارك
لجميع المكفرات الشرعية فإنه تجب محبته وموالته ونصرته ،
وكل من كان بخلف ذلك فإن يجب التقرب إلى الله ببغضه
ومعاداته وجهاده باللسان واليد بحسب القدرة ،فالولء والبراء تابع
بللحب والبغض ،والحب والغض هو الصل ،وأصل اليمان أن تح ّ
في الله أنبياءه وأتباعهم ،وأن تبغض في الله أعداءه وأعداء رسله
1
((
ب محبته وإن أساء إليك ، ل العلم أن المؤمن تح ُ وقد بّين أه ُ
والكافر يجب بغضه وعداوته وإن أحسن إليك .
صر في حقك وظلمك فيبغض على قدر المظلمة ؛ فالمسلم وإن ق ّ
لكن يبقى حق السلم وحق النصرة وحق الولية .
ماذا يجب علينا تجاه المسلمين من خلطوا عمل ً صالحا ً وأخر
سيئا ً ،فهم ليسوا من أولياء الله الصالحين ،وليسوا من أعداء الله
الكافرين ؟
الواجب في حقهم أن نحبهم ونواليهم بقد طاعتهم وصلحهم ،
وفي نفس الوقت نبغضهم على قدر معصيتهم وذنبهم .
فمثل ً :جارك الذي يشهد الصلوات الخمس عليك أن تحبه لهذا
المر ،لكن لو كان هذا الجار يسمع ما حرم الله من الغاني مث ً
ل،
أو يتعاطى الربا فعليك أن تبغضه على قدر معصيته ،وكلما ازداد
الرجل طاعة ازددنا له حب ّا ً ،وكلما زاد معصية ازددنا له بغضا ً .
وقد يقول قائل :وكيف يجتمع الحب والبغض في شخص واحد ؟
كيف أحب الشخص من جانب وأبغضه من جانب ؟
ً ً
أقول :هذا ميسر ،فهذا الب ربما ضرب ابنه وآلمه تأديبا وزجرا ،
ومع ذلك يبقى الصل أن الب يحب ابنه محبة جبلية .فيجتمع
المران .
وكذلك المعلم مع تلميذه أو الرجل مع زوجته إذا زجرها أو هجرها
إذا كان المر يقتضي ذلك لكن يبقى الصل في ذلك محبتها والميل
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
9 الحب في الله والبغض في الله
إليها .فإذا كان الشخص يجتمع في إيمان مع ارتكاب محرمات أو
ترك واجبات – مما ل ينافي اليمان بالكلية – فإن إيمانه يقتضي
حّبه ونصرته ،وعصيانه يقتضي عداوته وبغضه – على حسب
عصيانه .
ومما يبّين هذا المر ما جاء في هدى النبي صلى الله عليه وسلم
فقد حقق عليه السلم المرين ،والدليل ذاك الرجل الذي يشرب
الخمر في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم -واسمه عبد
الله ،وكان كثيرا ً ما يؤتى به فيجلد ،فأتي به في أحد المرات
فقال أحد الحاضرين :لعنه الله ما أكثر ما ُيؤتى به ،فقال عليه
)) ل تلعنه ،أما علمت أّنه يحب الله ورسوله (( أو كما السلم :
ورد في الحديث – فمقتضى العداوة والبغضاء أن أقام عليه الحد
فجلده ،وفي نفس الوقت أيضا ً مقتضى الحب والولء له أن دافع
عنه -عليه الصلة والسلم -فقال )) :ل تلعنه((
معاودة الكافرين :
هذه المسألة تغيب في هذا الزمان بسبب جهل الناس وتكالب
قوى الكفر على إلغاء الولء والبراء وإلغاء ما يسمى بالفوارق
الدينية .
قال الشيخ حمد بن عتيق )ت 1301هـ ( "] :فأما معاداة الكفار
ن الله أوجب ذلك وأكد إيجابه ،وحّرم موالتهم والمشركين فاعلم أ ّ
وشدد فيه ،حتى أنه ليس في كتاب الله حكم فيه من الدلة أكثر
وأبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده "[ .
وقال في موضع آخر " :وهنا نكتة بديعة في قوله )) :إ ِّنا ب َُرآُء
ن الل ّهِ (( )الممتحنة :من الية (4وهي دو ِ
ن ُ م ْ ن ِ
دو َ
ما ت َعْب ُ ُ
م ّ من ْك ُ ْ
م وَ ِ ِ
أن الله قدم البراءة من المشركين العابدين غير الله ،على البراءة
من الوثان المعبودة من دون الله ،لن الول أهم من الثاني ،
فإنه قد يتبرأ من الوثان ،ول يتبرأ ممن عبدها ،فل يكون آتيا ً
بالواجب عليه ،وأما إذا تبرأ من المشركين ،فإن هذا يستلزم
1
البراءة من معبوداتهم "
فإذا علم هذا تبين خطأ وانحراف كثير من الناس عند ما يقولون :
نتبرأ من الكفر ونتبرأ من عقيدة التثليث عند النصارى ونتبرأ من
الصليب ،لكن عند ما تقول لهم تبرؤوا من النصارى .يقولون :ل
نتبرأ منهم ول نواليهم .
لوازم الحب في الله والبغض في الله .
أشرنا إلى أن الحب في الله والبغض في الله عملن قلبيان لكن
لهذا الحب لوازم مثل :النصح للمسلمين ،والشفاق عليهم ،
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
1 الحب في الله والبغض في الله
0
الدعاء لهم ،والسلم ،وزيارة مريضهم ،وتشييع جنائزهم ،
وتفقد أحوالهم .
أما لوازم البغض فمنها :أل نبتدئهم بالسلم ،والهجرة من دار
الكفر إلى دار السلم ،وعدم التشبه بهم ،وعدم مشاركتهم في
العياد – كما هو مبسوط في موضعه .
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
1 الحب في الله والبغض في الله
1
المبحث الثالث
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
1 الحب في الله والبغض في الله
2
وكان ابن رجاٍء من الحنابلة ،يهجُر من باع لرافضي كفنه ،أو
5
غسله ،أو حمله
ولما كان العّز بن عبد السلم في دمشق ،وقعَ فيها غلٌء فاحش،
ه زوجته ذهبا ً ن تباع بالثمن القليل ،فأعطت ُ حتى صارت البساتي ُ
ه ،وتصدق ب وباع ُ وقالت :اشرِ لنا بستانا ً نصّيف فيه ،فأخذ الذه َ
بثمنه ،فقالت :يا سيدي اشتريت لنا ؟ قال :نعم بستانا ً في الجنة.
ت بثمنه ،فقالت المرأة : ة ،فتصدق ُ ت الناس في شد ٍ إّني وجد ُ
ً2
جزاك الله خيرا
وهذا محمد بن عبدوس المالكي ،من علماِء المالكية ،كان في
ب إلى ق على المسلمين ،ففي أحد َ المرات ذه َ ح والشفا ِ غايةِ النص ِ
ة ،فقال له :ما ة شاتي ً ة صوف ،وكانت ليل ً جب ّ َأحد ِ أصحابه وعليه ُ
ة دينار ذهباً، ما ً لفقراِء أمة محمد ،ثم قال :هذه مائ ُ ةغ ّ ت الليل َ نم ُ
ة ضيعتي هذا العام ،أحذر أن ُتمسي وعندك منها شيء وانصرف غل ُ
.
دخل أبو الوليد الطرطوشي -رحمه الله -على الخليفة في مصر،
فوجد َ عنده وزيرا ً راهبا ً نصرانيًا ،قد سّلم إليه القيادة ،وكان يأخذ ُ
ه ،فقال الطرطوشي: برأي ِ
ه القاصدُ والراغب يطلب ُ يا أيها الملك الذي جودهُ
3
م هذا أّنه كاذب يزع ُ ن الذي شرفت من أجله إ ّ
ضرب ،وأقبل بو ُ سح َ بف ُ ب الخليفة ،فأمَر بالراه ِ فعندئذ ٍ اشتد غض ُ
ه بعد ما كان قد عزم على إيذائه . ظم ُه وع ّ خ فأكرم ُ على الشي ِ
ةيقول القرافي معلقا على هذه القصة " :لما استحضر الخليف ُ ً
ب
ب للرسول -صلى الله عليه وسلم -وهو سب ُ تكذيب الراه ِ
ه ذلك عن البعد ِ عن ف آبائهِ وأهل الرض ،بعث ُ شرفه ،وشر َ
ل العّز إلى ما يليقُ به من ن إليه والمودة ،وأبعده ُ عن مناز ِ السكو ِ
4
ل والصغار الذ ِ
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
1 الحب في الله والبغض في الله
3
المبحث الرابع
تنبيهات
علينا أن نفرق بين بغض الكفار ومعاداتهم ،وبين البرِ والقساط ،
ط بين المرين ،فيجعل البَر والعدل مع الكفار فبعض الناس يخل ُ
م الكافر باسم ض الناس المسألة ،فربما ظل َ س بع ُ ة لهم ،وعك َ محب ً
العداوة له .
ن الله أمرنا أن نبغضهم ،ولكن ل فالمتعين أن نبغض الكفار؛ ل ّ
قات ُِلوك ُ ْ
م ن لَ ْ
م يُ َ ذي َن ال ّ ِ م الل ّ ُ
ه عَ ِ نظلمهم ،فقد قال تعالى )) :ل ي َن َْهاك ُ ُ
خرجوك ُم من ديارك ُ َ
نم إِ ّ طوا إ ِل َي ْهِ ْ س ُ ق ِ م وَت ُ ْن ت َب َّروهُ ْ
مأ ْ ْ ِ ْ َِ ِ ْ م يُ ْ ِ ُ ن وَل َ ْ دي ِ
ِفي ال ّ
ن(( )الممتحنة(8: طي َ س ِ
ق ِ م ْب ال ْ ُ ح ّه يُ ِ الل ّ َ
ت الظلم وقال تعالى في الحديث القدسي )) :يا عبادي ،إّني حرم ُ
على نفسي وجعلته بينكم محرما ً فل تظالموا (( .
ل القرافي في كتابه )الفروق ( لما فرقَ بين مسألةِ ُبغضهم، يقو ُ
بن عقد الذمة يوج ُ ومراعاة ُ البرِ والقساط قال " :وسّر الفرق أ ّ
حقوقا ً علينا لهم ؛ لّنهم في جوارنا ،فيتعين علينا بّرهم في كل
ر
ن ظاهره ُ يدل على مودةٍ في القلب ،ول تعظيم ِ شعائ ِ أمرٍ ل يكو ُ
ن ،امتنع وصار من قبل ما نهى عنه دى إلى أحد هذي ِ الكفر ،فمتى أ ّ
1
في الية "
بعض الناس يقول :نحن إذا بغضنا النصارى وعاديناهم – مثل ً – هذا
ُيؤدي إلى نفرتهم عن السلم وبغضهم له .
سبحانه م الراحمين ،وهو ُ ن الله تعالى أرح ُ وليس المُر كذلك ،فإ ّ
ث شرع َ ُبغض الكفارِ وعداوتهم ،فل م الحاكمين ،حي ُ وتعالى أحك ُ
ل إلى النفرة عن يتوهم أن تحقيق شعيرةِ البراءةِ من الكافرين يؤو ُ
م بهذه الشعيرة – وسائر شعائرِ السلم – ن اللتزا َ السلم ،بل إ ّ
ب في ظهورِ السلم وقبوله ،كما وقعَ في القرون المفضلة " ، سب ٌ
جاء في سيرةِ ابن هشام أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ة بن محيص َ قال )) :من ظفر به من رجال يهود فاقتلوه(( فوثب ُ
ه،
ل من تجارِ اليهود يبايعهم ،فقلت ُ سَنيَنة ،رج ٌ مسعود ِ على ابن ُ
ن من محيصة وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم ،وكان أس ّ
ه ويقول :أي عدوّ الله أقتلته ؟ أما ة يضرب ُ ه جعل حويص ُ ،فلما قتل ُ
ت له : ب شحم ٍ في بطنك من ماله ،قال محيصة :فقل ُ والله لر ّ
ت ع ُُنقك ،قال : ك لضرب ُ واللهِ لقد أمرني بقتلهِ من لو أمرني بقتل َ
فو الله إن كان لّول إسلم حويصة ،قال :آلله لو أمرك محمد
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
1 الحب في الله والبغض في الله
4
ب عنقك بقتلي لقتلتني ؟ قال نعم ،والله لو أمرني بضر ِ
1
ب ،فأسلم حويصة " ج ٌن دينا ً بلغَ بك هذا َلع َ لضربتها ،قال :والله إ ّ
ن نرى الكثير من المسلمين – في هذا العصر – وقد ارتموا وها نح ُ
ن الكفار ،وأحّبوهم وداهنوهم ،ولم يكن ذلك سببا ً في في أحضا ِ
إسلمهم ،بل امتهن الكفاُر أولئك القوم ،وزادوا عتوّا ً ونفورا ً عن
السلم وأهله .
ب في إسلمهم ،كما كان ل سب ٌ ن تحقيق هذا الص ِ وأمٌر آخر :أ ّ
اليهود ُ والنصارى يدفعون الجزية للمسلمين عن صغارٍ وذلة ،فكان
ل أن تسقط هذا سببا ً في أن ينظروا إلى السلم ،ويسلموا من أج ِ
عنهم الجزية .
ل
ل التي على أه ِ قال شيخ السلم ابن تيمية ) :مثل الصارِ والغل ِ
ل المسلمين لهم ،وأخذ الجزية منهم ،فهذه قد الكتاب ،وإذل َ
ه ،هل هو حقّ أو باطل، ن داعيا ً له إلى أن ينظَر في اعتقاد ِ تكو ُ
مرغبا ً له في اعتقاد ٍ يخرج به من ن ُ ن له الحق ،قد يكو ُ حتى يتبي َ
ر
ر ،يدعوهم للنظ ِ هذا البلء ،وكذلك قهَر المسلمين عدوهم بالس ِ
2
في محاسن السلم (
ل: ن الكفار تغّيروا ،فليسوا كالكفار الوائل ،نقو ُ ض يقول :إ ّ البع ُ
هذا غير صحيح ،فالكفاُر هم الكفار ،وهم أعداؤنا في القديم
والحديث ،والله تعالى ذكر في ذلك حكما ً عاما ً فقال )) :ل
ة (( )التوبة :من الية (10وقال :عز م ًن إ ِّل ً َول ذ ِ ّم ٍ مؤ ْ ِن ِفي ُ ي َْرقُُبو َ
ة(( م إ ِّل ً َول ذ ِ ّ
م ً م ل ي َْرقُُبوا ِفيك ُ ْ ن ي َظ ْهَُروا ع َل َي ْك ُ ْ ف وَإ ِ ْ وجل )) :ك َي ْ َ
)التوبة :من الية . (8
ن هناك شائبة، ض في الله ،لكن تكو ُ ب في الله ،ويبغ ُ ض يح ُ البع ُ
ب لجل دنيا أو تبغض لجل دنيا. ه يجدها تح ّ فعند ما يتفقد ُ نفس ُ
ض فلنا النصراني في الله ،لكن عند ما ً ل يقول :أنا أبغ ُ مثال :رج ٌ
ة .فينبغي أن ظ أو أثر ٍ ه لجل ح ٍ ل البغض تجده ُ يبغض ُ تبحث في أص ِ
ض في الله ،بأن يكون خالصا ً لله وحده ب في الله والبغ ُ ص الح ّ يمح َ
.
ب إنسانا ً يقول شيخ السلم ابن تيمية -رحمه الله ) : -من أح ّ
ه
ب من يعطي ِ ه يح ُ لكونهِ يعطيهِ فما أحب إل ّ العطاء ،ومن قال إن ّ ُ
ب إنسانا ً ل وزوٌر من القول ،وكذلك من أح ّ ب ومحا ٌ لله فهذا كذ ٌ
لكونه ينصره ُ إنما أحب النصر ل الناصر ،وهذا كله من اتباع ما
ل إليه من جلب تهوى النفس ،فإّنه لم يحب في الحقيقة إل ّ ما يص ُ
ب تلك المنفعة ودفع المضرة ، منفعةٍ أو دفع مضرةٍ ،فهو إنما أح ّ
ةوليس هذا حبا ً لله ول لذاته المحبوب ،وعلى هذا تجري عام ُ
سيرة ابن هشام ) ( 2/821 1
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
1 الحب في الله والبغض في الله
5
ق بعضهم مع بعض ،ل ُيثابون عليه في الخرة ول محبة الخل ِ
ة ،فكانوا في الخرة منق والمداهن ِدى هذا للنفا ِ ينفعهم ،بل ُربما أ ّ
الخلِء الذين بعضهم لبعض عدو إل ّ المتقين .وإنما ينفعهم في
ما من يرجو النفعَ والضر من ب في الله ولله وحده .وأ ّ الخرة الح ّ
ق
س ونفا ِ
س النفو ِ
ه لله ،فهذا من دسائ ِ ه يحب ُم أن ّ ُ ص ثُ ّ
م يزع ُ شخ ٍ
1
القوال "[
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
1 الحب في الله والبغض في الله
6
المبحث الخامس
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
1 الحب في الله والبغض في الله
7
المبحث السادس
يقول شيخ السلم ابن تيمية " :فل تزول الفتنة عن القلب إل إذا
كان دين العبد كله لله عز وجل ،فيكون حبه لله ولما يحبه لله
3
وبغضه لله ولما يبغضه لله ،وكذلك موالته ومعاداته "
حصول النعم والخيرات والرخاء ،والدليل قوله تعالى عن الخليل
ن الل ّهِ وَهَب َْنا ل َ ُ
ه دو ِ ن ُم ْن ِدو َما ي َعْب ُ ُ ما اع ْت ََزل َهُ ْ
م وَ َ عليه السلم )) :فَل َ ّ
مجعَل َْنا ل َهُ ْ
مت َِنا وَ َ
ح َ
ن َر ْم ْم ِجعَل َْنا ن َب ِي ّا ً ،وَوَهَب َْنا ل َهُ ْب وَك ُّل ً َ
قو َ
حاقَ وَي َعْ ُس َإِ ْ
ق ع َل ِي ًّا(( )مريم. (50 ، 49: صد ْ ٍ ن ِسا َلِ َ
فهذه النعم العديدة ما تحققت لبراهيم عليه السلم إل بعد ما
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
1 الحب في الله والبغض في الله
8
حقق هذا الصل ،فهذا ظاهر أن اعتزال الكفار سبب لهذه
4
النعم كلها ولهذا الثناء الجميل
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
1 الحب في الله والبغض في الله
9
خاتمة
وفي ختام هذا الموضوع أؤكد على ضرورة العناية بهذا الصل
علما ً وعمل ً والتواصي بتحقيقه وتربية المة على ذلك ،وأن يجتهد
في ببان لوازم الحب في الله بين المسلمين ومظاهره ،وتطبيق
تلك اللوازم في حياة المسلمين مثل :تعليم الجاهل ،وتنبيه
الغافل ،وإحياء التكافل بين أهل السلم ،والتعاون على البر
كربهم ،والخذ على أيدي والتقوى ،ونصرة المسلمين وتفريج ُ
سفهائهم .
كما يجب الحذر من موالة الكفار بشتى صورها ومظاهرها ،مثل
نصرة الكفار وتأييدهم أو محبتهم ،أو الركون إليهم ،أو تقريبهم ،
أو التعويل عليهم أو إكرامهم أو اتباع أهوائهم .
إن عقيدة الولء والبراء هي أكبر ضمان في حفظ المة من
الذوبان والنجراف في تيار المم الكافرة ،ل سيما في هذا الزمان
الذي صار العالم قرية واحدة ،فظهرت أنواع المؤثرات والتصالت
كالفضائيات وشبكات ) النترنت ( ونحوها ،فإن عقيدة الولء
والبراء أعظم حاجز في درء الفتن والسلمة من فتن التغريب
والتنصير وسائر الشبهات والشهوات ،أل ترى أصحاب هذه
العقيدة الراسخة – أعنى الولء والبراء – أنهم أعظم الناس
استعلء بإيمانهم ،وأظهر النفوس عزة كما هو ظاهر في سير
النبياء عليهم السلم والصحابة رضي الله عنهم والئمة من
بعدهم .
إن أصحاب هذه العقيدة ل يرد عليهم بأي حال من الحوال النبهار
بالكفار أو التشبه بهم أو العجاب بأخلقهم وأفكارهم ،فأنى
للعلى أن يتشبه بالدنى !
فأما الذين خلت قلوبهم من هذا الولء والبراء فهم أصحاب أهواء
متبعة وشهوات مستبعدة ،فتراهم ينظرون إلى الكفار بكل
استحسان وإكبار كما ينظر الطفل الصغير إلى أبيه ،أل ترى أولئك
الشباب الذين أشربوا حب الكرة وغفلوا عن شعيرة الولء والبراء
أنهم من أجل الكرة يحبون ويوالون ،ومن أجلها يبغضون
ما ً
ويعادون ،فهذا لعب أو مدرب لفريقهم فهم يحبونه حب ّا ً ج ّ
،وربما حملوه على أعناقهم ،وتنافسوا في التودد له وإكرامه
والحتفاء به ،وذاك الخر ليس من فريقهم فربما أبغضوه وكرهوه
أشد من اليهود والنصارى !
تأمل حال هؤلء المنهزمين وانظر حال السلف الصالح الذين
ب الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله كانوا ُيعّلمون أولدهم ح ّ
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net
2 الحب في الله والبغض في الله
0
عنهما ،وتأمل حال أبناء السلف الصالح الذين كانوا يرمون
1
جنازة بشر المرسي المبتدع بالحجارة
نسأل الله أن يبرم لهذه المة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ،ويذل
فيه أهل معصيته ،والله المستعان .
جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ /عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
www.alabdullatif.islamlight.net