Vous êtes sur la page 1sur 4

‫نموذج لتحليل ومناقشة نص فلسفي لتالميذ السنة الثانية بكالوريا‬

‫هوية الشخص‬

‫النص‪:‬‬

‫"لكي نهتدي إلى ما ّ‬


‫يكون الهوية الشخصية البد لنا أن نتبين ما تحتمله كلمة الشخص من معنى‪ .‬فالشخص‪ ،‬فيما‬

‫أعتقد‪ ،‬كائن مفكر عاقل قادر على التعقل والتأمل‪ ،‬وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها‪ ،‬وأنها هي‬

‫نفس الش يء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة‪ .‬ووسيلته الوحيدة لبلوغ ذلك هو الشعور الذي يكون لديه عن‬

‫أفعاله الخاصة‪ .‬وهذا الشعورال يقبل االنفصال عن الفكر‪ ،‬بل هو‪ ،‬فيما يبدو لي‪ ،‬ضروري وأساس ي تماما بالنسبة‬

‫للفكر‪ ،‬مادام ال يمكن ألي كائن [بشري]‪ ،‬كيفما كان‪ ،‬أن يدرك إدراكا فكريا دون أن يشعرأنه يدرك إدراكا فكريا‪.‬‬

‫عندما نعرف أننا نسمع أو نشم أو نتذوق أو نحس بش يء ما أو نتأمله أو نريده‪ ،‬فإنما نعرف ذلك في حال حدوثه لنا‪.‬‬

‫إن هذه املعرفة تصاحب على نحو دائم إحساساتنا وإدراكاتنا الراهنة‪ ،‬وبها يكون كل واحد منا هو نفسه بالنسبة‬

‫إلى ذاته‪ ،‬وفي هذه الحالة ال نأخذ في االعتبارما إذا كانت الذات نفسها تبقى مستمرة في الجوهرنفسه أو في جواهر‬

‫متنوعة‪ .‬إذ ملا كان الشعور يقترن بالفكر على نحو دائم‪ ،‬وكان هذا هو ما يجعل كل واحد هو نفسه‪ ،‬ويتميز به‪ ،‬من‬

‫ثم‪ ،‬عن كل كائن مفكر آخر‪ ،‬فإن ذلك هو وحده ما يكون الهوية الشخصية أو ما يجعل كائنا عاقال يبقى دائما هو‬

‫هو‪ .‬وبقدر ما يمتد ذلك الشعور بعيدا ليصل إلى األفعال واألفكار املاضية‪ ،‬بقدر ما تمتد هوية ذلك الشخص‬

‫وتتسع‪ .‬فالذات الحالية هي نفس الذات التي كانت حينئذ‪ ،‬وذلك الفعل املاض ي إنما صدر عن الذات نفسها التي‬

‫تدركه في الحاضر‪".‬‬

‫اإلنشاء الفلسفي للموضوع‬

‫املقدمة‬
‫عندما ننظرإلى واقعنا البشري أو وضعنا البشري‪ 1‬محاولين فهمه‪ ،‬و كشف الحجاب عن حقيقته‪ ،‬نجد الكثيرمن‬

‫القضايا و اإلشكاالت التي يثيرها هذا ال واقع‪ ...‬تبدأ من محاولة فهم الذات ذاتها‪ ،‬أي فهم اإلنسان باعتباره‬

‫شخصا‪ 2‬يمتلك خصائص تمنحه هوية‪ 3‬خاصة‪ ...‬و عندما نتأمل في واقع هذا اإلنسان ـ الشخص نجده يمر‬

‫بمراحل في عمره يبدو من خالل املقارنة بينها أن الكائن البشري يتغير كثيرا و على مستويات عدة‪ ...‬لكن على الرغم‬

‫من هذا التغ ير يبدو أن هنالك شيئا ما يظل ثابتا و جوهريا يجعل اإلنسان الذي كان في املاض ي هو ذاته املوجود‬

‫حاليا‪ ،‬و يمنحه بالتالي هوية‪ ...‬سيكون من املشروع التساؤل حول أساسها‪ .‬فما هو إذن أساس هوية الشخص؟ و‬

‫ما الذي يجعل شخصا ما هو هو حسب صاحب النص؟ و كيف يدافع صاحب النص عن تصوره؟ و ما هي حدود‬

‫هذا التصور؟‬

‫التحليل‬

‫من خالل الفهم الذي تتيحه القراءة الفاحصة للنص يتبين أن صاحبه يريد التأكيد على أن أساس هوية الشخص‬

‫هو الفكر املرتبط بالشعور‪ 4‬أو التجربة الحسية الواعية للشخص و التي تجعله يشعر بذاته و يدركها في كل مكان‬

‫وكل زمن‪ .‬ويفهم من ذلك أن الخاصية الجوهرية والثابتة التي تجعله شخصا‪ ،‬أي ذاتا مفكرة مريدة وحرة مطابقة‬

‫لذاتها في كل األحوال هو هذا الفكر الذي يقترن بالشعور الذي لإلنسان عن ذاته‪ ...‬و هذا ما نكتشفه من خالل‬

‫البنية املفاهيمية للنص‪ ،‬حيث نجد مفهوم الشخص باعتباره ذاتا مفكرة و كائنا عاقال‪ .‬ومفهوم الهوية الشخصية‬

‫باعتبارها الجوهرالثابت في اإلنسان‪ ،‬ثم مفهوم الفكرباعتباره ما يقوم به الشخص من أفعال عقلية اعتمادا على‬

‫اإلحساس‪ ...‬و من خالل التركيب بين هذه املفاهيم يمكن أن نصل إلى األطروحة التي سبقت اإلشارة إليها‪ :‬أساس‬

‫هوية الشخص هو الفكراملرتبط بالشعور‪..‬‬


‫و للدفاع عن تصوره ينطلق صاحب النص في البداية من التأكيد على فكرة أساسية يجعل من خاللها تحديد‬

‫الهوية الشخصية مشروطا بتعريف الشخص‪ ،‬و معنى ذلك أن تحديد أساس تقوم عليه الهوية الشخصية يرتبط‬

‫بشكل وثيق بإعطاء معنى أو داللة واضحة ملفهوم الشخص‪ .‬هكذا إذن يكون الجواب عن السؤال‪ :‬ما هو‬

‫الشخص؟ هو املدخل لفهم أساس الهوية الشخصية‪ .5‬ثم بعد ذلك يعرف صاحب النص الشخص بأنه ذات‬

‫مفكرة‪ ،‬أي أنه ذات تقوم بمجموعة من العمليات العقلية كالتفكير و التأمل و االستدالل و التذكر‪ ...‬و يتبين من‬

‫خالل هذا التعريف أن أساس هوية الشخص هو التفكير‪ 6...‬لكن أي تفكير يقصد صاحب النص؟ إنه يؤكد أن‬

‫األمريتعلق بالتفكيرالذي يقوم به اإلنسان باالعتماد على الشعور‪ ...‬إنه إذن التفكيرالذي يكون للذات شعوربأنها‬

‫تقوم به‪ .‬و لذلك ينفي صاحب النص أن يكون هنالك تفكير دون شعور‪ ،‬مما يثبت العالقة االتصالية بينهما‪.‬‬

‫فاإلنسان يفكر ما دام لديه شعور بأنه يفكر‪ .7‬و يفسر صاحب النص كيف ان اإلنسان ال يمكنه أن يفكر دون‬

‫شعوربذلك‪ ،‬فاإلنسان عندما ينجزعملية فكرية ما يشعربذلك‪ ...‬عندما يفكرأو يتأمل أو يستدل يشعربأنه يقوم‬

‫بتلك األفعال‪ ...‬إضافة إلى ذلك يفسرصاحب النص من خالل أمثلة تتعلق بأفعال حسية وأفعال عقلية أن إدراك‬

‫اإلنسان ألفعاله هو إدراك يصاحب فيه الشعور التفكير على نحو دائم‪ ...‬فإدراك السمع و التذوق و البصر‪...‬‬

‫إضافة إلى التأمل و اإلرادة‪ ...‬ال يتم إال من خالل الشعور الذي لدى اإلنسان بما يقوم به من أفعال‪ .8‬لذلك‬

‫يستنتج‪ 9‬صاحب النص أن " الشعور امل رافق للفكر ‪...‬هو ما يجسد الهوية الشخصية"‪ ...‬و ما يجعل شخصا ما‬

‫يظل هو هو و مطابقا لذاته دائما‪ ،‬و حتى عندما يتعلق األمر باألفعال املاضية فالذات التي توجد في الحاضر هي‬

‫التي أنجزتها و يمكنها الشعوربذلك من خالل الذاكرة‪...‬‬

‫إذا كان صاحب النص يؤكد على أن الفكر املرتبط باإلحساس هو مصدر هوية الشخص‪ ،‬سواء كان اإلحساس‬

‫خارجيا عن طريق الحواس‪ ،‬أو داخليا عن طريق أفعال العقل و أهمها الذاكرة‪ .‬فما هي حدود هذا التصور؟ أال‬

‫يمكن مناقشته و إعادة النظرفيه؟‬


‫املناقشة‬

‫على الرغم من أن أفكارجون لوك مبنية بشكل منطقي و أن حججه تبدو متضمنة لنوع من االقناع‪ ...‬غيرأنها ككل‬

‫األفكارالفلسفية قابلة للمناقشة‪ .‬و بناء على ذلك فربط الهوية الشخصية باإلحساس قد ال يكون أساسا مضمونا‬

‫مادام اإلحساس ال يتميز بالثبات الذي تحتاجه الهوية الشخصية باعتبارها تشير إلى جوهر ثابت‪ .‬فاإلحساس‬

‫املرتبط بالحواس يعتريه التغير و التبدل ألنه مرتبط ب واقع غير مستقر‪ ،‬و ألن الحواس كما تعلمنا الفلسفة‬

‫الديكارتية خادعة‪ .‬و لذلك نجد أساس الهوية الشخصية لدى ديكارت مبنيا على الفكر الخالص ألنه مجرد عن‬

‫اإلحساس‪ ...‬و ألن الفكرهو الوحيد الذي يظل ثابتا و صامدا عندما نستطيع الشك في كل ش يء‪.‬‬

‫أما القول مع لوك بامتداد الهوية إلى املاض ي عن طريق الذاكرة فهو قول يمكن دحضه و تفنيده على اعتبار أن‬

‫"ضربة واحدة على الرأس كافية ملسح الذاكرة" على حد تعبيرالشوليي‪ ،‬كما أن هناك أمراضا نفسية وعقلية تشهد‬

‫بإتالف الذاكرة مما يترتب عنه نفي اعتبارالذاكرة أساسا للهوية الشخصية‪.‬‬

‫و من جهة أخرى أال يؤدي القول بأن الفكر املقترن باإلحساس هو أساس الهوية الشخصية‪ ،‬إلى استبعاد إرادة‬

‫اإلنسان؟ هذه اإلرادة التي يعتقد شوبنهور أن الفكر تابع و خادم لها‪ ،‬ألنها إرادة حياة جبارة و قوية تمثل الطبع‬

‫األصيل في اإلنسان‪..‬‬

‫الخاتمة‬

‫يبقى موضوع الهوية الشخصية موضوعا يصعب الحسم فيه‪ ،‬ألنه موضوع فلسفي يثيرمن األسئلة أكثرمما يقدم‬

‫من حلول‪ ،‬و ألن الكائن البشري يعتبر غامضا بالنسبة إلى نفسه‪ ،‬ما دامت األبعاد التي تدخل في تشكيله متعددة‪.‬‬

‫ولذلك يمكن اعتبارالهوية منطقة رمادية غيرواضحة املعالم‪ ،‬و"منزال افتراضيا نشيرإليه لشرح الكثيرمن األمور‪...‬‬

‫دون أن يكون له وجود حقيقي" كما قال ستراوس‪...‬‬

Vous aimerez peut-être aussi