Vous êtes sur la page 1sur 21

‫علم اللغة ) اللسانيات ( ‪ -‬رقم المقرر ‪424‬‬

‫الكتاب ‪- :‬‬
‫مدرس المادة ‪ :‬د‪.‬منذر عياشي‬
‫***‬

‫مقدمة ‪ :‬سوف ندرس بداية العناوين التالية ‪:‬‬


‫مدخل للنظرية العامة للسانيات ‪:‬‬
‫تعريف اللسانيات ‪:‬‬
‫أ‪.‬علقة الفكر باللغة‪.‬‬
‫ب‪.‬اللسانيات والقانون‪.‬‬
‫ج‪.‬علمية العلم اللساني‬

‫قطعة دراسة‬
‫‪ -1‬تعريف اللسانيات ‪:‬‬
‫س للفكر‪ ،‬لنه هو الذي يعكس‬ ‫) لم يعد من الممكن أن نتكلم عن اللسان وكأنه انعكا ٌ‬
‫الفكرة (‬
‫ن هناك سؤال مطروح‬ ‫ّ‬ ‫ولك‬ ‫الكلم‪،‬‬ ‫قبل‬ ‫التفكير‬ ‫هو‬ ‫المسلمات‬ ‫من‬ ‫أن‬ ‫قيل‬ ‫تعليق ‪:‬‬
‫مفاده ‪ :‬هل يمكن أن يقوم فكٌر بغير لغة ؟!‬
‫ليمكن أن يقوم أبدًا‪ ،‬وذلك لن مايقوم في الذهان من دون أن ينطق فهو عدم ‪.‬‬
‫والفكر جسده اللغة‪ ،‬فليمكنه أن يقوم في الذهان دون لغة ‪.‬‬
‫ث مادي‪ ،‬والفكر – بسبب اللغة – آخر حدث مادي ‪.‬‬ ‫اللغة حد ٌ‬
‫ً‬
‫إننا حين نفكر‪ ،‬لنستطيع أن نجعل الفكر وجودا مالم تكن اللغة هي صانعة هذا الوجود‬
‫ومحققته‪ .‬ولذا صار الصح أن يقال ‪ :‬إن اللغة هي التي تعكس الفكر بعد أن تعطيه‬
‫خلقه وتجسيده‪ ،‬ولقد ننتهي إلى خلصة ‪ :‬أن لفكر من غير لغة ‪.‬‬
‫تكملة ) ولذلك لم يعد من الممكن أن نتكلم عن اللسانيات وكأنها شئ سابقٌ على‬
‫ط بقوانين تقع عليه من خارجه (‬‫اللسان‪ ،‬ومرتب ٌ‬

‫التعليق ‪:‬‬
‫علوم اللسانيات ضربان ‪:‬‬
‫ب يتقدم في وجوده على وجود اللسان ) سابقا ً (‪ ،‬النحو التقليدي ‪.‬‬ ‫‪ .1‬ضر ٌ‬
‫‪ .2‬ضرب يتأخر في وجوده على وجود اللسان ) لحق (‪،‬‬
‫إن النحو التقليدي كما اتفق عليه في الموسوعات النحوية الكبرى عند النحاة‪ ،‬تبني‬
‫قواعدها على الجملة ) الجملة المثال (‪ ،‬لتكون شاهدا ً على القاعدة ‪.‬‬
‫س بعدي‪ ،‬يأتي بعد الكلم‪ ،‬وهي تستنبط قواعد لغة المتكلم‪ ،‬وليس‬ ‫واللسانيات در ٌ‬
‫م نستنبط ( ‪.‬‬‫قواعد اللغة فقط ‪ ) .‬أي نتكلم ث ّ‬
‫خ‪ ،‬فهي جملة نحاة‪ ،‬يستطيع أي أحد أن يحوزها‬ ‫نأ ٌ‬‫وكالمثلة قول الّنحاة ‪ :‬فل ٌ‬
‫ويتداولها‪ ،‬فهو نموذج إفتراضي للتحليل‪ ،‬وليحتاج لمتكلم‪ ،‬وهو اختراع جمل لوجود لها‬
‫إل في أذهان النحاة‪ ،‬والمتكلم النحوي متكلم لنفسه‪.‬‬
‫ن أخوك‪،‬‬ ‫ن أخاك‪ ،‬فإنك تستدعي متكلم‪ ،‬فالمتكلم هو أنا‪ ،‬الرسالة ‪ :‬فل ٌ‬ ‫ما قولنا ‪ :‬فل ٌ‬
‫أ ّ‬
‫والمستقبل هو أنت‪ ،‬وهو نموذج واقعي يكون بين طرفين‪ ،‬وتسمى الجملة الحوارية‬
‫) يكون فيها استدعاء اطراف ‪.‬‬
‫ح لنا أن نعرف العلم بأنه دراسة لمجموع القوانين المكونة‬ ‫تكملة ) ولكن إذا ص ّ‬
‫للظواهر والمولدة لها‪ ،‬فإننا نستطيع أن نقول ‪ :‬إن اللسانيات هي العلم الذي يدرس‬
‫مجموع القوانين المكونة للظاهرة اللسانية والمولدة لها (‬
‫تعليق ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫إن اللسانيات علم يأخذ شيئين ‪ :‬قوانين التكوين‪ ،‬وقوانين‬
‫م عق ٌ‬
‫ل‬ ‫ون والعل ُ‬
‫وأهمية هذا الدرس ‪ :‬أن أي علم ليقوم بنفسه‪ ،‬وأن الحضارة عقل مك ّ‬
‫ون‪.‬‬
‫مك ّ‬

‫تكملة ) يعّرف أندريه مارتينيه اللسانيات بأنها الدراسة العلمية للغة النسانية (‬
‫تعليق ‪ :‬اللسانيات تختص باللغة النسانية ‪.‬‬
‫تكملة ) ويعلق جون لينز على كلمة علمية فيقول ‪ :‬يمكن تعريف اللسانيات بأنها‬
‫الدراسة العلمية للغة‪ ،‬ولكن هذا التعريف ليفصح للقارئ عن المبادئ الجوهرية لهذا‬
‫العلم‪ ،‬وربما تكون الفائدة أعم لوعرفت مستلزمات المصطلح ) علمي ( تفصي ً‬
‫ل‪،‬‬
‫ويكفي أن نقول في صيغة أولية إن المطلوب هو دراسة اللغة عن طريق المراقبة‬
‫مة ومحددة للبنية‬‫التي تقبل المراجعة بشكل تجريبي‪ ،‬وذلك ضمن إطار نظرية عا ّ‬
‫اللسانية (‬

‫‪ -2‬موضوع الدرس اللساني ‪:‬‬


‫يجب أن نفهم أن اللسانيات بعد أن نالت حظا وافرا ً من التطور لم تعد شيئا ً واحدا ً‬
‫ولمفهوما ً واحدا ً ومذهبا ً واحدا ً أو مدرسة واحدة‪ ،‬إن اللسانيات مفرد متعدد مما يعني‬
‫ور والمفهوم وإن في المنهج‪ ،‬كما هي كثيٌر في المدرسة‬ ‫أنها كثيٌر إن في المتص ّ‬
‫والمذهب ‪.‬‬
‫يرى سوسير أن الموضوع الحقيقي والوحيد في اللسانيات هو اللغة في ذاتها وبذاتها‬
‫ولكن اللسانيات بعده إذ طورورا عددا ً من المناهج الدراسية للسانيات واللسان بأن‬
‫واحد‪ ،‬لم يكتفوا بنظرة سوسير‪ ،‬ولذا فقد وجد وضع نظرية عامة للسانيات تأخذ بوجهة‬
‫نظر عامة‪ ،‬تشترك بها معظم المدارس وتتواضع عليها‪ ،‬ولذا فإنه والحال كذلك يصح أن‬
‫ونات‬ ‫نقول يجب على النظرية العامة للسانيات أن تجعل من أول أهدافها تحديد مك ّ‬
‫اللسان‪ ،‬والسعي لمتلك الدوات اللزمة إن على صعيد النظرية وإن على صعيد‬
‫المنهج‪ ،‬وذلك لكي تعالج هذه المكونات‪ ،‬أل وإن هذه المكونات ثلثة وهي ‪:‬‬
‫أ‪.‬الصوت‬
‫ب‪ .‬الدللة‬
‫ج‪.‬النحو‬

‫المكون الول ) الصوت ( ‪ :‬يقع على عاتق النظرية العامة إعطاء نظرية خاصة بـ‬
‫فونيمات ) الصوت ( ) الصوتيم ( اللغة التي نريد أن ندرسها‪ ،‬وهذه النظرية تسمى‬
‫النظرية العامة ) للفونولوجيا ( أي النظرية العامة للصوات ‪.‬‬
‫والهدف منها هو أن يتمكن اللساني من القيام بالعمليات الجوهرية التالية ‪:‬‬
‫أن يسجل صوتيا ً كل الجمل المنطوقة ‪.‬‬ ‫‪(1‬‬
‫تعليق ‪ :‬الصوت إذ خرج فإنه يخرج لمرة واحدة وليتكرر ‪ .‬ولماذا قلنا الجملة ولم نقل‬
‫مفرد أو نص ؟‬
‫وذلك لن الجملة شأنها شأن النحو التقليدي‪ ،‬الذي يقف عند حدود الجملة ‪.‬‬

‫مجموعة من المواضيع الصالحة للبحث ‪:‬‬


‫الغموض‬ ‫‪.1‬‬
‫الفصل والوصل ‪ /‬الجورجاني في دلئل العجاز‬ ‫‪.2‬‬
‫المشاكلة‬ ‫‪.3‬‬
‫الحقيقة والمجاز ‪ /‬عند البلغيين وعلم الصول والمفسرين‬ ‫‪.4‬‬
‫المشترك اللفظي ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الترادف‬ ‫‪.6‬‬
‫التقديم والتأخير وأثرهما نحوا ودللة‬ ‫‪.7‬‬
‫النبر والتنغيم ) أثر نحوي ودللي (‬ ‫‪.8‬‬
‫الدللة ‪ /‬الصوتية ‪ ،‬الصرفية‪ ،‬النحوية‪ ،‬عبدالكريم مجاهد‬ ‫‪.9‬‬

‫‪2‬‬
‫الدللة وأشكال العلقة في داخل الجملة ‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫التعليق عموما وعندسيبويه خصوصا ً‬ ‫‪.11‬‬
‫التفسير والفهم والتأميل و‪ ،‬القصد عند البلغيين وعلماء الصول‬ ‫‪.12‬‬
‫والمفسرين ‪.‬‬
‫التضاد‬
‫يتبع النص ‪:‬‬
‫لن اللسانيات تستند في دراستها للجملة‪ ،‬ليست للمفرد أو النص‪،‬‬
‫ماالسر في الوقوف عند الجملة ؟‬
‫اللسانيات مّرت بمراحل ثلثة ‪:‬‬
‫‪ -1‬صار فيها علما ً عند ُبدأ بحثه في اللفظ‪ ،‬فكانت هناك فرضية التكلم باللفاظ العناية‬
‫باللفاظ‪ ،‬وكانت هناك ثلث فرضيات ‪:‬‬
‫الولى ‪ :‬فرضية أن المتكلم عندما يتكلم فإنه يتكلم بألفاظ ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬فرضية أن المتكلم عند يتكلم فإنه يتكلم بجمل ‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬فرضية أن المتكلم عندما يتكلم فغنه يتكلم بنص كامل وخطاب شامل‪.‬‬
‫العلم والفرضية ‪:‬‬
‫يقول كاريه ‪ :‬إننا نستطيع أن نبني البيت باستخدام الحجارةـ كما نستطيع أن نبني‬
‫العلم باستخدام المعلومات‪ ،‬ولكن بناء البيت ليس تكديسا للحجارة كما أن بناء العلم‬
‫ليس تكديسا ً للمعلومات‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يحدد بدقة كل أنواع الشارات السمعية التي تنطبق على جملة من الجمل‬
‫الممكنة الحدوث في أي لغة من اللغات النسانية‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -3‬أن تعينه النظرية العامة على القيام بعملية فرز الصوات بحيث يصبح قادرا على‬
‫وصف الشارات السمعية اللغوية‪ ،‬ليفصل بينها وبين الشارات السمعية غير اللغوية‪،‬‬
‫ولكي نستطيع أن نفصل بين الصوت الموجود في لغة تنتمي إلى لغة إنسانية‪ ،‬وصوت‬
‫آخر كصوت الموسيقى والدللت والحيوانات ‪ ..‬الخ‪ ،‬فعلينا أول ً وقبل كل شئ أن نصف‬
‫سره مستعيذين في ذلك بمصطلحات النظرية‬ ‫بناء الجملة الخارجي وصفا ً صوتيا ً ونف ّ‬
‫العامة‪ ،‬بشرط أن تكون هذه قادرة على إبراز المظهر الصوتي للجملة ‪.‬‬
‫المكون الثاني ‪ :‬الدللة‬
‫) يقع على عاتق النظرية العامة للسانيات أن تعطي نظرية تختص بالمعاني‪ ،‬كعلم للغة‬
‫مى هذه النظرية ) علم الدللة (‪.‬‬ ‫المراد دراستها وتس ّ‬
‫تعليق ‪ :‬هذا العلم لم يكن في أي وقت‪ ،‬من تاريخ الدراسات علما ً قائما ً بذاته وله‬
‫استقلليته‪ ،‬إذ أنه كان هناك بحثا في الدللة فقط‪ ،‬كما أنه يستخدم أداة لغيره‪ ،‬والصح‬
‫) علم لغيره (‪ ،‬حتى ظل البحث يسير في الشكل بعيدا ً عن معنى ) الدللة (‪ ،‬والشكل‬
‫يعني ‪ :‬الصوات‪ ،‬والبنى الصرفية‪ ،‬والخير بدوره يتبع الكلمات ‪.() +‬‬
‫الشكل باختصار ‪ :‬صوت مع نحو ‪.‬‬
‫فائدة ‪ :‬العلم يقوم على ثابت‪ ،‬والدللة ليست بثابت إنما متغير ‪.‬إن اللغويات تترك‬
‫المعنى وتهتم بالشكل ‪ .‬إن الدللة شئ متغير يحضر مع كلم المتكلم ومقاصده‪ ،‬ولما‬
‫كان المتحدثون كثيرون‪ ،‬كانت الدللة كثيرة ومتشعبة ‪.‬‬
‫إن الدللة عن طريق المنهج فقط تحول إلى علم‪ ،‬وليست بمادتها كانت علمًا‪ ،‬وهذا‬
‫كما يقال علم جديد لنه ينتج نظريات للساعة الراهنة ‪.‬‬
‫يتبع ) إذا أخذنا جملة فسنجدها تحتوي على شيئين ‪:‬‬
‫البنى الخارجية أو الشكلية ‪ ) :‬صوت = الصرف = اللفاظ ‪ +‬نحو (‬ ‫‪.1‬‬
‫البنى الداخلية أو الظمنية ‪ :‬الدللة ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تعليق ‪ :‬لقد ذكرنا أن الفونولوجيا تدرس البنى الخارجية للجملة دراسة صوتية‪،‬‬
‫ونضيف هنا أن علم الدللة يدرس أو يتعلق بالبنى الداخلية‪ ،‬ولكي تصبح النظرية‬
‫ذات صفة علمية أو تطبيقية يجب أن تعرض على محرك التجربة‪ ،‬ولذا فإننا‬
‫سنشترط ثلثة شروط‪ ،‬نرى لزاما عليها أن تستوفيها في دراسة البنى الداخلية ‪:‬‬
‫أن يكون السناد والمعنى فيها محددا ً ‪ :‬تعليق ‪ /‬يجب معرفة السياق‬ ‫‪.1‬‬
‫ل‪ ،‬هل هو خطاب أدبي أم خطاب تواصلي‪ ،‬وغالبا ً الخطاب الدبي يكتفي‬ ‫أو ً‬

‫‪3‬‬
‫بسياقه اللغوي‪ ،‬فيغنيه عن أي سياق‪ .‬ولذلك السناد فيه هو نابع من ذات‬
‫الخطاب‪ ،‬أما الخطاب التواصلي فبالضافة إلى سياقه يحتاج إى سياق داعم ‪.‬‬
‫هناك خطاب ثالث هو الخطاب القرآني يختص بالمسلمين فقط ‪.‬‬
‫أن تصبح النبى الداخلية بننا ً خارجية وذلك بإجراء عملية تحويلية‬ ‫‪.2‬‬
‫) نحوية وصوتية ( من غير أن يخل ذلك بالمعنى الساس ‪ :‬تعليق ‪ /‬لكي أخرج‬
‫المعنى من البنية التحتية إلى البنية الفوقية‪ ) ،‬في عملية تحويلية ( يجب أن‬
‫نحرص على بقاء المعنى الساس ‪ .‬مثل قولنا ‪ :‬ذهب الحمر‪ ،‬إن ظاهر القول‬
‫من هذا الحمر ؟ ماركسي ؟ شيوعي ؟ هل من‬ ‫وبداهته جملة واضحة‪ ،‬ولكن َ‬
‫بني الحمر ؟ هل هو من الهنود الحمر ؟ إن البداهي عند امتحانه بالسئلة‬
‫يصيغ المعنى‪ ،‬فعند النتقال من البنى التحتية إلى البنى الفوقية يجب نقل‬
‫المعنى الساس دون إخلل ‪ .‬فعند السناد ‪...‬‬
‫أن تنطبق هذه على مجموع الشروط الشكلية‪ ،‬التي حددتها الصول‬ ‫‪.3‬‬
‫الصوتية والمحورية في لغة من اللغات ‪.‬‬
‫تعليق ‪ :‬إن اللسانيات تتناول الخطاب التواصلي‪ ،‬ومن خصائصه اللتزام بالمور‬
‫الشكلية‪.‬‬
‫فائدة ‪ :‬الفرق بين الخطاب التواصلي والخطاب الدبي ‪/‬‬
‫الخطاب التواصلي ‪ :‬أن هناك اتفاق ضمني بين الملقي والمتلقي في أمور ثلثة ‪:‬‬
‫أ‪.‬الصوت‪ ،‬ب‪ .‬النحو‪ ،‬ج‪ .‬الدللة ‪.‬‬
‫الخطاب الدبي ‪ :‬ل اتفاق فيه‪ ،‬ونجد بين الحين والخر خرقا ً صوتيًا‪ ،‬أو خرقا ً نحويًا‪،‬‬
‫أو خرقا ً دلليًا‪ ،‬أي ربما تأتي الصوات والنحو والدللة غير مألوف العادة‪.‬‬
‫للستفادة ‪ :‬يرجى العودة إلى كتاب أحمد مختار عمار‪ ،‬علم الدللة ‪.‬‬
‫ون الثالث ‪ :‬النحو ) وسوف يأتي في الختبار سؤال حول المصطلحات ( ‪/‬‬ ‫المك ّ‬
‫يقع على عاتق النظرية العامة للسانيات أن تعطي نظرية خاصة بـ ) النحو (‪ ،‬وأن‬
‫تدخل على الجملة ) وصفا ً بنيويا ً (‪،‬‬

‫تفسير المصطلحات ‪:‬‬


‫النحو ‪ :‬هو علقة بين ناتج أصوات الجملة ودللتها‪ ،‬وربط للكلمات‬ ‫•‬
‫ضٍع عليها في اللغة‪ ،‬وهو بقول آخر ‪:‬‬‫بعضها ببعض‪ ،‬وفق ضوابط معينة‪ ،‬متوا َ‬
‫نظام قيام الجملة‪ ،‬ووجهها المجّرد‪ ،‬أي ) القانون (‬
‫الوصف البنيوي ‪ :‬رصد ٌ لمجموع العلقات التي تقوم بدور الوسيط بين‬ ‫•‬
‫السناد الصوتي والسناد الدللي ‪.‬‬
‫السناد الصوتي ‪ :‬هو الذي يعطي الكلمات أجسادها وصيغتها التي يظهر‬ ‫•‬
‫فيها ‪.‬‬
‫السناد الدللي ‪ :‬هو الذي يعطي المعاني ‪ ،‬ويجعل لها مقاصد تتناسب‬ ‫•‬
‫والسياق الذي قيلت فيه‪.‬‬
‫العلقات ‪ :‬هي الربط الذي يجعل كل من السناد الصوتي والسناد‬ ‫•‬
‫ً‬
‫الدللي موجودين‪ ،‬الواحد بسبب الخر‪ ،‬وإنجازا له ‪.‬‬
‫ونة من مجموع )العلقات(‪ ،‬التي تقوم بدور الوسيط‬ ‫يتبع ) أي أن تصف البنية المك ّ‬
‫بين السناد الصوتي والسناد الدللي (‬

‫يتبع ) وإن كان هذا الخير ) السناد الدللي ( لم يجد بعد المنهجية المحددة له ‪...‬‬
‫وحول هذه النقطة يقول نيكولريفيه – الرجل العالم بالموسيقى‪ ،‬ومن الموسيقيين‬
‫المشهورين‪ ،‬وقد حضر دكتوراه في الموسيقى‪ ،‬فاحتاج لهذه الدكتوراه دراسة أمور‬
‫في أغنية ما‪ ،‬فلحظ تآلفا ً بين نوعية الصوات والكلمات ‪ : -‬إن النحو هو الذي يقدم‬
‫العنصر الجوهري للوصف البنيوي‪ ،‬وهو الذي يحدد بشكل للبس فيه وصف‬
‫الصوات من جهة‪ ،‬ووصف معاني الجملة من جهة أخرى (‬
‫ولعلماء اللغة العربية من السلف الول باع طويلة في هذا الميدان‪ ،‬فالجورجاني‬
‫في كتابه دلئل العجاز يدلي برأي ليقل قيمة عن غيره من اللسانيين في عصرنا‬
‫الحاضر‪ ،‬ولو أخذنا برأيه في النحو مثل ً ‪ ،‬وحول هذه النقطة بالذات لوجدناه في‬

‫‪4‬‬
‫غاية الدقة‪ ،‬فهو يقول عن النحو ‪ :‬ليس إل أن تضع كلمك الوضع الذي يقتضيه علم‬
‫النحو‪ ،‬وتعمل على قوانينه وأصوله (‬

‫تفسير المصطلحات ‪:‬‬


‫الكلم ‪ :‬هو النجاز الفعلي للغة‪ ،‬وهو أداة التواصل بالضافة إلى أنه نفعي تداولي‬
‫في طابعه واستعماله ‪.‬‬
‫ولكي نستفيد من الوصف البنيوي‪ ،‬يجب أن نطلب من النظرية العامة للسانيات أن‬
‫تضع فرضية تتناسب ونوعية المعلومات التي ترتبط بتركيب الجملة وذلك لكي‬
‫نتمكن‪ ،‬أو لكي يتمكن اللساني من جعل النظرية العامة‪ ،‬قادرة على إعطاء تعقري‬
‫فواضح للوصف البنيوي المتعلق بكل جملة من الجمل ‪.‬‬
‫ونلحظ أننا إذا جددنا نوعية المعلومات المرتبطة بتركيب الجملة فإننا نستطيع أن‬
‫نعزل كل مالعلقة له بها‪ ،‬ونحيله هنا إلى لغوي غربي قديم‪ ،‬هو ابن جني في‬
‫خصائصه‪ ،‬ذلك لنه أدق من جعل لهذا المر تفصي ً‬
‫ل‪ ،‬وسنأتي إليه في مرحلة‬
‫سابقة ‪.‬‬

‫‪ -3‬مفهوم اللسان عند اللسانيين‬


‫نلحظ أن العناية تركزت على المصطلحات أكثر من انصبابها على شئ آخر ؟!‬
‫لماذا ؟ وذلك لثلثة أسباب رئيسة ‪:‬‬
‫نلحظ أن العلم رهن بمصطلحاته‪ ،‬وبمقدار حضور المصطلح‬ ‫‪.1‬‬
‫ً‬
‫وضوحا في أذهاننا يكون )(‪.‬‬
‫العلم إن خل من المصطلحات انقلب إنشاء تتشابه أجزاءه‪ ،‬بل‬ ‫‪.2‬‬
‫ربما يختلط بعضها ببعض ‪.‬‬
‫المصطلحات محددات لقضايا يمكن أن ينتظر إليها كل قضية‬ ‫‪.3‬‬
‫على حده‪ ،‬ولذا فإن المصطلح يعيين في فهم جزيئيات العلم ‪.‬‬

‫تحدثنا كثيرا ً عن المنهج‪ ،‬ولكن ماهو المنهج ؟!‬


‫المنهج ‪ :‬يتعدد بتعدد المشتغلين في العلوم‪ ،‬في وجود قواسم مشتركة ‪.‬‬

‫طريقة البحث فيها أربعة أمور ‪:‬‬


‫الوقوف على الظاهرة ‪ :‬وهو تحديد ماهيتها على نحو يمكننا من العودة‬ ‫‪-1‬‬
‫إليها كلما احتجنا إلى النظر فيها ‪.‬‬
‫وصف الظاهرة ‪ :‬إخراجها مما ليس هو هذه في هذه الظاهرة‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫كالعمليات الذهنية التي تقوم عند الطبيب عند وصفه لمرض النفلونزا‪ ،‬فإنه‬
‫يخرج ماليس هو في جنس عالم هذه الظاهرة‪ ،‬كالتيفوئيد‪ ،‬والكلرا‪ ،‬والسكلر !‬
‫وضع فرضية أو عدة فرضيات تتعلق بالظاهرة ‪ :‬فرضية الضد‪ ،‬الضد‬ ‫‪-3‬‬
‫يكشفه الضد ‪.‬‬
‫النتهاء إلى رأي يصلح للتعميم بعد مراقبة الظاهرة والوقوف عليها‬ ‫‪-4‬‬
‫ماه المريكيون في جملتهم‬ ‫ّ‬ ‫ماس‬ ‫وهذا‬ ‫بها‪،‬‬ ‫تتعلق‬ ‫بفرضياء‬ ‫والدلء‬ ‫وتوصيفها‬
‫) النظرية ( ‪.‬‬

‫الن علينا الوقوف عند أمر أساسي وهو ‪ :‬المخطط‪،‬‬

‫‪ -3‬مفهوم اللسانيات عند اللسانيين ‪:‬‬


‫لقتد تبين أن اللسانيات قاطع مشترك بين عدد من الدراسات ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫اللسانيات والسينمولوجيا ) علم الشارة والعلماتية (‪ ،‬والسلوبية السيمولوجيا‬
‫والثيمولوجيا‪ ،‬وعلم الدللة‪ ،‬والنقد الدبي‪ ،‬والنفولوجيا ) النظر إلى تكون المجتمعات‬
‫في اللغة (‪ ،‬ولكن اللسان لنه نظام من النظمة فقد يؤدي الدرس اللساني مكانا ً عليًا‪،‬‬
‫وجعل منه مصدر النتاج لكل هذه الدراسات‪ ،‬ووسع ميدانهم‪ ،‬وإذا كان ذلك كذلك‪ ،‬فقد‬
‫ما أسفلنا‪،‬‬ ‫مضت اللسانيات به تدرس علقات ضمن ميادين علمية متعددة‪ ،‬ومختلفة ع ّ‬
‫فما اللسان وما مفهوم اللسانين ؟‬
‫علماء اللغة ‪:‬‬
‫يقسم بن جني اللسان إلى ثلثة أقسام ‪:‬‬
‫)‪(...‬‬

‫بعد النتهاء من اللسانيات الحديثة ) النظرية التوليدية ( نظرية تشوبفكي ‪.‬‬


‫الجملة ‪ :‬تنقسم الجملة إلى قسمين ‪ :‬تركيب ودللة‪ ،‬التركيب ‪ :‬الجملة الفاظ وعلقات‬
‫بين هذه اللفاظ وفق القوانين التي تسمح بها كل لغة من اللغات ‪.‬‬
‫الدللة ‪ :‬الجملة وحدة دللية وسطى‪ ،‬أي تعلو دللة الكلمة وتضعف دون دللة النص‪،‬‬
‫وقد يكون لها معنا بدئي ذاتي يحسن السكوت عليه ‪.‬‬
‫كما قد يكون لها معنى آخر يحدده سياقات النص لغة أو السياقات غير اللغوية‪ ،‬وذلك‬
‫بحسب الجنس الدبي أو الخطابي التواصلي الذي تنتمي إليه ‪.‬‬
‫الجملة النحوية ‪ :‬وهي وحدة لغوية افتراضية‪ ،‬ومعنى افتراضية أن لوجود لها في‬
‫الواقع اللساني‪ ،‬وإنما ابتدعها النحاة لكي يحللوا بمها الكلم ويقفوا على أجزائه‪ ،‬وهي‬
‫تقضي للجملة الحوارية ‪.‬‬
‫جملة نحوية مثل ‪ :‬زيد أخ ‪.‬‬
‫جملة حوارية ‪ :‬زيد أخوك ‪.‬‬

‫خارج الدرس ) ملخص عام ( ‪:‬‬

‫‪ -1‬اللسانيات التاريخية ‪:‬‬


‫• تنظر إلى الظواهر منفصلة عن بعضها البعض ) الكلمات وتعاقبها (‬
‫• كانت تطورية ‪:‬‬
‫دة لغات لمقارنة اللفاظ بين هذه اللغات ‪.‬‬ ‫أ‪ .‬تنتظر إلى ع ّ‬
‫ب‪.‬مقارنة اللفاظ في إطار لغة واحدة مّرت بتطور ‪.‬‬
‫• الصول التاريخية لهذا اللفظ ‪:‬‬
‫أ‪.‬تعقب دياكروني ‪:‬‬
‫ب‪ .‬تعقب سانكروني ‪ :‬البحث في اللغة الن‪ ،‬وفي العلقات القائمة بين هذه اللفاظ ‪.‬‬

‫‪ -2‬اللسانيات البنيوية ‪ :‬ليست بحثا ً في الظواهر‪ ،‬إنما في العلقات القائمة ‪.‬‬


‫المرحلة الولى ‪ :‬المفرد في صيغة الجمع ‪.‬‬
‫البنية ‪ :‬عناصر ‪ +‬علقات ‪ +‬علقات نوعية ) إحكام وترتيب نظام المجموعات –‬
‫المنهج الذري (‬
‫تلخيص المذكرات‬

‫المنهج الدياكروني ) ميشال بريال (‬


‫يدرس هذا المنهج ‪ :‬العلقات القائمة بين كلمات تتعاقب في الزمان‪ ،‬وينوب بعضها عن‬
‫بعض ‪.‬‬
‫دللة في هذا المنهج ‪ :‬تتبع معنى ألفاظ اللغة عبر الّتاريخ‪ ،‬وليست دراسة‬
‫هدف علم ال ّ‬
‫العلقات التي تحدثها ‪ :‬أ‪ .‬داخل الجملة والنص ‪ .‬ب‪ .‬في مرحلة معينة من تاريخ اللغة ‪.‬‬
‫منهج )بريال ( في علم الدللة ‪:‬‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫يضيف‬ ‫أن‬ ‫للزمن‬ ‫مايمكن‬ ‫خلل‬ ‫من‬ ‫والدللي‬ ‫الصوتي‬ ‫يدرس التطور‬ ‫‪.1‬‬
‫إليها ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫يدرس اللغة فيها تعاقبيًا‪ ،‬أي لغير ذاتها ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫لم يستطع )بريال ( من خلل هذا المنهج‪ ،‬إلى بناء منهج لساني دقيق وذلك لنه اعتمد‬
‫في ذلك على البلغة والشتقاق ‪.‬‬
‫ن )بريال( في كتابه "مبحث في الدللة" اعتمد على ‪:‬‬‫إ ّ‬
‫توسيع المعنى وتقليصه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ول المعنى ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تح‬ ‫‪.2‬‬
‫انحراف المعنى ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫عبدالرحمن جلل الدين السيوطي ‪ :‬يوجد في التراث العربي الكثير من العلماء‬


‫الذين كّرسوا جهودهم في فقه اللغة وقضايا تتصل بالدللة اتصال وثيق‪ ،‬وعند‬
‫مل فإننا نجدهم قد قاربوا المنهج الدياكروني من غير أن يذكروه اسمًا‪ ،‬أو‬ ‫التأ ّ‬
‫يؤسسوا له بناء نظريا ً ‪.‬‬
‫السيوطي في كتاب ‪ :‬المزهر في علوم اللغة‪ ،‬يأتي على أبواب من ذلك‪ ،‬وقد ذكر‬
‫في الكتاب جملة من العلماء تدل الممارسة عندهم على حضور هذه المقاربة ‪.‬‬
‫فعندما نبحث عنده مثل ً في " العام والخاص" وبالمقارنة نجد فيه مابحثه بريال‬
‫مى "توسع المعنى وتقليصة‪ ،‬وقد عقد السيوطي لهذا الّنوع فصول ً خمسة‬ ‫تحت مس ّ‬
‫‪:‬‬
‫العام الباقي على عمومه ‪ :‬مثل كل مايظلك فهو سماء‪ ،‬وكل أرض‬ ‫‪.1‬‬
‫مستوية فهي صعيد‪.‬‬
‫العام المخصوص ) في مذهب بريال تقليص المعنى ( ‪ :‬أن الحج هو‬ ‫‪.2‬‬
‫م خص‬ ‫دهر‪ ،‬ث ّ‬ ‫ص بقصد البيت‪ .‬لفظ السبت‪ ،‬ففي اللغة هو ال ّ‬ ‫مخ ّ‬ ‫قصد الشئ‪ ،‬ث ّ‬
‫بأحد أيام السبوع‪.‬‬
‫فْرك فيما بين الزوجين‬ ‫فيما وضع عاما ً واستعمل خاصا ً ‪ :‬البغض عام‪ ،‬ال ِ‬ ‫‪.3‬‬
‫خاص ‪ .‬التشهي عام‪ ،‬والوحم للحبلى خاص ‪.‬‬
‫فيما وضع خاصا ً لمعنى خاص ‪ :‬جعلوا أحاديث" – وليقال في الخير ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ظننتني‪ ،‬وحسبتني‪ ،‬وخلتني‪ ،‬ليقال إل ّ فيما فيه أدنى ش ْ‬
‫ك‬
‫م استعمل عام ) من سمات التوسع في‬ ‫فيما وضع في الصل خاص ث ّ‬ ‫‪.5‬‬
‫مذهب بريال ( ‪ :‬الصمعي ‪ :‬أصل الورد إتيان الماء‪ ،‬ثم صار إتيان كل شئ‬
‫ل طلب ‪.‬‬ ‫م صار يقال ذلك لك ّ‬ ‫ورد ‪ .‬القرب ‪ :‬طلب الماء‪ ،‬ث ّ‬
‫أحمد بن فارس ‪ :‬إذا عدنا إلى ابن فارس الذي أشار إليه السيوطي‪ ،‬فسنجده يقول‬
‫ول المعنى‪:‬‬ ‫عن تح ّ‬
‫كانت العرب في الجاهلية ‪ :‬على إرث آبائهم في اللغات‪ ،‬والداب‪ ،‬والنسائك‪،‬‬
‫والقرابين ‪.‬‬
‫ت أمور‪ ،‬ونقلت من اللغة‬ ‫لما جاء السلم ‪ :‬حالت أحوال‪ ،‬ونسخت ديانات‪ُ ،‬‬
‫أبطل‬
‫ْ‬
‫ل الخر على الول ‪.‬‬ ‫ألفاظ إلى مواضيع أخر بزيادات زيدت‪ ،‬وشرائط شرطت ‪.‬فح ّ‬
‫مثال ‪ :‬جاء السلم بذكر المؤمن والمسلم‪ ،‬والكفار والمنافق ‪ ..‬فالعرب عرفت‬
‫المؤمن من المان‪ ،‬واليمان هو الّتصديق‪.‬‬
‫ن بالطلق مؤمنا ً ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫المؤم‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫سم‬ ‫ما السلم فقد زاد شرائطا ً وأوصافا ً بها‬ ‫أ ّ‬

‫المنهج السايكروني ) سوسير (‬


‫ن‬ ‫سعى سوسير حثيثا ً بأن يجعل اللسانيات علما ً مستق ً‬
‫ل‪ ،‬وقبل دراسة منهجه فإ ّ‬
‫علينا أن نقف على أهم اطروحاته في الّتالي ‪:‬‬
‫‪ .1‬اللغة واللسان ‪:‬‬
‫اللغة ‪:‬‬
‫ٌ‬
‫‪ .1‬هي كل واحد في ذاتها ‪.‬‬
‫‪ .2‬انتاج اجتماعي لملكة اللسان ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ن تصنيفها وفق مبدأ ‪.‬‬
‫‪ .3‬يمك ُ‬
‫‪ .4‬جزأ محدود وأساسي من أجزاء اللسان ‪.‬‬
‫اللسان ‪:‬‬
‫‪ .1‬خليط يجمع المادة والمعنى‪ ،‬والوظيفية والنفسية ‪.‬‬
‫‪ .2‬ينتمي للفرد والمجتمع بحد ٍ سواء ‪.‬‬
‫‪ .3‬ليقبل التصنيف ‪.‬‬
‫‪ .4‬ليمكن استخلص وحدته ‪.‬‬

‫‪ .2‬اللغة والشارة ‪:‬‬


‫ً‬
‫نظرية سوسير ‪ :‬يرفض سوسير أن تكون الشارة جدول من اللفاظ‪ ،‬أو قائمة من‬
‫الكلمات ‪.‬‬
‫ه في الّتالي ‪:‬‬ ‫ً‬
‫وليؤكد نظريته ووجهة نظره‪ ،‬أنتج تحليل نلخص ُ‬
‫‪ .1‬الشارة لتربط بين اسم ٍ وشئ ‪.‬‬
‫ل الشارة إلى ‪:‬‬ ‫‪ .2‬ولدعم النتيجة السالفة حل ّ‬
‫ور ) المدلول ( ‪.‬‬ ‫‪ .1‬المتص ّ‬
‫دال (‬
‫‪ .2‬الصورة السمعية ) ال ّ‬
‫دي‪ ،‬أّنما هي‬
‫ّ‬ ‫الما‬ ‫الصوت‬ ‫لتمثل‬ ‫السمعية‬ ‫الصورة‬ ‫أن‬ ‫‪ .3‬ثم قال بعد المعاينة‬
‫) البصمة النفسية للصوت(‬

‫سوسير في هذا الموضوع تتمثل بالّتالي ‪:‬‬ ‫النقلة النوعية الهم عند ال ّ‬
‫‪ .1‬أن اللغة ليست جدول ً من اللفاظ أو قائمة من الكلمات ‪.‬‬
‫‪ .2‬إبعاد المرجع عن الشارة اللسانية والتحليل اللساني ‪.‬‬

‫‪ .3‬اللغة والكلم ‪:‬‬


‫اللغة ‪:‬‬
‫ه ومحصلته ‪.‬‬
‫ي نتاج ُ‬
‫‪ .1‬ليست وظيفة للفرد بل ه ّ‬
‫‪ .2‬لتوجب وجود تصميم مسبق ‪.‬‬
‫‪ .3‬التفكير ليتدخل فيها من أجل نشاط تصنيفي ‪.‬‬

‫الكلم ‪:‬‬
‫‪ .1‬فعل فردي للرادة والعقل ‪.‬‬
‫‪ .2‬باستطاعتنا تمييز ‪:‬‬
‫التراكيب التي يستخدمها كل واحد مّنا للتعبير عن فكره ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫النية الّنفسية التي تساعد على اخراج هذه الّتراكيب ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ .4‬الّنسق ‪ :‬يعتبر سوسير الّنسق ‪ -‬من منطلقه الّنظري – أننا إذا أردنا البحث‬
‫ن ذلك ليكون إل ّ من خلل الوقوف على الروابط‬ ‫والكشف عن هوية أي ميدان فإ ّ‬
‫القائمة بينها‪ ،‬وكمال هذا الكشف تكمن في أن أتدخل المعطيات نفسها في شبكة‬
‫من العلقات التي تحدد المعطى بالّتبادل‪ ،‬أما الشياء التي لتتداخل‪ ،‬فليست‬
‫ن لنها تشكل ) عبر العلقات ( كيانات نسقية مستقّلة‪.‬‬ ‫المشكلة في ذاتها‪ ،‬ولك ّ‬
‫فاللغة إذا ً ‪ -‬عند سوسير ‪ -‬نسق ليعترف إل بنظامهِ الخاص‪ ،‬ومن خلل هذا المعطى‬
‫نستنتج الّتالي ‪:‬‬
‫‪ .1‬العناصر اللغوية لتملك استقللية في ذاتها‪ ،‬إّنما في علقاتها ‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا امتنعت العناصر من غيرها من الشياء‪ ،‬فإن ذلك ليعود إلى سوء العنصر‬
‫في ذاته‪ ،‬إّنما إلى الّرابط والّنسق الذي احتكم فيه ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ملحظات ‪:‬‬
‫ن أولوية البحث ‪ -‬عند سوسير – هي للّنسق‪ ،‬لكي نصل من خللها إلى‬ ‫‪ .1‬إ ّ‬
‫العناصر‪ ،‬وليس العكس ‪.‬‬
‫ي نظام قائمة مترابط‪ ،‬وأي عطل يصيب إحداها‬ ‫‪ .2‬إن الّنسق واللغة والعناصر ه ّ‬
‫فسيؤثر ويصيب لمحالة الّنسق ‪ ) .‬مثال لعبة ال ّ‬
‫شطرنج واضح لبيان هذا المعنى (‬

‫‪ .5‬القيمة ‪ :‬يرى سوسير ان المعنى جزء متميز من القيمة‪ ،‬وذلك للسباب الّتالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن المعنى الكلمة بطبيعة الحال هو مضمونها ‪.‬‬
‫‪ .2‬وأن قيمة الكلمة هو مكانها ضمن الّنسق ‪.‬‬

‫ما سبق إلى ‪:‬‬ ‫ونتوصل م ّ‬


‫القيم اللسانية هي قيم محايثة للنسق وليست للكلمات ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أن الكلمات تكون خارج الّنسق إذا كانت تحمل معنى بدئيا ً ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أن الكلمة في أي لحظة من اللحظات تطرح قضية معناها ) القيم‬ ‫‪.3‬‬
‫الّتبادلية ( ‪.‬‬

‫لو عرضنا المنهج الّتاريخي‪ -‬في تتبعه للمعنى – على هذه الّنتائج فإننا نجده غير عامل‬
‫ن اللغة جدول ً من الكلمات ‪.‬‬‫وليستطيع الّتصدي لي منها‪ ،‬لنه يرى أ ّ‬
‫دث عن القيم فإنه يقول ‪ :‬إننا نقف على قيم محايثه للنسق‬ ‫ما سوسير عندما يتح ّ‬‫أ ّ‬
‫ً‬
‫م اعطاؤها مسبقا‪ .‬راجعْ ص ‪. 87‬‬ ‫وليس على أفكار ت ّ‬
‫ما سبق ‪ :‬أن المعنى في الكلمات يقع محددا ً إذا وقف هذه الكلمات في‬ ‫والخلصة م ّ‬
‫ً‬
‫ددا ‪.‬‬ ‫ً‬
‫نسق واّتخذت فيه مكانا مح ّ‬

‫سانكروني (‬
‫جه لمنهج سوسير ) ال ّ‬
‫بعد هذه المقدمات‪ ،‬نتو ّ‬

‫ن سوسير قد جعل من ‪:‬‬ ‫قلنا أ ّ‬


‫اللغة موضوعا ً لدراسته ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أنه لم ينظر للغة بكونها جدول ً من اللفاظ‪ ،‬أو قائمة من الكلمات‪ ،‬بل‬ ‫‪.2‬‬
‫نسقا ً ‪.‬‬

‫لقد تكللت وتجلت معالم هذه الساسيات باستثمار منهجي في الّتالي ‪:‬‬
‫‪ .1‬التعامل مع الوقاع اللغوية من خلل أشكالها ‪.‬‬
‫‪ .2‬ابعاد الزمن بوصفه رابط بين الشارات اللغوية ‪.‬‬
‫‪ .3‬تحليل علقات الشارات ضمن الّنسق بدل ً عن الّزمان ‪.‬‬

‫تميز منهج سوسير هذا واختص بالّتالي ‪:‬‬


‫دراسة حالة لغة في زمن محدد ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ليعتني بالطور الذي أصاب اللغة صوتا وتركيبا ودللة ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ينظر للغة بوصفها كل ً واحدا ً ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ً‬
‫يتعامل مع اللغة بوصفها نسقا ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تحديد ميدان البحث في البنى اللغوية ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أن كان منهجا وصفيا‪ ،‬أي أّنه – المنهج – يتعامل مع اللغة من وجهتين‬ ‫‪.6‬‬
‫أساسيتين ‪:‬‬
‫أنه يحدد الجمل – التي تتحق في لغة من اللغات – باستخدام قواعدها المحدودة‬
‫العدد‪.‬‬
‫بعد تحديد هذه الجمل يسعى إلى تحليل بناها ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أهم النتقادات على منهج سوسير التي استهدفت أسسه المفهومية والمنهجية‪،‬‬
‫كمثل مايختص بالقيم الّتبادلية‪ ،‬نوجزها في الّتالي ‪:‬‬
‫• مايرتبط بالحياة القتصادية ‪.‬‬
‫• مفهوم القسرية بين الدال والمدلول ‪.‬‬
‫• أسس الخطاب في الكلم اليومي ‪.‬‬

‫جهه لدراسة ‪:‬‬ ‫ن ذلك الّنقد ليلغي تميز سوسير وتو ّ‬


‫وإ ّ‬
‫• مضمون الكلمات من خلل الصيغ التي يشكلها ‪.‬‬
‫• مضمون الجمل من خلل النظم التي تبينها ‪.‬‬
‫• مضمون النص من خلل النساق التي تكونه ) إذ يربط بين دللة الكلمة‬
‫ودورا في الجملة‪ ،‬وبربط بين دللة الجملة ووظيفتها (‬

‫اتجاه اللسانيات التاريخية‬

‫أول ً ‪ :‬البحث اللغوي ‪ :‬إن اللسانيات التاريخية تنظر إلى تطور الكلمات وفق ميدان‬
‫محصور في إطار تاريخي‪ ،‬ولكي يكتمل منهجه قام بـ ‪:‬‬
‫الستعانة بالمنهج المقارن ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫جعل ميدان البحث يقوم في إطار ) لغة واحدة‪ ،‬ومايتفّرع عنها من‬ ‫‪.2‬‬
‫لهجات ( ‪.‬‬

‫سمات الفارقة في المنهج الّتاريخي ‪:‬‬ ‫أهم ال ّ‬


‫يبحث بين اللغات عن التطابقات "الصوتية والصرفية" التي تنشأ )عملية‬ ‫‪.1‬‬
‫إثبات الصل الوراثي لها ( ‪.‬‬
‫واعتمد في بحث التطابقات ليجاد ) وثيقة تاريخية ( ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ي القطيعة‬
‫ّ‬ ‫وه‬ ‫اللغة‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫نظر‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫اعتمدها‬ ‫التي‬ ‫الميتافيزيقية‬ ‫النظرة‬ ‫‪.3‬‬
‫الكثر نوعية ‪.‬‬

‫لقد اعتمد المنهج التاريخي في تكوين نفسه بـ ‪:‬‬


‫المذهب الّتجريبي ) المنهج الذي رسمه لنفسه‪ ،‬منهج اللسانيات‬ ‫‪.1‬‬
‫التاريخية (‬
‫مذهب القواعد المقارنة )المنهج التطوري لداروين (‬ ‫‪.2‬‬
‫ً‬
‫أوّل ‪ :‬المذهب الّتجريبي ‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ن للعلقات القربى امتدادا زمنيا وتعاقبيا يغطي مساحة زمنية ) أي تسلسلها‬ ‫ويعتبر أ ّ‬
‫الّزمني عبر الّتاريخ(‪ ،‬لتظهر اللغة حياة ً لكالشياء في الطبيعة إنما كالمنظومات التي‬
‫ورا ً خاصا ً ‪.‬‬‫تمتلك حياة وتط ّ‬
‫ثانيا ً ‪ :‬مذهب القواعد المقارنة ‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫وها‪ ،‬وموتها ‪.‬‬
‫ويعتبر اللغة في وجودها كما الكائنات الحية في الطبيعة‪ ،‬لها حياتها‪ ،‬ونم ّ‬

‫البحث الدللي في اللسانيات الّتاريخية ‪:‬‬


‫لقد ظهر البحث الدللي كعلم من بدايات دراسة ) بريال (‪ ،‬في القرن التاسع عشر‪،‬‬
‫ما يوصلنا إلى أّنها ترادف الدراسات اللغوية ) وجدت مناخا ً علميا ً مشابها ً لها‪ ،‬فتأثرت‬‫م ّ‬
‫به‪ ،‬وخضعت في مناهج بحثها إلى ماخضعت له ( ‪.‬‬
‫ل ذلك فإن اللسانيات التاريخية لم تشأن أن تتعامل به‪ ،‬وذلك لـ ‪ :‬لنه كان في‬ ‫ومع ك ّ‬
‫منظورها يشغل حيزا ً يصعب السيطرة عليه ) كالصوات والصيغ التي تمثل الوجه‬
‫المادي للغة ( ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ي عندهم – اللسانيين التاريخين – ليست مادة كالمواد‪،‬‬ ‫ن المعنى ليس كذلك‪ ،‬فه ّ‬ ‫لك ّ‬
‫ة‪ ،‬كما‬ ‫ً‬
‫ولنه كذلك‪ ،‬فقد ليتسق مع ماتتسق به المواد‪ ،‬إذ ليخضع نشأة وتطورا وحيا ً‬
‫ه الصوات في تجلياتها المادية ‪.‬‬ ‫تخضع ل ُ‬
‫إن مراحل تكون علم الدللة – عند بريال – تستند ُ إلى ‪:‬‬
‫العلوم الخارجية كالبلغة والفلسفة ‪ :‬مما أحدث تلئما ً بين مقتضيات‬ ‫‪o‬‬
‫المنهج التطوري ومقتضيات الموضوع ‪.‬‬
‫ن علم الدللة بالرغم من خضوعه للمنهج‪ ،‬إل أنه‬ ‫وقد توصلنا النقطة السابقة إلى ‪ :‬أ ّ‬
‫يعد بداية خلخلة للمنهج الذي سارت عليه اللسانيات التاريخية ‪.‬‬

‫لحظات اشتغال البحث الدللي في مرحلتيه ) التاريخية والتطورية (‪ ،‬وأهم ماتتميز به‬
‫كل واحدة ‪:‬‬

‫أول ً ‪ :‬اللحظة التاريخية ‪:‬‬


‫‪ ‬يرصد العلقات المتتابعة بين الصوات‪ ،‬والتي لم يلحظها العقل الجمعي ‪.‬‬
‫‪ ‬يرصد العلقات المتتابعة التي يمكن أن تتبادل فيما بينها‪ ،‬فتكون المقارنة ‪.‬‬
‫‪ ‬إنه ليعبه بالّنسق حين يرصد العلقات المتتابعة ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬اللحظة التطورية ‪:‬‬


‫‪ ‬يدرس علم المعاني بوصفه دراسة لتطور المعاني في اللغات ‪.‬‬
‫مة ‪.‬‬‫‪ ‬يحدد التطور بخضوعه إلى قوانين عا ّ‬
‫ً‬
‫‪ ‬استخراج القوانين الخاصة بالظواهر انطلقا من وقائع المعنى ‪.‬‬
‫أشهر اللغا التي تناولها علم الدللة – في اللسانيات التاريخية – بالبحث ‪:‬‬
‫اللغات الهندو‪-‬أوربية‪ ،‬اللغات السامية‪ ،‬وطبقها أيضا ً في إطار اللهجات المتعددة في‬
‫لغة واحدة‪.‬‬

‫اتجاه اللسانيات البنيوية‬


‫إن سوسير هو من وضع أصول هذا التجاه اللساني‬
‫اول ً ‪ :‬البحث اللغوي ‪:‬‬
‫أصول الّنظرية الثلث في اللسانيات البنيوية ‪:‬‬
‫قامت بالدلء بأفكار نظرية تتعّلق بمادة اللسان‪ ،‬بدل ً من الكتفاء‬ ‫‪.1‬‬
‫بالوقائع اللسانية ‪ :‬أي أنها توجهت لنشاء وجهة نظر عن الوقائع ( ‪.‬‬
‫قالت بضرورة استقلل اللسانيات بوصفها علما ً ‪ :‬أي أن كل تفكير‬ ‫‪.2‬‬
‫وراته من داخل المادة ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫متص‬ ‫يستنهض‬ ‫ً‬
‫ا‪،‬‬ ‫علمي‬ ‫ً‬ ‫ا‬‫تفكير‬ ‫يصبح‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫لساني‬
‫وهنا سوسير قد أحدث قطيعة معرفية مع السس التي قامت عليها الدراسات‬
‫ورية للغة‪.‬‬
‫الّتاريخية والتط ّ‬
‫أسست للدرس اللساني ‪ :‬والذي يتمثل في ظواهر اللسان في كل‬ ‫‪.3‬‬
‫اللغات وكل الزمنة‪ ،‬بواسطة كل الشكال التعبيرية ‪.‬‬

‫أهم السمات الفارقة للسانيات البنيوية ‪:‬‬


‫‪ .1‬نظرت اللسانيات البنيوية إلى اللغة من خلل ) بعدها الني ( السانكروني‪،‬‬
‫ة بالّنسق والبنية ‪.‬‬
‫مت كنتيج ً‬ ‫فاهت ّ‬
‫‪ .2‬المذهب التوزيعي الذي اتخذته في المرحلة الولى للسانيات البنيوية ‪.‬‬
‫إن نظرة اللسانيات البنيوية تتوافق والمذهب التوليدي في الّتالي ‪:‬‬
‫‪ .1‬اللغة‪ ،‬وفيها ‪:‬‬
‫‪ ‬أن اللغة نسق من الشارات ‪.‬‬
‫‪ ‬أن التحليل يقوم على البحث عن العلقات التي تربط العناصر داخل الّنسق ‪.‬‬
‫من ‪:‬‬
‫اللسان‪ ،‬ويتض ّ‬

‫‪11‬‬
‫اللغة ‪ :‬التي تمثل النظام كما تمثل الجانب الجتماعي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الكلم ‪ :‬الذي يمثل الداء‪ ،‬كما يمثل الجانب الفردي للسان ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .2‬الشارة ‪ :‬إن الشارة لتتصل مباشرة بموضوعات العالم الخارجي الذي تعّبر‬
‫ن سوسير يقول ‪ :‬أ ن الشارة لتربط بين اسم وشئ ولكن بين مفهوم‬ ‫عنه‪ ،‬إذ ْ أ ّ‬
‫وصورة سمعية ‪.‬‬
‫وتتكون الشارة من ‪:‬‬
‫دال ) الصورة المسمعية – الصوات ( ‪.‬‬‫ال ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫المدلول ) المفهوم‪ -‬المعنى ( ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ولذا فهي تستبعد في دراستها مايمثل المرجع‪ ،‬ولتعتد بوجوده ‪.‬‬

‫سمات الشارة اللسانية الثلث ‪:‬‬


‫إنها قسرية ‪ :‬وذلك لن العلقة بين الدال والمدلول غير مبرر ) فقدان ارتباط العلة‬
‫بالمعلول (‪.‬‬
‫ً‬
‫إنها إشارة خطية ‪ :‬أي أنها تغطي امتدادا يسير في بعد واحد‪ ،‬ويكون قابل للقياس ‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإنها تمثل خطا ً ليقع خارج الزمان لكن يجري فيه ‪.‬‬
‫إنها ذات بعد اجتماعي ) راجع ص ‪. ( 175‬‬

‫النسق والنية ‪:‬‬


‫ن اللسانيات البنيوية تتطابق ومبدأ سوسير في ذلك‪ ،‬والذي يقول فيه ‪ :‬إن اللغة‬
‫إ ّ‬
‫نسق ليعترف إل بنظامه الخاص ‪ .‬وإن سوسير قد دعا لدراسة اللغة من خلل‬
‫نسقها‪ ،‬والذي ليتحقق إل من خلل إثبات الّنسق في النية ‪.‬‬

‫المدارس البنيوية ‪ :‬حللت علقات الشارات داخل الّنسق بدل ً من تخليلها عبر‬
‫الزمن‪ ،‬ولهذا صارت دراسة الشارات تعني الّنظر إلى وجودها المشترك زمنيا ً‬
‫وليس إلى وجودها المتتابع ‪.‬‬

‫دللي – في اللسانيات البنيوية ‪:‬‬‫البحث ال ّ‬


‫ً‬
‫انقلب المفاهيم ‪ :‬ولقد انطلقوا أيضا من مبدأ سوسير‪ ،‬والذي أمكنهم من‬ ‫‪‬‬
‫إحداث انقلب نوعي وكبير في البحث الدللي الغربي‪ ،‬لكنه لم يحدث قطيعة‬
‫ن الدللة قبل البنيوية تقوم على ثلث‬
‫معرفية تامه من البحث الدللي التاريخي‪ ،‬إ ّ‬
‫أسس ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن المعنى هو حقيقة تلزم الكلمات ‪ :‬أي أن ليفارق المعنى لفظه‪ ،‬وليفارق‬
‫اللفظ ملكيته‪.‬‬
‫‪ .2‬أن المعنى يأتي من اجتماع الكلمات الحامة لحقائقها فيها ‪.‬‬
‫‪ .3‬أن أصل المعنى وقصده وغايت‪ ،‬أمر يقوم على العقل النساني ‪.‬‬

‫كلمة ‪ :‬لقد استعاضت الدلليات البنيوية على مفهوم اجتماع الكلمات في تكون‬
‫معنى الجملة‪ ،‬بمفهوم العلقاة بين الكلمات في تكوين معنى الجملة ‪ .‬أي أنه لم‬
‫تعد ماتملكه الكلمة ‪ -‬باجتماعها مع غيرها ‪ -‬في تكوين معنى الجملة‪ ،‬ولكنه تحول‬
‫إلى العلقة التي ترتبط بها الكلمة مع غيرها من الكلمات داخل بنية الجملة‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك فقد حّلت ثلث مفاهيم جديدة محل المفاهيم القديمة‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫‪ (1‬حل مفهوم الّنسق محل مفهوم التجميع ‪.‬‬
‫حل مفهوم المعنى المحدث في النية الزمنية للكلم‪ ،‬محل مفهومها المعنى‬ ‫‪(2‬‬
‫ور في الزمانية التعاقبية‪.‬‬
‫المتط ّ‬
‫حل مفهوم العلقة بين الكلمات محل مفهوم الملكية الذي يجعل المعنى حقيقة‬ ‫‪(3‬‬
‫ملزمة للكلمات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الملحظات النقدية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫البنيويات الدللية في جيلها الول ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫دمة ‪ :‬لقد كانت البنيويات في هذا الجيل خليطا ً من بعض منطلقات اساسية‬ ‫مق ّ‬
‫ما يعني أن ‪ :‬الدلليات‬‫للدللت التاريخية ومفاهيمها الخاصة التي لم تكتمل بعد‪ .‬م ّ‬
‫البنيوية أقل درجة من الدراسات البنيوية للغة في )إحداث قطيعة معرفية مع التجاه‬
‫التاريخي (‪ ،‬ويعود سبب ذلك إلى ‪:‬‬
‫‪ .1‬افتقارها في ذلك الوقت إلى رؤية متكاملة خاصة بها ‪.‬‬
‫‪ .2‬كما يعود إلى تأسيس منهج واضح المعالم على غرار المنهج الوصفي ‪.‬‬
‫الجيل الول للبنيويات الدللية ‪:‬‬
‫إن الجيل الول للبنيويات الدللية يشاطر اتجاه الدلليات التاريخية من منظوره‬
‫اللغوي ‪:‬‬
‫إذ يرى أن اللغة مجموعة من الكلمات‪ ،‬وهو ليقترب حقيقة من الدراسات العلمية‬
‫ن الدراسات البنيوية – التي ابتدأها سوسير – تقول ‪ :‬ان اللغة‬ ‫لواقع اللغة‪ ،‬وذلك ل ّ‬
‫نظام من العلقات ونسق من الشارات‪ ،‬وليست مدونة من الكلمات ‪.‬‬
‫تحليل للسابق ‪ :‬إن المتكلم ليتكلم بكلمات فقط‪ ،‬لكنه يستخدم النظام اللغوي لبناء‬
‫علقات بينها‪ ،‬تؤدة مبتغى دللته‪ ،‬ومقصوده معنى ‪.‬‬
‫ولما كانت الكلمة هي مبتغى الجيل الول من الدلليات البنيوية‪ ،‬فقد جعل هذا الجيل ‪:‬‬
‫ميدانه الدللة محصورا في ) المعجم (‪ ،‬في بادئ المر ‪.‬‬ ‫‪(1‬‬
‫ن ) علم الدللة المعجمي ( يستمد مادته من تاريخ الكلمة‬ ‫فإذا عرفنا أ ّ‬ ‫‪(2‬‬
‫ورها‪ ،‬وصيغتها‪ ،‬فإننا نتوصل للنتائج التالية ‪:‬‬‫وتط ّ‬
‫‪ -1‬أن الجيل الول للدلليات البنيوية يشابه الدلليات التاريخية في ‪ :‬النظر إلى‬
‫الكلمة داخل مدونة الدللة التعاقبية لتطور اللفاظ ‪.‬‬
‫‪ -2‬الخطوة الكثر تقدما ً التي أضافها هي ‪ :‬النظر إلى الكلمة في بعدها الني‪ ،‬البعد‬
‫الذي يمكن الباحث من اكتشاف ) دللت للكلمة ( يبدعها المتكلم‪ ،‬لم تكن موجودة‬
‫في المعجم التاريخي ‪.‬‬
‫نتوصل إلى خلصة مفادها ‪:‬‬
‫أن العلقة بين البنيويات التاريخية والجيل الول للدلت البنيوية أنهما يشتركان في ‪:‬‬
‫ورها‪ ،‬مما يعطيها شكل ً مستقل ً ودال ً ‪.‬‬ ‫اشتغالهما بالكلمة وتط ّ‬

‫ولقد انفرد الجيل الول ببعد جديد – دون أن يلغي أو يحدث قطيعة معرفية – تجّلى‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫ً‬
‫أن الكلمة تشكل عنصرا من عناصر الّنسق الدللي ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أن المعنى في الستعمال الني‪ ،‬يأتي من العلقات التي تقيمها مع‬ ‫‪.2‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الكلمات الخرى داخل الّنسق ‪ .‬فيكون بهذا ‪ :‬المعنى ذاتيا فيها‪ ،‬وتابعا إلى‬
‫النسق الذي تنتمي إليه – أثر التجاه التاريخي‪ ، -‬والذي بطبيعة الحال تجسده‬
‫جملة العلقات التي تقتسمه فيه مع الكلمات الخرى – اثر اتجاه الدلليات‬
‫البنيوية –‬
‫كل ماسبق يدعونا إلى النظر للكلمة من خلل مستويين يقومان على ازدواجية في‬
‫الّنظر ‪:‬‬
‫المستوى الول ‪ :‬نسقي ‪ :‬والذي يقف الكلمة على محورين ‪:‬‬
‫ة لكل تاريخ تطورها الدللي‬ ‫الزماني التعاقبي ) الدياكروني ( ‪ :‬ممِثل ً‬ ‫‪.1‬‬
‫وحاملة له ‪.‬‬
‫الني التزامني ) السانكروني ( ‪ :‬وتكون على ماتكون عليه دللتها في‬ ‫‪.2‬‬
‫الزمن الني ‪.‬‬
‫المستوى الثاني استعمالي ‪ :‬ويقف بالكلمة على محورين أيضا ً ‪:‬‬
‫الستبدالي ‪ :‬ان تكون الكلمة ممثلة لعدة احتمالت دللية‪ ،‬فتكون‬ ‫‪.1‬‬
‫الكلمة مخزونا دلليا ً بالقوة ‪ .‬وأن المعاني الممكنة فيها تكون في حالة تربص‬
‫لما يقع عليه الختبار منها ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫التركيبي ‪ :‬أن تكون الكلمة على مايكون عليه استعمالها توزيعيا ً‬ ‫‪.2‬‬
‫ً‬
‫ووظيفيا ضمن التركيب ‪ .‬وأنه اختيار يقوم به المتكلم لمعنى الكلمة من خلل‬
‫التركيب الذي يضعها فيه ‪.‬‬

‫الفائدة والخلصة ‪ :‬لقد أضافت البنيويات الدللية في جيلها الول بعدا ً آنيا ً وتركيبا ً إلى‬
‫ت واحد ٍ نسجا ً‬ ‫الكلمة لم تكن الدلليات التاريخية لتفي بها‪ ،‬ويعني هذا أنها كانت في وق ٍ‬
‫أمشاجا ً من مصطلحات التجاه التاريخي‬

‫المذكرة رقم ‪5‬‬


‫اللسانيات البنيوية ‪:‬‬
‫لقد اتخذت البنيوية لنفسها موقعا ً مهما في ميادين العلم‪ ،‬وذلك لـ ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن العلوم التي دخلت إليها سعت لتشكيلها في هيئة تخرجها من أسر النظرة‬
‫التاريخية المهيمنة ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .2‬بعد ذلك صارت علما تجد فيه العلوم الخرى براهين علميتها ) أي قيمة دالة‬
‫على صحة الجراء في هذا العلم أو ذاك – الميدان ( ‪.‬‬
‫ولذا فإن قرن العشرين هو قرنها بل منازع ‪.‬‬

‫تعريف البنيوية ) اصطلحا ً ( ‪:‬‬


‫تقوم البنيوية على ثلث أمور ‪:‬‬
‫العناصر ‪.‬‬
‫العلقات بين هذه العناصر ‪.‬‬
‫إحكام العلقات وترتيبها ‪.‬‬
‫مظاهر البنيوية )ونجد أن كل مظهر سيعطيها تعريفا ً لتبتعد به عن المظهر الخر‪،‬‬
‫ولكنه يخصصها لما جعلت ميسرة له في أي ميدان ( ‪:‬‬
‫‪ .1‬البنيوية بوصفها إحكام وترتيب ‪ :‬إن لكل موضوع عناصر ‪ +‬هيكل تبنى به‪،‬‬
‫فالمخطط يمثل الهيكل‪ ،‬وهو ليقل انتماًء الى الواقع‪ ،‬موازاة بالعناصر التي تكون‬
‫موضوع البناء نفسه‪ ) ،‬مثال الطاولة ( ص ‪122‬‬
‫وأن التغيرات التي تحصل في الحشب أو المخطط‪ ،‬لينفي انتماءهما إلى نفس الواقع‪،‬‬
‫والطاولة بذلك ليمكن ان تتكون من دونهما‪) .‬إذا ً تظهر البنية إحكاما ً للعناصر الخشبية‬
‫ل‪ ،‬وهو الطاولة وترتيبها لها ‪.‬‬ ‫داخل الك ْ‬
‫‪ .2‬البنية بوصفها تنظيما ً مطردا ً ‪ :‬لنوضح هذا المر ينبغي أن نتحدث حول ) مفهوم‬
‫المجموعات‪ ،‬ومفهوم المنهج الذري ( ‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم المجموعات ‪ :‬الكل الذي يتكون من وحدات تقيم فيما بينها علقات‬
‫خاصة ‪.‬‬
‫القضية الولى التي تطرح بخصوص المجموعات ) اللسانية‪ ،‬الجتماعية الثقافية ( ‪:‬‬
‫ليست في تفكيك الكليات المعطاة مباشرة‪ ،‬بهدف معرفة الجزاء التي تتكون منها‪ ،‬بل‬
‫في ‪:‬‬
‫‪ ‬الكشف عن الكليات المفترضة ‪.‬‬
‫‪ ‬وفي إقامة علقة بين العناصر‪ ،‬ومعالجتها كما لو أنها أجزاء في كل ‪.‬‬
‫ولعلنا نتوصل مما سبق إلى أن تعريف البنية غير كاف‪ ،‬وذلك لـ ‪:‬‬
‫أن العلقات ليست سواء في كل الميادين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ولتمتلك الواقعية نفسها التي تمتلكها العناصر المترابطة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫للتوضيح انظر ص ‪: 123‬‬


‫إذا كانت ‪ :‬أصوات اللغة =)ماديا ً (= مادية الخشب وواقعيتها‪ ،‬فإن ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ة(= مخطط الطاولة المرسومة على الورق‪.‬‬ ‫العلقات بين الصوات ل=)مادي َ‬
‫وإذا كانت المجموعات الجتماعية ل تدرك إل عبر أقسام من الكائنات‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الحية المتعينة ماديا‪ ،‬ولكن ظهور الدوار فيها يكون مشروطا بـ ) العمر‪،‬‬
‫الجنس‪.(.. ،‬‬

‫‪14‬‬
‫وهذه الدوار هي قد تكون صنيعة جملة من القواعد والقوانين وليست بالضرورة‬
‫نتيجة من نتائج الوجود المادي للمجموعات البشرية ‪.‬‬

‫‪ .2‬مفهوم المنهج الذري ‪ :‬يؤمن بجوهر الفرد‪ ،‬ويرى أن ‪:‬‬


‫الجسام تتألف من جواهر مفردة ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الجسام تفسد باجتماع هذه الجواهر‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الجسام تنحل باختراقها ) أي بردها إلى عناصر أبسط ( ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫وإذا كان المنهج الذري هو ماسبق فإن البنيوية تتعارض معه في التالي ‪:‬‬
‫المنهج الذري يعزل ) الكلمات‪ ،‬الشياء‪ ،‬العناصر ( التي يقوم اجتماعهما‬ ‫‪.1‬‬
‫على التجاور فقط‪.‬‬
‫تعارض البنيوية والمنهج الذري يظهر في ‪ :‬أن البنيوية تبحث عن‬ ‫‪.2‬‬
‫العلقات التي تعطي لـ )الكلمات‪ ،‬الشياء‪ ،‬العناصر( قيمية تعبر عن الموقع‬
‫الذي وجدت فيه‪ .‬بل وتجتهد في اكتساب مجموعات بيانها يجعلها دالة ‪.‬‬
‫ولذا فإن البنية في هذا الطار هي )التنظيم والطراد(‪ ،‬وليست شيئا ً آخر ‪.‬‬

‫اللسانيات البنيوية ‪:‬‬


‫البنيوية في اللسانيات ‪ :‬جمع بصيغة المفرد‪ ،‬مما يعني أن هذا المصطلح قد تستخدمه‬
‫أكثر من مدرسة فيما بينها فروق واختلفات تجعلها مستقلة‪ ،‬والسبب في ذلك أن‬
‫)المتصورات والمناهج( التي تستدعي تحديد البنية‪ ،‬تشكل نقطة تلقي على اختلفها ‪.‬‬
‫فيمكن الشارة إلى جميعها بهذا المصطلح مع بيان الستثناء الذي يميزها‪ ،‬والدلل‬
‫عليه ‪.‬‬
‫مهمة اللسانيات البنيوية ‪ :‬أنها علم يقوم على دراسة العبارة المنجزة ) أي تلك التي تم‬
‫التلفظ بها‪ ،‬وصارت كلما ً منتهيًا(‪ ،‬وليس تعلم المتكلم كيف يتكلم لنها من مهمات‬
‫القواعد المعيارية ‪.‬‬

‫المدارس التي اشتركت في نفس التوجيه ‪ :‬التوزيعية‪ ،‬الوظائفية‪ ،‬المنظومية‪ ،‬ماعدا‬


‫القواعد التوليدية لتشومشكي‪ ،‬ولها شأن آخر ‪.‬‬

‫ثلث توجيهات هامة في اللسانيات البنيوية ‪:‬‬


‫التوجيه النظري ‪ :‬تهدف إلى أن ] تقيم نظرية [ تنظر للكلم بوصفه‬ ‫‪.1‬‬
‫ً‬
‫إنجازا منتهيا‪ ،‬وبنيه مغلقة ‪.‬‬
‫التوجيه المنهجي ‪ :‬تسعى – تثبيتا ً للتوجه النظري – لن تستعمل في‬ ‫‪.2‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التحليل منهجا شكلنيا ‪.‬‬
‫التوجيه العملي ‪ :‬تحاول – بوساطة المنهج الشكلي – أن تقيم مدونة‬ ‫‪.3‬‬
‫م إنجازها‪ ،‬بهدف تحديد بنيتها ‪.‬‬‫لغوية‪ ،‬تجمع فيها أكبر قدر من العبارات التي ت ّ‬
‫ن بعض اللسانيات تجاوز ذلك لـ أن يمكن للمرأ أن ‪:‬‬ ‫هذه سمات عامة‪ ،‬لك ّ‬
‫يدرس الكلم بين المرسل والمتلقي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يدرس الكلم في إطار السياق الذي قيل فيه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تلمذة سوسير ‪ :‬قاموا بوضع لسانيات بنيوية تخالف التوجه‪ ،‬بل ليست على‬
‫الساس الذي قامت عليه لسانيات سوسير ) وهو إضافة (‪،‬‬
‫إذ أن سوسير ‪ :‬يريد أن يدرس اللغة بوصفها نظامًا‪.‬‬
‫تلميذه بالي ‪ :‬يريد أن يدرس الكلم بوصفه الساس لقيام نظرية لسانية ‪.‬‬
‫اللسانيات البنيوية المريكية في الثلثينيات _ بلومفيد ‪ :‬قالت بأنه ‪/‬‬
‫• ليمكن تحديد المعنى بالستناد إلى العالم الواقعي‪.‬‬
‫• ليمكن تحديد المتكلمين بهذا الواقع ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ويتعلل مببررا ً ذلك بأسباب كثيرة‪ ،‬واحدة منها ‪ :‬أن الباحث ليستطيع أن ينظم بشكل‬
‫واضح وجلي السمات الملئمة للسياق ‪.‬‬
‫سمة أخرى من السمات المشتركة ‪ :‬هي تفريقها بين اللغة والكلم ‪.‬‬

‫أهم ماوقفت عليه اللسانيات البنيوية في دراستها للكلم من خلل المدونة ‪ :‬هو إبرازها‬
‫للنسق اللغوي‪ ،‬وتأكيدها عليه‪ ،‬وذلك لتحررها من النزعة التطورية التي أتاحت لها ‪:‬‬
‫المجال في النتقال بالبحث من دائرة التتبع – أي تتبع العناصر بهدف‬ ‫‪.1‬‬
‫الوقوف على تطورها – إلى دائرة البحث عن النسق الذي يجمعها‪.‬‬
‫ومن دائرة ترصد فيها تجليات العناصر وتغيراتها في زمن محدد‪ ،‬إلى‬ ‫‪.2‬‬
‫دائرة رصد علقة العناصر بعضها ببعض في زمن محدد ‪.‬‬
‫ولذا فهي قد استعاضت عن التطورية بالنسق‪ ،‬وعن الزمانية التعاقبية بالنية ‪.‬‬

‫الوقوف على الشارة اللسانية بوصفها مكونة من دال ومدلول‪ ،‬والنظر‬ ‫‪.3‬‬
‫إلى العلقة بينهما على أنها قسرية‪..‬‬

‫مة جدًا‪ ،‬وهي ‪ :‬أن الدراسات البنيوية بمرحلتين ‪:‬‬ ‫ختاما ً نود لفت النتباه لنقطة ها ّ‬
‫الولى ‪ :‬استقرائية ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬استنباطية ‪.‬‬
‫البنيوية من منظور نقدي ‪:‬‬
‫شهدت المرحلة الولى منها تناقضا ً مع نفسها‪ ،‬إذا وضعت هدفا ً محدد في دراسة‬
‫اللغة والكلم‪ ،‬وبناء على ذلك فإنه يجب عليها أن تسعى إلى استنباط القوانين‬
‫اللغوية من الحداث الكلمية التي تنتظم بها ‪.‬‬
‫لكنها لم تسع هذا المسعى بل اتخذت من الستقراء مذهبا ً ومنهجًا‪ ،‬فأوقعها في‬
‫تناقضات مع هدفها التي حددته‪ ،‬وأدلة ذلك مايلي ‪:‬‬
‫أرادت تجاوز الدراسات التاريخية في تعقبها للظواهر اللغوية‪ ،‬لكنها‬ ‫‪.1‬‬
‫قامت بمثل ماتقوم به من جمع للظواهر‪ ،‬وتبويبها‪ ،‬وتصنيفها‪ .‬السبب ‪ :‬لن ذلك‬
‫هو منهج الستقراء الذي يملي بهذا النوع من السلوك في البحث ‪ ) .‬إذا‬
‫التناقض حاصل بين التطلع النظري وممارستها الجرائية ( ‪.‬‬
‫وقوع الباحث في دائرة الستحالة والعجز عند تداوله منهج الستقراء‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وإن بدا منظورا مثاليا مطلوب ‪ .‬السبب ‪ :‬لنه يلزم المشتغلين إقامة مدونة‬
‫توضع فيها كل الجمل المنجزة للغة‪ ،‬لكي يجرى الستقراء‪ ،‬واستنتاج القوانين ‪.‬‬
‫ولما كانت الجمل كثيرة لتحصى‪ ،‬وأن المتكلم ليكف في يومه عن الكلم‪ ،‬وأن‬
‫المتكلمين في كل زمان وكل مكان ليحصون عددًا‪ ،‬فقد كان من المستحيل‬
‫إقامة هذه المدونة‪ ،‬بل ومن المستحيل الوصول عن طريقها ‪-‬وهي ناقصة‪ -‬إلى‬
‫نتائج أكيدة ونهائية‪ ،‬وإلى قوانين كلية وشاملة ‪.‬‬
‫عندما اعتمدت الستقراء منهجًا‪ ،‬أهملت أهم متصور تعتمد عليه في‬ ‫‪.3‬‬
‫دراسة اللغة والكلم‪ ،‬وهو الممكن أو المحتمل‪ ،‬فالمدونة محدودة الجمل‪،‬‬
‫ومايمكن أن نتوقعه غير محدود‪ ،‬فكيف يمكن للمتناهي عددا ً – المدونة – أن‬
‫يقابل غير المتناهي عددا ً ) الممكن‪ /‬المحتمل ( ‪ .‬ولذا يمكن القول أنه في‬
‫ل‪ ،‬لكان بإمكانها ان‬ ‫م إحصاء الجمل عددا ً بدل إحصائها جم ً‬ ‫المرحلة الولى لو ت ّ‬
‫تستخدم "الحتمال" بكونه مبدأ رياضيا يستند إلى قوانين الحدوث‪ ،‬بل ولوفر‬
‫علينا عناء لطائل تحته‪ ،‬فالقانون الواحد يمكن أن يقوى على سبيل الممكن‬
‫إنتاج جمل لنهائية لها‪ .‬القانون هو قاعدة لنحتاج بعدها إلى إحصاء ‪.‬‬
‫ً‬
‫الكتفاء بالمدونة‪ ،‬أدى لهمال شروط النتاج‪ ،‬الذي يعتبر أساسيا في‬ ‫‪.4‬‬
‫دراسة العمل اللغوي‪.‬‬

‫الّنسق ‪:‬‬
‫المعنى العام – للنسق ‪:‬‬ ‫•‬
‫مجموعة من العناصر المترابطة التي تشكل كل ً واحدا ً ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪16‬‬
‫النسق كلية‪ ،‬وجودها يفرض وجود علقات )تبعية وتعاضد( بين العناصر‬ ‫‪.2‬‬
‫ونها ‪.‬‬
‫التي تك ّ‬
‫يهدف مصطلح ) النسق ( إلى إعطاء المجموع تصميما ً عقلنيا ً ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫المعني اللساني للنسق ‪:‬‬ ‫•‬


‫النسق يعادل اللغة‪ ،‬سوسير ‪ :‬اللغة نسق من الشارات التي لتعترف‬ ‫‪.1‬‬
‫إل بنظامها الخاص ‪.‬‬
‫أنها بوصفها نسقا ً تتكون من أنساق الفرعية ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫النساق الفرعية ‪ :‬نسق صوتي‪ ،‬نسق دللي‪ ،‬نسق نحوي ‪ ،‬والنسق هو‬ ‫‪.3‬‬
‫نسق النساق ‪.‬‬
‫إذا كانت اللغة نسقًا‪ ،‬فإنها تتميز من الكلم‪ ،‬ويتميز من تعيناته ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫مفهوم النسق يغطي مجموعة من القواعد المترابطة‪ ،‬ومجموعة من‬ ‫‪.5‬‬
‫الكلمات ‪.‬‬

‫النية _ ‪129‬‬
‫مصطلح النية من المصطلحات البنيوية الرئيسية‪ ،‬وهي علمة فارقة تخرج بها من‬
‫دائرة اللسانيات التاريخية‪ ،‬وتميزها منها ‪.‬‬
‫كما أنه علمة فارقة على تحول الفكر‪ /‬وانتقاله من الحتكام إلى الماضي‪ ،‬إلى النتقال‬
‫إلى الحاضر‪.‬‬

‫نتيجة هامة ‪:‬‬


‫ً‬
‫إذا كانت الدراسات الزمانية التعاقبية تجعل اللغة مفارقة لذاتها حاضرا لصالح ماض‬
‫تموضعها فيه‪ ،‬فإن الدراسات النية تجعل اللغة محايثة لذاتها لصالح زمن محدد في‬
‫الحاضر أو الماضي تموضعها فيه‪ ،‬فل تعدوه لغيره ‪.‬‬
‫تعريف النية ‪:‬‬
‫إنها منهج ليتعقب ظاهرة من الظواهر منعزلة أو مستقلة من خلل تجلياتها في‬
‫التاريخ‪ ،‬وهي أيضا ً لتتبع عنصرا ً منفردا ً من العناصر من خلل ظهوره مّرة بعد مرة في‬
‫الزمان‪ .‬ولكنها تنظر إلى العناصر والظواهر – بعد أن تضع إطارا ً زمنيا ً محددا ً فيه يكون‬
‫ميدان اشتغالها – من خلل العلقات النسقية التي يقيمها مع بقية العناصر أو الظواهر‬
‫المشتركة معها في النموذج نفسه ‪.‬‬
‫كنتيجة نجد أن هذا التعريف تتفرع منه تفريعات أخرى‪ ،‬فالنسق نسقان ‪:‬‬
‫نسق تطوري ) اللسانيات التاريخية ( ونسق ثابث) اللسانيات البنيوية (‪ ،‬وهذا يعني أن‬
‫اللسانيات البنيوية ترى أن اللغة تشكل نسقا ً ثابتًا‪.‬واللسانيات التاريخية التي ترى أن‬
‫اللغة تشكل نسقا ً متغيرا ً ‪.‬‬
‫ولهذا فإنها تدرس حالة توزن النسق ضمن الطار الزمني المحدد‪ ،‬ولهذا هي تعطي‬
‫وري ‪ ..‬وهي بذلك‬ ‫الولوية في بحثه – حالة توازن النسق – وتقدمها على المنظور التط ّ‬
‫لتهله أو تلغيه‪.‬وسبب الولوية هي أنه من أجل إدراك المتغيرات يجب معرفة الثوابت‬
‫ل‪ ،‬وغير ذلك فإن المتغيرات ستكون نفسها إزاء لشئ ‪.‬‬ ‫أو ً‬

‫الوظيفية ‪:‬‬
‫أندريه مارتينيه من أبرز اللسانيين المؤسسين له‪ ،‬نشأت مدرستهم – الوظيفية – في‬
‫أوربا‪ ،‬وهي تميل للنتساب إلى سوسير ‪.‬‬
‫المبدأ التي ينطلق منه البحث في هذه المدرسة ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن المتكلم كائن مختار ‪.‬‬
‫مل اختياراته وظائف محددة في خطابه ‪.‬‬ ‫‪ .2‬وهذا الكائن يح ّ‬
‫ومن خلل هذين المنطلقين نجد أصحاب هذه المدرسة يركزون على الّتالي ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬وظيفة اليصال في اللغة ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬وأن هذه الوظيفة مستخلصة من الثار الظاهرة التي تمثل مختلف الختيارات‬
‫الفعلية للمتكلم في عباراته ‪.‬‬

‫مراحل عمل هذه المدرسة ‪:‬‬


‫المرحلة الولى ‪ :‬ميدان الفونولوجيا ) الصوتيات الوظيفية ( ‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬الدراسات النحوية ) النحو الوظيفي (‬
‫لم يعتنى كثيرا ً بالدللة‪ ،‬فلم تحط بالدراسة‪ ،‬إنما اكتفوا بالنظر إليها بأنها تمثل وقائع‬
‫ترتبط في اللسانيات بشكل لغوي ‪.‬‬
‫تعريف اللغة من منظور وظيفي ‪:‬‬
‫اندرية مارتينه في كتابه"عناصر اللسانيات العامة" أن اللغة‪:‬‬
‫أداة لليصال‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مزدوجة النبناء والتمفصل ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تتناسب مع تنظيم خاص لمعطيات التجربة اللسانية ‪).‬اللغة نظام (‬ ‫‪.3‬‬

‫أول ً ‪ :‬اللغة أداة لليصال ‪:‬‬


‫اللغة أداة يعني ‪ :‬أنها تقوم بنقل فكرة‪ ،‬معلومة‪ ،‬خبر بين طرفين ) مرسل‪،‬‬
‫مستقبل‪ /‬متلقي ( ‪.‬‬
‫قنوات التصال الحاملة للغة ‪:‬‬
‫التصال مباشر ) اللغة نفسها (‬

‫التصال غير مباشر ‪:‬‬


‫كلهما حاضرين مع بعد المسافة ) الهاتف‪ ،‬الكتابة‪ ،‬وسائل البرق‪(.. ،‬‬
‫المرسل حاضر والمتلقي غير محدد ) المذياع‪ ،‬الرائي (‬
‫المرسل غائب‪ ،‬والمتلقي غير معروف ) الكتاب ( ‪.‬‬

‫وأنها أداة يعني ‪ :‬أن تؤدي وظيفة‪ ،‬تدل على اليصال نفسه ‪.‬‬
‫تؤدي الوظفة اليصالية للغة ‪ :‬قبل كل شئ يجب القول أنه يجب على اللغة إذ‬
‫من الفهم الطبيعي بين المرسل والمتلقي‪ ،‬فإن أدت‬‫تستعمل أداة لليصال أن تؤ ّ‬
‫ذلك بنجاح فإنها تكون قد أنجزت وظيفتها ‪ .‬إذا الفهم هو شرط اليصال‪.‬‬
‫كذلك لها وظائف أخرى‪ ،‬فما الرابط بين هذه الوظيفة والوظائف الخرى ؟‬
‫جميعها تعد وظائف مساعدة تشترك معها في تحقيق الفهم‪ ،‬لنه الشرط الساسي‬
‫لكل عملية إيصالية ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬اللغة مزدوجة النبناء والتمفصل ‪:‬‬


‫ن أي لغة يمكن تحليلها إلى وحدات قادرة على التآلف وتشكيل عبارة هي لغة‬ ‫إ ّ‬
‫) مزدوجة النبناء ( ‪.‬‬
‫ولزيادة العلم نقول التالي ‪:‬‬
‫حسب المدرسة الوظيفية ‪ :‬قلنا أن اللغة اختيار‪ ،‬وان المتكلم كائن مختار‪ ،‬ولذا‬
‫صار بالمكان أن تتميز عن باقي أدوات اليصال الخرى ‪.‬‬
‫فإذا نظرنا إلى عبارات اللغة نجدها على قسمين من الختيار ‪:‬‬
‫الختيار الول ] اختيار الوحدات الدالة [ ‪ :‬اختيار المتكلم للوحدات اللغوية‬ ‫•‬
‫الصغرى‪ ،‬وهي ماتسمى عند مارتينيه "المونيم" أي "لفظم"‪ ،‬وتنقسم إلى ثلثة‬
‫أنواع ‪:‬‬
‫‪ .1‬مونيم يتمثل في أصل الكلمة من غير زيادة ‪.‬‬
‫‪ .2‬مونيم اقتراني أو متصل‪ ،‬السوابق واللواحق كال التعريف وواو الجماعة‬
‫‪ .3‬مونيم حر‪ ،‬مثل حروف الجر‪.‬‬

‫وحدات مزودة بمعنى قائم فيها‪ ،‬عند تمثلها في أصل الكلمة‪ ،‬وتصبح دالة عندما تتصل‬
‫بغيرها‪ ،‬وهو المشكل للنبناء أو التمفصل للخيتار الول ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫مثال ‪ :‬ذهب رجل إلى البيت‬
‫تتكون من خمس وحدات هي ‪ :‬ذهب‪+‬رجل‪+‬إلى‪+‬الـ‪+‬بيت‪.‬‬
‫مونيمات أصول ‪ :‬ذهب‪ ،‬رجل‪ ،‬بيت ‪.‬‬
‫مونيم حر ‪ :‬في ‪.‬‬
‫مونيم اقتراني ‪ :‬ال"‬

‫الختيار الثاني ] اختيار الوحدات المائزة [ ‪:‬‬ ‫•‬


‫تتكون من عدد من الصوات التي تشكل المونيم‪ ،‬وهذه الوحدات الغير مزودة بالمعنى‬
‫هي التي تشكل النبناء أو التمفصل الثاني ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬كلمة "سار"‬
‫المتكلم جعل اختياره في "س ‪ +‬ا ‪ +‬ر "‬
‫وهذه الصوات قادرة أن تميز هذا المونيم عن مونيم آخر يملك قابلية التبادل معه‬
‫بسبب صيغته‪ ،‬وتطابقه في جزء من الصوات التي تشكله من جهة أخرى مثل ‪ :‬دار‪،‬‬
‫خار‪ ،‬حار‪ ،‬فار ‪ ..‬كلها يختلف عن المونيم سار بحرف واحد‪ ،‬فالمتكلم هو الذي يحدد‬
‫باختياره مايريد منها ‪.‬‬
‫وبفضل إمكانية التحليل قابلة للتآلف لتشكيل العبارة‪ ،‬فإن المتكلم يمكنه أن ينتج عددا ً‬
‫كبيرا ً من السياقات المختلفة‪ ،‬وأنه انطلقا ً من الوحدات الصوتية المغلقة للنبناء الثاني‬
‫يمكن أن نبني سلسلة من النبناء الول)المونيمات(‪ ،‬لنشكل عدد لحصر له من‬
‫العبارات ‪.‬‬
‫فباللغة إذا ندرك‪ ،‬وباللغة نعبر عما ندرك ‪.‬‬
‫أخيرا ً نقول ‪ :‬أن سوسير تبنى مفهوم الشارة‪ ،‬والمدرسة التوزيعية تبنت مفهوم‬
‫"المورفيم"‪ ،‬والمدرسة الوظيفية تبنت مفهوم "المونيم"‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬اللغة نظام ‪:‬‬


‫يرى سوسير أن اللغة نظام وأنها لتقبل إل بنظامها الخاص‪ ،‬ومن هذا التعريف نصل‬
‫للني ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أن اللغة لتقول الواقع‪ ،‬بل متصورا ذهنيا عن الواقع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النظام فيها ليس نظام الواقع‪ ،‬بل نظامها الخاص‪ ،‬وهو نظامها الذي‬ ‫‪-‬‬
‫تتناسب به مع الواقع ‪.‬‬
‫وفي صيغة التعريف أيضا ً نجد أنه يقوم على نوعين من الرفض ‪:‬‬
‫يرفض أن تكون اللغة قائمة تصنف الواقع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يرفض أن تكون اللغة في نظامها نسخة من الواقع في نظامه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هذا الرفض يمكن أن نفهم سّره إذا عرفنا ‪:‬‬
‫أن هذه المدرسة اعتمدت في بناء نفسها على منطقات نظرية سوسير‪ ،‬الذي يرى‬
‫بأن اللغة لتربط بين اسم وشئ‪ ،‬بل بين صورة سمعية ومفهوم ذهني ‪ +‬كما أنه‬
‫قرر مبدأ قسرية اللغات‪.‬‬
‫وهذا المر يخرجها عن هيمنة الواقع – فل تكون نسخة منه‪ ،‬أو محاكاة له ‪ -‬إلى‬
‫نظامها الخاص‪.‬‬
‫هذا التوجيه جعل المدرسة الوظيفية ترفض "الكليات اللغوية"‪ ،‬لكنها استثنت‬
‫ازدواجية البناء أو التمفصل‪ ،‬ورأت بأنه من الولى أن يعد من الكليات اللغوية‪،‬‬
‫وليس سواه ‪.‬‬

‫الوظائف ‪:‬‬
‫قلنا أن اليصال هي علقة بين طرفين‪ ،‬وإذا أمكن تسميتها بذلك‪ ،‬فإنه يمكن أن‬
‫نسمي أي علقة بين طرفين هي وظيفة ‪.‬‬

‫العوامل الستة – ولكل عامل وظيفة لسانية تتناسب معه ‪ -‬التي أحصاها جابكسون‬
‫في الفعل اليصالي ‪:‬‬
‫السياق ‪ :‬وظيفته تعيينية‪ ،‬أو مرجعية‪ ،‬أو إدراكية ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المرسل ‪ :‬انفعالية أو تعبيرية ‪.‬‬
‫المستقبل ‪ :‬ندائية أو تأثرية ‪.‬‬
‫الصلة ‪ :‬انتباهية ‪.‬‬
‫شرعة التصال ) الكود ( ‪ :‬لغة واصفة ‪.‬‬
‫الرسالة ‪ :‬شعرية ‪.‬‬

‫التوزيعية ‪:‬‬
‫يعتمد المنهج التوزيعي على المدونة ) مجموع الجمل التي نطق بها المتكلمون‪ ،‬وأمكن‬
‫جمعها (‪ .‬فالمدونة هي أساس قيام المنهج وليس الكلم الذي أمكن قوله‪.‬‬
‫مما يعني أنه ليقوم بالتبؤ‪ ،‬وليتخذه فرضية عمل‪ ،‬بل يدرس المتحقق من الكلم‪،‬‬
‫والمتعين والمنجز‪.‬‬
‫وسبب هذا الموقف هو ‪ :‬خضوعه للوضعية التجريبية‪.‬‬
‫اعلم المدرسة ‪ :‬بلومفيد‪ ،‬هاريس‪ ،‬فريس ‪.‬‬
‫سبب أهمية المدونة في هذا المنهج ‪ :‬لنها تمثل بالنسبة للتوزيع نفسه مجموع‬
‫السياقات التي يمكن لوحدة من وحدات اللغة ) الصوت‪ ،‬الكلمة‪ ،‬المقطع ( أن تظهر‬
‫فيها‪ ،‬وهذه السياقات على ثلثة أنواع ‪:‬‬
‫متعادلة‪ ،‬متكاملة‪ ،‬مشتركة جزئيا ً ‪.‬‬
‫المتعادلة ‪ :‬مثالها "قلمي" و "دفتري" و "هذا قلمي"‪ ،‬السياق مشترك بين‬ ‫•‬
‫القلم والدفتر‪ ،‬فهما ينتميان لطبقة توزيعية واحدة‪ ،‬وهما متعادلتان ‪.‬‬
‫المتكاملة ‪ :‬مثالها"أخذت قلمي"‪" ،‬كتبت دفتري"‪ ،‬الكلميتين لتشتركان في‬ ‫•‬
‫ً‬
‫سياق واحد‪ ،‬بل تتداخلن في سياقين يتكاملن لسانيا ‪.‬‬
‫المشتركة جزئيا ً ‪ :‬مثالها " شئ"و"واحد"‪ ،‬في جمل مثل ‪" :‬لم أر شيئا لم أر‬
‫ً‬ ‫•‬
‫أحدا ً ‪" /‬ليوجد أحد‪ ،‬ليوجد شئ" ‪ /‬أحد لم يأت‪ ،‬شئ لم يأت‪ ،‬وهما متعادلتان‬
‫جزئيًا‪ ،‬وتنتميان إلى طبقة توزيعية واحدة‪.‬‬
‫ملخظة ‪ :‬أن هتين الوحدتين بالمكان ان تتوزعا توزيعا ً آخر‪ ،‬ومن الممكن له – هذا‬
‫التوزيع الجديد – أن يصطدم مع الستعمال اللغوي ) المنظومة التعبيرية (‪ ،‬إل ّ مع‬
‫المجاز فإنه يحقق ممكنها التوزيعي والدللي خاصة‪ ،‬على مستوى آخر من الستعمال‬
‫اللغوي ‪.‬‬

‫مميزات المنهج التوزيعي ‪:‬‬


‫‪.1‬يقوم على إجراء شكلي لتقطيع سلسلة الكلم‪ ،‬أي يفكك السلسلة إلى وحدات‬
‫)حلقات( بحسب موقعها في الكلم وليس بحسب وظيفتها ‪ .‬معيار هذا المر هو في‬
‫إمكانية التبادل بين الوحدات‪ ،‬ولذا يرى في أن شرط انتماء أي وحدة لغوية إلى طبقة‬
‫توزيعية معينة ‪ :‬يكون في ان تملك الوحدة ) قدرة موقعية( بها تستطيع التبادل مع‬
‫أهرى ‪ .‬التبادل هو شرط النتباء لهذه الطبقة ‪.‬‬
‫م يتسع ليكون كلمات‪ ،‬ثم يمتد ليكون‬ ‫ويمارس هذا الجراء على كل اللغة ) صوت‪ ،‬ث ّ‬
‫جملة‪ ،‬ثم ينفتح ليكون عبارات‪ ،‬وليتناهى فيكون خطابا ( ‪.‬‬
‫‪ .2‬تقسيم يقوم على توزيع المواقع ‪ :‬وذلك لن اهتمامه ينصب على الوحدة اللغوية‬
‫واستقللها ‪.‬‬

‫راجع محاور المنهج التوزيعي ص ‪ – 138‬مذكرة ‪5‬‬

‫***‬
‫مع تحيات أدب الحياة‬

‫‪20‬‬
‫جامعة مملكة البحرين – كلية الداب‬
‫قسم اللغة العربية والدراسات السلمية‬

‫‪21‬‬

Vous aimerez peut-être aussi