Vous êtes sur la page 1sur 13

‫مــــــــقدمــــــــــــة‪:‬‬

‫ال م راء في أن الحق وق و الحري ات اليوم أض حت مس ألة تخص جمي ع أعض اء المجتم ع ال دولي ‪ ،‬و قد‬
‫ص درت من أجله ا الكث ير من المواثي ق الدولي ة ‪ ،‬و عق دت الم ؤتمرات ‪ ،‬و أنش أت الهيئ ات ‪ ،‬و ع دلت‬
‫الدساتير‪.‬‬

‫و إن ك ان من ح ق الف رد الي وم أن ينعم ببعض الحري ات ‪ ،‬ف إن تمتع ه به ا ال يتم بص فة مطلق ة ‪ ،‬و دون‬
‫ضوابط ‪ ،‬فأي حرية وأي حق إدا ما أطلق إستعماله لصاحبه إنقلب دون شك إلى فوضى‪ ،‬و أثر دلك‬
‫على حقوق و حريات اآلخرين ‪ ،‬فالتقيد بالنظام ‪ ،‬و اإللتزام بالضوابط التي تحدثها القوانين و األنظمة‬
‫هي التي تميز الحرية عن الفوضى و هدا اإللتزام يعد سلوكا حضاريا و مظهرا من مظاهر التمدن‪ ،‬و‬
‫ال شيء في علم القانون إسمه المطلق‪.‬‬

‫و لكي ال يساء إستعمال الحرية تعين أن تضبط من قبل السلطة العامة وفقا للكيفية التى رسمها القانون‬
‫و بالضمانات التي قررها و هدا ما يسمى بالضبط اإلداري ‪.‬‬

‫فما هو إدا مفهوم الضبط اإلداري ؟ و ما هي القواعد القانونية التي يتشكل منها النظام القانوني الس اري‬
‫عليه؟‬

‫مالحظة‪ -:‬غالبا ما تكون المقدمة من إنتاج الطالب و عادة ال يتم فيها اإلقتباس ‪،‬إال أنني هنا أعجبتني‬
‫فق رة لل دكتور‪ :‬عم ار بوض ياف ‪ ،‬الوج يزفي الق انون اإلداري فقمت بإدراجه ا في المقدم ة ال تي بين‬
‫أيديكم ‪ ،‬بإستثناء طرح اإلشكالية فهي منى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مــاهية الضبــط اإلداري و سلطاته‬

‫لكي يتم تحديد ماهية الضبط اإلداري ‪ ،‬ال بد لنا من معرفة مفهومه ‪ ،‬و بيان خصائصه و أنواعه ‪ ،‬و‬
‫تمييزه عن أنواع الضبط األخرى المشابهة له‪ ،‬كما يجب معرفة السلطات و الهيئات اإلدارية المركزية‬
‫و الالمركزية التي تتمتع بصالحية ممارسة الضبط اإلداري‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الضبط اإلداري‪ ،‬خصائصه و أنواعه‬

‫إن الضبط لغة عبارة مستمدة من كلمة ضبط يضبط ضبطا ‪،‬أي بمعنى لزمه و قهره و قوي عليه ‪ ،‬و‬
‫حبس ه ‪،‬فالض بط لغ ة تع ني حبس الش يء ‪ ،‬و يقابله ا بالفرنس ية كلمة ‪ policé‬ال تي تع ني م ا الن و‬
‫إس تكان ‪ ،‬و م ا النت آداب ه و أخالق ه و هي مس تمدة من كلمة ‪ poli‬أو‪ ،policé‬كم ا أن للض بط مع نى‬
‫واسع في اللغة القانونية القديمة ‪ ،‬حيث كان يعني كل إجراء تتخده الدولة ألجل تحقيق أهداف المجتمع‬
‫السياس ي ‪ ،‬و ب دلك ف البوليس معن اه التنظيم ‪ ،‬و الدول ة المنظم ة يطل ق عليه ا الدول ة المنض بطة ‪l'état‬‬
‫‪ ، policé‬و قد ترجم المشرع الجزائ ري هده الكلمة بكلم ة ش رطة ‪ ،‬و الشرطة لغ ة مستمدة من كلمة‬
‫"شرط" بفتح الراء ‪ ،‬أي علم أو وضع عالمة على الشيء‪ ،‬و الشرطة أبتكرت في العصر العباسي حيث‬
‫أسست الدولة آنداك هيئة مكلفة بحفظ النظام و األمن في األسواق و األماكن العمومية ‪ ،‬و كان رجال‬
‫هده الهيئة يحملون شارات أو عالمات في أدرعهم تميزهم عن باقي المواطنين العاديين ‪ ،‬و بعد تطور‬
‫الدول ة أص بح ه ؤالء المكلفين بحفظ النظ ام يحملون لباس ا أو ب دالت خاص ة بهم ‪ ،‬و يطل ق عليهم آنداك‬
‫الضابط أو الضبطية ‪.‬‬

‫لكن للضبط اإلداري معنى أضيق ‪ ،‬و هو مجموع األنشطة اإلدارية التي تقوم بها اإلدارة ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضبط اإلداري‬

‫يمكن إعطاء تعريفات كثيرة و متنوعة للضبط اإلداري ‪ ،‬و من زوايا متعددة غير أن الفقه ركز كثيرا‬
‫على معيارين للتعريف بالضبط ‪ ،‬و هما المعيار العضوي و المعيار الموضوعي‪-:‬‬

‫‪ - 1‬المعي ار العض وي‪ -:‬يع ني الض بط اإلداري أن ه مجموع ة األجه زة و الهيئ ات ال تي تت ولى القي ام‬
‫بالتص رفات و اإلج راءات ال تي ته دف إلى المحافظ ة على النظ ام الع ام ‪ ،‬و يج رى الح ديث حينئ د عن‬

‫‪2‬‬
‫الهيئات التي تتكفل بعملية الضبط ‪ ،‬و عن أعوان الضبط و األشخاص المكلفين بتنفيد األنظمة و حفظ‬
‫النظام‪.‬‬

‫‪ - 2‬المعي ار الموض وعي(الم ادي)‪ -:‬من منطل ق ه دا المعي ار يمكن تعري ف الض بط اإلداري على أن ه‬
‫مجموع ة اإلج راءات و التدابير ال تي تقوم به ا الهيئ ات العام ة حفاظ ا على النظ ام الع ام ‪ ،‬أو أن الضبط‬
‫يكمن في إح دى نش اطات الس لطات اإلداري ة و ه دا المع نى ه و األهم في الق انون اإلداري‪ ،‬و يمث ل ه دا‬
‫النش اط مجم وع الت دخالت ال تي تجس د في ش كل تنظيم ات ته دف من جه ة إلى رف ع القي ود على حري ة‬
‫األفراد لممارستهم لبعض النشاطات ‪ ،‬و من جهة أخرى إلى حماية النظام العمومي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص و مجاالت الضبط اإلداري‬

‫* خصــائص الضبط اإلداري‪ -:‬للضبط اإلداري خصائص و صفات يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الض بط اإلداري نش اط تباش ره اإلدارة (الس لطة التنفيدي ة) ‪ ،‬و ال تمارس ه جه ات أخ رى س واء ك انت‬
‫تشريعية أو قضائية ‪.‬‬

‫‪ -‬الصفة اإلنفرادية ‪ :‬الضبط اإلداري إجراء تباشره السلطة اإلدارية بمفردها و الهدف منه المحافظة‬
‫على النظام العام ‪ ،‬و ما على األفراد إال الخضوع و اإلمتثال لجملة اإلجراءات التي تفرضها اإلدارة‬
‫طبعا وفقا لما يحدده القانون و تحت رقابة السلطة القضائية‪.‬‬

‫‪-‬اإلجراءات التي تفرضها اإلدارة ال تخضع للمساومة و ال لإلتفاق‪.‬‬

‫‪ -‬الصفة الوقائية‪ :‬يتسم الضبط اإلداري بالطابع الوقائي فهو يدرأ المخاطر على األفراد ‪ ،‬فعندما تبادر‬
‫اإلدارة إلى س حب رخص ة الص يد ‪ ،‬أو رخص ة الس ياقة من أح د األف راد فألنه ا ق درت أن هن اك خط ر‬
‫ي ترتب على إس تمرارية إحتف اظ المع ني به ده الرخص ة ‪ ،‬أو تغل ق اإلدارة محال ‪ ،‬او تع اين ب ئرا معين ا‬
‫فعملها هدا إجراء وقائي لحماية األفراد من كل خطر يداهمهم أيا كان مصدره‪.‬‬

‫‪ -‬الصفة التقديرية ‪ -:‬لإلدارة سلطة تقديرية في ممارسة اإلجراءات الضبطية ‪،‬فعندما تقدر أن عمال ما‬
‫سينتج عنه خطر تعين عليها التدخل قبل وقوعه بغرض المحافظة على النظام العام ‪.‬‬

‫‪-‬إن مجال الضبط اإلداري محدود بتحقيق النظام العام و ال يتجاوزه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫* مجاالت الضبــط اإلداري‪-:‬‬

‫لم يعد الضبط اإلداري يقتصر على مجاالت معينة بالمفهوم التقليدي (الثالثي) للنظام العام (أمن عام ‪،‬‬
‫صحة عامة ‪ ،‬سكينة عامة ) ‪ ،‬بل و نظرا إلزدياد تدخل الدولة في مختلف الميادين و القطاعات إتسع‬
‫مجال الضبط إلى مظاهر و أوجه كثيرة و متنوعة ال غنى لألفراد عنها ‪ ،‬فهناك ضبط يتعلق باألمن‬
‫الصناعي و حماية المنشآت الصناعية خاصة من حيث نقل المواد دات الخطورة على األفراد أو على‬
‫البيئ ة ‪ ،‬و هن اك ض بط يتعل ق باآلث ار و حماي ة المواق ع التاريخي ة ‪ ،‬و هن اك ض بط يتعل ق بالح دائق و‬
‫الميادين و الشوارع العامة ‪ ،‬و القاعات و المالعب ‪ ،‬و ضبط يتعلق بممارسة بعض األنشطة التجارية‬
‫كإس تغالل المن اجم و المح اجر ‪ ،‬و ض بط يتعل ق بممارس ة األنش طة السياس ية و عق د اإلجتماع ات‬
‫الحزبي ة ‪ ،‬و التظ اهرات العام ة ‪ ،‬و ض بط يتعل ق بالمج ال العق اري ‪ ،‬و ض بط في المج ال الص حي ‪ ،‬و‬
‫الصيد ‪... ،‬إلخ‪.‬‬

‫كم ا أن س عة مج ال الض بط ي ؤدي إلى تع دد ق وانين الض بط بين نص دس توري و ق انوني ‪ ،‬و نص‬
‫تنظيمي‪.‬‬

‫* من أمثلة النص الدستوري‪:‬‬

‫‪ -‬ما تعلق بحالتي الطوارئ و الحصار المواد ‪ 92 ، 91‬من الدستور‪.‬‬

‫‪ -‬الحالة اإلستثنائية المادة ‪.93‬‬

‫‪ -‬حالة الحرب المواد ‪. 96 ،95‬‬

‫* من أمثلة قوانين الضبط ‪:‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 98/28‬المؤرخ في ‪ 31/12/1989‬المتعلق باإلجتماعات و المظاهرات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 90/08‬المؤرخ في ‪ 07/04/1990‬المتضمن قانون البلدية‪.‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ 90/09‬المؤرخ في ‪ 07/04/1990‬المتضمن قانون الوالية‪.‬‬

‫* من أمثلة النصوص التنظيمية‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬المرس وم التنفي دي رقم ‪ 91/53‬الم ؤرخ في ‪ 23/02/1991‬المتعل ق بالش روط الص حية عن د ع رض‬
‫األغدية اإلستهالكية‪.‬‬

‫‪ -‬المرس وم التنفي دي رقم ‪ 95/363‬الم ؤرخ في ‪ 11/12/1995‬المتض من كيفي ة التف تيش ال بيطري‬
‫للحيوانات الحية و المنتوجات الحيوانية المخصصة لإلستهالك البشري ‪.‬‬

‫* القرارات الوزارية‪:‬‬

‫‪-‬قرار ‪ 30/12/1999‬المتعلق بايداع أسلحة الصيد (وزارة الداخلية)‪.‬‬

‫‪ -‬قرار ‪ 12/12/1999‬المتعلق بشرطة العمران و حماية البيئة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع و أهداف الضبط اإلداري‬

‫قد نستخلص من التعاريف السابقة للضبط اإلداري ‪ ،‬و مجاالته على أنه مجموعة من اإلجراءات التي‬
‫تتخ دها الس لطات اإلداري ة المختص ة و مس اهمتها في إقام ة النظ ام الع ام عن طري ق إتخ اد التنظيم ات‬
‫الالزمة ‪ ،‬منها ما يتعلق بالنظام العام و هدا ما يسمى بالضبط اإلداري العام ‪ ،‬و منها ما يتعلق ببعض‬
‫المجاالت الخاصة تسمى بالضبط اإلداري الخاص‪.‬‬

‫‪ - 1‬الض بط اإلداري الع ام‪ -:‬و ه و مجموع ة اإلختصاص ات ال تي تمنح للس لطات اإلداري ة به دف‬
‫ممارستها بصورة عامة و في كل المجاالت ‪ ،‬و على جميع النشاطات للحفاظ على النظام العام من أمن‬
‫عام و صحة عامة و سكينة عامة ‪.‬‬

‫‪ - 2‬الض بط اإلداري الخ اص ‪ -:‬و هي مجموع ة من اإلختصاص ات ال تي تمنح للس لطات اإلداري ة‬
‫تمارسها في نشاط و مجال معين و محدد من أنواع نشاطات األشخاص ‪ ،‬و دالك إما يخص مكانا بداته‬
‫أو نش اطا بدات ه ‪ ،‬مثلم ا تفرض ه الس لطة العام ة من إج راءات في مج ال تنق ل األش خاص (ش رطة‬
‫األجانب ‪ ،‬شرطة الرحل) ‪ ،‬كأن تفرض رخصا للتنقل في بعض المناطق ‪ ،‬أو حظر تنقلهم في مواقيت‬
‫مح ددة ‪ ،‬أو أن تف رض اإلدارة قي ودا لتنظيم حرك ة الم رور بغلق ش ارع معين أو تتخ د إج راءات معين ة‬
‫لممارسة األفراد حق اإلجتماع العام أو إقامة الحفالت ليال‪...‬إلخ‪.‬‬

‫فك ل حري ة عام ة تمس في ممارس تها حري ة اآلخ رين أو حق وقهم يج وز لإلدارة تقيي دها ب الطرق ال تي‬
‫حققها القانون ‪ ،‬فليس من حق الفرد تحت عنوان الحريات العامة أن يبادر بمباشرة عمل الصيد بصفة‬
‫‪5‬‬
‫مطلق ة ‪ ،‬فمن ح ق الس لطة العام ة أن تف رض قي ودا تتعل ق بإس تعمال س الح الص يد أو أن واع الحيوان ات‬
‫المرخص إلصطيادها ‪ ،‬أو المكان المخصص لممارسة الصيد ‪.‬‬

‫‪ - 3‬أهــداف الضب ــط اإلداري ‪ -:‬يقصد بالضبط اإلداري المحافظة على النظام العام ‪ ،‬كما دكرنا سابقا‬
‫بعناصره الثالثة" األمن العام ‪ ،‬الصحة العامة ‪ ،‬و السكينة العامة ‪.‬‬

‫* األمن العام ‪ -:‬و يعني إتخاد اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية أرواح الناس و ممتلكاتهم و ضمان‬
‫األمن العام لألفراد في الظروف العادية و الظروف اإلستثنائية‪.‬‬

‫* الص حة العام ة‪ -:‬و تع ني إتخ اد الت دابير الوقائي ة ال تي من ش أنها من ع إنتش ار األوبئ ة و األم راض‬
‫المعدي ة ‪ ،‬كالس هر على مراقب ة الم واد الغدائي ة و اإلس تهالكية المعروض ة لل بيع و مراقب ة نق اط المي اه‬
‫الصالحة للشرب و تطهيرها و معالجتها ‪.‬‬

‫* الس كينة العام ة ‪ -:‬و تع ني إتخ اد الت دابير و اإلج راءات ال تي ت وفر للس كان الطمأنين ة و الراح ة و‬
‫الهدوء في الطريق العام و األماكن العامة و دلك بالحد من مصادر الضوضاء و اإلزعاج و القلق لدى‬
‫األفراد مثل‪ :‬مكبرات الصوت خاصة ليال و منبهات السيارات ‪ ،‬و الباعة المتجولين ‪....،‬‬

‫* اآلداب العام ة ‪ -:‬و يقص د به ا المحافظ ة على األخالق العام ة و اآلداب العام ة و الع ادات و التقالي د‬
‫المتعارف عليها في بلد معين ‪ ،‬و منع التعدي على الشرف و اإلخالل بالحياء ‪ ،‬إلخ‪....‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز الضبط اإلداري عن أنواع الضبط األخرى‬

‫يمكن تمييز الضبط اإلداري عن أنواع الضبط األخرى و لو أنه غالبا ما يجري الخلط بين بعض أنواع‬
‫الضبط خاصة بين الضبط افداري و الضبط القضائي لسبب قيام نفس األجهزة بممارسة أي منهما ‪ ،‬إال‬
‫أن هناك فرقا بين أهداف كل منهما و كدلك األجهزة المختصة لممارستها لدلك يمكن أن نميز الضبط‬
‫اإلداري عن صور الضبط األخرى كالضبط التشريعي و الضبط القضائي فيما يلي‪-:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الضبط اإلداري و الضبط التشريعي‬

‫كم ا عرفن ا فيم ا س بق أن الض بط اإلداري ه و مختل ف الت دابير و اإلج راءات اإلداري ة ال تي ت رمي إلى‬
‫الحف اظ على النظ ام الع ام و حمايت ه من اإلختالل و هي ط رق وقائي ة ‪،‬و يم ارس الض بط اإلداري من‬
‫طرف هيئات و أجهزة إدارية تنتمي إلى السلطة التنفيدية(اإلدارة العامة)‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫بينما الضبط التشريعي يقصد به مجموع القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية و التي تحدد و تضبط‬
‫و ت بين كيفي ة ممارس ة الحري ات ال واردة في الدس تور كم ا تنص الم ادة ‪ 122‬الفق رة ‪ 01‬من الدس تور "‬
‫يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور و كدلك في المجاالت التالية‪:‬‬

‫حقوق األشخاص و واجباتهم األساسية ‪،‬ال سيما نظام الحريات العمومية و حماية الحريات الفردية ‪،‬و‬
‫واجبات المواطنين"‪.‬‬

‫و بناءا عليه تدخل المشرع (البرلمان) و سن القانون رقم ‪ 90/11‬المؤرخ في ‪ 04/12/1990‬المتعلق‬


‫بالجمعيات و وضع شروط و إجراءات لممارسة النشاط الجمعوي و هو ضبط تشريعي ‪.‬‬

‫كدلك نصت المادة ‪ 43‬من الدستور على حق إنشاء الجمعيات و تحديد شروط و كيفيات إنشائها ‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 57‬من الدستور على حق اإلضراب و ممارسته في إطار القانون و تدخل البرلمان‬
‫لممارس ة الض بط التش ريعي من خالل الق انون رقم ‪ 90/02‬الم ؤرخ في ‪ 06/02/1990‬المتعل ق‬
‫بممارسة حق اإلضراب و وضع قيودا و شروطا لممارسته "ضمان القدر األدنى من الخدمة"‪.‬‬

‫لدا يتبين لنا بأن الهدف من الضبط اإلداري و الضبط التشريعي واحد و هو المحافظة على النظام العام‬
‫‪ ،‬كم ا يح دث ت داخل بينهم ا عن دما تب ادر الس لطة التش ريعية بس ن الق وانين و تش ريعات ض بطية تت ولى‬
‫السلطة التنفيدية ممثلة في اإلدارة بتنفيده ‪ ،‬و فرض قيود على األفراد بالكيفية المحددة في التشريع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضبط اإلداري و الضبط القضائي‬

‫كم ا تطرقن ا إلي ه س ابقا أن الض بط اإلداري عب ارة عن إج راءات و ط رق وقائي ة تتض من مراقب ة نش اط‬
‫األفراد و توجيهه على نحو يكفل المحافظة على النظام العام و وقايته ‪ ،‬و هو من إختصاص أجهزة ‪،‬‬
‫و هيئات و أشخاص تنتمي إلى السلطة التنفيدية سواء باإلدارة المركزية أو الالمركزية‪.‬‬

‫بينما الضبط القضائي عبارة عن إجراءات و طرق عالجية تتمثل في البحث و التحري عن الجرائم و‬
‫جم ع األدل ة عنه ا و البحث عن مرتكبيه ا ‪ ،‬م ا دام لم يب دأ فيه ا بتحقي ق قض ائي ‪ ،‬كم ا ورد في الفق رة‬
‫األخيرة من المادة ‪ 12‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫إن الض بط القض ائي يتخ د و يباش ر بع د وق وع الجريم ة أو المخالف ة و ليس قبله ا ‪ ،‬تباش ره فئ ة معين ة‬
‫منحها القانون صفة الضبطية القضائية و خولها مهمة القيام ببعض اإلجراءات كضباط الدرك و ضباط‬
‫الشرطة ‪ ،‬و رؤساء المجالس الشعبية البلدية ‪ ،‬و الوالي ‪...،‬‬

‫و رغم الف رق الواض ح بين الض بط اإلداري و الض بط القض ائي إال أن هن اك تق ارب بينهم ا في ح االت‬
‫مح ددة كممارس ة وظيف تين في دات ال وقت أي الض بطية اإلداري ة ‪ ،‬و الض بطية القض ائية ‪ ،‬مثلم ا ه و‬
‫الشأن بالنسبة لرئيس المجلس الشعبي البلدي أو الوالى ‪ ،‬فاألول يقوم بإتخاد اإلجراءات الوقائية الالزمة‬
‫في مجاالت األمن العام ‪ ،‬الصحة العامة ‪ ،‬أو السكينة العامة ‪ ،‬و هي صفة الضبطية اإلدارية هدا من‬
‫جهة ‪ ،‬و يمكنه إتخاد اإلجراءات القانونية عند وقوع الفعل أو حدوث جريمة ما عبر تراب البلدية ‪ ،‬و‬
‫هي صفة الضبطية القضائية‪.‬‬

‫أم ا ال والى فممارس ته للض بط القض ائي ال تك ون إال بص ورة إس تثنائية و دل ك في حال ة المس اس ب أمن‬
‫الدولة على مستوى تراب الوالية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬وسائل الضبط االداري‬

‫لمطلب األول‪ :‬وســائل الضبط اإلداري المادية و لبشــرية‬

‫تتمثل وس ـ ــائل الضبط اإلداري المادية و البشرية فيما يلى‪-:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الوســــــائل الماديـــــة‬

‫يقص د بالوس ائل المادي ة ك ل اإلمكاني ات و الوس ائل المتاح ة لإلدارة بغ رض ممارس ة ص الحياتها من‬
‫س يارات الش رطة ‪ ،‬و ط ائرات ‪ ،‬و مخ ابر ‪ ،‬و على العموم ك ل آل ة أو عت اد يمكن لإلدارة من ممارس ة‬
‫مهامها في مجال الضبط‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الوســائل البشرية‬

‫يوضع تحت تصرف سلطات الضبط اإلداري المركزية منها أو المحلية أعوان و هيئات لتنفيد لوائح ‪،‬‬
‫و قرارات الضبط الصادرة عن تلك السلطات و تطبيقها في الميدان‪.‬‬

‫إن الش رطة البلدي ة و أف راد الش رطة و ال درك الوط ني الوس يلة البش رية ال تي يس تعملها و يس تعين به ا‬
‫رئيس البلدية في مجال الضبط اإلداري العام كما نصت عليها المادة ‪ 74‬من قانون البلدية كما يلي‪:‬‬

‫" يعتمد رئيس المجلس الشعبي البلدى لممارسة صالحياته الخاصة باألمن على هيئة شرطة البلدية التى‬
‫تحدد صالحياتها و قواعد تنظيمها و تسييرها و كدا قواعد عملها عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫و يمكن ل رئيس المجلس الش عبي البل دى طلب ت دخل ق وات الش رطة أو ال درك المختص ة إقليمي ا عن د‬
‫الحاجة حسب الكيفيات المحددة عن طريق التنظيم"‪.‬‬

‫كم ا تعت بر شرطة العم ران التابع ة لجه از األمن الوطني وس يلة في الحف اظ على النظ ام الع ام في مج ال‬
‫البناء و التعمير‪.‬‬

‫مثلما تشكل مصالح الشرطة العامة و الدرك الوطني الوسيلة البشرية األساسية لسلطات الضبط األخرى‬
‫خاصة المركزية ‪،‬بينما يمكن تدخل قوات الجيش في الحاالت اإلستثنائية خاصة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري القانونية‬

‫ق د ال تتم ممارس ة إج راءات الض بط من ج انب اإلدارة إال وفق ا لم ا ح دده الق انون ‪ ،‬ف رئيس الجمهوري ة‬
‫يس تند في ممارس ته لص الحياته في مج ال الض بط على الدس تور ‪ ،‬نفس الش يء بالنس بة لل وزير األول ‪،‬‬
‫أم ا ال وزراء يس تندون إلى النص وص التنظيمي ة في ممارس ة بعض اإلج راءات و إص دار الق رارات ‪،‬‬
‫بالنسبة للوالى يباشر إجراءات الضبط وفق قانون الوالية ‪ ،‬أما رئيس المجلس الشعبي البلدى يمارس‬
‫ص الحياته من منطل ق نص وص ق انون البلدي ة ‪ ،‬و ك ل ه ده الس لطات تلج أ إلى وس ائل قانوني ة يمكن‬
‫حص رها في إص دار ل وائح الض بط أو الف رارات التنظيمي ة ‪ ،‬إص دار األوام ر الفردي ة ‪ ،‬أو اللج وء إلى‬
‫إستخدام القوة المادية (التنفيد المباشرالجبري)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ل ــوائح الضبط أو القرارات التنظيمية‬

‫تعت بر ل وائح الض بط من أب رز المظ اهر لممارس ة الض بط اإلداري ‪ ،‬و دل ك بإص دار تص رفات قانوني ة‬
‫عامة و مجردة تقيد بها بعض النشاط الفردى و تضبط بمقتضاها حريات األفراد و تتخد جزاءات على‬
‫مخالفتها تحقيقا للنظام العام ‪.‬‬

‫إن ل وائح الض بط عب ارة عن ق رارات إداري ة تنظيمي ة يتعل ق موض وعها بمرك ز ق انوني ع ام ‪ ،‬مث ل ‪:‬‬
‫اللوائح الخاصة بتنظيم المرور ‪ ،‬أو مراقبة األغدية ‪ ،‬اللوائح الخاصة بالصحة العمومية ‪... ،‬‬

‫‪ - 1‬الحظ ر أو المن ع ‪ -:‬و يع ني أن تتض من الالئح ة حظ را للنهي عن إج راء معين أوعن ممارس ة‬
‫نشاط معين ن و ال يكون شامال و مطلقا ألن في طلب غلغاء الحريات الفردية يكون غير مشروع ‪ ،‬و‬
‫تكون الالئحة معرضة لإللغاء عند الطعن فيها أمام القضاء اإلداري‪.‬‬

‫فالحظر يكون جزئيا و بدلك ال يصل إلى حد إلغاء الحريات و الهدف منه هو تحقيق قصد عام يعود‬
‫بالنفع على جميع األفراد في المجتمع ‪ ،‬مثل‪ :‬الحظر الدى يقضي بعدم توقف السيارات في أماكن معينة‬
‫أو أوقات معينة أو إستعمال المنبهات في أحياء معينة ‪...،‬‬

‫‪ - 2‬الترخيص (اإلدن المسبق)‪ -:‬يمكن السماح لألفراد بممارسة حرياتهم بشرط حصولهم غلى موافقة‬
‫و إدن مس بق من ط رف اإلدارة ‪ ،‬و إال ك ان دل ك مخالف ا للق انون ‪ ،‬و مثال ه‪ :‬ض رورة الحص ول على‬

‫‪10‬‬
‫ت رخيص من ط رف ال والى للقي ام بمظ اهرة عمومي ة طبق ا للق انون ‪ ،‬أو ف رض على حام ل الس الح‬
‫إستصدار رخصة من السلطة المختصة ‪ ،‬أو طلب دخول منطقة معينة في الحاالت اإلستثنائية‪.‬‬

‫‪ - 3‬اإلخطار المسبق ‪ :‬و هو إخطار اإلدارة مسبقا لكي تكون على علم مسبق بالمخاطر التي يمكن أن‬
‫تنجم عن ممارسة األفراد لنشاط معين ‪ ،‬و اإلخطار ال تشترطه اإلدارة إال إدا نص عليه القانون ‪.‬‬

‫‪ - 4‬تنظيم النشاط ‪ :‬قد ال تتضمن لوائح الضبط على حظر و منع أو طلب رخصة أو إخطار مسبق ‪،‬‬
‫و إنم ا تكتفي اإلدارة بتنظيم النش اط بوض ع إش ارات لتحدي د س رعة الس يارات في الط رق العام ة ‪ ،‬أو‬
‫وضع شروط إلستغالل مقهى أنترنيت مثال ‪... ،‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القرارات و األوامر الفردية‬

‫ق د تلج أ الس لطة اإلداري ة في ممارس ة س لطات الض بط اإلداري عن طري ق إص دار ق رارات فردي ة في‬
‫ش كل أوام ر و هي الق رارات ال تي تص درها اإلدارة تمس ف ردا مح ددا بدات ه أو مجموع ة من األف راد‬
‫محددين بدواتهم مثل ‪ :‬األمر الصادر من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدى لهدم منزل آيل للسقوط‬
‫(المادة ‪ 71‬من قانون البلدية) ‪ ،‬أو األمر الصادر لمنع عرض فيلم أو مسرحية إلحتمال إخاللها بالنظام‬
‫و األمن العام ‪ ،‬أو المنع من اإلقامة إلعتبارات أمنية‪.... ،‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إستخدامـ القوة المادية ( التنفيد المباشر الجبري)‬

‫األصــل هو إمتثال األفراد لقرارات اإلدارة و خضوعهم إليها ‪ ،‬إال أنه و في حاالت معينة و إس تثنائية ‪،‬‬
‫فهيئات الضبط اإلداري مخول لها باللجــوء إلى التنفيد المباشر و إستخدام القوة المادية لمنع إخالل أو‬
‫محاولة اإلخالل بالنظام العام دون إشتراط حصولها على إدن مسبق من جهة القضاء‪.‬‬

‫لدلك فإن سلطة التنفيد المباشر تسمح بإستعمال القوة لتنفيد و تطبيق قراراتها ن و خاصة عند إمتناع‬
‫األفراد عن اإلنصياع و الخضوع لها كما جاء في المادة ‪ 97‬من قانون العقوبات الفقرة األخيرة‪.‬‬

‫كم ا أن الق وة ال تس تخدم إال في حال ة الض رورة و اإلس تعجال ‪ ،‬و من ص ور ه دا اإلج راء ‪ ،‬فض‬
‫التجمهر و التظاهر في األماكن العامة ‪ ،‬و كل نشاط يؤدى إلى المساس بالنظام العام ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬

‫رغما كل القيود التي يفردها الضبط اإلداري أو البوليس اإلداري على حريات األفراد فإنه في النهاية‬
‫يقوم على خدمة هؤالء األفراد بالحفاظ له على النظام العام الذي تعود فائدته على الجميع فلما كانت‬
‫مص لحة الف رد في مص لحة الجماع ة هن ا يمكن أن نق ول أن الض بط اإلداري نعم ة على الف رد ‪ ,‬فح دود‬
‫حريات الفرد تنتهي عند بداية حريات اآلخرين ‪ ,‬فالضبط اإلداري هو عصب السير الحسن لنظام العام‬
‫‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫قائمة المراجع‪-:‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ -‬التنظيم اإلداري ‪ ،‬النشاط اإلداري ‪ ،‬دار العلوم ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ ،‬دون طبعة ‪.2004 ،‬‬

‫‪ -2‬عمار بوضياف ‪،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬دار جسور ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2007 ،‬‬

‫‪ -3‬حس ين ط اهري ‪ ،‬الق انون اإلداري و المؤسس ات اإلداري ة ‪ -‬التنظيم اإلداري ‪ ،‬النش اط اإلداري ‪،‬‬
‫دراسة مقارنة ‪ ،‬دار الخلدونية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2007 ،‬‬

‫‪ -4‬أحمد محيو ‪ ،‬محاضرات في المؤسسات اإلدارية ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪.‬‬

‫‪13‬‬

Vous aimerez peut-être aussi