Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
ال م راء في أن الحق وق و الحري ات اليوم أض حت مس ألة تخص جمي ع أعض اء المجتم ع ال دولي ،و قد
ص درت من أجله ا الكث ير من المواثي ق الدولي ة ،و عق دت الم ؤتمرات ،و أنش أت الهيئ ات ،و ع دلت
الدساتير.
و إن ك ان من ح ق الف رد الي وم أن ينعم ببعض الحري ات ،ف إن تمتع ه به ا ال يتم بص فة مطلق ة ،و دون
ضوابط ،فأي حرية وأي حق إدا ما أطلق إستعماله لصاحبه إنقلب دون شك إلى فوضى ،و أثر دلك
على حقوق و حريات اآلخرين ،فالتقيد بالنظام ،و اإللتزام بالضوابط التي تحدثها القوانين و األنظمة
هي التي تميز الحرية عن الفوضى و هدا اإللتزام يعد سلوكا حضاريا و مظهرا من مظاهر التمدن ،و
ال شيء في علم القانون إسمه المطلق.
و لكي ال يساء إستعمال الحرية تعين أن تضبط من قبل السلطة العامة وفقا للكيفية التى رسمها القانون
و بالضمانات التي قررها و هدا ما يسمى بالضبط اإلداري .
فما هو إدا مفهوم الضبط اإلداري ؟ و ما هي القواعد القانونية التي يتشكل منها النظام القانوني الس اري
عليه؟
مالحظة -:غالبا ما تكون المقدمة من إنتاج الطالب و عادة ال يتم فيها اإلقتباس ،إال أنني هنا أعجبتني
فق رة لل دكتور :عم ار بوض ياف ،الوج يزفي الق انون اإلداري فقمت بإدراجه ا في المقدم ة ال تي بين
أيديكم ،بإستثناء طرح اإلشكالية فهي منى.
1
المبحث األول :مــاهية الضبــط اإلداري و سلطاته
لكي يتم تحديد ماهية الضبط اإلداري ،ال بد لنا من معرفة مفهومه ،و بيان خصائصه و أنواعه ،و
تمييزه عن أنواع الضبط األخرى المشابهة له ،كما يجب معرفة السلطات و الهيئات اإلدارية المركزية
و الالمركزية التي تتمتع بصالحية ممارسة الضبط اإلداري.
إن الضبط لغة عبارة مستمدة من كلمة ضبط يضبط ضبطا ،أي بمعنى لزمه و قهره و قوي عليه ،و
حبس ه ،فالض بط لغ ة تع ني حبس الش يء ،و يقابله ا بالفرنس ية كلمة policéال تي تع ني م ا الن و
إس تكان ،و م ا النت آداب ه و أخالق ه و هي مس تمدة من كلمة poliأو ،policéكم ا أن للض بط مع نى
واسع في اللغة القانونية القديمة ،حيث كان يعني كل إجراء تتخده الدولة ألجل تحقيق أهداف المجتمع
السياس ي ،و ب دلك ف البوليس معن اه التنظيم ،و الدول ة المنظم ة يطل ق عليه ا الدول ة المنض بطة l'état
، policéو قد ترجم المشرع الجزائ ري هده الكلمة بكلم ة ش رطة ،و الشرطة لغ ة مستمدة من كلمة
"شرط" بفتح الراء ،أي علم أو وضع عالمة على الشيء ،و الشرطة أبتكرت في العصر العباسي حيث
أسست الدولة آنداك هيئة مكلفة بحفظ النظام و األمن في األسواق و األماكن العمومية ،و كان رجال
هده الهيئة يحملون شارات أو عالمات في أدرعهم تميزهم عن باقي المواطنين العاديين ،و بعد تطور
الدول ة أص بح ه ؤالء المكلفين بحفظ النظ ام يحملون لباس ا أو ب دالت خاص ة بهم ،و يطل ق عليهم آنداك
الضابط أو الضبطية .
لكن للضبط اإلداري معنى أضيق ،و هو مجموع األنشطة اإلدارية التي تقوم بها اإلدارة .
يمكن إعطاء تعريفات كثيرة و متنوعة للضبط اإلداري ،و من زوايا متعددة غير أن الفقه ركز كثيرا
على معيارين للتعريف بالضبط ،و هما المعيار العضوي و المعيار الموضوعي-:
- 1المعي ار العض وي -:يع ني الض بط اإلداري أن ه مجموع ة األجه زة و الهيئ ات ال تي تت ولى القي ام
بالتص رفات و اإلج راءات ال تي ته دف إلى المحافظ ة على النظ ام الع ام ،و يج رى الح ديث حينئ د عن
2
الهيئات التي تتكفل بعملية الضبط ،و عن أعوان الضبط و األشخاص المكلفين بتنفيد األنظمة و حفظ
النظام.
- 2المعي ار الموض وعي(الم ادي) -:من منطل ق ه دا المعي ار يمكن تعري ف الض بط اإلداري على أن ه
مجموع ة اإلج راءات و التدابير ال تي تقوم به ا الهيئ ات العام ة حفاظ ا على النظ ام الع ام ،أو أن الضبط
يكمن في إح دى نش اطات الس لطات اإلداري ة و ه دا المع نى ه و األهم في الق انون اإلداري ،و يمث ل ه دا
النش اط مجم وع الت دخالت ال تي تجس د في ش كل تنظيم ات ته دف من جه ة إلى رف ع القي ود على حري ة
األفراد لممارستهم لبعض النشاطات ،و من جهة أخرى إلى حماية النظام العمومي.
* خصــائص الضبط اإلداري -:للضبط اإلداري خصائص و صفات يمكن حصرها فيما يلي:
-الض بط اإلداري نش اط تباش ره اإلدارة (الس لطة التنفيدي ة) ،و ال تمارس ه جه ات أخ رى س واء ك انت
تشريعية أو قضائية .
-الصفة اإلنفرادية :الضبط اإلداري إجراء تباشره السلطة اإلدارية بمفردها و الهدف منه المحافظة
على النظام العام ،و ما على األفراد إال الخضوع و اإلمتثال لجملة اإلجراءات التي تفرضها اإلدارة
طبعا وفقا لما يحدده القانون و تحت رقابة السلطة القضائية.
-الصفة الوقائية :يتسم الضبط اإلداري بالطابع الوقائي فهو يدرأ المخاطر على األفراد ،فعندما تبادر
اإلدارة إلى س حب رخص ة الص يد ،أو رخص ة الس ياقة من أح د األف راد فألنه ا ق درت أن هن اك خط ر
ي ترتب على إس تمرارية إحتف اظ المع ني به ده الرخص ة ،أو تغل ق اإلدارة محال ،او تع اين ب ئرا معين ا
فعملها هدا إجراء وقائي لحماية األفراد من كل خطر يداهمهم أيا كان مصدره.
-الصفة التقديرية -:لإلدارة سلطة تقديرية في ممارسة اإلجراءات الضبطية ،فعندما تقدر أن عمال ما
سينتج عنه خطر تعين عليها التدخل قبل وقوعه بغرض المحافظة على النظام العام .
3
* مجاالت الضبــط اإلداري-:
لم يعد الضبط اإلداري يقتصر على مجاالت معينة بالمفهوم التقليدي (الثالثي) للنظام العام (أمن عام ،
صحة عامة ،سكينة عامة ) ،بل و نظرا إلزدياد تدخل الدولة في مختلف الميادين و القطاعات إتسع
مجال الضبط إلى مظاهر و أوجه كثيرة و متنوعة ال غنى لألفراد عنها ،فهناك ضبط يتعلق باألمن
الصناعي و حماية المنشآت الصناعية خاصة من حيث نقل المواد دات الخطورة على األفراد أو على
البيئ ة ،و هن اك ض بط يتعل ق باآلث ار و حماي ة المواق ع التاريخي ة ،و هن اك ض بط يتعل ق بالح دائق و
الميادين و الشوارع العامة ،و القاعات و المالعب ،و ضبط يتعلق بممارسة بعض األنشطة التجارية
كإس تغالل المن اجم و المح اجر ،و ض بط يتعل ق بممارس ة األنش طة السياس ية و عق د اإلجتماع ات
الحزبي ة ،و التظ اهرات العام ة ،و ض بط يتعل ق بالمج ال العق اري ،و ض بط في المج ال الص حي ،و
الصيد ... ،إلخ.
كم ا أن س عة مج ال الض بط ي ؤدي إلى تع دد ق وانين الض بط بين نص دس توري و ق انوني ،و نص
تنظيمي.
4
-المرس وم التنفي دي رقم 91/53الم ؤرخ في 23/02/1991المتعل ق بالش روط الص حية عن د ع رض
األغدية اإلستهالكية.
-المرس وم التنفي دي رقم 95/363الم ؤرخ في 11/12/1995المتض من كيفي ة التف تيش ال بيطري
للحيوانات الحية و المنتوجات الحيوانية المخصصة لإلستهالك البشري .
* القرارات الوزارية:
قد نستخلص من التعاريف السابقة للضبط اإلداري ،و مجاالته على أنه مجموعة من اإلجراءات التي
تتخ دها الس لطات اإلداري ة المختص ة و مس اهمتها في إقام ة النظ ام الع ام عن طري ق إتخ اد التنظيم ات
الالزمة ،منها ما يتعلق بالنظام العام و هدا ما يسمى بالضبط اإلداري العام ،و منها ما يتعلق ببعض
المجاالت الخاصة تسمى بالضبط اإلداري الخاص.
- 1الض بط اإلداري الع ام -:و ه و مجموع ة اإلختصاص ات ال تي تمنح للس لطات اإلداري ة به دف
ممارستها بصورة عامة و في كل المجاالت ،و على جميع النشاطات للحفاظ على النظام العام من أمن
عام و صحة عامة و سكينة عامة .
- 2الض بط اإلداري الخ اص -:و هي مجموع ة من اإلختصاص ات ال تي تمنح للس لطات اإلداري ة
تمارسها في نشاط و مجال معين و محدد من أنواع نشاطات األشخاص ،و دالك إما يخص مكانا بداته
أو نش اطا بدات ه ،مثلم ا تفرض ه الس لطة العام ة من إج راءات في مج ال تنق ل األش خاص (ش رطة
األجانب ،شرطة الرحل) ،كأن تفرض رخصا للتنقل في بعض المناطق ،أو حظر تنقلهم في مواقيت
مح ددة ،أو أن تف رض اإلدارة قي ودا لتنظيم حرك ة الم رور بغلق ش ارع معين أو تتخ د إج راءات معين ة
لممارسة األفراد حق اإلجتماع العام أو إقامة الحفالت ليال...إلخ.
فك ل حري ة عام ة تمس في ممارس تها حري ة اآلخ رين أو حق وقهم يج وز لإلدارة تقيي دها ب الطرق ال تي
حققها القانون ،فليس من حق الفرد تحت عنوان الحريات العامة أن يبادر بمباشرة عمل الصيد بصفة
5
مطلق ة ،فمن ح ق الس لطة العام ة أن تف رض قي ودا تتعل ق بإس تعمال س الح الص يد أو أن واع الحيوان ات
المرخص إلصطيادها ،أو المكان المخصص لممارسة الصيد .
- 3أهــداف الضب ــط اإلداري -:يقصد بالضبط اإلداري المحافظة على النظام العام ،كما دكرنا سابقا
بعناصره الثالثة" األمن العام ،الصحة العامة ،و السكينة العامة .
* األمن العام -:و يعني إتخاد اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية أرواح الناس و ممتلكاتهم و ضمان
األمن العام لألفراد في الظروف العادية و الظروف اإلستثنائية.
* الص حة العام ة -:و تع ني إتخ اد الت دابير الوقائي ة ال تي من ش أنها من ع إنتش ار األوبئ ة و األم راض
المعدي ة ،كالس هر على مراقب ة الم واد الغدائي ة و اإلس تهالكية المعروض ة لل بيع و مراقب ة نق اط المي اه
الصالحة للشرب و تطهيرها و معالجتها .
* الس كينة العام ة -:و تع ني إتخ اد الت دابير و اإلج راءات ال تي ت وفر للس كان الطمأنين ة و الراح ة و
الهدوء في الطريق العام و األماكن العامة و دلك بالحد من مصادر الضوضاء و اإلزعاج و القلق لدى
األفراد مثل :مكبرات الصوت خاصة ليال و منبهات السيارات ،و الباعة المتجولين ....،
* اآلداب العام ة -:و يقص د به ا المحافظ ة على األخالق العام ة و اآلداب العام ة و الع ادات و التقالي د
المتعارف عليها في بلد معين ،و منع التعدي على الشرف و اإلخالل بالحياء ،إلخ....
يمكن تمييز الضبط اإلداري عن أنواع الضبط األخرى و لو أنه غالبا ما يجري الخلط بين بعض أنواع
الضبط خاصة بين الضبط افداري و الضبط القضائي لسبب قيام نفس األجهزة بممارسة أي منهما ،إال
أن هناك فرقا بين أهداف كل منهما و كدلك األجهزة المختصة لممارستها لدلك يمكن أن نميز الضبط
اإلداري عن صور الضبط األخرى كالضبط التشريعي و الضبط القضائي فيما يلي-:
كم ا عرفن ا فيم ا س بق أن الض بط اإلداري ه و مختل ف الت دابير و اإلج راءات اإلداري ة ال تي ت رمي إلى
الحف اظ على النظ ام الع ام و حمايت ه من اإلختالل و هي ط رق وقائي ة ،و يم ارس الض بط اإلداري من
طرف هيئات و أجهزة إدارية تنتمي إلى السلطة التنفيدية(اإلدارة العامة).
6
بينما الضبط التشريعي يقصد به مجموع القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية و التي تحدد و تضبط
و ت بين كيفي ة ممارس ة الحري ات ال واردة في الدس تور كم ا تنص الم ادة 122الفق رة 01من الدس تور "
يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور و كدلك في المجاالت التالية:
حقوق األشخاص و واجباتهم األساسية ،ال سيما نظام الحريات العمومية و حماية الحريات الفردية ،و
واجبات المواطنين".
كدلك نصت المادة 43من الدستور على حق إنشاء الجمعيات و تحديد شروط و كيفيات إنشائها .
كما نصت المادة 57من الدستور على حق اإلضراب و ممارسته في إطار القانون و تدخل البرلمان
لممارس ة الض بط التش ريعي من خالل الق انون رقم 90/02الم ؤرخ في 06/02/1990المتعل ق
بممارسة حق اإلضراب و وضع قيودا و شروطا لممارسته "ضمان القدر األدنى من الخدمة".
لدا يتبين لنا بأن الهدف من الضبط اإلداري و الضبط التشريعي واحد و هو المحافظة على النظام العام
،كم ا يح دث ت داخل بينهم ا عن دما تب ادر الس لطة التش ريعية بس ن الق وانين و تش ريعات ض بطية تت ولى
السلطة التنفيدية ممثلة في اإلدارة بتنفيده ،و فرض قيود على األفراد بالكيفية المحددة في التشريع.
كم ا تطرقن ا إلي ه س ابقا أن الض بط اإلداري عب ارة عن إج راءات و ط رق وقائي ة تتض من مراقب ة نش اط
األفراد و توجيهه على نحو يكفل المحافظة على النظام العام و وقايته ،و هو من إختصاص أجهزة ،
و هيئات و أشخاص تنتمي إلى السلطة التنفيدية سواء باإلدارة المركزية أو الالمركزية.
بينما الضبط القضائي عبارة عن إجراءات و طرق عالجية تتمثل في البحث و التحري عن الجرائم و
جم ع األدل ة عنه ا و البحث عن مرتكبيه ا ،م ا دام لم يب دأ فيه ا بتحقي ق قض ائي ،كم ا ورد في الفق رة
األخيرة من المادة 12ق.إ.ج.
7
إن الض بط القض ائي يتخ د و يباش ر بع د وق وع الجريم ة أو المخالف ة و ليس قبله ا ،تباش ره فئ ة معين ة
منحها القانون صفة الضبطية القضائية و خولها مهمة القيام ببعض اإلجراءات كضباط الدرك و ضباط
الشرطة ،و رؤساء المجالس الشعبية البلدية ،و الوالي ...،
و رغم الف رق الواض ح بين الض بط اإلداري و الض بط القض ائي إال أن هن اك تق ارب بينهم ا في ح االت
مح ددة كممارس ة وظيف تين في دات ال وقت أي الض بطية اإلداري ة ،و الض بطية القض ائية ،مثلم ا ه و
الشأن بالنسبة لرئيس المجلس الشعبي البلدي أو الوالى ،فاألول يقوم بإتخاد اإلجراءات الوقائية الالزمة
في مجاالت األمن العام ،الصحة العامة ،أو السكينة العامة ،و هي صفة الضبطية اإلدارية هدا من
جهة ،و يمكنه إتخاد اإلجراءات القانونية عند وقوع الفعل أو حدوث جريمة ما عبر تراب البلدية ،و
هي صفة الضبطية القضائية.
أم ا ال والى فممارس ته للض بط القض ائي ال تك ون إال بص ورة إس تثنائية و دل ك في حال ة المس اس ب أمن
الدولة على مستوى تراب الوالية.
8
المبحث الثاني :وسائل الضبط االداري
يقص د بالوس ائل المادي ة ك ل اإلمكاني ات و الوس ائل المتاح ة لإلدارة بغ رض ممارس ة ص الحياتها من
س يارات الش رطة ،و ط ائرات ،و مخ ابر ،و على العموم ك ل آل ة أو عت اد يمكن لإلدارة من ممارس ة
مهامها في مجال الضبط.
يوضع تحت تصرف سلطات الضبط اإلداري المركزية منها أو المحلية أعوان و هيئات لتنفيد لوائح ،
و قرارات الضبط الصادرة عن تلك السلطات و تطبيقها في الميدان.
إن الش رطة البلدي ة و أف راد الش رطة و ال درك الوط ني الوس يلة البش رية ال تي يس تعملها و يس تعين به ا
رئيس البلدية في مجال الضبط اإلداري العام كما نصت عليها المادة 74من قانون البلدية كما يلي:
" يعتمد رئيس المجلس الشعبي البلدى لممارسة صالحياته الخاصة باألمن على هيئة شرطة البلدية التى
تحدد صالحياتها و قواعد تنظيمها و تسييرها و كدا قواعد عملها عن طريق التنظيم.
و يمكن ل رئيس المجلس الش عبي البل دى طلب ت دخل ق وات الش رطة أو ال درك المختص ة إقليمي ا عن د
الحاجة حسب الكيفيات المحددة عن طريق التنظيم".
كم ا تعت بر شرطة العم ران التابع ة لجه از األمن الوطني وس يلة في الحف اظ على النظ ام الع ام في مج ال
البناء و التعمير.
مثلما تشكل مصالح الشرطة العامة و الدرك الوطني الوسيلة البشرية األساسية لسلطات الضبط األخرى
خاصة المركزية ،بينما يمكن تدخل قوات الجيش في الحاالت اإلستثنائية خاصة.
9
المطلب الثاني :وسائل الضبط اإلداري القانونية
ق د ال تتم ممارس ة إج راءات الض بط من ج انب اإلدارة إال وفق ا لم ا ح دده الق انون ،ف رئيس الجمهوري ة
يس تند في ممارس ته لص الحياته في مج ال الض بط على الدس تور ،نفس الش يء بالنس بة لل وزير األول ،
أم ا ال وزراء يس تندون إلى النص وص التنظيمي ة في ممارس ة بعض اإلج راءات و إص دار الق رارات ،
بالنسبة للوالى يباشر إجراءات الضبط وفق قانون الوالية ،أما رئيس المجلس الشعبي البلدى يمارس
ص الحياته من منطل ق نص وص ق انون البلدي ة ،و ك ل ه ده الس لطات تلج أ إلى وس ائل قانوني ة يمكن
حص رها في إص دار ل وائح الض بط أو الف رارات التنظيمي ة ،إص دار األوام ر الفردي ة ،أو اللج وء إلى
إستخدام القوة المادية (التنفيد المباشرالجبري).
تعت بر ل وائح الض بط من أب رز المظ اهر لممارس ة الض بط اإلداري ،و دل ك بإص دار تص رفات قانوني ة
عامة و مجردة تقيد بها بعض النشاط الفردى و تضبط بمقتضاها حريات األفراد و تتخد جزاءات على
مخالفتها تحقيقا للنظام العام .
إن ل وائح الض بط عب ارة عن ق رارات إداري ة تنظيمي ة يتعل ق موض وعها بمرك ز ق انوني ع ام ،مث ل :
اللوائح الخاصة بتنظيم المرور ،أو مراقبة األغدية ،اللوائح الخاصة بالصحة العمومية ... ،
- 1الحظ ر أو المن ع -:و يع ني أن تتض من الالئح ة حظ را للنهي عن إج راء معين أوعن ممارس ة
نشاط معين ن و ال يكون شامال و مطلقا ألن في طلب غلغاء الحريات الفردية يكون غير مشروع ،و
تكون الالئحة معرضة لإللغاء عند الطعن فيها أمام القضاء اإلداري.
فالحظر يكون جزئيا و بدلك ال يصل إلى حد إلغاء الحريات و الهدف منه هو تحقيق قصد عام يعود
بالنفع على جميع األفراد في المجتمع ،مثل :الحظر الدى يقضي بعدم توقف السيارات في أماكن معينة
أو أوقات معينة أو إستعمال المنبهات في أحياء معينة ...،
- 2الترخيص (اإلدن المسبق) -:يمكن السماح لألفراد بممارسة حرياتهم بشرط حصولهم غلى موافقة
و إدن مس بق من ط رف اإلدارة ،و إال ك ان دل ك مخالف ا للق انون ،و مثال ه :ض رورة الحص ول على
10
ت رخيص من ط رف ال والى للقي ام بمظ اهرة عمومي ة طبق ا للق انون ،أو ف رض على حام ل الس الح
إستصدار رخصة من السلطة المختصة ،أو طلب دخول منطقة معينة في الحاالت اإلستثنائية.
- 3اإلخطار المسبق :و هو إخطار اإلدارة مسبقا لكي تكون على علم مسبق بالمخاطر التي يمكن أن
تنجم عن ممارسة األفراد لنشاط معين ،و اإلخطار ال تشترطه اإلدارة إال إدا نص عليه القانون .
- 4تنظيم النشاط :قد ال تتضمن لوائح الضبط على حظر و منع أو طلب رخصة أو إخطار مسبق ،
و إنم ا تكتفي اإلدارة بتنظيم النش اط بوض ع إش ارات لتحدي د س رعة الس يارات في الط رق العام ة ،أو
وضع شروط إلستغالل مقهى أنترنيت مثال ... ،
ق د تلج أ الس لطة اإلداري ة في ممارس ة س لطات الض بط اإلداري عن طري ق إص دار ق رارات فردي ة في
ش كل أوام ر و هي الق رارات ال تي تص درها اإلدارة تمس ف ردا مح ددا بدات ه أو مجموع ة من األف راد
محددين بدواتهم مثل :األمر الصادر من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدى لهدم منزل آيل للسقوط
(المادة 71من قانون البلدية) ،أو األمر الصادر لمنع عرض فيلم أو مسرحية إلحتمال إخاللها بالنظام
و األمن العام ،أو المنع من اإلقامة إلعتبارات أمنية.... ،
األصــل هو إمتثال األفراد لقرارات اإلدارة و خضوعهم إليها ،إال أنه و في حاالت معينة و إس تثنائية ،
فهيئات الضبط اإلداري مخول لها باللجــوء إلى التنفيد المباشر و إستخدام القوة المادية لمنع إخالل أو
محاولة اإلخالل بالنظام العام دون إشتراط حصولها على إدن مسبق من جهة القضاء.
لدلك فإن سلطة التنفيد المباشر تسمح بإستعمال القوة لتنفيد و تطبيق قراراتها ن و خاصة عند إمتناع
األفراد عن اإلنصياع و الخضوع لها كما جاء في المادة 97من قانون العقوبات الفقرة األخيرة.
كم ا أن الق وة ال تس تخدم إال في حال ة الض رورة و اإلس تعجال ،و من ص ور ه دا اإلج راء ،فض
التجمهر و التظاهر في األماكن العامة ،و كل نشاط يؤدى إلى المساس بالنظام العام .
11
الخاتمة :
رغما كل القيود التي يفردها الضبط اإلداري أو البوليس اإلداري على حريات األفراد فإنه في النهاية
يقوم على خدمة هؤالء األفراد بالحفاظ له على النظام العام الذي تعود فائدته على الجميع فلما كانت
مص لحة الف رد في مص لحة الجماع ة هن ا يمكن أن نق ول أن الض بط اإلداري نعم ة على الف رد ,فح دود
حريات الفرد تنتهي عند بداية حريات اآلخرين ,فالضبط اإلداري هو عصب السير الحسن لنظام العام
.
12
قائمة المراجع-:
-1محمد الصغير بعلي ،القانون اإلداري -التنظيم اإلداري ،النشاط اإلداري ،دار العلوم ،الجزائر
،دون طبعة .2004 ،
-2عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار جسور ،الجزائر ،الطبعة الثانية.2007 ،
-3حس ين ط اهري ،الق انون اإلداري و المؤسس ات اإلداري ة -التنظيم اإلداري ،النش اط اإلداري ،
دراسة مقارنة ،دار الخلدونية ،الجزائر ،الطبعة األولى .2007 ،
-4أحمد محيو ،محاضرات في المؤسسات اإلدارية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر .
13