Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
ﺘﺄﻟ�ف
اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ
1429ﻫـ2008/م
1
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
اﻟحمد � ﺤمــداً ً◌ ً◌ َ◌ َ◌ ُ◌ ُ◌ ُ◌ ُ◌ ُ◌ ُ◌ ُ◌ ُ◌ �ثیـ اًر طی�ـﺎً ﻤ�ﺎر�ـﺎً ف�ــﻪ �مــﺎ �جــب ر�نــﺎ و�رﻀــﻰ ،
وﺼﻠﻰ ﷲ وﺴﻠم ﻋﻠﻰ ﻨبینﺎ ﻤحمد وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺼح�ﻪ أﺠمﻌین أﻤﺎ �ﻌد ...
ﻓﺈن ﻤــن اﻟمظــﺎﻫر اﻟمذﻤوﻤــﺔ ﻓــﻰ طﻠــب اﻟﻌﻠــم اﻟشــرﻋﻲ ﻤــﺎ ُ�ﻌــرف ) �ﺎﻟشــتﺎت اﻟﻌﻠمــﻲ(
واﻟــذى ﻻ �ســتﻘر ﻟﻠطﺎﻟــب ف�ــﻪ ﻗـرار ،أو ﻤــﺎ �ســم�ﻪ �ثیــرون ) اﻟﻔوﻀــو�ﺔ اﻟﻌﻠم�ــﺔ ( وﻨســم�ﻪ
ﻫنﺎ ،اﻟشتﺎت اﻟﻌﻠمﻲ ،اﻟذي ﺘﻌر�ﻔﻪ ،ﻫو اﻟتخ�ط اﻟ�ــﺎرز ﻓــﻲ ﺠمــﻊ اﻟمﻌﻠوﻤــﺎت واﻻﻀــطراب
ﻓﻰ ﺠنیﻬﺎ وﺘحصیﻠﻬﺎ ،وﺼﻔﺎﺘﻪ ﻤﺎ ﯿﻠﻰ -:
ودب دون ﺘنظ� ٍم ،وﺘرﺘیب.
ﻫب ﱠ أوﻻً :اﻟﻘراءة ﻓﻲ �ﻞ ﻤﺎ ﱠ
ﺜﺎﻨ�ﺎً :اﻟتنﻘﻞ ﻤن ﻋﻠم ﻵﺨر .
ﺜﺎﻟثﺎً :اﻟتمﻠمﻞ اﻟثﻘﺎﻓﻲ ،وﻗﻠﺔ اﻟصبر ،واﻟمداوﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺸﺊ ﻤخصوص.
را�ﻌـ ـﺎً :اﻻﻨ ــذﻫﺎل �ﺎﻟجم ــﺎل اﻟﻌﻠم ــﻲ وﺴ ــﻌﺔ آﻓﺎﻗ ــﻪ � ،حی ــث ﯿ ــدﻋوﻩ إﻟ ــﻰ ﺘﻌش ــق أﺸ ــ�ﺎء دون
ﻏیرﻫﺎ ،وﻫﻠم ﺠ ار .
وﻏیر ذﻟك ﻤن اﻟصﻔﺎت اﻟتﻰ ﺴــتبین ﻤﻌنــﺎ ﻓــﻰ ﻫــذﻩ اﻟرﺴــﺎﻟﺔ اﻟصــﻐیرة ،وﻻ ارﺘ�ــﺎب أن
ﻫذﻩ ﻗض�ﺔ ﺸدﯿدة اﻻﻫتمﺎم ﻓﻰ رﺤﻠﺔ اﻟتﻠمیذ اﻟﻌﻠم�ﺔ ،واﻟذي �طمﺢ أن �حﻘــق ﻤجــداً رف�ﻌـﺎً
،وﻤســتﻘبﻼً ازﻫ ـ اًر و�نصــر �ــﻪ أﻤتــﻪ ،و�ز�ــﻲ ﻨﻔســﻪ و�رﻓــﻊ ﻤــن ﺨی ـرﻩ ودرﺠﺎﺘــﻪ .ﻷن اﻟﻌﻠــم
أﺴمﻰ اﻟطﺎﻋﺎت ،وأز�ﻰ اﻟﻘر�ﺎت وﻤﺎ ُﻋبد ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ �ﺄﻓضﻞ ﻤن اﻟﻌﻠــم � .مــﺎ ﻗــﺎل �ﻌــض
اﻟس ــﻠﻒ ،وﻟ ــذا �حس ــن و�طی ــب أن ﺘك ــون اﻟوﺴ ــیﻠﺔ إﻟ ــﻰ ﺠمﻌ ــﻪ وطﻠ� ــﻪ ﺴ ــﻠ�مﺔ ،ﻤض ــبوطﺔ
اﻟشــكﻞ واﻟﻔﻌــﻞ �حیــث ﺘتحﻘــق ﻟــﻪ اﻷﻤــﺎﻨﻲ ،و�ختصــر اﻷزﻤنــﺔ ،و�ســﻠم اﻟﻐواﺌــﻞ واﻵﻓــﺎت .
ﻓمــﺎ أُﺘـﻲ ﺸــﺊ �ﺎﻟمنﻬج�ــﺔ اﻟترﺘیب�ــﺔ واﻟﻌﻘــﻞ اﻟتنظ�مــﻲ ،إﻻ أﻓﻠــﺢ ﺼــﺎﺤ�ﻪ وﺘﻘﻠــد أﺴــﺎور اﻟﻔــوز
واﻟوﺼول .
وﻫ ــو ﻤ ــﺎ ﻨح ـب ﺘﻘر� ـرﻩ وﻤﻌﺎﻟجت ــﻪ ﻫن ــﺎ ﺤت ــﻰ ﯿ ــدرك ﺸ ــ�ﺎﺒنﺎ ،اﻟمس ــﺎر اﻟص ــح�ﺢ ﻟﻠطﻠ ــب
واﻟسبیﻞ اﻟﻘو�م ﻟﻠتحصیﻞ ،ﻷﻨﻪ ﻻ ﺘزال ﻫذﻩ اﻟمشكﻠﺔ ،ﻗﺎﺌم ًﺔ وﻤنتشرة ﻓﻲ ﻤســﺎﻟك اﻟطــﻼب
،وﻟﻬﺎ آﺜﺎرﻫﺎ اﻟسیئﺔ ﻋﻠﻰ اﻟح�ﺎة اﻟﻌﻠم�ﺔ واﻟطﺎﻟب.
2
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
ﻟكــن ﻗبــﻞ ﻫــذﻩ اﻵﺜــﺎر ﻨشــیر إﻟــﻰ ﺸــﺊ ﻤــن أﺴــ�ﺎب اﻟوق�ﻌــﺔ ﻓ ـﻲ اﻟشــتﺎت اﻟﻌﻠمــﻲ،
ﻓمنﻬﺎ :
أوﻻ :اﻨﻌ ــدام اﻟمنﻬج� ــﺔ ﻓ ــﻰ اﻟطﻠ ــب ،واﻟ ــدﺨول إﻟ ــﻰ رﺤﺎ� ــﻪ دون ﺼ ـر ٍ
اط ﻤس ــتق�م ،أو ﻤن ــﺎرة
ﻤضیئﺔ .
ﺜﺎﻨ�ﺎً :اﻟوَﻟﻊ اﻟﻌﻠمﻲ ،اﻟذي �حمﻞ ﺼﺎﺤ�ﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﻔﻲ �ﻞ ﺸﺊ واﻟحرص ﻋﻠ�ــﻪ دون اﻟتر�ــث
اﻟمطﻠوب ،واﻷﻨﺎة اﻟمحمودة.
ﺜﺎﻟث ـﺎً :اﻻﺴــتﻌجﺎل اﻟــذاﺘﻲ ،واﻟطــﺎﻤﺢ إﻟــﻰ اﻟتحصــیﻞ اﻟس ـر�ﻊ ،واﻟبــروز اﻟم�كــر دون اﻫتمــﺎم
اﻟصﻠ�ﺔ .
�ﺎﻟبنﺎء اﻟرﺼین ،واﻟﻘﺎﻋدة ُ
را�ﻌ ـﺎً :غ�ــﺎب اﻷﺸــ�ﺎخ اﻟمــوﺠﻬین ،واﻟم ـر�ین اﻟنــﺎﺒﻬین ،ﻓیتجــﻪ اﻟتﻠمیــذ ﻤتﻌﻠم ـﺎً ﺤســب ﻫ ـواﻩ
وأﻤــﺎﻟﻲ اﻟــنﻔس ﻋﻠ�ــﻪ ،ف�ﻘــﻊ ﻓــﻰ اﻟﻔوﻀــو�ﺔ واﻟشــتﺎت اﻟــذي �حرﻤــﻪ ﻤــن إدراك اﻟمــﺄﻤول ،أو
ﺒﻠوغ اﻟمرام ،ﻓیبیت �ﺎﻟمنبت ،ﻻ أرﻀﺎً ﻗطﻊ ،وﻻ ظﻬ اًر أ�ﻘﻰ� ،ﷲ اﻟمستﻌﺎن.
ﺨﺎﻤسﺎً :ﻀﻌﻒ اﻟﻘوة اﻟصبر�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟتزام ﻨﻬــﺞ ﻤــنظم ﻤﻌتــدل ،ﯿــوﻓر اﻟمكﺎﺴــب ﻓــﻰ إطــﺎر
ﻤحدود ﻤنظم ،ﻓبدﻻً ﻤن أن �ﻘ أر �تﺎ�ـﺎً واﺤــداً ﻓـﻲ أﺴــبوع ،ﯿتﻘﻠـب ﻓـﻲ ﺜﻼﺜــﺔ �تــب� ،ســبب
ﻀﻌﻒ ﺼبرﻩ وﻫوان اﺴتحمﺎﻟﻪ!!
ﺴﺎدﺴﺎً :ﺘخﻠـﻒ اﻟتوﻓیــق اﻹﻟﻬــﻲ ،اﻟــذي أﺤ�ﺎﻨـﺎً ﺴــب�ﻪ ﺘكــدر اﻟن�ـﺔ ،أوﻀــﻌﻒ اﻟشخصــ�ﺔ ،أو
ﻤﻘﺎرﻓ ـﺔ ﻤخﺎﻟﻔــﺎت ﺘﻌكــر ﺼــﻔو اﻟﻘﻠــب ،ﻓیتــﺄرﺠﺢ ﺒــین ﻫمــوم ﺸــتﻰ ،وﻤﻘﺎﺼــد ﻤختﻠﻔــﺔ� ،ﷲ
اﻟموﻓق واﻟمﻌین .
ﺴﺎ�ﻌﺎً :ﺘصور ﺒﻠوغ اﻟﻐﺎ�ﺔ �ﺎﻟتﻠق�ط اﻟﻌﻠمﻲ ،ﻤن ﻫنــﺎ وﻫنــﺎك ﻋﻠــﻰ ﺤســﺎب اﻫتـزاز اﻹﺘﻘــﺎن،
وﻫشﺎﺸﺔ اﻟتﻌمق وﻫمﺎ آﻓتﺎن ﻤستشر�تﺎن ﻓﻰ اﻟمجتمﻊ اﻟﻌﻠمﻲ واﻟثﻘﺎﻓﻲ .
ﺜﺎﻤن ـﺎً :ﻀــﻌﻒ اﻟحســم اﻟﻌﻘﻠ ـﻲ اﻟــذي ﻻ ﯿﻬ ــدي اﻟســبیﻞ ،و�تــوق اﻟترﺘیــب ،وﺘﻐشــﺎﻩ ﻏواﺸ ــﻲ
اﻟتردد ،و اﻻﻀطراب واﻟوﺴوﺴﺔ .
ﺘﺎﺴﻌﺎً :ﺘزاﺤم اﻟﻔنــون اﻟمرﻏو�ــﺔ ،واﻟﻘضــﺎ�ﺎ اﻟرﺌ�ســﺔ اﻟتــﻰ ﺘت�ــﺎدر ﻟﻸذﻫــﺎن اﺒتــداءاً ،وﺘﻌشــﻘﻬﺎ
ﻓﺄي اﻟﻌﻠوم أوﻟــﻰ وأﺠــدى ؟! اﻟﻌﻘیــدة اﻟمورﺜــﺔ ﻟﻺ�مــﺎن ،أم اﻟتﻔســیر اﻟمﻐــذى اﻵذان ﻤ�ﺎﺸرة! ّ
ﻟﻠحن ــﺎن ،أم اﻟح ــدﯿث اﻟ ــذي � ــﻪ ﺸ ـ َـمﺦ اﻟﻔرﺴ ــﺎن ،وﺠ ــﺎﺒوا اﻟص ــحﺎري واﻷوط ــﺎن ؟! أم اﻟﻔﻘ ــﻪ
اﻟﻬﺎدي ﻟﻠصواب وﻤﻘوم ﺸﻌﺎﺌر اﻟع�ﺎد؟! أو ر�مﺎ ﻗــﺎل :ﻟﻐــﺔ اﻟكتــﺎب اﻟﻌز�ــز ،وﻤــوطن ﺼــنﻊ
3
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
اﻟــذﻫب اﻹﺒر�ــز ،ﻓﻬ ـﻲ ﻤحــﻞ ﺘســﺎﺒق اﻟﻌﻘــول ،وﻤوﺌــﻞ ﺘــداﻓﻊ اﻟحــذاق واﻟﻔضــول؟! إﻟــﻰ آﺨــر
ﺘﻠك اﻟدواﻤﺔ اﻟنﻔس�ﺔ اﻟتﻲ ﻻ ﯿنﻔضﻲ وﺴواﺴﻬﺎ أو ﯿزول اﻀطراﺒﻬﺎ� ،ﷲ اﻟمستﻌﺎن ...
ﻋﺎﺸ اًر :ﻋدم وﻀوح اﻟﻬدف اﻟمرﺴوم ،أو ﺘصدﯿر اﻟتخصص اﻟمطﻠوب! ﺤیث �ﻘـ أر اﻟتﻠمیــذ
و�ثﺎﺒر ﻓﻲ ﺸتﻰ اﻟمﻌﺎرف دون وع�ﻪ ﻟمﺎ ﯿر�د ،أو ﻤﺎ اﻟــذي ﯿر�ــد اﻟتخصــص ف�ــﻪ! ﻫــﻞ ﻫــو
اﻟﻌﻘیدة اﻟراﺴخﺔ أم اﻟتﻔسیر اﻟبﻬ�ﺞ ،أو اﻟحدﯿث اﻷﺼــیﻞ ،أو اﻟﻔﻘــﻪ اﻟخصــیب ،أو اﻟﻠﻐــﺔ
اﻟمﻬذ�ﺔ اﻟﻌجی�ﺔ ؟! ﻻ ﻏﺎ�ﺔ �ﺎد�ﺔ ،وﻻ ﺘوﺠﻪ ﻤﻘصود!!
ﺤـــــﺎدي ﻋشـــــر :اﻟب ـ ــدء � ـ ــﺎﻟمطوﻻت واﻟمستص ـ ــع�ﺎت ،اﻟت ـ ــﻰ ﺘﻐ ـ ــر اﻹﻨس ـ ــﺎن ،وﺘس ـ ــتﻬو�ﻪ
�ضخﺎﻤتﻬﺎ إﻟﻰ أن ﯿنتﻬﻰ �ﻪ اﻟحﺎل إﻟﻰ اﻟ�ﺄس واﻟتردد ،وﻤن ﺜم ﺘﻐییر اﻟمسﻠك واﻟطر�ق!!
ﺜﺎﻨﻲ ﻋشر :اﻹﺼﻐﺎء ﻟﻠمضطر�ین ﻋﻠم�ﺎً وﻤنﻬج�ﺎً ،واﻟتﻌو�ﻞ ﻋﻠــﻰ �ﻠمــﺎﺘﻬم ،رﻏــم اﻟحداﺜــﺔ
اﻟطﻠب�ﺔ وﻀﻌﻒ اﻟخبرة اﻟزﻤﺎﻨ�ﺔ .
ﺜﺎﻟــث ﻋشــر :ﺘــوﻫم ﺴــﻬوﻟﺔ اﻟﻌﻠــم واﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ اﻨت ازﻋــﻪ ﻓــﻲ رﻗــم ق�ﺎﺴــﻲ� ،ضــمن ﻟــﻪ ﺘحﻘیــق
اﻷﻤن�ﺎت ،وﺘحصیﻞ اﻟبر�ﺎت� ،ﷲ اﻟموﻓق...
را�ﻊ ﻋشر :ﺴوء اﻟتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻊ ﺸ�كﺔ اﻹﻨترﻨت اﻟﻌنكبوﺘ�ﺔ ,واﻟﻘﺎﺌمــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟتصــﻔﺢ اﻟسـر�ﻊ،
واﻟرﺼد اﻟمتسرع اﻟمﻌكر ﻟﻠمنﻬج�ﺔ اﻟمنض�طﺔ ،واﻟمشوش ﻟﻠسﻠم اﻟتحصیﻠﻲ.
ﺨﺎﻤس ﻋشر :ﻤحﺎﻛﺎة اﻟشخص�ﺎت اﻟخﺎرﻗﺔ واﻷﺌمﺔ اﻷﻛﺎﺒر واﻟــذﯿن ُﻋرﻓـوا �ســرﻋﺔ اﻟحﻔــظ،
واﻟتوﻗد اﻟذﻫنﻲ ،واﻟجﺎﻤع�ﺔ اﻟمستوع�ﺔ ،ف�ظن ﻫذا اﻟظﺎن أﻨــﻪ �ســتط�ﻊ ﻤحﺎﻛــﺎﺘﻬم ﻓــﻲ زﻤــن
�سیر!! وﻫذا ﺘﻔﺎﻋﻞ ﺴﻠبﻰ ﻤﻊ ﺘﻠك اﻟﻘصص واﻟتراﺠم اﻟﻌجی�ﺔ !
واﻟمستحسن اﻟتﻔﺎﻋﻞ اﻹ�جﺎﺒﻲ ،واﻟتﺄﺜر اﻟمﻔید ﻤن �تب اﻟتراﺠم ﻤن ﻨحو إﺠﻼل اﻟﻌﻠــم
،واﻟﻬم ــﺔ اﻟﻌﺎﻟ� ــﺔ ف� ـﻪ واﻟس ــﻔر إﻟ ــﻰ ﺘحص ــیﻠﻪ ،وﺠم ــﻊ اﻟمص ــنﻔﺎت ،واﻟت ــﺄدب � ــﺄﺨﻼق أﻫﻠ ــﻪ،
واﻟ�خ ـﻞ �ﺎﻟزﻤ ــﺎن واﻟمس ـﺎرﻋﺔ ﻓ ــﻲ اﻟخی ـرات ،دون إﻏﻔ ــﺎل ﻟﻠواﻗ ــﻊ اﻟت ــﺎر�خﻲ اﻟی ــوم ،واﺴ ــتﻌداد
ص َﻟ َﻌﱠﻠ ُﻬــ ـ ْم َﯿ َت َﻔ ﱠكــ ـُرو َن" صــ ـ ِ
ص اﻟَﻘ َصــ ـ َ اﻟـ ــنﻔس اﻹﻨسـ ــﺎﻨ�ﺔ ﻟتﻠـ ــك اﻵﺜـ ــﺎر .ﻗـ ــﺎل ﺘﻌـ ــﺎﻟﻰَ ":ﻓﺎ ْﻗ ُ
]اﻷﻋراف،[176:
وﻗﺎل اﻟشﺎﻋر:
ﻓﻼح
إن اﻟتش�ﻪ �ﺎﻟكرام ُ ﻓتشبﻬوا إن ﻟم ﺘكوﻨوا ﻤثﻠﻬم
4
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
ﺴــﺎدس ﻋشــر :رﻓــض اﻟﻘنﺎﻋــﺔ �ﺎﻟمنﻬج�ــﺔ اﻟمنظمــﺔ ﻓــﻰ اﻟتحصــیﻞ اﻟــذي ﻗــد �كــون ﺴــب�ﻪ
اﻻﻨدﻓﺎع أو اﻋتﻘﺎد اﻟخیر�ﺔ ﻓﻲ �ﻞ �ﺎب ُ�ﻘصد� ،ﷲ اﻟمستﻌﺎن .
ﺴﺎ�ﻊ ﻋشر :اﻟتﺄﺜر ﺒنَﻘدات اﻟنﺎﻗدﯿن ،ووﺠﻬﺎت اﻟمث�طین اﻟــذﯿن �ﻘﻠﻠــون ﻤــن اﻟتــدرج اﻟﻌﻠمـﻲ
ﻛحﻔظ اﻟﻘرآن أوﻻً ﺜم اﻟمتون اﻟمختصرة ،ﺜم اﻟشروﺤﺎت اﻟم�سـرة ،ﻤــﻊ اﻟحــرص ﻋﻠــﻰ اﻟدﻗــﺔ
واﻟتنظ�م ،وﻋدم اﻟتسرع واﻹﺴتﻌجﺎل.
ﺜﺎﻤن ﻋشــر :ﻋــدم ﺨﻠــو اﻟ�ــﺎل ﻤــن اﻟﻘضــﺎ�ﺎ اﻟمختﻠﻔــﺔ ،واﻟتنﺎﻗضــﺎت اﻟح�ﺎﺘ�ــﺔ ،اﻟتـﻲ ﺘــنﻌكس
ﻋﻠﻰ اﻟﻘراءة واﻟتحصیﻞ ،ﻓتحصﻞ اﻟﻔوﻀو�ﺔ واﻟشتﺎت وﻋدم اﻻﺴتﻘرار .
ﺘﺎﺴﻊ ﻋشر :اﻟرغ�ﺔ اﻻﺴتطﻼع�ﺔ ﻟكﻞ ﻤﺎ ﻫو ﺠدﯿد ،وﻤختﻠــﻒ ﻋﻠــﻰ اﻟــنﻔس وﻤمــﺎ زاد ﻤــن
ذﻟك ،وأﺸﻌﻞ ،اﻟثورة اﻟمﻌﻠوﻤﺎﺘ�ﺔ اﻟﻬﺎﺌﻠﺔ وﺘداع�ﺎﺘﻬﺎ اﻟمختﻠﻔﺔ.
ن
ﻋشـــــرو :اﻻﻨش ـ ــﻐﺎل ُ
�مَﻠـ ـ ـﺢ اﻟﻌﻠ ـ ــم وﻨـ ـ ـوادرﻩ ،وأﺸ ـ ــﻌﺎرﻩ اﻟمس ـ ــتظرﻓﺔ وﻨكﺎﺘ ـ ــﻪ اﻟمس ـ ــتﻌذ�ﺔ،
واﺴــتﻐراق اﻟزﻤــﺎن ﺒﻬــﺎ ﺼــ�ﺎﺤﺎً وﻤســﺎءاً وﺼــ�ﻔﺎً وﺸــتﺎءاً ،ﻤــﻊ ﻋــدم اﻟتﻔــﺎت ﻟﻠتﺄﺼــیﻞ اﻟﻌﻠمــﻲ
اﻟم�كر ،واﻟبنﺎء اﻟتثق�ﻔﻲ اﻟمتین.
ﻫذﻩ ﻏﺎﻟب أﺴ�ﺎب اﻟشتﺎت اﻟﻌﻠمﻲ اﻟكﺎﺌنﺔ ﻓــﻲ ﺤ�ﺎﺘنــﺎ اﻟﻌﻠم�ــﺔ ،و�ثرﺘﻬــﺎ دﻟیــﻞ ﻋﻠــﻰ
ﻤزﻟﺔ أﻗــدام �ثیــر�ن ﻤــن
ﻋمق ﻫذﻩ اﻟمشكﻠﺔ ،وﻀخﺎﻤﺔ اﻟداء اﻟحﺎﺼﻞ ﻤن ﺠراﺌﻬﺎ ،وأﻨﻬﺎ َ
اﻟط ـﻼب اﻟــذﯿن اﻨــدﻓﻌوا ﺒ ـﻼ رو�ــﺔ ،وﺴــﺎرﻋوا ﺒــﻼ ﻤنﻬج�ــﺔ ،ﻓوﻗﻌ ـوا ف�مــﺎ وﻗﻌ ـوا ف�ــﻪ ﻤــن
اﻟتﻘـــﺎﻋس واﻟتﻘصـــیر .أﻤـــﺎ ﻤـــﺎ ﯿتﻌﻠـــق �ﺂﺜـــﺎر اﻟشـــتﺎت واﻟﻔوﻀـــ�ﺔ ﻋﻠـــﻰ اﻟح�ـــﺎة اﻟﻌﻠم�ـــﺔ
واﻟطﺎﻟب ﻓمﺎ ﯿﻠﻲ -:
اﻟمحصﻠﺔ اﻟﻌﻠم�ﺔ ،وﻗﻠﺔ اﻟﻔواﺌد اﻟمجتنﺎة ﻤن اﻟمطﺎﻟﻌﺔ اﻟمشتتﺔ. ِ أوﻻً :ﻀﻌﻒ
ّ
ﺜﺎﻨ�ـــــﺎً :ﻓـ ـ ـوات اﻟﻘـ ـ ــدرة اﻟمتﻘنـ ـ ــﺔ ﻟتخصـ ـ ــص ﻤﻌـ ـ ــین �سـ ـ ــبب اﻟﻬشﺎﺸـ ـ ــﺔ اﻟمﻌرف�ـ ـ ــﺔ واﻹق�ـ ـ ــﺎل
اﻟمتﻘطﻊ.
ﺜﺎﻟثﺎً :ﺤ�ﺎزة ﻤتﻔرﻗﺎت ﻋﻠم�ﺔ ،وﻨتوش ﻤ�ﻌثرة ﻟ�س ﻟﻬﺎ رأس وﻻ ذﻨب وﻻ أول وﻻ
ﺘﺎل.
را�ﻌ ـﺎً :ﺘبدﯿ ــد اﻟــزﻤن اﻟمس ــتﻬﻠك ﻓ ــﻰ ﻋمﻠ�ــﺔ اﻟﻔوﻀ ــو�ﺔ ،واﻟخــروج �ﺄﻗ ــﻞ اﻟﻘﻠیــﻞ ﻤ ــن اﻟجم ــﻊ
واﻟتحصیﻞ .
ﺨمسﺎً :اﻹﺼﺎ�ﺔ �ﺎﻟمﻠﻞ واﻻﺴتحسﺎر ،اﻟنﺎﺘﺞ ﻋن ﻗﻠﺔ اﻟﻔواﺌد ،وﻋدم اﻟوﺼول.
5
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
إﻟــﻰ ﻏیــر ذﻟــك ﻤــن اﻵﺜــﺎر اﻟنﺎﺘجــﺔ ﻋــن اﻟتشــتت ﻓــﻲ اﻟﻘ ـراءة واﻟتحصــیﻞ ،ﻤمــﺎ ﯿــدل
ﻋﻠــﻰ ﻓداﺤــﺔ ﻫــذﻩ اﻵﻓــﺔ ،وﺨطــورة ﻫــذا اﻟســﻘم ،اﻟــذي ﯿتحــتم ﻋﻠینــﺎ ﻤﻌرﻓــﺔ أﺴــ�ﺎ�ﻪ وﻋﻼﺠــﻪ،
و�زاﻟتﻪ ﻤن ﺤ�ﺎة اﻟتﻼﻤیذ اﻟﻌﻠم�ﺔ.
6
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
د -اﻹﺸ ـ ـراف ﻋﻠـ ــﻰ ﻤجـ ــﻼت أو ِﺤﻠﻘـ ــﺔ ،أو دورات ﻋﻠم�ـ ــﺔ ﻤؤﺼـ ــﻠﺔ ،ﻟﻠحر�ـ ــﺔ اﻟﻌﻠم�ـ ــﺔ
اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ.
ﻓﻬؤﻻء أﺸﻬر ﻤن ُ�ﻌنﻲ �ﺈزاﻟﺔ ﻫذا اﻟسﻘم ﻤن ﺤ�ﺎة اﻷﻤﺔ ،وﺘر��ﺔ اﻷﺠ�ــﺎل ﻋﻠــﻰ ﻤــنﻬﺞ
ﻗــو�م ،وآﻟ�ـﺔ ﻋﻠم�ــﺔ ﻤرﺘ�ــﺔ� ،ﻘــدر اﻟﻌﻠــم واﻟطﺎﻟــب واﻟزﻤــﺎن ،وﺘضــ�ط اﻟﻬمــﺔ واﻟنشــﺎط ،واﻟوَﻟـﻊ
واﻟتنــﺎﻓس ،ﻷن اﻟﻬمــﺔ اﻟحﺎرﻗــﺔ أﺤ�ﺎﻨــﺎ ﺘضــر �صــﺎﺤبﻬﺎ ﻤــن �وﻨﻬــﺎ ﺘنــوي اﻟتﻬــﺎم اﻟمﻌﻠوﻤــﺎت
ﻓــﻰ وﻗــت �ســیر ،وﺘنتﻘــﻞ �صــﺎﺤبﻬﺎ ﻤــن ﻋﻠ ـ ٍم إﻟــﻰ آﺨــر وﻤــن �تــﺎب ﻗــد�م إﻟــﻰ آﺨــر ﺠدﯿــد،
وﻫﻠم ﺠرا.
ﻓﻬ ــذﻩ اﻟمﻌ ــﺎﻟم وأﺸ ــ�ﺎﻫﻬﺎ ﻫ ـﻲ ﻤم ــﺎ �ح ــب أن ﺘتح ــرق ﻋﻠیﻬ ــﺎ اﻟﻬم ــم ،وﺘش ــتﻌﻞ ﻷﺠﻠﻬ ــﺎ
اﻟطر ِب.
اﻵﻫﺎت و ِِ اﻟﻌزاﺌم ،وﺘتجﻪ إﻟیﻬﺎ اﻟنﻔوس �ﺎﻟﻠﻬﻔﺎت ،و�ﺎﻟ�س ِ
مﺎت و َ
واﻟمﻘصــود اﻟمﻬــتم �ــﻪ ﻫنــﺎ ،أن اﻟشــتﺎت ﻋق�ــﺔ �جــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻠمــﺎء اﻟمـر�ین ﺘجﺎوزﻫــﺎ،
و�سر ﺼﻌو�تﻬﺎ ﺒب�ﺎن اﻟنﻬﺞ اﻟسدﯿد ،واﻟطر�ق اﻟواﻀﺢ اﻟمبین ،ﻷﻨﻪ �ــﺎ ٌب وﻟجـﻪ �ثیــر ﻤــن
7
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
ﻓت� ــﺎن اﻟمسـ ــﻠ�من وﻓت�ـ ــﺎﺘﻬم ،ﻓحﻠـ ــت ﺒﻬـ ــم اﻟحسـ ـرة ﻤـ ــن ﺠـ ـراء ﻤـ ــﺎ وﻗﻌـ ـوا ف�ـ ــﻪ ﻤـ ــن اﻟتخـ ــ�ط،
واﻟﻬشﺎﺸﺔ ،وﻋدم اﻟض�ط واﻟتر�یز ،وأﺤ�ﺎﻨﺎً ر�مﺎ اﻨتﻬﻰ اﻟحﺎل إﻟﻰ اﻟطــﻼق اﻟ�ــﺎﺌن ،واﻟﻔـراق
اﻟداﺌم �ﷲ اﻟمستﻌﺎن .
و� ِﻌ ـز ﻋﻠــﻰ ﻋﻘــﻼء اﻷﻤــﺔ ،واﻟمشــﻔﻘین ﻋﻠــﻰ ﺤﺎﻟﻬــﺎ وﻤســتﻘبﻠﻬﺎ أن ﯿــروا اﻟشــ�ﺎب ،وﻗــدَ
ﺤﻔ ــتﻬم اﻷﻫ ـواء ،واﺨتﻠﻔ ــت ﻋﻠ ــیﻬم اﻟس ــبﻞ ،واﻨتﻬ ــﻰ ﻤص ــیرﻫم إﻟ ــﻰ ﺘخ ــ�ط � ـﺎرز ،أو إﻓ ــﻼس
ﻓﺎﻀ ــﺢ� ،س ــبب ﻋ ــدم وﻀ ــوح اﻟمنﻬج� ــﺔ واﻟس ــیرورة �حم ــﺎس واﻨدﻓﺎع� ــﺔ ،طمﻌ ـﺎً ﻓ ــﻰ ﺘحﻘی ــق
ﻤﻌجزة ﻋﻠم�ﺔ ،أو اﺨتراق ﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ زﻤــن ﻤحــدود ،و�ﺂﻟ�ــﺔ ﻤﻌوﺠــﺔ ،وﻻ ﺤــول وﻻ ﻗــوة إﻻ
�ﺎ� .
إن اﻟﻌﻠ ــم ﻤتن ــوع اﻟﻔن ــون ،و�ثی ــر اﻟمس ــﺎﻟك ،واﺴ ــﻊ اﻟتﻔر�ﻌ ــﺎت ،وﻻ �مك ــن ﻟش ــﺊ ﻫك ــذا
وﺼـ ــﻔﻪ ،أن ُ�جمـ ــﻊ ﻓـ ــﻲ زﻤـ ــن ﻤحـ ــدود وﻋﻠـ ــﻰ ﺘشـ ــتت وﺘمﺎﯿـ ــﻞ واﻨق�ـ ــﺎض! إن اﻟنظـ ــﺎم ﻤبـ ــدأ
إﺴﻼﻤﻲ ،أرﺴــﺎﻩ ﷲ ﺘﻌــﺎﻟﻰ ﻓــﻲ ﺤ�ﺎﺘنــﺎ وأﻓك ارﻨــﺎ وﻤشــﺎﻫداﺘنﺎ وﺠﻌــﻞ ﻤــن ﺤســن ﺤر�ــﺔ اﻟح�ــﺎة
أﻨﻬــﺎ ﺘســیر وﻓــق ﻨظــﺎم ﻤحكــم ،وطر�ﻘــﺔ ﺴــو�ﺔ ﻻ ﺘــرى ﻓیﻬــﺎ ﻋوﺠ ـﺎً وﻻأﻤتــﺎ ﻓﻬــﺎ ﻫــو اﻟكــون
�ﺄﻓﻼﻛ ــﻪ وﻋجﺎﺌ� ــﻪ �س ــیر وﻓ ــق ﺴ ــنن ﻤنتظم ــﺔ ،وﺘتج ــﻪ ﺤس ــب إﺸ ــﺎرات ﻤوزوﻨ ــﺔ ،ﻻ �مﻠ ــك
اﻟم ــؤﻤن ﻤﻌﻬ ــﺎ إﻻ اﻹ�م ــﺎن �خﺎﻟﻘ ــﻪ ﺘﻌ ــﺎﻟﻰ ،واﻟتﺄﻤ ــﻞ اﻟﻔس ــ�ﺢ واﻻﻋت� ـﺎر اﻟمخب ــت� .م ــﺎ ﻗ ــﺎل
َﺨَر َج ِ� ـ ِﻪ ِﻤ ـ َن
ﺎء َﻓ ـﺄ ْ ض وأَﻨـ َـزل ِﻤ ـن ﱠ ِ
اﻟس ـ َمﺎء َﻤ ـ ً اﻟس ـ َم َوات َواﻷَْر َ َ َ َ
� ﱠاﻟ ـ ِذي َﺨَﻠ ـق ﱠ ِ
َ ﺘﻌــﺎﻟﻰ " :ﱠ ُ
ِي ِﻓـﻲ َ ِ ِ ِ
َﻤ ِرِﻩ َو َﺴـ ﱠخَر َﻟ ُكـ ُم اﻷَ ْﻨ َﻬـ َﺎر )(32 اﻟ� ْحـ ِر �ـﺄ ْ اﻟ ﱠث َمَرات ِرْزﻗﺎً ﱠﻟ ُك ْم َو َﺴ ﱠخَر َﻟ ُكـ ُم اﻟُﻔْﻠـ َك ﻟ َت ْجـر َ
ﺎﻛم ِّﻤـن ُ�ـ ِّﻞ َﻤـﺎ س َواْﻟَﻘ َمـَر َد ِاﺌَبـْی ِن َو َﺴـ ﱠخَر َﻟ ُكـ ُم اﻟﱠﻠْیـ َﻞ َواﻟﱠن َﻬـ َﺎر )َ (33و َ
آﺘـ ُ َو َﺴ ﱠخَر َﻟ ُكـ ُم ﱠ
اﻟشـ ْم َ
وم َ� ﱠﻔـ ٌﺎر )] (34إﺒـراه�م: وﻫﺎ ِإ ﱠن ِ ﺴـﺄَْﻟ ُتموﻩ و�ِن َﺘﻌـﱡدوا ِﻨﻌمـت ﱠ ِ
ظُﻠـ ٌ ﺎن َﻟ َ
ﻨسـ َاﻹ َ صـ َ � ﻻَ ُﺘ ْح ُ َْ َ ُ َ ُ ُ َ
آ�ـ ٌﺔ ﱠﻟ ُﻬـ ُم اﻟﱠﻠْیـ ُﻞ َﻨ ْسـَﻠ ُﺦ ِﻤْنـ ُﻪ اﻟﱠن َﻬـ َﺎر َﻓـِﺈ َذا ُﻫـم ﱡﻤ ْظﻠِ ُمـو َن )(37 ،[34-32وﻗــﺎل ﺘﻌــﺎﻟﻰَ " :و َ
اﻟشمس َﺘ ْجرِي ﻟِمس َتَﻘ ٍر ﱠﻟﻬﺎ َذﻟِ َك َﺘ ْﻘ ِدﯿر اﻟﻌ ِز�ـ ِـز ِ
ﺎﻩ َﻤَنـ ِﺎز َل َﺤ ﱠتـﻰاﻟﻌﻠـ�مِ )َ (38واْﻟَﻘ َمـَر َﻗـﱠدْرَﻨ ُ َ ُ َ ُْ ّ َ َو ﱠ ْ ُ
ق ِ
س َﯿْنَ�ﻐـﻲ َﻟ َﻬـﺎ أَن ُﺘـ ْد ِر َك اﻟَﻘ َمـَر َوﻻَ اﻟﱠﻠْیـ ُﻞ َﺴـﺎ ِﺒ ُ اﻟﻘـ ِد�مِ ) (39ﻻَ ﱠ
اﻟشـ ْم ُ َﻋـ َﺎد َ�ـﺎْﻟ ُﻌْر ُﺠو ِن َ
اﻟﱠن َﻬ ِﺎر َوُ� ﱞﻞ ِﻓﻲ َﻓَﻠ ٍك َ� ْسَ� ُحو َن )�] "(40س ،[40-37:وﻗــﺎل ﺘﻌــﺎﻟﻰ " :ﱠﻤـﺎ َﺘـَرى ِﻓـﻲ َﺨْﻠـ ِق
ِ
ﺎو ٍت " )�] " (4س.[4: اﻟر ْﺤ َم ِن ﻤن َﺘ َﻔ ُﱠ
8
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
واﻟمتﺄﻤ ــﻞ ﻟﻺﻨس ــﺎن ودورﺘ ــﻪ اﻟزﻤﺎﻨ� ــﺔ ،ﯿﻠﻘـ ـﻲ ﻓیﻬ ــﺎ ﻋظم ــﺔ ﷲ ﺘﻌ ــﺎﻟﻰ ﻓ ــﻰ ﺠﻌ ــﻞ ﻫ ــذا
اﻟمخﻠــوق �شـ اًر ﺴــو�ﺎً ،ﻋبــر ﻤ ارﺤــﻞ ﺨﻠق�ـﻪ �مــر ﺒﻬــﺎ ،ﺤكﺎﻫــﺎ ﻟنــﺎ اﻟﻘـرآن ،ﺜــم إﻨــﻪ ﺠﻌﻠــﻪ ﻓــﻲ
أﺤس ــن -ﺘﻘ ــو�م ،وأﻤ ــرﻩ �ﺎﻟس ــیر واﻟك ــدح ﻓ ــﻰ ﻫ ــذﻩ اﻟح� ــﺎة وﻓ ــق اﻟق ــ�م اﻟش ــرع�ﺔ ،واﻟمحﺎﺴ ــن
اﻟمرع�ــﺔ وﺤــذر ﻤــن ﺘكﻠ�ــف اﻟــنﻔس �مــﺎ ﻻ ﺘطــﺎق .وأرﺴــﻞ ﺴــ�حﺎﻨﻪ وﺘﻌــﺎﻟﻰ اﻟرﺴــﻞ �ش ـراﺌﻊ
ﻤوزوﻨــﺔ ،وﻤتدرﺠــﺔ ،ﺘبــدأ أوﻻً �ﺈﺼــﻼح اﻟتوﺤیــد ،ﺜــم ﺘتجــﻪ ﻟ�ــﺎﻗﻲ اﻟتشـر�ﻌﺎت ،وﺘﺄﺨــذ اﻟنــﺎس
� ــﺎﻟرﻓق واﻟرﺤم ــﺔ واﻟح ـوار اﻟت ــﻲ ﻫ ــﻲ ﻤ ــن ﺸ ـواﻫد اﻟنظ ــﺎم ﻓ ــﻲ اﻟ ــدﻋوة واﻟح� ــﺎة .و� ــﺎن آﺨ ــر
اﻟرﺴــﻞ ﺼــﻠوات ﷲ ﻋﻠـیﻬم رﺴــوﻟنﺎ اﻟمختــﺎر ،وﻨبینــﺎ اﻟ�ــﺎر ﻋﻠ�ــﻪ اﻟصــﻼة واﻟســﻼم اﻟــذي �ــﺎن
ﻤــن دﻋوﺘــﻪ وﺴ�ﺎﺴــتﻪ ﺤســن ﺘخط�طــﻪ وروﻋــﺔ ﺘنظ�مــﻪ ،وأﻨ ـﻪ �ســیر وﻓــق ﺨطــﺔ ﻤحكمــﺔ،
وﻤنﻬﺞ ﻤنتظم.
9
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
ﺒیدﻩ ...إﻟﺦ ( ﻓﻬــذا اﻟتــدرج اﻹﻨكــﺎري �ﻘــرر أﻫم�ــﺔ اﻟنظــﺎم واﻟترﺘیــب ﻓــﻲ ﻤﻌﺎﻟجــﺔ اﻟمنكـرات،
وﻫــو ﻨــوع ﻤــن اﻟحكمــﺔ اﻟﻌمﻠ�ــﺔ اﻟمﻔیــدة .وﻟمــﺎ �ﻌــث ﻤﻌــﺎذاً إﻟــﻰ اﻟــ�من �مــﺎ ﻓــﻲ اﻟصــح�حین
ﻗﺎل ﻟﻪ ) إﻨك ﺘﺄﺘﻲ ﻗوﻤﺎً أﻫــﻞ �تــﺎب ﻓﻠــ�كن أول ﻤــﺎ ﺘــدﻋوﻫم ﺸــﻬﺎدة أن ﻻ آﻟــﻪ إﻻ ﷲ وأﻨــﻲ
رﺴول ﷲ ...إﻟﺦ.
وﻫنﺎ ﺘردح دﻋوي ﺘنظ�مﻲ� ،ﻌﻠمﻪ رﺴوﻟنﺎ ﻷﻤتــﻪ ،و�ؤﺴــس �ــﻪ ﻗﺎﻋــدة اﻟنظــﺎم اﻟــدﻋوي،
واﻟتر� ــوي ،وﻓﻘ ــﻪ اﻷوﻟ� ــﺎت اﻟمﻬج ــور .ﻫ ــذﻩ �ﻠﻬ ــﺎ ﺸـ ـواﻫد ودﻻﺌ ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ ﺸ ــرف اﻟنظ ــﺎم ﻓ ــﻰ
اﻹﺴﻼم ،وأﻨﻪ ﺠزء ﻤن ﺸراﺌﻌﻪ وﺤكمتﻪ وﻤسیرﺘﻪ ﻓﻲ اﻟح�ﺎة.
دﯿد ﱠ
ﻟ�س ﻟﻪ ﻓﻲ ﺸرﻋﻪ ﻨ ُ اﻟحمید
ُ اﻟمنظم ﻓدﯿننﺎ
ﻓحینمﺎ ﺘتجﻠﻰ ق�مﺔ اﻟنظﺎم وﺸﺎﻫدﻩ وﻤﻌﺎﻟمﻪ ﻓﻰ ﻫذا اﻟدﯿن اﻟﻔر�د�� ...ف ﻷﻫﻠﻪ أن
�ﻐﻔﻠوا ﻋن ذﻟك ،و�مﺎرﺴوا ﺤ�ﺎﺘﻬم وﺸئوﻨﻬم ﺒتخ�ط وﻓوﻀو�ﺔ وﻋﻔو�ﺔ ،أو �مﺎ �ﻘول
ِ
اﻟخمسﺔ ﻓﻲ اﻟیوم واﻟﻠیﻠﺔ، اﻟﻌﺎﻤﺔ�) ،ﺎﻟبر�ﺔ( ؟!! ﺘﺄﻤﻞ ��ف وﻀﻊ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ اﻟصﻠوات
وﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤرﺘ�ﺔ ﻤتﻔرﻗﺔ وأﻤر ﻟﻬﺎ �مﻘدﻤﺎت ﻤن وﻀوء وطﻬﺎرة �ﺎﻤﻠﺔ وﻫیئﺔ ﻨﻔسﺎﻨ�ﺔ ﺘسﻬم
ین ِ� َتﺎ�ﺎً ِ ﻓﻲ ﺨشوﻋﻬﺎ واﻨتﻔﺎع اﻹﻨسﺎن ﺒﻬﺎ! ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰِ " :إ ﱠن ﱠ
اﻟم ْؤ ِﻤن َ
اﻟصﻼ َة َ�ﺎَﻨ ْت َﻋَﻠﻰ ُ
ﱠﻤ ْوُﻗوﺘﺎً " ]اﻟنسﺎء ،[103:و�ذﻟك �ﻞ ﻤﻘصد ﻋظ�م ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟح�ﺎة اﻟدﻨ�ﺎ ﻻ �مكن
ﺘحصیﻠﻪ واﻟﻔوز �ﻪ ،دون ﺨطﺔ رﺸیدة وﻤسﻠك ﻤنظم ﺤمید ،وﻤن ذﻟك ﺘحصیﻞ اﻟﻌﻠم
اﻟشرﻋﻲ ،وﺠمﻌﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟح�ﺎة ،اﻟذي ﻫو ﻤﺎدة ﻫذا اﻟدﯿن وﻨ�ضﻪ اﻟمتحرك ،ووﻗودﻩ
اﻟم ِش ّﻊ ،وﺸﻌﺎﺌرﻩ اﻟطﺎﻫرة ،وأﻋﻼﻤﻪ اﻟزاه�ﺔ .واﻟذي ﻻ �مكن ﺘجر�دﻩ ﻤن ﻫذﻩ اﻟدﯿن اﻟﻘو�م
ُ
أو ﻤحﺎوﻟﺔ ﺘحصیﻠﻪ دون وﻋﻲ رﺴﺎﻟتﻪ اﻟخﺎﻟدة وﺸر�ﻌتﺔ اﻟﻔﺎﻀﻠﺔ.
وﻤمﺎ ﯿؤ�د ﺘﻌسر ذﻟك ،أي ﺠمﻊ اﻟﻌﻠم �خطﺔ اﻟشتﺎت واﻟض�ﺎع أﻤور أﺨرى ؟؟.
ﻏﺎرة اﻟﻌﻠم ،و�ثرة ﻤسﺎﺌﻠﻪ وﺘﻌﻘد �ﻌض ﻗضﺎ�ﺎﻩ اﻟتﻲ ﻻ ﺘُجمﻊ ﻷول وﻫﻠﺔ أو )( 1
ﺘض�ط ﻓﻲ وﻗت ﺴیر ،أو ﺘؤﺘﻲ دون أﻨﺎة واﺴترﺸﺎد!
وﻤﺎ أﺤسن ﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ �ﻌضﻬم :
ط
ﻤن ُﻨ َخب اﻟﻌﻠم اﻟتﻲ ﺘﻠتﻘ ْ اﻟیـوم ﺸﺊ وﻏـدا ﻤثﻠﻪ
طو�ﻨمﺎ اﻟسیﻞ اﺠتمﺎع اﻟنﻘ ْ �حصﻞ اﻟمرء ﺒﻬﺎ ﺤكم ًﺔ
-2اﺘﻔﺎق اﻟﻌﻘﻼء ﻋﻠﻰ اﺴتحﺎﻟﺔ اﻟجمﻊ ،واﻟبﻠوغ ﻓﻲ اطﺎر ﻤمزق ﻤشتت ﻷن طب�ﻌﺔ
اﻟﻌﻠم ﺘحول دون ذﻟك.
10
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
-3اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻠمﻲ ﻷﺌمﺔ اﻻﺴﻼم ،اﻟذي ﺠمﻌوا �ﺎﻗتصﺎد وﺤصﻠوا �ﺎﻋتدال ،ورﺤﻠوا أ�ﺎﻤﺎً،
وﻗیدوا أ�ﺎﻤﺎ أﺨرى ،وﺘﻘییدﻫم ﻟﻠﻔواﺌد اﻟمختﻠﻔﺔ ،وﺘحﻔظﻬم ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻤخصوﺼﺔ،
وﺤرﺼﻬم ﻋﻠﻰ دوام اﻟتحصیﻞ واﻟمراﺠﻊ اﻟداﺌم�ﺔ ﻟكﻞ ﻤسﺎﺌﻞ اﻟﻌﻠم وﻗضﺎ�ﺎﻩ...
ﻛﻞ ذﻟك ﯿدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻠم ﻻ ُﯿؤﺨذ ﺠمﻠﺔ ،وﻤن ﺤﺎول أﺨذﻩ ﺠمﻠﺔ ،ﻓﺎﺘﻪ ﺠمﻠﺔ ،و�ﻞ
ذﻟك ﻤن طب�ﻌﺔ اﻟشتﺎت واﻻﺴتﻌجﺎل ،واﻻﻨدﻓﺎع ﻏیر اﻟمنتظم .وﻗد ﺠﺎء ﻓﻲ ﺴنن
اﻟترﻤذي ﻋن ﺴﻬﻞ اﺒن ﺴﻌد رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم )اﻟﻌجﻠﺔ ﻤن
اﻟش�طﺎن( و�ذا ﻋﻠمت أن اﻻﺴتﻌجﺎل ﻨواع ﻤن اﻟشتﺎت أ�ﻘنت إن ذﻟك ﻨزﻋﺔ ﺸ�طﺎﻨ�ﺔ
ﻫدﻓﻬﺎ ﺘبدﯿد اﻟنشﺎط ،وﺘﻘﻠیﻞ اﻟمحصول ،واﻫدار اﻟوﻗت واﻟحرﻤﺎن ﻤن اﻟظﻔر ،و�ﻞ أﻨواع
اﻟنجﺎح.
-4اﺘسﺎع اﻟحر�ﺔ اﻟﻌﻠم�ﺔ اﻟحدﯿثﺔ ،وﻀخﺎﻤﺔ ﻤﻌﺎرﻓﻬﺎ اﻟمتصﻠﺔ �ﺎﻟتﻘن�ﺔ اﻟﻌصر�ﺔ،
اﻟمتمثﻠﺔ ﻓﻲ اﻟمكشﻔﺎت اﻟﻬﺎﺌﻠﺔ ،وﺘطور اﻟنظﺎم اﻟحﺎﺴو�ﻲ ،وظﻬور اﻟش�كﺔ اﻟﻌنكبوﺘ�ﺔ،
و�روز اﻟﻌوﻟمﺔ وﺘداع�ﺎﺘﻬﺎ ،ﻤمﺎ �جﻌﻞ اﻟﻔوﻀﻰ واﻟﻌشواﺌ�ﺔ ﻻ ﻤحﻞ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋصر ﻫذا
ﺸكﻠﻪ وﺘﻠك �ﻠمﺎﺘﻪ وأﺤﺎدﯿثﻪ؟؟ ف�ﺎت ﻫنﺎ أن اﻟنظﺎم ﻀرورة ﺤ�ﺎﺘ�ﻪ ،وﻋﺎﻤﻞ ﺘﻘدﻤﻲ
ﺤضﺎري أﺼیﻞ.
-5ق�ﺎم اﻟﻌﻠم ﻋﻠﻰ ﻤﻘدﻤﺎﺘﻪ وأﺴس وﺼﻐر�ﺎت و�بر�ﺎت ،ﺘحتم اﻟتدرج ف�ﻪ ،واﻟتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻌﻪ
�ﺄﻨسﺎم اﻟدﻗﺔ واﻟتنظ�م ،وﻟ�س اﻟشتﺎت واﻻرﺘجﺎل!
-6أن اﻟﻐﺎ�ﺔ ﻤن اﻟﻌﻠم إﺘﻘﺎﻨﻪ ،واﻟنبوغ ف�ﺔ ،واﻟوﺼول ﻟر�ﺎض اﻻﺒداع واﻻﻤتﺎع ،وﻫﺎﺘﺎن
�ز إﻻ ﻋﻠﻰ ﺨطوات اﻟتﻌﻘﻞ ،واﻟتنظ�م ،واﻟمنﻬﺞ
ﺠنتﺎن ﺴﺎﺤرﺘﺎن ،اﻟوﺼول إﻟیﻬمﺎ ﻋز اً
ذﻟك؟!
اﻟمرﺴوم ،ﻓﺄﯿن ﻨحن ﻤن ً
-7ﺘﻘﺎﺼر اﻟزﻤﺎن ﻋن اﻹﺤﺎطﺔ �كﻞ ذﺨﺎﺌر اﻟﻌﻠم وﻤكنوﻨﺎﺘﻪ اﻟﻌجب�ﺔ وﻤﻔﺎﺨرﻩ اﻟمذﻫﻠﺔ،
ﻤمﺎ �ستوﺠب ﺤسن اﻹدارة ،واﻟتخط�ط ودﻗﺔ اﻟتﻌﺎﻤﻞ واﻟتنسیق.
أﻤﺎ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟمﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻷدو�ﺔ اﻟمﺎﺤ�ﺔ ﻟﻬذا اﻟبﻼء ﻓﻬﻲ �ﺎﻟتﺎﻟﻲ:
(1اﻟتزام اﻟمش�خﺔ.
(2رﺴم اﻷﻫداف.
(3اﻟتبرﻤﺞ اﻟﻌﻠمﻲ.
11
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
وﻗبﻞ اﻟشروع ﻓﻲ ﺴرد اﻷدو�ﺔ ﻓﻬنﺎ أﺸیر اﻟﻰ ﺸﺊ ﻤن ﺼور اﻟشتﺎت واﻟﻔوﻀو�ﺔ
واﻟﻌشواﺌ�ﺔ ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻓمنﻬﺎ:
أوﻻً :اﻟتذﺒذب اﻟﻌﻠمﻲ :اﻟذي ﻋنواﻨﻪ اﻻﻏتراف ﻤن �ﻞ ﻋﻠم ،واﻟترود ﻤنﻪ �ﻘطﻌﺔ ﻻ ﺘسمن
وﻻ ﺘﻐنﻲ ﻤن ﺠوع ﻤن ﺤیث ﯿبیت اﻟتﻠمیذ اﻟنﻬم ﯿنتﻘﻞ ﺒین اﻟﻌﻠوم ،و�ختﻠﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻔنون،
ﻤتذﺒذ�ﺎ ﻓﻲ أرﺠﺎﺌﻬﺎ وﻤتردد ﺒین ﻨواﺼیﻬﺎ ﻻ �ﻌرف ﻤوطنﺎً ،وﻻ �ستﻘر ﻋﻠﻰ ﺤﺎل!
ﻏرﻩ اﻟحدﯿث �جمﺎﻟﻪ ،وﻫتﻒ �ﻪ اﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ ﺠنﺎﻨﻪ ،واﺴتنجدﻩ
ﻗد ﺸﺎﻗتﻪ اﻟﻌﻘیدة ﺒرﺴوﺨﻬﺎ ،وأ ا
اﻟتﻔسیر اﻟﻰ أﻨوارﻩ ،وﻻ ﯿزال ﯿنظر اﻟﻰ ﻓ ّن ،و�طﻠب آﺨر ،دون أن �ستﻘر أو �صمد ﻋﻠﻰ
ﺤﺎل واﺤدة.
ﺜﺎﻨ�ﺎً :اﻟتنو�ﻊ اﻟمش�خﻲ :ﺤیث ﻻ ﺘستﻘر ﻗدﻤﻪ ﻋند ﻋﺎﻟم ﻤﻌین ،ﻗد ﺼﻔﺎ دﯿنﻪ وﻋﻠمﻪ ﺒﻞ
�كون اﻟیوم ﻋند �ﻌض اﻟشیوخ اﻷﺠﻠﺔ ،ف�سمﻊ ﻋن آﺨر ﺒرز وﺘﺄﻫﻞ ،ف�ﻌمد اﻟ�ﻪ،
ف�حضر ،ﻓﻼ ﯿروق ﻟﻪ ،و�رى اﻋﻼﻨﺎت ﻤختﻠﻔﺔ ﻟمتﻘن ﻓﻲ أﻛثر ﻤن ﻋﻠم ،ف�ﻘول ﻫذا
اﻟحجﺔ وأﺴتﺎذ اﻷﺴﺎﺘذة ،ﻓیندﻓﻊ اﻟ�ﻪ ظﺎﻨﺎً أن ﻫذا ﻏﺎﯿتﻪ وﻤنتﻬﺎﻩ ف�مكث ﻋندﻩ ﻤدة ﺜم ﻻ
ﯿﻠبث أن �ﻔكر ﻓﻲ اﻟتﻐییر ﻻ ﺴ�مﺎ اذا ﺒدا ﻟﻪ ﻤﺎ ﻻ ﯿرﺘﺎح ﻟﻪ ،أو ﻤﺎ ﺘنشرح �ﻪ ﻨﻔسﻪ!
�ﷲ اﻟمستﻌﺎن.
ﺜﺎﻟثﺎً :اﻻﻨدﻓﺎع اﻟجﺎرف إﻟﻰ اﻟﻘراءة واﻟتحصیﻞ ،وﺠمﻊ اﻟكتب ،دون ﺘر�یز ﻓﻲ اﻟﻘراءة ،أو
ﺘنظ�م ﻓﻲ اﻟتحصیﻞ أو اﻨتﻘﺎء ﻓﻲ ﺠمﻊ اﻟكتب.
را�ﻌﺎً :ﺘزاﺤم اﻟمتون اﻟمحﻔوظﺔ ،ﻓمثﻼ ﻨجد طﺎﻟ�ﺎً �حﻔظ ﻓﻲ اﻟﻘرآن وﻓﻲ اﻟحدﯿث وﻓﻲ ﻤتن
ﻓﻘﻬﻲ ،وﻫذا ﻋز�ز ﺘحصیﻠﻪ واﻻﺴتمسﺎك �ﻪ ﻓﻲ وﻗت ﻤخصوص ،وﺴیثمر ﺤتمﺎ
ﻛسﻼً وﺘراﺨ�ﺎً واﻓﻼﺴﺎ ﻏیر ﻤنجبر.
12
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
ﺨﺎﻤسﺎً :اﻟﻬروع إﻟﻰ اﻟمطوﻻت اﻟضخمﺔ ،واﻟموﺴوﻋﺎت اﻟﻌم�ﻘﺔ� ،غ�ﺔ اﻟجمﻊ واﻟتمیز
واﻻﺴت�ﻌﺎب وﻟكن ﻟذﻟك ﺨطورﺘﻪ اﻟتﻰ ﺘﻔضﻲ اﻟﻰ اﻟمﻠﻞ ،واﻟضیق� ،سبب طول
اﻟكتﺎب ،وﻤضﻲ اﻷوﻗﺎت دون اﻟوﺼول أو اﻻﻨتﻬﺎء� ،ﷲ اﻟمستﻌﺎن.
ﺴﺎدﺴﺎً :اﻟظﻬور ﻗبﻞ اﻟنضوج ،ﺤیث �ﻘ أر ﻋدة �تب ،ور�مﺎ ﺤضر دورةً ﻋﻠم�ﺔ ،أو ﺤﻔظ
ﻤتنﺎً �ﺎﻟﻌمدة أو اﻟ�خﺎري ﻓیز�ن ﻟﻪ اﻟش�طﺎن ،و�ﻘودﻩ ﻏرورﻩ ،إﻟﻰ ﻋﻘد ﻤجﻠس إﻤﻼء،
تك ﻤنﻪ اﻷﺴﻔﺎر وﻻﻓیتنﺎﻗش و�حّﻠﻞ ،وﻫو ﻟم ﯿنضﺞ �ﻌد ،وﻟم ﺘرﺴﺦ ﻗدﻤﻪ ،وﻟم ﺘش ِ
ﻋرﻓتﻪ اﻟمشﺎ�ﺦ �ﺎﻟﻌمق واﻟخبرة!! وﻟكنﻪ اﻻﺴتﻌجﺎل اﻟمدﻤر ،واﻻﻨدﻓﺎع اﻟخﺎﺴر،
اﻟذي ﻫو ﻀرب ﻤن اﻟﻔوﻀو�ﺔ اﻟﻌﻠم�ﺔ واﻟدﻋو�ﺔ .وﻻ ﺤول وﻻ ﻗوة إﻻ �ﺎ� .
ﺴﺎ�ﻌﺎً :اﻟتﺄﻟ�ف ﻗبﻞ اﻟتﺄﻫﻞ! ﻟﻸﺴﻒ� ،طﻠب أﺤدﻫم اﻟﻌﻠم ﺴنﺔ أو ﺴنتین ،ﺜم ﯿبدو ﻟﻪ أﻨﻪ
ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺠمﻊ ﻗض�ﺔ ،أو ﺘحر�ر ﻤسﺄﻟﺔ أو ﺸرح ﻤستﻐﻠق ﻤتن ﻋﻠمﻲ ،ﻗبﻞ أن
�ف وﻫذﻩ آﻓﺔ ﺨطیرة ﺘﻔضﻲ إﻟﻰ ﻤﺎ ﻻ ُ�حمد ﻋق�ﺎﻩ ﻤن
ﯿتﺄﻫﻞ أو �متﻠك آﻟﻪ اﻟتصن ّ
اﻹﻋجﺎب ،واﻟﻐرور ،وﻀحﺎﻟﺔ اﻟمسطورِ ،
وﺤمﻼن اﻟزﻟﻞ ،واﻟتخ�ط اﻷﻋمﻰ ..اﻟﺦ.
و�ن�ﻐﻲ ﻟﻬذا وأﻤثﺎﻟﻪ أن ﯿدرك أن ﻟﻠتﺄﻟ�ف ﻤﻘﺎﺼد ﺴﺎﻤ�ﺔ ،وأﻫداﻓﺎً ﻋﻠ�ﻪ ،ﻻ ﺘؤﺘﻲ إﻻ ﻟمن
ﺠﱠد واﺠتﻬد وﺴﺎﻓر واﺤتمﻞ ،وﺜﺎﺒر واﻛتمﻞ� .ﷲ اﻟموﻓق
ﺜﺎﻤنﺎ :اﻻﺴتصﻐﺎر اﻟنﻔسﻲ ﻟﻠﻌﻠــم وﻗضــﺎ�ﺎﻩ ،وﺘصـ ّـور اﻟخﻠــوص ﻤنــﻪ ﻓــﻲ ﺴــنﺔ أو ﺴــنتن ،أو
ً
�ﺈﻨجﺎز ﻤتن ﻋﻠمﻲ ،أو ﺘحصیﻞ ﺸﻬﺎدة ﺸرع�ﺔ دون اﺘمﺎم ذﻟك �جﻬد ﻤكﻠﻞ ،واﻨﻘطــﺎع
ﻤسطر ،وﻤثﺎﺒرة ﺨﺎرﻗﺔ ﺘستﻐرق ﻤن اﻟزﻤﺎن ﻓﻲ طﻠ�ﻪ ،وﺘﻠتمس اﻟﻠحظــﺎت ﻓــﻲ ﺠمﻌــﻪ،
ﺘمﻞ! ﺒﻞ ﻻ ﺘزال ﺘطﻠب ،وﺘتﻌﻠم ﺤتﻰ ﺘتصرم ﻤنﻬﺎ اﻟطﺎﻗــﺎت ،وﺘــدﻨو ﻤنﻬــﺎ وﻻ ﺘك ّﻞ وﻻ ّ
اﻟمنﺎ�ﺎ واﻟﻔﺎﺠﻌﺎت ،ﻗﺎل اﺒن اﻟم�ﺎرك رﺤمــﻪ ﷲ )ﻻ ﯿـزال اﻟرﺠــﻞ ﻋﺎﻟمـﺎً ﻤــﺎ طﻠــب اﻟﻌﻠــم
ﻓﺎذا ظن أﻨﻪ ﻗد ﻋﻠم ﻓﻘد ﺠﻬﻞ(.
ﺘﺎﺴــﻌﺎً :اﻟﻘ ـراءة اﻟم�ﻌث ـرة اﻟت ـﻰ ﻻ ﺘخــتم �تﺎ� ـﺎً ،وﻻ ﺘــتم ﻓص ـﻼً ،وﻻ ﺘكشــﻒ ﻓﺎﺌــدة ،ﺒــﻞ ﻏﺎ�ــﺔ
ﻤنﺎﻫ ــﺎ اﻟتﻘﻠ ــب ﺒ ــین اﻟكتـ ـب ،واﻟتنﻘ ــﻞ ﺒ ــین اﻷﺴـ ـﻔﺎر دون ﺘخط ــ�ط ﻤرﺼ ــود ،وﻻ ﻫ ــدف
ﻤرﺴوم وﻻ طر�ﻘﺔ ﻤتبوﻋﺔ.
ﻋﺎﺸ ـ اًر :اﻟحضــور اﻟجزﺌــﻲ ،ﻟﻠــدروس واﻟحﻠــق� ،حیــث ﯿنس ـحب ﻗب ـﻞ إﺘمــﺎم اﻟمــتن أو ﻗضــﺎء
اﻟكتـ ـ ــﺎب ،ﻟظـ ـ ــروف ﻨﻔسـ ـ ــ�ﺔ أو ﻤشـ ـ ــﺎﻛﻞ اﺠتمﺎع�ـ ـ ــﺔ أو ﺘسـ ـ ــو�ﻼت ﺸـ ـ ــ�طﺎﻨ�ﺔ ،ﺘتﻌمـ ـ ــد
ﺤرﻤﺎﻨﻪ ،وزﺤزﺤتﻪ ﻋن طر�ق اﻟﻌﻠمﺎء ،وﻤسﻠك اﻷﻓذاذ اﻟكبراء.
13
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
ﺤــﺎدي ﻋشــر :ﻀــﻌﻒ اﻟمﻘصــد اﻟﻌﻠمــﻲ ،ﻓﻬــو �ﻘ ـ أر و�جمــﻊ ،و��حــث و�نــﺎﻗش ،دون �شــﻒ
ﻟﻬدﻓﻪ ،أو ﺘحدﯿد ﻟمﻘصدﻩ! ﻓمﺎذا ﺘر�د أﺨﻲ اﻟطﺎﻟب؟! ﻫﻞ ﻫو ﻤجرد اﻟﻌﻠم واﻻﺴــتﻔﺎدة
؟! أم اﻟحﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻟوﻗــت وﺘز��ــﺔ اﻟــنﻔس؟! أم ﺠمــﻊ اﻟثـواب واﻟحســنﺎت؟! أم اﻟتﻌمــق
ﻓﻲ ِّ
ﻓن ﻤﻌین؟! أو اﻟتمیز ﻓك اًر وﺜﻘﺎﻓ ًﺔ؟!
ﺘﺄﻤــﻞ وأﺠ ـب اﻵن ﻻﺒــد ﻟــك أن ﺘحــدد ﻫــدﻓك ،وأن �كــون ﻫــذا اﻟﻬــدف ﺴــﺎﻤ�ﺎً ،ﺘﻬــون دوﻨــﻪ
اﻟﻬمم اﻟسخ�ﺎت وﺘتحرق ﻷﺠﻠﻪ اﻟﻌز�مﺎت.
ﺜﺎﻨﻰ ﻋشر :ﺘﻘطﻊ اﻹﺼرار واﻟﻬمﺔ ،واﺨتﻼﻓﻬﺎ ﻤن وﻗت ﻵﺨر،إذ ﺘﺎرة ُﯿرى ﻓﻰ اﻟﻌﻠم ﺠــﺎداً
�ﺎﺤثﺎً ،ﺜم ﯿنﻘﻠب ﻤﻬینﺎً ﻤتﻘﻬﻘ اًر ﻤدة ،ﺜم �ﻌود إﻟ�ــﻪ ﻨشــﺎطﻪ وﻫكــذا ﻓﻬــو ﻓــﻲ دواﻤــﺔ ﻤــن
اﻟﻌﻠو واﻟسﻔﺎل ،واﻟصﻌود واﻟﻬبــوط ،ﻻ ﯿــدوم ﻟــﻪ إﺼـرار ،وﻻ ﺘصــمد ﻟــﻪ ﻫمــﺔ! وﺴــبب
ذﻟك ﻗد �كون راﺠﻌﺎً إﻟﻰ ﻀﻌﻒ ﻓﻲ اﻟشخصــ�ﺔ ،أو ﻤحدود�ــﺔ ﻓــﻲ اﻟثﻘﺎﻓــﺔ ،أو إﺸــكﺎل
ﻓﻲ اﻟتدﯿن وﻤﺎ ﺸﺎ�ﻪ ذﻟك.
ﻫذﻩ أﺸﻬر ﻤظﺎﻫر اﻟﻔوﻀو�ﺔ ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠــم ،وﻤﻌــﺎﻟم اﻟشــتﺎت ،اﻟتـﻲ ﯿن�ﻐــﻲ اﻟســﻌﻲ
ﻓﻲ إزاﻟتﻬﺎ ،وﺘطﻬیر اﻟح�ﺎة اﻟﻌﻠم�ــﺔ ﻤنﻬــﺎ ،وﻫــو ﻤــﺎ ﻨﻘصــدﻩ ﻫنــﺎ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟرﺴــﺎﻟﺔ اﻟﻘصــیرة،
وﻗد طﺎﻟت ﺒنــﺎ اﻟمﻘدﻤــﺔ ،واﺴترﺴــﻞ اﻟكﺎﺘــب دون ﺘن�ــﻪ .واﺴــت�ﻘﺎظ ،وﻟكــن ﻨســﺄل ﷲ اﻟتوﻓیــق،
وﺤســن اﻟختــﺎم ،وأن ﯿرزﻗنــﺎ اﻹﺨــﻼص ﻓــﻲ اﻷﻗ ـوال واﻷﻋمــﺎل ،وأن �كتــب ﻟنــﺎ اﻟنجــﺎة ﯿ ــوم
اﻟحســﺎب ،ر�نــﺎ ﻋﻠ�ــك ﺘو�ﻠنــﺎ و�ﻟ�ــك أﻨبنــﺎ و�ﻟ�ــك اﻟمصــیر ،وﺼــﻠﻰ ﷲ وﺴــﻠم ﻋﻠــﻰ اﻟرﺤمــﺔ
اﻟمﻬ ــداة واﻟنﻌم ــﺔ اﻟمس ــداة ،ﻨبین ــﺎ ﻤحم ــد وﻋﻠ ــﻰ آﻟ ــﻪ اﻟطیب ــین اﻟط ـﺎﻫر�ن ،وﺼ ــحﺎﺒتﻪ اﻟﻐ ــر
اﻟم�ﺎﻤین ،وﻤن ﻗﻔﺎﻫم إﻟﻰ ﯿوم اﻟدﯿن وﺴﻠم ﺘسﻠ�مﺎ �ثی اًر.
ﻛتب
أﺒو ﯿزن ﺤمزة ﺒن ﻓﺎ�ﻊ اﻟﻔتحﻲ
اﻟﻘﺎﻫرة 1429/7/15ﻫـ
2008/7/18م
14
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
15
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
وﻫذا ﺘشدﯿد ﻋﻠﻰ أﻫم�ﺔ اﻟتزام اﻟمشﺎ�خن واﻷﺨذ ﻋنﻬم ﻟتصﺢ اﻟﻌﻘیدة ،و�سﻠم
اﻟمنﻬﺞ ،وﺘُﻌرف اﻟسنن،وﺘﻬجر اﻟبدع ،وﺘﻠتمس اﻟﻔضﺎﺌﻞ ،وﺘتﻌشق اﻷﺨﻼق ،وﻫذﻩ ﻏﺎﻟبﻬﺎ
ﻓﻰ ُﺠع�ﺔ اﻟش�ﺦ اﻟمتﻘن ،واﻟمج ﱠمﻞ �حسن اﻟدﯿن واﻟخﻠق.
ﻗﺎل اﺒن ﺴیر�ن رﺤمﻪ ﷲ ) �ﺎﻨوا ﯿتﻌﻠمون اﻟﻬدي �مﺎ ﯿتﻌﻠمون اﻟﻌﻠم (
وﻗیﻞ� ) :ﺎن �حضر ﻤجﻠس أﺤمد ﺨمسﺔ آﻻف ،ﺨمسمﺎﺌﺔ �كتبون ،وأر�ﻌﺔ آﻻف
وﺨمسمﺎﺌﺔ ﯿتﻌﻠمون اﻟسمت (.
.7اﻟروح اﻟمﻌنو�ﺔ اﻟتﻰ �ﻐرﺴﻬﺎ اﻟش�ﺦ واﻟمﻌﻠم ،ﻋن طر�ق اﻟرﻋﺎ�ﺔ ،واﻟحنو،
واﻟتشج�ﻊ ،واﻟتﺄﻫیﻞ ،واﻟتدر�ب واﻟتصدﯿر ،واﻟتﻘد�م ،واﻟتصح�ﺢ ،واﻟموآﻨسﺔ،
واﻟمجﺎﻟسﺔ ،واﻟمنﺎﻓسﺔ ،واﻟمدارﺴﺔ ،واﻟتوﺠ�ﻪ واﻟتنب�ﻪ .وﺘﺄﻤﻞ ��ف �ﺎن �ﻌﺎﻤﻞ
ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﺘﻼﻤذﺘﻪ �ﺎﻟرﻋﺎ�ﺔ واﻟتشج�ﻊ ،واﻹﺸﻔﺎق ،واﻟتﻘد�م!
�ﻘول ﻓﻲ أﺒﻲ �كر رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻪ ) :ﻟو�نت ﻤتخذاً ﺨﻠیﻼً ﻻﺘخذت أ�ﺎ �كرﺨﻠیﻼً(.
و�ﻘول ﻓﻲ ﻋمر رﻀﻰ ﷲ ﻋنﻪ ) ﻟم َأر ع�ﻘر�ﺎً �ﻔري ّ
ﻓر�ﻪ (.
16
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
17
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
وﻨرﺸد ﻫنﺎ إﻟﻰ �ﻌض اﻟضوا�ط اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ ﻋند طﻠب اﻷﺸ�ﺎخ واﻟتﻠﻘﻲ ﻋنﻬم،
ﻓمنﻬﺎ -:
اﻷﺨذ ﻋمن ﺼحت ﻋﻘیدﺘﻪ ،وﺴﻠم ﻤنﻬجﻪ ﻟ�صﺢ ﻟﻪ إ�مﺎﻨﻪ ،وﺘز�و ﻨﻔسﻪ ، )( 1
وﺘﻔوﺘﻪ اﻟبدع واﻟمخﺎﻟﻔﺎت ،ﻻ ﺴ�مﺎ إذا �ﺎن طﺎﻟ�ﺎً ﻟﻌﻠم اﻟتوﺤید وﻗضﺎ�ﺎ اﻻﻋتﻘﺎد
ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻻ ﺘُطﻠب إﻻ ﻤن ﻋﺎﻟم ﺴﻠﻔﻲ ،ﻗد اﻗتﻔﻰ اﻟسنﺔ واﻟجمﺎﻋﺔ ،وﺘر�ﻰ ﻋﻠﻰ �تب
أﺌمﺔ اﻟحدﯿث �ﺄﺤمد وﻤﺎﻟك .وﻤن ﺴﺎر ﻋﻠﻰ ﻨﻬجﻬم �ﺎﻟبر�ﻬﺎري ،و�ن ﺨز�مﺔ،
واﺒن ﻤندة ،وﻋبدﷲ اﺒن أﺤمد واﺒن ﺘ�م�ﺔ واﺒن اﻟق�م واﺒن رﺠب واﺒن �ثیر
وأﺸ�ﺎﻫﻬم رﺤم ﷲ اﻟجم�ﻊ .أﻤﺎ اﻟمبتدﻋﺔ ف�جتنب اﻷﺨذ ﻋنﻬم ﻗدر اﻟمستطﺎع،
ﻟئﻼ �حمﻞ ﻤن أوزارﻫم ،أو �حسنوا ﻟﻪ �ﺎطﻠﻬم ،ﻓﺈن ﺘمیزوا �شﺊ �ﺎﻟحدﯿث أو
اﻟﻔﻘﻪ ،واﻟﻠﻐﺔ ف�ﺄﺨذ إن ﺘﻌذر ﻏیرﻫم ﻤﻊ ﺘمﺎم اﻟتوﻗﻰ و�ﺎﻟﻎ اﻟحذر ،وﻗﺎﻨﺎ ﷲ و��ﺎﻛم
ﺸرورﻫم ،وﻗد ﺠﺎء ﻋن اﻹﻤﺎم اﻟشﺎﻓﻌﻲ رﺤمﻪ ﷲ )إﻨمﺎ ﯿتكﻠم ﻓﻲ ﻫذا اﻟدﯿن ﻤن
ﻛﺎن ﻤﺄﻤوﻨﺎً ﻋﻠﻰ ُﻋﻘدة ﻫذا اﻟدﯿن(.
اﻟسیرة اﻟحسنﺔ ،واﻟسمت اﻟصﺎﻟﺢ اﻟمنبثق ﻤن اﺘ�ﺎع اﻟسنﺔ ،وﻨبذ اﻟبدع ،واﻟتحﻠﻲ )( 2
�ﺎﻟوظﺎﺌﻒ واﻟمحﺎﺴن ف�كون اﻟمختﺎر اﻟمﻘدم ﻤت�ﻊ اﻟسنﺔ ،وﻗﺎﻓﻰ اﻵﺜﺎر ،اﻟذى إذا
َرؤي ذ�ر ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،واﻟتُمست اﻟسنﺔ ﻓﻰ ﻫد�ﻪ وز�ﻪ و�ﻼﻤﻪ ،وأﻛﻠﻪ وﺸر�ﻪ،
وﻗﻌودﻩ وﻤمشﺎﻩ.
اﻟضﻠ�ﻊ اﻟمتمكن ﻤن ﻋﻠمﻪ وﺘخصصﻪ ،إذ ﻻ ُ�سﺄل اﻟجﺎﻫﻞ ،وﻻ ﯿت�ﻊ اﻟَﻔ ْدم ،وﻟو )( 3
ظم دﯿنﻪ ،و�ثر ﺼﻼﺤﻪ ،ﻷﻨك ﻗﺎﺼد ﻟﻠتﻌﻠم وﻟ�س ﻟحسن اﻟتﻌبد ،وﺤسن اﻟتﻌبد ﻋُ
ﻟﻪ اﺘجﺎﻩ آﺨر .
اﻟتمﺎس اﻷﻛﺎﺒر اﻟخبراء ،اﻟذﯿن رﺴخت أﻗداﻤﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻠم وﺘجﺎوزوا أﻫواء )( 4
ﺘﻌﺎﻟﺞ �ﻌظم اﻟرﺴوخ ،وﺼﻼح اﻟﻘﻠب وطول اﻟزﻤﺎن،
اﻟنﻔوس ،وآﻓﺎت اﻟصﻐر اﻟتﻰ ُ
ﻠتمس اﻟﻌﻠم
واﻟتجﺎرب اﻟمتﻌﺎق�ﺔ وﻗد ﺼ ﱠﺢ ﺤدﯿث ) إن ﻤن أﺸراط اﻟسﺎﻋﺔ أن ُﯿ َ
اﺨتﻠﻒ ﻓﻲ ﻫؤﻻء اﻷﺼﺎﻏر ﻋﻠﻰ أﻗوال:ﻋند اﻷﺼﺎﻏر( ،وﻗد ُ
• ﻗیﻞ ﻫم ﺼﻐﺎر اﻷﺴنﺎن أﻓﺎدﻩ اﺒن ﻗتی�ﺔ رﺤمﻪ ﷲ ،وﻗد ﺠﺎء ﻋن اﺒن
ﻤسﻌود رﻀﻰ ﷲ ﻋنﻪ ) ﻻ ﯿزال اﻟنﺎس �خیر ﻤﺎ أﺨذوا اﻟﻌﻠم ﻋن أﻛﺎﺒرﻫم
وﻋن أﻤنﺎﺌﻬم وﻋﻠمﺎﺌﻬم ،ﻓﺈذا أﺨذوﻩ ﻋن ﺼﻐﺎرﻫم وﺸرارﻫم ﻫﻠكوا( .وﻗد
18
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
19
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
20
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
وﻫذا ﺠزء ﻤﻬم ﻤن اﻟنظﺎم اﻟﻌﻠمﻲ اﻟمرﺴوم ،أن ﯿرﺴم اﻟطﺎﻟب ﻫدﻓﻪ ،و�حدد ﻏﺎﯿتﻪ،
وﻤﺎذا ﯿر�د ﻤن ﺠدﻩ اﻟحﺎزم ،ورﻏبتﻪ اﻟجﺎﻤحﺔ ﻟﻠطﻠب وﻗضﺎ�ﺎﻩ؟!
ﻫﻞ ﻤﻘصدﻩ اﻟحﻔظ أو ﻤجرد اﻟﻘراءة ،أو ﻓﻬم ﻗض�ﺔ ﻤخصوﺼﺔ؟!
ِ
ﺤدد ﻫدﻓك اﻟﻌﻠمﻲ �شﻔﺎف�ﺔ ووﻀوح ،وﻋﺎﻫد ﻨﻔسك ﻋﻠﻰ إﻨجﺎزﻩ.
ّ
ﻫﻞ ﻫو ﺤﻔظ اﻟﻘرآن ،أم أﺠزاء ﻤنﻪ ،أو ﻀ�ط ﺼح�ﺢ اﻟ�خﺎري أو ﻋمدة اﻷﺤكﺎم ،أو
ﺠرد زاد اﻟمﻌﺎد ،أو ﺘﺎر�ﺦ اﺒن �ثیر؟!
ﻫذﻩ أﻫداف ﻤﻌتبرة ،وﻟكن ﯿن�ﻐﻲ أن ﺘراﻋﻲ ﻓﻲ ﺘحدﯿد اﻟﻬدف ورﺴمﻪ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
ﻛوﻨﻪ أﺴﺎﺴﺎً ﻋﻠم�ﺎً ﻓﻲ ﻤرﺤﻠﺔ اﻟطﻠب اﻷوﻟ�ﺔ ،ﻓﻼ ﯿبدأ �ﺎﻟﻔروع ،واﻟﻬﺎﻤش�ﺎت )( 1
واﻟنوادر ،واﻟمﻠﺢ.
أن �كون واﻀحﺎً ﻤحدداً �مكن إﻨجﺎزﻩ ﻓﻲ ﻤدة ﻤخصوﺼﺔ. )( 2
ﺘنﺎﺴ�ﻪ ﻤﻊ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻌﻠم�ﺔ ،واﻟزﻤن�ﺔ ﻓمن ﯿروم ﺤﻔظ اﻟصح�حین ﻤثﻼً ﻋﻠ�ﻪ أن )( 3
�ﻘدر اﻟزﻤن اﻟمنﺎﺴب ﻟحجمﻬﺎ ،وﻤﺎ ﯿتكﺎﻓﺄ ﻤﻊ ﻗدرﺘﻪ اﻟذﻫن�ﺔ واﺴتﻌداداً ﻨﻔس�ﺎً.
إﻤكﺎﻨ�ﺔ ﺘحق�ﻘﻪ واﻟوﺼول إﻟ�ﻪ ،ﺒﻼ ﺘطو�ﻞ وﻻ ﺘﻌﻘید ،وﻤن اﻟمتسحسن �ون )( 4
اﻷﻫداف ﻗر��ﺔ اﻟمدى ﻻ ﺴ�مﺎ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻟحﻔظ وﻀ�ط اﻟمختصرات
اﻟمشﻬورة .وﺤضور دورات ﻋﻠم�ﺔ وﺠمﻊ رﺴﺎﺌﻞ ﺼﻐیرة ،وﻟﻘﺎء ﺸیوخ
ﻤتمیز�ن.
21
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
ﺘكﺎﺜر اﻷﻫداف� ،حیث ﺘجد ﻟﻪ أﻛثر ﻤن ﻏﺎﯿتﻪ وﻤﻘصدﻩ ﻓﻠد�ﻪ ﺤﻔظ ﻓﻲ �تﺎب )( 3
ﷲ ،وﺤﻔظ ﻓﻲ اﻟسنﺔ ،ودرس ﻓﻘﻬﻲ ،وآﺨر ﻓﻲ اﻷﺼول وﻫذا ﻻ �سوغ وﻻ
ُﯿتدارك! واﻟواﺠب اﻻﻗتصﺎر ﻋﻠﻰ ﻫدف أو ﻫدﻓین ﻟتتمكن اﻟنﻔس ،و�حتﻔﻲ
اﻟجﻬد و�تحﻘق اﻹﻨجﺎز.
ورﺴم اﻷﻫداف ﻻ �ﻘتصر ﻋﻠﻰ ﻤبتدﺌﻲ اﻟطﻠب ﻓحسب ،ﺒﻞ ﻤسﻠك �ﻌتمدﻩ أﻫﻞ اﻟﻌﻠم
واﻟ�ﺎﺤثون اﻟمتﻘنون ،ﻓیرﺴمون أﻫداﻓﺎ ،و�ختطون ﻤشﺎر�ﻊ ﻋﻠم�ﺔ ،وأﺨرى �حث�ﺔ وﺘحق�ق�ﻪ،
ﯿنتجوﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤدد ﻗصیرة وطو�ﻠﺔ ﺤسب اﻟجﻬد واﻻﺴتﻌداد ،واﻟطﺎﻗﺔ.
ﻓﻌﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟمثﺎل �ﺎن ﻟدى اﻟش�ﺦ اﻟمحدث اﻷﻟ�ﺎﻨﻲ رﺤمﻪ ﷲ ﻫدف )ﺘﻘر�ب اﻟسنﻪ
ﻟﻌموم اﻷﻤﺔ( اﺒتدأﻩ ﻤن ﻋشرات ؟؟ وﻗد أﻓﻠﺢ ف�ﻪ وأﻨجﺢ ،اذ ﺨدم اﻟسنﺔ ﺨدﻤﺔ ﺠﻠیﻠﺔ،
ﺤیث درس أﺤﺎدﯿثﻬﺎ ،وﺤﻘق ﻤرو�ﺎﺘﻬﺎ ،وأﺒرز ﺜمراﺘﻬﺎ ،وﻤن ذﻟك:
-1دراﺴتﺔ ﻟﻠكتب اﻟستﺔ.
-2إﺒ ارز اﻟسﻠسﻠﺔ اﻟصح�حﺔ أو اﻟضغ�ﻔﺔ ﻓﻲ ﻤجﻠدات ﻤتتﺎﻟ�ﺔ.
-3إﺨراج ﻤوﺴوﻋﺔ إرواء اﻟﻐﻠیﻞ اﻟتخر�ج�ﺔ ،اﻟذي ﯿدل ﻋﻠﻰ ﻋﻠو ﻤكﺎﻨﺔ
اﻟش�ﺦ اﻟحدﯿث�ﺔ وق�متﻪ ﻓﻲ اﻟصنﺎﻋﺔ اﻟحدﯿثﺔ.
-4ﺨدﻤﺔ اﻟترﻏیب واﻟترﻫیب ﻟﻠمنذري ،و�ذﻟك ﻤشكﺎة اﻟمصﺎﺒ�ﺢ.
-5و�تب أﺨرى ﺘﻔوق اﻟحصر� ،طول اﻟمﻘﺎم ﺒذ�رﻫﺎ� .ﻌمد اﻟكﺎﺘب إﻟﻰ
ﺘنﺎوﻟﻬﺎ ﻓﻲ رﺴﺎﻟﺔ وﺠیزة ،و��ﺎن ﺼﻔﺎت اﻟش�ﺦ اﻟتﺄﻟ�ف�ﺔ ،ﻨسﺎل ﷲ اﻟﻌون
واﻟتسدﯿد.
ﻟكن اﻟمﻬم أن اﻟش�ﺦ رﺤمﺔ ﷲ ﻨجﺢ ﻓﻲ ﺘحﻘیق ﻫدﻓﻪ ،وﻗرب اﻟسنﺔ ﻟﻌموم
اﻟمسﻠمین ،وﻟم ُﯿتوف إﻻ وﻗد أﺒرز ﻋشرات اﻟكتب اﻟتﻲ �حتﺎج إﻟیﻬﺎ اﻟمسﻠمون ،وﻤمﺎ
ﺴﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻨجﺎﺤﻪ :
-1اﻋتمﺎدﻩ ﻋﻠﻰ اﻟ�ﺎري ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﺤیث ﺤظﻰ ﺒتوﻓیق ﷲ ﻟﻪ.
-2ﻫمتﻪ اﻟﻌﺎﻟ�ﺔ ،اﻟتﻲ ﻤن طﺎﻟﻊ ﺴیرﺘﻪ و�حوﺜﻪ أدرك ﻋمﻘﻬﺎ وﺴمو ﻋمداﻨﻬﺎ.
-3إﺼ اررﻩ اﻟشدﯿد ،رﻏم ِ
اﻟكَب ُر واﻟسﻘم واﻟﻔﻘر اﻟذي ﻻﺤﻘﻪ دﻫ اًر ﻤن ﺤ�ﺎﺘﻪ.
22
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
واﻟمﻘصد اﻟذي ﻨر�ز ﻋﻠ�ﻪ ﻫنﺎ ،أن رﺴم اﻟﻬدف ﻓرع اﻟتخط�ط اﻟرﺸید ،واﻟتنظ�م اﻟحك�م
اﻟذي ﯿرﺘب ﺤ�ﺎة اﻟطﺎﻟب ،و�ض�ط ﻤسﺎرﻩ ،و�حﻔظ ﺠﻬدﻩ وﻨشﺎطﻪ .وﻫو ﻀرورة ﻤنﻬج�ﺔ
ﻟوع�ﻪ واﺘزاﻨﻪ ،واﻟظﻔر �ﺄﻤﺎﻨ�ﻪ ورغ�ﺎﺘﻪ .وﻫو ﺨطوة اﺴتراﺘ�ج�ﺔ ﻟمﻌﺎﻟجﺔ اﻟشتﺎت اﻟﻌﻠمﻲ
واﻟﻔوﻀو�ﺔ اﻟثﻘﺎف�ﺔ.
و�مكن أن ﻨﻘرر ﻓواﺌد رﺴم اﻟﻬدف ﻓم�ﺎ ﯿﻠﻲ:
) (1ﺤﻔز اﻟنﻔس إﻟﻰ ﻏﺎ�ﺔ واﻀحﺔ ،وﺴبیﻞ ﻤكشوف ،ﻟتشتد اﻟﻬمﺔ ،و�ﻘوي اﻻﺼرار،
و�تجرد اﻟﻘصد.
) (2إﻏﻼق اﻷﺒواب اﻷﺨرى ،اﻟتﻲ ﻗد ﺘستﻬوي اﻟنﻔس ،أو ﯿز�نﻬﺎ اﻟش�طﺎن ﻟ�شتت اﻟ�ﺎل،
و�ﻔرق اﻟﻬمﺔ.
) (3ﺘر��ﺔ اﻟنﻔس ﻤﻊ اﻷﻨﺎة واﻟرﺴم واﻻﻋداد.
23
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
) (4إﺴﻌﺎدﻫﺎ ﻨﻔس�ﺎً �ﺎﻟظﻔر �ﺎﻟمﺄﻤول وﺘحﻘیق اﻟمﻘصود ،ﻤمﺎ �ﻌنﻲ اﻟرﻀﻲ �ﺎﻟمنﻬﺞ،
واﻟتشج�ﻊ ﻋﻠﻰ اﻟمواﺼﻠﺔ ،واﺒتكﺎر أﻫداف أﺨرى ﻋظ�مﺔ ،وﻫذﻩ ﻓﺎﺌدة ﺠد ﻨف�سﺔ.
) (5اﺨت�ﺎر ﺼمود اﻟﻌز�مﺔ ،واﺼرارﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟبﻠوغ واﻹﻨجﺎز ،ﻓﺎن ﺼمدت ﺒﻠﻐت ﻤنﺎﺌر
اﻟنجﺢ وان �ﻠت وﺘﻌبت ﻗررت ﻋجزﻫﺎ وﻀﻌﻔﻬﺎ ﻋن اﻟمواﺼﻠﺔ! وﻋﻠﻰ ﻗدر أﻫﻞ
اﻟﻌزم ﺘﺄﻨﻲ اﻟﻌراﺌم...
24
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
) (3اﻟتبرﻤﺞ اﻟﻌﻠمﻲ :وﻨﻌنﻲ �ﻪ اﻟمخطط اﻟمرﺴوم .واﻟبرﻨﺎﻤﺞ اﻟمرﻗوم ﻟﻠطﻼب واﻟذي
�ﻌتمدون ﻤصﺎﺒ�ﺢ ؟؟ ﺒﻬﺎ ،و�صنﻔون آﺜﺎرﻫﺎ وﻤﻌﺎﻟمﻬﺎ ،وﻫو ﺸﺎﻤﻞ ﻟمﺎ ﯿﻠﻲ:
-1اﻟمختصرات اﻟمرﺸحﺔ ﻟﻠحﻔظ.
-2اﻟكتب اﻟنﺎﻓﻌﺔ ﻟﻠسرد واﻟﻘراءة.
-3اﻟشروﺤﺎت اﻟمختﺎرة ﻟحﻞ اﻟمتون اﻟمحﻔوظﺔ.
-4أﺴمﺎء اﻷﻋﻼم اﻟمﻬمﺔ ،واﻟتﻰ ﺘُشتري �تبﻬﺎ ،وﺘصدق اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻌﻬﺎ.
-5ﺘرﺘیب اﻷوﻟ�ﺎت ﻓﻲ اﻟحﻔظ واﻟﻘراءة ،واﻟتدﻗیق واﻟتﺄﻤﻞ ﻤﻊ ﺘحدﯿد اﻟمدة اﻟمطﻠو�ﺔ،
واﻟوﻗت اﻟمحدد ﻟذﻟك.
وﻗد �تب اﻟمشﺎ�ﺦ ﻓﻲ ذﻟك ﺒراﻤﺞ ﻤختﻠﻔﺔ ،وﺤددوﻫﺎ �ﻔترات زﻤن�ﺔ ﻤﻌینﺔ ،وﻤن
أواﺌﻞ ﻤن أ�ﺎن ذﻟك اﻻﻤﺎم اﻟشو�ﺎﻨﻲ رﺤمﻪ ﷲ ﻓﻲ رﺴﺎﻟتﻪ اﻟمﺎﺘﻌﺔ )أدب اﻟطﻠب
وﻤنتﻬﻰ اﻷرب(.
وﻓﻲ ﻋصرﻨﺎ اﻟراﻫن� ،ثر اﻟسؤال ﻋنﻬﺎ ؟؟ اﻟخﻔﺔ واﻟوﺼول ،ﻓكتب ﻋدد ﻏیر ﻗﻠیﻞ
ﻤن اﻟمشﺎ�ﺦ واﻟدﻋﺎة ﻤن أﺸﻬرﻫم:
-1اﻟش�ﺦ �كر أﺒو ز�د رﺤمﻪ ﷲ ﻓﻲ ﺤﻠ�ﺔ طﺎﻟب اﻟﻌﻠم.
-2ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﺘﻔصیﻠﻲ ﻟطﺎﻟب اﻟﻌﻠم ﻟﻠش�ﺦ اﻟﻐیور ﺤﺎﻤد اﻟﻌﻠﻲ.
-3ﻛ�ف ﺘطﻠب اﻟﻌﻠم ﻟﻠش�ﺦ ﻋﺎﺌض اﻟﻘرﻨﻲ.
-4اﻟمنﻬج�ﺔ ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم ﻟﻠش�ﺦ ﺼﺎﻟﺢ آل اﻟش�ﺦ ،وﻏیرﻫﺎ اﻟمنﺎﻫﺞ واﻟبراﻤﺞ
اﻟﻌﻠم�ﺔ ﺘجدﻫﺎ ﻤسطورة ﻓﻲ ﻤوﻗﻊ )ﺼید اﻟﻔواﺌد( ﻤﻊ �تب ﻨﺎﻓﻌﺔ وﺘوﺠیﻬﺎت ﻤر�زة
ﻟﻠطﻼب.
وﻗد �تب راﻗم ﻫذﻩ اﻟرﺴﺎﻟﺔ ﺒرﻨﺎﻤجﺎ ﻟمدة ﺴنتین رﺴمﻪ )اﻟمنﻬﺞ ؟؟ ﻟﻠطﺎﻟب
اﻟوﻓﻲ( ؟؟ ﺘدر�سﻪ اﺘضﺢ اﻟﻌﻼج ﻟﻠش�ﺦ ﺼد ؟؟ ﺨﺎن ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻊ اﻟمﻠك ﻓﻬو ؟؟ ﻋسیر.
25
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
26
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
27
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
28
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
وﻟ�س اﻟمﻘصود ﻫنﺎ ﺘﻘﻠیﻞ �ﻞ اﻟمنشور اﻟﻌصري ،و�ﻨمﺎ اﻟتنب�ﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻬزﻟﻲ ف�ﻪ ،اﻟذي
ﯿﻬدف ﻟﻼﺘجﺎر ،وﺘبدﯿد اﻷوﻗﺎت ،وﺤرق اﻟطﻠﻘﺎت ،ﻷﻨﻪ اﻟطﺎﻏﻲ واﻟراﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺠد�ﺔ
اﻟﻌصر وﺠودﺘﻪ وﺤیو�تﻪ ،وﻫذا �مثﻞ ﺸكﻼً ﻤن أﺸكﺎل اﻨحطﺎط اﻷﻤﺔ� ،ﷲ اﻟمستﻌﺎن.
-3اﻟﻐرام اﻟﻔﺎﺤش �ش ارء اﻟكتب واﻹﺼدارات اﻟمتنوﻋﺔ! ور�مﺎ �ﻘول ﻗﺎﺌﻞ .إﻨﻬﺎ ﺼﻔﺔ
ﺤمیدة ،واﻟكتب ﻋﺎﺌدﺘﻬﺎ ق�مﺔ ﻋﻠﻰ أﺼحﺎﺒﻬﺎ ،وﻗد اﺘصﻒ ﺒﻬﺎ �ﻌض اﻷﻋﻼم �ﺎﻹﻤﺎم
اﺒن ق�م اﻟجوز�ﺔ رﺤمﻪ ﷲ ،واﺸتﻬر أﻋﻼم �ضخﺎﻤﺔ ﻤكت�ﺎﺘﻬم ﻋﻠﻰ ﻨحو اﻹﻤﺎم اﻟمحدث
اﺒراه�م اﻟحر�ﻲ رﺤمﻪ ﷲ .
وﻟكن ذﻟك ﻻ �ﻌنﻲ ﺼحﺔ اﻟمسﻠك ،وﻻ �ﻌنﻲ أﻨﻬم اﺸتروا ﻤﺎ ﻻ �حسن و�طیب ،و�ﻨمﺎ
ﻨحسن اﻟظن �ﺎﻷواﺌﻞ أﻨﻬم ﻻ �شترون إﻻ ﻤﺎ ﯿنﻔﻌﻬم ،و�صﻠﺢ ﻨﻔوﺴﻬم و�ﻐذي أدﻤﻐتﻬم
وﻫذا دﯿدن اﻟﻌﻘﻼء ﻓﻲ �ﻞ زﻤﺎن وﻤدة.
وﻗد ﻗﺎل ﺸ�ﺦ اﻹﺴﻼم اﺒن ﺘ�م�ﺔ رﺤمﻪ ﷲ ﻓﻲ )اﻟوﺼ�ﺔ اﻟصﻐرى( اﻟتﻲ �تبﻬﺎ
ﻟﻠش�ﺦ أﺒﻲ اﻟﻘﺎﺴم اﻟمﻐر�ﻲ ﻋند ذ�ر أﺤسن اﻟكتب ) :وﻗد أوﻋبت اﻷﻤﺔ ﻓﻲ �ﻞ ﻓن ﻤن
ﻓنون اﻟﻌﻠم إ�ﻌﺎ�ﺎً ﻓمن ﻨور ﷲ ﻗﻠ�ﻪ ﻫداﻩ �مﺎ ﯿبﻠﻐﻪ ﻤن ذﻟك ،وﻤن أﻋمﺎﻩ ﻟم ﺘزدﻩ �ثرة
اﻟكتب إﻻت ﺤیرة وﻀﻼﻻً (.
واﻟمحظور ﻫنﺎ ﻫو ﺸراء �تب ﻋد�مﺔ اﻟنﻔﻊ ،أو ﻻ �كﺎد �ﻔتحﻬﺎ اﻹﻨسﺎن إﻻ ﻤرة ﻓﻲ
اﻟﻌمر ،وﻫو ﻤمﺎ اﺒتﻠیت �ﻪ ﻓﻲ اﻟمرﺤﻠﺔ اﻷوﻟﻲ ﻤن اﻟطﻠب ﻓﻠﻘد اﺸتر�ت أﺸ�ﺎء ﻫز�ﻠﺔ.
وأﺸ�ﺎء ﻋد�مﺔ اﻟنﻔﻊ .وأﺸ�ﺎء ﻏر��ﺔ ،وأﺨرى ﻤستﻌسرة !!
آراﻫﺎ اﻵن وﻻ أﻋتز�ﻬﺎ �ﻐیرﻫﺎ ﻤن اﻟمصنﻔﺎت اﻟمتینﺔ ،واﻟكتب اﻟثمینﺔ.
وﺨﻼﺼﺔ اﻟﻘول :أن اﻟﻐرام �ﺎﻟكتب ﺤسن ﻓﻲ اﻟطﺎﻟب ،إذا اﺴتطﺎﻋﻪ وﺴﻠم ﻤن
ﻏواﺌﻠﻪ اﻟجﺎرة اﻟﻰ ﻀﺎر وﺨ�م ؟! أو ﻫز�ﻞ ﺴخ�ف ،أوﻏر�ب ﺸن�ﻊ!
وﻤﺎ ﺴوى ذﻟك ﻤحمود ﻨبیﻞ ،وﻤشكور ﻓر�د ،وﻤن اﻟسخﻒ اﻟﻔكري وﻟ�س اﻟترف اﻟﻔكري
إﻗتنﺎء �تب اﻟمبتدﻋﺔ اﻟتﻲ ﺘُز�م اﻷﻨﻒ وﺘكدر اﻟروح� ،كتب اﻟ ارﻓضﺔ واﻟصوف�ﺔ،
ﻋرت ﻋن اﻟﻌﻠم ،وﺠﺎﻨبت اﻟحق ،واﺨتطت اﻟﻬوى ﻗﺎﺌداً ودﻟیﻼً .ﻓﻬذﻩ ﻻ
واﻟ�ﺎطن�ﺔ اﻟتﻲ َ
�ﻔرح ﺒﻬﺎ وﻻ �راﻤﺔ! وﻻ ﺘُﻘتنﻰ إﻻ ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟرد واﻟسخﻒ واﻟنسﻒ اﻟﻌﻠمﻲ واﻟﻌﻘﺎﺌدي
ﻗﻞ رﺠﻞ ﻨظر ﻓﻲ �تﺎب )اﻻ ﻟﻬﺎ .وﻻ ﺘنزل ﻋﻠیﻬﺎ ﻤﻘوﻟﺔ اﻹﻤﺎم أﺤمد اﻟشﻬیرة )ﺴمﻌت أن ﱠ
29
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
اﺴتﻔﺎد ﻤنﻬﺎ( ﻷﻨﻬﺎ ﻤن�ﻊ اﻟضﻼل واﻟ�ﺎطﻞ واﻟت�ﻪ ،ﻓك�ف ﺘُجنﻰ ﻤنﻬﺎ اﻟﻔواﺌد أو ﺘُستخرج
اﻟدرر واﻟمﻘﺎﺼد؟!
و�ﻨمﺎ ﺘحمﻞ �ﻠمﺔ اﻹﻤﺎم رﺤمﺔ ﷲ ﻋﻠﻰ اﻟكتب اﻟنﺎﻓﻌﺎت ،واﻷﺴﻔﺎر اﻟمكمﻼت اﻟتﻲ ﻻ
ﺘكون ﻤصد اًر ﻟﻼﻨحراف واﻟ�ﻐﻲ واﻟجﻬﺎﻻت ،ﺤتﻰ ﻟو ﻗﻞ ﻋﻠمﻬﺎ ،وﻫﺎن ﺴ�ﺎﺒﻬﺎ ،و�ثر
إﻏراﺒﻬﺎ ..ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻻ ﺘخﻠو ﻓﻲ اﻟنﻬﺎ�ﺔ ﻤن ﻓﺎﺌدة ،أو ﻋﺎﺌدة ،أو ﺤﻔز أو ﺘذ�یر أو إ�ﻘﺎظ ،أو
ﺘ�صرﻩ أو ﺘنب�ﻪ ،أو ﺘ�شیر ،أو ﺘحذﯿر� ،ﷲ اﻟموﻓق.
و�ﻌض �تب اﻟضﺎﻟین واﻟمبتدﻋﺔ ،ﻗد ﺘبدو ﻓیﻬﺎ ﻓواﺌد وﻟكنﻬﺎ ﻗﻠیﻠﺔ ،ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻞ
اﻟضﻼل اﻟمتضخم ﻓیﻬﺎ واﻟﻔسﺎد اﻟنﺎﺸﺊ ﻤنﻬﺎ ،و�ندرج ﻋﻠﻬ�ﺎ ﻗوﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ اﻟخمر،
" َوِ� ْﺜ ُم ُﻬ َمﺎ أَ ْﻛَبُر ِﻤن ﱠﻨ ْﻔ ِﻌ ِﻬ َمﺎ "]اﻟ�ﻘرة ،[219:وﻗوﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﷲ ﻋﻠ�ﻪ وﺴﻠم ﻓﻲ اﻟخمر ﻟمن
ﺴﺄل أن ﯿتخذﻫﺎ دواء ،ﻓﻘﺎل) :أﻨﻬﺎ ﻟ�ست ﺒدواء أﻨﻬﺎ داء(.
ﻤرﻗوم ﻓیﻬﺎ اﻟمﻘﺎل �ختم اﻟز�ﻊ ﺨﻰ اﻟﻌـﻠم ﻤن ٍ
�تب ﻓحﺎذرْن �ﺎ أُ ﱠ
ُ
وم
أﻻ ﺘﻐـرك ﻓﺎﻟمﻘـدام ﻤوﻫـ ُ وﺤﺎذرْن ﻤن ﻤﻌﺎن ﻓیﻬﺎ ﻗد ﻟمﻌت
وﻨظیر �تب اﻟمبتدﻋﺔ �تب أﻓﺎﻛﻲ اﻟﻌصر ،وﻤدﻋﻲ اﻟحداﺜﺔ ،واﻟتنو�ر ﻤن أﺼحﺎب
اﻟﻌﻠمﺎﻨﻲ واﻟﻠبی ارﻟﻠﻰ واﻻﺸتراﻛﻲ اﻟذﯿن اﻨسﻠخوا ﻤن دﯿن أﻤتﻬم وﺘﺎر�خﻬﺎ
َ اﻻﺘجﺎة
وﻋرو�تﻬﺎ ،وﻤضوا ﯿﻬرﻋون وراء اﻟﻐرب اﻟصﻠیبﻲ ،وﻋﻠتﻬم �مدﻨیتﺔ ،أو �صﻠون
ﻻﻛتشﺎﻓﺎﺘﻪ ،أو �حﻘﻘون ﺤر�تﻪ ود�موﻗراطیتﻪ!
30
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
أﻤﺎ اﻟكتب اﻟمخﻠوطﺔ ،واﻟتﻲ �ثر ﺨیرﻫﺎ ،وﻋظم ﺸرﻫﺎ ،ﻓﻬذﻩ ﻻ ُﯿنصﺢ ﺒﻬﺎ ﻟصﻐﺎر
اﻟطﻼب ،وﻨﺎﺸئﺔ اﻟﻌﻠم و�ﻨمﺎ �ﺄﺨذﻫﺎ اﻟمجیدون ﻤن اﻟﻌﻠمﺎء وطﻠ�ﺔ اﻟﻌﻠم ،اﻟذﯿن ﻻ ﺘنطﻠﻲ
ﻋﻠیﻬم ﺸبﻬﺎت اﻟﻘوم ،وﻻ زﺨﺎرف اﻟﻘول وﻻ ﻟواﻤﻊ اﻟكﻠم.
وﻤن ﻫذﻩ اﻟكتب ف�مﺎ ﯿبدو ﻓﻲ ﺤ�ﺎة اﻷﻤﺔ ،وﻤشﻬورة ﻓﻲ اﻟكتب اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ.
-1إﺤ�ﺎء ﻋﻠوم اﻟدﯿن ﻟﻠﻐزاﻟﻲ.
-2ﺘﻔسیر اﻟكشﺎف ﻟﻠزﻤخشري.
-3ﻤﻔﺎﺘ�ﺢ اﻟﻐیب ﻟﻠرازي.
وﺤبذا ﻟو أن ﻋﻠمﺎءﻨﺎ ﯿتجردون ﻟﻬﺎ ف�حررون ﻤﺎ ﻓیﻬﺎ ﻤن اﻟحق ،و�برزون ز�ﻔﻬﺎ ،وﺘُط�ﻊ
�حواش �ﺎﺸﻔﺔ ،وﺘﻌﻠ�ﻘﺎت واﻀحﺔ� ،یﻼ ﺘزل ﻓیﻬﺎ أﻗدام �ﻌض اﻷﻏمﺎر ،أو ﺘتﻬﺎوى ﻓیﻬﺎ
أﻓئدة �ﻌض اﻟضﻌﻔﺎء ،ﻗﺎل اﻹﻤﺎم اﺒن ﻗداﻤﺔ رﺤمﻪ ﷲ )وﻤن اﻟسنن ﻫجران أﻫﻞ
اﻟبدع،وﻤ�ﺎﯿنتﻬم وﺘرك اﻟجدال واﻟخصوﻤﺎت ﻓﻲ اﻟدﯿن ،وﺘرك اﻟنظر ﻓﻲ �تب اﻟمبتدﻋﺔ،
واﻹﺼﻐﺎء اﻟﻰ �ﻼﻤﻬم و�ﻞ ﻤحدﺜﺔ ﻓﻲ اﻟدﯿن ﺒدﻋﺔ( )ﺘحر�م اﻟنظر ﻓﻲ �تب أﻫﻞ
اﻟكﻼم(.ﺼـ .48
) (4اﻟﻐوص ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻵﻟﺔ ،اﻟتﻲ ﻫﻲ ﻤﻔتﺎح ﻟﻔﻬم اﻟﻌﻠوم اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ ﻨحو اﻟﻠﻐﺔ وأﺼول
اﻟﻔﻘﻪ واﻟتﻔسیر وﻤصطﻠﺢ اﻟحدﯿث.
31
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
ﻫـ -ﺠمﻊ ُﻤﻠﺢ اﻟﻌﻠم وﻨواردﻩ ،وأﺸﻌﺎرﻩ اﻟﻌﻠم�ﺔ واﻟطر�ﻔﺔ وﻤﺎ ﺸﺎﺒﻬﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺤسﺎب اﻟتﺄﻤﻞ
اﻟمﻠﺢ
اﻟﻌﻠمﻲ واﻟمتﺎﻨﺔ اﻟتثق�ف�ﺔ ،ﺤیث �ظﻞ اﻟطﺎﻟب ﻻ ﻫمﺔ ﻟﻪ إﻻ ﻓﻲ ﺘﻠك ُ
واﻟمستظرﻓﺎت! و ﻤﺎ �ﺎن ﯿن�ﻐﻲ أن �ستﻐرق ﺒﻬﺎ اﻟزﻤﺎن ،أو �ض�ﻊ �سببﻬﺎ اﻷﺼول
واﻷﺴﺎﺴ�ﺎت!! وﺤق ﻫذﻩ اﻟمﻠﺢ اﻻﻗتصﺎد ،واﺴتﻌمﺎﻟﻬﺎ وﻗت اﻟراﺤﺔ واﻹﺠمﺎم وﻋند ﺘجدﯿد
اﻟﻬمﺔ واﻟنشﺎط.
32
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
ﻗﺎل أﻤیر اﻟمؤﻤنین ﻋمر رﻀﻰ ﷲ ﻋنﻪ )ﺤﺎﺴبوا أﻨﻔسكم ﻗبﻞ أن ﺘحﺎﺴبوا وزﻨوﻫﺎ ﻗبﻞ
أن ﺘوزﻨوا( وﻓﻲ ﻫذا اﻟمﻌنﻲ ﻗول ﻤ�مون ﺒن ﻤﻬران رﺤمﻪ ﷲ ) ﻻ �كون اﻟرﺠﻞ ﺘق�ﺎً
ﺤتﻰ �كون ﻟنﻔسﻪ أﺸد ﻤحﺎﺴ�ﺔ ﻤن اﻟشر�ك ﻟشر�كﻪ( .
33
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
را�ﻌﺎ :ﻨبذ اﻟتكﺎﺴﻞ واﻟتسو�ف ،اﻟطﺎرئ ﻋﻠیﻬﺎ وﻋﻠﻰ اﻟﻌمﻠ�ﺔ اﻟتثق�ف�ﺔ وﺤمﻞ زﻤﺎم اﻟم�ﺎدرة
ﺘجﺎﻫﻬﺎ� ،ﺎﻻﻋتمﺎد ﻋﻠﻰ ﷲ أوﻻً وآﺨ اًر ،وﺴؤاﻟﻪ اﻟﻔتﺢ واﻟسداد ،واﻤتطﺎء اﻟﻌز�مﺔ اﻟصﺎدﻗﺔ،
واﻹرادة اﻟﻘو�ﺔ ،واﻟتﻔكر ﻓﻲ اﻟخسﺎﺌر اﻟنﺎﺘجﺔ ﻤن ﺠراء اﻹﻫمﺎل واﻟﻔوﻀو�ﺔ .وﻤمﺎ ﯿر�ﻲ
ﻋﻠﻰ ﺤسب اﻟمحﺎﺴ�ﺔ ،واﺴتﻌمﺎﻟﻬﺎ �ضرورة ﺤ�ﺎﺘ�ﺔ ﻓﻲ دﻨ�ﺎ اﻟمؤﻤن اﻟمبتﻐﻲ ﺜواب ﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻤطﺎﻟﻌﺔ ﺴیر اﻟجﺎدﯿن ﻤن أﻫﻞ اﻟﻌﻠم ،واﻷﻓذاذ اﻟذﯿن ﻋرﻓوا �ﻌﻼء اﻟﻬمم ،وﺸموخ
اﻟرغ�ﺎت ،ﻨحو اﻟخﻠﻔﺎء اﻟراﺸدﯿن ،واﻟﻔﻘﻬﺎء اﻷر�ﻌﺔ ،واﻷﺌمﺔ اﻟمتﻘین �ﺎﻟ�خﺎري واﺴحﺎق
واﺒن ﻤﻌین و�ﺒراه�م اﻟحر�ﻲ ،واﻟدراﻗطنﻲ واﻟخطیب واﺒن ﻋبداﻟدا�م واﺒن ﻋﻘیﻞ واﺒن
اﻟجوزي واﻟنووي واﻟسرﺨسﻲ ،واﺒن ﺘ�م�ﺔ واﺒن اﻟق�م واﺒن ﺤجر واﻟسیوطﻲ وﻏیرﻫم.
وﻤن اﻟمﻌﺎﺼر�ن أﺤمد ﺸﺎﻛر واﻟمﻌﻠمﻲ ،وﻤحمود ﺸﺎﻛر واﻷﻟ�ﺎﻨﻲ واﺒن �ﺎز واﺒن ﻋث�مین
واﻟندوي وأﺸ�ﺎﻫﻬم ﻤن أر�ﺎب اﻟجد واﻟجﻼدة ﻓمثﻞ ﻫذﻩ اﻟسیر ،ﻤطﺎﻟﻌتﻬﺎ ﻤن اﻷﻫم�ﺔ
�مكﺎن ،وﺴ�خرج اﻟتﻠمیذ �ﺎﻻﻨط�ﺎﻋﺎت اﻟتﺎﻟ�ﺔ:
ﻋمق اﻟسخﺎء اﻟجسدي واﻟروﺤﻲ ،اﻟمبذول ﻤن ﻗبﻞ ﻫؤﻻء ﻓﻲ ﺘحصیﻠﻬم )( 1
وع�ﺎدﺘﻬم وﺴﺎﺌر ﺸئوﻨﻬم.
اﻟﻬمم اﻟمشتﻌﻠﺔ ،واﻟسﺎع�ﺔ إﻟﻰ ﺘحصیﻞ اﻟخیرات ،وﻨبذ اﻟحسرات. )( 2
ﺠب اﻹﺼرار واﻹﺘﻘﺎن ،ورﻓض �ﻞ ﺼور اﻟتسو�ف واﻟﻌشواﺌ�ﺔ. )( 3
اﺴتثمﺎرﻫم ﻟﻸوﻗﺎت ف�مﺎ ﯿنﻔﻊ ،واﻟ�خﻞ �سﺎﻋﺎﺘﻬﺎ ،أن ﺘذﻫب ﺴدى ،أو ﺘﻐﺎدر )( 4
دون ﻓﺎﺌدة و�ﻋجﺎز.
ﻤحﺎﺴبتﻬم ﻷﻨﻔسﻬم ،وﺴؤاﻟﻬم ﻋن اﻟنﻘیر واﻟﻘطمیر ،ﻤمﺎ �ﻌنﻲ ﺤرﺼﻬم ﻋﻠﻰ )( 5
ﻤنﻬﺎﺠﻬم اﻟﻌﻠمﻲ واﻟسﻠو�ﻲ ،وﻋدم ارﺘضﺎﺌﻬم ﻟﻠكسﻞ واﻟشتﺎت ،و�ﻞ أﺸكﺎل
اﻟﻔوﻀو�ﺔ اﻟتﻲ ﻻ ﺘمت ﻟﻼﻨض�ﺎط واﻟحزم �صﻠﺔ.
34
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
35
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
وﻓﻲ ﻗصﺔ أﺒﻲ اﻟدرداء ﻤﻊ ﺴﻠمﺎن رﻀﻲ ﷲ ﻋنﻬمﺎ ﻗﺎل ﺴﻠمﺎن ) :إ ﱠن ﻟر�ك ﻋﻠ�ك ﺤﻘﺎ،
وﻟنﻔسك ﻋﻠ�ك ﺤﻘﺎ ،وﻷﻫﻠك ﻋﻠ�ك ﺤﻘﺎ ،ﻓﺎﻋط �ﻞ ذي ﺤق ﺤﻘﻪ( أﺨرﺠﻪ اﻟ�خﺎري.
وﻫذان اﻟحدﯿثﺎن أﺼﻞ ﻓﻲ ﻤسﺄﻟﺔ اﻻﺘزان اﻟنﻔسﻲ ،وﺘوز�ﻊ اﻟحﻘوق واﻟواﺠ�ﺎت ،و ّ
أن
اﻟحق اﻟﻌﻠمﻲ ﻟ�س ﻤﻘدﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺤﻘوق أﺨرى ،ذ�رﺘﻬﺎ اﻷﺤﺎدﯿث ،وﻓﻬمت ﻤن ﻤﻘررات
حﺎل ﺼرف اﻟزﻤﺎن �ﻠﻪ ﻓﻲ طﻠ�ﻪ ،وﺘحق�ﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺤسﺎب إﻫمﺎل اﻟشر�ﻌﺔ ،وﻻ �جوز � ٍ
اﻟجواﻨب اﻷﺨرى ،اﻟتﻲ ﻫﻲ واﺠ�ﺔ وﻤؤ�دة.
اﻟشتﺎت
وﻫذا اﻻﺘزان اﻟنﻔسﻲ�ُ ،سﻬم ﺒدرﺠﺔ �بیرة �ﺈذن ﷲ ،ﻓﻲ اﻟﻘضﺎء ﻋﻠﻰ َ
اﻟﻌﻠمﻲ ،وﺘحو�ﻞ دﻓﻘﻪ اﻟسر�ﻊ ،إﻟﻰ ﻨوع ﻤن اﻟتﺄﻤﻞ واﻟترﺴﻞ واﻟترﺘیب ،وﻫو ﻤﺎ ﺘحتﺎﺠﻪ
اﻟح�ﺎة اﻟﻌﻠم�ﺔ.
وﻗد ﻗیﻞ )ﻤن أراد اﻟﻌﻠم ﺠمﻠ ًﺔ ﻓﺎﺘﻪ ﺠمﻠ ًﺔ( ﻓﺎﻟﻌﻠم ﻤسﺄﻟﺔ وﻤسﺄﻟتﺎن وﺤدﯿث وﺤدﯿثﺎن،
وﻨظﺎم وﺘنسیق ،وﺘﻌﻘﻞ وﺘرﺘیب.
ﻗﺎل اﻟخطیب اﻟ�ﻐدادي رﺤمﻪ ﷲ) :وﻻ �ﺄﺨذ اﻟطﺎﻟب ﻨﻔسﻪ �مﺎ ﻻ �ط�ﻘﻪ ،ﺒﻞ
�ﻘتصر ﻋﻠﻰ اﻟ�سیر اﻟذي �ض�طﻪ و�حكم ﺤﻔظﻪ و�تﻘنﻪ(.
وﻗﺎل اﺒن ﺸﻬﺎب اﻟزﻫري رﺤمﻪ ﷲ )ﻤن طﻠب اﻟﻌﻠم ﺠمﻠﺔ ﻓﺎﺘﻪ ﺠمﻠﻪ ،و�ﻨمﺎ ﯿدرك اﻟﻌﻠم
ﺤدﯿث وﺤدﯿثﺎن(.
وﻗﺎل ﺸع�ﺔ أﺒو �سطﺎم رﺤمﻪ ﷲ ) �نت آﺘﻲ ﻗتﺎدة ﻓﺄﺴﺄﻟﻪ ﻋن ﺤدﯿثین ،ف�حدﺜنﻲ ﺜم
�ﻘول أز�دك ،ﻓﺄﻗول ﻻ ،ﺤتﻰ أﺤﻔظﻬﺎ وأﺘﻘنﻬﺎ(.
وﻗد اﺴتنكر اﻻﻤﺎم ﻤﺎﻟك رﺤمﻪ ﷲ ﻋﻠﻰ طﻼ�ﻪ ﺤﻔظ اﻟموطﺄ ﻓﻲ أر�ﻌین ﯿوﻤﺎ ﻓﻘﺎل ﻟمﺎ
)ﻛتﺎب أﻟﻔتﻪ ﻓﻲ أر�ﻌین ﺴنﺔ ،أﺨذﺘموﻩ ﻓﻲ
ٌ ﻋرض ﻋﻠ�ﻪ اﻷوزاﻋﻲ وﻏیرﻩ ﻓﻲ أر�ﻌین ﯿوﻤﺎ
أر�ﻌین ﯿوﻤﺎً! ﻗﻠمﺎ ﺘﻔﻘﻬون ف�ﻪ(!!
وﻫذا ﻤسﻠك ﻋﻘﻼﻨﻲ وذ�ﻲ ﻓﻲ ﺤ�ﺎة اﻟسﻠﻒ ﻗبﻠنﺎ ﻷﻨﻬم أدر�وا َﺴﻌﺔ اﻟﻌﻠم واﻤتدادﻩ
اﻟﻔس�ﺢ ،ﻓﻌمدوا إﻟﻰ اﻟتنظ�م اﻟﻌﻠمﻲ ،واﻻﻨتخﺎب اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻋبر ﺴﻠم ﻤنﻬجﻲ ﻤنظم� .حﻔظ
اﻟﻬمﺔ ،و�ض�ط اﻻﺘزان ،و�ورث اﻟثمرة �ﺈذن ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ و�ﻨمﺎ ﻨبﻬنﺎ ﻋﻠ�ﻪ ﻫنﺎ ،ﻷن اﻻﻨدﻓﺎع
اﻟتحصیﻠﻲ ﻗد �شق در�ﻪ و�ظن أﻨﻪ ﻻ ﯿنﻘطﻊ ،أو ﻗد �سﺎرع ﯿﻠﻰ ﻨوع واﺤد ﻤن اﻟﻌﻠوم
ﻟكنﻪ ٍ
ﺠﺎرف�ﺔ ﻻ ﯿﻠوي ﻋﻠﻰ أﺤد ﻗد اﻤتطﻰ اﻟمﻔﺎزة ،ور�ب اﻟمضیق و�نتﻬﻲ �ﻪ اﻷﻤر إﻟﻰ
اﻟنصب واﻻﺴتحسﺎر أو اﻟنكوص واﻹﻓﻼس!
36
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
واﻟتزام اﻻﺘزان� ،ﻌنﻲ اﻟﻘضﺎء ﻋﻠﻰ �ﻞ ﺼور اﻟشتﺎت واﻟﻔوﻀو�ﺔ ،ﻓیتخﻠص اﻟطﺎﻟب
ﻤن �ﻞ ﻤن:
-1اﻟﻔوﻀو�ﺔ وﻋبثیتﻬﺎ.
-2واﻻرﺘجﺎل وﺤمﺎﻗﺎﺘﻪ.
-3واﻻﻨدﻓﺎع وﻨداﻤﺎﺘﻪ.
-4واﻟﻌشواﺌ�ﺔ وﺤسراﺘﻬﺎ.
-5واﻟتخ�ط وﺤیراﺘﻪ.
-6واﻟشتﺎت وﻤداوﻻﺘﻪ.
-7واﻻﻀطراب وﻋدم اﺴتﻘرارﻩ.
-8واﻟتذﺒذب وﻤكدراﺘﻪ.
-9واﻟتردد وﺘﻘﻠ�ﺎﺘﻪ.
-10واﻻﺴتﻌجﺎل وﻤﻔﺎﺠﺂﺘﻪ.
ﻓﻬذﻩ ﻋشرة أﺴﻘﺎم ﺘتنﺎﻏم ﻤﻊ اﻟشتﺎت اﻟﻌﻠمﻲ ،ﻟ�ﻘضﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻬمﺔ اﻟﻌﺎﻟ�ﺔ ،واﻟنﻔس
اﻟمتوﻗدة ،واﻟذﻫن اﻟثﺎﺒت ،واﻟنشﺎط اﻟمتسﺎرع وﻻ �ﻘرﻫﺎ إﻻ ﺸﺊ �ﺎﻟنظﺎم اﻟمسدد واﻟبرﻤجﺔ
اﻟمحددة� ،ﻌد ﺘوﻓیق ﷲ ورﻋﺎﯿتﻪ.
37
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
38
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
39
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
و�تب ﻓﻲ أزﻫﻰ اﻟط�ﻌﺎت ،وﻤتكﻠمین �ﺎﺴم اﻻﺴﻼم ،ﺘجﺎوزوا ﺤﱠد اﻟكثرة ،وﺘطﺎﻟﻌنﺎ
اﻟﻔضﺎﺌ�ﺎت واﻟمنتد�ﺎت �شیوخ وﻋﻠمﺎء وﻤﻔتین وﻤؤﻟﻔین ﺘجﺎوزوا اﻟرﻫﺎب اﻷﻤمﻲ ،اﻟنﺎﺸﺊ
ﻤن اﻟخوف ﻋﻠﻰ اﻹﺴﻼم ،وﻤن اﻨدراس ﺸﻌﺎﺌرﻩ!! و�ﺄﻨنﺎ ﺒتنﺎ ﻓﻲ ﻨﻬضﺔ ﻋﻠم�ﺔ ،وﺜورة
ﻓكر�ﺔ ،ﺘ�شر �مستﻘبﻞ �ﺎﻫر ﻟﻺﺴﻼم! وﻟكن أﯿن ﻋصﺎرة ذﻟك اﻟمﻔیدة وﺘر�ﺎﻗﻪ اﻟشﺎﻓﻲ،
وزﻫرﺘﻪ اﻟﻌﺎ�ﻘﺔ وﻨسمتﻪ اﻟحﺎﻨ�ﺔ ،وﺼﻔﺎؤﻩ اﻟبراق ،وﻟمﻌتﻪ اﻷﺨﺎذة؟!
وأﯿن ﻓﻲ ذﻟك اﻻﺨﻼص اﻟشﻔﺎف ،واﻟﻌز�مﺔ اﻟخﺎرﻗﺔ ،واﻟصدق اﻟﻘﺎطﻊ واﻟﻐیرة اﻟشﺎﻤﻠﺔ
واﻟتﻬم اﻟمتحرق؟!
واﻟتﻲ ﺘكون ﻤجرد ﻤن ﻏرور ﻤنﻔوخ ،أو ﺼیت ﻤز�ف ،أو ﺠﻬﺎﻟﺔ ﻤكشوﻓﺔ ،أو
�من�ﻊ ﻓﺎﻀﺢ ،أو ﺘﻌﺎظم زاﺌﻞ!! إن اﻨﻔجﺎر اﻟﻔضﺎﺌ�ﺎت �ﺎﻟﻬم اﻻﺴﻼﻤﻲ واﻟﻌمﻞ اﻟداﺌب،
اﻟمتمثﻞ ﻓﻲ ﻗنوات ﻤخصوﺼﺔ ،و�راﻤﺞ ﻤشﻬورة ،وﻓتﺎوى ﻤبثوﺜﺔ ﻻ �ﻌنﻲ اﻟرﻀﺎ ﺒذﻟك،
واﻟتواﻛﻞ ﻋﻠﻰ اﻨجﺎزاﺘﻬﺎ واﻓ ارزاﺘﻬﺎ ،أو اﻟﻘنﺎﻋﺔ �طروﺤﺎﺘﻬﺎ وﻤﻌط�ﺎﺘﻬﺎ!
ﺒﻞ ﻻﺒد ﻤن ﺘمح�صﻬﺎ وﻨﻘدﻫﺎ ،وﺘنق�ﺢ رﺴﺎﻟتﻬﺎ وﺘجر�دﻫﺎ ﻤن �ﻞ ﻤﻌنﻰ دﯿنوي رﺨ�ص،
أو ﺤط ﺸخصﻲ �ﺎﻫت .واﻟﻌمﻞ ﻋﻠﻰ ﺘطو�ر اﻟمﻔید اﻟمتﻌمق ﻤنﻬﺎ ﻟنشر رﺴﺎﻟﺔ اﻹﺴﻼم
و�ﺒراز ﻗضیتﺔ اﻟحضﺎر�ﺔ وﻤسﺄﻟتﺔ اﻹﻨسﺎﻨ�ﺔ .وأﯿن ﻤﻘﺎم اﻟتوﺤید اﻟخﺎﻟص ،ﻤنﻬﺎ واﻻﻫتداء
اﻟنبوي ،واﻟمنﻬﺞ اﻟسﻠﻔﻲ اﻟﻘﺎﺌم ﻋﻠﻰ ﻗﻔو اﻟوﺤیین ،واﺘ�ﺎع اﻟسﻠﻒ اﻟصﺎﻟﺢ اﻟكرام،
واﻟحمﺎس اﻟدﻋوي ،واﻟدور اﻟدﻓﺎﻋﻲ ،واﻟرﻓض اﻻﻋتزازي ،واﻟشموخ اﻟذاﺘﻲ واﻻﺴتﻌﻼء
ﻤﻌتد أو ﻏﺎﺸم ﻤحتﻞ .ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ" : اﻟﻌﻘﺎﺌدي ،واﻟخ�ﺎر اﻟجﻬﺎدي ..ﻻ ﺴ�مﺎ ﺘجﺎﻩ ظﺎﻟم ٍ
ِ َﻋَﻠ ْو َن ِإن ُ� ُ
ین " آل ﻋمران ،[139:وﻗﺎلَ " :و َﻤﺎ نتم ﱡﻤ ْؤ ِﻤن َ َﻨت ُم اﻷ َْوﻻَ َﺘ ِﻬُنوا َوﻻَ َﺘ ْح َزُﻨوا َوأ ُ
�ن ]آل ﻋمران ،[146:وﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰَ " :وَﻗ ِﺎﺘُﻠوا � ُ� ِح ﱡب ﱠ
اﻟصﺎ ِﺒ ِر َ اﺴ َت َكﺎُﻨوا َ� ﱠ ُ
َﻀ ُﻌ ُﻔوا َو َﻤﺎ ْ
ِ ِ ِ یﻞ ﱠ ِ ِ ِﻓﻲ ﺴ ِب ِ
ﯿن " ]اﻟ�ﻘرة ،[190:إن � ﻻَ ُ�ح ﱡب ُ
اﻟم ْﻌ َتد َ ِ � اﱠﻟذ َ
ﯿن ُ� َﻘﺎﺘُﻠوَﻨ ُك ْم َوﻻَ َﺘ ْﻌ َت ُدوا إ ﱠن ﱠ َ َ
اﻟحمكﺔ اﻟتحصیﻠ�ﺔ ﻟ�ست �منﺄى ﻋن ﻫذﻩ اﻟ�حﺎر اﻟزاﺨرة ،وﻤﺎ ﺘﻠﻔظﻪ ﻤن وﺤوش ودرر
وﻨﻔﺎ�ﺎت وﻏرر وطحﺎﻟب وزﻫر ،ﻓﻬﻲ ﺘﻌﺎﯿن وﺘدﻓق .وﺘشﺎﻫد وﺘتﺄﻤﻞ ،وﺘحﻘق وﺘتﻌمق،
ﻟتصﻞ اﻟﻰ ﻤنتﻬﻰ اﻟسداد ،و�بد اﻟحق�ﻘﺔ ،وِﺘبر اﻟمﻌرﻓﺔ ،وﺘسﻠم ﻤن �ﻞ ﻏواﺌﻞ اﻟطر�ق،
وأﻤشﺎج اﻟح�ﺎة ،وﻤﻼﺤن اﻷﻗوال واﻷﻋمﺎل.
إن اﻨتﻬﺎج اﻟحكمﺔ اﻟتحصیﻠ�ﺔ ﻓﻲ ﺸئون اﻟﻌﻠم واﻟﻌﻠمﺎء ،ﺨﻠ�ﻘﺔ أن ﺘبّﻠﻎ ﺼﺎﺤبﻬﺎ� ،نز
اﻟ�صیرة ،وﺘﺎج اﻟحكمﺔ اﻟشر�ﻔﺔ ،و�ﺎﻗوت اﻟمﻘوﻟﺔ اﻟﻔر�دة اﻟتﻲ ﻫﻲ رﻓﺎف اﻟﻌز ﻋﻠﻰ
40
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
رؤوس اﻟحكمﺎء اﻟذﯿﻲ ﺘحتﺎج إﻟیﻬم اﻷﻤﺔ وﻻ ﯿنﻔك ﻋن وﻋیﻬم اﻟمدروس ،وﺨطتﻬم
اﻟمﻠﻬمﺔ وﺘوﺠیﻬﺎﺘﻬم اﻟمﻌتبرة ،ﻻ ﺴ�مﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟظروف اﻟحﺎﻟ�ﺔ اﻟمﻠتﻬ�ﺔ ﺒتسﺎرع
اﻷﺤداث ،وﺘسﻠط اﻷﻋداء ،واﻨدﻓﺎع ﻋجﻠﺔ اﻟح�ﺎة اﻟمتﻔجرة �صنوف اﻟﻌﻠوم ،وﺘطورات
اﻟتﻘن�ﺔ ،و�ذخ اﻟمﻐر�ﺎت ،ﻓﻲ ﻤح�ط أﻤﺔ ﻟم ﺘست�ﻘظمن ﺴ�ﺎﺘﻬﺎ �ﻌد ،وﺘُﻌ ﱠد اﻟﻌدة ﻟﻠﻌمﻞ
واﻟنﻬوض.
وﻤﺎ ﺠﻒ واﻟتــﺄم ِ
اﻟشﻔﺎة ُﺠرﺤﻬﺎ راﻋﻒ
وﻤن اﻟحكمﺔ اﻟمؤ�دة ﻫنﺎ ،وﻻ �مكن إﻏﻔﺎﻟﻬﺎ ﻗراءة اﻟكتﺎب اﻟﻌز�ز واﻟسنﺔ اﻟمطﻬرة ،ﻗراءة
ﻓﺎﺤصﺔ ﻤبنﺎﻫﺎ اﻟتدﺒر واﻟتﺄﻤﻞ ،واﻟنﻬوض اﻟﻔكري اﻟمورث ﻟﻠﻌﻠم واﻻ�مﺎن .ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ " :
ﺎب "]ص،[29: آ� ِﺎﺘ ِﻪ َوﻟَِی َت َذ ﱠﻛَر أ ُْوُﻟوا اﻷَ ْﻟَ� ِ ِ
ﺎﻩ ِإَﻟ ْ� َك ُﻤَ� َﺎر ٌك ّﻟَیﱠدﱠﺒُروا َ
َﻨزْﻟَن ُ
ﺎب أ َ ِ
ﻛ َت ٌ
41
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
42
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
) (10دﻓﻊ اﻟجﺎﻨب اﻟسﻠو�ﻲ ﻟدى اﻟطﺎﻟب ،ﻻ ﺴ�مﺎ إذا ُﻋرف أﻨﻪ ﻤﻘدﻤﺔ أوﻟ�ﺔ
وﻗﺎﻋدة ﺼﻠ�ﺔ ﻟصﻌود ﺴﻠم اﻟتﻠﻘﻲ واﻟتحصیﻞ ،ﺤیث ﺘﻔتﺢ ﻤضﺎ�ﻘﻪ وﺘسﻬﻞ
ﺘﻌﺎﺴرﻩ وﻤﻬد ﻤﻌﺎﻗدﻩ �ﷲ اﻟموﻓق واﻟمﻌین.
و�ﻠمﺎ �ﺎن زﻤﻼء اﻟرﺤﻠﺔ أﻛثر ﻤن اﺜنین ،أي رﻫطﺎً ﻤتﻌﺎوﻨین أﺜمر ذﻟك أﻀﻌﺎف
اﻟﻔواﺌد ،و�شﻒ ﻋن ﻤزاﻟق اﻟطر�ق ،وﺘجﺎوز ﻤصﺎع�ﻪ وﻤكدراﺘﻪ ﻟ�صﻞ ﺒتوﻓیق ﷲ
وﺘسدﯿدﻩ ،إﻟﻰ ّﺒر اﻟحكمﺔ واﻟﻔتﺢ واﻟنجﺎح ،وﻫو ﻤﺎ ﯿنشدﻩ �ﻞ طﺎﻟب ﻟﻠﻌﻠم ﯿن�ﻐﻲ ف�ﻪ
رﻀوان ﷲ ،و�رﺠو ز�ﺎة ﻨﻔسﻪ ،وﺼﻘﻞ روﺤﻪ ،واﺘسﺎع ﺘﻔكیرﻩ.
و�ذا ﺼحت ﻤثﻞ ﺘﻠك اﻟزﻤﺎﻟﺔ ،واﺒتﻐﻲ ﺒﻬﺎ وﺠﻪ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ� ،ﺎﻨت ﺴبیﻼ ﻟﻘوة اﺠتمﺎع�ﺔ
وﺨططﺎً ﻋﻠم�ﺔ وﺘﺄﻟ�ف�ﺔ� ،ﺎن ﺴبﻬﻬﺎ اﻟتﻼﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠمن
دﻋو�ﺔ ،ﺘتبنﻰ ﻤشﺎر�ﻊ إﺼﻼﺤ�ﺔ ُ
ﻫم واﺤد ،واﺤتوﺘﻬم ﻗض�ﺔ ﻤتﻔردة ،ﺴﺎﻗتﻬم ﻟﻌمﻞ ﺠمﺎﻋﻲ
واﻟتﺂﺨﻲ ﻓﻲ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﺠمﻌﻬم ٌ
وﺠﻬد ﻤوﺤد ،ﻻ ﺴم�ﺎ وﻫم ﻤؤﻤنون ،ﺘرﻋﺎﻫم ﺸر�ﻌﺔ واﺤدة ،وﺘؤﻟﻔﻬم ﻋﻘیدة ﺼﺎدﻗﺔ ،ﻻ
ﻟﻒ ﻓیﻬﺎ وﻻ اﻟتواء.
إن اﻻﻨخراط ﻀمن ﺸﻠﻠ�ﺔ ﻋمﻠ�ﺔ ﺘﻬوى اﻟﻌﻠم ،وﺘجمﻊ ﻤسﺎﺌﻠﻪ ،وﺘﻌﻘد أواﺼر اﻟبنﺎء
ﺠدﯿر أن ﺘخرج ﺠیﻼ ﻤتمی اًز ،ﻗد ﺸمﺦ �ﺎﻟﻌﻠم ،واﻋتز �ﺎﻟمﻌرﻓﺔ واﺸتﺎق
واﻟتﻼﻗﻲ واﻟمحﺎﻛﺎة ٌ
ﻟﻠﻌمﻞ واﻻﻨتﺎج� ،سبب ﻤﺎ ﺤصﻞ ،اﺠتمﺎع ﺒنیوي ،وﺘنﺎﻓس ﻨز�ﻪ ،وﺘكﺎﻓﻞ ﻤتین ﺤیث �ﻔید
ِ
اﻟمتﻬﺎون اﻟمثﺎﺒر ،واﻟنﺎس �ﺄﺴراب �ﻌضﻬم �ﻌضﺎ و�حﻔز اﻟمجتﻬد اﻟمﻘصر ،و�حﺎﻛﻲ
اﻟَﻘطﺎ ﻤجبوﻟون ﻋﻠﻰ ﺘش�ﻪ �ﻌضﻬم ﺒ�ﻌض �مﺎ ﻗﺎل ﺸ�ﺦ اﻹﺴﻼم اﺒن ﺘ�م�ﺔ رﺤمﻪ ﷲ .
وأﻓﺎد اﺒن رﺠب رﺤمﺔ ﷲ )أن اﻟنﻔوس ﺘتﺄﺴﻰ �مﺎ ﺘشﺎﻫدﻩ ﻤن أﺤوال أﺒنﺎء اﻟجنس(.
43
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
وﻟذا �مكن أن ﺘﻘرر ﻫنﺎ وﻫم�ﺔ اﻻﻨجﺎز اﻟجزﺌﻲ ﻓﻲ اﻟﻌمﻠ�ﺔ اﻟتحصیﻠ�ﺔ ف�مﺎ ﯿﻠﻲ:
أوﻻً :أﻨﻪ �ﺎﻋث ﻋﻠﻰ اﺴتمرار اﻟمنﻬج�ﺔ اﻟﻌﻠم�ﺔ ﻻ ﺴ�مﺎ وﻗد ﺘكﻠﻠت ﻤرﺤﻠتﺔ اﻷوﻟﻰ
�ﺎﻟﻐﻠ�ﺔ واﻟنجﺎح.
ﺜﺎﻨ�ﺎً :ﺘنشط ﻟﻠحیو�ﺔ اﻟذاﺘ�ﺔ ،ودﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠمواﺼﻠﺔ ،واﻻﻨتﻘﺎل إﻟﻰ اﺨت�ﺎرات ﻋﻠم�ﺔ ﺠدﯿدة.
ﺜﺎﻟثﺎً :ﻀ�ط ﻟﻠمسﺎر وﺤﻔظ ﻟﻠبرﻤجﺔ اﻟﻌﻠم�ﺔ ،وﻗطﻊ �ﻞ طر�ق ﻨحو اﻟﻔوﻀو�ﺔ واﻟتشتیت.
را�ﻌﺎً :إﺸﻌﺎر اﻟنﻔس �ﺎﻻﻋتزاز ،واﻟمﻌجزة ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺘم ،ﻤن ﺘوﻓیق ﷲ ﻟﻬﺎ ،و�ﻛسﺎﺒﻬﺎ ﻨوﻋﺎً
ﻤن اﻟوﻋﻲ اﻟطﻠبﻲ واﻟن�ﺎﻫﺔ اﻟتحصیﻠ�ﺔ.
وﻤﻊ ﻫذﻩ اﻟﻔواﺌد اﻟبﻬ�جﺔ ﻤن اﻹﻨجﺎز اﻟجزﺌﻲ إﻻ أﻨنﺎ ﻨحذر ﻤن ﻋواق�ﻪ اﻟمطﻠﻘﺔ اﻟتﻲ
ر�مﺎ أورﺜت!
ُ -1ﻋ ْجً�ﺎ �مﺎ ﺘم ،وﻏرو اًر �ستوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟنﻔس ،ﻓیزرع ﻓیﻬﺎ اﻟتﻌﺎﻟﻲ اﻟمذﻤوم واﻟترﻓﻊ
وﺤ ْسن ﻋﺎﺌدﺘﻪ.
اﻟطﺎﻏﻲ ،اﻟذي �حرم ﻤن ﻟذة اﻟﻌﻠم و�ر�تﻪُ ،
-2اﻟسكوت اﻟمتراﺨﻲ واﻟراﻀﻲ �مﺎ ﺤصﻞ ،وأﻨﻪ ُﺤق ﻟﻪ اﻟتحدث واﻹﻓتﺎء ،و�ﺒداء
اﻟمواﻗﻒ اﻟﻌﻠم�ﺔ ،وﻤشﺎﺒﻬﺔ اﻟﻔضﻼء اﻟراﺴخین.
أﺼول اﻟﻌﻠم ،وﻀ�ط ﻤﻌﺎﻟمﻪَ -3اﺴتﻌجﺎل اﻟتصدر واﻟبروز ظنﺎً ﻤنﻪ أﻨﻪ ﺤﻔظ
اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ ،وذﻟك ٍ
�ﺎف ﻹﺒراز اﻟ�ضﺎﻋﺔ وﻤمﺎرﺴﺔ اﻟتجﺎرة اﻟرا�حﺔ!! وﻫذا ﻻ �ﻌدو
أن �كون ﺠﻬﻼً ﺒواﻗﻊ اﻟﻌﻠم و�حﺎرﻩ اﻟزاﺨرة ،وﻻ ﯿزال اﻟطﺎﻟب ﻓﻲ اﻟ�حر اﻷول
وﻓﻲ ٍ
ﺸبر ﻤن اﻷﺸ�ﺎر اﻟثﻼﺜﺔ اﻟمشﻬورة.
44
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
-4اﻻﻨﻘطﺎع اﻟتحصیﻠﻲ� ،سبب اﻟنجﺎح اﻟمبدﺌﻲ ،ﺤیث ﻨجد ﻤن �حﻔظ اﻟﻘرآن ﻤثﻼً
و�ض�ط ﻋمدة اﻷﺤكﺎم� ،ﻔرح ﺒذﻟك ﻤطﻠﻘﺎً ،وأﻨﻪ ﺤﺎز اﻟكمﺎل ،و�ﻠﻎ اﻟرﺸﺎد ،ﻓحﻘﻪ
اﻟراﺤﺔ واﻟﻘﻌود واﻻﻨﻘطﺎع واﻟرﻗود وﻫذا ﺨطﺄ ﻤنﻬجﻲ.
ﻓﻠمﺎذا ﻻ أﻓكر �ﻌد اﻟحﻔظ واﻟض�ط أن أﻗ أر ﺘﻔسیر اﻟﻘرآن ،وﺘﺄﻤﻞ ﻤﻌﺎﻨ�ﺔ و�حث
ﻤسﺎﺌﻠﻪ اﻷﺤكﺎﻤ�ﺔ ،وﺘﺄﻤﻞ ﻗضﺎ�ﺎﻩ اﻟرﺌ�س�ﺔ ...وﻫﻠم ﺠرا.
وﻤتن ﻋمدة اﻷﺤكﺎم ،داﻓﻊ ﻟﻲ أن أﺘﻌرف ﻋﻠﻰ ؟ﻤﻌﺎﻨﻲ ﻫذﻩ اﻷﺤﺎدﯿث اﻟشر�ﻔﺔ ،وأن
اﻛتشﻒ أﺴرارﻫﺎ اﻟﻔر�دة ،ﻤن ﺨﻼل ﺸروﺤﺎت ﻤختصرة ،ﺘحوطنﻲ �ﺎﻟﻔﻘﻪ واﻟوﻋﻲ
واﻻﺴترﺸﺎد.
أﺠمﻊ ﺸروﺤﺎ أﺨرى ،ﺘنﺎﺴب ﻤستواي وأﻋﻘد اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﺒینﻬﺎ .و�ن �ﺎن
َ وأز�د ﻋﻠ�ﻪ ،أن
ﻟدى ﻨﻬم ًﺔ ﻟﻠحﻔظ ،ﻓﺄﻨتﻘﻞ اﻟﻰ �تﺎب آﺨر �صح�ﺢ اﻟ�خﺎري ،أو اﻟﻠؤﻟؤ واﻟمرﺠﺎن
ﻻ ﯿزال ّ
اﻟمحصﻞ ﻫنﺎ ﱠ
أن ﺘحﺎوز اﻟمرﺤﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﺒنجﺎح ﱠ ،ﻓﺄطﺎﻟﻌﻪ ،وأﺘحﻔظ ﻤﺎ �طیب و�ت�سر .و
ﻻ �ﻌنﻲ اﻻﻨﻘطﺎع ﺒﻞ �جب أن ﺘكون داﻓﻌﺎً ﻟمرﺤﻠﺔ ﺠدﯿدة .ﻤزﻫوة �ﺎﻟمﻌﺎﻨﻲ واﻷﺴرار
اﻟتوﻀ�ح�ﺔ ﻟمتون اﻟمرﺤﻠﺔ اﻟمتﻘدﻤﺔ ،أو إﻨجﺎز ﻀ�طﻲ آﺨر�ُ ،ضﺎف إﻟﻰ ذﻟك اﻹﻨجﺎز.
ﻛذا ﻫﻲ اﻟبﻬجﺔ �ﺎﻹﻨجﺎز اﻟمرﺤﻠﻲ! اﻟمضﻲ واﻟجد واﻟمواﺼﻠﺔ وﻟ�س اﻟضﻌﻒ واﻟسكون
ّ
واﻻﻨﻘطﺎع.
إن اﻹﻨجﺎز اﻟمرﺤﻠﻲ� ،ﻌتبر أداةً ﻗو�ﺔ ﻟتثبیت اﻟبرﻨﺎﻤﺞ اﻟمت�ﻊ ،وﻤؤﺸ اًر ﻟحﻔظ اﺘزان
اﻟطﻼب اﻟنﻔسﻲ واﻟﻌﻠمﻲ� ،حیث ﻻ ﯿداﺨﻠﻪ اﻟﻔتور ،أو �ﻌتر�ﻪ اﻻﻨﻬزام واﻻﺴتﻬﺎﻨﺔ .وﻤن
أن �ﻘسم ﺴیرﻩ اﻟمنﻬجﻲ إﻟﻰ ﻤراﺤﻞ وﺨطوات وﻓصول ﻤتدرﺠﺔ،اﻟضروري ﻟطﺎﻟب اﻟﻌﻠم ْ
ﯿبدأ أوﻻ �ﺄﺼیﻠﻬﺎ ﺜم دﻟیﻠﻬﺎ ﺜم ﺠمیﻠﻬﺎ ،و�حرص أﻻ ﯿنتﻘﻞ إﻟﻰ ﻤرﺤﻠﺔ ﺠدﯿدة ،إﻻ �ﻌد
ﺘخط�ﻪ ﺒوﺴﺎم اﻹﻨجﺎز اﻟمرﺤﻠﻲ اﻟذي ﻫو ﺨطوة ﻟﻸﻤﺎم ،ودوﻓﻌﻪ ﻤتﻘدﻤﺔ ﻟﻠكدح اﻟﻌﻠمﻲ،
تصور طﻠ�ﻪ ﻓﻲ ﻤرﺤﻠﺔ واﺤدة! ﺒﻞ ﻻﺒد
واﻟﻌنﺎء اﻟتحصیﻠﻲ ،إذ اﻟﻌﻠم ﻤراﺘب وﻤراﺤﻞ ،وﻻ ُﯿ ﱠ
ﻟﻪ ﻤن ﺴﻼﻟم ﻤتدرﺠﺔ ،وﻤنﺎزل ﻤتصﺎﻋدة ،ﺘﺄﺨذ اﻟطﺎﻟب ﺨطوةً ﺨطوة ،وﺘرﺴخﻪ ﺒتدرج
ﻤتمیز ،وﺘﻔﻘﻬﻪ ﺤسب ﺘرﺘیب رﺼین �مر �مراﺤﻞ اﻟحﻔظ ،ﺜم اﻟﻔﻬم ،واﻻﺴتن�ﺎط ،رﻏم
اﻟنشر واﻟﻌمﻞ واﻟبﻼغ.
45
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
أن
و�ذا ﻫو اﻟﻌﻠم �مراﺘ�ﻪ ودرﺠﺎﺘﻪ اﻟمتتﺎ�ﻌﺔ واﻟشﺎﻫد ﻤن ﻫذا اﻟكﻼم اﻟمثبت ﻫنﺎ ّ
اﻹﻨجﺎز اﻟمرﺤﻠﻲ ،ﻟ�س ﺤسمﺎً ﻟﻘض�ﺔ اﻟطﻠب ،أوﺨتمﺎ ﻟحﻘﺎﺌﻘﻬﺎ ،ﺒﻞ ﻫو ﻤﻘدﻤﺔ ﺜﺎﺒتﺔ،
وارﻀ�ﺔ ﯿرﺠﻰ ﺼﻼﺒتﻬﺎ ﻟمواﺠﻬﺔ �ق�ﺔ اﻟمراﺤﻞ واﻟﻔصول اﻟمتﻌﺎق�ﺔ� .ﷲ اﻟموﻓق.
إن اﻹﻨجﺎز اﻟمرﺤﻠﻲ ﻗطرة ﻓﻲ طر�ق �ﺎ�س ،وﻻ ﯿزال ﻤحتﺎﺠﺎً إﻟﻰ ﻗطرات ﻤتتﺎ�ﻌﺎت
ﺘﻔضﻲ ﻋﻠﻰ �ﻞ أﻟوان اﻟجدب واﻟجﻔﺎف ،وﺘحﻲ اﻟﻘﻠب اﻹﻨسﺎﻨﻲ ﺒینﺎﺒ�ﻊ اﻟﻐیث واﻟصﻔﺎء،
وﺘضﺊ اﻟﻌﻘﻞ ﺒب�ﺎرق اﻟنور واﻟض�ﺎء ،وﺘز�ﻲ اﻟسﻠوك �ﺄﻋﻼم اﻟﻬدى واﻻﺴتﻘﺎﻤﺔ .وﻫذا ﻨذر
�سیر ﻓﻲ ﺒر�ﺔ اﻟﻌﻠم اﻟمزﻫرة وﻋﺎﺌدﺘﻪ اﻟزاه�ﺔ اﻟتﻰ ﻻ ُ�ش�ﻊ ﻤن ﻤﺎﺌدﺘﻬﺎ ،وﻻ ُ�مﻞ
ﺴمﺎﻋﻬﺎ ،وﻻ ﯿزﻫد ﻓﻲ ع�ﻘﻬﺎ وأر�جﻬﺎ.
ﻵﺜـرت اﻟتﻌﻠـم واﺠتﻬدﺘﺎ ﻓﻠو ﻗد ذﻗ َت ﻤن ﺤﻠواﻩ طﻌمﺎ
وﻻ دﻨ�ﺎ ﺒزﺨ ـرﻓتﻬﺎ ﻓتنتﺎ وﻟم �شﻐﻠك ﻋنﻪ ﻫوى ﻤطﺎعُ
وﻟ�س �ﺄن طﻌمت وﻻ ﺸر�تﺎ ﻓﻘوت اﻟروح أرواح اﻟمﻌﺎﻨﻲ
ُ
إن أرواح اﻟمﻌﺎﻨﻲ ﺤداﺌق ﻏنﺎء ،و�سﺎﺘین ذات ﺒﻬجﺔ ،ور�ﺎض �ﺎﻨﻌﺔ ،ﺘسر اﻟنﻔس
اﻟ�شر�ﺔ ﺒرؤ�تﻬﺎ واﺴتنشﺎق ﻋبیرﻫﺎ ﻓك�ف ﻟو وﻟجت زﻫورﻫﺎ ،وﺨﺎﻟطت أوراﻗﻬﺎ وﺜمﺎرﻫﺎ،
واﺴتذاﻓت ﻤن ﻋنﺎﻗید أﻓنﺎﻨﻬﺎ وﻓواﻛﻬﻬﺎ .إﻨﻬﺎ ﻟﻠحظﺔ ﻨو ارﻨ�ﺔ ﻓر�دة ،وﺴﻌﺎدة روﺤﺎﯿنﺔ
ﺨﺎﻟدة ،اﺴتطﻌمﻬﺎ اﻷواﺌﻞ ،وﻋﺎﺸﻬﺎ أﺌمﻪ اﻹﺴﻼم و�ﻞ ﺤمﻠﻪ اﻟﻌﻠم اﻟذﯿن ﻀحوا ﻤن أﺠﻠﻪ،
وت ُ◌طﻠب اﻟسﻌﺎدة
و�ﻠتمس ﺴداﻩ؟ ُ
وﺼبروا ﻋﻠﻰ ﺸدﺘﻪ ورزا�ﺎﻩ .ف�ﺎ ﻋج�ﺎً ��ف ُﯿزﻫد ف�ﻪُ ،
ﻓﻲ أﺸ�ﺎء أﺨرى وﻋﻠوم ﺘرف�ﻪ ،وﻤواطن ﻋبث�ﺔ؟!!
إن ﻟذاذة اﻟﻌﻠم ،وﺨ�مﺔ وﺠنحﻪ اﻟسﻌﺎدة ،اﻟتﻲ ﺘكتنﻒ ﺒﻬﺎ ﺤمﻠتﻪ وطﻼ�ﻪ ،ﺸﺊ �ﻔوق
اﻟخ�ﺎل ،و�تجﺎوز اﻟوﺼﻒ ،ﻻ �مكن أن أﻋبر ﻋنﻪ إﻻ �ﺎﻟشواﻫد اﻟتﺎر�خ�ﺔ و�ﻻﺤداث
اﻟوﻗﺎﺌع�ﺔ اﻟتﻲ رﺴمﻬﺎ اﻷﺌمﺔ اﻷﻓذاذ ﻋندﻤﺎ اﺨتﺎروا ﻫذا اﻟمسﻠك ،وآﺜروﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴواﻩ،
ٍ
�ﻐﺎﻨ�ﺔ ﺤسنﺎء ،وﻻ ز�نﺔ ﻏراء ،وﻻ و�ذﻟوا ف�ﻪ دﻤﻬم ودﻤوﻋﻬم وأﻤواﻟﻬم ،ﻏیر ﻤ�ﺎﻟین
دﻨﺎﻨیرﻓﺎﺨرة ،وﻻ ﻤنﺎزل ﻋﺎﻟ�ﺔ!!
ﻫذا �حیﻰ ﺒن ﻤﻌین رﺤمﻪ ﷲ ،أﻤﺎم اﻟحدﯿث اﻟشﻬیر ﻟمﺎ ﺴئﻞ ﻤﺎذا ﺘشتﻬﻲ ﻓﻘﺎل )ﺒیت
ﻋﺎل( .واﺴتمﻊ اﻟﻰ اﻹﻤﺎم اﺒن ﻓﺎرس اﻟﻠﻐوي ﻤﺎذا �ﻘول و�سطر ﻤن ﻋمق
ﺨﺎل و�ﺴنﺎد ٍ
ٍ
ﻓؤادﻩ اﻟراﻀﻲ وﻨﻔسیتﻪ اﻟسﻌیدة.
46
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
ﺤﺎج
ﻨﻘضﻲ ﺤﺎﺠﺔ وﺘﻔوت ُ وﻗﺎﻟوا ��ف ﺤﺎﻟك ﻗـﻠت ﺨیر
47
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
أوﻓﺎﻩ ﺤﻘﻪ ،وﻟرﺴم ﻷﺠﻠﻪ اﻟمجﻠدات وﺴود اﻟصﻔحﺎت ،واﺨتزل اﻟكﻠمﺎت اﻟبد�ﻌﺎت .ﻷﻨﻪ
أﺴمﻰ ﻤﺎ أﻤتن ﷲ �ﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻨسﺎن ،وأﻏﻼ ﻫد�ﻪ ﺘُجﻠب ﻟبنﻲ آدم.
ﻓمتﻰ �ﻌﻲ أﺒنﺎؤﻨﺎ ﻫذﻩ اﻟﻘض�ﺔ اﻟجﻠ�ﺔ؟! واﻟمسﺄﻟﺔ اﻟﻌظمﻲ ف�جدوا ﻓیﻬﺎ ﺠداً ﻻ ﺘنﻔرط
ﺤ�ﺎﺌﻠﻪ ،وﻻ ﺘنﻬدم ر�ﺎﺌزﻩ وﻻ ﺘتﻌكر ﻤشﺎر�ﻪ.
إﻨﻪ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﺴمﺎ �صنﻌﺔ ﷲ ﻟﻪ وﺠﻌﻠﻪ ﻤنﺎرة ﺼدق اﻻﻨب�ﺎء واﻟرﺴﻞ اﻟذي أﻤتﻌﻬم
ﷲ �ﻌﻠم ﺸرﻋﻪ ،وﻓﻘﻪ دﻋوﺘﻪ .وﺤسن ﻨظمﻪ وﺘرﺘی�ﻪ ،إﻨﻪ اﻟﻌﻠم اﻟشر�ف اﻟكﺎﺴﺢ ﻟشبﻬﺎت
اﻟضﺎﻟین ،واﻟمﺎﺤق ﻟكﻞ دﻋﺎوي اﻟخراﻓیین ،وﻫو اﻟذي ارﺘضﺎﻩ �ﻞ ﻨبﻲ ،وﻋﻼ �ﺔ �ﻞ
رﺴول ،وﺘﻔﺎﺨر �ﻪ �ﻞ إﻤﺎم ﻤتحدث!
ﻓﺄﯿن ﻨحن ﻤن ﻫذا اﻟجوﻫر اﻟمذﻫب ،واﻟدرة اﻟﻼﻤﻌﺔ ،واﻟس�ﺎﺌك اﻟ�ﺎﺴﻘﺔ؟! اﻟتﻲ ﻻ �ﻐنﻲ
ﻋنﻬﺎ ﺠﺎﻩ �بیر .وﻻ ﻤﺎل ﻤذﺨور وﻻ ﺜروة ﻏﺎﻟ�ﺔ! ﺒﻞ ﻫو رأس اﻟثروات وﻋمﺎد اﻟجﺎﻩ
وﻨﻔﺎﺌس اﻷﻤوال ﻓﻬو أﻏﻼ ﻤﺎ ﻤﻠك اﻻﻨسﺎن ،وﻫو اﻟجﺎﻩ اﻟحصینﻲ ،وﻫو اﻟثروة اﻟ�ﺎﻫظﺔ
�حوز ﺒﻬﺎ اﻟﻌبد اﻟمخﻠص ﺴﻌﺎدة اﻟدﻨ�ﺎ واﻵﺨرة ،و�تﻘﻠد ﺒﻬﺎ ﻤﻘﺎﻟید اﻟﻌز واﻟتمكین ،و�بیت
اﻹﻤﺎم اﻟﻌظ�م واﻷﺴتﺎذ اﻟمﻘدم ﺼﺎﺤب اﻟكﻠمﺔ اﻟمسموﻋﺔ ،واﻟخطﺎب اﻟﻔﺎﺼﻞ ،واﻟحدﯿث
اﻟنﺎﻓذ! ﻓمن ﯿبﻠﻎ ﻫذﻩ اﻟمكﺎﻨﺔ ،أو �ضﺎﻫﻲ ﻫذﻩ اﻟمنزﻟﺔ ،أو �ضﺎرع ﻫذﻩ اﻟزﻋﺎﻤﺔ؟! �ﻞ
ذﻟك �سبب ﺴﻠطنﻪ اﻟﻌﻠم وﺴ�ﺎدﺘﻪ اﻟصﺎرﻤﺔ ،ورﺌﺎﺴتﻪ اﻟمتجددة �مﺎ ﻗیﻞ.
اﻟﻌﻠمﺎء
ُ �حكم
ُ وﻋﻠﻰ اﻷﻛﺎﺒر إن اﻷﻛﺎﺒر�حكمو َن ﻋﻠﻰ اﻟورى
ﻟكن ذﻟك ﻻ ﯿتم إﻻ �شراﺌطﻪ وأﺼوﻟﻪ اﻟتﻰ ﺘصون ﻨتﺎﺠﻪ وﺘض�ط ﺴ�ﺎدﺘﻪ وﺘحﻔظ
ﻤروءﺘﻪ ،وﺘﻘوم �حﻘﻪ وواﺠ�ﺎﺘﻪ وﻫﻲ ﻤﻘوﻤﺎﺘﻪ اﻟرﺌ�سﺔ ،وﻋمداﻨﻪ اﻟﻌم�ﻘﺔ ،اﻟتﻲ ﺘجﻌﻠﻪ اﻟجﺎﻩ
اﻟمرﻋب واﻟﻘصر اﻟمن�ف ،و�مكن ﺘﻘر�رﻫﺎ ف�مﺎ ﯿﻠﻲ-:
-1اﻟتجرد اﻟصﺎدق � ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ طﻠ�ﻪ ،وﻨصرة دﯿنﻪ واﺤتسﺎب ﺨطواﺘﻪ.
-2ﺼﺎﯿنتﻪ ﻤن �ﻞ آﻓﺔ واﻟحﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺘﺎﺠﻪ اﻟ�ﺎﻫﻲ .وﻫیبتﻪ اﻟشﺎﻤخﺔ.
-3اﻟترﻓﻊ �ﻪ ،وﻋدم ﺘﻠو�ثﻪ ﺒزﻫرات اﻟدﻨ�ﺎ وﻤﻔﺎﺨرﻫﺎ.
-4ﺤمﻠﻪ ،وأداؤﻩ �كﻞ اﻋت اززﻩ ،وﺸموخ ،واﻟحذر ﻤن اﺒتذاﻟﻪ أو ﺘسطیر أي ﻟون ﻤذﻟﺔ
ﻋﻠﻰ ﺠبینﻪ.
-5ﻗوة اﻟشخص�ﺔ ﻓﻲ ﺒذﻟﻪ واﻟدﻋوة �ﻪ ،وﻋرﻀﻪ ﻋﻠﻰ اﻟنﺎس.
48
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
-6اﻋتﻘﺎد ﺠﻼﻟتﻪ ،وﻋﻠو ذاﺘﻪ ،وﻨس�ﻪ اﻟتﻲ ﻻ ﺘُخرق �ﺄي ﻤطﺎﻤﻊ دﻨیو�ﺔ ،أو آﻓﺎت
ﺸخص�ﺔ.
-7ﻋدم اﺴترﺨﺎﺼﻪ ﻓﻲ ﻤواﻗﻒ ﻤبتذﻟﺔ ،أو اﻻﺸتراء �ﻪ ﺜمنﺎً ﻗﻠیﻼً ﻤن ﺨﻼل ﻓتوى
ﻤﻔضوﺤﺔ ،أو ﻤوﻗﻒ ذﻟیﻞ ،أو ﺘصن�ف ﻨﻔﺎﻗﻲ ،أو ﻤحﺎﻀرة اﺴترﻀﺎﺌ�ﺔ ﺘخرق
ﺠدار رﺌﺎﺴتﻪ ،وﺘﻘِّوض ﺒن�ﺎن ﺴﻠطﺎﻨﻪ وﻫیبتﻪ ،ﻋﺎﻓﺎﻨﺎ ﷲ و��ﺎﻛم ﻤن ﻫذﻩ
اﻟمسﺎﻟك.
ﻓﺈذا ﺘوﻗﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟشرﻋﻲ ﻤثﻞ ﺘﻠك اﻟنواﻗص وﻋمﻞ �ﺎﻟمﻘوﻤﺎت اﻟثﺎﺒتﺔ ﻫﺎ�ﻪ اﻟنﺎس ،وأﺠّﻠﻪ
ودوت �ﻠمتﻪ ﻓﻲ �ﻞ ﻤؤﺘمر وﻤحﻔﻞ ،وق�ض ﻋﻠﻰ ﻤﻔتﺎح اﻟجمﺎﻫیر ،وﻗﺎدﻫم
اﻟسﻠطﺎن ّ
اﻟﻰ ﻓور اﻟدﻫر ،ورﺨﺎء اﻟع�ش وﺤر�ﺔ اﻟذات واﻟﻌﻘﻞ واﻟسﻠوك اﻟتﻲ ﻻ ﺘتصﺎدم ﻤﻊ
اﻹﺴﻼم وﺸراﺌﻌﻪ.
وﻤمﺎ ُذﻛر ﻓﻲ ﺘرﺠمﺔ اﻹﻤﺎم اﻟﻔذ اﻟﻘدوة ﯿز�د ﺒن ﻫﺎرون اﻟسﻠمﻲ ﻗول اﻟخﻠ�ﻔﺔ
ﻷظﻬرت اﻟﻘرآن
ُ اﻟع�ﺎﺴﻲ ،اﻟمﺄﻤون ﻓﻲ ﻤكﺎﻨتﻪ اﻟﻌظ�مﺔ )ﻟوﻻ ﻤكﺎن ﯿز�د ﺒن ﻫﺎرون
ﻤخﻠوق ،ﻓﻘیﻞ ،وﻤن ﯿز�د ﺤتﻰ ُﯿتﻘﻰ؟ ﻓﻘﺎل :و�حك إﻨﻲ ﻷرﺘضینﻪ ،ﻻ ﻷن ﻟﻪ ﺴﻠطنﻪ،
وﻟكن أﺨﺎف إن أظﻬرﺘﻪ ﻓیرد ﻋﻠﻲ ف�ختﻠﻒ اﻟنﺎس ،وﺘكون ﻓتنﻪ.
وﻓﻲ روا�ﺔ أن رﺠﻼً ﻤن ﺠﻬﺔ اﻟمﺄﻤون ﺨرج إﻟ�ﻪ ﻓﻲ واﺴط ﻓﻘﺎل� :ﺎ ﯿز�د :أﻤیر
�ذﺒت ﻋﻠﻰ
َ أظﻬر :اﻟﻘرآن ﻤخﻠوق ،ﻓﻘﺎل:
َ اﻟمؤﻤنین �ﻘرﺌك اﻟسﻼم ،و�ﻘول ﻟك :أر�د أﻨﻪ
أﻤیر اﻟمؤﻤنین ،ﻓﺈﻨﻪ ﻻ �حمﻞ اﻟنﺎس ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻻ �ﻌرﻓوﻨﻪ.
ﻫذا ﻫو اﻹﻤﺎم ﯿز�د ،وﻫذﻩ ﻫیبتﻪ ﻋند اﻟخﻠﻔﺎء ،وﻗد ﺤﺎز اﻟكمﺎل ﻓﻲ ع�ﺎدﺘﻪ ،وﻋﻠمﻪ،
وﺤﻔظﻪ وﻨ�ﺎﻫتﻪ.
وﻫو ﻤن ﻗیﻞ ﻷﺤمد ﺒن ﺤنبﻞ ﻋنﻪ ) :ﯿز�د ﺒن ﻫﺎرون ﻟﻪ ﻓﻘﻪ؟! ﻓﻘﺎل :ﻨﻌم ﻤﺎ �ﺎن
أﻓﻬمﻪ وأﻓطنﻪ(!!.
أذ�ﺎﻩ و َ
وﻓﻲ ﺘرﺠمتﺔ ﻋیون ﻨف�سﺔ ،ﺠدﯿر �طﺎﻟب اﻟﻌﻠم ،ﺘﻌﻠمﻬﺎ وﺘﻔﻬمﻬﺎ واﺴتحضﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟمسیرة
اﻟﻌﻠم�ﺔ واﻟدﻋو�ﺔ.
إذن اﻟﻌﻠم اﻟشرﻋﻲ ﺘﺎج وﺸرف ،ورﻓﻌﻪ و�ﻤﺎﻤﺔ ،وﺴ�طرة وزﻋﺎﻤﺔ ﻟمن أدى ﺤﻘﻬﺎ ،واﺤتسب
اﻟق�ﺎم ﺒﻬﺎ � ﺘﻌﺎﻟﻰ.
49
أدوﯾﺔ اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻌﻠﻣﻲ
�ﻘول اﻻﻤﺎم اﻟشﺎﻓﻌﻲ رﺤمﻪ ﷲ ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ اﻟﻔر�د )اﻟرﺴﺎﻟﺔ() :ﻓﺈن ﻤن أدرك ﻋﻠم أﺤكﺎم
ﷲ ﻓﻲ �تﺎ�ﻪ .ﻨصﺎً واﺴتدﻻﻻً ،ووﻓﻘﻪ ﷲ ﻟﻠﻘول واﻟﻌﻠم �مﺎ ﻋﻠم ﻤنﻪ ،ﻓﺎز �ﺎﻟﻔضیﻠﺔ ﻓﻲ
وﻨورت ﻓﻲ ﻗﻠ�ﻪ اﻟحكمﺔ ،واﺴتوﺠب ﻓﻲ اﻟدﯿن ﻤوﻀﻊ
دﯿنﻪ ودﻨ�ﺎﻩ ،واﻨتﻔت ﻋنﻪ اﻟر�ب ،ﱠ
اﻹﻤﺎﻤﺔ() .اﻟرﺴﺎﻟﺔ ص .(19
50