Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
ﻣﻠﺧص:
ﺗﮭدف ھذه اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﺎدة اﻟﺗﻧﺎص و ﺗداﺧل اﻟﻧﺻوص ﻓﻲ
ﻗﺻﯾدة ﺳوق ﻋﻛﺎظ ،وھﻲ ﻗﺻﯾدة ﺛورﯾﺔ ﻧظﻣﮭﺎ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋودة
اﻟزﻋﯾم اﻟﺗوﻧﺳﻲ اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻣن اﻟﻣﻧﻔﻰ اﻟذي ﺟﺎوز أرﺑﻊ
ﻋﺷر ﺳﻧﺔ ﻣن اﻟﻐﯾﺎب .وﻗد ﺧﻠﺻﻧﺎ ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻧﺻوص اﻟﻐﺎﺋﺑﺔ ﻟﻌﺑت دورا
ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ رص ﺑﻧﺎء اﻟﻘﺻﯾدة ،و دورا ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﻔﻧﯾﺔ و
أھداﻓﮭﺎ اﻟﺧطﺎﺑﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻘد أﺳﮭﻣت ﺑﺷﻛل واﺿﺢ وﺟﻠﻲ ﻓﻲ ﻧﻘل
ﺗﺻورات اﻟﺷﺎﻋر ﺣول ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ و ﺑﯾﺎن ﻣﻘﺎﻣﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟوﺳط اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ ﺧﺻوﺻﺎ و اﻟوﺳط اﻟﻌرﺑﻲ ﻋﻣوﻣﺎ
Résumé:
Cette étude vise à rechercher les textes qui s'entremêlent et se
chevauchent dans le poème Souk Okaz, qui est un poème
révolutionnaire,Il s'agit d'un poème révolutionnaire organisé par
Moufdi Zakaria à l'occasion du retour d'exil du dirigeant tunisien
Cheikh Abdul Aziz Al Thaalabi qui a dépassé quatorze ans
d'absence. Nous y avons conclu que les textes manquants jouaient
un rôle majeur dans la composition du poème et un rôle majeur
dans la réalisation de son but artistique et de ses objectifs
ـ ﺗﻣﮭﯾد :
ـ ﻣﺎ اﻟﺗﻧﺎص ؟
ـ وﻣﺎ ﻣظﺎھر اﻟﺗﻧﺎص اﻟﺗﻲ وظﻔﮭﺎ اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﮫ اﻟﻣوظﻔﺔ ﺳوق ﻋﻛﺎظ؟
د ـ ﺗﻧﺎص اﻻﻣﺗﺻﺎص :وھو اﻟذي ﯾﻘوم ﻓﯾﮫ اﻟﺷﻌراء و اﻟﻛﺗﺎب ﺑﺗوظﯾف ﻣﺿﻣون
ﻧص ﻣﺎ دون ﻟﻔظﮫ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ طﻣث ﻣﻌﺎﻟﻣﮫ و ﺗﺑدﯾدھﺎ ،و ﻣن ﺛم
ﺗذوﯾﺑﮭﺎ ﺑﯾن ﺛﻧﺎي اﻟﻌﻣل و ﻣﻔﺎﺻﻠﮫ ،و ذﻟك إﻟﻰ درﺟﺔ ﯾﺻل ﻓﯾﮭﺎ ذﻟك اﻟﻧص إﻟﻰ
ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﻧزاع و اﻟﻛﻔﺎح ﺣول اﻟوﺟود و اﻟﻛﯾﻧوﻧﺔ ،ﻟﯾﻘﻊ ﺑذﻟك ﻓﻲ ﺟدﻟﯾﺔ
11 اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺨﺎﻣﺲ /اﻟﻌﺪد اﻷول – ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ 2020 ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺴﻴﺎق
د .ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﺑﻦ ﺧﻠﯿﻔﺔ اﻟﺘﻨﺎص ﻓﻲ ﻗﺼﯿﺪة ﺳﻮق ﻋﻜﺎظ ...
ﺗﻌﺗﺑر ﻗﺻﯾدة ﺳوق ﻋﻛﺎظ ﻣن ﺑﯾن اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺷﻌرﯾﺔ اﻟﺛورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧظﻣﮭﺎ
ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺷﺑﺎب ،ﺣﯾث ﻧﺷرت أول ﻣرة ﺑﺟرﯾدة اﻟﺷﻌب
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑﻊ و اﻟﻌﺷرﯾن ﻣن أوت ﺳﻧﺔ 1937م وھو ﺣﯾﻧﮭﺎ ﻟم ﯾﺟﺎوز
اﻟراﺑﻌﺔ و اﻟﻌﺷرﯾن ﻋﻣره ،ﺛم ﻧﺷرت ﻣرة أﺧرى ﺑﺟرﯾدة اﻷﻣﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر ﻣن ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ .وھﻲ ﺗﺗﺷﻛل ﻣن واﺣد وﺳﺑﻌﯾن ﺑﯾﺗﺎ
وظف ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻋدة ﻧﺻوص ﻏﺎﺋﺑﺔ أﺳﮭﻣت ﻓﻲ رص ﺑﻧﯾﺎﻧﮭﺎ و ﺗﺑﻠﯾﻎ
ﺧطﺎﺑﮭﺎ ،و ھﻲ اﻵن ﺗﻣﺛل أﺣد اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺷﻌرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺷﻛل ﻣﻧﮭﺎ دﯾوان "أﻣﺟﺎدﻧﺎ
ﺗﺗﻛﻠم و ﻗﺻﺎﺋد أﺧرى" اﻟذي ﺳﮭر ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻌﮫ و ﺗﺣﻘﯾﻘﮫ ﻣﺻطﻔﻲ ﺣﻣودة ،ﺣﯾث
اﺣﺗﻠت اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ و اﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﻣﺟﻣوع ﻗﺻﺎﺋد اﻟدﯾون ،ﺗﺑﺗدأ ﻣن اﻟﺻﻔﺣﺔ
ﻣﺋﺔ و ﺳﺗﺔ و أرﺑﻌون و ﺗﻧﺗﮭﻲ إﻟﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ ﻣﺋﺔ و اﺛﻧﺎن و ﺧﻣﺳون.
اﻟﻣﻐرب .وﯾﻣﻛن وﺳم ﻣوﺿوع ﺗﻠك اﻟﻘﺻﯾدة ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ اﺣﺗﻔﺎﺋﯾﺔ ﺷﺎﻋر ،وﺗرﻧﺢ،
وﺑﮭﺟﺔ وﺳرور ،ﺣﯾث دار ﻣوﺿوع ﺗﻠك اﻟﻘﺻﯾدة ﺣول اﺣﺗﻔﺎء ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء
ﺑﻌودة اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻣن ﻣﻧﻔﺎه اﻟذي ﻗﺎرب ﺧﻣس ﻋﺷر ﺳﻧﺔ ،أﯾن ﻛﺎن
ﯾﻣﺛل اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣن زﻣﻧﯾﺔ اﻟﺷﺎﻋر؛ رﻣزﯾﺔ ﻟﻠﻧﺿﺎل
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺿد اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر اﻟﻐرﺑﻲ ﺑﺑﻼد اﻟﻣﻐرب ،ﻓﮭو أﺣد ﻗﺎدة اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻧﺿﺎﻟﯾﺔ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺄرض ﺗوﻧﺳﻲ وﻣؤﺳﺳﮭﺎ اﻷول زﻣن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر.
ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘراءﻧﺎ ﻟﺣﺿور اﻟﺗﻧﺎص ﻓﻲ ﻋﻧوان اﻟﻘﺻﯾدة؛ وﺟدﻧﺎ ﺑﺄن ﻋﻧوان
اﻟﻘﺻﯾدة ﯾﺣﯾل ﻓﻲ ﻛﺎﻣل أﺑﻌﺎده اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ و اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ واﺣدة ﻣن أﺷﮭر أﺳواق
اﻟﻌرب ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺟﺎھﻠﻲ ،و اﻟﺗﻲ وﺳﻣﺗﮭﺎ اﻟﻌرب ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻣن
ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﺑﺎﺳم " ﺳوق ﻋﻛﺎظ " ،وھﻲ ﺗﻌد ﻣن" أﻋظم أﺳواﻗﮭﺎ ]و أﺷﮭرھﺎ[ ")(12
ﺣﯾث ﻟﻌﺑت دورا ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ إﺛراء اﻟﺣرﻛﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﻔﻛرﯾﺔ
واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ أﯾﺎم ﻋرب اﻟﺟﺎھﻠﯾﺔ و اﻹﺳﻼم ،إذ ﻛﺎﻧت ﺗﺟﺗﻣﻊ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻧﺎس ﻣن ﻛل ﻣﻛﺎن
ﻣن أﺟل ﺗﺑﺎدل ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻣﺎدﯾﺔ و اﻟﻼﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾم ﻣﻌﺎش اﻟﻧﺎس وﺣﯾﺎﺗﮭم،
ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺳﺎﺟﻼت اﻟﺷﻌر اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻌﺎﻛظ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺷﻌراء ﺑﻌﺿﮭم ﺑﻌﺿﺎ،
وﯾﻔﺎﺧر ﻓﯾﮭﺎ ﺑﻌﺿﮭم ﺑﻌﺿﺎ.
اﻟﻘراء و اﻟﺟﻣﮭور ﻣن اﻟدﺧول إﻟﻰ أﻏورھﺎ و اﻟﻣرور اﻟﻣرن ﻋﺑر دھﺎﻟﯾزھﺎ .أﻣﺎ
ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟدﻻﻟﺔ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺟد ﻋﻧوان اﻟﻘﺻﯾدة ﻗد اﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﺑﻧﺎء أﺑﻌﺎده اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ
واﺣدة ﻣن اﻟﺟواﻧب اﻟدﻻﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل دﻻﻟﺔ اﻟﻧص اﻟﻐﺎﺋب ﻓﻲ ﺑﻌدھﺎ اﻟﻌﺎم،
و ھﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻌطﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﻧﮭﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷﺎﻋر ﻗﺻﯾدﺗﮫ
اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﺳﻠﯾﻠﺔ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻣن ﺣﯾث ﻗوﺗﮭﺎ و رﺻﺎﻧﺗﮭﺎ ،وﺳﻠﯾﻠﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻣن
ﺣﯾث ﻣوﺿوﻋﮭﺎ اﻟذي ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺻراع ﺑﯾن ﺻﺎﻧﻊ اﻟﺣﯾﺎة وﺻﺎﻧﻊ اﻟﻣوت ،إذ
ﺗﻌد ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺻراع ﺣول اﻟﺑﻘﺎء ﻣن أﺑرز اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺎﻟﺞ
ﺑﺳوق ﻋﻛﺎظ ،وﻛﺎﻧت ﺗﻧظم ﻓﻲ ذﻟك ﻗﺻﺎﺋد و ﻣﻘطوﻋﺎت ﺷﻌرﯾﺔ ﻛﺛﯾرة ﺗﺗﺣدث ﻋن
ذﻟك اﻟﺻراع ،ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك اﻟﺻراع ﺻراﻋﺎ داﺧﻠﯾﺎ أو ﺻراﻋﺎ ﺧﺎرﺟﯾﺎ ،و ﻟﻌل
ﻣن اﺑرز ﺗﻠك اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺷﻌرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻟﺟت ھذا اﻟﺟﺎﻧب ﻣن واﻗﻊ اﻟﺻراع
اﻟﺑﺷري ﺣول اﻟﺣﯾﺎة و اﻟﺑﻘﺎء ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻣرو ﺑن ﻛﻠﺛوم ،وھﻲ ﻗﺻﯾدة ﺗﺣدث ﻓﯾﮭﺎ
اﻟﺷﺎﻋر ﻋن ﺻراﻋﮫ ﻣﻊ ﻋﻣرو ﺑن ھﻧد ﺣول اﻟﺣﯾﺎة و ﻣﻛوﻧﺎﺗﮭﺎ ،و اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
وﺳﻣﮭﺎ ﺗﺣت ﻣﻌطﻰ ﻋﻧوان اﻟﻌزة و اﻟﻛراﻣﺔ و اﻟﺷرف و ﻟﻌل ﻣن أﺑرز ﻣﺎ ورد
ﻓﯾﮭﺎ ﻗوﻟﮫ ﻣن ]اﻟواﻓر[:
وﻗﺻﯾدة "ﺳوق ﻋﻛﺎظ " ﻟﺷﺎﻋر اﻟﺛورة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﺗﻌﺎﻟﺞ ـ ﻛﻣﺎ
أﺳﻠﻔﻧﺎ ـ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺻراع ﺣول اﻟوﺟود و اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﯾﺎة ،ﺣﯾث دارت أﺣدث
ﻣوﺿوﻋﮭﺎ ﺣول إﺣﺗﻔﺎﺋﯾﺔ اﻟﺷﺎﻋر ﺑﻌودة اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻣن اﻟﻣﻧﻔﻰ
وﻛذا إﺷﺎدﺗﮫ ﺑﻣﺂﺛره اﻟﻧﺿﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺑطوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑذﻟﮭﺎ طﯾﻠﺔ ﺣﯾﺎﺗﮫ داﺧل و ﺧﺎرج
اﻟوطن ،ﺣﯾث ﻋده اﻟﺷﺎﻋر أﺣد رﻣوز ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺑﻼد اﻟﻣﻐرب ،واﻋﺗﺑره
ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻗوﻣﯾﺔ رﺻﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺿﺎل و اﻟﻛﻔﺎح وﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺣﯾﺎة ﺑوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻔﻛر
واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ .
ﯾﻣﺛل اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ﻓﻲ ﺷﻌر ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء اﻟﻣرﺟﻊ اﻷول اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮫ
ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﻧﺻوﺻﮫ اﻟﺷﻌرﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻻ ﻧﻛﺎد ﻧﺟد ﻧﺻﺎ ﺷﻌرﯾﺎ أو ﻣﻘطوﻋﺔ ﺷﻌرﯾﺔ
ﺗﺧﻠو ﻣن ﺗوظﯾف ﻟﻠﻘرآن اﻟﻛرﯾم ﻓﻲ ﺷﺗﻰ أﺷﻛﺎﻟﮫ و ﺻوره ﺳواء ﻛﺎن ﺗوظﯾف آﯾﺔ،
أو ﻣﻔردة ،أو ﻗﺻﺔ أو ﺻورة ﻗرآﻧﯾﺔ ،ﺳواء ﻛﺎن ﻓﻲ ﺷﻛل اﻗﺗﺑﺎس ،أو إﺷﺎرة،
أوﺷﻛل اﻣﺗﺻﺎص ،و ﻧﺻﮫ ﺳوق ﻋﻛﺎظ ﻣن ﺟﻣﻠﺔ ﺗﻠك اﻟﻧﺻوص اﻟﺷﻌرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
اﻋﺗﻣد ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ﻣن أﺟل رص ﺑﻧﺎﺋﮭﺎ و ﺗﺣﻘﯾق
ﻏﺎﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﺧطﺎﺑﯾﺔ و اﻹﺑﻼﻏﯾﺔ و اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ .و ﺧﻼل ﺗﺗﺑﻌﻧﺎ ﻵﺛر ﺗوظﯾف
اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ﻓﻲ ھذه اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﺷﻌرﯾﺔ و ﺟدﻧﺎ أن اﻟﺷﺎﻋر ﻗد وظف اﻟﻘرآن
اﻟﻛرﯾم ﻓﻲ ﺻورﺗﯾن اﺛﻧﯾن ھﻣﺎ :
ﻣن ﺧﻼل ﺗﺗﺑﻌﻧﺎ ﻷﺛر ﺗوظﯾف اﻵﯾﺎت اﻟﻘرآﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺗن اﻟﻘﺻﯾدة و ﺟدﻧﺎ أن
اﻟﺷﺎﻋر ﻗد وظف ﺳت آﯾﺎت ﻗرآﻧﯾﺔ ،ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ وظﻔﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل إﺷﺎري ،وﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ
وظﻔﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل اﻣﺗﺻﺎص ،و ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ وظف ﻓﻲ ﺷﻛل ﺗﺣوﯾر ،ﻓﻔﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺳﺎدس
ﻣن اﻟﻧص اﻟﺷﻌر ﻧﺟد أن اﻟﺷﺎﻋر ﻗد اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻹﺷﺎري ﻣن اﻟﺗﻧﺎص ﻓﻲ
ﺗوظﯾﻔﮫ ﻟﻶﯾﺔ اﻟﻣﺋﺔ و اﺛﻧﺎن و اﻟﻣﺋﺔ و ﺛﻼﺛﺔ ﻣن ﺳورة ھود ـ اﻟﺳﻼم ـ و اﻟﺗﻲ ﻗﺎل
ﻓﯾﮭﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿
(103؛ ﺣﯾث اﻛﺗﻔﻰ اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺗوظﯾف ﻟﻔظﺗﯾن اﺛﻧﺗﯾن ﻣن ﺗﻠك اﻷﯾﺗﯾن ،ﻣﻣﺛﻠﺗﯾن ﻓﻲ
ﻛﻠﻣﺔ ﯾوم و ﻣﺷﮭود ،وﻗد ﻗد ﻛﺎن ﻓﯾﮭﻣﺎ ﻣن اﻟطﺎﻗﺔ اﻹﺣﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔﻲ ﺑﺄن ﺗرﺷد
اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ و اﻟﻘﺎرئ إﻟﻰ اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻷﺻﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻘدم ﻣﻧﮭﺎ ذﻟك اﻟﻧص اﻟﻣوظف ﻓﻲ
ﻣﺗن اﻟﻘﺻﯾدة ،ﺣﯾث ﻗﺎل ﻣن]اﻟﺧﻔﯾف[ :
وﻗد أراد اﻟﺷﺎﻋر ﺑذﻟك اﻟﯾوم؛ ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ اﻟذي ﯾﺣﺗﻔﻰ ﻓﯾﮫ ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ،
و اﻟﺗﻲ ﻣن ﺟﻣﻠﺗﮭﺎ ﺻﻧﻌﺔ اﻟﺷﻌر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣدث ﻋن اﻟﺧﯾر و ﺗﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎرم
وﺗدﻋوا إﻟﻰ اﻟﺗﻐﻧﻰ ﺑﻛل ﻓﺿﯾﻠﺔ ،ﻟذﻟك ﻧﺟد ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﮫ اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﻗد
ﺣث ﺷﻌراء اﻟﺷﻣﺎل اﻷﻓرﯾﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺷﻌر اﻟذي ﯾﺗﻐﻧﻰ ﺑﺎﻟﻣﺂﺛر اﻟﺑطوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﻗﺎم ﺑﮭﺎ اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ،ﻣﻌﺗﺑرا اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﯾﮫ ﺗﻐﻧﯾﻧﺎ و إﺷﺎدة و ﺗﻌظﯾﻣﺎ ﻣن
اﻟﻣﻛﺎرم اﻟذي ﯾؤﺟر ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺷﺎﻋر ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ،ﻷن ﻧظﻣﮫ ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ھو
ﺣدﯾث ﻋن ﻛرﯾﻣﺔ و ﻓﺿﯾﻠﺔ ،وﻧﻘل ﻟﻠﺧﯾر و إرﺷﺎد إﻟﯾﮫ ذﻟك ﻷن اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﯾﻌد ﻓﻲ
اﻟﻔﻛر اﻟﻣﻐرﺑﻲ و اﻟﻌرﺑﻲ ﻋﻣوﻣﺎ ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻋظﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺣدث و اﻟﺑطوﻟﺔ،
وﻣﻧﮫ ﻓﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﻓﯾﮫ ھﻲ ﻧﻘل ﻟﺗك اﻟﻔﺿﯾﻠﺔ و ﺗرﺳﯾﺦ ﻟﮭﺎ ،وﻣﻧﮫ ﯾﺗﺧذ ﺗﻠك اﻟﻣﺂﺛر
ﻛﻔﺿﯾﻠﺔ و ﻛرﯾﻣﺔ ﻗدوة و ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻣﻘدﺳﺔ ﯾﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺟﯾل اﻟﻘﺎدم ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮫ اﻟﻣﺷرق
اﻟﻣلء ﺑﺎﻟﻧﺿﺎل و اﻟﺗﺿﺣﯾﺎت و اﻟﻛﻔﺎح ،ﺣﯾث ﻗﺎل ﻣن ]اﻟﺧﻔﯾف[ :
ــرى ،و طـﺎرح طـﯾـورك اﻟـﺗـﻐـرﯾـدا 04ـ وﺗـرﻧـﺢ )ﺷﻣﺎل اﻓـرﯾﻘـﯾــﺎ( ﺑﺷـــ
﴾)اﻟﻧﺣل (120:اﻋﺗﻣد ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﺟﺗرار
ﻛﻠﻣﺗﻲ " ﻛﻧت أﻣﺔ " اﻟﻠﺗﯾن ﻛﺎﻧﺗﺎ ﻛﺎﻓﯾﺗﯾن ﺑﺄن ﺗﻌود ﺑﺎﻟذاﻛرة و اﻟﻣﺧﯾﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻧص
اﻷﺻﯾل اﻟذي ﯾﻧﺗﺳب إﻟﯾﮫ ذﻟك اﻟﻧص اﻟﻣوظف ﻓﻲ ﻣﺗن اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﺷﻌرﯾﺔ ،و ذﻟك
ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎل ﻣن ]اﻟﺧﻔﯾف[ :
ــــﻊ ،و ﻛﻧت اﻷب اﻟرﺣﯾم اﻟودودا 22ـ أﻣﺔ ﻛﻧت ﺣوﻟﮭﺎ اﻟﻌﯾن و اﻟﺳﻣــ
وطـﻧـﯾــﺎ ،وﻛﻧت ﻓﯾﮭﺎ اﻟﺷﮭـﯾـدا)(16 23ـ أﻣﺔ ﻛـﻧت ﺗـﻧـﻔـﺢ اﻟـروح ﻓـﯾﮭــﺎ
ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ و اﻟﺣدث ،وﻣن ﺧﻼل ھذا ﻧﺳﺗﺷف ﺑﺄن ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻗد ﻗﺎرب
ﻓﻲ ﻧﺻﮫ اﻟﺷﻌري ﺑﯾن رﺟل اﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ ﺳﯾدﻧﺎ إﺑراھﯾم ـ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻼم ـ و رﺟل
ﻧﺻﮫ اﻟﺷﻌري اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻹﻣﺎﻣﺔ و اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺗﻛﺄ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻷﺗﺑﺎع و اﻷﻧﺻﺎر ﻣن أﺟل ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء و اﻟﺗﺷﯾﯾد و اﻟﺗﻛوﯾن.
) ﴾ اﻟﺗﻛوﯾر 08:ـ ،(09و ھﻲ آﯾﺔ ﺗﺣدث ﻓﯾﮭﺎ ﷲ ﻋزوﺟل ﻋن وأد
اﻟﻌرب ﻟﺑﻧﺎﺗﮭﺎ ﻗدﯾﻣﺎ ـ وﻗد ﻛﺎﻧت ﺳﻧﺔ ﻓﯾﮭم ـ اﺳﺗﻐﻠﮭﺎ اﻟﺷﺎﻋر اﺳﺗﻐﻼﻻ ﺑﺎرﻋﺎ
ووظﻔﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﺻﮫ اﻟﺷﻌري ﺑﺷﻛل إﺷﺎري ،ﺣﯾث ﻋﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻛﯾﻛﮭﺎ و ﺗذوﺑﮭﺎ ﺑﯾن
ﺛﻧﺎﯾﺎ ﻧﺻﮫ اﻟﺷﻌري ،و ﻟم ﯾﺑﻘﻰ ﻣن ﺑﻧﺎﺋﯾﺔ اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ إﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﻌطﻰ اﻻﺳﺗﻔﮭﺎم
اﻹﻧﻛﺎري اﻟذي ﺑﻧﯾت ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮫ ﻓﻛرﺗﮭﺎ ،و ذﻟك ﻛﻲ ﯾﻌﺑر ﺑﮫ ﻋن ﻓﻛرﺗﮫ اﻟﺗﻲ
اﺳﺗﻘﺎھﺎ ﻣن ﺗﻠك اﻵﯾﺔ اﻟﻘرآﻧﯾﺔ ،وذﻟك ﺣﯾﻧﻣﺎ وﺟﮫ ﺧطﺎﺑﺎ ﺷدﯾدا ﻣﻣﺗﻠﺊ ﺑﺳﻣﺎت ﻟوم
وﻋﺗﺎب ﻣن وﺳﻣﺎت ﻏﺿب و إﻧﻛﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﺑرﺑرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﺑﮭﺎ
ﻓرﻧﺳﺎ ﻣﻊ اﻟﺷﻌب اﻟﺟزاﺋري و ھو ﺻﺎﺣب اﻷرض ،ﺣﯾث ﻗﺎل ﻣن ]اﻟﺧﻔﯾف[ :
أن ﯾرى ﻓوق أرﺿﮫ ﻣوؤودا؟)(18 60ـ أﻣن اﻟﻌدل ـ ﯾﺎ)ﻓرﻧﺳﺎ( ـ ﺑﺷﻌب
﴾
)ﻟﻘﻣﺎن ،(19:و ھو ﺗﻧﺎص اﻣﺗﺻﺎﺻﻲ ﻋﻣل ﻓﯾﮫ اﻟﺷﺎﻋر ﻋﻠﻰ ﺗذوﯾب ﺗﻠك اﻵﯾﺔ
اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﺻﮫ اﻟﺷﻌري ﺣﺗﻰ ﺗﺳﮭم ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﯾﺗﮫ ،وﻟم ﯾﺑﻘﻲ ﻟﺗﻠك اﻵﯾﺔ ـ ﻛﻧص
ﺳﺎﺑق ـ ﺳوى ﻋﻠﻰ ﻣﺣﯾﻼت دﻻﻟﯾﺔ ﺗرﺷد اﻟذاﻛرة إﻟﻰ اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺗﻛﺄ ﻋﻠﯾﮭﺎ
اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﻛﻼﻣﮫ و ﺧطﺎﺑﮫ ،وھﻲ ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗوظﯾﻔﮫ ﻟﻛرﯾﻣﺔ اﻟﺳﯾر ﻓﻲ ﺗوﺳط
و اﻗﺗدار ،ﻏﯾر أن اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﺧطﺎﺑﮫ ﻻ ﯾرﯾد ﺑﮫ اﻟﻧﺻﺢ و اﻹرﺷﺎد ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧص
اﻟﻘرآﻧﻲ و إﻧﻣﺎ ﯾرﯾد ﻓﯾﮫ ﻣن اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ أن ﯾﺳﯾر ﻣﺷﯾﺔ ﺗوﺳط و اﻋﺗدال ﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾﻌﯾش
اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺣﻧﯾن اﻟوطن إﻟﻰ اﺑﻧﮫ اﻟﺑﺎر )اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ( وﺷوﻗﮫ اﻟﻌﺎرم إﻟﻰ
ﻟﻘﺎﺋﮫ ﺑﻌد ﻏﯾﺎﺑﮫ اﻟطوﯾل اﻟذي ﻗﺎرب ﺧﻣس ﻋﺷر ﺳﻧﺔ ،ﺣﯾث ﻗﺎل ﻣن ]اﻟﺧﻔﯾف[ :
واﻣــش ﻓـوق اﻟـﺗـراب ﻣـﺷـﯾـﺎ وﺋـﯾـدا 17ـ ﺳرﻋﻠﻰ اﻷرض أﯾﮭﺎ اﻟﺷﯾﺦ ھوﻧﺎ،
و ﻣﻧﮭﺎ ﺗﻧﺎص اﻟﺷﺎﻋر ﻣﻊ ﻗول ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣن ﺳورة اﻟﻣﺎﺋدة ﴿ :
﴾)اﻟﻣﺎﺋدة ،(73 :وﻗد اﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﺗوظﯾﻔﮫ ﻟﮭذا اﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣل اﻻﻣﺗﺻﺎص
و اﻟﺗذوﯾب ﻟﻠﻧص اﻟﺳﺎﺑق ،ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﺑﻘﻲ ﻟﮫ ﺳوى ﻣﺣﯾﻼت ﻧﺻﯾﺔ ﺗرﺷد اﻟﻘراءة
ﻋﻠﻰ ﺣﺿوره ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻧص اﻟﺷﻌري ،وھﻲ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺗوظﯾﻔﮫ ﻟﻌﻧﺻر اﻟﺗﺛﻠﯾث
وﻋﻧﺻر اﻟﺗﻛذﯾب و ﻋﻧﺻر اﻟﺟرس اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ اﻟﻘرآﻧﻲ ،ﻏﯾر أن اﻟﺷﺎﻋر ﻟم ﯾرد
ﺑﺗﻠك اﻟﻣﺣﯾﻼت اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺣرﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﻧﻰ اﻟذي ﺣﻣﻠﮫ اﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ ،و إﻧﻣﺎ أراد ﺑﮫ
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻓﺷل ﻣﺷروع اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾم ﺑﻼد اﻟﻣﻐرب ﻣن ﺧﻼل ﺧط اﻟﺣدود
و رﺳم اﻟﺣواﺟز ﺑﯾن أﻗطﺎر اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺛﻼﺛﺔ ﺗوﻧس و اﻟﺟزاﺋر و اﻟﻣﻐرب
اﻷﻗﺻﻰ ،ﺣﯾث ﻗﺎل ]ﻣن اﻟﺧﻔﯾف[:
اﻟﺷﺎﻋر ﻣن ھذه اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ ﺟزﺋﯾﺔ ﻣن ﺟزﺋﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟﺑﻧﺎﺋﮭﺎ ووظﻔﮭﺎ ﻓﻲ
ﻧﺻﮫ اﻟﺷﻌري ،ﺗﻣﺛﻠث ﻓﻲ ﻗوﻟﮫ " :ﺟﻧﺔ اﻟﺧﻠد " .و ذﻟك ﻣن أﺟل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن
اﺧﻼﺻﮫ و ﺗﺿﺣﯾﺎﺗﮫ ﺗﺟﺎه وطﻧﮫ اﻟذي اﻋﺗﺑره ﺟﻧﺔ ﺗﺳﺗﺣق أن ﯾﺑذل ﻓﻲ ﺳﺑﯾﻠﮭﺎ ﻛل
ﻏﺎل و ﻧﻔﯾس ﻣن أﺟل اﻏﺗﻧﺎﻣﮭﺎ و اﻏﺗﻧﺎم ﻣﺎ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن ﺧﯾر و ﻧﻌﯾم و ﻛرﯾم ،ﺣﯾث
ﻗﺎل ﻣن ]اﻟﺧﻔﯾف[ :
ﻓـــ اﻟﺷﺎﻋر ﻣن ﺧﻼل ھﺎﺗﮫ اﻷﺑﯾﺎت ﺣﺎﻛﻰ اﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺑﯾره ﻋن
ﺳﺑل اﻟﺣظوة ﺑﺎﻟﺟﻧﺔ و اﻟﻔوز ﺑﻧﻌﯾﻣﮭﺎ ،ﻏﯾر أن اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻧﺻﮫ اﻟﺷﻌري ﻛﺎن
ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻟﻔوز ﺑﻧﻌﯾم اﻟوطن و ﺧﯾراﺗﮫ ،و اﻟذي ﯾرأه ﻧﻌﯾم ﻣﻘﯾم و داﺋم و ھو ﻓﻲ
ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻧﻌﯾم ﻓﺎن و زاﺋل ﻻ ﺷك ﻓﯾﮫ ،ﻏﯾر أن ﺣدﯾﺛﮫ ﻋن اﻟﺧﻠد ﻛﺎن ﻣن ﺑﺎب اﻟﺗﻌﺑﯾر
و اﻟﺗﺧﯾل اﻟﻔﻧﻲ اﻟذي ﯾﺧول ﻟﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﺗﺟﺎوز اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أو ﺷﻲء ﻣﻧﮭﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ
ﻓﻛرﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣدى اﻟﺣب اﻟﻘوي و اﻟﻌﻣﯾق اﻟذي ﯾﻛﻧﮫ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻟوطﻧﮫ،
ﺑﯾد أن اﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ ﻛﺎن ﯾﺗﺣدث ﻋن اﻟﻔوز ﺑﺟﻧﺔ اﻵﺧرة و ھﻲ ﻓﺿل و ﻧﻌﯾم
داﺋم و ﻣﻘﯾم ﻻ ﺷك ﻓﯾﮫ و ﻻ ﻣرأ.
ﺗﻠﻣﺳﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى ﺗوظﯾف اﻟﺷﺎﻋر ﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم وﻛﻠﻣﺎﺗﮫ ﺗﺟﻠﻲ ﻟﺧﻣس
ﻛﻠﻣﺎت أوردھﺎ ﻓﻲ ﻣواﺿﻊ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺑﻧﺎء ﻗﺻﯾدﺗﮫ ،ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ وظﻔﮭﺎ ﻓﻲ دﻻﻟﺗﮭﺎ
اﻟﻘرآﻧﯾﺔ و ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ أﺿﻔﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣس دﻻﻟﯾﺎ آﺧر إﻗﺗﺿﺗﮫ ﻣﻘﺎﻣﺎت اﻟﺗﻌﺑﯾر و ﺳﯾﺎﻗﺗﮫ،
و ﯾﻣﻛن أن ﻧورد ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول اﻵﺗﻲ :
ـــﻌب ﻗد ﺟﺎء ﺣوﺿﮫ اﻟﻣورود)(22 11ـ ﻓﻛﺄن اﻟﺧﺿم ﺣوض ،و ھذا اﻟﺷــ
ﺣﯾث ﻧﺟد ﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﺑﯾت أﻧﮫ ﯾﻌود ﺑذاﻛرة اﻟﻘﺎرئ إﻟﻰ ﺗﺟﻠﻲ ﺣدﯾث
اﻟﺣوض اﻟﺷﮭﯾر اﻟذي ﺗﺣدث ﻓﯾﮫ اﻟﻧﺑﻲ )ﷺ( ﻋن اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻧﺎس ﺣول ﺣوﺿﮫ
اﻟﺷرﯾﻔﺔ ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ،ﺣﯾث ﻗﺎل واﺻﻔﺎ ذﻟك اﻟﻣﺷﮭد اﻟﻌظﯾم اﻟذي ﺗﺟﺗﻣﻊ ﻓﯾﮫ اﻟﻧﺎس
إﻟﻰ ﺣوﺿﮫ اﻟﺷرﻓﯾﺔ وھم ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﺗﻛﺎﺛرة »:ﻟﯾردن ﻋﻠﻲ ﻧﺎس ﻣن
أﺻﯾﺣﺎﺑﻲ اﻟﺣوض ﺣﺗﻰ إذا ﻋرﻓﺗﮭم اﺣﺗﻠﺟوا دوﻧﻲ ،ﻓﺄﻗول :أﺻﺣﺎﺑﻲ ،ﻓﯾﻘول ﻻ
ﺗدري ﻣﺎ أﺣدﺛوا ﺑﻌدك «) ،(23وھذا اﻟﺣدﯾث ﯾﻧﺿوي ﻋﻠﻰ دﻻﻟﺗﯾن اﺛﻧﺗﯾن ھﻣﺎ
:ﻛﺛرة اﻟﻧﺎس و ﺟﻣﮭرﺗﮭم ﻋﻧد اﻟﺣوض ،وﺧﺑر ﺣﺟﺑﮭم ﻋﻧﮫ ﺑﺳﺑب ﺗﻐﯾرھم ﻟﻧﮭﺞ
رﺑﮭم و ﺗﺑدﯾﻠﮭم ﻟﺳﻧﺔ ﻧﺑﯾﮭم ،و اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﺗوظﯾﻔﮫ ﻟذﻟك اﻟﺣدﯾث اﻟﺷرف ﻟم ﯾﺳﺗﻘﻲ
ﻣﻧﮫ ﺳوى ﻋﻧﺻر اﻟﺗﻛﺎﺛر و اﻟﺟﻣﮭرة ﺣول اﻟﺣوض ،وذﻟك ﻟﯾﻌﺑر ﺑﮭﺎ ﻋن ﻛﺛرة
اﻟﻧﺎس اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺗﮭﻧﺊ اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﯾوم ﻋودﺗﮫ ﻣن اﻟﻣﻧﻔﻰ .ﺣﯾث ﺷﺑﮫ اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ
ﻧﺻﮫ اﻟﺷﻌري ﻣﺷﮭد ﺟﻣﮭرة اﻟﻧﺎس ﻋﻧد اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﺑﻣﺷﮭد اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻧﺎس إﻟﻰ
اﻟﺣوض اﻟﺷرﯾﻔﺔ ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ ،و ھو ﺗوظﯾف ﺑﺎرع و ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟرﺳم و اﻟﻔﻧﯾﺔ،
ﺑﺣﯾث ﯾﺟد اﻟﻘﺎرئ و اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﺗﺟﺎوﺑﺎ و ﺗﻧﺎﻏﻣﺎ ﻛﺑﯾرا ﻟذﻟك اﻟﺗﺧﯾل و اﻟﺗﺻوﯾر إﻟﻰ
ﺣد ﯾﻘﺎل ﻓﯾﮫ :ھذا ﺑذاك ،وذاك ﺑﮭذا ﻣن ﻗوة اﻟﺗﺧﯾل و اﻟرﺳم و اﻟﺗﺻوﯾر ﻓﻲ
اﻟﺗﻌﺑﯾر.
ﻓﺄﻣﺎ ﻋن ﺗوظﯾف اﻟﺷﺎﻋر ﻟﯾوم ﻋرﻓﺔ ﻓﻘد ورد ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷر ﻣن
اﻟﻘﺻﯾدة ،و ﻗد اﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﺗوظﯾﻔﮫ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻐﻼل رﻣزﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎع و اﻟﺗﺟﻣﮭر اﻟذي
ﯾﺗﻣﯾز ﺑﮫ ﯾوم ﻋرﻓﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﯾوم ﻋرﻓﺔ ﻣن أﺑرز اﻷﺣداث اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم
ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺷﻌﯾرة اﻟﺣﺞ ﺑل ھو اﻟﺣﺞ ﻋﯾﻧﮫ ﺣﯾث ﻗﺎل اﻟﻧﺑﻲ ) ( ﻓﻲ ﺣدﺛﮫ ﻋن ﻓﺿل
ھذا اﻟﯾوم »:اﻟﺣﺞ ﻋرﻓﺎت « )، (24وذﻟك ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺛرة اﻟﻧﺎس و اﻟوﻓود
اﻟﺗﻲ اﺟﺗﻣﻌت ﯾوم ﻋودة اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻣن اﻟﻣﻧﻔﻲ ،ﺣﯾث ﻗﺎل ﻣن ]اﻟﺧﻔﯾف[ :
وأﻣﺎ ﻋن ﺗوظﯾﻔﮫ ﻟﻠﯾﻠﺔ اﻟﻘدر ﻛﺣدث و ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ دﯾﻧﯾﺔ ﻋظﯾﻣﺔ ﻓﻧﺟده ﻓﻲ
اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر ﻣن اﻟﻘﺻﯾدة ،ﺣﯾث اﺟﺗرھﺎ اﻟﺷﺎﻋر ووظﻔﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻐﻼﻟﮫ
ﻟرﻣزﯾﺔ ﻟﻠﺻﻔﺎء و اﻟﻧوراﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﮭﺎ ھذه اﻟﻠﯾﻠﺔ ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،واﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ
ذﻟك اﻟﺗﻧﺎﺻص ﻣﻊ ﻟﯾﻠﺔ اﻟﻘدر ـ ﻛﺣدث دﯾﻧﻲ ﻣﻘدس ـ ﺷﺑﮫ اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻘﻠت
اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻣن ﻣﻧﻔﺎه إﻟﻰ اﻟوطن ﺑﻠﯾﻠﺔ اﻟﻘدر اﻟﺗﻲ أﻧزل ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘرآن ﺑداﯾﺔ و ﺗﺗﻧزل ﻓﯾﮭﺎ
اﻟﻣﻼﺋﻛﺔ و اﻟرﺣﻣﺎت و اﻟﺑرﻛﺎت ﻣن ﻛل ﻋﺎم ،ﻓﮭو ﺑﮭذا اﻟﺗﻣﺛﯾل و اﻟﺗﺷﺑﯾﮫ ﯾرﯾد أن
ﯾﻌﺑر ﻟﻧﺎ ﻋن اﻟﺻورة اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻔﻲ ﺑﮭﺎ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻓﻲ أذھﺎن و ﻋﻘول
اﻟﺷﻌوب اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ و اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺣﻣﻠت ﺗﻠك اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻷذھﺎن رﻣزﯾﺔ
ﻟﻠﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺻﻔﺎء و اﻟﻧوراﻧﯾﺔ و اﻟﺻدق ﻓﻲ رﺳم اﻷھداف اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ و اﻟﺳﻌﻲ
اﻟﺟﺎد ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻧﺷﺎط اﻟﻔﻛر و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟذي ﺑذﻟﺗﮫ طﯾﻠﺔ ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ،ﺣﯾث
ﻗﺎل ﻣن ]اﻟﺧﻔﯾف[ :
ﻟﻠﻧظر .وھو ﻓﻲ ﺗوظﯾﻔﮫ اﻟﻣﺗﻛﺎﺛر ﻟﺗﻠك اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻹﺷﺎري
ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﺛﯾف اﻟﻧﺻﻲ اﻟراﻣز ﻟﺗﻠك اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ،ﺳواء ﻛﺎن ﺗوظﯾﻔﺎ
ﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ﺑﺷرﯾﺔ أو ﺷﺧﺻﯾﺎت ﻏﯾر ﺑﺷرﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ دﯾواﻧﮫ " أﻣﺟﺎدﻧﺎ ﺗﺗﻛﻠم"...
رﺻدﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺎب ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن ﺧﻣس ﻣﺋﺔ ﺣﺎﻟﺔ ،ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ھو ﺑﺷري وﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ھو
ﻏﯾر ﺑﺷري) ،(27وﻓﻲ ﻧﺻﮫ ﺳوق ﻋﻛﺎظ وﺟدﻧﺎ أن ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء ﻗد وظف ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ
ﺷﺧﺻﯾﺎت ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ھو ﺑﺷري و ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ھو اﻋﺗﺑﺎري ،وھﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ
ﺳﯾدﻧﺎ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻼم ،و ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻗﺣطﺎن أﺑو اﻟﻌرب ،و دﯾدون اﻟﻣرآة
اﻷﺳطورﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺳﺳت ﻣدﯾﻧﺔ ﻗرطﺎج اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،و ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋﻘﺑﺔ أﺑن ﻧﺎﻓﻊ،
وﻣوﺳﻰ اﺑن ﻧﺻﯾر ،و طﺎرق ﺑن زﯾﺎد اﻟذﯾن ﻓﺗوﺣوا ﺑﻼد اﻟﻣﻐرب و اﻷﻧدﻟس،
وﺷﺧﺻﯾﺔ ﺣزب اﻟﺷﻌب اﻟﺟزاﺋري ،وﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﻠوم ﻓﯾوﻟﯾت و ﺟﺑﮭﺔ اﻟﺷﻌب
اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﻠذﯾن ﯾﻣﺛﻼن ﺟزءا ﻣن اﻟوﺟﮫ اﻷﺳود ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻣوت.
14ـ ﻗد ﺣداھﺎ )ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز( ﻛﻣﺎ ﯾﺣــ ـــدوا )ﺳﻠﯾﻣﺎن( ﻓﻲ اﻟﺑﺳﺎط اﻟﻣـرﯾدا )(28
و أﻣﺎ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻗﺣطﺎن و دﯾدون ﻓﻘد وظﻔﮭﻣﺎ اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﺑﯾت واﺣد ﺑﺷﻛل
ﻣﺗﺟﺎور ﻣﺳﺗق ﻣﻧﮭﻣﺎ رﻣزﯾﺔ اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ و اﻻﻧﺗﻣﺎء و اﻷﺑوة اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﮭﺎ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾن ﻋﻧد اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﺗﺣت ﻋﻧوان :اﻟﺗﺣﯾﺔ و اﻟﺗرﺣﯾب ﺑﯾوم ﻋودة اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻣن
اﻟﻣﻧﻔﻰ ،ﺣﯾث ﻗﺎل ﻣن ]اﻟﺧﻔﯾف[ :
ــﮫ وﻓـــــودا ﺗــﺗــﻠــو اﻟـﻐـداة وﻓــودا 07ـ أﯾـﮭــﺎ اﻟـﻧـﺎزﻟــون ﻓـﻲ ﻛـﻧـف اﻟﻠــ
ض ،ﻓﮭـﯾﮭـﺎت ﻓﻲ اﻟــورى أن ﺗﺑـﯾدا 46ـ وطـﻧـﻲ أﻧت ﺟﻧـﺔ اﻟـﺧـﻠـد ﻓـﻲ اﻷر
ــم ،وﻓﻲ اﻟـﺣـرب ،ﺑﻐـﯾﺔ أن ﺗـﺳـودا 47ـ وطـﻧـﻲ إﻧـﻧـﺎ ﺿــﺣـﺎﯾـﺎك ﻓﻲ اﻟﺳﻠــ
ــﯾــﺎ ﻓـﮭــﯾـﮭــﺎت أن ﻧـﻌﯾـش ﻋـﺑـﯾـدا 49ـ ﻧـﺣـن ﻗــوم ﺟـدودﻧــﺎ ﻣﻠﻛـوا اﻟـدﻧــ
ــك ﯾـﻧﺎدي ﺑـﻧـﺎ اﻟـﻌـﻼ و اﻟـﺻﻌـودا 50ـ ﺻـﯾــد ﻓﻲ اﻟـدﻣـﺎء ﻣن ﻧﺷـوة اﻟـﻣﻠـ
ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدي ﻗد ﻛﺎن ﻣﻧك وﻟـﯾدا)(31 37ـ وﯾﺣﯾﯾـك ﺑـﺎﺳـﻣـﮫ )ﺣـزب ﺷـﻌــب(،
ـب( ،وﺗﺟـزي ھـذي اﻟﺑﻼد ﺻدودا 56ـ ﻣـﺎ ﻟﮭﺎ ﺗــزدري ﺑـﻧـﺎ )ﺟـﺑﮭﺔ اﻟـﺷـﻌــ
ﻣــﮭـﺟــﺔ ﺣـــرة ﺗــﻔــل اﻟـﺣــدﯾــدا 57ـ ﻣـﺎ ﻟﮭـﺎ ﺗـﺣـﻘـر اﻟـﺿـﻌـﯾـف ،وﻓﯾـﮫ
و اﻟﺷﺎﻋر ﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﺗﻧﺎص أراد اﻟﺗﻣﺛل ﺑﻣﻘﺎﻣﯾﺔ اﻷﻧﻔﺔ و اﻟﻛﺑرﯾﺎء اﻟﺗﻲ
ﻣﯾزة ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋﻣرو اﺑن ﻛﻠﺛوم ﺣﯾﻧﻣﺎ وﺻل ﺗﻌﻧت اﺑن ھﻧدا و ﻏطرﺳﺗﮫ إﻟﻰ ﺣد
اﻹھﺎﻧﺔ و اﻻﺣﺗﻘﺎر ،ﺣﯾث ﻗدم اﻟﺷﺎﻋر ﻣن ﺧﻼل ذﻟك ﺗﻧﺎﺻﯾﺔ ذﻟك اﻟﺑﯾت ﺻرﺧﺔ
ﺗﺣذﯾر ووﻋﯾد ﻓﻲ وﺟﮫ ﻓرﻧﺳﺎ اﻟﺗﻲ أھﺎﻧت اﻷﻣﺔ و ﺗﻔﻧﻧت ﻓﻲ إذﻻﻟﮭﺎ و اھﺎﻧﺗﮭﺎ.
وﻗد اﺳﺗﻌﺎن اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﺗوظﯾﻔﮫ ﻟذﻟك اﻟﺑﯾت اﻟﺷﻌري ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر اﻟﺗﺣرﯾف
و اﻟﺗﺣوﯾر ﻟذﻟك اﻟﻧص ،وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﺔ ﻣﻘﺎﻣﺎت اﻟﻛﻼم و ﺳﯾﺎﻗﺎﺗﮫ ،ﺣﯾث
ﻋﻣل اﻟﺷﺎﻋر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﯾر ﻣن ﺑﻧﺎء ذﻟك اﻟﻧص اﻟﺷﻌري ،ﺑﺣﯾث ﻟم ﯾﺑﻘﻲ ﻣن ﺑﻧﺎءه
إﻻ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻣن ﻣﻛوﻧﺎﺗﮫ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ و اﻟﻣﺿﻣوﻧﯾﺔ ،و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛﻠﻣﺔ "ﻻ
ﯾﺟﮭل" اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﻻ ﯾظﻠم ،و ﻋﻧﺻر اﻟوﻋﯾد و اﻟﺗﺣدﯾز اﻟذي ﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﻧص
ﻋﻣرو ﺑن ھﻧد ،وھﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻛﺎﻓﯾﺎن ﻹرﺷﺎد اﻟذاﻛرة إﻟﻰ ﻣرﺟﻌﯾﺗﮫ اﻷﺻﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ
اﺳﺗﻘدم ﻣﻧﮭﺎ ذﻟك اﻟﻧص اﻟﺷﻌري.
وﻋﻣوﻣﺎ أﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﺗﻠك اﻟﻧﺻوص اﻟﻐﺎﺋﺑﺔ اﻟﺗﻲ وظﻔت ﻓﻲ ﻣﺗن اﻟﻘﺻﯾدة
ـ و اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻋددھﺎ ﺛﻼﺛﺔ وﻋﺷرون ﻧﺻﺎـ ﺟﺎءت ﻣن أﺟل ﺧدﻣﺔ ﻓﻛرة رﺋﯾﺳﺔ أرد ﻣن
ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء أن ﯾﻧﻘل ﻟﻧﺎ ﻋﺑر ﻣﺗﺧﯾﻠﮫ اﻟذھﻧﻲ ﺻورة اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ و ﻣﻛﺎﻧﺗﮫ ﻓﻲ
ﻓﻛر اﻟﺷﻌوب اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻣوﻣﺎ و اﻟﺷﻌوب اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ،إذ ﻋد إﻟﻰ ﺗﻠك
اﻟﻔﺗرة ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ و اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻗوﻣﯾﺔ وطﻧﯾﺔ ﻓذة ﯾﺗﻛﺄ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ
ﺻﻧﺎﻋﺔ أطوار اﻟﻛﻔﺎح و اﻟﻧﺿﺎل ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺣرﯾﺔ و اﻟﺗﺣرر زﻣن
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر ،و ﯾﻣﻛن ﺗﺟﺳﯾد ﺗﻠك اﻟﺻورة و اﻟﻣﺗﺧﯾل اﻟذھﻧﻲ ﻋن ﺗﻠك اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻔذة ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻵﺗﯾﺔ :
ـ ﺧﺎﺗﻣﺔ :
ﻧﻘول ﻓﻲ ﺧﺎﺗﻣﺔ ھذه اﻟدراﺳﺔ؛ ﺑﺄن اﻟﺗﻧﺎص ﻗد ﻟﻌب دورا ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ رص
ﺑﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻧص اﻟﺷﻌري ،و ﻟﻌب دورا ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز أﺑﻌﺎده اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻟﺧطﺎﺑﯾﺔ،
ﺣﯾث اﺳﺗطﺎع اﻟﺷﺎﻋر ﻣن ﺧﻼل ﺗوظﯾﻔﮫ ﻟﺗﻠك اﻟﻧﺻوص اﻟﻐﺎﺋﺑﺔ ﻣن ﻧﻘل ﺗﺻوراﺗﮫ
ﺣول ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ و ﺑﯾﺎن ﻣﻘﺎﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ و اﻟﻌرب
ﻋﻣوﻣﺎ .وأﻣﻛن أن ﻧﻘول :ﺑﺄن أﺑرز ﻣﺎ ﯾﻣﯾز ﺗﻧﺎﺻﯾﺎت اﻟﻘﺻﯾدة ﺗﻧوﻋﮭﺎ ﺣﯾث
اﺳﺗﺣﺿر ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ ،و اﻟﺣدﯾث اﻟﻧﺑوي اﻟﺷرﯾف ،و اﻟﺷﻌر ،و اﻷﺣداث
واﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت ،و اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ،ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎﺻﯾﺎت اﻟﻘﺻﯾدة اﻋﺗﻣد
28 اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺨﺎﻣﺲ /اﻟﻌﺪد اﻷول – ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ 2020 ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺴﻴﺎق
د .ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﺑﻦ ﺧﻠﯿﻔﺔ اﻟﺘﻨﺎص ﻓﻲ ﻗﺼﯿﺪة ﺳﻮق ﻋﻜﺎظ ...
1ـ ﻧور اﻟﮭدى ﻟوﺷن :اﻟﺗﻧﺎص ﺑﯾن اﻟﺗراث و اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻣﺟﻠﺔ أم اﻟﻘرى ﻟﻌﻠوم اﻟﺷرﯾﻌﺔ و اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ و
آداﺑﮭﺎ ،اﻟﻌدد ،26ﺟزء1424 ،15ھـ ،ص .1022:
2ـ ﺑﯾﯾر ﻣﺎرك دوﺑﯾﺎزي :ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎﺻﯾﺔ ،ﺗرﺟﻣﺔ :ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟرﺣوﺗﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻼﻣﺎت ،اﻟﻌدد ،21
ﻣﺟﻠد1996 ،06م ،ص .310:
3ـ ﻋزة ﺷﺑل :ﻋﻠم ﻟﻐﺔ اﻟﻧص ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻵداب ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣﺻر2008 ،م ،ص .75 :
4ـ روﻻن ﺑﺎرث :ﻣن اﻷﺛر اﻷدﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﻧص ،ﺗرﺟﻣﺔ :ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﺑن ﻋﺑد ﷲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛراﻟﻌرﺑﻲ
اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ﻋدد ،38ﺑﯾروت1986 ،م ،ص .115
5ـ ﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن :اﻧﻔﺗﺎح اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ)اﻟﻧص و اﻟﺳﯾﺎق( ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء،
2001م ،ص .06 :
6ـ ﻣﺣﻣد ﻣﻔﺗﺎح :ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎب اﻟﺷﻌري )اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎص( ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء،
1992م ،ص .121 :
7ـ ﯾﻧظر :ﻋز اﻟدﯾن اﻟﻣﻧﺎﺻرة :ﻋﻠم اﻟﻧص اﻟﻣﻘﺎرن)ﻧﺣو ﻣﻧﮭﺞ ﻋﻧﻛﺑوﺗﻲ ﺗﻔﺎﻋﻠﻲ( ،دار اﻟﻣﺟدﻻوي،
ﻋﻣﺎن2006 ،م ،ص .178 :
=
=
ـ ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن ﺗرﻛﯾزﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻷﻧﻣﺎط اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻧﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺎﻧﮭﺎ ﻛﺎن ﻣﺑﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﺣﯾﺎﺟﺎت ﺑﺣﺛﻧﺎ و
دراﺳﺗﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﮭﺎ اﻟﺗطﺑﯾق ،أو ﺑﻣﻌﻧﻰ أﺧر أن اﻟدراﺳﺔ ھﻲ ﻣن ﻓرﺿت ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻷﻧﻣﺎط
اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻓﻘط.
8ـ ﯾﻧظر :ﻋﺻﺎم واﺻل :اﻟﺗﻧﺎص اﻟﺗراﺛﻲ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر" أﺣﻣد اﻟﻌواﺿﻲ أﻧﻣوذﺟﺎ" ،دار
ﻏﯾداء ،اﻷردن2011 ،م ،ص .78 :
9ـ ﯾﻧظر :أﺣﻣد طﻌﻣﺔ :اﻟﺗﻧﺎص ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ و اﻟﺗطﺑﯾق "ﺷﻌر اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ أﻧﻣوذﺟﺎ" ،اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب،
دﻣﺷق2007 ،م ،ص .163:
10ـ ﯾﻧظر :اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .177:
11ـ ﯾﻧظر :اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص 180):ـ .(181
12ـ ﯾﻧظر :ﻣﺣﻣد ﺑن ﺣﺑﯾب :ﻛﺗﺎب اﻟﻣﺣﺑر ،ﺗﺻﺣﯾﺢ :إﻟﯾزة ﻟﯾﺣﺗن ﺷﺗﯾﺗر ،ﻣﺷورات دار اﻵﻓﺎق اﻟﺟدﯾدة،
ﺑﯾروت2009 ،م ،ص .267 :
13ـ أﺣﻣد اﻷﻣﯾن اﻟﺷﻧﻘﯾطﻲ :ﺷرح اﻟﻣﻌﻠﻘﺎت اﻟﻌﺷر ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻔﺎﺿﻠﻲ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ
اﻟﻌﺻرﯾﺔ ،ﺑﯾروت 2005 ،م ،ص 127):ـ .(128
14ـ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء :أﻣﺟﺎدﻧﺎ ﺗﺗﻛﻠم و ﻗﺻﺎﺋد أﺧرى ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﻣودة ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء،
اﻟﺟزاﺋر2003 ،م .ص .147 :
15ـ اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص 146):ـ .(147
16ـ ﻧﻔﺳﮫ ،ص 148 :
17ـ ﺣﺳن اﻟﺟﻐﺎم :اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ ﻟﻠﻣرﺣوم اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،ﺗوﻧس ،دت ،ص :
.10
18ـ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .151 :
19ـ اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .147 :
20ـ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .149 :
21ـ ﻧﻔﺳﮫ ،ص 149) :ـ .(150
22ـ ـ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .147 :
=
=
23ـ ﻣﺣﻣد ﺑن اﺳﻣﺎﻋﯾل اﻟﺑﺧﺎري :ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ،دار اﺑن ﻛﺛﯾر ،دﻣﺷق ـ ﺑﯾروت2002 ،م ،ص :
.1632
24ـ ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑن ﺳﻠﯾﻣﺎن :ﻣﺟﻣﻊ اﻟزواﺋد وﻣﻧﺑﻊ اﻟﻔواﺋد ،ﺗﺣﻘﯾق :ﺣﺳﯾن ﺳﻠﯾم أﺳد ،دار اﻟﻣﻧﮭﺎج،
ﺟدة2015 ،م ،ص .193 :
25ـ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .147 :
26ـ اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .147 :
27ـ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺑن ﺧﻠﯾﻔﺔ :اﻟﺗﻧﺎص اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ و اﻟدﯾﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﻌر ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء دﯾوان أﻣﺟﺎدﻧﺎ ﺗﺗﻛﻠم و ﻗﺻﺎﺋد
أﺧرى أﻧﻣوذﺟﺎ ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراه ﻋﻠوم ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ و اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻏرداﯾﺔ 2020 ،ـ 2021م ،ص
228):ـ .(277
28ـ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .147 :
29ـ اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .147 :
30ـ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .150 :
31ـ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .149 :
32ــ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .151:
33ـ ﻧﻔﺳﮫ ،ص .150 :
34ـ أﺣﻣد اﻷﻣﯾن اﻟﺷﻧﻘﯾطﻲ :ﺷرح اﻟﻣﻌﻠﻘﺎت اﻟﻌﺷر ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻔﺎﺿﻠﻲ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ
اﻟﻌﺻرﯾﺔ ،ﺑﯾروت 2005 ،م ،ص .131 :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــ
ـ اﻟﻣﺻﺎدر و اﻟﻣراﺟﻊ :
01ـ ـ أﺣﻣد اﻷﻣﯾن اﻟﺷﻧﻘﯾطﻲ :ﺷرح اﻟﻣﻌﻠﻘﺎت اﻟﻌﺷر ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻔﺎﺿﻠﻲ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ
اﻟﻌﺻرﯾﺔ ،ﺑﯾروت 2005 ،م.
02ـ أﺣﻣد طﻌﻣﺔ :اﻟﺗﻧﺎص ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ و اﻟﺗطﺑﯾق "ﺷﻌر اﻟﺑﯾﺎﺗﻲ أﻧﻣوذﺟﺎ" ،اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﻛﺗﺎب ،دﻣﺷق2007 ،م.
=
=
03ـ ﺑﯾﯾر ﻣﺎرك دوﺑﯾﺎزي :ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎﺻﯾﺔ ،ﺗرﺟﻣﺔ :ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم اﻟرﺣوﺗﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻼﻣﺎت ،اﻟﻌدد ،21
ﻣﺟﻠد1996 ،06م.
04ـ ﺣﺳن اﻟﺟﻐﺎم :اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ ﻟﻠﻣرﺣوم اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،ﺗوﻧس ،دت.
05ـ روﻻن ﺑﺎرث :ﻣن اﻷﺛر اﻷدﺑﻲ إﻟﻰ اﻟﻧص ،ﺗرﺟﻣﺔ :ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﺑن ﻋﺑد ﷲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻔﻛراﻟﻌرﺑﻲ
اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ﻋدد ،38ﺑﯾروت1986 ،م.
06ـ ﺳﻌﯾد ﯾﻘطﯾن :اﻧﻔﺗﺎح اﻟﻧص اﻟرواﺋﻲ)اﻟﻧص و اﻟﺳﯾﺎق( ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء،
2001م.
07ـ ـ ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺑن ﺧﻠﯾﻔﺔ :اﻟﺗﻧﺎص اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ و اﻟدﯾﻧﻲ ﻓﻲ ﺷﻌر ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء دﯾوان أﻣﺟﺎدﻧﺎ ﺗﺗﻛﻠم و
ﻗﺻﺎﺋد أﺧرى أﻧﻣوذﺟﺎ ،أطروﺣﺔ دﻛﺗوراه ﻋﻠوم ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ و اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻏرداﯾﺔ 2020 ،ـ
2021م.
08ـ ﻋزة ﺷﺑل :ﻋﻠم ﻟﻐﺔ اﻟﻧص ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻵداب ﻟﻠﻧﺷر ،ﻣﺻر2008 ،م.
09ـ ﻋز اﻟدﯾن اﻟﻣﻧﺎﺻرة :ﻋﻠم اﻟﻧص اﻟﻣﻘﺎرن)ﻧﺣو ﻣﻧﮭﺞ ﻋﻧﻛﺑوﺗﻲ ﺗﻔﺎﻋﻠﻲ( ،دار اﻟﻣﺟدﻻوي ،ﻋﻣﺎن،
2006م.
10ـ ﻋﺻﺎم واﺻل :اﻟﺗﻧﺎص اﻟﺗراﺛﻲ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر" أﺣﻣد اﻟﻌواﺿﻲ أﻧﻣوذﺟﺎ" ،دار ﻏﯾداء،
اﻷردن2011 ،م.
11ـ ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑن ﺳﻠﯾﻣﺎن :ﻣﺟﻣﻊ اﻟزواﺋد وﻣﻧﺑﻊ اﻟﻔواﺋد ،ﺗﺣﻘﯾق :ﺣﺳﯾن ﺳﻠﯾم أﺳد ،دار اﻟﻣﻧﮭﺎج،
ﺟدة2015 ،م.
12ـ ﻣﺣﻣد ﺑن ﺣﺑﯾب :ﻛﺗﺎب اﻟﻣﺣﺑر ،ﺗﺻﺣﯾﺢ :إﻟﯾزة ﻟﯾﺣﺗن ﺷﺗﯾﺗر ،ﻣﺷورات دار اﻵﻓﺎق اﻟﺟدﯾدة،
ﺑﯾروت2009 ،م.
13ـ ﻣﺣﻣد ﻣﻔﺗﺎح :ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎب اﻟﺷﻌري )اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎص( ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء،
1992م.
14ـ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء :أﻣﺟﺎدﻧﺎ ﺗﺗﻛﻠم و ﻗﺻﺎﺋد أﺧرى ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﻣودة ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻔدي زﻛرﯾﺎء،
اﻟﺟزاﺋر2003 ،م.
=
=
15ـ ﻧور اﻟﮭدى ﻟوﺷن :اﻟﺗﻧﺎص ﺑﯾن اﻟﺗراث و اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻣﺟﻠﺔ أم اﻟﻘرى ﻟﻌﻠوم اﻟﺷرﯾﻌﺔ و اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
و آداﺑﮭﺎ ،اﻟﻌدد ،26ﺟزء1424 ،15ھـ.