Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
ﻣﻠﺧص
،ﯾﺷﻛل اﻟطرﯾق ﻧﺣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺗﺣدﯾﺎ ﻣﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ واﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
واﻟذي ﯾﻌد ﻓﯾﮭﺎ،ﺣﯾث ﺗﺷﮭد اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﯾوم ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣول ﻓﻲ ﻣﺳﺎرھﺎ اﻹﻧﻣﺎﺋﻲ
و ﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟطرح ﻧﻘدم،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﻓرﺻﺔ ﻻﻋﺗﻣﺎد ﻧﻣﺎذج اﻗﺗﺻﺎدي ﺟدﯾد
ھذه اﻟورﻗﺔ اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﮭدف إﻟﻰ إﻋطﺎء ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدرات اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ
ﻗﺮﻳﻦ رﺑﻴﻊ.* د وذﻟك ﺑﺎﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟوﺻﻔﻲ واﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ،اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر
ﺣﺮاق ﻣﺼﺒﺎح.د ﻻﺳﺗﺧﻼص اﻟدروس واﻹﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وزﯾﺎدة ﻓرص اﻟﻧﺟﺎح
.ﻓﻲ ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ
ﻣﻌﮭد اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إن ﻧﺟﺎح ﻣﺑﺎدرات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﯾﺗطﻠب ﺑﻧﺎء ﺷراﻛﺎت ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﻌﺎم
وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر وﺿرورة ﺗطوﯾر ﻧﻣﺎذج، اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،واﻟﺧﺎص واﻟﺗﻧﺳﯾق ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ
اﻟﻣرﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﻔﯾظ ﺗﺣﻘق ﻓرص ﻋﻣل ﺟدﯾدة،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻣن أﺟل اﻟﺗﺣول إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر
ﻣﯾﻠﺔ- ﺑواﻟﺻوف .وﺗﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر وﺗﺗﻘدم ﻧﺣو ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ وﻣﺳﺗداﻣﺔ
Abstract Résumé
The path to the green economy is a major challenge Le chemin qui mène à l’économie verte est un défi
at the regional and global levels, and Arab countries important aux niveaux régional et mondial, et les pays
are now looking for a turning point in their arabes sont aujourd’hui à la recherche d’un tournant
development process, in which the green economy is dans leur processus de développement, dans lequel
one of the most way of adopting a new economic l’économie verte est l’un moyen d’adopter un nouveau
model. In this research paper we extract several modèle économique. Dans ce document de recherche on
successful lessons from Arab countries in the context a extraire plusieurs lessons réussies des pays arabes dans
of the green economy, and in order to achieve our le cadre de l’économie verte, et afin d’atteindre notre
goal we use a descriptive and analytical approach, objectif on utilise une approche descriptive et analytique,
and this to extract results and formulate a new model et cela pour extraire des résultats et bien formuler de
development policies and increase the opportunities nouveau modèle des politiques de développement et
for success in their application. augmenter les opportunités de succès dans leur
The success of green economy initiatives requires the application.
establishment of effective partnerships between the Le succès des initiatives d’économie verte exige la mise
public and private sectors, environmental, economic en place de partenariats efficaces entre les secteurs
and financial coordination requires developing a new public et privé, une coordination dans les domaines
economic model for the transition to a green environnemental, économique et financier nécessite de
economy, creating new jobs, eradicate poverty and développer un nouveau modèle économique pour la
move towards global and sustainable development. transition vers une économie verte, de créer de nouveaux
emplois, d’éliminer la pauvreté et de progresser vers un
Keywords: green economy, indicators of green développement global et durable.
economy, sustainable development, development, Mots clés: économie verte, indicateurs de l'économie
global experiences in the green economy. verte, développement durable, développement,
expériences mondiaux dans l'économie verte.
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﻓرﺿﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ:
-اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﻣن اﻟﻣﻔﺎھﯾم واﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌزز ﻧﮭﺞ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ.
-ھﻧﺎك ﻣؤﺷرات أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻛﻣﯾﺔ وﻧوﻋﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﮭﺎ ﻟﻘﯾﺎس اﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺣرز
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر.
176
ﺧﯾﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﯾن ﻓرص اﻟﻧﺟﺎح وﻣؤﺷرات اﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻣﻧﮭﺞ اﻟدراﺳﺔ :ﺳﯾﺗم اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ،ﻟﺗواﻓﻘﮫ ﻣﻊ وﺻف
وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ دﻋم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،ﻣﻊ ﺗﺣﻠﯾل ﺧطط وإﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت
ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗوﺟﮫ ﻧﺣو ھذا اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر.
ﺗﻘﺳﯾم اﻟدراﺳﺔ :ﺳﯾﺗم ﺗﻘﺳﯾم اﻟدراﺳﺔ ﻣن أﺟل اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ
اﻟذﻛر إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺳﺎم ،ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻷول ﻣﺎھﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،أﻣﺎ اﻟﻘﺳم
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺳﯾﺗم ﺗﺧﺻﯾﺻﮫ ﻟدراﺳﺔ ﻣؤﺷرات ،ﻣﺗطﻠﺑﺎت وﺗﺣدﯾﺎت واﻟﺣﻠول ﻣن أﺟل اﻟﺗﺣول
ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،وﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻟث واﻷﺧﯾر واﻟذي ﺳﯾﺗم ﺗﺧﺻﯾﺻﮫ ﻟﻌرض أھم
ﻣﺑﺎدرات اﻟدول اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر.
ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ " :اﻗﺗﺻﺎد ﯾراﻋﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ ،وﯾﺣد ﻣن اﺳﺗﻧزاف ﻣواردھﺎ ،وھو
ﻣﻧﺎﻗض ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺑﻧﻲ )أو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺳود ﻛﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﮫ أﺣﯾﺎﻧﺎ( ،واﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ
اﺳﺗﺧدام اﻟوﻗود اﻷﺣﻔورى )ﻣﺛل اﻟﻔﺣم اﻟﺣﺟري واﻟﺑﺗرول واﻟﻐﺎز اﻟطﺑﯾﻌﻲ( .وﺗﺧﺿﯾر
اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﻔﮭوم آﺧر ،ﯾﺳﺗﺧدم ﻣﻊ ﻣﺻطﻠﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،واﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك" :
اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ وﯾﺻﺎدﻗﮭﺎ ،واﻟذي ﻟﯾﺳت ﻟﮫ أﯾﺔ ﻣﺧﻠﻔﺎت أو آﺛﺎر ﺿﺎرة
ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻻ ﯾﺿﯾف أﯾﺔ أﻋﺑﺎء ﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ أو ﯾزﯾد درﺟﺔ ﺗﻠوﺛﮭﺎ
وﺗدھورھﺎ"(2) .
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ھو " :اﻗﺗﺻﺎد ﯾﺗم ﻓﯾﮫ ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟدﺧل )ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻟوطﻧﻲ واﻟﻌﺎﻟﻣﻲ( وﻓﻲ ﻗوة اﻟﻌﻣل ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ ﻛل
177
د .ﻗرﯾن رﺑﯾﻊ /د .ﺣراق ﻣﺻﺑﺎح
ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ،ﺑﺣﯾث ﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
واﻟﺑﺷرﯾﺔ ،وﺗﺧﻔﯾض اﻻﻧﺑﻌﺎﺛﺎت واﻟﻣﻠوﺛﺎت اﻟﺿﺎرة ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ ،واﻟﺣد ﻣن اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت،
واﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ دون ﺣدوث ﺧﺳﺎﺋر ﻓﻲ اﻟﺗﻧوع اﻷﺣﯾﺎﺋﻲ )اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ( ،أو ﺗدھور ﻓﻲ اﻟﻧظم
اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ )اﻹﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ( ،أو ﺗﻐﯾﯾرات ﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﻣﺎط اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ"(3).
وﺗﻌرف ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﺎم 2013اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﺄﻧﮫ " :اﻗﺗﺻﺎد ﻣﻧﺧﻔض
اﻟﻛرﺑون وﻓﻌﺎل ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوارد وﺷﺎﻣل اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ،وﯾوﺟﮫ ﻓﯾﮫ اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟدﺧل
واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﺑواﺳطﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت
اﻟﻛرﺑون واﻟﺗﻠوث وﺗﻌزﯾز ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟطﺎﻗﺔ واﻟﻣوارد وﻣﻧﻊ ﺧﺳﺎرة اﻟﺗﻧوع اﻹﺣﯾﺎﺋﻲ
وﺧدﻣﺎت اﻟﻧظم اﻹﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ،وﯾوﻟد اﻟوظﺎﺋف اﻟﺧﺿراء اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻠل ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﻣن
اﻷﺛر اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻘق ﺑﮭﺎ
اﻻﺳﺗداﻣﺔ"(4) .
ﯾﻌﺗﺑر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر " :اﻗﺗﺻﺎدا ﻣﻧﺧﻔض اﻟﻛرﺑون أي أﻧﮫ ذات ﻛﻔﺎءة وھو ﻧظﯾف
ﻣن ﺣﯾث اﻹﻧﺗﺎج ﻟﻛﻧﮫ أﯾﺿﺎ ﺷﺎﻣل ﻣن ﺣﯾث اﻻﺳﺗﮭﻼك واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ،اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ
واﻟﺗداوﻟﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﺿﺎﻣن واﻟﺻﻣود واﻟﺗراﺑط .وھو ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﺧﯾﺎرات
واﻻﺧﺗﯾﺎرات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺣﻣﺎﺋﯾﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ
واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ھﺎدﻓﺔ وﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،وﺗدﻋﻣﮫ ﻣؤﺳﺳﺎت ﻗوﯾﺔ ﻣوﺟﮭﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺣدد ﻧﺣو اﻟﺣﻔﺎظ
ﻋﻠﻰ "اﻟﺣدود اﻟدﻧﯾﺎ" اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ،وﯾدﻋم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر اﻟﺷﺎﻣل
اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء ،وﺧﺻوﺻﺎ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻔﻘﯾرة اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ
وﻣوﺟﮭﺔ ﻟﻠﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،واﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض
وﻏﯾرھﺎ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،واﻹرث ،واﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة
اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺗﻧﺎھﻲ اﻟﺻﻐر ،ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﻣﻌﺑر
ﻋﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﮭدف اﻷول ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ،وﺑﺷﺄن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر ﺑﺟﻣﯾﻊ أﺷﻛﺎﻟﮫ ﻓﻲ
ﻛل ﻣﻛﺎن"(5) .
وﻗد اﺳﺗﺣدث ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ﻛذﻟك ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻋﻣﻠﯾﺎ ،ﯾﻔﮭم ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﯾﮫ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻷﺧﺿر ﺑﺄﻧــﮫ" :اﻗﺗﺻﺎد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن ﺣﺎﻟﺔ اﻟرﻓﺎه اﻟﺑﺷري واﻹﻧﺻﺎف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،
ﻣﻊ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺎﻟﺣد ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﻠﺣوظ ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ وﺣﺎﻻت اﻟﺷﺢ
اﻹﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ .وأﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻲ أﻛﺛر ،ﻓﯾﻣﻛن إدراك اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﺄﻧﮫ
اﻗﺗﺻﺎد ﯾوﺟﮫ ﻓﯾﮫ اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟدﺧل واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﺑواﺳطﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﻌﺎم
واﻟﺧﺎص ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ أن ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﻌزﯾز ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد ،وﺗﺧﻔﯾض اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت
اﻟﻛرﺑون واﻟﻧﻔﺎﯾﺎت واﻟﺗﻠوث وﻣﻧﻊ ﺧﺳﺎرة اﻟﺗﻧوع اﻷﺣﯾﺎﺋﻲ وﺗدھور اﻟﻧظﺎم اﻹﯾﻛوﻟوﺟﻲ،
وھذه اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ھﻲ أﯾﺿﺎ ﺗﻛون ﻣوﺟﮭﺔ ﺑدواﻓﻊ ﺗﻧﺎﻣﻲ اﻟطﻠب ﻓﻲ اﻷﺳواق ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺧﺿراء ،واﻻﺑﺗﻛﺎرات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ،وﻛذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻛﺛﯾرة ﺑواﺳطﺔ
ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺿﻣن أن ﺗﻛون اﻷﺳﻌﺎر اﻧﻌﻛﺎﺳﺎ
ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻟﻠﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ"(6) .
178
ﺧﯾﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﯾن ﻓرص اﻟﻧﺟﺎح وﻣؤﺷرات اﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
دﺷن ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2008ﻣﺑﺎدرة اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﻟوﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺎت وﻣﺳﺎرات
ﻣن أﺟل ﻣزﯾد ﻣن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺳﺗدام ،وﻧﺷر ﻓﻲ ﻋﺎم 2011ﺗﻘرﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻷﺧﺿر اﻟذي ﻋﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﺗﻌزﯾز اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ.
وﻗد ﺑرز ﻣﻔﮭوم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم 2012ﻋﻧدﻣﺎ اﻧﻌﻘد
ﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ "رﯾو دى ﺟﺎﻧﯾرو" ﺑﺎﻟﺑرازﯾل ،وﻛﺎن اﻟﻣﺣور
اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻣوﺿوﻋﺎﺗﮫ " اﻗﺗﺻﺎد أﺧﺿر ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ
اﻟﻔﻘر"(9) .
ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ،2013أﻗر ﻣﺟﻠس إدارة ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ،ﺑﻣوﺟب ﻣﻘرره ،8/27
ﺑﺷﺄن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر ،أﻧﮫ ﺗوﺟد
ھﻧﺎك ﻣﺳﺎرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ.
وﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2014اﻋﺗﻣدت ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ اﻟﻘرار 10/1ﺑﺷﺄن اﻟرؤى واﻟﻧﮭﺞ
واﻟﻧﻣﺎذج واﻷدوات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟراﻣﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗداﻣﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ
واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر ،وﻓﯾﮫ رﺣﺑت ﺑﺎﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺧﺗﺎﻣﯾﺔ ﻟﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ " اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟذي ﻧﺻﺑو إﻟﯾﮫ".
أ -3
ھداف اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر:
ﯾﻌﺗﺑر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر اﻟﺷﺎﻣل اﻗﺗﺻﺎدا ﻣﻧﺧﻔض اﻟﻛرﺑون أي أﻧﮫ ذات ﻛﻔﺎءة وھو
ﻧظﯾف ﻣن ﺣﯾث اﻹﻧﺗﺎج ﻟﻛﻧﮫ أﯾﺿﺎ ﺷﺎﻣل ﻣن ﺣﯾث اﻻﺳﺗﮭﻼك واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ،اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ
اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟﺗداوﻟﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﺿﺎﻣن واﻟﺻﻣود واﻟﺗراﺑط .وھو ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺗوﺳﯾﻊ
اﻟﺧﯾﺎرات واﻻﺧﺗﯾﺎرات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺳﯾﺎﺳﺎت ﺣﻣﺎﺋﯾﺔ
ﻣﺎﻟﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ھﺎدﻓﺔ وﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،وﺗدﻋﻣﮫ ﻣؤﺳﺳﺎت ﻗوﯾﺔ ﻣوﺟﮭﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺣدد ﻧﺣو
اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ "اﻟﺣدود اﻟدﻧﯾﺎ" اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻹﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ .وﯾدﻋم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر
اﻟﺷﺎﻣل اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء ،وﺧﺻوﺻﺎ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻔﻘﯾرة
اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ وﻣوﺟﮭﺔ ﻟﻠﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،واﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷرض وﻏﯾرھﺎ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،واﻹرث ،واﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت
اﻟﺟدﯾدة اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺗﻧﺎھﻲ اﻟﺻِ ﻐر ،ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو
179
د .ﻗرﯾن رﺑﯾﻊ /د .ﺣراق ﻣﺻﺑﺎح
اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﮭدف اﻷول ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ،وﺑﺷﺄن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر ﺑﺟﻣﯾﻊ أﺷﻛﺎﻟﮫ
)(10
ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن.
)(11
وﻣن أھم اﻷھداف اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﻛوﻧﮫ:
أ -اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﯾﻌزز اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة اﻟﻔﻘر:
إن اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﮭم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو
اﻷﺧﺿر وأن ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺟدﯾد رأس اﻟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ وﺗﻌزﯾزه،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة اﻟﻔﻘر ،وھﻧﺎﻟك ﻋدد ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ذات
اﻷھﻣﯾﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن وطﺄة اﻟﻔﻘر واﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،وﻋﻠﻰ
ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﯾﻌد ﻗطﺎع ﻣﺻﺎﺋد اﻷﺳﻣﺎك ﻗطﺎﻋﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ
واﻷﻣن اﻟﻐذاﺋﻲ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﺑﺷر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،ﻛﻣﺎ أن ﺗﻌزﯾز اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ
ﯾﺟﻌﻠﮫ ﻗطﺎﻋﺎ ﻣﺳﺗداﻣﺎ ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة اﻟﻔﻘر ،ﻛذﻟك ﻓﺈن اﻟزراﻋﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ
ﯾﻣﻛن أن ﺗزﯾد اﻟﻣﺳﺎواة واﻹﻧﺻﺎف ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻷﻏذﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ،وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﺗﺗﯾﺢ
اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق زﯾﺎدات ﻓﻲ ﻏﻼة اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل ،وﯾﻣﻛن ان ﺗﻛون ظواھر اﻟﺟوع
واﻟﻔﻘر واﻟﺻﺣﺔ واﻟﺑﯾﺋﺔ وﺛﯾﻘﺔ اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ واﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺳﺗﻣد
ﻣﻧﮭﺎ ،وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟزراﻋﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﺎت ﺟدﯾرة ﺑﺎﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻼرﺗﻘﺎء
ﺑﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟرﯾﻔﯾﺔ.
ب -اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﺎت ﻻﺳﺗﺣداث ﻓرض ﻋﻣل إﺿﺎﻓﯾﺔ:
ﯾﺗﻧﺑﺄ ﺗﻘرﯾر ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ﻋن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﺄن ﻣن ﺷﺄن
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎم 2050أن ﺗﺣﻘق ﻣﻛﺎﺳب ﻓﻲ اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ
ﺗﺗﺟﺎوز ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﻘﻘﮫ اﻟﻣﺧطط اﻟﺗﺻوري اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب اﻟﻌﻣل ﻛﺎﻟﻣﻌﺗﺎد ،وﺳف
ﺗﺗﺣﻘق ﻣﺎدﯾﺎ ﻓرص ﻋﻣﺎﻟﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت ﻣﺛل اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة واﻟﻧﻘل واﻟزراﻋﺔ
اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ واﻟﻧﺳﯾﺞ ،وﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾؤدي
اﻟﺗﺣول إﻟﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻋدد ﻓرص اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ
وﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﺳﻼﺳل اﻹﻣداد ﻓﻲ ﻣراﺣل ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺣﺻﺎد وﻣﻊ ﺑﻌد اﻟﺣﺻﺎد ،وﻋﻠﻰ ﻧﺣو
ﻣﻣﺎﺛل ،ﻓﺈن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻣوارد اﻟطﺎﻗﺔ وﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد ﻓﻲ ﻗطﺎع
اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ ﻣﺗوﻗﻊ ﻟﮫ ان ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻧﺷﯾط اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗوﻟﯾد ﻓرص اﻟﻌﻣل.
ج -اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﯾﻌزز ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد وأﻣن اﻟطﺎﻗﺔ:
إن زﯾﺎدة اﻟﻣﻌروض ﻣن اﻟطﺎﻗﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺗﺟددة ﯾﻘﻠل ﻣن ﻣﺧﺎطر أﺳﻌﺎر
اﻟوﻗود اﻷﺣﻔورى اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘرة ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم ﺣواﻓز ﺗﺧﻔﯾﻔﯾﺔ ،ﻓﺈن
ﻧظﺎم اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوﻗود اﻷﺣﻔورى ھو ﻣﺻدر ﺗﻐﯾر اﻟﻣﻧﺎخ ،وﯾﻌد ﻗطﺎع
اﻟطﺎﻗﺔ ﻣﺳؤوﻻ ﻋن ﺛﻠﺛﻲ اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت ﻏﺎزات اﻻﺣﺗﺑﺎس اﻟﺣراري ،وﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﺻل
ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﻛﯾف اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﺗﻐﯾر اﻟطﻘس إﻟﻰ 170 -50ﻣﻠﯾون دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ﺑﺣﻠول ﻋﺎم
،2030واﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗﺣﻣل اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن ﻧﻔﮭﺎ ،وﺗواﺟﮫ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺗﻠك اﻟدول
ﺗﺣدﯾﺎت ﻣن ﺟراء أﺳﻌﺎر اﻟوﻗود اﻷﺣﻔورى اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ
ﻣﺳﺗوردة ﻟﻠﺑﺗرول ،ﻓﻣﺛﻼ ﯾﻣﺛل اﻟﺑﺗرول % 15 -10ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟواردات ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان
اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗوردة ﻟﻠﺑﺗرول ،وﯾﺳﺗﮭﻠك أﻛﺛر ﻣن % 30ﻣن ﻋﺎﺋدات ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺗوﺳط ،وﺗﺧﺻص ﺑﻌض اﻟدول اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ،وﻣﻧﮭﺎ ﻛﯾﻧﯾﺎ واﻟﺳﻧﻐﺎل أﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف
ﻋﺎﺋدات ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻻﺳﺗﯾراد اﻟطﺎﻗﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻧﻔق اﻟﮭﻧد % 45ﻣن ﺗﻠك اﻟﻌﺎﺋدات .إن
اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة اﻟﻣﺗواﻓرة ﺣﺎﻟﯾﺎ ،ﯾﻣﻛن ان ﯾﺣﺳن ﻣن أﻣن اﻟطﺎﻗﺔ
)(12
ﺑﺻورة ﻣﻠﺣوظﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن اﻷﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ.
180
ﺧﯾﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﯾن ﻓرص اﻟﻧﺟﺎح وﻣؤﺷرات اﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﺣﻔز ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟطﺎﻗﺔ واﻟﻣوارد ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﻧﺎﺣﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ھدف ﻣﺣوري ﻣن اﻷھداف اﻟﻣﻧﺷودة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ
ذﻟك ،ﻓﺈن اﻟﺗﺣول إﻟﻰ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة وﺗﺣﺳﯾن ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟطﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﻧﺎﺣﻲ
اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﻣﺎ أن ﯾؤﻣﻧﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن اﻟﺻدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑﺑﮭﺎ أزﻣﺎت
أﺳﻌﺎر اﻟطﺎﻗﺔ ،وأن ﯾؤدﯾﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣدﺧرات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﯾﺷﻣل ﺗﺧﺿﯾر ﻗطﺎع اﻟطﺎﻗﺔ
ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق ﺗوﻟﯾد اﻟﻘدرة اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔض اﻻﻧﺑﻌﺎﺛﺎت اﻟﻛرﺑوﻧﯾﺔ وإﻟﻰ دﺧول ﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺟﯾل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن إﻧﺗﺎج اﻟوﻗود اﻷﺣﯾﺎﺋﯾﺔ ،وﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑداﺋل ﻋن
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻛﺛﯾﻔﺔ اﻻﻧﺑﻌﺎﺛﺎت اﻟﻛرﺑوﻧﯾﺔ ،ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة ،اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ان ﯾﺗﺿﺎﻋف ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن رﺑﻊ
إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻗﺔ اﻷوﻟﯾﺔ ﺑﺣﻠول اﻟﻌﺎم ،2050ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻣل ﺗﺧﺿﯾر اﺳﺗﺧدام
اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣﺳﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟطﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ واﻟﻧﻘل
واﻟﺑﻧﺎء ،وإﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ،ﻓﺈن اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة ﺑﺎﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﮭﺎ ﻣن
ﺧﺎرج ﺷﯾﻛﺎت اﻟﻛﮭرﺑﺎء اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﯾﺗﯾﺢ اﺳﺗﻐﻼل ﺟزء ﻓﻌﺎل ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣن
إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺗوﻓﯾر ﺳﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻗﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ أﻛﺛر ﻣن 1.4ﺑﻠﯾون ﺷﺧص
ﻣﻣن ھم ﻣﺣروﻣون ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻛﮭرﺑﺎء.
د -اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﯾﺣﻘق ﻣﻧﺎﻓﻊ ﺑﯾﺋﯾﺔ:
ﺣﯾث ﺗرﺗﺑط اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﻔﺎﯾﺎت ﺑﻘوة اﻟدﺧل ،ﻓﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻌت ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدﺧل،
ﯾﺗوﻗﻊ أن ﯾﻧﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟم ﺣواﻟﻲ 13.1ﻣﻠﯾﺎر طن ﻣن اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت ﻓﻲ ﻋﺎم ،2050أي ﻣﺎ ﯾزﯾد
ﺑﻧﺳﺑﺔ % 20ﻋن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ،2009وﯾﻣﻛن ﻟزﯾﺎدة ﻛﻔﺎءة اﻟﻣوارد
واﺳﺗﻌﺎدﺗﮭﺎ ،اﻟذﯾن ﯾﺟري ﺗﻣﻛﯾﻧﮭﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟذﻛﯾﺔ ،أن ﺗﻘﻠل ﻣن
ﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ،وأن ﺗﺗﺟﻧب اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ،
وﯾﻌد ﻣﺟﺎل اﺳﺗﻌﺎدة اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت ﻣﺟﺎﻻ واﺳﻌﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺗم اﺳﺗﻌﺎدة % 25ﻓﻘط ﻣن ﻛل
اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت وﺗدوﯾرھﺎ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺑﻠﻎ ﺣﺟم اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠﻧﻔﺎﯾﺎت ﻣن اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ إﻟﻰ اﻟﺗدوﯾر،
ﻣﺎ ﯾﻘدر ﺑﻧﺣو 410ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم(13) .
إن اﻟﻧﻘﻠﺔ إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﻣﺣﺳوس ﻓﻲ اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت
ﻏﺎزات اﻻﺣﺗﺑﺎس اﻟﺣراري ،ﻓﻔﻲ اﻟﻣﺧطط اﻟﺗﺻوري اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ،اﻟذي ﯾﺳﺗﺛﻣر ﻓﯾﮫ ﻣﺎ
ﻧﺳﺑﺗﮫ % 2ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر،
ﯾﺧﺻص أﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف ﻣﻘدار ذﻟك اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟزﯾﺎدة ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟطﺎﻗﺔ وﺗوﺳﯾﻊ
إﻧﺗﺎج واﺳﺗﺧدام ﻣوارد اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺟﯾل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻷوﻗدة اﻷﺣﯾﺎﺋﯾﺔ،
واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ھﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﺧﻔض ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻗدرھﺎ % 36ﻓﻲ ﻛﺛﺎﻓﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟطﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﺗﻘﺎس ﺑﻣﻼﯾﯾن اﻷطﻧﺎن ﻣن ﻣﻌﺎدل اﻟﻧﻔط ﻓﻲ ﻛل وﺣدة ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﺑﺣﻠول اﻟﻌﺎم .2030وﻓﻲ اﻟﻣﺧطط اﻟﺗﺻوري اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ،ﻣن ﺷﺄن اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت
ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺳﯾد اﻟﻛرﺑون ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ أن ﯾﻧﺧﻔض ﺣﺟﻣﮭﺎ ﻣن 30.6ﺟﯾﻐﺎطن ﻓﻲ ﻋﺎم
2010إﻟﻰ 20.0ﺟﯾﻐﺎطن ﻓﻲ ﻋﺎم ،2050وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﻧﺧﻔض
اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت اﻟﻛرﺑون ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﺎت ﻛﺑﯾرة ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻔرزھﺎ ﺗﻐﯾر
اﻟﻣﻧﺎخ ،ﻣﻊ ان ﻣن اﻟﺿروري اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎرات إﺿﺎﻓﯾﺔ واﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﻓﻲ إطﺎر
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﺟل اﻟﺣد ﻣن ﺗرﻛزات ﻏﺎز ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺳﯾد اﻟﻛرﺑون ﻓﻲ اﻟﻐﻼف
اﻟﺟوي إﻟﻰ 450ﺟزءا ﻣن اﻟﻣﻠﯾون أو ﻷﻗل ﻣن ذﻟك.
ھـ -اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﯾدرك ﻗﯾﻣﺔ رأس اﻟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ وﯾﺳﺗﺛﻣر ﻓﯾﮫ:
ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻧوع اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ واﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟﻧﺳﯾﺞ اﻟﺣﻲ ﻟﮭذا اﻟﻛوﻛب اﻟﺣﯾﺎة ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ
اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،اﻟﺟﯾﻧﺎت ،اﻷﻧواع واﻟﻧظم اﻹﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ،وﯾﺳﮭم اﻟﺗﻧوع اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ رﻓﺎھﯾﺔ
اﻟﺑﺷر ﻋﻠﻰ ﻛل ھذه اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،وﯾوﻓر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺗﺗوﻓر ﻟﮭﺎ ﻣدﺧﻼت ﻣن ﻣوارد ﺛﻣﯾﻧﺔ،
181
د .ﻗرﯾن رﺑﯾﻊ /د .ﺣراق ﻣﺻﺑﺎح
وﺗﺗوﻓر ﻟﮭﺎ ﺧدﻣﺎت ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وﺻوﻻ إﻟﻰ ﺑﯾﺋﺔ ﻋﻣل آﻣﻧﺔ ،وﺗﺄﺗﻲ ھذه اﻟﺧدﻣﺎت ﻏﺎﻟﺑﺎ،
وھﻲ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺧدﻣﺎت اﻟﻧظﺎم اﻹﯾﻛوﻟوﺟﻲ ﻓﻲ ﺻورة ﺳﻠﻊ ﻋﺎﻣﺔ وﺧدﻣﺎت ﻛﺎﻧت ﻏﯾر
ﻣرﺋﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻗﺑل ھذا ،ﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺑﺑﺎ رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾﻣﮭﺎ ﺑﺄﻗل ﻣن ﻗدرھﺎ وإﺳﺎءة
إدارﺗﮭﺎ ،واﻟﺧﺳﺎرة اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ.
وﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾر اﻟﻘﯾم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻧظﺎم اﻹﯾﻛوﻟوﺟﻲ ﺗﻠك ،وﺗﻣﺛل ﻗﯾﻣﺔ ﺗﻠك
اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﺟزءا أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن رأس اﻟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،وﺗﻣﺛل اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
ﻣﻘل اﻟﻐﺎﺑﺎت ،واﻟﺑﺣﯾرات ،واﻷراﺿﻲ اﻟرطﺑﺔ وأﺣواض اﻷﻧﮭﺎر ﻣﻛوﻧﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟرأس
اﻟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧظﺎم اﻹﯾﻛوﻟوﺟﻲ ،وھﻲ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﻐﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘرار
دورة اﻟﻣﯾﺎه وﻓواﺋدھﺎ ﻟﻠزراﻋﺔ واﻟﻣﻧﺎزل ،ودورة اﻟﻛرﺑون ،ودورھﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻧﺎخ ،وﺧﺻوﺑﺔ اﻟﺗرﺑﺔ ،وﻗﯾﻣﺗﮭﺎ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل واﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻼزم ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ
اﻵﻣﻧﺔ ،وﻣﺻﺎﯾد اﻷﺳﻣﺎك اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺑروﺗﯾن ،وﻛﻠﮭﺎ ﻋﻧﺎﺻر ھﺎﻣﺔ
)(14
ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣؤﺷرات ،ﻣﺗطﻠﺑﺎت وﺗﺣدﯾﺎت واﻟﺣﻠول ﻣن أﺟل اﻟﺗﺣول ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر:
-1ﻣؤﺷرات ﻗﯾﺎس اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر:
إن اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ،ﺗﻧظر ﻟﻸداء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل
ﻋدﺳﺔ ﻣﺷوھﺔ ،ﺧﺻوﺻﺎ ان ﻣﺛل ھذه اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻻ ﺗﻌﻛس ﻣدى ﻣﺎ ﺗﺳﺗﻧزﻓﮫ ﻋﻣﻠﯾﺎت
اﻹﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﮭﻼك ﻣن ﻣوارد رأس اﻟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،وﯾﻌﺗﻣد اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎدة
ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻣن ﻗﯾﻣﺔ رأس اﻟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،إﻣﺎ ﺑﺎﺳﺗﻧﻔﺎذ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،أو ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾل
ﻣن ﻗدرة اﻟﻧظم اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺳواء ﻋن طرﯾق اﻹﻣداد أو ﺳن
اﻟﻠواﺋﺢ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ.
وﻓﻲ اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ ﺗﻘﯾم اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﻓﻲ أردة رأس اﻟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﺑﻘﯾﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ،
وﺗدﺧل ﺿﻣن اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻘوﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗم ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺑﻧﺎء ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
) (SEEAاﻟذي ﺗﻘوم ﺑﮫ اﻟﺷﻌﺑﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،زﻛﻣﺎ ﯾﺗم ﻓﻲ طرق ﺣﺳﺎب
ﺻﺎﻓﻲ اﻟﻣدﺧرات اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ.
وﻛﻠﻣﺎ اﺗﺳﻊ اﺳﺗﺧدام ﻣﺛل ھذه اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس ﻛﻠﻣﺎ أﺿﺣت ﻟدﯾﻧﺎ ﻣؤﺷرات أﻛﺛر ﺻدﻗﺎ
ﻟﻠﻣﺳﺗوى اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻧﻣو اﻟدﺧل واﻷﻋﻣﺎل وﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻧﻣو ،وإن ﻧظم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺧﺿراء أو
ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺛراء اﻟﺷﺎﻣل ،ھﻲ أطر ﻣﺗﺎﺣﺔ ﯾﺗوﻗﻊ ان ﯾﺗﺑﻧﺎھﺎ ﻋدد ﻣﺣدود ﻣن اﻟدول ﻓﻲ أول
اﻷﻣر ،ﺛم ﺗﻣﮭد اﻟطرﯾق ﻟﻘﯾﺎس اﻹﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻛﻠﻲ(15) .
وﻣن أﺟل ﻗﯾﺎس ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻘدم ﻧﺣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻋﺗﻣﺎد ﻧﮭﺞ ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﺧﺿراء واﻟﺗداﺑﯾر ﻏﯾر اﻟﺧﺿراء ،واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت أو اﻟﺧدﻣﺎت ﺗﻌد
ﺧﺿراء إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻗﺔ أو اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻷﺧرى أو ﺗﺣد ﻣن اﻟﺗﻠوث،
وﻻ ﺑد ﻣن وﺿﻊ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣرﺟﻌﯾﺔ وطﻧﯾﺔ ﻟﻘﯾﺎس اﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺣرز ﻧﺣو اﻗﺗﺻﺎد أﻛﺛر ﻣراﻋﺎة
ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟظروف اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻣﺛل :اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺑﯾﺋﻲ ،اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد ،اﻟﺣد ﻣن
اﻟﺗﻠوث ،إﯾﺟﺎد ﻋدد ﻣن اﻟوظﺎﺋف واﻹﯾرادات ،وﻧﺻﯾب اﻟﻣوظف ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻣﺗوﺳط
واﻟرﻓﺎه.
وﻣﻊ أﻧﮫ ﻻ ﺗوﺟد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ دوﻟﯾﺎ ﻟﻘﯾﺎس ﻣﺳﺎر اﻟﺗﻘدم ﺻوب
إﻗﺎﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،وﯾﻣﻛن ان ﺗﻧدرج ﺗﻠك اﻟﻣؤﺷرات ﻓﻲ ﺛﻼث ﻓﺋﺎت رﺋﯾﺳﯾﺔ
)(16
وھﻲ:
أ -اﻟﻣؤﺷرات اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :وﻣﻧﮭﺎ ﻣﺛﻼ ﺣﺻﺔ اﻻﺳﺗﻣﺎرات اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ أو اﻟﺗﺟﻣﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﮭم ﻓﻲ ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد واﻟطﺎﻗﺔ أو ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت أو اﻟﺗﻠوث ،أو ﻛذﻟك
182
ﺧﯾﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﯾن ﻓرص اﻟﻧﺟﺎح وﻣؤﺷرات اﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﺣﺻﺔ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘطﺎﻋﻲ أو اﻟﺗﺟﻣﯾﻌﻲ أو اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﻘررة ﺑﺷﺄن اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ
إﻟﻰ اﻻﺳﺗداﻣﺔ.
ب -اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ :واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻣﻧﮭﺎ ﻣﺛﻼ ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام
اﻟﻣوارد أو ﻣدى ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﺗﻠوث إﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻘطﺎﻋﻲ أو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ ،وﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ھذه اﻟﻣؤﺷرات ،ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﺑﻛﻣﯾﺔ اﻟطﺎﻗﺔ
أو اﻟﻣﯾﺎه اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻹﻧﺗﺎج وﺣدة ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ ﻣن اﻟﻧﺗﺎج اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ.
ج -اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺗﺟﻣﯾﻌﯾﺔ :ﺑﺷﺄن ﻣﺳﺎر اﻟﺗﻘدم واﻟرﻓﺎه اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻣﻧﮭﺎ ﻣﺛﻼ
اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن اﺳﺗﮭﻼك رأس اﻟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك
ﺗﻠك اﻟﻣؤﺷرات اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﻓﻲ أطر اﻟﻌﻣل اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،أو
اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﺿﻣن اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻣﺳﻣﺎة " ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ" ،اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌﺑر
ﻋن اﻟﺑﻌد اﻟﺻﺣﻲ وﻣﺧﺗﻠف اﻷﺑﻌﺎد اﻷﺧرى اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟرﻓﺎه اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
-اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟطﺎﻗﺔ وإﺟراءات رﻓﻊ ﻛﻔﺎءة اﻟطﺎﻗﺔ؛
-وﺿﻊ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻟﻛرﺑون ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻋﺗﻣﺎد ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت
اﻹﻧﺗﺎج اﻷﻛﺛر ﻛﻔﺎءة ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ اﻟﺟدﯾدة؛
-دﻋم ﻗطﺎع اﻟﻧﻘل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ؛
-ﺗﺑﻧﻲ أﻧظﻣﺔ ﺗﺻﻧﯾف اﻷراﺿﻲ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻻت واﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر
اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء؛
-اﻟﺗﺻدي ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﺻﻠﺑﺔ واﺳﺗﺛﻣﺎرھﺎ ﻓﯾﻣﺎ ھو ﻣﻔﯾد وﺻدﯾق ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ.
)(18 ب -ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﺣول ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر :وﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
183
د .ﻗرﯾن رﺑﯾﻊ /د .ﺣراق ﻣﺻﺑﺎح
-ﺗﻔﺎﻗم ظﺎھرة اﻟﻔﻘر ،واﻻﻓﺗﻘﺎر إﻟﻰ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺻﺣﯾﺔ اﻟدﻧﯾﺎ وإﻟﻰ اﻟﻣﯾﺎه اﻟﻧظﯾﻔﺔ،
واﻻﻓﺗﻘﺎر إﻟﻰ ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﯾﺎه اﻟﻌذﺑﺔ وﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ؛
-ﯾﻌﺗﺑر ﺧﯾﺎرا ﻣﻛﻠﻔﺎ ﻗد ﻻ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﮫ ﻧﺟﺎﺣﺎ أﻛﯾدا ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾدﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺑﯾﺋﻲ،
وﻗد ﯾﻛون ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﺗﺣﻘﯾق أھداف إﻧﻣﺎﺋﯾﺔ أﺧرى؛
-ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗدھور اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
ج -اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﻟﺑﻠوغ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر :ﻣن أﺟل ﻧﺟﺎح ﻣﺳﺎر اﻟﺗوﺟﮫ ﻧﺣو ﺗطﺑﯾق
)(19
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﯾﺟب:
−إﻧﺷﺎء إطﺎر ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺳﻠﯾم :ﺣﯾث أن اﻹطﺎر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻣﺻﻣم ﺟﯾدا ﯾﺳﺗطﯾﻊ
ﺗﺣدﯾد اﻟﺣﻘوق وﺧﻠق اﻟﺣواﻓز اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ ﺑﻌﺟﻠﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷﺧﺿر
وﺗزﯾل اﻟﺣواﺟز أﻣﺎم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺿراء؛
-ﺗﺣدﯾد أوﻟوﯾﺎت اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر واﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗدﻋو إﻟﻰ
ﺗﺧﺿﯾر اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :إن اﻟدﻋم اﻟذي ﯾﺗﺳم ﺑﻣراﻋﺎة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
أو ﺑﻣزاﯾﺎ ﺧﺎرﺟﯾﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣﺣﻔزا ﻗوﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام اﻟدﻋم اﻷﺧﺿر ،ﻛﺗداﺑﯾر دﻋم اﻷﺳﻌﺎر
واﻟﺣواﻓز اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ واﻟدﻋم ﻋﻠﻰ ھﯾﺋﺔ ﻣﻧﺢ وﻗروض ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻌدد ﻣن
اﻷﺳﺑﺎب:
ﻟﻠﻌﻣل ﺳرﯾﻌﺎ ﻣن أﺟل ﺗﺟﻧب اﻻﻧﺣﺻﺎر ﻓﻲ اﻷﺻول واﻟﻧظم ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ،
أو ﻓﻘدان رأس اﻟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟﻘﯾم اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺷﻌب ﻟﻛﺳب رزﻗﮫ؛
ﻟﺿﻣﺎن ﺑﻧﺎء اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﺧﺿراء ،ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺣظﻰ
ﺑﻣزاﯾﺎ ﻏﯾر ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة أو ﻣزاﯾﺎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟﺟﮭﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﯾﮭﺎ؛
ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺧﺿراء اﻟوﻟﯾدة ﻛﺟزء ﻣن إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣﯾزة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ
ودﻓﻊ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺗوظﯾف واﻟﻧﻣو ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل.
−اﻟﺣد ﻣن اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧزف رأس اﻟﻣﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ:
ﺗﻣﺛل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﺻور اﻟدﻋم ﻛﻠﻔﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺑﯾﺋﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﻠدان ،وإن
اﻟﺧﻔض اﻟﻣﺻطﻧﻊ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ ﻣن ﺧﻼل اﻟدﻋم ﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﻛﻔﺎءة
واﻟﺗﺑدﯾد واﻹﺳراف ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺧدام ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻧدرة اﻟﻣﺑﻛرة ﻟﻠﻣوارد
اﻟﻣﺣدودة ،أو ﺗدھور اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺟددة واﻟﻧظم اﻹﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل
ﻗدر اﻟدﻋم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻣﺻﺎﯾد اﻷﺳﻣﺎك ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﻧﺣو 27
ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧوﯾﺎ ،اﻋﺗﺑر ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘل ﻋن % 60ﻣﻧﮫ ﺿﺎرا ،وﯾﻌﺗﻘد أﻧﮫ أﺣد
اﻟﻌواﻣل اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟداﻓﻌﺔ إﻟﻰ اﻹﻓراط ﻓﻲ ﺻﯾد اﻷﺳﻣﺎك اﻟﻣﺳﺗﻧﻔذة ﺗؤدي إﻟﻰ
ﻓﻘدان ﻣﻧﺎﻓﻊ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدود 50ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ﺳﻧوﯾﺎ ،أي أﻛﺛر ﻣن
ﻧﺻف ﻗﯾﻣﺔ ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺄﻛوﻻت اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ؛
-ﺗوظﯾف اﻟﺿراﺋب واﻷدوات اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق ﻟﺗﺣوﯾل أذواق اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن
وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺧﺿر واﻹﺑﺗﻛﺎر :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺿراﺋب واﻷدوات اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ
184
ﺧﯾﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﯾن ﻓرص اﻟﻧﺟﺎح وﻣؤﺷرات اﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﺳوق أن ﺗﻛون وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ،ﻓﺛﻣﺔ ﺗﺷوﯾﮫ ﻛﺑﯾر ﻟﻸﺳﻌﺎر
ﻣوﺟودة ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺛﺑط اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺿراء أو ﯾﺳﮭم ﻓﻲ ﻋدم ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق
ھذه اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ،وﻓﻲ ﻋدد ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻧﻘل ﻋﺎدة ﻣﺎ
ﺗﻛون اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﻠوث أو اﻵﺛﺎر اﻟﺻﺣﯾﺔ أو ﻓﻘدان اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
ﻏﯾر ﻣﻧﻌﻛﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن اﻟﺣﺎﻓز ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣول إﻟﻰ اﻟﺳﻠﻊ
واﻟﺧدﻣﺎت اﻷﻛﺛر اﺳﺗداﻣﺔ ،واﻟوﺿﻊ ﻣﺷﺎﺑﮫ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻧﻔﺎﯾﺎت ،ﺣﯾث ﻻ ﺗﻧﻌﻛس
ﻋﺎدة اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت واﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر
اﻟﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت ،واﻟﺣل ﻟﮭذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ھو دﻣﺞ ﺗﻛﻠﻔﺔ
اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻋﺑر ﺿرﯾﺑﺔ ﺗﺻﺣﯾﺣﯾﺔ أو رﺳوم
أو ﺟﺑﺎﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﺑﺎﺳﺗﺧدام أدوات أﺧرى ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ آﻟﯾﺎت اﻟﺳوق،
ﻣﺛل ﻧظم اﻟرﺧص اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول؛
−اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻘدرات واﻟﺗدرﯾب واﻟﺗﻌﻠﯾم :إن اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻧﺗﮭﺎز اﻟﻔرص
اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺧﺿراء وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟداﻋﻣﺔ ﺗﺗﺑﺎﯾن ﻣن ﺑﻠد ﻵﺧر ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
ﺗؤﺛر اﻟظروف اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد وﻣروﻧﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾﯾر،
واﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﻗد ﯾﺳﺗﻠزم ﺗدﻋﯾم اﻟﻘدرة اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل
اﻟﺗﺣدﯾﺎت وﺗﺣدﯾد اﻟﻔرص وﺗرﺗﯾب أوﻟوﯾﺔ اﻟﺗدﺧﻼت وﺣﺷد اﻟﻣوارد وﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت وﺗﻘﯾﯾم اﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺣرز ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﺗم اﺳﺗﺧدام اﻟﺿراﺋب
اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﺑﻧﺟﺎح ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻏﯾر ان ﺗﻧﻔﯾذ وإدارة ﻣﺛل ھذه
اﻟﺿراﺋب ﻗد ﯾﻣﺛل ﺗﺣدﯾﺎت ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﺳﺗﻠزم ﺗﻌزﯾز اﻟﻘدرة اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﺎ،
وﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة اﻟداﻓﻌﺔ وراء اﻹﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،ﯾﺟب أن
ﺗﻛون اﻟﺣﻛوﻣﺎت أﯾﺿﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎس ﻣﻘدار اﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺣرز ،وﯾﺗطﻠب ذﻟك
اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر اﻟﻣؤﺷرات وﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﺗﺣﻠﯾل وﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣن أﺟل
ﺗوﺟﯾﮫ ﻋﻣﻠﯾﺔ رﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت؛
-ﺗﻌزﯾز اﻟﺣوﻛﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ :ﯾﻣﻛن ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ أن ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺳﮭﯾل
وﺗﺣﻔﯾز اﻹﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،وﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﺈن اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت
اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻣﺗﻌددة اﻷطراف اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾم اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ
اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ ان ﺗﻠﻌب دورا ھﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز أﻧﺷطﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،ﻓﺑروﺗوﻛول ﻣوﻧﺗ﷼ ﺑﺷﺎن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺳﺗﻧزﻓﺔ ﻟطﺑﻘﺔ
اﻷوزون اﻟذي ﯾﻌد ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر أﻧﺟﺢ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻣﺗﻌددة اﻷطراف ھﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﺗﺣق اﻟدراﺳﺔ ،ﻓﻘد ﺗﻣﺧض ﻋن ھذا اﻟﺑروﺗوﻛول ﻣﺟﺎل ﻛﺎﻣل ﯾرﻛز
ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺑدال واﻟﺗﺧﻠص اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻣن اﻟﻣواد اﻟﻣﺳﺗﻧزﻓﺔ ﻟﻸوزون.
وﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻓﺈن اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺑﯾﺋﻲ ﻣﺗﻌدد اﻷطراف ذا اﻻﺣﺗﻣﺎل اﻷﻗوى ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻹﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ھو اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺷﺄن ﺗﻐﯾر اﻟﻣﻧﺎخ
) ،(UNFCCCوﻗد ﻧﺟﺢ ﺑروﺗوﻛول "ﻛﯾوﺗو" ﻓﻲ إطﺎر ھذه اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻔﯾز اﻟﻧﻣو
ﻓﻲ ﻋدد ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﺗوﻟﯾد اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة وﺗﻘﻧﯾﺎت ﻛﻔﺎءة اﻟطﺎﻗﺔ ،ﻣن
أﺟل اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت ﻏﺎزات اﻻﻧﺑﻌﺎث اﻟﺣراري ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ.
-2اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺧﯾﺎر اﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﺑﻠوغ أھداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ:
ﺗﺗﯾﺢ أھداف اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓرﺻﺔ ﻹﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗداﻣﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻷھداف ،وﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣﻘﯾق اﻷھداف ﺷﯾﺋﺎ رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻟﺧطﺔ ﻋﺎم
،2030وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﮭم اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد أﺧﺿر ﺷﺎﻣل ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷھداف
ﺗﻌد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﮭﺎ ﻣن ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻟﻣﺛل ھذا اﻻﻗﺗﺻﺎد ذات أھﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة
ﻟﺗﺣﻘﯾق ھدف اﻟﻌﻣل اﻟﻼﺋق واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺳﺗدام وھدف اﻻﺳﺗﮭﻼك واﻹﻧﺗﺎج
185
د .ﻗرﯾن رﺑﯾﻊ /د .ﺣراق ﻣﺻﺑﺎح
اﻟﻣﺳﺗداﻣﯾن .وﻋن طرﯾق ﺗرﻛﯾز اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر اﻟﺷﺎﻣل ﻋﻠﻰ ﺣﻔظ وﺗﻛوﯾن رأس
اﻟﻣﺎل واﻟﺛروة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻻﺑﺗﻛﺎر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺧﻠق اﻟوظﺎﺋف ،ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﮭم ﺑرﻧﺎﻣﺞ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﻓﻲ ﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺳﺗدام ﺷﺎﻣل ،وﻋﻣﺎﻟﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ وﻣﻧﺗﺟﺔ وﻋﻣل ﻻﺋق
ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ .وﯾﻣﻛن ﻟﻧﮭﺞ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر اﻟﺷﺎﻣل أن ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ھذا إﻟﻰ ﺣد
ﻛﺑﯾر ،ﺑﺎﺳﺗﻛﻣﺎل أﻧﺷطﺔ ﺑﻧﺎء اﻟﻘدرات ﻓﻲ إطﺎر ﺧطﺔ اﻟﺳﻧوات اﻟﻌﺷر ﻟﻠﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺄﻧﻣﺎط اﻻﺳﺗﮭﻼك واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﺑدﻋم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻟﺗداﺑﯾر ﺗﻌﯾد ﺗوﺟﯾﮫ
)(20
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﺣول ﻓﻲ أﻧﻣﺎط اﻻﺳﺗﮭﻼك واﻹﻧﺗﺎج.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺧﺿﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد:
ﻓﻲ ھذا اﻟﺟزء ﺳﻧﻘوم ﺑﺎﺳﺗﻌراض ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟدول اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وھذا ﻣن
أﺟل اﻹﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮭﺎ ،ﻣﻊ ﻋرض اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﮭﺎ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر.
-1اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ:
أطﻠق اﻟﺻﯾن ﻣؤﺧرا ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت ﻓﻠﯾﻠﺔ اﻻﻧﺑﻌﺎث اﻟﻛرﺑوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﺗورﯾد
اﻟﻣرﻛﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺑﺂﻟﯾﺔ ﺗوﻟﯾد اﻟﺣرﻛﺔ وﻧﻘﻠﯾﮭﺎ ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق وﻓرات ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟطﺎﻗﺔ
وﺧﻔض اﻻﻧﺑﻌﺎﺛﺎت ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳﯾﺎرات.
وﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت "اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺟدﯾدة" اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﻛﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺑﻧظﺎم آﻟﯾﺔ ﺗوﻟﯾد
اﻟﺣرﻛﺔ وﻧﻘﻠﮭﺎ ،وﺗﺷﻣل اﻟﺑطﺎرﯾﺔ اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ اﻟﮭﺟﯾﻧﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ
ﺑﻣﯾزات اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﺳﺗﮭﻼك اﻟطﺎﻗﺔ واﻧﻌدام اﻻﻧﺑﻌﺎﺛﺎت ﻣن ﻣﺎﺳورة اﻟﻌﺎدم.
وﻟﺋن ﻛﺎن اﺳﺗﺧدام اﻟﻣرﻛﺑﺎت اﻟﻣوﻓرة ﻟﻠطﺎﻗﺔ ﯾﻘﻠل اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾراد اﻟوﻗود اﻟﺳﺎﺋل،
ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﻘﻠل ﻣن أﺛره ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﻣدر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻛﮭرﺑﺎء ھو ﺗوﻟﯾد اﻟطﺎﻗﺔ ﻋن
طرﯾق ﺣرق اﻟﻔﺣم ،واﻟﻣﺷروع اﻟذي ﯾﻣوﻟﮫ اﻟﻣرﻛز اﻟﺻﯾﻧﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺗﺑﺎدل اﻻﻗﺗﺻﺎدي
واﻟﺗﻘﻧﻲ وﯾﻧﻔذ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ ﻟﻣﮭﻧدﺳﻲ اﻟﺳﯾﺎرات ﺳﯾﺗوﻟﻰ ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﺗﺟرﺑﺔ
ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت ﻣﺑﺗﻛرة ﻟﻠﻣرﻛﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺟدﯾدة واﻟﻣﺗﺟددة ﻓﻲ "ﺷﻧﻐﮭﺎي"
)(21
و"ﯾﺎﻧﺷﻧﻎ".
ﻛﻣﺎ طﺑﻘت ﺟﻣﮭورﯾﺔ ﻛورﯾﺎ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻣﺗدة ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ ) (ERPﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﺋﺔ
)اﻟورق ،اﻟزﺟﺎج ،اﻟﺣدﯾد ،اﻷﻟﻣﻧﯾوم واﻟﺑﻼﺳﺗﯾك( ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻣﺣددة )اﻟﺑطﺎرﯾﺎت،
اﻹطﺎرات ،زﯾوت اﻟﺗﺷﺣﯾم وﻣﺻﺎﺑﯾﺢ اﻟﻔﻠورﯾﺳﻧت( ﻣﻧذ ﻋﺎم ،2003وﻗد ﻧﺗﺞ ﻋن ھذه
اﻟﻣﺑﺎدرة إﻋﺎدة ﺗدوﯾر 6ﻣﻼﯾﯾن طن ﻣﺗري ﻣن اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت ﺑﯾن ﻋﺎﻣﻲ 2003و،2007
ﻣﻣﺎ زاد ﻣن ﻣﻌدل ﺗدوﯾر اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت ﺑﻧﺳﺑﺔ % 14وﻓواﺋد اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌﺎدل 1.6ﻣﻠﯾﺎر
دوﻻر.
ﻛﻣﺎ ﻓرﺿت ﺟﻧوب أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﯾﺎس اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ ﻟﺗﻘﻠﯾل اﻟﻘﻣﺎﻣﺔ ﻏﯾر
اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﮭﺎ ،وﻓﻲ ﻋﺎم 2009أﻋﻠن وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻌراﺿﮫ ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾﺔ زﯾﺎدة ﻓﻲ
ھذه اﻟﺿرﯾﺑﺔ ،وﻓرض ﺿرﯾﺑﺔ أﺧرى ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﺑﯾﺢ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ
وﻋﻠﻰ اﻟواردات ،وﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗدر ﺿرﯾﺑﺔ اﻷﻛﯾﺎس اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ دﺧﻼ ﻗدره 2.2
ﻣﻠﯾون دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗدر ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺻﺎﺑﯾﺢ
اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺣواﻟﻲ 3ﻣﻠﯾون دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ.
ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﺑرازﯾل ﺑﻧظﺎم ﺗدوﯾر ﯾﺿﺎھﻲ اﻟﻧظم اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﻣواد وﯾﺗم ﺗدوﯾر % 95ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﻠﺑﺎت اﻟﻣﺻﻧوﻋﺔ ﻣن اﻷﻟﻣﻧﯾوم و % 55ﻣن
اﻟزﺟﺎج ،وﯾﺗم اﺳﺗﻌﺎدة ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﻣن ﻧﺻف اﻟزﺟﺎج واﻟورق ،وﺗدر ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗدوﯾر
اﻵن ﻋﻠﻰ اﻟﺑرازﯾل ﻣﺎ ﺗﺑﻠﻎ ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻧﺣو 6ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ،وﺗﺟﻧﺑﮭﺎ 10ﻣﻼﯾﯾن طن
ﻣن اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت ﻏﺎزات اﻻﺣﺗﺑﺎس اﻟﺣراري ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ھذه اﻹﻧﺟﺎزات ﻓﺈن ھﻧﺎك
186
ﺧﯾﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﯾن ﻓرص اﻟﻧﺟﺎح وﻣؤﺷرات اﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻣواد ﺗﺑﻠﻎ ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ 5ﻣﻠﯾﺎرات دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ﺗذھب إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻟب اﻟﻘﻣﺎﻣﺔ ،وﯾﻣﺛل اﻟﺗدوﯾر ﻣﺎ
ﻗﯾﻣﺗﮫ ﻧﺣو % 0.2ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ.
ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗوظﯾف ﺣواﻟﻲ 500أﻟف ﺷﺧص ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗدوﯾر اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت ﻓﻲ اﻟﺑرازﯾل،
وﻣﻌظﻣﮭم ﻣن ﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﻘﻣﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ﻓﻲ وظﺎﺋف ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ،ﺗدر دﺧوﻻ ﺿﺋﯾﻠﺔ
وﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة وﯾﻌﻣﻠون ﻓﻲ ظروف ﻋﻣل ﺳﯾﺋﺔ ،وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدرات ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺎت
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺗم ﺗﻧظﯾم ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن 60أﻟف ﻣن ﻋﻣﺎل اﻟﺗدوﯾر ﻓﻲ ﺗﻌﺎوﻧﯾﺎت أو ﻧﻘﺎﺑﺎت ،وھم
ﯾﻌﻣﻠون ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﻓﻲ أﻋﻣﺎل رﺳﻣﯾﺔ وﻋﻘود ﺧدﻣﯾﺔ ،وﯾﺗﺟﺎوز دﺧل ھؤﻻء ﺿﻌﻔﻲ دﺧل
ﻧظراﺋﮭم ﻣن ﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﻘﻣﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﯾن ،ﻣﻣﺎ ﯾﺧرج اﻟﻌﺎﺋﻼت ﻣن داﺋرة اﻟﻔﻘر ،وﻗد ﺻدر
ﻗﺎﻧون ﻹﻧﺷﺎء ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟﺻﻠﺑﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ ) (PNRSﻓﻲ 2أوت 2010ﺗﮭدف إﻟﻰ
اﺳﺗﺛﻣﺎر ﺗﻠك اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ،وھﻲ ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ واﻟﺗﺧﻠص اﻟﻧﮭﺎﺋﻲ ،وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺧطﯾرة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣﺿرﯾﺔ ،وﻗد ﻧﺗﺟت ﺗﻠك اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋن إﺟﻣﺎع واﺳﻊ
ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺣوار اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﺷﻣل اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﻗطﺎع اﻹﻧﺗﺎج وأﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
إدارة اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت واﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﯾن.
ﻛﻣﺎ زادت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺿراﺋب ﻋﺎم 1999ﻋﻠﻰ وﻗود اﻟﻣﺣرﻛﺎت واﻟﻛﮭرﺑﺎء
واﻟﺑﺗرول واﻟﻐﺎز ﻓﻲ ﺧطوات ﺻﻐﯾرة ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﻋﺎم ،2003واﺳﺗﺧدﻣت اﻟﻌﺎﺋدات
ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﻟﺣد ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺟور ﻟﻠﻌﻣﺎﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺧﻔﯾض ﻣﺳﺎھﻣﺔ
اﻟﺷرﯾك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺻﻧدوق اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت واﻟﺗﻘﺎﻋد ،وﺗوﺻﻠت دراﺳﺔ ﻋن اﻵﺛﺎر
أﺟراھﺎ اﻟﻣﻌﮭد اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﻟﻠﺑﺣوث اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ أﻧﮫ ﻟوﻻ ﺗطﺑﯾق اﻟﺿرﯾﺑﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻟﻛﺎﻧت
اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﺻﻧدوق اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت أﻋﻠﻰ ﺑﻣﻘدار ،% 1.7وﺗرى اﻟﺗﻘدﯾرات أن ﺧﻔض
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺟور ﻟﻠﻌﻣﺎﻟﺔ ﻗد ﺧﻠق 250أﻟف ﻓرﺻﺔ ﻋﻣل إﺿﺎﻓﯾﺔ
)(22
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺧﻔض اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺳﯾد اﻟﻛرﺑون ﺑﻧﺳﺑﺔ % 2ﻓﻲ ﻋﺎم .2010
-2اﻟﻣﺑﺎدرات اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر:
-1-2ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣﻐرب :ﯾﺗﺟﮫ اﻟﻣﻐرب ﺑﻌزم ﻧﺣو ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﺎﻟﻧظر
ﻻﻟﺗزاﻣﮫ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ،وﻗد ﺗم ﺑﺎﻟﻔﻌل اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻟوطﻧﻲ
واﻟﻘﺎﻧون اﻹطﺎري ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ،ﻗﺻد ﻣراﻋﺎة ﻛل اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ
اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ.
ﻟﻘد ﺗم اﻋﺗﻣﺎد ﻣﺧطط اﺳﺗﺛﻣﺎر أﺧﺿر ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ إﺣداث ﺻﻧدوق
اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺧﺿر ،ﻛﻣﺎ ﺗم اﻋﺗﻣﺎد ﺧﺎرطﺔ اﻟطرﯾق ﻟﻠﻧﻣو اﻷﺧﺿر واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗراﺑﯾﺔ ﻓﻲ
إطﺎر أﻧﺷطﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺗرﻛﯾز اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ "ﺑﺎﻟﻧﻣو اﻷﺧﺿر واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗراﺑﯾﺔ".
ﻛﻣﺎ ﺣﻘق اﻟﻣﻐرب إﻧﺟﺎزات ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻣﺛل :ﻣراﻗﺑﺔ ﺟودة
اﻟﮭواء ،وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻻﺣﺗﺑﺎس اﻟﺣراري ،واﺳﺗﻐﻼل اﻟﻐﺎﺑﺔ ،وﺗطوﯾر اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻣﺗﺟددة،
واﻟﻛﮭرﺑﺎء اﻟرﯾﻔﯾﺔ ،واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎء اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺷرب ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟرﯾﻔﯾﺔ ،وﺗﺄھﯾل
اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺑدل ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺟﮭودا ﻟﺗﻌزﯾز اﻟﺑﻧﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗطﮭﯾر اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ
) 500ﻣﻠﯾون ﻣﺗر ﻣﻛﻌب ﻣن اﻟﻣﯾﺎه اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺳﻧوﯾﺎ( ،وﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت،
وﺗدوﯾرھﺎ وﺗﺛﻣﯾﻧﮭﺎ ) 4.5ﻣﻠﯾون طن ﻣن اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﺻﻠﺑﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺳﻧوﯾﺎ( ،وإﻋﺎدة
اﻟﺗﺷﺟﯾر اﻟذي ﯾﺗم ﺑوﺗﯾرة ﺿﻌﯾﻔﺔ ،واﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟطﺎﻗﯾﺔ ،واﻟﻧﻘل اﻟﻣﺳﺗدام ،وﺗرﺷﯾد اﺳﺗﮭﻼك
اﻟﻣﯾﺎه ،وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ.
وﺷﮭدت اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة إﻧﺟﺎز إﺻﻼﺣﺎت واﺳﻌﺔ اﻟﻧطﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣؤﺳﺳﻲ،
واﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ واﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ،وﺗم ﺗﻌوﯾض ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎء واﻟﺑﯾﺋﺔ ﺑﺎﻟوزارة
اﻟﻣﻧﺗدﺑﺔ ﻟدى وزﯾر اﻟطﺎﻗﺔ واﻟﻣﻌﺎدن واﻟﻣﺎء واﻟﺑﯾﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ،2013وﺗم إﻧﺷﺎء وﻛﺎﻻت
وﻣﻌﺎھد ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ )اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻣﺗﺟددة واﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟطﺎﻗﯾﺔ،
واﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺎﻗﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ ،واﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺣﯾﺎء اﻟﺑﺣرﯾﺔ،
187
د .ﻗرﯾن رﺑﯾﻊ /د .ﺣراق ﻣﺻﺑﺎح
ﻣﻌﮭد اﻷﺑﺣﺎث ﻓﻲ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ واﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة( ،ﻛﻣﺎ ﺗم أﯾﺿﺎ إطﻼق ﻣﺷﺎرﯾﻊ
اﻟﻣدن اﻟﺧﺿراء.
وأﻧﺟزت اﻟﻌدﯾد ﻣن دراﺳﺎت اﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ )اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻧﻔﺎﯾﺎت
اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ،ﻣﺧطط اﻟﻣﻐرب اﻷﺧﺿر ،رؤﯾﺔ 2020ﻟﻠﺳﯾﺎﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم إﻋدادھﺎ ﺣﺎﻟﯾﺎ(،
وﯾﺗم أﯾﺿﺎ إﻋداد إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺗﯾن وطﻧﯾﺗﯾن ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ،وإﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
اﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟطﺎﻗﯾﺔ ،وﺗﻘرﯾر ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ ،ودراﺳﺔ ﻋن ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ،وﺗﻣت
ﻣراﻋﺎة اﻷداء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
.2014
وﺗوﺟد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ طور اﻟﺗﻧﻔﯾذ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻷﺧﺿر وﻣﻧﮭﺎ(23) :
أ -اﻟﻣﺧطط اﻟﺷﻣﺳﻲ :2020واﻟذي ﯾﮭدف ﻹﻧﺟﺎز 5ﻣﺣطﺎت ﺑﻘدرة إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ 2000
ﻣﯾﻐﺎواط أي % 14ﻣن اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻣن اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ ،واﻟذي ﺳﯾﺳﺎھم ﻓﻲ
ﺗﻔدي 3.7ﻣﻠﯾون طن ﻣن ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺳﯾد اﻟﻛرﺑون ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ،وﺗﻘدر ﺗﻛﻠﻔﺔ إﻧﺟﺎزه
ﺑﺣواﻟﻲ 70ﻣﻠﯾﺎر درھم؛
ب -ﻣﺧطط طﺎﻗﺔ اﻟرﯾﺎح اﻟﻣﻧدﻣﺞ :2020واﻟذي ﯾﮭدف ﻹﻧﺗﺎج 2000ﻣﯾﻐﺎواط أي
ﺑﺣواﻟﻲ % 14ﻣن اﻟﻘدرة اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﯾﺔ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺑﺗﻛﻠﻔﺔ إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗدرھﺎ
31,5ﻣﻠﯾﺎر درھم ،أﻣﺎ ﻋن ﺣﺟم اﻻﻧﺑﻌﺎﺛﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗم ﺗﻔﺎدﯾﮭﺎ ﻓﺗﻘدر ﺑـ
5.6ﻣﻠﯾون طن ﻣن ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺳﯾد اﻟﻛرﺑون ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ.
ج -اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟوطﻧﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ﻣﯾﺎه اﻟﺳﻘﻲ :2030وﻣن أھداﻓﮫ:
-ﺗوﻓﯾر ﻣﻠﯾﺎري ﻣﺗر ﻣﻛﻌب ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ 1.4ﻣﻠﯾﺎر ﻣﺗر ﻣﻛﻌب ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرات اﻟزراﻋﯾﺔ؛
-اﻹﻧﺗﻘﺎل ﻧﺣو اﻟﺳﻘﻲ اﻟﻣوﺿﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﺣﺔ 550000ھﻛﺗﺎر ﻓﻲ ﺣدود ﺳﻧﺔ
2020؛
330000 -ھﻛﺗﺎر ﻣﺟﮭزة ﺑﺄﻧظﻣﺔ ﻋﺻرﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎه ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ،2013أي
ﺣواﻟﻲ % 24ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل % 11ﺳﻧﺔ .2017
د -اﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟطﺎﻗﯾﺔ – اﻟﺑﻧﺎء واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﻧﻘل ﻓﻲ ﺳﻧﺔ :2030وﻣن أھداﻓﮫ:
-اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ اﻟطﺎﻗﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ % 12ﺳﻧﺔ 2020و % 15ﺳﻧﺔ 2030؛
-ﺗﻘﻠﯾص اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت اﻟﻐﺎزات اﻟدﻓﯾﻧﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ % 35اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣرﻛﺑﺎت؛
-ﺗﻘﻠﯾص اﻟﻔﺎﺗورة اﻟطﺎﻗﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ % 15ﺑﺣﻠول 2030؛
-ﺗوﻓﯾر 40000ﻣﻧﺻب ﺷﻐل ﻓﻲ ﺣدود ﺳﻧﺔ 2020؛
ز -ﺗوﻓﯾر اﻟدﻋم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺣداث أﺟﮭزة ذات اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻹﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ :وﺗﺗﻣﺛل
ﻓﻲ(24) :
189
د .ﻗرﯾن رﺑﯾﻊ /د .ﺣراق ﻣﺻﺑﺎح
ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ ودراﺳﺎت اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ ) ،(26واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﮭﺗم ﺑﺎﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ واﻟﻣوارد
اﻟﺑﺷرﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أرﺑﻊ ﻣدﯾرﯾﺎت ) ،(27أﺻﺑﺣت اﻵن ﺗﺗﺄﻟف ﻣن اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣدﯾرﯾﺔ اﻟرﺻد واﻟدراﺳﺎت واﻟﺗﺧطﯾط وﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾرات
اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ واﻟﺗﻧوع اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر وﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺑراﻣﺞ واﻹﻧﺟﺎزات وﻣدﯾرﯾﺔ
اﻟﺷراﻛﺔ واﻟﺗواﺻل واﻟﺗﻌﺎون وﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟﺑﯾﺋﻲ واﻟﺷؤون اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ).(28
إذ ﺗﻧﺎط ﺑﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ واﻟﺗﻧوع اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﻣﮭﺎم وﺿﻊ
وﺗﻔﻌﯾل اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﻣوذج اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﺷراﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ).(29
وأھم اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر اﻟطﺎﻗﺔ وأھم اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺿﻣﻧت
ﻣﺳﺎھﻣﺗﮭﺎ ﻓﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﻗﺎﻧون اﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟطﺎﻗﯾﺔ ) ،(30واﻟذي ﯾﮭدف إﻟﻰ اﻟرﻓﻊ ﻣن
اﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟطﺎﻗﯾﺔ ﻋﻧد اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣوارد اﻟطﺎﻗﺔ وﺗﻔﺎدي اﻟﺗﺑذﯾر واﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻋبء ﺗﻛﻠﻔﺔ
اﻟطﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗوﺧﻰ اﻟﻘﺎﻧون إدﻣﺎج ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟطﺎﻗﯾﺔ ﺑﺷﻛل
ﻣﺳﺗدام ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺟﻣﯾﻊ ﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ ،وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗرﺷﯾد اﺳﺗﮭﻼﻛﮭﺎ ﻣن اﻟطﺎﻗﺔ.
-2-2ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺟزاﺋر :ﺑﺎﺷرت اﻟﺟزاﺋر ﻋددا ﻣن اﻹﺻﻼﺣﺎت واﻟﻣﺑﺎدرات اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ
ﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎد وﺗﺣﺳﯾن ﻣﻧﺎخ اﻷﻋﻣﺎل وﺗﻌزﯾز اﻷﻣن اﻟطﺎﻗوي وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ وﺗطوﯾر
ﻓروع اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر واﻟﻧﮭوض ﺑﺎﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗراﺑﯾﺔ ،ﻏﯾر أﻧﮫ ﯾﺟب ﺗﻌزﯾز ھذه
اﻟﻣﺑﺎدرات وﺗﺷﺑﯾﻛﮭﺎ ﺑﺷﻛل أﻓﺿل ﻓﻲ إطﺎر إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﮭوض ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻷﺧﺿر ،ﺗﺷﺟﯾﻊ أﻧﻣﺎط ﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﮭﻼك ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﺧﻠق اﻟﺛروة
وﻓرص ﻋﻣل ﺟدﯾدة.
ﻟﻘد أوﻟﻰ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺧﻣﺎﺳﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ) ،(2014 - 2010واﻟذي ﺑﻠﻎ
ﻏﻼﻓﮫ اﻟﻣﺎﻟﻲ 286ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،أھﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺗﺣدﯾث اﻟﺑﻧﯾﺎت اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ،ﻓﻘد
ﺗم ﺗﻧﻔﯾذ ﺑراﻣﺞ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ وﺗدﺑﯾر اﻟﻣﯾﺎه واﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت
اﻟﻐﺎزات اﻟدﻓﯾﻧﺔ ،وﺗم ﺗﺧﺻﯾص ﻏﻼف ﻣﺎﻟﻲ ﺑﻠﻎ 2000ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر أي ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل 27
ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺎء واﻟﺗطﮭﯾر )ﺳدود ،أﻧظﻣﺔ ﺗﺣوﯾل اﻟﻣﯾﺎه ﻧﺣو اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻲ
ﺗﻌرف ﻋﺟزا ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ وﻣﺣطﺎت اﻟﺗطﮭﯾر واﻟﺗﺣﻠﯾﺔ( ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ 7ﻣﻠﯾﺎر
دوﻻر ﻟﻘطﺎع ﺗﮭﯾﺋﺔ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗراﺑﻲ )ﺗﮭﯾﺋﺔ اﻹﻗﻠﯾم( واﻟﺑﯾﺋﺔ )إﺣداث 4ﻣدن ﺟدﯾدة وﻧﺣو
ﻣﺎﺋﺔ ﺑﻧﯾﺔ ﺗﺣﺗﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ( ،وﯾوﺟد اﻟﻣﺧطط اﻟوطﻧﻲ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﺻﺣر ﻗﯾد اﻟﺗﻧﻔﯾذ،
وﺗم ﺑذل ﺟﮭود ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﻐﺎﺑﺎت ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣل ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 2000ﻋﻠﻰ ﺗرﻣﯾم
ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻐﺎﺑﻲ ﺗﻘدر ﺑﻧﺣو 530أﻟف ھﻛﺗﺎر.
ﻟﻘد ﺗم ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻘدم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣﺳﯾن اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳطﺣﯾﺔ ﻟﻠﺳدود
وﻣﻌدل رﺑط اﻟﺳﻛن اﻟﺣﺿري ﺑﺎﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗطﮭﯾر ،وﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺛﻣﯾن اﻟﻣوارد
اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،ھﻧﺎك ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺈﻧﺟﺎز ﻣﺣطﺎت ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗطﮭﯾر ) 239وﺣدة(،
واﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﻣﻛن ﻣن ﺑﻠوغ ﻗدرة ﺗطﮭﯾر إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺻل إﻟﻰ 1.2ﻣﻠﯾﺎر ﻣﺗر
ﻣﻛﻌب ﺳﻧوﯾﺎ ﺳﻧﺔ 2014ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎ ﺑﯾن 660و 750ﻣﻠﯾون ﻣﺗر ﻣﻛﻌب ﺳﻧوﯾﺎ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ
ﻓﻲ ،2010وﻗد ﺑﻠﻎ ﺣﺟم اﻟﻣﯾﺎه اﻟﻌﺎدﻣﺔ اﻟﻣطﮭرة واﻟﻣوﺟﮭﺔ ﻟﻼﺳﺗﺧدام اﻟﻔﻼﺣﻲ 600
ﻣﻠﯾون ﻣﺗر ﻣرﺑﻊ ﺳﻧﺔ ،2011ﻓﻲ ﺣﯾن ﻟم ﯾﻛن ﯾﺗﺟﺎوز 90ﻣﻠﯾون ﻋﺎم .1999
ﺗﺷﺟﻊ اﻟﺧطﺔ اﻟﺧﻣﺎﺳﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ) (2019 -2015ﻟﻧﻣو اﻟﺟزاﺋر ،اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ
اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر )اﻟزراﻋﺔ واﻟﻣﯾﺎه وإﻋﺎدة ﺗدوﯾر واﺳﺗرﺟﺎع
اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﺳﯾﺎﺣﺔ( ،وﺗﺷﻛل ﺑذﻟك ﻓرﺻﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻧﻣوذج
اﻻﻗﺗﺻﺎدي وإﻋﺎدة ﺗوﺟﯾﮫ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ﻧﺣو اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﻔﻼﺣﺔ وﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدل ﻧﻣو أﻋﻠﻰ وأﻛﺛر اﺳﺗداﻣﺔ ) %7ﻓﻲ أﻓق
190
ﺧﯾﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﯾن ﻓرص اﻟﻧﺟﺎح وﻣؤﺷرات اﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
،(2017ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﺗوﺟﯾﮫ اﻟﺟﮭود ﻧﺣو اﻟﺗﻛوﯾن واﻟﺑﺣث واﻹﺑﺗﻛﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﮭن اﻟﺟدﯾدة
ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر.
ﻛﻣﺎ طﺑﻘت اﻟﺟزاﺋر إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ )(2012 -2002
وﻣﺧطط ﻟﺗﮭﯾﺋﺔ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗراﺑﻲ اﻟﻣﺧطط اﻟوطﻧﻲ ﻟﺗﮭﯾﺋﺔ اﻹﻗﻠﯾم )(2030 -2010
وﻣﺧطط وطﻧﻲ ﻟﻠﻣﻧﺎخ ) (2050 -2015واﻟذي ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗﻛﻣﺎل ،واﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ
اﻟوطﻧﻲ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻣﺗﺟددة ) (2030 -2011واﻟﺗﻲ ﺗﻘدر ﺗﻛﻠﻔﺗﮫ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن
80إﻟﻰ 100ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،وﯾﺗم إﻧﺟﺎز ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻗطﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ
واﻟﻣوارد اﻟطﺎﻗوﯾﺔ ،اﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﺎء وﻣﻼءﻣﺔ ﻗطﺎع اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ
واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻷرﯾﺎف وإزاﻟﺔ اﻟﺗﻠوث اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ .وﯾﺟري
اﻟﺗﺣﺿﯾر ﻟوﺿﻊ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗدﺑﯾر اﻟﻣﻧدﻣﺞ ﻟﻠﺳواﺣل ،وﺗم اﻋﺗﻣﺎد ﺗداﺑﯾر ﺗرﻣﻲ
إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟطﺎﻗوﯾﺔ ،وﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻟﻠﻧﮭوض ﺑﺎﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻣﺗﺟددة ،وﺗوﺟد ﻣﺣطﺔ
ھﺟﯾﻧﺔ ﻹﻧﺗﺎج اﻟطﺎﻗﺔ ﺗﻌﻣل ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ،2011ﻛﻣﺎ ﺗم اﺳﺗﺣداث أول ﻣﺣطﺔ ﺗوﻟﯾد اﻟﻛﮭرﺑﺎء
اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ واﻟﻐﺎز ﺗوﻓر 150ﻣﯾﻐﺎواط ،ﻣﻧﮭﺎ 25ﻣﯾﻐﺎواط اﻋﺗﻣﺎدا
ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ اﻟﺣرارﯾﺔ ﻓﻲ "ﺣﺎﺳﻲ اﻟرﻣل".
ﻟﻛن ﺛﻣﺔ ﻗطﺎﻋﺎت ﻣﺎزاﻟت ﻣﺗﺄﺧرة ﻋن اﻟرﻛب ﻛﺎﻟﻔﻼﺣﺔ اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺷﻐل ﺳوى
700ھﻛﺗﺎر ﻣﻘﺎﺑل 20أﻛف ھﻛﺗﺎر ﺑﺎﻟﻣﻐرب و 330أﻟف ھﻛﺗﺎر ﺑﺗوﻧس ،وﻛذا اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ
اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ وﺗدﺑﯾر اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻣﺗﺟددة اﻟﺗﻲ ﻣﺎزاﻟت ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺟﺎرب
اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ اﻋﺗﻣدت اﻟﺟزاﺋر ﺑرﻧﺎﻣﺞ وطﻧﻲ ﻟﺗطوﯾر إﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻣﺗﺟددة وﻛﻔﺎءة اﻟطﺎﻗﺔ
ﻋﺎم ،2011وﻗد ﻣر ھذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ ،ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻣﺣطﺔ ھﺟﯾﻧﺔ ﻟﻠطﺎﻗﺔ )اﻟﻐﺎز واﻟطﺎﻗﺔ
اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ( ﺑـ "ﺣﺎﺳﻲ اﻟرﻣل" ،ﻣﺣطﺔ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺿوﺋﯾﺔ ﺑـ "ﻏرداﯾﺔ" وﻣﺣطﺔ طﺎﻗﺔ اﻟرﯾﺎح
ﺑـ "أدرار".
وﻧظرا ﻟﻠﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺷﺟﻌﺔ ﻟﮭذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺗطورات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻧﺧﻔﺎض ﺗﻛﺎﻟﯾف
ﺑﻌض ﻓروع إﻧﺗﺎج اﻟﻛﮭرﺑﺎء ﻛﻔرع اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ وطﺎﻗﺔ اﻟرﯾﺎح ،ﻓﻘد دﻓﻊ ذﻟك اﻟﻘطﺎع
ﻹﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑﮭدف ﺗﻌزﯾز اﻟطﻣوح ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل.
وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻘد ﺗم ﺗﺣﺳﯾن اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺣﻛوﻣﺔ إذ ﯾﮭدف إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻘدرة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
ﻟﻠطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة إﻟﻰ 22000ﻣﯾﻐﺎواط ﻣوﺟﮭﺔ ﻟﻼﺳﺗﮭﻼك اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ آﻓﺎق ﻋﺎم ،2030
ﻣن ﺑﯾﻧﮭﺎ أﻛﺛر ﻣن 4500ﻣﯾﻐﺎواط ﺑﺣﻠول ﻋﺎم .2020
ﯾﺧص ﺗطوﯾر اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﻣﺗﺟددة ﻓﻲ إطﺎر ھذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ طﺎﻗﺔ اﻟرﯾﺎح ،اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ،
اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ اﻟﺣراراﯾﺔ ) ،(CSPاﻟﺗوﻟﯾد اﻟﻣﺷﺗرك ﻟﻠطﺎﻗﺔ ،اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﺣﯾوﯾﺔ واﻟطﺎﻗﺔ
اﻟﺣرارﯾﺔ اﻷرﺿﯾﺔ.
ﯾﮭدف ھذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ إﻟﻰ إﻧﺗﺎج طﺎﻗﺔ ﻣﺗﺟددة ﺗﺳﺎھم ﺑـ % 27ﻓﻲ ﻣﯾزان إﻧﺗﺎج اﻟطﺎﻗﺔ
ﺑﺣﻠول ﻋﺎم 2030وﯾﺗوﻗﻊ ﺗﺳﺧﯾر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوارد اﻟﺿرورﯾﺔ ،ﻋن طرﯾق اﺳﺗﺧدام
اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟوطﻧﻲ واﻟدوﻟﻲ ﺑﺷﻛﻠﯾﮫ اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ،وﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ﺳﯾﺗم ﺗوﻓﯾر ﺣﺟم 300
ﻣﻠﯾﺎر ﻣﺗر ﻣﻛﻌب ﻣن اﻟﻐﺎز اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺧﻠق ﻣﻧﺎب اﻟﺷﻐل ،ﺗﺗﻣﺛل اﻷھداف اﻟﻣرﺟوة ﻓﻲ آﻓﺎق 2019ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﻣﺎ
)(31
ﯾﻘﺎرب 1500000ﻣﻧﺻب ﺷﻐل داﺋم ﻓﻲ اﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺻﯾد واﻟﻐﺎﺑﺎت.
ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺟل اﻟﺟزاﺋر ﺗﺄﺧرا ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗدﺑﯾر )اﻟﺟﻣﻊ ،اﻟﻧﻘل واﻟﺗﺧﻠص( وﺗﺛﻣﯾن اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت،
وھو اﻷﻣر اﻟذي ﻟﮫ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺻﺣﯾﺔ ﻣﮭﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻗطﺎع ﺗدوﯾر اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت
ﯾﺑﻘﻰ ھﺎﻣﺷﯾﺎ ،وإﻧﺗﺎج اﻟﺳﻣﺎد اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت ﯾﻛﺎد ﯾﻛون ﻣﻌدوﻣﺎ ،وﺗﻔﻘد اﻟﺟزاﺋر
300ﻣﻠﯾون أورو ﺳﻧوﯾﺎ ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻋﺗﻣﺎد ﺗدوﯾر اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت.
191
د .ﻗرﯾن رﺑﯾﻊ /د .ﺣراق ﻣﺻﺑﺎح
وﯾﺳﻌﻰ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗدﺑﯾر اﻟﻣﻧدﻣﺞ ﻟﻠﻧﻔﺎﯾﺎت اﻟﺣﺿرﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾص إﻧﺗﺎج اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت
واﻟرﻓﻊ ﻣن ﻣﻌدل اﻟﺗدوﯾر ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻧﺳﺑﺔ % 70ﻓﻲ أﻓق ﻋﺎم 2020ﻣﻘﺎﺑل ﻧﺳﺑﺔ
ﺗﺗراوح ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺑﯾن 5و(32) .% 6
-3-2ﺗﺟرﺑﺔ اﻷردن :ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر إﻟﻰ رﻓد اﻹﯾرادات ﺑﻣﺑﻠﻎ 1.3
ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر ،واﺳﺗﺣداث 50أﻟف ﻓرﺻﺔ ﻋﻣل ،وﺗﺣﺳﯾن إدارة اﻟﻣوارد ﻓﻲ اﻷردن ﻋﻠﻰ
ﻣدى ﻓﺗرة 10ﺳﻧوات ،ﺗﺷﻣل اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﮭدﻓﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر اﻟطﺎﻗﺔ،
اﻟﻣﯾﺎه ،اﻟﻧﻘل ،إدارة اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت ،اﻟزراﻋﺔ واﻟﺳﯾﺎﺣﺔ(33) :
أ -ﻗطﺎع اﻟطﺎﻗﺔ :ﺗﻧوﯾﻊ ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ وﻓﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠطﺎﻗﺔ
) (2020 -2008ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ %29 :اﻟﻐﺎز اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،و % 14اﻟﺻﺧر
اﻟزﯾﺗﻲ ،و % 10اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ % 6ﻣن اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻧووﯾﺔ،
ﻣﻣﺎ ﺳﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﯾل اﺳﺗﺧدام اﻟﻧﻔط ﻣن % 60إﻟﻰ % 40ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ
ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ ،ﺑﻧﺎء وﺗﺷﻐﯾل وﺗﺳﻠﯾم ﻣراﻓق طﺎﻗﺔ اﻟرﯾﺎح واﻟطﺎﻗﺔ
اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ ،ﻣﻊ إزاﻟﺔ ﺿرﯾﺑﺔ اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﺧﺎﻧﺎت اﻟﻣﯾﺎه ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ
اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻌدﯾل ﻛودات اﻟﺑﻧﺎء ﻟﺗﻌزﯾز ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﺧدام
اﻟطﺎﻗﺔ ،وﺗﻘدﯾم ﺣواﻓز ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻣﺛل اﻟﻣﻧﺢ واﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ،ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ
اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﯾﺎرات اﻟﻣوﻓرة ﻟﻠطﺎﻗﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗم إﻧﺷﺎء اﻟﺻﻧدوق اﻷردﻧﻲ ﻟﻠطﺎﻗﺔ
اﻟﻣﺗﺟددة واﻟﻛﻔﺎءة ) (JREEEFﻟزﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع.
ب -ﻗطﺎع اﻟﻧﻘل :ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﺳﻌﻲ ﻟﺗطﺑﯾق إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻋﻣﺎن ﻟﻠﻧﻘل اﻟﻌﺎم ﻟزﯾﺎدة ﺧﯾﺎرات
اﻟﻧﻘل اﻟﻌﺎم وزﯾﺎدة اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل اﻟﻌﺎم.
ج -ﻗطﺎع اﻟﻣﯾﺎه :وﺗﺗﺿﻣن ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾﺎه وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮭﺎ ،وإطﻼق ﺟﮭود ﻣن
اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ﻟﺗﻘﻠﯾل اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﯾﺎه ﻓﻲ ﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﻣﻛﺎﺗب ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ رﺑط
اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻷﺳر ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺻرف اﻟﺻﺣﻲ ) % 35ﻏﯾر ﻣوﺻوﻟﯾن( ﺑﮭدف زﯾﺎدة
ﻛﻣﯾﺔ ﻣﯾﺎه اﻟﺻرف اﻟﺻﺣﻲ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ.
د -ﻗطﺎع إدارة اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت :اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺷراﻛﺎت ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص
واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺟﮭود إﻋﺎدة اﻟﺗدوﯾر ﻓﻲ ﻋﻣﺎن.
ه -ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ :وﺗﺷﻣل :ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟزراﻋﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﺑﮭدف ﺗﺣوﯾل % 5ﻣن اﻟﻣزارع
اﻷردﻧﯾﺔ ﻟﺗﻘدم اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻌﺿوﯾﺔ ،وزﯾﺎدة ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل ﺳن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑوﺿﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻌﺿوﯾﺔ وﺗطوﯾر
ﺧطﺔ ﻋﻣل ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻟﻠزراﻋﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ،أﺿف إﻟﻰ ذﻟك إﻧﺷﺎء "ﺟﻣﻌﯾﺔ ﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ ﻟﻠزراﻋﺔ
اﻟﻌﺿوﯾﺔ" ﻟﺗوﻓﯾر وﺟود ﺻﻠﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟزراﻋﯾﯾن واﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن واﻟﻘطﺎع
اﻟﻌﺎم.
و -ﻗطﺎع اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ :وﺗﺷﻣل :وﺿﻊ ﺧطط ﻟﻠﺳﯾﺎﺣﺔ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواﻗﻊ
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﺑﺣر اﻟﻣﯾت ،ﻣﻊ ﺗوﺟﯾﮫ ﺟﮭود اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﻧﺎدق وأﻣﺎﻛن اﻹﻗﺎﻣﺔ
اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ.
ز -ﻗطﺎع اﻟﺑﯾﺋﺔ :وﺗرﻛز ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﺗﻌزﯾز اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣن ﺧﻼل زﯾﺎدة اﻟﺗﻧﺳﯾق
ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ورﺻدھﺎ وإﻧﻔﺎذھﺎ ،وﺧﻔض اﻟدﻋم اﻟذي ﻟﮫ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻛﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔﺎظ
ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻗدرات وزارة اﻟﺑﯾﺋﺔ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗوظﯾف
192
ﺧﯾﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﯾن ﻓرص اﻟﻧﺟﺎح وﻣؤﺷرات اﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻣؤھﻠﯾن وزﯾﺎدة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ،وھﻲ ﺗﺷﻛل ﺣﺎﻟﯾﺎ 0.5
%ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
-4-2ﺗﺟرﺑﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة :أطﻠﻘت دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻌدﯾد
ﻣن اﻟﻣﺑﺎدرات واﻟﻣؤﺗﻣرات واﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر،
وﻣن أوﻟﻰ ھذه اﻟﻣﺑﺎدرات اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺋت ﻣن أﺟل أن ﺗﻛون اﻹﻣﺎرات ﻣن اﻟدول اﻟﺳﺑﺎﻗﺔ
ﺑﺎﻟﺗوﺟﮫ ﻧﺣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ھﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻧﻣوذﺟﯾﺔ "ﻣدﯾﻧﺔ ﻣﺻدر" ﻓﻲ أﺑو ظﺑﻲ،
وھﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻣﺻﻣﻣﺔ ﻟﺗﻛون أول ﻣﺷروع ﺧﺎل ﻣن اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت اﻟﻛرﺑون وﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻗﺔ
اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة ،وﻗد ﺗﺄﺳس ھذا اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ ﻋﺎم
،2008وﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﻧﺗﮭﻲ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻷﻋوام 2020و ،2025وﺳوف ﺗﻛون "ﻣدﯾﻧﺔ
ﻣﺻدر" ﻣوطﻧﺎ ﻟﺣواﻟﻲ ﻣﺎ ﺑﯾن 45000و 50000ﺷﺧص و 1500ﺷرﻛﺔ ﻣﺣﻠﯾﺔ
وﻋﺎﻟﻣﯾﺔ.
وﻓﻲ ﻋﺎم 2012ﺗﺑﻧت دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات "إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺧﺿراء" ﻣن
أﺟل ﺑﻧﺎء إﻗﺗﺻﺎد أﺧﺿر ﯾﻌزز اﻟرؤﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ "اﻹﻣﺎرات ،"2021اﻟﺗﻲ ﺗطﻣﺢ أن
ﺗﺟﻌل اﻹﻣﺎرات ﻣن أﻓﺿل دول اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﻋﺎم ،2021وﻣن ﻣﻧظور "إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ
اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺧﺿراء" ﻓﺈن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﯾﻌزز اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﯾﺧﻠق
ﻓرص ﻋﻣل ،ﯾﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ،ﯾدﻋم اﻻﺑﺗﻛﺎر واﻟﻣﻌرﻓﺔ ،وﯾﻌزز اﻷﻣن اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻟطﺎﻗﺔ واﻟﻣﯾﺎه.
ﻛﻣﺎ ﻋﻘدت ﻓﻲ دﺑﻲ ﻋﺎم 2014اﻟﻘﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ أﺑرز
ﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم وأﺑرز اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،وﻗد
أﻛد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن اﻹﻣﺎراﺗﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺗزام ﺑﻼدھم ﺑﺎﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت واﻟﻣﺑﺎدرات
اﻟﺧﺿراء ﻛﻣﺑﺎدرة إﻗﺗﺻﺎد اﺧﺿر ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﺳﺗداﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﻋﻠن ﻋﻧﮭﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻣو اﻟﺷﯾﺦ
ﻣﺣﻣد ﺑن راﺷد آل ﻣﻛﺗوم ﻓﻲ ﻋﺎم ،2013وھذه اﻟﻣﺑﺎدرة ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗطوﯾر ﻣﺟﺎل
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ودﻋم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد ،وﻗد
اﻓﺗﺗﺣت اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻣﺣطﺔ )ﺷﻣس ،(1واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﻛﺑر ﻣﺣطﺔ ﻟﻠطﺎﻗﺔ
اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ % 10ﻣن ﻣﺟﻣل إﻧﺗﺎج اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم.
وﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر ،2015أطﻠق اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠطﺎﻗﺔ ﻓﻲ دﺑﻲ ﺗﻘرﯾر ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻷﺧﺿر ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات 2016ﺧﻼل ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﻘﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎخ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ،وﺑﺣﺳب
اﻟﺗﻘرﯾر ،اﻧﺧﻔض ﻣﻌدل إﻧﺗﺎج اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻹﻣﺎرات ﻣن اﻻﻧﺑﻌﺎﺛﺎت ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﺎ ﺑﯾن
2000و 2012ﻣن ﻧﺣو 39.5طﻧﺎ إﻟﻰ ﻧﺣو 20.6طﻧﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻧﺟﺎح ﺑﻌض
اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ اﺗﺧذﺗﮭﺎ اﻹﻣﺎرات ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ،ووﺿﻌت دﺑﻲ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﻌﻧوان
"دﺑﻲ ﻟﻠطﺎﻗﺔ اﻟﻧظﯾﻔﺔ ،" 2050واﻟﺗﻲ ﺗﮭدف ﻟﺗﺣوﯾل اﻹﻣﺎرة إﻟﻰ ﻣرﻛز ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻟﻠطﺎﻗﺔ
اﻟﻧظﯾﻔﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر وﺗﮭدف اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر % 7ﻣن طﺎﻗﺔ دﺑﻲ ﻣن
ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻧظﯾﻔﺔ ﺑﺣﻠول ﻋﺎم 2020و % 25ﺑﺣﻠول ﻋﺎم 2030و % 75ﺑﺣﻠول
ﻋﺎم ،2050ﻛﻣﺎ ﺗﺳﻌﻰ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ إﻟﻰ ﺧﻔض اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻛﮭرﺑﺎء واﻟﻣﯾﺎه ﺑﻧﺳﺑﺔ 30
%ﺑﺣﻠول اﻟﻌﺎم ،2030وﺗﻘﻠﯾل اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت ﻏﺎز اﻟﻛرﺑون ﻟﻧﺳﺑﺔ %16ﺑﺣﻠول اﻟﻌﺎم
،2021ﻛﻣﺎ ﺗﺳﻌﻰ دﺑﻲ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﺻﻧدوق دﺑﻲ اﻷﺧﺿر ﺑﻘﯾﻣﺔ ﺗﺻل إﻟﻰ 27ﻣﻠﯾﺎر
دوﻻر ﻟﺗﺣﻔﯾز اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺧﺿراء واﻟﻧﻣو اﻷﺧﺿر(34) .
ﻛﻣﺎ ﺗم إﻧﺷﺎء ﻣدﯾﻧﺔ ﻧﻣوذﺟﯾﺔ ﻣﺳﺗداﻣﺔ " ﻣﺻدر" ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻻﺳﺗﮭﻼك ﻟﻠﻣﯾﺎه واﻟطﺎﻗﺔ،
وﯾﺗم ﻓﯾﮭﺎ إﻋﺎدة ﺗدوﯾر ﻣﯾﺎه اﻟﺻرف اﻟﺻﺣﻲ ﻟﻼﺳﺗﺧدام ﻓﻲ اﻟري ،واﺳﺗﺧدام 200
ﻣﯾﻐﺎواط ﻣن اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻧظﯾﻔﺔ ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل أﻛﺛر ﻣن 800ﻣﯾﻐﺎواط ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑﻧﻔس اﻟﺣﺟم ،واﺳﺗﮭﻼك 8000ﻣﺗر ﻣﻛﻌب ﻣن ﻣﯾﺎه اﻟﺗﺣﻠﯾﺔ ﯾوﻣﯾﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﺄﻛﺛر ﻣن 20000ﻣﺗر ﻣﻛﻌب ﯾوﻣﯾﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ(35) .
193
د .ﻗرﯾن رﺑﯾﻊ /د .ﺣراق ﻣﺻﺑﺎح
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﺳﺎرﻋت اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق ﻧﮭﺞ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،ﻣﻣﺎ ﺳﯾﻣﮭد ﻟﮭﺎ اﻟطرﯾق ﻧﺣو
ﻣراﻋﺎة اﻟﺑﻌد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺑﯾﺋﻲ ﻣوازاة ﻣﻊ اﻟﺑﻌد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻻ ﺗزال ﺗﺷق اﻟطرﯾق
ﻗدﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺧطط واﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ رﻏم اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗواﺟﮭﮭﺎ.
أوﻻ :ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ
ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ھذا اﻟﻣوﺿوع ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-إن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺳﯾؤدى إﻟﻰ ﻋدم ﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣد ﻣن اﻻﻧﺑﻌﺎﺛﺎت
اﻟﻛرﺑوﻧﯾﺔ وﺗدوﯾر اﻟﻧﻔﺎﯾﺎت؛
194
ﺧﯾﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﯾن ﻓرص اﻟﻧﺟﺎح وﻣؤﺷرات اﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﻣراﺟﻊ:
) -(1ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ،ﻧﺣو اﻗﺗﺻﺎد أﺧﺿر ﻣﺳﺎرات إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ
واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر ،2011 ،ص ،02 .ﻣﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟراﺑط اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ:
www.unep.org/greeneconomy
) -(2ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻔﻘﻲ ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻟﺑﺣرﯾﺔ ،2014 ،ص ،03 .ﻣﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟراﺑط اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ:
http://www.ropme.org/Uploads/Books/green%20economy%20booklet.p
df
) -(3ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.06 .
) -(4ﻣﻛﺗب اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﻲ ،2013 ،ص.22 -16 .
) -(5ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ،اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻹدارة اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ:
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر ،ﻧﯾروﺑﻲ 27-23 ،أﯾﺎر/ﻣﺎﯾو ،2016ص،9 -8 .
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ: اﻟراﺑط ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺎح
https://digitallibrary.un.org/record/704510/files/A_66_25-AR.pdf
) -(6ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ،ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ،ﻓﺑراﯾر ،2011ص ،04 .ﻣﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟراﺑط اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ:
https://wedocs.unep.org/.../K1170132_a-GC-26-17-Add_2.pdf
)-(7ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.4 -3 .
) -(8ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ،ﻧﺣو اﻗﺗﺻﺎد اﺧﺿر– ﻣﺳﺎرات إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ
واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر ،ﻣرﺟﻊ ﻟواﺿﻌﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ،2011 ،ص ،03.ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ:
www.unep.org/greeneconomy
) -(9ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ،اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻹدارة اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ:
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛره ،ص.04 .
)-(10ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.9 -8 .
) -(11ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ،ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛره ،ص.13 -10 .
) -(12ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ،ﻧﺣو اﻗﺗﺻﺎد أﺧﺿر -ﻣﺳﺎرات إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛره ،ص.15 .
) -(13ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.18 -17 .
) -(14ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.05 .
) -(15ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.05 .
) -(16ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ،ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛره ،ص.08 .
) -(17ﻋﺎﯾد راﺿﻲ ﺧﻧﻔر ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺑﯾﺋﻲ -اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ،ﻣﺟﻠﺔ أﺳﯾوط
ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﺗﺎﺳﻊ واﻟﺛﻼﺛون ،ﯾﻧﺎﯾر ،2014اﻟﻛوﯾت ،ص ،57 -56 .ﻣﺗﺎح
ﻋﻠﻰ اﻟراﺑط اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ:
www.aun.edu.eg/arabic/society/pdf/ajoes39_article5.pdf
195
د .ﻗرﯾن رﺑﯾﻊ /د .ﺣراق ﻣﺻﺑﺎح
196
ﺧﯾﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﺑﯾن ﻓرص اﻟﻧﺟﺎح وﻣؤﺷرات اﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ministre.gov.dz/ressources/front/files/pdf/politiques/agriculture-peche-
ar.pdf
) -(32اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻷﻓرﯾﻘﯾﺎ ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر – ﻓرﺻﺔ ﻟﺗﻧوﯾﻊ
اﻹﻧﺗﺎج اﻟوطﻧﻲ وﺗﺣﻔﯾزه ،ﻣﻛﺗب ﺷﻣﺎل أﻓرﯾﻘﯾﺎ ،ص ص ،12-7 ،2-1 .ﻣﺗﺎح ﻋﻠﻰ
https://www.uneca.org/sites/default/.../egm_ge- اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ: اﻟراﺑط
algeria_ar.pdf
)-(33ﺷرﻛﺔ إﻧﻔﺟن ﻟﻼﺳﺗﺷﺎرات ،ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺑﯾﺋﺔ ،ﻧﺣو اﻗﺗﺻﺎد أﺧﺿر ﻓﻲ
اﻷردن ،أﻏﺳطس ،2011ﻣﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟراﺑط اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲhttp://inform.gov.jo/ar- :
jo
) -(34إﺗﺣﺎد اﻟﻣﺻﺎرف اﻟﻌرﺑﯾﺔ -إدارة اﻟدراﺳﺎت واﻟﺑﺣوث ،آﻓﺎق اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺧﺿر
ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،20/05/2016 ،ﻣﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟراﺑط اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ:
http://www.uabonline.org/ar/research/economic
اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ: اﻟراﺑط ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺎح اﻷﺧﺿر، اﻻﻗﺗﺻﺎد )-(35
http://www.beatona.net/CMS
197