Académique Documents
Professionnel Documents
Culture Documents
l’indemnisation-des-victimes-des-accidents-de-la-route-ordonnance-n°-74-15-du-30-janvier-1974-relative-à-l’obligation-d’assurance-des-véhicules-automobiles-et-au-régime-d’indemnisation-des-dommages (1).fr.ar
l’indemnisation-des-victimes-des-accidents-de-la-route-ordonnance-n°-74-15-du-30-janvier-1974-relative-à-l’obligation-d’assurance-des-véhicules-automobiles-et-au-régime-d’indemnisation-des-dommages (1).fr.ar
l’indemnisation-des-victimes-des-accidents-de-la-route-ordonnance-n°-74-15-du-30-janvier-1974-relative-à-l’obligation-d’assurance-des-véhicules-automobiles-et-au-régime-d’indemnisation-des-dommages (1).fr.ar
com -
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ
ﻃﺮﻳﻖ
ﻟﻘﺪﺃﺣﺪﺙ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ؛ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺍﻟﻘﻮﺓ
ﺃﻭﺍﻟﻔﺨﺮ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺘﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻨﺎ.
ﻟﻜﻦﻟﻸﺳﻒ ،ﻛﻞ ﻋﻤﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻓﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺗﻘﺘﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻭﺑﺎء ﺃﻭ ﻛﺎﺭﺛﺔ
ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ.
ﺍﻟﻘﺪﺭ،ﺍﻟﻘﺪﺭ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ،ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ،ﻳﻮﻣﺎً ﺃﻭ ﺁﺧﺮ ،ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺛﻮﺍﻥ ٍﻗﻠﻴﻠﺔ ،ﻧﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ
ﺣﺎﺩﺙ،ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ؛ ﺳﻮﺍء ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺓ ﺃﻭ ﺭﺍﻛﺒﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺟﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺃﻭ
ﺣﺘﻰﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ،ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﺿﺤﻴﺔ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ؛ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﻣﺄﻣﻦ ﻣﻦ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ،ﺃﻭ
ﺑﻜﻞﺑﺴﺎﻃﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ؛ "ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﺩﻧﻰ" ﺃﺷﺎﺭ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﻴﻦ
ﺑﺮﻭﺡﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ.
ﻟﻨﺘﺤﺪﺙﻓﻘﻂ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮ ،ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺑﻠﺪﻧﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ
ﻋﻠﻴﻨﺎﺃﻥ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﻃﺮﻗﺎﺗﻨﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﺘﻜﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ؛ ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻓﺈﻥ
ﺍﻹﺣﺼﺎءﺍﺕﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ )(CNPSR
ﻣﻮﺟﻮﺩﺓﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺫﻟﻚ:
124
ﺭﻗﻢ ﺭﻗﻢ
ﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻣﺼﺎﺏ ﻣﻦﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ
ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ 2003ﻭ 2004 1,430,503 127,049 ﺑﻴﻦﻋﺎﻣﻲ 1970ﻭ
ﻛﺎﻥﺍﻷﻛﺜﺮ ﺩﻣﻮﻳﺔ. 2005
ﺍﻧﺨﻔﺎﺽﻛﺒﻴﺮ :ﺟﺪﻳﺪ 58,082 3711 2005
ﻋﻼﻣﺎﺕﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ 61139 4177 2007
ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ 64708 4422 2008
ﺭﻣﺰﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ 2009
ﺗﺮﺍﺟﻊ:ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ﻗﻤﻌﻴﺔ 26239 2994 2010
ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﺯﻳﺎﺩﺓﺟﺪﻳﺪﺓ 44936 3831 2011
ﻭﺃﻣﺎﻡﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ "ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ" ﺻﺪﺭ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ 22ﻳﻮﻟﻴﻮ ،22009ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ
ﺗﺪﺍﺑﻴﺮﺃﻛﺜﺮ ﺻﺮﺍﻣﺔ ،ﻭﻓﺮﺽ ﻏﺮﺍﻣﺎﺕ ﺑﺎﻫﻈﺔ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﻤﺸﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ،ﻣﻊ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺳﺤﺐ ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺇﻟﻐﺎﺉﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺮﺍﺉﻢ
ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ.
1ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 16-04ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 10ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ) 2004ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺭﻗﻢ 72ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﺔ ﻓﻲ 13ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ (2004
ﺍﻟﻤﻌﺪﻝﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 01-14ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 19ﺃﻏﺴﻄﺲ ) 2001ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺭﻗﻢ 46ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ
19ﺃﻏﺴﻄﺲ (2001ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ؛ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺭﻗﻢ 381-04
ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ 28ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ 2004ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻀﺒﻂ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ ) JOﺭﻗﻢ 76ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ 28ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ (2004
2ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ 03-09ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 22ﻳﻮﻟﻴﻮ ) 2009ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺭﻗﻢ 45ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 29ﻳﻮﻟﻴﻮ (2009ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻌﺪﻝﻭﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 14-01ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 19ﺃﻏﺴﻄﺲ ) 2001ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺭﻗﻢ 46ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 19
ﺃﻏﺴﻄﺲ (2001ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭﺍﻷﻣﻦ ﻭﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ.
125
ﺳﺠﻠﺖﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ 120ﺣﺎﺩﺛﺎً ﻭ 12ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﻭ 175ﺇﺻﺎﺑﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎً ،ﺃﻱ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﺗﻘﺮﻳﺒﺎًﻭ 14ﺇﺻﺎﺑﺔ.
ﻛﻤﺎﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ
ﺇﻋﺎﻗﺔ 4000ﺷﺨﺺ %95 :ﻣﻦ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﺱ ،ﻭ %80ﻣﻦ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻹﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ
ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ؛ﻭﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺑﻴﻦ 15ﻭ 30ﻋﺎﻣﺎ ً %29ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ.
ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔﻣﺆﻟﻤﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﺳﻴﺔ :ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮ ﺗﺤﻤﻞ ﺭﻗﻤﺎ ﻗﻴﺎﺳﻴﺎ ﺣﺰﻳﻨﺎ :ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ،ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ.
ﻋﻼﻭﺓﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺣﺼﺎﺉﻴﺎﺕ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻀﻠﻠﺔ ،ﻭﻻ ﺗﺮﻗﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ،
ﻟﺪﺭﺟﺔﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺤﺼﻰ ﺇﻻ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎﺗﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ ،ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ،ﻣﺘﺄﺛﺮﻳﻦ ﺑﺠﺮﺍﺣﻬﻢ.
ﻋﻼﻭﺓﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ3ﻭﻣﻨﺢ ﺍﻟﻘﺮﻭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻞ ﺷﺮﺍء
ﺳﻴﺎﺭﺓ،ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻠﺪﺍً ﻣﺰﻭﺩﺍً ﺑﻤﺤﺮﻛﺎﺕ ﻧﺴﺒﻴﺎً :ﺃﺳﻄﻮﻝ ﺳﻴﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻛﺒﺮ
ﻓﻲﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ،ﻳﺘﺰﺍﻳﺪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ.4
ﻭﺳﻮﺍءﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ،ﻓﺈﻥ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻩ:
ﺍﻟﺨﺴﺎﺉﺮﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 100ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺳﻨﻮﻳﺎ.
ﻛﻞﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ،ﻣﻨﻔﺮﺩﺓ ﺃﻭ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ،ﺃﺩﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺧﻄﺮ
ﺍﻟﺘﻌﺮﺽﻟﻠﻘﺘﻞ ﺃﻭ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ .ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ،ﻳﻔﻘﺪ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺩﺙ
ﺍﻟﻄﺮﻕ،ﺃﻭ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﻋﺎﻗﺎﺕ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﺗﺪﻣﺮ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺃﺳﺮﻫﻢ .ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺛﻤﻨﺎ
ﺑﺎﻫﻈﺎﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺍﺕ.
ﻭﻓﻲﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺯﻫﻘﺖ ﻫﺒﺎء ً،ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺆﻻء ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺫﻭﻱ
ﺍﻹﻋﺎﻗﺔﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ،ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺃﺳﺮﻫﻢ ،ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻢ
ﻋﻨﻬﻢ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﻓﺈﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ:
126
ﻟﻘﺪﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ.
ﻭﺑﻌﻴﺪﺍ ًﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ،ﻭﺧﺎﺭﺝ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻤﻊ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺳﻴﺎ ً،ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ
ﺇﻳﺠﺎﺩﻫﺎﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺂﺳﻲ؟
ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎً،ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ً،ﻛﺎﻥ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻣﺤﻜﻮﻣﺎ ً
ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﻋﺪﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ .ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮ؟
ﻳﺠﺐﺃﻥ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻋﺎﻡ ،1962ﺗﻢ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮﻱ"5.ﺇﻻ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ" .6ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻗﺎﻧﻮﻥﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻝ ﺑﻪ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺪﺭﺟﺎ ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺗﻨﺎ،
ﺳﻮﺍءﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ .ﻓﻬﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻛﺎﻥ
ﻳﻨﻄﺒﻖﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺣﺘﻰ 30ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1975؟7ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ .ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻮﻣﺎ ًﺃﻥ ﺗﺠﺰﺍﺉﺮ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﻭﻗﺘﺎ ًﻣﻌﻴﻨﺎ ً،ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺃﻇﻬﺮ ﺳﺮﻋﺔ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ.
ﺭﺑﻤﺎﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻃﺮُﺣﺖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻄﺮﻕﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺩﻣﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ؛ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ،
ﻓﺈﻥﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺫﺍﺕ ﺣﺠﻢ ﻣﺬﻫﻞ ،ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺣﺼﺎءﺍﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﻣﺆﻟﻤﺎ
.8
6ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ،62-157ﺣﺮﺹ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ…“ :ﺇﻥ
ﺍﻟﻈﺮﻭﻑﻟﻢ ﺗﺘﻴﺢ ﺑﻌﺪ ﺗﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﺎ .ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻤﻜﻦﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺩﻭﻥ ﻗﺎﻧﻮﻥ .ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻝ ﺑﻪ ﻓﻲ 31
ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ،1962ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻦ ﺇﻋﻄﺎء
ﺍﻟﺒﻼﺩﺗﺸﺮﻳﻌﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ.
7ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ 58-75ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ 26ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 1975ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺭﻗﻢ 78ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 30
ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ1975
8ﻳﺮﻯﺃﻗﻞ
127
ﻭﻳﺠﺐﺃﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮ ،ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ،ﻭﺿﻌﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻫﺪﻑ
ﺇﻗﺎﻣﺔﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻻﺭﺗﻘﺎء ﺑﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻇﺮﻭﻑ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ.9.
ﻭﻟﻜﻦ،ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮ ،ﻭﻫﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﺘﻴﺔ ،ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻣﻦ ﻣﺰﺍﻳﺎ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ،ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ،ﻣﻤﺎ ﺳﻤﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻷﺧﻄﺎء
ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﻳﻘﺎﺕﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﺠﻨﺒﻬﺎ ;10ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺭﻓﺾ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ.
ﻛﺎﻧﺖﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﻫﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ 1974ﻫﻲ ﺿﻤﺎﻥ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻲ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً )ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ( ،ﻭﺗﻌﻮﻳﺾ ﺃﺳﺮﻉ )
ﻣﺴﺘﻘﻞﻋﻦ ﺍﻷﻟﻐﺎﺯ ﺍﻟﻘﻀﺎﺉﻴﺔ( ،ﻭﺃﺑﺴﻂ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ) ،ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻵﻥ ﺧﺎﺿﻌﺎً ﻟﻠﻤﻴﺰﺍﻥ ﻭﻟﻢ
ﻳﻌﺪﺧﺎﺿﻌﺎً ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ(.
ﻭﻗﺪﺃﺩﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺟﺒﺮ ﺍﻟﻀﺮﺭ،
ﻭﻫﻮﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻨﺤﻠﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ )§(1؛ ﻭﻓﻲ ﻓﻘﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺳﻨﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺪﺛﺖ ﺛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻴﺔ ﻭﺳﺮﻋﺔ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ)ﻓﻘﺮﺓ (2
ﺷﺮﻭﻁﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﺤﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ 1974ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻨﺺﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ":ﻛﻞ ﺣﺎﺩﺙ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻪ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾﻷﻱ ﺿﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻦ ﻋﻨﻬﻢ ،ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮﻥ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻟﻄﺮﻑ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.
ﻭﻳﻤﺘﺪﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ .ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻤﺘﺪ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺉﻖ
ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺑﺎﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 13ﺃﺩﻧﺎﻩ.
ﻭﺗﺠﺪﺭﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ
ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻲ،ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 1ﺇﻳﻪﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1ﺇﻳﻪﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ":ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ
ﻣﺎﻟﻚﻟﻠﻤﺮﻛﺒﺔ ،ﻗﺒﻞ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻟﻠﺘﺪﺍﻭﻝ ،ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻳﻐﻄﻲ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ
ﺑﺎﻟﻐﻴﺮﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ.
ﻭﺑﺬﻟﻚﺗﺄﻛﺪﺕ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺑﻮﺿﻮﺡ :ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺄﻣﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ،ﺑﻞ ﺑﺎﻷﺣﺮﻯ ﺑﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ".ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻳﻐﻄﻲ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ
ﺑﺴﺒﺐﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ" ; ﻭﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ ،ﺳﻮﻑ ﺗﺨﻀﻊ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ،ﻟﻴﺲ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﺑﻞ ﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ.
129
ﻭﻳﺘﺮﺗﺐﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍءﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺘﻮﺍﻓﺮ ﺷﺮﻭﻁ
ﺗﺮﺍﻛﻤﻴﺔﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻭﻫﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺑﺪﻧﻴﺔ ) (1ﺇﺛﺮ ﺣﺎﺩﺙ ﻣﺮﻭﺭﻱ ) ،(2ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺑﺮﻳﺔ
ﺁﻟﻴﺔ) (3ﻣﺘﻮﺭﻃﺔ.
ﻣﺎﺫﺍﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺷﺮﻁ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ؟
ﻭﺑﺎﻻﺳﺘﺪﻻﻝﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ،ﺃﻱ ﺃﻱ ﺍﻋﺘﺪﺍء ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺙ
ﺍﻟﺸﺨﺺ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ،ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻘﻮﻟﺔ ﺃﻭ ﻣﺎﻟﻴﺔ.
ﺗﺆﺩﻱﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍء ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺺ
ﺍﻟﺒﺸﺮﻱﺃﻭ ﺳﻼﻣﺘﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﺃﻭ ﺁﻓﺎﺕ ﺃﻭ ﺇﻋﺎﻗﺔ
ﻧﺎﺟﻤﺔﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﺗﺘﻄﻠﺐ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻃﺒﻴﺔ.
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲﺇﺑﺪﺍء ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹﺻﺎﺑﺔ ﻭﺍﻷﺫﻯ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ؛ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺎ،
ﻓﻲﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﻥ ﻣﺘﺮﺍﺩﻓﺎﻥ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻆ
ﺑﻌﺾﺍﻟﻤﺆﻟﻔﻴﻦ ﺑﺤﻖ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻤﺎﻳﺰ" :12ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻮﻗﺎﺉﻊ ،ﻭﺍﻟﻀﺮﺭ ﻣﻦ
ﺑﺎﺏﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ"
ﺗﺸﻴﺮﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻼﺣﻆ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﻣﺪﻯ
ﺗﻮﺻﻴﻔﻬﺎﻭﺗﻘﻴﻴﻤﻬﺎ ﻟﻺﺻﺎﺑﺎﺕ ﺃﻭ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺗﻮﻗﻊ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ.
ﻭﻣﻦﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﺈﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻌﻜﺲ ﻫﺠﻮﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻤﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ،ﻭﻫﻮ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺘﻢ ﺗﻘﻴﻴﻤﻪ ﻣﻦ
ﻗﺒﻞﺧﺒﺮﺍء ﻃﺒﻴﻴﻦ ،ﺑﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ؛ ﺛﻢ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺃﻭ
ﻣﻮﺍﺿﻊﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺪﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻭﻳﺠﺪ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ.
ﻭﻫﺬﺍﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ »ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻄﺒﻲ« ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺩ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻵﺛﺎﺭ ،ﻭﻳﺘﺮﺟﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﻣﻌﺪﻻﺕﻭﻧﺴﺐ ،ﻭ»ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ« ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ.13.
)12ﻱ .ﻻﻣﺒﺮﺕ-ﻓﺎﻳﻔﺮ :ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺩﺍﻟﻮﺯ 5 ،2004ﺫﺇﺩ .ﺹ (160؛ ﻱ .ﺷﺎﺭﺗﻴﻴﻪ:
ed.Dalloz1983؛ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﻟﺤﻠﻮ ﺧﻴﺎﺭ ،ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ.2006 ،
13ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻳﻮﻧﻴﻮ ،2003ﺹ 9ﻭ ﻕ :ﻻﻣﺒﺮﺕ ﻓﺎﻳﻔﺮ ﺇﻳﻔﻮﻥ
130
ﻳﺤﺪﺩﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ ،1974ﺍﻟﻤﻜﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﺪﺩ 31ﻟﺴﻨﺔ 1988
ﺍﻟﻤﺆﺭﺥﻓﻲ 19ﻳﻮﻟﻴﻮ ،1988ﻓﻲ ﻣﻠﺤﻘﺎﺗﻪ ،ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ.14.
ﻭﻟﺬﻟﻚﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﺃﺛﻨﺎء
ﺣﺎﺩﺙﻣﺮﻭﺭﻱ.
ﻭﺑﻨﺎءﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻱ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﺼﻄﻠﺢ؟
ﺇﻥﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻻ ﻳﻄﺮﺡ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺃﻱ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ؛ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺆﻫﻞ,ﺃﻱ ﺣﺪﺙ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻭﻋﺸﻮﺍﺉﻲ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ،ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ
ﻣﺆﻟﻔﻪ؛ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺻﻄﺪﺍﻣﺎً ﺃﻭ ﺍﺻﻄﺪﺍﻣﺎً ﺃﻭ ﺣﺮﻳﻘﺎً ﺃﻭ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭﺍً ﻧﺎﺟﻤﺎً ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺒﺔ.
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻼﺇﺭﺍﺩﻳﺔ ﻟﻠﻔﻌﻞ.
ﺇﻥﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍً ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲء؛ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺩﻭﺭﺍﻥ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕﺗﻌﻨﻲ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻕ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ،ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ.
ﻏﻴﺮﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮﻱ ﺃﻋﻄﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻧﻄﺎﻗﺎ ﺃﻭﺳﻊ ﺑﻜﺜﻴﺮ :ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1ﺇﻳﻪﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 19ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 151980ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻳﻨﺺ ﺍﻷﻣﺮ 15-74ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺃﻋﻼﻩ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎﻳﻠﻲ:
"ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ 15-74ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ
1974ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙﺃﺛﻨﺎء ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔﺃﻭ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ "...ﺇﺫﻥ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻤﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺭﺓ "ﺧﺎﺭﺝ
ﺍﻟﺘﺪﺍﻭﻝ"؟ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺤﺎﺩﺙ ﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ،ﺣﺘﻰ ﻭﻫﻲ
ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ،ﺃﻣﺎﻡ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺿﻮﺉﻴﺔ ﺣﻤﺮﺍء ﺃﻭ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺗﻮﻗﻒ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﻣﻄﻔﺄ.
ﻭﻳﻨﻄﺒﻖﺍﻟﺸﻲء ﻧﻔﺴﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ )ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ
ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ( ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭ .ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ ،ﺳﻴﺘﻢ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺃﻳﻀﺎًﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ،ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻔﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺧﺎﺹ ،ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺩﺍﺧﻞ ﻋﻘﺎﺭ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺮﺁﺏ ﺃﻭ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻴﻼ ﻋﻠﻰ
ﺳﺒﻴﻞﺍﻟﻤﺜﺎﻝ.
ﻫﺬﺍﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﻷﻥ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﺣﻘﺎﺉﻖ ﻣﺮﻭﺭﻳﺔ17.ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﻭﺻﻔﻬﺎﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﻠﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻫﻲﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ18.
ﻭﻳﺠﺐﺭﺑﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺑﺘﺨﻠﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻓﻲ
ﻣﺴﺎﺉﻞﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻞ ﻣﺤﻠﻪ ﺍﻵﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻀﻤﻴﻦ.
19ﻟﻠﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.
ﺑﺪﺍﻳﺔﻣﺎﺫﺍ ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ؟ ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻮﻉ
ﺍﻟﻨﻘﻄﺘﻴﻦﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺘﻴﻦ:
ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ,
18ﻟﻮ ﺗﻮﺭﻧﻮ :ﺭﻗﻢ 3809 ،3794ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺃﻋﻼﻩ؛ ﻱ .ﻻﻣﺒﺮﺕ-ﻓﺎﻳﻔﺮ :ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺩﺍﻟﻮﺯ 5
ﺫﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ,ﺭﻗﻢ .470
19ﺍﻧﻈﺮ ﺳﻮ ﺑﺮﺍ
132
ﻭﺍﻟﻐﺮﺽﻣﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﻧﻘﻞ ﺳﺎﺉﻘﻬﺎ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻘﻞ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻷﺷﻴﺎء.
ﻭﻋﻠﻰﺍﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﻭﺳﺎﺉﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺘﻨﻘﻞ
ﺍﻵﻟﻲ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﺎﺉﺮﺍﺕ )ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭﻗﺖﺍﻹﻗﻼﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﻬﺒﻮﻁ( ،ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺭﺏ؛ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺒﺮﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻫﺎ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ )ﻋﺮﺑﺔ،
ﻋﺮﺑﺔ،ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ( ،ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ )ﻋﺮﺑﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ،ﺍﻟﺪﺭﺍﺟﺎﺕ ،ﻭﻣﺎ ﺇﻟﻰ
ﺫﻟﻚ( ،ﺳﻴﺘﻢ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩﻫﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺃﻋﻼﻩ.
ﻳﻌﻮﺩﻣﺒﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻜﻚﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ،ﺃﻱ ﻣﺴﺎﺭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ .ﻭﻟﻜﻦ
ﻣﺎﺫﺍﻋﻦ ﻋﺒﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﻛﻴﻒ ﺳﻴﺘﻢ ﺗﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻷﺿﺮﺍﺭﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ؟20؟ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﻳﻨﺸﺄ
ﺃﻳﻀﺎًﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ.
20ﻳﺮﻯ
ﺳﻮﺑﺮﺃ-ﻻﻗﺘﺮﺍﺡ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ،ﻓﺎﺉﺪﺓ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
133
ﻣﺤﺮﻙ ؛ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺭﺏ… .ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺿﺮﺭ ،ﺃﻣﺮﺍً ﺑﺴﻴﻄﺎً ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ.
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺗﺄﻣﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻭﺷﺒﻪ
ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﺭﺍﺕ.
ﺑﻌﺪﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ،ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻌﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ؟ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝﺑﺮﻣﺘﻪ ﻋﻦ ﺗﻮﺭﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻗﺖ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﺣﻮﺍﺩﺙﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ،ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ،ﻭﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺃﻭﺳﻊ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ.
ﻭﻛﻤﺎﺭﺃﻳﻨﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ً،ﻓﺈﻥ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻲ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ1ﺇﻳﻪﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ،ﻳﻘﺘﻀﻲ"ﺃﻱ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻠﻤﺮﻛﺒﺔ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻳﻐﻄﻲ
ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ"ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ" ﻷﻃﺮﺍﻑ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ".
ﻣﺎﺫﺍﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻌﻨﻲ ﺑﻬﺬﺍ؟ ﻭﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻫﻞ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺇﺛﺒﺎﺕﻭﺟﻮﺩ ﺃﻱ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﻤﺴﺒﺐ"؟ ﺃﻡ ﺃﻥ
ﺍﻷﻣﺮﻳﺘﻌﻠﻖ ﻓﻘﻂ ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ ﺍﺷﺘﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻀﺮﺭ؟
21ﺃﻣﺮ 34-80ﻣﺆﺭﺥ ﻓﻲ 16ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1980ﻳﺤﺪﺩ ﺷﺮﻭﻁ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 7ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ 15-74ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ
ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ ) 1974ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1؛ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 3ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 3ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 4ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 4.5 ،3 ،2؛
134
،221980ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺃﻱ ﺣﺎﺩﺙﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺒﺐ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
"...
ﺑﻌﺪﺃﻥ ﺗﺪﺭﺑﺖ ،ﻭﺗﺴﺒﺒﺖ ،ﻭﺷﺎﺭﻛﺖ ،ﻭﺗﺪﺧﻠﺖ ....ﻭﻻ ﻳﺴﻌﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ
ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮﻱ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺍﺟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎﺕ،
ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮﻋﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻬﺪﻑ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ؛ ﻟﺬﻟﻚ،
ﺳﻨﺨﺘﺎﺭﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﺷﺘﺮﺍﻙ" ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ
ﻧﺠﺪﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ ﻓﻲ ﻧﺺ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ.
ﻭﻫﺬﺍﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺃﻭﺟﺪﻩ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﺩﻳﻨﺘﺮ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 5ﻳﻮﻟﻴﻮ ،231985ﻳﻌُﺮﻑّ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﻱ
ﺣﺪﺙﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ؛ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻭﺳﻊ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ.
ﻓﻲﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺗﻮﺭﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﺪﻻ ًﻣﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ
ﺳﺒﺐﺍﻟﻀﺮﺭ :ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻣﺘﻮﺭﻃﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺙ ﻣﺮﻭﺭﻱ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺒﺐ
ﺍﻟﻀﺮﺭ.ﻭﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺩﻭﺭﻫﺎ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺳﺘﺸﺘﺮﻙ ،ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻤﺎﺱ ﺃﻡ
ﻻ،ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺛﺎﺑﺘﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺧﺎﺹ؛ ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ،
ﺑﺄﻱﺻﻔﺔ ،ﺳﻴﺴﻤﺢ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺨﺎﺹ.
ﻭﻣﻦﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﺈﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ،ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻓﻲ
ﺃﻱﻃﻠﺐ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻭﻧﺸﻮء ﺍﻟﻀﺮﺭ.
ﻭﻫﻜﺬﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮﻱ ﻣﺤﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺘﻀﻤﻴﻦ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ
ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮﻱﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ،ﻣﺆﻛﺪﺍ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻓﻲ
ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ:ﻓﺎﻟﺘﻀﻤﻴﻦ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻵﻥ ﻣﺤﻮﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ،ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ " ﺁﻻﻡ "24ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ،
ﺷﺮﻁﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ.
ﺧﻼﺻﺔﺍﻟﻘﻮﻝ ،ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩ
ﺇﺻﺎﺑﺔﺟﺴﺪﻳﺔ ،ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﺩﺙ ﺳﻴﺎﺭﺓ ،ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺑﺮﻳﺔ.
ﻭﺷﺮﻭﻁﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻔﻨﺎﻫﺎ ﻟﻠﺘﻮ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻻ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻬﻤﺖ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻉﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ،ﻭﻫﻲ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺳﻨﺤﻠﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ )ﺏ(.
ﺗﻨﺺﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ 1974ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ":ﺃﻱ ﺣﺎﺩﺙ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ
ﻳﺆﻫﻠﻚﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻷﻱ ﺿﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ
ﺻﻔﺔﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻣﺪﻧﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.
ﺇﻥﺻﻴﺎﻏﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ،ﻭﺗﺴﻠﻂ ﺍﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻭﻻ ﻣﺒﺪﺃ ﺗﻠﻘﺎﺉﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻭﺗﻌﻤﻴﻤﻪ
ﻋﻠﻰﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻨﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﻴﻦ ) (1ﻭ)،(2
ﻟﻨﻨﻈﺮﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺿﻤﺎﻥ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ،ﻓﻲ ﺃﻱ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ )(3
.
25ﺗﻈﻞ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ،ﺩﻭﻥ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺑﺮﻳﺔ ﺁﻟﻴﺔ )ﺭﺍﻛﺒﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺟﺎﺕ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ( ،ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ.
ﻋﻼﻭﺓﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭ ﻣﺴﺒﺐ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺃﻭ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺭﺽ -
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔﺳﺒﺒﺎً ﺃﺟﻨﺒﻴﺎً ﻣﺤﺘﻤﻼ ً،ﺃﻭ ﺣﺪﺛﺎً ﺧﺎﺭﺟﻴﺎً ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻪ,.
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ،ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻬﺮﺏ ﻣﻨﻪ ،ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻄﺄ
ﺍﻟﺸﺨﺺﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺑﻔﻌﻠﻪ ،ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻄﺄ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻃﺮﻑ ﺛﺎﻟﺚ ،ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﺩ
ﺣﺎﻟﺔﻗﻮﺓ ﻗﺎﻫﺮﺓ ،ﺣﺪﺙ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ.27
ﻭﻣﻦﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺭﻓﺾ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺒﺮﺉﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻢ ﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺮﻳﺢ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻨﺒﻊ ﺑﺸﻜﻞ
ﻃﺒﻴﻌﻲﻣﻦ ﻗﺮﺍءﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻋﺎﻡ .1974
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮﻓﺾ ﺃﻱ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻀﺮﺭ،
ﻭﻫﻲﻓﻜﺮﺓ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻀﻤﻴﻦ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻭﺳﻊ ﺑﻜﺜﻴﺮ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻷﺳﻬﻞﻋﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ.28.
ﻭﻣﻊﻧﻔﺲ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﺎﺉﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺳﺘﻔﻴﺪ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺟﻤﻴﻊ
ﺿﺤﺎﻳﺎﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻨﺸﺮﺣﻪ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ.
ﻭﻫﻨﺎﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 1ﺇﻳﻪﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ
ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻔﺘﻮﺡﺍﻟﻰ
(1ﺃﻭﻻ ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ،ﻫﺬﻩ ﻫﻲﺍﻟﻤﺸﺎﺓ ﻭﺭﺍﻛﺒﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺟﺎﺕ ،ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ ﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻄﺮﻕ
ﻭﺧﺎﺻﺔﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﺍﻵﻟﻴﺔ؛ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺩﺍﺉﻤﺎً
ﻣﺤﻤﻴﻴﻦﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻛﺄﻃﺮﺍﻑ ﺛﺎﻟﺜﺔ؛ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﻓﺈﻥ ﺗﻌﻮﻳﻀﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ
ﻳﻌﺘﻤﺪﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄﻫﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﺴﺒﺐ ﺍﻟﻀﺮﺭ ،ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ
ﻭﺟﻮﺩﺃﻱ ﺳﺒﺐ ﺃﺟﻨﺒﻲ :ﺇﻧﻪ ﻣﻨﻬﺠﻲ.
ﻭﻳﺘﻢﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮﻱ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻭﻓﻘﺎ
ﻟﻤﻘﻴﺎﺱﻣﻠﺤﻖ ﺑﺎﻷﻣﺮ ،ﻭﻳﺤﺴﺐ ﻛﻨﺴﺒﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ.
(3ﻭﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺟﺪﻳﺪ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﺰﻳﻞ ﺃﻱ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ،ﺳﻮﺍء ﺗﻢ ﻧﻘﻠﻬﻢ ﻣﻘﺎﺑﻞ
ﺃﺟﺮﺃﻭ ﻣﺠﺎﻧﺎً:
-ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺉﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ،ﺃﻱ ﺃﻭﻟﺉﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢ ﻧﻘﻠﻬﻢ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻋﻘﺪ ﻧﻘﻞ،
ﻭﻣﻦﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻭﺍ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺗﻌﺎﻗﺪﻱ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻬﻢ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻬﻢ؛ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟﻬﻢ
138
ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ،ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗﻞ ،ﻭﻻ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،ﺍﻵﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﻱ ﺳﺒﺐ ﺗﺒﺮﺉﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﻃﻼﻕ،ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
ﻭﻣﻦﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻫﻮﻳﺘﻢ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻃﻮﻋﻲﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ًﻣﺎ ﺷﻜﻠﺖ -
ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺗﻬﻢﻣﺸﻜﻠﺔ .ﺑﺪﺍﻳﺔ ،ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ؟ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺃﻱ ﺭﺍﻛﺐ
ﻏﻴﺮﻣﻠﺰﻡ ﺑﻌﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ،ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﻓﺮﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺉﻠﺔ ﺃﻭ ﺻﺪﻳﻘﺎً ﺃﻭ ﺯﻣﻴﻼً ﺃﻭ ﺣﺘﻰ
ﻣﺴﺎﻓﺮﺍًﻣﺘﻨﻘﻼً.
ﻛﺎﻥﻣﺼﻴﺮ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ،ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﻳﻦ ﻓﻲ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ،ﻻ ﻳﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻣﺮ ﻋﺎﻡ .1974
ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ "ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺛﺎﻟﺜﺔ" ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺿﻤﺎﻧﻬﻢ ﻓﻲ
ﺇﻃﺎﺭﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻲ ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ "ﻣﺤﻈﻮﻇﻴﻦ" " .ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﻘﻠﻮﻧﻬﺎ
ﺻﺪﻣﺘﻬﺎﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻭﻛﺎﻥﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﻑ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﻟﻬﺆﻻء ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ،ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ
ﺍﻟﺬﻱﻟﺤﻖ ﺑﻬﻢ ،ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻮﻯ ﺿﺮﺭ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،1382ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ
ﺳﺎﺭﻳﺔﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮ ،ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ،
ﻟﻢﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺄﻱ ﻋﻘﺪ ،ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 1ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .1384
ﺇﻳﻪﻭﻫﺬﺍ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺑﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻭ ﺃﻗﻞ29
ﻟﻜﻦﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺍﺑﻖ ﺍﻟﻘﻀﺎﺉﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺩﻣﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻧﻨﺎ ،ﺣﻴﺚ ﺣﺪﺩﺕ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮ ﺗﺠﺪﻳﺪ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 31ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ .31.1962
ﻛﻤﺎﻳﺸﻜﻞ ﺇﺻﻼﺡ 1974ﺧﻄﻮﺓ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺉﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ،
ﺍﻟﺬﻳﻦﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻮﻳﻀﻬﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮ.
ﻋﻼﻭﺓﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻔﺲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ
ﺭﻛﺎﺏﺳﻴﺎﺭﺓ ،ﺳﻮﺍء ﺗﻢ ﻧﻘﻠﻬﻢ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻋﻘﺪ ﺃﻭ ﻃﻮﻋﺎ ،ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻮﺍﺟﻬﻮﻥ ﻧﻔﺲ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.
29ﺇﻑ ﺗﻴﺮﻱ ،ﺑﻲ .ﺳﻴﻤﻠﺮ ،ﻭﺍﻱ .ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ :ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺭﻗﻢ 55792؛ 9ﺫﺇﺩ.
30ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻂ 20 ،ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ،1968ﺩ37 ،1969.
31ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 157-62ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 31ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ …JO no 1962
139
ﻳﺒﺪﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻣﺸﺎﺓ ﺃﻭ ﺭﺍﻛﺐ ﺩﺭﺍﺟﺔ ﺃﻭ ﺭﺍﻛﺐ ﻣﻨﻘﻮﻝ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ
ﻣﻨﻬﻢ،ﺃﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺃﻱ ﺿﺤﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺳﺎﺉﻘﺔ ،ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻲﻋﻦ ﺇﺻﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ،ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ﺃﻱ ﺧﻄﺄ ﺃﻭ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ .ﻭﺃﻟﻐﻰ ﻣﺮﺳﻮﻡ ﻋﺎﻡ 1974ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﻖ ﺗﻌﻮﻳﻀﻬﻢ
ﺃﻭﻳﺤﺪ ﻣﻨﻪ.
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،32.ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﺮﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ،ﻭﻫﻮ ﺳﺆﺍﻝ ﺳﻨﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻻﺣﻘﺎً33
ﻫﻨﺎﻙﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﺛﺎﻥ ،ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﺉﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﺴﺎﺉﻘﻴﻦ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺗﻈﻞﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺸﺮﻭﻁ ﻣﻌﻴﻨﺔ.
ﻛﻤﺎﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﺳﺎﺉﻘﻮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻖﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻲ ،ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8ﻣﻦ ﺃﻣﺮ 1974ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ
.34.1974ﻭﺑﻌﺪ ﺇﺭﺳﺎء ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ،ﺃﺑﺪﻯ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺗﺤﻔﻈﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻓﻘﺮﺗﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ
) ،(2ﻭﻫﻲ :ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ"ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻤﺘﺪ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺉﻖ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺑﺎﻟﺸﺮﻭﻁ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 13ﺃﺩﻧﺎﻩ..
140
ﻭﺗﻨﺺﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 13ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ":ﺇﺫﺍ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺳﺎﺉﻖ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻧﺼﻴﺒﺎ ًﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﻱ
ﺃﺧﻄﺎءﻏﻴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﻳﺨﻔﺾ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻪ ﺑﻨﺴﺒﺔ
ﺍﻟﺤﺼﺔﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ .ﻣﺘﻬﻢ… "
ﻭﻟﻜﻦ،ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﺧﻄﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺗﻮﺿﻴﺢ ﻣﻔﻬﻮﻡ "ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ" ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ )ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻫﻮ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ( .ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ(.
ﺃ( ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ؟
ﺑﺎﺩﺉﺫﻱ ﺑﺪء ،ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻳﺸﻴﺮ ﻓﻘﻂ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺉﻖ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺑﺮﻳﺔ ﺁﻟﻴﺔ،
ﻭﺳﺎﺉﻖﺳﻴﺎﺭﺓ ،ﻭﺳﺎﺉﻖ ﺩﺭﺍﺟﺔ ﻧﺎﺭﻳﺔ ،ﻭﺳﺎﺉﻖ ﺷﺎﺣﻨﺔ ،ﻭﺳﺎﺉﻖ ﺟﺮﺍﺭ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺳﺎﺉﻖ ﺃﻱ
ﻣﺮﻛﺒﺔﺃﺧﺮﻯ ،ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﻟﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﺎﺉﺮﺓ … .ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺭﺍﻛﺐ ﺩﺭﺍﺟﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ.
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﻣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻟﻘﺐ "ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ"؟ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ
ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ؛ ﻭﻟﻜﻦ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺒﺴﻴﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ،ﺗﻈﻞ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺎﺻﻴﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ.
ﻭﻓﻲﻏﻴﺎﺏ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﺃﻭ ﻓﻘﻬﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ،ﻻ
ﻳﺴﻌﻨﺎﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻟﻠﻤﻔﻬﻮﻡ.
-ﻭﻫﻜﺬﺍﻓﺈﻥ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﻳﻮﺟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻗﺖ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ
ﺳﻮﻑﻳﺼﺒﺢ ﻣﺆﻫﻼ ًﻛﺴﺎﺉﻖ.
-ﻭﻟﻜﻦﻫﻞ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ،ﺃﻭ ﻣﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ،ﺃﻭ
ﻓﻲﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ ،ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺳﺎﺉﻖ ﺳﻴﺎﺭﺓ
ﻣﻌﻄﻞ،ﻳﺨﺮﺝ ﻟﻠﺘﺤﻘﻖ؟ ﺷﻲء ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ؟ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﻠﺲ
ﺑﻌﺪﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ،ﻣﻦ ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ،ﺃﻭ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ؟
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔﻟﺠﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ،ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﺤﺲ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ،ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ
ﺑﻤﺆﻫﻼﺕﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺗﺤﺪﻳﺪ
ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ.
141
-ﻣﺎﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﻳﺠﻠﺲ ﺧﻠﻒ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ،ﻭﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﺎﻳﺪ،
ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻙﻣﺘﻮﻗﻒ؟ ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﺟﺪﺍﻝ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ،ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ )
ﺗﻬﻮﺭﺃﻭ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ( ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻄﻮﻋﻲ ﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ،ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ
ﺇﺻﺎﺑﺔﺟﺴﺪﻳﺔ ،ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ .
-ﻣﺎﻫﻮ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺘﻢ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﻃﺮﺩﻩ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ؟ﻭﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻨﺺ ،ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻧﺎﺟﻤﺎ ﻋﻦ
ﺧﻄﺄﻩ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ؛ ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻓﺈﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻃﺮﺩﻫﺎ ﻭﻋﺜﺮ
ﻋﻠﻴﻬﺎﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﻤﺮﻛﺒﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺳﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ،ﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﺿﺤﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ.
ﻣﻦﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ،ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﺽ ﺫﻟﻚ ،ﻷﻥ
ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮﺧﻄﻴﺮﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺧﻴﺮ.
ﻟﺘﻠﺨﻴﺺﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ،ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺒﺘﻪ ﻭﻗﺖ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ؛
ﻭﻳﻌﺘﻤﺪﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻷﺧﻄﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ
ﺃﻭﻟﻢ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ.
ﻭﺭﻏﻢﺃﻥ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺒﺪﺃ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺻﻴﻐﺔ
ﺍﻟﻔﺼﻞ 8ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻭﻫﻮ "ﻛﻞ ﺿﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻦ ﻋﻨﻪ ،"...ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺪﺭﺝ ،ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ،
ﻭﻛﻤﺎﺭﺃﻳﻨﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻈﻞ ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺎ ًﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺒﻪ ﺧﻄﺄﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﺃﻭ
ﺣﺘﻰﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻣﺴﺘﺒﻌﺪﺍ ًﺗﻤﺎﻣﺎً.
-
-ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥﺍﻟﺘﺎﻡ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ :ﻣﺸﺮﻉ ﻋﺎﻡ 1974ﻳﺴﺘﺜﻨﻲ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻣﻦ
ﺃﻱﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﺍﻟﻤﺪﺍﻥ ﺑﺎﺭﺗﻜﺎﺏ ﺃﺧﻄﺎء ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ:
-ﻭﻫﺬﻩﻫﻲ ﺃﻭﻻ ًﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺍﻷﺧﻄﺎء ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 14ﻭﻫﻲ":ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔﺳﻜﺮ ﺃﻭ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻜﺮ ﺃﻭ ﻣﺨﺪﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻣﺨﺪﺭﺍﺕ ﻣﺤﻈﻮﺭﺓ".ﺍﻷﺧﻄﺎء ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ
ﺃﺟﻠﻬﺎ"ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺴﺎﺉﻖ ﺍﻟﻤﺪﺍﻥ ،ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻫﺬﻩ ،ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺄﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ.
142
-ﻭﻳﻄﺒﻖﻧﻔﺲ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺎﺉﻪ ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 15
ﻣﻦﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ":ﻋﻨﺪ ﺳﺮﻗﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ،ﻳﺴُﺘﺒﻌﺪ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺍﻃﺉﻮﻥ ﻣﻌﻪ
ﺗﻤﺎﻣﺎ ًﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﻓﻲ ﺿﺮﺭﻩ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻈﻞ ﺧﺎﺿﻌﺎً
ﻟﻘﻮﺍﻋﺪﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻔﺎﺕ.35.
-ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﺑﺎﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺒﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻋﻤﺪﺍً ،37ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ
ﺍﻟﺬﻱﻳﻘﻞ ﻋﻤﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻭﻗﺖ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ38
-ﺿﺪﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺧﻴﺺ
ﺗﻨﻈﻴﻤﻲﻣﺴﺒﻖ39
-ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻷﺷﻴﺎء ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ40
ﺇﺫﺍﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﻟﻠﺘﻮ ،ﻳﻈﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ
ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔﻟﻠﺴﺎﺉﻖ ﺍﻟﻤﺨﻄﺊ ﻫﻮ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﺗﻈﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻋﺎﻡ
1974ﻗﺪﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻘﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ،ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺎ ،ﺑـ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ"ﺍﻟﻤﻌﺪﻟﺔ".
ﻭﻟﻬﺬﺍﺍﻟﺴﺒﺐ ،ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ
ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
35ﻳﺮﻯ ﺃﻗﻞ
36ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺭﻗﻢ 34-80ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 16ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ JO P 173 1980
37ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 3ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ .°1 ،34-80
38ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 3ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ.°3 ،
39ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 5ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ .°2 ،34-80
40ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 5ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ .°3 ،34-80
143
ﺍﻟﺴﺎﺉﻖﻋﻨﺪ ﺍﻟﺨﻄﺄ ،ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ "ﻋﺠﺰ ﺩﺍﺉﻢ -
ﻳﺴﺎﻭﻱﺃﻭ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ 41"%50
ﻭﻛﺬﻟﻚﺍﻟﺴﺎﺉﻖﺳﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ،ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ "ﻋﺠﺰ ﺟﺰﺉﻲ ﺩﺍﺉﻢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ -
42"%66ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻔﻬﻢ ﺣﻘﺎً ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ.
ﺩﻋﻮﻧﺎﻧﺴﻠﻂ ﺍﻟﻀﻮء ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﺁﺧﺮ ﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، -
ﻭﻫﻮﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺉﺘﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺘﻴﻦ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻠﺺ ﻭﺷﺮﻛﺎﺉﻪ،
ﻳﻘﻌﻮﻥﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻲ.43.
ﻭﻣﻦﺃﻫﻢ ﺍﻻﺑﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ
ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ،ﺳﻮﺍء ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦﺃﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺨﺎﺹ ;44.ﻭﺃﺧﻄﺎء ﻣﺆﻟﻔﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍ )
ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎءﻭﺍﺣﺪ( ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﺎﺭﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻴﻦ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺒُﻌﺪﻭﺍ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
ﻏﻴﺮﺃﻧﻪ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 6ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﺪﺩ 37ﻟﺴﻨﺔ 1980ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 16ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ،1980ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ" :
ﻳﺴﺘﺜﻨﻰﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺻﻨﺪﻭﻕ ،ﻣﺆﻟﻒ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﺒﻪ
ﻋﻤﺪﺍ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻬﺎ «45
42ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ 5ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﺪﺩ 34ﻟﺴﻨﺔ 1980ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 16ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1980
43ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 15ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻐﺮﺍﻣﺔ
44ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ 13ﻭ 14ﻭ 15ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻐﺮﺍﻣﺔ؛ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 5ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ 34-80؛ ﺍﻟﻤﺎﺩﺗﺎﻥ 7ﻭ 8
ﻣﻦﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻋﺪﺩ 80ﻟﺴﻨﺔ .37
upra 45ﻳﺮﻯ
144
ﻫﺬﻩﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺗﺘﺤﺪﯨﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻟﻤﺸﺮﻉ
!1974ﺑﺎﺩﺉ ﺫﻱ ﺑﺪء ،ﻣﻦ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ؟
ﺇﻥﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﺳﻮﻑ ﺗﻬﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﺳﻮﺍء ﺍﻟﻤﺸﺎﺓ ﺃﻭ
ﺭﺍﻛﺒﻲﺍﻟﺪﺭﺍﺟﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﺎﺉﻘﻴﻦ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﻃﻮﻋﺎ ،ﺑﻤﺤﺾ
ﺍﺭﺍﺩﺗﻚ ﺍﻷﺫﻯ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ،ﺇﻣﺎ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ )ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ( ،ﺃﻭ
ﻷﻃﺮﺍﻑﺛﺎﻟﺜﺔ )ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺟﻨﺎﺉﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ
ﻛﺴﻼﺡﻟﻠﻘﺘﻞ( .ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻭﻓﺎﺓ ﻫﺆﻻء ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺃﺻﻴﺒﻮﺍ ﺑﺠﺮﻭﺡ
ﺧﻄﻴﺮﺓﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﻓﺈﻥ ﺭﻓﺾ ﺃﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺒﺮﻳﺮﻩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ؛ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ
ﻳﻤﻜﻦﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 7ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺴﻤﺢﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺠﺰﺉﻲ ﺍﻟﺪﺍﺉﻢ ﺑﻨﺴﺒﺔ
ﺗﺰﻳﺪﻋﻠﻰ ،٪66ﻟﻠﺺ ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ .ﺍﻟﺸﺮﻛﺎء ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻜﺤﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ...
ﻟﻜﻦﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ،ﻛﻴﻒ ﻧﻔﺴﺮ ﺃﻥ ﻣﺴﺘﺤﻘﻴﻬﻢ ﻣﺤﺮﻭﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺣﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ،
ﻟﻌﺪﻡﻗﺪﺭﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺄﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ ،ﻻ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ؟ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺨﻄﺉﻴﻦ؟
ﻭﺣﺘﻰﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ ،ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ،ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ )ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ( ﻋﻦ ﺳﻮء
ﺍﻟﺴﻠﻮﻙﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ،ﻓﻼ ﺷﻲء ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺒﺮﺭ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﻴﻦ ،ﻭﻟﻴﺲ
ﺍﻟﻤﺨﻄﺉﻴﻦ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ.
ﺇﻥﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 6ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ،37-80ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻄﺄ ﻣﺆﻟﻔﻬﺎ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ؛ ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ
ﺍﻷﺧﺮﻯﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻛﺤﻖ ،ﺳﻮﺍء ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﺍﻟﺴﻜﺮﺍﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭ ﺃﻭ
ﺍﻟﺴﺎﺭﻕﺃﻭ ﺷﺮﻛﺎﺉﻪ )ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ 13ﻭ 14ﻭ 15ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ(.
ﻫﻞﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﻬﻮﺍ ﺃﻭ ﺣﻤﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ؟ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ،
ﻛﺎﻥﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺗﺠﻨﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍء ،ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ
ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ،ﻷﻧﻪ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ.
ﻭﺑﺨﻼﻑﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ )ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ًﺑﺎﻟﻤﺎﻟﻚ ﺃﻭ
ﻏﻴﺮﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ( ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺇﺻﺎﺑﺎﺗﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ،ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ
ﺃﻥﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﻪ؟
145
-ﺃﺧﻄﺎءﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺴﺎﺉﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀﻪ :ﻋﺪﺍ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ
ﺃﻋﻼﻩ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺧﻄﺎء ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﻤﻮﻣﺎ ًﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ،
ﺍﺳﺘﻬﺘﺎﺭﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ،ﺭﻓﺾ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ،ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺰﺍﺉﺪﺓ ،ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺈﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻋﺪﻡ
ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﺨﻠﻴﻮﻱ ﺍﻟﺦ.
ﻏﻴﺮﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻄﺎء ﻻ ﺗﻔﺘﺮﺽ ،ﺑﻞ ﻳﺠﺐ ﺇﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺭﻙ.
ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻤﻴﻠﻪ ﺃﻱ ﺧﻄﺄ ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻃﻔﻴﻔﺎ ً،ﻳﺆﺛﺮ
ﻋﻠﻰﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ .ﺇﺫﺍ ﺍﻟﺘﺰﻣﻨﺎ ﺑﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 13ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔﺇﻻ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎﺏ ،ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﺑﺄﻱ ﺩﺭﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ.
ﻭﻳﺘﻌﻠﻖﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺧﻄﺄﻩ ﻭﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻖ ﺑﻪ ،ﺃﻱ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ
ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ،ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ.
ﻭﻟﺬﻟﻚﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺘﺮﻭﻛﺎً ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﻟﺘﻘﺮﺭ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﻗﺪ
ﺳﺎﻫﻢﻓﻲ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﻪ ،ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺃﺛﺮﻩ ،ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ،
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩﻩ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﻓﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺒﻪ ﺧﻄﺄﻩ.
ﻭﻣﻦﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﺴﺎﺉﻖ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻭﻓﻘﺎ ًﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 8ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ،
ﺇﺫﺍﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ؛ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ،ﻭﻓﻘﺎ ً
ﻟﻘﻮﺍﻋﺪﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮﻳﺔ ،ﺇﺫﺍ ﺗﻤﺖ ﺗﺒﺮﺉﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻛﻠﻴﺎ ً،ﺇﻣﺎ ﺑﺈﺛﺒﺎﺕ ﺍﻧﺘﻔﺎء
ﺍﻟﺨﻄﺄﺃﻭ ﻟﺴﺒﺐ ﺧﺎﺭﺟﻲ .ﻭﻳﻨﻄﺒﻖ ﺍﻟﺸﻲء ﻧﻔﺴﻪ ﺇﺫﺍ ﻇﻠﺖ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ
ﻏﻴﺮﻣﺤﺪﺩﺓ ،ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺗﺼﺎﺩﻡ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﻛﺒﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ )ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﻳﺠﻮﺯ
ﻣﻤﺎﺭﺳﺔﺣﻘﻪ ﺿﺪ ﺳﺎﺉﻖ ﺁﺧﺮ( .ﻓﺉﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺳﺘﺘﻤﻜﻦ ﺍﻵﻥ ﻟﻄﻠﺐ ﺗﻄﺒﻴﻖ
ﻗﺎﻧﻮﻥ ،1974ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ،ﺣﺎﻣﻞ ﺑﻮﻟﻴﺼﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ.
146
(5ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻚ
ﻭﺑﻬﺪﻑﺗﻌﻤﻴﻢ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ً،ﺗﺆﻛﺪ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 2ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻳﻤﺘﺪ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ.ﻣﺸﺘﺮﻙ
ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ،ﻭﻛﺬﻟﻚﻣﺎﻟﻚﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺘﻤﻜﻨﻮﻥ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺇﺻﺎﺑﺎﺗﻬﻢ
ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ،ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮﻥ ،1974ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺭﻛﺎﺑﺎً ﻭﻗﺖ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ.
-ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻳﺸﻜﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮﻙ ﺗﺤﺴﻴﻨﺎ ًﻣﻌﻴﻨﺎ ً،ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﻤﺎﻟﻚﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺗﻌﻮﻳﻀﻪ.
ﻭﻓﻲﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻃﺮﻓﺎ ًﺛﺎﻟﺜﺎ ً،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺸﻤﻮﻻ ً
ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻲ؛ ﻭﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ ،ﺃﺻﺒﺢ ﺿﻤﻦ ﻓﺉﺔ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻮﻳﻀﻬﻢ
ﺗﻠﻘﺎﺉﻴﺎ.
-ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ ﻓﻴﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﺒﺪﺉﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﻭﻟﻜﻦ
ﺑﻤﻮﺟﺐﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ 16ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ,461980ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺤﻖﺑﺎﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﺳﻴﺘﻢﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﺃﻭﻻ ًﻣﻦ ﺃﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻳﺘﺒﻴﻦ ﺃﻧﻪ -
ﻫﻮﺍﻟﻤﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪ ﻹﺻﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ;47.ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻩ ﺳﺎﺑﻘﺎً،
ﻳﺘﻌﻠﻖﺑﺠﻤﻴﻊ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺉﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪﻳﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ،ﻭﻳﺸﻜﻞ ﺇﻣﺎ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﺍً ﺃﻭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ
ﺍﻧﺘﺤﺎﺭ،ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺟﻨﺎﺉﻴﺔ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ.
ﻛﻤﺎﺳﻴﺘﻢ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺿﻤﺎﻥ )ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﺃﻭ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎً ﺑﺎﻟﺴﺎﺉﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ("، -
ﺇﺫﺍﻗﺎﻡ ،ﻭﻗﺖ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ،ﺑﻨﻘﻞ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﺟﺮ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺧﻴﺺ
ﺗﻨﻈﻴﻤﻲﻣﺴﺒﻖ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺮﺽ ﻫﺆﻻء ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻹﺻﺎﺑﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ"،ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻪ "
ﻗﺎﻡﺑﻨﻘﻞ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺃﺷﻴﺎء ﻻ ﺗﺴﺘﻮﻓﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩﻫﺎ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ«48
46ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺭﻗﻢ :34-80ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ °2) 5ﻭ (°3ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ) 7ﺩ( ﻭ)ﻫـ( ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ 37-80
47ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 3ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ .°1 34-80
48ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 5ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ °2 ،ﻭ °3
147
ﻓﻲﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﺎﺉﻖ» ،ﺗﻌﺪﻝ« ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ،ﻭﺳﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ -
ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺇﺻﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﺟﺰﺉﻲ ﺩﺍﺉﻢ ﺃﻛﺒﺮ
ﻣﻦ.%66
ﻭﺑﻌﺪﺃﻥ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻴﺔ ﻭﻣﺒﺪﺃ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ
ﻫﻮﺍﻳﺔﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ،ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻝ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻀﻤﻦ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺿﺤﺎﻳﺎ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ؟ﻭﻫﺬﺍ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﻨﺎ 3ﺫﻧﻘﻄﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﺒﺪﺃ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﻤﻢ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻲﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ ،1974ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺗﻬﻢ؛ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ
ﺑﺎﻟﻀﺒﻂﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻠﻤﺸﺮﻉ :ﺿﻤﺎﻥ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﻌﻮﻳﺾﻣﻌﻴﻦ .ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻼءﺓ ﺍﻟﻤﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻼءﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺿﻤﺎﻧﻬﺎﺇﻻ ﺑﻔﻀﻞ ﺇﻧﺸﺎء ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻲ ) ،(1ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺫﻟﻚ ،ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﺎﻥ
ﺻﻨﺪﻭﻕﺧﺎﺹ ) ،(2ﺑﺎﺳﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ.
148
(1ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 5ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﺤﺪﺩ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻛﻤﺪﻳﻨﻴﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﻲ":
ﻳﺠﺐﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺧﺺ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ
ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ؟«
ﻭﺗﺠﺪﺭﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺗﺠﺪﻳﺪﺍ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،1974ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ
ﻣﻮﺟﻮﺩﺍﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮﻱ ،ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ،1962ﻣﻊ ﺗﺠﺪﻳﺪ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 27ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ .1958
ﻭﺇﺫﺍﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ؟ ﻭﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 4ﻣﻦ ﻧﻔﺲ
ﺍﻷﻣﺮﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ"ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻐﻄﻲ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ
ﻭﻣﺎﻟﻚﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﻮﻟﻰ ،ﺑﺘﺮﺧﻴﺺ ﻣﻨﻪ ،ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺃﻭ ﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ."...
ﻣﺎﺫﺍﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﺍءﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ؟ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ ﻣﺪﻋﻮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ
ﺑﻬﺎﻫﻲ ﺃﻥ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺣﺎﺩﺙ ﺳﻴﺮ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺑﺮﻳﺔ ﺁﻟﻴﺔ،
ﻣﻮﺿﻮﻉﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻲ ،ﻳﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻞ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
49ﻣﺘﻤﻢ ﻭ ﻣﻌﺪﻝ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 31ﻟﺴﻨﺔ 1988ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 19ﻳﻮﻟﻴﻮ JO) 1988ﻋﺪﺩ 29ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 20ﻳﻮﻟﻴﻮ 1988
ﺹ(804
149
ﺏ( ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ
ﻭﻟﻜﻦﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ،ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﺴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ،ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕﻳﺸﻜﻞ ﺗﺄﻣﻴﻨﺎ ًﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ؟ ﻓﻬﻞ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ
ﻳﺨﻀﻊ"ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ" ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ؟
ﻋﻠﻰﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،4ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻚ ﻓﻲ
ﺃﻥﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻠﺒﻴﺔ؛ ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ
ﻳﻘﻠﻞﻣﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ؛ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ
ﻣﻦﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻞ ﻫﻴﻜﻞ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ،ﻛﻤﺎ ﻧﺺ
ﻋﻠﻴﻪﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ 1974ﻭﻣﺮﺍﺳﻴﻤﻪ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﺔ ﻓﻲ 19ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1980
ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ 19ﻳﻮﻟﻴﻮ 1988ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﻭﺗﻜﻤﻠﺔ ﻟﻸﻣﺮ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ!!
ﻭﺃﻳﻀﺎ،ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﺗﻴﻦ 1ﻭ 8ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﺺ ،ﺇﻻ
ﺃﻧﻪﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ،ﻣﻊ ﺗﺤﻔﻆ ﺟﺪﻱ ﻭﺍﺣﺪ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ
ﻣﺠﺎﻝﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ.
1 -ﻭﻗﺖﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻋﻄﺎﺅﻩ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻱﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ .ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮ ﻋﻘﻼﻧﻲ
ﻛﻤﺎﻗﺪ ﻳﺒﺪﻭ ،ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺒﺮﺭﻩ ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ:
ﺑﺪﺍﻳﺔ،ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺫﻯ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻓﻘﻂ، -
ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ"" .ﻣﺮﺳﻮﻡ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻵﻟﻴﺔ""
ﻭﻧﻈﺎﻡﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ «
ﺑﻌﺪﺫﻟﻚ ،ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ"ﺇﺻﻼﺡ -
ﺍﻷﺿﺮﺍﺭﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ «
ﻭﻟﺬﻟﻚﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻗﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺤﺮﺭﻱ ﺍﻟﻨﺺ
ﻓﻲﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺣﻘﺎً ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ
ﺍﻹﺻﺎﺑﺔﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻓﻘﻂ؛ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ )ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﺩﺍﺉﻤﺎً ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ( ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ.
150
-ﺃﻣﺎﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﻧﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1ﺇﻳﻪﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ،
ﺍﻟﺬﻱﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ "ﻳﻐﻄﻲ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺄﻃﺮﺍﻑ ﺛﺎﻟﺜﺔ
ﺑﺴﺒﺐﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ".
ﺣﺘﻰﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﻐﺔ"ﺗﺴﺒﺐ ﻷﻃﺮﺍﻑ ﺛﺎﻟﺜﺔ ")ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ( ،ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ.
ﻓﻲﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ،ﻻ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺩﻟﻴﻞ ﻣﺜﺒﺖ ﺣﺴﺐ
ﺍﻷﺻﻮﻝﻋﻠﻰ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﺤﻞ ﻣﺤﻠﻪ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ .ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ
ﺃﺧﺮﻯ،ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺿﺪ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ،ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺴﺆﻭﻝ،
ﻓﺎﻟﺸﺮﻛﺔﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻟﻠﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺪﻓﻊ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ.50.
-ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﺃﻳﻀﺎً ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ،ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪﻭﺭ
ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ؛ ﺗﻔُﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻣﺴﺆﻭﻻ ًﺗﻠﻘﺎﺉﻴﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻱ ﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﻦ
ﺟﺎﻧﺐﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ.
ﻻﻳﻐﻄﻲ ﻣﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺩﻳﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ
ﻣﻄﺎﻟﺒﺔﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ؛ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻟﻸﺧﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻖ ﺷﺨﺼﻲ ﻟﻪ ،ﺃﺷﺒﻪ
ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﻯﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻲ ﻭﺍﻷﺳﺮﻉ ،ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺤﻖ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ.
50ﻭﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﻦ ﻣﻬﻢ ،ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﻴﻤﺎﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻩ.
151
ﻭﻫﺬﺍﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺧﺎﺹ ﻭﻣﺴﺘﻘﻞ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ؛
ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻧﻄﺎﻕ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ :ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻌﻨﻴﻮﻥ
)ﻋﺪﻡ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺃﺧﻄﺎء ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ( ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﺎﺉﻘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﻄﺉﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ
ﻣﻌﻴﻨﺔ،ﻣﻦ "ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺪﻟﺔ".
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻧﻘﻀﺎء ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩﻩ ،ﻳﺘﻮﻟﻰ ﺻﻨﺪﻭﻕ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻉ 2ﺫﻧﻘﻄﺔ.
ﻳﺘﻢﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 9ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ 1974ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ":ﻋﻦ ﺃﻱ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺗﺮﻓﻀﻪ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﻟﺔ ﺃﻭ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﻜﻔﺎﻟﺔ
ﻭﺗﺤﺪﺩﺣﺎﻻﺗﻬﺎ ﺑﻤﺮﺳﻮﻡ51ﺳﻴﺘﺤﻤﻞ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻣﺒﻠﻎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﻭﻓﻘﺎً
ﻟﻠﺸﺮﻭﻁﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ.
ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ،ﻣﻦ ،1951ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎء ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ
ﻣﻨﻪﺗﻐﻄﻴﺔ "ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﺍﻵﻟﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻇﻞ
ﺳﺎﺉﻘﻮﻫﺎﻣﺠﻬﻮﻟﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﻌﺴﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ،"53ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺇﻧﺸﺎء ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ 27ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ .1958
ﻭﻫﻜﺬﺍﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 24ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻘﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﻛﻤﺎ
ﻫﻮ،ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ":ﻳﻌﺪﻝ ﻏﺮﺽ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﺑﻤﻮﺟﺐ
ﺍﻟﻔﺼﻞ 70ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ 69-07ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 31ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1969ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ
ﻟﺴﻨﺔ 1970ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ :ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺗﺤﻤﻞ ﻛﻞ ﺃﻭ
ﺟﺰءﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻦ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺗﻜﻮﻥﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻨﺸﺉﺔ ﻟﻠﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﺑﺮﻳﺔ ﺁﻟﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ
ﻓﻲﺣﺎﻟﺔ ﺑﻘﺎء ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻣﺠﻬﻮﻻ ً،ﺃﻭ ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ .ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺃﻭ
ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺇﻋﺴﺎﺭﻩ ﻛﻠﻴﺎ ﺃﻭ
ﺟﺰﺉﻴﺎ«
ﻭﻟﺬﻟﻚ،ﻓﺈﻥ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻳﺘﻴﺢ ﺿﻤﺎﻥ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻌﺎﻧﻮﻥﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ؛ ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺒﺐ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻣﺠﻬﻮﻻ ً،ﺃﻭ ﻫﺎﺭﺑﺎ ً،ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻧﺖﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻌﺴﺮﺓ.
ﻭﺗﺠﺪﺭﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ؛ ﻫﺬﻩ
ﻫﻲﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 11ﻣﻦ ﺃﻣﺮ 1974ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ":ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﺭﺗﺒﺎﻙ ﺃﻭ ﺗﺮﺍﻓﻖ ﺃﻭ
ﻭﻣﻦﺛﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺗﺼﺎﺩﻡ ﻣﺘﺴﻠﺴﻞ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﺘﺮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ
ﺁﻟﻴﺔ،ﺳﻮﺍء ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺑﺄﻳﺔ ﺻﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ ،ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻤﺘﻀﺮﺭﻳﻦ
ﻋﻠﻰﺣﺴﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ،ﻣﻊ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺉﻮﻝ .ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﻮﻥ.
ﻭﺟﺎءﺕﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻧﺼﻮﺹ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ،ﻭﺁﻟﻴﺎﺕ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ.
ﻣﻦﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ :ﺇﻥ ﻋﺪﻡ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﻓﻲ
ﻣﺠﺎﻝﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ،ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ،ﻻ ﻫﻨﺎ ،ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮ ،ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻈﻤﻰﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ )ﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺨﻄﺄ(
ﻭﻓﻲﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ،ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ،ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻘﺪﻣﺎً
ﻓﻴﻤﺎﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ،ﻟﻢ ﺗﺠﺮﺅ ﺃﻭ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺫﻟﻚ58.ﺗﻀﻤﻴﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺤﻖﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺗﻬﻢ .ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ
58ﺍﻟﺨﺎﻣﺲﺍﻧﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ 1ﺇﻳﻪﻣﺸﺮﻭﻉ TUNCﻋﺎﻡ …1966 ،1960؛ ﺍﻧﻈﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﻭﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻺﻋﺠﺎﺏ ﻟﻠﻔﻘﻪ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻣﻨﺬ
154
ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺩﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻬﺪﻭﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ؛ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺴﺘﺸﻬﺪ ﺃﻭﻻ ً،ﻭﺑﻜﻞ ﺍﻟﺸﺮﻑ،
ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎﺕﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﻨﻈﺎﻣﻬﺎ "ﻻ ﺧﻄﺄ"؛ ﻧﻴﻮﺯﻳﻠﻨﺪﺍ 1972؛ ﻭﺍﺗﺒﻌﺖ ﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾﻫﺬﻩ ﻣﺜﻞ ﻛﻴﺒﻴﻚ ﻭﺍﻟﺴﻮﻳﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻭﻟﻴﺲﻣﻦ ﺍﻟﻬﻴﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍﺉﺮﻱ ﻳﺤﻖ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﺘﻜﺮﻳﺲ ﺣﻖ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ،ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻟﻔﺎﺉﺪﺓ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﻭﺫﻟﻚ
ﻣﻨﺬﻋﺎﻡ .1974
ﻭﻫﺬﺍﺳﻴﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ .1974
ﻟﻤﺎﺫﺍﺗﻢ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺍﺉﺪﺍ ﻭﻣﺒﺘﻜﺮﺍ ،ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء،
ﻭﺍﻟﺬﻱﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ؟
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﻠﻞ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﻤﻨﻪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ) 1974ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ،
ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ،ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ( ،ﻻ ﻳﺴﻌﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺘﺴﺎءﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ،ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺪﺍء ،ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺛﺎﺭﻩ.ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺉﺞ ،ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ،ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ
ﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺟﺪﻳﺮﺓ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎء.
ﺃﺣﻜﺎﻡﺗﻴﻔﻴﻦ ﻭﺟﺎﻧﺪﻭﺭ ،ﺣﺘﻰ ﺣﻜﻢ ﺩﻳﺴﻤﺎﺭ ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﺲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﺩﻳﻨﺘﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 5
ﻳﻮﻟﻴﻮ(1985
155
ﺟﻌﻞﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺗﺎﺣﻴﻦ :ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ،ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ،ﻭﺣﺘﻰ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ،
ﻟﻠﻤﻔﺎﺭﻗﺔ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ.
ﻓﻲﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ )§ ،(1ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ
ﻋﺪﻡﺗﻄﺒﻴﻘﻪ )§(2؛ ﻭﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ،ﻟﻢ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ،ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،1988
ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔﺗﺨﻔﻴﻒ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻭﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﺟﺪﺍً
ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ)ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .(3
§ :1ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ
ﺇﺫﺍﺿﺪﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺇﺭﺳﺎء ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻭﺑﻼ ﺷﻚ ،ﺗﻘﺪﻣﺎً ﺿﺮﻭﺭﻳﺎً
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً،ﻭﻣﺘﻜﻴﻔﺎً ﻣﻊ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻳﻀﺎً ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻌﺎﻻ ًﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ
ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ،ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ًﻣﻬﻤﺎ ًﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ
ﻭﺗﻤﻮﻳﻞﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ؛
ﻭﻫﺬﺍﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﺕ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺩﻭﺭ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ،ﺃﻭ ﻭﺟﻮﺩ ﺳﺒﺐ ﺃﺟﻨﺒﻲ.
ﻭﻓﻲﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ )ﺃ(
،ﻭﺍﻟﻤﺸﻤﻮﻟﻴﻦ )ﺏ( ،ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ )ﺝ(.
156
ﺃ /ﻗﺼﻮﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺒﻠﻎ
ﺗﻌﻮﻳﺾ
ﻭﻣﺎﻳﻄﺮﺡ ﻣﺸﻜﻠﺔ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﺮﺣﻪ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ،ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻘﺺ
ﺍﻟﻮﺍﺿﺢﻓﻲ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ.
ﺍﺿﻄﺮﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺃﻣﺮﻳﻦ – ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ً،ﺩﻭﻥ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺐء
ﻋﻠﻰﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ )ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺄﻣﻴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ( ،ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻟﻸﺳﻒ
ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥﺍﻟﺼﺤﻴﺢ؛ ﺑﻴﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ،
ﻭﻫﻤﺎﻣﺼﻠﺤﺘﺎﻥ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺗﺎﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎ ،ﺍﺗﺠﻪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﺸﺮﻛﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ،ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ.
(1ﺳﻨﻼﺣﻆ ﺃﻭﻻ ًﺃﻥ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ،ﺑﻌﺪ ﺧﺼﻢ ﺍﻟﻀﺮﺍﺉﺐ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻡ
ﻭﺍﻟﺒﺪﻻﺕﻏﻴﺮ ﺍﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻀﺮﻳﺒﺔ ،ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ؛ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺒﻠﻎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻭﻫﻮ 4500ﺩﺝ،
ﻓﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺒﻠﻎ 24000ﺩﺝ ﺳﻨﻮﻳﺎ59،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎﻣﻦ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﺃﻋﻠﻰ ﺑﻜﺜﻴﺮ.
(2ﺑﻨﺎء ًﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺿﻪ ﺍﻟﻨﺺ ،ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻟﻌﺠﺰﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ) (ITTﻻ ﻳﺘﻢ ﺗﻐﻄﻴﺘﻪ ﺇﻻ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٪80ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ;60ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺳﻮء ﺍﻟﺤﻆ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﺾ ﻻ
ﻳﻄﺎﻕ61.
(3ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺪﺍﺉﻢ ﺍﻟﺠﺰﺉﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺣﺴﺐ
ﺍﻟﺠﺪﻭﻝﻣﺘﻨﺎﻗﺺ :ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ،ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻧﺨﻔﺾ ﺗﻌﻮﻳﺾ ،IPPﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ
ﺃﻥﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺳﻴﺘﻢ ﺇﺻﻼﺣﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ 24000ﺩﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ!
(5ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﻃﻔﻞ ﻗﺎﺻﺮ :ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﻟﻰ 6ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ
ﺗﻌﻮﻳﺾﺍﺣﺪ ﻣﺒﻠﻎ 5000ﺩﺝ ﺳﻴﺘﻢ ﺗﻘﺎﺳﻤﻪ ﺑﻴﻦ ﻛﻼ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ؛ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ "
ﻣﺤﻈﻮﻇﻴﻦ" ﺑﻔﻘﺪﺍﻥ ﻃﻔﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 6ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺣﺘﻰ 21ﻋﺎﻣﺎً،
ﻓﺴﻴﺘﻤﻜﻨﻮﻥﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ "ﺍﻟﺠﺎﺉﺰﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ" ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﺩﻝ 10000
ﺩﺝﻟﻜﻠﻴﻬﻤﺎ .62.ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻔﺎﺿﺢ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺤﻂ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ!!!
(6ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺭﺍﻣﻞ ﺍﻷﺏ ﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ،
ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺎﺕﺑﺘﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ .ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍء ﻫﺮﺍء :ﺗﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦﻫﻮ ﺣﻖ ﺷﺨﺼﻲ ،ﻣﺼﺪﺭﻩ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ
ﻗﺎﻧﻮﻥﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ.
ﺇﻥﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ )ﺃﻭ ﻧﻔﻀﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ،ﻫﻮ ﻭﺿﻊ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﻮﺿﻌﻲ)،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺸﺮﻭﻁ ﺻﺎﺭﻣﺔ(؛ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ،ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻛﻞ
ﺃﺭﻣﻠﺔﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ.
ﻟﻜﻦﺭﺑﻤﺎ ،ﺇﺫﺍ ﺗﻘﺎﺳﻤﻮﺍ ﺯﻭﺟﺎً ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺇﻻ ﺃﻥ
ﻳﺘﻘﺎﺳﻤﻮﺍﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻨﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ :ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮء ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ
ﻣﺜﻞﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ،ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻭﻗﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ .ﻣﻦ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ! ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ،
ﺍﻟﺘﻲﻟﻴﺴﺖ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍً ﻟﻬﺆﻻء ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ ،ﻫﻲ ،ﺩﻋﻨﺎ ﻧﻌﺘﺮﻑ ،ﻣﺠﺮﺩ ﻧﻜﺘﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ .ﻭﻻ ﺷﻚ
ﺃﻥﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺩﺕ ﻓﻌﻼ ًﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺎﺳﻢ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺑﻴﻦ
ﺍﻷﺭﺍﻣﻞ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻣﺮ ﻣﻘﺰﺯ!
ﺗﺴﻠﻂﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ،ﻓﻴﻤﺎ
ﻳﺘﻌﻠﻖﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﻭﻭﺍﻗﻊ ﺗﻌﻮﻳﻀﻬﻢ.
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻌﺪﻡ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻨﺺ؛ﻛﻤﺎ ﺃﺧﻄﺄ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﺍﻓﺘﺮﺍﺿﻲ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺑﻌﺾﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ.
ﻭﻛﻤﺎﺫﻛﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺗﺮﺳﻲ ﻣﺒﺪﺃ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻔﺎﺉﺪﺓ ﺟﻤﻴﻊ
ﺿﺤﺎﻳﺎﺍﻟﻄﺮﻕ ،ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺑﻌﻀﻬﻢ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺆﺧﺬ ﺃﺧﻄﺎﺅﻫﻢ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ،ﻭﻫﻲ ﺗﺪﺍﺑﻴﺮ ،ﻓﻲ
ﻣﺠﻤﻠﻬﺎ،ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ.
ﻋﻼﻭﺓﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻛﻘﺎﻋﺪﺓ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ،ﻓﺈﻥ ﺃﺧﻄﺎء ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻣﺼﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﺃﻭ
ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩﻫﺎﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ،ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﺃﺑﺪﺍً ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻪ )ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ
ﺃﻭﺍﻟﻨﺎﻗﻞ ﺍﻟﺴﺮﻱ ،ﻭ ﺳﺎﺉﻖﻣﺨﻤﻮﺭ ﺃﻭ ﻣﺨﺪﺭ،
ﺣﺘﻰﺃﻭﻟﺉﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺺ ﻭﺷﺮﻛﺎﺉﻪ…(
ﻓﻜﻴﻒﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﻧﻔﺴﺮ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺇﻣﺎ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪﻭﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ،ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ ،ﻣﺤﺮﻭﻣﻮﻥ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻤﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ
ﻣﻦﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻟﻘﺎء ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ؟
1°ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻘﺘﺒﺲ ﻓﻲ 1ﺇﻳﻪﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ،ﺍﻻﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ،ﺍﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،ﻷﺑﻨﺎء ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ “
ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ”؛ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺑـ 19ﺳﻨﺔ64ﻓﻬﻞ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻷﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﻡ
ﻟﻢﻳﻌﺪ ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ؟ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﻳﺆﻛﺪ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﻳﺘﻌﻠﻖﺃﻳﻀﺎً ﺑـ “ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻴﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ; «65ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻨﻄﺒﻖ
ﺑﺸﻜﻞﺧﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﻞ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﻋﻦ 21ﻋﺎﻣﺎً ،ﺃﻭ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺘﻠﻤﺬﺓ
ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ،ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﺍﺻﻠﻮﻥ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ،ﺃﻭ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻌﻼﺝ
63ﻭﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﻆ ،ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮﻯ ﻻﺣﻘﺎ ً،ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻧﻮﻥ 1988ﺧﻔﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲء ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ.
2°ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﺛﺎﻧﻴﺎ ً،ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺼﺎﺩﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻢ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺍﻟﺤﻘﻮﻕﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ ،ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻷﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﻡ1 :ﺇﻳﻪﻭ 2ﺫﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻴﻦﻣﻦ ٪15ﻣﻦ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺴﻂ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ 3ﺫﺳﻴﺘﻢ
ﺗﻌﻮﻳﺾﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻼﺣﻘﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﺑﻤﻌﺪﻝ %10ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ؛ ﻳﺆﺩﻱ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﺮﻁﺍﻟﻔﺎﺿﺢ ﺇﻟﻰ ﺣﻖ ﻣﻜﺘﺴﺐ ﺣﻘﻴﻘﻲ ،ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﺍﺕ.
ﻟﻤﺎﺫﺍﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻀﺮﺭ؟ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﻘﺎً ﺃﻥ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ
ﺃﻧﻬﻢﺟﻤﻴﻌﺎً ﻗﺎﺻﺮﻭﻥ؟66؟ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ،ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ ﻭﺍﺿﻌﻲ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ،ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ"ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻘﺼﺮ،ﺍﻷﻳﺘﺎﻡ ﻛﺎﻣﻠﺔﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﺑﺄﺟﺰﺍء ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺰء ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔﻭﻗﻮﻉ ﺣﺎﺩﺙ ﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ .ﻓﻬﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﺪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﺮﻡ؟
ﻋﻼﻭﺓﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺗﺼﺎﺩﻡ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﻛﺒﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ،ﺳﻴﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺳﺎﺉﻖ،
ﺑﻐﺾﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺪﻯ ﺇﺻﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ،ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻘﺪ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ
ﻟﺘﻮﺯﻳﻊﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﻭﻫﺬﺍ ،ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺔ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ :ﻧﺤﻦ
ﺑﻌﻴﺪﻭﻥﺟﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻲ! ﻓﻠﻴﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺉﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻮﻉﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﺮﻭﺭﻳﺔ ﻻ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻻ ﺃﻗﻞ! ﺑﻞ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻌﺘﻨﻲ ﻓﻘﻂ
66ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ :ﺣﻜﻢ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ) 19/07/1989ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮﺭ(» :ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ
ﻋﻠﻴﻪ...ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺍﻷﻗﺴﺎﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ؛
-ﺍﻟﺰﻭﺝ )ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ(%30 :
-ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ%10 :
-ﺍﻷﺑﻨﺎء ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ %15 :ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ
160
ﺗﻌﻮﻳﺾﺟﻤﻴﻊ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ ﻟﻀﻤﺎﻥ
ﺟﻤﻴﻊﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺎﺉﻘﻴﻦ ،ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔﺃﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ.
4°ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ،ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ،ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻔﺼﻞ 6ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﺪﺩ 37ﻟﺴﻨﺔ 1980ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 16ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1980ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎﻳﻠﻲ" :ﻳﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺹ،
ﻣﺮﺗﻜﺐﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﺒﻪ ﻋﻤﺪﺍ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻬﺎ «
ﺇﺫﺍﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﻋﻤﺪﺍ ﻣﻨﻄﻘﻴﺎ ﻧﺴﺒﻴﺎ ،ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ،
ﻓﺈﻥﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻬﻤﻨﺎ.
ﺩﻋﻮﻧﺎﻧﺘﺬﻛﺮ ﺃﻭﻻ ًﺃﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﺎﺉﻖ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺓ ﺃﻭ ﺭﺍﻛﺒﻲ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺟﺎﺕﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚﻃﻮﻋﺎ ،ﺑﻤﺤﺾ ﺍﺭﺍﺩﺗﻚ ﺿﺮﺭ
ﺟﺴﺪﻱ،ﺇﻣﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ )ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ( ،ﺃﻭ ﻷﻃﺮﺍﻑ ﺛﺎﻟﺜﺔ )ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ
ﻫﺬﺍﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺟﻨﺎﺉﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻛﺴﻼﺡ(.
ﺇﻥﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻭﺍﻻﻧﺰﻋﺎﺝ ،ﻧﻈﺮﺍ ًﻟﺮﻭﺡ ﺍﻷﻣﺮ :ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﺉﺔ
ﻣﻦﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ
ﻗﺎﺑﻼ ًﻟﻠﺘﻨﻔﻴﺬ ﺿﺪ ﻭﺭﺛﺘﻪ؟ ﺻﺤﻴﺢ ،ﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﺳﻜﻴﺮﺍ ًﺃﻭ ﻭﺭﺛﺘﻪ .ﺍﻟﺴﺎﺉﻖ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ
ﺃﻭﺷﺮﻛﺎﺉﻪ.67
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﻳﺮﺟﻰ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻻﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻓﻲ
ﻣﺠﺎﻝﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ .ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺇﺫﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ،ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻝ
ﺑﺸﻜﻞﺧﺎﺹ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻔﺉﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺮﺗﻜﺒﻮﺍ ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻱ ﺧﻄﺄ؟
ﻋﻼﻭﺓﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 6ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ 2ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 24ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺩ ﻧﻄﺎﻕ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ":ﻭﻳﺘﻮﻟﻰ
ﺻﻨﺪﻭﻕﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺩﻋﻢ ﻛﻞ ﺃﻭ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ
ﻟﻀﺤﺎﻳﺎﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ.ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻮﺟﺒﺔ ﻟﻠﺤﻖ
ﻓﻲﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻗﺪ ﻭﻗﻌﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﺑﺮﻳﺔ ﺁﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﻘﺎء ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ
ﺍﻟﻀﺮﺭﻣﺠﻬﻮﻻ ًﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ًﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ
161
ﻣﻦﺍﻟﺤﺎﺩﺙ،ﺧﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﻐﻄﺎﺓ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺃﻭ ﻳﺜﺒﺖ
ﺇﻋﺴﺎﺭﻩﻛﻠﻴﺎ ًﺃﻭ ﺟﺰﺉﻴﺎ ً"
ﻣﻊﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ،ﻓﺈﻥ
ﻫﺬﻩﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 6ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﻋﺪﺩ 80-37ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 16ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ،1980ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺜﻴﺮ ﺇﻻ
ﻣﺸﺎﻛﻞﻓﻲ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ )ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺪﺓﻟﻸﻣﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ( ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ.
ﻭﻳﺠﺐﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ،ﻟﻢ ﻳﺮﻕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ
ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ،ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺒﺮﺭ ،ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﻰ ﺷﻚ ،ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻢ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ.
ﻭﻓﻲﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻭﺧﻼﻓﺎ ًﻟﻠﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻝ ﺑﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ًﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ
ﻋﺎﻡ 1974ﻟﻢ ﻳﺪﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
ﻓﻤﺎﻫﻲ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ؟ ﻟﻦ ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻨﺎﻗﺺ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﺴﺎﺉﺮ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﺫﻛﺮﻫﺎ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ )،(ITT
ﻭﺍﻟﻌﺠﺰﺍﻟﺪﺍﺉﻢ ﺍﻟﺠﺰﺉﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻠﻲ ).(IPP
ﻗﺒﻞﻛﻞ ﺷﻲء ،ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﺔ "ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ" ﺗﺸﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻷﺣﻴﺎﻥﺇﻟﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ،ﻓﺈﻥ ﻣﺼﻄﻠﺢ "ﺍﻟﻀﺮﺭ" ﻳﺸﻴﺮ ،ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ،ﺇﻟﻰ ﻓﻜﺮﺓ
ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ!
ﻓﻲﺍﻟﻤﺴﺎﺉﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ،ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺴﺘﺪﻋﻲﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆﻟﻢ ﺟﺒﺮﺍً ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ،ﻓﻲ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻟﻠﺸﺨﺺ،
ﺳﻮﺍءﻧﺪﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ،ﺃﻭ ﺑﺘﺮ ﺃﻭ ﺑﺘﺮ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ،ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ .ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭ
ﺍﻟﺬﻱﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ.
ﻋﻼﻭﺓﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺺ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﺗﺪﺧﻼً
ﺟﺮﺍﺣﻴﺎً:ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺟﺮﺍﺣﺔ ﺗﺮﻣﻴﻤﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺟﺮﺍﺣﺔ ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ.
ﻓﻬﻞﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺣﻘﺎ ًﺃﻥ ﻧﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻼﺉﻘﺔ "ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ" ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﻋﺎﻡ
1974ﺳﺘﺸﻜﻞ ﻋﻼﺟﺎ ًﺳﺤﺮﻳﺎ ًﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ؟ ﻓﻬﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﻘﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻜﺮﻳﺲ
ﺍﻟﺤﻖﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻻ ﻳﻮﻓﺮ ﺇﻻ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﻼﺡ69؟
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺳﺉﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ
ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ؛ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻫﻞ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﺗﻘﺪﻳﻢ
ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒﻭﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩﻫﺎ ﻻﺣﻘﺎ ًﺃﻡ ﻳﺠﺐ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺧﺒﺮﺓ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ
ﻓﻲﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﻼﻑ؟
ﺇﺫﺍﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻟﻠﺘﻮ ،ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻲء ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻻﺣﻆ ﺃﻥ ﺑﺮﻳﺘﻴﻮﻡ
ﺩﻭﻟﻮﺭﻳﺲﻭﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ،ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﻤﺎ ،ﻣﺴﺘﺒﻌﺪﺍﻥ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻟﻌﺎﻡ
.1974
ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ:71ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ً،ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﻣﺸﺮﻉ 1974ﺃﻱ ﻓﻀﻞ
ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ،ﺑﺎﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻣﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ؛ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ،
ﺣﻴﺚﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ :ﺍﻵﺑﺎء ﻭﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻹﺧﻮﺓ ﻭﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻴﻦ.
ﻫﻞﺍﻟﻔﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻟﺸﺨﺺ ﻋﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺙ ﺳﻴﺮ ﻟﻪ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻓﻘﻂ؟ ﻭﺍﻟﺪﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ
ﺍﻟﺒﺎﻟﻎﻭﻟﻦ ﻳﺘﺄﺛﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،ﺛﻢ ﺗﻘﺎﺳﻢ %10ﻣﻦ ﺭﺃﺱ
ﺍﻟﻤﺎﻝﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ،ﻭﻫﻮ ﻣﺒﻠﻎ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺪﺓ؛ ﺃﻻ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ،
ﺳﻮﺍءﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺎﺻﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻐﻴﻦ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻟﻸﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﻣﺰﻗﻬﺎﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺠﺄﺓ :ﻫﻨﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﺟﺪﻭﻯ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ،ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻀﺮﺭ
ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱﻟﻪ ﺍﻷﺳﺒﻘﻴﺔ! ﻭﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺄﻱ ﻣﻌﺪﻝ! ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺧﻮﺓ ﻭﺃﺧﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ.
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ،ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻀﺮﺭ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ،ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻁ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ،ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻫﺬﺍ؛
ﻳﺘﻌﻠﻖﺍﻷﻣﺮ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺻﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﻃﻔﻞ ﻗﺎﺻﺮ ﻻ ﻳﺒﺮﺭ
ﻣﺰﺍﻭﻟﺔﻧﺸﺎﻁ ﻣﻬﻨﻲ :ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻗﺪﺭﻩ 5000ﺩﺝ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ
ﻭﺍﺣﺪﺇﻟﻰ 6ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﻭ 10000ﺩﺝ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻩ ﺑﻴﻦ 6ﻭ 21ﺳﻨﺔ؛ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ،
ﻳﻨﺺﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ “ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻳﻔُﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻤﻞ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ."72
ﻛﻴﻒﻧﻔﺴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ؟ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎً
ﻋﻦﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ،ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻛﺎﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﻧﺸﺎﻁ
ﻣﻬﻨﻲ.ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺤﻖ
ﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻃﻔﻠﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻄﺄ!
ﻭﻻﻳﺴﻌﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﺒﺘﻬﺞ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺆﻫﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ،
ﻭﺣﺘﻰﻟﻮ ﻇﻞ ﺍﻟﻜﻢ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺡ ﺿﺉﻴﻼ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ،ﻓﻲ ﻫﺬﻩ "ﺍﻟﺼﺤﺮﺍء"
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﻴﺔ،ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ) ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ( .ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ( ،ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻌﺘﺮﻓﺎ ﺑﻪ!
§ :2ﺍﻟﻤﺴﻜﻨﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ
ﻋﻼﻭﺓﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ ،1974ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﺮﺿﻪ ﻓﻲ
19ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ،1974ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﺸﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ،ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻻ
ﺑﻌﺪﻋﻘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ،ﻭﺣﺘﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻟﻤﺎ! !!
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻻ ﻧﺮﻣﻲ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻊ ﻣﺎء ﺍﻻﺳﺘﺤﻤﺎﻡ!!! ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻳﺠﺐ ﺭﻓﻀﻪ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ.
ﻻﻳﺰﺍﻝ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻋﺎﻡ 1974ﻳﺸﻜﻞ ﺇﺻﻼﺣﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ .ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﻄﺄ،ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ،ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ؛
ﺗﺒﻴﻦﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ:
-ﻫﻨﺎﻙ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﻸﻣﺮ ،ﺗﻢ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻲﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 11ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ;74ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ،ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﺴﻠﺔ ،ﻟﻦ
ﻳﻀﻄﺮﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ :ﺳﻴﺘﻮﻟﻰ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ
ﺍﻟﺨﺎﺹﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ،ﻭﺳﻴﺘﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻮﻗﻪ.
ﻟﻜﻦ،ﻟﻸﺳﻒ ،ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻄﻠﻴﻌﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﺿﻌﻒ :ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﻗﺘﺮﺣﻬﺎﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺻﺎﺭﻡ ﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻷﻱ ﺍﻧﺘﻘﺎﺹ ،ﻭﺃﺳﺎﺱ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺃﻛﺜﺮﻣﻦ ﺳﺨﻴﻒ.
ﻭﻫﻜﺬﺍﺃﺩﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﻌﻮﺭ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ،ﺳﻮﺍء ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺃﻭ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ
ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏﻣﻨﻬﺎ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ .ﻣﺎ ﺃﺿﺎﻉ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻭﺧﺎﺏ ﺍﻵﻣﺎﻝ!
ﻫﻜﺬﺍﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺂﺳﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺼﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ،ﻋﻠﻰ
ﺣﺴﺎﺏﺑﻌﺾ "ﺍﻟﺬﺭﺍﺉﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ" ﻟﻠﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻨﺺ.
ﻟﻜﻦﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺗﻤﺜﻠﺖ ،ﺗﺤﺖ ﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻓﻲ ﺭﻓﺾ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺤﺠﺔ
ﻏﻴﺎﺏﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ
"74ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﺭﺗﺒﺎﻙ ﺃﻭ ﺗﻀﺎﻓﺮ ﺃﻭ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ ،ﺳﻴﺘﻢ
ﺗﻐﻄﻴﺔﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ )ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ( ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺤﻞ ﻣﺤﻞ
ﺣﻘﻮﻕﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ،ﺗﺠﺎﻩ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻣﺪﻧﻴﺎ"
166
ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺷﺮﻃﺎً ﻟﻌﺪﻡ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ،
ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎءﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ.
ﻟﻜﻦﺑﻌﺪ 9ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﻃﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﻃﻠﺔ ﺟﺎءﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﺘﻀﻊ ﺣﺪﺍ ﻟﻬﺬﺍ “
ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ”.
ﻭﻫﺬﺍﺍﻟﺤﻜﻢ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺣﻜﻤﺎ ﻣﺒﺪﺉﻴﺎ ،ﻭﺿﻊ ﺣﺪﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ
ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ.
ﻭﻣﻦﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻜﻢ ،ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺉﻞ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾﻋﻦ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻠﺤﻖ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ
،1974ﻭﺫﻟﻚ ﺣﺼﺮﺍ؛ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺍﻵﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
ﻟﻜﻦﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻓﻘﻂ ،ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻷﻣﺮ،
ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍً ﻣﻦ 20ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ،1980ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ 16
ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1980ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ.
ﺇﻥﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻨﺎ :ﺃﻭﻻ ً،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﻮﺍﺩﺙ
ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﺔﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،75ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﻞ ﺑﻌﺪ ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ,ﺃﻥ ﺗﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎﺳﻴﻈﻞ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ؟ ﻳﺨﻠﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺟﺮﺍء ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ:
ﺿﺤﺎﻳﺎﺣﺎﺩﺙ ﻣﺮﻭﺭﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ 19ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ ،1980ﻟﻦ ﻳﺨﻀﻌﻮﺍ ﻟﻨﻔﺲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ
ﻣﺜﻞﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ 20 ،ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ !1980
ﺍﻟﻤﺎﺩﺗﺎﻥ 19ﻭ 20ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺘﺎﻥ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﻌﺠﺰ. -
ﻭﻻﻣﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 22ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ. -
ﺍﻟﻤﺎﺩﺗﺎﻥ 32ﻭ 34ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﺎﺕ ﻭﻗﻮﺍﻋﺪ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ -
ﺍﻟﺨﺎﺹ.
ﻋﻼﻭﺓﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﺬﻛﻴﺮ,ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ
ﺗﺤﺪﻳﺪﺍﻟﻄﺮﺍﺉﻖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ
ﺗﻌﺪﻳﻞﺭﻭﺣﻪ؛ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺜﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺣﻮﻝ
ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑﺑﺎﻟﺤﻖ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺰﺉﻲ ﺃﻭ
ﺍﻟﺤﺪﺍﻷﻗﺼﻰ ،ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﻣﻠﺤﻖ ﺑﺎﻷﻣﺮ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ
ﺍﻟﻔﻮﺭﻱﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍً ﻣﻦ 19ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ !!!1974
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻨﺼﻒ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﺴﻘﻴﻦ ﻣﻊ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ:ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺍﻓﻘﻮﺍ ﻟﻤﺪﺓ 9ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻗﻀﺎﺓ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ،ﺍﻟﺬﻳﻦ
"ﺗﺠﺮﺃﻭﺍ" ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻷﻣﺮ ،ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻭﻧﻈﺮﺍً ﻟﻐﻴﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ ،ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ
ﺇﻧﻜﺎﺭﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻻﺉﻖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺄﺭﻳﺦ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻡ .1974
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺳﺉﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻗﺎﺉﻤﺔ :ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻧﺘﻈﺮﺗﻢ ﻣﺎ
ﻳﻘﺮﺏﻣﻦ 6ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻹﺻﺪﺍﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﻓﺮﺽ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ،ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ
ﻭﻛﺬﻟﻚﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺮﺭ ﺇﺣﻴﺎء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺮﺽ ﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻭﺭﻓﺾ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻈﻤﻰﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎء؟
ﻭﻫﻜﺬﺍ،ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎءﺍﺕ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻏﻴﺮ ﺭﺍﻏﺐ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ،ﺃﻃﺎﻋﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺉﻠﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ.
ﻟﺴﻮءﺍﻟﺤﻆ ،ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺑﻌﺪ ،ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﻨﺘﺎﺉﺞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ :ﺧﻼﻝ 10ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﺗﻐﻴﺮ ﻛﻞ ﺷﻲء :ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ،ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﺍﻵﻟﻴﺔ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺴﺮﻋﺎﺕ ﺃﻋﻠﻰ ﻭ
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲﺗﺘﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ،ﻭﻭﺳﺎﺉﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻨﻘﻞ ﻋﺪﺩ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ،
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲﻋﺪﺩ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ...ﻟﻘﺪ ﺗﻐﻴﺮ ﻛﻞ ﺷﻲء ...ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ
ﻓﻲﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ ،1974ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻣﻘﻴﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺐ،
ﻭﻛﺬﻟﻚﺃﺳﺎﺱ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ،ﻳﺼﻞ ﺩﺍﺉﻤﺎً ﺇﻟﻰ 24000ﺩﺝ ﺳﻨﻮﻳﺎً،
ﺑﻴﻨﻤﺎﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً!
ﻓﻲﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻫﻞ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻧﺼﺐ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺤﻖ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾﺍﻟﺘﻠﻘﺎﺉﻲ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻄﺮﻕ؟
77ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 31-88ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ 19ﻳﻮﻟﻴﻮ 1988ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﻭﺗﺘﻤﻴﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ 15-74ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ
30ﻳﻨﺎﻳﺮ 1974ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻵﻟﻴﺔ ﻭﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ )JO
ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ 20ﻳﻮﻟﻴﻮ (P 804 ،1988
169
§ :3ﺍﻟﻤﺴﻜﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ
ﻭﻛﺎﻥﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻀﻄﺮﺍ ًﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺉﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺘﺠﺖ ﻋﻦ
ﺗﻄﺒﻴﻖﻗﺎﻧﻮﻥ 1974ﺃﺿﺮﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻄﻴﺮ ﺑﺎﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﻳﺔ
ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 1988ﺃﻛﺪ ﻭﺍﺿﻌﻮﻩ “ﺑﺘﻮﺍﺿﻊ” ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ":ﻭﻗﺪ ﺃﺩﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﺇﻟﻰﺗﺄﺧﻴﺮ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻨﻬﺎ”.
ﻭﻓﻲﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ،ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺎﻻﺕﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﺃﺻﺒﺢ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎً .ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺫﻟﻚ
ﺑﻤﻮﺟﺐﻗﺎﻧﻮﻥ 19ﻳﻮﻟﻴﻮ 1988ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺃﻋﻼﻩ.
ﻭﻓﻲﺍﻟﻤﺬﻛﺮﺓ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺤﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ،ﻳﺆﻛﺪ ﻭﺍﺿﻌﻮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻭﻻ ًﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﻻﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺑﺈﻧﻜﺎﺭ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻋﺎﻡ ".1974ﻻ ﻳﻬﺪﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺡ
ﺇﻟﻰﺇﻟﻐﺎء ﻧﻈﺎﻡ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺨﻄﺄ ،ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻉ.
ﻛﻤﺎﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺪﺩ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ،ﻭﻫﻮ":ﺿﻤﺎﻥ ﺩﺧﻞ ﺑﺪﻳﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ ﺑﺸﻜﻞ
ﺃﻓﻀﻞ،ﻭﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻦ ﻟﻪ ،ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ .1974
ﻭﻣﻊﺫﻟﻚ ،ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﺫﻥ ﺇﻟﻰ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ 19ﺗﻤﻮﺯ )ﻳﻮﻟﻴﻮ( ،1988ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺪﻝّ ﻭﺗﻤﻢ
ﺍﻷﻣﺮﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ 30ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ )ﻳﻨﺎﻳﺮ( 1974؟ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻮﺍﺉﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺿﺤﺎﻳﺎ
ﺍﻟﻄﺮﻕﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ؟
ﺍﻟﻨﻘﻄﺔﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺗﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮء ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻌﺎﻡ
،1998ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﻓﻬﺮﺳﺔ ﺃﺳﺎﺱ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ
ﺍﻟﻮﻃﻨﻲﻟﻸﺟﻮﺭ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ) ،(SNMGﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ .ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ،ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺪ
ﺍﻷﻗﺼﻰﻟﻠﺮﻭﺍﺗﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ 8ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺒﻠﻎ 78SNMGﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ
ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺳﻨﺔ 1974ﻭﻫﻮ 24.000ﺩﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ .ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻼﺕ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﻤﺢ ﺑﺘﻄﻮﺭ
ﺗﻠﻘﺎﺉﻲﻟﻠﺠﺪﻭﻝ ،ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﺛﺎﺑﺘﺎ ،ﺗﺸﻜﻞ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻧﺤﻮ
ﺗﻌﻮﻳﺾﺃﻓﻀﻞ ﻟﻠﻀﺤﺎﻳﺎ.
-ﺳﻴﺘﻢ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ %100ﻣﻦ ﺭﺍﺗﺐ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔﺃﻭ ﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ .79.%80
-ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺪﺍﺉﻢ ﺍﻟﺠﺰﺉﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻣﻊ ﻣﺒﻠﻎ 80SNMGﻓﻲ ﻭﻗﺖ
ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ.
-ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﻨﺪﺍً ﺗﻢ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﺟﻴﺪﺍً ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﺉﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ :ﺳﻴﺘﻢ ﺗﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺭﺍﺗﺐ ﺃﻭ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ SNMG؛ ﺑﻞ ﺫﻫﺐ ﺃﺑﻌﺪ
ﻣﻦﺫﻟﻚ ،ﺣﻴﺚ ﻣﻨﺢ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻣﻌﻴﻨﻴﻦ “ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺭﺍﺗﺐ ﺃﻭ ﺩﺧﻞ
ﻣﻬﻨﻲﻭﺣﺎﻣﻠﻲ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺆﻫﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﺢ
ﻟﻬﻢﺑﺘﻌﻴﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺐ ﻭﻇﻴﻔﻲ ﻣﻤﺎﺛﻞ ،ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻮﻳﻀﻬﻢ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﺍﺗﺐﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻸﺧﻴﺮ ،ﺻﺎﻓﻴﺎً ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﺉﺐ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻭﻭﻓﻘﺎ ًﻟﻠﺠﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ"81
-ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﻨﺪﺍً ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﻪ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ :ﻟﻘﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺟﺎﻧﺒﺎً ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ
ﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﻫﻮ ﺿﺮﺭ ﻣﺆﻟﻢ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ،ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﺗﻢﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﻓﻘﻂ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ 6000ﺩﺝ؛ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻵﻥ ﻣﺪﻋﻮﻣﺎً
ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ،ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ82
-ﻛﻤﺎ ﺃﻗﺮ ﻣﺸﺮﻉ ﺳﻨﺔ 1988ﺟﺒﺮ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺑﺮﻳﺘﻴﻮﻡ ﺩﻭﻟﻮﺭﻳﺲ :83ﻳﺘﻢ ﺍﻵﻥ
ﺗﻌﻮﻳﺾﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺿﻌﻒ ﻣﻘﺪﺍﺭ SNMG
ﻣﻘﺎﺑﻞﻓﻘﺪﺍﻥ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻟﻸﻟﻢ ،ﻭ 4ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻣﺒﻠﻎ SNMGﻣﻘﺎﺑﻞ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻸﻟﻢ.
-ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺸﻴﺮ ﺃﻭﻻ ًﺇﻟﻰ ﺇﻟﻐﺎء ﻗﺎﻧﻮﻥ 1988ﻟﻠﻔﺎﺭﻕ ،ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺻﺎﺩﻡ ،ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺑﻴﻦﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ؛ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ
ﺳﺆﺍﻝﺣﻮﻝ ﺃﻱ "ﺣﻖ ﻣﻜﺘﺴﺐ"؛ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻷﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﻡ ،ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻛﻞ ﻃﻔﻞ ﻗﺎﺻﺮ
ﻣﻌﺎﻝﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﺃﻱ %15ﻣﻦ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ ،ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ
ﺗﺮﺗﻴﺐﻭﻻﺩﺗﻬﻢ
-ﻭﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﻃﻔﻞ ﻗﺎﺻﺮ ،ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ ،ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ،ﺑﺤﺼﺺ
ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ،ﺣﺘﻰ ﺳﻦ 6ﺳﻨﻮﺍﺕ ،ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻟـ ،SNMGﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﻗﻮﻉ
ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ،ﻭﻫﺬﺍ )ﻋﻮﺽ 5000ﺩﺝ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ( ،ﻭ 3ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ
ﺇﺫﺍﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮﻩ ﺑﻴﻦ 6ﻭ 19ﺳﻨﺔ )ﻋﻮﺽ 10000ﺩﺝ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ( ،ﻭﻳﻀﻴﻒ ﺍﻟﻨﺺ"
ﻭﻓﻲﺣﺎﻟﺔ ﺍﺧﺘﻔﺎء ﺍﻷﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﻡ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻨﺎﺟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻛﺎﻣﻼً«84
-ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻀﺮﺭ ﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻧﺬﻛﺮ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌُﺘﺮﻑ
ﺑﻪﺍﻟﻴﻮﻡ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ،ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ ﻭ)ﺃﻭ( ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ85ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ؛ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺇﺫﻥ 3ﺃﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ:
ﻫﻞﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﺃﻡ ﻳﺠﺐ ﺗﻘﺎﺳﻤﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ؟
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ،ﻟﻨﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻟﻢ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻌﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻥ 19ﻳﻮﻟﻴﻮ ،1988ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ،ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺣﻠﻮﻻ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ،ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ
ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ .ﻧﺸﺮ ﻗﺎﻧﻮﻥ 1988ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ،ﺃﻱ ﻓﻲ
20ﻳﻮﻟﻴﻮ .1988ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻗﻌﻮﺍ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺣﺎﺩﺙ ﻣﺮﻭﺭﻱ ﻭﻗﻊ ﻳﻮﻡ 19
ﻳﻮﻟﻴﻮ 1988ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ،
ﻭﺗﻢﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﺰﻫﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ !!!1974
-ﻫﻞﺗﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺪﺭﻭﺳﺔ ﺃﻋﻼﻩ ﺣﻘﺎً ﻣﻊ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻨﻬﺎ ﻣﺆﻟﻔﻮﻫﺎ ،ﻭﻣﻊ
ﺍﻵﻣﺎﻝﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ؟
-ﻭﻫﻞﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ،ﻭﻟﻮ ﺗﻄﻮﺭ ،ﻳﺮﻗﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺑﺪﺍﻫﺎﺍﻟﻤﺸﺮﻉ؟
ﻣﻦﺍﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ .ﻭﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻧﻄﺒﺎﻉ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻝﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﺻﻼﺡ ،ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﻨﺎﻫﺎ
ﺑﺎﻟﻔﻌﻞﻟﻴﺴﺖ ﺿﺉﻴﻠﺔ.
ﻭﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻗﺪ ﺷﻜﻞ،ﻓﻲ ﻣﺒﺪﺃﻫﺎﺗﻘﺪﻡ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺇﻧﻜﺎﺭﻩ؛ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ،ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺣﺬﻑ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ
ﻓﻲﻣﻨﺢ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﻭﻻ ﻋﺪﻡ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻄﺎء ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎﺻﺎﺣﺒﻬﺎ.
ﻭﻟﺬﻟﻚ،ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﻟﻠﻤﺸﺮﻉ ﻟﺴﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻝ ﺑﻬﺎ،
ﻭﺣﺘﻰ،ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ،ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻵﺧﺮ ،ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﻤﻌﺪﻝ ﺛﺎﺑﺖ
ﻭﺣﺘﻰﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭ ﻟﻠﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻸﺟﻮﺭ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ )(SNMG؛ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻴﻜﻮﻥ:
173
ﺍﻟﺴﻤﺎﺡﺑﺎﻟﻠﺠﻮء ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺇﺿﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﺠﺴﻴﻢ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺻﺎﺣﺐ -
ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ،ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ.
ﺳﻨﻨﻬﻲﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻨﺎ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﺃﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻫﻮ ،ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﻰ ﺷﻚ ،ﺟﺰء ﻣﻦ
ﻋﻤﻠﻴﺔﺃﻭﺳﻊ ﺑﻜﺜﻴﺮ ،ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﻇﻬﻮﺭ ﺣﻖ ﻣﻨﻬﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ.
174