Vous êtes sur la page 1sur 12

‫ﻣﺠﻠﺔ أﺑﺤﺎث ﻗﺎﻧﻮﻧﯿﺔ و ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري واﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ‬

‫ ﺑﻦ ﺑﺨﻤﺔ ﺟﻤﺎل‬:‫اﻷﺳﺘﺎذ‬
‫أﺳﺘﺎذ ﻣﺴﺎﻋﺪ أ‬
‫ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬،‫ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﯿﺠﻞ‬،‫ﻗﺴﻢ اﻟﺤﻘﻮق‬

:‫ﻣﻠﺨﺺ‬
‫ ﺑﺪأ اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﺈﻧﺸﺎء اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺿﺒﻂ اﻟﻘﻄﺎع‬1990 ‫اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺳﻨﺔ‬
‫ وﻣﻦ أﺟﻞ دﻟﻚ ﻓﻘﺪ زودھﺎ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺻﺎت ﻣﮭﻤﺔ‬،‫ ﻧﻈﺮا ﻟﻌﺠﺰ اﻟﮭﯿﺎﻛﻞ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﮭﺪه اﻟﻤﮭﻤﺔ‬،‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي‬
‫ وﯾﺒﺮز اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري أﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن‬،‫ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري و اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ‬
‫ أﻣﺎ‬،‫اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺣﯿﺚ زود ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﺼﻼﺣﯿﺎت اﺳﺘﺸﺎرﯾﺔ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ھﻲ إﺟﺒﺎرﯾﺔ وﻣﻨﮭﺎ ﻣﺎ ھﻲ اﺧﺘﯿﺎرﯾﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﺧﺘﺼﺎص اﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻓﺈن اﻟﻤﺸﺮع اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻗﺪ ﻣﻨﺤﮫ ﻟﻌﺪة ﺳﻠﻄﺎت ﺣﯿﺚ ﺗﻘﻮم ﺑﮫ ﺑﻨﻔﺴﮭﺎ أو ﺑﻮاﺳﻄﺔ‬
‫ﻏﺮف ﯾﺘﻢ إﻧﺸﺎؤھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻟﺠﻨﺔ ﺗﻨﻈﯿﻢ ﻋﻤﻠﯿﺎت اﻟﺒﻮرﺻﺔ وﻣﺮاﻗﺒﺘﮭﺎ و ﻟﺠﻨﺔ ﺿﺒﻂ‬
.‫اﻟﻜﮭﺮﺑﺎء و اﻟﻐﺎز‬
Résumé:
A partir de l’année 1990 le législateur Algérien a connu sa première démarche
vert la création des autorités administratives indépendantes, afin de réguler le secteur
économique vu l’incapacité des institutions traditionnelles d’accomplir cette
mission, pour cela le législateur lui a confié des importantes attributions telles que
l’attribution consultative et l’attribution arbitrale.
L’attribution consultative dans le domaine de la concurrence est exercée par le
conseil de la concurrence dont la saisine de ce dernier peut être obligatoire ou
facultative. Quant à l’attribution arbitrale, elle est reconnue à plusieurs autorités de
régulation par le législateur Algérien. Cette compétence est exercée par l’autorité
elle-même ou bien par des chambres arbitrales étaient créés au niveau de ces
autorités, le cas de la commission d’organisation et de surveillance des opérations de
bourse et la commission de régulation de l’électricité .

‫ﺟﯿﺠﻞ‬- ‫ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق و اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﺪﯾﻖ ﺑﻦ ﯾﺤﯿﻰ‬


‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري واﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ /‬ﺑﻦ ﺑﺨﻤﺔ ﺟﻤﺎل‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ‪:‬‬
‫أدى ﻓﺷل اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬إﻟﻰ ﺿرورة إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﻪ‪ ،‬ﺣﯾث ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻌدة إﺻﻼﺣﺎت ﻛﺎن ﻧﺗﺎﺟﻬﺎ‬
‫اﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﻌوﯾض اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﺑﺄدوات اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪،‬‬
‫ﻏﯾر أن اﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﯾس ﻣطﻠﻘﺎ ﺑل ﺗﺑﻘﻰ ﺑل ﺗﺑﻘﻰ ﺗﺗدﺧل وﻟﻛن‬
‫ﻟﯾس ﻋن طرﯾق اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑل ﻗﺎﻣت ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺎت ﺟدﯾدة ﺳﻣﯾت ﺑﺎﻟﺳﻠطﺎت‬
‫اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‪ ،‬وﻗد ﺑدأ إﻧﺷﺎء ﻫدﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﺳﻧﺔ ‪ 1990‬ﺑﺈﻧﺷﺎء‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻺﻋﻼم ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ،(1)07-90‬ﻟﯾﺗواﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻓﻲ ﻋدة‬
‫ﻣﺟﺎﻻت ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺑورﺻﺔ‪ ،‬اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎﺟم‪،‬‬
‫اﻟﻧﻘل‪ ،‬اﻟﻣﺣروﻗﺎت‪ ،‬اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ‪ ،‬و ﻛذا اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪.‬‬
‫وﻗد زود اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻫدﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﺑﻌدة ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﻧوطﺔ‬
‫ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض وﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت‬
‫اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﻧﺎزﻋﻲ اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬واﻻﺧﺗﺻﺎص‬
‫اﻻﺳﺗﺷﺎري اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ وﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪،‬‬
‫واﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻌدة ﻫﯾﺋﺎت ﻛﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ‬
‫واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬وﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ وﻟﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز‪ ،‬وﻧظ ار‬
‫ﻷﻫﻣﯾﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬وﻗﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول اﻻﺧﺗﺻﺎص‬
‫اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ وﻟﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز واﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﻧﻔﻪ ﻓﻲ ﻫذﯾن اﻟﻣﺟﺎﻟﯾن ارﺗﺄﯾﻧﺎ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ )اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻻﺳﺗﺷﺎري و‬
‫اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ( ٕواﺛﺎرة اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز اﻟدور اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻪ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻬﯾﺋﺎت؟‪ .‬ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‬

‫إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﻧﺎزﻋﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص اﺳﺗﺷﺎري‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﯾﻣﻠك ﺣق إﺑـداء اﻟرأي ﺑﺷﺄن ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾـن‪ ،‬أو ﺣول اﻟﻣﺳـﺎﺋل ذات اﻟﺻﻠـﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ‪.‬‬

‫‪- 146 -‬‬


‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري واﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ /‬ﺑﻦ ﺑﺨﻤﺔ ﺟﻤﺎل‬
‫وﺗﻌد اﻻﺳﺗﺷﺎرة أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ داﺧل اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬اﺑﺗداء ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻣواطن اﻟﺑﺳﯾط ﻋﺑر ﺟﻣﻌﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك ﺣق اﺳﺗﺷﺎرة‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ)‪ .(2‬وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن‪،‬‬
‫اﺳﺗﺷﺎرة وﺟوﺑﯾﺔ واﺳﺗﺷﺎرة اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ)‪.(3‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻻﺟﺑﺎرﯾﺔ‪:‬‬

‫اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻟوﺟوﺑﯾﺔ أو اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻧص دون أن ﺗﻛون اﻹدارة ﻣﻠزﻣﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻘﯾد ﺑﻬﺎ ﻟدي اﺗﺧﺎذ ﻗرارﻫﺎ‪ ،‬وﻫﻧﺎ اﻹدارة ﻣﻠزﻣﺔ ﺑطﻠب اﻟرأي وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﻘﯾدة ﺑﻪ)‪ ،(4‬و‬
‫ﺑﺎﻟﻌودة اﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺟزاﺋري ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻟوﺟوﺑﯾﺔ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺷﺄن اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﻬواﻣش‬
‫وأﺳﻌﺎر ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ‪:‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎر ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 04‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺗﺣدد أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ذات‬
‫اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم ﺑﻌد أﺧد رأي ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻣﺛﺎل ذﻟك أﺳﻌﺎر اﻟﺣﻠﯾب‬
‫ﺣﯾث أﺑدى ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ رأﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎر اﻟﺣﻠﯾب أﺳﻌﺎر اﻟﺣﻠﯾب اﻟﻣﺑﺳﺗر‬
‫اﻟﻣوﺿب ﻓﻲ اﻷﻛﯾـﺎس ﻋﻧد اﻹﻧﺗﺎج وﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻣراﺣل اﻹﻧﺗﺎج ﻣﻊ اﺷﺗراطﻪ ﺿرورة ﺳﻬر‬
‫اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗوج وﺗوﻓرﻩ وﻋﻠﻰ وﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻧﺄى ﻋن ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﻐش‬
‫واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ )‪.(5‬‬

‫ﻫذا وﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ اﺗﺧﺎذ ﺗداﺑﯾر ﻣؤﻗﺗﺔ ﻟﺗﺣدﯾد ﻫواﻣش اﻟرﺑﺢ وأﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‬
‫أو ﺗﺳﻘﯾﻔﻬﺎ‪ ،‬ﺣﺳب اﻷﺷﻛﺎل ﻧﻔﺳﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ اﻟﻣﻔرط و ﻏﯾر اﻟﻣﺑرر‪ ،‬ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﺳﺑب‬
‫اﺿطراب ﺧطﯾر ﻟﻠﺳوق أو ﻛﺎرﺛﺔ أو ﺻﻌوﺑﺎت ﻣزﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾن داﺧل ﻗطﺎع ﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن‬
‫أو ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ)‪.(6‬‬

‫ﻏﯾر أﻧﻪ وﺑﺗﻌدﯾل اﻟﻣﺎدة‪ 05‬ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 05-10‬ﻗﺎم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺣذف‬
‫ﻋﺑﺎرة "ﺑﻌد أﺧد رأي ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ" ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺣدد أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ دون أﺧد رأي‬

‫‪.‬‬

‫‪- 147 -‬‬


‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري واﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ /‬ﺑﻦ ﺑﺨﻤﺔ ﺟﻤﺎل‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺿرورة أﺧذ رأي ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺗﺻرف‬
‫دون اﺳﺗﺷﺎرة ﻫذا اﻷﺧﯾر‪ ،‬واﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺻدور اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي اﻟﻣﺣدد ﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﻛر‬
‫واﻟزﯾت‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪:‬‬

‫ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 36‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪ " :‬ﯾﺳﺗﺷﺎر ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ ﻛل‬
‫ﻣﺷروع ﻧص ﺗﺷرﯾﻌﻲ أو ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو ﯾدرج ﺗداﺑﯾر ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺧﺻوص‪:‬‬

‫‪-‬إﺧﺿﺎع ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ ﻣﺎ أو ﻧﺷﺎط ﻣﺎ أو دﺧول ﺳوق ﻣﺎ إﻟﻰ ﻗﯾود ﻣن‬


‫ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻛم‪،‬‬
‫‪-‬وﺿﻊ رﺳوم ﺣﺻرﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎطق أو اﻟﻧﺷﺎطﺎت‪،‬‬
‫‪-‬ﻓرض ﺷروط ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎطﺎت اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪،‬‬
‫‪-‬وأﺧﯾ ار ﺗﺣدﯾد ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻣوﺣدة ﻓﻲ ﻣﯾدان ﺷروط اﻟﺑﯾﻊ"‪.‬‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻗد وﺳﻊ ﻣن ﻧطﺎق اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻟﯾﺷﻣل ﺣﺗﻰ‬ ‫اﻟﻣﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن‬
‫اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﺛر ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ،12-08‬رﻏم أن اﻟواﻗﻊ ﯾﺛﺑت اﻟﻌﻛس‬
‫ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺗﺗﺧذ اﻟﺣﻛوﻣﺔ إﺟراءات دون اﻟرﺟوع اﻟﻣﺟﻠس‪ ،‬وﺣﺗﻰ اﻟﺗﻌدﯾﻼت‬
‫اﻟﺗﻲ طرأت ﻋﻠﻰ اﻷﻣر ‪ 03-03‬ﻟم ﯾﺳﺗﺷر اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺿف إﻟﻰ دﻟك ﻋدم إﻟزاﻣﯾﺔ رأﯾﻪ‬
‫اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻘد ﺗﺄﺧذ ﺑﻪ أو ﻻ ﺗﺄﺧذ ﺑﻪ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻗد ﻣﻧﺢ‬
‫ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺣق إﺑداء اﻟرأي ﻓﻲ ﻛل ﻧص ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن اﻋﺗﺑر‬
‫اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﺳﻠطﺔ ﺣول اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أﻣر ﺟوازي)‪.(7‬‬
‫إن اﻹﺷﻛﺎل ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣدى إﻟزاﻣﯾﺔ رأي ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻬل ﻫو ﻣﻠزم أم ﻻ؟‬
‫ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﺎن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أو اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣﻠزﻣﺗﺎن ﺑﺎﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر إﻻ أن آراءﻩ ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻘوة اﻹﻟزاﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﯾؤﺧذ ﺑﻬﺎ أو ﻻ ﯾؤﺧذ ﺑﻬﺎ‬
‫وﻫو اﻟوﺿﻊ اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺣﯾث ﺗﻠزم اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺎﺳﺗﺷﺎرة ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺣول‬
‫اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ دون إﻟزام ﻫدﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑﺎﻟرأي اﻟذي أدﻟت ﺑﻪ ﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ‬

‫‪- 148 -‬‬


‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري واﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ /‬ﺑﻦ ﺑﺨﻤﺔ ﺟﻤﺎل‬
‫إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت ﺣق اﺳﺗﺷﺎرة‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﺧﺗﯾﺎ ار ﻣن أﺟل ﺗﻧوﯾر ﻗ ارراﺗﻬﺎ وﻫو ﻣﺎ ﺳﯾﺗم ﺗﺑﯾﺎﻧﻪ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ‬
‫ﺗﻌرف اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗطﻠﺑﻬﺎ اﻹدارة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ إﻣﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻏﯾر‬
‫ﻣﻔروﺿﺔ ﺑﻧص‪ٕ ،‬واﻣﺎ ﻷن اﻟﻧص اﻟذي ﯾﺷﯾر إﻟﯾﻬﺎ ﻟم ﯾﻌطﻬﺎ ﺻﻔﺔ اﻹﻟزام‪ ،‬واﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻏﯾر‬
‫اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﻟرأي‬
‫اﻟذي ﺗطﻠﺑﻪ ٕواﻻ ﺳﺗﻧﻘﺿﻲ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣوﻛﻠﺔ إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻺدارة أن ﺗﻘﺑل اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻏﯾر اﻟﻣﻠزﻣﺔ‬
‫إذا ﺷﻌرت أن اﻟﻌﻣل ﺑﻬﺎ ﻻ ﯾﻧﻘص ﻣن اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻬﺎ)‪.(8‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣؤﻫﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‬
‫ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻣﻧﺢ ﻋدة ﻫﯾﺋﺎت ﺣق اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﺟﻠس‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻧص‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 35‬ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪" :‬ﯾﺑدي ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ رأﯾﻪ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‬
‫إذا طﻠﺑت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣﻧﻪ ذﻟك‪ ،‬وﯾﺑدي ﻛل اﻗﺗراح ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪.‬‬
‫وﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﺷﯾرﻩ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواﺿﯾﻊ ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻛذا ﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن"‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 38‬ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪" :‬ﯾﻣﻛن أن ﺗطﻠب اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ رأي ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو‬
‫ﻣﺣدد ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻷﻣر وﻻ ﯾﺑدي رأﯾﻪ إﻻ ﺑﻌد إﺟراءات اﻻﺳﺗﻣﺎع اﻟﺣﺿوري‪ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎن‬
‫اﻟﻣﺟﻠس ﻗد درس اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ"‪.‬‬
‫ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﻣﻧﺢ ﻫﯾﺋﺎت ﻋدﯾدة ﺣق اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣﺟﺑرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺷﺎرﺗﻪ إﺟﺑﺎرﯾﺎ إدا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻧص ﺗﻧظﯾﻣﻲ أو‬
‫ﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ طﻠب رأﯾﻪ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬
‫ﺗﻣﻠك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ و اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ‬
‫وﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﺣق اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﺟﻠس‪.‬‬
‫و أﺧﯾ ار ﺗﻣﻠك اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺣق اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن‬
‫ﯾطﻠب ﻣن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺿر و ﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺗﺣﻘﯾق ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ‬
‫اﻟﻣرﻓوﻋﺔ إﻟﯾﻪ)‪ ،(9‬وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ طﺎﻟﺑﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرة أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﺣوزﺗﻬﺎ ﻗﺿﯾﺔ ﻣﻌروﺿﺔ‬

‫ص‪. 30‬‬
‫‪9‬‬

‫‪- 149 -‬‬


‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري واﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ /‬ﺑﻦ ﺑﺨﻤﺔ ﺟﻤﺎل‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻫو أﻣر ﻣﻧطﻘﻲ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﺗﺻور ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗطﻠب اﺳﺗﺷﺎرة‬
‫اﻟﻣﺟﻠس دون أن ﺗﻛون دﻋوى ﻣرﻓوﻋﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟﺗدﺧل ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ أﻣﺎم‬
‫اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻹﺑداء رأﯾﻪ‪ ،‬إذ أن ذﻟك ﻣن ﺣق اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﺷﯾرﻩ‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ)‪.(10‬‬
‫ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻟم ﯾﺗم اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺗﺎﺗﺎ ﺳﻧﺔ‪ 2014‬ﻋﻠﻰ ﻋﻛس‬
‫ﺳﻧﺔ‪ 2013‬واﻟﺗﻲ ﻧظر ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟطﻠب اﻟﻣﻘدم ﻣن ﻗﺑل و ازرة اﻟﺗﺟﺎرة )اﻟﺣﻛوﻣﺔ( ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪09‬‬
‫ﻣﺎي ‪ ،2013‬ﺣﯾث ﯾﺷﯾر هذا اﻟطﻠب إﻟﻰ ﻣراﻗﺑﺔ و ﺗﺄطﯾر ﺳوق اﻻﺳﻣﻧت وﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺗﺄﻛﯾد أو ﻧﻔﻲ وﺟود اﺳﺗﻐﻼل ﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺻﺎﻧﻊ اﻻﺳﻣﻧت ﻻﻓﺎرج)‪.(11‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‬

‫ﯾﻌرف اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻋﻠﻰ أﻧﻪ وﺳﯾﻠﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت ‪mode alternatif de‬‬
‫‪ ،règlement des déférents‬ﺑواﺳطﺔ أﺷﺧﺎص ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻛون اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ‬
‫وﺗﺳﺗﻣد ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن اﺗﻔﺎق اﻷطراف)‪ ،(12‬وﻗد ﻛرس اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم‬
‫ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺟدﯾد)‪ ،(13‬وﻧظ ار ﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﺎن‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻣﻛن اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ‪ ،‬وﺑﺎﺳﺗﻘراء‬
‫اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‪ ،‬ﯾﺗﺿﺢ ﺑﺄن اﻟﻣﺷرع ﯾﻣﻧﺢ اﻻﺧﺗﺻﺎص‬
‫اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ وﻫذا ﻋﻠﻰ ﻏرار ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد و‬
‫اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬و اﻟوﻛﺎﻟﺗﯾن اﻟﻣﻧﺟﻣﯾﺗﯾن و ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺳﻣﻌﻲ اﻟﺑﺻري‪،‬‬
‫وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﯾﻧﺷﺄ ﻏرف ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺑﻌض اﻟﺳﻠطﺎت اﻷﺧرى واﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ دون ﺳواﻩ و ﻫذا ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ‬
‫وﻟﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺣﺗم ﻋﻠﯾﻧﺎ دراﺳﺔ ﻫدﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ و ﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ‬

‫ﺗﻣﺎرس ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻋن طرﯾق ﻏرﻓﺔ‬
‫داﺧﻠﯾﺔ ﺗﺳﻣﻰ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ واﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺣل ﻧزاﻋﺎت اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن‬
‫ﺑﺳرﻋﺔ وﻓﻲ ﺳرﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺗﺗﺷﻛل اﻟﻐرف اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ واﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﻣن‪:‬‬

‫‪ -‬رﺋﯾس ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ واﻟدي ﯾﺗوﻟﻰ رﺋﺎﺳﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪.1‬‬
‫‪. 126‬‬
‫‪......‬‬

‫‪- 150 -‬‬


‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري واﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ /‬ﺑﻦ ﺑﺨﻤﺔ ﺟﻤﺎل‬
‫‪ -‬ﻋﺿوﯾن ﻣﻧﺗﺧﺑﯾن ﻣن ﺑﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ طوال ﻣدة اﻧﺗداﺑﻬﻣﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﺿﯾﯾن ﯾﻌﯾﻧﻬﻣﺎ وزﯾر اﻟﻌدل وﯾﺧﺗﺎران ﻟﻛﻔﺎءﺗﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻟﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدي و‬
‫اﻟﻣﺎﻟﻲ)‪.(14‬‬

‫و ﺗﺧﺗص اﻟﻐرﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﺑدراﺳﺔ أي ﻧزاع ﺗﻘﻧﻲ ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘواﻧﯾن‬
‫واﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻟﺑورﺻﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن اﻟوﺳطﺎء ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت‬
‫اﻟﺑورﺻﺔ‪ ،‬أو ﺑﯾن اﻟوﺳطﺎء ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ و ﺷرﻛﺔ إدارة ﺑورﺻﺔ اﻟﻘﯾم‪ ،‬أو ﺑﯾن‬
‫اﻟوﺳطﺎء ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ و اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ)‪ ،(15‬ﻛﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻐرﻓﺔ‬
‫ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻟدراﺳﺔ أي إﺧﻼل ﺑﺎﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ و أﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﺔ‬
‫ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟوﺳطﺎء ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻛل ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ‬
‫ﻋﻠﯾﻬم)‪.(16‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﯾﺗﺿﺢ ﺑﺄن اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﺟﻣﻊ اﺧﺗﺻﺎﺻﯾن ﻫﻣﺎ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ و‬
‫اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻘﻠص ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﻻﺧﺗﺻﺎص ﻫذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ‪ ،‬زد ﻋﻠﻰ‬
‫ذﻟك أن أﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻫم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت أﻋﺿﺎء ﺿﻣن ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت‬
‫اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎد واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻐرﻓﺔ وﯾﺟﻌل اﻷطراف‬
‫اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ ﻣﺟردة ﻣن ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺣﻛﻣﯾن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻬذﻩ اﻟﻐرﻓﺔ)‪.(17‬‬

‫وﻋن ﻋﻣل اﻟﻐرﻓﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﺣرك ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ إﺧطﺎر ﺻﺎدر ﻣن ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت‬
‫اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ‪ ،‬أو ﺑطﻠب ﻣن ﻣراﻗب ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ‪ ،‬أو ﺑﻧﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗظﻠم أي طرف ﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ دﻟك‪ ،‬أو ﻣن ﻓﺑل اﻷطراف اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 52‬ﻣن‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ‪ ،10-93‬وﺑﻌد دراﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺗﻘوم اﻟﻐرﻓﺔ ﺑﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺎت ﻫﻲ‬
‫اﻹﻧذار‪ ،‬اﻟﺗوﺑﯾﺦ‪ ،‬ﺣظر اﻟﻧﺷﺎط ﻛﻠﻪ أو ﺟزﺋﻪ ﻣؤﻗﺗﺎ أو ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ‪ ،‬ﺳﺣب اﻻﻋﺗﻣﺎد‪ ،‬و‪/‬أو ﻓرض‬
‫ﻏراﻣﺎت ﯾﺣدد ﻣﺑﻠﻐﻬﺎ ﺑﻌﺷرة ﻣﻼﯾﯾن دﯾﻧﺎر‪ ،‬أو ﺑﻣﺑﻠﻎ ﯾﺳﺎوي اﻟﻣﻐﻧم اﻟﻣﺣﺗﻣل ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﺑﻔﻌل‬
‫اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﺗﻛب)‪.(18‬‬

‫واﻟﻣﻼﺣظ أن ﻗ اررات اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ واﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ واﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻫﻲ‬
‫وﺣدﻫﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺧﻼل أﺟل ﺷﻬر واﺣد ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار ﻣوﺿوع‬

‫‪.3‬‬

‫ه‪.‬‬

‫‪- 151 -‬‬


‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري واﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ /‬ﺑﻦ ﺑﺨﻤﺔ ﺟﻤﺎل‬
‫اﻻﺣﺗﺟﺎج)‪ ،(19‬ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﺑﺄن ﻗ اررات اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز ‪CREG‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﺗوزﯾﻊ اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز ﻧﺷﺎطﺎ ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم‪ ،‬و اﻟذي ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺿﻣﺎن اﻟﺗﻣوﯾل‬
‫ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز ﻋﺑر ﻣﺟﻣوع اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ أﺣﺳن ﺷروط اﻟﺟودة واﻟﺳﻌر واﺣﺗرام اﻟﻘواﻋد‬
‫اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﺑﯾﺋﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ﻛﺎن ﻫدا اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون ‪-85‬‬
‫)‪(20‬‬
‫و اﻟذي ﻣﻧﺢ ﺷرﻛﺔ ﺳوﻧﻠﻐﺎز ﺣق اﺣﺗﻛﺎرﻩ‪ ،‬ﻓﻠم ﯾﻛن اﻟﻘطﺎع ﻣﻔﺗوﺣﺎ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ‪،‬‬ ‫‪07‬‬
‫أي أن ﻫذا اﻟﻘطﺎع ﻛﺎن ﺣﻛ ار ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ ﺳوﻧﻠﻐﺎز‪.‬‬

‫وﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 2002‬ﺻدر اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ،(21)01-2002‬و اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء وﻧﻘل اﻟﻐﺎز‬
‫ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘﻧوات‪ ،‬و اﻟذي ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟذي ﻛﺎن ﻣن طرف‬
‫ﺷرﻛﺔ ﺳوﻧﻠﻐﺎز‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗم ﺗﺣوﯾل ﻫدﻩ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و ﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻰ‬
‫ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻣﻠك ﻓﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ أﻏﻠﺑﯾﺔ رأس اﻟﻣﺎل)‪ ،(22‬ﻟﺗﻧظم اﺑﺗداء ﻣن ﺳﻧﺔ‬
‫‪ 2011‬ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ ﻗﺎﺑﺿﺔ دون إﻧﺷﺎء ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺟدﯾدة)‪ ،(23‬وﻗد ﻛﺎن ﻻﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻣن ﻫذا اﻟﻘطﺎع ﺿرورة إﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺔ ﺗﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺿﺑطﻪ وﻫﻲ ﻟﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺗﻌرﯾف ﻟﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء و اﻟﻐﺎز‬

‫ﻧص اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ،01-02‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء وﺗوزﯾﻊ اﻟﻐﺎز ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘﻧوات ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‬
‫‪ 111‬ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪" :‬ﺗﺣدث ﻟﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز‪ ،‬ﺗدﻋﻰ اﻟﻠﺟﻧﺔ"‪ ،‬وﻗد اﻋﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻣﺷرع‬
‫اﻟﺟزاﺋري ﻫﯾﺋﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬وﯾﻛون ﻣﻘرﻫﺎ ﺑﻣدﯾﻧﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋر)‪.(24‬‬

‫أﻣﺎ ﻋن ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻟﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز ﻓﻘد ﻧص اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 01-02‬ﻋﻠﻰ أن ﻟﺟﻧﺔ‬
‫ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز ﺗﻘوم ﺑﺈداراﺗﻬﺎ ﻟﺟﻧﺔ ﻣدﯾرة )‪ ،(25‬وﺗﺷﻛل اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣدﯾرة ﻣن رﺋﯾس وﺛﻼﺛﺔ‬
‫ﻣدﯾرﯾن ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾﻧﻬم ﺑﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ‪ ،‬ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ)‪،(26‬‬
‫واﻟﻣﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻷﻋﺿﺎء وﻣراﻛزﻫم‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﻗد‬
‫ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ‪.‬‬

‫‪.....‬‬

‫‪. 02‬‬

‫ﺳﻪ ‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪- 152 -‬‬


‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري واﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ /‬ﺑﻦ ﺑﺨﻤﺔ ﺟﻤﺎل‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻣﺗﻊ ﻟﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت ﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ‬

‫إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﻣﻧﺢ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺳﻠطﺔ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﺳوق وﻛذا ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳوق ﺣﯾث‬
‫أﺻﺑﺣت ﺑﻌد ﺻدور اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 01-02‬ﻫﻲ ﻣن ﺗﻘوم ﺑﻣﻧﺢ اﻟﺗراﺧﯾص ﻟﻛل ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ‬
‫أو ﻣﻌﻧوي ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم أو اﻟﺧﺎص ﯾرﻏب ﻓﻲ دﺧول ﺳوق اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز‪ ،‬وﺗﺳﺗﻧد‬
‫اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻠﺗراﺧﯾص ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﻧﻬﺎ‪ :‬اﻟﻘدرات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻟﺧﺑرة اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﻟطﺎﻟب اﻟرﺧﺻﺔ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺷروط ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻘواﻋد ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬ﺿﻣﺎن‬
‫ﺳﻼﻣﺔ وأﻣن ﺷﺑﻛﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻣﻧﺷﺂت واﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ)‪ ،(27‬ﻓﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﺗﻘوم‬
‫ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص ﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻋن طرﯾق ﺗﺄﺳﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺗدﻋﻰ "ﻏرﻓﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم" واﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻔﺻل‬
‫ﻓﻲ اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن و ذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب أﺣد اﻷطراف‪،‬‬
‫ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﻘوق و اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ)‪.(28‬‬

‫وﺗﺿم ﻏرﻓﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺛﻼﺛﺔ أﻋﺿﺎء ﻣن ﺑﯾﻧﻬم اﻟرﺋﯾس‪ ،‬وﺛﻼﺛﺔ أﻋﺿﺎء إﺿﺎﻓﯾﯾن ﯾﻌﯾﻧﻬم‬
‫اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ ﻟﻣدة ‪ 06‬ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد‪ ،‬وﻗﺎﺿﯾﯾن ﯾﻌﯾﻧﻬﻣﺎ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف‬
‫ﺑﺎﻟﻌدل‪ ،‬و ﯾﻌﯾن اﻷﻋﺿﺎء اﻹﺿﺎﻓﯾﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻛﻔﺎءﺗﻬم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن‬
‫اﺧﺗﯾﺎرﻫم ﻣن ﺑﯾن أﻋﺿﺎء أﺟﻬزة ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺿﺑط وﻻ ﻣن ﺑﯾن أﻋواﻧﻬﺎ)‪.(29‬‬

‫وﺗﻔﺻل ﻏرﻓﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺎﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻣﺑرر ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ‬
‫اﻷطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ وﯾﻣﻛن أن ﺗﻘوم ﺑﻛل اﻟﺗﺣرﯾﺎت ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ أو ﺑواﺳطﺔ ﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻌﯾﯾن‬
‫ﺧﺑراء ﻋﻧد اﻟﺣﺎﺟﺔ وأن ﺗﺳﺗﻣﻊ إﻟﻰ اﻟﺷﻬود ‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﻋﻧد اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل أن ﺗﺄﻣر ﺑﺗداﺑﯾر‬
‫ﺗﺣﻔظﯾﺔ)‪ ،(30‬وﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أن ﻗ اررات ﻏرﻓﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﺑﻬذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻬﻲ‬
‫واﺟﺑﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬وﻫﻲ ﻓﻲ ﻫذا ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻣﻊ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ‬
‫واﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻻﺳﺗﺷﺎري و اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻣﻣﻧوﺣﺎن ﻛذﻟك ﻟﻬﯾﺋﺎت أﺧرى‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﻣﻠك ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد و اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ و اﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻓﻲ‬
‫اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن أو ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻣﻠك اﺧﺗﺻﺎﺻﺎ اﺳﺗﺷﺎرﯾﺎ‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﯾﻣﻠك اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺑرﯾد و اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ﺣق اﺳﺗﺷﺎرة ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط‬
‫ﺑﺧﺻوص ﺗﺣﺿﯾر أﯾﺔ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻧﺻوص ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻘطﺎﻋﻲ اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ‬

‫ﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫ﻓﺳﻪ ‪.‬‬

‫‪- 153 -‬‬


‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري واﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ /‬ﺑﻦ ﺑﺨﻤﺔ ﺟﻤﺎل‬
‫و اﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬أو ﺗﺣﺿﯾر دﻓﺎﺗر اﻟﺷروط وﺗﺣﺿﯾر إﺟراء اﻧﺗﻘﺎء اﻟﻣﺗرﺷﺣﯾن ﻻﺳﺗﻐﻼل رﺧص‬
‫اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ و اﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺑدي رأﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑرﯾد و‬
‫اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ و اﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ)‪.(31‬‬

‫و اﻟﻣﻼﺣظ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺷﺎرات أن ﺑﻌﺿﻬﺎ إﺟﺑﺎري ﻛﺎﺳﺗﺷﺎرة اﻟوزﯾر ﻟﻠﺳﻠطﺔ ﺑﺧﺻوص‬
‫ﺗﺣﺿﯾر ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أو دﻓﺎﺗر اﻟﺷروط‪ ،‬و اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﯾﻌﺗﺑر اﺧﺗﯾﺎرﯾﺎ‬
‫ﻛﺈﺑداء اﻟرأي ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣواﺿﯾﻊ)‪.(32‬‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻘد أﺣﺳن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻌدة اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻻﺳﯾﻣﺎ‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻻﺳﺗﺷﺎري واﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬ﻓرﻏم أﻫﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸطراف اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك‬
‫ﺣق اﻻﺳﺗﺷﺎرة‪ ،‬إﻻ أن ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻻ ﯾزال ذا ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻧﺎﻗﺻﺔ ﻛون ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠﯾن ﻓﻲ‬
‫ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﯾﺟﻬﻠون إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺎن اﻟﻣﺟﻠس ﻟم‬
‫ﺗﺗم اﺳﺗﺷﺎرﺗﻪ ﺑﺗﺎﺗﺎ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ‪ 2014‬ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﺳﻧﺔ ‪ 2013‬واﻟﺗﻲ ﻧظر ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟطﻠب‬
‫اﻟﻣﻘدم ﻣن ﻓﺑل و ازرة اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﺧﺻوص ﺳوق اﻻﺳﻣﻧت‪ ،‬ﻣﺎ ﯾطرح ﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻫذا‬
‫اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻓﺎﻧﻪ ذو ﻗﯾﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻲ واﻟذي ﯾطﻣﺋن إﻟﻰ اﻟﻘرار اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻋن طرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻫو‬
‫ﻫو ﺣل أﻛﺛر ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﺣﻠول اﻷﺧرى ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺻﻠﺢ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺗﺣﻛﯾم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى‬
‫ﻫدﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻻزاﻟت ﺗﺣدﻩ ﺣدود‪ ،‬ﻓﺎدا ﻣﺎ أﺧدﻧﺎ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﻲ ﻟﻠﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ و‬
‫اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ و ﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘواﻧﯾن و اﻟﻠواﺋﺢ اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻟﺑورﺻﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺿﯾق‬
‫ﻣن ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻧﻌﻘﺎد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻐرﻓﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﻣرﻫوﻧﺎ ﺑوﺟود اﻟوﺳﯾط‬
‫ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ ﻣن ﻋدﻣﻪ ﻣﺎ ﯾﻘﻠص ﻣن دور اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ و اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣل‬
‫اﻟﻧزاﻋﺎت ﺣﯾث ﻻ ﯾﺷﻣل اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺻدرة ﻟﻸﺳﻬم‬
‫وﺷرﻛﺔ ادارة ﺑورﺻﺔ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻣﺛﻼ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪31‬‬
‫‪32‬‬

‫‪- 154 -‬‬


‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري واﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ /‬ﺑﻦ ﺑﺨﻤﺔ ﺟﻤﺎل‬
‫اﻟﻬواﻣش‪:‬‬

‫)‪ (1‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ ،07-90‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 03‬أﻓرﯾل‪ ،1990‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻋﻼم‪ ،‬ج ر ﻋدد‪ ،14‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 04‬أﻓرﯾل‬
‫‪) ،1990‬ﻣﻠﻐﻰ(‪.‬‬
‫)‪ (2‬ﻧﺎﺻري ﻧﺑﯾل‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن اﻷﻣر رﻗم‪ 06-95‬واﻷﻣر رﻗم ‪ ،03-03‬ﻣذﻛرة‬
‫ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري‪ ،‬ﺗﯾزي وزو‪-2003 ،‬‬
‫‪ ،2004‬ص ‪.51‬‬
‫‪(3) SERRA Yves, le droit francais de la concurrence, DALLOZ, Paris, (sd) p 25.‬‬
‫)‪ (4‬ﻋﻠﯾﺎن ﻣﺎﻟك‪ ،‬اﻟدور اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ)دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ(‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة‬
‫اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻓرع إدارة وﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،2003-2002 ،‬ص‪.31‬‬
‫)‪ (5‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬رأي رﻗم‪-2001‬ر‪ ،01-‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 13‬ﻓﯾﻔري ‪ ،2001‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺷروع اﻟﻣرﺳوم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذي اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎر اﻟﺣﻠﯾب اﻟﻣﺑﺳﺗر اﻟﻣوﺿب ﻓﻲ اﻷﻛﯾﺎس ﻋﻧد اﻻﻧﺗﺎج وﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻣراﺣل‬
‫اﻟﺗوزﯾﻌن )ﻏﯾر ﻣﻧﺷور(‪.‬‬
‫)‪ (6‬اﻟﻣﺎدة ‪ 3/05‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ ،03-03‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 19‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ ،2003‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم‪،‬‬
‫ج ر ﻋدد ‪ ،43‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 20‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪.2003‬‬
‫‪(7) Art L426-1, de code de commerce fronçais, in www.legifrance.fr.‬‬
‫)‪ (8‬ﻋﻠﯾﺎن ﻣﺎﻟك‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫)‪ (9‬اﻟﻣﺎدة ‪ 38‬ﻣن اﻷﻣر رﻗم ‪ ،03-03‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ (10‬ﻧﺎﺻري ﻧﺑﯾل‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫)‪ (11‬ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬اﻟﻧﺷرﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬ﻋدد ‪ ،2015 ،06‬ص ‪.11‬‬
‫)‪ (12‬ﺑوﺟﻣﻠﯾن وﻟﯾد‪ ،‬ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬دار ﺑﻠﻘﯾس‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2011 ،‬ص‬
‫‪.126‬‬
‫)‪ (13‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 05-16‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 03‬أوت ‪ ،2016‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪ ، 46‬ﻣؤرخ‬
‫ﻓﻲ ‪ 03‬أوت ‪.2016‬‬
‫)‪ (14‬اﻟﻣﺎدة ‪ 51‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ‪ ،10-93‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﻣﺎي ‪ ،1993‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺑورﺻﺔ اﻟﻘﯾم‬
‫اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ‪ ،‬ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪ ،34‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 23‬ﻣﺎي ‪.1993‬‬
‫)‪ (15‬اﻟﻣﺎدة ‪ ،52‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬
‫)‪ (16‬اﻟﻣﺎدة ‪ ،53‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬
‫)‪ (17‬ﺗواﺗﻲ ﻧﺻﯾرة‪ ،‬ﺿﺑط ﺳوق اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋري‪ :‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم‪ ،‬ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري‪ ،‬ﺗﯾزي وزو‪ ،2013 ،‬ص ‪.331‬‬
‫)‪ (18‬اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 54‬و ‪ 55‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ‪ ،10-93‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ (19‬اﻟﻣﺎدة ‪ ،57‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬

‫‪- 155 -‬‬


‫اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻻﺳﺘﺸﺎري واﻟﺘﺤﻜﯿﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ /‬ﺑﻦ ﺑﺨﻤﺔ ﺟﻤﺎل‬
‫)‪ (20‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ ، 07-85‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 06‬أوت ‪ ،1985‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ وﻧﻘﻠﻬﺎ وﺗوزﯾﻌﻬﺎ‬
‫وﺑﺎﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻟﻠﻐﺎز‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪ ، 33‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 06‬أوت ‪) 1985‬ﻣﻠﻐﻰ(‪.‬‬
‫)‪ (21‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ ،01-02‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 05‬ﻓﯾﻔري ‪ ،2002‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء وﺗوزﯾﻊ اﻟﻐﺎز ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘﻧوات‪،‬‬
‫ج ر ﻋدد ‪ ،08‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 06‬ﻓﯾﻔري ‪.2002‬‬
‫)‪ (22‬اﻟﻣﺎدة ‪ 02‬ﻣن اﻟﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ ،195-02‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 01‬ﺟوان ‪ ،2002‬ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز اﻟﻣﺳﻣﺎة "ﺳوﻧﻠﻐﺎز ش ذ م"‪ ،‬ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم‪ ،‬ج ر ﻋدد ‪،39‬‬
‫ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 02‬ﺟوان ‪.2002‬‬
‫)‪ (23‬ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ ،212-11‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 02‬ﺟوان ‪ ،2011‬ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم‬
‫‪ 195-02‬واﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 01‬ﺟوان ‪ 2002‬واﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز‪،‬‬
‫ج ر ﻋدد ‪ ،38‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 08‬ﺟوان ‪.2011‬‬
‫)‪ (24‬اﻟﻣﺎدة ‪ 112‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ،01-02‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ (25‬اﻟﻣﺎدة ‪ 116‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬
‫)‪ (26‬اﻟﻣﺎدة ‪ ،117‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬
‫)‪ (27‬ﻋﺳﺎﻟﻲ ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم‪"،‬ﻟﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز"‪ ،‬اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﯾرة‪ ،‬ﺑﺟﺎﯾﺔ‪ ،‬أﯾﺎم ‪ 24-23‬ﻣﺎي ‪ ،2007‬ص‬
‫‪.164-148‬‬
‫)‪ (28‬اﻟﻣﺎدة ‪ 133‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ،01-02‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ (29‬اﻟﻣﺎدة ‪ ،134‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬
‫)‪ (30‬اﻟﻣﺎدة ‪ ،135‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬
‫)‪ (31‬اﻟﻣﺎدة ‪ 13‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ ،03-2000‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 05‬أوت ‪،2000‬ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬ج ر ﻋدد‪ ،48‬ﻣؤرخ ‪ 06‬أوت ‪.2000‬‬
‫)‪ (32‬ﺑن زﯾطﺔ ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي‪" ،‬ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‪ :‬دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم‬
‫وﻣراﻗﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻟﻠﺑرﯾد و اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول‬
‫ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﯾرة‪ ،‬ﺑﺟﺎﯾﺔ‪ ،‬أﯾﺎم ‪ 24-23‬ﻣﺎي ‪ ،2007‬ص ص ‪-168‬‬
‫‪.183‬‬

‫‪- 156 -‬‬

Vous aimerez peut-être aussi